Professional Documents
Culture Documents
ابيستيمولوجيا التربية
ابيستيمولوجيا التربية
مقدمة:
في 18ديسمبر ،2008وقع وزير التربية الوطنية ووزير الدولة المكلفة بالشؤون الحضرية توجيًها
إدارًيا مشترًك ا "حول مشكلة التسرب الدراسي" .كانت هذه المرة األولى التي تم فيها استخدام مصطلح
"التسرب الدراسي" في السجل اإلداري من قبل السلطات المسؤولة عن النظام التعليمي .وبعد أكثر من
عشر سنوات الحًق ا ،وفي سياق األزمة الصحية الناجمة عن فيروس كوفيدُ ،19-يشار في وسائل اإلعالم
أو الهيئات السياسية إلى التسرب الدراسي للداللة على مخاطر انقطاع عمليات التعلم الناتجة عن تأثيرات
معالجة األزمة الصحية (اإلغالق ،البروتوكوالت ،الغياب ،إغالق المدارس ،إلخ) .فكيف يمكن تفسير أن
هذا المصطلح قد شهد توسًع ا كبيًر ا في وقت قصير؟ كيف يمكن تحليل مختلف االستخدامات التي يتم
تنزيلها من خالله؟ وبعد أكثر من عشر سنوات من إدخاله في مجال السياسات التربوية ،ما هو التقييم
الذي يمكن إجراؤه؟
1ـ التسرب الدراسي :عن ماذا نتحدث؟
لإلجابة عن هذه األسئلة ،يجب التخلي عن النظر إلى التسرب الدراسي كظاهرة يمكن تحديدها بشكل
ثابت .ان الحديث عن التسرب الدراسي ال يحمل نفس المعنى سواء كنا في فرنسا ،أو في إنجلترا ،أو في
إسبانيا (ليفريسن .)2014 ،ولفهم األمور بشكل أفضل ،يجب أن ننظر إلى التسرب الدراسي كنتيجة
لتصنيفات مؤسساتية تهدف إلى تنظيم وتوجيه الفهم العام ،وبالتالي كمجموعة من البناءات التي تقوم بها
مختلف الجهات لتحديد جوهر المشكل.
ان القول بأن التسرب الدراسي هو بناء مؤسساتي ال يعني أنه غير حقيقي أو وهمي .إنه واقع يشكل
مشكلة في سياق الفوارق االجتماعية ،حيث يأتي الشبان الذين يعانون من التسرب الدراسي بشكل كبير
من الطبقات الشعبية (برنار ،)2016 ،وهذا يعني ارتباط مصطلح التسرب الدراسي بنوعين من
الظواهر ،والتي تعد مترابطة بشدة ،إال أنها ال تتداخل تماًما .ومن حيث مفهومها األصلي ،يشير التسرب
الدراسي إلى خروج الفرد من النظام التعليمي قبل الوصول إلى مستوى تعليم يعتبر كحد أدنى .ويمكن
القول بأن هذا التعريف يستند إلى حد ما الى معيار رسمي ،وهو معيار نهاية الدراسات الثانوية في معظم
البلدان المتقدمة.
وفي السياق ذاته يأتي تصور أخر يركز بشكل أكبر على عمليات التعلم ،حيث يشير الى أن التسرب
الدراسي راجع الى أشكال مختلفة من عدم االنخراط في الدراسة ،من الغياب المعلن إلى التوقف عن
النشاط الدراسي في الصف ،وهو ما ُيشار إليه بـ "االنسحاب الداخلي" (بونيري. )2003 ،
هذه التصورات ال تؤدي إلى إجابات متشابهة على المستوى الفعلي أو الواقعي ،وخاصة من جانب
المعلمين .من هذا المنظور ،كان التسرب الدراسي في فرنسا لفترة طويلة "حدًث ا غير ملحوظ في معظم
المؤسسات التعليمية تقريًبا .وليس ألن التالميذ كانوا جميعهم ينصتون في الصف ويكتسبون جميع
المهارات المطلوبة من قبل المؤسسة التعليمية ويخرجون من المدرسة بشهادة نهاية الدراسة الثانوية في
جيبهم ،بل على العكس من ذلك .يجدر بنا أن نتذكر أنه في عام ،1980كان ٪40من الشبان يغادرون
النظام التعليمي دون شهادة أو بشهادة البريفيه فقط .ولكن كان الخروج بدون شهادة ،مثل عدم النجاح في
جميع مستويات التعليم ،يعالج تحت تصنيفات أخرى تم إنشاؤها في عقود التوسع في التعليم :الفشل
الدراسي ،الخروج بدون تأهيل ،إلخ.
-2تسليط الضوء على قضية جديدة في سياق سياسات التعليم؟
هناك لحظة بالفعل حيث ظهر مصطلح التسرب الدراسي في فرنسا في اللغة اإلدارية والسياسية .من هذه
الناحية ،تشكل هذه اللحظة حالة دراسية لما يسمه خبراء علوم السياسة "تسليط الضوء على األجندة".
حيث يمكن العثور هنا على العناصر المختلفة التي تجعل من الممكن معالجة المشكلة من قبل السلطات
العامة :وجود مهتمين بالقضية ،وارتباط مشكلة وحلول في إطار سياق سياسي مالئم ،ونافذة فرص
مفتوحة من خالل هذا السياق السياسي واألحداث الخارجية (كينجدون.)1993 ،
فعاًل ،التسرب الدراسي هو قضية تم تسليط الضوء عليها من قبل العديد من الجهات الفاعلة منذ أوائل
التسعينات ،والتي قد تكون خارج أو ضمن النظام التعليمي وعلى اتصال بالشبان الذين يتسربون:
المسؤولين عن سياسات المدينة ،والحركات التربوية ،ومحترفو اإلدماج ،بما في ذلك من هم داخل النظام
التعليمي (برنار .)2014 ،ولدى هؤالء المهتمين بالقضية حًال لمكافحة التسرب الدراسي .إنهم يعتبرون
أن التالميذ ينسحبون ألن الشكل المدرسي ال يناسبهم .فهم غالًبا ما يستنتجون مبررات عملية على
مستوى الممارسات :حيث يتم تنظيم االحتجاج ضد التسرب الدراسي عادة من منطلق رفض لشكل
مدرسي معين ،والدعوة الى مدرسة أكثر انفتاًح ا وانتباًها لمركزية المتعلم.
ومع ذلك ،يجب التعامل مع هذا المصطلح وتسليط الضوء عليه بحذر .فمن ناحية ،ليس السؤال حول
التسرب حقيقة جديدة تماًما .ففي بداية األلفية الجديدة ،كان الفاعل السياسي يتعامل معه ويتصدى له،
ولكن دون أن ُيعرفه بأنه "تسرب دراسي" .فوفًقا لتوصيات تقرير شوارتز في عام ،1981تم التعامل
مع الخروج المبكر من النظام التعليمي من باب وزاوية اإلدماج .فعندما يغادر الشاب المدرسة بدون
شهادة ،تتمحور الحلول المطلوبة في عالم الشغل ،وليس في عالم المدرسة .حيث تستهدف سياسات
اإلدماج ،التي ُتنَّف ذ بشكل رئيسي من خالل الفاعلين المحلين على وجه التحديد ،تحسين فرص توظيف
الشباب .وفعلًيا ،خروج الشاب من المدرسة بدون شهادة يجعل إدماجه المهني أمًر ا صعًبا للغاية .وفي
عام ،2003كان ٪33من الشبان الذين خرجوا من النظام التعليمي بدون شهادة (خالل فترة تتراوح
بين عام وأربع سنوات) يواجهون البطالة .أما على الصعيد المدرسي ،فقد ضل تكريس الغموض بصدد
االنقطاعات الدراسية والتسرب المدرسي حًال للحفاظ على شكل مدرسي هرمي وانتقائي.
ان مناقشة قضايا االنقطاع المدرسي ال تعكس مشكلة جديدة ،بل تهدف إلى تغيير النظرة تجاه هذه
المسألة .وأشار دومينيك جالسمان في عام 2004إلى أن مصطلح "االنقطاع" أصبح االسم الجديد الذي
ُيستخدم للداللة على الفشل المدرسي ،على األقل في المدرسة الثانوية والجامعية ،وأحيانًا حتى في
المدرسة االبتدائية .ويوضح أن استخدام "االنقطاع" أو "عدم التحصيل الدراسي" يرتبط بشكل مباشر
بالتصورات التي تصدر عمن هم داخل أو خارج المدرسة ،كوسيلة للتعبير عن صعوبات التالميذ دون
ربطها بأصولها وعواقبها االجتماعية (جالسمان ،2004 ،ص )17
وفي هذا السياق ،يندرج إدراج قضية االنقطاع المدرسي في البعد المؤسساتي" (أبيل )1999 ،عن
تصورات وتوجيهات يتمنى بعض الفاعلين االجتماعيين تحقيقها .فمن جهة ،اعتبار قضية الخروج بدون
مؤهل كمشكلة مدرسية ،تقع ضمن مسؤولية فاعلي نظام التعليم .ومن جهة أخرى ،النظر إلى الفشل
المدرسي ليس من زاوية مدرسية ،بل من زاوية سوق العمل (بالنسبة لمستقبل الشبان) ،والتركيز على
عوامل السياق التي تفتح نافذة الفرص.
أوًال ،تسعى السياسات التربوية التي اتخذها االتحاد األوروبي ،خاصة بعد قمة لشبونة في عام ،2000
إلى جعل مكافحة االنقطاع المدرسي في المقدمة .وعلى الرغم من أنها تكون تشجيعية في إطار األسلوب
المفتوح للتنسيق ،إال أنها ساهمت في توجيه السياسات الوطنية من خالل تحديد أهداف رقمية .بالنسبة
لالنقطاع المدرسي ،يهدف إلى النزول دون ٪10من الشبان بدون دبلوم في الفئة العمرية 24-18عاًما.
ثانًي ا ،في سياق آخر يتعلق بسياسات المدينة في فرنسا ،وعلى وجه الخصوص معالجة العنف الحضري.
فخالل االضطرابات عام ،2005اعتبرت انقطاعات الدراسة المبكرة كمحفز للعنف الحضري .وهنا تم
اعتبار مكافحة االنقطاع المدرسي حًال تربوًيا ألزمة الضواحي.
3ـ معالجة االنقطاع المدرسي فرصة ال تكون دائمًا متاحة بشكل واسع:
تدخل مكافحة االنقطاع المدرسي في المرحلة األولى ضمن إطار التجارب االجتماعية التي قام بها
مارتان هيرش ،المفوض العام في عامي ،2010-2009حيث شهدت هذه المرحلة العديد من المبادرات
المحلية ،تهدف تطوير أو تعزيز الشراكات بين مختلف المؤسسات المسؤولة عن الشباب ،مثل وزارة
التربية الوطنية ،والتعليم الزراعي ،والهيئات المحلية ،والمهام المحلية ،إلخ .كما كانت المهام العامة
لإلدماج ( )MGIفي وزارة التربية الوطنية تلعب دوًر ا فّعااًل في هذا التحشيد ،بحكم مشاركتها الفعلية في
مكافحة التسرب المدرسي ،حتى وإن كانت رؤيتها ضمن الهيكل اإلداري ضعيفة في تلك الفترة ،بحكم أن
معالجة التسرب المدرسي جزئيًا تكون في إطار المركزي .أي في حدود إدارات التعليم الفرعية،
واعتماًد ا على أولويات يحددها المدراء المحليين.
تتضمن المرحلة الثانية إعادة تركيز مكافحة التسرب المدرسي ،فيما يتعلق بمسألة اكتشاف الشبان في
حالة التسرب ،حيث يتم استعادتهم بواسطة وزارة التربية الوطنية( ،برنار وميشو .)2012 ،في الوقت
نفسه ،يتم توحيد التنظيم المحلي لمكافحة التسرب المدرسي من خالل إنشاء منصات متابعة ودعم للشبان
المتسربين ( ،)PSADالتي تنتشر على مستوى األراضي الوطنية .تجمع هذه المنصات بين ممثلي
الوزارات المسؤولة عن التعليم (التربية الوطنية والزراعة) ،والهيئات المحلية ،وغيرها من اإلدارات أو
الهيئات التي تعمل في مجال معالجة التسرب المدرسي .يجدر بالذكر أنه منذ تلك الفترة ،لم تخضع هذه
الهياكل لتقييم خارجي ،على عكس التجارب االجتماعية التي كان يجب أن تخضع لبروتوكوالت تقييم
صارمة .بعد اتجاه أولي نحو الشراكة ،يبدو أن تقسيم العمل يعود إلى مكانه خالل هذه المرحلة ،حيث
تتولى وزارة التربية الوطنية دوًر ا في سياسة التدخل مع الشباب الذين يتسربون من التعليم ،من خالل
اكتشاف الشباب الذين يتسربون وهو يسمى بمكافحة التسرب المدرسي ( ،)MLDSبينما تعنى
االجراءات المحلية بسياسة اإلدماج.
تنطلق المرحلة الثالثة اعتباًر ا من عام .2013ففي الوقت الذي ركزت فيه المرحلة السابقة على اكتشاف
الشباب الذين يتسربون ،برزت عدد من التقارير تبرز ضعف مشاركة الفرق البيداغوجية والمؤسسات،
على الرغم من وجود تجارب محلية متعددة (تقرير أرمان وبيسون-فايفر2013 ،؛ تقرير وايكسلر،
.)2014تم تطوير العديد من األدوات والهياكل لجعل مكافحة التسرب المدرسي جزًءا أساسًيا من
المؤسسات :أسبوع الثبات الدراسي ،وفرق مكافحة التسرب المدرسي ))GPDSفي كل مؤسسة ثانوية،
والعمل على تعزيز العالقة بين المدرسة واألسرة (مثل حقيبة اآلباء في المدرسة الثانوية) ،وتكاثر فرص
العودة إلى المدرسة (المدارس الصغيرة ،ومدارس فرص جديدة ،وما إلى ذلك) كما يتم إطالق جهد
تحفيز من خالل خطة " N. Vallaud-Belkacemالجميع متحمسون ضد التسرب المدرسي".
أما المرحلة الخامسة واألخيرة جاءت ابتداًء من عام .2017تم اعتماد ما يسمى التوجيهات الكبيرة
للسياسة التي تتبعها الوزارة ،والتي تظهر كل عام في توجيهات العودة إلى المدرسة .ويالحظ أن جميع
التوجيهات للعودة إلى المدرسة من عام 2009إلى 2017خصصت مكانًا كبيرًا لمكافحة التسرب
المدرسي .لكن اختفي المصطلح نفسه للعامين التاليين ،لتظهر مرة أخرى من خالل نص متواضع من
ستة أسطر في التوجيه الخاص بعام ،2020خالل أزمة صحية عامة.
حيث تم فرض التزام التمدرس حتى سن 18عاًما ،ولكن على أال يمارس هذا االلتزام على الشبان
القاصرين الذين يعملون .وباإلضافة إلى ذلك ،ستكون الهيئات المحلية ،وليس المؤسسة التعليمية ،هي
التي تكون مسؤولة عن التحقق من أن الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16و 18عاًما يكونون في
المدرسة أو في التكوين أو في العمل .وهذا يعني أن نافذة الفرص لمكافحة التسرب قد أغلقت.
- 4ما هو الرصيد؟
فيما يتعلق بالتسرب في أي مغادرة المدرسة بشكل مبكر ،يمكن إجراء تقييم أولي بناًء على األرقام
المقدمة من قبل المؤشر األوروبي لمعدل التسرب المدرسي المبكر.
الشكل .13.1
ُيظهر الرسم البياني انخفاًض ا في معدل الطالب الذين يتسربون مبكًر ا ،وخاصًة بين عامي 2010و
،2014حيث ينخفض المعدل من ٪11.3إلى ،٪8.8وهو في قلب تلك النافذة الزمنية التي تحدثنا عنها
سابًقا .لذا ،ليس من المستحيل أن يكون لهذه السياسة تأثير إيجابي فيما يتعلق بالوصول إلى الشهادة
وإتمام التعليم والتأهيل .ويجب أن نفرح بهذا في حالة تراجع صعوبات إدماج الشباب غير المتحصلين
على شهادة التعليم الثانوي بشكل متزامن مع تقليل معدل التسرب .يتراوح معدل البطالة لديهم في عام
2019إلى ،٪47أي بزيادة 14نقطة مقارنة بعام .2003ومع ذلك ،يجب الحذر من معنى انخفاض
التسرب .فإن الوصول إلى الشهادة ال يعتمد بالطبع فقط على السياسات المتبعة ،ولكن على العديد من
العوامل األخرى ،خاصة على مستوى الشبان أنفسهم (تحفيزات أكثر أو أقل لمتابعة الدراسات اعتماًد ا
على الظروف االقتصادية ،وعرض التكوين ،وما إلى ذلك).
وعالوة على ذلك ،كما هو الحال مع أي سياسة ،يجب التساؤل حول تنفيذها الفّعال .ومن هذه الناحية،
يجب أن نالحظ أن لدينا قليل من الدراسات المتاحة .و في هذا السياق نأخذ مثااًل تحدثت عنه الدراسات،
وهو تجربة نظام GPDSالذي خضع لتحقيق من قبل CEREQ Maillardوآخرون .2016 ،تشير
دراستهم إلى أن هذا النظام المعتمد على مستوى وطني في إطار خطة "الجميع متحمسون ضد التسرب
المدرسي" قد تم تنفيذه بطرق متنوعة للغاية من مؤسسة إلى أخرى .و على وجه الخصوص ،فإن دور
المعلمين يختلف كثيًر ا في GPDSحيث يشاركون فيه بنسبة ، ٪36ويكونون حتى في حدود في ٪18
في بعض الحاالت ،بينما يكونون غائبين تماًما عن إدارة معالجة التسرب المدرسي بنسبة .٪46
هذه النتيجة ،والتي هي بالطبع جزء من الصورة ،تكشف لنا أن جهود مكافحة التسرب المدرسي في
النظام التعليمي ضعيفة .فالفروق التربوية لم تكن ُتعتبر التسرب المدرسي ظاهرة.
من هذه الوجهة ،هناك تحول تقريبي قد حدث في نظام التعليم الفرنسي نحو االتفاق العالمي بمعنى
فيردير ( ،)2000أي نحو مدرسة تهدف إلى دمج الجميع ،بغض النظر عن أصلهم .ومع ذلك ،فإن
االتفاق األكاديمي ظل مهيمًن ا ،ومستنًد ا إلى تصنيف واختيار األفراد .وبالتالي ،ال يمكن أن تظل إدارة
التسرب المدرسي إال في الحافة الخارجية للنظام التعليمي ،سواء بالنسبة للمحترفين المعنيين أو بالنسبة
للمكان المخصص لألنظمة المكرسة لذلك.
أية سياسات للتعليم؟" استحداث مبادئ إشارة جديدة.
يبحث يف دوتيرت عن التحوالت في سياسات التعليم والمبادئ الجديدة التي تحددها .حيث يشير إلى أن
السياسات التعليمية تجذب اهتمام البحث التربوي بسبب تنوع التساؤالت التي تثيرها .ويشير إلى أن هذه
السياسات تعكس اختيارات الحكومة في تنظيم التعليم وتحديد األهداف وطرق التشغيل ،وتفترض وجود
نظام تعليم منسق ومنظم تحت رقابة هيئات تتبع للحكومة .كما يشير إلى أن النظام التعليمي والسياسات
التعليمية في فرنسا هي في المقام األول قومية ،مشيرا إلى قوة وزارة التربية في توجيه هذه السياسات.
ويالحظ أن هذا ليس الحال في كل مكان ،حيث يكون تنظيم التعليم قومًيا إلى حد أدنى في العديد من
البلدان ،مثل سويسرا أو الواليات المتحدة .كما ينبغي استحضار زيادة عدد األماكن والهيئات التي تحددت
سياسات التعليم في السنوات الخمس والعشرين الماضية .كما أن المؤثرات الدولية تعكس حركة قوية
نحو الالمركزية السياسية مما أدى إلى زيادة مراكز اتخاذ القرار ،خاصة على مستوى اإلقليم والمدن.
يركز يف دوتيرت على هذه التطورات بحكم كونها مصدر للتنوع في سياسات التعليم ،حيث تعكس تأثير
الالعبين الدوليين والحركة المتسارعة نحو الالمركزية على صعيدين ،األول هو التأثير الدولي والثاني
هو التحول نحو الالمركزية السياسية .وقد تحدث أغنيس فان زانتين عن التحول الذي عرفته المبادئ
المعتمدة في تصف تطور أهداف التعليم الوطني في فرنسا خالل القرن العشرين ( .)2014فقد بنيت
المدرسة الجمهورية على مبدأ المساواة في الفرص ،كالمساواة في الوصول إلى المدرسة .وبمعنى أخر
كانت التقدمات الكبيرة في سياسات التعليم منذ قانون غيزوا لعام 1833وقوانين فيري لعام -1881
1882حتى إصالحات جان زاي لعام 1936تهدف إلى تسهيل التحصيل العلمي ألكبر عدد ممكن،
دون االهتمام بضمان نفس الفرص االجتماعية للجميع .حيث ال يظهر هدف االرتقاء االجتماعي حاضرا
في النصوص الرئيسية التي تنظم وتصحح سياسات التعليم في فرنسا.
لكن بعد الحرب العالمية الثانية ،تم إضافة هدف المدرسة الفردية رسمًيا أي المساواة في الفرص،
وبالتالي إعادة تنظيم التعليم الفرنسي المقسم إلى مسارين يحددهما الوضع االجتماعي :الطريق االبتدائي
مخصص ألطفال الشعب والطريق الثانوي مخصص ألوالد الطبقات الميسورة .في اتجاه توحيد التعليم
لتحقيق المساواة في الفرص ،وهو هدف يتجه نحو التحقق نفي اإلصالحات الكبيرة في نهاية الخمسينيات
وفي ستينيات القرن الماضي .والواقع أنه لم يتم تحقيق هدف المدرسة الفردية حتى نهاية التعليم
اإللزامي ،حيث استمرت مسارات خاصة لتالميذ يواجهون صعوبات ،غالبًا ما يكونون من الطبقات األقل
حًظ ا .على سبيل المثال ،قانون هابي لعام ،1975الذي يدعي بإنشاء المدرسة الفردية ،يحتفظ بعتبة
لالختيار المبكر في نهاية الصف الخامس .ومع ذلك ،ال يمكن إنكار الفشل النسبي لتحقيق التمدرس
الديمقراطي ،حيث يؤكد البعض أنه تم تحقيقه جزئًيا جًد ا وأساًس ا بفعل التجميع (بروستُ .)1986 ،يفكر
في طرق أخرى غير تلك التي كانت قد تم اعتمادها حتى ذلك الحين ،وذلك مع إنشاء مناطق التربية
األولوية في عام ،1982بداية سياسة التعويض التربوي ،مستوحاة جزئًيا من تجربة التفوق اإليجابي
األمريكية .هذا التطور في السياسة التعليمية الوطنية يشير إلى تغيير في مبدأ اإلشارة حيث انتقلنا من
تعزيز المساواة إلى تعزيز العدالة في توزيع الوسائل المخصصة للمؤسسات التعليمية .بنفس الطريقة،
يبرز إقامة التعليم األولوي التعريف من جديد لهدف بناء المدرسة الفردية :الفردية ال تعني التماثل،
ويمكن أن تصاحب المدرسة الفردية إقامة استراتيجيات مستهدفة للمساعدة والدعم ،وخاصة منح الموارد
المتفاوتة بمقدار صعوبات الجماهير المستقبلة.
[ .Azeddine: *2 ]20/12/2023 ,16:19التعليم في خدمة االقتصاد العالمي*
لقد دارت الكثير من النقاشات حول شكوك تحقيق التمدرس وبالتالي سياسات التعليم التي يفترض أنها
قادته .إن ذلك يتجاهل األسباب العميقة لإلصالحات الرئيسية التي تم تنفيذها .إذا كان خطة النجفين-
والون في عام 1946تستند قبل كل شيء إلى دوافع اجتماعية سياسية ،فإن اإلصالحات الجولية التي
اعتمدتها جزئيًا تتحرك بدافعين رئيسيين :االهتمام بالتماسك الوطني (جعل أكبر عدد ممكن يشارك في
عالم يتغير بسرعة ،ونشر قيم األمة بشكل أفضل) ومتطلب اقتصادي (توفير القوى العاملة المؤهلة التي
تحتاجها االقتصاد).
يجب التأكيد على هذا االهتمام الثاني نظًر ا ألن االقتصاد يظهر حًقا كمحرك رئيسي للتطورات في
سياسات التعليم في النصف الثاني من القرن العشرين ،على األقل بالنسبة لفرنسا خالل الفترة من 1950
إلى .1975
[ :Azeddine ]20/12/2023 ,16:19يشرح ذلك أوًال بوجود ظروف ازدهار اقتصادي هائل وزيادة
في التنافس العالمي تلزم بتعزيز االبتكار التقني ،خاصة عندما تعاني البلدان األوروبية وخاصة فرنسا
من تأخر كبير في مجال التعليم التقني والعلمي ،ومن هنا يأتي ضرورة تمديد فترة الدراسة وإعادة النظر
في المناهج .يشرح ذلك ثانًيا بتأثير نماذج إيديولوجية ذات أسس اقتصادية رئيسية ،مثل نموذج رأس
المال البشري الذي يعتبر الوسائل المستخدمة في تطوير التعليم كاستثمار حقيقي بعواقب قابلة للقياس
والتحكم .لذلك لم يعد التعليم ُينظر إليه كسلعة استهالكية ولكن كاستثمار في خدمة المجتمع بأسره ،مما
يبرر تدخاًل قوًيا من قبل الدول.
عامل تفسير آخر يساعد في فهم كيفية استحواذ االقتصاد على توجيهات سياسات التعليم ابتداًء من
منتصف الخمسينيات :انتشار تأثيره من خالل مجموعة من الهيئات حيث يتقاطع االقتصاديون
والسياسيون ،وخاصة الهيئات الدولية الكبيرة مثل اليونسكو وخاصة منظمة التعاون االقتصادي والتنمية
(( )OECEالتي أصبحت منظمة التعاون والتنمية االقتصادية في عام ،)1961المسؤولة بشكل خاص
عن إشراف خطة مارشال .في فرنسا ،هناك هيئة أخرى تمتلك تأثيًر ا خاًص ا ،هي الهيئة العامة للتخطيط،
المكلفة ببرمجة وتنظيم سياسة الدولة على المدى المتوسط والطويل ،والتي يخدم أهدافها بوضوح نظرية
رأس المال البشري فيما يتعلق بالتنبؤ على نطاق واسع بالعالقة بين االستثمار وعائد االستثمار .فيما بعد،
استمر تأثير االقتصاد على التعليم ولكن بشكل رئيسي فيما يتعلق بالبلدان النامية.
[* :Azeddine ]20/12/2023 ,16:24برامج التنمية التي أثارتها الهيئات الدولية تفرض أجهزة
مماثلة من بلد إلى آخر ال تأخذ دائما في اعتبارها التفردات المحلية .ولكن انتشار المفاهيم واألدوات
يحدث في كثير من األحيان أيًض ا عن طريق التقليد أو التلوث .ومن هنا يجب فهم التحفيز القوي إللغاء
التزام الدولة المركزية ،واللجوء إلى الالمركزية والتمكين المحلي للتعليم وأحياًن ا نقل التحكم إلى وكاالت
خاصة*.
*في الوقت الحالي ،ترتبط سياسات التعليم الفرنسية بالتحوالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية داخل
االتحاد األوروبي .أصبح مجلس أوروبا والمفوضية األوروبية اآلن العبين ال يمكن تجاهلهم في ميدان
التعليم حيث يقدمون توجيهات كبيرة بشأن تنسيق وتقييم األنظمة التعليمية .تدريجيًا ،يتم تنفيذ تنسيق
للسياسات التعليمية األوروبية ،ناتج عن تسوية على مستوى الدولة والمستوى المحلي لكل من الدول
األعضاء*.
[* :Azeddine ]20/12/2023 ,16:24منذ عام ،1993يمثل تقرير النمو والتنافسية والتوظيف
انطالقة هذا التوجه الجديد لسياسات التعليم في أوروبا .يبرز التقرير أهمية االستثمار في الذكاء طوال
الحياة لتحسين جودة العمل وتنافسية الدول وتعزيز التماسك االجتماعي في الوقت نفسه .في عام ،1995
يتقدم الكتاب األبيض حول التعليم والتكوين بفكرة أن الدخول في مجتمع المعلومات والعولمة يشكل تحدًيا
جديًد ا يمكن أن يعزز من التهميش ويعرض التماسك االجتماعي للخطر .يشدد هذا التقرير بشدة على
ضرورة مكافحة التهميش االجتماعي ،وتحويل العالقة بالمعرفة ،وابتكار أشكال جديدة للتصديق على
المهارات ،وتقريب الفاصل بين المدرسة والشركة*.
*في مؤتمر لشبونة في مارس ،2000يكرس فكرة التعليم والتكوين على مدار الحياة :يجب أن تتكيف
أنظمة التعليم والتكوين األوروبية مع احتياجات مجتمع المعرفة ،وضرورة زيادة مستوى التوظيف
وتحسين جودة التكوين*.
*يدعم مؤشرو التعليم الذين أنشأتهم منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ( )OCDEفي سنوات الثمانين
حركة تداول سياسات التعليم الدولية التي تم التأكيد عليها سابًق ا .يتناسبون مع المخاوف الناشئة عن
النقص في تمدرس المدارس والمخاطر التي تشكلها جودة التعليم المتواضعة في العالم ،على األقل من
حيث الكفاءة*.
[* :Azeddine ]20/12/2023 ,16:26الهدف هو سياسي واقتصادي ،حيث يتعلق األمر بإنتاج
بيانات إحصائية ومقارنة تستخدم لتغذية برامج تطوير التعليم وتوجيه توجيه أفضل للموارد المخصصة*.
*النموذج الذي يصف عملية فرنسا بشكل أفضل هو نموذج االحتكار ،حيث يتم تقاسم السلطة وتنظيم
الحكم المحلي بواسطة تشريع وطني ،ولكنه يتزامن بالطبع مع عملية هامة من التفويض ،التي تقتصر
على إعادة توزيع إداري من المركز إلى المناطق (األكاديميات ،األقاليم) :وبالتالي ،حصل المرشحون
على اختصاصات إضافية فيما يتعلق بإدارة وتخصيص الموظفين (تفويض الحركة) أو تحديد األهداف
األولوية في مجال التعليم (مكافحة التسرب المدرسي ،الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية ،إلخ*.).
*في فرنسا ،لم تؤدي الالمركزية إلى انقطاع بين المستوى المركزي والمستوى المحلي ،على عكس دول
أوروبية أخرى ذات تقاليد مركزية متساوية ،على سبيل المثال النرويج أو السويد (Hutmacher،
.)2001يمكن التحدث في هذه األمثلة األخيرة عن "التفويض" الحقيقي ،وهو شكل من أشكال*
[ :Azeddine ]20/12/2023 ,16:39التفويض في النمط الليبرالي يتيح للسلطات المحلية
االستقاللية ،بينما يكتفي الوسط بدور التنسيق وناقل المعلومات .على عكس ذلك ،أظهرت التفويض
التربوي في فرنسا تفوق الدور القراري للدولة مع إعطاء حصة مهمة للسلطات المحلية .في الوقت
الحالي ،تكمن الهمة الرئيسية للدول في سياسات التعليم في بناء إجراء فّعال ومالئم ،والجواب هو متسق
في كل مكان ،بغض النظر عن التقاليد ودرجة التطور االقتصادي واالجتماعي :وهو من خالل منح
المؤسسات التعليمية درجة كافية من االستقالل يعتقدون أنهم سيستطيعون تحسين استثماراتهم بشكل
أفضل.
[ :Azeddine ]20/12/2023 ,16:39فرنسا تتميز بوجود إطار وطني ،حيث تستند قوانين التوجيه
إلى مبادئ كبيرة تجمع عليها اآلراء ،مما يجعل االختالفات تظهر أكثر في االختيارات التنظيمية
والوظيفية .القرارات التي ُتتخذ تظهر كـ "متفرقة" ،حيث ال تهدف إلى إعادة تنظيم الهياكل بل إلى
مراجعة البرامج التعليمية بلمسات صغيرة ،وتشجيع المعلمين على تنفيذ استراتيجيات تعليمية ُتعتبر أكثر
قدرة على التكيف مع تنوع الطالب .منذ الثمانينيات وبشكل متواصل ،قام الساسة بتكليف الفاعلين
والمؤسسات بالمسؤولية الكبيرة إلجراء التعديالت الالزمة ،وخاصة لألطراف المحلية ،حيث تأتي
إدارات المؤسسات في المقدمة للتعليم الثانوي والدوائر للتعليم االبتدائي.
القرارات التي اُت خذت في فترة رئاسة نيكوال ساركوزي بين 2007و ،2010والتي تمتد لفترة وزارة
التربية الوطنية إليمانويل ماكرون ،أعادت فتح األسئلة حول استقالل المؤسسات ،الذي تم تأكيده منذ
إنشاء نظام المؤسسة المحلية للتعليم العام ( )EPLEفي عام ،1983ولكنه لفترة طويلة ظل غير ذا
مغزى.
حركة التخلي عن السلطة المركزية وتفويض صالحيات واسعة أحياًن ا إلى السلطات المحلية تظهر في
معظم الدول ذات التقليد المركزي ،وتعزى إلى أسباب إيديولوجية وميزانية .ومع ذلك ،ال يعني التفويض
بالضرورة االستقالل المحلي ،وُسميت التفويض في فرنسا بشكل سريع بأنه "جزئي" أو "نسبي" ...
حيث يكون الخوف حتى أن هذا االستقالل في النهاية ال يكون
[ :Azeddine ]20/12/2023 ,16:44تعتبر التفويض في النظام التعليمي خدعة بسبب تقريب
المسؤوليات للسلطات المحلية أو لرؤساء المناطق ،وليس للمؤسسات التعليمية .ومع ذلك ،يبدو أن
الموقف الجديد للمؤسسات قد سمح ،على األقل في التعليم الثانوي ،بتوسيع مجاالت حريتها ،سواء من
الناحية القانونية أو الوضعية ،نتيجة لعدم وضوح توزيع المسؤوليات بين الدولة المركزية والخدمات
األكاديمية والسلطات المحلية .لم تكن التفويض التربوي مبادرة لحركة استقالل المؤسسات التعليمية،
ولكنها فتحت المجال لتأكيد اختالفات االختيارات من مكان إلى آخر.
[:Azeddine ]20/12/2023 ,16:44
التنميط اإلقليمي يميز اآلن كل اإلجراءات التي تهدف إلى تقليل الفوارق ومكافحة انسحاب الطالب ،كما
يظهر تطوير سياسات وبرامج غالًبا ما تكون مبنية حول المؤسسات أو منها (المناطق ذات األولوية
التربوية ،لجان التربية الصحية والمواطنة ،االتفاقيات التربوية المحلية ،مشاريع التربية في المناطق .)...
وبالتالي ،يرتبط استقالل المؤسسات ارتباًط ا وثيًق ا بتوسيع قاعدة المعنيين به :العالم الجمعوي ،الخدمات
البلدية ،وأحياًن ا الشركات.
يصاحب مشروع المؤسسة منذ عام 2013عقًد ا ثالثي األطراف (خدمات التربية الوطنية ،السلطة
المحلية ،المؤسسة) ،مصمًما ليكون األداة الرئيسية لالستقالل المنظم .ما يحدث في مؤسسة ما يرتبط
ارتباًط ا وثيًقا ببيئتها التعليمية واإلدارية .إذا كانت مجالس اإلدارة وخاصة مديري المؤسسات ملزمة
باتخاذ اختيارات أكثر تحديًد ا ،فإن اإلدارة المفوضة (الخدمات األكاديمية) اكتسبت شرعية جديدة من
خالل أداء مهام التوسط ،وبناء إطار لتفسير التوجيهات الوطنية ،والمساهمة في تنسيق العمل المحلي،
مما يؤدي في بعض األحيان إلى تشجيع ظهور مبادرات على مستوى المؤسسات ،مثل تلك التي أدت
إليها مرسوم عام 2005بشأن التجارب في المؤسسات.
فتح المؤسسة على بيئتها االجتماعية والثقافية واالقتصادية يرتبط باستقاللها :إذ توضح بوضوح أن كل
فعل تربوي يتجاوز عالم التعليم ،مرتبط بقطاعات أخرى من العمل العام ،خاصة الصحة والشباب
والمدينة واألمان والتوظيف.
ولكن هذه التعددية تلزم بالتعامل مع أنظمة مرجعية وطرق فعل أحياًن ا بعيدة كل البعد عن ثقافة العاملين.
ويترتب على أخذ االستقالل على محمل الجد مسؤولية سياسية وإدارية تتجلى في التحكم والتقييم .يتحدث
السوسيولوجي األمريكي توماس بوبكيويتز ( )2000عن "التهجين" لوصف تعدد السياسات وبشكل
أوسع نطاًق ا للعمل التربوي .يلعب الدولة دورها كمنظم بشكل كامل ،مما يلزمها تطوير ،في الفترة
األخيرة ،العديد من أشكال التقييم وصنع
[ :Azeddine ]20/12/2023 ,16:49تتمثل التنظيم الذاتي لمختلف الهيئات المستقلة في الغالب في
قياس فعالية اإلجراءات المتخذة بناًء على النتائج الفعلية من حيث أداء الطالب.
المراجع الببليوغرافية:
Dutercq, Y. (dir.) (2005). Les régulations des politiques d'éducation, Rennes: -
.PUR
.Felouzis, G. et Charmillot, S. (2012). Les enquêtes PISA. Paris: PUF -
Hutmacher, W. (2001). Définir et articuler les missions du centre stratégique -
d'un système d'enseignement décentralisé. Dans Y. Dutercq (dir.), Comment
.peut-on administrer l'école? (pp. 137-160). Paris: PUF
Mons, N. (2007). Les nouvelles politiques éducatives. La France fait-elle les -
.bons choix? Paris: PUF
.Van Zanten, A. (2014). Les politiques d'éducation. Paris: PUF -
للمزيد من المعلومات:
.Derouet, J.-L. (1992). Ecole et justice. Paris: Métaillé -
Lessard, C. et Carpentier, A. (2015). Politiques éducatives: la mise en œuvre. -
.Paris: PUF
Popkewitz, T. S. (Ed.). (2000), Educational knowledge: Changing relationships -
between the state, civil society, and the educational community. Albany: SUNY
.Press
Prost. A. (1997). Education, société et politiques. Paris: Seuil -
[ :Azeddine ]20/12/2023 ,16:52مقدمة
تظهر وفرة الكتب حول االختالفات االجتماعية وعدالة النظام التعليمي أن تحقيق ديموكراتية المدرسة
يظل قضية حاسمة للمجتمعات الديمقراطية .باإلضافة إلى هذه الوظائف "الكالسيكية" ،يتوقع من
المدرسة أن تسهم في تقليل االختالفات االجتماعية واإلقليمية والعرقية والجنسية .من خالل التركيز فقط
على االختالفات االجتماعية ،سيحاول هذا النص في البداية أن يلقي الضوء على هذا المفهوم من
ديموكراتية المدرسة الذي يشمل عدة معاٍن .ستخصص القسم الثاني لتطور ديموكراتية المدرسة على
مدى القرن العشرين وفي الفترة الحديثة .وأخيًر ا ،ستقدم القسم األخير تفسيرات لتذبذب االختالفات في
مسارات التعليم.
[:Azeddine ]20/12/2023 ,16:52
.1فهم متعدد لديموكراتية المدرسة
أنطوان بروست ( ،)1986المؤرخ الشهير في مجال التربية ،هو أحد أوائل الكَّت اب الذين قدموا تصنيًفا
ألشكال الديموكراتية من خالل التفرقة بين "ديموكراتية كمية" و"ديموكراتية نوعية" .تغطي الديموكراتية
الكمية معنى الشائع :يتحقق نظام تعليمي ديمقراطي عندما يكون أكثر إمكانية الوصول إليه لجميع
الطبقات االجتماعية .وفًقا لهذا المفهوم ،فإن الديموكراتية ال ُتَخ َت َلف .كما ُيظهر مثال على ذلك متوسط
سن االنتهاء من الدراسة للسكان الفرنسيين الذي زاد في قرن واحد من 11ونصف عاًما إلى 19
ونصف عاًما (شوفيل .)1988 ،اآلن ،يتم تسجيل أكثر من ٪95من األطفال في المدرسة حتى سن 16
عاًما ،وأكثر من ٪80من فئة عمرية تحصل على شهادة البكالوريا .إطالة عامة لمدة الدراسة التي
يصفها البعض بـ "توسيع الكتلة" في المدرسة (أو وفًقا لتعبير أنطوان بروست "دي
[ :Azeddine ]20/12/2023 ,17:00تحول التغديس الديموغرافي (المعروف أيضًا بـ "ديموغرافية
التعليم") قد استفاد منه جميع الفئات االجتماعية .على سبيل المثال ،يكشف الجدول 13.1أن %35.6
من أطفال العمال الذين دخلوا الصف السادس في عام 1995أصبحوا بحلول ثماني سنوات الحقة حملة
لقب البكالوريا .بينما أصبحت نسبة الذين دخلوا في عام 2007من هذه الفئة أكثر من ضعفين (
)%65.1في الحصول على البكالوريا .كما عرفت جميع الفئات األخرى نمًو ا قوًيا أيًض ا ،مع تقليل
الفجوات بينها.
[ :Azeddine ]20/12/2023 ,17:02ومع ذلك ،يجب أن نأخذ بعين االعتبار لقياس درجة
الديموكراتية على مدى عقود عدة تطورات هيكل الوظائف والنظام التعليمي .فعلى سبيل المثال ،تطورت
الوظائف بشكل كبير خالل القرن العشرين :انهيار فئة الفالحين وارتفاع الوظائف في القطاع الخدمي
(خاصة الكفاءات العليا) منذ الخمسينات .ستنعكس هذه التغييرات الهيكلية في الوظائف على هيكل
األصول االجتماعية للطالب .باإلضافة إلى ذلك ،يجب أيًض ا مراعاة التغييرات التي طرأت على تنظيم
النظام التعليمي (الوصول إلى مستويات التعليم المختلفة ،إنشاء أنواع جديدة من المؤسسات التعليمية،
فروع جديدة ،وما إلى ذلك) وانتقائية التكوينات (تكرار السنة ،تقييم الطالب) .لذا ،يتطلب فحص درجة
الديموكراتية مراقبة تطور تمثيل الفئات االجتماعية في مختلف مستويات التعليم .يفترض وجود تقليل في
االختالفات االجتماعية في مسارات التعليم خالل فترة زمنية
[ :Azeddine ]20/12/2023 ,17:07بمعنى آخر ،يجب أن يتم التأكد من تقارب المسارات
المدرسية المتوسطة بين أطفال األطباء والعمال للحديث عن التمييز الجودي .عالوة على ذلك ،يجب أن
تقل الفوارق االجتماعية على مستويات التعليم المختلفة وفي مختلف مجاالت التكوين .إذا كان الجدول
السابق يشهد على تقليل الفوارق في الحصول على شهادة البكالوريا ،هل يمكن أن نؤكد أن هذا صحيح
لجميع المجاالت (العامة ،التكنولوجية ،المهنية) وجميع سالسل البكالوريا؟
عالوة على ذلك ،يمكن قياس الفوارق االجتماعية بثالث طرق مختلفة :عن طريق الفرق ( )1أو نسبة
النسب ( )2لفئات مختلفة من الناس ،أو عن طريق تصنيف فرص الفرق النسبية ( )3لمجموعة مقابل
مجموعة أخرى (مؤشر نسبة الفرص) .اختيار المؤشرات ليس أمًر ا محايًد ا .وبالتالي ،عندما يتحول
االختيار إلى نسبة فرص الفرق النسبية ،سيتم التركيز على المنافسة االجتماعية التي تحدث في المدرسة
من أجل الوصول إلى أكثر التخصصات انتقائية .أكثر من مستوى التعليم ،ستركز التمييز في هذه الحالة
على الفرص النسبية للوصول إلى التخصصات (النهائية أو الوسيطة) االقتصادية األكثر ربًح ا واجتماعًيا
رفيعة المستوى.
بافتراض أن الفوارق االجتماعية في الوصول إلى مستوى التعليم تتقلص ،فإن هذا ال يعني بالضرورة
تمييًز ا لكل قطاع ،كل دورة وكل تخصص تعليم .يقترح بيير ميرل ( )2000تصنيًفا يجمع بين معدالت
تسجيل الشبان بشكل عام ومعدالت تسجيلهم حسب أصلهم االجتماعي .ويميز بين ثالثة أنواع من
التمييز" :التمييز المساوي" ،و"التمييز الفصلي" ،و"التمييز الموحد" .يتناسب "التمييز المساوي" مع
المالحظة المتزامنة للزيادة العامة في معدالت التسجيل حسب العمر وانخفاض الفوارق في معدالت
الوصول حسب األصل االجتماعي .يتناسب النوع الثاني من التمييز مع حالة يزداد فيها تمييز الفوارق
االجتماعية في الوصول مع زيادة معدالت التسجيل .يتحدث بيير ميرل في هذه الحالة عن "التمييز
الفصلي" الذي قد يكون مالحًظ ا منذ أن الفئات الشعبية ،بينما تكون ممثلة بشكل أكبر في سالسل
البكالوريا االنتقائية ،قد ترى في الوقت نفسه