Professional Documents
Culture Documents
مذكرة بعنوان مصارف الزكاة وتطبيقاتها المعاصرة في الفقه الإسل
مذكرة بعنوان مصارف الزكاة وتطبيقاتها المعاصرة في الفقه الإسل
مقدّمةّ:
إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستهديه ،ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده
اهلل فال مضل له ،ومن يضلل فال هادي له ،وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له ،وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله،
ﭽﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭼ ّآلّعمرانّ201
ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ
ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭼ النساءّ2
ﭽﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ
ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﭼ األحزابّ.02/ّ00
أما بعد:
فإن الزكاة في اإلسالم من أجل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ،ويرجو بها ثوابه
وعفوه ،وهي من أركان اإلسالم ،وقُرنت بالصالة في أكثر من موضع من القرءان الكريم لما لها من
دور في مواساة الفقراء بما تفرضه لهم من حق في مال األغنياء ،فتتماسك ُعرى المجتمع وتتحد
طبقاته.
وتمتاز الزكاة بين أركان اإلسالم الخمسة بأنها الركن الوحيد القابل للتطور والتوسع ،ويرحب
باالجتهـادات ،وهذا ما حصل بين العلماء والفقهـاء وأئمة المذاهب ،وأخذ النصيب الكبير في الوقت
الراهن بعد تنوع األموال ،وتوسع الثروات ،واضطراب شؤون المسلمين ،وتعطل أو توقف تطبيق الزكاة
لتتبع
كليًا أو جزئيًا في بعض البلدان ،مما فتح األبواب الواسعة أمام علماء األمة ومجتهديها ّ
أ
مقدمة
المستجدات الفقهية المعاصرة في الزكاة ،وأدلى الكثيرون بدلوهم في ذلك ،وعقدت الندوات والمؤتمرات
واللقاءات والحوارات عن الزكاة في مختلف األصقاع ،وظهر الدور الفعـال للزكاة في حياة المسلمين،
واعتبرت مجددًا أحد دعامات االقتصاد اإلسالمي حتى في البالد والدول التي تخلت عن القيام
بوظيفة الزكاة ،وقلما يخلو مؤتمـر أو نـدوة عن االقتصاد اإلسالمي دون أن يتعرض مباشرة إلى
موضوع الزكاة ،باإلضافة إلى الندوات والمؤتمرات الخاصة بالزكاة ،أو بقضايا الزكاة المعاصرة،
واألمور المستجدة فيها نظريًا وعملياً ،خاصة ما تعلق بمصارفها التي تصرف إليها وهي موضوع
بحثنا.
أهميةّموضوعّالبحثّ:
_ إمكانية تفعيل مصارف الزكاة المعاصرة من خالل بيان فقهها في العصر الحالي.
_ حاجة البحث الفقهي المعاصر للدراسات المعمقة في المستجدات الفقهية عموما ،ومستجدات الزكاة
خصوصا ،ومصارف الزكاة المعاصرة بصورة أخص.
_ حاجة مؤسسات الزكاة على اختالف أنواعها لدراسة المستجدات في مصارف الزكاة.
أسبابّاختيارّموضوعّالبحثّ:
ب
مقدمة
_ أهمية الموضوع وعظيم الفائدة العلمية المترتبة على بحثه ،واتصاله بالمعامالت المالية المعاصرة،
وكذا تعلقه بمقصد من مقاصد الشريعة اإلسالمية الضرورية (حفظ المال).
أهدافّموضوعّالبحثّ:
_ استقراء الق اررات والمراجع المعاصرة ،وبعض الدراسات السابقة في الموضوع ،ومعرفة الجديد الذي
يمكن تقديمه في هذا البحث.
إشكاليةّموضوعّالبحثّ:
_ ماهي مصارف الزكاة وما مدى إمكانية االستفادة من مصارف الزكاة في واقعنا المعاصر بنوازلها
ومستجداتها وكيفية تلك االستفادة؟
المنهجّالمعتمدّفيّالبحثّ:
المنهج المعتمد في البحث هو المنهج االستقرائي التحليلي المقارن ،باستقراء أقوال العلماء واألدلة
الواردة في الموضوع وتحليلها ومقارنتها ،واستنباط األحكام المعاصرة لمصارف الزكاة.
ج
مقدمة
الدراساتّالسابقةّ:صنفتّفيّالموضوعّالعديدّمنّالمصنفاتّمنهاّ:
_ مصارفّالزكاةّفيّالشريعةّاإلسالمية ،تأليف :عبد اهلل بن جار اهلل الجار اهلل ،وهو بحث مقدم
لنيل درجة الماجستير ،الدراسات العليا المعهد العالي للقضاء ،جامعة محمد بن سعود اإلسالمية،
تطرق فيها إلى بيان مصارف الزكاة إجماال وبعض المصارف المعاصرة.
_ مصارفّالزكاةّفيّاإلسالم ،تأليف حسن علي كوركولي ،وهو بحث مقدم لنيل درجة الماجستيرفي
فرع الفقه واألصول ،مكة المكرمة ،عام 8811م ،تطرق فيها إلى بيان مصارف الزكاة إجماال مع
اإلشارة إلى بعض المصارف المعاصرة.
_كما أنه هناك بعض الرسائل بحثت في مصرف واحد من مصارف الزكاة ،منها:
د
مقدمة
الصعوباتّوالعوائقّ:
_ العنوان الواسع الذي يحتاج وقتا أكثر من الممنوح لنا؛ وقلة المراجع في بعض المصارف.
_ صعوبة الوصول لبعض المراجع المعاصرة المنشورة إلكترونيا بسبب عدم مجانيتها.
_ قلة المراجع المعاصرة حول بعض المصارف (الغارم لنفسه وإلصالح ذات البين مثال).
الخطةّالعامةّلموضوعّالبحثّ:
قد اقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى فصلين ،الفصل األول حول مصارف الزكاة إجماال ،وقسمنا
الفصل إلى مبحثين ،المبحث األول تطرقنا فيه إلى مفهوم مصارف الزكاة ،والمبحث الثاني بيان
مصارف الزكاة إجماال؛ أما الفصل الثاني تطرقنا فيه إلى نماذج تطبيقية معاصرة لمصارف الزكاة،
وذلك في مبحثين ،المبحث األول تعرضنا فيه إلى بعض النماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجته:
الفقراء والمساكين ،الرقاب ،الغارم لمصلحة نفسه وابن السبيل؛ والمبحث الثاني نماذج تطبيقية
معاصرة لما يعطى لحاجة المسلمين إليه :العاملون عليها ،المؤلفة قلوبهم ،الغارم إلصالح ذات
البين وفي سبيل اهلل ،واهلل ولي التوفيق.
ه
الفصل األول:
مصارف الزكاة
تمهيد :
الزكاة هي الركن الثالث من أركان اإلسالم ،وفريضة قرنت بالصالة في جل آيات الكتاب،
وجعلها اهلل حقا لمستحقيها على األغنياء ،ولقد حددت الشريعة أحكامها الشرعية ،وشروطها،
ل قبل
ومصارفها ،وكل تفصيالتها ،وقد خصصنا هذا الفصل للتعريف بمصارف الزكاة وبيانها إجما ا
الخوض في التطبيقات المعاصرة معتمدين في ذلك على مختلف مصادر المذاهب الفقهية واللغوية
7
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
فيما يلي نبين مفهوم مصارف الزكاة لغة واصطالحا وأقوال العلماء في ذلك.
من الفعل صرف ،قال ابن فارس :الصاد والراء والفاء معظم بابه يدل على رجع الشيء .من ذلك
والصرف :رد الشيء عن وجهه ،صرفه يصرفه صرفا فانصرف .وصارف نفسه عن الشيء :صرفها
عنه .وقوله تعالى :ﭽﮡ ﮢ ﭼ 2؛ أي رجعوا عن المكان الذي استمعوا فيه،
وقيل :انصرفوا عن العمل بشيء مما سمعوا .ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﭼ 3؛ أي أضلهم اهلل مجازاة على
1
معجم مقاييس اللغة ،أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي ،أبو الحسين (ت593 :هـ) ،ت :عبد السالم محمد هارون ،دار
الفكر ،ط(9599هـ 9999 /م).)545/ 5( ،
5 2
سورة التوبة ،اآلية .929
4
سورة األعراف ،اآلية .941
8
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
2
ينصروا أنفسهم.
المصرف :الجهات التي تصرف فيها األشياء ،ومنه مصارف الزكاة :المستحقون لها.
مصرف المياه :القناة التي تخرج منها المياه ...المكان الذي يتم فيه مبادلة العملة ،وبه سمي البنك
مصرفا .
3
والمكان الذي يتم فيه مبادلة العملة ،وبه سمي البنك مصرافا.
والخالصة من التعريف اللغوي والصطالحي :أن مصارف الزكاة :هم أهل الزكاة ،ومن العلماء من
يعبر عن مصارف الزكاة بأصناف أهل الزكاة؛ ومنهم من يقول :األصناف الذين تدفع إليهم الزكاة،
4
ومنهم من يقول :مصارف الزكاة ،وهي كلمات مترادفة معناها واحد.
1
سورة الفرقان ،اآلية .99
2
لسان العرب ،محمد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى (ت999 :هـ) ،دار صادر
– بيروت ،ط 9494( 5هـ) .)989/ 9( ،وينظر :كتاب العين ،أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي
البصري (ت991 :هـ) ،ت :د مهدي المخزومي ،د إبراهيم السامرائي ،دار ومكتبة الهالل ،)919/ 9( ،الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية ،أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (ت595 :هـ) ،ت :أحمد عبد الغفور عطار ،دار العلم للماليين – بيروت ،ط4
( 9419هـ 9989 /م).)9581 / 4( ،
3
معجم لغة الفقهاء ،محمد رواس قلعجي -حامد صادق قنيبي ،دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع ،ط 9418( 2هـ 9988 -م)،
( . )454/ 9و القاموس الفق هي لغة واصطالحا ،سعدي أبو جيب ،دار الفكر دمشق – سورية ،ط 9418( 2هـ 9988 /م)،
ص.949
4
مصارف الزكاة في اإلسالم ،سعد بن علي بن وهف القحطاني ،مؤسسة الجريسي للتوزيع واإلعالن ،الرياض ،ص.5
9
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
1
قال ابن فارس( :زكى) الزاء والكاف والحرف المعتل أصل يدل على نماء وزيادة.
وقال في لسان العرب" :وأصل الزكاة في اللغة :الطهارة ،والنماء ،والبركة ،والمدح ،وكله قد استُعمل
في القرآن والحديث ،وهي من األسماء المشتركة بين المخرج والفعل ،فيطلق على العين ،وهي الطائفة
2 َّ
المزكى بها ،وعلى المعنى وهي التزكية" من المال
وقال الراغب في المفردات " :أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة اهلل تعالى ،ويعتبر ذلك باألمور
إشارة إلى ما يكون حاللا ل تستوخم عقباه ،ومنه الزكاة؛ لما يخرج اإلنسان من حق اهلل إلى
الفقراء ،وتسميته بذلك؛ لما يكون فيها من رجاء البركة ،أو لتزكية النفس؛ أي :تنميتها بالخيرات
جميعا؛ فإن الخيرين موجودان فيها ،وقرن اهلل الزكاة بالصالة في القرآن بقوله :
ا والبركات ،أو لهما
1
معجم مقاييس اللغة ،ابن فارس.)99/ 5( ،
2
لسان العرب ابن منظور.)538/ 94( ،
3
سورة الكهف ،اآلية .99
01
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
َّ َ
الزَكةَ ﴾ 1وبزكاء النفس وطهارتها يصير اإلنسان بحيث يستحق في الدنيا
ُ َّ َ
الصَل َة َوآتوا ﴿ َوأَق ُ
يموا ِ
2
األوصاف المحمودة ،وفي اآلخرة األجر والمثوبة ،وهو أن يتحرى اإلنسان ما فيه تطهيره.
زكى يزكي تزكية ،والزكاة :الصالح .تقول :رجل زكي تقي ،ورجال أزكياء أتقياء .وزكا الزرع يزكو
زكاء :ازداد ونما ،وكل شيء ازداد ونما فهو يزكو زكاء ،وهذا األمر ل يزكو ،أي :ل يليق،
3
والمال يزكو بك مستكب ار ...يختال قد أشرف للناظر
والزكاء وهو النماء والزيادة سميت بذلك ألنها تثمر المال وتنميه يقال زكا الزرع إذا كثر ريعه وزكت
النفقة إذا بورك فيها ومنه قول اهلل : ﭽ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ 4باأللف أي نامية.
5
ومنه تزكية القاضي للشهود ألنه يرفعهم بالتعديل.
ومما سبق فإن معنى الزكاة ينحصر في النماء والزيادة والطهارة والبركة والرفعة.
1
سورة البقرة ،اآلية .45
2
المفردات في غريب القرآن ،أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب األصفهانى (ت312 :هـ) ،ت :صفوان عدنان الداودي،
دار القلم ،الدار الشامية – دمشق ،بيروت ،ط9492( 9هـ).)581/ 9( ،
3
كتاب العين ،الفراهيدي.) 594 / 3( ،
4
سورة الكهف ،اآلية .994
5
غريب الحديث أبو محمد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت291 :هـ) ،ت :د .عبد اهلل الجبوري ،مطبعة العاني ،بغداد ،ط9
(.)984/ 9( ، )9599
00
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
فقد عرفها األحناف بقولهم" :تمليك جزء من مال ،عيَّنه الشارع ،من مسلم فقير غير هاشمي ول
3
تم الملك ،وحال الحول .
وعرفها الشافعية بأنها " :اسم صريح ألخذ شيء مخصوص ،من مال مخصوص ،على أوصاف
1 وعرفها الحنابلة بأنها" :حق واجب في مال مخصوص ،لطائفة مخصوصة ،في وقت مخصوص
وتسمى صدقة؛ ألنها دليل لصحة إيمان مؤديها وتصديقه؛ وهي أحد أركان اإلسالم ،وهي واجبة
3
باإلجماع ،وسنده :ﭽﮝ ﮞ ﭼ ، 2واألحاديث المستفيضة.
1
رد المحتار على الدر المختار ،ابن عابدين ،محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي الحنفي (ت9232 ::هـ) ،دار
9992 /م) ، )238 / 2( ،البناية شرح الهداية ،أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن الفكر-بيروت ،ط9492( 2هـ
حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى (ت833 :هـ) ،دار الكتب العلمية -بيروت ،لبنان ،ط 9421( 9هـ 2111 /م)5( ،
.)288/
2
البناية شرح الهداية ،بدر الدين العيني.)289 / 5( ،
3
جواهر اإلكليل شرح مختصر العالمة الشيخ خليل ،صالح عبد السميع اآلبي األزهري ،المكتبة الثقافية ،بيروت.)998 / 9( ،
4
الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني ،أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري
البغدادي ،الشهير بالماوردي (ت431 :هـ) ،ت :الشيخ علي محمد معوض -الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ،دار الكتب العلمية،
بيروت – لبنان ،ط 9499( 9هـ 9999 /م).)99 / 5( ،
01
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
"ومناسبة الشرعي ِللغوي من جهة نمو الجزء المخصوص عند اهلل تعالى؛ لحديث(( :ما تصدق عبد
ٍ
كسب طيِّب -ول يقبل اهلل إل الطيب -إل كأنما يضعها في كف الرحمن ،فيربيها له بصدقة من
كما يربي أحدكم فلُ َّوهُ أو فصيله ،حتى تكون كالجبل)) ،4ومن جهة تطهير المال وحصول البركة فيه
ُ ْ
ونموه بالربح واإلثمار ،وتطهير صاحبه من الذنوب ،وحصول البركة له ،5قال اهلل تعالى ﴿:خذ ِم ْن
1
كشاف القناع عن متن اإلقناع ،المؤلف :منصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (ت9139 :هـ) ،
دار الكتب العلمية.)911 / 2( ،
2
سورة البقرة ،اآلية .45
3
المبدع في شرح المقنع ،إبراهيم بن محمد بن عبد اهلل بن محمد ابن مفلح ،أبو إسحاق ،برهان الدين (ت884 :هـ) ،دار الكتب
العلمية ،بيروت – لبنان ،ط 9498( 9هـ 9999 /م).)299 / 2( ،
4
رواه مسلم ،كتاب الزكاة ،باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها ،رقم .9194
5
جواهر اإلكليل شرح مختصر العالمة خليل ،صالح عبد الميع اآلبي األزهري ،دار إحياء الكتب العربية.)411 / 9 ( ،
6
سورة التوبة ،اآلية .915
01
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
1
ﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﭼ
عين اللَّه في هذه اآلية المستحقِّين للزكاة ،وأنهم ثمانية أصناف ،قال الكاساني" :جعل اهلل تعالى
َّ
الصدقات لألصناف المذكورين بحرف الالم وأنه لالختصاص فيقتضي اختصاصهم باستحقاقها فلو
جاز صرفها إلى غيرهم لبطل الختصاص وهذا ل يجوز واآلية خرجت لبيان مواضع الصدقات
ومصارفها ومستحقيها ،وهم وان اختلفت أساميهم فسبب الستحقاق في الكل واحد وهو الحاجة إل
2
العاملين عليها فإنهم مع غناهم يستحقون العمالة؛ ألن السبب في حقهم العمالة" .
4
وفي السبيل اهلل فهو الثامن مؤلف وابن السبيل الظاعن
وقال اإلمام مالك« :األمر عندنا في قسم الصدقات أن ذلك ل يكون إل على وجه الجتهاد من
الوالي ،فأي األصناف كانت فيه الحاجة و العدد ،أوثر ذلك الصنف ،بقدر ما يرى الوالي .وعسى أن
1
سورة التوبة ،اآلية .11
2
بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،الكاساني.)45/ 2( ،
3
سراج السالك شرح أسهل المسالك ،السيد عثمان بن حسنين الجعلي المالكي ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان ،ط(9421هـ2111 /م)،
ص.998
ظعن :أي سار ،ظ ْعن ا وظعن ا بالتحريك .وقرئ بهما قوله تعالى( :ي ْوم ظ ْعنِ ُك ْم) .وأ ْ
ظعنهُ :سَّيرهُ .والظعينةُ :الهودج كانت فيه امرأة ْأو 4
لم تكن ،والجمع ظُ ْعن وظعن ،وظعائن وأظعان .أبو زيد :ل يقال حمول ول ظعن إل لالبل التى عليها الهوادج كان فيها نساء أو لم
يكن ( الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ،الفا اربي.)2939/1( ،
01
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
ينتقل ذلك إلى الصنف اآلخر بعد عام أو عامين أو أعوام .فيؤثر أهل الحاجة والعدد ،حيثما كان
1
ذلك .وعلى هذا أدركت من أرضى من أهل العلم» .
القسم األول :تصرف لخمسة منهم للحاجة وهم :الفقير والمسكين ،والرقيق ،والغارم ،وابن السبيل.
القسم الثاني :تصرف لثنين بقصد تأييد الدين ونصرة شريعة اهلل في األرض وهما المجاهد في سبيل
اهلل ،والمؤلف قلبه ،وبهذا يتقرر أن في مال الزكاة من الحكمة العظيمة اإلعانة على الجهاد.
القسم الثالث :إعطاؤها لتوفير الحافز المادي للقيام بأمر الزكاة وهم العاملون عليها2 .وتفصيلُهم على
النحو اآلتي:
اختلف العلماء في التَّفريق بين لفظ ِي الفقير والمسكين ،و كالهما من أهل َّ
الزكاة،
أوال :لغة :من الفعل فقر :قال الليث :الفقر :الحاجة ،وفعله الفتقار ،والنعت فقير .وقد أفقره اهلل،
1
موطأ اإلمام مالك ،مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني (ت999 :هـ) ،ت :محمد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء التراث
العربي ،بيروت ،لبنان 9411 ( ،هـ 9983 -م).) 218 / 9( ،
2
مصارف الزكاة وتمليكها في ضوء الكتاب والسنة ،خالد عبد الرزاق العاني ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،عمان األردن ،ط،)9999( 9
ص 951و.959
01
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
1
كالفقير األ ْعزِل)
ِ ت ...رفع القو ِادم
(لما رأى لُب ُد النسور تطاير ْ
ﯞﭼ 2معناه :أو مسكينا لصق بالتراب من شدة الفقر .فلما نعته بهذا النعت ،علمنا أنه ليس
3
كل مسكين على هذه الصفة.
قال ابن األثير :قد تكرر ذكر «الفقر ،والفقير ،والفقراء في الحديث» وقد اختلف الناس فيه وفي
المسكين ،فقيل :الفقير الذي ل شيء له ،والمسكين الذي له بعض ما يكفيه ،واليه ذهب الشافعي.
4
وقيل فيهما بالعكس ،واليه ذهب أبو حنيفة.
العباس وسئل عن تفسير الفقير والمسكين؟ فقال :قال أبو عمرو بن العالء فيما يروي عنه
ديوان لبيد بن ربيعة العامري ،لبِيد بن ربيعة بن مالك ،أبو عقيل العامري الشاعر معدود من الصحابة (ت49 :هـ)، 1
اعتنى به :حمدو طماس ،دار المعرفة ،ط 9423( 9هـ 2114 /م) ،ص.85
2
سورة البلد ،اآلية .91
3
الزاهر في معاني كلمات الناس ،محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ،أبو بكر األنباري (ت528 :هـ) ،ت :د .حاتم صالح الضامن،
مؤسسة الرسالة – بيروت ،ط 9492( 9هـ ـ.)928/9( ،)9992/
4
النهاية في غريب الحديث واألثر ،مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري
ابن األثير( ،ت111 :هـ) ،المكتبة العلمية -بيروت9599( ،هـ 9999 -م) ،ت :طاهر أحمد الزاوي/محمود محمد الطناحي،
(.)412/5
01
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
2
قال :والمسكين الذي ل شيء له.
ثانيا :اصطالحا:
3
الفقير هو من ل يملك نصابا ناميا فائضا عن حاجته
ِ
ومصرفها فقير ومسكين وهو أحوج" ،وقال الشنقيطي شرحا لهذا الكالم :الفقير قال خليل" :
والمسكين ،لكل واحد منهما سهما من الصدقة ،واختلف العلماء فيهما ،فقال ابن عباس :المسكين
الطواف ،وقال مجاهد وعكرمة والزهري :المسكين الذي يسأل والفقير الذي ل يسأل ،وقال قتادة:
وقال الشافعي :الفقير الذي ل مال له ،والمسكين من له مال أ حرفة ل تغنيه سائال كان أو غير
4
سائل ،فالمسكين أحسن حال من الفقير.
قال ابن قدامة :الفقراء ،وهم الزمنى ،والمكافيف الذين ل حرفة لهم ،والحرفة الصناعة ،ول يملكون
خمسين درهما ،ول قيمتها من الذهب .والمساكين ،وهم السؤال ،وغير السؤال ،ومن لهم الحرفة ،إل
أنهم ل يملكون خمسين درهما ،ول قيمتها من الذهب ،الفقراء والمساكين صنفان في الزكاة ،وصنف
واحد في سائر األحكام؛ ألن كل واحد من السمين ينطلق عليهما ،فأما إذا جمع بين السمين ،وميز
1
سورة التوبة ،اآلية .11
2
تهذيب اللغة ،محمد بن أحمد بن األزهري الهروي ،أبو منصور (ت591 :هـ) ،ت :محمد عوض مرعب ،دار إحياء التراث العربي –
بيروت ،ط2119( 9م) ،)912/9( ،النهاية في غريب الحديث واألثر ،ابن األثير.)412/5( ،
3
معجم لغة الفقهاء ،محمد رواس قلعجي ،حامد صادق قنيبي ،ص .594
4
مواهب الجليل من أدلة خليل ،أحمد بن أحمد المختار الشنقيطي ،المكتبة العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط2114( 9م).)422 /9( ،
07
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
بين المسميين تميزا ،وكالهما يشعر بالحاجة والفاقة وعدم الغنى ،إل أن الفقير أشد حاجة من
1
المسكين ،من قبل أن اهلل تعالى بدأ به ،وانما يبدأ باألهم فاألهم .وبهذا قال الشافعي .واألصمعي.
ورجح شيخ المفسرين الطبري :أن المراد بالفقير :المحتاج المتعفف الذي ل يسأل والمسكين :المحتاج
المتذلل الذي يسأل ،وأيد ترجيحه بأن لفظ المسكنة ينبئ عن ذلك ،كما قال اهلل تعالى في شأن اليهود:
2
ﭽﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ
ومهما يكن من أمر هذا الخالف في تحديد المراد باأللفاظ ،فقد نصوا أنفسهم أن هذا الخالف ل
طائل تحته ،وليس من وراء تحقيقه ثمرة تُجنى في باب الزكاة 3.فقد قال ابن العريب " :والفقير
واشتغل الناس لقلة تحقيقهم بأن يطلبوا الفرق بين المسكين والفقير وليس المقصود هذا حتى تفنى فيه
األعمار وتسود به األوراق وانما المقصود أن الناس المحتاجين قسمان ،قسم ل شيء له ،وقسم آخر
1
المغني ،أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي ،الشهير بابن قدامة
المقدسي (ت121 :هـ) مكتبة القاهرة9588( ،هـ 9918 -/م).)491 /1 ( ،
2
سورة البقرة ،اآلية .19
3
فقه الزكاة ،يوسف القرضاوي ،مؤسسة الرسالة ناشرون ،دمشق ،سوريا ،ط9421 ( 9هـ 2113 /م) ،ص .519
4
القبس في شرح موطأ مالك بن أنس ،القاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري الشبيلي المالكي (ت345 :هـ) ،ت:
الدكتور محمد عبد اهلل ولد كريم ،دار الغرب اإلسالمي ،ط 9992( 9م).)9999/9( ،
08
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
1
المسكين :بكسر الميم ج مساكين ،من ل يملك شيئا من المال ،وهو أسوأ حال من الفقير.
2
تمسكن الرجل ،وتسكن إذا صار مسكينا.
قال ابن األثير :قد تكرر في الحديث ذكر «المسكين ،والمساكين ،والمسكنة ،والتمسكن» وكلها يدور
معناها على الخضوع والذلة ،وقلة المال ،والحال السيئة .واستكان إذا خضع.
والمسكنة :فقر النفس .وتمسكن إذا تشبه بالمساكين ،وهم جمع المسكين ،وهو الذي ل شيء له.
3
وقيل هو الذي له بعض الشىء .وقد تقع المسكنة على الضعف.
ثانيا :اصطالحا.
قال ابن قدامة :وذهب أبو حنيفة إلى أن المسكين أشد حاجة .وبه قال الفراء ،وثعلب ،وابن قتيبة،
لقول اهلل تعالى :ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ 4وهو المطروح على التراب لشدة حاجته ،وأنشدوا 1:أما الفقير
2
الذي كانت حلوبته ...وفق العيال فلم يترك له سبد
1
معجم لغة الفقهاء ،محمد رواس قلعجي -حامد صادق قنيبي ،ص .429
2
الزاهر في معاني كلمات الناس ،محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ،أبو بكر األنباري .)929/ 9( ،
3النهاية في غريب الحديث واألثر ،ابن األثير.)583/2( ،
4
سورة البلد ،اآلية .91
09
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
ولنا أن اهلل تعالى بدأ بالفقراء ،فيدل على أنهم أهم ،وقال تعالى :ﭽﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ .3فأخبر أن المساكين لهم سفينة يعملون بها .وألن النبي قال« :4اللهم أحيني
5
مسكينا ،وأمتني مسكينا ،واحشرني في زمرة المساكين .وكان يستعيذ من الفقر».
قال البيهقي :ووجهه عندي أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة ،وانما سأل
6
المسكنة التي يرجع معناها إلى اإلخبات والتواضع ".
1
هذا البيت للراعي ،واسمه عبيد حصين بن معاوية بن نوح النميري ،ويكنى أبا جندل ،ينظر :القتضاب في شرح أدب الكتاب ،أبو
محمد عبد اهلل بن محمد بن السِّيد البطْليوسي (ت 329 :هـ) ،ت :مصطفى السقا -الدكتور حامد عبد المجيد ،مطبعة دار الكتب
المصرية بالقاهرة 9991 ،م.)42 / 5( ،
2
السبد :الشعر .وقيل الوبر .فإذا قيل ما له سيد ول لبد ،فمعناه :ما له ذو وبر ول صوف متلبد ،يكنى بهما عن اإلبل والغنم .وقيل:
يكنى بهما عن المعز والضأن .وقيل :يكنى بهما عن اإلبل والمعز .فالوبر :لإلبل ،والشعر :للمعز .ثم كثر ذلك حتى صار مثالا
مضروب ا للفقر ،ينظر :القتضاب ،البطْليوسي.)45 / 5 ( ،
3
سورة الكهف ،اآلية .99
4
رواه الترمذي ،كتاب الزهد ،باب ماجاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم ،رقم ،2532وابن ماجة ،كتاب الزهد ،باب
مجالسة الفقراء ،رقم ، 4929والحديث حسنه األلباني في السلسلة الصحيحة رقم ،518وصححه في إرواء الغليل ،رقم ( .9892إرواء
الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ،األلباني ،المكتب اإلسالمي ،بيروت ،ط (9413هـ9983/م).)292/1( ،
5
المغني ،ابن قدامة.)491 /1 ( ،
6
سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ،أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين ،بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم،
األشقودري األلباني (ت9421 :هـ) ،مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ،الرياض ،ط 9493( 9هـ 9993 -م).)199/ 9( ،
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
1
قال القرطبي :العاملون عليها هم الذين يُستعملون عليها ويشخصون فيها
وقال الكاساني :وأما العاملون عليها فهم الذين نصبهم اإلمام لجباية الصدقات.
واختلف فيما يعطون قال أصحابنا :يعطيهم اإلمام كفايتهم منها ،وقال الشافعي :يعطيهم الثمن ،وجه
قوله أن اهلل تعالى قسم الصدقات على األصناف الثمانية منهم العاملون عليها فكان لهم منها الثمن،
ولنا أن ما يستحقه العامل إنما يستحقه بطريق العمالة ل بطريق الزكاة بدليل أنه يعطى وان كان غنيا
باإلجماع ،ولو كان ذلك صدقة لما حلت للغني ،وبدليل أنه لو حمل زكاته بنفسه إلى اإلمام ل
وقال الشافعي :والعاملون عليها من وله الوالي قبضها وقسمها من أهلها كان ،أو غيرهم ممن أعان
الوالي على جمعها وقبضها من العرفاء ومن ل غنى للوالي عنه ول يصلحها إل مكانه ،فأما رب
الماشية يسوقها فليس من العاملين عليها ،وذلك يلزم رب الماشية ،وكذلك من أعان الوالي عليها ممن
بالوالي الغنى عن معونته فليس من العاملين عليها الذين لهم فيها حق ،والخليفة ووالي اإلقليم العظيم
الذي يلي قبض الصدقة ،وان كانا من العاملين عليها القائمين باألمر بأخذها فليسا عندنا ممن له
3
فيها حق من قبل أنهما ل يليان أخذها.
1
البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة ،أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (ت321 :هـ) ،ت :د
محمد حجي وآخرون ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت – لبنان،ط 9418( 2هـ 9988 -م) .)391/ 98( ،
2
بدائع الصنائع ،عالء الدين ،أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (ت389 :هـ) ،دار الكتب العلمية ،الطبعة :الثانية،
9411هـ 9981 -م.)44/ 2( ،
3
األم ،الشافعي أبو عبد اهلل محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي
(ت214 :هـ) ،دار المعرفة – بيروت ،د ط9491( ،هـ 9991/م).)99/2( ،
10
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
ومما سبق فإن العاملين عليها :هم العمال الذين ُيعِّينُهُم اإلمام فيقومون بجمع الزكاة وتقسيمها
وتسقط زكاة العاملين عليها إذا تولى الناس إخراج زكاتهم ،قال ابن قدامة :واذا تولى الرجل إخراج
زكاته ،سقط العاملون وذلك ألن العامل إنما يأخذ أجر عمالته ،فإذا أخرج الرجل زكاة نفسه ،لم يكن
1
ثم عامل عليها ،ول من يستحق أجرا ،فيسقط سهمه.
وأما عن مقدار ما يعطون من الزكاة فقد قال ابن عبد البر ":فال خالف بين فقهاء األمصار أن
العامل على الصدقة ل يستحق جزءا معلوما منها ثمنا أو سبعا أو سدسا وانما تعطى بقدر عمالته
وأما أقاويلهم في ذلك فقد قال مالك في موطئه :ليس للعامل على الصدقة فريضة مسماة إل على
وقال الشافعي :العاملون عليها المتولون قبضها من أهلها فأما الخليفة ووالي اإلقليم الذي يولي
أخذها عامال دونه فليس له فيها حق وكذلك من أعان واليا على قبضها ممن به الغنى عن معونته
فليس لهم في سهم العاملين وسواء كان العاملون عليها أغنياء أم فقراء من أهلها كانوا أو غرباء قال
ول سهم فيها للعاملين معلوم ويعطون لعمالتهم عليها بقدر أجور مثلهم فيما تكلفوا من المشقة وقاموا
يعطى العاملون على ما رأى اإلمام وقال أبو ثور يعطى العاملون بقدر عمالتهم كان دون الثمن أو
1
أكثر ليس في ذلك شيء ِمؤقت.
1
المغني ،ابن قدامة.)489 / 1( ،
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
والثالثة :الحرية.
2
والرابعة :اإلسالم ألن الكفر يمنع من الولية على مسلم لقوله تعالى :ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ
وقِدم أبو موسى األشعري من البصرة على عمر بحساب استحسبه عمر فقال من عمل هذا فقال:
كاتبي ،فقال :أين هو؟ قال :هو على باب المسجد قال :أجنب هو؟ قال :ل ،ولكنه ذمي فأمره بعزله
وقال :ل تأمنوهم إذ خونهم اهلل تعالى ،ول تقربوهم إذ بعدهم اهلل .3
والخامسة :األمانة ألنها بيانه ليقصد بها حفظ المال على غير المستنيب فأشبه ولي اليتيم الذي إن
والسادسة :الفقه بأحكام الزكوات فيما تجب فيه من األموال وما ل تجب وفي مقاديرها وقدر الحق
ال وليس يلزم من عامل الصدقة أن يكون فقيها في جميع األحكام؛ ألن
تقليده كالحاكم إذا كان جاه ا
1
الستذكار ،أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن مح مد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (ت415 :هـ) ،ت :سالم محمد عطا،
محمد علي معوض ،دار الكتب العلمية – بيروت ،ط 9429( 9هـ2111 -م).)299/5( ،
2
سورة الممتحنة ،اآلية .9
3
علي البيهقي ( 438 - 584هـ) ،ت :عبد اهلل بن عبد المحسن التركي ،مركز هجر
الحسين بن ٍّ
السنن الكبير ،أبو بكر أحمد بن ُ
للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية (الدكتور /عبد السند حسن يمامة) ،ط 9452( 9هـ 2199 /م) )599/21( ،وحسنه األلباني
في إرواء الغليل .)231/8( ،
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
ولية الحاكم جامعة فاحتاج أن يكون عالما بجميع األحكام وولية عامل الصدقات مخصوصة فال
ال
يحتاج إلى أن يكون عالما يعني أحكامها ،فإذا تكاملت فيه هذه الخصال الستة جاز أن يكون عام ا
ال أو امرأة وان كرهنا تقليد النساء لذلك لما عليهن من لزوم الحفر ألن المرأة لما
عليها وسواء كان رج ا
جاز أن تلي أموال األيتام جاز أن تلي أموال الصدقات فأما أعوان العامل من كتابه وحسابه وجباته
ومستوفيه فأجورهم من سهم العاملين لعملهم فيها ،ول يلزم اعتبار الحرية والفقه فيهم ،ألنهم خدم فيها
1
مأمورون ويلزم اعتبار الخصال األربعة من البلوغ والفضل واإلسالم واألمانة.
قال الشيخ القرضاوي :واهتمام القرءان بهذا الصنف ونصه عليه ،وجعله ضمن األصناف الثمانية
المستحقي ن وجعل ترتيبه بعد الفقراء والمساكين ،وهم أول المصارف وأولها بالزكاة ،هذا كله دليل على
أن الزكاة في اإلسالم ليست وظيفة موكولة إلى الفرد وحده ،وانما هي وظيفة من وظائف الدولة،
ٍ
وخازن وكاتب وحاسب ،وأن لها تشرف عليها وتدبر أمرها ،وتعين لها من يعمل عليها من ٍ
جاب
2
حصيلة أو ميزانية خاصة ُيعطى منها رواتب الذين يعملون فيها.
1
بحر المذهب (في فروع المذهب الشافعي) الروياني ،أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل (ت 312هـ) ،ت :طارق فتحي السيد،
دار الكتب العلمية ،ط 2119( 9م).)551/ 1 ( ،
2
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص .599
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
و"المؤلفة" اسم مفعول ،و "قلوب" نائب فاعل؛ ألن اسم المفعول بمنزلة الفعل المبني للمجهول ،أي:
1
الذين يعطون لتأليف قلوبهم.
قال الشواكين :واملؤلفة قلوبهم أي اجلماعة اذلين يراد تأيلف قلوبهم باالستمالة إىل اإلسَلم أو اتلثبت فيه،
أو بكف رشهم عن املسلمني ،أو رجاء نفعهم يف ادلفاع عنهم أو نرصهم ىلع عدوهم ال يف جتارة وصناعة
وحنوهما ،فإن من يرى أن خمالفة يف ادلين مصدر نفع هل يوشك أن يواده ،فإن لم يواده لم حياده َكلعدو
2
اذلي خيىش رضره وال يرجو نفعه.
والمؤلفة قلوبهم :هم قوم من المشركين كان رسول اهلل يعطيهم شيئا تألفا لهم حين كان بالمسلمين
ضعف وبالكفار قوة ،وبعد وفاة رسول اهلل .سقط ذلك لوقوع الستغناء عن تألفهم لما كثر أهل
3
اإلسالم وقوي حالهم.
فقد منعهم عمر في زمن أبي بكر وقال :ل نعطي الدنية في ديننا ،ذلك شيء كان يعطيكم
رسول اهلل تألفا لكم ،أما اليوم فقد أعز اهلل الدين ،فإن ثبتم على اإلسالم وال فبيننا وبينكم السيف،
4
ووافقه على ذلك أبو بكر والصحابة فكان إجماعا.
1
الشرح الممتع على زاد المستقنع ،محمد بن صالح بن محمد العثيمين (ت9429 :هـ) ،دار ابن الجوزي ،ط9428 - 9422 (9
هـ).)221 / 1( ،
2
السيل الجرار المتدفق على حدائق األزهار ،محمد بن علي الشوكاني ،دار ابن حزم ،ط9423( 9هـ2114 /م) ،ص.248
3
المحيط البرهاني في الفق ه النعماني فقه اإلمام أبي حنيفة ،أبو المعالي برهان الدين محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن مازة
البخاري الحنفي (ت191 :هـ) ،ت :عبد الكريم سامي الجندي ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،ط 9424( 9هـ 2114 /م)2( ،
.)289 /
4
الختيار لتعليل المختار ،عبد اهلل بن محمود بن مودود الموصلي البلدحي ،مجد الدين أبو الفضل الحنفي (ت185 :هـ) ،مطبعة
الحلبي القاهرة (وصورتها دار الكتب العلمية -بيروت ،وغيرها) ،ط (9531هـ .)998/9( ،)9959 /
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
قال القرطبي :والمؤلفة قلوبهم قوم من صناديد مضر ،كان النبي يعطيهم من الزكاة يتألفهم على
اإلسالم -ليسلم بإسالمهم من وراءهم ،منهم :أبو سفيان بن حرب ،واختلف في الوقت الذي بدئ فيه
بائتالفهم ،فقيل :قبل أن يسلموا لكي يسلموا ،وقيل :بعدما أسلموا كي يحبب إليهم اإليمان ،فكانوا على
ذلك إلى صدر من خالفة أبي بكر ،وقيل :إلى صدر من خالفة عمر ،ثم قال ألبي سفيان :قد أعز
اهلل اإلسالم ،وأغنى عنك وعن ضربائك ،إنما أنت رجل من المسلمين .وقطع ذلك عنهم؛ واختلف هل
يعود ذلك السهم إن احتيج إليه ،أم ل يعود؛ فرأى مالك أنه ل يعود ،وهو مذهب أهل الكوفة ،وقد
قيل :إنه يعود إن احتيج إليه ،ورأى ذلك اإلمام ،وهو قول ابن شهاب ،وعمر بن عبد العزيز ،واليه
1
ذهب الشافعي.
قال الشافعي :لم يبلغني أن عمر ول عثمان ول عليا أعطوا أحدا تألفا على اإلسالم وقد أعز اهلل -
األول :نوع كان يتألفهم رسول اهلل ليسلموا ويسلم قومهم بإسالمهم.
والثاني :نوع منهم أسلموا لكن على ضعف فيزيد تقريرهم لضعفهم.
والثالث :نوع منهم لدفع شرهم وهم مثل عيينة بن حصن ،واألقرع بن حابس ،والعباس بن مرداس،
وكان هؤلء رؤساء قريش لم يكن رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم -يعطيهم خوفا منهم ،فإن
1
البيان والتحصيل ،ابن رشد الجد القرطبي.)539/ 2 ( ،
2
األم ،الشافعي.)95 / 2( ،
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
األنبياء -عليهم الصالة والسالم -ل يخافون أحدا إل اهلل وانما أعطاهم خشية أن يكبهم اهلل على
1
وجوههم في النار ،ثم سقط ذلك في خالفة الصديق -رضي اهلل عنه .-
شرهم،
إسالمهم أو كف ِّ
ُ ومما سبق فإن المؤلفة قلوبهم هم الذين يرجى بعطيَّتِهم َّ
قوةُ إيمانهم أو
ِ
شوكة اإلسالم ،والحفاظ على مكانته. والمقصد من هذا المصرف تقويةُ
2
"والعلَّة أنه إذا كان ُيعطى لحفظ البدن وحياته ،فإعطاؤه لحفظ الدين وحياته من باب أولى"
في ضوء هذا الواقع برز خالف بين العلماء في مدى بقاء سهم المؤلفة قلوبهم ،هل ما زال باقيا لم
ينسخ ،أو أنه نسخ بعد وفاة الرسول صلى اهلل عليه وسلم؟
انقسم العلماء في هذا الشأن فريقين :فريق يقول بالنسخ :وأنه ل سهم ألحد في الصدقة المفروضة إل
لذي حاجة إليها .وفريق آخر يقول بأن حكم المؤلفة باق لم ينسخ ،فهم في كل زمان ولهم حق في
الصدقات.
ذهب الحنفية إلى سقوط سهم المؤلفة قلوبهم ،وانتساخ سهمهم وذهابه بعد وفاة النبي صلى اهلل عليه
وسلم ،إما لزوال علة الحكم وهي إعزاز الدين والحاجة إليهم في صدر اإلسالم حال ضعف
المسلمين ،فبعد أن اعتز اإلسالم زالت الحاجة ،فهو من قبيل انتهاء الحكم لنتهاء علته الغائية التي
كان ألجلها الدفع أو اإلعطاء ،فإن الدفع كان إلعزاز الدين ،وقد أعز اهلل اإلسالم وأغنى عنهم ،كما
ال عن البحر الرائق .وقال المرغيناني في الهداية :وقد سقط سهم المؤلفة قلوبهم،
قال ابن عابدين نق ا
1
العناية شرح الهداية ،محمد بن محمد بن محمود ،أكمل الدين أبو عبد اهلل ابن الشيخ شمس الدين ابن الشيخ جمال الدين الرومي
البابرتي (ت981 :هـ) ،دار الفكر ،د ط.)239/ 2( ،
2
الشرح الممتع على زاد المستقنع ،محمد بن صالح بن محمد العثيمين ()229 / 1
17
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
ألن اهلل تعالى أعز اإلسالم ،وأغنى عنهم ،وعلى ذلك انعقد اإلجماع ،أو سقط سهمهم ،ألن الحكم
نسخ بقوله صلى اهلل عليه وسلم لمعاذ في آخر األمر عن الزكاة« :خذها من أغنيائهم ،وردها في
1
فقرائهم».
ويرى بعض المالكية (القاضي عبد الوهاب وصححه ابن بشير وابن الحاجب واعتمده العالمة خليل
في مختصره« :أن حكم المؤلَّف قلبه (وهو كافر يعطى من الزكاة ليسلم ،وقيل :مسلم حديث عهد
بإسالم ليتمكن إسالمه) باق لم ينسخ ،أي أن تأليفه بالدفع إليه ما يزال معمولا به ،ألن المقصود من
والمشهور من المذهب والراجح انقطاع سهم المؤلفة قلوبهم ،بعزة اإلسالم ،ألن المقصود من دفع
هذا إذا كان المؤلف كاف ار يعطى ترغيبا له في اإلسالم ،فإن كان حديث عهد بإسالم ،فحكمه باق
وعليه ،فإن المالكية يوافقون الحنفية في القول بنسخ سهم المؤلفة للكفار ،ويخالفونهم فيما إذا كانوا
مذهب الشافعية كالمالكية في التفصيل ،فإنهم قالوا :إن المؤلفة قلوبهم من الكفار ل يعطون شيئا من
الزكاة بال خالف لكفرهم ،والصحيح أنهم ل يعطون شيئا البتة من خمس الخمس اآلتي من الغنائم
والفيء ،والمرصد للمصالح العامة؛ ألن اهلل تعالى قد أعز اإلسالم وأهله عن تألف الكفار ،والنبي
صلى اهلل عليه وسلم إنما أعطاهم حين كان اإلسالم ضعيفا ،وقد زال ذلك ،واهلل أعلم.
1
رواه البخاري ،كتاب الزكاة ،باب وجوب الزكاة ،رقم .)914/2( ،9593
18
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
وأما مؤلفة اإلسالم ،فصنف دخلوا في اإلسالم ،ونيتهم ضعيفة ،فيعطون تألفا ليثبتوا ،وصنف آخر
لهم شرف في قومهم نطلب بتأليفهم إسالم نظائرهم ،وصنف إن أعطوا جاهدوا من يليهم أو يقبضوا
وذهب الحنابلة إلى أن حكم المؤلف باق :وهو السيد المطاع في عشيرته ممن يرجى إسالمه أو
يخشى شره كالخوارج ،أو يرجى بعطيته قوة إيمانه أو إسالم نظيره ،أو جبايتها ممن ل يعطيها ،أو
دفع عن المسلمين ،أو نصح في الجهاد ،ويعطى ما يحصل به التأليف ،ويقبل قوله في ضعف
1
إسالمه ،أي أنه يعطى عند الحاجة ،ودليلهم واضح وهو العمل بنص اآلية في مصارف الزكاة.
قال ابن األثير :قد تكررت األحاديث في ذكر الرقبة وعتقها وتحريرها وفكها وهي في األصل العنق،
فجعلت كناية عن جميع ذات اإلنسان؛ تسمية للشيء ببعضه ،فإذا قال :أعتق رقبة ،فكأنه قال أعتق
عبدا أو أمة.
ا
ثانيا :اصطالحا:
ِّ َ َ
اب ﴾ : 1قال مالك :هم العبيد يعتقهم اإلمام ويكون ولؤهم للمسلمين،
والمقصود بقوله تعالى ﴿:و ِِف الرق ِ
للمسلمين ،وقال الشافعي وأبو حنيفة :هم المكاتبون 2.؛ أي :تحريرهم ،وليس معنى اآلية أن نعطي
الر ِّ
ق. تخليصهم من ِّ
ُ العبيد مالا؛ إنما المقصود
1
الفقه اإلسالمي وأدلته ،وهبة الزحيلي ،دار الفكر المعاصر ،ط9423( 4هـ.)9999 ،9998 /5( ،)2114/
2
النهاية في غريب الحديث واألثر ،ابن األثير.)249/2( ،
19
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
وقال مالك وأحمد في رواية المراد به أن يشتري بخير مال الصدقة عبدا فيعتقه ،وهو المروي عن ابن
عباس والحسن البصري وأكثر العلماء منهم الحسن البصري وسعيد بن جبير وابراهيم النخعي والزهري
المصرف:
ُ ويشمل هذا
النوع األول :المكاتب 4المسلم ،الذي اشترى نفسه من سيده بدين مؤجل.
النوع الثالث :المملوك المسلم ،الذي دخل في الرق ،فكل هؤلء يدخلون في عموم قول اهلل تعالى:
1
سورة التوبة ،اآلية .11
2
بداية المجتهد ونهاية المقتصد ،أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الشهير بابن رشد الحفيد (ت:
393هـ) ،دار الحديث – القاهرة ،د ط9423( ،هـ 2114 -م).)59/2( ،
3
البناية شرح الهداية ،العينى ،)439/5( ،وينظر :الهداية في شرح بداية المبتدي ،علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني
المرغيناني ،أبو الحسن برهان الدين (ت395 :هـ) ،ت :طالل يوسف ،دار احياء التراث العربي -بيروت – لبنان.)991 / 9( ،
ِ العبد الذي اشترى ن ْفسه من سي ِِّده بثم ٍن َّ
الكتابة؛ َّ
ألن هذا العقد تقعُ فيه مؤج ٍلْ ،
فإن سعى و َّأداه ُعتق ،وهو مأخوذ من ُ 4المكاتب :هو
الكتابة بين السيِّد والعبد .ينظر :أنيس الفقهاء في تعريفات األلفاظ المتداولة بين الفقهاء،قاسم بن عبد اهلل بن أمير علي القونوي الرومي
الحنفي (ت998 :هـ) ،ت :يحيى حسن مراد ،دار الكتب العلمية ،ط (2114م9424-هـ) ،ص.19
5
سورة التوبة ،اآلية .11
6
مصارف الزكاة في اإلسالم ،سعد بن علي بن وهف القحطاني ،ص .52
7
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ،أبو نصر الفارابي.)9991/3( ،
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
ثانيا :اصطالحا :الغارم من عليه دين فى غير سرف ول فساد ول شيء له أو له مال أحاط به الدين،
فليعط منه ،ويعطى من الفيء أيضا .وكذلك على اإلمام أن يقضي عنه ،وروي ان النبي قال:
"من ترك دينا فإلي" .1وقاله ابن شهاب وعمر بن عبد العزيز :أن على األمير قضاءه عنه من مال اهلل
2
اهلل
قال ابن قدامة :والغارمون هم المدينون العاجزون عن وفاء ديونهم .هذا الصنف السادس من أصناف
الزكاة .ول خالف في استحقاقهم ،وثبوت سهمهم ،وأن المدينين العاجزين عن وفاء ديونهم منهم ،لكن
إن غرم في معصية ،مثل أن يشتري خمرا ،أو يصرفه في زنا ،أو قمار أو غناء ونحوه ،لم يدفع إليه
قبل التوبة شيء؛ ألنه إعانة على المعصية ،وان تاب ،فقال القاضي :يدفع إليه .واختاره ابن عقيل؛
ألن إبقاء الدين الذي في الذمة ليس من المعصية ،بل يجب تفريغها ،واإلعانة على الواجب قربة ل
3
معصية.
والغارم نوعان:
الب ْين:
األول :الغارم إلصالح ذات َ
الزكاة ل ِع ا
وضا عما بينهما ،فهؤلء ُيعط ْون من مال َّ ذمته ما ا
وهو الذي ُيصلح ذات البين ،ويلتزم في َّ
1
رواه البخاري ،كتاب المساقاة ،باب الصالة على من ترك دينا ،رقم ،2598
الزيادات على ما في المد َّونة من غيرها من األ ِ
ُمهات ،أبو محمد عبد اهلل بن (أبي زيد) عبد الرحمن النفزي ،القيرواني، النوادر و ِّ
َّ 2
محمد حجي ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت ،ط 9999( 9م).)583 ،584 / 5( ،
المالكي (ت581 :هـ) ،تَّ :
3
المغني ،ابن قدامة.)481 / 1( ،
4
ينظر :المغني ،ابن قدامة ،)488 / 2 ( ،والشرح الممتع على زاد المستقنع.)255/ 1 ( ،
10
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
َّ ِ َّ
ت ر ُسول اهلل صلى اهللُ عل ْي ِه وسلم أ ْسألُهُ ق ا ْل ِهالِل ِّ
فع ْن قبِيصة ْب ِن ُمخ ِار ٍ
1
ت حمالةا ،فأت ْي ُ
ي ،قال :تح َّم ْل ُ
ْمر لك بِها ،قال :ثَُّم قال " :يا قبِيصةُ ِإ َّن ا ْلم ْسألة ل ت ِحل ِإ َّل ِفيها ،فقال :أِق ْم حتَّى تأْتِينا َّ
الصدقةُ ،فنأ ُ
3
الحال الثالث :يدفع من ماله بنية األخذ من الزكاة بدل من ذلك.
قال الشيخ القرضاوي :الغارم لمصلحة الغير فئة من أصحاب المروءة والمكرمات ،والهمم العالية،
عرفها المجتمع العربي واإلسالمي ،وهم الذين يغرمون لصالح ذات البين ،وذلك بأن يقع بين جماعة
عظيمة كقبيلتين أو قريتيتن تشاجر في دماء أو أ موال ،ويحدث بسببها الشحناء والعداوة ،فيتوسط
الرجل بالص لح بينهما ،ويلتزم في ذمته مال عوضا عما بينهم ،ليطفئ الثائرة ،فهذا قد أتى معروفا
1
الحمالة هي المال الذي يتحمله اإلنسان أي يستدينه ويدفعه في إصالح ذات البين كاإلصالح بين قبيلتين ونحو ذلك( ،صحيح مسلم
بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت.)922/2( ،
2
رواه مسلم ،كتاب الزكاة ،باب من تحل له المسألة ،رقم.)922/2(،9144 :
3
مصارف الزكاة في اإلسالم ،سعد بن علي بن وهف القحطاني ،ص.59
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
عظيمان فكان من المعروف حمله عنه من الصدقة ،لئال يجحف ذلك بسادات القوم المصلحين ،أو
1
يوهن عزائمهم ،فجاء الشرع بإباحة المسألة فيها ،وجعل لهم نصيبا من الصدقة.
قال ابن العثيمين :الغارم لنفسه؛ أي :لشيء يخصه ،فهذا نعطيه مع الفقر ،والفقر هنا ليس كالفقر في
الصنف األول ،فالفقر هنا العجز عن الوفاء ،وان كان عنده ما يكفيه ويكفي عياله لمدة سنة أو أكثر.
فإذا قدرنا أن شخصا عليه عشرة آلف دينار ،وراتبه ألفا دينار في الشهر ،ومؤنته كل شهر ألفا
الجواب :نعم؛ ألنه اآلن فقير بالنسبة للدين فال نعطيه من الزكاة لفقره؛ ألن راتبه يكفيه وانما نعطيه
وهل يجوز أن نذهب إلى الدائن ،ونعطيه ماله دون علم المدين؟
ِّ َ َ
اب ﴾ 2فهو مجرور بـ «في» و
الجواب :نعم يجوز؛ ألن هذا داخل في قوله تعالى ﴿ :و ِِف الرق ِ
«الغارمين» عطفا على الرقاب ،والمعطوف على ما جر بحرف يقدر له ذلك الحرف فالتقدير وفي
3
الغارمين ،و «في» ل تدل على التمليك ،فيجوز أن ندفعها لمن يطلبه.
فعن مجاهد قال :ثالثة من الغارمين" :رجل ذهب السَّيل بماله ،ورجل أصابه حريق فذهب بماله،
1
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص.423
2
سورة التوبة ،اآلية .11
3
الشرح الممتع على زاد المستقنع ،محمد بن صالح بن محمد العثيمين ) 254 / 1( ،
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
فقير ل يقدر على قضاء دينه من مال نقد أو ُعروض عنده ،فإن كان يقدر على
/ 9أن يكون اا
العجز عن الوفاء ،وان كان عنده ما يكفيه ويكفي عياله ،أو كان عنده تجارة يتَّجر
ُ والمقصود بالفقر
ال تكفيه وتكفي من يعولهم ،ول يبقى معه ما يوفِّي به د ْينه؛ فهذا ُيقضى عنه من مال َّ
الزكاة بها مث ا
أيضا.
ا
/ 2أن يكون استدان في غير معصية ،فال يعان إذا كان د ْينه في معصية إل إن تاب وظهر عليه
صدق توبته.
ُ
حد اإلسراف؛ ألن اللَّه ويدخل في هذا المعنى -أي :ل يعطى من َّ
الزكاة -من استدان للمباح إلى ِّ
هذا ،ول ُيشترط إعطاء المدين د ْينه ،بل يجوز إعطاؤه لقضاء دينه ،ويجوز إعطاء الغريم (الدائن)
1
رواه ابن أبي شيبة في المصنف ،باب ما قالوا في الغارمين من هم ،ت :كمال يوسف الحوت ،مكتبة الرشد ،الرياض ،ط(9
.)492/ 2( ،)9419
2
سورة األعراف ،اآلية .59
3
مصارف الزكاة ،عادل يوسف العزازي ،/https://www.alukah.net ،تاريخ التصفح2122 / 12/ 92 :م.
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
ول خالف في الغازي إذا لم يكن معه ما يكفيه أنه يجوز له أن يأخذ من الزكاة ،وان كان غنيا في
بلده ،واختلف فيما إذا كان معه ما يكفيه هل يجوز له أخذها أم ل ،على قولين:
1
وسبب الخالف :اعتبار الحال والمآل.
المقصود بمصرف في سبيل اهلل أنه الغازي في سبيل اهلل ،فهو صحيح ل اختالف فيه ،وانما يختلف
هل يعطى منها الغني في الغزو؟ فقال في المدونة :إنه يعطى منها وان كان غنيا ،وهو قول محمد
بن سلمة :إن الغني يأخذ من الصدقة ما يتقوى به للجهاد ،ولعيسى بن دينار في تفسير ابن مزين أنه
ل يعطى من الزكاة إل إذا احتاج في غزوه ولم يحضره وفره ول شيء من ماله .واألول هو الصحيح،
لقول النبي " : ل تحل الصدقة لغني إل لخمسة" 2فذكر فيهم الغازي في سبيل اهلل.3
اء الذخيرة واألسلحة ،واقامة المطارات الحربية ،والنفقة على من ي ُدل على
فيدخل في هذا المصرف شر ُ
األعداء ،وهذا مذهب الشافعية والمالكية والحنابلة ،إل أن الشافعية والحنابلة اشترطوا أن يكون
1
مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكالتها ،أبو الحسن علي بن سعيد الرجراجي ،ت :أبو الفضل
الدمياطي أحمد بن علي ،دار ابن حزم ،بيروت ،لبنان ،ط9428 ( 9هـ 2119 /م).)595 /2( ،
2
رواه اإلمام مالك ،كتاب الزكاة ،باب أخذ الصدقة ومن يجوز له أخذها ،رقم ( ،29الموطأ ،مالك بن أنس).)218/ 9( ،
3
البيان والتحصيل ،ابن رشد الجد القرطبي.)398/ 98( ،
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
المجاهدون من المتطوعين الذين ل راتب لهم من بيت المال خزانة الدولة وأما الحنفية ،فقد توسعوا
اّلل َّ ﴾ ،1ف أروا جواز اإلنفاق في جميع مصالح الخير والبر في قوله ﴿ َوِف َ
يل ِ ِ ب
ِ س ِ
قال القرطيب" :وفي سبيل اهلل" وهم الغزاة وموضع الرباط ،يعطون ما ينفقون في غزوهم كانوا أغنياء
أو فقراء .وهذا قول أكثر العلماء ،وهو تحصيل مذهب مالك رحمه اهلل .
وقال ابن عمر :الحجاج والعمار .ويؤثر عن أحمد واسحاق رحمهما اهلل أنهما قال :سبيل اهلل الحج.
وفي البخاري :حملنا النبي على إبل الصدقة للحج ،3ويذكر عن ابن عباس :يعتق من ماله ويعطي
4
في الحج.
عبارة عن جميع القُرب فيدخل فيه كل من سعى في طاعة اهلل وسبيل الخيرات إذا كان محتاجا،
وقال أبو يوسف المراد منه فقراء الغزاة؛ ألن سبيل اهلل إذا أطلق في عرف الشرع يراد به ذلك ،وقال
محمد :المراد منه الحاج المنقطع لما النبي أن يحمل عليه الحاج» ،وقال الشافعي :يجوز دفع
6
الزكاة إلى الغازي وان كان غنيا.
1
سورة التوبة ،اآلية .11
2
مصارف الزكاة ،عادل يوسف العزازي ،/https://www.alukah.net ،تاريخ التصفح2122 /12/92 :م.
3
رواه البخاري ،كتاب الزكاة ،باب قول اهلل تعالى ":وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل اهلل" ،رقم .9418
4
الجامع ألحكام القرآن "تفسير القرطبي" ،أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي
(ت199 :هـ) ،ت :أحمد البردوني وابراهيم أطفيش ،دار الكتب المصرية – القاهرة ،ط9584( 2هـ 9914 -م).)983 / 8( ،
5
سورة التوبة ،اآلية .11
6
بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،الكاساني.)41 / 2 ( ،
11
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
ويعطون من الزكاة ما يشترون به السالح ،والدواب ،والنفقة لهم ولعيالهم ،حتى ولو كانوا أغنياء،
1
ألنهم يأخذون لمصلحة المسلمين ،بشرط أن ل يكون لهم رزق من بيت المال يكفيهم.
ابن السبيل :المسافر الذي يجتاز من بلد إلى بلد .و"السبيل" :الطريق ،وقيل للضارب فيه" :ابن
ت ِلداتِي،2 أن ِش ْب ُ
ت وا ْكتهل ْ ابن الح ْر ِب رَّبتْنِي ولِ ا
يدا ...إلى ْ السبيل" ،للزومه إياه ،كما قال الشاعر :أنا ُ
3
وكذلك تفعل العرب ،تسمي الالزم للشيء يعرف به" :ابنه".
4
وعرفه المالكية بأنه" :الغريب المحتاج لما يوصله إلى بلده إذا كان سفره في غير معصية"
وعرفه الشافعية " :ابن السبيل ،وهو شخصان .أحدهما :من أنشأ سف ار من بلده ،أو من بلد كان مقيما
به .والثاني :الغريب المجتاز بالبلد .فاألول :يعطى قطعا ،وكذا الثاني على المذهب .ويشترط أن ل
يكون معه ما يحتاج إليه في سفره ،فيعطى من ل مال له أصال ،وكذا من له مال في غير البلد
المنتقل إليه منه ،ويشترط أن ل يكون سفره معصية ،فيعطى في سفر الطاعة قطعا ،وكذا في المباح
5
كالتجارة".
1
مصارف الزكاة في اإلسالم ،سعد بن علي بن وهف القحطاني ،ص.42
2
البيت الشعري للطرماح :وهو الحكم بن الحكيم الطائي ،من شعراء العصر األموي ،والطرماح تعني الطويل ،توفي سنة 992هـ
( موسوعة شعراء العربية ،شعراء العصر األموي ،فالح نصيف الحجية الكيالني ،د ط.)935/ 5( ،
3
الجامع ألحكام القرآن ،القرطبي.)521/ 94( ،
4
مواهب الجليل ،الحطاب.) 529 /2( .) 532/ 2( ،
5
روضة الطالبين وعمدة المفتين أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت191 :هـ) ،ت :زهير الشاويش ،المكتب اإلسالمي،
بيروت -دمشق -عمان ،ط9492( 5هـ 9999 /م) ،
17
الفصل األول.................................................................................................................................مصارف الزكاة
وعرفه الحنابلة :بالمسافر الذي انقطعت عنه نفقتُه ،بأن ضاعت أو ِنفدت واحتاج إلى نفقة ،فهذا
يعطى من َّ
الزكاة بقدر ما يوصله إلى حاجته ويعود لبلده ،قال ابن قدامة ":وابن السبيل يعطى ما
يبلغه إلى بلده ،والغازي يعطى ما يكفيه لغزوه ،والعامل يعطى بقدر أجره.
ِ
لمقصد ما ،ثم احتاج قبل أن يقضي حاجته، مجتاز في طريق ولو كان في ذهابه
اا / 1أنه إن كان
فإنه يعطى ما يعان به على قضاء حاجته ،ثم عودته إلى بلده.
اآلخرون أنه ل يعطى؛ ألنه ل يطلق ابن السبيل إل على الغريب ،وهذا األخير هو الصواب ،لكن
يقال لألول :يعطى من سهم الفقراء والمساكين ،خاصة إذا كان سفره لمنفعة عامة.
2
والقرطبي" :وليس يلزم أن يدخل تحت ِمَّنة أحد ،وقد وجد ِمَّنة اللَّه ونعمته.
ومما سبق فقد تعرفنا على مفهوم مصارف الزكاة وماهيتها ،ولمن تصرف ،وفي الفصل األتي
1
المغني ،ابن قدامة.)311/ 2 ( ،
2
مصارف الزكاة ،عادل يوسف العزازي ،/https://www.alukah.net ،تاريخ التصفح2122 /12/92 :م.
18
الفصل الثاني:
نماذج تطبيقية معاصرة
لمصارف الزكاة.
تمهيد:
بعدما تطرقنا في الفصل األول إلى تصور مصطلحات البحث على حقيقتها وتعرفنا على
ماهية المصارف ووقفنا على بيان حد الزكاة ومعرفة مصارف الزكاة إجماال؛ وفي هذا الفصل
سنحاول تقديم دراسة تأصيلية تطبيقية معاصرة لمصارف الزكاة وقد قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين:
المبحث األول :نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجته :الفقراء والمساكين ،الرقاب ،الغارم
المبحث الثاني :نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجة المسلمين إليه :العاملون عليها ،المؤلفة
04
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
المبحث األول :نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجته :الفقراء والمساكين ،الرقاب،
أوصت الشريعة اإلسالمية إلى إعطاء الزكاة لمستحقيها وتعطى لهم وفق حاجتهم تماشيا مع
وقتنا المعاصر وفي هذا المبحث سنذكر بعض النماذج التطبيقية المعاصرة وقد قسمنا هذا المبحث
ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة للفقراء والمساكين وفي هذا المطلب
الفرع األول :الصرف من أموال الزكاة لدعم طلبة العلم الفقراء سواء كان علمه دينيا أو دنيويا
قال النووي :ولو قدر على كسب يليق بحاله إال أنه مشتغل بتحصيل بعض العلوم الشرعية بحيث لو
أقبل على الكسب النقطع عن التحصيل حلت له الزكاة ألن تحصيل العلم فرض كفاية ،وأما من ال
يتأنى منه التحصيل فال تحل له الزكاة إذا قدر على الكسب وان كان مقيما بالمدرسة هذا الذي ذكرناه
هو الصحيح المشهور ،وذكر الدارمي في المشتغل بتحصيل العلم ثالثة أوجه:
(أحدها) يستحق وان قدر على الكسب (والثاني) ال (والثالث) إن كان نجيبا يرجى تفقهه ونفع
المسلمين به استحق واال فال ذكرها الدارمي في باب صدقة التطوع وأما من أقبل على نوافل العبادات
والكسب يمنعه منها أو من استغراق الوقت بها فال تحل له الزكاة باالتفاق ألن مصلحة عبادته قاصرة
04
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
عليه بخالف المشتغل بالعلم قال أصحابنا واذا لم يجد الكسوب من يستعمله حلت له الزكاة ألنه
عاجز.1
وذهب جمهور الباحثين والمناقشين إلى ضرورة التفريق بين العلم الضروري الذي يؤهل الفرد
المسلم إلى وظيفة أو مهنة يسترزق بها بحسب قدراته ومجال تخصصه ،وبين العلم الذي يراد به
فأجازوا الصرف لطالب العلم الضروري الفقير من مصرف الفقراء والمساكين ،ال من مصرف في
وتكون مساعدته بحسب ال متوسط من حياة الناس ،وهذا بعد استفراغ الوسع في كسب نفقة تعلمه ،أما
ما فوق الكفاية فال يصرف له من الزكاة ،وأما العلوم التي يقوم بها الدين وتخدم األمة مباشرة،
فأجازوا الصرف لها من الزكاة من مصرف في سبيل اهلل ،باعتباره تحقيقا لمصرف في سبيل اهلل،
_ حاجة األمة إلى الطالب ،لنجابته واستقامته ،ويستحسن أن يكون اختياره أن يكون اختياره من
1
المجموع شرح المهذب مع تكملة السبكي والمطيعي ،أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى676 :هـ) ،دار الفكر،
بيروت ،لبنان ،د ت ط.)191/6( ،
04
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
_ أن يراعى في نفقات العلم ترتيب الحاجة ،فال تغطى تكاليف دراسة باهظة إذا وجدت فرصة مماثلة
1
بتكاليف أقل.
قال القرضاوي :وليس العلم المطلوب محصو ار في علم الدين وحده ،بل كل علم نافع يحتاج إليه
المسلمون في دنياهم ،لصحة أبدانهم ،وتنمي ة اقتصادهم عمرانهم ،وتمكينهم من التفوق العسكري على
2
عدوهم ونحو ذلك من األغراض ،فإنه فرض كفاية ،كما قرر المحققون من العلماء.
أصدر بيت الزكاة الكويتي فتوى بهذا الخصوص ":األصل في الزكاة أن تصصرف للفقراء ،أو
عند الحاجة؛ ليصرف بدله في الزكاة عند الحاجة إلى ذلك ،وهذا ال يتحقق في حفر ٍ
بئر في منطقة
غير داخلة في ملك أحد ،ويردها الغني والفقير؛ ألن الماء في مثل هذه الحالة يشترك فيه الناس
غنيهم وفقيرهم ،وال يمكن منع أو امتناع الغني من ذلك ،وهذا أشبه بالصدقة الجارية ،أو الوقف ،لكن
ترى الهيئة أنه يجوز شراعا تمليك مال الزكاة ألهل المنطقة الفقراء ،ثم يوجهون إلى وضعه في حفر
3
بئر يبيحون االنتفاع بها لهم ولغيرهم".
_ أن يغلب على الظن استسقاء الفقراء منه دون غيرهم ،كما لو كان ف منطقة تختص بهم.
_ أن يغلب على الظن أنه عند تمليكهم وتوجيههم بحفر البئر أن ذلك لن يتحقق.
1
_ أال يمكن حفر البئر من غير مال الزكاة.
وذلك إقامة مشاريع إ نتاجية من مال الزكاة وتمليك أسهمها لمستحقي الزكاة بحيث يكون المشروع
مملوكا لهم يديرونه بأنفسهم أو من ينوب عنهم ،ويقتسمون أرباحه كالمصانع والمزارع والمناحل
2
وغيرها من المشروعات اإلنتاجية األخرى.
الزواج من الحاجات األصلية التي يحتاجها اإلنسان ،وبه يحفظ النسل ،وحفظه من الضروريات
الخمس ،وعلى هذا فالذي ذهب إليه كثير من العلماء المعاصرين أنه يعطى الفقير من الزكاة ألجل
الزواج إذا احتاج لذلك ،ويعطى بقدر حاجته ليتزوج ،3ففي سؤال ورد للجنة الدائمة :هل يجوز صرف
الزكاة لشاب يريد الزواج من أجل إعفاف فرجه؟ وهل هناك فرق بين من تعدى سن الزواج المعتاد
1
نوازل الزكاة ،عبد اهلل بن منصور الغفيلي ،دار الميمان للنشر والتوزيع ،الرياض ،ط1279( 1ه7008 /م) ،ص .361 ،360
2
الملخص المفيد ألحكام الزكاة وقضاياها المعاصرة ،علي سعود الكليب ،ط1239( 1هـ7018/م) ،ص.67
3
المسائل المعاصرة في الزكاة ،منصور بن محمد الصعقوب ،ط (1237هـ) ،ص.36
00
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
وبين من لم يبلغ العشرين سنة؟ واذا كان يريد الزواج من أجل خدمة والدته كبيرة السن فهل يجوز له
صرف الزكاة؟
1
فكان الجواب :يجوز ذلك إذا كان ال يجد نفقات الزواج العرفية التي ال إسراف بها.
يدخل العالج في مفهوم الكفاية التي اختلف الفقهاء حول الحد المستحق للفقير منها ،فيكون
حكم صرف الزكاة في ذلك منبنيا على ما تقدم تقريره من اتفاقهم على استحقاق الفقير كفاية السنة،
واختالفهم فيما زاد على ذلك ،فيكون صرفها في التكاليف العالجية التي يحتاجها الفقير لسنة واحدة
مشروعا عند الجميع ،وأما ما زاد على السنة فال يشرع عند القائلين باستحقاق الفقير لكفاية العمر؛ إال
2
_ أن يراعى في مقدار تكاليف العالج عدم اإلسراف واإلقتار.
1
فتاوى اللجنة الدائمة -المجموعة األولى ،اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء ،ت :أحمد بن عبد الرزاق الدويش ،رئاسة إدارة
البحوث العلمية واإلفتاء -اإلدارة العامة للطبع – الرياض.)17/10( ،
2
نوازل الزكاة ،الغفيلي ،ص.366
04
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
ويلحق بهذه المسألة أيضا توظيف األطباء لمعالجة الفقراء من الزكاة :فيجوز توظيف األطباء
لمعالجة الفقراء المسلمين الذين ال يجدون العالج المجاني وال يقدرون على تكاليف العالج ،وكذلك
يجوز توظيفهم لمعالجة الفقراء غير المسلمين إذا كان ذلك يؤدي إلى إسالمهم أو تحسين صورة
1
اإلسالم والمسلمين ورحمة هذا الدين العظيم.
ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة للرقاب وفي هذا المطلب نحاول أن نذكر
بعضا منها:
قال القاضي ابن العربي في مسألة فك األسارى من الزكاة " :إذا كان فك رقبة المسلم عن رق
المسلم عبادة وجائ از من الصدقة ،فأولي وأحرى أن يكون ذلك في فك المسلم عن رق الكافر وذله".2
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه اهلل " :ويدخل في ذلك _أي في الرقاب _ على الصحيح أيضا:
عتاق األسرى ،أسرى المسلمين بين الكفار ،يدفع من الزكاة للكفار الفدية حتى يطلقوا المسلمين
1
وحتى يفكوا أسرهم.
1
الملخص المفيد ألحكام الزكاة وقضاياها المعاصرة ،علي سعود الكليب ،ص69.
2
أحكام القرآن ،القاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري االشبيلي المالكي (المتوفى323 :هـ) ،ت :محمد عبد القادر
عطا ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،ط 1272( 3هـ 7003 -م).)337/7( ،
04
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
قال القرضاوي :واذا كانت كلمة " الرقاب" عند إطالقها تنصرف إلى العبيد ،فهل يصح أن تشمل
بعمومها رقبة األسير المسلم الذي يتحكم فيه األعداء الكفرة تحكم السيد في الرقيق ،وهو في أسره
معرض لالسترقاق أيضا؟ والمروي في مذهب اإلمام أحمد ان ذلك جائز فيصح أن صيفك من الزكاة
2
األسير المسلم ألن فيه فك رقبة من األسر.
3
قال ابن قدامة " :ويجوز أن يفك منها أسي ار مسلما ؛ ألنه فك رقبة من األسر.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه اهلل " :هذا صحيح ؛ ألنه داخل في الرقاب ،وهذا ما يعرف في لغة
العصر بالرهائن ،يكون رهائن من المسلمين عند األعداء ويقول األعداء :ال نفكهم لكم إال بشيء من
المال فيعطون من الزكاة لفك هذه الرهائن فال بأس" انتهى من "شرح الكافي" .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" في مصارف الزكاة " :أن يفتدي بالزكاة أسي ار مسلما من أيدي
المشركين ،وقد صرح الحنابلة وابن حبيب وابن عبد الحكم من المالكية بجواز هذا النوع ؛ ألنه فك
4
رقبة من األسر ،فيدخل في اآلية ،بل هو أولى من فك رقبة َم ْن بأيدينا" .
الرَق ِ
اب" عتق المسلم من مال الزكاة ، وجاء في فتاوى "اللجنة الدائمة"" :والمراد بقوله تعالىَ " :وِفي ِّ
1
مجموع الفتوى ومقاالت متنوعة ،عبد العزيز بن عبد اهلل بن عبد الرحمن بن باز ،إشراف :محمد بن سعد الشويعر ،دار القاسم
للنشر ،الرياض ،المملكة العربية السعودية ،ط1270( 1هـ ).)13/12( ،
2
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص .219
3
الكافي في فقه اإلمام أحمد ،أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي،
الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى670 :هـ) ،دار الكتب العلمية ،ط 1212( 1هـ 1992/م).)273/1( ،
4
الموسوعة الفقهية الكويتية ،و ازرة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت ،ط (1من 1202ه 1277 -هـ) ،مطابع دار الصفوة –
مصر.)371/73( ،
04
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
الفرع الثاني :صرف الزكاة من سهم الرقاب لفكاك الشعوب المسلمة المحتلة من طرف الكافرين:
اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم صرف الزكاة من سهم الرقاب لفكاك الشعوب المسلمة من
القول األول :مشروعية صرف الزكاة من سهم الرقاب لتلك الشعوب المحتلة من الكافرين؛ لدحر
القول الثاني :عدم مشروعية صرف الزكاة من سهم الرقاب لتلك الشعوب .وهو قول أكثر الفقهاء
المعاصرين.
فمن المجيزين صاحب تفسير المنار ،قال :فالواجب على دعاة اإلصالح فيهم أن يبدءوا بإصالح
من بقي فيه بقية من الدين والشرف بتأليف جمعية لتنظيم جمع الزكاة منهم ،وصرفها قبل كل شيء
في مصالح المرتبطين بهذه الجمعية دون غيرهم ،ويجب أن يراعى في نظام هذه الجمعية أن لسهم
المؤلفة قلوبهم مصرفا في مقاومة الردة واإللحاد ،وأن لسهم فك الرقاب مصرفا في تحرير الشعوب
وأيد ذلك الشيخ محمد شلتوت بعد أن تحدث عن الرق في العصر القديم بقوله.. :و في ما أرى
قد حل محله اآلن ،رق هو أشد خط ار منه على اإلنسانية ،ذلكم هو استرقاق الشعوب في أفكارها،
حرة
وفي أموالها وسلطانها وحريتها في بالدها؛ كان ذاك رق أفراد ،يموت بموتهم ،وتبقى دولهم ّ
1
فتاوى اللجنة الدائمة -المجموعة األولى ،اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء.)6/10( ،
2
تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) ،محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منال علي خليفة
القلموني الحسيني (المتوفى1332 :هـ) ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،ط (.)222/10( ،)1990
04
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
رشيدة ،لها من األمر واألهلية ما لسائر األحرار الراشدين ،ولكن هذا رق شعوب وأمم ،تلد شعوبا
وأمما هم في الرق كآبائهم ،فهو رق عام دائم ،يفرض على األمة بقوة ظالمة غاشمة ،واذن فما أجدر
هذا الرق بالمكافحة والعمل على التخلص منه ،ورفع ذله عن الشعوب ،ال بمال الصدقات فقط ،بل
بكل األموال واألرواح ،وبذلك نعرف مقدار مسؤولية أغنياء المسلمين عن معونة الشعوب اإلسالمية.1
ومن القائلين بعدم مشروعيته الشيخ القرضاوي قائال :والذي أميل إليه أن ال حاجة بنا إلى هذا
التوسع الذي تفقد به الكلمات مدلولها األصلي ،أما مساعدة الشعوب المستعبدة على التحرر ،ففي
مال الزكاة متسع لهم من سهم " سبيل اهلل" فضال عن موارد الدولة األخرى التي يجب أن تساهم
2
جميعا في هذا السبيل.
ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة للفقراء للغارم لمصلحة نفسه وفي هذا
قال القرضاوي :وأخص من ينطبق عليه هذا الوصف أولئك الذين فاجأتهم كوارث الحياة ،ونزلت بهم
جوائح اجتاحت مالهم ،واضطرتهم الحاجة إلى االستدانة ألنفسهم وأهليهم ،فعن مجاهد قال "" :ثَ َالثَة
1
اإلسالم عقيدة وشريعة ،محمود شلتوت ،دار الشروق ،القاهرة ،ط 1271( 18هـ7001/م) ،ص .102
2
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص .219
04
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
ق َعَلى ِعَي ِال ِه " ،1وفي حديث قبيصة بن المخارق :أباح النبي لمن أصابته
ان َويص ْن َف ص
َمال َفهص َو صي َد ص
2
جائحة اجتاحت ماله ،أن يسأل ولي األمر حقه من الزكاة ،حتى يصيب قواما من عيش"
والزكاة بهذا تقوم بنوع من التأمين االجتماعي ضد الكوارث ،ومفاجآت الحياة ،سبق كل ما عرفه
غير أن الـتأمين الذي حققه اإلسالم ألبنائه بنظام الزكاة أسمى وأكمل وأشمل من التأمين الذي
عرفه الغرب في العصر الحديث بمراحل ،فالتأمين على الطريقة الغربية ال يعوض إال من اشترك
بالفعل في دفع أسقاط محددة لشركة التأمين ،وعند إعطاء التعويض صيعطى الشخص المنكوب على
تعويضا أكثر..أما الـتامين اإلسالمي ،فال يقوم على اشتراط دفع أقساط سابقة ،وال صيعطى المصاب
3
يعوض خسارته ،ويفرج ضائقته.
بالجائحة إال على أساس حاجته ،وبمقدار ما ّ
واتفقت كلمة الباحثين والمناقشين على أن الغارم بسبب قوة قاهرة ،كالتاجر الذي عجز عن
سداد ديونه بسبب ذهاب ماله في حريق او فيضان أو فتنة أو أزمة كساد حادة ،ينظر في استحقاقه
للمساعدة ،ويصعطى من الزكاة بعد دراسة حاله من قبل الخبراء األمناء ،وترفع عنه الحوائج كما أمر
4
النبي ،وذلك بقدر ما يسدد به ديونه التي ال يجد قضاءها.
1
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ،باب ما قالوا في الغارمين من هم ،رقم .)272/7(،10660
2
رواه مسلم ،كتاب الزكاة ،باب من تحل له الصدقة ،رقم .)777/7( ،1022 :
3
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص.271
4
بحوث ندوة التميز الفقهية ،نوازل مصرف الزكاة ،الندوة ،7ص.733
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
ذهب جمهور الباحثين والمناقشين إجماال إلى منع صرف الزكاة للغارمين في ديون تجارية ،اللهم
ما كان منها ناتجا عن جائة أو أزمة حادة حلت بأحدهم ،ذلك أن اإلنسان الراشد ال يستدين إال
لضرورة ،أو حاجة ملحة ،والمفروض أال يتوسع في الديون إال وله مقابل يسدد به دينه ،من مال
حاضر أو منتظر.
ديون التجارة في شركات األموال يحكمها ويضبطها اتفاق الشركاء يوم تأسيس الشركة ،أو خالل
تحمل المخالف للشرط تبعه ذلك ،وان ارتضوها كانت الخسارة في رؤوس
نشاطها؛ فإن منعوها ّ
أما ما يستدينه التاجر لنفسه ،وليس له شريك معه ،فهو يتحمل ضمان ديونه ،إن كان عن
ليس لها ما يقابلها من أموال ،وعلى التجار الموردين للسلع والخدمات أن يتحروا ويحتاطوا في
1
تعاملهم بالديون ،وأن ال يعطوا أموالهم لمتعامل دون ضمانات تطمئنهم على ديونهم.
1
بحوث ندوة التميز الفقهية ،نوازل مصارف الزكاة ،الندوة السابعة ،ص .733
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة البن السبيل وفي هذا المطلب نحاول
الفرع األول :صرف الزكاة لالجئين المضطهدين من اضطروا إلى مغادرة أوطانهم ومفارقة أموالهم
وذلك من مصرف ابن السبيل ،فقد أجمع الباحثون والمناقشون على ضرورة التفريق بين ابن
السبيل الذي انقطع عنه ماله ،ولم يجد إليه سبيال ،وبين الالجئين الذين انقطعوا عن أوطانهم
وأموالهم ،وتعذر عليهم العودة إليها ظلما أو اضط اررا ،فأجازوا الصرف على الالجئين الفقراء ممن
تعذر عليهم العمل في مهاجرهم ألسباب قانون ية أو بدنية من مصرف الفقراء والمساكين ،فهم
يستحقون الزكاة لفقرهم ،ال لكونهم أبناء سبيل؛ أما من أراد منهم العودة إلى وطنه ولم يجد نفقة السفر
1
فيعطى بعنوان ابن السبيل.
ص
قال القرضاوي :ومن الناس من صيجبر على مغادرة وطنه ،ومفارقة ماله وأمالكه ،من ِقبل الغزاة
المحتلين ،أو الطّغاة المستبدين ،من الح ّكام الكفرة وأشباه الكفرة ،الذين َيضط ِهدون أهل الخير
والصالح ،ويخرجونهم من ديارهم وأموالهم بغير حق ،إال أن يقولوا :ربنا اهلل ،تجد الرجل من هؤالء
يفر بدينه وحريته من بلده إلى بلد آخر؛ ويبقى محروما من ماله في موطنه ،وان بقي هناك باسمه
1
بحوث ندوة التميز الفقهية ،نوازل مصارف الزكاة ،الندوة السابعة ،ص .738
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
في البنك أو تحت الحراسة ،أو ما شابه ذلك ،كما هو شأن كثير من المضطهدين والالجئين
1
السياسيين .فهم أغنياء ملكا ،فقراء يدا ،وكل من كان هذا شأنه فهو ابن سبيل.
قال محمد رشيد رضا :أن اللقيط يوشك أن يدخل في معنى " ابن السبيل " ،واللفظ يتسع للقيط
والسيما في باب اإلحسان ما ال يتسع لغيره ،وهو أولى وأجدر من اليتيم بما ذكرنا من الحكمة والفقه
في األمر باإلحسان به ،وانما غفل جماهير المفسرين عن ذكره لندرة اللقطاء في زمن المتقدمين
منهم ،وال حظ للمتأخرين منهم من التأليف إال النقل عنهم ; ألنهم في الغالب قد حرموا على أنفسهم
االستقالل في الفهم؛ لئال يكون من االجتهاد الذي تواطئوا على القول بإقفال بابه ،وانقراض أربابه،
والرضى باستبدال الجهل به ،فإن غير المستقل بفهم الشيء ال يسمى عالما به كما هو بديهي ،وعليه
"وقد كثر في هذه األزمنة اللقطاء ،ولوال عناية الجمعيات الدينية من األوروبيين بجمعهم وتربيتهم
وتعليمهم لكان شرهم في البالد مستطيرا ،فلله در هؤالء األوربيين ما أشد عنايتهم بدينهم ،ونفع الناس
به بحسب اجتهادهم واستطاعتهم ،ويا هلل ما أشد غفلة المسلمين وجهل جماهيرهم بأنفسهم ،وبغيرهم،
فإنهم يزعمون أنهم أشد من اإلفرنج عناية بدينهم وغيرة عليهم وعمال به ،بل يزعمون أن اإلفرنج قد
تركوا الدين ألبتة ،يستنبطون هذه النتيجة من بعض أحرارهم الغالين ،الذين يلقونهم فيسمعون منهم كلم
1
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص.260
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
اإللحاد ،أو من السياسيين منهم الذين يزلزلون ثقتنا بالدين لما يجهل أكثرنا من المقاصد واألغراض،
1
ونحن أحق الناس بتربية اللقطاء ،وجميع أنواع البر واإلحسان.
قال القرضاوي :أن اللقيط إن لم يدخل في معنى " ابن السبيل" فهو داخل في عموم "الفقراء
2
والمساكين" قطعا ،فإن الفقير هو المحتاج ،صغي ار كان أو كبيرا ،فحقه في الزكاة ثابت بيقين.
من المعاصرين من أدخل المحرومين من المأوى في صنف ابن السبيل ،ومنهم الشيخ
القرضاوي.
قال :وما صيندى له الجبين أننا ال نزال نرى في كثير من البالد التي ينتسب أهلها إلى اإلسالم ،أناسا
صحرموا نعمة المأوى والمسكن ،واتخذوا من جوانب الطريق وأرصفة الطرقات مأوى لهم ،يفترشون
ترابها ،ويتغطون بهوائها ،فهؤالء "أبناء سبيل :ألن الطريق لكل منهم أمه وأبوه ،إن هؤالء وصمة في
جبين المجتمع الذي يعيشون فيه ،فال عجب أن يعنى القرءان بهم ،ويذكرهم بوصف خاص ،غير
وصف الفقراء والمساكين ،ويفرض لهم سهما في الضريبة اإلسالمية األولى :الزكاة.
وأضاف قائال :وال غرابة أن صيعطى هؤالء من مال الزكاة بوصفهم أبناء سبيل ،وبوصفهم فقراء أيضا،
1
تفسير المنار ،محمد رشيد رضا.)77 /3 ( ،
2
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص .267
40
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
بالوصف الثاني ما يضمن لهم تمام كفايتهم ويكفل لهم معيشة حسنة ،يتحقق لهم فيها إشباع حاجاتهم
1
البشرية من غير إسراف وال تقتير.
1
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص .261
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
المبحث الثاني :نماذج تطبيقية معاصرة لما يعطى لحاجة المسلمين إليه :العاملون
عليها ،المؤلفة قلوبهم ،الغارم إلصالح ذات البين وفي سبيل اهلل.
أوصت الشريعة اإلسالمية إلى إعطاء الزكاة لمستحقيها وتعطى لهم وفق حاجتهم تماشيا مع
وقتنا المعاصر وفي هذا المبحث سنذكر بعض النماذج التطبيقية المعاصرة وقد قسمنا هذا المبحث
ذكر العلماء مج موعة من النماذج التطبيقية المعاصرة للفقراء والمساكين وفي هذا المطلب نحاول
الفرع األول :صرف الزكاة من سهم العاملين عليها للقائمين على استثمار أموال الزكاة.
وذلك عند القائلين بجواز استثمار أموال الزكاة ،فيعتبرون من العاملين عليها لما يلي:
_1انطباق داللة عموم اللفظ على القائمين باالستثمار ،لقيامهم بالعمل في مصلحة تنمية مال
الزكاة ،كما يمكن االستدالل على أخذهم بقياسهم على المنصوص عليه لدى الفقهاء ،كالساعي على
_7منفعة استثمار أموال الزكاة وتنميتها ال تقل عما يذكره الفقهاء من وظائف تندرج تحت وصف
العاملين عليها ،إذا تحققت فيها الشروط الالزمة من أمن المخاطرة بتلك االموال ،وعدم وجود الحاجة
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
الماسة إليها التي تحول دون استثمارها ،بل ربما كان في استثمار أموال الزكاة من المحافظة عليها
1
وتنميتها إلفادة أكبر عدد من المستحقين ماال يكون في غيرها من وظائف العاملين على الزكاة.
أي أن الصرف من سهم العاملين على الزكاة للقائمين على استثمار أموال الزكاة فيما يقابل عملهم
من أجرة ،وذلك مشروط بعدم أخذهم من بيت المال راتبا دوريا ،وكونهم من المعنيين باستثمار اموال
الفرع الثاني :إعطاء الموظفين في الجمعيات الخيرية التي تستقبل الزكاة منه.
قد عرفت الندوة الرابعة 2لقضايا الزكاة العاملين عليها بأنهم :كل من يعينهم أولياء األمور في
الدول اإلسالمية أو يرخصون لهم أو تختارهم الهيئات المعترف بها من السلطة أو من المجتمعات
اإلسالمية للقيام بجمع الزكاة وتوزيعها وما يتعلق بذلك من توعية بأحكام الزكاة وتعريف بأرباب
وبهذا التعريف يتبين أنه يدخل في العامل عليها كل من عمل لمصلحة جمع الزكاة ،سواء باشر
القبض أو كان عمله متمما لذلك كالمحاسب واإلداري ونحو ذلك ،ما دام يعمل في ما له عالقة
بالزكاة.
وبعد هذا فمعلوم أنه ال يشترط في العامل عليها أن يكون فقي ار ليأخذ من الزكاة ،يظهر مما سبق أنه
1
نوازل الزكاة ،الغفيلي ،ص .388
2
أبحاث و أعمال الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة المنعقدة بالبحرين في 19-17شوال 1212هـ .الموافق / 31-79
1992/3م.
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
/ 1أن يكونون ممن يعملون ألجل مصلحة الزكاة ،وال يتقاضون على عملهم راتبا من بيت المال على
هذا العمل.
/ 7أن يعطون بقدر عملهم ،ألنهم هنا يأخذون ألجل عملهم ال ألجل فقرهم ،فيعطون ما يقتضيه
1
العمل.
سبب خالف الفقهاء في اشتراط الذكورة في تولي شؤون الزكاة اختالفهم في جواز تولي المرأة بعض
الواليات ،كالقضاء والحسبة ،فالجمهور ال يرون جواز تولي المرأة القضاء والحسبة ،ويرى آخرون أن
تتولى المرأة القضاء وهي مسألة خالفية ،وقد شغلت المرأة اآلن كثي ار من الواليات واألعمال ،ويمكن
ولكنه في زماننا قد تكون المرأة هي أكثر تأثي ار في جلب الزكاة ،وتوزيعها على المستحقين خاصة مع
كثرة األرامل ،وكثرة األسر المحتاجة إلى الزكاة ،ومع كثرة الحروب ،وحاجة األسر إلى امرأة تدخل
2
على هذه األسر.
والقائلون بجواز تولي المرأة العمل على الزكاة في عصرنا الحالي استدلوا بأن هذه األعمال تعتبر
حاجة شرعية تتطلبها طبيعة الزكاة الشرعية في زماننا ،كما أنها من األعمال التنفيذية التي ال تؤثر
عليها مشاركة المرأة بل تفيد الزكاة وعملها ،غير أنه يراعى في ذلك الضوابط الشرعية لالختالط
والتعامل مع الرجال من غض األبصار والحفاظ على عدم االختالط وفق الضوابط الشرعية وهو قول
1
المسائل المعاصرة في الزكاة ،منصور بن محمد الصعقوب ،ص39
2
الندوة السابعة والعشرون لقضايا الزكاة المعاصرة ،المنامة ممكلة البحرين 13 ،جمادى االولى 1221هـ 08 /يناير /7070بحث
موضوع :المستجدات الفقهية في مصرف العاملين عليها على الزكاة ،دراسة فقهية اقتصادية محاسبية معاصرة ،ص .26
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
لبعض الشافعية ،وهو قول القاضي أبي يعلى من الحنابلة ،والدكتور محمد سليمان األشقر ،والدكتور
1
أحمد لسان الحق.
يصرف سهم المؤلفة قلوبهم في عصرنا الحالي في استمالة القلوب إلى اإلسالم أو تثبيتها عليه ،أو
تقوية الضعفاء فيه ،أو كسب أنصار له ،أو كف شر عن دعوته ودولته ،وقد يكون ذل بإعطاء
مساعدات لبعض الحكومات غير المسلمة لتقف في صف المسلمين ،أو معونة بعض الهيئات
والجمعيا ت والقبائل ترغيبا لهم في اإلسالم ،أو مساندة أهله ،أو شراء بعض األقالم واأللسنة للدفاع
كما أن الذين يدخلون في دين اهلل أفواجا كل عام ال يجدون من حكومات البالد اإلسالمية أي معاونة
2
أو تشجيع ،والواجب أن يعطوا من هذا السهم ما يشد أزرهم ويسند ظهرهم.
قال صاحب تفسير المنار :وأولى منهم بالتأليف في زماننا قوم من المسلمين يتألفهم الكفار؛ ليدخلوهم
تحت حمايتهم أو في دينهم ،فإننا نجد دول االستعمار الطامعة في استعباد جميع المسلمين ،وفي
فمنهم من يؤلفونه ألجل تنصيره واخراجه من حظيرة اإلسالم ،ومنهم من يؤلفونه؛ ألجل الدخول في
حمايتهم ومشاقة الدول اإلسالمية أو الوحدة اإلسالمية ،ككثير من أمراء جزيرة العرب وسالطينها! !
أفليس المسلمون أولى بهذا منهم؟ 1.وفيما يلي أمثلة واقعية في عصرنا ألحوال المؤلفة قلوبهم:
إذا كان بعض غير المسلمين في موقع استراتيجي حيوي يمكن أن ينفذ منه األعداء ،ويدخلوا إلى
بالد اإلسالم ،فيجوز إعطاؤهم من الزكاة لدفع األخطار وحماية البالد ورعاية المصالح اإلسالمية.
فقد نص الفقهاء على إعطاء المؤلفة إذا كان يرجى بعطائهم النصح في الجهاد ،أو الدفع عن
2
المسلمين ،بأن كانوا في الثغور أطراف بالد اإلسالم ،أو كف شرهم كالخوارج ونحوهم.
إذا احتاج المسلمون إلى االستعانة بغيرهم في الحروب ،إما لضعف في المسلمين ،أو لتوافر خبرة
فنية عسكرية في غيرهم ،أو ألغراض حربية أخرى ،فيجوز صرف جزء من الزكاة في هذا المجال،
3
للضرورة والمصلحة.
إذا تعذرت جباية الصدقات ونحوها من ضرائب الخراج والعشور (الرسوم الجمركية) وأمكن استيفاؤها
من طريق بعض الكفار ،فال مانع من إعطائهم شيئا من الزكاة ،ألن بهذا العطاء يحصل المسلمون
على أموال أخرى متعذرة التحصيل أو ميئوسة الدفع .والفقهاء نصوا على إعطاء المؤلفة إذا كان لهم
1
تفسير المنار ،محمد رشيد رضا.)277/10( ،
2
الفقه اإلسالمي وأدلته ،وهبة الزحيلي.)7007 /3( ،
3المصدر نفسه.)7007 /3( ،
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
قوة على جباية الزكاة ممن ال يعطيها إال بالتخويف والتهديد 1.وقوم من المسلمين يحتاج إليهم لجباية
الزكاة ممن ال يعطيها إال بنفوذهم وتأثيرهم إال أن يقاتلوا ،فيختار بتأليفهم وقيامهم بهذه المساعدة
للحكومة أخف الضررين وأرجح المصلحتين وهذا سبب جزئي قاصر ،فمثله ما يشبهه من المصالح
2
العامة.
إن إرساليات التبشير بالنصرانية وحمالت التنصير في بعض البالد اإلسالمية كأفريقيا وأندونيسيا
وغيرها ،تحتاج لمزيد من المقاومة والحد منها وايقاف أنشطتها بمختلف الوسائل ،وحينئذ يمكن صرف
جزء كبير من الزكاة في هذا المجال ،كما يجوز إعطاء الزكاة في سبيل نشر الدعوة اإلسالمية
على اتهامات ودسائس وشبهات المغرضين ،ألن الهدف األصلي من تشريع سهم المؤلفة هو الترغيب
3
في اإلسالم وتثبيت عقيدته بين الناس.
الفرع الخامس :اإلسهام في تخفيف ويالت الكوارث :من زالزل وفيضانات ومجاعات على أن تكون
مقرونة بالدعوة إلى اإلسالم :إذا كان المبشرون وبعض الدول النصرانية يستغلون هذه الحاالت،
ويبادرون إلى تقديم بعض المساعدات المادية والغذائية للمحتاجين ،فأولى بنا نحن المسلمين أن نسهم
بأقصى ما وسعنا من الدعم المادي المقرون ببيان سريع لفضائل اإلسالم وبساطة عقيدته ويسر
1
المصدر نفسه.)7007 /3( ،
2
تفسير المنار ،محمد رشيد رضا.)277 /10( ،
3
الفقه اإلسالمي وأدلته ،وهبة الزحيلي.)7007 /3( ،
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
أحكامه في أوقات الشدة والرخاء ،ألن المقصود من الزكاة سد حاجة المحتاجين ،واعانة المسلمين
1
وتقوية اإلسالم.
الفرع السادس :إغراء رؤساء الدول الفقيرة أو األقوام المتخلفة :أو القبائل والعشائر البائسة ببعض
المنح والمبالغ المالية أو الهدايا ،لتأليف قلوبهم أو رجاء إسالمهم أو كف شرهم ،أو تقليد رعاياهم
واتِّباعهم لهم في الدخول باإلسالم ،كما كان يفعل النبي مع رؤساء قريش وصناديد العرب .،وقد
نص الفقهاء على إعطاء المؤلفة رجاء إسالم نظرائهم ،وأعطى أبو بكر عدي بن حاتم والزبرقان بن
2
بدر ،مع حسن نياتهما واسالمهما ،رجاء إسالم نظرائهما.
السهم ،وذكر منها هذا النوع ،حيث نص على ما يلي " :تأليف من صيرجى إسالمه ،وبخاصة أهل
فمثال قارة إفريقيا يدور فيها صراع سياسي ومذهبي رهيب ،حيث تتنافس شتى القوى لكسب
الصهيوني اإلسرائيلي من ناحية ثانية ،والتغلغل الشيوعي الماركسي من ناحية ثالثة...كل يريد أن
يصبغ القارة بصبغته ،أو يضمها إلى جانبه ،واإلسالم ال يجوز له أن يقف مكتوف األيدي إزاء هذا
3
التدخل أو التغلغل ،لو كانت له دولة تت ّبنى رسالته ،وتنشر دعوته ،وتقيم شريعته في األرض.
ّ
7 1
المصدر السابق.)7008 /3( ،
2
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص .217
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
عباس في قوله تعالى ":ﮧ ﮨ " 1قال :وهم قوم كانوا يأتون رسول
تفسير ابن جرير عن ابن ّ
2
الصدقات فأصابوا
ّ من أعطاهم فإذا دقات، الص
ّ من لهم يرضخ
اهلل قد أسلموا ،وكان رسول اهلل َ
4
خير قالوا :هذا دين صالح! وان كان غير ذلك ،عابوه وتركوه.»3 .
منها اا
الفرع الثامن :تأليف قلوب األفراد الذين يؤمل إسالمهم أو تأثيرهم في توجيه المجتمع لصالح
الدعوة اإلسالمية:
إن الهدف األصلي من تخصيص سهم المؤلفة في مصارف الزكاة هو نشر الدعوة اإلسالمية
بإغراءات مالية تجتذب بعض النفوس الضعيفة التي يستهويها المال وحب النفع المادي ،ويكثر هذا
فإذا لوحظ وجود هذا الميل عند بعض األفراد الذين يرجى إسالمهم ،أو كان لهم شيء من النفوذ
والتأثير في مجتمعاتهم لصالح الدعوة اإلسالمية ،لزمت المبادرة إلعطائهم شيئا من مال اهلل تعالى،
سواء على مستوى بعض الحكومات غير المسلمة ،أو بعض الهيئات والتجمعات والقبائل ،أو بعض
1
سورة التوبة ،اآلية .60
2رضخ له من ماله رضيخة" ،أعطاه عطية مقاربة ،ليست بالكثيرة ،وأصله من "الرضخ" ،وهو كسر النوى وغيره ،كأنه كسر له من
ماله شيئا (.تفسير جامع البيان في تأويل القرآن ،محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي ،أبو جعفر الطبري (المتوفى:
310هـ) ،ت :أحمد محمد شاكر ،مؤسسة الرسالة ،ط 1270( 1هـ 7000/م).)313/12( ،
3
تفسير الطبري ،محمد بن جرير.)313/12( ،
4
الفقه اإلسالمي وأدلّته ،وهبة الزحيلي.)7008 /3( ،
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
األفراد العاديين ،أو الخطباء والكتاب ونحوهم ممن يرجى تأثيرهم في توجيه المجتمع نحو دعوة اهلل
1
للحق والخير والتوحيد.
الفرع التاسع :الشخصيات غير المسلمة ذات التأثير :فهناك شخصيات لها صالحيات كثيرة ولها
نفوذ واسع ،وقد يكون لها سلطة شرعية أو سياسية ،ومن خالل ما تتمتع به تستطيع التحكم والتأثير
فيمن حولها إيجابا وسلبا ،ومع وجود مصطلح األقليات المسلمة في كثير من البلدان غير المسلمة
كان للشخصيات المؤثرة والمتعلقة بواقع هذه األقليات دور مهم ينبغي توظيفه لتحقيق مصالح هؤالء
المسلمين ،وامكان تأليفهم ع لى اإلسالم ،ومن األمثلة أيضا القائمون على األنشطة العلمية والبحثية،
أو العاملون في مجال الصحافة واإلعالم ،ممن لهم الثقل المعرفي والثقافي ،فهؤالء باإلمكان االستفادة
الرموز المجتمعية
الدعوة ،وتحصيل مصالح المسلمين والذب عنهم ،ومن أمثلتهم كذلك ّ
منهم في ّ
الفرع العاشر :استخدام هذا المصرف في إيجاد مؤسسات لرعاية المسلمين الجدد:
يجوز للمزكي دفع الزكاة لوكيل عنه يتولى صرفها في بعض أو جميع مستحقيها أو مصارفها
المنصوص عليهم في القرآن الكريم ،لكن يجب دفع الزكاة على الفور باتفاق الفقهاء.
وبناء عليه يمكن تخصيص أو إيجاد مؤسسات عامة ينفق عليها من سهم العاملين ،وتتولى تفقد
أحوال المسلمين الجدد في أنحاء العالم ،وامدادهم بما يحتاجون ،ورعايتهم ماديا ومعنويا ،صحيا
وثقافيا ،بإعطائهم شيئا من أموال الزكاة ،لتثبيتهم على الدين وتشجيعهم واشعارهم بالنصرة والعون أمام
قال أبو عبيد :فإذا كان قوم ،هذه حالهم ،ال رغبة لهم في اإلسالم إال للنيل ،وكان في ردتهم
ومحاربتهم إن ارتدوا ضرر على اإلسالم ،لما عندهم من العز والمنعة ،فرأى اإلمام أن يرضخ لهم
من الصدقة ،فعل ذلك لخالل ثالث ـ إحداهن :األخذ بالكتاب والسنة ،والثانية :البقيا على المسلمين
والثالثة :أنه ليس بيائس أن تمادى بهم اإلسالم أن يفقهوه وتحسن فيه رغبتهم.
وقال السيد رشيد رضا :األولى من المرابطين في الثغور وحدود بالد األعداء بالتأليف في زماننا ،قوم
من المسلمين يتألفهم الكفار ليدخلوهم تحت حمايتهم ،أو في دينهم ،فإننا نجد دول االستعمار الطامعة
في استعباد جميع المسلمين وفي ردهم عن دينهم ،يخصصون من أموال دولهم سهما للمؤلفة قلوبهم
من المسلمين ،فمنهم من يؤلفون ألجل تنصيره واخراجه من حظيرة اإلسالم ،ومنهم من يؤلفونه ألجل
الدخول في حمايتهم ومشاقة الدول اإلسالمية أو الوحدة اإلسالمية ،ككثير من أمراء جزيرة العرب
الفرع الحادي عشر :تأليف قلوب بعض الحكومات والدول غير اإلسالمية:
والتي تحوي جاليات إسالمية لتحقيق األمن لها ،أو بعض الدول غير اإلسالمية التي تعارض
إقامة مشاريع إسالمية على أرضها :إن أي دعم لإلسالم والمسلمين أمر مطلوب شرعا ،سواء فيما
يتعلق باعتناق اإلسالم دينا ،أو رعاية المسلمين ،والحفاظ على وجودهم وأمنهم وهويتهم الشخصية
الذاتية ،أو حماية المصالح اإلسالمية بنشر الدعوة إلى اهلل ،واقامة المساجد والمراكز اإلسالمية،
1
تفسير المنار ،محمد رشيد رضا.)277/10( ،
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
وتوفير مختلف اإلمكانات لتعليم القرآن ،ونشر التربية اإلسالمية ،وتوعية الشباب والفتيات ،وتحذيرهم
من مخاطر ذوبان الشخصية اإلسالمية ،والتأثر بتقاليد وعادات غير المسلمين.
لذا كان مشروعا إنفاق المال في هذا السبيل ،واعطاء شيء من المساعدات من الزكاة وغيرها
لبعض الحكومات والدول غير اإلسالمية لحماية الجاليات اإلسالمية وتحقيق األمن لها وتمكينها من
ممارسة شعائر اإلسالم ،وابقاء الصبغة اإلسالمية في األسماء ،والممارسات السلوكية ،وتطبيق أحكام
الشريعة اإلسالمية في قضايا الزواج والطالق واأليمان والنذور ونحوها من األمور الخاصة اللصيقة
كما يكون مشروعا تقديم بعض المعونات لبعض الدول غير اإلسالمية للسماح للمسلمين بإقامة بعض
المشاريع اإلسالمية على أرضها ،كبناء المساجد والمراكز والمدارس اإلسالمية ،ففي ذلك حماية
للمسلمين أنفسهم من الضياع واالنحراف وتشوه الصبغة اإلسالمية النقية ،وحفظ الطابع اإلسالمي
والعقيدة اإلسالمية في نفوس أبنائها ،فإن أخطر ما يهدد وجود الجاليات اإلسالمية في أمريكا وأوربا
وغيرهما من بالد العالم هو ذوبان الصبغة اإلسالمية من نفوس الجيل الثاني الذي ولد أو تربى في
تلك البالد غير اإلسالمية .أما اآلباء واألمهات الذين هاجروا إلى تلك البالد (المغتربون) وهم الجيل
األول ،فيغلب عليهم تمسكهم بشيء من الدين واألخالق اإلسالمية أو العربية ،واالعتزاز باللغة
1
العربية في كالمهم وكتاباتهم.
1
الفقه اإلسالمي وأدلته ،وهبة الزحيلي.)7010،7011 /3( ،
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
قد عرفنا سابقا أن الغارم الصالح ذات البين هو الذي يلتزم ف ذمته ماال عوضا عما بين
فئتين متخاصمتين ،ومثل هؤالء المصلحين بين الناس كل من يقوم من أهل الخير في عمل مشروع
اجتماعي نافع كمؤسسة لأليتام ،أو مستشفى لعالج الفقراء ،أو مسجد إلقامة الصالة ،أو مدرسة
لتعليم المسلمين ،أو ما شابه ذلك من أعمال البر والخدمة االجتماعية ،فإنه قد خدم في سبيل خير
عام للجماعة ،فمن حقه أن يساعد من المال العام لها ،وليس في الشرع دليل يقصر الغارمين على
من غرموا إلصالح ذات البين دون غيرهم ،فلو لم يدخل أولئك في لفظ الغارمين ،لوجب أن يأخذوا
من المسائل المعاصرة التي قاسها العلماء المعاصرون على مصرف الغارمين إعطاء القروض
الحسن ،وهذا ما ذهب إليه األساتذة أبو زهرة وخالف وحسن في بحثهم عن الزكاة معللين ذلك بأنه
إذا كانت الديون العادلة تصؤدى من مال الزكاة ،فأولى أن تعطى منه القروض الحسنة الخالية من
الربا ،لترد إلى بيت المال ،فجعلوه من قياس األولى ،والى مثل هذا الرأي ذهب الباحث العالمة حميد
1
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص.277
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
اهلل الحيدر آبادي في بحث له بعنوان" بنوك القرض بدون ربا" وقد أيد رأيه بأن القرءان الريم جعل في
مقدر.
_1الذين ال يستطيعون بسبب الفقر المدقع ،أن يؤدوا ما عليهم من القرض في أجل ّ
_7الذين لهم حاجات مؤقتة ،ولهم الوسائل ليؤدوا في وقت قصير المساعدة التي تلقوها على وجه
الدين.
يريد األستاذ أن يجعل هذا الصنف من الغارمين؛ ولكن كيف وهو قبل أن يأخذ القرض لم يكن من
1
الغارمين ،فاألرجح ما سلكه فقهاؤنا الثالثة :أبو زهرة وزمياله أخذا بقياس األولى.
قال النووي :لو مات رجل وعليه دين وال تركة له هل يقضى من سهم الغارمين؛ فيه وجهان حكاهما
صاحب البيان ،أحدهما ال يجوز وهو قول الصيمري 2ومذهب النخعي 3وأبي حنيفة وأحمد ؛
والثاني يجوز لعموم اآلية ،وألنه يصح التبرع بقضاء دينه كالحي ،ولم يرجح واحدا من الوجهين وقال
الدارمي :إذا مات الغارم لم يعط ورثته عنه وقال ابن كج :1إذا مات وعليه دين فعندنا ال يدفع في
1
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص278
2
الصيمري أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين ،شيخ الشافعية ،وعالمهم ،القاضي ،من أصحاب الوجوه ،تفقه بأبي حامد المروروذي ،
وبأبي الفياض ،وارتحل الفقهاء إليه إلى البصرة ،وعليه تفقه أقضى القضاة الماوردي ،وصنف كتاب (اإليضاح في المذهب) سبع
مجلدات ،وكتاب (القياس والعلل) ،وغير ذلك ،توفي سنة 206ه(.سير أعالم النبالء ،الذهبي.)12/17 ،
3
إبراهيم النخعي أبو عمران بن يزيد بن قيس ،إلمام ،الحافظ ،فقيه العراق ،النخعي ،اليماني ،ثم الكوفي ،أحد األعالم ،وهو ابن مليكة؛
أخت األسود بن يزيد( ،سير أعالم النبالء ،الذهبي(المتوفى 728 :هـ) ،ت :مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب األرناؤوط،
مؤسسة الرسالة ،ط 1203( 3هـ 1983 /م).)370/2( ،
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
دينه من الزكاة وال يصرف منها في كفنه وانما يدفع إلى وارثه إن كان فقي ار وبنحو هذا قال أهل الرأي
ومالك قال وقال أبو ثور :يقضى دين الميت وكفنه من الزكاة ثم قال ابن كج بعد هذا بأسطر إذا
2
استدان إلصالح ذات البين ثم مات دفع ما يفك به تركته .
ذكر العلماء مجموعة من النماذج التطبيقية المعاصرة لمصرف " في سبيل اهلل" ،وفي هذا المطلب
3
قال سيد قطب :وذلك باب واسع يشمل كل مصلحة للجماعة تحقق كلمة اهلل.
وقال رشيد رضا :ويدخل فيه النفقة على المدارس للعلوم الشرعية وغيرهم مما تقوم به المصلحة
العامة ،وفي هذه الحالة يعطى منها معلمو هذه المدارس ما داموا يؤدون وظائفهم المشروعة التي
ينقطعون بها عن كسب آخر ،وال يعطى عالم غني ألجل علمه ،وان كان يفيد الناس به.
1
ابن كج أبو القاسم يوسف بن أحمد الدي نوري ،القاضي ،العالمة ،شيخ الشافعية ،أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج الدينوري ،تلميذ
أبي الحسين بن القطان ،وحضر مجلس الداركي ،وكان يضرب به المثل في حفظ المذهب ،وله وجه ،وتصانيف كثيرة ،وأموال
وحشمة ،ارتحل إليه الناس من اآلفاق؛ وكان بعضهم يقدمه على الشيخ أبي حامد ،وقال :هو ذاك رفعته بغداد ،قتلته الحرامية بالدينور
ليلة سبع وعشرين من رمضان ،سنة 203ه (سير أعالم النبالء ،شمس الدين ،الذهبي .)182/17(،
2
المجموع شرح المهذب ،النووي .)711/6( ،
3
في ظالل القرءان ،سيد قطب ،دار الشروق ،بيروت ،القاهرة ،ط1203( 11هـم 1983م).)1670 /3( ،
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
والترتيب في هذه األصناف لبيان األحق فاألحق للصدقات ،على القاعدة الغالبة عند فصحاء العرب
في تقديم األهم فاألهم على ما دونه في الموضوع ،وان كانت الواو ال تفيد الترتيب في معطوفاتها،
1
فالفقراء والمساكين أحق من غيرهم بهذه الصدقات؛ ألنهم المقصودون بها أوال وبالذات.
وقال سيد سابق :ويدخل في عموم مصرف في سبيل اهلل إنشاء المستشفيات العسكرية ،وكذا الخيرية
العامة ،واشراع الطرق ،وتعبيدها ،ومد الخطوط الحديدية العسكرية ،ال التجارية ،ومنها بناء البوارج
المدرعة ،والمناطيد ،والطيارات الحربية ،والحصون ،والخنادق .ومن أهم ما ينفق في سبيل اهلل ،في
زماننا هذا ،إعداد الدعاة إلى السالم ،وارسالهم إلى بالد الكفار ،من قبل جمعيات منظمة تمدهم
بالمال الكافي ،كما يفعله الكفار في نشر دينهم .ويدخل فيه النفقة على المدارس ،للعلوم الشرعية،
وغيرها مما تقوم به المصلحة العامة ،وفي هذه الحالة يعطى منها معلمو هذه المدارس ،ما داموا
يؤدون وظائفهم المشروعة ،التي ينقطعون بها عن كسب آخر وال يعطى عالم غني الجل علمه ،وان
2
كان يفيد الناس به.
وفسر الشيخ محمد شلتوت رحمه اهلل " في سبيل اهلل" بقوله :المصالح العامة التي ال ملك فيها ألحد،
والتي ال يختص باالنتفاع بها أحد ،فملكها هلل ،ومنفعتها لخلق اهلل ،وأوالها وأحقها :التكوين الحربي،
الذي ترد به األمة البغي وتحفظ الكرامة ،ويشمل العدد والعدة على أحدث المخترعات البشرية ،ويشمل
المستشفيات عسكرية ومدنية ،ويشمل تعبيد الطرق ،ومد الخطوط الحديدية ،وغير ذلك مما يعرف
أهل الحرب والميدان ،ويشمل اإلعداد القوي الناضج لدعاة إسالميين ،يظهرون جمال اإلسالم
1
تفسير المنار ،محمد رشيد رضا.)237/10( ،
2
فقه السنة ،سيد سابق.)392/1( ،
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
وسماحته وينشرون كلمته ،ويبلغون أحاكمه ،ويتعقبون مهاجمة الخصوم لمبادئه بم يرد كيدهم في
نحورهم ...والكلمة "سبيل اهلل" على وجه عام كل ما يحفظ لألمة مكانتها المادية والروحية ويحقق
1
شعائرها على الوجه الذي تتميز عن غيرها ،وتتقضى به حاجتها من نفسها.
وقال األستاذ الدكتور مصطفى باجو ... :كما يندرج في هذا الميدان تكوين من يتحملون هذا العبء
الثقيل ،تكوينا مناسبا للعصر ،يكون في أعلى مستويات الجودة ،علما ومنهجا وأسلوبا ،وهو ما
يقتضي إنشاء مؤسسات ومراكز متخصصة في التربية والتعليم ،واإلعالم والتكنولوجيا ،وعلوم النفس
والتربية واإلدارة وا القتصاد ،وغيرها من العلوم المترابطة التي تتآزر إلعداد هذا النوع من الدعاة،
بل إن بعضهم يتوسع فيعتبر كل العلوم مهما كانت صمغرقة في مجال المادة والكون والطبيعة هي
علوم تخدم اإلسالم وتجلي حقائقه ،ويمكن اتخاذها وسيلة لنصرة الدين ونفع أمة اإلسالم.
وأضاف قائال :والذي يبدو أنه صالح لالنضواء تحت مضلة "سبيل اهلل" كل ماكان في خدمة الدين
مباشرة ،فمن يتعلم علما يبين به أحكام الدين للناس ،ومن يسعى لنشر تعاليم الدين في األرض وتبليغ
رسالته ،سواء بنفسه...وقد جاء بيان سبيل اهلل في الورقة التقنية واضحا ،وهو االقتصار في توسيع
مدلول الجهاد في سبيل اهلل من الجهاد بالنفس إلى جهاد العلم والقلم ،ويعتبر من جملة سبيل اهلل
الصرف في الدعوة إلى اهلل تعالى ،والذود عن شريعته ،وهذا بدعم طلبة العلم الشرعي والعلماء
1
اإلسالم عقيدة وشريعة ،محمد شلتوت ،ص .103 ،102
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
الربانيين الذين يقومون بمصالح المسلمين ا لدينية ،فيعطى لهم بشرط نفعهم لإلسالم والمسلمين،
1
وبالقدر الذي يعينهم على التفرغ لذلك ،فال تصرفهم األقوات وتكاليف الحياة عن مهمتهم.
قال القرضاوي :أوثر عدم التوسع في مدلول" سبيل اهلل" بحيث يشمل كل المصالح والقربات ،كما
أرجح عدم التضييق فيه ،بحيث ال يقتصر على الجهاد بمعناه العسكري المحض ،إن الجهاد قد يكون
بالقلم واللسان ،كما يكون بالسيف والسنان ،قد يكون الجهاد فكريا ،أو تربويا ،أو اجتماعيا ،أو
اقتصاديا ،أو سياسيا ،كما يكون عسكريا ،وكل هذه األنواع من الجهاد تحتاج إلى اإلمداد والتمويل.
المهم أن يتحقق الشرط االساسي لذلك كله ،وهو أن يكون" في سبيل اهلل" أي في صنصرة اإلسالم
واعالء كلمته في االرض ،فكل جهاد أصريد به أن تكون كلمة اهلل هي العليا فهو في سبيل اهلل ،أيا كان
2
نوع هذا الجهاد وسالحه.
الفرع الثاني :دفع الزكاة في إنشاء وسائل اإلعالم والعلماء الذين يتولون رعاية هذه القنوات:
وسائل اإلعالم في عصرنا الحاضر ،صارت سالحا فعاال ذو حدين فكما تساهم في إضالل
ا لناس من خالل البرامج الهابطة ،فيمكن استغاللها للدفاع عن اإلسالم ،بمشورة العلماء الربانيين
الذين يردون الشبهات ويقيمون الحجج على صدق رسالة النبي ،فقنوات الشبهات والشهوات كثيرة
واإلقبال عليها كبير ،فوجب محاربتها بقنوات هادفة تدعو إلى اهلل ،لذلك لم يغفل العلماء عن هذه
المسألة ومنهم علماء المالكية الذين أفتوا بجواز دفع الزكاة للقارئ والعالم والمعلم ومن فيه منفعة
1
مصارف الزكاة األربعة ،مصطفى بن صالح باجو( ،بحوث ندوة التميز الفقهية) ،مركز التميز للبحوث والدراسات االقتصادية ،الندوة
،7ص.116
2
فقه الزكاة ،يوسف القرضاوي ،ص.222 ،223
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
فقد قال العالمة محمد الصالح بن سليم األوجلي رحمه اهلل حين صسئِل عن إعطاء الزكاة للعالم الغني
المدرس ومن في معناهم ممن نفعه عام للمسلمين بما نصه :الحمد هلل يجوز إعطاء الزكاة
والقاضي و ّ
للقارئ والعالم والمعلم ومن فيه منفعة للمسلمين ولو كانوا أغنياء لعموم نفعهم ولبقاء الدين كما نص
على جوازها ابن رشد واللخمي وقد عدهم اهلل سبحانه وتعالى في األصناف الثمانية التي تعطى لهم
الزكاة حيث قال ":ﮬ ﮭ ﮮ " 1يعني :المجاهد إلعالء كلمة اهلل ،وانما ذلك لعموم نفعهم
للمسلمين فيعطى المجاهد ولو كان غنيا كما ذكرناه في عموم النفع ،وفي هذا المعنى العالم والقارئ
والمعلم والمؤذنون؛ ألن في ذلك بقاء اإلسالم وشهرته وتعظيمه واراحة القلوب عليه فينخرط ذلك في
سلك قوله تعالى ": :ﮬ ﮭ ﮮ " 2قاله محمد الصالح بن سليم األوجلي ،وقال اللخمي :العلماء
أولى بالزكاة ولو كانوا أغنياء ذكره الشيخ محمد الفاسي في حاشيته على المختصر قال شيخنا السيد
3
محمد :هذا كله ما لم يكن لهم راتب في بيت المال.
سلطان جائر».4
2
شرح مختصر خليل للخرشي ،محمد بن عبد اهلل الخرشي المالكي أبو عبد اهلل (المتوفى1101 :هـ) ،دار الفكر للطباعة ،بيروت ،د
ط.)716 /7( ،
2
رواه الترمذي ،كتاب الفتن ،باب ما جاء أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ،رقم .)271/2( ،7172وأبو داود ،كتاب
المالحم ،باب األمر والنهي ،رقم ،)172/2( ،2322وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة ،رقم .)886/1( ،291
3
شرح مختصر خليل للخرشي ،محمد بن عبد اهلل الخرشي المالكي أبو عبد اهلل (المتوفى1101 :هـ) ،دار الفكر للطباعة ،بيروت ،د
ط.)716 /7( ،
4
رواه الترمذي ،كتاب الفتن ،باب ما جاء أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ،رقم .)271/2( ،7172وأبو داود ،كتاب
المالحم ،باب األمر والنهي ،رقم ،)172/2( ،2322وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة ،رقم .)886/1( ،291
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
أهم ما ينطبق عليه معنى الجهاد في عصرنا هو العمل على تحرير األرض المقدسة اإلسالمية
من حكم الكفار الذين استولوا عليها وأقاموا فيها حكمهم بدل حكم اهلل ،سواء كانوا يهودا أو نصارى أو
وثنيين ،أو ملحدين ال يدينون بدين ،فالكفر كلّه ملة واحدة ،وكلهم سواء ف وجوب محاربتهم إذا
اح تلوا جزءا من ديار اإلسالم ،يقوم بذلك أدنى البالد إلى هذا الجزء ،يعاونهم األقرب فاألقرب،
يبتل
حسب الحاجة ،إلى أن يشمل الوجوب المسلمين جميعا ،إذا لم تقم الكفاية إال بالجميع ،ولم َ
المسلمون في عصر ،كما ابتلوا اليوم بوقوع كثير من ديارهم في قبضة الكفرة المستعمرين ،وف
مقدمة هذه الديار :فلسطين التي صسلط عليها شذاذ اآلفاق من اليهود..وغيرها من البالد اإلسالمية
العريقة التي تسلطت عليها الشيوعية الملحدة الطاغية ،واسترداد هذه البالد كلها ،وتخليصها من براثن
الكفر ،وأحكام الكفار واجب على كافة المسلمين بالتضامن ،واعالن الحرب المقدسة إلنقاذها فريضة
إسالمية ،فإذا قامت حرب في أي جزء من هذه األجزاء بهذا القصد ،ولهذه الغاية :تخليص البلد من
أحكام الكفر وطغيان الكفرة فهي بال نزاع جهاد في سبيل اهلل ،يجب أن يمول ويعان ،وأن صيدفع له
قسط من مال الزكاة ،يقلل ويكثر حسب حصيلة الزكاة من جهة ،وحسب حاجة الجهاد من جهة
ثانية ،وحسب حاجة سائر المصارف األخرى شدة وضعفا من جهة ثالثة ،وكل هذا موكول ألهل
1
الحل والعقد ،وذوي الرأي والشورى من المسلمين.
1
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص.227
40
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
مما ينبغي أن يصرف إليه من سهم " في سبيل اهلل "في العصر الحال ما ذكره صاحب تفسير
المنار حيث قال :الواجب على دعاة اإلصالح فيهم أن يبدءوا بإصالح من بقي فيه بقية من الدين
والشرف بتأليف جمعية لتنظيم جمع الزكاة منهم ،وصرفها قبل كل شيء في مصالح المرتبطين بهذه
الجمعية دون غيرهم ،ويجب أن يراعى في نظام هذه الجمعية أن لسهم المؤلفة قلوبهم مصرفا في
مقاومة الردة واإللحاد ،وأن لسهم فك الرقاب مصرفا في تحرير الشعوب المستعمرة من االستعباد إذا
لم يكن له مصرف تحرير األفراد ،وأن لسهم سبيل اهلل مصرفا في السعي إلعادة حكم اإلسالم ،وهو
أهم من الجهاد لحفظه في حال وجوده من عدوان الكفار ،ومصرفا آخر في الدعوة إليه ،والدفاع عنه
باأللسنة واألقالم ،إذا تعذر الدفاع عنه بالسيوف واألسنة وبألسنة النيران.
أال إن إيتاء المسلمين أو أكثرهم للزكاة وصرفها بالنظام ،كاف إلعادة مجد اإلسالم ،بل إلعادة ما
سلبه األجانب من دار اإلسالم ،وانقاذ المسلمين من رق الكفار ،وما هي إال بذل العشر أو ربع
العشر مما فضل عن حاجة األغنياء .واننا نرى الشعوب التي سادت المسلمين بعد أن كانوا سادتهم
يبذلون أكثر من ذلك في سبيل أمتهم وهو غير مفروض عليهم من ربهم.1
وقال القرضاوي معلقا على ذلك :هذا الكالم البصير ،يدل على فقه عميق ،وفهم دقيق لإلسالم
وللحياة جميعا ،فإن أهم وأول ما يعتبر اآلن" في سبيل اهلل" هو العمل الجاد الستئناف حياة إسالمية
صحيحة ،تطبق فيها أحكام اإلسالم كله :عقائد ومفاهيم ،وشعائر ،وشرائع ،وأخالق وتقاليد ،وان هذا
المجال هو في الحقيقة أوجب وأولى ما ينبغي أن يصرف فيه الغيورون على اإلسالم زكاة أموالهم
1
تفسير المنار ،محمد رشيد رضا.)222/10( ،
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
وعامة تبرعاتهم ،فإن أكثر المسلمين لم يفهموا بعد أهمية هذا المجال ،وضرورة تأييده بالنفس والمال،
1
ووجوب إيثاره بكل عون مستطاع.
الفرع الخامس :صرف أموال زكاة لدعم المسلمين في البالد غير اإلسالمية.
كبناء المساجد والمدارس ودفع أجور المتفرغين من الدعاة واألئمة والمعلمين وغيرها ،اتفقت كلمة
الباحثين جميعهم على أن تلك األمور تعتبر مما يقوم مقام الجهاد في سبيل اهلل واعالء كلمة اهلل
ونصرة دينه ونشر شريعته في العالم ،فيعطوا من أموال الزكاة ما يكفي حاجتهم بالعرف ،في تلك
المهمة النبيلة ،فبالزكاة تنشأ المطابع التي تنشر حقائق اإلسالم ،وتحدث مواقع االنترنت والتواصل
التي تخصص لنشر حقائق الدين والدعوة إليه ،وتؤسس مراكز البحث التي تصد شبه الكفار ،وتصدر
أبحاثا في التعريف بالدين ،ومؤلفات تنشر الفقه واألحكام ،والمدارس التي تدرس الدين واألخالق
ألبناء المسلمين ،إال المساجد فقد استثناها د.باجو ود.بابكر فقد رأيا إخراج موضوع الزكاة من بنائها
وتمويلها ،وليكن سبيل ذل هو جمع التبرعات من الصدقات غير الزكاة ،إال إذا تعذر هذا فحينئذ
يكمل بناؤها من الزكاة لوجود الضرورة ،وذكر د.حمدي ضوابط لهذا األمر ،وهي:
_ التنسيق مع الهيئات القائمة على توزيع الزكاة محليا لضمان عدالة الوتزيع واستفادة أكبر عدد من
1
_ إمكانية تمويل الهيئات القائمة على توزيع الزكاة من مصرف العاملين عليها.
1
فقه الزكاة ،القرضاوي ،ص.230
44
الفصل اثلاين ....................... ........................... .............................................................................................................................نماذج تطبيقية معارصة ملصارف الزاكة
ومما سبق تعرفنا على بعض النماذج المعاصرة لمصارف الزكاة وأقوال العلماء في ذلك لحاجتنا إليها
1
بحوث ندوة التميز الفقهية ،نوازل مصارف الزكاة ،الندوة ،7ص .706 ،703
44
الخاتمة
الخاتمة............................................................................................................ ........................................
الخاتمة:
يسر لنا
تعد وال تحصى ،كما نحمده ونشكره على أن ّ
نحمد اهلل على جميع نعمه التي ال ّ
إتمام هذا البحث ،والذي نسأله أن ينفعنا به في الدنيا واآلخرة أن يجعله موضع قبول عند كل من
قرأه ،إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فبعد هذا العمل المتواضع الذي كان حول ثالث ركن من أركان اإلسالم "الزكاة" ،بحثنا فيه ماهية
مصارف الزكاة ،ونماذج معاصرة عن هذه المصارف؛ كان البد أن نختم ما بدأناه ،وأن نتوج ما
درسناه بخالصة تضم أهم النتائج التي استنتجناها منه وهذه بعض منها:
_ تبين لنا أهمية مصارف الزكاة ،ودورها في تحقيق آثار مهمة على مستوى األفراد وعالقات األفراد،
وعلى مستوى االقتصاد واستق ارره ونموه.
_ ظهر في البحث جليا دور مصارف الزكاة في القضاء على الفقر والبطالة والبؤس والتسول وغيرها.
_ دور الزكاة في إصالح ذات البين وذلك من خالل مصرف الغارم إلصالح ذات البين.
الزكاة لدعم طلبة العلم الفقراء ،وحفر اآلبار لهم ،وبناء المشاريع االنتاجية
الصرف من أموال ّ
_ يجوز ّ
لصالحهم ،وتزويجهم وعالجهم و صرف الزكاة لفك األسرى المسلمين و صرف الزكاة للغارم بسبب
صفقة خاسرة أو كساد و جواز صرف الزكاة لالجئين المهجرين من أوطانهم و جواز تولي المرأة
العمل على الزكاة بضوابط شرعية_.
_ عطّل بعض العلماء مصرف "المؤلفة قلوبهم" ،لكن الراجح من قول العلماء تطبيق هذا المصرف.
_ يعان أصحاب الكوارث من الزكاة من مصرف الغارمين ،وهو ما يشبه نظام التأمين.
97
الخاتمة............................................................................................................ ........................................
_ المقصد من تشريع الزكاة حفظ المال وحفظ كرامة الفقير والمسكين والغارم وغيرهم.
ومن االقتراحات:
_ الحاجة إلى االجتهاد الجماعي لنوازل الزكاة عامة ،ولمصارف الزكاة خاصة ،ودراستها دراسة
معمقة حتى توزع توزيعا عادال يحقق جميع أهدافها.
_ الحاجة إلى دراسات تعنى بمصارف الزكاة ودورها في التنمية االجتماعية واالقتصادية.
08
الفهارس
فهرس سور وآيات القرءان الكريم...........................................................................................................................
28
فهرس األحاديث النبوية....................................................................................................................................
31 طيِّب -وال يقبل اهلل إال الطيب... ما تصدق عبد بصدقة من ٍ
كسب َ
48
قائمة المصادر والمراجع....................................................................................................................................
أبحاث و أعمال الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة المنعقدة بالبحرين في 11-11شوال .1
1111هـ .الموافق 1111/1 / 11-91م.
أحكام القرآن ،القاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري االشبيلي المالكي .9
(المتوفى311 :هـ) ،ت :محمد عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،ط1191( 1
هـ 9001 -م).
أحكام وفتاوى الزكاة والصدقات والنذور والكفارات ،الهيئة الشرعية لبيت الزكاة ،الكويت ،ط3 .1
(1191هـ9003 /م).
االختيار لتعليل المختار ،عبد اهلل بن محمود بن مودود الموصلي البلدحي ،مجد الدين أبو .1
الفضل الحنفي (المتوفى181 :هـ) ،مطبعة الحلبي القاهرة (وصورتها دار الكتب العلمية -بيروت،
وغيرها) ،ط (1131هـ .)1111 /
إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ،األلباني ،المكتب اإلسالمي ،بيروت ،ط .3
(1103هـ1183/م).
االستذكار ،أبو عمر يوس ف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي .1
(المتوفى111 :هـ) ،ت :سالم محمد عطا ،محمد علي معوض ،دار الكتب العلمية – بيروت ،ط1
( 1191هـ9000 -م).
اإلسالم عقيدة وشريعة ،محمود شلتوت ،دار الشروق ،القاهرة ،ط 1191( 18هـ9001/م). .1
ط ْلَيوسي (المتوفى:
الب َ
.8االقتضاب في شرح أدب الكتاب ،أبو محمد عبد اهلل بن محمد بن السِّيد َ
391هـ) ،ت :مصطفى السقا -الدكتور حامد عبد المجيد ،مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة،
1111م.
األم ،الشافعي أبو عبد اهلل محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب .1
بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي (المتوفى901 :هـ) ،دار المعرفة – بيروت ،د ط1110( ،هـ
1110/م).
58
قائمة المصادر والمراجع....................................................................................................................................
.10أنيس الفقهاء في تعريفات األلفاظ المتداولة بين الفقهاء،قاسم بن عبد اهلل بن أمير علي القونوي
الرومي الحنفي (المتوفى118 :هـ) ،ت :يحيى حسن مراد ،دار الكتب العلمية ،ط (9001م-
1191هـ).
.11بحر المذهب (في فروع المذهب الشافعي) الروياني ،أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل
(ت 309هـ) ،ت :طارق فتحي السيد ،دار الكتب العلمية ،ط 9001( 1م).
.19بحوث ندوة التميز الفقهية ،نوازل مصارف الزكاة ،الندوة السابعة (البيان الختامي).
.11بداية المجتهد ونهاية المقتصد ،أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي
الشهير بابن رشد الحفيد (المتوفى313 :هـ) ،دار الحديث – القاهرة ،د ط1193( ،هـ 9001 -م).
.11بدائع الصنائع ،عالء الدين ،أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (المتوفى:
381هـ) ،دار الكتب العلمية ،الطبعة :الثانية1101 ،هـ 1181 -م.
.13بغية الطلب في تاريخ حلب ،عمر بن أحمد بن هبة اهلل بن أبي جرادة العقيلي ،كمال الدين
ابن العديم (المتوفى110 :هـ) ،ت :د .سهيل زكار ،دار الفكر.
.11البناية شرح الهداية ،أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى
الحنفى بدر الدين العينى (المتوفى833 :هـ) ،دار الكتب العلمية -بيروت ،لبنان ،ط 1190( 1هـ /
9000م).
.11البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة ،أبو الوليد محمد بن أحمد بن
رشد القرطبي (المتوفى390 :هـ) ،ت :د محمد حجي وآخرون ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت –
لبنان،ط 1108( 9هـ 1188 -م).
.18تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) ،محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن
محمد بهاء الدين بن منال علي خليفة القلموني الحسيني (المتوفى1131 :هـ) ،الهيئة المصرية العامة
للكتاب ،ط (.)1110
.11تهذيب اللغة ،محمد بن أحمد بن األزهري الهروي ،أبو منصور (المتوفى110 :هـ) ،ت :محمد
عوض مرعب ،دار إحياء التراث العربي – بيروت ،ط9001( 1م).)109/1( ،
.90جامع البيان في تأويل القرآن ،محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي ،أبو جعفر
الطبري (المتوفى110 :هـ) ،ت :أحمد محمد شاكر ،مؤسسة الرسالة ،ط 1190( 1هـ 9000/م).
58
قائمة المصادر والمراجع....................................................................................................................................
.91الجامع الكبير -سنن الترمذي ،محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك ،الترمذي،
أبو عيسى (المتوفى911 :هـ) ،ت :بشار عواد معروف دار الغرب اإلسالمي – بيروت ،ط (1118
م).
.99الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وسننه وأيامه =
صحيح البخاري ،محمد بن إسماعيل أبو عبداهلل البخاري الجعفي ،ت :محمد زهير بن ناصر
الناصر ،دار طوق النجاة ( مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي) ،ط1
(1199هـ).
.91الجامع ألحكام القرآن "تفسير القرطبي" ،أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح
األنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى111 :هـ) ،ت :أحمد البردوني وابراهيم أطفيش،
دار الكتب المصرية – القاهرة ،ط1181( 9هـ 1111 -م).
.91جواهر اإلكليل شرح مختصر العالمة الشيخ خليل ،صالح عبد السميع اآلبي األزهري ،المكتبة
الثقافية ،بيروت.
.93جواهر اإلكليل شرح مختصر العالمة خليل ،صالح عبد الميع اآلبي األزهري ،دار إحياء
الكتب العربية.
.91الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني ،أبو الحسن علي بن
محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي ،الشهير بالماوردي (المتوفى130 :هـ) ،ت :الشيخ علي
محمد معوض -الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،ط1111( 1
هـ 1111 /م).
.91الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ،إبراهيم بن علي بن محمد ،ابن فرحون،
برهان الدين اليعمري (المتوفى111 :هـ) ،ت :الدكتور محمد األحمدي أبو النور ،دار التراث للطبع
والنشر ،القاهرة.
.98ديوان لبيد بن ربيعة العامري ،لَبِيد بن ربيعة بن مالك ،أبو عقيل العامري الشاعر معدود من
طماس ،دار المعرفة ،ط 1193( 1هـ 9001 /م).
الصحابة (المتوفى11 :هـ) ،اعتنى به :حمدو ّ
.91رد المحتار على الدر المختار ،ابن عابدين ،محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين
الدمشقي الحنفي (المتوفى1939 :هـ) ،دار الفكر-بيروت ،ط1119( 9هـ 1119 /م).
58
قائمة المصادر والمراجع....................................................................................................................................
.10روضة الطالبين وعمدة المفتين أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى:
111هـ) ،ت :زهير الشاويش ،المكتب اإلسالمي ،بيروت -دمشق -عمان ،ط1119( 1هـ /
1111م).
.11الزاهر في معاني كلمات الناس ،محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ،أبو بكر األنباري
(المتوفى198 :هـ) ،ت :د .حاتم صالح الضامن ،مؤسسة الرسالة – بيروت ،ط 1119( 1هـ
ـ.)1119/
.19سراج السالك شرح أسهل المسالك ،السيد عثمان بن حسنين الجعلي المالكي ،دار الفكر،
بيروت ،لبنان ،ط(1191هـ9001 /م).
.11سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ،أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين،
بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم ،األشقودري األلباني (المتوفى1190 :هـ) ،مكتبة المعارف للنشر
والتوزيع ،الرياض ،ط 1113( 1هـ 1113 -م).
علي البيهقي ( 138 - 181هـ) ،ت :عبد اهللالح َسين بن ٍّ
.11السنن الكبير ،أبو بكر أحمد بن ُ
بن عبد المحسن التركي ،مركز هجر للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية (الدكتور /عبد السند
حسن يمامة) ،ط 1119( 1هـ 9011 /م).
.13سير أعالم النبالء ،الذهبي(المتوفى 118 :هـ) ،ت :مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ
شعيب األرناؤوط ،مؤسسة الرسالة ،ط 1103( 1هـ 1183 /م).
.11السيل الجرار المتدفق على حدائق األزهار ،محمد بن علي الشوكاني ،دار ابن حزم ،ط1
(1193هـ9001 /م).
.11الشرح الممتع على زاد المستقنع ،محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى1191 :هـ)،
دار ابن الجوزي ،ط 1198 - 1199 (1هـ).
.18شرح مختصر خليل للخرشي ،محمد بن عبد اهلل الخرشي المالكي أبو عبد اهلل (المتوفى:
1101هـ) ،دار الفكر للطباعة ،بيروت ،د ط.
الصحاح تاج اللّغة وصحاح العربية ،أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى:
ّ .11
طار ،دار العلم للماليين – بيروت ،ط 1101( 1هـ 1181 /م). 111هـ) ،ت :أحمد عبد الغفور ع ّ
الدين أبو عبد اهلل ابن الشيخ شمس
.10العناية شرح الهداية ،محمد بن محمد بن محمود ،أكمل ّ
الدين ابن ال ّشيخ جمال الدين الرومي البابرتي (المتوفى181 :هـ) ،دار الفكر ،د ط.
ّ
55
قائمة المصادر والمراجع....................................................................................................................................
.11العين ،أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (المتوفّى:
السامرائي ،دار ومكتبة الهالل.
110هـ) ،ت :د مهدي المخزومي ،د إبراهيم ّ
.19غريب الحديث أبو محمد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى911 :هـ) ،ت :د.
عبد اهلل الجبوري ،مطبعة العاني ،بغداد ،ط.)1111( 1
.11فتاوى اللجنة الدائمة -المجموعة األولى ،اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء ،ت :أحمد
بن عبد الرزاق الدويش ،رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء -اإلدارة العامة للطبع – الرياض.
.11الفقه اإلسالمي وأدلته ،وهبة الزحيلي ،دار الفكر المعاصر ،ط1193( 1هـ/1( ،)9001/
.)1111 ،1118
.13فقه الزكاة ،يوسف القرضاوي ،مؤسسة الرسالة ناشرون ،دمشق ،سوريا ،ط1191 ( 1هـ /
9003م).
.11في ظالل القرءان ،سيد قطب ،دار الشروق ،بيروت ،القاهرة ،ط1103( 11هـم 1183م).
.11القاموس الفقهي لغة واصطالحا ،سعدي أبو جيب ،دار الفكر دمشق – سورية ،ط1108( 9
هـ 1188 /م).
.18القبس في شرح موطأ مالك بن أنس ،القاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري
االشبيلي المالكي (المتوفى311 :هـ) ،ت :الدكتور محمد عبد اهلل ولد كريم ،دار الغرب اإلسالمي،
ط 1119( 1م).
.11الكافي في فقه اإلمام أحمد ،أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة
الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي ،الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى190 :هـ) ،دار الكتب
العلمية ،ط 1111( 1هـ 1111/م).
.30كشاف القناع عن متن اإلقناع ،المؤلف :منصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن
إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى1031 :هـ) ،دار الكتب العلمية.
.31لسان العرب ،محمد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،جمال الدين ابن منظور األنصاري
الرويفعى اإلفريقى (المتوفى111 :هـ) ،دار صادر – بيروت ،ط 1111( 1هـ). ّ
.39المبدع في شرح المقنع ،إبراهيم بن محمد بن عبد اهلل بن محمد ابن مفلح ،أبو إسحاق ،برهان
الدين (المتوفى881 :هـ) ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،ط 1118( 1هـ 1111 /م).
58
قائمة المصادر والمراجع....................................................................................................................................
.31مجموع الفتوى ومقاالت متنوعة ،عبد العزيز بن عبد اهلل بن عبد الرحمن بن باز ،إشراف:
محمد بن سعد الشويعر ،دار القاسم للنشر ،الرياض ،المملكة العربية السعودية ،ط1190( 1هـ ).
.31المجموع شرح المهذب مع تكملة السبكي والمطيعي ،أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف
النووي (المتوفى111 :هـ) ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان ،د ت ط.
.33المحيط البرهاني في الفقه النعماني فقه اإلمام أبي حنيفة ،أبو المعالي برهان الدين محمود بن
أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن َم َازةَ البخاري الحنفي (المتوفى111 :هـ) ،ت :عبد الكريم سامي
الجندي ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،ط 1191( 1هـ 9001 /م).
.31المسائل المعاصرة في الزكاة ،منصور بن محمد الصعقوب ،ط (1119هـ).
.31المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،مسلم
بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى911 :هـ) ،ت :محمد فؤاد عبد الباقي،
.38مصارف الزكاة األربعة ،مصطفى بن صالح باجو( ،بحوث ندوة التميز الفقهية) ،مركز التميز
للبحوث والدراسات االقتصادية ،الندوة .1
مؤسسة الجريسي للتّوزيع
.31مصارف الزكاة في اإلسالم ،سعد بن علي بن وهف القحطانيّ ،
واإلعالن ،الرياض.
.10مصارف الزكاة وتمليكها في ضوء الكتاب والسنة ،خالد عبد الرزاق العاني ،دار أسامة للنشر
والتوزيع ،عمان األردن ،ط.)1111( 1
.11مصرف المؤلفة قلوبهم بين التفعيل والتعليق ،منى فاروق محمد أحمد موسى ،صالح قادر
الزنكي.
.19معجم لغة الفقهاء ،محمد رواس قلعجي -حامد صادق قنيبي ،دار النفائس للطباعة والنشر
والتوزيع ،ط 1108( 9هـ 1188 -م).
.11المفردات في غريب القرآن ،أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب األصفهانى
(المتوفى309 :هـ) ،ت :صفوان عدنان الداودي ،دار القلم ،الدار الشامية – دمشق ،بيروت ،ط1
(1119هـ).
.11الملخص المفيد ألحكام الزكاة وقضاياها المعاصرة ،علي سعود الكليب ،ط1
(1111هـ.)9018/
.18مناهج التحصيل ونتائج لطائف ا لتأويل في شرح المدونة وحل مشكالتها ،أبي الحسن علي بن
سعيد الرجراجي ،ت :أبو الفضل الدمياطي أحمد بن علي ،دار ابن حزم ،بيروت ،لبنان ،ط( 1
1198هـ 9001 /م).
.11مواهب الجليل من أدلة خليل ،أحمد بن أحمد المختار الشنقيطي ،المكتبة العلمية ،بيروت،
لبنان ،ط9001( 1م).
.10الموسوعة الفقهية الكويتية ،صادر عن :و ازرة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت ،ط(1
من 1101ه 1191 -هـ) ،مطابع دار الصفوة – مصر.
.11موسوعة شعراء العربية ،شعراء العصر األموي ،فالح نصيف الحجية الكيالني ،د ط.
.19موطأ اإلمام مالك ،مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني (المتوفى111 :هـ)،
ت :محمد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،لبنان 1101 ( ،هـ 1183 -م).
.11الندوة السابعة والعشرون لقضايا الزكاة المعاصرة ،المنامة ممكلة البحرين 13 ،جمادى االولى
1111هـ 08 /يناير /9090بحث موضوع :المستجدات الفقهية في مصرف العاملين عليها على
الزكاة ،دراسة فقهية اقتصادية محاسبية معاصرة.
.11النهاية في غريب الحديث واألثر ،مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن
محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن األثير( ،المتوفى101 :هـ) ،المكتبة العلمية -بيروت،
(1111هـ 1111 -م) ،ت :طاهر أحمد الزاوي/محمود محمد الطناحي.
المد َّونة من غيرها من األ ِ
ُمهات ،أبو محمد عبد اهلل بن (أبي النوادر و ِّ
الزيادات على َما في َ َّ .13
محمد حجي ،دار الغرب
َّ زيد) عبد الرحمن النفزي ،القيرواني ،المالكي (المتوفى181 :هـ) ،ت:
اإلسالمي ،بيروت ،ط 1111( 1م).
.11نوازل الزكاة ،عبد اهلل بن منصور الغفيلي ،دار الميمان للنشر والتوزيع ،الرياض ،ط1
(1191ه9008 /م).
89
قائمة المصادر والمراجع....................................................................................................................................
.11الهداية في شرح بداية المبتدي ،علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني ،أبو
الحسن برهان الدين (المتوفى311 :هـ) ،ت :طالل يوسف ،دار احياء التراث العربي -بيروت –
لبنان.
المواقع االلكترونية:
مصارف الزكاة ،عادل يوسف العزازي https://www.alukah.net/
89
فهرس الموضوعات........................................................................................................................................
فهرس الموضوعات:
الصفحة العنوان
أ مقدمة .......................................................................
7 الفصل األول :مصارف الزكاة...............................................
8 المبحث األول :مفهوم مصارف الزكاة .........................................
8 المطلب األول :تعريف المصارف .............................................
8 الفرع األول :لغة.......................................................... .
9 الفرع الثاني :اصطالحا ....................................................
01 المطلب الثاني :تعريف الزكاة ...............................................
01 الفرع األول :لغة ............................................................
01 الفرع الثاني :اصطالحا....................................................
01 المبحث الثاني :بيان مصارف الزكاة إجماال ..................................
01 المطلب األول :الفقراء والمساكين .............................................
01 الفرع األول :مفهوم الفقير لغة واصطالحا ....................................
01 أوال :الفقير لغة.......................................................... .
07 ثانيا :الفقير اصطالحا.................................................... .
09 الفرع الثاني :مفهوم المسكين لغة واصطالحا.................................
09 أوال :المسكين لغة....................................................... .
09 ثانيا :المسكين اصطالحا................................................. .
10 الفرع الثالث :العاملون عليها .................................................
11 الفرع الرابع :المؤلفة قلوبهم ..................................................
19 الفرع الخامس :في الرقاب ...................................................
01 الفرع السادس :الغارمون.....................................................
01 الفرع السابع :في سبيل اهلل ..................................................
08 الفرع الثامن :ابن السبيل................................................... .
39
فهرس الموضوعات........................................................................................................................................
39
فهرس الموضوعات........................................................................................................................................
14 الفرع األول :صرف الزكاة من سهم العاملين عليها للقائمين على استثمار أموال
الزكاة.................................................................. .
17 الفرع الثاني :إعطاء الموظفين في الجمعيات الخيرية التي تستقبل الزكاة منه.
18 الفرع الثالث :مشاركة المرأة في العاملين على الزكاة........................
19 المطلب الثاني:نماذج معاصرة عن المؤلفة قلوبهم.........................
41 الفرع األول :درء المخاطر والمفاسد عن المسلمين............................
41 الفرع الثاني :االستعانة بغير المسلمين في الجهاد...........................
41 الفرع الثالث :ـ جباية الصدقات ونحوها................................... .
40 الفرع الرابع :نشر الدعوة اإلسالمية ومقاومة وسائل التبشير.................
40 الفرع الخامس :اإلسهام في تخفيف ويالت الكوارث...........................
41 الفرع السادس :إغراء رؤساء الدول الفقيرة أو األقوام المتخلفة..............
40 الفرع السابع :تقوية ضعاف اإليمان......................................
40 الفرع الثامن :تأليف قلوب األفراد الذين يؤمل إسالمهم أو تأثيرهم في توجيه
المجتمع لصالح الدعوة اإلسالمية........................................
41 الفرع التاسع :الشخصيات غير المسلمة ذات التأثير..........................
الفرع العاشر :استخدام هذا المصرف في إيجاد مؤسسات لرعاية المسلمين الجدد41 :
41 الفرع الحادي عشر :تأليف قلوب بعض الحكومات والدول غير اإلسالمية.
47 المطلب الثالث :الغارم إلصالح ذات البين................................ .
47 الفرع األول :القرض الحسن من الزكاة.....................................
48 الفرع الثاني :قضاء دين الميت من الزكاة من سهم الغارمين................
49 المطلب :الرابع :في سبيل اهلل............................................
49 الفرع األول :توسع المعاصرين في استخدامات مصرف في سبيل اهلل.......
71 الفرع الثاني :دفع الزكاة في إنشاء وسائل اإلعالم والعلماء الذين يتولون رعاية
هذه القنوات........................................................ .
71 الفرع الثالث :تحرير أرض اإلسالم من حكم الكفار.......................:
71 السعي إلعادة حكم اإلسالم جهاد في سبيل اهلل....................
الفرع الرابعّ :
39
فهرس الموضوعات........................................................................................................................................
74 الفرع الخامس :صرف أموال زكاة لدعم المسلمين في البالد غير اإلسالمية
79 الخاتمة ......................................................................
80 الفهارس ....................................................................
81 فهرس سور وآيات القرءان الكريم............................................
81 فهرس األحاديث النبوية ......................................................
قائمة المصادر والمراجع 81 ......................................................
90 فهرس الموضوعات .........................................................
97 ملخص البحث ..............................................................
39
ملخص البحث.............................................................................................................................................
ملخص البحث:
الحمد هلل وحده والصالة على من ال نبي بعده ،فإن بحثنا تكمن أهميته في إمكانية تفعيل مصارف
الزكاة المعاصرة من خالل بيان فقهها في العصر الحالي ،فالمجتمع بحاجة البحث الفقهي المعاصر
للدراسات المعمقة في مستجدات الزكاة خصوصا ،ومصارف الزكاة المعاصرة بصورة أخص ،وذلك
ل بيان المستحقين للزكاة في العصر الحديث ،ربط مصارف الزكاة بالواقع المعاصر ،وكذا إظهار
مرونة الشريعة وتوافقها مع كل عصر ومكان ولحاجة مؤسسات الزكاة على اختالف أنواعها لدراسة
المستجدات في مصارف الزكاة فعالجنا من خالل هذا البحث ماهية مصارف الزكاة المعاصرة ومدى
إمكانية االستفادة من مصارف الزكاة في واقعنا المعاصر بنوازلها ومستجداتها وكيفية تلك االستفادة.
.............................................................................................................................................ملخص البحث
Abstract