You are on page 1of 10

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العملي‬


‫جامعة باتنة ‪01‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬

‫ماستر ‪ 01‬تسيير عمومي‬

‫بحث حول‬
‫التجارب الرائدة في التسيير العمومي الحديث‬

‫تحت اشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬


‫لعلى حناشي‬ ‫زكرياء شهيلي‬
‫أيوب بوزيد‬
‫اكرم فوضيل‬
‫وسيم حداد‬
‫السنة الدراسية‬
‫‪2024-2023‬‬
‫في سياق التسيير العمومي الحديث‪ ،‬تبرز التجارب الرائدة كمحور أساسي لتطوير أساليب اإلدارة الحكومية‪ .‬يتعلق ذلك‬
‫باستكشاف وتبني أفضل الممارسات واالبتكارات التي تعزز كفاءة الخدمات العامة وتلبي تطلعات المجتمع‪ .‬تشمل هذه‬
‫التجارب تنوعًا من السياسات والتقنيات‪ ،‬مثل تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وإدارة األداء‪ ،‬وتعزيز التشاركية بين الحكومة‬
‫والمواطنين‪ .‬يتعين فهم هذه التجارب لتحسين فعالية اإلدارة العامة وتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬

‫دورا حيويًا في تعزيز الشفافية‪ ،‬تحسين الكفاءة اإلدارية‪،‬‬


‫كيف يمكن للتجارب الرائدة في التسيير العمومي الحديث أن تلعب ً‬
‫وتعزيز التفاعل اإليجابي بين الحكومة والمواطنين؟‬

‫" دراسة حالة التجربة البريطانية"‬

‫التجربة البريطانية في هذا السياق تشير إلى مجموعة من السياسات والممارسات التي تمت تجربتها وتطبيقها في نظام‬
‫الحكومة واإلدارة العمومية في المملكة المتحدة‪ .‬تتضمن هذه التجربة العديد من السياسات المؤسسية والتحوالت التي تهدف‬
‫إلى تحسين فعالية الحكومة وجعلها أكثر شفافية وقربًا من احتياجات وتوقعات المواطنين‪ .‬تشمل هذه التجربة جوانب مثل‬
‫نظام الخدمة المدنية‪ ،‬إدارة المشروعات‪ ،‬تكنولوجيا الحكومة الرقمية‪ ،‬وتعزيز مشاركة المواطنين في عمليات اتخاذ‬
‫القرار‪.‬‬
‫التجربة البريطانية‪:‬‬

‫**نظام الخدمة المدنية ‪**:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يعد نظام الخدمة المدنية في المملكة المتحدة هو هيكل يشمل الموظفين الحكوميين الذين يخدمون‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومة المركزية والهيئات الحكومية‪ .‬يتميز باالحترافية والشفافية في عمليات التعيين والترقيات‪،‬‬
‫حيث يتم اختيار الموظفين بنا ًء على الكفاءات والخبرات‪.‬‬
‫**إدارة المشروعات الحكومية ‪**:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تتمثل هذه الجانب في استخدام الحكومة البريطانية ألساليب حديثة إلدارة المشروعات‪ ،‬مثل ‪،Agile‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهي منهجية تركز على التعاون والتفاعل المستمر مع العمالء لتحقيق نتائج أفضل وتلبية احتياجات‬
‫المستفيدين‪.‬‬
‫**شفافية ومشاركة المواطنين ‪**:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تتمثل هذه الجانب في جهود الحكومة لتحسين الشفافية وتعزيز مشاركة المواطنين في عمليات اتخاذ‬ ‫‪-‬‬
‫القرار‪ .‬تعتمد على وسائل االتصال الرقمية والمنصات اإللكترونية لتقديم المعلومات وجمع آراء‬
‫المواطنين‪.‬‬
‫**تكنولوجيا الحكومة الرقمية ‪**:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ي رتبط هذا الجانب بتبني التكنولوجيا الرقمية لتحسين خدمات الحكومة‪ .‬يشمل ذلك تطوير مواقع الويب‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومية‪ ،‬وتقديم الخدمات عبر اإلنترنت‪ ،‬واستخدام التحليالت الضخمة لتحسين فهم الحكومة‬
‫الحتياجات المواطنين واتخاذ القرارات بنا ًء على البيانات‪.‬‬

‫تتمثل هذه النقاط في جوانب محددة للتجربة البريطانية في التسيير العمومي‪ ،‬حيث يُبرز كل جانب جهود الحكومة‬
‫والتطورات في هذه المجاالت لتحسين أداء الخدمات الحكومية وتعزيز التفاعل مع المواطنين‬

‫**التحديات المستقبلية‪**:‬‬ ‫‪.5‬‬


‫تواجه التجربة البريطانية تحديات مستمرة‪ ،‬بما في ذلك متغيرات اقتصادية‪ ،‬وضغوط مالية‪ ،‬وتحوالت‬ ‫‪-‬‬
‫وابتكارا في التسيير العمومي‪.‬‬
‫ً‬ ‫في هياكل المجتمع تستدعي مرونة‬
‫**االستنتاج حول اهداف هذه التجربة**‬
‫ً‬
‫بارزا في رسم مالمح نموذج فعّال إلدارة الشؤون الحكومية‪ .‬يتجلى‬ ‫دورا‬
‫تلعب التجربة البريطانية في التسيير العمومي ً‬
‫ذلك في نظام الخدمة المدنية المحدد باالحترافية والشفافية‪ ،‬وفي استخدام أساليب حديثة مثل إدارة المشروعات ‪ .Agile‬كما‬
‫تبرز جهود الحكومة في تعزيز شفافية العمل ومشاركة المواطنين عبر وسائل االتصال الرقمية‪ .‬إضافةً إلى ذلك‪ ،‬تشير‬
‫االستثمارات في تكنولوجيا الحكومة الرقمية إلى التزام الحكومة بتحسين خدماتها وتعزيز فعالية التفاعل مع المواطنين‪.‬‬
‫ومع وجود تحديات مستقبلية‪ ،‬تظل التجربة البريطانية تمثل مصدر إلهام وتحفيز للدول األخرى في تطوير نظمها اإلدارية‬
‫بمرونة وابتكار‪.‬‬

‫**التجربة النيوزيالندية في التسيير العمومي**‬

‫**السياق التاريخي**‬

‫بدأت التجربة النيوزيالندية في التسيير العمومي في عام ‪ ،1984‬وذلك بعد فوز حزب العمال النيوزيلندي باالنتخابات‬
‫العامة‪ .‬وقد كان الحزب قد وضع برنام ًجا انتخابيًا يتضمن مجموعة من التعهدات باإلصالح اإلداري‪ ،‬بما في ذلك تقليص‬
‫حجم الحكومة وتعزيز دور القطاع الخاص في تقديم الخدمات العامة‪.‬‬

‫**المبادئ والقيم الجديدة**‬


‫اعتمدت التجربة النيوزيالندية على مجموعة من المبادئ والقيم الجديدة التي تهدف إلى تحسين أداء اإلدارة العامة‪ ،‬ومن‬
‫أهمها‪:‬‬
‫* **التركيز على النتائج‪ **:‬تم التركيز على تحقيق النتائج المرجوة من الخدمات العامة‪ ،‬بدالً من التركيز على اإلجراءات‬
‫والعمليات‪.‬‬

‫* **المساءلة‪ **:‬تم تعزيز مستويات المساءلة عن أداء اإلدارة العامة‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء هيئات مستقلة للرقابة على‬
‫أداء الحكومة‪.‬‬

‫* **الكفاءة والفعالية‪ **:‬تم التركيز على تحقيق الكفاءة والفعالية في أداء الخدمات العامة‪ ،‬وذلك من خالل إعادة هيكلة‬
‫المؤسسات الحكومية وتقليص التكاليف‪.‬‬

‫* **المشاركة‪ **:‬تم تعزيز مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار في المجال العام‪.‬‬
‫**اإلجراءات والخطوات**‬

‫تم تنفيذ التجربة النيوزيالندية في التسيير العمومي من خالل مجموعة من اإلجراءات والخطوات‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫* **إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية‪ **:‬تم إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية من خالل دمج بعض المؤسسات وفصل‬
‫أخرى‪ ،‬وذلك بهدف تحقيق الكفاءة والفعالية‪.‬‬

‫* **تقليص حجم الحكومة‪ **:‬تم تقليص حجم الحكومة من خالل تسريح العمالة وتقليص عدد الوزارات‪.‬‬

‫* **تعزيز دور القطاع الخاص‪ **:‬تم تعزيز دور القطاع الخاص في تقديم الخدمات العامة‪ ،‬وذلك من خالل خصخصة‬
‫بعض المؤسسات الحكومية‪.‬‬

‫* **اعتماد نظام العقود‪ **:‬تم اعتماد نظام العقود في تقديم الخدمات العامة‪ ،‬وذلك بهدف تحقيق الكفاءة والفعالية‪.‬‬

‫**النتائج**‬

‫حققت التجربة النيوزيالندية في التسيير العمومي مجموعة من النتائج اإليجابية‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫* **تحسين أداء اإلدارة العامة‪ **:‬تم تحسين أداء اإلدارة العامة من خالل تحقيق النتائج المرجوة من الخدمات العامة‬
‫وتعزيز مستويات المساءلة‪.‬‬
‫* **تقليص التكاليف‪ **:‬تم تقليص التكاليف الحكومية من خالل إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية وتقليص حجم الحكومة‪.‬‬

‫* **تعزيز دور القطاع الخاص‪ **:‬تم تعزيز دور القطاع الخاص في تقديم الخدمات العامة‪ ،‬وذلك من خالل خصخصة‬
‫بعض المؤسسات الحكومية‪.‬‬

‫**التقييم**‬

‫تعد التجربة النيوزيالندية في التسيير العمومي تجربة رائدة في مجال اإلصالح اإلداري‪ ،‬وقد حظيت باهتمام وتقدير‬
‫كبيرين من قبل الخبراء والباحثين حول العالم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تعرضت التجربة لبعض االنتقادات‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫* **التركيز على النتائج على حساب اإلجراءات والعمليات‪ **:‬فقد اعتبر بعض الخبراء أن التركيز على النتائج على‬
‫حساب اإلجراءات والعمليات قد يؤدي إلى إهمال بعض الجوانب المهمة في أداء اإلدارة العامة‪.‬‬
‫* **االعتماد على القطاع الخاص‪ **:‬فقد اعتبر بعض الخبراء أن االعتماد على القطاع الخاص في تقديم الخدمات العامة‬
‫قد يؤدي إلى تهميش دور الدولة في مجال الخدمات العامة‪.‬‬
‫**مخطط توضيحي**‬

‫يمكن توضيح التجربة النيوزيالندية في التسيير العمومي من خالل المخطط التالي‪:‬‬

‫**السياق التاريخي**‬

‫* فوز حزب العمال النيوزيلندي باالنتخابات العامة عام ‪1984‬‬

‫* برنامج حزب العمال االنتخابي يتضمن تعهدات باإلصالح اإلداري‬

‫**المبادئ والقيم الجديدة**‬

‫* التركيز على النتائج‬

‫* المساءلة‬

‫* الكفاءة والفعالية‬
‫* المشاركة‬

‫**اإلجراءات والخطوات**‬

‫* إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية‬

‫* تقليص حجم الحكومة‬

‫* تعزيز دور القطاع الخاص‬

‫* اعتماد نظام العقود‬

‫**النتائج**‬
‫* تحسين أداء اإلدارة العامة‬

‫* تقليص التكاليف‬

‫* تعزيز دور القطاع الخاص‬


‫**التقييم**‬

‫* تجربة رائدة في مجال اإلصالح اإلداري‬

‫* بعض االنتقادات‪ :‬التركيز على النتائج‪ ،‬االعتماد على القطاع الخاص‬

‫تُعد الواليات المتحدة األمريكية من الدول الرائدة في مجال تسيير القطاع العام الحديث‪ ،‬حيث تتميز تجربتها بمجموعة من‬
‫الخصائص التي جعلتها نموذ ًجا يحتذى به في العديد من الدول األخرى‪ .‬تستند هذه التجربة إلى مجموعة من المبادئ‬
‫األساسية‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫الفصل بين السلطات‪ :‬ينص هذا المبدأ على تقسيم السلطة بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬مما يضمن مراقبة‬
‫السلطة على السلطة‪ ،‬ومنع أي سلطة من التفرد بالسلطة‪.‬‬
‫المساءلة والمحاسبة‪ :‬تعني المساءلة أن يكون المسؤولون الحكوميون مسؤولين عن أفعالهم أمام الشعب‪ ،‬أما المحاسبة‬
‫فتعني أن يكون المسؤولون الحكوميون مسؤولين عن استخدام الموارد العامة‪.‬‬
‫الفعالية والكفاءة‪ :‬تسعى التجربة األمريكية إلى تحقيق الفعالية والكفاءة في إدارة القطاع العام‪ ،‬وذلك من خالل تطبيق‬
‫مجموعة من األساليب والتقنيات الحديثة‪.‬‬

‫تطور التجربة األمريكية في تسيير القطاع العام‬


‫مرت التجربة األمريكية في تسيير القطاع العام بمراحل عديدة‪ ،‬تمثلت في اآلتي‪:‬‬

‫المرحلة األولى (‪ :)1900-1776‬تميزت هذه المرحلة بسيادة اإلدارة البيروقراطية‪ ،‬حيث كان يتم تعيين الموظفين‬
‫الحكوميين على أساس الوالء السياسي‪ ،‬ولم يكن هناك أي معايير محددة الختيارهم‪.‬‬

‫المرحلة الثانية (‪ :)1970-1900‬شهدت هذه المرحلة ظهور مجموعة من الحركات اإلصالحية التي دعت إلى تحسين‬
‫إدارة القطاع العام‪ ،‬حيث تم وضع مجموعة من القوانين واللوائح التي تنظم عمل الموظفين الحكوميين‪ ،‬ووضع معايير‬
‫محددة الختيارهم‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة (‪ -1970‬اآلن)‪ :‬تميزت هذه المرحلة بظهور مجموعة من االتجاهات الجديدة في إدارة القطاع العام‪ ،‬مثل‬
‫اتجاه اإلدارة العامة الجديدة واتجاه اإلدارة بالنتائج‪.‬‬

‫الخصائص الرئيسية للتجربة األمريكية في تسيير القطاع العام‬

‫تتميز التجربة األمريكية في تسيير القطاع العام بمجموعة من الخصائص الرئيسية‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫التركيز على الشفافية والمساءلة والمحاسبة‪ :‬تحرص الحكومة األمريكية على تعزيز الشفافية والمساءلة والمحاسبة في‬
‫إدارة القطاع العام‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة من اإلجراءات‪ ،‬مثل نشر المعلومات الحكومية‪ ،‬وإنشاء هيئات الرقابة‪،‬‬
‫ووضع معايير لتقييم أداء الموظفين الحكوميين‪.‬‬

‫االهتمام بالكفاءة والفعالية‪ :‬تسعى الحكومة األمريكية إلى تحقيق الكفاءة والفعالية في إدارة القطاع العام‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫مجموعة من اإلجراءات‪ ،‬مثل تطبيق األساليب والتقنيات الحديثة‪ ،‬وإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية‪.‬‬

‫االعتماد على التقنيات الحديثة‪ :‬تعتمد الحكومة األمريكية على التقنيات الحديثة في إدارة القطاع العام‪ ،‬مثل تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وذلك من أجل تحسين أداء الموظفين الحكوميين‪ ،‬وتقديم الخدمات العامة بشكل أكثر كفاءة‬
‫وفاعلية‪.‬‬

‫التطبيقات العملية للتجربة األمريكية في تسيير القطاع العام‬


‫تُطبق التجربة األمريكية في تسيير القطاع العام في العديد من الدول األخرى‪ ،‬كما تُستخدم في إصالح القطاع العام في‬
‫العديد من الدول النامية‪ .‬من أهم التطبيقات العملية لهذه التجربة ما يلي‪:‬‬
‫تطبيق نظام الخدمة المدنية‪ :‬يُعد نظام الخدمة المدنية من أهم العناصر التي تميز التجربة األمريكية في تسيير القطاع العام‪،‬‬
‫حيث يهدف إلى ضمان اختيار الموظفين الحكوميين على أساس الكفاءة والنزاهة‪ ،‬ومنع تدخل السياسة في إدارة القطاع‬
‫العام‪.‬‬

‫تطبيق قوانين المساءلة والمحاسبة‪ :‬تُعد قوانين المساءلة والمحاسبة من أهم األدوات التي تستخدمها الحكومة األمريكية‬
‫لضمان كفاءة وفعالية إدارة القطاع العام‪ ،‬حيث تحدد هذه القوانين معايير محددة لتقييم أداء الموظفين الحكوميين‪ ،‬وتنظم‬
‫عملية الرقابة على عملهم‪.‬‬

‫تطبيق األساليب والتقنيات الحديثة‪ :‬تُعد الحكومة األمريكية من الدول الرائدة في استخدام التقنيات الحديثة في إدارة القطاع‬
‫العام‪ ،‬حيث تستخدم هذه التقنيات في مجموعة من المجاالت‪ ،‬مثل تقديم الخدمات العامة‪ ،‬وإدارة الموارد البشرية‪ ،‬ومراقبة‬
‫األداء الحكومي‪.‬‬

‫التجربة السعودية‬

‫رؤية السعودية ‪ 2030‬هي خطة ما بعد النفط للمملكة العربية السعودية أُعلن عنها في ‪ 25‬أبريل ‪2016‬م‪ ،‬وتتزامن مع‬
‫التاريخ المحدد إلعالن االنتهاء من تسليم ‪ 80‬مشروعًا حكوميًا عمالقًا‪ ،‬تبلغ كلفة الواحد منها ما ال يقل عن ‪ 3.7‬مليار‬
‫طة مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية برئاسة‬ ‫ظم ال ُخ َّ‬
‫لاير وتصل إلى ‪ 20‬مليار لاير‪ ،‬كما في مشروع مترو الرياض‪ .‬ن َّ‬
‫األمير محمد بن سلمان إذ عرضت على مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود العتمادها‪ .‬ويشترك‬
‫في تحقيقها كل من القطاع العام والخاص وغير الربحي‪ .‬في ‪ 2‬رمضان ‪ 1437‬هـ ‪ 7 -‬يونيو ‪2016‬م وافق مجلس‬
‫الوزراء على برنامج التحول الوطني أحد برامج الرؤية‪.‬‬

‫اإلطالق‬
‫ن ّ‬
‫ظم ال ُخطة مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية برئاسة ولي العهد األمير محمد بن سلمان‪ ،‬حيث عرضت على مجلس‬
‫الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود العتمادها‪ ،‬وأطلقت في ‪ 25‬أبريل ‪ ،2016‬ويشترك في تحقيقها كل‬
‫من القطاع العام والخاص وغير الربحي‪.‬‬

‫وأُعلن عن برامج تحقيق الرؤية خالل السنوات الخمس األولى من إنطالقها‪ ،‬بعدما حددها مجلس الشؤون االقتصادية‬
‫والتنمية في ‪ 30‬أبريل ‪ ،2017‬بوصفها حجر االساس لتحقيق األهداف االستراتيجية نحو تنمية شاملة ومستدامة في‬
‫المملكة‪ .‬وتستند أهداف الرؤية على ‪ 3‬محاور وهي‪ :‬مجتمع حيوي‪ ،‬واقتصاد مزدهر‪ ،‬ووطن طموح‪ .‬وينبثق منها ‪96‬‬
‫هدفًا تفصيليًا‪.‬‬

‫أهداف رؤية السعودية ‪2030‬‬

‫استهدفت برامج الرؤية تحقيق تحول كبير وملموس في جميع القطاعات‪ ،‬بداية من زيادة الطاقة االستيعابية الستقبال‬
‫ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين القادمين إلى المملكة من ‪ 8‬ماليين إلى ‪ 30‬مليونًا‪ ،‬مع تحسين رحلة الحاج‬
‫مرورا برفع عدد المواقع األثرية المسجلة في اليونيسكو إلى الضعف على األقل للحفاظ على االرث الثقافي وقد‬
‫ً‬ ‫والمعتمر‪،‬‬
‫وصوال إلى تصنيف ‪ 3‬مدن سعودية بين أفضل ‪ 100‬مدينة في العالم من أجل تحسين‬ ‫ً‬ ‫تم تحقيق هذا الهدف عام ‪،2021‬‬
‫جودة الحياة وتطوير التخطيط والبناء العمراني‪ .‬وهدفت إلى رفع إنفاق األسر على الثقافة والترفيه من ‪ %2.9‬إلى ‪%6‬‬
‫عبر توفير فعاليات ثقافية وترفيهية متنوعة‪ ،‬وخلق قطاعات جديدة وواعدة يستفيد منها المواطن‪ ،‬مع رفع نسبة ممارسي‬
‫الرياضة مرة على االقل أسبوعيًا من ‪ %13‬إلى ‪ %40‬مما يسهم في تحسين صحة المواطن وزيادة متوسط العمر ليترفع‬
‫من ‪ %74‬إلى ‪ 80‬عا ًما‪.‬‬

‫واستهدفت برامج الرؤية االرتقاء بمؤشر رأس المال اإلجتماعي من المرتبة ‪ 26‬إلى مرتبة ‪ 10‬األمر الذي سينعكس على‬
‫االستقرار االقتصادي‪ ،‬وتخفيض معدل البطالة من ‪ %11.6‬إلى ‪ ، %7‬ورفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في‬
‫إجمالي الناتج المحلي من ‪ %20‬إلى ‪ ،%35‬وزيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من ‪ %22‬إلى ‪ ،%30‬وقت تم‬
‫تحقيق وتجاوز هذا الهدف منذ عام ‪ ،2022‬كما وضعت أهداف الرؤية لتنعكس على حجم االقتصاد الكلي وتساهم في‬
‫هدفها الرامي إلى انتقاله من المرتبة ‪ 19‬إلى المراتب الـ ‪ 15‬األولى على مستوى العالم‪.‬‬

‫كما عملت على زيادة نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز من ‪ %40‬إلى ‪ ،%75‬ورفق قيمة أصول صندوق‬
‫االستثمارات العامة من ‪ 600‬مليار إلى مايزيد عن ‪ 7‬تريليونات لاير سعودي‪ ،‬واالنتقال من مركز ‪ 25‬في مؤشر‬
‫التنافسية العالمي إلى أحد المراكز الـ‪ 10‬األولى‪ ،‬في ظل رفع نسبة االستثمارات األجنبية المباشرة من إجمالي الناتج‬
‫المحلي من‪ %0.7‬إلى ‪ ،%5.7‬والمساهمة بوصول القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي من ‪ %40‬إلى ‪%.65‬‬

‫وتطمح برامج الرؤية إلى تقدم المملكة في ترتيب مؤشر الخدمات اللوجستية من المرتبة ‪ 45‬إلى ‪ 25‬عالميًا واألولى‬
‫إقليميًا‪ ،‬ورفع نسبة الصادرات غير النفطية من ‪ %16‬إلى ‪ %50‬على االقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي‪،‬‬
‫مليارا إلى تريليون لاير سنويًا‪ ،‬مما يسهم في تنويع االقتصاد‬
‫ً‬ ‫وكذلك زيادة اإليرادات الحكومية غير النفطية من ‪163‬‬
‫الوطني‪ ،‬واالرتقاء من المركز ‪ 80‬إلى المركز ‪ 20‬في مؤشر فعالية الحكومة من خالل تعزيز مبادرات سهولة الوصول‬
‫إلى الخدمات الحكومية واالستفادة منها‪ ،‬والتحول من المركز ‪ %36‬إلى المراكز الـ‪ 5‬األولى في مؤشر الحكومات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬مع رفع نسبة مدخرات األسر من إجمالي دخلها من ‪ %6‬إلى ‪ %10‬ورفع مساهمة القطاع غير الربحي في‬
‫أثرا اجتماعيًا كبيرا على القطاع غير الربحي‪ ،‬ويصل بعدد‬‫إجمالي الناتج المحلي من اقل من ‪ %1‬إلى ‪ %5‬مما سيترك ً‬
‫المتطوعين إلى مليون متطوع سنويًّا بعد كان اليتجاوز ‪ 11‬ألف متطوع‪.‬‬

‫‪1-‬أهداف بحلول (‪ 1442‬هـ ‪2020 -‬م)‪:‬‬


‫أكثر من (‪ )450‬نادي هواة مسجل يقدم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية وفق منهجية من ّ‬
‫ظمة وعمل احترافي‬

‫رفع نسبة تملّك األسر للمساكن من ‪ %50‬إلى ‪ %70‬بحلول ‪ ،2030‬بمقدار ال يقل عن‪(20%).‬‬

‫تدريب أكثر من (‪ )500‬ألف موظف حكومي عن بعد وتأهيلهم لتطبيق مبادئ إدارة الموارد البشرية في األجهزة‬
‫الحكومية‪.‬‬

‫آلية عمل رؤية السعودية ‪2030‬‬

‫تشارك العديد من الجهات الحكومية في منظومة عمل الرؤية‪ ،‬لذا ُوضعت آليات عمل لضمان وصول الرؤية لمستهدفاتها‬
‫ولمتابعة سير األداء‪.‬‬

‫برامج الرؤية‬

‫هي منظومة برامج مترابطة تمثل خطة السير لتحقيق الرؤية تحت مراقبة مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية وباتباع‬
‫الحوكمة وتفعيل أساليب متابعة المبادرات وتنفيذها‪ ،‬تتواصل البرامج مع الجهات الحكومية بشكل مستمر‪ ،‬ويوجد ‪11‬‬
‫برنام ًجا لتحقيق رؤية السعودية ‪ 2030‬وهي‪:‬‬

‫برنامج التحول الوطني‬

‫المقالة الرئيسية‪ :‬برنامج التحول الوطني‬

‫أطلق البرنامج عام ‪ 2016‬وتخدم أهدافه تطوير القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي‪ ،‬يعمل البرنامج على ‪ 34‬هدفًا‬
‫استراتيجيًا في مختلف القطاعات‪ ،‬ويُعنى بتطوير البنى التحتية مثل‪ :‬محطات تحلية المياة‪ ،‬والتحول الرقمي‪ ،‬وربط الجهات‬
‫لضمان استفادة المواطنين من الخدمات الحكومية بشكل سريع وسهل‪ ،‬ويستهدف البرنامج أيضًا تمكين المرأة في سوق‬
‫العمل وحماية البيئة من األخطار‪.‬‬

‫برنامج االستدامة المالية‬


‫المقالة الرئيسية‪ :‬برنامج تحقيق التوازن المالي‬

‫أطلق برنامج االستدامة المالية (برنامج تحقيق التوازن المالي سابقًا) في نهاية ‪ ،2016‬ويعنى البرنامج بالتخطيط المالي‬
‫المتوسط المدى‬

‫خاتمة‬

‫تُعد التجربة األمريكية في تسيير القطاع العام تجربة رائدة‪ ،‬تتميز بمجموعة من الخصائص التي جعلتها نموذ ًجا يحتذى به‬
‫مصدرا مه ًما للتعلم واالستفادة‪ ،‬حيث يمكن تطبيق بعض مبادئها‬
‫ً‬ ‫في العديد من الدول األخرى‪ .‬تُعد هذه التجربة‬
‫وممارساتها في الدول النامية من أجل تحسين إدارة القطاع العام فيها‪.‬‬

‫في ختام النقاش حول التجارب الرائدة في التسيير العمومي الحديث‪ ،‬ندرك أهمية االبتكار والتحول في إدارة القطاع العام‪.‬‬
‫تظهر هذه التجارب كفرص حاسمة لتعزيز جودة الخدمات الحكومية‪ ،‬وتعزيز الشفافية والمساءلة‪ .‬باالستفادة من‬
‫التكنولوجيا والممارسات الحديثة‪ ،‬يمكن تحسين فعالية اإلدارة العمومية وتحقيق تواصل أفضل مع المواطنين‪ .‬لذا‪ ،‬يظهر‬
‫ً‬
‫وتفاعال‪ ،‬مما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫تطورا‬
‫ً‬ ‫االستثمار في التجارب الرائدة كمفتاح لبناء مجتمعات أكثر‬
‫فيما يلي بعض المراجع حول بحث التسيير العمومي الجديد‪:‬‬

‫الكتب‬

‫التسيير العمومي الجديد‪ :‬اإلصالح والتغيير‪ ،‬تأليف‪ :‬محمد بن إسماعيل‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪.2013 ،‬‬

‫التسيير العمومي الجديد‪ :‬فلسفة وتطبيقات‪ ،‬تأليف‪ :‬عبد اللطيف الحناوي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.2010 ،‬‬

‫التسيير العمومي الجديد‪ :‬أدوات وتقنيات‪ ،‬تأليف‪ :‬إبراهيم أبو بكر‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.2009 ،‬‬

‫المقاالت‬

‫التسيير العمومي الجديد‪ :‬نشأته وتطوره‪ ،‬بقلم‪ :‬عبد هللا بن محمد الزهراني‪ ،‬مجلة اإلدارة العامة‪ ،‬السعودية‪.2014 ،‬‬

‫التسيير العمومي الجديد‪ :‬إيجابياته وسلبياته‪ ،‬بقلم‪ :‬عبد العزيز بن أحمد الغامدي‪ ،‬مجلة اإلدارة العامة‪ ،‬السعودية‪.2015 ،‬‬

‫التسيير العمومي الجديد‪ :‬أثره على أداء المؤسسات العامة‪ ،‬بقلم‪ :‬محمد بن عبد العزيز الغامدي‪ ،‬مجلة اإلدارة العامة‪،‬‬
‫السعودية‪.2016 ،‬‬

‫الدراسات‬

‫دراسة حول أثر التسيير العمومي الجديد على أداء المؤسسات العامة في الجزائر‪ ،‬بقلم‪ :‬عبد القادر قدور‪ ،‬جامعة سعيدة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫دراسة حول تطبيقات التسيير العمومي الجديد في المؤسسات العامة في المغرب‪ ،‬بقلم‪ :‬عبد الرحيم بوحبيدة‪ ،‬جامعة‬
‫القاضي عياض‪ ،‬المغرب‪.2018 ،‬‬

‫دراسة حول التحديات التي تواجه تطبيق التسيير العمومي الجديد في المؤسسات العامة في تونس‪ ،‬بقلم‪ :‬عبد الناصر‬
‫الهمامي‪ ،‬جامعة تونس المنار‪ ،‬تونس‪.2019 ،‬‬

‫باإلضافة إلى هذه المراجع‪ ،‬يمكن االستعانة بمواقع اإلنترنت والمصادر اإللكترونية األخرى للحصول على معلومات حول‬
‫التسيير العمومي الجديد‪ .‬ومن أبرز هذه المواقع‪:‬‬

‫موقع منظمة التعاون االقتصادي والتنمية)‪(OECD‬‬

‫موقع البنك الدولي)‪(World Bank‬‬


‫موقع األمم المتحدة)‪(United Nations‬‬

You might also like