You are on page 1of 5

‫المبحث الثاني‪ :‬ممارسة مهنة المحضر القضائي‪.

‬‬
‫تمارس مهنة المحضر القضائي في عدة أشكال‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 50‬من القانون ‪ 50-50‬التي نصت‬
‫على أن مهنة المحضر القضائي تمارس إما في شكل فردي أو في شكل شركة مدنية مهنية‪ ،‬أو مكاتب مجمعة‬
‫(المطلب األول)‪ .‬ولخصوصية هذه المهنة أورد المشرع حاالت تتنافى ممارستها مع ممارسة مهن أخرى‪ ،‬وحاالت‬
‫يمتنع فيها المحضر عن ممارسة مهامه (المطلب الثاني)‪ ،‬كما بين كيفية إنابة المحضر القضائي واإلدارة المؤقتة‬
‫للمكتب (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أشكال ممارسة مهنة المحضر القضائي‪.‬‬


‫ال تقتصر ممارسة مهنة المحضرين القضائيين في شكل فردي(الفرع األول) ‪ ،‬فلقد نصت المادة ‪ 05‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 77-50‬على أن المحضرين القضائيين يمكنهم تكوين شركات مدنية مهنية (الفرع الثاني) أو‬
‫مكاتب مجمعة لممارسة مهنتهم (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المكتب المنفرد‪.‬‬
‫إستلزم المشرع من خالل المادة ‪ 50‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 77-50‬أن يكون المكتب الذي سيمارس فيه‬
‫المحضر القضائي مهنته الئقا ومناسبا لممارسة مهنة المحضر‪ ،‬وأن يكون متمي از عن المحالت التي تمارس فيها‬
‫نشاطات أخرى‪ .‬فإشترط شروطا في المادة ‪ 57‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 77-50‬في فقرتها األولى أن ال تقل مساحة‬
‫المكتب عن ‪ 05‬متر مربع‪ ،‬وأن يتضمن ثالث غرف على األقل تخصص األولى للمكتب واألخرى لألمانة‪ .‬كما‬
‫إستوجب المشرع من خالل نص المادة ‪ 50‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 77-50‬من المحضر تخصيص جانب من‬
‫المكتب لتسيير األرشيف وحفظه‪.‬‬
‫هذا وألزم المشرع من خالل المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 77-50‬رئيس الغرفة الجهوية المختصة تعيين‬
‫من بين أعضائها مقر ار لزيارة مكتب المحضر القضائي وتحرير تقرير عن مدى مطابقته للشروط والمقاييس المنصوص‬
‫عليها في هذا القسم‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشركة المدنية المهنية‪.‬‬
‫أجاز المشرع للمحضرين القضائيين ممارسة مهامهم في شكل شركة مدنية تخضع لألحكام المطبقة على هذه‬
‫الشركات‪ ،‬لكن إشترط في المواد من ‪ 00‬إلى ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 77-50‬توفر عدة شروط تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -0‬الحصول على ترخيص من وزير العدل حافظ األختام‪-‬أنظر المادة ‪ 0/00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪77-50‬‬
‫‪ -2‬أن ال يكون المحضر شريكا في شركة مدنية واحدة‪ ،‬وأن ال يمارس فرديا (ال يستطيع أن يكون شريكا في شركة‬
‫وله مكتب خاص) ‪-‬راجع المادة ‪ 2/00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.77-50‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -0‬إرسال القانون األساسي الخاص بالشركة‪ ،‬وكل تعديل محتمل له إلى وزير العدل حافظ األختام وإلى الغرفة‬
‫الوطنية للمحضرين‪ ،‬وإلى الغرفة الجهوية للمحضرين المختصة‪-‬راجع المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.77-50‬‬
‫‪ -1‬أن ال تضم شركة مدنية واحدة كل المحضرين القضائيين العاملين في دائرة إختصاص مجلس قضائي واحد‪-‬‬
‫راجع المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.77-50‬‬
‫جدير بالمالحظة أن المشرع أجاز من خالل نص المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 77-50‬للمحضرين‬
‫الشركاء في الشركة المدنية المهنية اإلحتفاظ بمكاتبهم وممارسة مهنتهم فيها لكن بإسم الشركة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المكاتب المجمعة‪.‬‬
‫سمح المشرع بموجب نص المادة ‪ 0/00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 77-50‬للمحضرين بتأسيس مكاتب مجمعة‬
‫إذا كانوا مقيمين في دائرة مجلس قضائي واحد‪.‬‬
‫إن المكاتب ال مجمعة هي عبارة عن تمركز مكتبين أو اكثر في مكان معين‪ ،‬ويحتفظ أصحابها بأعمالهم‬
‫الخاصة وبإستقالليتهم‪ ،‬وذلك حسب نص المادة ‪ 2/00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ .77-50‬وإشترط المشرع في المادة‬
‫‪ 00‬الحصول على ترخيص من وزير العدل بعد إستشارة الغرفة الوطنية والجهوية للمحضرين إلنشاء هذه المكاتب‪.‬‬
‫وبموجب نص المادة ‪ 00‬السابقة يتم إثبات إنشاء المكاتب المجمعة بموجب إتفاقية مكتوبة (عقد رسمي) تحدد‬
‫فيه النفقات المشتركة وحصة مساهمة كل محضر فيها‪ ،‬وال يلزم القانون المحضرين الذين أنشأوا المكاتب المجمعة‬
‫عند ممارسة أعمالهم المهنية‪ ،‬باإلشارة إلى وجود هذه المكاتب‪ .‬وأجاز المشرع للمحضر اإلنسحاب من المكاتب‬
‫المجمعة على أن يعلم بذلك وزير العدل والغرفة الوطنية والجهوية –أنظر المادة ‪ 0/00‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪.77-50‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حاالت المنع والتنافي مع مهنة المحضرين‪.‬‬


‫حفاظا على مصداقية المهنة وحماية للمحضر نفسه ولثقة الغير المتعامل معه‪ ،‬نص المشرع على حاالت يمنع‬
‫فيها المحضر من ممارسة مهامه (الفرع األول)‪ .‬وبالنظر إلى أن مهنة المحضر القضائي نفسها تتعارض مع بعض‬
‫المهن‪ ،‬نص المشرع على حاالت تتنافى مع هذه المهنة (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حاالت المنع‪.‬‬
‫إن غاية المنع هنا هو الدفاع عن المحضر وحفظه وليس حرمانه أو صده عن تصرفات معينة‪ ،‬وهذا ألن تلك‬
‫األفعال فيها شبهة‪ .‬ولقد نص المشرع في القانون رقم ‪ 50-50‬على حاالت يمنع فيها المحضر القضائي من ممارسة‬
‫مهامه‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫أوال‪-‬حاالت يمنع فيها المحضر من تسلم أي سند تنفيذي أو عقد آخر‪ :‬ورتب المشرع على مخالفة هذا المنع‬
‫البطالن لذلك التصرف‪ .‬وتتمثل هذه الحاالت في‪:‬‬
‫‪ -‬إستالم سند تنفيذي أو أي عقد يكون فيه طرفا معنيا أو ممثال أو مرخصا له بأية صفة كانت‪ -.‬المادة ‪20‬‬
‫من القانون ‪.50-50‬‬
‫‪ -‬إستالم سند تنفيذي أو أي عقد يتضمن تدابير لفائدته‪ -.‬المادة ‪ 20‬من القانون ‪50-50‬‬
‫‪ -‬إستالم سند تنفيذي أو أي عقد يعني أو يكون فيه وكيال أو متصرفا أو بأية صفة أخرى كانت‪:‬‬
‫أ‪ -‬أحد أقاربه أو أصهاره على عمود النسب حتى الدرجة الرابعة‪،‬‬
‫‪ -‬أحد أقاربه أو أصهاره تجمعه به قرابة الحواشي ويدخل في ذلك العم وإبن األخ وابن األخت‪-‬راجع المادة ‪20‬‬
‫من القانون ‪.50-50‬‬
‫‪ -‬إستالم سند تنفيذي أو أي عقد تكون الجماعة المحلية التي ينتمي إليها (عضو في مجلسها) طرفا فيه‪-‬راجع‬
‫المادة ‪ 22‬من القانون ‪.50-50‬‬
‫وألزم المشرع المحضر الممنوع من إستالم السندات التنفيذية والعقود األخرى في الحاالت المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 20‬و‪ 22‬بالتنحي تلقائيا منها‪ .‬كما أعطى المشرع للطرف المعني الحق في طلب رد المحضر بعريضة‬
‫أمام رئيس المحكمة المختصة الذي يبت فيها بأمر نهائي‪ ،‬وذلك من خالل المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪.50-50‬‬
‫ثانيا‪ -‬حاالت يمنع فيها المحضر من القيام بتصرفات معينة سواء بنفسه أو بواسطة أشخاص بصفة مباشرة أو‬
‫غير مباشرة‪ :‬وتتمثل هذه التصرفات التي يالحظ بأن لها عالقة بالتجارة كما حددتها المادة ‪ 21‬من القانون رقم‬
‫‪ 50-50‬في‪:‬‬
‫‪ -‬القيام بعملية تجارية أو مصرفية‪ ،‬أو عموما كل عملية مضاربة‪،‬‬
‫‪ -‬التدخل في إدارة أية شركة‪،‬‬
‫‪ -‬القيام بالمضاربات المتعلقة بإكتساب أو إعادة بيع العقارات أو تحويل الديون والحقوق الميراثية أو أسهم صناعية‬
‫أو تجارية أو غيرها‪،‬‬
‫‪ -‬اإلنتفاع شخصيا من أية عملية ساهم في تنفيذها‪،‬‬
‫‪ -‬إستعمال أسماء مستعارة مهما تكن الظروف ولو بالنسبة لغير العمليات والتصرفات التي ذكرت أعاله‪،‬‬
‫‪ -‬ممارسة السمسرة أو وكيل أعمال بواسطة زوجه‪،‬‬
‫‪ -‬السماح لمساعديه بالتدخل في العقود التي يتسلمها دون توكيل مكتوب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت التنافي‪.‬‬
‫بين المشرع حاالت تتعارض أو تخالف مهنة المحضر القضائي‪ ،‬من خالل نص المادة ‪ 20‬من القانون رقم‬
‫‪ ،50-50‬والتي تكمن في‪:‬‬
‫‪ -‬العضوية في البرلمان‪.‬‬
‫‪ -‬رئاسة أحد المجالس الشعبية المحلية المنتخبة‪.‬‬
‫‪ -‬الوظائف العمومية أو ذات التبعية‪ ،‬بإستثناء التدريس والتكوين طبقا للتنظيم المعمول به‪.‬‬
‫‪ -‬كل مهنة حرة أو خاصة‪.‬‬
‫وفي حالة نقض المحضر لهذا الحظر فإنه يتعرض للجزاء الذي حدده المشرع في نص المادة ‪ 27‬من القانون‬
‫رقم ‪ 50-50‬والمتمثل في العزل والعقوبات الجزائية‪.‬‬
‫إن تحديد المشرع للمهن التي تتنافى مع مهنة المحضرين القضائيين ال يعني أن المحضر يفقد جزء من‬
‫حقوقه خاصة السياسية‪ ،‬إذ أن القانون ال يحظر ترشح المحضر للعضوية في البرلمان أو رئاسة أحد المجالس الشعبية‬
‫المحلية‪ .‬فإذا أراد المحضر ممارسة هذا الحق ألزمه المشرع من خالل المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 50-50‬بإبالغ الغرفة‬
‫الجهوية المعنية في أجل شهر إبتداء من تاريخ مباشرة عهدته‪ ،‬ثم عدم الجمع بين المهنتين في حالة نجاحه في‬
‫اإلنتخاب‪ ،‬وهذا حفاظا على مصداقية مهنته األصلية‪.‬‬
‫وبما أن المحضر يتوقف عن ممارسة مهنته طيلة مدة عهدته‪ ،‬فإنه من البديهي أن يلزم المشرع في هذه الحالة‬
‫الغرفة الجهوية المعنية بتعيين محضر إلستخالفه من دائرة إختصاص نفس المجلس ليتولى تصريف االمور الجارية‪،‬‬
‫إال إذا كان المحضر ينتمي إلى شركة مدنية مهنية حيث يبقى األمر على حاله طالما يمكن ألحد الشركاء القيام‬
‫بمهامه التي أوكلت له بصفته شريكا‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 20‬السابقة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إنابة المحضر القضائي والتسيير المؤقت للمكتب‪.‬‬


‫قد يضطر المحضر القضائي إلى التغيب لسبب ما‪ ،‬وفي هذه الحالة يسمح القانون بإستخالفه من قبل محضر‬
‫آخر (الفرع األول)‪ .‬وقد يشغر المكتب لمانع دائم‪ ،‬مما يستلزم تعيين محضر آخر يتولى مهمة تسييره لفترة معينة(الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إنابة المحضر القضائي‪.‬‬


‫ألزم المشرع في المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 50-50‬تعيين محضر آخر في حالة غياب المحضر بسبب مانع‬
‫مؤقت ال يسمح له بممارسة مهامه‪ .‬وقد يختار المحضر النائب المحضر المتغيب نفسه‪ ،‬أو تعينه الغرفة الجهوية‬
‫من نفس دائرة إختصاص المجلس القضائي‪ ،‬وذلك بعد الحصول على ترخيص من النائب العام‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ونصت المادة ‪ 2/20‬من القانون ‪ 50-50‬على أن المحضر القضائي النائب يجب أن يحرر العقود والسندات‬
‫بإسمه الخاص مع اإلشارة إلى إسم المحضر القضائي المستخلف ورخصة النائب العام على أصل هذه العقود‬
‫والسندات‪ ،‬وفي حالة مخالفته لذلك رتب المشرع جزاء البطالن لهذه العقود التي قام بتحريرها‪ .‬وإذا إرتكب المحضر‬
‫النائب خطأ غير عمدي عند تحريره للعقود والسندات‪ ،‬فإن مسؤولية المحضر المستخلف هي التي تقوم لتعويض‬
‫األضرار المترتبة عن ذلك الخطأ‪-‬راجع المادة ‪ 20‬من القانون ‪.50-50‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التسيير المؤقت للمكتب‪.‬‬


‫قد يحصل مانع للمحضر القضائي يؤدي إلى شغور المكتب‪ ،‬كالوفاة أو العزل أو التوقيف أو أية حالة أخرى‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة يعين محضر قضائي من طرف وزير العدل حافظ األختام بناءا على إقتراح الغرفة الوطنية‬
‫للمحضرين‪.‬‬
‫المستخلف مهمة تسيير المكتب إلى غاية اإلنتهاء من إجراءات التصفية أو زوال المانع‪ ،‬وذلك‬
‫يتولى المحضر ُ‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 05‬من القانون ‪. 50-50‬‬

‫‪5‬‬

You might also like