You are on page 1of 2

‫بحث حول‪ :‬آلية التخطيط المركزي‬

‫‪:‬‬ ‫• مقدمة‬
‫يعتمد النظام االقتصادي االشتراكي على أسلوب التخطيط المركزي والشامل في اإلدارة االقتصادية فيتم رسم أهداف طموحة والسعي‬
‫لتحقيقها عن طريق حصر الموارد المتاحة وتوجيهها توجيها واعيا وكفؤا‪ ،‬يتصف التخطيط في االشتراكية بالشمول والمركزية‬
‫واإللزامية‪ ،‬ويتصف النظام االقتصادي االشتراكي بهيمنة الدولة على االقتصاد‪.‬‬

‫• المطلب االول‪ :‬التخطيط والمركزية‬


‫يعرف التخطيط بأنه المهام اإلدارية‬
‫تصورا واضحًا لمفهوم التخطيط المركزي‪ ،‬إذ َّ‬
‫ً‬ ‫التعرف على تعريف التخطيط والمركزية سيبني‬
‫الرئيسة والتي تشمل صياغة خطة مفصَّلة أو أكثر لتحقيق التوازن األمثل لالحتياجات أو الطلبات مع المصادر المتاحة‪ ،‬وتشمل‬
‫عملية التخطيط تحديد األ هداف وصياغة االستراتيجيات وترتيب أو خلق الوسائل المطلوبة وتنفيذ وتوجيه ومراقبة جميع الخطوات‬
‫في تسلسلها المناسب أما المركزية فهي أن اإلدارة وسلطة صنع القرار تتركز في قمة الهرم التنظيمي أي أن السطلة والقرارات‬
‫تكون بيد مجموعة محددة‪ ،‬وخالل المقال سيتم التعرف على مفهوم التخطيط المركزي وإلى ماذا يشير‪.‬‬

‫• المطلب الثاني ‪ :‬النظام االقتصادي‬


‫يرتبط مفهوم التخطيط المركزي بالنظام االقتصادي والذي يُعد نظا ًما إلنتاج وتخصيص الموارد وتوزيع السلع والخدمات داخل‬
‫المجتمع أو منطقة جغرافية معينة‪ ،‬كما ويشمل مجموعة من المؤسسات والوكاالت والكيانات المختلفة وعمليات صنع القرار وأنماط‬
‫ً‬
‫هيكال اقتصاديًا لمجتمع معين‪ ،‬لذا فالنظام االقتصادي هو نوع من النظام االجتماعي‪ ،‬ويرتبط مفهوم اإلنتاج‬ ‫االستهالك والتي تضم‬
‫بالنظام االقتصادي فجميع األنظمة االقتصادية لديها ثالثة أسئلة رئيسة‪ ،‬ما الذي يجب إنتاجه وكيف يتم اإلنتاج وما الكمية التي يجب‬
‫إنتاجها ومن متلقيها‪ ،‬وتشمل دراسة األنظ مة االقتصادية كيف ترتبط المؤسسات والوكاالت المختلفة مع بعضها البعض‪ ،‬وكيف تتدفق‬
‫المعلومات فيما بينهم وبين المجتمع داخل النظام‪ ،‬وركز التحليل التقليدي لألنظمة االقتصادية على االنقسامات والمقارنات بين‬
‫اقتصادات السوق واالقتصادات المخططة وعلى التمييز بين الرأسمالية واالشتراكية‪ ،‬وبالتالي توسع تصنيف األنظمة االقتصادية‬
‫ليشمل مواضي ًعا ونماذج أخرى والتي ال تتفق مع االنقسام الت قليدي‪ ،‬وللنظام االقتصادي ثالثة أنواع رئيسة هي االقتصاد االشتراكي‬
‫والرأسمالي والمختلط‪ ،‬وفي الوقت الحاضر فإن الشكل المهيمن للتنظيم االقتصادي على مستوى العالم يرتكز على االقتصادات‬
‫المختلطة الموجهة للسوق‪.‬‬

‫• المطلب الثالث‪:‬‬
‫مفهوم التخطيط المركزي ‪:‬‬
‫تسيطر الحكومة المركزية في االقتصاد المخطط مركزيًا أو كما يعرف أيضًا باالقتصاد الموجَّه على جميع الجوانب الرئيسة في‬
‫االقتصاد الوطني وإنتاجه‪ ،‬إذ تفرض الحكومة في مفهوم التخطيط المركزي ما هي السلع والخدمات التي يجب إنتاجها وكيف سيتم‬
‫بدال من القوانين التقليدية في اقتصاد السوق الحرة والمتمثلة بالعرض والطلب‪ ،‬وتم تعريف نظرية االقتصاد الموجَّه‬ ‫بيعها وتوزيعا‪ً ،‬‬
‫أو المخطط مركزيًا من قبل كارل ماركس في البيان الشيوعي بال ُملكية المشتركة لوسائل اإلنتاج والتي أصبحت من الصفات‬
‫النموذجية للحكومات الشيوعية‪ ،‬إذًا مفهوم التخطيط المركزي هو مفهوم اقتصادي ويسمى أيضًا باالقتصاد الموجَّه أو االقتصاد‬
‫المخطط مركزيًا وهو نظام تسيطر فيه الحكومة على جميع جوانب االقتصاد الوطني حيث تكون جميع األعمال والمساكن خاضعة‬
‫لسيطرة الحكومة‪ ،‬كما وتحدد الحكومة السلع والخدمات التي سيتم إنتاجها وبيعها وفقًا لخطة االقتصاد الكلي المركزي متعددة‬
‫السنوات والتي تحدد أهدافًا مثل معدالت التوظيف على الصعيد الوطني وما ستنتجه الصناعات المملوكة للحكومة‪ .‬وفي مفهوم‬
‫االقتصاد المركزي أيضًا في الدول ذات االقتصادات الموجَّهة عادةً ما تكون الرعاية الصحية والتعليم والمساكن مجانية‪ ،‬إال أن‬
‫ونادرا ما يسمح باالستثمار الخاص في هذه المجاالت ونتيجةً لهذه الطريقة ال‬‫ً‬ ‫الدخول في هذه الخدمات تكون تحت سيطرة الحكومة‪،‬‬
‫ضرورة لقوانين مكافحة االحتكار‪ ،‬وتقوم الحكومة في مفهوم التخطيط المركزي بسن األنظمة والقوانين لتنفيذ خططها االقتصادية‪،‬‬
‫مثل تحديد كيفية تخصيص جميع الموارد المالية والبشرية والطبيعية للقضاء على البطالة‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنه في االقتصاد‬
‫الموجَّه األكثر تشددًا تفرض الحكومة قيودًا على دخل الفرد‪ ،‬ومن الحكومات التي ال تزال تستخدم االقتصاد المخطط مركزيًا وال‬
‫زالت مخلصةً له كوريا الشمالية وكوبا‪ ،‬على الرغم من توجه العديد من االقتصادات الموجَّهة السابقة إلى تغيير ممارساتها ونموذجها‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫• المطلب الرابع‪:‬‬
‫نظرية التخطيط المركزي‪:‬‬
‫يعتقد المؤيدون لالقتصادات المخططة مركزيًا أن بإمكان السلطات المركزية تلبية األهداف االجتماعية والوطنية من خالل المساواة‬
‫ومكافحة الفساد ومكافحة النزعة االستهالكية وغيرها من القضايا‪ ،‬كما ويعتقد هؤالء المؤيدون أن الدولة بإمكانها تسعير السلع‬
‫وتحديد عدد المواد التي يتم إنتاجها‪ ،‬واتخاذ قرارات العمل والموارد دون ضرورة النتظار رأس المال المستث َمر في القطاع الخاص‪،‬‬
‫أما رافضي مفهوم التخطيط المركزي فيعتقدون أن الكيانات المركزية تفتقر إلى النطاق الترددي الضروري لجمع وتحليل البيانات‬
‫المالية الالزمة التخاذ القرارات االقتصادية الرئيسة‪ ،‬باإلضافة إلى أنهم يجادلون بأن االقتصاد الموجَّه يتناسق مع األنظمة االشتراكية‬
‫والشيوعية والتي ستقود بشك ٍل تقليدي إلى عدم الكفاءة وفقدان المنفعة الكلية‪ ،‬وتعمل اقتصادات السوق الحرة على افتراض أن األفراد‬
‫يسعون إلى تعظيم المنفعة المالية الشخصية وأن الشركات تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من األرباح الممكنة‪ ،‬أي أن جميع المشاركين‬
‫في االقتصاد يعملون من أجل مصالح هم الخاصة سواء باالستثمار أو اإلنتاج أو االستهالك‪ ،‬وبالتالي ضمان تعظيم المنفعة وتحقيق‬
‫التوازن في السعر والكمية‪.‬‬

‫• الخاتمة‪:‬‬
‫إن الهدف من التخطيط المركزي هو خضوع جميع الفعاليات االقتصادية االساسية بمختلف اشكالها الى هدف الدولة المركزي‬
‫والمتمثل بالتوزيع العادل للسع والخدمات لكل شخص بقدر الجهد المبذول والحاجة للسلعة او الخدمة وهذا يأتي من خالل تواجد‬
‫لجان مركزية للتخطيط تضع خطة موحدة القتصاد البلد ككل وليس لتحقيق اهداف فردية ‪ ،‬تحدد بموجبها واجبات واهداف كل‬
‫مفصل من مفاصل االقتصاد ‪ ،‬ويحدد دوره ضمن خطة التنمية االقتصادية الموحدة البلد ‪ ،‬يشمل التخطيط المركزي خطة االنتاج‬
‫والتوزيع وتحديد االسعار والعالقات بين مفاصل االقتصاد ‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬ ‫•‬

‫‪_1‬مبادئ علم االقتصاد للدكتور محسن حسن المعموري (االردن)‬


‫‪ _1‬مبادئ االقتصاد والمالية العامة للدكتور عبد الغفور ابراهيم أحمد (االردن)‬

You might also like