Professional Documents
Culture Documents
تخض ع عملي ة إنج از وإع داد البحث العلمي في مي دان الترجم ة ،مث ل بقي ة الف روع
األخ رى ،إلى ط رق وإج راءات وأس اليب علمي ة وعملي ة منطقي ة ص ارمة ودقيق ة ،يجب
احترامه ا والتقي د به ا وإتباعه ا بدق ة وعناي ة ،ح تى يتمكن الب احث من إع داد بحث ه وإنج ازه
بصورة سليمة وناجحة وفعالة.
وتعت بر ه ذه الط رق واإلج راءات من ص ميم تطبيق ات علم املنهجي ة في مفهوم ه
الواس ع ،كم ا تجب اإلش ارة هن ا إلى أن اص طالح البحث العلمي يش مل كل التق ارير العلمي ة
املنهجية واملوضوعية مثل :مذكرات التخرج في مستوى الليسانس واملاستر ،وأبحاث رسائل
املاجستير والدراسات العليا ،وغيرها من التقارير العلمية.
وتم ر عملي ة إع داد البحث العلمي بع دة مراح ل ،متسلس لة ومتتابع ة ومتكامل ة
ومتناسقة في تكوين البحث وبنائه وإنجازه ،وتتمثل هذه املراح ل في:مرحلة تحديد املشكلة
واختي ار املوض وع ،ومرحل ة حص ر الوث ائق العلمي ة املتعلق ة باملوض وع وجمعه ا،ومرحل ة
الق راءة والتفك ير،ومرحل ة تقس يم املوض وع وتبويب ه،ومرحل ة جم ع املعلوم ات
وتخزينها،ومرحلة الصياغة والكتابة.
-2-1-1اإلحساس باملشكلة
اإلحس اس باملش كلة يعت بر نقط ة البداي ة في أي مجه ود للبحث العلمي ،فهي تتطلب
(املش كلة) إجاب ات ش افية على تس اؤالت الف رد واستفس اراته ،وتعت بر ه ذه املرحل ة من أولى
مراحل إعداد البحث العلمي واألكثر صعوبة ودقة ،نظرا لتعدد واختالف عوامل ومقاييس
االختي ار ،حيث توج د عوام ل ومع ايير ومق اييس ذاتي ة نفس ية وعقلي ة واجتماعي ة
واقتصادية ،ومهنية تتحكم في عملية اختيار املوضوع.
األستاذ :بلقندوز
م دخل ليس انس ،3كل األف واج
ملنهجية البحث العلمي
-2-1-1-1العوامل الذاتية
-2-1-1-1-2القدرات
ويقصد بها اإلمكانات العقلية وسعة االطالع والتفكير والتأمل والصفات األخالقية
مثل هدوء األعصاب وقوة املالحظة وشدة الصبر واملوضوعية والنزاهة واالبتكار.
-2-1-1-2العوامل املوضوعية
األستاذ :بلقندوز
م دخل ليس انس ،3كل األف واج
ملنهجية البحث العلمي
وذلك نظرا الرتباط البحث العلمي بالحياة العامة الوطنية والدولية ،ونظرا الرتباط
وتفاع ل التكوين والبحث العلمي بالحي اة االجتماعي ة واالقتص ادية والسياس ية في الدول ة،
وذلك دون التضحية بقيم حرية الفكر والحياة العلمية ،وبدون التضحية بقيم التفتح على
عالم الخلق واإلبداع اإلنسانيين.
توج د املوض وعات ن ادرة املص ادر والوث ائق العلمي ة ،وهن اك املوض وعات ال تي تق ل
فيه ا الوث ائق العلمي ة املتعلق ة بحقائقه ا ،كم ا توج د املوض وعات الغني ة بالوث ائق واملص ادر
العلمية األصلية ،وهو عامل أساسي جوهري في تحديد واختيار املوضوع.
والوث ائق العلمي ة هي جمي ع املص ادر واملراج ع األولي ة والثانوي ة ال تي تحت وي على
جميع املواد واملعلومات واملعارف املكونة للموضوع ،والتي تشكل في مجموعها طاقة لإلنتاج
الفكري والعقلي في ميدان البحث العلمي ،وهذه الوثائق قد تكون مخطوطة أو مطبوعة أو
مسموعة أو مرئية.
-2-1-2-2تحديد املشكلة
األستاذ :بلقندوز
م دخل ليس انس ،3كل األف واج
ملنهجية البحث العلمي
وهي أن تصاغ مشكلة البحث صياغة واضحة ،بحيث تعّب ر عما يدور في ذهن الباحث
وتبّي ن األمر الذي يرغب في إيجاد حل له ،وال يتم صياغة املشكلة بوضوح إال إذا استطاعت
تحدي د العالق ة بين ع املين متغ يرين أو أك ثر ،ومن ثم تص اغ بش كل س ؤال يتطلب إجاب ة
محددة.
-2-1-2-3وضوح املصطلحات
يح ذر املتخصص ون من إمكاني ة وق وع البحث في مت اعب وص عوبات نتيج ة إهم ال
الباحث وعدم دقته في تحديد املصطلحات املستخدمة .واالصطالح هو ذلك املفهوم العلمي
أو الوسيلة الرمزية التي يستخدمها اإلنسان في التعبير عن أفكاره ومعانيه من أجل توصيلها
لآلخ رين ،فهي إذن التعريف ات املح ددة والواضحة للمف اهيم اإلنس انية ،ذات الص فات
املجردة التي تشترك فيها الظواهر والحوادث والوقائع دون تعيين حادثة أو ظاهرة معينة.
وتحديد املشكلة أو اإلشكالية ليس أمرا سهال كما يتصور البعض ،حيث أنه يتطلب
من الب احث دراس ة جمي ع ن واحي املش كلة ،ثم تعريفه ا تعريف ا واضحا ،والتثبت من أهميته ا
العلمي ة ح تى تكون ج ديرة بالدراس ة ،فيق وم الب احث بق راءة مبدئي ة عنه ا ويستنير ب آراء
املختصين في ذلك املجال.
ويذهب بعض الباحثين إلى القول بأن أفضل طريقة لتحديد اإلشكالية هي وضعها في
شكل سؤال يبّي ن العالقة بين متغيرين ،ويمكن للباحث أن يحدد اإلشكالية دون وضعها على
شكل سؤال.
-2-1-3صياغة الفرضيات
بع د أن يح ّد د الب احث املش كلة ينتق ل إلى مرحل ة الفرض يات املتعلق ة بموض وع
البحث ،وال يع ني ه ذا أن الفرض يات ت أتي في مرحل ة فكري ة مت أخرة عن مرحل ة اإلش كالية،
وما الفرضيات إال إجابات مبدئية للسؤال األساسي الذي يدور حوله موضوع البحث.
ويعتبر االفتراض مبدئيا ألن موضوع البحث ال يكون في صورته األخيرة الواضحة،
وتأخذ االفتراضات بالتبلور والوضوح ،كلما اتضحت صورة البحث.
فاالفتراض ات م ا هي إال تخمين ات أو توقع ات أو استنتاجات يتبناه ا الب احث مؤقت ا
كحلول ملشكلة البحث ،فهي تعمل كدليل ومرشد له ،ويرى بعض الكتاب أن الفرض ما هو
األستاذ :بلقندوز
م دخل ليس انس ،3كل األف واج
ملنهجية البحث العلمي
إال عبارة مجردة ،ال تحمل صفة الصدق أو الكذب ،بل هي نقطة انطالق للوصول إلى نتيجة
يستطيع عندها الباحث من قبول الفرض أو رفضه.
وهي تل ك الوث ائق ال تي تتض من الحق ائق واملعلوم ات األص لية املتعلق ة باملوض وع،
وب دون اس تعمال وثائق ومص ادر وس يطة في نق ل ه ذه املعلوم ات ،وهي التي يج وز أن نطلق
عليها اصطالح "املصادر" ،فاملصادر هي الكتب التي تدلي باملعلومة ألول مرة ،وهي بذلك أصل
املعلومة.
من بين املصادر التي يمكن ذكرها:
-القرآن الكريم؛
-كتب الحديث كصحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الترمذي ومسند أحمد؛ -3دواوين
الشعر؛
األستاذ :بلقندوز
م دخل ليس انس ،3كل األف واج
ملنهجية البحث العلمي
-لسان العرب؛
-مقدمة ابن خلدون هي مصدر من مصادر علم االجتماع؛
-ألفية ابن مالك في شرح قواعد النحو العربي؛
-كتب سيغموند فرويد كلها تعتبر مصادر في ميدان التحليل النفسي.
وهي املراجع العلمية التي تستمد قوتها من مصادر ووثائق أصلية ومباشرة ،أي أنها
الوث ائق واملراج ع ال تي نقلت الحق ائق واملعلوم ات عن املوض وع مح ل البحث ،أو عن بعض
جوانبه من مصادر ووثائق أخرى ،وهي التي يجـوز أن نطلق عليها لفظ "املراجع".
ومن أمثلتها:
-الكتب واملؤلف ات الترجمي ة األكاديمي ة العام ة واملتخصص ة في موض وع من املوض وعات،
مثل كتب النظريات الترجمية ،وكتب تاريخ الترجمة؛
-الدوريات واملقاالت العلمية املتخصصة في الترجمة؛
-الرسائل العلمية األكاديمية املتخصصة في الترجمة ،ومجموع البحوث والدراسات العلمية
والجامعية التي تقدم من أجل الحصول على درجات علمية أكاديمية؛
-املوسوعات ودوائر املعارف والقواميس.
األستاذ :بلقندوز