Professional Documents
Culture Documents
مشروع 3
مسرحية
لسه فاكر..؟
تأليف محمد مرسي
تحت اشراف
0
يبدأ العرض مع دخول المتفرجين قاعة العرض حيث انهم يجدون صالة العرض معتمة مع اإلنارة البسيطة
الموجودة بالصالة عن طريق الشموع المنارة الموجودة بأماكن متفرقة بالصاله ....هذا ويسمع أثناء دخول
الجمهور قاعة العرض مجموعة من األغانى التى تعيدنا الى زمن الفن الجميل ..كأغانى أم كلثوم وعبدالحليم
..وتكون عبارة عن تداخالت لهذه األغانى التى تدخل المتفرج سريعا ً الى الجو الرومانسى وهو جو العرض
....تستمر هذه األغانى إلى أن يصل المتفرج الى مرحلة األستقرار والتهيؤ الكامل لجو العرض الرومانسى
يتم النقل بعد ذلك الى شاشة السينما الى الرجل وهو يسير فى الشوارع وتبدو عليه مالمح الشرود
.............يسير الرجل فى الشوارع ناظرا فى عيون الناس إلى أن يصل إلى البيت
....يفتح باب الشقة ..ينفض أثاث المنزل الواضح علية انه لم ينظف منذ زمن طويل
...يدخل الرجل حجرتة ...يخرج أجنده ...ويضعها على المكتب وينظر لها ..ويخرج الرجل علبة سجائر ويخرج
سيجارة ويضعها فى فمه ويخرج الوالعه ويقربها من السيجارة()cut
عودة الى خشبة المسرح وننتقل الى الرجل وهو على الكرسى يمسك األجندة..ويالحظ أن المسرح بة
مستويان ..يسار حيث يجلس الرجل ويمين حيث يجلس رجل ومعه الة موسيقيه تفضل أن تكون جيتار
وبينهما توجد شاشة السينما ..يبدأ الرجل فى الحديث<<<<<
___________________________________________________________
الرجل :النهارده .....قررت أفتكر ....أفتكر حياة كبيرة وطويلة ...أهوه أحسن من ناس كتير مبقاش عندها
القدرة أنها تفتكر أى حاجه حتى ولو حصلت من خمس دقايق..........أنا النهاردة هفتكر ...وهرجع
بالزمن لزمان أوى ..قررت أفتكر حكاياتى القديمة مع البنات ..البنات غرامى وحبى ..أجمل
لحظات عمرى وأتعس أوقاتى ...عالقاتى الغرامية اللى من حسن حظى أنى كتبتها فى مذكراتى ..
عشان لما أقرر أقراها ..أفتكرها بكل تفاصيلها ...وأنا قررت أنى أبدأ أقراها دلوقتى
بدأت حكايتى مع الجنس اللطيف مع وجودى فى المرحلة اإلعدادية ..ألن األنثى قبل كده مكانتش
بتمثل لى أهتمام كبير ..قد أهتمامى بالشئ اللى هجيبه من المصروف اللى أبويا بيديهولى وأنا رايح
المدرسة ...ومع دخولى المرحلة دى بدأ يبقى جوايا الرغبة أنى أحب واتعرف على البنات ..بس
1
مكنتش أعرف وال بنت ..بدأت أسمع كتير مع حواديت صحابى عن بنت الجيران ..الغريبة انهم
كلهم كانو بيحبو بنات الجيران ..دة واجب وطنى ..بنت الجيران عندى كانت مختلفة ..ألنى
مكنتش بشوفها إال صدفة ..مرة وهى بتنشر الغسيل ..ومرة وهى نازلة تجيب حاجه وبس ..لكن
كنت كل يوم وانا قاعد فى أوضتى ..أسمع بالليل صوت أبوها وهو بيقولها....................
األب :أنا مش قولتلك قبل كده إن الشباك ده ميتفتحش إال أما أكون موجود
االب :يا بنتى أنا خايف عليكى .....أنتى لسة صغيرة والزم تفهمى من وانتى صغيرة
األب :يعنى يا بنتى أوعى تفكرى تتكلمى مع ولد ..او تشوفى ولد ...أو حتى يشوفك ولد
األب :عشان عيب يا بنتى..عيب ..أال الناس تاكل وشى و بعدين دول مبيرحموش
األب :يحضرك الخير يا بنتى ..أهو انا كده عرفت أربى و دلوقتى أقدر أموت وانا مستريح
الرجل :كان تقريبا ً الحوار ده بسمعه كل يوم بليل و فى يوم كنت قاعد مع أبويا فسألته و قلتله
الولد :أية يا بابا دة وأنا اللى بقول على حضرتك خبرة ..مانا عارف إن حب يعنى حب ،،انا قصدى معنى
الكلمة نفسها تطلع ايه؟
2
األب :تطلع يا سيدى عكس الكره
األب :أال انت بتسأل األسئلة دى ليه يا أبن الكلب ..أوعى يكون فى دماغك حاجة كده وال كده؟ أسمع يا
األب :اسمعنى كويس ..الراجل اللى بيعرف بنات كتير بتبقى سيرته مش كويسة و الناس بتشوفه غلطان
األب :و ايه يعنى ازاى يا ابنى ؟ امال هو عايش فى الدنيا لوحده
الرجل :و فضلت كلمة ابوها و ابويا فى و دانى بس بصراحة مكنتش مقتنع بيها ...كنت حاسس انها
اشتغالة ..و فى يوم و انا طالع على سلم بيتنا
3
الولد :أنا سمعت كل الكالم اللى قالهولك باباكى امبارح
البنت ( :تبكى)
البنت :أيوه
البنت :أيوه
الولد :ومين هيقول له بس ..بصى ..أحنا كل يوم هنتقابل هنا ع السلم زى دلوقتى ..بابايا وباباكى هيكونو
لسه مرجعوش من الشغل ..نقف مع بعض شوية ..وبعدين ندخل بيوتنا وال من شاف وال من درى
4
الولد :صغيرين أيه ..ده أنا كبير أوى
البنت :طيب أنا هدخل البيت دلوقتى لحسن بابا زمانه جاى
البنت :أيه ؟
الولد :بحبك
__________________________________________________________
الرجل :وكنت بقابلها كل يوم ..وبدأت أحس أنى من غيرها مش ممكن أعيش ..وهى كمان كانت حاسة إنها
مش ممكن تعيش من غيرى
الولد :الفيلم بتاع الولد الجديد ده اللى أسمه عماد حمدى .
الولد :شفتى لما عماد حمدى قرب من فاتن حمامه كده (..يقترب منها) ..ومسك أيديها كده ( ..يمسك يدها)
5
الرجل :وكان الزم شوية التحابيش دى اللى بتخلى الحب له طعم ..ولو أنى مكنتش فاهم ساعتها أيه الزمتها
لكن كنت دايما اشوفهم فى األفالم بيعملو كده ..وفى يوم وانا قاعد فى البيت بذاكر ..لقيت الباب بيخبط..
فتحت الباب ملقتش حد..لكن لقيت ورقة على األرض ..أخدت الورقة ..ودخلت أوضتى أقراها ..لقيتها هى
اللى باعتاها وبتقول...
البنت :انا مش عاوزه أشوفك تانى ..أنا بكرهك وبكره كل الوالد ..بكرهك وبكره كل الوالد...
الرجل :ماصدقتش نفسى ..وال صدقت الكالم اللى هى كاتباه ..حاولت أسألها أكتر من مرة ..كانت دايما
تقوللى .............
الولد :أنا مش هسيبك إألا لما أعرف أيه اللى حصل بالظبط
األب :بقى يا فالح األستاذ سالم جارنا اللى فى الدور اللى فوقينا ..شافك وانت بتبوس بنت الجيران
األب:ماتكدبش انت عليا ..وسيبنى أكمل لك لو عاوز تعرف الحكاية ..األستاذ سالم راح قال ألبوها
6
األب :ياريته ضربها ..
(نقلة إضاءة على مشهد ختان للبنت ..يشبه مشهد الزار ..أيا كان رؤية المخرج فى تصرير مشهد الختان
..
وبعد المشهد نجد البنت جالسة على األرض غارقة فى دموعها مردده ..
الرجل :اتلخبطت أشياء كتير ..بعد ما اتقطع حبى ليكى على أيد دكتور ..واتلخبطت أشياء كتير جوايا ..
مبقتش قادر أفهم إال أنى مش فاهم أى حاجه ..وكرهت كل العادات والسالسل القديمة اللى لفت على رقبتى
..وأصبحت بحبى فى حياتك معاناه ..وأالم الخوف معاناه ...زى رعشة عمود النور فى الشتا وهو واقف
ومستنى وعارف أنك مش جاية ...بس ..ولكن ..وإذا ..ولو ..وكل أدوات الشرط بتدخل فى الحوار
..تكسر اى شئ جميل فى حلمى ...يبقى حبك هو بس ..هو لكن ..هو إذا ..هو لو ..لكنه مش اى تقرير
(الحكاية الثانيه)
الرجل( :يقرأ فى أجندة مذكراته) ..الحكاية التانيه ..كنت فى الثانوية العامه ..وألنى كنت حلم أبويا اللى
كان عايش عشانه ..كان نفسة أنى أنحج بمجموع كبير وأدخل كلية الهندسة ..عشان يتفشخر قدام أخواته
وصحابه ...ويقوللهم أن أبنى مهندس ..وبصراحه الرغبه دى كمان أنتقلتلى وبقت رغبتى الحقيقيه..وفى
يوم طلبت من أبويا أنى أخد درس خصوصى فى الرياضه .. ..بصراحة الراجل مكدبش خبر وودانى عند
أكبر مدرس فى الرياضه ..األستاذ جابر ..رغم انه كان بيستلف حق الدرس ..المهم كان حظى إنى أخد
درس الرياضة فى بيت األستاذ جابر نفسة ..أل وأيه ..مع بنته ..ولوحدنا ..بصراحة حسيت بحاجة ناحيتها
وخصوصا انها كانت مبتبقاش مركزه فى اللى بيتقال فى الحصه ..وكانت دايما تبقى قاعدة بتبصلى ..
وكنت مقرر أنى أتقل عليها ..وفى يوم رحت فى معاد الدرس بالظبط كالعادة
7
الولد :أنا كويس جدا ً ..الحمدهلل (ينظر فى الكتاب)
الولد :سحلب
ايمان :ايه؟
ايمان :اسكت
ايمان :مش انا النهاردة كانت عربية حتدوسنى و انا جاية من المدرسة .
ايمان :كده
8
الولد :ما انت سايبلى عشرين مسألة عايزنى أحلهم فى خمس دقايق و بعدين أيمان كانت بتتكلم معايا
الولد :ملحقناش ..كنا لسة بنقول يا هادى ..لكن انت دخلت علينا فى غفلة زى الــ ......
الرجل :و كان ده اللى بيحصل دائما ً فى الحصة ..وعشان كده كنت بقعد معاها لوحدنا كتير ..و فى يوم
كان األستاذ جابر لسة مجاش برضه ..لقيتها قربت منى و قالتلى
الولد :ايه
ايمان :مسمعتش
الولد :عشان انا اللى مفروض اقول كده ..عشان انا الولد
9
جابر :انتم بتعملوا ايه ؟
الرجل :و من يومها و أنا بدأت احس بأنى بدأت احبها بجد لكن كان بيحصل حاجة غريبة كل متقرب منى
ايمان :ليه ؟
الرجل :ايه ؟ مش راجل ....الكلمة فضلت ترن فى ودانى لحد ما روحت المدرسة فى يوم و قابلت حودة
الجدع ...حودة الجدع ده زميلى فى الفصل ..بس كان اكبر منى ب 6سنين النه كان دايما ً بيسقط ،و كان
معروف بحكايته الغير شرعية مع البنات ،رحتله فى الفسحة و قلتله .....
حودة :يعنى نوع الساندوتش اللى حخده منك عافية ،جبنة بيضه و ال جبنة قريش ؟
حودة :تسلم يا ابو الشباب (يأخذ السندوتشات) اال قولى بقى الجندول العفى ده عاوز من وراه ايه ؟
10
حودة :ايوة ..انبوبة المرهم اللى اتفتحت دلوقتى
حودة :يووه ..اه م انت من العيال الدحيحة ومش حنفهم بعض بسرعة ..بأختصار عشان خلقى ضيق ..
عاوز منى أيه بالظبط ؟
الولد :فى المزز ..يعنى عاوزك تعلمنى اعمل ايه بالظبط ..اصل انا عندى صدمة نفسية
الرجل :وقولت لحودة على اللى حصل ..رد عليا وقاللى .
الولد :فين؟
11
حودة :عندى معاد مع األتون فى الشقه بتاعتى...وبنعمل مع بعض أخر قلة أدب..أصل البنت يا أبو
الصحاب بتحب الواد الحرش .
الولد :أية ياحودة ..كلك نظر ...أنت هتورينى الموزة بتاعتك فى وضع مخل ؟؟؟..أترضاها ألختك
حودة :ال متقلقش ..فاكرنى قفا وبتكفا ...دى مش الموزة المالكى بتاعتى أصال ..متقلقش
الولد :بجد؟
الرجل :ورحت مع حودة وانا جوايا الرغبه انى اعمل حاجة جديدة عليا...وأهو كمان أثبت أليمان أنى راجل
..وأثبت كمان لنفسى كده...ودخلت مع حودة الشقة ..ودخل هو األوضه للمزة اللى كانت مستنياه جوه..
وبعدين خرج وقاللى ..
حودة :اكلمها ازاى بس ..هو فيه وقت جوة للكالم ..جوه شغل فاهم و كفاح و نضال ،بس انا قولتلها
معايا واحد صاحبى و عايزك تخلى بالك منه و هى حتديلك الكورس
( الولد يجد ايمان بالداخل ،ينظر لها فى دهشة و تنظر هى ايضا ً له فى دهشة )
الولد :انت ؟
ايمان :انت ؟
الولد :بتخونينى ؟
12
ايمان :عاوز تخونى ؟
الولد :جاوبى
ايمان :جاوب ؟
ايمان :وانت ايه ؟ ..شريف ..امال كنت جاى هنا تعمل ايه ؟ ..وال عشان ولد متتحاسبش ..ليه دايما ً
البنت هى اللى بتبقى غلطانة ..انا معترفة انى غلطانة ..بس انت كمان الزم تتعترف انك جبان
الرجل :حسيت ساعتها ان رصيدى خلص والكارت الزم يتشحن ..و الشحن رافض يتقبل ..و حاجات
كتير الزم تتنسى ..و قلبى الزم احرقه ..و اهو شاف يومين على رأى مذيعين الكرة بتوع اليومين دول
،،،وال اجمل ..مفتاح الحياه اصبح مصدى ..الفرجة اجمل شئ ..والوداع من غير دموع ..والفراق
اصبح دواء ..و الطريق عايز يضيع ..اسمى معانى األنسانية ..يمكن اكون انا التراجيديا ..حاجات كتير
مفهمتهاش ..و مش ناوى افهمها ..فتحت الجلسة ..دخل القاضى و نطق بالحكم و األدانة كلها عندك ..
حبيت و خنتى ..بس اليومين اللى و ال اجمل ..بالك على قاعة المحكمة ..زووم عليكى جوة القفص ..يال
باااااااااااى .
13
الرجل :الحكاية الثالثة ....الخميس 11يناير ..عندما التحقت بكلية الهندسة ..جامعة االسكندرية ..كنت
ساعتها مش فاهم أى حاجه ....مجتمع جديد جدا وحياه غريبة وبنى أدمين أغرب ..الوالد والبنات جنب
بعض فى المحاضرات ..وألنى انا كنت الشاطر الوحيد فى شلة ثانوى .. ..ملقتش حد من صحابى معايا فى
الكلية ..المهم كنت وحيد فترة شهرين ..وفى الشهرين دول كنت متعود أخرج من باب الكلية اللى فى شارع
أبوقير ..وأتمشى لحد محطة مصر ..عشان أركب وأروح بيتنا ..الكلية قصاد منها مدرسة ثانوى بنات
اسمها (نبوية موسى) ..وكان بيصادف معاد خروجى من الكلية نفس معاد خروج البنات من المدرسة ..
كنت بشوفها كل يوم بالجيبة الكحلى والبلوزة البيضا وشعرها الضفاير والعنين اللى فيهم حاجة غريبة مش
مفهومة ..وكانت دايما تبقى واقفة مع صحابها قدام باب المدرسة ..وأول ما أعدى عنيها تيجى فى عنيا
..أحس بحاجة بتمالنى ....شعور جميل ...وكنت بحس إن صحابها كمان بيتفرجو عليا كأنى سلعة وهما
بيعاينو البضاعة ..مكنتش عارف أصارحها بحبى ..كنت كل ما أقرب منها أخاف ...لحد ما جة اليوم اللى
قررت فية أنى أكلمها .
فتاة (:)1تتقل ده أية ؟ دة كل يوم يعدى يبصلها وبس ..إنه يتكلم ..حجر مابينطقش
فتاة (:)1طب ده لو الواد نادر عدى علية يوم من غير مايشوفنى يموت فيها
فتاة (:)2ياخسارة
فتاة (:)1طيب ياختى أنا همشى لحسن نادر بقالة نص ساعة مستنينى ..عشان النهاردة داخلين سينما مع
بعض....
14
فتاة (:)2أية ده الحقى دة جاى على هنا وشكلة عاوز يكلمك
فتاة (:)2ال ياختى أقف معاكى دة أية ..أنا هشوف أى حد يزنقنى فى اى بير سلم أهو الواحد ياخدلة بوستين
بدل ما العملية ناشفه ع األخر..سالم
الفتاة ( :بحزن) بس ؟
15
الفتى :أصل أنا فى كلية هندسة ..و شاطر قوى فى الرياضة ..يعنى لو ينفع ....ممكن أذاكرلك كويس
الفتى :األحياء ..انا شاطر قوى فى األحياء .....يعنى لو ينفع اقابلك بكره
الفتى :نذاكر
الفتاة :بس ؟
الفتاة :ححاول بس ما اوعدكش ...أل استنى بكرة الجمعة يعنى أجازة و مش ممكن اخرج من البيت
الفتاة :حاضر
الفتاة :مع السالمة ( ...تمد يدها مصافحه ... fix ...و هما ناظران لبعضهما )
_________________________________________________________
الرجل :و مشيت و انا حاسس انى ارجل واحد فى الدنيا ..و عاوز اقول لكل الناس على اللى حصل ..و
روحت بيتنا و دخلت أوضتى و انا فى قمة السعادة و مستنى يجى يوم السبت بفارغ الصبر علشان اولها انى
بحبها و أخيرا ً جه يوم السبت من غير ما انام وال دقيقة و كنت هناك من الساعة 6
16
(داخل الكازينو)
الفتى :وحشتينى
الفتاه :اصل انا مش متعودة على كده ..لكن انا حاسة ناحيتك بحاجة غريبة ..حاسة انى ..
الفتاة :أه
الفتي :وحشتيني
الفتاه :وحشتني
الفتي :بحبك
17
الفتي :بموت فيكي
إضاءه وهو واضعا يده علي كتفها وهي نائمه علي كتفه ونسمع صوت امطار
الفتاه( :تنظر ف ساعتها بعد ان ترتدي الجاكت) ايه دا الساعه ! 9انا اتأخرت اوي والزم اروح
الفتاه :أل بكره مش هينفع عشان بكرا الحد والزم اروح الكنيسه
الفتاه :تريزه
(صمت طويل – يأخذ منها الجاكت ويقف كل منهما في بؤره اضاءه منعزله ظهرهما لبعض )
____________________________________________________________
الرجل :حسب تعاليم الدين اللي درسناها من ابتدائي ..بعد ما كل واحد فينا كان بيسيب التاني ف الحصه
دي بس وحسب تعاليم كل األديان ..واحد فينا هيروح الجنه والتاني هيروح النار ..وحسب تعاليم ديني انا
اللي هروح الجنه ..ياااااه الجنه حلوه اوي ..بس حاسس بوحده ..يجي المالك يسألني تطلب ايه؟ ..اسكت
..تطلب ايه؟ ..اسكت ..تطلب ايه؟ ..اقوله انسانه كانت بتسبني ف حصه الدين ..واقوم من نومي ابدأ
يومي ف نفس الحلم ..لكن يا تري لو هي ف الجنه ..كانت هتختار ايه؟!
18
الرجل :الحكاية الرابعه ...كنت أتعودت خالص على جو الكليه وأهتمامات الطلبة فيها ..وكنت زيي زى
أى واحد فى بلدنا ..أسمع كل يوم عن الضرب اللى بيحصل فى فلسطين..وكان ساعتها الموضوع لسه طازة
..وكان كل يوم فى الجرايد أقرا خبر يحرق الدم....بس مكانش فى ايدى حاجه اعملها غير انى أقول..
الرجل :وبس ..لكنى مكنتش أفكر وال حتى عندى الدافع أنى أعمل حاجة ..كان الفت نظرى مجموعه من
الطلبه اللى كانت عالقتى بيهم مش أكتر من السالمو عليكم..
المجموعه دى كانت مهتمة بالقضيه ..وكانو بيطلعو همهم فى مجلة الكلية أوهتاف فى مظاهرة جوا
الجامعه ..وشفتها وهى معاهم ..بصراحة عجبتنى جدا ..وملقتش حل عشان أتعرف عليها غير أنى أبقى
مع المجموعه دى وأحاول أكون مهتمه بالقضية زيي زيهم ..وفعال بقيت واحد منهم وبقيت أحضر
أجتماعاتهم اللى كانت بتحصل فى بيت زميل لينا فى المجموعه أسمة إبراهيم .....وفى يوم
ابراهيم :دى كارثة ..أنو عارفين معنى الكالم اللى بتقولوه دة أية؟؟
مريم :بالعكس ..أنا أكتر واحدة حاسة بكل اللى بيحصل ..متنسوش أن اللى بيتقتلو هناك دول أهلى ..إذا
كنت يا إبراهيم زعالن على اللى بيحصل فى فلسطين ..فأنا بموت من الحسرة واألحساس بالقهر والظلم
ألنى فلسطينية
مريم :بالعكس ..متتصوروش قد أيه أنا مبسوطة وأنا فى مصر ..كأنى بالظبط فى بلدى
19
طارق :والقبلين يا ابراهيم ..كدة كده حرس الجامعه شادد اليومين دول
الفتى :فأحنا نهدى شوية لحد األمور ما تستقر وبعدين نشوف هنعمل أية
مريم :وهللا أنا برضة شايفة كدة ..ألن أى حاجة هنعملها دلوقتى ممكن تعمل لنا مشكلة
طارق :أيه يا أخى دة؟؟ ...هتمشوا ؟ ...طب قول أقعدو معايا شويه ..البيت بيتكم ..يا اخى ده االجتماع
العاشر و مشفتش منك كباية ماية
مريم :بس بقى هزار يا طارق ..انا حمشى يا ابراهيم ونتقابل بكرة فى الكلية
الرجل :و خرجنا من بيت ابراهيم و مشيت انا و هي و طارق ..و مشيت معاها لحد موصلتها البيت ..بعد
ما طارق سابنا و روح فى الطريق سألتها ..
مريم :شوف ..كل واحد فى الدنيا بيعيش عشان حاجة ..او بمعنى اصح ..فيه غاية عاوز يوصل لها ..
صدقنى مش عيب انه يضيع عمره عشان الحاجة دى ..حتى ولو عمره انتهى من غير ميوصل لها ..بس
الزم يبقى طول الوقت عنده االصرار عشان يحقق و لو جزء كبير منها
مريم :بالعكس ..انا بسيطة جدا ً ..وده بالرغم من كم المعاناة اللى شفتها ..انت عارف انا نفسى فى ايه ؟
20
مريم :اشوف امى ..مش عارفة حاسة انها محتاجانى اوى جنبها
الفتى :خالص هانت يا مريم ..كلها شهرين و يخلص التيرم و ترجعى بلدك و تقعدى جنبها طول العمر ..
بس تعرفى انك حتوحشينا جدا ً
مريم :و انتم كمان ..ياااه ..وصلنا بسرعة ..لو كان ينفع كنت قلتلك تعالى اشرب حاجة بس انت عارف
انا قاعدة لوحدى
مريم :ممكن ..بس لما تروح على طول عشان عاوزة انام
الرجل :و روحت البيت جرى و مسكت التليفون و ضربت الرقم اللى كان محفور جوايا و ردت عليا
مريم :ايه بقى يا سيدى الموضوع اللى مش حينفع يستنى لبكرة ؟؟
21
مريم :طيب أيه هو ؟
الفتى :أل هقوله ..بس محتاج األول أهدى شوية عشان الموضوع
الفتى :أصل أنا كنت عاوز أسألك ..هو مفيش حاجة تانية فى حياتك غير موضوع القضية الفلسطينيه
والكفاح والنضال وبس؟
مريم :ال تصدق طلع حرج وحساس فعال ☺ .. ..أكيد أنا محتاجة الحاجات دى زى باقى البنات ..وأكيد
المواضيع دى شاغلة تفكيرى ..بس زى ما قلتلك واحنا ماشيين ..فيه هدف لكل أنسان ..وأنا هدفى قضية
بلدى
الفتى :يعنى أنتى مفيش حد فى حياتك ..وال فيه حد حاسة ناحيته بحاجه كدة ؟
الفتى :والحاجة
مريم:ماتقول ..وال أقول لك بالش تقول ..أقوللك أنا ..بقى أنت يا سيدى معجب بيا مش كدة؟
الفتى( :اليرد)
الفتى :طب وانتى أية رأيك ..وال أقوللك خالص أنا عرفت رأيك ..يال تصبحى على خير
22
الفتى :هقفل السكه
مريم :محدش قاللك أنك مجنون ؟ ..لألسف بقى أنا بحب المجانين
الفتى :طب يال تصبحى على خير ...أية؟؟ ....أنتى قولتى أنك بتحبى أية ؟؟
مريم :المجانين
مريم :مجنون
مريم :بحبك
الفتى :لية ؟
الرجل :وأتقابلنا كتير أنا وهى ..وعرفت معاها معنى الحب الناضج اللى بجد ..وطبعا زاد حبى ليها
ومعاه زاد أهتمامى بالقضية اللى أصبحت رمز ليها ..وفى يوم وأنا فى الكلية
طارق :ايه ياعم المجالت الجامدة دى ..كلمنى عن مقاالتك اللى مكسرة الدنيا
الفتى :شوفو ..كل واحد له هدف وبيسعى له ..مش مهم يضيع عمرة فيه ..المهم يحاول يوصل له
طارق :أل ..أنا شايف بقى األمتحانات كمان أسبوع والزم نكن فى بيوتنا نذاكر وإال هنسقط وهتبقى
منجليطه
23
الفتى :محدش شاف مريم :
ابراهيم :هى كانت موجودة الصبح ..بس قالت أنا مروحة وجايه على طول
طارق :ماتقلقش يا عم الحبّيب ..تالقيها نسيت حاجه فى البيت وراحت تجيبها ..شباب خرع
مريم :متتصورش قد أيه هتوحشنى الكام يوم دول ..بس تعرف أنا مبسوطة علشان هكلم ماما عليك ..أنا
عارفة انها هتبقى مبسوطة أوى
الفتى :وقوليلها أنى جايلها بعد األمتحانات عشان أطلب منها أيد أجمل بنت فى الدنيا
مريم :بحبك
24
الفتى :ال اله اال هللا
الرجل :وسافرت مريم ..وعشت األسبوع دة وحيد مستنى لما تيجى وتحكيلى على اللى حصل ..بصراحه
وحشتنى جدا ..وفى يوم وانا قاعد فى البيت بذاكر
( مذيع الراديو)
هذا وقت القت سيدة عجوز وابنتها مصرعهما أثر هجوم القوات األسرائيلية على منطقة سكنيه ..لم يستدل
على شخصية السيدة العجوز أما الفتاه فتدعى مريم ..مريم..مريم ( ..تكرار)
الرجل :لما بدأت فى الكالم ..كانت األيام أالم ....والليالى زى بعض ..فى أنتظار وسكوت وبرد ..
جرح
الصغار كرهوا الخيام ....واللى سارقين السالم ...جريت الوردة البريئه بس سور السلك حاشها ّ ...
الفستان خدشها ...نقطة سالت من دماها ....دمعه نامت فوق خدودها ...فيها معنى األحتجاج ..فيها معنى
األحتياج ..كان فى عينيها شئ بيسأل ..وطنى فين؟ والصغر مابيضحكوش ..مابيلعبوش ..مولودين
والشعر شايب .....بين قضية وبندقية ..والقضية هى هى ...القضية أن مريم ..كان فى عينها شئ بيسأل
..وطــــــــــنى فيــــن؟؟
(صوت مريم)
كل واحد فى الدنيا بيعيش عشان حاجة ..أو بمعنى أصح ..فيه غاية عاوز يوصل لها ...مش عيب انه
يضيع عمره عشان الحاجة دى ..حتى ولو عمره أ نتهى من غير ميوصل لها ..بس الزم يبقى طول الوقت
عنده االصرار عشان يحقق و لو جزء كبير منها
Black
25
الرجل :الحكاية الخامسة ....على أيامى كنا أول مانتخرج من الكلية نالقى الشغل مستنينا تانى يوم ..على
عكس األيام دى اللى فيها الشاب من دول يبقى خريج كلية من كليات القمة ويدور على واسطة عشان يتعين
مندوب مبيعات ..من هنا بدأت الحكاية ..لما أتعينت مهندس معمارى فى أكبر شركة فى البلد ..وكان كل
همى فى الوقت دة هو إثبات نفسى فى الشركة ..وفعال بقيت من أكبر المهندسين فى الشركة فى فترة قليلة
..حتى األستاذ حمدى المدير كان دايما يقول لى ..
المدير :أنت يا باشمهندس نموذج للمهندس الناجح ..أتمنى أنك تفضل محافظ على مستواك الباهر دة ..
وأنا متوقعلك مركز مرموق فى الشركة إن شاء هللا
الرجل :مع وجودى فى الشركة ..قابلتها ..كانت مهندسة زميلتى ..بس بصراحة مكانتش شاطرة قوى
فى الشغل..بس كانت مهتمية بيا زيادة عن اللزوم
أميرة :بصراحة ورايا تصميم لعمارة ومش عارفة أعملة ..فكنت يعنى بقول لو ..
الرجل :فى البداية قلت دى بتحاول تقرب منى عشان مصلحتها ..لكن مع مرور الوقت ..بدأ أهتمامها بيا
يشغلنى لدرجة أنى بدأت أحبها بجد
مشرفة ..أنتى
ّ المدير :أية التصميم الهايل اللى أنتى جبتية أمبارح دة يا بشمهندسة أميرة ..حقيقى حاجة
مستواكى بدأ يتحسن كتير ..
المدير :دة تواضع يا بشمهندسة ..وأن جيتى للحقيقة ..فأنتى تستحقى كتير ..كتييير أوى ..دى حاجة
حلوة خالص ..
26
أميرة :متشكرة أوى يافندم
المدير :أرجوكى متشكرينيش ...أنا الزك أكافئك ..عشان تبقى قدوة لكل مهندسين الشركة ...أنا عندى
شوية ضيوف فى المكتي ..أول مايمشوا تجيلى على طول
أميرة :أية؟؟
المدير :تعبان من كتر الشغل السئ ..وماصدقت لقيت شغل كويس الواحد يفرح بية ..فالزم تجيلى عشان
أكافئك ..دة أنا هكافئك مكافئة
أميرة :أية ؟
أميرة :بتحبنى؟
أميرة :هتتجوزنى ؟
الولد :أكيد
27
أميرة :أنت ماتعرفش ظروفى ..أحنا عيلة على قدها
أميرة :أنت عارف ..أنا كان نفسى أتجوز واحد زى األغنيا اللى بنشوفهم فى األفالم ..اللى عندهم قصور
وفلل وعربيات تسعة متر وخدم وحشم ..لكن دلوقتى ...
الولد :بكرة
أميرة :بحبك
الولد :بحبك
الرجل :و رحت ألبوها تانى يوم البيت ..البيت القديم ..اللبس بيبين قد ايه الناس دول عايشين حياه صعبة
..كلها فقر ..المهم رحت ألبوها و قابلته ( الرجل اب فاقد ساقيه و به حالة من التشنج )
األب :بقى زى ما انت شايف يا ابنى انا رجليا راحت فى الحرب ..كنت فى يوم من االيام عريف فى
الجيش ..يخوف اجدعها عسكرى ..لكن دوام الحال من المحال
األب :يا ابنى ظروفنا صعبة ..و اميرة دى ميغركش انها مهندسة ..متتصورش قد ايه انا تعبت و استلفت
عشان تخلص تعليمها ..يعنى بأختصار يا ابنى ..اميرة هى اللى صرفت على البيت و على امها و اخواتها
األب :و انا يوم المنى يا ابنى لما اشوفها فى بيت جوزها ..بس هتقدر ؟؟؟
28
األب :انا معنديش فلوس اصرفها على شوار او عفش او غيره
الولد :متنعاش هم يا عم الحاج ..انا عندى شقة صغيرة اوضتين و صالة و مش حتحتاج مصاريف و انا
ان شاء هللا كفيل بكل حاجة
الرجل :و قريت الفاتحة ..و بقت خطيبتى ..و تانى يوم فى الشغل
المدير :مبروك ..الف الف مبروك يا والد ..حقيقى تستهلوا بعض جدا ً ..متتصورش قد ايه انا سعيد بيكم
..شكلكم حلو اوى يا والد و انتم مع بعض ..عايزين بقى نبقى نعمل لكم حفلة صغيرة كده
المدير :على ايه يا باشمهندس ..ان مكناش نفرح نفرح بيكم نفرح بمين ..صحيح ابقى عدى عليا يا
بشمهندسة أميرة ضرورى فى المكتب كمان خمس دقائق عشان عايزك فى موضوع مهم
29
( الولد فى قفص األتهام )
الولد :مش انا اللى عامل التصميم بتاع العمارة دى يا حضرة القاضى ..مش أنا ..بقول لكم مش أنا ..
حتى أسألو حمدى بية المدير.
المدير :وهللا يا جناب القاضى ..الباشمهندس معروف عنة األستهتار فى الشغل ..وأنا حذرته أكتر من مرة
وقلتلة دى أرواح ناس..لكن مفيش فايدة ..الخمرة ..واللجوء لطريق األنحراف بيضيع أرواح ناس بريئه
ملهاش ذنب ..وأنا ببرأ شركتى من هذه التهمة وهذا الشاب المستهتر ..وبطالب توقيع أقصى العقوبة علية
..عشان يكون عبرة لكل الشباب المستهترين .
الولد :أنت كداب ..كداب ..ممكن تسألو الباشمهندسة أميرة ..زميلتى فى الشركة وخطيبتى
أميرة :هو صحيح خطبنى من بابا ..لكنى رفضت بعد كدة لما عرفت أنه بيشرب خمرة ..ومش مهتم
بمستقبلة ..وكنت دايما بقول له خد بالك من الشغل كويس ..لكنه مكانش بيسمع الكالم ..والتصميم..
الشاب :أية ؟
الرجل :ودخلت السجن ..والنهاردة بعد خروجى من أجمل أوقات عمرى اللى قضيتها فى السجن بحاول
أعيش ..بس مش القى لحظة حياه ..الظاهر بقى مفيش غير الحل دة
أية ؟ ..بهرب؟؟ ..بتنكر؟؟ ....أصل الهروب هو الشجاعة ..يمكن لكاعة ..يمكن مناعة من القدر ..حبة
هدوء ..الدنيا ممكن تبقى زوق ..دة انا وأنا بهرب بحس أنى فى رحلة ..رحلة الموت الجميلة ..بس أنا
طالع فيها أوفر ..يعنى ببالش ..أصل السواق صاحبى ..والسواق باصص كويس ع الطريق..وفى الطريق
أول يافطة ..أرض خضرا ..حلم أول ليل فى عمرى ...تانى يافطة ..زرعه دبالنة لحلمى ..تالت يافطة ..
صحرا برمل جبال أحالم عبيطة ..واألحالم بين الطرق متشعلقة ..ومتعلقة أحالمى بخيط العنكبوت ..
متعلقة رافضة السكوت..رافضة السؤال األذلى ..لية؟ ..وتقول كالم يفضل كالم يرجع كالم ..بس الحقيقة
أن الكالم هو السكوت ..وأن السكوت هو النجاة من طرف خيط العنكبوت
أيه؟؟؟؟ ...بهرب ..مش عارف ..أصل الهروب يمكن لكاعة ..يمكن مناعه ..بس األكيد ..هو الشجاعة
30