You are on page 1of 18

‫مجلة مجتمع تربية عمل‬

‫‪ISSN: 2507-749X‬‬ ‫‪EISSN: 2602-7755‬‬

‫‪https://www.asjp.cerist.dz/revues/414‬‬

‫ص ص ‪143/126‬‬ ‫المجلد‪ /07:‬العدد‪)2022( 02‬‬

‫السلوك المدني والسلوك المواطناتي مطلب التربية الحديثة‬


‫‪-‬قراءة بحثية في رهانات المدرسة حول التربية على القيم‪-‬‬
‫‪Citizenship behavior and civic behavior‬‬
‫‪as requirements of modern education:‬‬
‫‪-An analytical research of readings on‬‬
‫‪educational values provided by school-‬‬

‫أق ارد حس ـ ــينة‬

‫جامعة الجزائر‪( 3‬الجزائر)‬

‫‪agred.hassina@univ-alger3.dz‬‬

‫ملخص‬ ‫معلومات المقال‬

‫تاريخ االرسال‪2022/07/10:‬‬
‫تمثل تنمية السلوك المدني واحدا من األدوار األساسية التي تطلع بها المدرسة في المجتمعات‬ ‫تاريخ القبول‪2022/07/30:‬‬
‫المعاصرة التي تتجه أكثر فأكثر إلى االهتمام بالفرد وبناء اإلنسان عن طريق ترسيخ القيم األخالقية‬
‫وقيم المواطنة لدى المتعلمين‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫تعتبر هذه الورقة البحثية د ارس ــة تحليلية نةرية لمو ــوب التربية على الس ــلوك المدني وعلى الس ــلوك‬
‫المواطناتي‪ ،‬نهدف من خالل متنها اإلجابة عن األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ لة التالية‪ :‬ما مفهوم التربية على الس ـ ـ ـ ـ ـ ــلوك‬ ‫‪ ‬السلوك المدني‬

‫المدني؟ وما هي أسـ ـ ــا وأهداف التربية على السـ ـ ــلوك المدني؟ وتيب تسـ ـ ــاهم التربية على المواطنة‬ ‫‪ ‬القيم‬

‫وعلى القيم في تكوين وتأهيل الفرد ليصبح مواطنا صالحا؟‬ ‫المتعلمين‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬المواطنة‬
‫المدرسة‬ ‫‪‬‬

‫‪Received :10/07/2022‬‬
‫‪This research paper is a theoretical analytical study about f civic education‬‬
‫‪Accepted:30/07/2022‬‬
‫‪and citizenship behavior. It is an attempt to answer the following questions :‬‬
‫‪What is the concept of civic behavior education? What are the foundations‬‬ ‫‪Keywords:‬‬
‫‪and objectives of education with regard to civic behavior? How do‬‬
‫‪citizenship education and values contribute to the formation and‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪Civic behavior‬‬
‫‪rehabilitation of the student in order for him to be a good citizen.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪Values‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Citizenship‬‬
‫‪‬‬ ‫‪the learner‬‬
‫‪‬‬ ‫‪The school.‬‬

‫‪126‬‬
‫أقراد حسـينة‬

‫تعد المنةومة القيمية واحدة من األطر المنةمة للمجتمع إلى جانب المنةومات االجتماعية‬ ‫‪ ‬مقدمة‪:‬‬
‫واالقتصادية والسياسية وغيرها‪ ،‬فالقيم بما تحمله من معايير للسلوك واألخالق العامة لألفراد في حياتهم‬
‫االجتماعية‪ ،‬هي التي تؤسا للنةام العام وتشكل اإلطار المنةم لجميع العالقات اإلنسانية‪ ،‬ومن هنا ينبغي‬
‫تنةيمها وتعزيزها وغرسها لدى الناش ة من أجيال المستقبل‪.‬‬

‫من إحدى المتطلبات والرهانات‬ ‫يمكن القول أن التربية على القيم والمبادئ األساسية أصبحت اليوم‬
‫الجادة بالنسبة لمؤسسات التربية‪ .‬بهدف تكوين وتأهيل المتعلمين حتى يكونوا قادرين على االندماج مع‬
‫المجتمع‪ ،‬وفاعلين اجتماعيين‪ ،‬من خالل تبني السلوتيات االيجابية الهادفة لخدمة الصالح العام والمجتمع‪،‬‬
‫بتأدية مجموعة من الوظائف اإليجابية والسلوتيات المدنية الفعالة‪ .‬وتشكل هذه األخيرة محور الفلسفة التربوية‬
‫الحديثة التي تستهدف بمناهجها وبرامجها ترسيخ قيم المواطنة‪ ،‬والسلوك المدني‪ ،‬واحترام اآلخر‪ ،‬والسلوك‬
‫الديمقراطي‪ ،‬وقيم حقوق اإلنسان وغيرها من القيم االيجابية التي تراهن عليها المجتمعات لبناء منةومة‬
‫اجتماعية مت اربطة ومتماسكة ومتطورة‪.‬‬

‫يمثل مو وب التربية على السلوك المدني أحد الموا يع التي تضطلع بأهمية بالغة داخل المنةومة‬
‫التربوية‪ ،‬بالنةر لعالقته البنيوية بتطور المجتمع ومؤسساته‪ ،‬حيث تؤدي تنمية السلوك المدني إلى بناء‬
‫عالقة ثقة متينة فيما بين أفراد المجتمع وبينهم وبين مؤسسات المجتمع ومؤسسات الدولة‪ ،‬وذلك برفع درجات‬
‫وعي األفراد بأهمية احترام الحقوق والواجبات القانونية واألخالقية‪ ،‬وممارسة السلوتيات بمسؤولية واحترام‬
‫اآلخرين أفرادا ومؤسسات‪ ،‬وذلك انطالقها من المبادئ العامة التي تنةم الحياة المشترتة بين األفراد‪ ،‬على‬
‫أصول مبدأ قبول اآلخر والتسامح‪ ،‬والحق في االختالف‪.‬‬

‫يستمد مو وب التربية على السلوك المدني وعلى المواطنة أهميته في المجتمعات والحضارات اإلنسانية‬
‫المعاصرة من الوعي المتزايد باإلنسان تقيمة في حد ذاته؛ ومكانة الفرد تأساس تنمية وتطوير المجتمع‪،‬‬
‫كما برزت أهمية ترسيخ السلوك المدني مع تطور أهداف ودور مؤسسات التربية والتكوين في المجتمعات‬
‫الحديثة‪ ،‬حيث أ حت شريكا اجتماعيا بامتياز يدعم سياسات الدولة واستراتيجيتها الوطنية لتنمية وتطوير‬
‫الحياة االجتماعية‪ ،‬في أفق بناء اإلنسان المواطن الذي عليه تنمية الوطن وتحقيق نهضته‪.‬‬

‫من أهمية مكانة القيم‬ ‫هذا ويندرج االهتمام العلمي بمو وب السلوك المدني والتربية على قيم المواطنة‬
‫في التغيرات والتحوالت التي تشهدها المجتمعات في مسار تاريخها االجتماعي‪ ،‬فالسلوك المدني شديد‬
‫االرتباط بالمفاهيم األصيلة والمرادفات التي تعكا تطور سلوك الفرد في المجتمع تاريخيا وسياسيا‪ ،‬وذات‬
‫الصلة بحقول واسعة مثل القانون واألخالق وقواعد السلوك وأنماط التربية‪ ،‬تاألخالق اإلنسانية واإليتيقا‬
‫والتحضر؛ فهو مفهوم يستدعي مفاهيم أخرى عامة محورية تالديموقراطية والمواطنة والوطنية واحترام حقوق‬

‫‪127‬‬
‫السلوك المدني والسلوك المواطناتي مطلب التربية الحديثة ‪-‬قراءة بحثية في رهانات المدرسة حول التربية على القيم‪-‬‬

‫اإلنسان‪ ،‬والمدنية‪ ،‬والمجتمع المدني‪ ،‬والتربية على القيم‪ ،‬والتربية على المواطنة‪ .‬فالسلوك المدني يعبر عن‬
‫الفضائل الضرورية لتأهيل السلوك الفردي والجماعي بهدف تنش ة المواطن على الصالح والفعالية والمسؤولية‬
‫واالنضباط واإلخالص للمجموعة الوطنية‪ ،‬وهو مؤشر على الوعي بالحقوق والواجبات‪.‬‬

‫تشكل هذه الورقة البحثية مقاربة نةرية لمحاولة إبراز دور التربية على المواطنة والسلوك المدني في‬
‫تنمية سلوك المتعلمين مع إمكانية ترسيخ مبادئها الحقوقية لديهم‪ ،‬وبالتالي المساهمة في بناء شخصيتهم‬
‫المتوازنة المتشبعة بحب الوطن‪ ،‬وجعلهم مواطنين صالحين وفاعلين إيجابيين داخل المجتمع‪.‬‬

‫ولمعاجلة المو وب ارتأينا االنطالق من السؤال البحثي الرئيسي التالي‪ :‬ما موقع وأهمية السلوك المدني‬
‫والتربية على قيم المواطنة في التربية والتعليم؟‬
‫وقد تفرعت منه األس لة التالية‪ :‬ما مفهوم التربية على السلوك المدني؟ وما هي معالم وأسا وأهداف‬
‫التربية على السلوك المدني؟ وما هي أهمية التربية على القيم؟ وتيب تساهم التربية على المواطنة وعلى‬
‫القيم في تكوين وتأهيل النشئ ليصبح مواطنا صالحا؟‬
‫لمعالجة المو وب اعتمدنا المقاربة النةرية التحليلية‪،‬وقد قسمنا البحث إلى قسمين رئيسيين‪ :‬يتعلق األول‬
‫بالمؤسسة التربوية وترسيخ السلوك المدني لدى التلميذ‪ ،‬ويتناول القسم الثاني أهمهم التربية على القيم ودورها‬
‫فيفي تكوين األفراد (قيم المواطنة‪ -‬قيم الديمقراطية وقيم حقوق اإلنسان)‪.‬‬

‫التلميذ‪:‬يصدر المشروب التربوي عن‬ ‫المؤسسة التربوية وترسيخ السلوك المدني لدى‬ ‫‪‬‬
‫توجه سياسي يحدد الغايات المراد الوصول إليها لتكوين إنسان ومجتمع الغد‪ .‬ويستدعي هذا البعد المعياري‬
‫(ما تجسده الغايات المنشودة) بعدا آخر ال يقل عن سابقه أهمية وقيمة‪ ،‬وهو البعد اإلجرائي الذي يتمثل في‬
‫االستراتجيات البيداغوجية والتقنيات العملية الكفيلة بتحقيق الق اررات واالختيارات الكبرى‪ .‬وهكذا يتضح مما‬
‫سبق أن التربية "غير محايدة"‪ ،‬وتجسد الحقيقة السياسية‪ .‬تما أنها " تمت بصلة إلى الحياة المدنية والعالئق‬
‫االقتصادية واالجتماعية"‪.‬‬

‫عنصر‬
‫ا‬ ‫عالوة على انكباب المدرسة على إكساب المتعلم القدرات المنهجية والتواصلية والثقافية حتى يكون‬
‫فاعال داخل الفصل الدراسي وخارجه‪ ،‬فهي أصبحت‪ ،‬مع مر الزمن‪ ،‬تؤهله بفضل عنايتها بالجانب القيمي‬
‫إلى تدبير الصراعات والتعامل معها بروح المسؤولية والتعاون‪ ،‬والحرص على صيانة الموارد الطبيعية‬
‫والبشرية من االجتثاث واالست صال‪ .‬وهذا ما يقتضى من المربين الترتيز على التربية األخالقية أو المدنية‬
‫لما لها من دور في ترسيخ القيم النبيلة داخل المجتمع‪ ،‬ودعم تعايش الثقافات وتفاعلها وانفتاح بعضها على‬
‫البعض بطريقة إيجابية‪ ،‬واإلسهام في تشييد حضارة جديدة مبنية‪ ،‬تما يرى آدام تورل ‪ ،Adam Curle‬على‬
‫"اإلنسانية البي ية )‪.(Humanisme écologique‬‬

‫‪128‬‬
‫أقراد حسـينة‬

‫ويرى الداهي (‪ّ )2019‬‬


‫بأنه ال يمكن للمدرسة أن تصبح وسطا حاف از على المبادرة واإلبداعية والنقد‬
‫إن لم تتبن مقاربات وطرقا بيداغوجية بناءة ونشيطة وفعالة (على نحو الطريقة السوسيوبنائية‪ ،‬والطريقة‬
‫التفاعلية‪ ،‬وعمل المجموعات‪ ،‬وبيداغوجية المشروب‪ .)...‬إن مثل هذه المقاربات وغيرها تراهن على اعتبار‬
‫المتعلم القطب األساس في العملية البيداغوجية‪ ،‬وإشراكه في اتخاذ الق اررات الحاسمة التي تهم الحياة‬
‫المدرسية‪ ،‬وإسهامه في األنشطة التربوية التي تنمي قدراته الذهنية والمنهجية والتواصلية‪ ،‬وتزوده بالرصيد‬
‫القيمي لفهم واجباته وحقوقه داخل الفضاء المدرسي وخارجه‪ .‬وال يمكن للمتعلم أن يتمثل قيما إيجابية‬
‫ويمارسها في حياته مادامت المدرسة تكرس ما يجانبها ويناوئها‪ ،‬وذلك على نحو استفحال مةاهر اإلقصاء‬
‫والتهميش والتمييز والغش والعنف‪ .‬مع العلم أنه توجد عوامل خارجية (مثل الفوارق الطبقية) تؤثر سلبا في‬
‫المسار الدراسي للمتعلم‪ ،‬وتشعره بدونيته‪ ،‬وتنتقص من قدراته ‪ ،‬وتجعله يعاين البون العميق بين " قراءة‬
‫الكلمات" و" قراءة الواقع"‪.‬‬

‫المدني‪:‬يندرج مفهوم السلوك المدني حسب المجلا األعلى للتعليم (‪ )2007‬في‬ ‫مفهوم السلوك‬ ‫‪‬‬
‫شبكة مفاهيمية واسعة تتداخل فيها المعاني وتتعدد الداالت‪ ،‬وإذا تان هذا المفهوم بمكونيه السلوك والمدنية‬
‫يحيل في نفا الوقت على األخالق االتيقا (‪ ، (Ethique‬وإلى التمدن تحالة مجتمعية ترادف التحضر‪،‬‬
‫فإنه يستدعي في اآلن ذاته مفاهيم أخرى محورية مثل الديمقراطية‪ ،‬والمواطنة‪ ،‬والوطنية‪ ،‬واحترام حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬والمدنية‪ ،‬والحا المدني‪ ،‬والتربية المدنية‪ ،‬أو التربية على المواطنة‪ ،‬أو التربية على حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫لذلك تعكا المصطلحات المستعملة في مجاله الواسع و المرادفات التي يحيل عليها في أحيان تثيرة تطو ار‬
‫تاريخيا وسياسيا للمجتمع وتذا تحوال في القيم األخالقية و اإلنسانية‪ ،‬فإذا تان الحا المدني مثال يعبر عن‬
‫الفضائل الضرورية للسلوك الفردي والجماعي‪ ،‬فإن التربية على المواطنة تهدف إلى تحديد وفهم العالقات‬
‫القانونية التي تضبطها قوانين وتشريعات الدولة‪ ،‬بينما تسعى التربية على حقوق اإلنسان إلى التعلق بالقيم‬
‫الكونية لإلنسانية جمعاء‪.‬و يشكل إذن‪ ،‬الحا المدني منةومة قيمية أخالقية متكاملة تتراوح بين التشبع بقيم‬
‫المواطنة والتمتع بالحقوق األساسية وااللتزام بالواجبات والتصدي الحازم للسلوتيات غير المدنية‪.‬‬

‫تشير المدنية حسب ما ورد في موقع 'معالم حول المواطنة' ’‪Repères sur la ‘citoyenneté‬‬
‫‪ )2012(et la ‘formation a la citoyenneté‬إلى المفاهيم التقليدية للتأدب والحضارة واعتبرت منذ‬
‫القدم تشرط من شروط المشارتة في الحياة السياسية‪ .‬السلوك المدني ال يتعارض مع قوانين المجتمع‪ ،‬وتعد‬
‫المدنية إحدى شروط احترام القوانين‪ ،‬وتعد المدنية مفهوما وسيطا بين التحضر والمواطنة‪ .‬يتجلى جانب‬
‫االرتباط المفاهيمي بين المدنية والمواطنة في المشارتة النشطة للمواطن في الشأن العام‪ ،‬وما يتبع ذلك من‬

‫‪129‬‬
‫السلوك المدني والسلوك المواطناتي مطلب التربية الحديثة ‪-‬قراءة بحثية في رهانات المدرسة حول التربية على القيم‪-‬‬

‫االهتمام بالشؤون العامة‪ ،‬وتكوين قناعات معقولة ومستنيرة بخصوصها‪ ،‬وتشمل أيضا المشارتة في‬
‫االستحقاقات االنتخابية‪.‬‬

‫أن هناك إذن معنيان يعكسان تطور مفهوم‪ :‬معنى عام يشمل‬‫يشير المجلا األعلى للتعليم (‪ّ )2007‬‬
‫واجبات المواطن ومسؤولياته في عالقته بالدولة من جهة‪ ،‬وبالمواطنين من جهة ثانية؛ ومعنى خاص يحدد‬
‫الفضائل الضرورية الواجبة في تنش ة المواطن الصالح‪ ،‬المتمتع بالحا المدني واالنضباط واإلخالص‬
‫للمجموعة الوطنية‪.‬إن هذه المعاني التي ارتبطت بتطور المفهوم في الثقافات الغربية اليونانية والالتينية‬
‫والمعاصرة‪ ،‬تةهر بو وح في مفهوم التربية في الثقافة العربية وفي التراث اإلسالمي الديني والفكري‪ .‬فهي‬
‫تعني التأديب من جهة‪ ،‬والتهذيب من جهة ثانية‪ .‬فالتأديب هو توجيه الطفل نحو االنضباط واالنتةام‪ ،‬أي‬
‫تلقينه قواعد الضبط األخالقي االجتماعي‪،‬أما التهذيب فغايته طبع النفا البشرية بالفضائل الدينية‬
‫واألخالقية‪ ،‬وهي فضائل أخالقية وعقلية في نفا الوقت‪ .‬فغاية التربية اإلسالمية هي توجيه السلوك الفردي‬
‫من جهة‪ ،‬وتنةيم الحياة االجتماعية من جهة ثانية‪.‬‬

‫يرى ' البيرتا' ‪ّ )2005( Alberta‬‬


‫أن المفهوم التقليدي للتربية المدنية يرتز على تكوين مواطنين صالحين‬
‫ومطواعين‪ ،‬وقد توسع المفهوم ليشمل القضايا المرتبطة بتطور المجتمعات محليا ودوليا‪ ،‬تحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫اللغة‪ ،‬القومية‪ ،‬العولمة‪ ،‬المساواة‪ ،‬التعددية الثقافية‪ ،‬واإلدماج االجتماعي واحترام التنوب‪ ،‬وتما يضم المساواة‬
‫ومكافحة العنصرية في المناهج الدراسية‪ .‬وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬بدأ مفهوم التربية المدنية تتوسع أكثر لتشمل‬
‫نقل المهارات والخبرات‪ .‬وفي هذا الشأن تساعد البرامج التربوية والمناهج التعليمية القائمة على االستطالب‬
‫ومراجعة األدبيات ودراسة الحالة في تنمية القدرات المعرفية والتفكير النقدي المرتبط بالمواطنة النشطة‬
‫والتشارتية‪.‬‬

‫تعتبر التربية المدنية حسب حمدان (‪ )2015‬في "الجوهر تربية سياسية تعد األفراد والجماعات أينما‬
‫وجدو للقيام بواجباتهم أح ار ار مواطنين عن طريق صقل الفضائل األخالقية والمعارف والمهارات الضرورية‬
‫لمشارتتهم في الق اررات والفعاليات اليومية للمجتمع‪.‬‬

‫ووفق رستم (‪ )2001‬فالتربية على السلوك المدني بمفهومها الواسع ‪ ":‬عملية تهدف إلى توعية الفرد‬
‫بحقوقه وواجباته اإلنسانية وتنمية قدراته على المشارتة الفعالة في بناء المجتمع ومؤسساته وتحمل المسؤولية‬
‫وتقدير إنسانية اإلنسان‪ ،‬وتكوين اتجاهات إيجابية نحو الذات ونحو اآلخرين وتمثل مبادئ الديمقراطية‬
‫وحقوق اإلنسان واالنفتاح على الثقافات العالمية والمشارتة اإليجابية في الحضارة اإلنسانية"‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫أقراد حسـينة‬

‫ومن جهة قاسم (‪ )2006‬فالتربية على السلوك المدني تعني ‪":‬اإلعداد للمواطنة الواعية والفعالة والمسؤولية‬
‫واألخالقية بمستوياتها المحلية والقومية والعالمية في إطار من حقوق ومسؤوليات المواطنة الديمقراطية‪ ،‬وما‬
‫يستلزمه ذلك اإلعداد من اكتساب مبادئ ومعارف ومفاهيم وتنمية لقيم وميول واتجاهات ودعم لمهارات‬
‫وقدرات وسلوتيات تصب جميعها في اتجاه تحويل المواطن من حالة المواطنة بالقوة إلى حالة المواطنة‬
‫أما من جهة سحبان (‪ )2007‬فيعد مفهوم السلوك المدني مفهوما متداخال مع مفهوم المواطنة‪ ،‬بل‬
‫بالفعل"‪ّ .‬‬
‫يمثل تطبيقا لها باعتباره "ممارسة المواطن لحقوقه في احترام للجماعة التي ينتمي إليها ولقوانينها وأداء ما‬
‫يقتضيه ذلك من واجبات‪ ،‬خدمة للمصلحة العامة وأسلوب للعيش يقوم على احترام اآلخرين والتعايش معهم"‪.‬‬
‫ويرى (ابراهيم‪ )2000،‬انه قد تبلورت العالقة بين مفهوم السلوك المدني والمواطنة في المفهوم الحديث للدولة‬
‫القائمة على مبدأ المواطنة‪ ،‬و السلوك المدني ما هو إال واجهة عملية للمواطنة‪ ،‬فالمواطنة تما عرفها‬
‫'نيومـان' هي "المواطنة هي القدرة على أن يمارس الفرد تأثيره في الشؤون العامة"‪.‬‬

‫يرى الكواري (‪ّ )2004‬‬


‫أن مفهوم المواطنة حسب دائرة المعارف البريطانية يشير إلى وجود «عالقة بين‬
‫فرد ودولة تما يحددها قانون تلك الدولة‪ ،‬وأنها تسبغ المواطن حقوقا سياسية تحق االنتخاب وتولي المناصب‬
‫العامة»‪ .‬والمواطنة حسب خضر (‪ )2006‬مفهوم شديد االرتباط بالسلطة إذ هناك اختالفات أن يكون الفرد‬
‫رورة‬ ‫كمواطن في الدولة وبين أن يكون فيها مجرد إنسان‪ ،‬ولكي يكون مواطن في الدولة فاألمر يستلزم‬
‫أن يكون على درجة من الوعي بان يعيش وسط جماعة تحكمها العديد من القوانين والمعايير‪ ،‬هذه المعايير‬
‫بمثابة القوة إلى جانب السلطة وعلى الفرد المواطن أن يلتزم بها‪.‬‬

‫تبرز العالقة الوطيدة بين مفهوم السلوك المدني والمجتمع المدني حسب مفتي (‪ )2014‬فيما يتصل‬
‫بالبعد التشارتي‪ ،‬فالمجتمع المدني يمثل تافة األنشطة التطوعية التي تهدف إلى تحقيق مصالح وأهداف‬
‫مشترتة لألفراد المنخرطين فيها‪ ،‬وتشمل العديد من المنةمات غير الحكومية والمنةمات غير الربحية مثل‬
‫النقابات المهنية‪ ،‬والمنةمات الخيرية‪ ،‬والدينية‪ ،‬وجمعيات حقوق اإلنسان والجمعيات النسائية وغيرها‪.‬‬
‫والمجتمع المدني ليا مجموعة مؤسسات جامدة بل هو إطار فكري يمثل قيما اجتماعية موجهة ومؤطرة‬
‫للعمل السياسي داخل الدولة مبنية على قواعد العمل الديمقراطي المبني على التعددية الفكرية والسياسية‬
‫والتي تعني الحق المشروب في االختالف‪.‬‬

‫من أهم وظائف المجتمع المدني إشاعة ثقافة مدنية ترسي في المجتمع احترام قيم النزوب للعمل التطوعي‬
‫وء قيم‬ ‫والعمل الجماعي‪ ،‬وقبول االختالف والتنوب بين الذات واآلخر وإدارة الخالف بوسائل سلمية في‬
‫االحترام والتسامح والتعاون واالحترام والتنافا والصراب السلمي‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫السلوك المدني والسلوك المواطناتي مطلب التربية الحديثة ‪-‬قراءة بحثية في رهانات المدرسة حول التربية على القيم‪-‬‬

‫يرتبط مفهوم السلوك المدني وفق المجلا األعلى للتعليم (‪ )2007‬بأنماط التربية والقانون واألخالق‬
‫وقواعد السلوك‪ ،‬ومن مةاهر ممارسة السلوك المدني بطريقة فعالة احترام اآلخر وتقبل االختالف معه‪،‬‬
‫والوعي بالحقوق والواجبات و رورة االلتزام بالقوانين والمشارتة في تنمية المجتمع عن طريق التحلي‬
‫بالسلوتيات المدنية‪ ،‬إجماال يتحدد مفهوم السلوك المدني من خالل مستويين يعكسان تطور مفهوم السلوك‬
‫المدني‪" :‬معنى عام يشمل واجبا المواطن ومسؤولياته في عالقته بالدولة من جهة وبالمواطنين من جهة‬
‫ثانية‪ ،‬ومعنى خاص يحدد الفضائل الضرورية الواجبة في تنش ة المواطن الصالح المتمتع بالحا المدني"‪.‬‬

‫تهدف الت ربة المدنية إلى بناء شخصية المواطن بهدف إقامة عالقة حسنة بين المواطن والدولة خدمة‬
‫لتنمية وتطوير المجتمع والحفاظ على المكتسبات الوطنية‪ ،‬فالمواطن المدني والصالح هو الذي يمتلك المعرفة‬
‫والمهارات وقيم المشارتة الواعية والمسؤولة والفعالة في الحياة المدنية االجتماعية والسياسية والمشارتة في‬
‫صنع القرار والمساهمة في إدارة الشأن العام‪ ،‬ما من شانه إرساء مبادئ الديمقراطية‪ ،‬عبر تعزيز عضوية‬
‫الفرد الفعالة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬تجليات مفهوم السلوك المدني‪:‬أشار المجلا األعلى للتعليم (‪ّ )2007‬‬


‫أن السلوك المدني‬
‫سلوك مكتسب قابل للتطور عن طريق التنش ة المجتمعية والتربية المدنية‪ ،‬وهو حا ر بتجلياته ومةاهره‬
‫في مختلف أوجه العالقات االجتماعية بين أفراد المجتمع وبينهم وبين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع‬
‫المدني؛يتجلى مفهوم السلوك المدني أساسا في‪:‬‬

‫‪ ‬احترام الفرد لمبادئ ومقومات وثوابت مجتمعه ووطنه وهويته وأر ه وبي ته؛‬
‫‪ ‬إدراك الفرد لوجوده تعضو داخل جماعة (الجماعة بمفهومها الواسع الحديث التي تبدأ باألسرة‬
‫وتنتهي بالمجتمع اإلنساني)؛‬
‫‪ ‬استحضار الوازب األخالقي؛‬
‫‪ ‬االلتزام بالواجبات واحترام الحقوق؛‬
‫‪ ‬اعتماد مبادئ العدالة والديموقراطية واإلنتاجية والتضامن اجتماعيا وسياسيا وتربويا؛‬
‫‪ ‬ممارسة الحرية في إطار المسؤولية؛‬
‫‪ ‬احترام األفراد والجماعة لمبادئ وقيم حقوق اإلنسان؛‬
‫‪ ‬المشارتة في الحياة العامة‪ ،‬واالهتمام بالشأن العام‪.‬‬

‫وبشكل عام تتجلى تنمية السلوك المدني في إكساب أفراد المجتمع بطريقة عملية وفعالة مبادئ السلوك‬
‫االجتماعي في البيت والمدرسة والشارب واألماكن العامة وعند ممارسة المهنة‪ ،‬وتذلك مبادئ احترام الغير‬
‫مير اجتماعي لدى تل‬ ‫وتقبل رأيه ومساعدته والتضامن معه وتجنب إلحاق الضرر به‪ ،‬وذلك بخلق‬

‫‪132‬‬
‫أقراد حسـينة‬

‫مواطن يستند إلى قيم التعاون والعدالة والديموقراطية وحب الوطن والغيرة عليه وتوظيب تل الطاقات لبنائه‬
‫ورفعته ألداء رسالته الحضارية تجزء من الحضارة اإلنسانية‪.‬‬

‫فإن هناك العديد من األبحاث حول البي ة المدرسية والتي تشير إلى أن التربية‬
‫حسب ‪ّ )2005(Alberta‬‬
‫على السلوك المدني وعلى قيم المواطنة تحمل الكثير من االيجابيات غاية في األهمية تنمي قدرات التلميذ‬
‫و تعزز الثقافة المدرسية والمجتمعية فيجملها‪.‬‬

‫تتمثل األهداف الرئيسية للتربية على السلوك المدني فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬خلق جو من االحترام في وسط المتعلمين للذاتهم ولآلخرين أيضا‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق جودة المواطنة الحقة أو التطبيقية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين األداء والتحصيل الدراسي للتلميذ‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز العالقات الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير االنضباط الذاتي‪.‬‬
‫‪ ‬حصر المشاكل السلوتية في الوسط المدرسي‪.‬‬
‫‪ ‬التوجه أكثر نحو المدرسة اآلمنة‪.‬‬
‫‪ ‬نشر الثقافة المدرسية اإليجابية‪.‬‬
‫‪ ‬صقل المهارات الوظيفية للمتعلمين‪.‬‬

‫التعليمية‪:‬تزداد أهمية تلقين القيم وغرسها حسب‬ ‫أهمية التربية على القيم في المناهج‬ ‫‪‬‬
‫العماري (‪ )2020‬في عالم اليوم المتغير والمتقلب‪ ،‬الذي بدأ ينسلخ عن القيم األصيلة‪ ،‬لعدة أسباب أهمها‬
‫اتسام المجتمعات عامة منها تطور أساليب الحياة‪ ،‬وتغير العادات االجتماعية‪ ،‬وظهور اهتمامات جديدة‬
‫لدى األفراد‪ ،‬وتراجع في ادوار أهم مؤسسات الضبط االجتماعي الدينية والعرفية والقانونية منها‪.‬وغيرها من‬
‫العوامل التي ساهمت بشكل أو بآخر في تراجع االهتمام بالقيم في حياة األفراد والمجتمعات السيما العربية‬
‫منها التي تانت خالل المراحل السابقة تمجد القيم اإلسالمية وتعتز بها‪ ،‬إال أنها أصبحت اليوم عر ة‬
‫للتهديدات األخالقية واالجتماعية التي تما سالمة األمن المجتمعي واألمن الثقافي‪ ،‬خاصة مع التدفق‬
‫الراسي للمعلومات والمضامين االتصالية عبر مختلف وسائل التواصل الحديثة التي أحدثت ثورة في مجال‬
‫تلقي واستخدام هذه الوسائط التي تنجر عنها تأثيرات عميقة على السلوك والفكر أكثرها سلبية لألسف السيما‬
‫على الف ات الشبانية األكثر تعر ا واألقل إدراكا لمخاطر هذه المضامين المبهرة‪ .‬من هذا المنطلق وجب‬
‫التأكيد على دور المدرسة والمؤسسات التعليمية في تقوية البنية القيمية لدى التلميذ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫السلوك المدني والسلوك المواطناتي مطلب التربية الحديثة ‪-‬قراءة بحثية في رهانات المدرسة حول التربية على القيم‪-‬‬

‫يعمل النةام التربوي على نقل القيم والمعتقدات الخاصة بالمجتمع بصرف النةر عن طبيعة النةام‬
‫السياسي المتبع في تلك الدولة‪ ،‬سواء تان المجتمع ديمقراطيا أو تسلطيا‪ ،‬إذ يؤثر نوب الحكم فقط في التغذية‬
‫الراجعة التي يمكن من خاالها التأثير في النةام السياسي والقيمي للمجتمع‪ .‬فاإلرادة السياسية لتحقيق التربية‬
‫الرشيدة أمر جد مهم وأساسي بل يعتبر من أولى األولويات‪ .‬فالق اررات السياسية الحاسمة في تهيئ الفضاء‬
‫الالئق بالتربية والتعليم والتكوين قد تكون أولى من و ع البرامج والمناهج‪ ،‬وقد يقول البعض أن تثي ار من‬
‫األفراد تعلموا على الحصير وبالعصي‪ ،‬نعم‪ ،‬لكن الو ع يختلف بين اليوم واألما‪ ،‬واالختالف يتضح من‬
‫خالل رغبات وميوالت األفراد وحاجاتهم‪.‬‬

‫إن القيم تقوم في نفا اإلنسان بالدور الذي يقوم به ربان السفينة يجريها ويرسيها تما يشاء‪ ،‬ففهم اإلنسان‬
‫على حقيقته يتوقف على معرفة القيم التي تمسك بزمامه وتوجهه‪ ،‬واقع أنه إذا تان ثمة شيء أصبح اإلنسان‬
‫المعاصر في أشد الحاجة إليه‪ ،‬فما ذلك الشيء سوى الوعي األخالقي الذي يوقظ إحساسه بالقيم‪ .‬من أجل‬
‫رورية لتحقيق السعادة للفرد والمجتمع‪ ،‬وتنةيم سلوك الناس‪ ،‬مما ييسر العيش الهادئ‬ ‫ذلك‪ ،‬تعد القيم‬
‫الكريم ويحفظ الحقوق‪ ،‬ويمنع الطغيان واالعتداء‪ ،‬فهي تعمل على تحقيق المجتمع المتعاون على الخير‪،‬‬
‫وتجعل المسؤولية بين الفرد والمجتمع تبادلية وتضامنية ومتوازية‪ ،‬تحفظ للجماعة مصلحتها وقوة تماسكها‪،‬‬
‫وللفرد حريته‪ ،‬و بدون القيم تنحط الجماعة البشرية إلى مرتبة الحيوانية‪ ،‬وللتدليل على ذلك يمكن أن نتصور‬
‫مجتمعا خاليا من الصدق واألمانة واإلخالص والعطف على العاجز والفقير وحب الخير‪ ،‬الشك أن هذا‬
‫المجتمع ال يمكن أن يستقيم له أمر من دون وجود تربية على قيم وأخالق‪.‬‬

‫والديمقراطية‪:‬أشار المجلا األعلى للتربية‬ ‫‪ ‬المدرسة ومطلب التربية على قيم المواطنة‬
‫أن القيم هي مجموب المعايير والمحددات التي تعمل على توجيه رغبات‬
‫والتكوين والبحث العلمي (‪ّ )2017‬‬
‫واتجاهات وسلوتيات الفرد‪ ،‬وتوجه اختياراته وتفضيالته بشان ما سينتهجه من سلوك ومواقف المقبولة منها‬
‫والمرفو ة‪ ،‬الصائبة منها والخاط ة‪ ،‬الخيرة منها والشريرة في مرجعية ثقافية وحضارية ودينية معينة‪.‬‬
‫التربية على القيم هي في األساس تنش ة األفراد وفق معايير و وابط تأهلهم ليكونوا مواطنين صالحين‪،‬‬
‫فاعلين في المجتمع‪ ،‬وايجابيين بما تزودهم منةومة القيم من قيم العدل والسلم والمساواة واحترام اآلخر‬
‫والتعايش معه‪ .‬تعد التربية على القيم أحد المداخل األساسية للمدرسة الحديثة‪.‬‬

‫ومنه فان‪ ،‬مفهوم القيم في التربية والتعليم يشمل العملية التي يتم من خاللها نقل القيم األخالقية‬
‫واالجتماعية إلى المتعلمين بهدف تنمية جميع جوانب شخصيهم المعرفية والوجدانية‪ ،‬من أجل ترسيخ القيم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪،‬وبغية تكوين وتأهيل الطفل ليتحلى بالسلوك الصالح والمستقيم‪ ،‬بما يخدم مجتمعه‬
‫عن طريق التشارتية وتحمل المسؤولية واإلنتاج واإلبداب‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫أقراد حسـينة‬

‫من هنا‪ ،‬ال يمكن للمدرسة أن تؤدي وظيفتها الحديثة إذا لم تتكفل بوظيفتها األسمى في تكوين الفرد‬
‫وتأهيله للمواطنة التشارتية‪ .‬من خالل تهي ة المتعلم للقيام بأدوار وتحمل مسؤوليات في الحياة االجتماعية‬
‫العامة تعنصر فعال وايجابي ومؤثر‪ ،‬بإمكانه المشارتة في تدبير شؤون الجماعة‪ ،‬والقيام ببعض المبادرات‬
‫من برنامج‬ ‫التي تنصب في إطار المصلحة العام للمجتمع‪ ،‬يستدعي هذا األمر إشراك التلميذ وإدماجه‬
‫تربوي تكويني يتيح له فرصة النهوض بمسؤوليات داخل القسم الدراسي وخارجه‪ ،‬وأيضا تمكينه من إبداء‬
‫الرأي بكل حرية في االجتماعات والمجالا اإلدارية التعليمية تمجلا القسم مثال‪.‬‬

‫وحول أهمية ومكانة منةومة القيم في التربية‪ ،‬ووفق ما ورد في تقرير المجا األعلى للتربية والتكوين‬
‫والبحث العلمي للمغرب على سبيل المثال‪ ،‬حول "التربية على القيم بالمنةومة الوطنية للتربية والتكوين‬
‫والبحث العلمي"‪ ،‬تكتسي منةومة القيم والتربية عليها أهمية خاصة ما جعلها في صميم انشغاالت الدولة‬
‫وفي صلب النقاش العمومي حول المدرسة وأدوارها االجتماعية والثقافية والتأهيلية‪ ،‬تونها تمثل أحد مداخل‬
‫تكوين وتأهيل الرأسمال البشري وتنميته بشكل مستدام وفرصة موصولة لمساءلة وتعميق النةر في قدرة‬
‫المنةومة التربوية على التنش ة واإلدماج القيمي‪ ،‬وتون تعزيز التربية على القيم يعد رافعة لال طالب‬
‫األمثل بمختلف وظائف المنةومة التربوية‪ ،‬واالرتقاء بجودتها على المستويات التنةيمية والمؤسساتية‬
‫والبشرية والتربوية والمادي‪ ،‬إ افة إلى تون التربية على القيم ال تهم ميادين التعليم والتكوين والتأهيل‬
‫والبحث فقط‪ ،‬بل تمتد أيضا إلى عمق التنمية البشرية والبي ية‪ .‬وهو ما تؤتده التقارير الوطنية والدولية حول‬
‫التنمية البشرية حينما تعتبر أن تعزيز المنةومة القيمية‪ ،‬بكامل أبعادها األخالقية والسياسية والحقوقية‬
‫والبي ية‪ ،‬لدى األفراد والجماعات والمؤسسات االجتماعية‪ ،‬يشكل أحد المسا ارت القوية والوازنة في الرفع من‬
‫مؤشرات النمو االقتصادي‪ ،‬وتحسين أو اب األفراد‪ ،‬واالرتقاء المستمر بمؤشرات التنمية البشرية والبي ية‬
‫فيفي عالقتها لإلنصاف والمساواة‪ ،‬وتحقيق الديمقراطية‪ ،‬ومحاربة التهميش والهشاشة‪.‬‬

‫ووفق الكواري وآخرون (‪ )2004‬تمثل المواطنة من الناحية السياسية العضوية في جماعة سياسية ما‪،‬‬
‫فالمواطنة هي "عضوية تاملة في دولة أو في بعض وحدات الحكم تؤتد حقوق المواطنين تحق االنتخاب‬
‫وتولي الوظائف والمناصب العامة‪ ،‬وعليهم بعض الواجبات تدفع الضرائب والدفاب عن بلدهم"‪.‬‬

‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬التربية على المواطنة هي ترسيخ القيم وقواعد السلوتيات العامة تمثل المشترك‬
‫الجامع بين المواطنين المتصلة بقيم المجتمع وثوابته وفلسفته في الحياة‪ ،‬وهي تشمل حب الوطن والتعلق‬
‫به‪ ،‬وممارسة الحقوق والواجبات في إطار منةم قانونا وسياسيا يضمن هذه الممارسة والمشارتة الفعالة‬
‫للمواطن في اختيار الحكم وصنع القرار وبناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬والمواطنة بالمفهوم القانوني متصلة‬
‫بفكرة المواطنة الحقوقية المرتبطة بالسيادة الوطنية وبالدولة القومية الحديثة بعد القرن العشرين‪ ،‬تتأسا على‬
‫االنتماء لجنسية معينة وسلطة وطنية تحكم باسم الشعب وبالتالي ال وجود للمواطنة إال بانتماء الفرد إلى‬

‫‪135‬‬
‫السلوك المدني والسلوك المواطناتي مطلب التربية الحديثة ‪-‬قراءة بحثية في رهانات المدرسة حول التربية على القيم‪-‬‬

‫امة أو مجموعة بشرية ما في بقعة جغرافية معينة‪ ،‬يستوجب عليه القيام بمجموعة من الواجبات تاحترام‬
‫النةام العام والحفاظ على امن الوطن والمحافةة على الممتلكات العامة‪.‬والمواطنة بهذا المعنى تتضمن‬
‫التزامات أخالقية واجتماعية تجاه المجتمع واألمة‪ ،‬وللمواطنة بعدا آخر يتعلق بالتمتع بالحقوق تحق األمن‬
‫والسالمة والتعليم والصحة والخدمة العم ــومية وحرية التعبير والمشارتة السياسية‪.‬‬

‫تمثل اإلدارة المدرسية محو ار مهما غير حيادي في تحقيق أهداف التخطيط التربوي حول التربية على‬
‫المواطنة‪ ،‬ويتحدد دور المدرسة في ترسيخ قيم المواطنة من خالل وعي اإلدارة تربوية بأهمية مفهوم التربية‬
‫الحديثة‪ ،‬وممارسة األساليب الديمقراطية في قيادة المدرسة نحو الفعالية‪ ،‬وخلق بي ة تعليمية فاعلة من خالل‬
‫نسج عالقات تواصل إنسانية وتربوية مع المعلمين والمتعلمين على حد سواء‪ .‬فالتربية على المواطنة تتأسا‬
‫على وجود إدارة تربوية واعية ومسؤولة مدرتة لوظيفتها‪ .‬تما أن تكريا المواطنة في المؤسسة التربوية‬
‫يحتاج إلى رؤية وا حة متبصرة واسعة اآلفاق وتخطيط استراتيجي وتفاءات في التنفيذ من قبل القائمين‬
‫على إدارة المدرسة‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ -‬معالم وأهداف التربية على المواطنة‪:‬ترى قالدة (‪ّ )1998‬‬


‫أن المواطنة ترتبط بوعي اإلنسان‬
‫بوجوده داخل وطنه‪ ،‬على أنها أصيل في بلده ليا مجرد مقيم يخضع لنةام معين‪ ،‬هذا الوعي بالمواطنة‬
‫يعتبر نقطة البدء في تشكيل نةرته لنفسه ولبالده ولشرتائه‪ ،‬فعلى أساس المشارتة يكون االنتماء للوطن‬
‫من خاللها تأتي المساواة‪ ...‬وللمواطنة ثالثة أرتان‪ :‬االنتماء لألرض‪ ،‬المشارتة والمساواة‪.‬وأشار العماري‬
‫بأنه يمكن تحديد معالم التربية على المواطنة التي تتمثل في أن يكون لدى األفراد الثقة في هويتهم‪،‬‬
‫(‪ّ )2020‬‬
‫وأن يعملوا من أجل تحقيق السلم وحقوق اإلنسان والديمقراطية في مجتمعهم‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬تحمل المسؤولية االجتماعية وادراك أهمية االلتزام المدني‪.‬‬


‫‪ ‬دعم التضامن والعدالة على المستوى الوطني وعلى المستوى الدولي ‪.‬‬
‫‪‬احترام الموروث الثقافي وحماية البي ة‪.‬‬
‫‪ ‬احترام االختالفات بين الناس سواء أكان سببها الجنا أم العرق أو الثقافة‪.‬‬
‫‪ ‬التعاون من أجل معالجة المشكالت وتحقيق العدالة والسالم والديمقراطية‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ -‬أهداف التربية على المواطنة‪:‬حسب العماري (‪ )2020‬تسعى التربية على المواطنة إلى‬
‫تحقيق أهداف وغايات نبيلة تنعكا على الفرد والمجتمع‪ ،‬باعتبارها عمال قيما تقوم به المؤسسة التعليمية‬
‫من أجل بناء وتكوين وتأهيل شخصية المتعلمين ليكونوا قادرين على االندماج في المجتمع‪ .‬وعلى سبيل‬
‫المثال يمكن ان تتلخص التربية على المواطنة وفق الكتاب األبيض لو ازرة التربية الوطنية للمغرب لعام‬
‫‪ ،2000‬تتلخص في ʺالمجهود الذي تساهم به المدرسة لتكوين اإلنسان‪/‬المواطن الواعي والممارس لحقوقه‬

‫‪136‬‬
‫أقراد حسـينة‬

‫وواجباته تجاه ذاته وتجاه الجماعة التي ينتمي إليها‪ .‬والتربية على المواطنة هي باألساس تربية على‬
‫المبادرة والمسؤولية واالستقاللية‪ ،‬وهي ال تعد فقط الجيل الصاعد لممارسة مواطنة نشيطة متى بلغ سن‬
‫الرشد‪ ،‬بل تنمي لديه‪،‬إذا ما عب ت الوسائل المناسبة (طبيعة البرنامج‪ ،‬نوعية األنشطة‪ ،‬نوعية االستراتيجيات‬
‫التعليمية‪ )...‬القدرة على أن يكون في تل سن‪ ،‬وفي تل لحةة مواطنا بكل المقاييا‪.‬‬

‫يتمثل الهدف العام من التربية على المواطنة في إعداد المواطن الصالح الذي يعرف حقوقه ويؤدي‬
‫واجباته تجاه مجتمعه والقادر على مواكبة متطلبات الحياة المستقبلية‪ ،‬ويمكن تلخيص مجمل األهداف‬
‫الفرعية في ما يلي‪:‬‬

‫‪‬التعرف على القضايا العامة التي يعاني منها المجتمع‪.‬‬


‫‪‬فهم األفراد للنةام التشريعي في مجتمعهم واحترام وتقدير القوانين واألنةمة‪.‬‬
‫‪‬تعرف وفهم األفراد لحقوقهم وواجباتهم‪.‬‬
‫‪‬تعليم األفراد القيم وأهمية مشارتتهم في الق اررات السياسية‪.‬‬
‫‪‬تزويد األفراد بفهم إيجابي وواقعي للنةام السياسي في مجتمعهم‪.‬‬
‫‪‬احترام دستور الدولة‪.‬‬
‫‪‬اإليمان بالمساواة بين الجنسين‪.‬‬
‫‪‬فهم الحاجة للخدمات الحكومية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪‬معرفة وسائل المشارتة في النشاطات الوطنية والقومية‪.‬‬
‫‪‬تحقيق المدارس اآلمنة من خالل السلوتيات المدنية‪.‬‬
‫‪‬اإليمان بالمساواة بين أفراد الشعب الواحد‪ ،‬وبين شعوب األرض‪.‬‬
‫‪‬توجه األفراد في المجتمع نحو المواطنة الصالحة‪.‬‬
‫‪‬االلتزام بمبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪‬تشكيل الثقافة اإليجابية في المدارس‪ ،‬واكتساب الثقافة السياسية المالئمة التي تجعل المواطن قاد ار‬
‫على أداء دوره السياسي بوعي ومسؤولية‪.‬‬
‫‪‬االعتزاز واالنتماء والوالء لألمة اإلسالمية والعربية‪.‬‬
‫‪‬إدراك أهمية التحصيل الدراسي األكاديمي المرتفع‪.‬‬

‫التعليمي‪:‬تعبر الديموقراطية عن مفهوم تاريخي عرف تطورات‬ ‫قيم الديمقراطية في المنهاج‬ ‫‪‬‬
‫عدة في سياق تطور المجتمعات عبر العصور‪ ،‬والمعلوم أن فكرتها األساسية تقوم على حكم الشعب واختيار‬
‫الشعب وممارسة الرقابة على الحكومة والمشارتة في صنع القرار السياسي‪.‬يتطلب التحول الديمقراطي في‬
‫أي مجتمع وجود نسق ثقافي ينعكا في أنماط السلوك والعالقات والتفاعالت بين الدولة وأفراد المجتمع‪،‬‬

‫‪137‬‬
‫السلوك المدني والسلوك المواطناتي مطلب التربية الحديثة ‪-‬قراءة بحثية في رهانات المدرسة حول التربية على القيم‪-‬‬

‫وبين األفراد والقوى السياسية واالجتماعية ومختلف الهي ات والتنةيمات المجتمعية‪ ،‬فالبناء الديمقراطية‬
‫رورية مؤسساتيا وثقافيا وسلوتيا‪ .‬ويعد التحول الديمقراطي في المجتمعات المعاصرة‬ ‫يتطلب توفر أسا‬
‫خصوصا العربية منها مطلبا شعبيا وجماهيريا أساسيا في ظل التطورات التي يشهدها العالم سياسيا واقتصاديا‬
‫واجتماعيا‪ ،‬ال شك أن الدعوة للتحديث السياسي تعبر عن أهداف وتطلعات غالبية أفراد المجتمع في بناء‬
‫د ولة وطنية حديثة عمادها المواطنة المتساوية وحرية التعبير والتداول والديمقراطية التشارتية والتعددية‪ ،‬تما‬
‫أن التحول الديمقراطي يرتبط بوجود قيم اجتماعية سامية أساسها المشارتة والتسامح والحوار واالختالف‬
‫ونبذ العنف‪.‬‬

‫نرى انه من المهم إذن‪ ،‬إبراز الدور الذي يمكن أن تلعبه مؤسسات التربية والتعليم في عملية التحول‬
‫الديموقراطي والتأكيد على توظيب العلم بما يخدم المجتمع واإلنسانية وتمكين المؤسسات التربوية من‬
‫المساهمة في الرقي بالمجتمع وخدمة الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫حسب محمد الداهي‪ ،‬يرى أوليفييروبول أن الديمقراطية ال تعلم إال في الوسط الديمقراطي‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫دمقرطة الدولة والمؤسسات‪ .‬وال يعنى بالدمقرطة ا طالب المواطنين بالتصويت إبان االستحقاقات االنتخابية‬
‫فحسب‪ ،‬وإنما إشراكهم في التسيير والحكم والمراقبة‪ ،‬وتمتيعهم بحقوقهم الفردية وفي مقدمتها حرية التعبير‪.‬‬
‫وفي إطار سيرورة هذه الدمقرطة الشاملة التي تما القطاعات جميعها‪ ،‬تؤدي المدرسة‪ ،‬فضال عن وظيفتها‬
‫ويتوخى من خاللها تعويد المتعلم على " التعايش مع غيره في‬
‫التكوينية‪ ،‬دو ار تبي ار في التنش ة االجتماعية‪ُ .‬‬
‫إطار احترام القوانين االجتماعية المشترتة واإلسهام في ترسيخ قيم العدالة والحرية والمسؤولية"‪ .‬تما يعنى‬
‫بالتنش ة‪ ،‬أيضا‪ ،‬إعداد المتعلمين إلى تحمل أدوارهم االجتماعية في المستقبل‪ .‬وهذا ما يحتم على المدرسة‬
‫تطوير قدراتهم على اإلبداعية والمشارتة والنقد واحترام رأي اآلخر وثقافته‪ ،‬وحفزهم على اتخاذ الق اررات وتبني‬
‫المبادرات والتعبير عن مواقفهم دون قيد وتحفظ‪ .‬ينبغي تعزيز أواصر التواصل والتعاون بين المدرسة‬
‫ومحيطها االجتماعي والثقافي والبشري والطبيعي‪ .‬وال ُيتوقع من هذا االنفتاح تحقيق الجودة البيداغوجية‬
‫وإنما‪ ،‬أيضا‪ ،‬جعل المؤسسة التعليمية تسهم في التنش ة الديمقراطية واالندماج في الحياة العامة‪ .‬وهذا ما‬
‫يقتضي منها فتح أبوابها " أمام الفاعلين التربويين واألكاديميين وهيآت المجتمع المدني‪ ،‬مع التزام صريح‬
‫بانخراطها في الدينامية الدولية الداعية إلى جعل المتعلم مدخال لترسيخ قيم الديمقراطية وثقافة حقوق‬
‫اإلنسان‪".‬‬

‫يرى أرسطو أن الفضيلة ليست معرفة أو ملكة طبيعية‪ ،‬وإنما هي عادة تُكتسب من خالل ما يماثلها من‬
‫أعمال‪ .‬ومن ثمة تبدو أهمية التربية األصيلة التي ال تسعى إلى تطويع اإلنسان وتدجينه وشحنه وإنما إلى‬
‫تكوين إنسان راشد مثقف ومستقل‪ .‬وبالترتيز على التكوين عوض التلقين نتأكد من مصداق القول الشهير‬
‫" التعلم بالعمل( ‪ .")doing by learning‬فمن خاللها يتضح أن " الفضيلة ال تلقن وإنما تكتسب"بواسطة‬

‫‪138‬‬
‫أقراد حسـينة‬

‫األنشطة واألعمال والتجارب التي يضطلع بها اإلنسان‪ .‬ومن مهمات المدرسة أسوة بباقي األوساط التربوية‬
‫توعية المتعلم بالقيم النبيلة وحفزه على التحلي بها في سلوته وممارسته‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬فهو يكتسب المناعة‬
‫لتفادي الرذيلة بما لها من خطورة على تكوينه وحياته ومحيطه العائلي واالجتماعي‪ .‬وهناك من يشكك في‬
‫وظيفة المدرسة لعجزها عن تكوين إنسان ديمقراطي أو مواطن صالح‪ .‬فعلى الرغم من استهدافها القيم النبيلة‬
‫فهي تجد مصاعب لتحقيقها على الوجه األحسن‪ ،‬وذلك نتيجة تدخل عوامل تثيرة تحول دون الوصول إلى‬
‫ربا من المثالية لكونه يعاين في حياته وتجاربه ما يناقضه‬ ‫النتائج المنشودة‪ .‬وهذا يجعل ما يتلقاه المتعلم‬
‫ويناوئه‪.‬‬

‫بيداغوجيا‪ ،‬ال يمكن للتربية على القيم أن تؤدي وظيفتها على الوجه األحسن إال في وسط يتبنى‬
‫الديمقراطية سلوتا وممارسة‪ .‬ولذا ينبغي للمدرسة تفادي أساليب العقاب واإلهانة والوصم‪ ،‬وإعطاء الكلمة‬
‫للمتعلم للتعبير عن آرائه بحرية‪ ،‬و مان مشارتته في بناء الدرس وإعداد األنشطة الموازية‪ .‬فبفضل مشارتته‬
‫في أداء أدوار داخل المدرسة وخارجها يصبح للديمقراطية معنى‪ .‬وفي السياق نفسه‪ ،‬يجب على المجتمع‬
‫أن يعطي للمتعلمين أمثلة مشجعة تحفز على ممارسة الديمقراطية واإلسهام في تجسيدها وتكريسها‪ .‬لكن‬
‫عندما تصبح وسيلة لترقي النخب وتحقيق أغ ار ها الشخصية‪ ،‬وتنافسها على شغل مواقع متقدمة في التراتبية‬
‫االجتماعية ‪ ،‬فهي تؤدي إلى نتائج سلبية مناقضة ألهدافها النبيلة‪ .‬وهذا ما ينعكا سلبا على تكوين المتعلم‬
‫والمراهنة على إعداده ليكون مواطنا صالحا ومسهما في تنمية بالده‪ .‬إنه ـ في هذه الحالة ـ سيعتبر القيم‬
‫المنشودة مجرد شعارات جوفاء لتحقيق المصالح الشخصية‪ .‬وهو ما يحفزه على إ فاء الشرعية على تل‬
‫األعمال المذمومة ( على نحو الغش في االمتحانات) سعيا إلى تحقيق مآربه ولو بالطرق غير المشروعة‬
‫والمستحبة ( العمل بمدأ المثل الشهير‪ :‬الغاية تبرر الوسيلة)‪.‬‬

‫رورة تطبيق نموذج بالمثلث التفاعلي‪ ،‬فقد تان فدريكو مايور" ‪، "Federico Mayor‬‬ ‫باإل افة إلى‬
‫خالل سنوات عديدة‪ ،‬يلح على أهمية ومالءمة المثلث التفاعلي (‪( )triangle interactif‬السلم والديمقراطية‬
‫والتنمية) في تقدم الشعوب وتعايشها في وئام وطمأنينة‪ " .‬ال وجود لسلم مستدام دون ديمقراطية وتنمية‪ .‬وال‬
‫وجود لديمقراطية مبنية على حقوق اإلنسان دون سلم وتنمية‪ .‬وال تنمية ذات بعد إنساني دون سلم وديمقراطية"‪.‬‬
‫وعوض أن يسير العالم في هذا االتجاه‪ ،‬فهو ينحو أكثر إلى التفرقة والتمزق والتناحر‪ ،‬مما يغذي النزاعات‬
‫والصراعات بين الشعوب واألمم‪ ،‬وينمي مشاعر الحقد والكراهية بين األفراد‪ .‬وهذا ما يحتم بناء السلم بوصفه‬
‫شأنا ثقافيا للتخلي إلى األبد عن التسلح‪ ،‬وزب قيم نبيلة في أذهان الناس‪ ،‬واست صال الةلم والحيب‪ " .‬إن‬
‫عدو السلم ليست الحرب‪ ،‬وإنما الةلم‪ .‬وال يمكن تحقيق سلم حقيقي ومستدام إال بإقامة العدل"‪ .‬أورد في‪:‬‬
‫الداهي‪.)2019( ،‬‬

‫‪139‬‬
‫السلوك المدني والسلوك المواطناتي مطلب التربية الحديثة ‪-‬قراءة بحثية في رهانات المدرسة حول التربية على القيم‪-‬‬

‫والتسامح‪:‬أشار‬ ‫التربية وتشكيل المنظومة القيمية لألفراد قيم حقوق اإلنسان‬ ‫‪‬‬
‫بأنه شهدت المجتمعات البشرية تطورات عديدة عبر العصور السيما بعد الحربين‬ ‫الداهي (‪ّ )2019‬‬
‫العالميتين‪ ،‬حيث شهد العالم تأسيا نةام دولي جديد تنتةم فيه الدول وتنسج عالقات دولية موسعة‪،‬‬
‫توسعت معها دائرة الممارسات السياسية ومنها القيم العالمية السامية المعترف بها في المواثيق والمعاهدات‬
‫الدولية في مقدمتها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬فتعولمت عديد المفاهيم والقيم تمفهوم المواطنة‬
‫العالمية‪ ،‬والتسامح واحترام االختالف والتنوب الثقافي بين مختلف األجناس واللغات والثقافات‪ ،‬ويعد مبدأ‬
‫المساواة واحترام حقوق اإلنسان أساس المواطنة العالمية العابرة لألوطان التي تشمل جميع المجتمعات‬
‫اإلنسانية‪ ،‬وهي مواطنة تونية تتجاوز حدود الدولة والوطن وتتسع فيها دائرة الحقوق والواجبات إلى خارج‬
‫الدولة الوطنية‪ .‬تما ترتبط المواطنة العالمية بجملة من القيم منها الوعي البي ي ومسؤولية الحفاظ على البي ة‬
‫عالميا‪ ،‬وقيم الديمقراطية الكونية‪ ،‬والتعددية الثقافية‪ ،‬وحماية حقوق األقليات وحق االختالف العرقي واالثني‬
‫واللغوي‪ ،‬ومناهضة التطرف واإلرهاب‪.‬‬

‫لعل ما يلفت النةر في العقد األخير هو تراكم األدبيات التربوية والبيداغوجية التي تعنى بثقافة حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬ويشير محمد الداهي إلى أن ما حفز الفاعلين التربويين على االهتمام بنشر الثقافة الحقوقية وقيمها‬
‫هو تزايد موجات اإلرهاب والتعصب واالنغالق بما تحمله من أخطار تهدد استقرار البالد وتزعزب أمنها‬
‫وطمأنينتها‪ .‬وإثر وقوب بعض األحداث اإلرهابية المؤسفة‪ ،‬تداول الفاعلون التربيون والمثقفون‪ ،‬من خالل‬
‫نقاشات عمومية ومفتوحة‪ ،‬في أمر مراجعة المناهج التعليمية والتربوية تفاديا لكل ما يمكن أن ينمي مةاهر‬
‫التطرف والتعصب ‪ ،‬وتعزي از لكل ما يمكن أن يدعم ويرسخ قيم التسامح والمشارتة اإليجابية والصالح‬
‫واالنفتاح‪ .‬وتتخذ ثقافة حقوق اإلنسان صبغة احتفالية وموسمية‪ .‬فهي تصبح‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬ملحة‬
‫لبواعث سياسية‪ ،‬ولتخليد أيام ذات داللة عالمية (على نحو االحتفاء باليوم العالمي للمرأة أو باليوم العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان)‪ ،‬أو للتنديد بأحداث مؤسفة (األحداث اإلرهابية في المغرب أو القتل الجماعي للمدنيين في‬
‫فلسطين والعراق)‪ .‬ورغم موسمية هذه األنشطة ‪ ،‬فهي ‪ ،‬في مجلها‪ ،‬تراهن على توعية المتعلم باألخالق‬
‫الفا لة‪ ،‬والتشبث بالمواطنة‪ ،‬وقيم التسامح والتضامن‪ ،‬وحفزه على المشارتة في تةاهرات ثقافية ومعارض‬
‫فنية ووقفات تضامنية سعيا إلى تربيته على قيم الكرامة والحرية والمساواة ‪ ،‬وتعزيز ممارسته للمواطنة‬
‫الكاملة‪ ،‬واإلسهام في نهضة الوطن ورقيه‪.‬في تساوق مع النقطة السابقة‪ ،‬نالحظ مدى تعثر تعميم تطبيق‬
‫منهاج التربية على حقوق اإلنسان على جميع المؤسسات التعليمية في المغرب‪ .‬فرغم صدور مذترة في هذا‬
‫الصدد (تحدد األهداف والمواصفات والمبادئ العامة إلنجاز درس حول أحد المفاهيم الجوهرية لحقوق‬
‫اإلنسان)‪ ،‬فهي لم تخضع للتجريب إال في نطاق محدود وفي فترة زمنية قصيرة‪ ،‬ولم تصبح مو ع مساءلة‬
‫ومناقشة لتبين نتائجها‪ ،‬والتدخل لتصحيح مكامن قصورها‪ ،‬وتجاوز المعيقات التي تسبب تباطؤها وتعثرها‪.‬‬
‫وقد تم الترتيز أساسا على ما يعزز لدى المتعلم االنتماء إلى الوطن‪ ،‬والمشارتة اإليجابية في مؤسساته‪،‬‬

‫‪140‬‬
‫أقراد حسـينة‬

‫والعيش في وئام وعزة وترامة‪ ،‬وقبول االختالف والتسامح‪ .‬ومما استبعد من القيم نذتر أساسا العدل والسلم‬
‫وإن تانا مضمنين في تثير من التصرفات واألعمال المستحضرة‪ .‬فهما على خالف قيم أخرى‪ ،‬ال يتمتعان‬
‫بمنزلة خاصة على نحو يجعل المتعلم يستوعب معانيهما‪ ،‬ويستحضر أبعادهما في أنشطته المدرسية‪ ،‬ويتعود‬
‫على تمثلهما وتبنيهما في ممارسته اليومية(الداهي‪.)2019،‬‬

‫تأسيسا على ما سبق يمكن القول‪ ،‬أن المؤسسات التربوية تحمل أهدافا وغايات سامية وفق‬ ‫‪ ‬خاتمة‪:‬‬
‫استراتيجيات محددة‪ ،‬وهي تؤدي وظيفة في غاية األهمية في نشر قيم المواطنة وترسيخها في وجدان الطلبة‪،‬‬
‫باعتبارها مؤسسات تهدف بالدرجة األولى إلى التنش ة االجتماعية وتحقيق االندماج‪ .‬والى جانب المدرسة‬
‫ال بد من اإلشارة إلى الدور األساسي الذي تطلع بع األسرة تاعتبارها النواة األساسية للمجتمع تحتضن الفرد‬
‫منذ والدته وتصقل مواهبه وخبراته وتكون شخصيته منذ المراحل األولى من حياته إلى أن يصبح فردا بالغا‬
‫في المجتمع‪ ،‬لذا فتأدية المؤسسة التربوية لوظيفتها في ترسيخ القيم لدى الناش ة ال تتم بمعزل عن مؤسسة‬
‫من نفا أهداف المدرسة‪ ،‬من هنا يمكن القول انه أصبح‬ ‫األسرة ال تي يجب آن تنصب أهدافها التربوية‬
‫لزاما على األسرة أن تكون في تفاعل دائم مع المدرسة‪ ،‬وذلك بمساهمة مختلف مؤسسات وتنةيمات المجتمع‬
‫األخرى بغية تجاوز الوقوب في العشوائية وعدم التوافق بين مضمون وهدف البرنامج التعليمي ومكونات‬
‫من سياسة وطنية‬ ‫السياق االجتماعي في العمل والدخول في شراكات حقيقية مع المؤسسة التعليمية‬
‫مؤطرة تشريعيا وإداريا‪.‬‬

‫يعد مطلب التربية على قيم المواطنة والديمقراطية في الحقل التعليمي واحدا من الرهانات التي ترتكز‬
‫عليها السياسات التربوية الحديثة‪ ،‬التي تسعى إلى إدماج قيم الديمقراطية وثقافة المواطنة بيداغوجيا عبر‬
‫التربية الشاملة‪ ،‬باإل افة إلى توفير بي ة اجتماعية وثقافية مجتمعية متناسبة مع األهداف التربوية الشاملة‪،‬‬
‫حتى يتحقق االنسجام البيداغوجي بين السياسة والتربية والثقافة مع الواقع المعاش للفرد ومدى تمكينه الفعلي‬
‫والعملي من حقوقه ومن ممارسة واجباته ديمقراطيا‪.‬‬

‫رورية لبناء شخصية الفرد‬ ‫ختاما‪ ،‬نستخلص أن التربية على السلوك المدني وقيم المواطنة والديمقراطية‬
‫الصالح الذي يخدم مصلحة وطنه ومجتمعه ويحافظ على المقومات وعلى الممتلكات وستحلى بالمسؤولية‬
‫تجاه تلك الممتلكات والمؤسسات واألفراد‪ .‬في خضم هذه السياسة التربوية يقع جزء من العبء أيضا على‬
‫المعلم الذي يشكل حلقة مهمة في نقل ونشر القيم وترسيخها في أذهان الطالب‪ ،‬ويتم ذلك من خالل التأكيد‬
‫على نشر محاسن القيم واألخالق وتلقينها‪ ،‬بهدف تعديل مواقف الطالب وتصحيح أفكاره وتقويم سلوتياته‬
‫وتنمية قدراته الذهنية؛ وتشجيع الطالب على المشارتة في األعمال واألنشطة الخيرية في المدرسة واألحياء‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫السلوك المدني والسلوك المواطناتي مطلب التربية الحديثة ‪-‬قراءة بحثية في رهانات المدرسة حول التربية على القيم‪-‬‬

‫رورة إعداد بي ة تعليمية مساعدة ومالئمة تساعد على صقل الشخصية القيادية للمتعلم‪،‬‬ ‫إ افة إلى‬
‫فمن أهم أساليب التربية على القيم دمج القيم مع اهتمامات الطفل وعالمه المفضل‪ ،‬وتقديمها في طابع عملي‬
‫تطبيقي يساهم المتعلم فيه بفعل أو نشاط ملموس معين بعيدا عن التنةير واإللقاء الجاف بغية تنمية روح‬
‫المبادرة بأنشطة فعلية لترسيخ القيم‪ ،‬تالتطوب‪ ،‬والتبرب‪ ،‬والمساعدة‪ ،‬والتحفيز على تبني القيم ومواصلة‬
‫استحضارها‪ .‬وذلك من خالل تنمية مهارات الوعي الذاتي لديه لمواجهة االتجاهات السلبية للسلوتيات‬
‫واألفكار التي يمكن أن تجر تفكيره إلى أمور سلبية‪ ،‬من جهة ثاني العمل على تنمية روح التعاون بين‬
‫المتعلمين وتشجيع العمل الجماعي وغرس الشعور بالمسؤولية وااللتزام األخالقي‪ ،‬ومن ثم غرس مفهوم‬
‫المواطنة الحية لتعزيز الشعور باالنتماء الوطني لديهم‪ .‬ومنه تعزيز القيم اإلنسانية ومكارم األخالق في‬
‫نفوس التالميذ ابتداء من حسن المعاملة وصوال إلى حماية المكتسبات المجتمعية والثروات الوطنية وتحمل‬
‫المسؤولية تجاه تلك الممتلكات واألشخاص‪.‬‬

‫منهجيا‪ ،‬تتعدد أساليب تلقين القيم األخالقية والسلوتيات المدنية االيجابية‪ ،‬تبقى هذه التدابير مرهونة‬
‫من‬ ‫بالسياسات العامة للدولة في مجال التربية والتعليم‪ ،‬فاإلرادة السياسية مطلب أساسي إلدراج القيم‬
‫من‬ ‫المنهاج التربوي وذلك في إطار عصرنة هذا القطاب الحيوي‪ ،‬ونشير في هذا الصدد إلى موقع األسرة‬
‫هذه المعادلة تونها النواة األساسية لبناء المجتمع و مان صالحه وفالحه‪ ،‬والتربية األسرية لها دور تبير‬
‫في ترسيخ وتنمية القيم االجتماعية لدى األبناء‪ ،‬ومن هنا ال بد من التنسيق والشراكة الفعالة بين المدرسة‬
‫من مقاربة تشارتية تعاقدية يكون لألسرة فيها‬ ‫واألسرة لتحقيق أهداف التربية على القيم والسلوك المدني‬
‫مسؤولية في ترسيخ القيم لدى الطالب‪ ،‬وذلك عبر تحسيا األولياء بدورهم في هذا المجال‪ .‬فمن المهم أن‬
‫يعّلم اآلباء أبناءهم القيم‪ ،‬ما يساعد في تقدير األطفال لهذه القيم والعمل بها‪ ،‬حيث تساعد عملية التلقين‬
‫على جعل القيم أكثر بساطة وو وحا لألطفال وتنعكا على تصرفاتهم واتخاذهم للق اررات‪ ،‬وسيكون من‬
‫مقبول أو غير مقبول‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫السهل عليهم تحديد توجهاتهم وما هو‬

‫‪142‬‬
‫أقراد حسـينة‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬إبراهيم‪ ،‬مجدي عزيز (‪.)2000‬دراسات في المنهج التربوي المعاصر‪.‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو‪.‬‬


‫‪ .2‬الداهي‪ ،‬محمد (‪ .)2019‬التربية على القيم في المدرسة ‪ ،‬الحوار المتمدن‪-‬العدد‪ 09:29 - 29 / 7 / 2019 - 6305 :‬المحور‪ :‬التربية‬
‫والتعليم والبحث العلمي‪ ،‬الرابط‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=644930‬‬
‫‪ .3‬العماري‪ ،‬الصديق الصادقي (‪ .)2020‬مدخل التربية على المواطنة في الصالح التربوي الجديد‪.‬مجلة مسالك التربية و التكوين‪.)1(3 ،‬‬
‫‪.70-55‬‬
‫‪ .4‬الكواري‪ ،‬علي خليفة ونافع‪ ،‬بشير والشميري‪ ،‬وآخرون (‪ .)2004‬المواطنة والديمقراطية في البلدان العربية‪.‬بيروت‪ :‬مرتز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ .5‬المجلا األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (‪ ، )2017‬ملخص تقرير التربية على القيم بالمنةومة الوطنية للتربية والتكوين‪ ،‬المغرب‪،‬‬
‫يناير ‪.2017‬‬
‫‪ .6‬المجلا األعلى للتعليم (‪ .)2007‬الندوة الوطنية حول "المدرسة والسلوك المدني"المنةمة من طرف المجلا األعلى للتعليم الرباط ‪-23‬‬
‫‪ 24‬ماي ‪https://www.csefrs.ma/wp-content/uploads/2017/10/Resume-REAV-AR.pdf.2007‬‬
‫‪ .7‬حمدان‪ ،‬محمد زياد(‪ .)2015‬التربية المدنية المندمجة في مجتمع عربي معاصر‪ .‬سوريا‪ :‬دار التربية الحديثة‪.‬‬
‫‪ .8‬خضر‪ ،‬لطيفة إب ارھيم (‪ .)2006‬دور التعليم في تعزيز اإلنتماء‪ .‬القاھرة‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ .9‬رستم‪ ،‬رسمي عبد الملك (‪ .)2001‬دور اإلدارة المدرسية في تفعيل التربية المدنية في مرحلة التعليم قبل الجامعي في مصر‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫المرتز القومي للبحوث التربوية‪.‬‬
‫‪ .10‬سحبان‪ ،‬الحسن (‪.)2007‬التجربة المغربية في مجال تنمية السلوك المدني‪ .‬المغرب‪ :‬أشغال ندوات المجلا األعلى للتعليم‪.‬‬
‫‪ .11‬قاسم‪ ،‬مصطفى (‪ .)2006‬التعليم والمواطنة‪.‬القاهرة‪:‬مرتز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ .12‬قالدة‪،‬وليم سليمان (‪ .)1998‬نشأة مبدأ المواطنة في مصر‪.‬مجلة المواطنة‪ ،1 ،‬ص ص‪.‬‬
‫‪ .13‬مفتي‪،‬محمد احمد علي (‪.)2014‬المجتمع المدني والدولة المدنية‪.‬الرياض‪ :‬المرتز العربي للبحوث‪.‬‬
‫‪14.‬‬ ‫‪https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=7919#.Ysri_XXMLIU‬‬
‫‪15.‬‬ ‫(‪Repères sur la ‘citoyenneté’ et la ‘formation a la citoyenneté )2012‬‬
‫‪16.‬‬ ‫‪https://interferences.hypotheses.org/files/2012/12/08_03_17_FicheCitoy1.pdf‬‬
‫‪17.‬‬ ‫‪Alberta, E.(2005). Au cœur de la question: l’éducation civique et la formation aux valeurs Guide‬‬
‫‪d’enseignement M-12. Direction de l’éducation française, Alberta,Canada.‬‬
‫‪18. https://open.alberta.ca/dataset/2a2422f5-c968-44c3-9ce5-5b651c57a60c/resource/7d1ba8ad-ecda-4b5f-‬‬
‫‪906e-173b8d356bbd/download/educationcivique-m-12.pdf.‬‬

‫‪143‬‬

You might also like