You are on page 1of 14

‫دوز الكطاء اإلدازي يف محاية مبدأ امليافطة و الػفافية يف الصفكات‬

‫‪487‬‬
‫العنومية ‪ -‬دزاضة يف إطاز الكاىوٌ اجلصائسي ‪-‬‬
‫ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫أ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‬ ‫أستاذة محاضرة قسم‬
‫السياسيةﻓﻲ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ‬ ‫معهد الحقوق والعلوم‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻌﻴﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫المركز الجامعي احمد صالحي النعامة – الجزائر ‪-‬‬
‫ﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ‪ ،‬ﺳﻬﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪8‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫مقدمة ‪7‬‬
‫‪2019‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺃﻛﺘﻮﺑﺮية ت عد أ هم وسيلة تعت مد علي ها ا لدول في تنف يذ برامج ها التنمو ية‬
‫إن الصفقات العموم‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬

‫مادات مالية ضخمة موجهة لتنفيذ الم شار يع ذات الصالح ال عام ‪،‬‬ ‫باعتبارها عقود ذات اعت‬
‫‪299 - 311‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪1023917‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫وأداة من ا لأدوات ال تي ت ساهم في ت طور ور قي الاقت صاد ا لوطني‪ ،‬ل هذا أولا ها الم شرع‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬من خ لال الن صوص القانون ية‪،‬وذلك من أ جل إر ساء م بادئ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬لجزا ئري اهتما ما خا صا‬
‫ا‬
‫‪ IslamicInfo‬الصفقات العمومية ‪ ،‬والمتمثلة في مبدأ المساواة ‪ ،488‬مبدأ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬ناء عملية إ برام وتنفيذ‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪأساسية أث‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫المنافسة ‪490‬متماشيا في ذلك مع التو جه الدولي ا‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1023917‬لجد يد و تكر يسا لضمان‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬الشفافية ‪ ،489‬مبدأ‬

‫‪ 487‬قائمة المختصرات المستخدمة في الدراسة‬


‫ج ر‪:‬الجريدة الرسمية‬
‫د م ج ‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫ق ا م ا ‪:‬قانون الاجراءات الادار ية و المدنية‬
‫‪488‬‬
‫إن مبدأ المساواة يعتبر من المبادئ الأساسية التي كرسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن‬
‫حيث جاء في مقدمة ميثاق الأمم المتحدة ‪ " :‬أن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان ‪ ،‬و بكرامة الفرد‬
‫وقدره‪ ،‬وبما للرجال و النساء ‪ ،‬و الأمم كبيرها و صغيرها من حقوق متساو ية " ‪ ،‬كما نصت المادة الثانية من نفس‬
‫الميثاق على أنه ‪" :‬تقوم المنظمة على مبدأ المساواة بين جميع أعضائها''‬
‫‪ 489‬ان لمبدأ الشفافية أهمية بالغة في مجال العقود الإدار ية لأن الإدارة بفضله تكون قد حققت المعايير الدولية التي نصت‬
‫عليها الاتفاقيات الدولية في مجال العقود الإدار ية ‪ ،‬و يعتبر قانون اليونسترال أحد هذه القوانين النموذجية التي تهدف إلى‬
‫إحقاقه ‪ ،‬ويت جلى في الإعلان و الإشهار وحتى في أسلوب التعاقد ‪.‬إن الإعلان أو الإشهار عن الصفقة العمومية أمر‬
‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓيعلم‬
‫قد لا‬ ‫التعاقد‬
‫ﻫﺬﻩ‬ ‫في ﻃﺒﺎﻋﺔ‬ ‫الراغبين‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ‬ ‫بعض‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻚ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬لأن‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫الإدارة‬
‫معﺣﻘﻮﻕ‬ ‫التعاقد‬
‫ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬في‬
‫ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕالراغبين‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ بين‬
‫حقيقيﻣﻊللمنافسة‬‫وال‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‬ ‫الفعلي‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‬ ‫ﻋﻠﻰ‬‫للتجسيد‬
‫أساسيﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫حاجة الإدارة إلى ذلك‪ ،‬و من ناحية أخرى فإن الإع لان يحول بين الإدارة و بين قصر عقودها على طائفة معينة من‬ ‫ب‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪- 299 -‬‬


‫دوز الكطاء اإلدازي يف محاية مبدأ امليافطة و الػفافية يف الصفكات‬
‫‪487‬‬
‫العنومية ‪ -‬دزاضة يف إطاز الكاىوٌ اجلصائسي ‪-‬‬

‫أستاذة محاضرة قسم أ‬


‫معهد الحقوق والعلوم السياسية‬
‫المركز الجامعي احمد صالحي النعامة – الجزائر ‪-‬‬

‫مقدمة ‪7‬‬
‫إن الصفقات العموم ية ت عد أ هم وسيلة تعت مد علي ها ا لدول في تنف يذ برامج ها التنمو ية‬
‫باعتبارها عقود ذات اعت مادات مالية ضخمة موجهة لتنفيذ الم شار يع ذات الصالح ال عام ‪،‬‬
‫وأداة من ا لأدوات ال تي ت ساهم في ت طور ور قي الاقت صاد ا لوطني‪ ،‬ل هذا أولا ها الم شرع‬
‫الجزا ئري اهتما ما خا صا من خ لال الن صوص القانون ية‪،‬وذلك من أ جل إر ساء م بادئ‬
‫أساسية أث ناء عملية إ برام وتنفيذ الصفقات العمومية ‪ ،‬والمتمثلة في مبدأ المساواة ‪ ،488‬مبدأ‬
‫الشفافية ‪ ،489‬مبدأ المنافسة ‪490‬متماشيا في ذلك مع التو جه الدولي الجد يد و تكر يسا لضمان‬

‫‪ 487‬قائمة المختصرات المستخدمة في الدراسة‬


‫ج ر‪:‬الجريدة الرسمية‬
‫د م ج ‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫ق ا م ا ‪:‬قانون الاجراءات الادار ية و المدنية‬
‫‪488‬‬
‫إن مبدأ المساواة يعتبر من المبادئ الأساسية التي كرسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن‬
‫حيث جاء في مقدمة ميثاق الأمم المتحدة ‪ " :‬أن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان ‪ ،‬و بكرامة الفرد‬
‫وقدره‪ ،‬وبما للرجال و النساء ‪ ،‬و الأمم كبيرها و صغيرها من حقوق متساو ية " ‪ ،‬كما نصت المادة الثانية من نفس‬
‫الميثاق على أنه ‪" :‬تقوم المنظمة على مبدأ المساواة بين جميع أعضائها''‬
‫‪ 489‬ان لمبدأ الشفافية أهمية بالغة في مجال العقود الإدار ية لأن الإدارة بفضله تكون قد حققت المعايير الدولية التي نصت‬
‫عليها الاتفاقيات الدولية في مجال العقود الإدار ية ‪ ،‬و يعتبر قانون اليونسترال أحد هذه القوانين النموذجية التي تهدف إلى‬
‫إحقاقه ‪ ،‬ويت جلى في الإعلان و الإشهار وحتى في أسلوب التعاقد ‪.‬إن الإعلان أو الإشهار عن الصفقة العمومية أمر‬
‫أساسي للتجسيد الفعلي والحقيقي للمنافسة بين الراغبين في التعاقد مع الإدارة ‪ ،‬لأن بعض الراغبين في التعاقد قد لا يعلم‬
‫بحاجة الإدارة إلى ذلك‪ ،‬و من ناحية أخرى فإن الإع لان يحول بين الإدارة و بين قصر عقودها على طائفة معينة من‬

‫‪- 299 -‬‬


‫ال سير الح سن لعمل ية الإن فاق العام‪ ،‬لذا كفل ها الت شر يع بجم لة من الآل يات لحمايت ها أهم ها‬
‫الرقابة حيث فرض أن ماط رقابية مختلفة وذلك بمو جب أحكام المرسوم الرئاسي ‪247- 15‬‬
‫المتع لق بتن ظيم ال صفقات العموم ية و تفو ي ضات المر فق ال عام ‪ ،491‬وتتج لى في الرقا بة‬
‫الإدار ية ‪ 492‬والرقابة المالية ‪، 493‬و تدعيما له ما كآلية لحماية مبادئ الصفقات العمومية سمح‬
‫الم شرع الجزا ئري للق ضاء ا لإداري بالرقا بة ع لى مناز عات ال صفقات العموم ية في حا لة‬
‫الت جاوزات المخ لة بقوا عد المناف سة سواء أ مام قا ضي الا ستعجال أو رقا بة قا ضي‬
‫الموضوع‪،‬وهذا الاخير هو محل مذاخلتنا ‪.‬‬
‫مجي بين ع لى الإ شكالية التال ية ‪ :‬إذا كرس الم شرع الجزا ئري م بادئ ال صفقات العموم ية‬
‫بمو جب المر سوم الرئا سي ‪ 247- 15‬المتضمن تن ظيم ال صفقات العمومية وتفو ي ضات المر فق‬
‫العام ‪ ،‬وأ لزم الإدارة بإتباعها بموجب إجراءات وتدابير‪ ،‬ففي ما تتمثل آليات حمايتها؟ ماهي‬
‫ا لإجراءات ال تي اعت مدها الم شرع الجزا ئري ل ضمان ت كر يس م بادئ ال صفقات العموم ية ؟‬
‫وك يــف تتج ســـد الرقا بـة الق ضاء ا لاداري ع لـيها ؟‪ :‬ف ما مدى فعال ية الق ضاء ا لاداري‬
‫خاصة قاضي الموضوع في حل النزاعات الخاصة بالصفقة العمومية؟‬

‫المواطنين بحجة أنهم وحدهم الذين تقدموا ‪ ،‬فالشفافية لها دور مهم في إبراز إرادة الإدارة و حتى في قيام الإدارة‬
‫بالإعلان عن مناقصاتها يحقق حياد الإدارة‬
‫‪490‬‬
‫تؤكد عديد النصوص التشر يعية على ضرورة احترام مبدأ ح ر ية المنافسة بشكل عام وفي الصفقات العمومية بوجه‬
‫خاص حيث تجد قواعد حر ية المنافسة مجالا خصبا لها في القانون الاداري اسيما من خلال قواعد العقود الإدار ية‬
‫والصفقات العمومية ‪ ،‬نعني بها حر ية الدخول في المناقصة التي تعلن عنها الإدارة وفق الحدود التي يحددها القانون‪،‬‬
‫وبمفهوم آخر يتم إعطاء الفرصة للجميع للمشاركة في تقديم الخدمات العامة دون تمييز‪،‬‬
‫‪491‬المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬مؤرخ في ‪16‬سبتمبر ‪ 2015‬المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪،‬‬
‫‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪.50‬‬
‫‪492‬‬
‫تقسم لثلاث أنواع أولها رقابة إدار ية داخلية تقوم بها الجن ة الدائمة لفتح الأظرفة و لجنة تقييم العروض‪ ،‬وثانيا رقابة‬
‫إدار ية خارجية تقوم بها الجنة الجهو ية‪ ،‬وثالثا رقابة الوصاية التي تقوم بها اللجنة الولائية للصفقات العمومية واللجنة البلدية‬
‫للصفقات العمومية‪ ،‬واللجنة القطاعية للصفقات العمومية هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫‪ 493‬المتمثلة في رقابة الرقابة الذاتية حيث تتجسد في رقابة الامر بالصرف و المراقب المالي و رقابة المحاسب العمومي ‪،‬‬
‫وكذا الرقابة التكميلية على الصفقات العمومية والتي تتجلى في رقابة مجلس المحاسبة و المفتشية العامة للمالية ورقابة الهيئة‬
‫الوطنية لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪- 300 -‬‬


‫للإجابة على هذه الإشكالية والتساؤلات المتفرعة عنها ارتأي نا ت ناول اهم النقاط المبينة‬
‫أد ناه ا لى الق ضاء الكا مل ا ما المط لب ال ثاني د عوى ت جاوز ال سلطة مق سمينه ا لى مطل بين‬
‫المط لب ا لاول ن شير رقا بة الق ضاء الكا مل و المط لب ال ثاني رقا بة ت جاوز ال سلطة ‪ ،‬وال تي‬
‫اقت ضت م نا درا ستها ال مزج بين ب عض الم ناهج العلم ية في إ طار ما ي سمى بالتكا مل المنه جي‬
‫حيث ا ستخدمنا‪ :‬المنهج الو صفي وذ لك في تو ضيح ب عض الم فاهيم القانون ية مثلا في تحد يد‬
‫م فاهيم م بادئ ال صفقات العموم ية ‪ ،‬وال منهج التحلي لي في تحل يل الن صوص القانون ية‬
‫والتنظيمية‬
‫المطلب الاول ‪ 7‬رقابة القضاء الكامل‬
‫ان رقابة قاضي المو ضوع في مجال الصفقات العمومية ت ندرج في إطار القضاء الكامل‬
‫مثلها م ثل دعاوى الع قود الإدار ية بصفة عا مة حيث يمت لك في ها القاضي سلطات وا سعة‬
‫مقارنة بسلطات قاضي الإلغاء و تدخل في إطار هذه الدعاوى تلك المتعلقة بالإخلال بمبدأ‬
‫جوهري في إ برام ال صفقات العموم ية أ لا و هو م بدأ المناف سة ‪ ،494‬فالم ساس ب ها يؤدي‬
‫بال ضرورة إ لى تحر يك اخت صاص الق ضاء الكا مل ح سب ال مادة ‪ 13‬من ق إ م إ و هو‬
‫ماسوف نشير اليه في ال فرع الاول ‪ ،‬اما الفرغ الثاني ن شير الى الصفة و المصلحة و ال فرع‬
‫الثالث الميعاد و الفرع الرابع الاختصاص‬
‫الفرع الأول ‪ 7‬اختصاص القضاء الكامل بدعوى الصفقات العمومية‬
‫إن تحر يك اختصاص القضاء الكامل في جل المجالات ي شترط فيها الشروط العا مة‬
‫ل لدعاوى من صفة والم صلحة والأهلية في أ طراف ا لدعوى‪ ،‬وأنها لا بد أن تتم عن طر يق‬
‫عريضة مؤر خة وموق عة ت حدد الوقائع والطل بات والأسس ال تي يستند إلي ها المدعى‪ ،‬إ ضافة‬
‫الشروط الخاصة‪ ،‬فكما سبق الإشارةإليه الدعاوى لا تقتصر على الحكم بإلغاء قرار إداري بل‬
‫يتعداه إلى الح كم بإدانات مالية و بإمكان وصول دور القاضي إلى حد إحلال قراره محل‬
‫قرار ا لإدارة و بو قف التنف يذ‪ ،‬فبالن سبة لمرح لة إ برام ال صفقات العموم ية فتن صب ع لى‬

‫‪494‬‬
‫حساني ساوسة ‪،‬هباش نبيلة ‪ ،‬مبدأ المنافسة في إبرام الصفقات العمومية الإدار ية‪ ، ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر‪،‬‬
‫تخصص الجماعات الإقليمية جامعة بجاية ‪.2017/ 2016 ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪- 301 -‬‬


‫الحقوق الشخصية التي ينتهي فيها بطلب التعو يض عن الأضرار التي تلحق بالمتر شح للصفقة‪،‬‬
‫بسبب مخال فة الإدارة لالتزاماتها القانون ية كت عو يض المتعامل المتعاقد عن قرار الإقصاء من‬
‫المشاركة في ال صفقة أو عن حرمانه من ال منح المؤ قت أو الت عو يض عن الممار سات المق يدة‬
‫‪495‬‬
‫للمنافسة‪.‬‬
‫وما ي جدر الاشارة اليه انه لا ين ظر القاضي الإداري في الشروط الأخرى في الدعوى إلا‬
‫ب عد تأ كده من الاخت صاص ا لذي يعت بر من الن ظام ال عام ‪ ،‬فالاخت صاص با لدعاوى‬
‫الإدار ية هي موج هة لج هات الق ضاء ا لإداري دون الق ضاء ال عادي ن ظرا لو جود ن ظام‬
‫الازدواجية وهما‪:‬‬
‫أولا‪ 7‬الاختصاص النوعي‬
‫إن الاخت صاص ال نوعي لج هات الق ضاء ا لإداري حدده الم شرع الجزا ئري ضمن‬
‫القسم الأول من الكتاب الرابع ت حت عنوان " في الاختصاص النوعي" من المادة ‪ 800‬إلى‬
‫غاية المادة ‪ 802‬من ق إ م إ ‪ ،‬و حدد فيها المعيار العضوي ‪496‬ولا ينظر إلى طبيعة المنازعة‬
‫ولا مو ضوعها ‪ ،‬إلا أن المعيار العضوي الذي تبناه المشرع وطبقه القضاء تعتر ضه إشكالية‬
‫قانونية هامة ناتج عما تضمنته المادة ‪ 4‬من تنظيم الصفقات العمومية ‪ ،497‬الملاحظ ان المادة‬
‫لم ت حدد الاخت صاص الق ضائي لمناز عات ال صفقات ‪ ،‬وإن ما مو ضوعها هو تحد يد م جال‬
‫تطبيق ها ‪ ،‬إذ قا مت بت عداد الأ شخاص المعنو ية العا مة وال تي ي عود الاخت صاص ب شأنها إ لى‬
‫القضاء الإداري تطبيق ًا للمعيار العضوي ‪ ،‬ل كن الإشكال ي ثور بالنسبة للمؤسسات العمومية‬
‫الاقت صادية والمؤس سات العموم ية ذات ال طابع ال صناعي والت جاري ع ندما تك لف بعمل ية‬
‫ممو لةكلي ًا أو جزئي ًا من ميزان ية الدو لة‪ ،‬إن هذه ال شمولية لم جال تطب يق تن ظيم ال صفقات‬

‫‪495‬‬
‫ان القضاء الإداري يلعب دورا فعالا لضمان مبادئ الصفقات العمومية عن طر يق ضمان حق المتنافسين لتقديم‬
‫طعونهم إذا تم استبعادهم أو لمخاصمة صحة العقد في حد ذاته أو بنوده القابلة للانفصال‬
‫‪496‬‬
‫يعرف المعيار العضوي انه فكلما كان أحد أطراف الخصومة أحد الأشخاص المذكورين ضمن نص المادة ‪ 800‬من ق‬
‫إ م إ‪ ،‬هناك بعض رجال القانون من ذهب إلى القول بأن المشرع الجزائري لم يأخ ذ بالمعيار العضوي‪ ،‬وإنما أخذ بالمعيار‬
‫التعدادي باعتبار أنه قام بتعداد الأشخاص الذين يخضعون للقضاء الإداري‪.‬‬
‫براهيمي سهام ‪ ،‬التصريح بالمنفعة العمومية في نزع المل كية دراسة مقارنة‪،‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪497‬المادة ‪ 04‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪. 247- 15‬‬

‫‪- 302 -‬‬


‫العموم ية سيحدث ع لى الم ستوى الق ضائي إ شكالات عمل ية في غا ية التعق يد ف هل ت عود‬
‫المنازعة لاختصاص القاضي ال عادي أم لاختصاص القاضي الإداري؟ فلو تم التسليم بأن‬
‫الاختصاص سينعقد للقاضي ال عادي اعتبار ًا من أن المنازعة لا تجد أ حد أطرافها شخص‬
‫من الأ شخاص الم حددين ح صر ًا في ال مادة ‪ 800‬من ق إ م إ ‪ ،‬فإن هذا ال حل وإن كان‬
‫ي كرس المع يار الع ضوي‪ ،‬فإ نه ي طرح إ شكالية أن ال صفقات العموم ية تن طوي ع لى أح كام‬
‫مقننة وثاب تة وهي في مجموعها قواعد تن طوي على الطابع الإداري المحض‪ ،‬بما يجعلها تختلف‬
‫اختلاف ًا كب ير ًا عن الع قود المدن ية والتجار ية هذا ما ي ضعف من در جة ا لاعتراف‬
‫باختصاص القاضي العادي‪ ،‬لما لهذ ا الاعتراف من أثر سلبي في محاولة نقل قواعد القانون‬
‫الخاص وتوظيفها على منازعة هي أقرب ما تكون إدار ية ‪.498‬‬

‫‪499‬‬
‫ثانيا ‪7‬الاختصاص الإقليمي (المحلي)‬
‫إن مناز عات الق ضاء ا لإداري تم إفراد ها بن صوص خا صة ضمن قوا عد ا لإجراءات‬
‫المتب عة أ مام الج هات القضائية الإدار ية‪ ،‬فالم شرع في منازعات ال صفقات العموم ية ي حدده‬
‫حسب موضوع الصفقة بناءا على المادة ‪ 804‬الفقرة ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 6‬من ق إ م إ وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أول قاعدة لتحد يد الاختصاص الإقليمي لمناز عات الصفقات العمومية تعلقت بع قد‬
‫الأ شغال فا لمحك مة الإدار ية المخت صة هي المحك مة ال تي ي قع بدائرة اختصا صها م كان تنف يذ‬
‫الأ شغال العموم ية ‪،500‬وكذا الع قود الادار ية فا لمحكمةالإدار ية المخت صة هي المحك مة ال تي‬
‫ي قع بدائرة اختصا صها "م كان ا لإ برام" أو "م كان التنف يذ" الع قود الادار يةمهما كا نت‬
‫طبيعتها‪ ،‬وهنا تدخل الصفقات العمومية بمخت لف الأنواع حتى صفقات انجاز درا سات أو‬

‫‪ 498‬نادي ة تياب ‪ ،‬آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪499‬المواد من ‪ 803‬إلى ‪ 806‬من ق إ م إ‬
‫‪500‬المادة ‪ 804‬ف ‪ 02‬من ق إ م إ "في مادة الأشغال العمومية أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ‬
‫الأشغال"‪.‬‬

‫‪- 303 -‬‬


‫تقديم خدمات ‪.501‬‬
‫‪ -‬صفقة اقت ناء لوازم أو صفقة أ شغال عموم ية‪ :‬فا لمحك مة الإدار ية المخت صة هي المحك مة‬
‫الإدار ية ال تي ي قع في دا ئرة اختصا صها "م كان ا لإ برام" أو "م كان التنف يذ"‪ ،‬ب شرط أن‬
‫ي كون أ حد أطراف ها مقيم ًا ب هذا الم كان وإ لا تط بق القا عدة العا مة المتمث لة في المحك مة‬
‫الإدار ي ة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليها ‪.502‬‬
‫إ ضافة ا لى شرط الاخت صاص ‪ ،‬وح سب ما جاء به ا لدكتور ع مار عوا بدي ف شروط‬
‫القبول التي يجب أن تخضع الدعاوى لها تتمثل في في شرط الصفة والمصلحة والأهلية‪ ،‬وأن‬
‫على تن صب قرار له موا صفات ال قرار ا لإداري ع ندنا يتع لق ا لأمر بدعوى الإل غاء‪ ،‬وكذا‬
‫يشترط أن ترفع في الميعاد المحدد بموجب القانون ‪. 503‬‬
‫الفرع الثاني ‪ 7‬شرط الصفة والمصلحة‬
‫ف لا يم كن ق بول د عوى من طرف الج هة الق ضائية المخت صة إ لا إذا توافر في رافع ها‬
‫ال صفة والم صلحة ‪ ،504‬ف هي من أ هم شروط ق بول ا لدعوى ن ظرا لم بدأ لا د عوى بدون‬
‫‪506‬‬
‫مصلحة ‪ 505‬دون ذكر الأهلية‬

‫‪501‬المادة ‪ 804‬ف ‪ 03‬من ق إ م إ "في مادة العقود الإدار ية مهما كانت طبيعتها أمام المحكمة التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها مكان إبرام العقد أو تنفيذه"‬
‫‪502‬‬
‫المادة ‪ 804‬ف ‪ 06‬من ق إ م إ التي نصت على "في مادة التوريدات أو الأشغال أو تأجير خدمات فنية أو صناعية‬
‫أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إبرام الاتفاق أو مكان تنفيذه إذا كان أحد الأطراف يقيم به"‪.‬‬
‫‪. 503‬عوابدي عمار‪ ،‬النظر ية العامة للمنازعات الإدار ية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬نظر ية الدعوى‬
‫الإدار ية‪،‬د م ج ‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪504‬بناءا على المادة ‪ 13‬من ق إ م إ وا لتي جاء فيها "لا يجوز لأي شخص‪ ،‬التقاضي ما لم تكن له صفة‪ ،‬وله مصلحة قائمة‬
‫أو محتملة يقررها القانون"‬
‫فضيل العيش‪،‬شرح ق ا م و ا الجديد القانون ‪( 09- 08‬المبادئ الأساسية التي تحكم ق إ م إ‪ ،‬التنظيم القضائي‬
‫العادي‪،‬الاختصاص القضائي‪،‬الخصومة القضائية وعوارضها‪،‬الأحكام القضائية وطرق الطعن فيها‪،‬منشورات امين‬
‫‪،‬الجزائر ‪ ،2010‬ص ‪.41‬‬
‫وكذلك أنظر‪ :‬أحمد محيو‪ ،‬المنازعات الإدار ية‪ ،‬د م ج ‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ 505‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط في شرح ق إ م إ ‪ ،‬قانون رقم‪ 09- 08‬المؤرخ في فبراير ‪ ، 2008‬الخصومة ‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬التحكيم‪،‬‬
‫دار الهدى ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2008 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪- 304 -‬‬


‫وماي جدر الاشارة اليه انه قد اختلف الفقهاء في مدلول الصفة والمصلحة ف منهم من يعتبره ما‬
‫شرطين منفصلين ومنهم من يعتبر الصفة شر ًطا في المصلحة‪ ،‬ل كن التساؤل الذي يطرح في‬
‫هذا الصدد هو مدى تمتع المتعامل المتعا قد بالصفة؟ أ ليس أمامه قاضي العقد وهو قا ضي‬
‫القضاء الكامل وما له من ولاية إلغاء القرار غير المشروع وتصحيح الوضع والتعو يض عنه؟‬
‫وبتعب ير آ خر هل للمتعا مل المتعا قد ال صفة لر فع د عوى الإل غاء؟ يذهب أغ لب الفق هاء إ لى‬
‫القول بأن المتعامل المتعاقد ليس أمامه سوى اللجوء إلى قاضي العقد لحسم جميع المنازعات‬
‫ا لمتعل قة بالع قد‪ ،‬لأن المتعا قد إن ذ هب إ لى ق ضاء الإل غاء سيواجه حتم ًا بف كرة ا لدعوى‬
‫المواز ية ل كن الأ ستاذ ر شيد خ لوفي يرى أن ا لدعاوى ضد هذا ال نوع من ال قرارات لا‬
‫تشكل دعوى مواز ية ‪ ،507‬بالإضافة إلى الصفة يشترط في رافع الدعوى المصلحة التي يجب‬
‫أن ت كون مبا شرة شخ صية وم شروعة‪ ،‬فإذا كان شرط الم صلحة هو الأ ساس ال جوهري‬
‫لق بول ا لدعاوي الإدار ية‪ ،‬فإن تحد يد مجا له و ت قدير مح تواه يخت لف ح سب الفق هاء ك ما‬
‫يختلف حسب الدعاوي الإدار ية وما يز يد الأمر تعقيدا هو موقف القضاء الذي يقتصر في‬
‫قرارا ته ع لى ق إ م إ دون تو ضيح حول مف هوم الم صلحة ورف ضه ا لدعاوى الإدار ية دون‬
‫تسبيب ‪. 508‬‬

‫دنش ر ياض‪" ،‬قواعد تنازع الاختصاص القضائي في المادة الإدار ية وفقًا لأحكام القانون رقم ‪ ،"09- 08‬الملتقى الوطني‬
‫حول ق إ م إفي ظل قانون ‪ ، 09- 08‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬يومي ‪ 06- 05‬ماي ‪ ،2009‬ص‬
‫‪.5‬‬
‫‪506‬حيث ان الاهلية لم تعد شرطًا لقبول الدعوى سواء أمام الجهات القضائية العادية أو الإدار ية ‪ ،‬حسب ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 459‬من قانون الاجراءات المدنية الملغى التي جاء فيها "لا يجوز لأحد أن يرفع دعوى أمام القضاء ما لم يكن‬
‫حائز ًا للصفة وأهلية التقاضي وله مصلحة في ذلك"‪ ،‬فبناءا عليها يجب ان يكون رافع الد عوى متمتعا بالأهلية اللازمة‬
‫للالتجاء إلى القضاء برفع دعواه إليه‪ ،‬فهي الصفة المعترف بها للأشخاص الطبيعيين أو المعنو يين والتي تمنح لهم إمكانية‬
‫التقاضي للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم‬
‫‪ 507 -1‬نادية تياب ‪ ،‬آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية ‪ ،‬اليات مواجهة الفساد في الصفقات‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬جامعة تيزي وزو‬ ‫في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫شهادة الدكتوراه‬ ‫لنيل‬ ‫العمومية‪،‬رسالة‬
‫‪.2014 / 2013‬ص ‪.250‬‬
‫‪ 508‬اذ إن المصلحة لا تقتضي بالضرورة خرق حق شخصي بمعنى القانون‪ ،‬ول كن واجبات أو حقوق غير مادية ‪ ،‬وفي‬
‫بعض الحالات تكون المصلحة قائمة حتى في غياب المساس بحق موضوعي ‪.‬‬

‫‪- 305 -‬‬


‫الفرع الثالث ‪ 7‬شرط الميعاد‬
‫يعرف المي عاد بانه المدة الزمنية التي خولها المشرع للفرد للمطالبة بحقوقه أمام الجهات‬
‫القضائية‪ ،‬و بذلك يكون قيدًا من القيود المفروضة على المتقاضي ‪.‬‬
‫أن المشرع الجزائري حدد أجلا ً لرفع دعوى الإل غاء ل كن ه ميز بين ميعاد الم حدد أمام المحاكم‬
‫‪509‬‬
‫الإدار ية ‪ ،‬وبين الميعاد أمام مجلس الدولة ‪.‬‬

‫أولا ‪7‬الميعاد أمام المحاكم الإدار ية‬


‫ب ناءا ع لى ال مادة ‪ 801‬من ق إ م إ ال تي جاء في ها "ت ختص الم حاكم الإدار ية كذلك‬
‫بالفصل في‪:‬‬
‫‪ -‬د عاوى إل غاء ال قرارات الإدار ية وا لدعاوى التف سير ية ود عاوى ف حص الم شروعية‬
‫للقرارات الصادرة عن‪:‬‬
‫‪ -‬الولاية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الولاية‪،‬‬
‫‪ -‬البلدية والمصالح الإدار ية الأخرى للبلدية‪،‬‬
‫‪ -‬المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة الإدار ية‪،‬‬
‫‪ -‬دعاوى القضاء الكامل‪،‬‬
‫‪ -‬القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة"‪.‬‬
‫لذا من خ لال ما سبق فالم حاكم الادار ية ت ختص كأول در جة بالف صل بح كم قا بل‬
‫للاستئناف في جم يع القضايا‪ ،‬ال تي ت كون الدو لة أو الولاية أو البلد ية أو إ حدى المؤس سات‬
‫العموم ية ذات ال صبغة الإدار ية طرف ًا في ها‪ ،‬وكذا بالف صل في د عاوى الإل غاء لل قرارات‬
‫الإدار ية و ا لدعاوى التف سير ية ود عاوى ف حص الم شروعية و د عاوى الق ضاء الكا مل و‬
‫الق ضايا المخو لة ل ها بمو جب ن صوص خا صة‪ ،‬أم ا بالن سبة للمي عاد ر فع د عوى الإل غاء أ مام‬
‫الم حاكم الإدار ية‪ ،‬ضد ال قرارات الإدار ية المنف صلة عن ال صفقة العموم ية ي كون خ لال‬

‫‪509‬‬
‫براهيمي فايزة‪ ،‬الأثر المالي لعدم تنفيذ الأحكام القضائية الإدار ية ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‬
‫كلية الحقوق ‪،‬جامعة بومرداس ‪ ،2012/ 2011 ،‬ص ‪.253‬‬

‫‪- 306 -‬‬


‫أرب عة أشهر التاب عة لتبليغ قرار الاست بعاد أو الحرمان من د خول الصفقة العمومية‪ ،‬أو قرار‬
‫ا لإ برام أو ر فض ا لإ برام‪ ،‬لأن هذه ال قرارات يتم تبليغ ها بطبيعت ها‪ ،‬وخ لال أرب عة أ شهر‬
‫التاب عة لن شر ال قرار ع ندما يتع لق الط عن ب قرار الإع لان عن ال منح المؤ قت أو قرار إل غاء‬
‫الصفقة العمومية‪ ،‬لأن هذه القرارات بطبيعتها تنشر ولاتبلغ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ 7‬الميعاد أمام مجلس الدولة‬
‫ب ناءا ع لى ال مواد ‪ 901‬و ‪ 902‬من ق إ م إ ي ختص مجلس الدو لة كدر جة أو لى وأخ يرة‬
‫بالف صل في د عاوى الإل غاء والتف سير وت قدير م شروعية ال قرارات الإدار ية ال صادرة عن‬
‫السلطات الإدار ية المركز ية‪ ،‬وبالفصل في استئناف الأحكام والأوامر الصادرة عن المحاكم‬
‫الإدار ية‪ ،‬فالمي عاد الم حدد قانو نا لر فع د عوى الإل غاء أ مام مج لس الدو لة هو ‪ 4‬أ شهر التاب عة‬
‫لتبليغ القرار أو نشره ‪.510‬‬
‫ماي جدر الا شارة ال يه ا نه ا ضافة ا لى شرط ال صفة و الم صلحة ال تي اقر ها ال قانون و‬
‫المواعيد‪ ،‬ي جب أن تن صب ا لدعاوى خا صة ب الن سبة لدعوى الال غاء و هي م حل درا ستنا في‬
‫المطلب الثاني ان تنصب على قرار إداري‪ ،‬لذلك نتساؤل كيف يمكن رفع دعوى الال غاء‬
‫على الصفقات العمومية ؟ رغم انها عقد اداري وك ما هو معلوم القرار الاداري يختلف عن‬
‫العقد الاداري ‪ ،‬أجاب نا على هذا التساؤل وقد أ جاز بأن تكون ال صفقات العمومية مح لا ً‬
‫لدعوى الإلغاء إذا كان محل الدعوى قرار ًا إدار ي ًا منفصلا ً من القرارات المنفصلة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ 7‬رقابة تجاوز السلطة‬
‫تعت بر د عوى الإل غاء من أ هم ا لدعاوى الإدار ية وأكثر ها فاعل ية في حما ية دو لة ال قانون‬
‫ومبدأ ال شرعية وتأك يد حما ية حقوق الإن سان ف ي الدو لة المعاصرة‪ ،‬ف هي أداة قانون ية فعا لة‬
‫لتحر يك وتطب يق عمل ية الرقا بة الق ضائية ع لى أع مال الدو لة وا لإدارة العا مة‪ ،‬ح يث تؤدي‬
‫عمل ية الإل غاء إ لى الق ضاء ع لى الأع مال الإدار ية غ ير الم شروعة ب صورة نهائ ية و هدم آثار ها‬
‫القانون ية بأثر رج عي إ لى الأ بد‪ ،‬لذا سوف ن شير في هذ ا المط لب ا لى يرت كز إل يه الق ضاء‬

‫‪510‬‬
‫المادة ‪ 970‬من ق إ م إ تنص "عندما يفصل مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة تطبق الأحكام المتعلقة بالآجال‬
‫المنصوص عليها في المواد ‪ 829‬إلى ‪ 832‬أعلاه"‪.‬‬

‫‪- 307 -‬‬


‫ا لإداري الم ختص في إل غاء ال قرارات الإدار ية من ع يوب الم شروعية باعت بار ال قرارات‬
‫الإدار ية تتميز بعدم المشروعية ‪ ،511‬ب عدما اشرنا الى الشروط الشكلية في المطلب الأول مع‬
‫دعاوى القضاء الكامل ‪ ،‬وذلك في الفروع التالية‬
‫الفرع الاول ‪7‬عيب عدم الاختصاص‬
‫هذا العيب يصيب القرار الإداري في ركن الاختصاص و يعتبر من النظام ال عام ‪،512‬‬
‫لذا يستطيع القاضي إثارته من تلقاء نفسه و لو لم يثره صاحب الط عن ‪ ،513‬حيث يتجسد في‬
‫عدم ال قدرة ع لى مبا شرة ع مل قانوني جع له الم شرع من اخت صاص هي ئة أو فرد آ خر ‪،514‬‬
‫وهذا بو جه عام عن عيب عدم الاختصاص في القرارات الإدار ية وله ثلاث صور ت مس‬
‫الموضوع وذلك إذا أ صدرت جهة إدار ية قرارها في مو ضوع لا تملك قانون ًا حق إ صداره‪،‬‬
‫‪ ،‬أو الم كان وذ لك إذا صدر ال قرار من ا لإدارة خارج نطا قه الجغرا في أو الز مان وذ لك‬
‫بأن ي صدر ال قرار ا لإداري في و قت لا ي كون ف يه الاخت صاص بإ صداره منع قدًا ل من‬
‫‪515‬‬
‫أصدره‬
‫الفرع الثاني ‪7‬عيب مخالفة الشكل والإجراءات عيب مخالفة القانون‬
‫أولا‪7‬عيب مخالفة الشكل والإجراءات‬
‫ي جب ان يصدر القرار وفقا ل لإجراءات التي حددها المشرع ‪ ،‬وفي الشكل المرسوم ‪،‬‬
‫وع لى هذا الأ ساس يم كن ال قول ان ع يب ال شكل هو عدم اح ترام القوا عد الإجرائ ية أو‬
‫الم حددة لإ صدار ال قرارات الإدار ية في ال قوانين وال لوائح سواء أ كان ذ لك بإه مال ت لك‬

‫‪ 511‬الأصل ان القرارات الإدار ية تتمتع بالمشروعية‪ ،‬فالأصل أن تصدر القرارات مطابقة ومح ترمة للنصوص القانونية‪.‬‬
‫‪-‬عوابدي عمار‪ ،‬النظر ية العامة للمنازعات الإدار ية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.499‬‬
‫‪512‬قرار رقم ‪ 011803‬المؤرخ في ‪ ، 2002 / 12 / 03‬قرار غير منشور‬
‫‪ 513‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬المحاكم الإدار ية ‪ ،‬دار العلوم ‪ ،‬الجزائر‪ 2005 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ 514‬محمد عاطف البنا‪ ،‬الوسيط في القضاء الإداري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1990 ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪515‬‬
‫لحسين بن شيخ آيث ملو يا‪ ،‬دروس في المنازعات الإدار ية‪ ،‬وسائل المشروعية دار هومة‪،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪68‬‬
‫‪.‬‬

‫‪- 308 -‬‬


‫القواعد كل ية أو بمخالفتها جزئ يا ‪ ،516‬والحك مة من اشتراط هذه الشكليات وا لإجراءات هو‬
‫تحق يق الد قة في أع مال ا لإدارة‪ ،‬فمث لا تن ظيم ال صفقات العموم ية ا شترط أن ي كون قرار‬
‫الإعلان عن ال صفقة محتوي ًا لبيا نات إلزام ية م حددة ‪ ،‬وتخ لف أي ب يان من هذه البيا نات‬
‫يجعل قرار الإعلان معيبًا بعيب الشكل ‪.517‬‬
‫ثانيا‪7‬عيب مخالفة القانون‬
‫هو العيب الذي يشوب محل القرار الإداري ‪ ،518‬ويتع لق بمخالفة نص القانون في حد‬
‫ذا ته‪،‬ويتجلى ع ندما ترفض إ حدى الم صالح المتعا قدة الامت ثال ل ما ي قرره تن ظيم ال صفقات‬
‫العموم ية من أح كام قد ت خص ا لإ برام أو التنف يذ و في هذه الحا لة ع لى طا لب الإل غاء أن‬
‫يثبت قيام القاعدة القانونية وتجاهل المصلحة المتعاقدة لها‪ ،‬أو عند خطأ تفسير القانون كأن‬
‫تقوم ا لإدارة بتف سير خاطئ لتن ظيم ال ص فقات العمومية سواءا ع مديا للتحا يل ع لى ا حدى‬
‫القواعد القانون ية أو غ ير ع مدي إذا كان ه ناك فعلا ً غ موض وإب هام في النصوص القانون ية‪،‬‬
‫أوعند الوقوع في خطأ تطبيق أحكام القانون ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ 7‬عيب السبب و عيب الانحراف في استعمال السلطة‬


‫أولا ‪ 7‬عيب السبب‬
‫ت قوم رقا بة القضاء ا لإداري للسبب ع لى در جات ثلا ثة اولها رقا بة القاضي ا لإداري‬

‫‪ 516‬لحسين بن شيخ آيث ملو يا‪ ،‬دروس في المنازعات الإدار ية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬دار هومة ‪،‬الجزائر‪ ،‬ط ‪،3‬‬
‫‪،.2007‬ص ‪. 68‬‬
‫‪ 517‬وبالتالي يعد قرار الإعلان عن الصفقة في جريدة واحدة مخالفًا لإجراء جوهري حدده المرسوم الرئاسي ‪،247- 15‬‬
‫التي تشتر ط نشره إجباري ًا في النشرة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي وعلى الأقل في جريدتين وطنيتين موزعتين على‬
‫التراب الوطني‪ ،‬كما يكون قرار المنح المؤقت معيبًا بعيب الشكل والإجراءات إذا لم يتم الإعلان عنه في الجرائد نفسها التي‬
‫نشر فيها الإعلان عن الصفقة‪ ،‬كما يجب أن يكون معللا ً وإن لم يكن كذلك كان معيبًا بعيب عدم التسبيب الذي يعد‬
‫هو الآخر إجراء ً جوهري ًاتياب نادية ‪ ،‬آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬المرجع‬
‫السابق ‪ ،‬ص ‪.335‬‬
‫‪- .518‬براهيمي سهام‪،‬التصريح بالمنفعة العمومية في نزع المل كية دراسة مقارنة‪،-‬دارالهدى‪ ،‬الجزائر ‪ ،2012 ،‬ص ‪.122‬و‬
‫كذلك أنظر‪:‬عمور سلامي‪،‬الوجيز في قانون المنازعات الإدار ية‪،‬جامعة الجزائر كلية الحقوق‪،‬نسخة معدلة ومنقحة‪،‬‬
‫‪ .2005 / 2004‬ص ‪.102‬‬

‫‪- 309 -‬‬


‫للوجود المادي للوقائع حيث يتأكد من الوجود المادي أو الفعلي للحالة الواقعية أو القانون ية‬
‫ال تي أدت لات خاذ ال قرار ا لإداري‪ ،‬كأن يتأ كد من ال سبب ا لذي أدى إ لى منح ال صفقة‬
‫العمومية هو توافر ج ميع الم عايير التقن ية والمال ية ‪ ،‬فإن لم تو جد هذه المؤه لات ق ضى بإل غاء‬
‫قرار المنح لعيب في تسبيبه‪ ،‬ثانيا رقابة القاضي الإداري على التكييف القانوني للوقائع التي‬
‫أدت إ لى إ صدار ال قرار ا لإداري‪ ،‬و التأ كد من الو صف ال قانوني ال صحيح للو قائع ف قد‬
‫ت قوم ا لإدارة بتكي يف الو قائع تكييف ًا خاطئ ًا وع لى أسا سه ت صدر قرار ها ا لإداري‪ ،‬ثال ثا‬
‫رقا بة القا ضي ا لإداري ع لى ملائ مة ال قرار ا لإداري للو قائع والتأ كد من عن صرين الو جود‬
‫المادي للحالة القانون ية أو الواقعية التي اتخذ على أساسها القرار الإداري و صحة تكي يف هذه‬
‫الوقائع ‪.519‬‬
‫ثانيا‪7‬عيب الانحراف في استعمال السلطة‬
‫و هو الع يب ا لذي ي صيب ركن ال هدف فيج عل ال قرار غ ير م شروع‪ ،‬ح يث ا نه قرار‬
‫سليم في جميع أركانه‪ ،‬ل كنه معيب في ركن وحيد منه هو ركن الهدف ‪7520‬‬
‫ك ما أن رفع دعوى إل غاء القرارات مقيد بجملة من الشروط والا تم عدم قبولها‪ ،‬ك ما يجب‬
‫على رافعها أن يؤسس د عواه على و جه من أو جه الإل غاء السالفة الذكر‪ ،‬ومتى كان القرار‬
‫الإداري معيب ًا بإ حدى هذه العيوب‪ ،‬ح كم القاضي بالإل غاء ل عدم مشروعية القرار‪ ،‬ل كن‬
‫هل هذا ا لاخير يؤدي إ لى بط لان ال صفقة العموم ية؟ بطبي عة ال حال اك يد ان العلا قة‬
‫التعاقدية ت تأثر تلقائي ًا بالإل غاء خاصة اذا كان ناتج عن الإخلال بإحدى مبادئ الصفقات‬
‫العموم ية والمتمث لة في حر ية المناف سة والم ساواة و شفافية ا لإجراءات أو الإخ لال بقوا عد‬
‫الإ شهار‪،‬ل كن ن ظرا لخ طورة إ شكالية إب طال ال صفقة العموم ية أ تى الم شرع الجزا ئري ضمن‬

‫‪519‬‬
‫تياب نادية ‪ ،‬آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.241‬‬
‫‪ ، 520‬ويتجلى في صور ثلاث اما استهداف غاية بعيدة عن المصلحة العامة كنفع شخصي أو محاباة للغير‪ ،‬أو مخالفة قاعدة‬
‫تخصيص الأهداف فلا يسعى رجل الإدارة لتحقيق المصلحة العامة بل لتحقيق اهداف اخرى ‪،‬أو الانحراف في‬
‫استعمال الإجراءات فقد يلجأ رجل الإدارة إلى استعمال إجراءا ت غير تلك التي حددها القانون ليحقق مسائل شخصية‬
‫وفي هذه الحالة يقع قراره معيبًا بعيب عدم المشروعية لانحراف في استعمال الإجراءات‪ .‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪،‬‬
‫الانحراف بالسلطة كسب لإلغاء القرار الإداري‪ ،‬منشآت المعارف ‪ ،2009‬ص ‪.15‬‬

‫‪- 310 -‬‬


‫أح كام ق إ م وإ بن صوص تنظم إ جراءات الا ستعجال في م جال الع قود الإدار ية‬
‫وال صفقات العموم ية‪ ،‬بغ ية الف صل في الط عون المرفو عة ضد ال قرارات الإدار ية المنف صلة‬
‫ق بل أن يتم إ برام ال صفقة‪ ،‬وذ لك ح تى لا ي ضطر القا ضي ا لإداري لإبطال ها نتي جة إل غاء‬
‫إ حدى القرارات‪ ،‬وحتى لا تستطيع المصلحة المتعا قدة السير في العملية التعاقدية إلى غا ية‬
‫ال فصل في دعوى الاستعجال التي لا تتجاوز مدة البت فيها عشرين يوم ًا ‪.521‬‬

‫خاتمة ‪7‬‬
‫في ا لأخير ن صل لل قول أن تن ظيم ال صفقات العموم ية ال صادر بمو جب المر سوم‬
‫الرئاسي ‪ 247-15‬ي عد الن ظام القانوني الأم ثل لا ستغلال الأموال العموم ية ‪ ،‬وكذا تفع يل‬
‫السيا سة التنمو ية العا مة في الجزا ئر خا صة مع تغ ير ال ظروف الاقت صادية ال تي تتما شى مع‬
‫سيا سة الدو لة الرام ية لتر شيد النف قات العا مة ولتلب ية الطل بات العموم ية ضمانا للا ستغلال‬
‫الحسن للمال ال عام ومسايرة الت طورات الاقتصادية الراهنة‪ ،‬حيث نجد ان المشرع الجزائري‬
‫في تن ظيم ال صفقات العموم ية حرص ع لى أن تتم كا فة الع قود و ال صفقات ال تي تبرم ها‬
‫الإدارات العمومية في إطار نوع من الشفافية و تكافؤ الفرص و المساواة بالنسبة للمت عاملين‬
‫صيانة ال مال ال عام‪ ،‬و فرض ع لى ا لإدارة أن تؤ سس ا لإجراءات المع مول ب ها أث ناء إ برام‬
‫الصفقات العمومية على قواعد الشفافية والنزاهة والمنافسة الشر يفة‪.‬‬
‫و تحقي قا لذلك ف قد فرض الم شرع الجزا ئري ع لى الم صلحة المتعا قدة إ بداء مبررت ها‬
‫القانون ية بغ ية تم كين الهي ئات الرقاب ية الإدار ية و خا صة الق ضائية من ب سط رقابت ها‪ ،‬وتتج لى‬
‫رقابة القاضي الإداري ع لى منازعات الصفقات العموم ية في نوعين من الرقابة أولها رقا بة‬
‫القا ضي الا ستعجالي ع ندما ين طوي ا لأمر ع لى عن صر الا ستعجال‪ ،‬وثان يا رقا بة قا ضي‬

‫‪521‬‬
‫تياب نادية ‪ ،‬آليات مواجهة ا لفساد في مجال الصفقات العمومية ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫بنجقان ر ياض ‪،‬حماية مبادئ الصفقات العمومية في التشر يع الجزائري ‪ ،‬مذكرة ماستر ‪، 2019- 2018 ،‬ص ‪99‬‬

‫‪- 311 -‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like