You are on page 1of 105

‫جامعة محمد بوضياف ـ المسيلة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬


‫قسم العلوم اإلسالمية‬

‫‪ -‬الرقم التسلسلي ‪22 / 64 :‬‬ ‫ر‬

‫مصارف الزاكة وتطبيقاتها املعارصة يف افقق اسإلماي‬

‫مذكرة مكملة لمقتضيات نيل شهادة الماستر في العلوم اإلسالمية‬


‫تخصص‪ :‬فقه مقارن وأصوله‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬


‫أ‪.‬د العمري بالعدة‬ ‫_عبد الرحمن حمو صالح‪.‬‬
‫_ محمد لمين حاجي‪.‬‬
‫لجنة المناقشة‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫االسم واللقب‬

‫رئيسا‬ ‫محمد بوضياف ـ المسيلة‬

‫مشرفا ومقررا‬ ‫محمد بوضياف ـ المسيلة‬ ‫أ‪.‬د العمري بالعدة‬

‫ممتحنا‬ ‫محمد بوضياف ـ المسيلة‬

‫السنة الجامعية‪ 3661 :‬هـ ‪2022/ 2023 /‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫شكر وتقدير‬
‫الحمد هلل الذي لم يتخذ ولدا‪ ،‬ولم يكن له شريك في الملك‪،‬‬
‫وصلى اهلل على نبينا وقدوتنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫نحمده سبحانه أن وفقنا إلتمام هذه المذكرة‪،‬‬

‫نقدم شكرنا وتقديرنا لألستاذ الدكتور الفاضل‪ :‬العمري بالعدة‪،‬‬

‫الذي سعدنا به موجها ومعلما ومشرفا‪ ،‬مع تواضع وحسن خلق‪،‬‬

‫فبارك اهلل في علمه وعمله‪ ،‬ومتعه بالصحة والعافية‪ ،‬ورزقه صالح‬


‫النية والذرية‪...‬آمين‪.‬‬

‫والشكر موصوال إلى قسم العلوم اإلسالمية جامعة المسيلة‬


‫وجميع أساتذتنا الذين نهلنا من علمهم وأخالقهم‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫مقدّمة‪ّ:‬‬

‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستهديه‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده‬
‫اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫محمدا عبده ورسوله‪،‬‬

‫ﭽﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭼ ّآلّعمرانّ‪201‬‬
‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ‬
‫ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭼ النساءّ‪2‬‬
‫ﭽﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﭼ األحزابّ‪.02/ّ00‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فإن الزكاة في اإلسالم من أجل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه‪ ،‬ويرجو بها ثوابه‬
‫وعفوه‪ ،‬وهي من أركان اإلسالم‪ ،‬وقُرنت بالصالة في أكثر من موضع من القرءان الكريم لما لها من‬
‫دور في مواساة الفقراء بما تفرضه لهم من حق في مال األغنياء‪ ،‬فتتماسك ُعرى المجتمع وتتحد‬
‫طبقاته‪.‬‬

‫وتمتاز الزكاة بين أركان اإلسالم الخمسة بأنها الركن الوحيد القابل للتطور والتوسع‪ ،‬ويرحب‬
‫باالجتهـادات‪ ،‬وهذا ما حصل بين العلماء والفقهـاء وأئمة المذاهب‪ ،‬وأخذ النصيب الكبير في الوقت‬
‫الراهن بعد تنوع األموال‪ ،‬وتوسع الثروات‪ ،‬واضطراب شؤون المسلمين‪ ،‬وتعطل أو توقف تطبيق الزكاة‬
‫لتتبع‬
‫كليًا أو جزئيًا في بعض البلدان‪ ،‬مما فتح األبواب الواسعة أمام علماء األمة ومجتهديها ّ‬
‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫المستجدات الفقهية المعاصرة في الزكاة‪ ،‬وأدلى الكثيرون بدلوهم في ذلك‪ ،‬وعقدت الندوات والمؤتمرات‬
‫واللقاءات والحوارات عن الزكاة في مختلف األصقاع‪ ،‬وظهر الدور الفعـال للزكاة في حياة المسلمين‪،‬‬
‫واعتبرت مجددًا أحد دعامات االقتصاد اإلسالمي حتى في البالد والدول التي تخلت عن القيام‬
‫بوظيفة الزكاة‪ ،‬وقلما يخلو مؤتمـر أو نـدوة عن االقتصاد اإلسالمي دون أن يتعرض مباشرة إلى‬
‫موضوع الزكاة‪ ،‬باإلضافة إلى الندوات والمؤتمرات الخاصة بالزكاة‪ ،‬أو بقضايا الزكاة المعاصرة‪،‬‬
‫واألمور المستجدة فيها نظريًا وعملياً‪ ،‬خاصة ما تعلق بمصارفها التي تصرف إليها وهي موضوع‬
‫بحثنا‪.‬‬

‫أهميةّموضوعّالبحث‪ّ:‬‬

‫_ تكمن أهمية موضوع بحثنا فيما يلي‪:‬‬

‫_ إمكانية تفعيل مصارف الزكاة المعاصرة من خالل بيان فقهها في العصر الحالي‪.‬‬

‫_ توزيع الزكاة توزيعا عادال يحقق أهدافها اقتصاديا واجتماعيا‪.‬‬

‫_ حاجة البحث الفقهي المعاصر للدراسات المعمقة في المستجدات الفقهية عموما‪ ،‬ومستجدات الزكاة‬
‫خصوصا‪ ،‬ومصارف الزكاة المعاصرة بصورة أخص‪.‬‬

‫_ حاجة مؤسسات الزكاة على اختالف أنواعها لدراسة المستجدات في مصارف الزكاة‪.‬‬

‫أسبابّاختيارّموضوعّالبحث‪ّ:‬‬

‫_ أنه يتعلق بركن من أركان اإلسالم الخمس وهو الزكاة‪.‬‬

‫_ الرغبة في البحث في التطبيقات المعاصرة لمصارف الزكاة‪.‬‬

‫_ معرفة المستحقين للزكاة في العصر الحديث‪.‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمة‬

‫_ أهمية الموضوع وعظيم الفائدة العلمية المترتبة على بحثه‪ ،‬واتصاله بالمعامالت المالية المعاصرة‪،‬‬
‫وكذا تعلقه بمقصد من مقاصد الشريعة اإلسالمية الضرورية (حفظ المال)‪.‬‬

‫أهدافّموضوعّالبحث‪ّ:‬‬

‫_ استقراء الق اررات والمراجع المعاصرة ‪ ،‬وبعض الدراسات السابقة في الموضوع‪ ،‬ومعرفة الجديد الذي‬
‫يمكن تقديمه في هذا البحث‪.‬‬

‫_ بيان المستحقين للزكاة في العصر الحديث‪.‬‬

‫_ ربط مصارف الزكاة بالواقع المعاصر‪.‬‬

‫_ إظهار مرونة الشريعة وتوافقها مع كل عصر ومكان‪.‬‬

‫إشكاليةّموضوعّالبحث‪ّ:‬‬

‫إن موضوع بحثنا يتمحور حول إشكالية رئيسية هي‪:‬‬

‫_ ماهي مصارف الزكاة وما مدى إمكانية االستفادة من مصارف الزكاة في واقعنا المعاصر بنوازلها‬
‫ومستجداتها وكيفية تلك االستفادة؟‬

‫وتندرج تحت االشكالية الرئيسية تساؤالت أخرى هي‪:‬‬

‫_ ماهي مصارف الزكاة في الماضي والحاضر؟‬

‫فعلة أو معلّقة مثل مصرف " المؤلفة قلوبهم"؟‬


‫_ هل هي باقية بعد وفاته ‪ ‬أي ُم ّ‬

‫المنهجّالمعتمدّفيّالبحث‪ّ:‬‬

‫المنهج المعتمد في البحث هو المنهج االستقرائي التحليلي المقارن‪ ،‬باستقراء أقوال العلماء واألدلة‬
‫الواردة في الموضوع وتحليلها ومقارنتها‪ ،‬واستنباط األحكام المعاصرة لمصارف الزكاة‪.‬‬

‫‌ج‬
‫مقدمة‬

‫الدراساتّالسابقة‪ّ:‬صنفتّفيّالموضوعّالعديدّمنّالمصنفاتّمنها‪ّ:‬‬

‫_ نوازلّالزكاةّ(دراسةّفقهيةّتأصيليةّلمستجداتّالزكاة)‪ّ،‬تأليف‪ :‬الدكتور عبد اهلل بن منصور‬


‫الغفيلي‪ ،‬وهي رسالة علمية لنيل شهادة الدكتوراه في الفقه من كلية الشريعة بالرياض‪ ،‬جامعة اإلمام‬
‫محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬سنة ‪ 8241‬ه‪ ،‬عالج من خاللها القضايا المستجدة للزكاة‪ ،‬ومن ضمنها‬
‫مصارف الزكاة في العصر الحالي‪.‬‬

‫_ مصارفّالزكاةّفيّالشريعةّاإلسالمية‪ ،‬تأليف‪ :‬عبد اهلل بن جار اهلل الجار اهلل‪ ،‬وهو بحث مقدم‬
‫لنيل درجة الماجستير‪ ،‬الدراسات العليا المعهد العالي للقضاء‪ ،‬جامعة محمد بن سعود اإلسالمية‪،‬‬
‫تطرق فيها إلى بيان مصارف الزكاة إجماال وبعض المصارف المعاصرة‪.‬‬

‫_ مصارفّالزكاةّفيّاإلسالم ‪ ،‬تأليف حسن علي كوركولي‪ ،‬وهو بحث مقدم لنيل درجة الماجستيرفي‬
‫فرع الفقه واألصول‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬عام ‪8811‬م‪ ،‬تطرق فيها إلى بيان مصارف الزكاة إجماال مع‬
‫اإلشارة إلى بعض المصارف المعاصرة‪.‬‬

‫_كما أنه هناك بعض الرسائل بحثت في مصرف واحد من مصارف الزكاة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫_ مفهومّ"فيّسبيلّاهلل"ّفيّالقرءانّالكريم‪ ،‬دراسة تحليلية آلية المصارف‪ ،‬رسالة جامعية مقدمة‬


‫الستيفاء شرط من شروط إتمام الدراسة للحصول على شهادة الماجستير في الشريعة‪ ،‬أحمد أبو‬
‫نصر‪ ،‬برنامج الدراسات العليا‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬قسم األحوال الشخصية اإلسالمية‪ ،‬جامعة الشيخ‬
‫نورجاني الحكومية‪ ،‬شربون‪ ،‬اندونسيا‪ ،‬عام ‪4188‬م‪ ،‬تناول فيها الباحث مصرف في سبيل اهلل في‬
‫القرءان الكريم‪ ،‬ومسائله المعاصرة‪.‬‬

‫_مصرفّ"الغارمين"ّمنّمصارفّالزكاةّوأثرهّفيّالتكافلّاالجتماعي‪ ،‬تأليف‪ :‬مشهور محمد عودة‬


‫حمدان‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬بكالوريوس تربية إسالمية من جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬فلسطين‪ ،‬عام‬
‫‪8211‬ه‪ 4118/‬م‪ ،‬تطرق فيها الباحث إلى تحديد مفهوم هذا المصرف وتطبيقاته في العصر الحالي‪.‬‬

‫‌د‬
‫مقدمة‬

‫الصعوباتّوالعوائق‪ّ:‬‬

‫_ العنوان الواسع الذي يحتاج وقتا أكثر من الممنوح لنا؛ وقلة المراجع في بعض المصارف‪.‬‬

‫_ صعوبة الوصول لبعض المراجع المعاصرة المنشورة إلكترونيا بسبب عدم مجانيتها‪.‬‬

‫_ قلة المراجع المعاصرة حول بعض المصارف (الغارم لنفسه وإلصالح ذات البين مثال)‪.‬‬

‫الخطةّالعامةّلموضوعّالبحث‪ّ:‬‬

‫قد اقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى فصلين ‪ ،‬الفصل األول حول مصارف الزكاة إجماال‪ ،‬وقسمنا‬
‫الفصل إلى مبحثين‪ ،‬المبحث األول تطرقنا فيه إلى مفهوم مصارف الزكاة‪ ،‬والمبحث الثاني بيان‬
‫مصارف الزكاة إجماال؛ أما الفصل الثاني تطرقنا فيه إلى نماذج تطبيقية معاصرة لمصارف الزكاة‪،‬‬
‫وذلك في مبحثين‪ ،‬المبحث األول تعرضنا فيه إلى بعض النماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجته‪:‬‬
‫الفقراء والمساكين ‪ ،‬الرقاب‪ ،‬الغارم لمصلحة نفسه وابن السبيل؛ والمبحث الثاني نماذج تطبيقية‬
‫معاصرة لما يعطى لحاجة المسلمين إليه‪ :‬العاملون عليها ‪ ،‬المؤلفة قلوبهم‪ ،‬الغارم إلصالح ذات‬
‫البين وفي سبيل اهلل‪ ،‬واهلل ولي التوفيق‪.‬‬

‫‌ه‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫مصارف الزكاة‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم مصارف الزاكة‪.‬‬

‫املبحث اثلاين‪ :‬بيان مصارف الزاكة إمجاال‪.‬‬


‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫الفصل األول‪ :‬مصارف الزكاة‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫الزكاة هي الركن الثالث من أركان اإلسالم‪ ،‬وفريضة قرنت بالصالة في جل آيات الكتاب‪،‬‬

‫وجعلها اهلل حقا لمستحقيها على األغنياء‪ ،‬ولقد حددت الشريعة أحكامها الشرعية‪ ،‬وشروطها‪،‬‬

‫ل قبل‬
‫ومصارفها‪ ،‬وكل تفصيالتها‪ ،‬وقد خصصنا هذا الفصل للتعريف بمصارف الزكاة وبيانها إجما ا‬

‫الخوض في التطبيقات المعاصرة معتمدين في ذلك على مختلف مصادر المذاهب الفقهية واللغوية‬

‫والحديثية ‪ ،‬راجين من اهلل ‪ ‬التوفيق والسداد‪.‬وقد قسمنا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم مصارف الزكاة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬بيان مصارف الزكاة إجماال‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم مصارف الزكاة‪.‬‬

‫فيما يلي نبين مفهوم مصارف الزكاة لغة واصطالحا وأقوال العلماء في ذلك‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المصارف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬لغة‪.‬‬

‫من الفعل صرف‪ ،‬قال ابن فارس‪ :‬الصاد والراء والفاء معظم بابه يدل على رجع الشيء‪ .‬من ذلك‬

‫صرفت القوم صرفا وانصرفوا‪ ،‬إذا رجعتهم فرجعوا‪.‬‬

‫والصرف في القرآن‪ :‬التوبة ; ألنه يرجع به عن رتبة المذنبين‪.1‬‬

‫والصرف‪ :‬رد الشيء عن وجهه‪ ،‬صرفه يصرفه صرفا فانصرف‪ .‬وصارف نفسه عن الشيء‪ :‬صرفها‬

‫عنه‪ .‬وقوله تعالى‪ :‬ﭽﮡ ﮢ ﭼ ‪ 2‬؛ أي رجعوا عن المكان الذي استمعوا فيه‪،‬‬

‫وقيل‪ :‬انصرفوا عن العمل بشيء مما سمعوا‪ .‬ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﭼ ‪ 3‬؛ أي أضلهم اهلل مجازاة على‬

‫مصدرا‪ ،‬وقوله ‪:‬‬


‫ا‬ ‫فعلهم؛ وصرفت الرجل عني فانصرف‪ ،‬والمنصرف‪ :‬قد يكون مكانا وقد يكون‬

‫ﭽﭶ ﭷ ﭸ ﭼ ‪4‬؛ أي أجعل جزاءهم اإلضالل عن هداية آياتي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫معجم مقاييس اللغة‪ ،‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬أبو الحسين (ت‪593 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬ط(‪9599‬هـ ‪9999 /‬م)‪.)545/ 5( ،‬‬
‫‪5 2‬‬
‫سورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪.929‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.941‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫وقوله ‪ : ‬ﭽﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ ‪ 1‬؛ أي ما يستطيعون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب ول أن‬

‫‪2‬‬
‫ينصروا أنفسهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اصطالحا‪.‬‬

‫المصرف‪ :‬الجهات التي تصرف فيها األشياء‪ ،‬ومنه مصارف الزكاة‪ :‬المستحقون لها‪.‬‬

‫مصرف المياه‪ :‬القناة التي تخرج منها المياه ‪ ...‬المكان الذي يتم فيه مبادلة العملة‪ ،‬وبه سمي البنك‬

‫مصرفا ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫والمكان الذي يتم فيه مبادلة العملة‪ ،‬وبه سمي البنك مصرافا‪.‬‬

‫والخالصة من التعريف اللغوي والصطالحي‪ :‬أن مصارف الزكاة‪ :‬هم أهل الزكاة‪ ،‬ومن العلماء من‬

‫يعبر عن مصارف الزكاة بأصناف أهل الزكاة؛ ومنهم من يقول‪ :‬األصناف الذين تدفع إليهم الزكاة‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬مصارف الزكاة‪ ،‬وهي كلمات مترادفة معناها واحد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة الفرقان‪ ،‬اآلية ‪.99‬‬
‫‪2‬‬
‫لسان العرب‪ ،‬محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى (ت‪999 :‬هـ)‪ ،‬دار صادر‬
‫– بيروت‪ ،‬ط‪ 9494( 5‬هـ)‪ .)989/ 9( ،‬وينظر‪ :‬كتاب العين‪ ،‬أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي‬
‫البصري (ت‪991 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬د مهدي المخزومي‪ ،‬د إبراهيم السامرائي‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪ ،)919/ 9( ،‬الصحاح تاج اللغة وصحاح‬
‫العربية‪ ،‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (ت‪595 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬دار العلم للماليين – بيروت‪ ،‬ط‪4‬‬
‫(‪ 9419‬هـ ‪ 9989 /‬م)‪.)9581 / 4( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫معجم لغة الفقهاء‪ ،‬محمد رواس قلعجي ‪ -‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ 9418( 2‬هـ ‪ 9988 -‬م)‪،‬‬
‫(‪ . )454/ 9‬و القاموس الفق هي لغة واصطالحا‪ ،‬سعدي أبو جيب‪ ،‬دار الفكر دمشق – سورية‪ ،‬ط‪ 9418( 2‬هـ ‪ 9988 /‬م)‪،‬‬
‫ص‪.949‬‬

‫‪4‬‬
‫مصارف الزكاة في اإلسالم‪ ،‬سعد بن علي بن وهف القحطاني‪ ،‬مؤسسة الجريسي للتوزيع واإلعالن‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الزكاة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬لغة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قال ابن فارس‪( :‬زكى) الزاء والكاف والحرف المعتل أصل يدل على نماء وزيادة‪.‬‬

‫وقال في لسان العرب‪" :‬وأصل الزكاة في اللغة‪ :‬الطهارة‪ ،‬والنماء‪ ،‬والبركة‪ ،‬والمدح‪ ،‬وكله قد استُعمل‬

‫في القرآن والحديث‪ ،‬وهي من األسماء المشتركة بين المخرج والفعل‪ ،‬فيطلق على العين‪ ،‬وهي الطائفة‬

‫‪2‬‬ ‫َّ‬
‫المزكى بها‪ ،‬وعلى المعنى وهي التزكية"‬ ‫من المال‬

‫وقال الراغب في المفردات‪ " :‬أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة اهلل تعالى‪ ،‬ويعتبر ذلك باألمور‬

‫‪3‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َ ْ َ‬


‫الدنيوية واألخروية‪ ،‬يقال‪ :‬زكا الزرع يزكو‪ :‬إذا حصل منه نمو وبركة‪ ،‬وقوله ‪ ﴿:‬أيها أزَك طعاما ﴾‬

‫إشارة إلى ما يكون حاللا ل تستوخم عقباه‪ ،‬ومنه الزكاة؛ لما يخرج اإلنسان من حق اهلل ‪ ‬إلى‬

‫الفقراء‪ ،‬وتسميته بذلك؛ لما يكون فيها من رجاء البركة‪ ،‬أو لتزكية النفس؛ أي‪ :‬تنميتها بالخيرات‬

‫جميعا؛ فإن الخيرين موجودان فيها‪ ،‬وقرن اهلل ‪ ‬الزكاة بالصالة في القرآن بقوله ‪:‬‬
‫ا‬ ‫والبركات‪ ،‬أو لهما‬

‫‪1‬‬
‫معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس‪.)99/ 5( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫لسان العرب ابن منظور‪.)538/ 94( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة الكهف‪ ،‬اآلية ‪.99‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫َّ َ‬
‫الزَكةَ ﴾ ‪1‬وبزكاء النفس وطهارتها يصير اإلنسان بحيث يستحق في الدنيا‬
‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫الصَل َة َوآتوا‬ ‫﴿ َوأَق ُ‬
‫يموا‬ ‫ِ‬

‫‪2‬‬
‫األوصاف المحمودة‪ ،‬وفي اآلخرة األجر والمثوبة‪ ،‬وهو أن يتحرى اإلنسان ما فيه تطهيره‪.‬‬

‫زكو‪ :‬الزكوات‪ :‬جمع الزكاة‪ .‬وزكاة المال وهو تطهيره‪..‬‬

‫زكى يزكي تزكية‪ ،‬والزكاة‪ :‬الصالح‪ .‬تقول‪ :‬رجل زكي تقي‪ ،‬ورجال أزكياء أتقياء‪ .‬وزكا الزرع يزكو‬

‫زكاء‪ :‬ازداد ونما‪ ،‬وكل شيء ازداد ونما فهو يزكو زكاء‪ ،‬وهذا األمر ل يزكو‪ ،‬أي‪ :‬ل يليق‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫والمال يزكو بك مستكب ار ‪ ...‬يختال قد أشرف للناظر‬

‫والزكاء وهو النماء والزيادة سميت بذلك ألنها تثمر المال وتنميه يقال زكا الزرع إذا كثر ريعه وزكت‬

‫النفقة إذا بورك فيها ومنه قول اهلل ‪ : ‬ﭽ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ ‪4‬باأللف أي نامية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ومنه تزكية القاضي للشهود ألنه يرفعهم بالتعديل‪.‬‬

‫ومما سبق فإن معنى الزكاة ينحصر في النماء والزيادة والطهارة والبركة والرفعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.45‬‬
‫‪2‬‬
‫المفردات في غريب القرآن‪ ،‬أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب األصفهانى (ت‪312 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬صفوان عدنان الداودي‪،‬‬
‫دار القلم‪ ،‬الدار الشامية – دمشق‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪9492( 9‬هـ)‪.)581/ 9( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫كتاب العين‪ ،‬الفراهيدي‪.) 594 / 3( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة الكهف‪ ،‬اآلية ‪.994‬‬
‫‪5‬‬
‫غريب الحديث أبو محمد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت‪291 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الجبوري‪ ،‬مطبعة العاني‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪9‬‬
‫(‪.)984/ 9( ، )9599‬‬
‫‪00‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اصطالحا‪.‬‬

‫للزكاة تعاريف متقاربة في المذاهب األربعة‪:‬‬

‫فقد عرفها األحناف بقولهم‪" :‬تمليك جزء من مال‪ ،‬عيَّنه الشارع‪ ،‬من مسلم فقير غير هاشمي ول‬

‫موله‪ ،‬بشرط قطع المنفعة عن الملك من كل وجه‬

‫تعالى‪2.‬‬ ‫وقيل‪" :‬إيتاء جزء َّ‬


‫مقدر من النصاب الحولي إلى الفقير‪ ،‬هلل‬

‫نصابا‪ ،‬لمستحقه‪ ،‬إن‬


‫ا‬ ‫أما المالكية فعرفوها بقولهم‪" :‬إخراج جزء مخصوص‪ ،‬من مال مخصوص‪ ،‬بلغ‬

‫‪3‬‬
‫تم الملك‪ ،‬وحال الحول ‪.‬‬

‫وعرفها الشافعية بأنها‪ " :‬اسم صريح ألخذ شيء مخصوص‪ ،‬من مال مخصوص‪ ،‬على أوصاف‬

‫مخصوصة‪ ،‬لطائفة مخصوصة‬

‫‪1‬‬ ‫وعرفها الحنابلة بأنها‪" :‬حق واجب في مال مخصوص‪ ،‬لطائفة مخصوصة‪ ،‬في وقت مخصوص‬

‫وتسمى صدقة؛ ألنها دليل لصحة إيمان مؤديها وتصديقه؛ وهي أحد أركان اإلسالم‪ ،‬وهي واجبة‬

‫‪3‬‬
‫باإلجماع‪ ،‬وسنده‪ :‬ﭽﮝ ﮞ ﭼ ‪ ، 2‬واألحاديث المستفيضة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي الحنفي (ت‪9232 ::‬هـ)‪ ،‬دار‬
‫‪9992 /‬م)‪ ، )238 / 2( ،‬البناية شرح الهداية‪ ،‬أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن‬ ‫الفكر‪-‬بيروت‪ ،‬ط‪9492( 2‬هـ‬
‫حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى (ت‪833 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ 9421( 9‬هـ ‪ 2111 /‬م)‪5( ،‬‬
‫‪.)288/‬‬
‫‪2‬‬
‫البناية شرح الهداية‪ ،‬بدر الدين العيني‪.)289 / 5( ،‬‬

‫‪3‬‬
‫جواهر اإلكليل شرح مختصر العالمة الشيخ خليل‪ ،‬صالح عبد السميع اآلبي األزهري‪ ،‬المكتبة الثقافية‪ ،‬بيروت‪.)998 / 9( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري‬
‫البغدادي‪ ،‬الشهير بالماوردي (ت‪431 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬الشيخ علي محمد معوض ‪ -‬الشيخ عادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ 9499( 9‬هـ ‪ 9999 /‬م)‪.)99 / 5( ،‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫قال الشيخ صالح األزهري في جواهر اإلكليل‪:‬‬

‫"ومناسبة الشرعي ِللغوي من جهة نمو الجزء المخصوص عند اهلل تعالى؛ لحديث‪(( :‬ما تصدق عبد‬

‫ٍ‬
‫كسب طيِّب ‪ -‬ول يقبل اهلل إل الطيب ‪ -‬إل كأنما يضعها في كف الرحمن‪ ،‬فيربيها له‬ ‫بصدقة من‬

‫كما يربي أحدكم فلُ َّوهُ أو فصيله‪ ،‬حتى تكون كالجبل))‪ ،4‬ومن جهة تطهير المال وحصول البركة فيه‬
‫ُ ْ‬
‫ونموه بالربح واإلثمار‪ ،‬وتطهير صاحبه من الذنوب‪ ،‬وحصول البركة له‪ ،5‬قال اهلل تعالى ‪ ﴿:‬خذ ِم ْن‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َ ً ُ َ ِّ ُ ُ ْ َ ُ َ ِّ‬


‫يهم بِها ﴾‬
‫أموال ِ ِهم صدقة تطهرهم وتزك ِ‬

‫‪1‬‬
‫كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬المؤلف‪ :‬منصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (ت‪9139 :‬هـ) ‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪.)911 / 2( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.45‬‬
‫‪3‬‬
‫المبدع في شرح المقنع‪ ،‬إبراهيم بن محمد بن عبد اهلل بن محمد ابن مفلح‪ ،‬أبو إسحاق‪ ،‬برهان الدين (ت‪884 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ 9498( 9‬هـ ‪ 9999 /‬م)‪.)299 / 2( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫رواه مسلم‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها‪ ،‬رقم ‪.9194‬‬
‫‪5‬‬
‫جواهر اإلكليل شرح مختصر العالمة خليل‪ ،‬صالح عبد الميع اآلبي األزهري‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪.)411 / 9 ( ،‬‬
‫‪6‬‬
‫سورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪.915‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬بيان مصارف الزكاة إجماال‪.‬‬

‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬

‫‪1‬‬
‫ﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﭼ‬

‫عين اللَّه ‪ ‬في هذه اآلية المستحقِّين للزكاة‪ ،‬وأنهم ثمانية أصناف‪ ،‬قال الكاساني‪" :‬جعل اهلل تعالى‬
‫َّ‬

‫الصدقات لألصناف المذكورين بحرف الالم وأنه لالختصاص فيقتضي اختصاصهم باستحقاقها فلو‬

‫جاز صرفها إلى غيرهم لبطل الختصاص وهذا ل يجوز واآلية خرجت لبيان مواضع الصدقات‬

‫ومصارفها ومستحقيها‪ ،‬وهم وان اختلفت أساميهم فسبب الستحقاق في الكل واحد وهو الحاجة إل‬

‫‪2‬‬
‫العاملين عليها فإنهم مع غناهم يستحقون العمالة؛ ألن السبب في حقهم العمالة" ‪.‬‬

‫قال الناظم‪ :3‬مصرفها الفقير والمسكين والرق والعامل والمدين‬

‫‪4‬‬
‫وفي السبيل اهلل فهو الثامن‬ ‫مؤلف وابن السبيل الظاعن‬

‫وقال اإلمام مالك‪« :‬األمر عندنا في قسم الصدقات أن ذلك ل يكون إل على وجه الجتهاد من‬

‫الوالي‪ ،‬فأي األصناف كانت فيه الحاجة و العدد‪ ،‬أوثر ذلك الصنف‪ ،‬بقدر ما يرى الوالي‪ .‬وعسى أن‬

‫‪1‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬الكاساني‪.)45/ 2( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫سراج السالك شرح أسهل المسالك‪ ،‬السيد عثمان بن حسنين الجعلي المالكي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط(‪9421‬هـ‪2111 /‬م)‪،‬‬
‫ص‪.998‬‬
‫ظعن ‪ :‬أي سار‪ ،‬ظ ْعن ا وظعن ا بالتحريك‪ .‬وقرئ بهما قوله تعالى‪( :‬ي ْوم ظ ْعنِ ُك ْم) ‪ .‬وأ ْ‬
‫ظعنهُ‪ :‬سَّيرهُ‪ .‬والظعينةُ‪ :‬الهودج كانت فيه امرأة ْأو‬ ‫‪4‬‬

‫لم تكن‪ ،‬والجمع ظُ ْعن وظعن‪ ،‬وظعائن وأظعان‪ .‬أبو زيد‪ :‬ل يقال حمول ول ظعن إل لالبل التى عليها الهوادج كان فيها نساء أو لم‬
‫يكن ( الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬الفا اربي‪.)2939/1( ،‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ينتقل ذلك إلى الصنف اآلخر بعد عام أو عامين أو أعوام‪ .‬فيؤثر أهل الحاجة والعدد‪ ،‬حيثما كان‬

‫‪1‬‬
‫ذلك‪ .‬وعلى هذا أدركت من أرضى من أهل العلم» ‪.‬‬

‫وهذه المصارف الثمانية ثالثة أقسام‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬تصرف لخمسة منهم للحاجة وهم‪ :‬الفقير والمسكين‪ ،‬والرقيق‪ ،‬والغارم‪ ،‬وابن السبيل‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬تصرف لثنين بقصد تأييد الدين ونصرة شريعة اهلل في األرض وهما المجاهد في سبيل‬

‫اهلل‪ ،‬والمؤلف قلبه‪ ،‬وبهذا يتقرر أن في مال الزكاة من الحكمة العظيمة اإلعانة على الجهاد‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬إعطاؤها لتوفير الحافز المادي للقيام بأمر الزكاة وهم العاملون عليها‪2 .‬وتفصيلُهم على‬

‫النحو اآلتي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الفقراء والمساكين‪:‬‬

‫اختلف العلماء في التَّفريق بين لفظ ِي الفقير والمسكين‪ ،‬و كالهما من أهل َّ‬
‫الزكاة‪،‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الفقير لغة واصطالحا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لغة‪ :‬من الفعل فقر‪ :‬قال الليث‪ :‬الفقر‪ :‬الحاجة‪ ،‬وفعله الفتقار‪ ،‬والنعت فقير‪ .‬وقد أفقره اهلل‪،‬‬

‫والفقر‪ :‬لغة رديئة‪.‬‬

‫وأغنى اهلل مفاقره‪ ،‬أي‪ :‬وجوه فقره‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موطأ اإلمام مالك‪ ،‬مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني (ت‪999 :‬هـ)‪ ،‬ت ‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ 9411 ( ،‬هـ ‪ 9983 -‬م)‪.) 218 / 9( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫مصارف الزكاة وتمليكها في ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬خالد عبد الرزاق العاني‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬ط‪،)9999( 9‬‬
‫ص‪ 951‬و‪.959‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ص ْل ُبهُ من ِش َّدة الف ْقر‪ .‬فال‬ ‫ِ ِ‬


‫والفقير معناه في كالم العرب‪ :‬المفقور الذي ُن ِزعت فقره من ظهره‪ ،‬فانقطع ُ‬

‫حال هي أوكد من هذه‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫كالفقير األ ْعزِل)‬
‫ِ‬ ‫ت ‪ ...‬رفع القو ِادم‬
‫(لما رأى لُب ُد النسور تطاير ْ‬

‫ص ْلبه‪ ،‬والدليل على هذا قول اهلل ‪ :‬ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ‬


‫أي‪ :‬لم يطق الطيران‪ ،‬فصار بمنزلة من انقطع ُ‬

‫ﯞﭼ ‪ 2‬معناه‪ :‬أو مسكينا لصق بالتراب من شدة الفقر‪ .‬فلما نعته ‪ ‬بهذا النعت‪ ،‬علمنا أنه ليس‬

‫‪3‬‬
‫كل مسكين على هذه الصفة‪.‬‬

‫قال ابن األثير‪ :‬قد تكرر ذكر «الفقر‪ ،‬والفقير‪ ،‬والفقراء في الحديث» وقد اختلف الناس فيه وفي‬

‫المسكين‪ ،‬فقيل‪ :‬الفقير الذي ل شيء له‪ ،‬والمسكين الذي له بعض ما يكفيه‪ ،‬واليه ذهب الشافعي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وقيل فيهما بالعكس‪ ،‬واليه ذهب أبو حنيفة‪.‬‬

‫وقال اهلل ‪ :‬ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ‪ ، 1‬فسمعت المنذري يقول‪ :‬سمعت أبا العباس‬

‫العباس وسئل عن تفسير الفقير والمسكين؟ فقال‪ :‬قال أبو عمرو بن العالء فيما يروي عنه‬

‫األصمعي‪ :‬الفقير الذي له ما يأكل‪.‬‬

‫ديوان لبيد بن ربيعة العامري‪ ،‬لبِيد بن ربيعة بن مالك‪ ،‬أبو عقيل العامري الشاعر معدود من الصحابة (ت‪49 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اعتنى به‪ :‬حمدو طماس‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪ 9423( 9‬هـ ‪ 2114 /‬م)‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة البلد‪ ،‬اآلية ‪.91‬‬
‫‪3‬‬
‫الزاهر في معاني كلمات الناس‪ ،‬محمد بن القاسم بن محمد بن بشار‪ ،‬أبو بكر األنباري (ت‪528 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬حاتم صالح الضامن‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬ط‪ 9492( 9‬هـ ـ‪.)928/9( ،)9992/‬‬
‫‪4‬‬
‫النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري‬
‫ابن األثير‪( ،‬ت‪111 :‬هـ)‪ ،‬المكتبة العلمية ‪ -‬بيروت‪9599( ،‬هـ ‪9999 -‬م)‪ ،‬ت‪ :‬طاهر أحمد الزاوي‪/‬محمود محمد الطناحي‪،‬‬
‫(‪.)412/5‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫‪2‬‬
‫قال‪ :‬والمسكين الذي ل شيء له‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اصطالحا‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫الفقير هو من ل يملك نصابا ناميا فائضا عن حاجته‬

‫ِ‬
‫ومصرفها فقير ومسكين وهو أحوج"‪ ،‬وقال الشنقيطي شرحا لهذا الكالم‪ :‬الفقير‬ ‫قال خليل‪" :‬‬

‫والمسكين‪ ،‬لكل واحد منهما سهما من الصدقة‪ ،‬واختلف العلماء فيهما‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬المسكين‬

‫الطواف‪ ،‬وقال مجاهد وعكرمة والزهري‪ :‬المسكين الذي يسأل والفقير الذي ل يسأل‪ ،‬وقال قتادة‪:‬‬

‫المسكين الذي به زمانة والمسكين الصحيح المحتاج‪.‬‬

‫وقال الشافعي‪ :‬الفقير الذي ل مال له‪ ،‬والمسكين من له مال أ حرفة ل تغنيه سائال كان أو غير‬

‫‪4‬‬
‫سائل‪ ،‬فالمسكين أحسن حال من الفقير‪.‬‬

‫قال ابن قدامة‪ :‬الفقراء‪ ،‬وهم الزمنى‪ ،‬والمكافيف الذين ل حرفة لهم‪ ،‬والحرفة الصناعة‪ ،‬ول يملكون‬

‫خمسين درهما‪ ،‬ول قيمتها من الذهب‪ .‬والمساكين‪ ،‬وهم السؤال‪ ،‬وغير السؤال‪ ،‬ومن لهم الحرفة‪ ،‬إل‬

‫أنهم ل يملكون خمسين درهما‪ ،‬ول قيمتها من الذهب‪ ،‬الفقراء والمساكين صنفان في الزكاة‪ ،‬وصنف‬

‫واحد في سائر األحكام؛ ألن كل واحد من السمين ينطلق عليهما‪ ،‬فأما إذا جمع بين السمين‪ ،‬وميز‬

‫‪1‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫تهذيب اللغة‪ ،‬محمد بن أحمد بن األزهري الهروي‪ ،‬أبو منصور (ت‪591 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬محمد عوض مرعب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي –‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪2119( 9‬م)‪ ،)912/9( ،‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬ابن األثير‪.)412/5( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫معجم لغة الفقهاء‪ ،‬محمد رواس قلعجي‪ ،‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬ص ‪.594‬‬
‫‪4‬‬
‫مواهب الجليل من أدلة خليل‪ ،‬أحمد بن أحمد المختار الشنقيطي‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪2114( 9‬م)‪.)422 /9( ،‬‬
‫‪07‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫بين المسميين تميزا‪ ،‬وكالهما يشعر بالحاجة والفاقة وعدم الغنى‪ ،‬إل أن الفقير أشد حاجة من‬

‫‪1‬‬
‫المسكين‪ ،‬من قبل أن اهلل تعالى بدأ به‪ ،‬وانما يبدأ باألهم فاألهم‪ .‬وبهذا قال الشافعي‪ .‬واألصمعي‪.‬‬

‫ورجح شيخ المفسرين الطبري‪ :‬أن المراد بالفقير‪ :‬المحتاج المتعفف الذي ل يسأل والمسكين‪ :‬المحتاج‬

‫المتذلل الذي يسأل‪ ،‬وأيد ترجيحه بأن لفظ المسكنة ينبئ عن ذلك‪ ،‬كما قال اهلل تعالى في شأن اليهود‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ﭽﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ‬

‫ومهما يكن من أمر هذا الخالف في تحديد المراد باأللفاظ‪ ،‬فقد نصوا أنفسهم أن هذا الخالف ل‬

‫طائل تحته‪ ،‬وليس من وراء تحقيقه ثمرة تُجنى في باب الزكاة‪ 3.‬فقد قال ابن العريب‪ " :‬والفقير‬

‫مسكينا وقد يكون‬


‫ا‬ ‫والمسكين اسمان مشتركان في وجه واحد مفترقان في آخر‪ ،‬فقد يكون الفقير‬

‫ظا جمع اهلل بينهما في الصدقة‬


‫فقيرا‪ ،‬وقد يخرج عنه ألشكالهما اشتقاقاا ولرتباطهما معنى ولف ا‬
‫المسكين ا‬

‫واشتغل الناس لقلة تحقيقهم بأن يطلبوا الفرق بين المسكين والفقير وليس المقصود هذا حتى تفنى فيه‬

‫األعمار وتسود به األوراق وانما المقصود أن الناس المحتاجين قسمان‪ ،‬قسم ل شيء له‪ ،‬وقسم آخر‬

‫جميعا من الصدقة وسمهما كيف شئت فإنما يعرفان بحالهما ل بأسمائهما‪،‬‬


‫ا‬ ‫له شئ يسير فأعطيهما‬

‫فافهم هذا‪ ,‬ول تضيع زمانك فيه"‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫المغني‪ ،‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة‬
‫المقدسي (ت‪121 :‬هـ) مكتبة القاهرة‪9588( ،‬هـ ‪9918 -/‬م)‪.)491 /1 ( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.19‬‬
‫‪3‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬يوسف القرضاوي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪9421 ( 9‬هـ ‪2113 /‬م)‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪4‬‬
‫القبس في شرح موطأ مالك بن أنس‪ ،‬القاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري الشبيلي المالكي (ت‪345 :‬هـ)‪ ،‬ت‪:‬‬
‫الدكتور محمد عبد اهلل ولد كريم‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ 9992( 9‬م)‪.)9999/9( ،‬‬

‫‪08‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم المسكين لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم المسكين لغة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المسكين‪ :‬بكسر الميم ج مساكين‪ ،‬من ل يملك شيئا من المال‪ ،‬وهو أسوأ حال من الفقير‪.‬‬

‫والمسكين‪ ،‬معناه في كالم العرب‪ :‬الذي َّ‬


‫سكنه الفقر‪ ،‬أي قلل حركته‪ .‬واشتقاقه من السكون؛ يقال‪ :‬قد‬

‫‪2‬‬
‫تمسكن الرجل‪ ،‬وتسكن إذا صار مسكينا‪.‬‬

‫قال ابن األثير‪ :‬قد تكرر في الحديث ذكر «المسكين‪ ،‬والمساكين‪ ،‬والمسكنة‪ ،‬والتمسكن» وكلها يدور‬

‫معناها على الخضوع والذلة‪ ،‬وقلة المال‪ ،‬والحال السيئة‪ .‬واستكان إذا خضع‪.‬‬

‫والمسكنة‪ :‬فقر النفس‪ .‬وتمسكن إذا تشبه بالمساكين‪ ،‬وهم جمع المسكين‪ ،‬وهو الذي ل شيء له‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وقيل هو الذي له بعض الشىء‪ .‬وقد تقع المسكنة على الضعف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اصطالحا‪.‬‬

‫قال ابن قدامة‪ :‬وذهب أبو حنيفة إلى أن المسكين أشد حاجة‪ .‬وبه قال الفراء‪ ،‬وثعلب‪ ،‬وابن قتيبة‪،‬‬

‫لقول اهلل تعالى‪ :‬ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ ‪ 4‬وهو المطروح على التراب لشدة حاجته‪ ،‬وأنشدوا‪ 1:‬أما الفقير‬

‫‪2‬‬
‫الذي كانت حلوبته ‪ ...‬وفق العيال فلم يترك له سبد‬

‫‪1‬‬
‫معجم لغة الفقهاء‪ ،‬محمد رواس قلعجي ‪ -‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬ص ‪.429‬‬
‫‪2‬‬
‫الزاهر في معاني كلمات الناس‪ ،‬محمد بن القاسم بن محمد بن بشار‪ ،‬أبو بكر األنباري ‪.)929/ 9( ،‬‬
‫‪ 3‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬ابن األثير‪.)583/2( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة البلد‪ ،‬اآلية ‪.91‬‬
‫‪09‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫فأخبر أن الفقير حلوبته وفق عياله‪.‬‬

‫ولنا أن اهلل تعالى بدأ بالفقراء‪ ،‬فيدل على أنهم أهم‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬ﭽﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬

‫ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ‪ .3‬فأخبر أن المساكين لهم سفينة يعملون بها‪ .‬وألن النبي ‪ ‬قال‪« :4‬اللهم أحيني‬

‫‪5‬‬
‫مسكينا‪ ،‬وأمتني مسكينا‪ ،‬واحشرني في زمرة المساكين‪ .‬وكان يستعيذ من الفقر»‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬ووجهه عندي أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة‪ ،‬وانما سأل‬

‫‪6‬‬
‫المسكنة التي يرجع معناها إلى اإلخبات والتواضع "‪.‬‬

‫كسب‪ ،‬وكذلك من له‬ ‫َّ‬


‫ويتلخص ذلك في أن المحتاج من أجل الفقر والمسكنة هو م ْن ل مال له ول ْ‬

‫مال وكسب‪ ،‬لكنه ل يسد كفايته وكفاية من يعولهم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هذا البيت للراعي‪ ،‬واسمه عبيد حصين بن معاوية بن نوح النميري‪ ،‬ويكنى أبا جندل‪ ،‬ينظر‪ :‬القتضاب في شرح أدب الكتاب‪ ،‬أبو‬
‫محمد عبد اهلل بن محمد بن السِّيد البطْليوسي (ت‪ 329 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬مصطفى السقا ‪ -‬الدكتور حامد عبد المجيد‪ ،‬مطبعة دار الكتب‬
‫المصرية بالقاهرة‪ 9991 ،‬م‪.)42 / 5( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫السبد‪ :‬الشعر‪ .‬وقيل الوبر‪ .‬فإذا قيل ما له سيد ول لبد‪ ،‬فمعناه‪ :‬ما له ذو وبر ول صوف متلبد‪ ،‬يكنى بهما عن اإلبل والغنم‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫يكنى بهما عن المعز والضأن‪ .‬وقيل‪ :‬يكنى بهما عن اإلبل والمعز‪ .‬فالوبر‪ :‬لإلبل‪ ،‬والشعر‪ :‬للمعز‪ .‬ثم كثر ذلك حتى صار مثالا‬
‫مضروب ا للفقر‪ ،‬ينظر‪ :‬القتضاب ‪ ،‬البطْليوسي‪.)45 / 5 ( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة الكهف‪ ،‬اآلية ‪.99‬‬
‫‪4‬‬
‫رواه الترمذي‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب ماجاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم‪ ،‬رقم ‪ ،2532‬وابن ماجة ‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب‬
‫مجالسة الفقراء‪ ،‬رقم‪ ، 4929‬والحديث حسنه األلباني في السلسلة الصحيحة رقم‪ ،518‬وصححه في إرواء الغليل‪ ،‬رقم ‪( .9892‬إرواء‬
‫الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل‪ ،‬األلباني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط (‪9413‬هـ‪9983/‬م)‪.)292/1( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫المغني ‪ ،‬ابن قدامة‪.)491 /1 ( ،‬‬
‫‪6‬‬
‫سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها‪ ،‬أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين‪ ،‬بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم‪،‬‬
‫األشقودري األلباني (ت‪9421 :‬هـ)‪ ،‬مكتبة المعارف للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ 9493( 9‬هـ ‪ 9993 -‬م)‪.)199/ 9( ،‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العاملون عليها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫قال القرطبي‪ :‬العاملون عليها هم الذين يُستعملون عليها ويشخصون فيها‬

‫وقال الكاساني‪ :‬وأما العاملون عليها فهم الذين نصبهم اإلمام لجباية الصدقات‪.‬‬

‫واختلف فيما يعطون قال أصحابنا‪ :‬يعطيهم اإلمام كفايتهم منها‪ ،‬وقال الشافعي‪ :‬يعطيهم الثمن‪ ،‬وجه‬

‫قوله أن اهلل تعالى قسم الصدقات على األصناف الثمانية منهم العاملون عليها فكان لهم منها الثمن‪،‬‬

‫ولنا أن ما يستحقه العامل إنما يستحقه بطريق العمالة ل بطريق الزكاة بدليل أنه يعطى وان كان غنيا‬

‫باإلجماع‪ ،‬ولو كان ذلك صدقة لما حلت للغني‪ ،‬وبدليل أنه لو حمل زكاته بنفسه إلى اإلمام ل‬

‫يستحق العامل منها شيئا‪.‬‬

‫وقال الشافعي‪ :‬والعاملون عليها من وله الوالي قبضها وقسمها من أهلها كان‪ ،‬أو غيرهم ممن أعان‬

‫الوالي على جمعها وقبضها من العرفاء ومن ل غنى للوالي عنه ول يصلحها إل مكانه‪ ،‬فأما رب‬

‫الماشية يسوقها فليس من العاملين عليها‪ ،‬وذلك يلزم رب الماشية‪ ،‬وكذلك من أعان الوالي عليها ممن‬

‫بالوالي الغنى عن معونته فليس من العاملين عليها الذين لهم فيها حق‪ ،‬والخليفة ووالي اإلقليم العظيم‬

‫الذي يلي قبض الصدقة‪ ،‬وان كانا من العاملين عليها القائمين باألمر بأخذها فليسا عندنا ممن له‬

‫‪3‬‬
‫فيها حق من قبل أنهما ل يليان أخذها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة‪ ،‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (ت‪321 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬د‬
‫محمد حجي وآخرون ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬ط‪ 9418( 2‬هـ ‪ 9988 -‬م) ‪.)391/ 98( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫بدائع الصنائع‪ ،‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (ت‪389 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪،‬‬
‫‪9411‬هـ ‪9981 -‬م‪.)44/ 2( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫األم‪ ،‬الشافعي أبو عبد اهلل محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي‬
‫(ت‪214 :‬هـ)‪ ،‬دار المعرفة – بيروت‪ ،‬د ط‪9491( ،‬هـ ‪9991/‬م)‪.)99/2( ،‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ومما سبق فإن العاملين عليها‪ :‬هم العمال الذين ُيعِّينُهُم اإلمام فيقومون بجمع الزكاة وتقسيمها‬

‫فيعطون منها ولو كانوا أغنياء‪.‬‬

‫وتسقط زكاة العاملين عليها إذا تولى الناس إخراج زكاتهم ‪ ،‬قال ابن قدامة ‪ :‬واذا تولى الرجل إخراج‬

‫زكاته‪ ،‬سقط العاملون وذلك ألن العامل إنما يأخذ أجر عمالته‪ ،‬فإذا أخرج الرجل زكاة نفسه‪ ،‬لم يكن‬

‫‪1‬‬
‫ثم عامل عليها‪ ،‬ول من يستحق أجرا‪ ،‬فيسقط سهمه‪.‬‬

‫وأما عن مقدار ما يعطون من الزكاة فقد قال ابن عبد البر‪ ":‬فال خالف بين فقهاء األمصار أن‬

‫العامل على الصدقة ل يستحق جزءا معلوما منها ثمنا أو سبعا أو سدسا وانما تعطى بقدر عمالته‬

‫وأما أقاويلهم في ذلك فقد قال مالك في موطئه‪ :‬ليس للعامل على الصدقة فريضة مسماة إل على‬

‫قدر ما يرى اإلمام‬

‫وقال الشافعي‪ :‬العاملون عليها المتولون قبضها من أهلها فأما الخليفة ووالي اإلقليم الذي يولي‬

‫أخذها عامال دونه فليس له فيها حق وكذلك من أعان واليا على قبضها ممن به الغنى عن معونته‬

‫فليس لهم في سهم العاملين وسواء كان العاملون عليها أغنياء أم فقراء من أهلها كانوا أو غرباء قال‬

‫ول سهم فيها للعاملين معلوم ويعطون لعمالتهم عليها بقدر أجور مثلهم فيما تكلفوا من المشقة وقاموا‬

‫به من الكفاية وقال أبو حنيفة وأصحابه‪:‬‬

‫يعطى العاملون على ما رأى اإلمام وقال أبو ثور يعطى العاملون بقدر عمالتهم كان دون الثمن أو‬

‫‪1‬‬
‫أكثر ليس في ذلك شيء ِمؤقت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المغني‪ ،‬ابن قدامة‪.)489 / 1( ،‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ويشترط في العاملين عليها‪:‬‬


‫ُ‬

‫أحدها‪ :‬البلوغ ‪.‬‬

‫والثانية‪ :‬العقل الذي يصح التمييز به‪.‬‬

‫والثالثة‪ :‬الحرية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫والرابعة‪ :‬اإلسالم ألن الكفر يمنع من الولية على مسلم لقوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ‬

‫وقِدم أبو موسى األشعري من البصرة على عمر بحساب استحسبه عمر فقال من عمل هذا فقال‪:‬‬

‫كاتبي‪ ،‬فقال‪ :‬أين هو؟ قال‪ :‬هو على باب المسجد قال‪ :‬أجنب هو؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكنه ذمي فأمره بعزله‬

‫وقال‪ :‬ل تأمنوهم إذ خونهم اهلل تعالى‪ ،‬ول تقربوهم إذ بعدهم اهلل ‪.3‬‬

‫والخامسة‪ :‬األمانة ألنها بيانه ليقصد بها حفظ المال على غير المستنيب فأشبه ولي اليتيم الذي إن‬

‫خيفت خيانته سقطت وليته‪.‬‬

‫والسادسة‪ :‬الفقه بأحكام الزكوات فيما تجب فيه من األموال وما ل تجب وفي مقاديرها وقدر الحق‬

‫ال بما هو موكول إلى نظره‪ ،‬فال يصح‬


‫فيها وأوصاف مستحقيها ومبلغ استحقاقهم منها لئال يكون جاه ا‬

‫ال وليس يلزم من عامل الصدقة أن يكون فقيها في جميع األحكام؛ ألن‬
‫تقليده كالحاكم إذا كان جاه ا‬

‫‪1‬‬
‫الستذكار‪ ،‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن مح مد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (ت‪415 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬سالم محمد عطا‪،‬‬
‫محمد علي معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‪ 9429( 9‬هـ‪2111 -‬م)‪.)299/5( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة الممتحنة‪ ،‬اآلية ‪.9‬‬
‫‪3‬‬
‫علي البيهقي (‪ 438 - 584‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬عبد اهلل بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مركز هجر‬
‫الحسين بن ٍّ‬
‫السنن الكبير‪ ،‬أبو بكر أحمد بن ُ‬
‫للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية (الدكتور‪ /‬عبد السند حسن يمامة)‪ ،‬ط‪ 9452( 9‬هـ ‪ 2199 /‬م)‪ )599/21( ،‬وحسنه األلباني‬
‫في إرواء الغليل ‪.)231/8( ،‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ولية الحاكم جامعة فاحتاج أن يكون عالما بجميع األحكام وولية عامل الصدقات مخصوصة فال‬

‫ال‬
‫يحتاج إلى أن يكون عالما يعني أحكامها‪ ،‬فإذا تكاملت فيه هذه الخصال الستة جاز أن يكون عام ا‬

‫ال أو امرأة وان كرهنا تقليد النساء لذلك لما عليهن من لزوم الحفر ألن المرأة لما‬
‫عليها وسواء كان رج ا‬

‫جاز أن تلي أموال األيتام جاز أن تلي أموال الصدقات فأما أعوان العامل من كتابه وحسابه وجباته‬

‫ومستوفيه فأجورهم من سهم العاملين لعملهم فيها‪ ،‬ول يلزم اعتبار الحرية والفقه فيهم‪ ،‬ألنهم خدم فيها‬

‫‪1‬‬
‫مأمورون ويلزم اعتبار الخصال األربعة من البلوغ والفضل واإلسالم واألمانة‪.‬‬

‫قال الشيخ القرضاوي‪ :‬واهتمام القرءان بهذا الصنف ونصه عليه‪ ،‬وجعله ضمن األصناف الثمانية‬

‫المستحقي ن وجعل ترتيبه بعد الفقراء والمساكين‪ ،‬وهم أول المصارف وأولها بالزكاة‪ ،‬هذا كله دليل على‬

‫أن الزكاة في اإلسالم ليست وظيفة موكولة إلى الفرد وحده‪ ،‬وانما هي وظيفة من وظائف الدولة‪،‬‬

‫ٍ‬
‫وخازن وكاتب وحاسب‪ ،‬وأن لها‬ ‫تشرف عليها وتدبر أمرها‪ ،‬وتعين لها من يعمل عليها من ٍ‬
‫جاب‬

‫‪2‬‬
‫حصيلة أو ميزانية خاصة ُيعطى منها رواتب الذين يعملون فيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بحر المذهب (في فروع المذهب الشافعي) الروياني‪ ،‬أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل (ت ‪ 312‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬طارق فتحي السيد‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ 2119( 9‬م)‪.)551/ 1 ( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص ‪.599‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫الفرع الرابع‪ :‬المؤلفة قلوبهم‪.‬‬

‫و"المؤلفة" اسم مفعول‪ ،‬و "قلوب" نائب فاعل؛ ألن اسم المفعول بمنزلة الفعل المبني للمجهول‪ ،‬أي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الذين يعطون لتأليف قلوبهم‪.‬‬

‫قال الشواكين‪ :‬واملؤلفة قلوبهم أي اجلماعة اذلين يراد تأيلف قلوبهم باالستمالة إىل اإلسَلم أو اتلثبت فيه‪،‬‬

‫أو بكف رشهم عن املسلمني‪ ،‬أو رجاء نفعهم يف ادلفاع عنهم أو نرصهم ىلع عدوهم ال يف جتارة وصناعة‬

‫وحنوهما‪ ،‬فإن من يرى أن خمالفة يف ادلين مصدر نفع هل يوشك أن يواده‪ ،‬فإن لم يواده لم حياده َكلعدو‬

‫‪2‬‬
‫اذلي خيىش رضره وال يرجو نفعه‪.‬‬

‫والمؤلفة قلوبهم‪ :‬هم قوم من المشركين كان رسول اهلل ‪ ‬يعطيهم شيئا تألفا لهم حين كان بالمسلمين‬

‫ضعف وبالكفار قوة‪ ،‬وبعد وفاة رسول اهلل ‪ .‬سقط ذلك لوقوع الستغناء عن تألفهم لما كثر أهل‬

‫‪3‬‬
‫اإلسالم وقوي حالهم‪.‬‬

‫فقد منعهم عمر ‪ ‬في زمن أبي بكر ‪ ‬وقال‪ :‬ل نعطي الدنية في ديننا‪ ،‬ذلك شيء كان يعطيكم‬

‫رسول اهلل ‪ ‬تألفا لكم‪ ،‬أما اليوم فقد أعز اهلل الدين‪ ،‬فإن ثبتم على اإلسالم وال فبيننا وبينكم السيف‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫ووافقه على ذلك أبو بكر والصحابة فكان إجماعا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشرح الممتع على زاد المستقنع‪ ،‬محمد بن صالح بن محمد العثيمين (ت‪9429 :‬هـ)‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬ط‪9428 - 9422 (9‬‬
‫هـ)‪.)221 / 1( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫السيل الجرار المتدفق على حدائق األزهار‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪9423( 9‬هـ‪2114 /‬م)‪ ،‬ص‪.248‬‬
‫‪3‬‬
‫المحيط البرهاني في الفق ه النعماني فقه اإلمام أبي حنيفة‪ ،‬أبو المعالي برهان الدين محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن مازة‬
‫البخاري الحنفي (ت‪191 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬عبد الكريم سامي الجندي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ 9424( 9‬هـ ‪2114 /‬م)‪2( ،‬‬
‫‪.)289 /‬‬
‫‪4‬‬
‫الختيار لتعليل المختار‪ ،‬عبد اهلل بن محمود بن مودود الموصلي البلدحي‪ ،‬مجد الدين أبو الفضل الحنفي (ت‪185 :‬هـ)‪ ،‬مطبعة‬
‫الحلبي القاهرة (وصورتها دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬وغيرها)‪ ،‬ط (‪9531‬هـ ‪.)998/9( ،)9959 /‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫قال القرطبي‪ :‬والمؤلفة قلوبهم قوم من صناديد مضر‪ ،‬كان النبي ‪ ‬يعطيهم من الزكاة يتألفهم على‬

‫اإلسالم ‪ -‬ليسلم بإسالمهم من وراءهم‪ ،‬منهم‪ :‬أبو سفيان بن حرب‪ ،‬واختلف في الوقت الذي بدئ فيه‬

‫بائتالفهم‪ ،‬فقيل‪ :‬قبل أن يسلموا لكي يسلموا‪ ،‬وقيل‪ :‬بعدما أسلموا كي يحبب إليهم اإليمان‪ ،‬فكانوا على‬

‫ذلك إلى صدر من خالفة أبي بكر‪ ،‬وقيل‪ :‬إلى صدر من خالفة عمر‪ ،‬ثم قال ألبي سفيان‪ :‬قد أعز‬

‫اهلل اإلسالم‪ ،‬وأغنى عنك وعن ضربائك‪ ،‬إنما أنت رجل من المسلمين‪ .‬وقطع ذلك عنهم؛ واختلف هل‬

‫يعود ذلك السهم إن احتيج إليه‪ ،‬أم ل يعود؛ فرأى مالك أنه ل يعود‪ ،‬وهو مذهب أهل الكوفة‪ ،‬وقد‬

‫قيل‪ :‬إنه يعود إن احتيج إليه‪ ،‬ورأى ذلك اإلمام‪ ،‬وهو قول ابن شهاب‪ ،‬وعمر بن عبد العزيز‪ ،‬واليه‬

‫‪1‬‬
‫ذهب الشافعي‪.‬‬

‫قال الشافعي‪ :‬لم يبلغني أن عمر ول عثمان ول عليا أعطوا أحدا تألفا على اإلسالم وقد أعز اهلل ‪-‬‬

‫وله الحمد ‪ -‬اإلسالم عن أن يتألف الرجال عليه‪.2‬‬

‫والمؤلفة قلوبم ثالثة أنواع‪:‬‬

‫األول‪ :‬نوع كان يتألفهم رسول اهلل ‪ ‬ليسلموا ويسلم قومهم بإسالمهم‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬نوع منهم أسلموا لكن على ضعف فيزيد تقريرهم لضعفهم‪.‬‬

‫والثالث‪ :‬نوع منهم لدفع شرهم وهم مثل عيينة بن حصن‪ ،‬واألقرع بن حابس‪ ،‬والعباس بن مرداس‪،‬‬

‫وكان هؤلء رؤساء قريش لم يكن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬يعطيهم خوفا منهم‪ ،‬فإن‬

‫‪1‬‬
‫البيان والتحصيل ‪ ،‬ابن رشد الجد القرطبي‪.)539/ 2 ( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫األم‪ ،‬الشافعي‪.)95 / 2( ،‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫األنبياء ‪ -‬عليهم الصالة والسالم ‪ -‬ل يخافون أحدا إل اهلل وانما أعطاهم خشية أن يكبهم اهلل على‬

‫‪1‬‬
‫وجوههم في النار‪ ،‬ثم سقط ذلك في خالفة الصديق ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪.-‬‬

‫شرهم‪،‬‬
‫إسالمهم أو كف ِّ‬
‫ُ‬ ‫ومما سبق فإن المؤلفة قلوبهم هم الذين يرجى بعطيَّتِهم َّ‬
‫قوةُ إيمانهم أو‬

‫ِ‬
‫شوكة اإلسالم‪ ،‬والحفاظ على مكانته‪.‬‬ ‫والمقصد من هذا المصرف تقويةُ‬

‫قال ابن عثيمين‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫"والعلَّة أنه إذا كان ُيعطى لحفظ البدن وحياته‪ ،‬فإعطاؤه لحفظ الدين وحياته من باب أولى"‬

‫في ضوء هذا الواقع برز خالف بين العلماء في مدى بقاء سهم المؤلفة قلوبهم‪ ،‬هل ما زال باقيا لم‬

‫ينسخ‪ ،‬أو أنه نسخ بعد وفاة الرسول صلى اهلل عليه وسلم؟‬

‫انقسم العلماء في هذا الشأن فريقين‪ :‬فريق يقول بالنسخ‪ :‬وأنه ل سهم ألحد في الصدقة المفروضة إل‬

‫لذي حاجة إليها‪ .‬وفريق آخر يقول بأن حكم المؤلفة باق لم ينسخ‪ ،‬فهم في كل زمان ولهم حق في‬

‫الصدقات‪.‬‬

‫ذهب الحنفية إلى سقوط سهم المؤلفة قلوبهم‪ ،‬وانتساخ سهمهم وذهابه بعد وفاة النبي صلى اهلل عليه‬

‫وسلم‪ ،‬إما لزوال علة الحكم وهي إعزاز الدين والحاجة إليهم في صدر اإلسالم حال ضعف‬

‫المسلمين‪ ،‬فبعد أن اعتز اإلسالم زالت الحاجة‪ ،‬فهو من قبيل انتهاء الحكم لنتهاء علته الغائية التي‬

‫كان ألجلها الدفع أو اإلعطاء‪ ،‬فإن الدفع كان إلعزاز الدين‪ ،‬وقد أعز اهلل اإلسالم وأغنى عنهم‪ ،‬كما‬

‫ال عن البحر الرائق‪ .‬وقال المرغيناني في الهداية‪ :‬وقد سقط سهم المؤلفة قلوبهم‪،‬‬
‫قال ابن عابدين نق ا‬

‫‪1‬‬
‫العناية شرح الهداية‪ ،‬محمد بن محمد بن محمود‪ ،‬أكمل الدين أبو عبد اهلل ابن الشيخ شمس الدين ابن الشيخ جمال الدين الرومي‬
‫البابرتي (ت‪981 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د ط‪.)239/ 2( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫الشرح الممتع على زاد المستقنع‪ ،‬محمد بن صالح بن محمد العثيمين (‪)229 / 1‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ألن اهلل تعالى أعز اإلسالم‪ ،‬وأغنى عنهم‪ ،‬وعلى ذلك انعقد اإلجماع‪ ،‬أو سقط سهمهم‪ ،‬ألن الحكم‬

‫نسخ بقوله صلى اهلل عليه وسلم لمعاذ في آخر األمر عن الزكاة‪« :‬خذها من أغنيائهم‪ ،‬وردها في‬

‫‪1‬‬
‫فقرائهم»‪.‬‬

‫ويرى بعض المالكية (القاضي عبد الوهاب وصححه ابن بشير وابن الحاجب واعتمده العالمة خليل‬

‫في مختصره‪« :‬أن حكم المؤلَّف قلبه (وهو كافر يعطى من الزكاة ليسلم‪ ،‬وقيل‪ :‬مسلم حديث عهد‬

‫بإسالم ليتمكن إسالمه) باق لم ينسخ‪ ،‬أي أن تأليفه بالدفع إليه ما يزال معمولا به‪ ،‬ألن المقصود من‬

‫دفع الزكاة إليه ترغيبه في اإلسالم ألجل إنقاذ مهجته من النار»‪.‬‬

‫والمشهور من المذهب والراجح انقطاع سهم المؤلفة قلوبهم‪ ،‬بعزة اإلسالم‪ ،‬ألن المقصود من دفع‬

‫الزكاة إليهم ترغيبهم في اإلسالم ألجل إعانتهم لنا‪.‬‬

‫هذا إذا كان المؤلف كاف ار يعطى ترغيبا له في اإلسالم‪ ،‬فإن كان حديث عهد بإسالم‪ ،‬فحكمه باق‬

‫اتفاقا‪ ،‬ليتمكن إسالمه‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإن المالكية يوافقون الحنفية في القول بنسخ سهم المؤلفة للكفار‪ ،‬ويخالفونهم فيما إذا كانوا‬

‫حديثي العهد باإلسالم‪ ،‬فالحكم باق فيهم‪.‬‬

‫مذهب الشافعية كالمالكية في التفصيل‪ ،‬فإنهم قالوا‪ :‬إن المؤلفة قلوبهم من الكفار ل يعطون شيئا من‬

‫الزكاة بال خالف لكفرهم‪ ،‬والصحيح أنهم ل يعطون شيئا البتة من خمس الخمس اآلتي من الغنائم‬

‫والفيء‪ ،‬والمرصد للمصالح العامة؛ ألن اهلل تعالى قد أعز اإلسالم وأهله عن تألف الكفار‪ ،‬والنبي‬

‫صلى اهلل عليه وسلم إنما أعطاهم حين كان اإلسالم ضعيفا‪ ،‬وقد زال ذلك‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رواه البخاري‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬باب وجوب الزكاة‪ ،‬رقم ‪.)914/2( ،9593‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫وأما مؤلفة اإلسالم‪ ،‬فصنف دخلوا في اإلسالم‪ ،‬ونيتهم ضعيفة‪ ،‬فيعطون تألفا ليثبتوا‪ ،‬وصنف آخر‬

‫لهم شرف في قومهم نطلب بتأليفهم إسالم نظائرهم‪ ،‬وصنف إن أعطوا جاهدوا من يليهم أو يقبضوا‬

‫الزكاة من مانعيها‪ ،‬والمذهب أنهم يعطون‪.‬‬

‫وذهب الحنابلة إلى أن حكم المؤلف باق‪ :‬وهو السيد المطاع في عشيرته ممن يرجى إسالمه أو‬

‫يخشى شره كالخوارج‪ ،‬أو يرجى بعطيته قوة إيمانه أو إسالم نظيره‪ ،‬أو جبايتها ممن ل يعطيها‪ ،‬أو‬

‫دفع عن المسلمين‪ ،‬أو نصح في الجهاد‪ ،‬ويعطى ما يحصل به التأليف‪ ،‬ويقبل قوله في ضعف‬

‫‪1‬‬
‫إسالمه‪ ،‬أي أنه يعطى عند الحاجة‪ ،‬ودليلهم واضح وهو العمل بنص اآلية في مصارف الزكاة‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬في الرقاب‪:‬‬

‫الرقاب‪ :‬جمع رقبة‪ ،‬وهم العبيد واإلماء‪.‬‬


‫أوال‪ :‬تعريف الرقاب لغة‪ِّ :‬‬

‫قال ابن األثير‪ :‬قد تكررت األحاديث في ذكر الرقبة وعتقها وتحريرها وفكها وهي في األصل العنق‪،‬‬

‫فجعلت كناية عن جميع ذات اإلنسان؛ تسمية للشيء ببعضه‪ ،‬فإذا قال‪ :‬أعتق رقبة‪ ،‬فكأنه قال أعتق‬

‫عبدا أو أمة‪.‬‬
‫ا‬

‫ثانيا‪ :‬اصطالحا‪:‬‬
‫ِّ َ‬ ‫َ‬
‫اب ﴾‪ : 1‬قال مالك‪ :‬هم العبيد يعتقهم اإلمام ويكون ولؤهم للمسلمين‪،‬‬
‫والمقصود بقوله تعالى ‪ ﴿:‬و ِِف الرق ِ‬

‫للمسلمين‪ ،‬وقال الشافعي وأبو حنيفة‪ :‬هم المكاتبون‪ 2.‬؛ أي‪ :‬تحريرهم‪ ،‬وليس معنى اآلية أن نعطي‬

‫الر ِّ‬
‫ق‪.‬‬ ‫تخليصهم من ِّ‬
‫ُ‬ ‫العبيد مالا؛ إنما المقصود‬

‫‪1‬‬
‫الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬وهبة الزحيلي‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬ط‪9423( 4‬هـ‪.)9999 ،9998 /5( ،)2114/‬‬
‫‪2‬‬
‫النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬ابن األثير‪.)249/2( ،‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫وقال مالك وأحمد في رواية المراد به أن يشتري بخير مال الصدقة عبدا فيعتقه‪ ،‬وهو المروي عن ابن‬

‫عباس والحسن البصري وأكثر العلماء منهم الحسن البصري وسعيد بن جبير وابراهيم النخعي والزهري‬

‫والليث بن سعد وهو قول علي‪. ‬‬

‫المصرف‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ويشمل هذا‬

‫النوع األول‪ :‬المكاتب‪ 4‬المسلم‪ ،‬الذي اشترى نفسه من سيده بدين مؤجل‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬األسير المسلم‪ ،‬الذي وقع في قبضة الكفار‪.‬‬

‫النوع الثالث‪ :‬المملوك المسلم‪ ،‬الذي دخل في الرق‪ ،‬فكل هؤلء يدخلون في عموم قول اهلل تعالى‪:‬‬

‫‪6‬‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ‬


‫اب ﴾‪ 5‬على القول الصحيح من أقوال أهل العلم‪.‬‬
‫﴿ و ِِف الرق ِ‬

‫الفرع السادس‪ :‬الغارمون‪:‬‬

‫الغ ْرِم والد ْين‪ ،‬والغر ُ‬


‫يم‪ :‬الذي عليه الد ْي ُن‪ ،‬وهو من‬ ‫أوال‪ :‬تعريف مصرف الغارمين لغة‪ :‬رجل ُم ْغرُم من ُ‬
‫‪7‬‬
‫فيقال عنه‪ :‬الغريم أو َّ‬
‫الدائن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الغ ْرم؛ أي‪ :‬اإللز ُام بالمال وهو المدين‪ ،‬وأما صاحب المال‪ُ ،‬‬
‫لحقه ُ‬

‫‪1‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الشهير بابن رشد الحفيد (ت‪:‬‬
‫‪393‬هـ)‪ ،‬دار الحديث – القاهرة‪ ،‬د ط‪9423( ،‬هـ ‪ 2114 -‬م)‪.)59/2( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫البناية شرح الهداية‪ ،‬العينى‪ ،)439/5( ،‬وينظر‪ :‬الهداية في شرح بداية المبتدي‪ ،‬علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني‬
‫المرغيناني‪ ،‬أبو الحسن برهان الدين (ت‪395 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬طالل يوسف‪ ،‬دار احياء التراث العربي ‪ -‬بيروت – لبنان‪.)991 / 9( ،‬‬
‫ِ‬ ‫العبد الذي اشترى ن ْفسه من سي ِِّده بثم ٍن َّ‬
‫الكتابة؛ َّ‬
‫ألن هذا العقد تقعُ فيه‬ ‫مؤج ٍل‪ْ ،‬‬
‫فإن سعى و َّأداه ُعتق‪ ،‬وهو مأخوذ من‬ ‫ُ‬ ‫‪4‬المكاتب‪ :‬هو‬
‫الكتابة بين السيِّد والعبد‪ .‬ينظر‪ :‬أنيس الفقهاء في تعريفات األلفاظ المتداولة بين الفقهاء‪،‬قاسم بن عبد اهلل بن أمير علي القونوي الرومي‬
‫الحنفي (ت‪998 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬يحيى حسن مراد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط (‪2114‬م‪9424-‬هـ)‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪6‬‬
‫مصارف الزكاة في اإلسالم‪ ،‬سعد بن علي بن وهف القحطاني‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪7‬‬
‫الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬أبو نصر الفارابي‪.)9991/3( ،‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ثانيا‪ :‬اصطالحا‪ :‬الغارم من عليه دين فى غير سرف ول فساد ول شيء له أو له مال أحاط به الدين‪،‬‬

‫فليعط منه‪ ،‬ويعطى من الفيء أيضا‪ .‬وكذلك على اإلمام أن يقضي عنه‪ ،‬وروي ان النبي ‪ ‬قال‪:‬‬

‫"من ترك دينا فإلي"‪ .1‬وقاله ابن شهاب وعمر بن عبد العزيز‪ :‬أن على األمير قضاءه عنه من مال اهلل‬

‫‪2‬‬
‫اهلل ‪‬‬

‫قال ابن قدامة‪ :‬والغارمون هم المدينون العاجزون عن وفاء ديونهم‪ .‬هذا الصنف السادس من أصناف‬

‫الزكاة‪ .‬ول خالف في استحقاقهم‪ ،‬وثبوت سهمهم‪ ،‬وأن المدينين العاجزين عن وفاء ديونهم منهم‪ ،‬لكن‬

‫إن غرم في معصية‪ ،‬مثل أن يشتري خمرا‪ ،‬أو يصرفه في زنا‪ ،‬أو قمار أو غناء ونحوه‪ ،‬لم يدفع إليه‬

‫قبل التوبة شيء؛ ألنه إعانة على المعصية‪ ،‬وان تاب‪ ،‬فقال القاضي‪ :‬يدفع إليه‪ .‬واختاره ابن عقيل؛‬

‫ألن إبقاء الدين الذي في الذمة ليس من المعصية‪ ،‬بل يجب تفريغها‪ ،‬واإلعانة على الواجب قربة ل‬

‫‪3‬‬
‫معصية‪.‬‬

‫والغارم نوعان‪:‬‬

‫الب ْين‪:‬‬
‫األول‪ :‬الغارم إلصالح ذات َ‬

‫الزكاة‬ ‫ل ِع ا‬
‫وضا عما بينهما‪ ،‬فهؤلء ُيعط ْون من مال َّ‬ ‫ذمته ما ا‬
‫وهو الذي ُيصلح ذات البين‪ ،‬ويلتزم في َّ‬

‫ولو كانوا أغنياء‬

‫‪1‬‬
‫رواه البخاري‪ ،‬كتاب المساقاة ‪ ،‬باب الصالة على من ترك دينا‪ ،‬رقم ‪،2598‬‬
‫الزيادات على ما في المد َّونة من غيرها من األ ِ‬
‫ُمهات‪ ،‬أبو محمد عبد اهلل بن (أبي زيد) عبد الرحمن النفزي‪ ،‬القيرواني‪،‬‬ ‫النوادر و ِّ‬
‫َّ‬ ‫‪2‬‬

‫محمد حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ 9999( 9‬م)‪.)583 ،584 / 5( ،‬‬
‫المالكي (ت‪581 :‬هـ)‪ ،‬ت‪َّ :‬‬
‫‪3‬‬
‫المغني‪ ،‬ابن قدامة‪.)481 / 1( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر‪ :‬المغني‪ ،‬ابن قدامة‪ ،)488 / 2 ( ،‬والشرح الممتع على زاد المستقنع‪.)255/ 1 ( ،‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫َّ‬ ‫ِ َّ‬
‫ت ر ُسول اهلل صلى اهللُ عل ْي ِه وسلم أ ْسألُهُ‬ ‫ق ا ْل ِهالِل ِّ‬
‫فع ْن قبِيصة ْب ِن ُمخ ِار ٍ‬
‫‪1‬‬
‫ت حمالةا ‪ ،‬فأت ْي ُ‬
‫ي‪ ،‬قال‪ :‬تح َّم ْل ُ‬

‫ْمر لك بِها‪ ،‬قال‪ :‬ثَُّم قال‪ " :‬يا قبِيصةُ ِإ َّن ا ْلم ْسألة ل ت ِحل ِإ َّل‬ ‫ِفيها‪ ،‬فقال‪ :‬أِق ْم حتَّى تأْتِينا َّ‬
‫الصدقةُ‪ ،‬فنأ ُ‬

‫ك‪ ،‬ورُجل أصابتْهُ جائِحة‬


‫صيبها‪ ،‬ثَُّم يُ ْم ِس ُ‬ ‫ِألحِد ثالث ٍة رُج ٍل‪ ،‬تح َّمل حمال اة‪ ،‬فحلَّ ْ‬
‫ت لهُ ا ْلمسألةُ حتَّى ُي ِ‬
‫ْ‬

‫ش ‪ -‬أ ْو قال ِسد اادا ِم ْن ع ْي ٍ‬


‫ش ‪ -‬ورُجل‬ ‫اما ِم ْن ع ْي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ت مالهُ‪ ،‬فحلَّ ْ‬
‫ت لهُ ا ْلم ْسألةُ حتى ُيصيب قو ا‬ ‫اجتاح ْ‬
‫ْ‬

‫ت فُالانا فاقة‪ ،‬فحلَّ ْ‬


‫ت لهُ الْم ْسألةُ حتَّى‬ ‫أصابتْهُ فاقة حتَّى يقُوم ثالثة ِم ْن ذ ِوي ا ْل ِحجا ِم ْن ق ْو ِم ِه‪ :‬لق ْد أصاب ْ‬

‫اه َّن ِمن ا ْلم ْسأل ِة يا قبِيصةُ ُس ْحتاا ي ْأ ُكلُها‬


‫ش ‪ -‬فما ِسو ُ‬
‫ش ‪ -‬أ ْو قال ِسد اادا ِم ْن ع ْي ٍ‬
‫اما ِم ْن ع ْي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُيصيب قو ا‬
‫‪2‬‬ ‫ص ِ‬
‫اح ُبها ُس ْحتاا "‬

‫والغارم إلصالح ذات البين على ثالثة أحوال‪:‬‬

‫الحال األول‪ :‬يتحمل مال في ذمته لإلصالح‪.‬‬

‫الحال الثاني‪ :‬يقترض ويدفع لإلصالح‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الحال الثالث‪ :‬يدفع من ماله بنية األخذ من الزكاة بدل من ذلك‪.‬‬

‫قال الشيخ القرضاوي‪ :‬الغارم لمصلحة الغير فئة من أصحاب المروءة والمكرمات‪ ،‬والهمم العالية‪،‬‬

‫عرفها المجتمع العربي واإلسالمي‪ ،‬وهم الذين يغرمون لصالح ذات البين‪ ،‬وذلك بأن يقع بين جماعة‬

‫عظيمة كقبيلتين أو قريتيتن تشاجر في دماء أو أ موال‪ ،‬ويحدث بسببها الشحناء والعداوة‪ ،‬فيتوسط‬

‫الرجل بالص لح بينهما‪ ،‬ويلتزم في ذمته مال عوضا عما بينهم‪ ،‬ليطفئ الثائرة‪ ،‬فهذا قد أتى معروفا‬

‫‪1‬‬
‫الحمالة هي المال الذي يتحمله اإلنسان أي يستدينه ويدفعه في إصالح ذات البين كاإلصالح بين قبيلتين ونحو ذلك‪( ،‬صحيح مسلم‬
‫بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.)922/2( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫رواه مسلم‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب من تحل له المسألة‪ ،‬رقم‪.)922/2(،9144 :‬‬
‫‪3‬‬
‫مصارف الزكاة في اإلسالم‪ ،‬سعد بن علي بن وهف القحطاني‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫عظيمان فكان من المعروف حمله عنه من الصدقة‪ ،‬لئال يجحف ذلك بسادات القوم المصلحين‪ ،‬أو‬

‫‪1‬‬
‫يوهن عزائمهم‪ ،‬فجاء الشرع بإباحة المسألة فيها‪ ،‬وجعل لهم نصيبا من الصدقة‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬الغارم لنفسه‪:‬‬

‫قال ابن العثيمين‪ :‬الغارم لنفسه؛ أي‪ :‬لشيء يخصه‪ ،‬فهذا نعطيه مع الفقر‪ ،‬والفقر هنا ليس كالفقر في‬

‫الصنف األول‪ ،‬فالفقر هنا العجز عن الوفاء‪ ،‬وان كان عنده ما يكفيه ويكفي عياله لمدة سنة أو أكثر‪.‬‬

‫فإذا قدرنا أن شخصا عليه عشرة آلف دينار‪ ،‬وراتبه ألفا دينار في الشهر‪ ،‬ومؤنته كل شهر ألفا‬

‫دينار‪ ،‬فهل ندفع عنه عشرة آلف دينار؟‬

‫الجواب‪ :‬نعم؛ ألنه اآلن فقير بالنسبة للدين فال نعطيه من الزكاة لفقره؛ ألن راتبه يكفيه وانما نعطيه‬

‫من أجل الدين فهو فقير وعاجز عن الوفاء‪.‬‬

‫وهل يجوز أن نذهب إلى الدائن‪ ،‬ونعطيه ماله دون علم المدين؟‬
‫ِّ َ‬ ‫َ‬
‫اب ﴾‪ 2‬فهو مجرور بـ «في» و‬
‫الجواب‪ :‬نعم يجوز؛ ألن هذا داخل في قوله تعالى‪ ﴿ :‬و ِِف الرق ِ‬

‫«الغارمين» عطفا على الرقاب‪ ،‬والمعطوف على ما جر بحرف يقدر له ذلك الحرف فالتقدير وفي‬

‫‪3‬‬
‫الغارمين‪ ،‬و «في» ل تدل على التمليك‪ ،‬فيجوز أن ندفعها لمن يطلبه‪.‬‬

‫فعن مجاهد قال‪ :‬ثالثة من الغارمين‪" :‬رجل ذهب السَّيل بماله‪ ،‬ورجل أصابه حريق فذهب بماله‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص‪.423‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫الشرح الممتع على زاد المستقنع‪ ،‬محمد بن صالح بن محمد العثيمين ‪) 254 / 1( ،‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ورجل له عيال وليس له مال فهو ُيدان وينفق على عياله‬

‫ويشترط لهذا القسم شروط‪:‬‬

‫فقير ل يقدر على قضاء دينه من مال نقد أو ُعروض عنده‪ ،‬فإن كان يقدر على‬
‫‪ / 9‬أن يكون اا‬

‫سداد بعض الدين‪ ،‬أُعين على الباقي‪.‬‬

‫العجز عن الوفاء‪ ،‬وان كان عنده ما يكفيه ويكفي عياله‪ ،‬أو كان عنده تجارة يتَّجر‬
‫ُ‬ ‫والمقصود بالفقر‬

‫ال تكفيه وتكفي من يعولهم‪ ،‬ول يبقى معه ما يوفِّي به د ْينه؛ فهذا ُيقضى عنه من مال َّ‬
‫الزكاة‬ ‫بها مث ا‬

‫أيضا‪.‬‬
‫ا‬

‫‪ / 2‬أن يكون استدان في غير معصية‪ ،‬فال يعان إذا كان د ْينه في معصية إل إن تاب وظهر عليه‬

‫صدق توبته‪.‬‬
‫ُ‬

‫حد اإلسراف؛ ألن اللَّه‬ ‫ويدخل في هذا المعنى ‪ -‬أي‪ :‬ل يعطى من َّ‬
‫الزكاة ‪ -‬من استدان للمباح إلى ِّ‬

‫‪2‬‬ ‫ارشبُوا َو َال ت ُ ْْسفُوا إنَّ ُه َال ُحي ُّ‬


‫ب ال ْ ُم ْْسف َ‬
‫ني ﴾‬ ‫يقول ‪َ ﴿:‬و ُُكُوا َو ْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫هذا‪ ،‬ول ُيشترط إعطاء المدين د ْينه‪ ،‬بل يجوز إعطاؤه لقضاء دينه‪ ،‬ويجوز إعطاء الغريم (الدائن)‬

‫المدين ما نعطيه ول يقضي ما عليه‬


‫ُ‬ ‫حقَّه؛ خاصة إذا خشينا أن يفسد‬

‫الفرع السابع‪ :‬في سبيل اللَّه‪:‬‬

‫قال مالك‪ :‬سبل اهلل كثيرة‪ ،‬وأرى أن يصرف في الغزو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رواه ابن أبي شيبة في المصنف‪ ،‬باب ما قالوا في الغارمين من هم‪ ،‬ت‪ :‬كمال يوسف الحوت‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ط‪(9‬‬
‫‪.)492/ 2( ،)9419‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.59‬‬
‫‪3‬‬
‫مصارف الزكاة‪ ،‬عادل يوسف العزازي‪ ،/https://www.alukah.net ،‬تاريخ التصفح‪2122 / 12/ 92 :‬م‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ول خالف في الغازي إذا لم يكن معه ما يكفيه أنه يجوز له أن يأخذ من الزكاة‪ ،‬وان كان غنيا في‬

‫بلده‪ ،‬واختلف فيما إذا كان معه ما يكفيه هل يجوز له أخذها أم ل‪ ،‬على قولين‪:‬‬

‫أحدهما‪ :‬أنه ل يجوز وهو قول عيسى بن دينار‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬أنه يجوز له أن يأخذ منها وهو قول أصبغ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وسبب الخالف ‪ :‬اعتبار الحال والمآل‪.‬‬

‫المقصود بمصرف في سبيل اهلل أنه الغازي في سبيل اهلل‪ ،‬فهو صحيح ل اختالف فيه‪ ،‬وانما يختلف‬

‫هل يعطى منها الغني في الغزو؟ فقال في المدونة‪ :‬إنه يعطى منها وان كان غنيا‪ ،‬وهو قول محمد‬

‫بن سلمة‪ :‬إن الغني يأخذ من الصدقة ما يتقوى به للجهاد‪ ،‬ولعيسى بن دينار في تفسير ابن مزين أنه‬

‫ل يعطى من الزكاة إل إذا احتاج في غزوه ولم يحضره وفره ول شيء من ماله‪ .‬واألول هو الصحيح‪،‬‬

‫لقول النبي ‪" : ‬ل تحل الصدقة لغني إل لخمسة"‪ 2‬فذكر فيهم الغازي في سبيل اهلل‪.3‬‬

‫والمقصود به‪ :‬اإلنفاق من ِ‬


‫أجل الجهاد‪ ،‬فينفق على المجاهدين‪ ،‬وعلى أسلحتهم ولو كانوا أغنياء‪،‬‬

‫اء الذخيرة واألسلحة‪ ،‬واقامة المطارات الحربية‪ ،‬والنفقة على من ي ُدل على‬
‫فيدخل في هذا المصرف شر ُ‬

‫األعداء‪ ،‬وهذا مذهب الشافعية والمالكية والحنابلة‪ ،‬إل أن الشافعية والحنابلة اشترطوا أن يكون‬

‫‪1‬‬
‫مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكالتها‪ ،‬أبو الحسن علي بن سعيد الرجراجي‪ ،‬ت‪ :‬أبو الفضل‬
‫الدمياطي أحمد بن علي‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪9428 ( 9‬هـ‪ 2119 /‬م)‪.)595 /2( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫رواه اإلمام مالك‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب أخذ الصدقة ومن يجوز له أخذها‪ ،‬رقم ‪( ،29‬الموطأ ‪ ،‬مالك بن أنس‪).)218/ 9( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫البيان والتحصيل‪ ،‬ابن رشد الجد القرطبي‪.)398/ 98( ،‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫المجاهدون من المتطوعين الذين ل راتب لهم من بيت المال خزانة الدولة وأما الحنفية‪ ،‬فقد توسعوا‬

‫اّلل َّ ﴾ ‪ ،1‬ف أروا جواز اإلنفاق في جميع مصالح الخير والبر‬ ‫في قوله ﴿ َوِف َ‬
‫يل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬

‫قال القرطيب‪" :‬وفي سبيل اهلل" وهم الغزاة وموضع الرباط‪ ،‬يعطون ما ينفقون في غزوهم كانوا أغنياء‬

‫أو فقراء‪ .‬وهذا قول أكثر العلماء‪ ،‬وهو تحصيل مذهب مالك رحمه اهلل ‪.‬‬

‫وقال ابن عمر‪ :‬الحجاج والعمار‪ .‬ويؤثر عن أحمد واسحاق رحمهما اهلل أنهما قال‪ :‬سبيل اهلل الحج‪.‬‬

‫وفي البخاري‪ :‬حملنا النبي ‪ ‬على إبل الصدقة للحج‪ ،3‬ويذكر عن ابن عباس‪ :‬يعتق من ماله ويعطي‬

‫‪4‬‬
‫في الحج‪.‬‬

‫اّلل َّ ﴾ ‪ 5‬روي «أن رجَل جعل بعريا هل يف سبيل اّلل فأمره‬ ‫َ َ‬


‫يل ِ‬ ‫قال الكاساني‪ :‬وأما قوله تعالى‪ ﴿ :‬و ِِف س ِب ِ‬

‫عبارة عن جميع القُرب فيدخل فيه كل من سعى في طاعة اهلل وسبيل الخيرات إذا كان محتاجا‪،‬‬

‫وقال أبو يوسف المراد منه فقراء الغزاة؛ ألن سبيل اهلل إذا أطلق في عرف الشرع يراد به ذلك‪ ،‬وقال‬

‫محمد‪ :‬المراد منه الحاج المنقطع لما النبي ‪ ‬أن يحمل عليه الحاج» ‪ ،‬وقال الشافعي‪ :‬يجوز دفع‬

‫‪6‬‬
‫الزكاة إلى الغازي وان كان غنيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫مصارف الزكاة‪ ،‬عادل يوسف العزازي‪ ،/https://www.alukah.net ،‬تاريخ التصفح‪2122 /12/92 :‬م‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫رواه البخاري‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب قول اهلل تعالى‪ ":‬وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل اهلل"‪ ،‬رقم ‪.9418‬‬
‫‪4‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن "تفسير القرطبي" ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي‬
‫(ت‪199 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬أحمد البردوني وابراهيم أطفيش‪ ،‬دار الكتب المصرية – القاهرة‪ ،‬ط‪9584( 2‬هـ ‪ 9914 -‬م)‪.)983 / 8( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪6‬‬
‫بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬الكاساني‪.)41 / 2 ( ،‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫ويعطون من الزكاة ما يشترون به السالح‪ ،‬والدواب‪ ،‬والنفقة لهم ولعيالهم‪ ،‬حتى ولو كانوا أغنياء‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ألنهم يأخذون لمصلحة المسلمين‪ ،‬بشرط أن ل يكون لهم رزق من بيت المال يكفيهم‪.‬‬

‫الفرع الثامن‪ :‬ابن السبيل‪:‬‬

‫ابن السبيل ‪ :‬المسافر الذي يجتاز من بلد إلى بلد‪ .‬و"السبيل"‪ :‬الطريق‪ ،‬وقيل للضارب فيه‪" :‬ابن‬

‫ت ِلداتِي‪،2‬‬ ‫أن ِش ْب ُ‬
‫ت وا ْكتهل ْ‬ ‫ابن الح ْر ِب رَّبتْنِي ولِ ا‬
‫يدا ‪ ...‬إلى ْ‬ ‫السبيل"‪ ،‬للزومه إياه‪ ،‬كما قال الشاعر‪ :‬أنا ُ‬
‫‪3‬‬
‫وكذلك تفعل العرب‪ ،‬تسمي الالزم للشيء يعرف به‪" :‬ابنه"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وعرفه المالكية بأنه‪" :‬الغريب المحتاج لما يوصله إلى بلده إذا كان سفره في غير معصية"‬

‫وعرفه الشافعية‪ " :‬ابن السبيل‪ ،‬وهو شخصان‪ .‬أحدهما‪ :‬من أنشأ سف ار من بلده‪ ،‬أو من بلد كان مقيما‬

‫به‪ .‬والثاني‪ :‬الغريب المجتاز بالبلد‪ .‬فاألول‪ :‬يعطى قطعا‪ ،‬وكذا الثاني على المذهب‪ .‬ويشترط أن ل‬

‫يكون معه ما يحتاج إليه في سفره‪ ،‬فيعطى من ل مال له أصال‪ ،‬وكذا من له مال في غير البلد‬

‫المنتقل إليه منه‪ ،‬ويشترط أن ل يكون سفره معصية‪ ،‬فيعطى في سفر الطاعة قطعا‪ ،‬وكذا في المباح‬

‫‪5‬‬
‫كالتجارة‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫مصارف الزكاة في اإلسالم‪ ،‬سعد بن علي بن وهف القحطاني‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫البيت الشعري للطرماح‪ :‬وهو الحكم بن الحكيم الطائي‪ ،‬من شعراء العصر األموي‪ ،‬والطرماح تعني الطويل‪ ،‬توفي سنة ‪992‬هـ‬
‫( موسوعة شعراء العربية‪ ،‬شعراء العصر األموي‪ ،‬فالح نصيف الحجية الكيالني‪ ،‬د ط‪.)935/ 5( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬القرطبي‪.)521/ 94( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫مواهب الجليل‪ ،‬الحطاب‪.) 529 /2( .) 532/ 2( ،‬‬
‫‪5‬‬
‫روضة الطالبين وعمدة المفتين أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت‪191 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬زهير الشاويش‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪ -‬دمشق‪ -‬عمان‪ ،‬ط‪9492( 5‬هـ ‪9999 /‬م) ‪،‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪.................................................................................................................................‬مصارف الزكاة‬

‫وعرفه الحنابلة ‪ :‬بالمسافر الذي انقطعت عنه نفقتُه‪ ،‬بأن ضاعت أو ِنفدت واحتاج إلى نفقة‪ ،‬فهذا‬

‫يعطى من َّ‬
‫الزكاة بقدر ما يوصله إلى حاجته ويعود لبلده‪ ،‬قال ابن قدامة‪ ":‬وابن السبيل يعطى ما‬

‫يبلغه إلى بلده‪ ،‬والغازي يعطى ما يكفيه لغزوه‪ ،‬والعامل يعطى بقدر أجره‪.‬‬

‫ويالحظ مما سبق‪:‬‬

‫ِ‬
‫لمقصد ما‪ ،‬ثم احتاج قبل أن يقضي حاجته‪،‬‬ ‫مجتاز في طريق ولو كان في ذهابه‬
‫اا‬ ‫‪ / 1‬أنه إن كان‬

‫فإنه يعطى ما يعان به على قضاء حاجته‪ ،‬ثم عودته إلى بلده‪.‬‬

‫مباحا‪ ،‬وأما إن كان لمعصية‪ ،‬فيؤمر بالتوبة‪،‬‬


‫مشروعا أو ا‬
‫ا‬ ‫السفر‬
‫ُ‬ ‫‪ / 2‬أنه يشترط في ذلك أن يكون‬

‫فإن تاب‪ ،‬أعطي لبقية سفره المباح‪.‬‬

‫سفرا‪ ،‬هل يعطى أم ل؟ فيرى الشافعية جواز إعطائه‪ ،‬ويرى‬


‫‪ / 5‬اختلفوا في الذي يريد أن ُينشئ ا‬

‫اآلخرون أنه ل يعطى؛ ألنه ل يطلق ابن السبيل إل على الغريب‪ ،‬وهذا األخير هو الصواب‪ ،‬لكن‬

‫يقال لألول‪ :‬يعطى من سهم الفقراء والمساكين‪ ،‬خاصة إذا كان سفره لمنفعة عامة‪.‬‬

‫إعطاء ابن السبيل من مال َّ‬


‫الزكاة حتى لو وجد من يقرضه؛ كما قال ابن العربي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ / 4‬الراجح‬

‫‪2‬‬
‫والقرطبي‪" :‬وليس يلزم أن يدخل تحت ِمَّنة أحد‪ ،‬وقد وجد ِمَّنة اللَّه ونعمته‪.‬‬

‫ومما سبق فقد تعرفنا على مفهوم مصارف الزكاة وماهيتها‪ ،‬ولمن تصرف‪ ،‬وفي الفصل األتي‬

‫سنتعرف على نماذج معاصرة عنها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المغني‪ ،‬ابن قدامة‪.)311/ 2 ( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫مصارف الزكاة‪ ،‬عادل يوسف العزازي‪ ،/https://www.alukah.net ،‬تاريخ التصفح‪2122 /12/92 :‬م‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫نماذج تطبيقية معاصرة‬
‫لمصارف الزكاة‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬نماذج تطبيقية معارصة ملا يعطى حلاجته‪:‬‬


‫الفقراء واملساكني ‪ ،‬الرقاب‪ ،‬الغارم ملصلحة نفسه وابن‬
‫السبيل‪.‬‬

‫املبحث اثلاين‪ :‬نماذج تطبيقية معارصة ملا يعطى حلاجة‬


‫املسلمني إيله‪ :‬العاملون عليها ‪ ،‬املؤلفة قلوبهم‪ ،‬الغارم‬
‫إلصالح ذات ابلني ويف سبيل اهلل‪.‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة لمصارف الزكاة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫بعدما تطرقنا في الفصل األول إلى تصور مصطلحات البحث على حقيقتها وتعرفنا على‬

‫ماهية المصارف ووقفنا على بيان حد الزكاة ومعرفة مصارف الزكاة إجماال؛ وفي هذا الفصل‬

‫سنحاول تقديم دراسة تأصيلية تطبيقية معاصرة لمصارف الزكاة وقد قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجته‪ :‬الفقراء والمساكين‪ ،‬الرقاب‪ ،‬الغارم‬

‫لمصلحة نفسه وابن السبيل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجة المسلمين إليه‪ :‬العاملون عليها‪ ،‬المؤلفة‬

‫قلوبهم‪ ،‬الغارم إلصالح ذات البين وفي سبيل اهلل‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫المبحث األول‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجته‪ :‬الفقراء والمساكين‪ ،‬الرقاب‪،‬‬

‫الغارم لمصلحة نفسه وابن السبيل‪.‬‬

‫أوصت الشريعة اإلسالمية إلى إعطاء الزكاة لمستحقيها وتعطى لهم وفق حاجتهم تماشيا مع‬

‫وقتنا المعاصر وفي هذا المبحث سنذكر بعض النماذج التطبيقية المعاصرة وقد قسمنا هذا المبحث‬

‫إلى أربعة مطالب‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة للفقراء والمساكين‬

‫ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة للفقراء والمساكين وفي هذا المطلب‬

‫نحاول أن نذكر بعضا منها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الصرف من أموال الزكاة لدعم طلبة العلم الفقراء سواء كان علمه دينيا أو دنيويا‬

‫قال النووي‪ :‬ولو قدر على كسب يليق بحاله إال أنه مشتغل بتحصيل بعض العلوم الشرعية بحيث لو‬

‫أقبل على الكسب النقطع عن التحصيل حلت له الزكاة ألن تحصيل العلم فرض كفاية‪ ،‬وأما من ال‬

‫يتأنى منه التحصيل فال تحل له الزكاة إذا قدر على الكسب وان كان مقيما بالمدرسة هذا الذي ذكرناه‬

‫هو الصحيح المشهور‪ ،‬وذكر الدارمي في المشتغل بتحصيل العلم ثالثة أوجه‪:‬‬

‫(أحدها) يستحق وان قدر على الكسب (والثاني) ال (والثالث) إن كان نجيبا يرجى تفقهه ونفع‬

‫المسلمين به استحق واال فال ذكرها الدارمي في باب صدقة التطوع وأما من أقبل على نوافل العبادات‬

‫والكسب يمنعه منها أو من استغراق الوقت بها فال تحل له الزكاة باالتفاق ألن مصلحة عبادته قاصرة‬

‫‪04‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫عليه بخالف المشتغل بالعلم قال أصحابنا واذا لم يجد الكسوب من يستعمله حلت له الزكاة ألنه‬

‫عاجز‪.1‬‬

‫وذهب جمهور الباحثين والمناقشين إلى ضرورة التفريق بين العلم الضروري الذي يؤهل الفرد‬

‫المسلم إلى وظيفة أو مهنة يسترزق بها بحسب قدراته ومجال تخصصه‪ ،‬وبين العلم الذي يراد به‬

‫خدمة الدين واألمة‪.‬‬

‫فأجازوا الصرف لطالب العلم الضروري الفقير من مصرف الفقراء والمساكين‪ ،‬ال من مصرف في‬

‫يحصل العلم الضروري وبالقدر الذي تحصل به الكفاية‪،‬‬


‫ّ‬ ‫سبيل اهلل‪ ،‬وذلك باعتبار فقره وحاجته حتى‬

‫وتكون مساعدته بحسب ال متوسط من حياة الناس‪ ،‬وهذا بعد استفراغ الوسع في كسب نفقة تعلمه‪ ،‬أما‬

‫ما فوق الكفاية فال يصرف له من الزكاة‪ ،‬وأما العلوم التي يقوم بها الدين وتخدم األمة مباشرة‪،‬‬

‫فأجازوا الصرف لها من الزكاة من مصرف في سبيل اهلل‪ ،‬باعتباره تحقيقا لمصرف في سبيل اهلل‪،‬‬

‫ونصرة للدين واقامة شريعة اهلل في حياة األمة‪.‬‬

‫ووضعوا لذلك ضوابط وشروطا منها‪:‬‬

‫_ حاجة األمة لهذا النوع من العلم‪.‬‬

‫_ حاجة األمة إلى الطالب‪ ،‬لنجابته واستقامته‪ ،‬ويستحسن أن يكون اختياره أن يكون اختياره من‬

‫طرف هيئة أو مؤسسة ذات مصداقية شرعية وعرفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المجموع شرح المهذب مع تكملة السبكي والمطيعي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى‪676 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬د ت ط‪.)191/6( ،‬‬
‫‪04‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫_ أن يكون ذلك بعد استفراغ الوسع من التبرعات واألوقاف‪.‬‬

‫_ أن يراعى في نفقات العلم ترتيب الحاجة‪ ،‬فال تغطى تكاليف دراسة باهظة إذا وجدت فرصة مماثلة‬

‫‪1‬‬
‫بتكاليف أقل‪.‬‬

‫قال القرضاوي‪ :‬وليس العلم المطلوب محصو ار في علم الدين وحده‪ ،‬بل كل علم نافع يحتاج إليه‬

‫المسلمون في دنياهم‪ ،‬لصحة أبدانهم‪ ،‬وتنمي ة اقتصادهم عمرانهم‪ ،‬وتمكينهم من التفوق العسكري على‬

‫‪2‬‬
‫عدوهم ونحو ذلك من األغراض‪ ،‬فإنه فرض كفاية‪ ،‬كما قرر المحققون من العلماء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صرف الزكاة لحفر اآلبار للفقراء والمساكين‬

‫أصدر بيت الزكاة الكويتي فتوى بهذا الخصوص‪ ":‬األصل في الزكاة أن تصصرف للفقراء‪ ،‬أو‬

‫قابال للبيع‬ ‫ماال ًّ‬


‫زكويا ا‬ ‫توضع في مشروع يخصص نفعه أو ريعه للفقراء‪ ،‬على أن تبقى عين المشروع ا‬

‫عند الحاجة؛ ليصرف بدله في الزكاة عند الحاجة إلى ذلك‪ ،‬وهذا ال يتحقق في حفر ٍ‬
‫بئر في منطقة‬

‫غير داخلة في ملك أحد‪ ،‬ويردها الغني والفقير؛ ألن الماء في مثل هذه الحالة يشترك فيه الناس‬

‫غنيهم وفقيرهم‪ ،‬وال يمكن منع أو امتناع الغني من ذلك‪ ،‬وهذا أشبه بالصدقة الجارية‪ ،‬أو الوقف‪ ،‬لكن‬

‫ترى الهيئة أنه يجوز شراعا تمليك مال الزكاة ألهل المنطقة الفقراء‪ ،‬ثم يوجهون إلى وضعه في حفر‬

‫‪3‬‬
‫بئر يبيحون االنتفاع بها لهم ولغيرهم"‪.‬‬

‫ويكون ذلك بشروط‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫بحوث ندوة التميز الفقهية‪ ،‬نوازل مصارف الزكاة‪ ،‬الندوة السابعة (البيان الختامي)‪ ،‬ص‪.737‬‬
‫‪2‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص‪.383‬‬
‫‪3‬‬
‫أحكام وفتاوى الزكاة والصدقات والنذور والكفارات‪ ،‬الهيئة الشرعية لبيت الزكاة‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪1276( 3‬هـ‪7003 /‬م)‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪04‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫_ أن تكون الحاجة إلى حفر البئر ظاهرة‪.‬‬

‫_ أن يغلب على الظن استسقاء الفقراء منه دون غيرهم‪ ،‬كما لو كان ف منطقة تختص بهم‪.‬‬

‫_ أن يغلب على الظن أنه عند تمليكهم وتوجيههم بحفر البئر أن ذلك لن يتحقق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫_ أال يمكن حفر البئر من غير مال الزكاة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬بناء المشاريع اإلنتاجية من أموال الزكاة‪:‬‬

‫وذلك إقامة مشاريع إ نتاجية من مال الزكاة وتمليك أسهمها لمستحقي الزكاة بحيث يكون المشروع‬

‫مملوكا لهم يديرونه بأنفسهم أو من ينوب عنهم‪ ،‬ويقتسمون أرباحه كالمصانع والمزارع والمناحل‬

‫‪2‬‬
‫وغيرها من المشروعات اإلنتاجية األخرى‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬صرف الزكاة لتزويج الفقراء والمساكين‬

‫الزواج من الحاجات األصلية التي يحتاجها اإلنسان‪ ،‬وبه يحفظ النسل‪ ،‬وحفظه من الضروريات‬

‫الخمس‪ ،‬وعلى هذا فالذي ذهب إليه كثير من العلماء المعاصرين أنه يعطى الفقير من الزكاة ألجل‬

‫الزواج إذا احتاج لذلك‪ ،‬ويعطى بقدر حاجته ليتزوج‪ ،3‬ففي سؤال ورد للجنة الدائمة‪ :‬هل يجوز صرف‬

‫الزكاة لشاب يريد الزواج من أجل إعفاف فرجه؟ وهل هناك فرق بين من تعدى سن الزواج المعتاد‬

‫‪1‬‬
‫نوازل الزكاة‪ ،‬عبد اهلل بن منصور الغفيلي‪ ،‬دار الميمان للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1279( 1‬ه‪7008 /‬م)‪ ،‬ص ‪.361 ،360‬‬
‫‪2‬‬
‫الملخص المفيد ألحكام الزكاة وقضاياها المعاصرة‪ ،‬علي سعود الكليب‪ ،‬ط‪1239( 1‬هـ‪7018/‬م)‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪3‬‬
‫المسائل المعاصرة في الزكاة‪ ،‬منصور بن محمد الصعقوب‪ ،‬ط (‪1237‬هـ)‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪00‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫وبين من لم يبلغ العشرين سنة؟ واذا كان يريد الزواج من أجل خدمة والدته كبيرة السن فهل يجوز له‬

‫صرف الزكاة؟‬

‫‪1‬‬
‫فكان الجواب‪ :‬يجوز ذلك إذا كان ال يجد نفقات الزواج العرفية التي ال إسراف بها‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬صرف الزكاة لعالج الفقراء والمساكين‪.‬‬

‫يدخل العالج في مفهوم الكفاية التي اختلف الفقهاء حول الحد المستحق للفقير منها‪ ،‬فيكون‬

‫حكم صرف الزكاة في ذلك منبنيا على ما تقدم تقريره من اتفاقهم على استحقاق الفقير كفاية السنة‪،‬‬

‫واختالفهم فيما زاد على ذلك‪ ،‬فيكون صرفها في التكاليف العالجية التي يحتاجها الفقير لسنة واحدة‬

‫مشروعا عند الجميع‪ ،‬وأما ما زاد على السنة فال يشرع عند القائلين باستحقاق الفقير لكفاية العمر؛ إال‬

‫أن تجويز صرف الزكاة لعالج الفقراء البد له من ضوابط‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫_ أال يتوفر عالجه مجانا‪ ،‬كما لو أمكن عالجه في المستشفيات الحكومية‪.‬‬

‫تمس الحاجة لمعالجته من األمراض‪ ،‬وليس األمور التجميلية الكمالية‪ ،‬أو‬


‫_ أن يكون العالج لما ّ‬

‫األمراض اليسيرة الشائعة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫_ أن يراعى في مقدار تكاليف العالج عدم اإلسراف واإلقتار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فتاوى اللجنة الدائمة ‪ -‬المجموعة األولى‪ ،‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬ت‪ :‬أحمد بن عبد الرزاق الدويش‪ ،‬رئاسة إدارة‬
‫البحوث العلمية واإلفتاء ‪ -‬اإلدارة العامة للطبع – الرياض‪.)17/10( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫نوازل الزكاة‪ ،‬الغفيلي‪ ،‬ص‪.366‬‬
‫‪04‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫ويلحق بهذه المسألة أيضا توظيف األطباء لمعالجة الفقراء من الزكاة‪ :‬فيجوز توظيف األطباء‬

‫لمعالجة الفقراء المسلمين الذين ال يجدون العالج المجاني وال يقدرون على تكاليف العالج‪ ،‬وكذلك‬

‫يجوز توظيفهم لمعالجة الفقراء غير المسلمين إذا كان ذلك يؤدي إلى إسالمهم أو تحسين صورة‬

‫‪1‬‬
‫اإلسالم والمسلمين ورحمة هذا الدين العظيم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة للرقاب‪.‬‬

‫ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة للرقاب وفي هذا المطلب نحاول أن نذكر‬

‫بعضا منها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صرف الزكاة من سهم الرقاب لفكاك األسرى المسلمين‪.‬‬

‫قال القاضي ابن العربي في مسألة فك األسارى من الزكاة‪ " :‬إذا كان فك رقبة المسلم عن رق‬

‫المسلم عبادة وجائ از من الصدقة‪ ،‬فأولي وأحرى أن يكون ذلك في فك المسلم عن رق الكافر وذله"‪.2‬‬

‫ومن المعاصرين من أجاز ذلك‪:‬‬

‫وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه اهلل ‪" :‬ويدخل في ذلك _أي في الرقاب _ على الصحيح أيضا‪:‬‬

‫عتاق األسرى ‪ ،‬أسرى المسلمين بين الكفار ‪ ،‬يدفع من الزكاة للكفار الفدية حتى يطلقوا المسلمين‬

‫‪1‬‬
‫وحتى يفكوا أسرهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الملخص المفيد ألحكام الزكاة وقضاياها المعاصرة‪ ،‬علي سعود الكليب‪ ،‬ص‪69.‬‬
‫‪2‬‬
‫أحكام القرآن‪ ،‬القاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري االشبيلي المالكي (المتوفى‪323 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬محمد عبد القادر‬
‫عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ 1272( 3‬هـ ‪ 7003 -‬م)‪.)337/7( ،‬‬
‫‪04‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫قال القرضاوي‪ :‬واذا كانت كلمة " الرقاب" عند إطالقها تنصرف إلى العبيد‪ ،‬فهل يصح أن تشمل‬

‫بعمومها رقبة األسير المسلم الذي يتحكم فيه األعداء الكفرة تحكم السيد في الرقيق‪ ،‬وهو في أسره‬

‫معرض لالسترقاق أيضا؟ والمروي في مذهب اإلمام أحمد ان ذلك جائز فيصح أن صيفك من الزكاة‬

‫‪2‬‬
‫األسير المسلم ألن فيه فك رقبة من األسر‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫قال ابن قدامة ‪" :‬ويجوز أن يفك منها أسي ار مسلما ؛ ألنه فك رقبة من األسر‪.‬‬

‫وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه اهلل ‪" :‬هذا صحيح ؛ ألنه داخل في الرقاب ‪ ،‬وهذا ما يعرف في لغة‬

‫العصر بالرهائن ‪ ،‬يكون رهائن من المسلمين عند األعداء ويقول األعداء‪ :‬ال نفكهم لكم إال بشيء من‬

‫المال فيعطون من الزكاة لفك هذه الرهائن فال بأس" انتهى من "شرح الكافي‪" .‬‬

‫وجاء في "الموسوعة الفقهية" في مصارف الزكاة‪ " :‬أن يفتدي بالزكاة أسي ار مسلما من أيدي‬

‫المشركين‪ ،‬وقد صرح الحنابلة وابن حبيب وابن عبد الحكم من المالكية بجواز هذا النوع ؛ ألنه فك‬

‫‪4‬‬
‫رقبة من األسر‪ ،‬فيدخل في اآلية ‪ ،‬بل هو أولى من فك رقبة َم ْن بأيدينا" ‪.‬‬

‫الرَق ِ‬
‫اب" عتق المسلم من مال الزكاة ‪،‬‬ ‫وجاء في فتاوى "اللجنة الدائمة"‪" :‬والمراد بقوله تعالى‪َ " :‬وِفي ِّ‬

‫عبدا كان أو أمة ‪ ،‬ومن ذلك ‪ :‬فك األسارى ومساعدة المكاتبين"‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫مجموع الفتوى ومقاالت متنوعة‪ ،‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن عبد الرحمن بن باز‪ ،‬إشراف‪ :‬محمد بن سعد الشويعر‪ ،‬دار القاسم‬
‫للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1270( 1‬هـ )‪.)13/12( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪3‬‬
‫الكافي في فقه اإلمام أحمد‪ ،‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي‪،‬‬
‫الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى‪670 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ 1212( 1‬هـ ‪ 1992/‬م)‪.)273/1( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫الموسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬و ازرة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت‪ ،‬ط‪ (1‬من ‪1202‬ه ‪ 1277 -‬هـ)‪ ،‬مطابع دار الصفوة –‬
‫مصر‪.)371/73( ،‬‬
‫‪04‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صرف الزكاة من سهم الرقاب لفكاك الشعوب المسلمة المحتلة من طرف الكافرين‪:‬‬

‫اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم صرف الزكاة من سهم الرقاب لفكاك الشعوب المسلمة من‬

‫احتالل الكفار على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬مشروعية صرف الزكاة من سهم الرقاب لتلك الشعوب المحتلة من الكافرين؛ لدحر‬

‫المحتلين‪ ،‬وهو قول بعض المعاصرين‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬عدم مشروعية صرف الزكاة من سهم الرقاب لتلك الشعوب‪ .‬وهو قول أكثر الفقهاء‬

‫المعاصرين‪.‬‬

‫فمن المجيزين صاحب تفسير المنار‪ ،‬قال‪ :‬فالواجب على دعاة اإلصالح فيهم أن يبدءوا بإصالح‬

‫من بقي فيه بقية من الدين والشرف بتأليف جمعية لتنظيم جمع الزكاة منهم‪ ،‬وصرفها قبل كل شيء‬

‫في مصالح المرتبطين بهذه الجمعية دون غيرهم‪ ،‬ويجب أن يراعى في نظام هذه الجمعية أن لسهم‬

‫المؤلفة قلوبهم مصرفا في مقاومة الردة واإللحاد‪ ،‬وأن لسهم فك الرقاب مصرفا في تحرير الشعوب‬

‫المستعمرة من االستعباد إذا لم يكن له مصرف تحرير األفراد‪.2‬‬

‫وأيد ذلك الشيخ محمد شلتوت بعد أن تحدث عن الرق في العصر القديم بقوله‪.. :‬و في ما أرى‬

‫قد حل محله اآلن‪ ،‬رق هو أشد خط ار منه على اإلنسانية‪ ،‬ذلكم هو استرقاق الشعوب في أفكارها‪،‬‬

‫حرة‬
‫وفي أموالها وسلطانها وحريتها في بالدها؛ كان ذاك رق أفراد‪ ،‬يموت بموتهم‪ ،‬وتبقى دولهم ّ‬
‫‪1‬‬
‫فتاوى اللجنة الدائمة ‪ -‬المجموعة األولى‪ ،‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪.)6/10( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) ‪ ،‬محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منال علي خليفة‬
‫القلموني الحسيني (المتوفى‪1332 :‬هـ)‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬ط (‪.)222/10( ،)1990‬‬
‫‪04‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫رشيدة‪ ،‬لها من األمر واألهلية ما لسائر األحرار الراشدين‪ ،‬ولكن هذا رق شعوب وأمم‪ ،‬تلد شعوبا‬

‫وأمما هم في الرق كآبائهم‪ ،‬فهو رق عام دائم‪ ،‬يفرض على األمة بقوة ظالمة غاشمة‪ ،‬واذن فما أجدر‬

‫هذا الرق بالمكافحة والعمل على التخلص منه‪ ،‬ورفع ذله عن الشعوب‪ ،‬ال بمال الصدقات فقط‪ ،‬بل‬

‫بكل األموال واألرواح‪ ،‬وبذلك نعرف مقدار مسؤولية أغنياء المسلمين عن معونة الشعوب اإلسالمية‪.1‬‬

‫ومن القائلين بعدم مشروعيته الشيخ القرضاوي قائال‪ :‬والذي أميل إليه أن ال حاجة بنا إلى هذا‬

‫التوسع الذي تفقد به الكلمات مدلولها األصلي‪ ،‬أما مساعدة الشعوب المستعبدة على التحرر‪ ،‬ففي‬

‫مال الزكاة متسع لهم من سهم " سبيل اهلل" فضال عن موارد الدولة األخرى التي يجب أن تساهم‬

‫‪2‬‬
‫جميعا في هذا السبيل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة للغارم لمصلحة نفسه‪.‬‬

‫ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة للفقراء للغارم لمصلحة نفسه وفي هذا‬

‫المطلب نحاول أن نذكر بعضا منها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أصحاب الكوارث‪:‬‬

‫قال القرضاوي‪ :‬وأخص من ينطبق عليه هذا الوصف أولئك الذين فاجأتهم كوارث الحياة‪ ،‬ونزلت بهم‬

‫جوائح اجتاحت مالهم‪ ،‬واضطرتهم الحاجة إلى االستدانة ألنفسهم وأهليهم‪ ،‬فعن مجاهد قال‪ "" :‬ثَ َالثَة‬

‫ب بِ َم ِال ِه‪َ ،‬وَرصجل َلهص ِعَيال َولَ ْي َس َلهص‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫ب السَّْي صل بِ َماله‪َ ،‬وَرصجل أ َ‬
‫َص َابهص َح ِريق َف َذ َه َ‬ ‫م َن ا ْل َغ ِارِم َ‬
‫ين‪َ :‬رصجل َذ َه َ‬

‫‪1‬‬
‫اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬محمود شلتوت‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1271( 18‬هـ‪7001/‬م)‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪2‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪04‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫ق َعَلى ِعَي ِال ِه "‪ ،1‬وفي حديث قبيصة بن المخارق‪ :‬أباح النبي ‪ ‬لمن أصابته‬
‫ان َويص ْن َف ص‬
‫َمال َفهص َو صي َد ص‬
‫‪2‬‬
‫جائحة اجتاحت ماله‪ ،‬أن يسأل ولي األمر حقه من الزكاة‪ ،‬حتى يصيب قواما من عيش"‬

‫والزكاة بهذا تقوم بنوع من التأمين االجتماعي ضد الكوارث‪ ،‬ومفاجآت الحياة‪ ،‬سبق كل ما عرفه‬

‫العالم بعد من أنواع التأمين‪.‬‬

‫غير أن الـتأمين الذي حققه اإلسالم ألبنائه بنظام الزكاة أسمى وأكمل وأشمل من التأمين الذي‬

‫عرفه الغرب في العصر الحديث بمراحل‪ ،‬فالتأمين على الطريقة الغربية ال يعوض إال من اشترك‬

‫بالفعل في دفع أسقاط محددة لشركة التأمين‪ ،‬وعند إعطاء التعويض صيعطى الشخص المنكوب على‬

‫أمن بمبلغ أكبر‪ ،‬أعطي‬


‫أساس المبلغ الذي أمن به‪ ،‬ال على أساس خسائره وحاجاته‪ ،‬فمن كان قد ّ‬

‫تعويضا أكثر‪..‬أما الـتامين اإلسالمي‪ ،‬فال يقوم على اشتراط دفع أقساط سابقة‪ ،‬وال صيعطى المصاب‬

‫‪3‬‬
‫يعوض خسارته‪ ،‬ويفرج ضائقته‪.‬‬
‫بالجائحة إال على أساس حاجته‪ ،‬وبمقدار ما ّ‬

‫واتفقت كلمة الباحثين والمناقشين على أن الغارم بسبب قوة قاهرة‪ ،‬كالتاجر الذي عجز عن‬

‫سداد ديونه بسبب ذهاب ماله في حريق او فيضان أو فتنة أو أزمة كساد حادة‪ ،‬ينظر في استحقاقه‬

‫للمساعدة‪ ،‬ويصعطى من الزكاة بعد دراسة حاله من قبل الخبراء األمناء‪ ،‬وترفع عنه الحوائج كما أمر‬

‫‪4‬‬
‫النبي ‪ ،‬وذلك بقدر ما يسدد به ديونه التي ال يجد قضاءها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رواه ابن أبي شيبة في مصنفه‪ ،‬باب ما قالوا في الغارمين من هم‪ ،‬رقم ‪.)272/7(،10660‬‬
‫‪2‬‬
‫رواه مسلم‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬باب من تحل له الصدقة‪ ،‬رقم ‪.)777/7( ،1022 :‬‬
‫‪3‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص‪.271‬‬
‫‪4‬‬
‫بحوث ندوة التميز الفقهية‪ ،‬نوازل مصرف الزكاة‪ ،‬الندوة ‪ ،7‬ص‪.733‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إعطاء الزكاة للغارم بسبب صفقة خاسرة أو كساد‪.‬‬

‫ذهب جمهور الباحثين والمناقشين إجماال إلى منع صرف الزكاة للغارمين في ديون تجارية‪ ،‬اللهم‬

‫ما كان منها ناتجا عن جائة أو أزمة حادة حلت بأحدهم‪ ،‬ذلك أن اإلنسان الراشد ال يستدين إال‬

‫لضرورة‪ ،‬أو حاجة ملحة‪ ،‬والمفروض أال يتوسع في الديون إال وله مقابل يسدد به دينه‪ ،‬من مال‬

‫حاضر أو منتظر‪.‬‬

‫وتفصيل ذلك ما يأتي‪:‬‬

‫ديون التجارة في شركات األموال يحكمها ويضبطها اتفاق الشركاء يوم تأسيس الشركة‪ ،‬أو خالل‬

‫تحمل المخالف للشرط تبعه ذلك‪ ،‬وان ارتضوها كانت الخسارة في رؤوس‬
‫نشاطها؛ فإن منعوها ّ‬

‫وتهور فيتحمله المتسبب فيه‪.‬‬


‫أموالهم‪ ،‬وأما ماكان من سوء تصرف ّ‬

‫أما ما يستدينه التاجر لنفسه‪ ،‬وليس له شريك معه‪ ،‬فهو يتحمل ضمان ديونه‪ ،‬إن كان عن‬

‫تضييع أو سوء تسيير أو تهور‪.‬‬

‫تؤمن بالزكاة‪ ،‬وأغلب غرم التجارة بسبب هذه الديون التي‬


‫أما ديون الموردين التجارية‪ ،‬فمخاطرها ال ّ‬

‫ليس لها ما يقابلها من أموال‪ ،‬وعلى التجار الموردين للسلع والخدمات أن يتحروا ويحتاطوا في‬

‫‪1‬‬
‫تعاملهم بالديون‪ ،‬وأن ال يعطوا أموالهم لمتعامل دون ضمانات تطمئنهم على ديونهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بحوث ندوة التميز الفقهية‪ ،‬نوازل مصارف الزكاة‪ ،‬الندوة السابعة‪ ،‬ص ‪.733‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫المطلب الرابع‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة البن السبيل‪.‬‬

‫ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة البن السبيل وفي هذا المطلب نحاول‬

‫أن نذكر بعضا منها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صرف الزكاة لالجئين المضطهدين من اضطروا إلى مغادرة أوطانهم ومفارقة أموالهم‬

‫وذلك من مصرف ابن السبيل‪ ،‬فقد أجمع الباحثون والمناقشون على ضرورة التفريق بين ابن‬

‫السبيل الذي انقطع عنه ماله‪ ،‬ولم يجد إليه سبيال‪ ،‬وبين الالجئين الذين انقطعوا عن أوطانهم‬

‫وأموالهم‪ ،‬وتعذر عليهم العودة إليها ظلما أو اضط اررا‪ ،‬فأجازوا الصرف على الالجئين الفقراء ممن‬

‫تعذر عليهم العمل في مهاجرهم ألسباب قانون ية أو بدنية من مصرف الفقراء والمساكين‪ ،‬فهم‬

‫يستحقون الزكاة لفقرهم‪ ،‬ال لكونهم أبناء سبيل؛ أما من أراد منهم العودة إلى وطنه ولم يجد نفقة السفر‬

‫‪1‬‬
‫فيعطى بعنوان ابن السبيل‪.‬‬
‫ص‬

‫قال القرضاوي‪ :‬ومن الناس من صيجبر على مغادرة وطنه‪ ،‬ومفارقة ماله وأمالكه‪ ،‬من ِقبل الغزاة‬

‫المحتلين‪ ،‬أو الطّغاة المستبدين‪ ،‬من الح ّكام الكفرة وأشباه الكفرة‪ ،‬الذين َيضط ِهدون أهل الخير‬

‫والصالح‪ ،‬ويخرجونهم من ديارهم وأموالهم بغير حق‪ ،‬إال أن يقولوا‪ :‬ربنا اهلل‪ ،‬تجد الرجل من هؤالء‬

‫يفر بدينه وحريته من بلده إلى بلد آخر؛ ويبقى محروما من ماله في موطنه‪ ،‬وان بقي هناك باسمه‬

‫‪1‬‬
‫بحوث ندوة التميز الفقهية‪ ،‬نوازل مصارف الزكاة‪ ،‬الندوة السابعة‪ ،‬ص ‪.738‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫في البنك أو تحت الحراسة‪ ،‬أو ما شابه ذلك‪ ،‬كما هو شأن كثير من المضطهدين والالجئين‬

‫‪1‬‬
‫السياسيين‪ .‬فهم أغنياء ملكا‪ ،‬فقراء يدا‪ ،‬وكل من كان هذا شأنه فهو ابن سبيل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اللقطاء‪.‬‬

‫قال محمد رشيد رضا‪ :‬أن اللقيط يوشك أن يدخل في معنى " ابن السبيل "‪ ،‬واللفظ يتسع للقيط‬

‫والسيما في باب اإلحسان ما ال يتسع لغيره‪ ،‬وهو أولى وأجدر من اليتيم بما ذكرنا من الحكمة والفقه‬

‫في األمر باإلحسان به‪ ،‬وانما غفل جماهير المفسرين عن ذكره لندرة اللقطاء في زمن المتقدمين‬

‫منهم‪ ،‬وال حظ للمتأخرين منهم من التأليف إال النقل عنهم ; ألنهم في الغالب قد حرموا على أنفسهم‬

‫االستقالل في الفهم؛ لئال يكون من االجتهاد الذي تواطئوا على القول بإقفال بابه‪ ،‬وانقراض أربابه‪،‬‬

‫والرضى باستبدال الجهل به‪ ،‬فإن غير المستقل بفهم الشيء ال يسمى عالما به كما هو بديهي‪ ،‬وعليه‬

‫إجماع علماء السلف‪ ".‬وأضاف‪:‬‬

‫"وقد كثر في هذه األزمنة اللقطاء‪ ،‬ولوال عناية الجمعيات الدينية من األوروبيين بجمعهم وتربيتهم‬

‫وتعليمهم لكان شرهم في البالد مستطيرا‪ ،‬فلله در هؤالء األوربيين ما أشد عنايتهم بدينهم‪ ،‬ونفع الناس‬

‫به بحسب اجتهادهم واستطاعتهم‪ ،‬ويا هلل ما أشد غفلة المسلمين وجهل جماهيرهم بأنفسهم‪ ،‬وبغيرهم‪،‬‬

‫فإنهم يزعمون أنهم أشد من اإلفرنج عناية بدينهم وغيرة عليهم وعمال به‪ ،‬بل يزعمون أن اإلفرنج قد‬

‫تركوا الدين ألبتة‪ ،‬يستنبطون هذه النتيجة من بعض أحرارهم الغالين‪ ،‬الذين يلقونهم فيسمعون منهم كلم‬

‫‪1‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص‪.260‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫اإللحاد‪ ،‬أو من السياسيين منهم الذين يزلزلون ثقتنا بالدين لما يجهل أكثرنا من المقاصد واألغراض‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ونحن أحق الناس بتربية اللقطاء‪ ،‬وجميع أنواع البر واإلحسان‪.‬‬

‫قال القرضاوي‪ :‬أن اللقيط إن لم يدخل في معنى " ابن السبيل" فهو داخل في عموم "الفقراء‬

‫‪2‬‬
‫والمساكين" قطعا‪ ،‬فإن الفقير هو المحتاج‪ ،‬صغي ار كان أو كبيرا‪ ،‬فحقه في الزكاة ثابت بيقين‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المحرومون من المأوى‪.‬‬

‫من المعاصرين من أدخل المحرومين من المأوى في صنف ابن السبيل‪ ،‬ومنهم الشيخ‬

‫القرضاوي‪.‬‬

‫قال‪ :‬وما صيندى له الجبين أننا ال نزال نرى في كثير من البالد التي ينتسب أهلها إلى اإلسالم‪ ،‬أناسا‬

‫صحرموا نعمة المأوى والمسكن‪ ،‬واتخذوا من جوانب الطريق وأرصفة الطرقات مأوى لهم‪ ،‬يفترشون‬

‫ترابها‪ ،‬ويتغطون بهوائها‪ ،‬فهؤالء "أبناء سبيل‪ :‬ألن الطريق لكل منهم أمه وأبوه‪ ،‬إن هؤالء وصمة في‬

‫جبين المجتمع الذي يعيشون فيه ‪ ،‬فال عجب أن يعنى القرءان بهم‪ ،‬ويذكرهم بوصف خاص‪ ،‬غير‬

‫وصف الفقراء والمساكين‪ ،‬ويفرض لهم سهما في الضريبة اإلسالمية األولى‪ :‬الزكاة‪.‬‬

‫وأضاف قائال‪ :‬وال غرابة أن صيعطى هؤالء من مال الزكاة بوصفهم أبناء سبيل‪ ،‬وبوصفهم فقراء أيضا‪،‬‬

‫يهيأ لهم المسكن الالئق بحالهم‪ ،‬ويصعطون‬


‫فيعطون بالوصف االول ما صيخرجهم عن بنوة الطريق بأن ّ‬

‫‪1‬‬
‫تفسير المنار‪ ،‬محمد رشيد رضا‪.)77 /3 ( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫بالوصف الثاني ما يضمن لهم تمام كفايتهم ويكفل لهم معيشة حسنة‪ ،‬يتحقق لهم فيها إشباع حاجاتهم‬

‫‪1‬‬
‫البشرية من غير إسراف وال تقتير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجة المسلمين إليه‪ :‬العاملون‬

‫عليها ‪ ،‬المؤلفة قلوبهم‪ ،‬الغارم إلصالح ذات البين وفي سبيل اهلل‪.‬‬

‫أوصت الشريعة اإلسالمية إلى إعطاء الزكاة لمستحقيها وتعطى لهم وفق حاجتهم تماشيا مع‬

‫وقتنا المعاصر وفي هذا المبحث سنذكر بعض النماذج التطبيقية المعاصرة وقد قسمنا هذا المبحث‬

‫إلى أربعة مطالب‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نماذج معاصرة عن العاملين عليها‪.‬‬

‫ذكر العلماء مج موعة من النماذج التطبيقية المعاصرة للفقراء والمساكين وفي هذا المطلب نحاول‬

‫أن نذكر بعضا منها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صرف الزكاة من سهم العاملين عليها للقائمين على استثمار أموال الزكاة‪.‬‬

‫وذلك عند القائلين بجواز استثمار أموال الزكاة‪ ،‬فيعتبرون من العاملين عليها لما يلي‪:‬‬

‫‪ _1‬انطباق داللة عموم اللفظ على القائمين باالستثمار‪ ،‬لقيامهم بالعمل في مصلحة تنمية مال‬

‫الزكاة‪ ،‬كما يمكن االستدالل على أخذهم بقياسهم على المنصوص عليه لدى الفقهاء‪ ،‬كالساعي على‬

‫الزكاة بجامع العمل في الزكاة من كل منهما‪.‬‬

‫‪ _7‬منفعة استثمار أموال الزكاة وتنميتها ال تقل عما يذكره الفقهاء من وظائف تندرج تحت وصف‬

‫العاملين عليها‪ ،‬إذا تحققت فيها الشروط الالزمة من أمن المخاطرة بتلك االموال‪ ،‬وعدم وجود الحاجة‬

‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫الماسة إليها التي تحول دون استثمارها‪ ،‬بل ربما كان في استثمار أموال الزكاة من المحافظة عليها‬

‫‪1‬‬
‫وتنميتها إلفادة أكبر عدد من المستحقين ماال يكون في غيرها من وظائف العاملين على الزكاة‪.‬‬

‫أي أن الصرف من سهم العاملين على الزكاة للقائمين على استثمار أموال الزكاة فيما يقابل عملهم‬

‫من أجرة‪ ،‬وذلك مشروط بعدم أخذهم من بيت المال راتبا دوريا‪ ،‬وكونهم من المعنيين باستثمار اموال‬

‫الزكاة ال غيرها من األوقاف أو الصدقات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إعطاء الموظفين في الجمعيات الخيرية التي تستقبل الزكاة منه‪.‬‬

‫قد عرفت الندوة الرابعة‪ 2‬لقضايا الزكاة العاملين عليها بأنهم ‪:‬كل من يعينهم أولياء األمور في‬

‫الدول اإلسالمية أو يرخصون لهم أو تختارهم الهيئات المعترف بها من السلطة أو من المجتمعات‬

‫اإلسالمية للقيام بجمع الزكاة وتوزيعها وما يتعلق بذلك من توعية بأحكام الزكاة وتعريف بأرباب‬

‫األموال وبالمستحقين ونقل وتخزين وحفظ وتنمية واستثمار ‪.‬‬

‫وبهذا التعريف يتبين أنه يدخل في العامل عليها كل من عمل لمصلحة جمع الزكاة‪ ،‬سواء باشر‬

‫القبض أو كان عمله متمما لذلك كالمحاسب واإلداري ونحو ذلك‪ ،‬ما دام يعمل في ما له عالقة‬

‫بالزكاة‪.‬‬

‫وبعد هذا فمعلوم أنه ال يشترط في العامل عليها أن يكون فقي ار ليأخذ من الزكاة‪ ،‬يظهر مما سبق أنه‬

‫يجوز أن يعطى هؤالء من الزكاة من مصرف العاملين عليها بقيدين‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫نوازل الزكاة ‪ ،‬الغفيلي‪ ،‬ص ‪.388‬‬
‫‪2‬‬
‫أبحاث و أعمال الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة المنعقدة بالبحرين في ‪ 19-17‬شوال ‪ 1212‬هـ‪ .‬الموافق ‪/ 31-79‬‬
‫‪ 1992/3‬م‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫‪/ 1‬أن يكونون ممن يعملون ألجل مصلحة الزكاة‪ ،‬وال يتقاضون على عملهم راتبا من بيت المال على‬

‫هذا العمل‪.‬‬

‫‪/ 7‬أن يعطون بقدر عملهم‪ ،‬ألنهم هنا يأخذون ألجل عملهم ال ألجل فقرهم‪ ،‬فيعطون ما يقتضيه‬

‫‪1‬‬
‫العمل‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مشاركة المرأة في العاملين على الزكاة‪.‬‬

‫سبب خالف الفقهاء في اشتراط الذكورة في تولي شؤون الزكاة اختالفهم في جواز تولي المرأة بعض‬

‫الواليات‪ ،‬كالقضاء والحسبة‪ ،‬فالجمهور ال يرون جواز تولي المرأة القضاء والحسبة‪ ،‬ويرى آخرون أن‬

‫تتولى المرأة القضاء وهي مسألة خالفية‪ ،‬وقد شغلت المرأة اآلن كثي ار من الواليات واألعمال‪ ،‬ويمكن‬

‫تخريج توليها لبعض األعمال اآلن على هذا الخالف‪.‬‬

‫ولكنه في زماننا قد تكون المرأة هي أكثر تأثي ار في جلب الزكاة‪ ،‬وتوزيعها على المستحقين خاصة مع‬

‫كثرة األرامل‪ ،‬وكثرة األسر المحتاجة إلى الزكاة‪ ،‬ومع كثرة الحروب‪ ،‬وحاجة األسر إلى امرأة تدخل‬

‫‪2‬‬
‫على هذه األسر‪.‬‬

‫والقائلون بجواز تولي المرأة العمل على الزكاة في عصرنا الحالي استدلوا بأن هذه األعمال تعتبر‬

‫حاجة شرعية تتطلبها طبيعة الزكاة الشرعية في زماننا‪ ،‬كما أنها من األعمال التنفيذية التي ال تؤثر‬

‫عليها مشاركة المرأة بل تفيد الزكاة وعملها‪ ،‬غير أنه يراعى في ذلك الضوابط الشرعية لالختالط‬

‫والتعامل مع الرجال من غض األبصار والحفاظ على عدم االختالط وفق الضوابط الشرعية وهو قول‬

‫‪1‬‬
‫المسائل المعاصرة في الزكاة‪ ،‬منصور بن محمد الصعقوب‪ ،‬ص‪39‬‬
‫‪2‬‬
‫الندوة السابعة والعشرون لقضايا الزكاة المعاصرة‪ ،‬المنامة ممكلة البحرين‪ 13 ،‬جمادى االولى ‪1221‬هـ‪ 08 /‬يناير ‪ /7070‬بحث‬
‫موضوع‪ :‬المستجدات الفقهية في مصرف العاملين عليها على الزكاة‪ ،‬دراسة فقهية اقتصادية محاسبية معاصرة‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫لبعض الشافعية‪ ،‬وهو قول القاضي أبي يعلى من الحنابلة‪ ،‬والدكتور محمد سليمان األشقر‪ ،‬والدكتور‬

‫‪1‬‬
‫أحمد لسان الحق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬نماذج معاصرة عن المؤلفة قلوبهم‪.‬‬

‫يصرف سهم المؤلفة قلوبهم في عصرنا الحالي في استمالة القلوب إلى اإلسالم أو تثبيتها عليه‪ ،‬أو‬

‫تقوية الضعفاء فيه‪ ،‬أو كسب أنصار له‪ ،‬أو كف شر عن دعوته ودولته‪ ،‬وقد يكون ذل بإعطاء‬

‫مساعدات لبعض الحكومات غير المسلمة لتقف في صف المسلمين‪ ،‬أو معونة بعض الهيئات‬

‫والجمعيا ت والقبائل ترغيبا لهم في اإلسالم‪ ،‬أو مساندة أهله‪ ،‬أو شراء بعض األقالم واأللسنة للدفاع‬

‫عن اإلسالم وقضايا أمته ضد المفترن عليه‪.‬‬

‫كما أن الذين يدخلون في دين اهلل أفواجا كل عام ال يجدون من حكومات البالد اإلسالمية أي معاونة‬

‫‪2‬‬
‫أو تشجيع‪ ،‬والواجب أن يعطوا من هذا السهم ما يشد أزرهم ويسند ظهرهم‪.‬‬

‫قال صاحب تفسير المنار‪ :‬وأولى منهم بالتأليف في زماننا قوم من المسلمين يتألفهم الكفار؛ ليدخلوهم‬

‫تحت حمايتهم أو في دينهم‪ ،‬فإننا نجد دول االستعمار الطامعة في استعباد جميع المسلمين‪ ،‬وفي‬

‫ردهم عن دينهم يخصصون من أموال دولهم سهما للمؤلفة قلوبهم من المسلمين‪،‬‬

‫‪ 1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪26‬‬


‫‪2‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص‪.211،217‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫فمنهم من يؤلفونه ألجل تنصيره واخراجه من حظيرة اإلسالم‪ ،‬ومنهم من يؤلفونه؛ ألجل الدخول في‬

‫حمايتهم ومشاقة الدول اإلسالمية أو الوحدة اإلسالمية‪ ،‬ككثير من أمراء جزيرة العرب وسالطينها! !‬

‫أفليس المسلمون أولى بهذا منهم؟ ‪ 1.‬وفيما يلي أمثلة واقعية في عصرنا ألحوال المؤلفة قلوبهم‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬درء المخاطر والمفاسد عن المسلمين‪:‬‬

‫إذا كان بعض غير المسلمين في موقع استراتيجي حيوي يمكن أن ينفذ منه األعداء‪ ،‬ويدخلوا إلى‬

‫بالد اإلسالم‪ ،‬فيجوز إعطاؤهم من الزكاة لدفع األخطار وحماية البالد ورعاية المصالح اإلسالمية‪.‬‬

‫فقد نص الفقهاء على إعطاء المؤلفة إذا كان يرجى بعطائهم النصح في الجهاد‪ ،‬أو الدفع عن‬

‫‪2‬‬
‫المسلمين‪ ،‬بأن كانوا في الثغور أطراف بالد اإلسالم‪ ،‬أو كف شرهم كالخوارج ونحوهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االستعانة بغير المسلمين في الجهاد‪:‬‬

‫إذا احتاج المسلمون إلى االستعانة بغيرهم في الحروب‪ ،‬إما لضعف في المسلمين‪ ،‬أو لتوافر خبرة‬

‫فنية عسكرية في غيرهم‪ ،‬أو ألغراض حربية أخرى‪ ،‬فيجوز صرف جزء من الزكاة في هذا المجال‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫للضرورة والمصلحة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ـ جباية الصدقات ونحوها‪:‬‬

‫إذا تعذرت جباية الصدقات ونحوها من ضرائب الخراج والعشور (الرسوم الجمركية) وأمكن استيفاؤها‬

‫من طريق بعض الكفار‪ ،‬فال مانع من إعطائهم شيئا من الزكاة‪ ،‬ألن بهذا العطاء يحصل المسلمون‬

‫على أموال أخرى متعذرة التحصيل أو ميئوسة الدفع‪ .‬والفقهاء نصوا على إعطاء المؤلفة إذا كان لهم‬
‫‪1‬‬
‫تفسير المنار‪ ،‬محمد رشيد رضا‪.)277/10( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬وهبة الزحيلي‪.)7007 /3( ،‬‬
‫‪3‬المصدر نفسه‪.)7007 /3( ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫قوة على جباية الزكاة ممن ال يعطيها إال بالتخويف والتهديد‪ 1.‬وقوم من المسلمين يحتاج إليهم لجباية‬

‫الزكاة ممن ال يعطيها إال بنفوذهم وتأثيرهم إال أن يقاتلوا‪ ،‬فيختار بتأليفهم وقيامهم بهذه المساعدة‬

‫للحكومة أخف الضررين وأرجح المصلحتين وهذا سبب جزئي قاصر‪ ،‬فمثله ما يشبهه من المصالح‬

‫‪2‬‬
‫العامة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬نشر الدعوة اإلسالمية ومقاومة وسائل التبشير‪:‬‬

‫إن إرساليات التبشير بالنصرانية وحمالت التنصير في بعض البالد اإلسالمية كأفريقيا وأندونيسيا‬

‫وغيرها‪ ،‬تحتاج لمزيد من المقاومة والحد منها وايقاف أنشطتها بمختلف الوسائل‪ ،‬وحينئذ يمكن صرف‬

‫جزء كبير من الزكاة في هذا المجال‪ ،‬كما يجوز إعطاء الزكاة في سبيل نشر الدعوة اإلسالمية‬

‫تعرف باإلسالم وترد‬


‫بمختلف الطرق‪ ،‬سواء بالمبعوثين المتخصصين‪ ،‬أم بطباعة الكتب الصغيرة التي ّ‬

‫على اتهامات ودسائس وشبهات المغرضين‪ ،‬ألن الهدف األصلي من تشريع سهم المؤلفة هو الترغيب‬

‫‪3‬‬
‫في اإلسالم وتثبيت عقيدته بين الناس‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬اإلسهام في تخفيف ويالت الكوارث‪ :‬من زالزل وفيضانات ومجاعات على أن تكون‬

‫مقرونة بالدعوة إلى اإلسالم‪ :‬إذا كان المبشرون وبعض الدول النصرانية يستغلون هذه الحاالت‪،‬‬

‫ويبادرون إلى تقديم بعض المساعدات المادية والغذائية للمحتاجين‪ ،‬فأولى بنا نحن المسلمين أن نسهم‬

‫بأقصى ما وسعنا من الدعم المادي المقرون ببيان سريع لفضائل اإلسالم وبساطة عقيدته ويسر‬

‫‪1‬‬
‫المصدر نفسه‪.)7007 /3( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫تفسير المنار‪ ،‬محمد رشيد رضا‪.)277 /10( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬وهبة الزحيلي‪.)7007 /3( ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫أحكامه في أوقات الشدة والرخاء‪ ،‬ألن المقصود من الزكاة سد حاجة المحتاجين‪ ،‬واعانة المسلمين‬

‫‪1‬‬
‫وتقوية اإلسالم‪.‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬إغراء رؤساء الدول الفقيرة أو األقوام المتخلفة‪ :‬أو القبائل والعشائر البائسة ببعض‬

‫المنح والمبالغ المالية أو الهدايا‪ ،‬لتأليف قلوبهم أو رجاء إسالمهم أو كف شرهم‪ ،‬أو تقليد رعاياهم‬

‫واتِّباعهم لهم في الدخول باإلسالم‪ ،‬كما كان يفعل النبي ‪ ‬مع رؤساء قريش وصناديد العرب‪ .،‬وقد‬

‫نص الفقهاء على إعطاء المؤلفة رجاء إسالم نظرائهم‪ ،‬وأعطى أبو بكر عدي بن حاتم والزبرقان بن‬

‫‪2‬‬
‫بدر‪ ،‬مع حسن نياتهما واسالمهما‪ ،‬رجاء إسالم نظرائهما‪.‬‬

‫مبينا أهم المجاالت التي يصرف عليها هذا‬


‫وقد جاء قرار الندوة الثالثة لقضايا الزكاة المعاصرة ّ‬

‫السهم‪ ،‬وذكر منها هذا النوع‪ ،‬حيث نص على ما يلي‪ " :‬تأليف من صيرجى إسالمه‪ ،‬وبخاصة أهل‬

‫الرأي والنفوذ‪ ،‬ممن صيظن أن له دو ار كبي ار في تحقيق مافيه صالح المسلمين"‪.‬‬

‫فمثال قارة إفريقيا يدور فيها صراع سياسي ومذهبي رهيب‪ ،‬حيث تتنافس شتى القوى لكسب‬

‫حكوماتها وشعوبها وزعمائها‪ ،‬فالتبشير االستعماري أ و االستعمار التبشيري من ناحية‪ ،‬والتسلل‬

‫الصهيوني اإلسرائيلي من ناحية ثانية‪ ،‬والتغلغل الشيوعي الماركسي من ناحية ثالثة‪...‬كل يريد أن‬

‫يصبغ القارة بصبغته‪ ،‬أو يضمها إلى جانبه‪ ،‬واإلسالم ال يجوز له أن يقف مكتوف األيدي إزاء هذا‬

‫‪3‬‬
‫التدخل أو التغلغل‪ ،‬لو كانت له دولة تت ّبنى رسالته‪ ،‬وتنشر دعوته‪ ،‬وتقيم شريعته في األرض‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪7 1‬‬
‫المصدر السابق‪.)7008 /3( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص ‪.217‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫الفرع السابع‪ :‬تقوية ضعاف اإليمان‪:‬‬

‫بعطيته قوة إيمانه‪ ،‬لما روي في‬


‫ّ‬ ‫نص فقهاؤنا ومنهم الحنابلة على أنه يعطى سهم المؤلّفة لمسلم يرجى‬
‫ّ‬

‫عباس في قوله تعالى‪ ":‬ﮧ ﮨ "‪ 1‬قال‪ :‬وهم قوم كانوا يأتون رسول‬
‫تفسير ابن جرير عن ابن ّ‬

‫‪2‬‬
‫الصدقات فأصابوا‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫أعطاهم‬ ‫فإذا‬ ‫دقات‪،‬‬ ‫الص‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫يرضخ‬
‫اهلل ‪ ‬قد أسلموا‪ ،‬وكان رسول اهلل ‪َ ‬‬
‫‪4‬‬
‫خير قالوا‪ :‬هذا دين صالح! وان كان غير ذلك‪ ،‬عابوه وتركوه‪.»3 .‬‬
‫منها اا‬

‫الفرع الثامن‪ :‬تأليف قلوب األفراد الذين يؤمل إسالمهم أو تأثيرهم في توجيه المجتمع لصالح‬

‫الدعوة اإلسالمية‪:‬‬

‫إن الهدف األصلي من تخصيص سهم المؤلفة في مصارف الزكاة هو نشر الدعوة اإلسالمية‬

‫بإغراءات مالية تجتذب بعض النفوس الضعيفة التي يستهويها المال وحب النفع المادي‪ ،‬ويكثر هذا‬

‫الصنف في المجتمعات الفقيرة أو الضعيفة أو قليلة اإلنتاج أو محدودة الدخل‪.‬‬

‫فإذا لوحظ وجود هذا الميل عند بعض األفراد الذين يرجى إسالمهم‪ ،‬أو كان لهم شيء من النفوذ‬

‫والتأثير في مجتمعاتهم لصالح الدعوة اإلسالمية‪ ،‬لزمت المبادرة إلعطائهم شيئا من مال اهلل تعالى‪،‬‬

‫سواء على مستوى بعض الحكومات غير المسلمة‪ ،‬أو بعض الهيئات والتجمعات والقبائل‪ ،‬أو بعض‬

‫‪1‬‬
‫سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.60‬‬
‫‪ 2‬رضخ له من ماله رضيخة"‪ ،‬أعطاه عطية مقاربة‪ ،‬ليست بالكثيرة‪ ،‬وأصله من "الرضخ"‪ ،‬وهو كسر النوى وغيره‪ ،‬كأنه كسر له من‬
‫ماله شيئا‪ (.‬تفسير جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر الطبري (المتوفى‪:‬‬
‫‪310‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ 1270( 1‬هـ ‪ 7000/‬م)‪.)313/12( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫تفسير الطبري‪ ،‬محمد بن جرير‪.)313/12( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫الفقه اإلسالمي وأدلّته‪ ،‬وهبة الزحيلي‪.)7008 /3( ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫األفراد العاديين‪ ،‬أو الخطباء والكتاب ونحوهم ممن يرجى تأثيرهم في توجيه المجتمع نحو دعوة اهلل‬

‫‪1‬‬
‫للحق والخير والتوحيد‪.‬‬

‫الفرع التاسع‪ :‬الشخصيات غير المسلمة ذات التأثير‪ :‬فهناك شخصيات لها صالحيات كثيرة ولها‬

‫نفوذ واسع‪ ،‬وقد يكون لها سلطة شرعية أو سياسية‪ ،‬ومن خالل ما تتمتع به تستطيع التحكم والتأثير‬

‫فيمن حولها إيجابا وسلبا‪ ،‬ومع وجود مصطلح األقليات المسلمة في كثير من البلدان غير المسلمة‬

‫كان للشخصيات المؤثرة والمتعلقة بواقع هذه األقليات دور مهم ينبغي توظيفه لتحقيق مصالح هؤالء‬

‫المسلمين‪ ،‬وامكان تأليفهم ع لى اإلسالم‪ ،‬ومن األمثلة أيضا القائمون على األنشطة العلمية والبحثية‪،‬‬

‫أو العاملون في مجال الصحافة واإلعالم‪ ،‬ممن لهم الثقل المعرفي والثقافي‪ ،‬فهؤالء باإلمكان االستفادة‬

‫الرموز المجتمعية‬
‫الدعوة‪ ،‬وتحصيل مصالح المسلمين والذب عنهم‪ ،‬ومن أمثلتهم كذلك ّ‬
‫منهم في ّ‬

‫خصوصا مع ازدهار تقنيات التواصل‬


‫ا‬ ‫الرياضة‪،‬‬
‫والمشاهير من ذوي الثقل الجماهيري‪ ،‬كرجال ّ‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهؤالء يمكنهم بكلمة واحدة التأثير سلبا أو إيجابا على القضايا اإلسالمية‪.‬‬

‫الفرع العاشر‪ :‬استخدام هذا المصرف في إيجاد مؤسسات لرعاية المسلمين الجدد‪:‬‬

‫يجوز للمزكي دفع الزكاة لوكيل عنه يتولى صرفها في بعض أو جميع مستحقيها أو مصارفها‬

‫المنصوص عليهم في القرآن الكريم‪ ،‬لكن يجب دفع الزكاة على الفور باتفاق الفقهاء‪.‬‬

‫وبناء عليه يمكن تخصيص أو إيجاد مؤسسات عامة ينفق عليها من سهم العاملين‪ ،‬وتتولى تفقد‬

‫أحوال المسلمين الجدد في أنحاء العالم‪ ،‬وامدادهم بما يحتاجون‪ ،‬ورعايتهم ماديا ومعنويا‪ ،‬صحيا‬

‫‪ 1‬الفقه اإلسالمي وأدلّته‪ ،‬وهبة الزحيلي‪.)7008،7009 /3( ،‬‬


‫‪2‬‬
‫مصرف المؤلفة قلوبهم بين التفعيل والتعليق‪ ،‬منى فاروق محمد أحمد موسى‪ ،‬صالح قادر الزنكي‪ ،‬ص ‪216‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫وثقافيا‪ ،‬بإعطائهم شيئا من أموال الزكاة‪ ،‬لتثبيتهم على الدين وتشجيعهم واشعارهم بالنصرة والعون أمام‬

‫أقوامهم‪ ،‬ألن المهم هو رعاية من أسلم والحفاظ عليه‪.‬‬

‫قال أبو عبيد‪ :‬فإذا كان قوم‪ ،‬هذه حالهم‪ ،‬ال رغبة لهم في اإلسالم إال للنيل‪ ،‬وكان في ردتهم‬

‫ومحاربتهم إن ارتدوا ضرر على اإلسالم‪ ،‬لما عندهم من العز والمنعة‪ ،‬فرأى اإلمام أن يرضخ لهم‬

‫من الصدقة‪ ،‬فعل ذلك لخالل ثالث ـ إحداهن‪ :‬األخذ بالكتاب والسنة‪ ،‬والثانية‪ :‬البقيا على المسلمين‬

‫والثالثة‪ :‬أنه ليس بيائس أن تمادى بهم اإلسالم أن يفقهوه وتحسن فيه رغبتهم‪.‬‬

‫وقال السيد رشيد رضا‪ :‬األولى من المرابطين في الثغور وحدود بالد األعداء بالتأليف في زماننا‪ ،‬قوم‬

‫من المسلمين يتألفهم الكفار ليدخلوهم تحت حمايتهم‪ ،‬أو في دينهم‪ ،‬فإننا نجد دول االستعمار الطامعة‬

‫في استعباد جميع المسلمين وفي ردهم عن دينهم‪ ،‬يخصصون من أموال دولهم سهما للمؤلفة قلوبهم‬

‫من المسلمين‪ ،‬فمنهم من يؤلفون ألجل تنصيره واخراجه من حظيرة اإلسالم‪ ،‬ومنهم من يؤلفونه ألجل‬

‫الدخول في حمايتهم ومشاقة الدول اإلسالمية أو الوحدة اإلسالمية‪ ،‬ككثير من أمراء جزيرة العرب‬

‫وسالطينها!! أفليس المسلمون أولى بهذا منهم؟‪.‬‬

‫الفرع الحادي عشر‪ :‬تأليف قلوب بعض الحكومات والدول غير اإلسالمية‪:‬‬

‫والتي تحوي جاليات إسالمية لتحقيق األمن لها‪ ،‬أو بعض الدول غير اإلسالمية التي تعارض‬

‫إقامة مشاريع إسالمية على أرضها‪ :‬إن أي دعم لإلسالم والمسلمين أمر مطلوب شرعا‪ ،‬سواء فيما‬

‫يتعلق باعتناق اإلسالم دينا‪ ،‬أو رعاية المسلمين‪ ،‬والحفاظ على وجودهم وأمنهم وهويتهم الشخصية‬

‫الذاتية‪ ،‬أو حماية المصالح اإلسالمية بنشر الدعوة إلى اهلل‪ ،‬واقامة المساجد والمراكز اإلسالمية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫تفسير المنار‪ ،‬محمد رشيد رضا‪.)277/10( ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫وتوفير مختلف اإلمكانات لتعليم القرآن‪ ،‬ونشر التربية اإلسالمية‪ ،‬وتوعية الشباب والفتيات‪ ،‬وتحذيرهم‬

‫من مخاطر ذوبان الشخصية اإلسالمية‪ ،‬والتأثر بتقاليد وعادات غير المسلمين‪.‬‬

‫لذا كان مشروعا إنفاق المال في هذا السبيل‪ ،‬واعطاء شيء من المساعدات من الزكاة وغيرها‬

‫لبعض الحكومات والدول غير اإلسالمية لحماية الجاليات اإلسالمية وتحقيق األمن لها وتمكينها من‬

‫ممارسة شعائر اإلسالم‪ ،‬وابقاء الصبغة اإلسالمية في األسماء‪ ،‬والممارسات السلوكية‪ ،‬وتطبيق أحكام‬

‫الشريعة اإلسالمية في قضايا الزواج والطالق واأليمان والنذور ونحوها من األمور الخاصة اللصيقة‬

‫بالشخصية‪ ،‬والمميزة ألوضاع المسلمين عن غيرهم‪.‬‬

‫كما يكون مشروعا تقديم بعض المعونات لبعض الدول غير اإلسالمية للسماح للمسلمين بإقامة بعض‬

‫المشاريع اإلسالمية على أرضها‪ ،‬كبناء المساجد والمراكز والمدارس اإلسالمية‪ ،‬ففي ذلك حماية‬

‫للمسلمين أنفسهم من الضياع واالنحراف وتشوه الصبغة اإلسالمية النقية‪ ،‬وحفظ الطابع اإلسالمي‬

‫والعقيدة اإلسالمية في نفوس أبنائها‪ ،‬فإن أخطر ما يهدد وجود الجاليات اإلسالمية في أمريكا وأوربا‬

‫وغيرهما من بالد العالم هو ذوبان الصبغة اإلسالمية من نفوس الجيل الثاني الذي ولد أو تربى في‬

‫تلك البالد غير اإلسالمية‪ .‬أما اآلباء واألمهات الذين هاجروا إلى تلك البالد (المغتربون) وهم الجيل‬

‫األول‪ ،‬فيغلب عليهم تمسكهم بشيء من الدين واألخالق اإلسالمية أو العربية‪ ،‬واالعتزاز باللغة‬

‫‪1‬‬
‫العربية في كالمهم وكتاباتهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬وهبة الزحيلي‪.)7010،7011 /3( ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الغارم إلصالح ذات البين‪.‬‬

‫قد عرفنا سابقا أن الغارم الصالح ذات البين هو الذي يلتزم ف ذمته ماال عوضا عما بين‬

‫فئتين متخاصمتين‪ ،‬ومثل هؤالء المصلحين بين الناس كل من يقوم من أهل الخير في عمل مشروع‬

‫اجتماعي نافع كمؤسسة لأليتام ‪ ،‬أو مستشفى لعالج الفقراء‪ ،‬أو مسجد إلقامة الصالة‪ ،‬أو مدرسة‬

‫لتعليم المسلمين‪ ،‬أو ما شابه ذلك من أعمال البر والخدمة االجتماعية‪ ،‬فإنه قد خدم في سبيل خير‬

‫عام للجماعة‪ ،‬فمن حقه أن يساعد من المال العام لها‪ ،‬وليس في الشرع دليل يقصر الغارمين على‬

‫من غرموا إلصالح ذات البين دون غيرهم‪ ،‬فلو لم يدخل أولئك في لفظ الغارمين‪ ،‬لوجب أن يأخذوا‬

‫حكمهم بالقياس ‪ 1.‬ومن المسائل المعاصرة في هذا المصرف مسألتين‪:‬‬

‫المسألة األولى‪ :‬القرض الحسن من الزكاة‪.‬‬

‫المسألة الثانية‪ :‬قضاء دين الميت من الزكاة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القرض الحسن من الزكاة‪.‬‬

‫من المسائل المعاصرة التي قاسها العلماء المعاصرون على مصرف الغارمين إعطاء القروض‬

‫الحسن‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه األساتذة أبو زهرة وخالف وحسن في بحثهم عن الزكاة معللين ذلك بأنه‬

‫إذا كانت الديون العادلة تصؤدى من مال الزكاة‪ ،‬فأولى أن تعطى منه القروض الحسنة الخالية من‬

‫الربا‪ ،‬لترد إلى بيت المال‪ ،‬فجعلوه من قياس األولى‪ ،‬والى مثل هذا الرأي ذهب الباحث العالمة حميد‬

‫‪1‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص‪.277‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫اهلل الحيدر آبادي في بحث له بعنوان" بنوك القرض بدون ربا" وقد أيد رأيه بأن القرءان الريم جعل في‬

‫ميزانية الزكاة سهما للغارمين‪ ،‬وهم المديونين‪:‬‬

‫مقدر‪.‬‬
‫‪ _1‬الذين ال يستطيعون بسبب الفقر المدقع ‪ ،‬أن يؤدوا ما عليهم من القرض في أجل ّ‬

‫‪ _7‬الذين لهم حاجات مؤقتة‪ ،‬ولهم الوسائل ليؤدوا في وقت قصير المساعدة التي تلقوها على وجه‬

‫الدين‪.‬‬

‫يريد األستاذ أن يجعل هذا الصنف من الغارمين؛ ولكن كيف وهو قبل أن يأخذ القرض لم يكن من‬

‫‪1‬‬
‫الغارمين‪ ،‬فاألرجح ما سلكه فقهاؤنا الثالثة ‪ :‬أبو زهرة وزمياله أخذا بقياس األولى‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قضاء دين الميت من الزكاة من سهم الغارمين‪.‬‬

‫قال النووي‪ :‬لو مات رجل وعليه دين وال تركة له هل يقضى من سهم الغارمين؛ فيه وجهان حكاهما‬

‫صاحب البيان‪ ،‬أحدهما ال يجوز وهو قول الصيمري‪ 2‬ومذهب النخعي‪ 3‬وأبي حنيفة وأحمد ؛‬

‫والثاني يجوز لعموم اآلية‪ ،‬وألنه يصح التبرع بقضاء دينه كالحي‪ ،‬ولم يرجح واحدا من الوجهين وقال‬

‫الدارمي‪ :‬إذا مات الغارم لم يعط ورثته عنه وقال ابن كج‪ :1‬إذا مات وعليه دين فعندنا ال يدفع في‬

‫‪1‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص‪278‬‬
‫‪2‬‬
‫الصيمري أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين‪ ،‬شيخ الشافعية ‪ ،‬وعالمهم‪ ،‬القاضي‪ ،‬من أصحاب الوجوه‪ ،‬تفقه بأبي حامد المروروذي ‪،‬‬
‫وبأبي الفياض‪ ،‬وارتحل الفقهاء إليه إلى البصرة‪ ،‬وعليه تفقه أقضى القضاة الماوردي‪ ،‬وصنف كتاب (اإليضاح في المذهب) سبع‬
‫مجلدات‪ ،‬وكتاب (القياس والعلل) ‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬توفي سنة ‪206‬ه‪(.‬سير أعالم النبالء‪ ،‬الذهبي‪.)12/17 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫إبراهيم النخعي أبو عمران بن يزيد بن قيس‪ ،‬إلمام‪ ،‬الحافظ‪ ،‬فقيه العراق‪ ،‬النخعي‪ ،‬اليماني‪ ،‬ثم الكوفي‪ ،‬أحد األعالم‪ ،‬وهو ابن مليكة؛‬
‫أخت األسود بن يزيد‪( ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬الذهبي(المتوفى ‪728 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب األرناؤوط‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ 1203( 3‬هـ ‪ 1983 /‬م)‪.)370/2( ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫دينه من الزكاة وال يصرف منها في كفنه وانما يدفع إلى وارثه إن كان فقي ار وبنحو هذا قال أهل الرأي‬

‫ومالك قال وقال أبو ثور‪ :‬يقضى دين الميت وكفنه من الزكاة ثم قال ابن كج بعد هذا بأسطر إذا‬

‫‪2‬‬
‫استدان إلصالح ذات البين ثم مات دفع ما يفك به تركته ‪.‬‬

‫المطلب‪ :‬الرابع‪ :‬في سبيل اهلل‪.‬‬

‫ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة لمصرف " في سبيل اهلل"‪ ،‬وفي هذا المطلب‬

‫نحاول أن نذكر بعضا منها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬توسع المعاصرين في استخدامات مصرف في سبيل اهلل‬

‫‪3‬‬
‫قال سيد قطب‪ :‬وذلك باب واسع يشمل كل مصلحة للجماعة تحقق كلمة اهلل‪.‬‬

‫وقال رشيد رضا‪ :‬ويدخل فيه النفقة على المدارس للعلوم الشرعية وغيرهم مما تقوم به المصلحة‬

‫العامة‪ ،‬وفي هذه الحالة يعطى منها معلمو هذه المدارس ما داموا يؤدون وظائفهم المشروعة التي‬

‫ينقطعون بها عن كسب آخر‪ ،‬وال يعطى عالم غني ألجل علمه‪ ،‬وان كان يفيد الناس به‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ابن كج أبو القاسم يوسف بن أحمد الدي نوري‪ ،‬القاضي‪ ،‬العالمة‪ ،‬شيخ الشافعية‪ ،‬أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج الدينوري‪ ،‬تلميذ‬
‫أبي الحسين بن القطان‪ ،‬وحضر مجلس الداركي‪ ،‬وكان يضرب به المثل في حفظ المذهب‪ ،‬وله وجه‪ ،‬وتصانيف كثيرة ‪ ،‬وأموال‬
‫وحشمة‪ ،‬ارتحل إليه الناس من اآلفاق؛ وكان بعضهم يقدمه على الشيخ أبي حامد ‪ ،‬وقال‪ :‬هو ذاك رفعته بغداد‪ ،‬قتلته الحرامية بالدينور‬
‫ليلة سبع وعشرين من رمضان‪ ،‬سنة ‪203‬ه (سير أعالم النبالء‪ ،‬شمس الدين ‪،‬الذهبي ‪.)182/17(،‬‬
‫‪2‬‬
‫المجموع شرح المهذب‪ ،‬النووي ‪.)711/6( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫في ظالل القرءان‪ ،‬سيد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬بيروت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1203( 11‬هـم ‪1983‬م)‪.)1670 /3( ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫والترتيب في هذه األصناف لبيان األحق فاألحق للصدقات‪ ،‬على القاعدة الغالبة عند فصحاء العرب‬

‫في تقديم األهم فاألهم على ما دونه في الموضوع‪ ،‬وان كانت الواو ال تفيد الترتيب في معطوفاتها‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫فالفقراء والمساكين أحق من غيرهم بهذه الصدقات؛ ألنهم المقصودون بها أوال وبالذات‪.‬‬

‫وقال سيد سابق‪ :‬ويدخل في عموم مصرف في سبيل اهلل إنشاء المستشفيات العسكرية‪ ،‬وكذا الخيرية‬

‫العامة‪ ،‬واشراع الطرق‪ ،‬وتعبيدها‪ ،‬ومد الخطوط الحديدية العسكرية‪ ،‬ال التجارية‪ ،‬ومنها بناء البوارج‬

‫المدرعة‪ ،‬والمناطيد‪ ،‬والطيارات الحربية‪ ،‬والحصون‪ ،‬والخنادق‪ .‬ومن أهم ما ينفق في سبيل اهلل‪ ،‬في‬

‫زماننا هذا‪ ،‬إعداد الدعاة إلى السالم‪ ،‬وارسالهم إلى بالد الكفار‪ ،‬من قبل جمعيات منظمة تمدهم‬

‫بالمال الكافي‪ ،‬كما يفعله الكفار في نشر دينهم‪ .‬ويدخل فيه النفقة على المدارس‪ ،‬للعلوم الشرعية‪،‬‬

‫وغيرها مما تقوم به المصلحة العامة‪ ،‬وفي هذه الحالة يعطى منها معلمو هذه المدارس‪ ،‬ما داموا‬

‫يؤدون وظائفهم المشروعة‪ ،‬التي ينقطعون بها عن كسب آخر وال يعطى عالم غني الجل علمه‪ ،‬وان‬

‫‪2‬‬
‫كان يفيد الناس به‪.‬‬

‫وفسر الشيخ محمد شلتوت رحمه اهلل " في سبيل اهلل" بقوله‪ :‬المصالح العامة التي ال ملك فيها ألحد‪،‬‬

‫والتي ال يختص باالنتفاع بها أحد‪ ،‬فملكها هلل‪ ،‬ومنفعتها لخلق اهلل‪ ،‬وأوالها وأحقها‪ :‬التكوين الحربي‪،‬‬

‫الذي ترد به األمة البغي وتحفظ الكرامة‪ ،‬ويشمل العدد والعدة على أحدث المخترعات البشرية‪ ،‬ويشمل‬

‫المستشفيات عسكرية ومدنية‪ ،‬ويشمل تعبيد الطرق‪ ،‬ومد الخطوط الحديدية‪ ،‬وغير ذلك مما يعرف‬

‫أهل الحرب والميدان‪ ،‬ويشمل اإلعداد القوي الناضج لدعاة إسالميين‪ ،‬يظهرون جمال اإلسالم‬

‫‪1‬‬
‫تفسير المنار‪ ،‬محمد رشيد رضا‪.)237/10( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫فقه السنة‪ ،‬سيد سابق‪.)392/1( ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫وسماحته وينشرون كلمته‪ ،‬ويبلغون أحاكمه‪ ،‬ويتعقبون مهاجمة الخصوم لمبادئه بم يرد كيدهم في‬

‫نحورهم‪ ...‬والكلمة "سبيل اهلل" على وجه عام كل ما يحفظ لألمة مكانتها المادية والروحية ويحقق‬

‫‪1‬‬
‫شعائرها على الوجه الذي تتميز عن غيرها‪ ،‬وتتقضى به حاجتها من نفسها‪.‬‬

‫وقال األستاذ الدكتور مصطفى باجو‪ ... :‬كما يندرج في هذا الميدان تكوين من يتحملون هذا العبء‬

‫الثقيل‪ ،‬تكوينا مناسبا للعصر‪ ،‬يكون في أعلى مستويات الجودة‪ ،‬علما ومنهجا وأسلوبا‪ ،‬وهو ما‬

‫يقتضي إنشاء مؤسسات ومراكز متخصصة في التربية والتعليم‪ ،‬واإلعالم والتكنولوجيا‪ ،‬وعلوم النفس‬

‫والتربية واإلدارة وا القتصاد‪ ،‬وغيرها من العلوم المترابطة التي تتآزر إلعداد هذا النوع من الدعاة‪،‬‬

‫وامتالك هذه النوعية من األدوات‪.‬‬

‫بل إن بعضهم يتوسع فيعتبر كل العلوم مهما كانت صمغرقة في مجال المادة والكون والطبيعة هي‬

‫علوم تخدم اإلسالم وتجلي حقائقه‪ ،‬ويمكن اتخاذها وسيلة لنصرة الدين ونفع أمة اإلسالم‪.‬‬

‫وأضاف قائال‪ :‬والذي يبدو أنه صالح لالنضواء تحت مضلة "سبيل اهلل" كل ماكان في خدمة الدين‬

‫مباشرة‪ ،‬فمن يتعلم علما يبين به أحكام الدين للناس‪ ،‬ومن يسعى لنشر تعاليم الدين في األرض وتبليغ‬

‫رسالته‪ ،‬سواء بنفسه‪...‬وقد جاء بيان سبيل اهلل في الورقة التقنية واضحا‪ ،‬وهو االقتصار في توسيع‬

‫مدلول الجهاد في سبيل اهلل من الجهاد بالنفس إلى جهاد العلم والقلم‪ ،‬ويعتبر من جملة سبيل اهلل‬

‫الصرف في الدعوة إلى اهلل تعالى‪ ،‬والذود عن شريعته‪ ،‬وهذا بدعم طلبة العلم الشرعي والعلماء‬

‫‪1‬‬
‫اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬محمد شلتوت‪ ،‬ص ‪.103 ،102‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫الربانيين الذين يقومون بمصالح المسلمين ا لدينية‪ ،‬فيعطى لهم بشرط نفعهم لإلسالم والمسلمين‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫وبالقدر الذي يعينهم على التفرغ لذلك‪ ،‬فال تصرفهم األقوات وتكاليف الحياة عن مهمتهم‪.‬‬

‫قال القرضاوي‪ :‬أوثر عدم التوسع في مدلول" سبيل اهلل" بحيث يشمل كل المصالح والقربات‪ ،‬كما‬

‫أرجح عدم التضييق فيه‪ ،‬بحيث ال يقتصر على الجهاد بمعناه العسكري المحض‪ ،‬إن الجهاد قد يكون‬

‫بالقلم واللسان‪ ،‬كما يكون بالسيف والسنان‪ ،‬قد يكون الجهاد فكريا‪ ،‬أو تربويا‪ ،‬أو اجتماعيا‪ ،‬أو‬

‫اقتصاديا‪ ،‬أو سياسيا‪ ،‬كما يكون عسكريا‪ ،‬وكل هذه األنواع من الجهاد تحتاج إلى اإلمداد والتمويل‪.‬‬

‫المهم أن يتحقق الشرط االساسي لذلك كله‪ ،‬وهو أن يكون" في سبيل اهلل" أي في صنصرة اإلسالم‬

‫واعالء كلمته في االرض‪ ،‬فكل جهاد أصريد به أن تكون كلمة اهلل هي العليا فهو في سبيل اهلل‪ ،‬أيا كان‬

‫‪2‬‬
‫نوع هذا الجهاد وسالحه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دفع الزكاة في إنشاء وسائل اإلعالم والعلماء الذين يتولون رعاية هذه القنوات‪:‬‬

‫وسائل اإلعالم في عصرنا الحاضر‪ ،‬صارت سالحا فعاال ذو حدين فكما تساهم في إضالل‬

‫ا لناس من خالل البرامج الهابطة ‪ ،‬فيمكن استغاللها للدفاع عن اإلسالم‪ ،‬بمشورة العلماء الربانيين‬

‫الذين يردون الشبهات ويقيمون الحجج على صدق رسالة النبي ‪ ،‬فقنوات الشبهات والشهوات كثيرة‬

‫واإلقبال عليها كبير‪ ،‬فوجب محاربتها بقنوات هادفة تدعو إلى اهلل ‪ ،‬لذلك لم يغفل العلماء عن هذه‬

‫المسألة ومنهم علماء المالكية الذين أفتوا بجواز دفع الزكاة للقارئ والعالم والمعلم ومن فيه منفعة‬

‫للمسلمين ولو كانوا أغنياء لعموم نفعهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصارف الزكاة األربعة‪ ،‬مصطفى بن صالح باجو‪( ،‬بحوث ندوة التميز الفقهية)‪ ،‬مركز التميز للبحوث والدراسات االقتصادية‪ ،‬الندوة‬
‫‪ ،7‬ص‪.116‬‬
‫‪2‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬يوسف القرضاوي‪ ،‬ص‪.222 ،223‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫فقد قال العالمة محمد الصالح بن سليم األوجلي رحمه اهلل حين صسئِل عن إعطاء الزكاة للعالم الغني‬

‫المدرس ومن في معناهم ممن نفعه عام للمسلمين بما نصه‪ :‬الحمد هلل يجوز إعطاء الزكاة‬
‫والقاضي و ّ‬

‫للقارئ والعالم والمعلم ومن فيه منفعة للمسلمين ولو كانوا أغنياء لعموم نفعهم ولبقاء الدين كما نص‬

‫على جوازها ابن رشد واللخمي وقد عدهم اهلل سبحانه وتعالى في األصناف الثمانية التي تعطى لهم‬

‫الزكاة حيث قال‪ ":‬ﮬ ﮭ ﮮ "‪ 1‬يعني‪ :‬المجاهد إلعالء كلمة اهلل‪ ،‬وانما ذلك لعموم نفعهم‬

‫للمسلمين فيعطى المجاهد ولو كان غنيا كما ذكرناه في عموم النفع‪ ،‬وفي هذا المعنى العالم والقارئ‬

‫والمعلم والمؤذنون؛ ألن في ذلك بقاء اإلسالم وشهرته وتعظيمه واراحة القلوب عليه فينخرط ذلك في‬

‫سلك قوله تعالى‪ ": :‬ﮬ ﮭ ﮮ "‪ 2‬قاله محمد الصالح بن سليم األوجلي‪ ،‬وقال اللخمي‪ :‬العلماء‬

‫أولى بالزكاة ولو كانوا أغنياء ذكره الشيخ محمد الفاسي في حاشيته على المختصر قال شيخنا السيد‬

‫‪3‬‬
‫محمد‪ :‬هذا كله ما لم يكن لهم راتب في بيت المال‪.‬‬

‫إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند‬


‫ويؤيد ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري ‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال‪ّ « :‬‬

‫سلطان جائر»‪.4‬‬

‫‪7‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.60‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫شرح مختصر خليل للخرشي‪ ،‬محمد بن عبد اهلل الخرشي المالكي أبو عبد اهلل (المتوفى‪1101 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر للطباعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‬
‫ط‪.)716 /7( ،‬‬
‫‪2‬‬
‫رواه الترمذي‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب ما جاء أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر‪ ،‬رقم ‪ .)271/2( ،7172‬وأبو داود‪ ،‬كتاب‬
‫المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬رقم ‪ ،)172/2( ،2322‬وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة‪ ،‬رقم ‪.)886/1( ،291‬‬
‫‪3‬‬
‫شرح مختصر خليل للخرشي‪ ،‬محمد بن عبد اهلل الخرشي المالكي أبو عبد اهلل (المتوفى‪1101 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر للطباعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‬
‫ط‪.)716 /7( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫رواه الترمذي‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب ما جاء أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر‪ ،‬رقم ‪ .)271/2( ،7172‬وأبو داود‪ ،‬كتاب‬
‫المالحم‪ ،‬باب األمر والنهي‪ ،‬رقم ‪ ،)172/2( ،2322‬وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة‪ ،‬رقم ‪.)886/1( ،291‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تحرير أرض اإلسالم من حكم الكفار‪:‬‬

‫أهم ما ينطبق عليه معنى الجهاد في عصرنا هو العمل على تحرير األرض المقدسة اإلسالمية‬

‫من حكم الكفار الذين استولوا عليها وأقاموا فيها حكمهم بدل حكم اهلل‪ ،‬سواء كانوا يهودا أو نصارى أو‬

‫وثنيين‪ ،‬أو ملحدين ال يدينون بدين‪ ،‬فالكفر كلّه ملة واحدة‪ ،‬وكلهم سواء ف وجوب محاربتهم إذا‬

‫اح تلوا جزءا من ديار اإلسالم ‪ ،‬يقوم بذلك أدنى البالد إلى هذا الجزء‪ ،‬يعاونهم األقرب فاألقرب‪،‬‬

‫يبتل‬
‫حسب الحاجة‪ ،‬إلى أن يشمل الوجوب المسلمين جميعا‪ ،‬إذا لم تقم الكفاية إال بالجميع‪ ،‬ولم َ‬

‫المسلمون في عصر‪ ،‬كما ابتلوا اليوم بوقوع كثير من ديارهم في قبضة الكفرة المستعمرين‪ ،‬وف‬

‫مقدمة هذه الديار‪ :‬فلسطين التي صسلط عليها شذاذ اآلفاق من اليهود‪..‬وغيرها من البالد اإلسالمية‬

‫العريقة التي تسلطت عليها الشيوعية الملحدة الطاغية‪ ،‬واسترداد هذه البالد كلها‪ ،‬وتخليصها من براثن‬

‫الكفر‪ ،‬وأحكام الكفار واجب على كافة المسلمين بالتضامن‪ ،‬واعالن الحرب المقدسة إلنقاذها فريضة‬

‫إسالمية‪ ،‬فإذا قامت حرب في أي جزء من هذه األجزاء بهذا القصد‪ ،‬ولهذه الغاية‪ :‬تخليص البلد من‬

‫أحكام الكفر وطغيان الكفرة فهي بال نزاع جهاد في سبيل اهلل‪ ،‬يجب أن يمول ويعان‪ ،‬وأن صيدفع له‬

‫قسط من مال الزكاة‪ ،‬يقلل ويكثر حسب حصيلة الزكاة من جهة‪ ،‬وحسب حاجة الجهاد من جهة‬

‫ثانية‪ ،‬وحسب حاجة سائر المصارف األخرى شدة وضعفا من جهة ثالثة‪ ،‬وكل هذا موكول ألهل‬

‫‪1‬‬
‫الحل والعقد‪ ،‬وذوي الرأي والشورى من المسلمين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫الفرع الرابع‪ :‬السعي إلعادة حكم اإلسالم جهاد في سبيل اهلل‪.‬‬

‫مما ينبغي أن يصرف إليه من سهم " في سبيل اهلل "في العصر الحال ما ذكره صاحب تفسير‬

‫المنار حيث قال‪ :‬الواجب على دعاة اإلصالح فيهم أن يبدءوا بإصالح من بقي فيه بقية من الدين‬

‫والشرف بتأليف جمعية لتنظيم جمع الزكاة منهم‪ ،‬وصرفها قبل كل شيء في مصالح المرتبطين بهذه‬

‫الجمعية دون غيرهم‪ ،‬ويجب أن يراعى في نظام هذه الجمعية أن لسهم المؤلفة قلوبهم مصرفا في‬

‫مقاومة الردة واإللحاد‪ ،‬وأن لسهم فك الرقاب مصرفا في تحرير الشعوب المستعمرة من االستعباد إذا‬

‫لم يكن له مصرف تحرير األفراد‪ ،‬وأن لسهم سبيل اهلل مصرفا في السعي إلعادة حكم اإلسالم‪ ،‬وهو‬

‫أهم من الجهاد لحفظه في حال وجوده من عدوان الكفار‪ ،‬ومصرفا آخر في الدعوة إليه‪ ،‬والدفاع عنه‬

‫باأللسنة واألقالم‪ ،‬إذا تعذر الدفاع عنه بالسيوف واألسنة وبألسنة النيران‪.‬‬

‫أال إن إيتاء المسلمين أو أكثرهم للزكاة وصرفها بالنظام‪ ،‬كاف إلعادة مجد اإلسالم‪ ،‬بل إلعادة ما‬

‫سلبه األجانب من دار اإلسالم‪ ،‬وانقاذ المسلمين من رق الكفار‪ ،‬وما هي إال بذل العشر أو ربع‬

‫العشر مما فضل عن حاجة األغنياء‪ .‬واننا نرى الشعوب التي سادت المسلمين بعد أن كانوا سادتهم‬

‫يبذلون أكثر من ذلك في سبيل أمتهم وهو غير مفروض عليهم من ربهم‪.1‬‬

‫وقال القرضاوي معلقا على ذلك‪ :‬هذا الكالم البصير‪ ،‬يدل على فقه عميق‪ ،‬وفهم دقيق لإلسالم‬

‫وللحياة جميعا ‪ ،‬فإن أهم وأول ما يعتبر اآلن" في سبيل اهلل" هو العمل الجاد الستئناف حياة إسالمية‬

‫صحيحة‪ ،‬تطبق فيها أحكام اإلسالم كله‪ :‬عقائد ومفاهيم‪ ،‬وشعائر‪ ،‬وشرائع‪ ،‬وأخالق وتقاليد‪ ،‬وان هذا‬

‫المجال هو في الحقيقة أوجب وأولى ما ينبغي أن يصرف فيه الغيورون على اإلسالم زكاة أموالهم‬

‫‪1‬‬
‫تفسير المنار‪ ،‬محمد رشيد رضا‪.)222/10( ،‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫وعامة تبرعاتهم‪ ،‬فإن أكثر المسلمين لم يفهموا بعد أهمية هذا المجال‪ ،‬وضرورة تأييده بالنفس والمال‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ووجوب إيثاره بكل عون مستطاع‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬صرف أموال زكاة لدعم المسلمين في البالد غير اإلسالمية‪.‬‬

‫كبناء المساجد والمدارس ودفع أجور المتفرغين من الدعاة واألئمة والمعلمين وغيرها‪ ،‬اتفقت كلمة‬

‫الباحثين جميعهم على أن تلك األمور تعتبر مما يقوم مقام الجهاد في سبيل اهلل واعالء كلمة اهلل‬

‫ونصرة دينه ونشر شريعته في العالم‪ ،‬فيعطوا من أموال الزكاة ما يكفي حاجتهم بالعرف‪ ،‬في تلك‬

‫المهمة النبيلة‪ ،‬فبالزكاة تنشأ المطابع التي تنشر حقائق اإلسالم‪ ،‬وتحدث مواقع االنترنت والتواصل‬

‫التي تخصص لنشر حقائق الدين والدعوة إليه‪ ،‬وتؤسس مراكز البحث التي تصد شبه الكفار‪ ،‬وتصدر‬

‫أبحاثا في التعريف بالدين‪ ،‬ومؤلفات تنشر الفقه واألحكام‪ ،‬والمدارس التي تدرس الدين واألخالق‬

‫ألبناء المسلمين‪ ،‬إال المساجد فقد استثناها د‪.‬باجو ود‪.‬بابكر فقد رأيا إخراج موضوع الزكاة من بنائها‬

‫وتمويلها‪ ،‬وليكن سبيل ذل هو جمع التبرعات من الصدقات غير الزكاة‪ ،‬إال إذا تعذر هذا فحينئذ‬

‫يكمل بناؤها من الزكاة لوجود الضرورة‪ ،‬وذكر د‪.‬حمدي ضوابط لهذا األمر‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫_ التأكد أن أموال الزكاة تصل إلى مستحقيها الحقيقيين‪.‬‬

‫_ التنسيق مع الهيئات القائمة على توزيع الزكاة محليا لضمان عدالة الوتزيع واستفادة أكبر عدد من‬

‫أموال زكاة المسلمين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫_ إمكانية تمويل الهيئات القائمة على توزيع الزكاة من مصرف العاملين عليها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فقه الزكاة‪ ،‬القرضاوي‪ ،‬ص‪.230‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل اثلاين ‪....................... ........................... .............................................................................................................................‬نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة‬

‫ومما سبق تعرفنا على بعض النماذج المعاصرة لمصارف الزكاة وأقوال العلماء في ذلك لحاجتنا إليها‬

‫في العصر الحاضر وتقسيم الزكاة قسمة عادلة على مستحقيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بحوث ندوة التميز الفقهية‪ ،‬نوازل مصارف الزكاة‪ ،‬الندوة ‪ ،7‬ص ‪.706 ،703‬‬
‫‪44‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‪............................................................................................................ ........................................‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫يسر لنا‬
‫تعد وال تحصى‪ ،‬كما نحمده ونشكره على أن ّ‬
‫نحمد اهلل ‪ ‬على جميع نعمه التي ال ّ‬
‫إتمام هذا البحث‪ ،‬والذي نسأله ‪ ‬أن ينفعنا به في الدنيا واآلخرة أن يجعله موضع قبول عند كل من‬
‫قرأه‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫فبعد هذا العمل المتواضع الذي كان حول ثالث ركن من أركان اإلسالم "الزكاة"‪ ،‬بحثنا فيه ماهية‬
‫مصارف الزكاة‪ ،‬ونماذج معاصرة عن هذه المصارف؛ كان البد أن نختم ما بدأناه‪ ،‬وأن نتوج ما‬
‫درسناه بخالصة تضم أهم النتائج التي استنتجناها منه وهذه بعض منها‪:‬‬

‫_ الوقوف على بيان كل مصرف من مصارف الزكاة‪.‬‬

‫_ تبين لنا أهمية مصارف الزكاة‪ ،‬ودورها في تحقيق آثار مهمة على مستوى األفراد وعالقات األفراد‪،‬‬
‫وعلى مستوى االقتصاد واستق ارره ونموه‪.‬‬

‫_ ظهر في البحث جليا دور مصارف الزكاة في القضاء على الفقر والبطالة والبؤس والتسول وغيرها‪.‬‬

‫_ دور الزكاة في إصالح ذات البين وذلك من خالل مصرف الغارم إلصالح ذات البين‪.‬‬

‫الزكاة لدعم طلبة العلم الفقراء‪ ،‬وحفر اآلبار لهم‪ ،‬وبناء المشاريع االنتاجية‬
‫الصرف من أموال ّ‬
‫_ يجوز ّ‬
‫لصالحهم‪ ،‬وتزويجهم وعالجهم و صرف الزكاة لفك األسرى المسلمين و صرف الزكاة للغارم بسبب‬
‫صفقة خاسرة أو كساد و جواز صرف الزكاة لالجئين المهجرين من أوطانهم و جواز تولي المرأة‬
‫العمل على الزكاة بضوابط شرعية_‪.‬‬

‫_ عطّل بعض العلماء مصرف "المؤلفة قلوبهم"‪ ،‬لكن الراجح من قول العلماء تطبيق هذا المصرف‪.‬‬

‫_ يلحق بمصرف "ابن السبيل" الالجئين واللقطاء والمحرومون من المأوى‪.‬‬

‫_ يعان أصحاب الكوارث من الزكاة من مصرف الغارمين‪ ،‬وهو ما يشبه نظام التأمين‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الخاتمة‪............................................................................................................ ........................................‬‬

‫_ المقصد من تشريع الزكاة حفظ المال وحفظ كرامة الفقير والمسكين والغارم وغيرهم‪.‬‬

‫ومن االقتراحات‪:‬‬

‫_ الحاجة إلى االجتهاد الجماعي لنوازل الزكاة عامة‪ ،‬ولمصارف الزكاة خاصة‪ ،‬ودراستها دراسة‬
‫معمقة حتى توزع توزيعا عادال يحقق جميع أهدافها‪.‬‬

‫_ الحاجة إلى دراسات تعنى بمصارف الزكاة ودورها في التنمية االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫والحمد هلل رب العالمين‬

‫‪08‬‬
‫الفهارس‬
‫فهرس سور وآيات القرءان الكريم‪...........................................................................................................................‬‬

‫فهرس سور وآيات القرءان الكريم‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫السورة واآلية‬


‫سورة البقرة‬
‫َّ َ َ َ ُ َّ َ‬
‫الزَكةَ ﴾‬ ‫﴿ َوأَق ُ‬
‫‪ 11‬و‪11‬‬ ‫‪34‬‬ ‫يموا الصَلة وآتوا‬ ‫ِ‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ﭽﯣﯤﯥﯦﭼ‬
‫سورة آل عمران‬
‫أ‬ ‫‪101‬‬ ‫ﭽﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭼ‬
‫سورة النساء‬
‫أ‬ ‫‪1‬‬ ‫ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ‬
‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ‬
‫ﭭﭮﭼ‬
‫سورة األعراف‬
‫ب ال ر ُم رْسف َ‬
‫ي﴾‬ ‫﴿ َو ُُكُوا َو ر َ‬
‫اْشبُوا َو ََل ت ُ رْسفُوا إنَّ ُه ََل ُُي ُّ‬
‫‪43‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪1‬‬ ‫‪131‬‬ ‫ﭽﭶﭷﭸﭼ‬
‫سورة التوبة‬
‫‪13‬و‪11‬و‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ﭽﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ‬
‫ﯗﯘﯙﭼ‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ ر ر َ ر َ ر َ َ َ ً ُ َ ِّ ُ ُ ر َ ُ َ ِّ‬
‫‪14‬‬ ‫‪104‬‬ ‫يهم بِها ﴾‬
‫﴿ خذ ِمن أموال ِ ِهم صدقة تطهرهم وتزك ِ‬
‫‪1‬‬ ‫‪111‬‬ ‫ﭽﮤﮥﮦﭼ‬
‫سورة الكهف‬
‫﴿ َأ ُّي َها أَ رز ََك َط َع ً‬
‫اما ﴾‬
‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﭽﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﭼ‬
‫‪28‬‬
‫فهرس سور وآيات القرءان الكريم‪...........................................................................................................................‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪113‬‬ ‫ﭽ ﰍﰎﰏ ﭼ‬


‫سورة الفرقان‬
‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﭽﯕﯖﯗ ﯘﯙﭼ‬
‫سورة األحزاب‬
‫أ‬ ‫‪ 10‬و‪11‬‬ ‫ﭽﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ‬
‫ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﭼ‬
‫سورة الممتحنة‬
‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﭽ ﭔﭕﭖﭗﭘﭼ‬
‫سورة البلد‬
‫‪ 11‬و‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ﭽ ﯛﯜﯝﯞﭼ‬

‫‪28‬‬
‫فهرس األحاديث النبوية‪....................................................................................................................................‬‬

‫فهرس األحاديث النبوية‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الحديث‬


‫‪05‬‬ ‫أباح النبي ‪ ‬لمن أصابته جائحة اجتاحت ماله‪ ،‬أن يسأل‪...‬‬

‫‪23‬‬ ‫أَِقم َحتَّى تَأتَِيَنا َّ‬


‫الص َدقَةُ‪ ،‬فََنأ ُم َر لَ َك بِ َها‪...‬‬

‫‪47‬‬ ‫إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر‪...‬‬

‫‪05‬و ‪22‬‬ ‫ب السَّي ُل بِ َمالِ ِه‪...‬‬ ‫ِ‬


‫ثَ ََلثَة م َن ال َغ ِارِم َ‬
‫ين‪َ :‬رُجل َذ َه َ‬

‫‪32‬‬ ‫خذها من أغنيائهم‪ ،‬وردها في فقرائهم‪...‬‬

‫‪20‬‬ ‫ال تحل الصدقة لغني إال لخمسة‪...‬‬

‫‪35‬‬ ‫اللهم أحيني مسكينا‪ ،‬وأمتني مسكينا‪ ،‬واحشرني في زمرة المساكين‪...‬‬

‫‪31‬‬ ‫طيِّب ‪ -‬وال يقبل اهلل إال الطيب‪...‬‬ ‫ما تصدق عبد بصدقة من ٍ‬
‫كسب َ‬

‫‪23‬‬ ‫من ترك دينا فإلي‪...‬‬

‫‪48‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪....................................................................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫القرءان الكريم برواية ورش عن نافع‪.‬‬

‫أبحاث و أعمال الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة المنعقدة بالبحرين في ‪ 11-11‬شوال‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ 1111‬هـ‪ .‬الموافق ‪1111/1 / 11-91‬م‪.‬‬

‫أحكام القرآن‪ ،‬القاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري االشبيلي المالكي‬ ‫‪.9‬‬
‫(المتوفى‪311 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪1191( 1‬‬
‫هـ ‪ 9001 -‬م)‪.‬‬
‫أحكام وفتاوى الزكاة والصدقات والنذور والكفارات‪ ،‬الهيئة الشرعية لبيت الزكاة‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪3‬‬ ‫‪.1‬‬
‫(‪1191‬هـ‪9003 /‬م)‪.‬‬
‫االختيار لتعليل المختار‪ ،‬عبد اهلل بن محمود بن مودود الموصلي البلدحي‪ ،‬مجد الدين أبو‬ ‫‪.1‬‬
‫الفضل الحنفي (المتوفى‪181 :‬هـ)‪ ،‬مطبعة الحلبي القاهرة (وصورتها دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪،‬‬
‫وغيرها)‪ ،‬ط (‪1131‬هـ ‪.)1111 /‬‬
‫إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل‪ ،‬األلباني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‬ ‫‪.3‬‬
‫(‪1103‬هـ‪1183/‬م)‪.‬‬
‫االستذكار‪ ،‬أبو عمر يوس ف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي‬ ‫‪.1‬‬
‫(المتوفى‪111 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬سالم محمد عطا‪ ،‬محمد علي معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‪1‬‬
‫(‪ 1191‬هـ‪9000 -‬م)‪.‬‬
‫اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬محمود شلتوت‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1191( 18‬هـ‪9001/‬م)‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ط ْلَيوسي (المتوفى‪:‬‬
‫الب َ‬
‫‪ .8‬االقتضاب في شرح أدب الكتاب‪ ،‬أبو محمد عبد اهلل بن محمد بن السِّيد َ‬
‫‪ 391‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬مصطفى السقا ‪ -‬الدكتور حامد عبد المجيد‪ ،‬مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة‪،‬‬
‫‪ 1111‬م‪.‬‬
‫األم‪ ،‬الشافعي أبو عبد اهلل محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب‬ ‫‪.1‬‬
‫بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي (المتوفى‪901 :‬هـ)‪ ،‬دار المعرفة – بيروت‪ ،‬د ط‪1110( ،‬هـ‬
‫‪1110/‬م)‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪ .10‬أنيس الفقهاء في تعريفات األلفاظ المتداولة بين الفقهاء‪،‬قاسم بن عبد اهلل بن أمير علي القونوي‬
‫الرومي الحنفي (المتوفى‪118 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬يحيى حسن مراد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط (‪9001‬م‪-‬‬
‫‪1191‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .11‬بحر المذهب (في فروع المذهب الشافعي) الروياني‪ ،‬أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل‬
‫(ت ‪ 309‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬طارق فتحي السيد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ 9001( 1‬م)‪.‬‬
‫‪ .19‬بحوث ندوة التميز الفقهية‪ ،‬نوازل مصارف الزكاة‪ ،‬الندوة السابعة (البيان الختامي)‪.‬‬
‫‪ .11‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي‬
‫الشهير بابن رشد الحفيد (المتوفى‪313 :‬هـ)‪ ،‬دار الحديث – القاهرة‪ ،‬د ط‪1193( ،‬هـ ‪ 9001 -‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬بدائع الصنائع‪ ،‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (المتوفى‪:‬‬
‫‪381‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1101 ،‬هـ ‪1181 -‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬بغية الطلب في تاريخ حلب‪ ،‬عمر بن أحمد بن هبة اهلل بن أبي جرادة العقيلي‪ ،‬كمال الدين‬
‫ابن العديم (المتوفى‪110 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .11‬البناية شرح الهداية‪ ،‬أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى‬
‫الحنفى بدر الدين العينى (المتوفى‪833 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ 1190( 1‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 9000‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة‪ ،‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن‬
‫رشد القرطبي (المتوفى‪390 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬د محمد حجي وآخرون ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنان‪،‬ط‪ 1108( 9‬هـ ‪ 1188 -‬م)‪.‬‬
‫‪ .18‬تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) ‪ ،‬محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن‬
‫محمد بهاء الدين بن منال علي خليفة القلموني الحسيني (المتوفى‪1131 :‬هـ)‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪ ،‬ط (‪.)1110‬‬
‫‪ .11‬تهذيب اللغة‪ ،‬محمد بن أحمد بن األزهري الهروي‪ ،‬أبو منصور (المتوفى‪110 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬محمد‬
‫عوض مرعب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ،‬ط‪9001( 1‬م)‪.)109/1( ،‬‬
‫‪ .90‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر‬
‫الطبري (المتوفى‪110 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ 1190( 1‬هـ ‪ 9000/‬م)‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪ .91‬الجامع الكبير ‪ -‬سنن الترمذي‪ ،‬محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪،‬‬
‫أبو عيسى (المتوفى‪911 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬بشار عواد معروف دار الغرب اإلسالمي – بيروت‪ ،‬ط (‪1118‬‬
‫م)‪.‬‬
‫‪ .99‬الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وسننه وأيامه =‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل أبو عبداهلل البخاري الجعفي‪ ،‬ت‪ :‬محمد زهير بن ناصر‬
‫الناصر‪ ،‬دار طوق النجاة ( مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)‪ ،‬ط‪1‬‬
‫(‪1199‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .91‬الجامع ألحكام القرآن "تفسير القرطبي"‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح‬
‫األنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى‪111 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬أحمد البردوني وابراهيم أطفيش‪،‬‬
‫دار الكتب المصرية – القاهرة‪ ،‬ط‪1181( 9‬هـ ‪ 1111 -‬م)‪.‬‬
‫‪ .91‬جواهر اإلكليل شرح مختصر العالمة الشيخ خليل‪ ،‬صالح عبد السميع اآلبي األزهري‪ ،‬المكتبة‬
‫الثقافية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ .93‬جواهر اإلكليل شرح مختصر العالمة خليل‪ ،‬صالح عبد الميع اآلبي األزهري‪ ،‬دار إحياء‬
‫الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ .91‬الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني‪ ،‬أبو الحسن علي بن‬
‫محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬الشهير بالماوردي (المتوفى‪130 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬الشيخ علي‬
‫محمد معوض ‪ -‬الشيخ عادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪1111( 1‬‬
‫هـ ‪ 1111 /‬م)‪.‬‬
‫‪ .91‬الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب‪ ،‬إبراهيم بن علي بن محمد‪ ،‬ابن فرحون‪،‬‬
‫برهان الدين اليعمري (المتوفى‪111 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬الدكتور محمد األحمدي أبو النور‪ ،‬دار التراث للطبع‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .98‬ديوان لبيد بن ربيعة العامري‪ ،‬لَبِيد بن ربيعة بن مالك‪ ،‬أبو عقيل العامري الشاعر معدود من‬
‫طماس‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪ 1193( 1‬هـ ‪ 9001 /‬م)‪.‬‬
‫الصحابة (المتوفى‪11 :‬هـ)‪ ،‬اعتنى به‪ :‬حمدو ّ‬
‫‪ .91‬رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين‬
‫الدمشقي الحنفي (المتوفى‪1939 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪-‬بيروت‪ ،‬ط‪1119( 9‬هـ ‪1119 /‬م)‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪ .10‬روضة الطالبين وعمدة المفتين أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى‪:‬‬
‫‪111‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬زهير الشاويش‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ -‬دمشق‪ -‬عمان‪ ،‬ط‪1119( 1‬هـ ‪/‬‬
‫‪1111‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬الزاهر في معاني كلمات الناس‪ ،‬محمد بن القاسم بن محمد بن بشار‪ ،‬أبو بكر األنباري‬
‫(المتوفى‪198 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬حاتم صالح الضامن‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬ط‪ 1119( 1‬هـ‬
‫ـ‪.)1119/‬‬
‫‪ .19‬سراج السالك شرح أسهل المسالك‪ ،‬السيد عثمان بن حسنين الجعلي المالكي‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط(‪1191‬هـ‪9001 /‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها‪ ،‬أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين‪،‬‬
‫بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم‪ ،‬األشقودري األلباني (المتوفى‪1190 :‬هـ)‪ ،‬مكتبة المعارف للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ 1113( 1‬هـ ‪ 1113 -‬م)‪.‬‬
‫علي البيهقي (‪ 138 - 181‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬عبد اهلل‬‫الح َسين بن ٍّ‬
‫‪ .11‬السنن الكبير‪ ،‬أبو بكر أحمد بن ُ‬
‫بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مركز هجر للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية (الدكتور‪ /‬عبد السند‬
‫حسن يمامة)‪ ،‬ط‪ 1119( 1‬هـ ‪ 9011 /‬م)‪.‬‬
‫‪ .13‬سير أعالم النبالء‪ ،‬الذهبي(المتوفى ‪118 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ‬
‫شعيب األرناؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ 1103( 1‬هـ ‪ 1183 /‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬السيل الجرار المتدفق على حدائق األزهار‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪1‬‬
‫(‪1193‬هـ‪9001 /‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬الشرح الممتع على زاد المستقنع‪ ،‬محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى‪1191 :‬هـ)‪،‬‬
‫دار ابن الجوزي‪ ،‬ط‪ 1198 - 1199 (1‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .18‬شرح مختصر خليل للخرشي‪ ،‬محمد بن عبد اهلل الخرشي المالكي أبو عبد اهلل (المتوفى‪:‬‬
‫‪1101‬هـ)‪ ،‬دار الفكر للطباعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬د ط‪.‬‬
‫الصحاح تاج اللّغة وصحاح العربية‪ ،‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪.11‬‬
‫طار‪ ،‬دار العلم للماليين – بيروت‪ ،‬ط‪ 1101( 1‬هـ ‪ 1181 /‬م)‪.‬‬ ‫‪111‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬أحمد عبد الغفور ع ّ‬
‫الدين أبو عبد اهلل ابن الشيخ شمس‬
‫‪ .10‬العناية شرح الهداية‪ ،‬محمد بن محمد بن محمود‪ ،‬أكمل ّ‬
‫الدين ابن ال ّشيخ جمال الدين الرومي البابرتي (المتوفى‪181 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د ط‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪55‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪ .11‬العين‪ ،‬أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (المتوفّى‪:‬‬
‫السامرائي‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪.‬‬
‫‪110‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬د مهدي المخزومي‪ ،‬د إبراهيم ّ‬
‫‪ .19‬غريب الحديث أبو محمد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى‪911 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬د‪.‬‬
‫عبد اهلل الجبوري‪ ،‬مطبعة العاني‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪.)1111( 1‬‬
‫‪ .11‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪ -‬المجموعة األولى‪ ،‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬ت‪ :‬أحمد‬
‫بن عبد الرزاق الدويش‪ ،‬رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء ‪ -‬اإلدارة العامة للطبع – الرياض‪.‬‬
‫‪ .11‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬وهبة الزحيلي‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬ط‪1193( 1‬هـ‪/1( ،)9001/‬‬
‫‪.)1111 ،1118‬‬
‫‪ .13‬فقه الزكاة‪ ،‬يوسف القرضاوي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪1191 ( 1‬هـ ‪/‬‬
‫‪9003‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬في ظالل القرءان‪ ،‬سيد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬بيروت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1103( 11‬هـم ‪1183‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا‪ ،‬سعدي أبو جيب‪ ،‬دار الفكر دمشق – سورية‪ ،‬ط‪1108( 9‬‬
‫هـ ‪ 1188 /‬م)‪.‬‬
‫‪ .18‬القبس في شرح موطأ مالك بن أنس‪ ،‬القاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري‬
‫االشبيلي المالكي (المتوفى‪311 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬الدكتور محمد عبد اهلل ولد كريم‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫ط‪ 1119( 1‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬الكافي في فقه اإلمام أحمد‪ ،‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة‬
‫الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى‪190 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬ط‪ 1111( 1‬هـ ‪ 1111/‬م)‪.‬‬
‫‪ .30‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬المؤلف‪ :‬منصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن‬
‫إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1031 :‬هـ) ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ .31‬لسان العرب‪ ،‬محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري‬
‫الرويفعى اإلفريقى (المتوفى‪111 :‬هـ)‪ ،‬دار صادر – بيروت‪ ،‬ط‪ 1111( 1‬هـ)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ .39‬المبدع في شرح المقنع‪ ،‬إبراهيم بن محمد بن عبد اهلل بن محمد ابن مفلح‪ ،‬أبو إسحاق‪ ،‬برهان‬
‫الدين (المتوفى‪881 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ 1118( 1‬هـ ‪ 1111 /‬م)‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪ .31‬مجموع الفتوى ومقاالت متنوعة‪ ،‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن عبد الرحمن بن باز‪ ،‬إشراف‪:‬‬
‫محمد بن سعد الشويعر‪ ،‬دار القاسم للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1190( 1‬هـ )‪.‬‬
‫‪ .31‬المجموع شرح المهذب مع تكملة السبكي والمطيعي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف‬
‫النووي (المتوفى‪111 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬د ت ط‪.‬‬
‫‪ .33‬المحيط البرهاني في الفقه النعماني فقه اإلمام أبي حنيفة‪ ،‬أبو المعالي برهان الدين محمود بن‬
‫أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن َم َازةَ البخاري الحنفي (المتوفى‪111 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬عبد الكريم سامي‬
‫الجندي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ 1191( 1‬هـ ‪9001 /‬م)‪.‬‬
‫‪ .31‬المسائل المعاصرة في الزكاة‪ ،‬منصور بن محمد الصعقوب‪ ،‬ط (‪1119‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .31‬المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬مسلم‬
‫بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى‪911 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪،‬‬
‫‪ .38‬مصارف الزكاة األربعة‪ ،‬مصطفى بن صالح باجو‪( ،‬بحوث ندوة التميز الفقهية)‪ ،‬مركز التميز‬
‫للبحوث والدراسات االقتصادية‪ ،‬الندوة ‪.1‬‬
‫مؤسسة الجريسي للتّوزيع‬
‫‪ .31‬مصارف الزكاة في اإلسالم‪ ،‬سعد بن علي بن وهف القحطاني‪ّ ،‬‬
‫واإلعالن‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ .10‬مصارف الزكاة وتمليكها في ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬خالد عبد الرزاق العاني‪ ،‬دار أسامة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬ط‪.)1111( 1‬‬
‫‪ .11‬مصرف المؤلفة قلوبهم بين التفعيل والتعليق‪ ،‬منى فاروق محمد أحمد موسى‪ ،‬صالح قادر‬
‫الزنكي‪.‬‬
‫‪ .19‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬محمد رواس قلعجي ‪ -‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬دار النفائس للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ 1108( 9‬هـ ‪ 1188 -‬م)‪.‬‬

‫‪ .11‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬محمد رواس قلعجي‪ ،‬حامد صادق قنيبي‪.‬‬


‫‪ .11‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬أبو الحسين (المتوفى‪:‬‬
‫‪113‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط(‪1111‬هـ ‪1111 /‬م)‪.‬‬
‫‪ .13‬المغني‪ ،‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم‬
‫(‪1188‬هـ ‪-/‬‬ ‫الدمشقي الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى‪190 :‬هـ) مكتبة القاهرة‪،‬‬
‫‪1118‬م)‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪ .11‬المفردات في غريب القرآن‪ ،‬أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب األصفهانى‬
‫(المتوفى‪309 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬صفوان عدنان الداودي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الدار الشامية – دمشق‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1‬‬
‫(‪1119‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .11‬الملخص المفيد ألحكام الزكاة وقضاياها المعاصرة‪ ،‬علي سعود الكليب‪ ،‬ط‪1‬‬
‫(‪1111‬هـ‪.)9018/‬‬
‫‪ .18‬مناهج التحصيل ونتائج لطائف ا لتأويل في شرح المدونة وحل مشكالتها‪ ،‬أبي الحسن علي بن‬
‫سعيد الرجراجي‪ ،‬ت‪ :‬أبو الفضل الدمياطي أحمد بن علي‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪( 1‬‬
‫‪1198‬هـ‪ 9001 /‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬مواهب الجليل من أدلة خليل‪ ،‬أحمد بن أحمد المختار الشنقيطي‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪9001( 1‬م)‪.‬‬
‫‪ .10‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬صادر عن‪ :‬و ازرة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت‪ ،‬ط‪(1‬‬
‫من ‪1101‬ه ‪ 1191 -‬هـ)‪ ،‬مطابع دار الصفوة – مصر‪.‬‬
‫‪ .11‬موسوعة شعراء العربية‪ ،‬شعراء العصر األموي‪ ،‬فالح نصيف الحجية الكيالني‪ ،‬د ط‪.‬‬
‫‪ .19‬موطأ اإلمام مالك‪ ،‬مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني (المتوفى‪111 :‬هـ)‪،‬‬
‫ت ‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ 1101 ( ،‬هـ ‪ 1183 -‬م)‪.‬‬

‫‪ .11‬الندوة السابعة والعشرون لقضايا الزكاة المعاصرة‪ ،‬المنامة ممكلة البحرين‪ 13 ،‬جمادى االولى‬
‫‪1111‬هـ‪ 08 /‬يناير ‪ /9090‬بحث موضوع‪ :‬المستجدات الفقهية في مصرف العاملين عليها على‬
‫الزكاة‪ ،‬دراسة فقهية اقتصادية محاسبية معاصرة‪.‬‬

‫‪ .11‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن‬
‫محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن األثير‪( ،‬المتوفى‪101 :‬هـ)‪ ،‬المكتبة العلمية ‪ -‬بيروت‪،‬‬
‫(‪1111‬هـ ‪1111 -‬م)‪ ،‬ت‪ :‬طاهر أحمد الزاوي‪/‬محمود محمد الطناحي‪.‬‬
‫المد َّونة من غيرها من األ ِ‬
‫ُمهات‪ ،‬أبو محمد عبد اهلل بن (أبي‬ ‫النوادر و ِّ‬
‫الزيادات على َما في َ‬ ‫‪َّ .13‬‬
‫محمد حجي‪ ،‬دار الغرب‬
‫َّ‬ ‫زيد) عبد الرحمن النفزي‪ ،‬القيرواني‪ ،‬المالكي (المتوفى‪181 :‬هـ)‪ ،‬ت‪:‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ 1111( 1‬م)‪.‬‬
‫‪ .11‬نوازل الزكاة‪ ،‬عبد اهلل بن منصور الغفيلي‪ ،‬دار الميمان للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1‬‬
‫(‪1191‬ه‪9008 /‬م)‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪....................................................................................................................................‬‬

‫‪ .11‬الهداية في شرح بداية المبتدي‪ ،‬علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني‪ ،‬أبو‬
‫الحسن برهان الدين (المتوفى‪311 :‬هـ)‪ ،‬ت‪ :‬طالل يوسف‪ ،‬دار احياء التراث العربي ‪ -‬بيروت –‬
‫لبنان‪.‬‬
‫المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫مصارف الزكاة‪ ،‬عادل يوسف العزازي ‪https://www.alukah.net/‬‬

‫‪89‬‬
‫فهرس الموضوعات‪........................................................................................................................................‬‬

‫فهرس الموضوعات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫أ‬ ‫مقدمة ‪.......................................................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مصارف الزكاة‪...............................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم مصارف الزكاة ‪.........................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف المصارف ‪.............................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬لغة‪.......................................................... .‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اصطالحا ‪....................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الزكاة ‪...............................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬لغة ‪............................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬اصطالحا‪....................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬بيان مصارف الزكاة إجماال ‪..................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الفقراء والمساكين ‪.............................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الفقير لغة واصطالحا ‪....................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫أوال ‪ :‬الفقير لغة‪.......................................................... .‬‬
‫‪07‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الفقير اصطالحا‪.................................................... .‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم المسكين لغة واصطالحا‪.................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫أوال ‪ :‬المسكين لغة‪....................................................... .‬‬
‫‪09‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المسكين اصطالحا‪................................................. .‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العاملون عليها ‪.................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬المؤلفة قلوبهم ‪..................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬في الرقاب ‪...................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬الغارمون‪.....................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع السابع‪ :‬في سبيل اهلل ‪..................................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع الثامن‪ :‬ابن السبيل‪................................................... .‬‬

‫‪39‬‬
‫فهرس الموضوعات‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪11‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة لمصارف الزكاة‪.......................‬‬


‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجته‪ :‬الفقراء والمساكين‪،‬‬
‫الرقاب‪ ،‬الغارم لمصلحة نفسه وابن السبيل‪.................................... .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة للفقراء والمساكين‪10 .......................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الصرف من أموال الزكاة لدعم طلبة العلم الفقراء سواء كان علمه‬
‫دينيا أو دنيويا ‪.............................................................. .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صرف الزكاة لحفر اآلبار للفقراء والمساكين‪10 .......................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬بناء المشاريع اإلنتاجية من أموال الزكاة‪11 ...........................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬صرف الزكاة لتزويج الفقراء والمساكين‪11 .............................‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬صرف الزكاة لعالج الفقراء والمساكين‪..........................‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة للرقاب‪................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬صرف الزكاة من سهم الرقاب لفكاك األسرى المسلمين‪...........‬‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صرف الزكاة من سهم الرقاب لفكاك الشعوب المسلمة المحتلة من‬
‫طرف الكافرين‪............................................................. .‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة للغارم لمصلحة نفسه‪19 ...................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أصحاب الكوارث ‪19 .................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إعطاء الزكاة للغارم بسبب صفقة خاسرة أو كساد‪................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة البن السبيل‪...........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صرف الزكاة لالجئين المضطهدين من اضطروا إلى مغادرة أوطانهم ‪11‬‬
‫ومفارقة أموالهم ‪..............................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اللقطاء‪...................................................... .‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المحرومون من المأوى‪......................................... .‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجة المسلمين إليه العاملون ‪14‬‬
‫عليها ‪ ،‬المؤلفة قلوبهم‪ ،‬الغارم إلصالح ذات البين وفي سبيل اهلل‪...........‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نماذج تطبيقية معاصرة للعاملين عليها‪.......................‬‬

‫‪39‬‬
‫فهرس الموضوعات‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬صرف الزكاة من سهم العاملين عليها للقائمين على استثمار أموال‬
‫الزكاة‪.................................................................. .‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إعطاء الموظفين في الجمعيات الخيرية التي تستقبل الزكاة منه‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مشاركة المرأة في العاملين على الزكاة‪........................‬‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬نماذج معاصرة عن المؤلفة قلوبهم‪.........................‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬درء المخاطر والمفاسد عن المسلمين‪............................‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االستعانة بغير المسلمين في الجهاد‪...........................‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬ـ جباية الصدقات ونحوها‪................................... .‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬نشر الدعوة اإلسالمية ومقاومة وسائل التبشير‪.................‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬اإلسهام في تخفيف ويالت الكوارث‪...........................‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬إغراء رؤساء الدول الفقيرة أو األقوام المتخلفة‪..............‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع السابع‪ :‬تقوية ضعاف اإليمان‪......................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثامن‪ :‬تأليف قلوب األفراد الذين يؤمل إسالمهم أو تأثيرهم في توجيه‬
‫المجتمع لصالح الدعوة اإلسالمية‪........................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع التاسع‪ :‬الشخصيات غير المسلمة ذات التأثير‪..........................‬‬
‫الفرع العاشر‪ :‬استخدام هذا المصرف في إيجاد مؤسسات لرعاية المسلمين الجدد‪41 :‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الحادي عشر‪ :‬تأليف قلوب بعض الحكومات والدول غير اإلسالمية‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الغارم إلصالح ذات البين‪................................ .‬‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬القرض الحسن من الزكاة‪.....................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قضاء دين الميت من الزكاة من سهم الغارمين‪................‬‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب‪ :‬الرابع‪ :‬في سبيل اهلل‪............................................‬‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬توسع المعاصرين في استخدامات مصرف في سبيل اهلل‪.......‬‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دفع الزكاة في إنشاء وسائل اإلعالم والعلماء الذين يتولون رعاية‬
‫هذه القنوات‪........................................................ .‬‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تحرير أرض اإلسالم من حكم الكفار‪.......................:‬‬
‫‪71‬‬ ‫السعي إلعادة حكم اإلسالم جهاد في سبيل اهلل‪....................‬‬
‫الفرع الرابع‪ّ :‬‬
‫‪39‬‬
‫فهرس الموضوعات‪........................................................................................................................................‬‬

‫‪74‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬صرف أموال زكاة لدعم المسلمين في البالد غير اإلسالمية‬
‫‪79‬‬ ‫الخاتمة ‪......................................................................‬‬
‫‪80‬‬ ‫الفهارس ‪....................................................................‬‬
‫‪81‬‬ ‫فهرس سور وآيات القرءان الكريم‪............................................‬‬
‫‪81‬‬ ‫فهرس األحاديث النبوية ‪......................................................‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪81 ......................................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫فهرس الموضوعات ‪.........................................................‬‬
‫‪97‬‬ ‫ملخص البحث ‪..............................................................‬‬

‫‪39‬‬
‫ملخص البحث‪.............................................................................................................................................‬‬

‫ملخص البحث‪:‬‬

‫الحمد هلل وحده والصالة على من ال نبي بعده‪ ،‬فإن بحثنا تكمن أهميته في إمكانية تفعيل مصارف‬
‫الزكاة المعاصرة من خالل بيان فقهها في العصر الحالي‪ ،‬فالمجتمع بحاجة البحث الفقهي المعاصر‬

‫للدراسات المعمقة في مستجدات الزكاة خصوصا‪ ،‬ومصارف الزكاة المعاصرة بصورة أخص‪ ،‬وذلك‬
‫ل بيان المستحقين للزكاة في العصر الحديث‪ ،‬ربط مصارف الزكاة بالواقع المعاصر‪ ،‬وكذا إظهار‬
‫مرونة الشريعة وتوافقها مع كل عصر ومكان ولحاجة مؤسسات الزكاة على اختالف أنواعها لدراسة‬
‫المستجدات في مصارف الزكاة فعالجنا من خالل هذا البحث ماهية مصارف الزكاة المعاصرة ومدى‬
‫إمكانية االستفادة من مصارف الزكاة في واقعنا المعاصر بنوازلها ومستجداتها وكيفية تلك االستفادة‪.‬‬
.............................................................................................................................................‫ملخص البحث‬

Abstract

our research is activating contemporary Zakay according to their nowadays


jurisprudence . The society needs contemporary jurisprudence research to
study deeply the development of Zaket and especially contemporary Zaket
to show who needs Zaket in our present days , linking Zaket with real
situations in our society, as well as showing the flexibility of Sharia
everywhere and anywhere. Different new institutions of Zaket need new
studies about how Zaket is spend and develop in our modern time , so we
conduct this reaserch.

You might also like