You are on page 1of 21

‫منهج املُشرّع اجلزائري يف مواجهة عصابات األحياء‬

‫(خصوصيات سياسة التجريم)‬

‫أستاذ بجامعة ُمح ّمد لمين دبّاغين – سطيف(‪ )2‬كلّية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫‪Faridrou@yahoo.fr‬‬

‫مداخلة في اليوم الدراسي حول‬


‫" عصابات األحياء ـ استراتيجيات الوقاية وآليات ال ُمكافحة في قانون الوقاية من عصابات األحياء‬
‫ومكافحتها( األمر ‪ 20-22‬المؤ ّرخ في ‪ 02‬غشت ‪،)2222‬‬
‫بجامعة ُمح ّمد لمين دبّاغين – سطيف(‪ )2‬كلّية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬بالشراكة مع مجلس قضاء‬
‫سطيف‪ .‬يوم االثنين‪ 17‬أكتوبر ‪.2222‬‬

‫أثناء مرحلة إعداد مشروع قانون الوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها قال السّيد وزير العدل آنذاك‬
‫السيّد بلقاسم زغماتي أنّه " رغم المجهودات الكبيرة التي توليها السلطات العمومية لمواجهة ظاهرة عصابات‬
‫األحياء إلّ أننا لم نتمكن إلى يومنا هذا من التص ّدي لها بالفعالية المرغوبة حيث أن الكثير من المواطنين‬
‫غيروا محل إقامتهم خوفا على حياتهم من هذه العصابات وأن المواجهات بين عصابات األحياء أصبحت‬
‫تشمل عدة وليات‪ ،‬األمر تطلّب تخصيص إطار قانوني شامل من أجل التصدي بفعالية لعصابات األحياء‪،‬‬
‫يشمل الوقاية منها على مستوى المحلي والوطني "‪.‬‬
‫يتمثل الغرض من قانون الوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها الصادر بموجب األمر ‪20-02‬‬
‫المؤرّخ في ‪ 02‬غشت‪ ،‬حسب ما ورد في الما ّدة ‪ 0‬منه في الحفاظ على األمن والسكينة العموميين وحماية‬
‫األشخاص وممتلكاتهم‪ ،‬وذلك عن طريق تكفّل الدولة بإعداد استراتيجية وطنية للوقاية من عصابات األحياء‬
‫ومكافحتها‪.‬‬
‫حيث يتأتى تحقيق هذه الحماية من خالل التزام الدولة واإلدارات والمؤسسات العمومية والجماعات‬
‫المحلية باتخاذ تدابير الوقاية التي ح ّددتها الفقرة الثانية الما ّدة ‪ 4‬من ذات القانون‪ ،‬وضمان حماية ضحايا‬
‫العصابات طبقًا ألحكام المواد ‪ 41-44‬من األمر‪ ،‬ومن خالل التزام السلطات القضائية باتخاذ اجراءات‬
‫المتابعة ض ّد هذه العصابات تطبيقًا لألحكام اإلجرائية والجزائية المنصوص عليها في الفصلين الرابع‬
‫والخامس من القانون‪ ،‬لقمع وردع أفراد العصابات عن الستمرار في نشاطهم العصابي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تأتي هذه ال ُمداخلة إلبراز خصوصية المنهج الذي اعتمده المش ّرع الجزائري في سياسة التجريم ض ّد‬
‫عصابات األحياء ومدى فعاليته في ردعها والح ّد من نشاطها اإلجرامي‪.‬‬
‫المطلب األ ّول‪ :‬التعريف بعصابة األحياء‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصوصية الركن الشرعي في جرائم عصابات األحياء‬

‫نستعرض في هذا المطلب التعريف اللغوي والقانوني لعصابة األحياء‪ ،‬من أجل تمييزها عن غيرها من‬
‫المفاهيم المشابهة‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬معاني كلمة " عصابة"‬


‫أ) بعض أصول وفروع كلمة " عصابة"‪:‬‬
‫ـ لكلمة عصابة معان كثيرة‪ ،‬حيث تؤخذ من الش ّدة‪ ،‬ومنها قولهم يوم عصيب أي يوم شديد‪ ،‬ومنها‬
‫عصبة الرجل في الميراث دون أصحاب الفروض‪ ،‬ومنها األعصاب المسؤولة عن حركة العضالت‬
‫واألعضاء في جسم اإلنسان ومنها التعصّب للرأي أو للفئة‪..‬إلخ (‪.)1‬‬
‫ـ كما تطلق كلمة "ال ِعصابة" على ال ِعمامة‪ ،‬وهي قطعة القماش التي يُش ّد به الرّأس‪ ،‬وقد كان العرب في‬
‫القديم يش ّدون بطونهم برباط من ش ّدة الجوع وثبت في السيرة النبوية ّ‬
‫أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فعل‬
‫ذلك‪ ،‬حيث روى البخاري ومسلم عن أنس رضي هللا عنه قال" جئت رسول هللا يوما ا فوجدته جال ا‬
‫سا مع‬
‫صب بطنه بعصابة"‪.‬‬
‫أصحابه يحدثهم وقد ع ّ‬
‫ـ وتُطلق كلمة العصابة على التاج الذي يُش ّد به رأس الملك‪ .‬ومنه قول شاعر المعلّقات عم ُر بن كلثوم‬
‫في ُمعلّقته الشهيرة‪ :‬وسيّ ِد معش ِر قد ع ّ‬
‫صبوه ‪ ....‬بتاج ال ُملك يحمي المحجرينا‬
‫ومنه قول سعد بن ُمعاذ لرسول هللا صلى هللا عليه وسلّم ل ّما شكى له من عبد هللا بن أبي بن سلول " إنّ أهل‬
‫صبوه حتى جاء اإلسالم فش ِرط بذلك " أي كادوا أن يُلبِسوه التاج‬
‫هذه البُحيرة(المدينة يثرب) كادوا أن يُع ّ‬
‫ليكون ملِ ًكا عليهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر‪ ،‬أحمد بن ُمح ّمد بن علي الفيّومي ال ُمقري‪ ،‬ال ِمصباح ال ُمنير – ُمعجم عربي عربي‪ ،‬المكتبة العصرية للطباعة‬
‫والنّشر والتوزيع‪ ،‬صيدا‪ ،‬بيروت‪،‬ص‪.044‬‬
‫‪2‬‬
‫ب) العصابة بمعنى الجماعة‪:‬‬
‫تطلق كلمة ال ُعصبة أوالعصابة‪ ،‬على الجماعة أي جماعة من الحيوان أو الطير أو النّاس‪ ،‬يقال تسير‬
‫ُعصبُ الطير بانتظام‪ ،‬ويُقال تك ّونت ُعصبة من األدباء‪ .‬ومنها ُعصبة األمم‪ ،‬المنظمة الدولية التي أنشئت عام‬
‫‪4202‬م في جينيف وحلت محلها عام ‪4241‬م منظمة األمم المتحدة التي مق ّرها في نيويورك(‪.)1‬‬
‫َٰ‬
‫وز مآ إِ َّن‬ ‫و ُعصبة الرجال ما بين العشرة إلى األربعين‪ ،‬قال تعالى في سورة القصص { وءاتيْنهُ ِمن ْٱل ُكنُ ِ‬
‫مفاتِح ۥهُ لتنُ ٓوأُ بِ ْٱلعُصْ ب ِة أُوْ لِى ْٱلقُ َّو ِة } و قال تعالى في سورة يوسف { قالُوا لئِ ْن أكلهُ ال ِّذ ْئبُ ونحْ ُن عُصْ بةٌ إِنَّا إِ ًذا‬
‫اسرُون}‪ .‬وقال تعالى في سورة النّور { إِ َّن الَّ ِذين جا ُءوا بِ ْ ِ‬
‫اإل ْف ِك عُصْ بةٌ ِّمن ُك ْمج‪ .} ..‬وقال الشاعر حسان بن‬ ‫لخ ِ‬
‫ثابت‬
‫يو ًما بجُلق في الزمـان األ ّو ِل‬ ‫ّّلل درُّ ِعصابـ ٍة نادمتــــــــــــــهُا‬
‫وقال آخر‬
‫ولو كان حولي ِمن تميم ِعصابة لما كان مالي في ُك ُم ُمتقسَّـما‪.‬‬
‫هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم‬
‫أن رسول َّ‬
‫ضي هللاُ عنه َّ‬ ‫وروى البخاري في صحيحه عن ُعبادة بن الصام ِ‬
‫تر ِ‬
‫ْرقُوا‪ ،‬ول ت ْزنُوا‪ ،‬ول ت ْقتُلُوا‬ ‫أن ل تُ ْش ِر ُكوا َّ‬
‫باّللِ شيئًا‪ ،‬ول تس ِ‬ ‫صحابِ ِه‪ :‬بايِعُونِي على ْ‬ ‫قال‪ ،‬وح ْولهُ ِعصابة ِمن أ ْ‬
‫أوْ لد ُك ْم‪ ،‬ول تأْتُوا ببُهْتان ت ْفترُونهُ بيْن أ ْي ِدي ُك ْم وأرْ ُجلِ ُك ْم‪ ،‬ول ت ْعصُوا في معروف‪ ،‬فمن وفى ِمن ُكم فأجْ ُرهُ على‬
‫هللاِ‪ ،‬ومن أصاب ِمن ذلك شيئًا فعُوقِب في ال ُّد ْنيا فهو كفَّارة له‪ ،‬ومن أصاب ِمن ذلك شيئًا ثُ َّم سترهُ َّ‬
‫هللاُ فهو إلى‬ ‫َّ‬
‫إن شاء عفا ع ْنه وإنْ شاء عاقبهُ فبايعْناهُ على ذلك‪.‬‬ ‫َّ‬
‫هللاِ‪ْ ،‬‬

‫ثانياا‪ :‬تعريف العصابة في اللغةا‪:‬‬


‫تُعرّف العُصبة أو العصابة لغةً بأنّها " الجماعة التي ترتبط حركتُها لتنفيذ حد ِ‬
‫ث من أجل تحقيق غاية‬
‫ُمتح ّدة ُمتفق عليها "‪.‬‬
‫ضا‪ ،‬وتُطلق على مجموعة منظَّمة من‬ ‫وتعرّف الجماعة بأنّها الجماعة من الناس يقوي بعضهم بع ً‬
‫المجرمين‪ ،‬فيقال مثالً " أُ ْلقي القبضُ على ِعصابة اللُّصوص"‪ .‬وجمعها عصابات ومنها حرب ال ِعصابات التي‬
‫هي حربٌ يكون أح ُد طرفي القتال فيها جنود غير نظاميين يهاجمون عد َّوهم كلَّما سنحت لهم فرصة مناسبة ث َّم‬
‫يفرُّ ون إلى مكان آ ِمن (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬راجع‪ :‬د‪ .‬أحمد ُمختار عُمر‪ُ ،‬معجم اللغة العربية ال ُمعاصرة–المجلّد األ ّول‪ ،‬عالم الكتب للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪ ،0222 ،4‬ص ‪.4021‬‬
‫(‪ )2‬ملِك المعا ِجم‪ 40 ،https://kingmaajim.com/216804 ،‬فبراير ‪.0200‬‬
‫‪3‬‬
‫استعمل المشرّع الجزائري مصطلح " العصابة "(‪ )Bandes‬من قبل في مضمون المادّة ‪ 86‬من‬
‫قانون العقوبات الجزائري في الفصل ال ُمتعلّق بالجنايات والجنح ض ّد أمن الدولة‪ ،‬والتي تُعاقب باإلعدام من‬
‫يرأس عصابات ُمسلحة(‪ )Bandes Armées‬أو يتولى فيها مه ّمة أو قيادة ما وذلك بقصد اإلخالل بأمن الدولة‬
‫أو نهب وتقسيم أمالك عمومية أو خصوصية أو بغرض مهاجمة أو مقاومة قوة عمومية تعمل ض ّد مرتكبي‬
‫هذه الجرائم‪ .‬ويكون نشا ط العصابة بارتكاب إحدى الجنايات المنصوص عليها في الما ّدة ‪( 77‬إعتداء غرضه‬
‫القضاء على نظام الحكم أو تغييره) أو في الما ّدة ‪(24‬اعتداء غرضه نشر التقتيل والتخريب المخل بأمن‬
‫الدولة)‪ .‬وتُعاقِب الما ّدة ‪ 87‬ق ع ج أفراد العصابات الذين ل يتولون فيها أيّة قيادة أو ُمه ّمة بالسجن المؤقت‬
‫من عشر(‪ )42‬سنوات إلى عشرين(‪ )02‬سنة‪.‬‬
‫هذا من ناحية ال ُمصطلح‪ ،‬لكن من ناحية المفهوم فعصابة األحياء تختلف عن العصابة المسلّحة من‬
‫ناحية الغرض السياسي لهذه األخيرة وطبيعة نشاطها الجرامي‪ .‬كما تختلف عصابات األحياء عن مفاهيم‬
‫أخرى مشابهة لها في إجرام الجماعات وهي جمعية األشرار والجماعة الجرامية ال ُمنظمة وهو ما سيت ّم‬
‫توضيحه في هذا الفرع‪.‬‬

‫أ ّوالا‪ :‬تعريف عصابات األحياء‪:‬‬


‫عرّفت الما ّدة ‪ 0‬من األمر‪ 20-02‬عصابة األحياء بأنّها‪ " :‬كل مجموعة‪ ،‬تحت أي تسمية كانت‪ ،‬مكونة‬
‫من شخصين أو أكثر‪ ،‬ينتمون إلى حي سكني واحد أو أكثر‪ ،‬تقوم بارتكاب فعل أو عدة أفعال بغرض خلق جو‬
‫انعدام األمن في أوساط األحياء السكنية أو في أي حيز مكاني آخر‪ ،‬أو بغرض فرض السيطرة عليها‪ ،‬من‬
‫خالل العتداء المعنوي أو الجسدي على الغير أوتعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو المساس‬
‫بممتلكاتهم‪ ،‬مع حمل أو استعمال أسلحة بيضاء ظاهرة أو مخبأة‪.‬‬
‫ويشمل العتداء المعنوي‪ ،‬كل اعتداء لفظي من شأنه أن يخلق الخوف أو الرعب لدى الغير‪ ،‬كالتهديد‬
‫أو السب أو الشتم أو القذف أو الترهيب أو الحرمان من حق"(‪.)1‬‬

‫‪)1( Art. 2. — Bande de quartiers :‬‬


‫‪1- Tout groupe, sous quelque dénomination que ce soit, composé de deux (2) personnes ou plus,‬‬
‫‪appartenant à un ou à plusieurs quartiers d’habitation, qui commet un acte ou plus‬‬
‫‪2- dans le but de créer un climat d’insécurité, à l’intérieur des quartiers ou dans tout‬‬
‫‪autre espace, ou dans le but d’en assurer le contrôle,‬‬
‫‪3- en usant de violences morales ou physiques, exercées à l’égard des tiers, en mettant en danger‬‬
‫‪leurs vies, leurs libertés ou leur sécurité ou en portant atteinte à leurs biens,‬‬
‫‪4- avec port ou utilisation d’armes blanches apparentes ou cachées.‬‬
‫‪La violence morale comprend toute agression verbale susceptible de causer la crainte ou la panique‬‬
‫» ‪chez autrui, telles que la menace, l’injure, la diffamation, la terreur ou la privation d’un droit‬‬
‫‪Art. 3. — L'Etat élabore une stratégie nationale de prévention contre les bandes de quartiers en vue‬‬
‫‪d’assurer la sécurité et la tranquillité publiques et de protéger les personnes et leurs biens‬‬
‫‪4‬‬
‫يمكن استخراج العناصر األربعة التي يُح ّدد بها القانون مفهوم عصابة األحياء كاألتي‪:‬‬

‫أ) تعدّد األشخاص‪:‬‬


‫عصابة األحياء تتألف من مجموعة‪ ،‬تحت أي تسمية كانت‪ُ ،‬مك ّونة من شخصين )‪ (2‬أو أكثر‪ ،‬ينتمون‬
‫إلى حي سكني واحد أو أكثر‪.‬‬

‫ب) الغرض‪:‬‬
‫يكون الغرض من تشكيل عصابة األحياء تحقيق هدف ُمح ّدد وهو خلق جو انعدام األمن في أوساط‬
‫األحياء السكنية أو في أي حيز مكاني آخر‪ ،‬أو بغرض فرض السيطرة عليها‪ ،‬حيث يجب أن تتحقق الوحدة‬
‫المعنوية بين أعضاء العصابة باتحاد نواياهم وقصدهم على تحقيق هذا الغرض‪.‬‬
‫وبهذا الهدف تتميز عصابة األحياء عن بعض أشكال اإلجرام الجماعي‪ ،‬مثل الجماعة اإلرهابية‬
‫المنصوص عليها في الما ّدة ‪ُ 27‬مكرّر‪ 0‬من ق ع ج‪ ،‬فنفس هذا الهدف الذي تسعى إليه عصابة األحياء‬
‫عصابة األحياء‪ ،‬ل يُمثل هدفًا بالنسبة للجماعة الرهابية ولكن هو عمل من بين األعمال اإلرهابية التي تقوم‬
‫به‪ ،‬والتي ترتكبه لغرض سياسي تستهدف به أمن الدولة والوحدة الوطنية والسالمة الترابية واستقرار‬
‫المؤسسات وسيرها العادي‪ ،‬حيث تنصّ الما ّدة ‪ 27‬مكرّر من قانون العقوبات الجزائري على‪ 40‬فئة من‬
‫األعمال اإلرهابية من بينها الفئة األولى المنصوص عليه في الفقرة الثانية من الما ّدة وهي‪ّ :‬‬
‫بث الرعب في‬
‫أوساط السكان وخلق جو انعدام األمن من خالل العتداء المعنوي أو الجسدي على األشخاص أو تعريض‬
‫حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو المس بممتلكاتهم‪.‬‬

‫جـ) أفعال النشاط اإلجرامي المادّي‪:‬‬


‫تتحقق الوحدة الما ّدية بين أعضاء العصابة بالشتراك في ارتكاب فعل أو ع ّدة أفعال من العتداء‬
‫المعنوي أو الجسدي على الغير أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو المساس بممتلكاتهم‪ .‬ويشمل‬
‫العتداء المعنوي‪ ،‬كل اعتداء لفظي من شأنه أن يخلق الخوف أو الرعب لدى الغير‪ ،‬كالتهديد أو السب أو‬
‫الشتم أو القذف أو الترهيب أو الحرمان من حق‪.‬‬

‫د) الوسائل‪:‬‬
‫حمل أو استعمال أسلحة بيضاء ظاهرة أو مخبأة‪ .‬حيث عرّفت الفقرة الثالثة من الما ّدة ‪ 0‬من ذات‬
‫القانون السالح األبيض بأنّه " كل اآللت واألدوات واألجهزة القاطعة أو النافذة أو ال ّرا ّ‬
‫ضة‪ ،‬وجميع األشياء‬
‫التي يمكن أن تحدث ضررًا أو جروحًا بجسم اإلنسان‪ ،‬أو تشكل خطرًا على األمن العمومي كما هي محددة‬
‫في التشريع والتنظيم المتعلقين باألسلحة الساري المفعول"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫والتشريع المعمول به هو قانون العتاد الحربي واألسلحة والذخيرة الصادر بموجب األمر ‪21-27‬‬
‫بتاريخ‪ 04‬يناير‪ ،)1(4227‬والذي يُصنّف بموجب الما ّدة ‪ 4‬منه السالح األبيض في الصنف السادس من‬
‫األسلحة التي ل تُعتبر عتادًا حربيًا‪ ،‬ويبيّن المرسوم التنفيذي رقم ‪ 21-22‬المؤرّخ في ‪ 42‬مارس ‪4222‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تعريف األسلحة البيضاء في الما ّدة الرابعة منه هذا المرسوم المع ّدل‬ ‫كيفيات تطبيق األمر المذكور أعاله‬
‫والمت ّمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 024-24‬المؤرّخ في ‪ 40‬سبتمبر ‪.)3( 0224‬‬

‫ثانياا‪ :‬تمييز عصابة األحياء عن المفاهيم المشابهة‪:‬‬


‫تشترك عصابة األحياء مع جرائم أخرى مشابهة لها من حيث تع ّدد األشخاص والتفاق الجنائي‬
‫الحاصل بينهم واتحادهم في تنفيذ النشاطات الجرامية للعصابة‪ .‬ونذكر بالتحديد‪ ،‬مفهوم العصابة المسلّحة‬
‫التي تنصّ عليها الما ّدة ‪ 21‬و‪ 27‬من ق ع ج‪ ،‬والجماعة اإلرهابية في المواد ‪ُ 27‬مكرّر و‪ُ 27‬مكرّر‪ 0‬و‪27‬‬
‫ُمكرّر‪ 7‬و و‪ُ 27‬مكرّر‪ 0‬ق ع ج‪ .‬وجمعية األشرار المنصوص عليها بالمواد ‪ 471‬و‪ 477‬من ق ع ج‪ ،‬ومفهوم‬
‫الجماعة اإلجرامية ال ُمنظمة المنصوص عليها كظرف ُمش ّدد في الكثير من النصوص ضمن قانون العقوبات‬
‫والقوانين الخاصّة‪.‬‬

‫أ) عصابة األحياء والجماعة االجرامية المنظمة‪:‬‬


‫‪ )1‬من حيث المصطلح والمفهوم‪ :‬الجريمة المنظمة هي اإلصطالح الذي يوصف به الظاهرة‬
‫اإلجرامية حين يكون من خلفِها جماعات ُمعيّنة تستخدم العنف أساسًا لنشاطها وتهدف إلى الربح‪ ،‬وهي قد‬
‫تتخذ اإلقليم الوطني صعيدًا لنشاطها أو قد تختار أن تقوم بأنشطة إجرامية عبر وطنية أو أن تكون لها صالت‬
‫بمنظمات ُمماثلة في دول أخرى‪.‬‬
‫من أه ّم خصائصها أنّها جماعة ُمر ّكزة و ُمنظمة في هيكل ُمتسلسل هرمي يوجد في أعاله زعيم واحد‪،‬‬
‫ُخضعُهم لنظام ربط وضبط مش ّدد وتقوم العضوية فيه على أساس‬
‫ويكون لها الولء من جانب أعضائها ي ِ‬
‫اختبارات الولء لها والمهارات الجرامية‪ ،‬وتُعتبر السرية هي أحد أهم األسس التي تقوم عليها‪ ،‬من أداوتها‬
‫إفساد المسؤولين وغسل األموال والتجار بالمخدرات وتهريب األسلحة(‪.)4‬‬
‫من حيث ال ُمصطلح تختلف عصابات األحياء (‪)Bandes des cartiers‬عن الجماعات الجرامية المنظمة‬
‫التي يصطلح عليها المشرّع الجزائري باللغة الفرنسية في قانون العقوبات والجراءات الجزائية وبعض‬
‫القوانين الخاصّة (‪ )Groupes criminelles organisées‬وفي قانون الوقاية من ال ُمخ ّدرات والمؤثرات العقلية‬

‫(‪ )1‬ج ر ‪ 1‬في ‪ 00‬يناير ‪.4227‬‬


‫(‪ )2‬ج ر ‪ 47‬في ‪ 00‬مارس ‪.4222‬‬
‫(‪ )3‬ج ر ‪ 12‬في ‪ 42‬سبتمبر ‪0224‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬محمود شريف بسيوني‪ ،‬الجريمة ال ُمنظمة عبر الوطنية (ماهيتها ووسائل ُمكافحتها دولياا وعربياا)‪ ،‬دار الشروق‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،0224 ،‬ص‪.40 ،44‬‬
‫‪6‬‬
‫وقمع الستعمال واإلتجار غير المشروع بها‪ ،‬رقم ‪ 42-24‬في ‪ 00‬ديسمبر‪،)Bandes organisées( .)1(0224‬‬
‫كما عبّر عنها بمصطلح " ُمنظمة إجرامية" (‪ " )Organisation criminelle‬في بعض نصوص قانون‬
‫العقوبات منها مثال الما ّدة ‪ 022‬مكرّر‪ 2‬من‪ ،‬والمتعلقة بجريمة تبييض األموال في إطار ُمنظمة إجرامية‪.‬‬

‫‪ )2‬من حيث الهدف‪ :‬يتمثل هدف عصابة األحياء في خلق جو انعدام األمن في الحي أو السيطرة عليه‪،‬‬
‫بينما هدف الجماعة الجرامية المنظمة اقتصادي يتمثل في تحقيق أكبر قدر من الربح‪.‬‬

‫تنحصر عصابات األحياء في األحياء السكنية وليس لها امتداد وطني‬


‫ِ‬ ‫‪ )0‬من حيث االنتشار الجغرافي‪:‬‬
‫ول عبر وطني‪ ،‬مثل الجريمة المنظمة التي أبرمت ألجلها اتفاقية دولية سنة ‪ ،0222‬ت ّم إمضاؤها في باليرمو‬
‫في ‪ 40‬نوفمبر ‪.)2(0222‬‬

‫‪ )4‬من حيث مجال النشاط االجرامي‪ :‬تنحصر العصابات في جرائم العنف والتجار بالمخ ّدرات‪ ،‬بينما‬
‫الجماعة الجرامية المنظمة ترتكب كل أنواع اإلجرام التي تُحقق لها المكاسب الما ّدي سواء كانت جرائم‬
‫األموال أو الجرائم ض ّد األفراد أو ض ّد الشيء العمومي‪ ،‬مثل التجار باألسلحة والمخ ّدرات والتجار بالبشر‬
‫و األعضاء البشرية وتبييض األموال وجرائم التهريب وجرائم الفساد وجرائم القتل والعنف والتخريب وجرائم‬
‫األداب‪...‬إلخ‪.‬‬
‫كما ّ‬
‫أن عالقة عصابات األحياء ببعضها البعض قائمة على الصدام والصراع والتنافس في السيطرة‬
‫والنفوذ‪ ،‬بينما الجماعات الجرامية المنظمة يمكن أن تلجأ للتعاون فيما بينها‪.‬‬

‫‪ )5‬من حيث التنظيم‪ :‬عصابات األحياء هي اتفاق جنائي بين شخصين فأكثر لكنّها تفتقد خاصّية التنظيم‬
‫الهرمي الذي تميّز به الجماعات الجرامية المنظمة بقيامها على وجود زعيم ث ّم نوابه من القادة ث ّم الجنود‪،‬‬
‫وتتميّز بالسرّية والنضباط(‪.)3‬‬

‫ب) عصابات األحياء وجمعية األشرار‪:‬‬


‫جرّم ال ُمشرّع الجزائري جمعية األشرار بالما ّدة ‪ 471‬من قانون العقوبات وعرّفها بأنّها « كلُّ جماعة‬
‫أو اتفاق مهما كانت ُم ّدته أو عد ُد أعضائه تُشكل أو تُؤلّف بغرض اإلعداد لجناية أو أكثر أو لجنحة أو أكثر من‬

‫)‪ (1‬القانون رقم ‪ 42-24‬في ‪ 00‬ديسمبر‪ ،0224‬ج ر عدد ‪ 20‬في ‪ 44‬ذو القعدة ‪ 4400‬هـ الموافق ‪ 01‬ديسمبر ‪0224‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرّئاسي رقم ‪ 00-20‬المؤرّخ في ‪20‬فبراير‪ ،0220‬ج ر‪ 2 ،‬بتاريخ ‪42‬‬
‫فبراير ‪.0220‬‬
‫الخاصة للتح ّري والتحقي في الجريمة المنظمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‬
‫ّ‬ ‫(‪ )3‬أنظر‪ :‬د‪ .‬فريد روابح ‪ ،‬األساليب‬
‫الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة الجزائر بن يوسف بن خ ّدة‪ ،0241 ،‬ص ‪.04-00‬‬
‫‪7‬‬
‫الجنح ض ّد األشخاص أو األموال المعاقب عليها بخمس سنوات حبسًا على األقل‪ .‬وتقوم هذه الجريمة ب ُمجرّد‬
‫التصميم على القيام بالفعل»‪.‬‬
‫فعصابات األحياء تختلف عن جمعية األشرار من حيث الجزانب التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬من حيث الغرض‪ :‬غرض جمعية األشرار هو القيام بأعمال تحضيرية للجرائم‪ ،‬حيث تنصّ الما ّدة‬
‫‪ 471‬من قانون العقوبات على ّ‬
‫أن جمعية األشرار تقوم بالتفاق الجنائي بالتصميم والتشاور والتخطيط‪ ،‬على‬
‫اإلعداد الرتكاب جناية أو جنحة أو أكثر ض ّد األشخاص أو األمالك ُمعاقب عليها بالحبس ل ُم ّدة خمس (‪)0‬‬
‫سنوات على األقل(‪ .)1‬بينما غرض عصابات األحياء هو خل الفوضى وجو انعدام األمن في األحياء السكنية‬
‫وبسط السيطرة عليها‪.‬‬

‫‪ )2‬من حيث التكييف الجنائي‪ :‬جرّمت الفقرة ‪ 4‬من الما ّدة ‪ 477‬المشاركة في جريمة تكوين جمعية‬
‫األشرار بوصف جناية إذا ت ّم اإلعداد لجناية‪ ،‬وبوصف جنحة إذا ت ّم اإلعداد لجنحة‪ ،‬وحسب الفقرة ‪ 0‬من نفس‬
‫الما ّدة يُعاقب فعل تنظيم جمعية األشرار أو مباشر القيادة فيها‪ ،‬بوصف جناية‪ .‬بينما تكييف كل جرائم‬
‫عصابات األحياء هو جنحة ما عدا صورة واحدة‪ ،‬وهي عندما تؤ ّدي المشاجرة إلى وفاة شخص من خارج‬
‫العصابة‪.‬‬

‫‪ )0‬من حيث نطاق الجرائم التي يشملها غرض الجماعة‪ :‬غرض جمعية األشرار هو اإلعداد (بأعمال‬
‫تحضيرية) للجرائم‪ ،‬وهي كل الجرائم الما ّسة باألشخاص (الضرب والجرح والقتل والتعذيب والتهديد‬
‫والعتداء على الحريات الفردية‪ ،‬وعلى الشرف والعتبار‪..‬إلخ) وجرائم األموال مثل السرقات والنصب‬
‫والحتيال وتبييض األموال وجرائم الشيك وخيانة األمانة والتع ّدي على األمالك العقارية وجرائم المساس‬
‫بمنظومات العالم اآللي‪..‬إلخ) (‪.)2‬‬

‫‪ )4‬من حيث الوسائل‪ :‬تتميّز عصابات األحياء باستخدام األسلحة البيضاء‪ ،‬بينما ل يع ّد ذلك شرطًا في‬
‫جمعية األشرار‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر‪ :‬د‪ .‬احسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬ج‪ ،4‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة عشر‪ ،0240 ،‬ص‪422‬ـ‪.420‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬احسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.424‬‬
‫‪8‬‬
‫يُظهر منهج المشرّع الجزائري عند تجريمه لعصابات األحياء خصوصيةً في الركن الشرعي للجرائم‬
‫المرتبطة بها‪ ،‬وقد خصّص ال ُمشرّع في األمر ‪ 20-02‬المتعلّق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‬
‫أحكا ًما جزائيةً وردت تحت الفصل الخامس منه تض ّمن تجريم كافّة األفعال واألنشطة التي تقوم بها هذه‬
‫العصابات‪ ،‬تض ّمنتها ‪ 42‬ما ّدة قانونية تمثلت في المواد ‪ 04‬إلى ‪.02‬‬
‫نتناول في فرع أ ّول األسباب التي جعلت المشرّع يعامل هذه الظاهرة الجرامية بقانون ُمستقِل عن‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬ث ّم في فرع ثان نبيّن التكييفات الجنائية لجرائم عصابات األحيا ّء‪.‬‬

‫ينصرف التجريم والعقاب عمو ًما إلى توفير حماية جنائية لمصالح أساسية للفرد والمجتمع من خطر‬
‫أن الموطن األصلي للتجريم والعقاب هو قانون العقوبات‪ ،‬لكن قد يرى ال ُمشرّع ّ‬
‫أن‬ ‫العتداء عليها‪ ،‬واألصل ّ‬
‫السياسة الجنائية لمواجهة ظاهرة إجرامية ما تقتضي التجريم والعقاب خارج نطاق قانون العقوبات وذلك‬
‫بتخصيص قوانين عقابية خاصّة تتطلّبها خصوصية وأهمية بعض المصالح الجتماعية ال ُمراد حمايتها‪.‬‬
‫النصوص العقابية الموضوعية التي تنصّ عليها قوانين مستقلة عن قانون العقوبات األساسي‪ ،‬تجرم‬
‫بعض صور السلوك التي تظهر الحاجة ضرورة تجريمها بعد وضع القانون األساسي‪ ،‬أو أنّها قد تصدر ألجل‬
‫التدخل السريع لحماية مصالح تتميز بطبيعة مؤقتة أو تكون قابلة للتغيير (‪.)1‬‬

‫أ ّوالا‪ :‬استقالل القوانين العقابية الخا ّ‬


‫صة عن قانون العقوبات‪:‬‬
‫صة عن قانون العقوبات‪:‬‬
‫أ) جدوى استقالل القوانين العقابية الخا ّ‬
‫ـ ّ‬
‫إن سياسة التجريم بالقوانين العقابية الخاصّة لها خصوصيتها وذاتيتها الناجمة عن الطبيعة الخاصّة‬
‫للمصالح المحمية واألشخاص ال ُمخاطبين بها‪ ،‬والطبيعة الخاصّة للجرائم المراد مكافحتها مثل الجرائم‬
‫المستحدثة التي أنتجها التطور السريع لمجالت الحياة‪ ،‬غالبًا ما تتّسم هذه الجرائم بتشعبها وتغيُّرها وارتباطها‬
‫بعالم المال‪ ،‬م ّما يجعل نصوص قانون العقوبات غير قادرة على مواجهة هذا النوع من الجرائم والتكفل بها‬
‫من جميع جوانبها‪ ،‬فيتحتّم على المشرع استحداث قانون خاص يتوافق مع التطورات الحاصلة في كافة‬
‫ناسب لمواجهتها‪.‬‬
‫الميادين‪ ،‬كإطار قانوني ُم ِ‬
‫وغالبًا تتضمن هذه القوانين العقابية التكميلية بعض األحكام اإلجرائية التي تتميز عن األحكام اإلجرائية‬
‫العامة الواردة في قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬علي حمودة‪ ،‬شرح األحكام العامة لقانون العقوبات االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬النظرية العامة للجريمة‪ ،‬مطبوعات أكاديمية شرطة دبي‪ ،‬طبعة ‪0222‬م‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪9‬‬
‫وينبغي على المشرّع اللتزام بمقتضيات مبدأ الشرعية الجنائية الذي يح ّدد الفلسفة العا ّمة لسياسة‬
‫التجريم والعقاب من خالل ُمراعاة الضرورة الجتماعية دون افراط أو تفريط في مقدار التجريم والعقاب‪.‬‬
‫وإذا ُو ِجد النّص الخاص طبعًا فهو ُمق ّدم في تطبيقه على النصّ العام سواء قانون العقوبات أو قانون‬
‫الجراءات الجزائية‪ ،‬وليصح الرجوه إلى النصّ العام إل إذا سكت النصّ الخاص وفي حدود ما لم يُعتمد في‬
‫النّص الخاص‪ ،‬أو أحال على القواعد العا ّمة صراحة (‪.)1‬‬
‫ـ ّ‬
‫إن خصوصية السياسة الجنائية في القوانين الجنائية الخا ّ‬
‫صة متأتية من معايير التجريم في هذه‬
‫القوانين‪ ،‬إذ يتخذ المشرع الجزائي من خصوصية المصلحة المحمية جنائيا ً وطبيعتها المتغيرة‪ ،‬ومن طبيعة‬
‫الخطر في بعض الجرائم على المصالح التي قدر المشرع حمايتها معياراً للتجريم في هذه القوانين‪ .‬والتي‬
‫يمثل وجودها مثل ضرورة ل غنى عنها في الوقت الحالي نتيجة التغيرات والتطورات السريعة الحاصلة في‬
‫مختلف مجالت الحياة‬
‫فالتشريعات الجنائية الخاصّة يت ّم استحداثها ليواجه بها أنواع جديدة من اإلجرام‪ ،‬مثل قانون حماية‬
‫الطفل الذي يوفر حماية جنائية خاصّة للطفل‪ ،‬والقانون المتعلّق باألسلحة والذخائر وقانون الكسب غير‬
‫المشروع وقانون مكافحة غسيل األموال(‪.)2‬‬
‫وهذه النصوص العقابية الخاصّة المستقلّة عن قانون العقوبات األساسي يُس ّميها جانب من الفقه بقانون‬
‫العقوبات التكميلي فهي قوانين تتض ّمن نصوصًا جنائية ُمستقلّة تُجرّم بعض صور السلوك الجرامي التي لم‬
‫تظهر الحاجة إلى تجريمها إلّ بعد صدور قانون العقوبات‪ ،‬أو تكفل نوعًا من المصالح التي تتميّز بالقابلية‬
‫للتغيرر أو طبيعتها المؤقتة بما يجعل من المالئم أن يخصص المشرّع لحمايتها قوانين مستقلّة حتى يضمن‬
‫لقانون العقوبات قدرًا من الثباتفال تُصبِح نصوصه ُعرضة للتعديل من حين آلخر (‪.)3‬‬
‫فإن هذه التشريعات الجنائية الخاصّة تُطبّق بشأنها األحكام العا ّمة الواردة في قانون‬
‫وفي جميع األحوال ّ‬
‫يرد بالقانون الخاصّ نصٌّ على خالف ذلك(‪.)4‬‬
‫العقوبات األصلي ما لم ِ‬

‫خاصة‪ُ ،‬مج ّمع األطرش للكتاب المختص‪،‬‬‫ّ‬ ‫صة بالجرائم المنظمة بنصوص‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬علي كحلون‪ ،‬االجراءات الجزائية الخا ّ‬
‫تونس‪ ،‬ط‪ ،0242 ،4‬ص‪.0‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬شريف سيّد كامل‪ ،‬شرح قانون العقوبات – القسم العام‪( ،‬النظرية العا ّمة للجريمة والنظرية العا ّمة للجزاء‬
‫الجنائي)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،4‬القاهرة‪ ،0240،‬ص‪.41،47‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬عُمر السعيد رضمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات – القسم العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،4220 ،‬ص‪41‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬شريف سيّد كامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪10‬‬
‫صة في التشريع الجزائري‪:‬‬
‫ب) نماذج القوانين العقابية الخا ّ‬
‫عالج المشرّع بعض فئات الجرائم بقوانين عقابية خاصّة نذكر منها مايلي‪:‬‬
‫‪ )1‬قانون قمع الجرائم االقتصادية الصادر بموجب األمر‪ 422-11‬المؤرّخ في ‪ 04‬يونيو ‪4211‬‬
‫ال ُمتض ّمن إنشاء المجالس الخاصة بقمع الجرائم القتصادية(‪ )1‬يكافح به الجرائم القتصادية الما ّسة بالقتصاد‬
‫الوطني في‪.‬‬
‫‪ )2‬قانون مكافحة اإلرهاب والتخريب‪ ،‬وهو المرسوم التشريعي ‪ 20-20‬المؤرّخ في ‪ 02‬سبتمبر‬
‫‪ )2(4220‬تص ّدى به المشرّع للجرائم اإلرهابية التي هي اعتداء على أمن الدولة والنظام العام‪.‬‬
‫‪ )0‬القانون المتعلّ بقمع مخالفات التشريع والتنظيم الخا ّ‬
‫صين بالصرف وحركة رؤوس األموال من‬
‫وإلى الخارج‪ ،‬الصادر بموجب األمر ‪ 00-21‬بتاريخ ‪ 2‬يوليو ‪ 4221‬المع ّدل وال ُمت ّمم باألمر‪20‬ـ‪ 24‬في ‪42‬‬
‫فبراير ‪ 0220‬وباألمر ‪42‬ـ‪ 20‬في ‪ 01‬غشت ‪.0242‬‬
‫‪ )4‬قانون الوقاية من االتجار بالمخدّرات والمؤثرات العقلية ومكافحتهما رقم ‪ 42-24‬المؤرّخ في ‪00‬‬
‫ديسمبر‪.)3(0224‬‬
‫‪ )5‬قانون الوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما‪ ،‬رقم ‪20‬ـ‪ 24‬بتاريخ ‪21‬‬
‫فيفري‪ .0220‬المع ّدل وال ُمت ّمم‪.‬‬
‫‪ )6‬قانون مكافحة التهريب‪ ،‬الصادر بموجب األمر‪ 21-20‬المؤرّخ في ‪ 00‬غشت ‪.)4(0220‬‬
‫‪ )7‬قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم ‪ 24-21‬المؤرّخ في المؤرّخ في ‪ 02‬فيفري ‪.)5(0221‬‬
‫‪ )8‬قانون الوقاية من جرائم تكنولوجيا االعالم واالتصال ومكافحتها ‪22‬ـ‪ 24‬بتاريخ ‪0‬أوت ‪.0222‬‬
‫وقانون الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم والتصال ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ )9‬قانون الوقاية من جرائم اختطاف األشخاص ومكافحتها‪ :‬في قانون الوقاية من جرائم اختطاف‬
‫األشخاص ومكافحتها ‪ 40-02‬لسنة ‪.)6(0202‬‬

‫ثانياا‪ :‬أسباب استقالل قانون مكافحة عصابات األحياء‪:‬‬


‫إن مواجهة عصابات األحياء تطلّب وضع إطار قانوني خاص للوقاية منها وردعها بعدما تفشت‬
‫ّ‬
‫الظاهرة وانتشرت بشكل كبير عبر كافة وليات الوطن وخاصّة في المدن الكبرى‪ ،‬رغم الجهود المبذولة منذ‬
‫سنوات من طرف األجهزة األمنية و القضائية في الدولة‪ ،‬إلّ ّ‬
‫أن الظاهرة بقيت في تنامي واستفحال مستمر‬

‫(‪ )1‬ج ر ‪ 04‬بتاريخ ‪ 04‬يونيو‪.4211‬‬


‫(‪ )2‬ج ر ‪ 72‬بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر‪.4220‬‬
‫)‪ (3‬القانون رقم ‪ 42-24‬في ‪ 00‬ديسمبر‪ ،0224‬ج ر ‪ 20‬في ‪ 44‬ذو القعدة ‪ 4400‬هـ الموافق ‪ 01‬ديسمبر ‪0224‬م‪.‬‬
‫)‪ (4‬األمر‪ 21-20‬المؤرّخ في ‪ 00‬غشت ‪ ،0220‬ج ر ‪ 02‬في ‪ 02‬غشت ‪ .0220‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫)‪ (5‬القانون رقم ‪ 24-21‬المؤرّخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،0221‬ج ر عدد ‪ 44‬في‪ 22‬مغرس ‪ .0221‬ال ُمع ّدل وال ُمت ّمم‪.‬‬
‫)‪ (6‬ج ر عدد ‪ 24‬في ‪ 40‬جمادى األولى ‪ 4440‬هـ الموافق ‪ 02‬ديسمبر ‪0202‬م‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وثبت عجز النصوص العقابية التقليدية لقانون العقوبات عن التص ّدي لهذه العصابات وتقديم الحماية الكافية‬
‫للمواطنين‪.‬‬
‫م ّما حتّم تخصيص الظاهرة بمعاملة خاصّة متميزة عن باقي الجرائم من حيث أحكام التجريم والعقاب‬
‫واألحكام اإلجرائية‪.‬‬
‫وعلى هذا يمكن إيجاز أه ّم المبرّرات واألسباب التي تستدعي معاملة عصابات األحياء بقانون مستقل‬
‫في ثالث أسباب أو معايير‪:‬‬

‫صة ‪:‬‬
‫أ) معيار خصوصية المصالح المحمية في القوانين الجنائية الخا ّ‬
‫‪ )1‬الطبيعة المتغيّرة أو الطارئة للمصالح المحمية‪ّ :‬‬
‫إن المصالح المحمية في أغلب القوانين الجنائية‬
‫الخاصّة تتسم بالتغير وهي نتيجة حتمية لتطور المجتمع‪ ،‬فالتط ّور الطارئ للمصالح يؤ ّدي إلى عجز قانون‬
‫العقوبات في لحظة ُمعيّنة عن الحماية الفعّالة لتلك المصالح‪ّ ،‬‬
‫ألن قانون العقوبات في الغالب يحمي مصالح‬
‫تتميّز بقدر من الثبات والستقرار‪ ،‬األمر الذي يتطلّب إصدار تشريع لحق لتدارك هذا العجز والنقص في‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬مثل القوانين القتصادية وقوانين حيازة األسلحة والذخيرة‪ ،‬والدعارة ومكافحة التشرّد‪.‬‬
‫وبذلك ّ‬
‫فإن فكرة تشريع قوانين جنائية خاصّة ذات نصوص مرنة قابلة للتعديل والتغيير من حين آلخر‬
‫وقادرة على مواكبة ومالحقة كل المستجدات والتطورات العصرية يعتبر فكرة سديدة‪.‬‬
‫تأتي هذه النصوص العقابية الخاصّة لكي تحمي هي األخرى مصالح ها ّمة في المجتمع ولكنّها مصالح‬
‫متطورة ومتغيرة م ّما يقتضي النصّ عليها في قوانين مستقلة عن تقنين قانون العقوبات‪ ،‬حتى يتسنى تغييرها‬
‫صا خا ّ‬
‫صة بها لكي تحقق حماية‬ ‫أو تعديلها بما يتالئم وطبيعة المرحلة التي يمر بها المجتمع‪ ،‬أو تضمينها نصو ً‬
‫أوفى لتلك المصالح‪ ،‬مثل قوانين المخدرات والنقد والتهرب الجمركي والسالح والمرور (‪.)1‬‬
‫فقد تكون هذه النصوص الخاصّة إفرا ًزا طبيعيًا لتط ّور ال ُمجتمع‪،‬أو استجابةً إلمالءات المنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬أو لضغط جهة ُمعيّنة‪ ،‬أو نتيجة لمواكبة النصوص الدولية‪ ،‬فالتفاقيات الدولية مثالً سواء كانت ثنائية‬
‫أو جماعية أوردت ع ّدة إجراءات خاصّة إبرا ًزا لمعنى التعاون الدولي في البحث حول الظروف ال ُمحيطة‬
‫بالجريمة عمو ًما أو حول الجرائم ال ُمميّزة أو ال ُمنظمة أو عبر الوطنية أو الفساد والمخ ّدرات والمعلوماتية‬
‫والرهاب وغير ذلك من الجرائم التي تشغل بال الدول في هذا الزمن(‪.)2‬‬
‫يُعرّف قانون العقوبات التكميلي بأنه «عبارة عن النصوص العقابية التي تكمل النقص في قانون‬
‫العقوبات األصلي أو تعدل بعض قواعده»‪ .‬ويعرّف كذلك قانون العقوبات التكميلي بأنه التشريعات الجنائية‬
‫التي تصدر لتكملة النقص في قانون العقوبات أو تعديل بعض أحكامه بالنظر إلى أنّها تقع اعتدا ًء على مصالح‬
‫متغيرة أو طارئة‪ ،‬م ّم ا ل يجدر معه وضعها في مجموعة قانون العقوبات حتى ل يتغير أو ل يتبدل»‪ .‬ومن‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪0220‬م‪ ،‬ص ‪ 02‬و‪.02‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬علي كحلون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.7-1‬‬
‫‪12‬‬
‫هذه التشريعات قانون المخ ّدرات وقانون األسلحة والذخائر وقانون التشرد والشتباه وقانون الغش والتدليس‬
‫وقانون تهريب النقد(‪.)1‬‬

‫‪ )2‬تعلّ المصالح بفئة خا ّ‬


‫صة من األشخاص‪:‬تكمن خصوصية المصالح المحمية بقوانين خاصّة في‬
‫خصوصية بعض الفئات من األشخاص‪ ،‬يحملون صفة خاصّة كصفة الموظف في قانون مكافحة الفساد‪ ،‬أو‬
‫صفة العسكري في قانون القضاء العسكري‪ ،‬فالمصلحة الخاصّة المرتبطة بهذه الفئات من أجل أداء المهام‬
‫وتحقيق األهداف التي ُكلِفوا بها‪ ،‬قد فرضت حمايتها بقانون خاص يتض ّمن أحكا ًما تختلف عن بعض األحكام‬
‫في قانون العقوبات العام‪ ،‬ومعاملتها بإجراءات جزائية خاصّة كذلك‪.‬‬

‫ب) معيار خطورة االعتداء على المصالح المحمية‪:‬‬


‫‪ )1‬خطر االعتداء المادّي الفعلي‪ :‬قد تتميّز بعض المصالح موضوع الحماية الجنائية بالستقرار‬
‫والثبات لكنّها تحتاج إلى قوانين عقابية خاصّة لحمايتها نظرًا لكونها مصالح ضرورية‪ّ ،‬‬
‫وأن العتداء عليها‪،‬‬
‫فيه درجة كبيرة من الخطورة تحتاج إلى معاملة عقابية خاصّة تتسم بالش ّدة‪ .‬فمن األسباب التي تدفع ال ُمشرّع‬
‫إلى اعتماد معيار الخطورة في أغلب القوانين العقابية الخاصّة هو الجريمة ذات الطبيعة الخاصّة التي‬
‫أصبحت أكثر شيوعها وأش ّد خطورة على المصالح‪ ،‬من تلك التي تستند على اعتبارات خلقية‪ .‬ومن أمثلتها‬
‫جرائم التجار باألسلحة وبالمخ ّدرات وباألعضاء البشرية‪ ،‬وخاصّة الجرائم التي لم تكن معروفة من قبل كتلك‬
‫المرتبطة بالتطور التكنولوجي في العمل المصرفي(‪ .)2‬ومثال ذلك في التشريع الجزائري قانون مكافحة‬
‫المخ ّدرات‪ ،‬وقانون مكافحة تبييض األموال وتمويل األرهاب وقانون مكافحة الرهاب والتخريب‪.‬‬
‫وتعتبر جرائم عصابات األحياء من بين الجرائم الخطيرة‪ ،‬ولو أدرجها المشرّع في قانون العقوبات‬
‫لصنّفها في الفصل المتعلّق بالجرائم ض ّد األمن العمومي في باب الجنايات والجنح ض ّد الشيء العمومي‪،‬‬
‫وذلك ألنّها تمس األمن والسكينة العموميين‪ ،‬حيث ح ّددت الما ّدة الثالثة من األمر ‪ 20-02‬غرض الدولة من‬
‫وراء ّ‬
‫سن هذا القانون وهو الحفاظ على األمن والسكينة العموميين وحماية األشخاص وممتلكاتهم‪ ،‬فعصابات‬
‫األحياء تستهدف ترويع المواطنين وزرع البلبلة والالأمن في البيئة السكنية‪ ،‬بارتكاب أعمال العنف المادي‬
‫والمعنوي باستخدام األسلحة البيضاء‪ ،‬ويكون ضحاياها أعدادًا كبيرة من األفراد والعائالت وأضرارًا جسيمة‬
‫تصيب الممتلكات المنقولة والعقارية‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬سمير عالية‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع (مجد)‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ 4400‬ه ‪0220 -‬م‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬كاظم عبدهللا الشمري‪ ،‬زينة عبد الجليل عبد‪ " ،‬سياسة التجريم في القوانين الجنائية الخاصة "‪ ،‬مجلّة بحوث‬
‫التدريسيين بجامعة بغداد‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬ج‪ ،4‬مجلّد‪ ،01‬آب ‪ ،0204‬ص‪.420‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ )2‬تعريض المصالح للخطر‪ :‬هناك بعض القوانين الجنائية الخاصّة تتخذ الخطر معيارًا في التجريم‬
‫والعقاب‪ ،‬فغاية السياسة الجنائية الحديثة هي حماية المصالح الجتماعية المختلفة والحفاظ على كيان المجتمع‬
‫وأمنه واستقراره‪ ،‬والتي تستلزم أحيانًا مراقبة سلوك األفراد ولو لم تصل إلى درجة اإلضرار الفعلي المباشر‬
‫أن سلوك الفرد يؤ ّدى إلى تعريض هذه المصلحة للخطر‪ ،‬حيث يُع ّد هذا الخطر‬
‫بالمصلحة المحمية‪ ،‬بل لمجرّد ّ‬
‫ُمق ّدمة لحدوث الضرر‪ ،‬وهذا النوع من التجريم يُس ّمى "التجريم الوقائي" أو "التجريم التحوطي الستباقي"‬
‫ويعتبر بمثابة حماية جنائية استباقية تقتضيها أهمية المصلحة ال ُمعرّضة للخطر(‪.)1‬‬
‫وهو ما فعله المشرّع الجزائري في األمر ‪ 20-02‬بأن جرّم ُمجرّد تشكيل العصابة عن طريق اإلنشاء‬
‫أو النخراط أو القيادة‪ ،‬قبل ارتكاب أي نشاط إجرامي‪ّ .‬‬
‫ألن مجرّد وجود العصابة يشكل خطرًا على األمن‬
‫والسكينة العموميين‪.‬‬

‫ندرس الوصف القانوني للجرائم المرتبطة بعصابات األحياء من حيث التقسيم الثالثي المبنى على‬
‫درجة الخطورة(جنايات‪ ،‬جنح‪ ،‬مخالفات) حسب الما ّدة ‪ 02-07‬من قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬ث ّم التكييفات‬
‫الجنائية لمختلف األفعال ال ُمجرّمة في األمر ‪.20-02‬‬

‫أ ّوالا‪ :‬الوصف القانوني لجرائم عصابات األحياء‪:‬‬


‫أ)‪ :‬وصف الجناية‪:‬‬
‫حالة واحدة من جرائم عصابات األحياء تحمل وصف الجناية‪ ،‬وهي المنصوص عليها في الما ّدة ‪00‬‬
‫وتتمثل في الشتراك في المشاجرة أو العصيان أو الجتماع بين عصابات األحياء تقع أثناء أعمال عنف‬
‫يترتب عنها وفاة شخص من غير أعضاء العصابة‪ .‬وتكون عقوبتها السجن المؤبّد‪.‬‬
‫فإذا لم يترتب عن الشتراك في مشاجرة أو عصيان أو اجتماع بين عصابات األحياء وفاة شخص من‬
‫فإن الجريمة حسب الفقرة األولى من نفس الما ّدة تحمل وصف الجنحة حتى ولو نجم‬
‫غير أعضاء العصابة ّ‬
‫عنها وفاة شخص من أفراد العصابة‪.‬‬

‫ب) وصف الجنحة‪:‬‬


‫ّ‬
‫فإن كل جرائم‬ ‫فيما عدا الجناية المنصوص عليها في الفقرة‪ 0‬من الما ّدة ‪ 00‬من األمر ‪20-02‬‬
‫عصابات األحياء أعطى لها ال ُمشرّع وصف الجنحة‪ ،‬ومي ّز بين بعضها البعض من حيث الخطورة بتشديد‬
‫عقوبة الحبس والغرامة لكن في إطار نفس الوصف الجنحي‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬كاظم عبدهللا الشمري‪ ،‬زينة عبد الجليل عبد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.420‬‬
‫‪14‬‬
‫وبموجب الما ّدة ‪ 04‬من في األمر ‪ 20-02‬نصّ على تجريم الشروع والعقاب عليها بنفس عقوبة‬
‫الجريمة التا ّمة وذلك في كل جنح عصابات األحياء‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬صور التجريم في نطاق عصابات األحياء‪:‬‬


‫يمكن حصر الجرائم المرتبطة بعصابات األحياء فيما يلي‪:‬‬
‫‪4‬ـ أنشاء أو تنظيم عصابة أحياء‪ ،‬والنخراط فيها وتجنيد األشخاص‪.‬‬
‫‪0‬ـ رئاسة العصابة وتولي قيادة فيها‪.‬‬
‫‪0‬ـ ُمساعدة العصابة(بالتشجيع والتمويل ودعم األفكار وتقديم مكان اإليواء والجتماع‪ ،‬واإلخفاء والهروب)‪.‬‬
‫‪4‬ـ إجبار شخص على النضمام للعصابة أو النفصال عنها بالقوة والتهديد والتحريض واإلغراء‪.‬‬
‫‪0‬ـ الشتراك في شجار أو اجتماع عصابة أثناء أعمال عنف أ ّدت لوفاة أشخاص مع التشديد بظرف الليل‪.‬‬
‫‪1‬ـ صناعة األسلحة البيضاء واسترادها وبيعها ونقلها وتوزيعها وعرضها للشراء‪.‬‬
‫‪7‬ـ عدم تبليغ السلطات عن الشروع في إحدى الجرائم‪.‬‬
‫‪2‬ـ الضغط على الضحايا والشهود بالتهديد والنتقام‪.‬‬
‫‪2‬ـ حالت التشديد( التع ّدد‪ ،‬تجنيد األطفال‪ ،‬استعمال وسائل تكنولوجيا العالم والتصال‪ ،‬اقتحام المنازل‪،‬‬
‫حمل السالح الناري أو الزجاجات الحارقة‪ ،‬تأثير المخ ّدرات)‪.‬‬
‫‪42‬ـ تجريم الشروع‪.‬‬
‫‪44‬ـ تجريم التحريض‪.‬‬
‫ونستطيع تصنيف هذه الجرائم في ‪ 0‬فئات‬

‫أ) التجريم المتعلّ بتشكيل عصابة الحي‪:‬‬


‫ـ تُعتبر خطورة اإلجرام الجماعي أكبر بكثير من خطورة اإلجرام الفردي‪ ،‬وال ُمواجهة األمنية‬
‫للجماعات الجرامية أصعب بكثير من مواجهة اإلجرام الفردي‪ ،‬ولذلك تُعد مرحلة تشكيل عصابات األحياء‬
‫هي المرحلة األولى واألهم في حياة العصابة‪ ،‬حتى ولو ّ‬
‫أن تلك المرحلة لم تصل بعد إلى اإلضرار الفعلي‬
‫ألن نجاح المنحرفين في تأسيس نظام العصابة هو الذي يؤ ّدي إلى المراحل التالية‬
‫ال ُمباشر بالمصالح المحمية‪ّ ،‬‬
‫بتنفيذ ال ُمخططات والنشاطات اإلجرامية‪ ،‬ولذلك عمد ال ُمشرّع إلى تجريم مرحلة تشكيل العصابة من أجل قطع‬
‫الطريق على المنحرفين في إبرام التفاق الجنائي ووأد العصابة في مهدها‪.‬‬
‫ـ فتجريم فعل تشكيل العصابة هو وسيلة لمالحقة جميع أعضاء العصابة بغض النظر عن قيامهم‬
‫بالنشاطات الجرامية‪ .‬حيث عرّف المشرع الجزائري عصابة األحياء في الما ّدة ‪ 0‬من األمر رقم ‪،20-02‬‬
‫ونصّ في الما ّدة ‪ 04‬منه على تجريم ومعاقبة كل من يُنشئ أو يُنظم أو ينخرط أو يشارك أو يقوم بتجنيد‬

‫‪15‬‬
‫أشخاص لصالح العصابة‪ ،‬كما نصّ في الما ّدة ‪ 00‬من نفس األمر على تجريم ومعاقبة كل من يرأس عصابة‬
‫حي أو يتولّى فيها قيادة‪.‬‬
‫ويع ُّد تجريم تشكيل العصابة من وسائل القانون الجنائي الوقائية التي تمنع الجرائم قبل وقوعها‪ ،‬حيث‬
‫التحوطي السابق(‪.)1‬‬
‫ُّ‬ ‫يُطلق على هذا المنهج التشريعي بالتدخل‬
‫ـ نظرًا ّ‬
‫ألن كل الخطورة تكمن في هذا التكوين ال ِعصابي‪ ،‬فقد جرّم المشرع الجزائري في المادتين ‪21‬‬
‫و ‪ 22‬من األمر ‪ 20 - 30‬األفعال التي تتعلق بتشكيل العصابة وهي خطوة إيجابية مه ّمة من المشرّع‪.‬‬
‫المكون لجريمة تشكيل العصابة‪ ،‬والتي يمكن حصرها‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫إذن تتع ّدد صور السلوك الما ّدي‬

‫‪ )4‬إنشاء وتنظيم العصابة ‪.‬‬


‫‪ )0‬قيادة أو رئاسة العصابة‪ .‬عاقب القانون كل من تولّى قيادة أو رئاسة عصابة أحياء بعقوبات ُمش ّددة‪ ،‬مع‬
‫رفع العقوبة أكثر إذا ارتكبت الجريمة مع توفر ظرف أو أكثر من الظروف الواردة في نص الما ّدة ‪ 29‬من‬
‫هذا األمر‪ .‬وهذا نظ ًرا للخطورة اإلجرامية لرئيس أو قائد العصابة فربّما ردعه قد يؤدي إلى ارتداع باقي‬
‫أعضاء العصابة وتفككها(‪.)2‬‬
‫‪ )0‬النخراط والعضوية في العصابة‪.‬‬
‫‪ )4‬تجنيد األشخاص لصالح العصابة وإجبار شخص على النضمام للعصابة أو النفصال عنها بالقوة والتهديد‬
‫والتحريض واإلغراء‪.‬‬

‫ب) التجريم المتعلّ بالدعم الخارجي للعصابة‪:‬‬


‫لم يكتف المشرع بتجريم أفعال يرتكبها أعضاء العصابة‪ ،‬وإنما طال التجريم كذلك أفعال يقوم بها‬
‫أشخاص ليسوا أعضا ًء فيها‪ ،‬وذلك من خالل المادة ‪ 23‬من األمر نفسه‪:‬‬
‫‪ )4‬تشجيع أو تمويل‪ ،‬بأي وسيلة كانت‪ ،‬عصابة أحياء مع العلم بذلك‬
‫‪ )0‬تدعيم أنشطة وأعمال العصابة أو نشر أفكارها بصورة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫‪ )0‬تقديم مكان لإلجتماع أو اإليواء لعضو أو أكثر من عصابة أحياء‪ ،‬جعله فاعالً أصليًا وليس شري ًكا‬
‫خالفًا ألحكام الشتراك في قانون العقوبات‬
‫‪ )4‬اإلخفاء العمدي لعضو من أعضاء عصابة أحياء‪ ،‬مع العلم بارتكابه إلحدى الجرائم المنصوص‬
‫عليها في هذا األمر‪ ،20-03‬أو أنه محل بحث من السلطات القضائية‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬كمال فلّيح‪" ،‬مواجهة ظاهرة عصابات األحياء في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬المجلد(‪)2‬‬
‫العدد(‪ ،)3‬سنة‪ 2021‬ص‪.422‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬ناصر وقاص‪ ،‬قراءة في التشريع الخاص بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها في الجزائر‪،‬مجلة السياسة العالمية‪،‬‬
‫المجلد(‪ )5‬العدد(‪ ،)3‬سنة‪ 2021‬ص‪.071‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ )0‬الحيلولة عم ًدا دون القبض على عضو من أعضاء عصابة أحياء‪ ،‬أو مساعدته على اإلختفاء أو‬
‫الهروب‪.‬‬

‫جـ) التجريم ال ُمتعلّ باألفعال الما ّدية لنشاطات العصابة‪:‬‬

‫‪ )4‬الشتراك في شجار أو اجتماع عصابة أثناء أعمال عنف أ ّدت لوفاة أشخاص مع التشديد بظرف‬
‫الليل‪.‬‬
‫‪ )0‬صناعة األسلحة البيضاء واسترادها وبيعها ونقلها وتوزيعها وعرضها للشراء‪.‬‬
‫‪ )0‬الشتراك في العصابة بارتكاب أفعال مادية تحقق أغراض العصابة (‪.)1‬‬

‫د) التجريم المتعلّ بوسائل وأدوات الجريمة‪:‬‬


‫من أبرز خصائص عصابات األحياء أنّها تلجأ لستخدام األسلحة البيضاء المختلفة لرتكاب جرائمها‬
‫بزرع الرعب وتخويف السكان‪ ،‬ولذلك سعى المشرع لقطع الطريق أمام حصولها على هذه األسلحة‪ ،‬فج ّرم‬
‫في الما ّدة ‪ 26‬من األمر‪ 20-02‬مجموعة من األفعال المرتبطة باستعمال السالح لما تكون لفائدة عصابة أحياء‬
‫مع العلم بغرضها‪ .‬وعرّف ال ُمشرّع السالح األبيض في الما ّدة ‪ 0‬من األمر ‪ 20-02‬وأبقى الباب مفتوحًا‬
‫للتطورات التي تحصل مستقبالً في نوع األسلحة وذلك عند استعماله لكلمات وعبارات فضفاضة وعا ّمة "‬
‫‪...‬وجميع األشياء التي يمكن أن تحدث ضررًا أو جروحًا بجسم اإلنسان‪ ،‬أو تشكل خطرًا على األمن العمومي‬
‫كما هي محددة في التشريع والتنظيم الساري المفعول المتعلق باألسلحة والذخيرة "‪ .‬وكذلك من خالل ربط‬
‫تحديد مفهوم السالح بالتشريع الساري المفعول لسيما القانون ‪.21-27‬‬
‫‪ )4‬صناعة أو تصليح سالح أبيض داخل ورشة مشروعة أو غير مشروعة أو في أي مكان آخر‪.‬‬
‫‪ )0‬استيراد أو توزيع أو نقل أو بيع أو عرض للبيع أو الشراء أو الشراء قصد البيع أو تخزين أسلحة‬
‫بيضاء‪.‬‬
‫‪ )0‬واعتبر حمل السالح الناري أو الزجاجات الحارقة‪ ،‬أو تأثير المخ ّدرات كظروف مش ّددة‪.‬‬
‫هذا وقد اعتبر المشرّع استعمال وسائل تكنولوجيا العالم والتصال من الظروف ال ُمش ّددة‪.‬‬

‫‪(1) Art 222-14-2 code pénal français ( LOI n°2010-201 du 2 mars 2010 renforçant la lutte contre‬‬
‫‪les violences de groupes et la protection des personnes chargées d’une mission de service public–art.‬‬
‫))‪1 (V‬‬
‫‪Le fait pour une personne de participer sciemment à un groupement, même formé de façon temporaire,‬‬
‫‪en vue de la préparation, caractérisée par un ou plusieurs faits matériels, de violences volontaires contre‬‬
‫‪les personnes ou de destructions ou dégradations de biens est puni d'un an d'emprisonnement et de 15 000‬‬
‫‪€ d'amende.‬‬
‫‪Voir, Yves MAYAUD, Code pénal, annotation de jurisprudence et bibliographie, , éd DALLOZ,‬‬
‫‪n°108, Paris Cedex 2011, p582.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫هـ) جرائم السلوك المحض(جرائم الخطر)‪:‬‬
‫لم يكتف المشرع الجزائري بتجريم األفعال المادية المتصلة بعصابات األحياء‪ ،‬و إنما طال التجريم‬
‫سلوكات وأفعالً ليست لها نتيجة إجرامية مادية‪:‬‬

‫‪ )1‬تجريم أفعال الشروع‪:‬‬


‫جرّم المشرّع ُمجرّد الشروع في إحدى الجرائم المنصوص عليها في األمر ‪ 20-02‬وعاقبها بالعقوبات‬
‫ألن الجنح ل يكفي فيها نص الما ّدة ‪ 02‬من قانون العقوبات بل لب ّد من‬
‫المقررة للجريمة التامة) المادة‪ّ ) 31‬‬
‫النصّ عليه صراحة بخصوص كل جريمة‪.‬‬

‫‪ )2‬تجريم التحريض‪ :‬الما ّدة ‪ 01‬تُعاقِب بالعقوبات المقررة للفاعل‪ ،‬كل من يحرّض‪ ،‬بأيّة وسيلة‪ ،‬على‬
‫ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذا األمر‪.‬‬

‫‪ )0‬الجريمة السلبية‪ :‬بالمتناع عن تبليغ السلطات عن الشروع في إحدى جرائم العصابات‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫نخلص في هذه الدراسة حول السياسة التجريمية المعتمدة من طرف المشرّع الجزائري في مكافحة‬
‫وردع عصابات األحياء إلى أنّها سياسة تمزج بين التشديد والتخفيف من باب محاربة الجرسمة بالترهيب‬
‫والترغيب‪ ،‬حيث يمكن حصر النتائج في النقاط التالية‪:‬‬

‫أ) من باب التشديد على جرائم العصابات‪:‬‬


‫‪4‬ـ اعتماد المفهوم الحديث لمبدأ الشرعية بصياغة النصوص بالعبارات الواسعة والفضفاضة لترك‬
‫الباب مفتوحًا أمام تطورات المجتمع في المستقبل‪ .‬مثل تعريف العصابة بأنّه تقوم بارتكاب أي فعل أو أفعال‬
‫تتض ّمن اعتدا ًء على السالمة المعنوية والجسدية وعلى الممتلكات ولم يقيدها بعقوبة معيّنة‪.‬‬
‫‪0‬ـ تجريم تشكيل عصابات األحياء السكنية نظرًا لخطورته هو من أساليب التجريم الوقائي التح ّوطي‪.‬‬
‫‪0‬ـ لم يُكيّف أعمال العنف كجناية إذا نجم عنها وفاة ضحيتها أحد أعضاء العصابة بينما كيفها كجناية إذا‬
‫كان ضخية الوفاة شخص من خارج العصابة‪.‬‬
‫‪4‬ـ تقديم مكان لإلجتماع أو اإليواء لعضو أو أكثر من عصابة أحياء أو إخفاء أحد أعضائها‪ ،‬جعله‬
‫فاعالً أصليًا وليس شري ًكا خالفًا ألحكام الشتراك في قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪0‬ـ تجريم الشروع والتحريض وعدم اإلبالغ‪.‬‬

‫ب) من مظاهر التخفيف‪:‬‬


‫‪4‬ـ اعطاء الوصف الجنحي ألغلب جرائم العصابة‪..‬‬
‫‪0‬ـ حصر وسائل العصابة في األسلحة البيضاء دون األسلحة النارية ذات الذخيرة‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫بنا ًءا على النتائج المتوصّل إليها نقترح إدراج التوصيات التالية ضمن التوصيات العا ّمة لليوم الدراسي‪.‬‬
‫‪4‬ـ التوسيع من تكييف جرائم العصابات بوصف جناية خاصّة إذا كانت طبيعة العتداء الجسيدي من‬
‫نوع جناية‪.‬‬
‫‪0‬ـ عدم التحديد الحصري ألنواع األسلحة البيضاء‪ ،‬وإضافة األسلحة النارية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أ ّوالا‪ :‬المعاجم‪:‬‬

‫‪ )4‬د‪ .‬أحمد بن ُمح ّمد بن علي الفيّومي ال ُمقري‪ ،‬ال ِمصباح ال ُمنير – ُمعجم عربي عربي‪ ،‬المكتبة‬
‫العصرية للطباعة والنّشر والتوزيع‪ ،‬صيدا‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ )0‬د‪ .‬أحمد ُمختار عُمر‪ُ ،‬معجم اللغة العربية ال ُمعاصرة – المجلّد األ ّول‪ ،‬عالم الكتب للنشر والتوزيع‬
‫والطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.0222 ،4‬‬
‫المعاجم‪ 40 ،https://kingmaajim.com/216804 ،‬فبراير ‪.0200‬‬
‫ِ‬ ‫‪ )0‬ملِك‬

‫ثانياا‪ :‬الكتب‪:‬‬

‫‪ )1‬د‪ .‬احسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬ج‪ ،4‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة عشر‪.0240 ،‬‬
‫‪ )2‬د‪ .‬سمير عالية‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‬
‫(مجد)‪ ،‬بيروت‪ 4400 ،‬ه ‪.0220 -‬‬
‫‪ )0‬د‪ .‬شريف سيّد كامل‪ ،‬شرح قانون العقوبات – القسم العام‪( ،‬النظرية العا ّمة للجريمة والنظرية‬
‫العا ّمة للجزاء الجنائي)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،4‬القاهرة‪.0240،‬‬
‫‪ )4‬د‪ .‬علي حمودة‪ ،‬شرح األحكام العامة لقانون العقوبات االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬
‫القسم العام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬النظرية العامة للجريمة‪ ،‬مطبوعات أكاديمية شرطة دبي‪ ،‬طبعة ‪.0222‬‬
‫‪ )5‬د‪ .‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.0220 ،‬‬
‫صة‪ُ ،‬مج ّمع األطرش‬
‫صة بالجرائم المنظمة بنصوص خا ّ‬
‫‪ )6‬د‪ .‬علي كحلون‪ ،‬االجراءات الجزائية الخا ّ‬
‫للكتاب المختص‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪.0242 ،4‬‬
‫‪ )7‬د‪ .‬عُمر السعيد رضمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات – القسم العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.4220 ،‬‬
‫‪ )8‬د‪ .‬محمود شريف بسيوني‪ ،‬الجريمة ال ُمنظمة عبر الوطنية (ماهيتها ووسائل ُمكافحتها دولياا‬
‫وعربياا)‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪.0224 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫ثالثاا‪ :‬المقاالت‪:‬‬

‫‪ )1‬كاظم عبدهللا الشمري‪ ،‬زينة عبد الجليل عبد‪ " ،‬سياسة التجريم في القوانين الجنائية الخاصة "‪،‬‬
‫مجلّة بحوث التدريسيين بجامعة بغداد‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬ج‪ ،4‬مجلّد‪ ،01‬آب ‪.0204‬‬
‫‪ )2‬ناصر وقاص‪ ،‬قراءة في التشريع الخاص بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها في‬
‫الجزائر‪،‬مجلة السياسة العالمية‪ ،‬المجلد(‪ )5‬العدد(‪ ،)3‬سنة ‪.2024‬‬

‫راب اعا‪ :‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫الخاصة للتح ّري والتحقي في الجريمة المنظمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‬


‫ّ‬ ‫‪ )1‬روابح فريد‪ ،‬أساليب‬
‫الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة الجزائر بن يوسف بن خ ّدة‪.0241 ،‬‬

‫سا‪ :‬النصوص القانونية‪:‬‬


‫خام ا‬

‫‪ )1‬األمر رقم ‪ 20-02‬لسنة ‪ 0202‬المتض ّمن قانون الوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‪ .‬ج ر عدد‬
‫‪ 04‬في ‪ُ 40‬محرّم ‪ 4440‬هـ الموافق ‪ 04‬غشت ‪0202‬م‬
‫‪ )2‬األمر ‪ 21-27‬المؤرّخ في ‪ 04‬يناير‪ 4227‬المتعلّق بقانون العتاد الحربي واألسلحة والذخيرة‪ .‬ج ر ‪1‬‬
‫في ‪ 00‬يناير ‪.4227‬‬
‫‪ )0‬المرسوم الرّئاسي رقم ‪ 00-20‬المؤرّخ في ‪20‬فبراير‪ ،0220‬يتض ّمن ُمصادقة الجزائر على اتفاقية‬
‫باليرمو لسنة ‪ 0222‬حول الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ .‬ج ر‪ 2 ،‬بتاريخ ‪ 42‬فبراير ‪.0220‬‬
‫‪ )4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 21-22‬المؤرّخ في ‪ 42‬مارس ‪ 4222‬ج ر ‪ 47‬في ‪ 00‬مارس ‪ .4222‬المتعلّق‬
‫بكيفيات تطبيق األمر‪ 21-27‬المع ّدل والمت ّمم‪.‬‬
‫‪5) Code pénal, annotation de jurisprudence et bibliographie, Yves MAYAUD, éd‬‬
‫‪DALLOZ, n°108, Paris Cedex 2011, p582/‬‬

‫‪21‬‬

You might also like