You are on page 1of 6

‫م دخل‬ ‫ليس انس‪ ،3‬كل األف واج‬

‫ملنهجية البحث العلمي‬

‫‪ -2‬مراحل إعداد البحث العلمي‬

‫تخض ع عملي ة إنج از وإع داد البحث العلمي في مي دان الترجم ة‪ ،‬مث ل بقي ة الف روع‬
‫األخ رى‪ ،‬إلى ط رق وإج راءات وأس اليب علمي ة وعملي ة منطقي ة ص ارمة ودقيق ة‪ ،‬يجب‬
‫احترامه ا والتقي د به ا وإتباعه ا بدق ة وعناي ة‪ ،‬ح تى يتمكن الب احث من إع داد بحث ه وإنج ازه‬
‫بصورة سليمة وناجحة وفعالة‪.‬‬
‫وتعت بر ه ذه الط رق واإلج راءات من ص ميم تطبيق ات علم املنهجي ة في مفهوم ه‬
‫الواس ع‪ ،‬كم ا تجب اإلش ارة هن ا إلى أن اص طالح البحث العلمي يش مل كل التق ارير العلمي ة‬
‫املنهجية واملوضوعية مثل‪ :‬مذكرات التخرج في مستوى الليسانس واملاستر‪ ،‬وأبحاث رسائل‬
‫املاجستير والدراسات العليا‪ ،‬وغيرها من التقارير العلمية‪.‬‬
‫وتم ر عملي ة إع داد البحث العلمي بع دة مراح ل‪ ،‬متسلس لة ومتتابع ة ومتكامل ة‬
‫ومتناسقة في تكوين البحث وبنائه وإنجازه‪ ،‬وتتمثل هذه املراح ل في‪:‬مرحلة تحديد املشكلة‬
‫واختي ار املوض وع‪ ،‬ومرحل ة حص ر الوث ائق العلمي ة املتعلق ة باملوض وع وجمعه ا‪،‬ومرحل ة‬
‫الق راءة والتفك ير‪،‬ومرحل ة تقس يم املوض وع وتبويب ه‪،‬ومرحل ة جم ع املعلوم ات‬
‫وتخزينها‪،‬ومرحلة الصياغة والكتابة‪.‬‬

‫‪ -2-1‬مرحلة اختيار املوضوع‬


‫وهي عملية تحديد املشكلة العلمية التي تتطلب حال علميا من عدة فرضيات علمية‪،‬‬
‫بواسطة الدراسة والبحث والتحليل الكتشاف الحقيقة أو الحقائق العلمية املختلفة املتعلقة‬
‫باملش كلة مح ل البحث‪ ،‬وتفس يرها واس تغاللها في ح ل ومعالج ة القض ية املطروح ة للبحث‬
‫العلمي‪.‬‬

‫‪ -2-1-1‬اإلحساس باملشكلة‬
‫اإلحس اس باملش كلة يعت بر نقط ة البداي ة في أي مجه ود للبحث العلمي‪ ،‬فهي تتطلب‬
‫(املش كلة) إجاب ات ش افية على تس اؤالت الف رد واستفس اراته‪ ،‬وتعت بر ه ذه املرحل ة من أولى‬
‫مراحل إعداد البحث العلمي واألكثر صعوبة ودقة‪ ،‬نظرا لتعدد واختالف عوامل ومقاييس‬
‫االختي ار‪ ،‬حيث توج د عوام ل ومع ايير ومق اييس ذاتي ة نفس ية وعقلي ة واجتماعي ة‬
‫واقتصادية‪ ،‬ومهنية تتحكم في عملية اختيار املوضوع‪.‬‬

‫األستاذ‪ :‬بلقندوز‬
‫م دخل‬ ‫ليس انس‪ ،3‬كل األف واج‬
‫ملنهجية البحث العلمي‬

‫‪ -2-1-1-1‬العوامل الذاتية‬

‫‪ -2-1-1-1-1‬االستعداد والرغبة النفسية الذاتية‬


‫وه و م ا يحق ق عملي ة االرتب اط النفسي بين الب احث وموض وعه‪ ،‬وينتج عن ذل ك‬
‫املثابرة والصبر واملعاناة والتحمس املعقول والتضحية الكاملة للبحث‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-1-2‬القدرات‬
‫ويقصد بها اإلمكانات العقلية وسعة االطالع والتفكير والتأمل والصفات األخالقية‬
‫مثل هدوء األعصاب وقوة املالحظة وشدة الصبر واملوضوعية والنزاهة واالبتكار‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-1-3‬نوعية التخصص العلمي‬


‫يختار الباحث موضوع بحثه في نطاق تخصصه العلمي‪ ،‬بوجه عام أو في أحد فروع‬
‫تخصصه‪ ،‬فهو عامل أساسي في اختيار املوضوع‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-1-4‬طبيعة موقف الباحث‬


‫يختار الباحث موضوع بحثه بما يتناسب مع مركزه العلمي واالجتماعي والسياسي‪،‬‬
‫وما إليها من االعتبارات تسهيال على الباحث في عملية البحث في نطاق الوظيفة املمارسة‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-1-5‬الظروف االجتماعية واالقتصادية‬


‫ألن البحث العلمي يجب أن يخ دم التوجه ات االقتص ادية للبل د وتنميته ا‪ ،‬عالوة على‬
‫أنه البد أن يستجيب ملتطلباته االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-2‬العوامل املوضوعية‬

‫‪ -2-1-1-2-1‬القيمة العلمية للموضوع‬


‫يجب أن يكون املوض وع ذو قيم ة علمي ة نظري ة وعملي ة حي ة ومفي دة في كاف ة‬
‫مجاالت الحياة العامة والخاصة‪ ،‬مثل حل املشكالت االجتماعية واالقتصادية القائمة‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-2-2‬أهداف سياسة البحث العلمي املعتمدة‬

‫األستاذ‪ :‬بلقندوز‬
‫م دخل‬ ‫ليس انس‪ ،3‬كل األف واج‬
‫ملنهجية البحث العلمي‬

‫وذلك نظرا الرتباط البحث العلمي بالحياة العامة الوطنية والدولية‪ ،‬ونظرا الرتباط‬
‫وتفاع ل التكوين والبحث العلمي بالحي اة االجتماعي ة واالقتص ادية والسياس ية في الدول ة‪،‬‬
‫وذلك دون التضحية بقيم حرية الفكر والحياة العلمية‪ ،‬وبدون التضحية بقيم التفتح على‬
‫عالم الخلق واإلبداع اإلنسانيين‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-2-3‬مكانة البحث بين أنواع البحوث العلمية األخرى‬


‫فقد يكون البحث مذكرة الليسانس أو املاجستير وقد يكون في صورة دراسة خبرة‬
‫مقدم ة ملكاتب الدراس ات ومخ ابر األبح اث‪ ،‬فنوعي ة البحث تتحكم في تحدي د املوض وع‬
‫الصالح للبحث‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-2-4‬مدى توفر الوثائق واملراجع‬

‫توج د املوض وعات ن ادرة املص ادر والوث ائق العلمي ة‪ ،‬وهن اك املوض وعات ال تي تق ل‬
‫فيه ا الوث ائق العلمي ة املتعلق ة بحقائقه ا‪ ،‬كم ا توج د املوض وعات الغني ة بالوث ائق واملص ادر‬
‫العلمية األصلية‪ ،‬وهو عامل أساسي جوهري في تحديد واختيار املوضوع‪.‬‬
‫والوث ائق العلمي ة هي جمي ع املص ادر واملراج ع األولي ة والثانوي ة ال تي تحت وي على‬
‫جميع املواد واملعلومات واملعارف املكونة للموضوع‪ ،‬والتي تشكل في مجموعها طاقة لإلنتاج‬
‫الفكري والعقلي في ميدان البحث العلمي‪ ،‬وهذه الوثائق قد تكون مخطوطة أو مطبوعة أو‬
‫مسموعة أو مرئية‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬القواعد األساسية في تحديد املشكلة‬

‫‪ -2-1-2-1‬وضوح موضوع البحث‬


‫أن يكون موضوع البحث محددا وغير غامض أو عام‪ ،‬حتى ال يصعب على الباحث‬
‫التع رف على جوانب ه املختلف ة فيم ا بع د‪ ،‬فق د يب دو ل ه املوض وع س هال للوهل ة األولى ثم إذا‬
‫دق ق في ه ظه رت ل ه ص عوبات جم ة ق د ال يس تطيع تجاوزه ا‪ ،‬أو ق د يكتش ف أن هن اك من‬
‫س بقه إلى دراس ة املش كلة ذاته ا‪ ،‬أو أن املعلوم ات ال تي جمعه ا مشتتة وض عيفة الص لة‬
‫باملشكلة‪ ،‬وهذا كله نتيجة عدم وضوح املوضوع في ذهن الباحث وتصوره‪.‬‬

‫‪ -2-1-2-2‬تحديد املشكلة‬

‫األستاذ‪ :‬بلقندوز‬
‫م دخل‬ ‫ليس انس‪ ،3‬كل األف واج‬
‫ملنهجية البحث العلمي‬

‫وهي أن تصاغ مشكلة البحث صياغة واضحة‪ ،‬بحيث تعّب ر عما يدور في ذهن الباحث‬
‫وتبّي ن األمر الذي يرغب في إيجاد حل له‪ ،‬وال يتم صياغة املشكلة بوضوح إال إذا استطاعت‬
‫تحدي د العالق ة بين ع املين متغ يرين أو أك ثر‪ ،‬ومن ثم تص اغ بش كل س ؤال يتطلب إجاب ة‬
‫محددة‪.‬‬

‫‪ -2-1-2-3‬وضوح املصطلحات‬
‫يح ذر املتخصص ون من إمكاني ة وق وع البحث في مت اعب وص عوبات نتيج ة إهم ال‬
‫الباحث وعدم دقته في تحديد املصطلحات املستخدمة‪ .‬واالصطالح هو ذلك املفهوم العلمي‬
‫أو الوسيلة الرمزية التي يستخدمها اإلنسان في التعبير عن أفكاره ومعانيه من أجل توصيلها‬
‫لآلخ رين‪ ،‬فهي إذن التعريف ات املح ددة والواضحة للمف اهيم اإلنس انية‪ ،‬ذات الص فات‬
‫املجردة التي تشترك فيها الظواهر والحوادث والوقائع دون تعيين حادثة أو ظاهرة معينة‪.‬‬

‫وتحديد املشكلة أو اإلشكالية ليس أمرا سهال كما يتصور البعض‪ ،‬حيث أنه يتطلب‬
‫من الب احث دراس ة جمي ع ن واحي املش كلة‪ ،‬ثم تعريفه ا تعريف ا واضحا‪ ،‬والتثبت من أهميته ا‬
‫العلمي ة ح تى تكون ج ديرة بالدراس ة‪ ،‬فيق وم الب احث بق راءة مبدئي ة عنه ا ويستنير ب آراء‬
‫املختصين في ذلك املجال‪.‬‬
‫ويذهب بعض الباحثين إلى القول بأن أفضل طريقة لتحديد اإلشكالية هي وضعها في‬
‫شكل سؤال يبّي ن العالقة بين متغيرين‪ ،‬ويمكن للباحث أن يحدد اإلشكالية دون وضعها على‬
‫شكل سؤال‪.‬‬

‫‪ -2-1-3‬صياغة الفرضيات‬

‫بع د أن يح ّد د الب احث املش كلة ينتق ل إلى مرحل ة الفرض يات املتعلق ة بموض وع‬
‫البحث‪ ،‬وال يع ني ه ذا أن الفرض يات ت أتي في مرحل ة فكري ة مت أخرة عن مرحل ة اإلش كالية‪،‬‬
‫وما الفرضيات إال إجابات مبدئية للسؤال األساسي الذي يدور حوله موضوع البحث‪.‬‬
‫ويعتبر االفتراض مبدئيا ألن موضوع البحث ال يكون في صورته األخيرة الواضحة‪،‬‬
‫وتأخذ االفتراضات بالتبلور والوضوح‪ ،‬كلما اتضحت صورة البحث‪.‬‬
‫فاالفتراض ات م ا هي إال تخمين ات أو توقع ات أو استنتاجات يتبناه ا الب احث مؤقت ا‬
‫كحلول ملشكلة البحث‪ ،‬فهي تعمل كدليل ومرشد له‪ ،‬ويرى بعض الكتاب أن الفرض ما هو‬

‫األستاذ‪ :‬بلقندوز‬
‫م دخل‬ ‫ليس انس‪ ،3‬كل األف واج‬
‫ملنهجية البحث العلمي‬

‫إال عبارة مجردة‪ ،‬ال تحمل صفة الصدق أو الكذب‪ ،‬بل هي نقطة انطالق للوصول إلى نتيجة‬
‫يستطيع عندها الباحث من قبول الفرض أو رفضه‪.‬‬

‫وقد تتمّي ز االفتراضات الجيدة بالصفات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬أن يكون الفرض موجزا مفيدا وواضحا يسهل فهمه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الف رض مبني ا على الحق ائق الحس ية والنظري ة والذهني ة لتفس ير جمي ع ج وانب‬
‫املشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الفرض قابال لالختبار والتحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون متناقض ا م ع الف روض األخ رى للمش كلة الواح دة‪ ،‬أو متناقض ا م ع النظري ات‬
‫واملفاهيم العلمية الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬تغطية الفرض لجميع احتماالت املشكلة وتوقعاتها‪ ،‬وذلك باعتماد مبدأ الفروض املتعددة‬
‫ملشكلة البحث‪.‬‬

‫‪ -2-2‬مرحلة البحث عن الوثائق‬


‫يتعين على الباحث الحصول على بيانات بحثه من خالل املصادر واملراجع املوجودة‬
‫باملكتبات‪ ،‬وتسمى هذه العملية عملية التوثيق أو البيبليوغرافيا‪ ،‬وتعتبر من أهم العمليات‬
‫الالزم ة للقي ام ب أي بحث‪ ،‬وذل ك بنق ل املعلوم ات أو االستش هاد ببعض الفق رات أو تعزي ز‬
‫وجهة النظر الخاصة بالباحث‪ .‬وتنقسم الوثائق إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ -2-2-1‬الوثائق األصلية األولية واملباشرة (املصادر)‪:‬‬

‫وهي تل ك الوث ائق ال تي تتض من الحق ائق واملعلوم ات األص لية املتعلق ة باملوض وع‪،‬‬
‫وب دون اس تعمال وثائق ومص ادر وس يطة في نق ل ه ذه املعلوم ات‪ ،‬وهي التي يج وز أن نطلق‬
‫عليها اصطالح "املصادر"‪ ،‬فاملصادر هي الكتب التي تدلي باملعلومة ألول مرة‪ ،‬وهي بذلك أصل‬
‫املعلومة‪.‬‬
‫من بين املصادر التي يمكن ذكرها‪:‬‬
‫‪ -‬القرآن الكريم؛‬
‫‪ -‬كتب الحديث كصحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الترمذي ومسند أحمد؛‪ -3‬دواوين‬
‫الشعر؛‬

‫األستاذ‪ :‬بلقندوز‬
‫م دخل‬ ‫ليس انس‪ ،3‬كل األف واج‬
‫ملنهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬لسان العرب؛‬
‫‪ -‬مقدمة ابن خلدون هي مصدر من مصادر علم االجتماع؛‬
‫‪ -‬ألفية ابن مالك في شرح قواعد النحو العربي؛‬
‫‪ -‬كتب سيغموند فرويد كلها تعتبر مصادر في ميدان التحليل النفسي‪.‬‬

‫‪ -2-2-2‬الوثائق غير األصلية وغير املباشرة (املراجع)‪:‬‬

‫وهي املراجع العلمية التي تستمد قوتها من مصادر ووثائق أصلية ومباشرة‪ ،‬أي أنها‬
‫الوث ائق واملراج ع ال تي نقلت الحق ائق واملعلوم ات عن املوض وع مح ل البحث‪ ،‬أو عن بعض‬
‫جوانبه من مصادر ووثائق أخرى‪ ،‬وهي التي يجـوز أن نطلق عليها لفظ "املراجع"‪.‬‬
‫ومن أمثلتها‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب واملؤلف ات الترجمي ة األكاديمي ة العام ة واملتخصص ة في موض وع من املوض وعات‪،‬‬
‫مثل كتب النظريات الترجمية‪ ،‬وكتب تاريخ الترجمة؛‬
‫‪ -‬الدوريات واملقاالت العلمية املتخصصة في الترجمة؛‬
‫‪ -‬الرسائل العلمية األكاديمية املتخصصة في الترجمة‪ ،‬ومجموع البحوث والدراسات العلمية‬
‫والجامعية التي تقدم من أجل الحصول على درجات علمية أكاديمية؛‬
‫‪ -‬املوسوعات ودوائر املعارف والقواميس‪.‬‬

‫األستاذ‪ :‬بلقندوز‬

You might also like