You are on page 1of 60

‫مدقاصّ االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي‬

‫ وتطبيدقاتها املعاصرة‬،‫يف االقتصاد اإلسالمي‬


Maqasids of Consumption and their Effect on
Directing Consumption Behavior in Islamic
Economics, And their Contemporary Applications

‫ كليَّة‬،‫ قسم االقتصاد اإلسالمي‬،‫أستاذ االقتصاد اإلسالمي املشارك‬


‫ اجلامعة اإلسالميَّة باملدينة املنورة‬،‫الشريعة‬

Prepared by :
Dr. Muhammad Ahmed Omer Babiker
Professor, Associate Professor Of Islamic Economic
Department Of Islamic Economic Sharia'a College
Islamic University Of Madinah
Email: hashimo0966@gmail.com

‫اعتماد البحث‬ ‫استالم البحث‬


A Research Approving A Research Receiving
2023/05/11 2022/12/20
‫نشر البحث‬
A Research publication
2023/09/30
DOI : 10.36046/2323-056-206-025
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬

‫ملخص البحث‬

‫يعاجل البحث الغاايت أو املقاصد اليت ينبغي أن يتبعها املسلم عند لتفاقه‬
‫واستهالكه‪ ،‬واليت ًل تُل َفى جمموعةا يف مكان واحد‪ ،‬وًل هي متناسقة يف وجودها‪.‬‬
‫ويذكر ما يؤيدها من تطبيقات معاصرة هلا‪ .‬وأمهية البحث تنشأ من أن العم هبذه‬
‫املقاصد حيدث التوازن يف لتفاق املسلم بني ما هو مادي وما هو معنوي‪ ،‬وما هو‬
‫دتيوي وما هو أخروي‪ .‬وهدف البحث لظهار هذه املقاصد ليعم هبا املسلم ليعدل‬
‫سلوكه اًلستهالكي وف اقا هلا‪ .‬ويفرتض أن العم مبقاصد اًلستهالك يؤدي ل ى‬
‫التخصيص الكفؤ للموارد‪.‬‬
‫ويتبع املنهج اًلستقرائي واًلستنباطي والتحليلي للتوص ل ى ما خيدم أغراض‬
‫البحث‪ .‬وأهم ما تتج عن هذا البحث‪ :‬أن اتباع املقاصد اًلستهالكية ينتج عنه‬
‫التخطيط اًلستهالكي السليم إلتفاق الدخ ‪ ،‬عن طريق التوازن بني أمر الدتيا وأمر‬
‫اآلخرة‪ .‬ويوصي إببراز هذه املقاصد وتشرها ألج العم هبا‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪( :‬املقاصد الشرعية ‪ -‬املقاصد القرآتية لالستهالك ‪ -‬أتواع‬
‫اًلستهالك ‪ -‬قواعد اًلستهالك ‪ -‬أثر مقاصد اًلستهالك ‪ -‬التطبيقات املعاصرة)‪.‬‬
011

Abstract

The research tackles the goals or objectives, which Muslim ought


to follow while spending or consuming, which are not found
collectively in one place, and not consistent in its existence. And
mentions what advocates their contemporary applications. Research
importance stems from the fact that dealing with these goals,
maintains balance in Muslim's spending between what is material and
what is moral, and what is earthly and what is otherworldly. Research
goal is to clarify these goals in order that Muslim implements them to
modify his consumption behavior accordingly. And the research
postulates that work with consumption goals leads to efficient
allocation of resources. Research follows deductive ,inductive and
analytical methods to reach what serves research purposes. Most
important result is: following of consumption goals results in right
consumption planning of income spending, through balance between
the command of the world and hereafter. And it recommends
displaying and spreading of these goals for the sake of working out.
Key Words: (Sharia'a Maqasids - Quranic Maqasids of
consumption - Consumption types - Consumption rules - Effect of
Maqasids of Consumption - Contemporary Applications(.
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬

‫منهج البحث‬

‫‪ ‬املدقّمة املنهجية للبحث‪:‬‬


‫وهي الطريقة املتبعة يف لجناز البحث‪.‬‬
‫‪ ‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫يعاجل البحث الغاايت أو املقاصد اليت ينبغي أن يتبعها املسلم عند لتفاقه‬
‫واستهالكه‪ ،‬واليت ًل تُل َفى جمموعةا يف مكان واحد‪ ،‬وًل هي متناسقة يف وجودها‪.‬‬
‫ويبحث يف املقاصد الشرعية اًلقتصادية املتعلقة ابإلتفاق واًلستهالك اليت بثها‬
‫القرآن‪ ،‬واليت تعم على توجيه السلوك اًلستهالكي للمسلم‪ .‬ومن مث يربز العالقة بني‬
‫هذه الغاايت واملقاصد‪ ،‬وأتثريها يف السلوك اًلستهالكي للمسلم‪.‬‬
‫نشئ هذه األسئلة ليتصدى لإلجابة عنها‪:‬‬‫وي ي‬
‫ُ‬
‫‪-1‬ما هي املقاصد اًلستهالكية اليت يرغب يف حتقيقها الفرد املسلم من خالل‬
‫لتفاقه على حاجاته؟‬
‫‪-4‬ما هي املقاصد القرآتية الشرعية اًلقتصادية املتعلقة ابًلستهالك والسلوك‬
‫اًلستهالكي؟‬
‫‪-1‬كيف تعم هذه املقاصد اًلستهالكية على توجيه السلوك اًلستهالكي‬
‫للمسلم؟‬
‫‪011‬‬

‫‪-2‬ه هناك تطبيقات معاصرة ألوجه هذه املقاصد الشرعية اًلستهالكية؟‬


‫‪ ‬أهمية البحث‪:‬‬
‫تنشأ أمهية البحث من عدة جواتب‪:‬‬
‫‪-1‬أن العم هبذه املقاصد حيدث التوازن يف لتفاق املسلم بني ما هو مادي‬
‫وما هو معنوي‪ ،‬وما هو دتيوي وما هو أخروي‪.‬‬
‫‪-4‬متس احلاجة ل ى لبراز املقاصد الشرعية املتعلقة ابًلستهالك‪ ،‬ولظهار دورها‬
‫يف توجيه السلوك اًلستهالكي للمسلم‪.‬‬
‫‪-1‬ميث هذا البحث لضافة جديدة مل يسبق لليها فيما يتعلق أبتواع اًلستهالك‬
‫وغاايته ومقاصده املستقرءَة من القرآن‪ ،‬وهو ما يكون له مردود يف علم اًلقتصاد‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪-2‬يوضح اجلواتب اًلقتصادية والتطبيقات املعاصرة ألثر املقاصد على‬
‫اًلستهالك‪.‬‬
‫‪ ‬أهّف البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث ل ى حتقيق مجلة من األهداف‪:‬‬
‫‪-1‬يُظ يهر املقاصد القرآتية الشرعية اًلقتصادية اإلسالمية لالستهالك‪ ،‬ليعم‬
‫هبا املسلم وليعدل وف اقا هلا سلوكه اًلستهالكي‪.‬‬
‫‪-4‬يوضح الكيفية اليت يتوجه هبا السلوك اًلستهالكي للمسلم يف لطار هذه‬
‫املقاصد الشرعية‪.‬‬
‫‪-1‬يبني اًلجتاه الصحيح لإلتفاق‪ ،‬الذي يوازن بني احلاجات الدتيوية‬
‫واحلاجات األخروية‪.‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬
‫‪-2‬يعرف ابلتطبيقات املعاصرة ملقاصد اًلستهالك‪.‬‬
‫‪ ‬فروض البحث‪:‬‬
‫يعم البحث على اختبار صحة الفروض التالية‪:‬‬
‫‪-1‬هناك مقاصد استهالكية قرآتية شرعية تعم على تنظيم لتفاق الفرد املسلم‬
‫وتؤدي ل ى التخصيص الكفؤ للموارد‪.‬‬
‫‪-4‬تلتقي مقاصد اًلستهالك القرآتية مع املقاصد الشرعية وتعم على التوجيه‬
‫السليم للسلوك اًلستهالكي للمسلم‪.‬‬
‫‪-1‬العم ابملقاصد الشرعية لالستهالك يؤدي ل ى التوجيه السليم إلتفاق‬
‫املسلم‪.‬‬
‫‪-2‬تؤيد النماذج السابقة والتطبيقات املعاصرة ملقاصد اًلستهالك الشرعية‬
‫لمكاتية التطبيق والتعميم‪.‬‬
‫‪ ‬منهج البحث‪:‬‬
‫يتبع البحث املنهج اًلستنباطي واًلستقرائي والتحليلي‪ ،‬ملناسبته ملشكلة‬
‫البحث‪ .‬والذي يقوم على النظر يف آايت القرآن املتعلقة ابًلستهالك ومتعلقاته‪ ،‬وما‬
‫جيري من تطبيقات تتعلق ابلسلوكيات اًلستهالكية‪ ،‬للتوص ل ى كليات ضابطة‬
‫وموجهة لسلوك واستهالك املسلم حال لتفاقه‪.‬‬
‫‪ ‬الّراسات السابدقة‪:‬‬
‫هذا البحث ًل ينبين على دراسة سبقته‪ ،‬ولمنا هو اًلستنباط املباشر من آايت‬
‫القرآن‪ ،‬مع استعمال منهج اًلستقراء كما تقدم يف املستخلص‪ .‬وأيخذ هذا البحث‬
‫من النصوص الشرعية وأقوال العلماء يف املقاصد الشرعية‪ ،‬ويضعها لتتالءم مع‬
‫‪012‬‬

‫التحلي اًلقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬هيكل البحث‪:‬‬
‫ويتكون من مقدمة وأربعة مباحث‪ ،‬على هذا النحو‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم املقاصد يف الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬الغاية من االستهالك‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬املقاصد الشرعية االقتصادية يف القرآن وأتثريها يف‬
‫السلوك االستهالكي‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬النماذج والتطبيقات املعاصرة ملقاصد االستهالك الشرعية‪.‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪013‬‬

‫مدق ِّمة البحث‬

‫للمقاصد الشرعية واألفعال اإلتساتية املتجهة حنو حتقيق الغاية من استخالف‬


‫وقع عظيم ومكاتة يف الشريعة اإلسالمية ويف تفوس الناس‪ .‬لًل أن لظهارها‬
‫اإلتسان‪ٌ ،‬‬
‫وجتلية حقيقتها مما خيفى على كثري من الناس؛ لذ لهنم يسلكون يف استهالكهم‬
‫الطبعي أو العادي للبشر‪ ،‬دون أن يتجه فكرهم ل ى تعديله وحتسينه‬
‫ولتفاقهم السلوك ْ‬
‫ابتباع املقاصد اًلستهالكية إلتفاق الدخ على احلاجات املختلفة‪ ،‬ابلتفريق بني ما‬
‫هو للدتيا وما هو لآلخرة‪ .‬وقد هذب القرآن الطباع اإلتساتية للمؤمن لتتوافق مع‬
‫الغاية من ليراد األوامر والنواهي‪ ،‬وتلتقي مع هدف العبودية‪ .‬وقد يسلك اإلتسان‬
‫حبكم الطبع ‪ -‬عند استهالكه ولتفاقه ‪ -‬ما ًل يتوافق مع الشرع‪ ،‬فتجئ املقاصد اليت‬
‫مرشدا له ل ى الطريقة الصحيحة والوجهة القاصدة يف التعام مع ما‬
‫بينها له القرآن‪ ،‬ا‬
‫وغريه من حيث ًل يدري‪ ،‬وقد حيرم‬‫تفسه َ‬ ‫ميلك من مال وأعيان‪ .‬فقد يضر بفعله َ‬
‫غريه مع استح قاقه‪ ،‬فيتنكب سواء السبي ‪ ،‬وتضيع مثرة احلركات واألفعال‪ ،‬ويبتعد عن‬
‫الغاايت واألهداف‪.‬‬
‫وهذا البحث يعاجل مقاصد اًلستهالك الذي هو أص قيام بنية اآلدمي‪ .‬ولكن‬
‫ملا كان اتبع ا ألص وجود اإلتسان يف األرض ‪ -‬الذي ُخليق ملقصد العبادة ‪ -‬وهو‬
‫أص ضروري‪ ،‬كان اًلشتغال ابًلستهالك من حيث كوته مقيما لإلتسان‪ ،‬ضرورايا‪.‬‬
‫‪010‬‬

‫ويتفرع من ذلك أن اًلهتمام مبقاصد اًلستهالك حاجي؛ ألته حافظ للضروري‬


‫ومكم له‪ .‬ويعتمد ذلك على مقصدين أساسيني مها الركن يف هذه املقاصد‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫مقصد حفظ النفس ومقصد حفظ املال‪ .‬وواسطتهما واألص فيهما‪ ،‬هو مقصد‬
‫مقصدا حفظ النس وحفظ العق ‪،‬‬
‫َ‬ ‫حفظ الدين‪ .‬وبذلك تقع عمارة األرض‪ .‬وأييت‬
‫التابعني ملقصد حفظ النفس‪ ،‬من حيث تعلقهما هبا‪ .‬يهتم البحث‬
‫كاملكملَني و َ‬
‫كذلك إببراز اجلواتب التطبيقية والنماذج املتعلقة مبقاصد اًلستهالك‪ ،‬ألج أتكيد‬
‫لمكاتية العم هبا يف الواقع املعاش اليوم‪.‬‬
‫املبحث األوَّل‪ :‬مفهوم املدقاصّ يف الشريعة اإلسالمية‬
‫يعاجل هذا املبحث مفهوم علماء األصول للمقاصد‪ ،‬وما يتعلق أبتواعها‬
‫وضوابطها وابتنائها‪ ،‬وعالقة التكاليف الشرعية ابملقاصد الشرعية‪ .‬ويتمهد املبحث‬
‫بتعريف املقاصد يف اللغة‪ ،‬ويتلوه شرح مفهوم املصطلح عند أه اًلختصاص‪.‬‬
‫فاملبحث ينقسم ل ى مطلبني اثنني‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم املقاصد يف اللغة‬
‫املطلب الثاين‪ :‬املقاصد يف اصطالح األصوليني‪.‬‬
‫املطلب األوَّل‪ :‬مفهوم املدقاصّ يف اللغة‬
‫قال يف معجم الصحاح‪ :‬القصد لتيان الشيء‪ .‬تقول‪ :‬قصدته‪ ،‬وقصدت له‪،‬‬
‫وقصدت لليه‪ ،‬مبعىن‪ .‬والقصد بني اإلسراف والتقتري‪ .‬والقصد‪ :‬العدل(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬اجلوهري‪ ،‬لمساعي بن محاد‪( :‬معجم الصحاح)‪ ،‬مرتب ترتيبا ألفبائيا وفق أوائ احلروف‪،‬‬
‫=‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬
‫ويف املعجم الوسيط‪ :‬قصد الطريق قصدا‪ :‬استقام‪ .‬وقصد له‪ ،‬ولليه‪ :‬توجه لليه‬
‫عامدا‪ ،‬ويقال قصده‪ .‬القصد ‪ -‬يقال‪ :‬هو على القصد وعلى قصد السبي ‪ .‬لذا كان‬
‫راشدا والقصد استقامة الطريق‪ .‬يقال طريق قصد‪ :‬سه مستقيم(‪.)1‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املدقاصّ يف اصطالح األصوليني‬
‫هذا مما اجتهد فيه املعاصرون من علماء املقاصد ملا مل يبلغهم عنها شيء من‬
‫تعريفها عند املتقدمني من علماء األصول‪ .‬ولكنهم استأتسوا بعبارات الشاطيب يف‬
‫موافقاته‪ .‬وبنوا على ما كتبه اإلمام حممد الطاهر بن عاشور يف مقاصده‪ .‬واختلفت‬
‫عباراهتم يف التعريف تبعا ًلختالف مداركهم وفهمهم‪ ،‬كغريها من علوم الشريعة‬
‫الفرعية‪.‬‬
‫فابن عاشور يقول هي‪ :‬املعاين واحلكم امللحوظة للشارع يف مجيع أحوال‬
‫التشريع أو معظمها حبيث ًل ختتص مالحظتها ابلكون يف توع خاص من أحكام‬
‫الشريعة(‪.)4‬‬

‫=‬
‫اعتىن به‪ :‬خلي مأمون شيحا‪( ، ،‬ط‪1211 ،2 :‬هـ ‪4114 -‬م‪ ،‬بريوت‪ :‬دار املعرفة )‪ ،‬ص‬
‫‪. 861‬‬
‫(‪ )1‬ابن عاشور‪ ،‬حممد الطاهر‪( ،‬مقاصد الشريعة اإلسالمية)‪ ،‬حتقيق ومراجعة‪ :‬الشيخ حممد‬
‫احلبيب بن اخلوجة‪ 1248( ،‬ه – ‪ 4112‬م‪ ،‬طبعة وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية –‬
‫قطر)‪168 :1 ،‬‬
‫(‪ )4‬احلسن‪ ،‬خليفة اببكر‪( ،‬فلسفة مقاصد التشريع يف الفقه اإلسالمي وأصوله)‪1287( ،‬م‪ ،‬جملة‬
‫كلية الشريعة والقاتون‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة)‪ ،‬العدد ‪ ،1‬ص ‪ ،8‬موجود يف قالب يب دي‬
‫لف‪.‬‬
‫‪011‬‬

‫وقال خليفة اببكر احلسن هي‪ :‬الروح العامة اليت تسري يف كيان تلك األحكام‬
‫واملنطق الذي حيكمها ويربز خصوصياهتا وينبئ عن متيز أسلوهبا وتفرد طريقتها‬
‫وارتباطها أبسسها ومنطلقاهتا‪.‬‬
‫وعرفها يوسف العامل أبهنا‪ :‬الغاية اليت يرمي لليها التشريع واألسرار اليت وضعها‬
‫الشارع احلكيم عند ك حكم من األحكام(‪.)1‬‬
‫تتلخص التعريفات املتقدمة يف اتفاقها على املكوانت التالية ملقاصد الشريعة‪:‬‬
‫‪-‬املعاين واحلكم واملقاصد اليت يرمي لليها الشرع‪.‬‬
‫‪-‬مشول هذه املعاين والغاايت لعموم أحكام الشريعة وخصوصياهتا‪.‬‬
‫‪-‬حتقيق مصاحل العباد‪.‬‬
‫‪-‬األسرار الكامنة يف أحكام الشرع ومقاصده‪.‬‬
‫وهي أمور بال شك خادمة حلركة املعاش اليت ميارسها اإلتسان املسلم‪ ،‬ويتوخى‬
‫أن تكون وفق أهدافه احلياتية‪.‬‬
‫من املمكن صياغة تعريف مما تقدم على هذا النحو‪:‬‬
‫"املقاصد الشرعية هي‪ :‬املقاصد واألهداف واحلكم اليت تنطوي عليها مصاحل‬
‫اخللق واملبثوثة يف النصوص واألحكام الشرعية‪ ،‬واليت جتلب املنافع وتدفع املضار‪،‬‬
‫حتقي اقا لسعادة الدارين"‪.‬‬

‫(‪ )1‬العامل‪ ،‬يوسف حامد‪( ،‬املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية)‪ ( ،‬ط‪1214 ،1 :‬ه‪1221-‬م‪،‬‬
‫هريتد‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬الوًلايت املتحدة األمريكية‪ ،‬املعهد العاملي للفكر اإلسالمي)‪ ،‬ص ‪،81‬‬
‫موجود على قالب يب دي لف‪.‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬
‫‪ 1/2/1‬أنواع املدقاصّ الشرعية‪:‬‬
‫قسم اإلمام الشاطيب املقاصد الشرعية ل ى ضربني‪ :‬مقاصد أصلية ومقاصد‬
‫اتبعة‪.‬‬
‫ًلحظ فيها للمكلف‪ ،‬ألهنا قيام مبصاحل‬‫وعرف املقاصد األصلية أبهنا‪ :‬اليت َ‬
‫عامة مطلقة‪ .‬وهي تنقسم ل ى ضرورية عينية ول ى ضرورية كفائية‪ .‬فالدينية على ك‬
‫مكلف يف تفسه‪ ،‬فهو مأمور حبفظ دينه اعتقادا وعمالا‪ ،‬وحبفظ تفسه قيام ا‬
‫بضرورايت حياته‪ ،‬وحبفظ ماله استعاتة على لقامة تلك األوجه األربعة‪ ،‬من الدين‬
‫والنفس والعق والنس (‪ .)1‬ويظهر من هذا‪ ،‬التعلق اللصيق بني املقاصد الشرعية‬
‫واملقاصد الدتيوية اًلستهالكية‪.‬‬
‫أما الكفائية فيقصد هبا كوهنا منوطة ابلغري أن يقوم هبا على العموم يف مجيع‬
‫املكلفني‪ ،‬لتستقيم األحوال العامة اليت ًل تقوم اخلاصة لًل هبا‪.‬‬
‫وهو ًلحق ابألول‪ ،‬لذ ًل يقوم العيين لًل ابلكفائي‪ .‬والقائم بذلك خليفة هللا‬
‫يف عباده على حسب قدرته(‪.)4‬‬
‫أما املقاصد التابعة فعنده‪ :‬أهنا اليت روعي فيها حظ املكلف‪ .‬فمن جهتها‬
‫حيص له مقتضى ما جب عليه من تي الشهوات واًلستمتاع ابملباحات وسد‬

‫(‪ )1‬الشاطيب‪ ،‬لبراهيم بن موسى اللخمي الغرانطي‪( ،‬املوافقات يف أصول الشريعة)‪ ،‬شرحه وخرج‬
‫أحاديثه‪ :‬عبد هللا دراز‪ ،‬وضع ترامجه‪ :‬حممد عبد هللا دراز‪ ،‬خرج آايته وفهرس موضوعاته‪ :‬عبد‬
‫السالم عبد الشايف حممد‪( ،‬ط‪4112 ،4‬م‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية)‪ ،‬ص ‪141‬‬
‫(‪ )4‬ابن عاشور‪( ،‬مقاصد الشريعة)‪168 :1 ،‬‬
‫‪011‬‬

‫اخلالت‪ .‬لذ خلق له شهوة الطعام والشراب ليحركه ذلك الباعث ل ى التسبب يف سد‬
‫هذه اخللة مبا أمكنه(‪.)1‬‬
‫ويرى الشاطيب أن املقاصد التابعة خادمة للمقاصد األصلية ومكملة هلا(‪.)4‬‬
‫‪ 2/2/1‬الصفات الضابطة للمدقاصّ الشرعية‪:‬‬
‫ذهب ابن عاشور ل ى تقسيم املقاصد الشرعية ل ى توعني َحلي َظ فيه املعاين‪،‬‬
‫خبالف تقسيم الشاطيب الذي َحلي َظ فيه الطلب من جهة املكلف‪.‬‬
‫فقسمهما ل ى‪ :‬معان حقيقية ومعان عرفية عامة‪ .‬ويرى اتضباط هذه املقاصد‬
‫أبربعة شروط هي‪ :‬الثبوت والظهور واًلتضباط واًلطراد‪.‬‬
‫ضرا‪ ،‬حبيث‬
‫أما احلقيقية فهي اليت هلا حتقق يف تفسها حبيث جتلب تفعا وتدفع ا‬
‫تدرك العقول السليمة مالءمتها أو منافرهتا هلا‪ .‬والعرفية هي اجملرابت اليت ألفتها تفوس‬
‫اجلماعة واستحسنتها استحساانا انشئا عن جتربة مالءمتها لصالح اجلمهور‪،‬‬
‫كاإلحسان وعقوبة اجلاين(‪.)1‬‬
‫‪ 3/2/1‬ابتناء مدقاصّ الشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫يرى ابن عاشور أن ابتناء مقاصد الشريعة على وصف الشريعة اإلسالمية‬
‫األعظم وهو الفطرة(‪ .)2‬وأن السماحة أول أوصاف الشريعة وأكرب مقاصدها‪ ،‬فإن‬

‫(‪ )1‬الشاطيب‪( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪.441‬‬


‫(‪ )4‬الشاطيب‪( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪.441‬‬
‫(‪ )1‬ابن عاشور‪( ،‬مقاصد الشريعة)‪.176 :1 ،‬‬
‫(‪ )2‬ابن عاشور‪( ،‬مقاصد الشريعة)‪.122 ،188 :1 ،‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬
‫املقصد العام من التشريع فيها هو حفظ تظام األمة واستدامة صالحه بصالح توع‬
‫اإلتسان‪ .‬ويشم صالحه وصالح عقله وصالح عمله وصالح موجودات العامل(‪.)1‬‬
‫‪ 4/2/1‬تكاليف الشريعة ومدقاصّ اخللق‪:‬‬
‫يقسم الشاطيب مع غريه من العلماء مقاصد اخللق منتسبةا ل ى تكاليف الشريعة‬
‫ل ى ثالثة أقسام‪ :‬ضرورية وحاجية وحتسينية‪.‬‬
‫ويعىن ابلضرورية‪ :‬أهنا ًلبد منها يف قيام مصاحل الدين والدتيا‪ ،‬حبيث لذا فُيقدت‬
‫مل َْجت ير مصاحل الدتيا على استقامة‪ ،‬ب على فساد وهتارج وفوت حياة‪ ،‬وىف األخرى‬
‫فوت النجاة والنعيم والرجوع ابخلسران املبني‪.‬‬
‫واحلفظ هلا يكون من جاتب الوجود ومن جاتب العدم‪ ،‬إبقامة األركان ودرء‬
‫اًلختالل(‪ .)4‬ومن مراعاة الضرورايت من جاتب الوجود‪ ،‬تتبُّع العادات الراجعة ل ى‬
‫حفظ النفس والعق ‪ ،‬كتناول املأكوًلت واملشروابت وامللبوسات واملسكوانت‪ ،‬وما‬
‫أشبه ذلك‪ .‬وجمموع الضرورايت منحصرة يف مخسة ابستقراء‪ ،‬وهي‪ :‬حفظ الدين‬
‫والنفس والنس واملال والعق (‪.)1‬‬
‫أما احلاجيات فمعناها‪ :‬أهنا مفتقر لليها من حيث التوسعة ورفع الضيق املؤدى‬
‫يف الغالب ل ى احلرج واملشقة الالحقة بفوت املطلوب‪ .‬فإذا مل تراع دخ على املكلفني‬
‫على اجلملة ‪ -‬احلرج واملشقة‪ ،‬ولكنه ًل يبلغ مبلغ الفساد العادي املتوقع يف املصاحل‬

‫(‪ )1‬الشاطيب‪( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪.441‬‬


‫(‪ )4‬الشاطيب‪( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪444‬؛ ابن عاشور‪( ،‬مقاصد الشريعة)‪.421 :1 ،‬‬
‫(‪ )1‬الشاطيب‪( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪011‬‬

‫العامة(‪.)1‬‬
‫وأما التحسينات‪ ،‬فتعىن األخذ مبا يليق مبحاسن العادات‪ ،‬وجتنب املدتسات‬
‫اليت أتتفها العقول الراجحات‪ ،‬وجيمع ذلك قسم مكارم األخالق(‪.)4‬‬
‫وهي جترى فيما جترى فيه‪ ،‬يف العادات‪ ،‬كآداب األك والشرب وجماتبة املآك‬
‫النجسات واملشارب املستخبثات‪ ،‬واإلسراف واإلقتار يف املتناوًلت‪ .‬قال الشاطيب‪:‬‬
‫ك مرتبة من هذه املراتب ينضم لليها ما هو كالتتمة والتكملة‪ ،‬حبيث لذا فقد مل خي‬
‫الشاطيب لتتمات التحسينات ابإلتفاق من طيبات‬ ‫حبكمتها األصلية‪ .‬وميث‬
‫املكاسب(‪ .)1‬وشرط التكملة أًل يعود اعتبارها على األص ابإلبطال(‪ .)2‬واملقاصد‬
‫الضرورية يف الشريعة أص للحاجية والتحسينية(‪.)8‬‬
‫واحملافظة على واحد منها يقتضي احملافظة على اآلخر؛ ألن احلاجي خادم‬
‫للضروري‪ ،‬والتحسيين خادم للحاجي‪ ،‬والضروري هو املطلوب‪.‬‬

‫(‪ )1‬الشاطيب‪( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪.448‬‬


‫(‪ )4‬الشاطيب‪( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫(‪ )1‬الشاطيب‪( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪.446‬‬
‫(‪ )2‬أبو حممد عبد احلق بن غالب بن عطية األتدلسي‪( ،‬احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشايف‪ ، ،‬ط‪1217 ،2/‬ه – ‪4116‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت – لبنان)‪177: 4،‬‬
‫(‪ )8‬أبو حممد عبد احلق بن غالب بن عطية األتدلسي‪( ،‬احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشايف‪ ، ،‬ط‪1217 ،2/‬ه – ‪4116‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت – لبنان)‪177: 4،‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الغاية من االستهالك‬
‫تعم الشريعة على توجيه مقاصد السلوك اًلستهالكي‪ ،‬جلب ا للنفع ودفع ا‬
‫للضر؛ ألج حتصي املصاحل وتقلي املفاسد‪ .‬وقيمة اًلستهالك فيما جيلبه من منفعة‬
‫لفاعله ولغريه‪ ،‬ودرؤه من مفسدة له ولغريه‪ .‬فاستهالك الطعام فيه منفعة آلكله ودفع‬
‫أمل جوعه‪ ،‬كما أن ليصال الطعام ل ى الغري تدابا أو لجياابا‪ ،‬فيه منفعة ملن تُيق لليه‬
‫الطعام‪ ،‬بس د جوعه وذهاب أمله‪ .‬فالغاية هلا أتثري على الوسيلة‪ .‬فالغاية هي املوجه‬
‫للسلوك اًلستهالكي جتاه النفس والغري‪.‬‬
‫يتقدم هذه الغاايت اًلستهالكية أتواع اًلستهالك اليت هلا أتثري على سلوك‬
‫املستهلك‪ ،‬وذلك يف مطلبني هلذا املبحث‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أتواع اًلستهالك‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الغاايت أو املقاصد الدتيوية واألخروية لالستهالك‬
‫املطلب األول‪ :‬أنواع االستهالك‬

‫هذه األتواع مستخرجة من النصوص الشرعية العامة ومقاصد الشريعة‪ ،‬سواءا‬


‫جاءت على وجه اإلجياب أو على وجه اًلستحباب‪ ،‬فيما يتعلق ابًلستهالك‪ ،‬وهي‬
‫مأخوذة من استقراء النصوص الشرعية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪-1‬استهالك معاشي‪.‬‬
‫‪-4‬استهالك رفاهي‪.‬‬
‫(استبقائي)‪.‬‬
‫‪-1‬استهالك تعاوين ْ‬
‫‪-2‬استهالك تقوميي‪.‬‬
‫‪012‬‬

‫االستهالك املعاشي‪:‬‬
‫أما اًلستهالك املعاشي‪ :‬فهو اًلستهالك املأمور به لبقاءا للنفس ولحياءا هلا‪،‬‬
‫لتقوم بوظيفتها من العبادة واًلعمار قال ‪ { :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ } [سورة‬
‫األعراف‪ ،]31:‬وقال‪ :‬ﭐﭐ { ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ } [سورة األعراف‪ ،]17:‬واملعايش‪ :‬مجع‬
‫التحرف الذي يؤدي لليه(‪.)1‬‬
‫معيشة‪ ،‬وهي لفظة تعم املأكول الذي يعاش به و ُّ‬
‫االستهالك الرفاهي‪:‬‬
‫وأما اًلستهالك الرفاهي‪ :‬فهو الزائد على أص املعاش حبيث يُ ُّ‬
‫عد صاحبه‬
‫مسرف ا مبا يتجاوز حدود املعروف‪ .‬لذلك قال تعا ى يف ضبط اًلستهالك‪( :‬وًل‬
‫تسرفوا) فيه أن التزام ترك اإلسراف يؤدي ل ى توجيه اًلتفاق ل ى مصاحل أخرى للفرد‬
‫واجملتمع‪ ،‬ويف هذا ختصيص للموارد‪ .‬قال يزيد بن حبيب‪ :‬هم الذين ًل يلبسون الثياب‬
‫طعاما للذة(‪ .)4‬وسيأيت بسط الكالم عن اإلسراف‪.‬‬
‫للجمال وًل أيكلون ا‬
‫االستهالك التعاوني‪:‬‬
‫وأما اًلستهالك التعاوين أو اًلستبقائي أو التعاوضي‪ :‬فهو طلب صاحبه‬
‫العي َوض األخروي مبا يبذله للمسكني من طعام أو ثياب وحنو ذلك‪ .‬وبه يقع التعاون‬
‫بني الواجد وغري الواجد‪ ،‬ويستبقي الفاع لذلك من طيباته حلياته األخرى‪ ،‬كما فع‬

‫(‪ )1‬ابن عطية‪( ،‬احملرر الوجيز)‪.441 :2 ،‬‬


‫(‪ )4‬اتظر‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬أبو عمر يوسف بن عبد هللا بن حممد النمري‪( ،‬اًلستذكار)‪ ،‬علق عليه‬
‫ووضع حواشيه‪ :‬سامل حممد عطا ‪ -‬حممد علي معوض‪( ،‬ط‪4111 ، 1/‬م‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية بريوت لبنان)‪. 121 :8 ،‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪013‬‬
‫(‪.)1‬‬ ‫عمر‬
‫وىف احلديث فيمن اشرتى ثوابا جديدا ودعا‪ ،‬وفيه‪( :‬مث عمد إىل ثوبه اخلَلَق‬
‫فكساه مسكيناً مل يزل يف جوار هللا ويف ذمة هللا ويف كنف هللا حياً وميتاً‪ ،‬ما بقي‬
‫من الثوب سلك)(‪.)4‬‬
‫وقد كان صاحب حديقة يقتطع ثلثا من زرعه فيجعله يف املساكني(‪.)1‬‬
‫وهو سلوك لتفاقي رشيد‪ ،‬يؤدي لظهاره وتشره‪ ،‬ل ى لحياء فضائ قييمة‪ ،‬تعني‬
‫على درء مشكالت تتعلق هبدر املال وسوء استخدامه‪ ،‬ب تعم على حسن‬
‫توجيهه‪ .‬ووجه اعتباره استهال اكا مبا ينتق ل ى املعطَى من ثياب أو مال‪ ،‬فيؤول‬
‫اًلتتفاع األخري له‪.‬‬
‫االستهالك التدقوميي‪:‬‬
‫وأما اًلستهالك التقوميي فهو ما يقع لإلتسان يف ماله عقوبةا له لينتفع به‬

‫(‪ )1‬املنذري‪ ،‬زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي‪( ،‬الرتغيب والرتهيب من احلديث الشريف)‪،‬‬
‫ضبط أحاديثه وعلق عليها‪ :‬مصطفى حممد عمارة‪ ،‬ط‪1188، 1/‬هـ ـ ‪1268‬م دارلحياء‬
‫الرتاث العريب‪ ،‬دون بلد)‪ . 117، 21 :1 ،‬رواه الرتمذي وقال‪ :‬حديث غريب‪ ،‬وابن ماجة‬
‫واحلاكم والبيهقي‪.‬‬
‫(‪ )4‬مسلم‪ ،‬أبو احلسني بن احلجاج‪( ،‬صحيح مسلم)‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬ابب فض اإلتفاق على‬
‫املساكني وابن السبي ‪ ،‬حديث ‪( ،7271‬ط ‪1241، 4/‬هـ ‪ 4111 -‬م‪ ،‬دار السالم –‬
‫الرايض)‪ ،‬ص ‪.1421‬‬
‫(‪ )1‬اتظر‪ :‬الباحث‪( ،‬معاجلة الكفارات الشرعية ملشكلة الفقر)‪ ،‬جملة بيت املشورة‪ ،‬جملة دولية‬
‫حمكمة يف اًلقتصاد والصريفة اإلسالمية‪( ،‬العدد ‪ ، 7‬أكتوبر ‪4117‬م‪ ،‬دولة قطر)‪ ،‬ص‬
‫‪. 118 ، 141 ، 116‬‬
‫‪010‬‬

‫الفقراء‪ ،‬مث كفارة اإلفطار وخمالفات احلج وكفارة اليمني وكفارة الظهار وكفارة القت ‪.‬‬
‫فهو استهالك ولتفاق جربي لفاع املخالفة من غري اتتفاع له مبا خيرجه من طعام‬
‫وحنوه‪ ،‬ب ليكون استهالكا ملن اتتق لليه الطعام وهم املساكني‪ .‬فهو بذلك استهالك‬
‫تقوميي‪ ،‬أي لتصحيح خطأ املكلف الذي يقع فيه‪ .‬والعلماء على خالف يف كوهنا‬
‫عقوبة أم عبادة‪.‬‬
‫يتحص من ذلك تقومي السلوك اًلقتصادي للفرد املسلم‪ ،‬وتتهذب تفسه‪،‬‬
‫ويتعدل سلوكه اإلتفاقي‪ ،‬فيحتاط من الوقوع يف مث هذه املخالفات القولية أو‬
‫الفعلية(‪.)1‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الغايات أو املدقاصّ الّنيوية واألخروية لالستهالك‬
‫ًل يستهلك املسلم ألغراض دتيوية فحسب‪ ،‬ب يتعدى ذلك ل ى مزج تيته عند‬
‫استهالكه مبقاصد أخروية‪ .‬وبذلك تتم منفعته الكلية من اًلستهالك‪ .‬لذ ًل تتعلق‬
‫املنفعة بوقت الدتيا فقط‪ ،‬ب كذلك أبمر اآلخرة وأمدها‪ .‬وهو ما جيع استهالك‬
‫املسلم يف توازن‪ .‬وهذه املقاصد أو الغاايت اًلستهالكية هي ما يبتغيه املسلم من‬
‫سلوك يهذب به لتفاقه‪ ،‬ويتبع فيه لرشادات الشريعة‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬املدقاصّ الّنيوية لالستهالك‪.‬‬
‫هناك مقاصد متعددة يسعى املسلم ل ى حتقيقها من خالل فع اًلستهالك‪.‬‬

‫(‪ )1‬اتظر‪ :‬الباحث‪( ،‬معاجلة الكفارات الشرعية ملشكلة الفقر)‪ ،‬جملة بيت املشورة‪ ،‬جملة دولية‬
‫حمكمة يف اًلقتصاد والصريفة اإلسالمية‪( ،‬العدد ‪ ، 7‬أكتوبر ‪4117‬م‪ ،‬دولة قطر)‪ ،‬ص‬
‫‪118 ، 141 ، 116‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬
‫ومجلتها تنحصر يف أربعة مقاصد‪.‬‬
‫‪-1‬مدقصّ استبدقاء احلياة‪:‬‬
‫مبعىن أته يستهلك لبقاءا حلياته املأمور حبفظها من بني مقاصد الشرع اخلمسة‬
‫واليت منها حفظ النفس‪ .‬وهو مقصد يكاد يتوجه لليه ك اإلتفاق اًلستهالكي‪،‬‬
‫خاصة عند الفقراء وفئات الدخ املنخفض‪ ،‬حبكم السلوك الفطري والعفوي‪ .‬وًل‬
‫تكاد تتوجه عناية هؤًلء ل ى اًلدخار‪ ،‬لقصور دخوهلم عن استيفاء ضروراهتم‪.‬‬
‫‪-2‬مدقصّ مراعاة حظ األجيال الدقادمة‪:‬‬
‫يدخ يف ذلك توفري فاض اإلتفاق للقريب واجلار وغريمها‪ ،‬وكذلك مراعاة‬
‫عدم استنفاد املوارد مجلة واحدة يف أوقات استخدامها‪ .‬وهذا ألن للغري ممن أييت بعد‬
‫للنيب‬ ‫ذلك‪ ،‬حق ا يف هذه املوارد‪ .‬ويف هذا مراعاة أمر الندرة‪ ،‬وقد أشار عمر‬
‫بعدم حنر اإلب ‪ ،‬حَت ًل يق الظهر‪ ،‬واستبقاءا هلا لألجيال التالية(‪.)1‬‬
‫وهذا املقصد مطلوب من اجلماعة‪ ،‬كاحلكومات‪ ،‬كما هو مطلوب من‬
‫األفراد‪ .‬فيمتنع التبذير يف حقهم أو اإلسراف‪ .‬وقد قال تعا ى يف حق حفظ مال اليتيم‬
‫‪ { :‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ} [سورة النساء‪ ،]6:‬قال ابن العريب‪:‬‬ ‫قال‬
‫لسرافاا‪ :‬يعين جماوزاة من أموالكم اليت تنبغي لكم ل ى ما ًل حي لكم من أمواهلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬اتظر احلديث يف‪ :‬البخاري‪ ،‬حممد بن لمساعي ‪( ،‬صحيح البخاري)‪ ،‬كتاب الشركة‪ ،‬ابب‬
‫الشركة يف الطعام والنهد والعروض‪ ،‬حديث رقم ‪ ، 4282‬وكتاب اجلهاد والسري‪ ،‬ابب مح‬
‫الزاد يف الغزو‪ ،‬حديث رقم ‪( ، 4284‬ط‪1212 ،4/‬ه – ‪1222‬م‪ ،‬دار السالم للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرايض)‪ ،‬ص ‪.221 ،214‬‬
‫‪011‬‬

‫وبدارا‪ :‬يعين مبادراة أن يكربوا‪ ،‬واستباقاا‬


‫واإلسراف‪ :‬جماوزة احلد املباح ل ى احملظور‪ .‬ا‬
‫استئثارا عليهم أبمواهلم(‪ .)1‬وهذا املقصد يشري ل ى حفظ األصول‬
‫ملعرفتهم ملصاحلهم‪ ،‬و ا‬
‫ل ى أوان احلاجة لليها‪.‬‬
‫‪-3‬مدقصّ مّفوع باملآل‪:‬‬
‫وذلك بتأجي استهالك سلعة يف املستقب بتنظيم استهالكها يف احلاضر‪ .‬ففيه‬
‫تبطئة وتقلي لالستهالك ليؤول األمر ل ى استبقائها أطول أمد ممكن‪ .‬وهو هدي عمر‬
‫كما تقدم‪.‬‬
‫يف بعض خطبه على املنرب‪" :‬وًل أتكلوا البيض‪ ،‬فإن البيضة‬ ‫قال عمر‬
‫لقمة‪ ،‬فإذا كاتت صارت دجاجة ُمثُ َن درهم"(‪.)4‬‬
‫‪-4‬مدقصّ زيادة طلب سلعة معينة‪:‬‬
‫حيدث ذلك مبنع استهالك سلعة لضررها‪ ،‬ألج توجيه الطلب ل ى سلعة‬
‫أخرى انفعة أو أكثر تفع ا‪ .‬كمنع احلاكم استخدام الفحم للطهي واألغراض املنزلية‪،‬‬
‫ليتوجه الطلب ل ى استعمال الغاز ليزداد الطلب عليه‪ ،‬ومن مث يزداد عرض لتتاجه‪،‬‬
‫ويرخص سعره‪ .‬وهذا املقصد منوط ابحلاجة واحلال والزمان واملكان(‪ .)1‬وهو مقصد‬

‫(‪ )1‬ابن العريب‪ ،‬حممد بن عبد هللا‪( ،‬أحكام القرآن)‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى أبو املعاطي‪( ،‬ط‪،1/‬‬
‫‪1218‬ه‪4112-‬م‪ ،‬دار الغد اجلديد‪ -‬القاهرة)‪.122 :1،‬‬
‫(‪ )4‬الباحث‪( ،‬الوجيز يف علم اًلقتصاد اإلسالمي)‪( ،‬ط‪1246 ،1/‬ه – ‪4118‬م‪ ،‬مطبعة جي‬
‫اتون‪ ،‬اخلرطوم)‪ ،‬ص‪41‬‬
‫(‪ )1‬الشيباين‪ ،‬حممد بن احلسن‪( ،‬كتاب الكسب)‪ ،‬ويليه رسالة احلالل واحلرام ًلبن تيمية‪ ،‬اعتىن‬
‫هبما‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪( ،‬ط‪1217 ،1‬ه‪4116-‬م‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار السالم)‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬
‫مدفوع ابحلاجة‪ ،‬مقرتن ابإلمكان‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬املدقاصّ األخروية لالستهالك‪:‬‬
‫استجالاب لثواب اآلخرة‪ ،‬وتقرااب ل ى هللا‬
‫ا‬ ‫وهي مقاصد يلتمس املسلم فعلها‬
‫تعا ى‪ .‬يدخ فيها ما يستهلكه املسلم ألج تفسه‪ ،‬أو ما ينفقه على غريه على سبي‬
‫فرض الكفاية‪.‬‬
‫‪ -1‬مدقصّ التعبّ‪:‬‬
‫مبعىن أن املستهلك املسلم يتعاطى فع اًلستهالك مبختلف احتياجاته ليتمكن‬
‫من عبادة هللا وطاعته‪ ،‬ولًل ضعف عن الطاعة لن مل يتناول القدر املندوب لليه(‪.)1‬‬
‫اًلستهالك ألج اللذة أو املباهاة؛ ألته مفسد‬
‫َ‬ ‫أما لته يتجنب من فعله هذا‪،‬‬
‫لنيته‪ ،‬مع يوق لدرك حاجته من تعظيم الثواب‪.‬‬
‫ويندرج استهالك املسلم حتت عموم األمر بعمارة األرض‪ ،‬لذ ًل يكون عمارة‬
‫وتنمية ولتتاج من غري استهالك‪ ،‬أو طلب على اإلتفاق ‪ .‬فاًلستهالك واإلتتاج‬
‫متداخالن مرتابطان‪ً ،‬ل ينفك أحدمها عن اآلخر‪.‬‬
‫‪ -2‬مدقصّ الدقيام بفرض الكفاية‪:‬‬
‫قد ًل ينفق الشخص على استهالك تفسه‪ ،‬ب على استهالك غريه‪ ،‬فيكون‬
‫بذلك مؤدايا لفرض من فروض الكفاية‪ ،‬املعرب عنها إبطعام املضطرين وكسوة العارين‪،‬‬
‫وهو مما يثاب على فعله ويعاقب على تركه(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬الباحث‪( ،‬الوجيز)‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫(‪ )4‬ابن عبد السالم‪ ،‬عبد العزيز السلمي‪( ،‬قواعد األحكام يف مصاحل األانم)‪ ،‬راجعه وعلق‬
‫=‬
‫‪011‬‬

‫والفقري واملضطر واحملتاج واملسكني‪ ،‬غري متعيينني‪ ،‬ب هم على اإلهبام‪ ،‬وهم‬
‫متعني كذلك‪ .‬لكن يقع فرض‬ ‫أه حاجة‪ .‬والذي ينفق عليهم أو حيسن لليهم‪ ،‬غري ي‬
‫الكفاية على القادرين من الواجدين وأه اليسار‪ ،‬ما ُويجد هؤًلء احملتاجون‪ .‬وقيام‬
‫البعض يغين اآلخرين عن اإلتفاق‪ .‬كما يقول علماء األصول‪ :‬طلب الكفاية متوجه‬
‫على اجلميع‪ ،‬لكن لذا قام به بعضهم سقط عن الباقني(‪.)1‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬قواعّ االستهالك واملدقاصّ الشرعية له يف الدقرآن الكريم‬
‫متمثال يف القرآن والسنة ‪ -‬بقواعد عامة وخاصة يف‬ ‫ا‬ ‫جاء اإلسالم ‪-‬‬
‫اًلستهالك‪ ،‬ولن كان ضبط هذه القواعد مبصطلحاهتا ومفاهيمها مما ُخيتلَف فيه بني‬
‫العلماء‪ ،‬ويتغاير بني جمتمع وآخر‪ ،‬لًل أن أصول هذه املصطلحات واملفاهيم اليت ي‬
‫متكن‬
‫لقواعد اًلستهالك‪ ،‬متفق عليها‪ .‬وهذه القواعد اًلستهالكية ميكن تصنيفها حبسب‬
‫اهلدف منها‪ ،‬ل ى قسمني‪ :‬األول‪" :‬اًلستهالك التوجيهي" والثاين‪" :‬اًلستهالك‬
‫املقاصدي"‪ .‬فعندما يبني القرآن األسس اليت ينبغي على املسلم أن يتبعها يف سلوكه‬
‫اًلستهالكي‪ ،‬فهو بذلك يرشده ويوجهه ل ى ما ينضبط به لتفاقه اًلستهالكي‪ ،‬فهو‬
‫بذلك استهالك توجيهي‪ ،‬فهو يعين جبملة التوجيه‪ً ،‬ل بتفاصيله‪ .‬وعندما يقرتن هذا‬
‫التوجيه أبهداف ومقاصد مرشدة‪ ،‬فعندئذ هو استهالك مقاصدي؛ أي‪ :‬موجه جتاه‬
‫حتقيق مقاصد ترتبط ابلفرد واجملتمع‪ ،‬والدتيا واآلخرة‪ .‬وهو بذلك يهتم ابلتفاصي ‪.‬‬

‫=‬
‫عليه‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪1188 ( ،‬هـ ‪1268-‬م‪ ،‬دار الشرق للطباعة‪ ،‬القاهرة)‪:1 ،‬‬
‫‪.181‬‬
‫(‪ )1‬الشاطيب‪ ( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬
‫من هذه القواعد العامة اليت يتأسس عليها اًلستهالك عند املسلم‪ :‬قاعدة‬
‫"احلالل واحلرام"‪ ،‬وقاعدة "القصد واًلعتدال ومدحه"‪ ،‬وقاعدة "اإلسراف واإلقتار‬
‫وذمه"‪ ،‬فهي مبثابة أصول وقواعد لالستهالك ًل يسع املسلم تركها‪.‬‬
‫أما القواعد اخلاصة فهي تشتم على ُم َويجهات تفصيلية تتعلق ابإلتفاق‬
‫اًلستهالكي‪ ،‬يدخ يف ذلك‪ :‬كيفية التصرف يف حلوم األضاحي لذ لن توزيعها‪،‬‬
‫يكون على ثالثة ‪ -‬على وجه الندب ‪ :-‬استهالك وتوزيع وادخار‪ ،‬فاألول والثالث‬
‫ملالك اللحم وأهله‪ ،‬والث اين للمجتمع حوله‪ ،‬من فقراء ومساكني من أه احلاجة‬
‫والقرابة‪.‬‬
‫كما تشم هذه القواعد اخلاصة تقسيم الداخ ل ى معدة اإلتسان لل ثالثة‪:‬‬
‫طعام وشراب وتفس‪ ،‬وكذلك تفقة اإلتسان املسلم‪ ،‬جيع منها جزءاا لنفسه‪ ،‬وجزءاا‬
‫لزوجه‪ ،‬وجزءاا ألوًلده‪ ،‬وجزءاا لدابته‪ ،‬وهكذا يتوجه اإلتفاق اًلستهالكي فينضبط وفق‬
‫قواعد توجيهية حتم مقاصد وأهداف ا كلية وجزئية‪.‬‬
‫كذلك توجيه الشريعة وتدهبا للمسلم لتقسيم لتفاقه بني من يعول من زوجة‬
‫وأوًلد‪ ،‬ودابة‪ ،‬وصدقات‪ ،‬لضافة ل ى الواجبات كالزكوات‪.‬‬
‫يتنزل تفصي ذلك يف ثالثة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬قواعد اًلستهالك يف اًلقتصاد اإلسالمي‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أهداف اًلستهالك التوجيهي واًلستهالك املقاصدي‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مقاصد اًلستهالك يف القرآن وأثرها يف توجيه السلوك‬
‫اًلستهالكي للمسلم‪.‬‬
‫‪011‬‬
‫املطلب األوَّل‪ :‬قواعّ االستهالك يف االقتصاد اإلسالمي‬
‫سبق قب ُ أن القرآن جاء بقواعد عامة وقواعد خاصة تضبط استهالك الفرد‬
‫املسلم‪ ،‬وتصرفه يف ماله‪ ،‬وأن القصد هو توجيهه ولرشاده ل ى ما فيه سعادة الدارين‪.‬‬
‫ويقع ههنا بياهنا‪.‬‬
‫ومها قاعداتن من حيث التصنيف اجلُ َملي‪:‬‬
‫األو ى‪ :‬القواعد العامة أو الكلية‪.‬‬
‫الثاتية‪ :‬القواعد اخلاصة أو اجلزئية‪.‬‬
‫وهذا ابستقراء آايت القرآن‪.‬‬
‫‪ 1/1/3‬ماهية قواعّ االستهالك‪:‬‬
‫يقصد بقواعد اًلستهالك‪ :‬القواعد الضابطة ًلستهالك أو لتفاق املسلم‪ ،‬واليت‬
‫توجهه ل ى كيفية تنظيم استهالكه وفق األصول اإلسالمية واملقاصد الشرعية‪ ،‬حتقي اقا‬
‫ألهدافه الدتيوية واألخروية‪.‬‬
‫‪ 2/1/3‬أنواع قواعّ االستهالك‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الدقواعّ العامة أو الكلية‪.‬‬
‫هذه القاعدة العامة تضم الكليات العامة املبيينة لنوع اًلستهالك وكيفيته وكمه‪،‬‬
‫وهو تقسيم ضابط لألفعال‪ ،‬موجه للغاايت‪ .‬وتنقسم ل ى ثالثة‪.‬‬
‫الدقواعّ الثالث‪:‬‬
‫‪-1‬قاعدة احلالل واحلرام‪.‬‬
‫‪-4‬قاعدة القصد واًلعتدال ومدحه‪.‬‬
‫‪-1‬قاعدة اإلسراف والتبذير واإلقتار وذمه‪.‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪011‬‬
‫‪-1‬قاعّة احلالل واحلرام (النوع)‪:‬‬
‫وحيظر‪،‬‬
‫حيرم عليه ُ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وهي قاعدة مبينة لنوع ما َحي ُّ ويُباح للمسلم تعاطيه‪ ،‬وما ُ‬
‫من املآك واملشارب واملساكن واملكاسب واملراكب‪ ،‬وسائر ما يُتمتع به‪ .‬وحمصلها‬
‫أوامر ومندوابت‪ ،‬ومناهي ومكروهات‪ ،‬كلها داعية حلفظ البدن ولقامة النوع البشري‬
‫وصياتته‪.‬‬
‫فهي لذاا قاعدة متعلقة جبنس املستمتَع به‪ ،‬اأاي كان‪ ،‬يعم املسلم يف لطارها من‬
‫احلالل واحلرام‪.‬‬
‫قال ابن حزم‪ :‬وأمجعوا أن اكتساب املرء من الوجوه املباحة‪ ،‬مباح‪ .‬واتفقوا أن‬
‫كسب القوت من الوجوه املباحة له ولعياله‪ ،‬فرض‪ ،‬لذا قدر عليه‪ .‬وكذلك حكى‬
‫ا ًلتفاق على فرضية ما يسترت به املرء من بناء‪ ،‬أو اكتساب منزل أو مسكن يسرته‪.‬‬
‫قال‪ :‬واتفقوا أن اًلتساع يف املكاسب واملباين من يح ‪ ،‬لذا أدى مجيع حقوق هللا ‪،‬‬
‫مباح(‪.)1‬‬
‫يعرف الغزايل احلالل املطلق بقوله‪ :‬هو الذي خال عن ذاته الصفات املوجبة‬
‫للتحرمي يف عينه‪ ،‬واحن عن أسبابه ما تطرق لليه حترمي أو كراهية‪ .‬قال‪ :‬واحلرام احملض‬
‫هو ما فيه صفة حمرمة ًل يشك فيها‪ ،‬كالشدة املطربة يف اخلمر‪ ،‬والنجاسة يف البول‪،‬‬

‫(‪ )1‬ابن حزم‪ ،‬أبو حممد علي بن أمحد بن سعيد األتدلسي‪( ،‬مراتب اإلمجاع يف العبادات‬
‫واملعامالت واًلعتقادات)‪ ،‬بعناية‪ :‬أمحد حسن لسرب‪( ،‬ط‪1218 ،4/‬ه‪4112-‬م‪ ،‬دار ابن‬
‫حزم‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان) ص ‪481‬؛ الغزايل‪ ،‬حممد بن حممد بن حممد‪( ،‬لحياء علوم الدين)‪،‬‬
‫ضبط وتوثيق‪ :‬أمحد عناية – أمحد زهوة‪( ، ،‬د‪.‬ط‪1212 ،‬ه‪4111-‬م‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب)‪ ،‬ص ‪.862‬‬
‫‪122‬‬

‫قطعا كاحملص ابلظلم والراب وتظائره(‪.)1‬‬


‫أو حص بسبب منهي عنه ا‬
‫كلما اتسعت جتارة املرء وزادت مكاسبه‪ ،‬افتقر ل ى علم احلالل واحلرام‪ ،‬كما‬
‫يقول اإلمام الغزايل(‪ . )4‬وتتفاوت درجات احلالل واحلرام‪ ،‬فاحلرام كله خبيث‪ ،‬لكن‬
‫بعضه أخبث من بعض‪ ،‬واحلالل كله طيب‪ ،‬ولكن بعضه أطيب من بعض وأصفى‬
‫من بعض‪.‬‬
‫وأييت املباح وسطاا بني احلالل واحلرام‪ ،‬قال اإلمام الباجي يف تعريف املباح‪ :‬ما‬
‫ثبت من جهة الشرع أن ًل ثواب يف فعله وًل عقاب يف تركه‪ ،‬من حيث هو ترك له‬
‫على وجه ما(‪.)1‬‬
‫وعلى رأي اإلمام الشاطيب(‪ ،)2‬ينقسم املباح ل ى ضربني‪:‬‬
‫خادما ألص ضروري أو حاجي أو تكميلي‪.‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون ا‬
‫والثاين‪ :‬أن ًل يكون كذلك‪.‬‬
‫التمتع مبا أح هللا من املأك واملشرب وحنوها مباح يف تفسه‪ ،‬ولابحته ابجلزء‪،‬‬
‫وهو خادم ألص ضروري‪ ،‬وهو لقامة احلياة‪.‬‬
‫‪-2‬قاعّة الدقصّ واالعتّال ومّحه‪:‬‬
‫وهي قاعدة جليلة القدر‪ ،‬عظيمة النفع‪ ،‬حممودة العواقب‪ .‬وقد أثىن هللا على‬

‫(‪ )1‬الغزايل‪( ،‬لحياء علوم الدين)‪ ،‬ص ‪.886‬‬


‫(‪ )4‬الغزايل‪( ،‬لحياء علوم الدين)‪ ،‬ص ‪. 886‬‬
‫(‪ )1‬الغزايل‪( ،‬لحياء علوم الدين)‪ ،‬ص ‪.886‬‬
‫(‪ )2‬الغزايل‪( ،‬لحياء علوم الدين)‪ ،‬ص ‪.886‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪123‬‬
‫‪{ :‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫املقتصدين‪ ،‬فقال‬
‫ﰁ ﰂ} [سورة الفرقان‪ ،]61:‬ويؤيده ما جاء يف احلديث "من فقه الرجل رفقه يف‬
‫معيشته"(‪ )1‬وهو داعية ل ى السلوك احلسن يف اإلتفاق‪ ،‬ألن من مقاصد الشريعة العلم‬
‫أبوجه اإلتفاق على وجه اًلعتدال‪ .‬وكذلك مح اإلتسان على التوسط يف املنع‬
‫والدفع‪ .‬ويف اللغة‪ :‬القصد‪ :‬بني اإلسراف والتقتري‪ .‬يقال‪ :‬فالن مقتصد يف النفقة(‪.)4‬‬
‫ويف مفردات الراغب‪ :‬واًلقتصاد على ضربني‪ :‬أحدمها‪ :‬حممود على اإلطالق‪،‬‬
‫وذلك فيما له طرفان‪ :‬لفراط وتفريط‪ ،‬كاجلود‪ ،‬فإته بني اإلسراف والبخ ‪ .‬ول ى هذا‬
‫النحو من اًلقتصاد أشار بقوله‪{ :‬ﯷﯸ ﯹ } [سورة الفرقان‪]61:‬‬
‫والثاين‪ :‬يكىن به عن ما يرتدد بني احملمود واملذموم‪ ،‬وهو فيما يقع بني حممود‬
‫ومذموم‪ ،‬كالواقع بني العدل واجلور(‪.)1‬‬
‫قال اإلمام الغزايل وهو يقسم الضروري من الغذاء من حيث املدح والذم‪ :‬أما‬
‫احملمود فأن يقتصر على تناول ما ًل ميكنه اًلشتغال و ي‬
‫التقوي على العلم والعم لًل‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ 4162‬والطرباين يف مسند الشاميني (‪ 28‬واللفظ هلما والديلمي يف الفردوس‬
‫األعلى (‪ ) 6111‬ابختالف يسري‪ .‬الباحث احلديثي‪ .‬حبث فوري يف املوسوعة احلديثية ابلدرر‬
‫السنية‪.‬‬
‫(‪ )4‬اتظر‪ :‬األصفهاين‪ ،‬احلسني بن حممد بن املفض الراغب‪( ،‬مفردات ألفاظ القرآن)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫صفوان عدانن داوودي‪ ،‬ط‪1211 ،8/‬ه‪4111-‬م‪ ،‬دار القلم‪ -‬دمشق)‪ ،‬ص ‪.674‬‬
‫(‪ )1‬الغزايل‪ ،‬حممد بن حممد بن حممد‪( ،‬ميزان العم )‪ ،‬كتب هوامشه‪ :‬أمحد مشس الدين‪ ،‬ط‪،1/‬‬
‫‪1212‬ه‪1282-‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان)‪ ،‬ص ‪ ،118‬بتصرف‪.‬‬
‫‪120‬‬

‫به‪ ،‬وهو مشكور ومأجور(‪.)1‬‬


‫والقوام يف اآلية‪ :‬مبعىن املعتدل‪ ،‬والقوام يف ك واحد حبسب عياله وحاله‪،‬‬
‫وخفة ظهره‪ ،‬وصربه وجلده على الكسب‪ ،‬أو ضد هذه اخلصال‪ ،‬وخري األمور‬
‫أوسطها(‪.)4‬‬
‫‪-3‬قاعّة اإلسراف والتبذير واإلقتار وذمه (الكم)‪:‬‬
‫عرف ابن العريب اإلسراف أبته‪ :‬تعدي احلد‪ ،‬وقال‪ :‬هناهم عن تعدي احلالل‬
‫ل ى احلرام‪ .‬وقي ‪ :‬أًل يزيدوا على قدر احلاجة(‪.)1‬‬
‫وقال يف السراج‪ :‬اإلسراف أن ينفق بنية الشهوة واهلوى‪ ،‬فأما لو تصدق جبميع‬
‫ماله مل يكن لسرافاا؛ لذا وثق من تفسه ابلصرب على فقد املعيشة‪ ،‬ولو مات ه يزاًل‪ ،‬ولن‬
‫مل يثق بنفسه‪ ،‬فإته لسراف منه؛ ألن العم ًل يكون طاعة لًل بنية‪ ،‬وًل تصح له تية‬
‫غدا(‪.)2‬‬
‫القربة مع اعتقاده أته يندم ا‬
‫قال الغزايل يف تقسيم ما يتعلق بتناول الطعام‪:‬‬
‫وأما املكروه فهو اإلسراف واإلمعان من احلالل والزايدة على قدر البلغة(‪.)8‬‬
‫مرجعا؛ لتعذر احلد‪ .‬قال‬
‫معىن منضبطاا لإلسراف يكون ا‬
‫ومل حيدد العلماء ا‬
‫الشاطيب‪ :‬واإلسراف مذموم‪ ،‬وليس يف اإلسراف حد يوقف دوته؛ كما يف اإلقتار‪،‬‬

‫(‪ )1‬ابن عطية‪( ،‬احملرر الوجيز)‪.441 :2 ،‬‬


‫(‪ )4‬ابن العريب‪( ،‬أحكام القرآن)‪.422 :4 ،‬‬
‫(‪ )1‬ابن العريب‪( ،‬أحكام القرآن)‪.422 :4 ،‬‬
‫(‪ )2‬الغزايل‪( ،‬ميزان العم )‪ ،‬ص ‪118‬‬
‫(‪ )8‬الشاطيب‪( ،‬املوافقات)‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪121‬‬
‫اجعا ل ى اًلجتهاد بني الطرفني‪ .‬قال‪ :‬فريى اإلتسان بعض املباحات‬
‫فيكون التوسط ر ا‬
‫داخال حتت اإلسراف‪ ،‬فيرتكه لذلك‪ .‬ويرى أن تناول املباح مشروط‬
‫ابلنسبة ل ى حاله ا‬
‫ذما للمباح مطل اقا(‪.)1‬‬
‫برتك اإلسراف‪ ،‬وًل يصري ذم اإلسراف يف املباح ا‬
‫‪ { :‬ﯺ ﯻ} [سورة الفرقان‪ ]61:‬ل ى أته يف‬ ‫ويذهب ابن عطية يف قوله‬
‫تفقة الطاعات ويف املباحات‪ ،‬وهو املناسب مع مدح املؤمنني ألج هذه اخلصال‪.‬‬
‫عياًل وحنو هذا(‪.)4‬‬
‫وأن الشرط يف النفقة أًل يفرط حَت يضيع ح اقا آخر أو ا‬
‫أما التبذير‪ ،‬حكى ابن العريب عن مالك‪ :‬التبذير هو منعه من حقه‪ ،‬ووضعه يف‬
‫غري حقه(‪.)1‬‬
‫عن إضاعة املال)(‪ )2‬وهو اإلسراف‪،‬‬ ‫وهو معىن احلديث‪( :‬هنى النيب‬
‫وذلك حرام بقوله‪{ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫ﰃ} [سورة اإلسراء‪]21:‬؛ وذلك تص يف التحرمي(‪ .)8‬مث أورد ابن العريب سؤ ااًل يتعلق‬
‫ابإلتفاق يف الشهوات‪ ،‬ه هو تبذير؟‬
‫وأجاب عنه مبا يـُع ُّد ضابطاا للتبذير‪ :‬من أتفق ماله يف الشهوات ز ا‬
‫ائدا على‬
‫احلاجات‪ ،‬وعرضه بذلك للنفاد فهو مبذر‪ .‬ومن أتفق ربح ماله يف شهواته‪ ،‬أو غلته‪،‬‬

‫(‪ )1‬ابن العريب‪( ،‬أحكام القرآن)‪.181 :1 ،‬‬


‫(‪ )4‬ابن عطية‪( ،‬احملرر الوجيز)‪.441 :2 ،‬‬
‫(‪ )1‬ابن العريب‪( ،‬أحكام القرآن)‪.181 :1 ،‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( ،‬صحيح البخاري)‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬ابب ما يكره من قي وقال‪ ،‬حديث رقم‬
‫‪ ،6271‬ص ‪.1141‬‬
‫(‪ )8‬ابن العريب‪( ،‬أحكام القرآن)‪.181 :1 ،‬‬
‫‪121‬‬

‫وح يف َظ األص أو الرقبة‪ ،‬فليس مببذر‪ .‬ومن أتفق درمهاا يف حرام‪ ،‬فهو مبذر ُحيجر عليه‬
‫َ‬
‫يف تفقة درهم يف احلرام‪ ،‬وًل ُحيجر عليه ببذله يف الشهوات‪ ،‬لًل لذا خيف عليه‬
‫تبذيرا‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫النفاد ‪ .‬فينقلب ا‬
‫ويف املفردات‪ :‬التبذير‪ :‬التفريق‪ ،‬وأصله للقاء البذر وطرحه‪ ،‬فاستعري لك مضيع‬
‫ملاله‪ ،‬فتبذير البذر‪ :‬تضييع يف الظاهر ملن مل يعرف مآل ما يلقيه(‪.)4‬‬
‫ويف التعريفات‪ :‬التبذير‪ :‬هو تفريق املال على وجه اإلسراف(‪ .)1‬واإلسراف‪:‬‬
‫ائدا على ما ينبغي‪ ،‬خبالف التبذير‪ ،‬فإته صرف الشيء‬
‫صرف الشيء فيما ينبغي ز ا‬
‫فيما ًل ينبغي(‪.)2‬‬
‫وأما اإلقتار‪ :‬قال يف املقاييس‪ :‬قرت‪ :‬القاف والتاء والراء‪ ،‬أص صحيح يدل‬
‫على جتميع وتضييق‪ .‬واإلقتار‪ :‬التضييق‪ .‬يقال‪ :‬قَََرت الرج على أهله يَـ ْق ُرت‪ ،‬وأقرت وقرت‪.‬‬
‫وم يقرت(‪.)8‬‬
‫القرت‪ :‬تقلي النفقة‪ ،‬وهو إبزاء اإلسراف‪ ،‬وكالمها مذموم‪ .‬ورج قَتور ُ‬
‫وقال ابن العريب يف السراج‪ :‬وأما اإلقتار‪ :‬فهو حبس املال عن حقوق هللا‬
‫تعا ى‪ ،‬أو عن الصدقة التطوع؛ ًلبتغاء ثواب هللا‪ .‬فأما التضييق على النفس عن‬

‫(‪ )1‬ابن العريب‪( ،‬أحكام القرآن)‪.181 :1 ،‬‬


‫(‪ )4‬اجلرجاين‪ ،‬السيد الشريف علي بن حممد بن علي‪( ،‬التعريفات)‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬عبد الرمحن‬
‫عمرية‪( ،‬ط‪1217 ،1/‬ه‪1287-‬م‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت)‪ ،‬ص ‪. 77‬‬
‫(‪ )1‬األصفهاين‪( ،‬املفردات)‪ ،‬ص ‪. 688‬‬
‫(‪ )2‬األصفهاين‪( ،‬املفردات)‪ ،‬ص ‪. 688‬‬
‫(‪ )8‬ابن فارس‪( ،‬املقاييس)‪.66/8 ،‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪121‬‬
‫الشهوات لتتعود اًلجتزاء ابليسري‪ ،‬فليس ذلك إبقتار(‪.)1‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدقواعّ اخلاصة أو اجلزئية‪.‬‬
‫وهي موجهات أو لرشادات تفصيلية ترشد املسلم ل ى التقسيم السليم إلتفاقه‪،‬‬
‫وتداب‪ .‬يدخ يف ذلك النفقة الواجبة على ولده وزوجته‪،‬‬
‫فرضا ا‬‫وما يتوجب يف ماله ا‬
‫والزكاة‪ ،‬وهي من الواجبات‪ .‬وكذلك الصدقات التطوعية واإلحسان‬
‫ل ى األقارب والفقراء‪ ،‬وهي من املندوابت‪ .‬فهي جزئيات تفصيلية واجبة أو‬
‫ولحجاما‪.‬‬
‫ا‬ ‫لقباًل‬
‫مندوبة‪ .‬وحبسب ذلك يتوجه السلوك اًلستهالكي للمسلم ا‬
‫من أمثلة هذا القسم‪ :‬تفريق الزكاة املفروضة على األصناف الثماتية‪ ،‬وقسمة‬
‫املرياث على أه الفروض والوارثني‪ ،‬من مجلة املفروض‪ .‬وتقسيم اإلتفاق على‬
‫الضروري من الغذاء بني مطعم ومشرب‪ ،‬وتوزيع األضحية على الفقراء واألك منها‬
‫واستبقاء شيء منها على وجه اًلدخار‪ ،‬من مجلة املندوابت‪.‬‬
‫ما تقدم هو تقسيم مجلي لالستهالك‪ ،‬من حيث الكليات الضامة له والضابطة‬
‫له؛ أي ما فيه لمجال وما فيه تفصي ‪ .‬وهو أشبه ابجملم واملفسر يف األصول‪.‬‬
‫فاجملم ما ًل يفهم املراد به من لفظه‪ ،‬ويفتقر يف بياته ل ى غريه‪ .‬واملفسر‪ :‬ما‬
‫فهم املراد به من لفظه‪ ،‬ومل يفتقر يف بياته ل ى غريه(‪ .)4‬هناك تقسيم آخر لقواعد‬

‫(‪ )1‬ابن العريب‪.181 :1 ،‬‬


‫(‪ )4‬الباجي‪ ،‬أبو الوليد س ــليمان بن خلف‪( ،‬لحكام الفص ــول يف أحكام األصـ ـول)‪ ،‬حتقيق‬
‫ودراس ــة‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬عمران علي أمحد العريب‪1211( ،‬ه‪4112-‬م‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بريوت‪-‬‬
‫لبنان)‪.488 :1 ،‬‬
‫‪121‬‬

‫اًلستهالك من حيث املقاصد‪ :‬استهالك توجيهي واستهالك مقاصدي‪ ،‬وهو حمور‬


‫الكالم يف املطلب التايل‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهّاف االستهالك التوجيهي واالستهالك املدقاصّي‬
‫قب ذكر أهداف اًلستهالك على النحو املتقدم‪ً ،‬لبد من توضيح مفهوم‬
‫اًلستهالك التوجيهي‪ ،‬والذي يُقصد به‪ :‬اًلستهالك الذي يقود املستهلك املسلم ل ى‬
‫ما يستقيم به لتفاقه ويعتدل به ميزان استهالكه‪ .‬وهو تظري القاعدة العامة أو الكلية‪.‬‬
‫أما اًلستهالك املقاصدي‪ :‬فهو ما ينبغي أن يقصده املستهلك املسلم من فع‬
‫اًلستهالك أو اإلتفاق‪ ،‬حبيث يتوص به ل ى حتقيق أهدافه الدتيوية واألخروية‪ .‬وهو‬
‫عدي القاعدة اخلاصة أو اجلزئية‪.‬‬
‫فالقاعدة األو ى‪ :‬مراشد‪ ،‬والقاعدة الثاتية‪ :‬مقاصد‪.‬‬
‫‪ 1/2/3‬بيان أهّاف االستهالك التوجيهي واملدقاصّي‪:‬‬
‫وهي مستخرجة استنباطاا من اآلايت القرآتية‪.‬‬
‫‪-1‬اخلروج عن املالمة واحلسرة يف حال خمالفة قاعدة اًلعتدال يف اإلتفاق‪،‬‬
‫طريف اإلتفاق‪ ،‬من حيث القبض والبسط‪ ،‬أو اإلسراف واإلقتار‬
‫عند املي ل ى أحد َ‬
‫(آية األعراف‪ ،11 :‬آية اإلسراء‪ ،42 :‬آية الفرقان ‪ ،)67‬قال ‪{ :‬ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ} [سورة اإلسراء‪.]29:‬‬
‫‪-4‬جتنب الدخول يف زمرة لخوان الشياطني والوصف بكفران النعم‪ ،‬بفع‬
‫‪{ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ } [سورة‬ ‫تعداي يف اإلتفاق‪ ،‬قال‬
‫التبذير؛ ا‬
‫اإلسراء‪.]21:‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪-1‬الوصول ل ى منطقة القوام؛ منطقة التوسط واًلعتدال‪ ،‬قال‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪121‬‬
‫{ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ} [سورة الفرقان‪.]61:‬‬
‫‪-2‬اًلدخار لوقت احلاجة والنوائب‪ ،‬واًلستبقاء ملا يستقب من حظ األجيال‬
‫(ورثة وغريهم)‪ ،‬وقد تقدم ذلك‪ ،‬وذم اإلسراف واإلقتار ومدح القوام يدل على ضرورة‬
‫اًلدخار‪.‬‬
‫‪-8‬بلوغ تقطة التوازن والرضا يف اإلتفاق‪ ،‬حبيث يعم املال مجيع اإلتفاقات‬
‫‪:‬‬ ‫املستحقة‪ ،‬الواجبة واملندوبة‪ .‬وهو أمر جاءت به الشريعة وحثت عليه‪ ،‬قال‬
‫{ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ} [سورة اإلسراء‪.]29:‬‬
‫‪-6‬لخراج العفو أو الفاض عن احلاجة؛ إبتفاقه يف أوجهه املشروعة املندوب‬
‫لليها‪{ ،‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ } [سورة البقرة‪.]219:‬‬
‫استثمارا‪ ،‬ابكتنازه وحبسه‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ا‬ ‫‪-7‬توقيي تعطي لتفاق املال استهال اكا و‬
‫{ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆﮇ ﮈ ﮉﮊﮋ ﮌ‬
‫ﮍﮎ} [سورة التوبة‪.]34:‬‬
‫‪{ :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬ ‫‪-8‬لخراج شح النفس؛ لضرر البخ عليها‪ ،‬قال‬
‫ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ} [سورة احلشر‪.]9:‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مدقاصّ االستهالك يف الدقرآن وأثرها يف توجيه السلوك‬
‫االستهالكي للمسلم‬
‫وهي عبارة عن أهداف مقسمة حبسب توعيها املتقدم ذكرمها‪ ،‬مستخرجة من‬
‫القرآن ابستقراء آايته املتعلقة ابًلستهالك واإلتفاق‪ ،‬مع تصنيفها حبسب املقاصد‬
‫الشرعية‪ .‬يتوجه اإلتفاق حبسب املقاصد الشرعية حبيث ينضبط يف لطاره العام الذي‬
‫دلت عليه الشريعة‪ .‬وتقع البداية بذكر مقاصد اًلستهالك يف القرآن‪.‬‬
‫‪121‬‬

‫‪ 1/3/3‬مقاصد االستهالك يف القرآن‬


‫أوالً‪ :‬أهّاف االستهالك التوجيهي حبسب املدقاصّ الشرعية‪.‬‬
‫وهي مستقرأة من آايت القرآن الكرمي‪ ،‬موضحة على ما يناسبها من املقاصد‪.‬‬
‫وعدما‪ :‬من حيث الوجود‪ :‬ابألك من الطيبات‬
‫ا‬ ‫‪-1‬حفظ النفس ا‬
‫وجودا‬
‫واحلالل‪ ،‬البقرة ‪ ،168‬النح ‪ .112‬من حيث العدم‪ :‬برتك احملرمات‪ ،‬كاخلمر‪،‬‬
‫‪{ :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ} [سورة‬ ‫املائدة ‪ .21‬قال‬
‫البقرة‪.]169:‬‬
‫‪-2‬حفظ الدين ‪ :‬من أمثلته‪ :‬ترك البيع يوم اجلمعة للتفرغ لصالهتا‪ ،‬اجلمعة ‪،2‬‬
‫‪{ :‬ﮧﮨ‬ ‫حترمي الصيد حال اإلحرام‪ ،‬املائدة ‪ .26 ،28 ،22 ،2 ،4‬قال‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ‬
‫ﯚ ﯛﯜ ﯝﯞ ﯟﯠ} [سورة املائدة‪.]2:‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪-3‬حفظ النسل‪ :‬حترمي الزان والبغاء‪ ،‬اإلسراء ‪ ،14‬النور ‪ .11‬قال‬
‫{ﮊﮋ ﮌﮍ } [سورة اإلسراء‪.]32:‬‬
‫‪{ :‬ﯢ ﯣ ﯤ‬ ‫‪-4‬حفظ العقل‪ :‬حترمي اخلمر‪ ،‬البقرة ‪ .412‬قال‬
‫ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ } [سورة البقرة‪.]219:‬‬
‫‪-5‬حفظ املال‪ :‬من حيث الوجود؛ بتصريفه يف املأمورات واملندوابت‪ ،‬البقرة‬
‫‪ ،428 ،181‬آل عمران ‪ . 24‬من حيث العدم؛ برتك الراب‪ ،‬ولتفاقه يف احملرمات‪،‬‬
‫البقرة ‪ .478 ،188‬وترك اإلسراف والتبذير‪ ،‬األتعام ‪ ،121‬األعراف ‪ ،11‬اإلسراء‬
‫‪{ :‬ﯝ ﯞ‬ ‫‪ ،42‬الفرقان ‪ ،67‬وترك اًلكتناز‪ ،‬التوبة ‪ ،18‬هود ‪ .87‬قال‬
‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪121‬‬
‫ﯭ ﯮ} [سورة البقرة‪.]197:‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أهّاف االستهالك املدقاصّي حبسب املدقاصّ الشرعية‬
‫وأمرها كذلك مستخرجة ابًلستقراء من آايت الذكر احلكيم‪.‬‬
‫‪-1‬اإلنفاق الواجب على الولد والوالد والزوجة‪ :‬البقرة ‪ .411 ،418‬قال‬
‫‪{ :‬ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫ﰁ ﰂ ﰃﰄ } [سورة البقرة‪.]215:‬‬
‫‪-2‬توجيه اإلنفاق ألج لغناء الفئات الضعيفة الدخ ؛ املساكني وغريهم‪:‬‬
‫‪ { :‬ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ }‬ ‫البقرة ‪ ،182‬احلج ‪ .48‬قال‬
‫[سورة البقرة‪.]194:‬‬
‫‪-3‬قسمة املواريث‪ :‬النساء ‪{ .14 ،11 ،7‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ } [سورة النساء‪.]1:‬‬
‫‪-4‬االدخار ؛ استبقاء بعض املال ألج احلاجة اآلجلة أو الطارئة‪ :‬يوسف‬
‫‪{ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫‪ ،28 ،27‬الفرقان ‪ .67‬قال‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ} [سورة يوسف‪.]41:‬‬
‫‪{ :‬ﭔ ﭕ‬ ‫‪-5‬منع البيع يوم اجلمعة؛ ألج التعبد‪ :‬اجلمعة ‪ .2‬قال‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ } [سورة اجلمعة‪.]9:‬‬
‫‪-6‬حترمي الصيد حال اإلحرام؛ ألج اًلبتالء وخلوص العبادة‪ :‬املائدة ‪،2 ،4‬‬
‫‪{ :‬ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ } [سورة املائدة‪.]95:‬‬ ‫‪ .26 ،28 ،22‬قال‬
‫‪-7‬الداللة على منافع األنعام؛ اللباس والدفء واملساكن والركوب والسفر‪:‬‬
‫‪{ :‬ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬ ‫النح ‪ .7 ،8‬قال‬
‫‪132‬‬

‫ﯡ ﯢ} [سورة النحل‪.]5:‬‬
‫‪-8‬الداللة على منافع البحر؛ التجارة والسفر واستخراج احللي‪ :‬النح ‪.12‬‬
‫‪{ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬ ‫قال‬
‫ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ} [سورة النحل‪.]14:‬‬
‫يف اجلملة‪ ،‬فإن األهداف التوجيهية تعم على توجيه األهداف املقاصدية‬
‫بتفصيالهتا ‪.‬‬
‫‪ 2/3/3‬أثر مدقاصّ االستهالك على السلوك االستهالكي للمسلم‪:‬‬
‫لن مرتكز سلوك املسلم وتصرفاته ألج الكسب واملعايش‪ ،‬على اإلميان‪ .‬فهو‬
‫احملرك واملوجه واملرشد والقائد جلميع حركاته وغاايته‪ً ،‬ل يصدر لًل عنها‪ .‬وقد قبح‬
‫الشرع لتيان املمنوعات‪ ،‬وحسن اجتالب املشروعات‪ .‬كما مدح املأمورات وذم‬
‫املنهيات‪ .‬والك مقصوده اجتالب املصاحل واستدفاع املفاسد‪ ،‬لييَ ْحيَا املؤمن يف جو‬
‫من طمأتينة النفس‪ ،‬وليتيسر له العبادة من غري اضطراب أو اختالل‪.‬‬
‫وقد تقدمت املقاصد القرآتية اليت حتفظ الكليات اخلمس‪ ،‬واليت تعم على‬
‫دفع املضار وجلب املنافع‪ ،‬وتكثري املصاحل وتقلي املفاسد‪ .‬وهي مناهي وأوامر‬
‫ودًلًلت؛ هادية ملصاحل اإلتسان‪ ،‬ليبلغ ما أراد هللا له من العبادة والطاعة‪ ،‬وتيسري‬
‫الوصول ل ى سعادة الدارين‪.‬‬
‫من أج ذلك تعلقت أبفعال اإلتسان ممادح ومذام‪ ،‬حتثه على تعاطي السلوك‬
‫القومي‪ .‬ومن هذا‪ ،‬السلوك اًلستهالكي الذي هو جزء من السلوك العام للمسلم‪.‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪133‬‬
‫‪ 1/2/3/3‬الصفات املمّوحة والصفات املذمومة يف إنفاق املال‪:‬‬
‫ومقصودها مح املسلم على حسن التصرف يف املال‪ ،‬من جهة اًلستهالك‬
‫واإلتفاق‪ ،‬ومن مث حفظ احلقوق وصياتة املوارد من اإلهدار‪.‬‬
‫(أ) الصفات املمّوحة يف املال‪:‬‬
‫وقد بينها القرآن‪.‬‬
‫‪{ :‬ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ} [سورة الفرقان‪.]61:‬‬ ‫‪-1‬القوام‪ .‬قال‬
‫‪ { :‬ﮝ ﮞﮟ ﮠﮡ } [سورة آل عمران‪.]49:‬‬ ‫‪-4‬اًلدخار‪ .‬قال‬
‫‪{ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ } [سورة البقرة‪.]195:‬‬ ‫‪-3‬اإلتفاق يف سبي هللا‪ .‬قال‬
‫‪{ :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ} [سورة‬ ‫‪-4‬اإلقراض‪ .‬قال‬
‫البقرة‪.]245:‬‬
‫‪ { :‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ } [سورة‬ ‫‪-5‬العفو؛ املواساة‪ .‬قال‬
‫البقرة‪.]219:‬‬
‫‪ { :‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ } [سورة‬ ‫‪-6‬اإليثار‪ .‬قال‬
‫احلشر‪.]9:‬‬
‫(ب) الصفات املذمومة يف املال‪:‬‬
‫وبياهنا كذلك يف القرآن‪:‬‬
‫‪ { :‬ﭛﭜﭝ } [سورة األعراف‪.]31:‬‬ ‫‪-1‬اإلسراف‪ .‬قال‬
‫‪ { :‬ﯼﯽ} [سورة الفرقان‪.]61:‬‬ ‫‪-2‬اإلقتار‪ .‬قال‬
‫‪{ :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ} [سورة اإلسراء‪.]26:‬‬ ‫‪-3‬التبذير‪ .‬قال‬
‫‪{ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ } [سورة‬ ‫‪-4‬الرتف‪ .‬قال‬
‫‪130‬‬

‫اإلسراء‪.]16:‬‬
‫‪{ :‬ﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇ‬ ‫‪-5‬اًلكتناز‪ .‬قال‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ} [سورة التوبة‪.]34:‬‬
‫‪{ :‬ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ } [سورة‬ ‫‪-6‬البخ ‪ .‬قال‬
‫احلديد‪.]24:‬‬
‫‪{ :‬ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ } [سورة البقرة‪.]219:‬‬ ‫‪-1‬الراب‪ .‬قال‬
‫‪ { :‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ} [سورة‬ ‫‪-9‬أكله ابلباط ‪ .‬قال‬
‫النساء‪.]29:‬‬
‫‪{ :‬ﰏﰐ ﰑ ﰒ } [سورة الشعراء‪.]193:‬‬ ‫‪-9‬البخس‪ .‬قال‬
‫‪{ :‬ﯖ ﯗ ﯘ} [سورة املطففني‪.]1:‬‬ ‫‪-17‬التطفيف‪ .‬قال‬
‫‪{ :‬ﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩ‬ ‫‪-11‬الرايء واملن واألذى‪ .‬قال‬
‫ﯪﯫ ﯬ ﯭ } [سورة البقرة‪.]264:‬‬
‫ما تقدم من املمادح املالية ومذامها تعم على تغذية املسلم بسلوكيات انفعة‬
‫توعا من‬
‫وتبعا ًلمتثال املسلم هلذه املعاين يتولد ا‬
‫حلفظ املال وماتعة من لهداره‪ .‬ا‬
‫السلوك يثمر حتقيق األهداف اًلقتصادية واًلجتماعية‪ .‬فاملمادح تعم على حسن‬
‫توزيع املال ومشاركته مع الغري احملروم‪ ،‬على وجه املواساة أو اإليثار أو اإلقراض‪ ،‬لخل‪.‬‬
‫واملذام يضبط صاحبه من اًلسرتسال يف مجع املال بغري وجه حق أو هضم حق غريه‪،‬‬
‫عن طريق الراب أو ابلباط أو البخس والتطفيف‪ .‬ابجلملة فهو يعم يف لطار القواعد‬
‫ات فعله على الفرد وعلى اجملتمع‪.‬‬
‫الكلية واجلزئية‪ ،‬أو العامة واخلاصة‪ ،‬فيتوزع بذلك مثر ُ‬
‫كما يتحقق من هذا السلوك فضيلة العدالة‪ ،‬بضمان حسن توزيع الدخ وعوائد‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪131‬‬
‫اإلتتاج‪ .‬فاخلصال املذمومة من (‪ )6 – 1‬ماتعة للحق‪ ،‬وواضعة له يف غري موضعه‪،‬‬
‫وحابسة له عن مستحقيه‪ .‬واخلصال من (‪ )11 – 7‬آخذة للحق من أهله بغري يحليه‪،‬‬
‫ومنَـ يقصة له من غري سبب وًل جهد‪.‬‬
‫ُ‬
‫وتعم ‪ ،‬يف اجلاتب اآلخر‪ ،‬الصفات احملمودة على حسن توجيه لتفاق املال‪،‬‬
‫فضيليت القوام‬
‫َ‬ ‫املستحقة (‪ .)6 –1‬ينشأ ذلك من استعمال‬
‫َ‬ ‫ووضعه يف مواضعه‬
‫واًلدخار (‪.)4 -1‬‬
‫ابجلملة‪ ،‬لإلتسان املسلم مقاصد دتيوية يعم من ورائها على لشباع حاجاته‬
‫املتعددة‪ ،‬من خالل النعم اليت آاتها هللا له‪ ،‬بشرط التخلق ابلفضائ الشريفة‬
‫واألخالق الفاضلة‪ ،‬ويف حدود املقاصد الشرعية واملبادئ اإلسالمية‪ .‬واهلدف النهائي‬
‫حتقيق التعبد والطمأتينة لك أحد‪ ،‬والعدالة يف حتصي احلاجات لك أفراد اجملتمع‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬النماذج والتطبيدقات املعاصرة ملدقاصّ االستهالك الشرعية‬
‫‪ .‬وأما التطبيقات ففي العصر احلديث‪ .‬والك‬ ‫أما النماذج فمن عهد عمر‬
‫دال على لمكاتية تطبيق معاين السلوك اًلستهالكي وتنزيلها وقابليتها للتطبيق‪ .‬ويف‬
‫املبحث مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مناذج عُ َمرِية يف مدقاصّ االستهالك‬
‫وهي مناذج وجدت طريقها ل ى التطبيق‪ ،‬على النطاق اجلزئي وعلى النطاق‬
‫من مقاصد تدل على بُعد تظر‬ ‫الكلي‪ُ ،‬متَـ َعلقُهُ اًلستهالك‪ ،‬وما قصد لليه عمر‬
‫يف استشراف املستقب املرتكز على احلاضر‪ ،‬وادخار الفائض للغري‪ ،‬أو ل ى وقت‬
‫احلاجة‪.‬‬
‫‪131‬‬

‫‪-1‬النطاق اجلزئي‪:‬‬
‫يف الزهد‪ ،‬ولرادته مح الناس على هذه الفضيلة‪،‬‬ ‫وهو ما يتعلق بسرية عمر‬
‫فيما يتعلق بضبط اًلستهالك الشخصي‪ .‬فقد جاء عنه من غري وجه أته كان يرى‬
‫ترك الرتفُّه يف املآك واستبقاء الطيبات ل ى الدار اآلخرة‪.‬‬
‫روى مالك يف موطئه عن حيىي بن سعيد‪ ،‬أن عمر بن اخلطاب أدرك جابر بن‬
‫عبد هللا ومعه يمحال حلم‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا؟ فقال‪ :‬قَ يرْمنا ل ى اللحم‪ ،‬فاشرتيت بدرهم‬
‫حلما‪ ،‬فقال عمر‪َ :‬أما يريد أحدكم أن يطوي بطنه عن جاره أو ابن عمه؟ أين تذهب‬ ‫ا‬
‫عنكم هذه اآلية‪{ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ} [سورة‬
‫األحقاف‪.)1(]27:‬‬
‫ومن وجه آخر‪ ،‬وفيه‪ :‬وكلما اشتهى أحدكم شيئاا أكله‪ ،‬أًل يطوي بطنه جلاره‬
‫وضيفه(‪.)4‬‬
‫وهو مقصد مدفوع ابملآل‪ ،‬كما تقدم عن عمر يف منع أك البيض‪ ،‬استبقاءا له‬
‫دجاجا‪ .‬ففيه أتجي اًلستهالك ل ى وقت احلاجة لتكتم منافع السلعة‪ .‬أما‬ ‫ا‬ ‫ليكون‬
‫اللحم فلما كان من السلع الرفاهية(‪ ،)1‬فإن استبقاء مثنه لينتفع به الغري من جار أو‬

‫(‪ )1‬ابن عبد الرب‪( ،‬اًلستذكار)‪ . 121 :8 ،‬قال أبو عمر‪ :‬روي هذا اخلرب عن عمر من وجوه‪ ،‬مث‬
‫شرع يذكرها‪ .‬رواه مالك بن أتس‪( ،‬املوطأ)‪ ،‬ابب ما جاء يف أك اللحم‪ ،‬أثر ‪ ،217‬لعداد‬
‫وتقدمي‪ :‬حممد عبد الرمحن املرعشلي‪( ،‬ط‪1241 ،1/‬ه‪ ،4111-‬دار لحياء الرتاث العريب‪،‬‬
‫بريوت‪-‬لبنان)‪ ،‬ص ‪.872‬‬
‫(‪ )4‬ابن عبد الرب‪( ،‬اًلستذكار)‪.121 :8 ،‬‬
‫(‪ )1‬ابن عبد الرب‪( ،‬اًلستذكار)‪.182 :8 ،‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪131‬‬
‫قريب أو مسكني يف الضرورايت من املطعم‪ ،‬يعظم تفعه وتزداد بركته‪ ،‬على ما يف ذلك‬
‫من حتوي الطلب على سلع رفاهية ل ى سلع ضرورية‪ ،‬ينتج منها زايدة الطلب على‬
‫األخرية‪ .‬وهذا يبني حقيقة السلوك اًلستهالكي اًلقتصادي اجلزئي للمسلم‪.‬‬
‫من املقاصد الظاهرة الناشئة عن هذا السلوك‪:‬‬
‫‪-1‬مقصد حفظ الدين؛ حببس اًلستهالك اآلين يف رفاهي عاج ‪ ،‬ولبداله‬
‫ابستهالك استبقائي (تعاوين)‪ ،‬حيفزه رجاء ثواب اآلخرة يف اآلج ‪.‬‬
‫‪-4‬مقصد حفظ النفس؛ بتأجي استهالك شخصي يف سلعة رفاهية‪ ،‬بغرض‬
‫استيفاء سلعة ضرورية حملتاج لليها‪.‬‬
‫‪-1‬مقصد حفظ املال؛ كما يُرى ذلك من أتجي أك البيض‪ ،‬ألج ارتفاع‬
‫استثمارا للمال‪ .‬ففيه حفظ األصول ل ى لابن‬
‫ا‬ ‫دجاجا‪ .‬ألن فيه‬
‫ا‬ ‫منفعته بصريورته‬
‫اكتمال منافعها‪ .‬وهو مقصد تثمريي للمال‪.‬‬
‫‪-2‬النطاق الكلي‪:‬‬
‫تعديال لوضع‬
‫ويتعلق حبم احلاكم الناس على فع اقتصادي يتص ابملعاش‪ ،‬ا‬
‫ويضر أتجيله‪ .‬وهو أمر كلي‪ ،‬لكن يشرتك فيه أفراد اجملتمع‪ ،‬ابعتبار‬
‫تفعه‪ُّ ،‬‬
‫طارئ‪ ،‬يَـ ُع ُّم ُ‬
‫مجاعية التعاون‪.‬‬
‫للنيب‬ ‫يوضح ذلك لمالق الناس ومههم بنحر لبلهم‪ ،‬ولشارة عمر‬
‫مبسلك آخر‪ ،‬لذ روى البخاري يف صحيحه(‪:)1‬‬
‫يف حنر لبلهم فأذن‬ ‫ت أزواد القوم وأملقوا فأتوا النيب‬
‫عن سلمة‪ :‬قال‪َ :‬خف ْ‬

‫(‪ )1‬تقدم خترجيه‪.‬‬


‫‪131‬‬

‫فقال‪ :‬اي‬ ‫هلم‪ ،‬فلقيهم عمر فأخربوه فقال‪ :‬ما بقاؤكم بعد لبلكم؟ فدخ على النيب‬
‫رسول هللا‪ ،‬ما بقاؤهم بعد لبلهم؟ فقال رسول هللا ‪ِ ( :‬‬
‫اند يف الناس أيتون بفضل‬
‫فدعا وبرك عليه‪،‬‬ ‫أزوادهم)‪ ،‬فبُ يسط لذلك تيطَع وجعلوه على النطع فقام رسول هللا‬
‫مث دعاهم أبوعيتهم فاحتثى الناس حَت فرغوا مث قال رسول هللا ‪( :‬أشهد أن ال إله‬
‫إال هللا وأين رسول هللا)‪.‬‬
‫وفيه لشارات اقتصادية‪ ،‬متعلقها استهالكي‪:‬‬
‫‪ -1‬يخفة األزواد‪ :‬وهي اإلمالق‪ :‬الفقر‪ ،‬الذي هو لعواز الطعام(‪ ،)1‬وميث ذلك‬
‫املشكلة أو األزمة اًلقتصادية‪.‬‬
‫‪-4‬ما بقاؤكم بعد لبلكم‪ :‬وهي تسبُّب اختيار النحر يف اهللكة(‪ )4‬على املاشي‪.‬‬
‫وهي تعرب عن آاثر سالبة ملعاجلة مشكلة هلا بدي يآمن‪.‬‬
‫‪-1‬مجع فض األزواد‪ :‬معاجلة تفضيلية ًل آاثر هلا سالبة‪ ،‬تقوم على مجع‬
‫فائض األقوات (النـ ْهد)‪ ،‬مث يستهلك ك واحد حبسب حاجته ًل مبقدار ما شارك فيه‬
‫من قوت (أصول أو أعيان استهالكية) حَت ًل خترج عن حد املساواة(‪.)1‬‬
‫‪-2‬سياسة أم كرامة (معجزة)؟‪ :‬هي كرامة ومعجزة لكنها محلت معىن‬
‫له‪ .‬متعلقها وجود البدي أو اخليار‬ ‫وموافقة النيب‬ ‫السياسة‪ .‬بدلي لشارة عمر‬

‫(‪ )1‬ابن بطال‪( ،‬شرح ابن بطال)‪.182 :8 ،6 :7 ،‬‬


‫(‪ )4‬اتظر‪ :‬ابن بطال‪ ،‬أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك بن بطال البكري‪( ،‬شرح ابن‬
‫بطال على صحيح البخاري)‪ ،‬حققه وخرج أحاديثه‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪( ،‬ط‪،4/‬‬
‫‪1216‬ه‪4118-‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان)‪.182 :8 ،‬‬
‫(‪ )1‬ابن بطال‪( ،‬شرح ابن بطال)‪.182 :8 ،‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪131‬‬
‫األفض ملواجهة األزمة ومعاجلة املشكلة‪ ،‬مع قوة لرادة يف التنفيذ‪ ،‬ومعاوتة من‬
‫الرعية(الشعب)‪.‬‬
‫‪-8‬فع الصحابة‪ :‬عاجل أبو عبيدة تفس املشكلة؛ وهي قلة األزواد‪ ،‬جبمع ما‬
‫عند الناس‪ ،‬مث قسمته على وجه املساواة‪ .‬كما كان يفعله األشعريون لذا تفد‬
‫زادهم(‪ .)1‬وهو يدل على أن هذا الفع سياسة ملن له األمر أو ُوكي لليه‪.‬‬
‫‪-6‬سياسة اقتصادية مستمرة‪ :‬أي أهنا تقع بتكرر احلادثة‪ .‬قال ابن بطال‪:‬‬
‫للسلطان أن أيمر الناس ابملساواة وجيربهم على ذلك‪ ،‬ويشركهم فيما بقي من أزوادهم‬
‫لحياءا ألرماقهم ولبقاءا لنفوسهم‪ .‬قال‪ :‬ولإلمام أن يواسي بني الناس يف األقوات يف‬
‫احلضر بثمن وبغري مثن‪ ،‬كما له فع ذلك يف السفر(‪.)4‬‬
‫‪-7‬تعميم ومشول‪ :‬بتطبيق هذه السياسة يف الوقت املعاصر؛ إبشراك الشعب‬
‫وأفراد اجملتمع‪ ،‬ولو ابإللزام‪ ،‬على سبي املساواة‪ ،‬وًل تعدم دولة أن جتد معوتة من‬
‫أختها‪ .‬وكذلك أفراد احلي أو املكان الواحد‪ .‬ويُرتب من يؤخذ منهم حبسب السعة‬
‫والضيق‪ ،‬والغىن والفقر‪ ،‬والقرب والبعد من مكان احلدث أو النازلة أو األزمة‪.‬‬
‫يتحصل مما تقدم‪ :‬ضبط اًلستهالك الفردي ألج مصلحة اجلماعة لدرء‬
‫ضرر حمقق‪ ،‬يفوت برتكه منفعة األمة‪ .‬وهو سلوك ي‬
‫آخذ بتهذيب استهالك األفراد يف‬
‫أوقات األزمات‪ ،‬ي‬
‫ومنظم ملقادير ما ينفقون وما يستهلكون‪.‬‬

‫(‪ )1‬يُنظر‪ :‬ابن بطال‪( ،‬شرح ابن بطال)‪.6 :7 ،‬‬


‫(‪ )4‬ابن بطال‪( ،‬شرح ابن بطال)‪.182 :8 ،6 :7 ،‬‬
‫‪131‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مناذج معاصرة يف مدقاصّ االستهالك‬
‫وهي مناذج َسعى متخذو القرار يف تلك الدول ل ى تطبيق سياسة َحتُ ُّد من‬
‫استهالك سلعة معينة موقوتة بزمان حمدد‪ ،‬تتعلق ابستهالك الطعام والشراب‪ .‬وهذه‬
‫الدول العربية اإلسالمية هي‪ :‬مجهورية السودان واململكة العربية السعودية واململكة‬
‫املغربية‪.‬‬
‫‪1/2/4‬منوذج السودان‪ :‬منع الذبح يف أيام خمصوصة‪:‬‬
‫اختار القائم على األمر أو احلاكم منع ذبح وحنر هبيمة األتعام يف يومي السبت‬
‫واألربعاء‪ .‬وهو تظام ُع يم به منذ عهد منريي (‪1288 – 1262‬م)‪.‬‬
‫يف الوقت احلايل وافقت وزارة الزراعة والثروة احليواتية والري على مقرتح مجعية‬
‫محاية املستهلك اخلاص مبنع ذبيح املاشية يومي السبت واألربعاء بوًلية اخلرطوم‪.‬‬
‫والسبب يف ذلك‪:‬‬
‫أته يسهم يف تشر ثقافة ترشيد اًلستهالك بعد ارتفاع أسعار اللحوم يف‬
‫األسواق‪ ،‬وطُريح يف عهد منريي كقرار ألج ختفيف الضغط على املساخل يومي السبت‬
‫واألربعاء‪ .‬وذُكير من فوائده للمستهلك والذبيح‪:‬‬
‫حتقيق مستوى مطلوب من النظافة يف املساخل‪ ،‬ومنح الفرصة لعمليات الصياتة‪،‬‬
‫واملساعدة يف تطبيق اًلشرتاطات الصحية والبيئية‪ ،‬جباتب تنظيم عمليات دخول‬
‫املاشية للوًلية(‪.)1‬‬
‫‪ ،‬كما تقدم يف‬ ‫وهي مقاصد استهالكية رشيدة تلتقي مع سياسة عمر‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬صحيفة الراكوبة‪ 42 ،‬شوال ‪1214‬ه‪alrakoba. net ،‬‬


‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪131‬‬
‫املقصد اًلستهالكي املدفوع ابملآل‪ .‬وفيها من املقاصد سوى ما تقدم‪:‬‬
‫‪-1‬تنظيم استهالك احليوان‪ ،‬ويف ذلك استبقاء له ل ى آجال طويلة‪ ،‬ل ى وقت‬
‫احلاجة‪.‬‬
‫‪-4‬التقاؤه مع مقصد حفظ النفس؛ بتعزيز اًلشرتاطات الصحية ًلستخدامه‪.‬‬
‫‪-1‬تقوية وتكثري الثروة احليواتية‪.‬‬
‫الذي يتحص أن املنع ملقاصد استهالكية حفظاا لإلتسان واحليوان واألموال‪.‬‬
‫‪ 2/2/4‬منوذج السعودية‪ :‬منع املشروبات الغازية يف املّارس‪:‬‬
‫املشرع يف السعودية حفظ صحة األبدان صياتة للقوى العاملة يف‬ ‫راعى ي‬
‫املستقب ‪ ،‬مبنع بيع املشروابت الغازية يف املدارس‪ .‬وهو توع ي‬
‫ضبط ًلستهالك سلعة يف‬ ‫ُ‬
‫منعا لضرر اعتالل البدن‪.‬‬ ‫ي‬
‫موضع خمصوص لفئة خمصوصة‪ ،‬ا‬
‫لذ وضعت وزارة الصحة يف السعودية شروطاا صحية خلدمات التغذية يف‬
‫املدارس‪ ،‬ملخالفتها لالشرتاطات الصحية‪ .‬فمنعت املشروابت الغازية من املدارس‬
‫لتسببها يف أمراض السكري وزايدة الوزن وأمراض القلب واألوعية الدموية‪ ،‬حبسب‬
‫دراسة(‪.)1‬‬
‫وًل خيفي ما يف هذه السياسة من تقييد استهالك سلعة حمددة‪ ،‬من مقصد‬
‫حفظ النفوس‪ ،‬درءاا لوقوع املرض‪ .‬على ما يف هذه السياسة من العم مبا يؤول لليه‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬عكاظ‪ 42 ،‬حمرم ‪1222‬ه – ‪ 47‬أغسطس ‪4144‬م‪ ،‬عربية ‪ Skynews‬أبوظيب‪،‬‬


‫‪ 48‬أغسطس ‪4144‬م‪ ،‬اخلليج‪ 48 ،‬أغسطس ‪4144‬م‪ ،‬اليوم السابع‪ 12 ،‬أكتوبر‬
‫‪4144‬م‪.‬‬
‫‪102‬‬

‫وحمددا مبكان بعينه‪،‬‬


‫موقوات ا‬
‫دفعا له‪ .‬وهذا الفع ولن كان ا‬
‫الشئ من ضرر‪ ،‬فيُمنع منه ا‬
‫لًل أته غاية ما يفعله متخذو القرار لدفع ضرر حمقق‪ .‬على أن تكم األسرة الدور‬
‫احلكومي ابتباع هذا اإلجراء أو ما يقرب منه‪ .‬ينضاف ل ى ذلك ضبط لتفاق املال‬
‫فيما يعود ابملنفعة على صاحبه‪ ،‬وحتوي الطلب ل ى اإلتفاق على سلع أخرى أكثر‬
‫تفعا أو ًل ضرر فيها‪.‬‬
‫ا‬
‫‪َّ 3/2/4‬نوذج اململكة املغربية‪ :‬منع ذبح األبقار احللوب‪:‬‬
‫منعت املغرب يف قرار صادر عن وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية‬
‫واملياه والغاابت ذبح العجالت ولانث األبقار احللوب اليت يق يسنها عن أربع‬
‫سنوات‪ ،‬لضمان توفري مادة (سلعة) احلليب ومشتقاته‪ .‬واقتصر املنع على سالًلت‬
‫وع يوض أصحاب املهن املمارسني لصناعة احلليب أربعة آًلف درهم‪ ،‬جتنباا‬
‫معينة‪ُ .‬‬
‫لألثر احملتم الناشئ من ختلف العرض عن الطلب‪ ،‬مع دعم األعالف(‪.)1‬‬
‫يتبع املصلحة اآلتية اليت تقتضي أتجي استهالك هذا النوع من‬ ‫هذا القرار ْ‬
‫األبقار بذحبه‪ ،‬استبقاءا لي َد يره واستدامةا لعرض احلليب بعدم اتقطاعه‪ .‬وهو مقصد فيه‬
‫منفعة مجهور الناس واملستهلكني‪ ،‬توايف الضرر الالحق برتك فعله وتربو عليه‪ ،‬فكان‬
‫راجح الفع ‪ .‬وراعى متخذ القرار األثر احملتم الناتج من هذا الفع ‪ ،‬ابملبادرة بتعويض‬
‫من يقع عليه ضرر‪ .‬وهذا سياسة تتبع مقاصد الشريعة وأهداف اًلقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫وفيه سوى ما تقدم تكثري الثروة احليواتية وحفظها وتنميتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬هسربيس‪ ،‬األحد ‪ 41‬توفمرب ‪ ، 11:11 ،4144‬اليوم ‪ ،42‬اًلثنني ‪ 41‬توفمري ‪،4144‬‬


‫‪alyaum24.com‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪103‬‬

‫اخلامتة‬

‫عاجل البحث مقاصد اًلستهالك يف اًلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مستخرجةا من‬


‫القرآن‪ ،‬وتعرض ألتواع اًلستهالك ذات التأثري على سلوك املسلم اًلستهالكي‪ .‬وتظر‬
‫يف مناذج من السياسة العمرية والتطبيقات املعاصرة‪ .‬وتوص بناءا على جتميع‬
‫املعلومات وحتليلها‪ ،‬ل ى تتائج وتوصيات‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬النتائج‪.‬‬
‫‪-1‬ظهر أن لعمال مقاصد اًلستهالك سواءا كان الدتيوية أو األخروية تعم‬
‫على التخصيص اجليد والكفؤ للموارد‪ ،‬من خالل ضبط اًلستهالك‪ ،‬وتوزيع اإلتفاق‬
‫على احلاجات الدتيوية واحلاجات ذات البعد األخروي‪ .‬ويثبت ذلك صحة الفرض‬
‫األول‪.‬‬
‫‪-4‬ظهر توافق املقاصد القرآتية مع املقاصد الشرعية من حيث عم كليهما‬
‫على التوجيه السليم للسلوك اًلستهالكي للمسلم‪( ،‬الفرض الثاين)‪.‬‬
‫والنماذج املعاصرة املطبقة املتعلقة‬ ‫عمر وغريه‬ ‫‪-1‬تبني من فع‬
‫ابًلستهالك‪ ،‬أهنا تؤدي ل ى التوجيه السليم واملناسب إلتفاق املسلم‪( ،‬الفرض‬
‫الثالث)‪.‬‬
‫‪-2‬أظهرت النماذج والتطبيقات املعاصرة ملقاصد اًلستهالك الشرعية لمكاتية‬
‫‪100‬‬

‫تنزيلها على الواقع املعاصر وتعميم تطبيقها حبسب حال ك بلد وأحواله‪( ،‬الفرض‬
‫الرابع)‪.‬‬
‫‪-8‬تعدد أتواع اًلستهالك يعم ‪ ،‬يف حال تعريف الناس هبا وتشرها‪ ،‬على‬
‫تبصريهم أبولوايت اإلتفاق‪ .‬فيتجنبون ما هو حاجي رفاهي يف حال تزاحم احلاجات‪،‬‬
‫وًل يقدموته على ما هو ضروري معاشي‪.‬‬
‫‪-6‬أن تطبيق سلوك الصحابة واخللفاء الراشدين مث عمر ‪ ،‬يف اإلتفاق‬
‫اًلستهالكي‪ ،‬من ضرورايت هذا العصر‪ ،‬الذي اخت فيه ميزان العدل يف اًلستهالك‪،‬‬
‫وصار األمر منفرطاا غري منضبط‪ ،‬مما يؤثر سلباا على جمموع لتفاق اجملتمع وعلى‬
‫حاجاته املتعددة‪ ،‬اليت ًل تتسع هلا موارده‪.‬‬
‫‪-7‬تبني دور احلاكم أو احلكومة يف توجيه اًلستهالك العام للناس حنو غاايت‬
‫ختدم مقاصد الشرع وأهداف اجملتمع‪ ،‬ومتنع خروجه عن حد اًلعتدال والتوسط‪.‬‬
‫منعا أو‬
‫يظهر ذلك يف للزام احلاكم أو جهة اًلختصاص بنمط معني من اًلستهالك‪ ،‬ا‬
‫هتذيباا‪.‬‬
‫اثنيًا‪ :‬التوصيات‪.‬‬
‫وبناؤها على ما تقدم من تتائج‪ ،‬دون متاثلها يف العدد‪:‬‬
‫‪-1‬ضرورة لظهار مقاصد اًلستهالك وتشرها يف اجملتمع‪ ،‬ألج ختصيص سليم‬
‫وكفؤ ملوارد اجملتمع والفرد‪ ،‬وتوزيع يتسم ابلعدالة فيما يتعلق حبق الفقراء يف أموال‬
‫األغنياء والواجدين‪.‬‬
‫‪-4‬هناك حاجة ل ى تعريف الناس مبحاسن ضبط اًلستهالك‪ ،‬وأمهية ذلك يف‬
‫رصد املوارد وادخارها ل ى وقت احلاجة لليها‪ ،‬مع مراعاة حق األجيال القادمة‪.‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪101‬‬
‫‪-1‬تعريف مجهور الناس من أفراد وجمموعات‪ ،‬مبا فيها احلكومات‪ ،‬بيرتَ ي‬
‫ب‬ ‫ُ‬
‫احلاجات وكيفية تنظيمها ووضعها يف موضعها املرسوم هلا يف الشريعة؛ من ضروري‬
‫وحاجي وحتسيين‪.‬‬
‫‪-2‬العم على ليضاح مناذج الصدر األول من اإلسالم‪ ،‬واملنعكسة يف حسن‬
‫لدارة اإلتفاق ولحكام ضبط اًلستهالك‪ ،‬والبناء عليها بتطبيقها على مؤسسات‬
‫خمتارة‪ ،‬ليتم بعدها التقومي واملراجعة والتعميم‪ ،‬يف حال النجاح‪.‬‬
‫‪-8‬بظهور التجارب املعاصرة ملقاصد اًلستهالك الشرعية‪ ،‬فإته ابإلمكان‬
‫التمدد يف تشرها والعم هبا‪ ،‬بعد حصر املواطن اليت حيتاج اجملتمع فيها ل ى ضبط‬
‫استهالكه وترشيده‪.‬‬

‫‪h‬‬
‫‪101‬‬

‫فهرس املصادر واملراجع‬

‫ابن العريب‪ ،‬حممد بن عبد هللا بن حممد‪" .‬أحكام القرآن"‪ .‬حتقيق‪ :‬مصطفى‬ ‫‪-1‬‬
‫أبو املعاطي‪( ،‬ط‪ ،1/‬القاهرة‪ :‬دار الغد اجلديد‪1218 ،‬ه‪4112-‬م)‪.‬‬
‫ابن العريب‪ ،‬حممد بن عبد هللا بن حممد‪" .‬سراج املريدين يف سبي الدين"‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ضبط تصه وخرج أحاديثه ووثق تقوله‪ :‬د‪ .‬عبد هللا التورايت‪( ،‬ط‪ ،1/‬اململكة‬
‫املغربية‪ :‬دار احلديث الكتاتية‪1218 ،‬ه‪4117-‬م)‪.‬‬
‫ابن بطال‪ ،‬علي بن خلف‪" .‬شرح ابن بطال على صحيح البخاري"‪ .‬حققه‬ ‫‪-1‬‬
‫وخرج أحاديثه‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪( ،‬ط‪ ،4/‬بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪1216 ،‬ه‪4118-‬م)‪.‬‬
‫ابن حزم‪ ،‬علي بن أمحد بن سعيد األتدلسي‪" .‬مراتب اإلمجاع يف العبادات‬ ‫‪-2‬‬
‫واملعامالت واًلعتقادات"‪ .‬بعناية‪ :‬أمحد حسن لسرب‪( ،‬ط‪ ،4/‬بريوت ‪-‬‬
‫لبنان‪ :‬دار ابن حزم‪1218 ،‬ه‪4112-‬م)‪.‬‬
‫ابن شبه‪ ،‬عمر بن شبه‪" .‬كتاب اتريخ املدينة"‪ .‬حققه‪ :‬فهيم حممد‬ ‫‪-8‬‬
‫شلتوت‪( ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬د‪ .‬د‪ ،‬يب دي لف)‪.‬‬
‫ابن عاشور‪ ،‬حممد الطاهر‪" .‬مقاصد الشريعة اإلسالمية"‪ .‬حتقيق ومراجعة‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫الشيخ حممد احلبيب بن اخلوجة‪( ،‬قطر‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون اًلسالمية‪،‬‬
‫‪1248‬ه – ‪4112‬م)‪.‬‬
‫ابن عبد الرب‪ ،‬يوسف بن عبد هللا‪" .‬اًلستذكار"‪ .‬علق عليه ووضع‬ ‫‪-7‬‬
‫حواشيه‪ :‬سامل حممد عطا ‪ -‬حممد علي معوض‪( ،‬ط‪ ،1/‬بريوت لبنان‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪4111 ،‬م)‪.‬‬
‫ابن عبد السالم‪ ،‬عبد العزيز السلمي‪" .‬قواعد األحكام يف مصاحل األانم"‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪101‬‬
‫راجعه وعلق عليه‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الشرق للطباعة‪،‬‬
‫‪1188‬هـ ‪1268-‬م)‪.‬‬
‫ابن عطية‪ ،‬عبد احلق بن غالب‪" .‬احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز"‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشايف‪( ،‬ط‪ ،2/‬بريوت – لبنان‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪1217 ،‬ه – ‪4116‬م)‪.‬‬
‫ابن فارس ‪ ،‬أمحد بن زكراي‪" .‬مقاييس اللغة"‪ .‬راجعه وعلق عليه‪ :‬أتس حممد‬ ‫‪-11‬‬
‫الشامي‪( ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬القاهرة‪ :‬دار احلديث‪1242 ،‬ه‪4118-‬م)‪.‬‬
‫ابن كثري‪ ،‬لمساعي بن عمر‪" .‬تفسري القرآن العظيم"‪ .‬راجعه وتقحه‪ :‬الشيخ‬ ‫‪-11‬‬
‫خالد حممد جمرم‪( ،‬د‪.‬ط‪ ،.‬بريوت – لبنان‪ :‬املكتبة العصرية‪1218 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪4112‬م)‪.‬‬
‫أبوظيب‪ ،‬صحيفة ‪ 48‬أغسطس ‪4144‬م‪.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫األصفهاين‪ ،‬احلسني بن حممد‪" .‬مفردات ألفاظ القرآن"‪ .‬حتقيق‪ :‬صفوان‬ ‫‪-11‬‬
‫عدانن داوودي‪( ،‬ط‪ ،8/‬دمشق‪ :‬دار القلم‪1211 ،‬ه‪4111-‬م)‪.‬‬
‫الباجي‪ ،‬سليمان بن خلف‪" .‬احلدود يف األصول"‪ .‬املطبوع مع اإلشارة يف‬ ‫‪-12‬‬
‫أصول الفقه‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حسن حممد حسن لمساعي ‪( ،‬ط‪ ،1/‬بريوت‪-‬‬
‫لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪1242 ،‬ه‪4111-‬م)‪.‬‬
‫الباجي‪ ،‬سليمان بن خلف‪" .‬لحكام الفصول يف أحكام األصول"‪ .‬حتقيق‬ ‫‪-18‬‬
‫ودراسة‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬عمران علي أمحد العريب‪( ،‬بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار ابن حزم‪،‬‬
‫‪.)4112-1211‬‬
‫الباحث‪" :‬الوجيز يف علم اًلقتصاد اإلسالمي"‪( .‬ط‪ ،1/‬جي اتون‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫اخلرطوم‪1246 :‬ه‪4118 -‬م)‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬حممد بن لمساعي ‪" .‬صحيح البخاري"‪( .‬ط‪ ،4/‬الرايض‪ :‬دار‬ ‫‪-17‬‬
‫‪101‬‬
‫السالم للنشر والتوزيع‪1212 ،‬ه – ‪1222‬م)‪.‬‬
‫اجلرجاين‪ ،‬علي بن حممد‪" .‬التعريفات"‪ .‬حتقيق وتعليق‪ :‬عبد الرمحن عمرية‪،‬‬ ‫‪-18‬‬
‫(ط‪ ،1/‬بريوت‪ :‬عامل الكتب‪1217 ،‬ه‪1287-‬م)‪.‬‬
‫اجلوهري‪ ،‬لمساعي بن محاد‪" .‬معجم الصحاح"‪ .‬مرتب ترتيب ا ألفبائي ا وفق‬ ‫‪-12‬‬
‫أوائ احلروف‪ ،‬اعتىن به‪ :‬خلي مأمون شيحا‪( ،‬ط‪ ،2/‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪،‬‬
‫‪1211‬هـ ‪4114 -‬م)‪.‬‬
‫احلسن‪ ،‬خليفة اببكر‪" .‬فلسفة مقاصد التشريع يف الفقه اإلسالمي‬ ‫‪-41‬‬
‫وأصوله"‪1287( .‬م‪ ،‬جملة كلية الشريعة والقاتون‪ ،‬اإلمارات العربية‬
‫املتحدة)‪ ،‬العدد ‪ ،1‬موجود يف قالب يب دي لف‪.‬‬
‫اخلليج‪ ،‬صحيفة ‪ 48‬أغسطس (‪4144‬م)‪.‬‬ ‫‪-41‬‬
‫الراكوبة‪ ،‬صحيفة ‪ 42‬شوال ‪1214‬ه‪alrakoba. net ،‬‬ ‫‪-44‬‬
‫الشاطيب‪ ،‬لبراهيم بن موسى‪" .‬املوافقات يف أصول الشريعة"‪ .‬شرحه وخرج‬ ‫‪-41‬‬
‫أحاديثه‪ :‬عبد هللا دراز‪ ،‬وضع ترامجه‪ :‬حممد عبد هللا دراز‪ ،‬خرج آايته‬
‫وفهرس موضوعاته‪ :‬عبد السالم عبد الشايف حممد‪( ،‬ط‪ ،4/‬بريوت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪4112 ،‬م)‪.‬‬
‫الشيباين‪ ،‬حممد بن احلسن‪" .‬كتاب الكسب‪ ،‬ويليه رسالة احلالل واحلرام‬ ‫‪-42‬‬
‫ًلبن تيمية"‪ .‬اعتىن هبما‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪( ،‬ط‪ ،1/‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫السالم‪1217 ،‬ه – ‪.)4116‬‬
‫العامل‪ ،‬يوسف حامد‪" .‬املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية"‪ ( .‬ط‪،1 :‬‬ ‫‪-48‬‬
‫هريتد‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬الوًلايت املتحدة األمريكية‪ :‬املعهد العاملي للفكر‬
‫اإلسالمي‪1214 ،‬ه‪1221-‬م)‪ .‬موجود على قالب يب دي لف‪.‬‬
‫عكاظ‪ 42 ،‬حمرم ‪1222‬ه – ‪ 47‬أغسطس ‪4144‬م‪ ،‬عربية‬ ‫‪-46‬‬
‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقاتها املعاصرة‬
‫‪101‬‬
‫‪.Skynews‬‬
‫الغزايل‪ ،‬حممد بن حممد بن حممد‪ :‬لحياء علوم الدين‪ ،‬ضبط وتوثيق‪ :‬أمحد‬ ‫‪-47‬‬
‫عناية – أمحد زهوة‪،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬د‪.‬ط‪1212 ،‬ه‪4111-‬م‪.‬‬
‫الغزايل‪ ،‬حممد بن حممد‪" .‬ميزان العم "‪ .‬كتب هوامشه‪ :‬أمحد مشس الدين‪،‬‬ ‫‪-48‬‬
‫(ط‪ ،1/‬بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪1212 ،‬ه‪1282-‬م)‪.‬‬
‫مالك بن أتس‪" .‬املوطأ"‪ .‬لعداد وتقدمي‪ :‬حممد عبد الرمحن املرعشلي‪،‬‬ ‫‪-42‬‬
‫(ط‪ ،1/‬بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار لحياء الرتاث العريب‪1241 ،‬ه‪4111-‬م)‪.‬‬
‫جملة بيت املشورة‪ :‬جملة دولية حمكمة يف اًلقتصاد والصريفة اإلسالمية‪ ،‬دولة‬ ‫‪-11‬‬
‫قطر‪ ،‬العدد ‪ ، 7‬أكتوبر (‪4117‬م)‪.‬‬
‫مسلم‪ ،‬ابن احلجاج‪" .‬صحيح مسلم"‪( .‬ط‪ ،4/‬الرايض‪ :‬دار السالم‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫‪1241‬ه‪4111 -‬م)‪.‬‬
‫مصطفى‪ ،‬لبراهيم وآخرون‪" .‬املعجم الوسيط"‪( .‬جممع اللغة العربية‪ :‬اإلدارة‬ ‫‪-14‬‬
‫العامة للمعجمات ولحياء الرتاث)‪.‬‬
‫املنذري‪ ،‬زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي‪" .‬الرتغيب والرتهيب من‬ ‫‪-11‬‬
‫احلديث الشريف"‪ .‬ضبط أحاديثه وعلق عليها‪ :‬مصطفى حممد عمارة‪،‬‬
‫(ط‪ ،1/‬بريوت‪ :‬دار لحياء الرتاث العريب‪1188 ،‬هـ ‪1268 -‬م)‪.‬‬
‫هسربيس‪ ،‬صحيفة‪ ،‬األحد ‪ 41‬توفمرب ‪11:11 ،4144‬‬ ‫‪-12‬‬
‫اليوم السابع‪ ،‬صحيفة ‪ 12‬أكتوبر ‪4144‬م‪.‬‬ ‫‪-18‬‬
‫اليوم ‪ ،42‬اًلثنني ‪ 41‬توفمري ‪alyaum24.com ،4144‬‬ ‫‪-16‬‬
101

bibliography

1- Al-ʿĀlim, Yousuf Hamid, al- Maqāsṣid al-ʿĀma li Al-Sharia'a


Al-Islamiyah, (1st. ed. 1412H-1991, Herndon, Virginia, USA,
The International Institute of Islamic Thought), pdf.
2- Al-Asfahani, Al-Husein Ibn Muhammad Ibn Al-Mufaddal Al-
Raghib.
3- Mufradat Alfaz Al-Quran, Investigation: Safwan Adnan
Dawoody,
4- (5th. ed. 1433H-2011, Damascus, Dar Al-Qalam).
5- Al-Baji, Abu Al-Walid Sulaiman Ibn Khalaf Ibn Saad Ibn
Ayyoub. Al-Hudud fi Al-Usul, printed with Al-Ishara fi Usul
Al-Fiqh, Investigation: Muhammad Hasan Muhammad Hasan
Ismael, (1st. ed., 1424H-2003, Beirut-Lebanon, Dar Al- Kutub
Al-Ilmeyyah).
6- Al-Baji, Abu Al-Walid Sulaiman Ibn Khalaf Ibn Saad Ibn
Ayyoub. Ihkam
7- Al-Fusul fi Ahkam Al-Usul, Investigation and Study: Prof.
Imran Ali Ahmed Al-Arabi, (1430H-2009, Beirut-Lebanon,
Dar Ibn Hazm).
8- Al-Bukhari, Muhammad Ibn Ismael: Sahih Al-Bukhari, (2nd.
ed., 1419H-999, Riyadh, Dar Al-Salam for Publication and
Distribution).
9- Al-Ghazali, Muhammad Ibn Muhammad Ibn Muhammad:
Ihyaa Ulum Al-Deen, Dabt wa Tawtheeq: Ahmed Inayah-
Ahmed Zahwa, (w. ed., 1434H-2013, Dar Al-Kitab Al-Arabi).
10- Al-Ghazali, Muhammad Ibn Muhammad Ibn Muhammad,
Mizan Al-Amal, kataba hawamishahu: Ahmed Shams Al-Deen,
(1st. ed., 1409H-1989, Beirut-Lebanon, Dar Al-Kutub Al-
lmeyyah).
11- Al-Hasan, Khalifah Babiker, (Philosophy of Maqasid Al-
Tashriea fi Al-Fiqh Al-Islami wa Usuluhu), (Vol. 1, 1987,
Journal of Sharia'a and Law, UAE), pdf. Al-Jawhary, Ismael
Ibn Hammad, Al-Sihah. cared by: Khalil Mamun Shiha, (4th.
ed., 1433H-2012, Beirut- Lebanon: Dar Al-Maarifa).
12- Al-Jurjani, Al-Sayed Al-Sharif Ali Ibn Muhammad Ibn Ali. Al-
Taʿrifat, Investigation and comment: Abd Al-Rahman
Umairah, (1st. ed, 1407H-1987, Beirut, Aalam Al-Kutub).
13- Al-Khaleej , 28 Aug. 2022, https://www.alkhaleej.ae
14- Al-Munziri, Zakiu Al-Deen Abd Al-Azim Ibn Abd Al-
‫ وتطبيقاتها املعاصرة‬،‫مقاصد االستهالك وأثرها يف توجيه السلوك االستهالكي يف االقتصاد اإلسالمي‬
101
Ghawwi: Al-Targhib wa Al-Tarhib min Al- Hadeeth Al-Sharif,
revised and commentary of: Mustafa Muhammad Imarah, (3rd.
ed., 1388H-1968, Beirut, Dar Ihyaa Al-Turath Al-Arabi).
15- Alrakoba. net, alrakoba newspaper, 21/10/1432H,
https://www.alrakoba.net
16- Al-Shaibani, Muhammad Ibn Al-Hasan. Kitab Al-Kasb, wa
Yalihi Risalat Al-Haram wa Al-Halal li Ibn Taimiyah, eatana
bihima: Abd Al-Fattah Abu Ghuddah, (1st. ed., 1437H-2016,
Egypt, Dar Al-Salam).
17- Al-Shatibi, Ibrahim Ibn Musa. Al-Muwafaqat fi Usul Al-
Shariaa, commentary and authentication of the hadiths by:
Muhammad Abdullah, revised by: Abd Al-Salam Abd Al-Shafi
Muhammad, (2nd. ed., 2009, Beirut, Dar Al-Kutub Al-
Ilmeyyah).
18- alyaum24.com , Mon. 21 Nov. 2022,
https://www.alyaum24.com Al-Yaum Al-Sabie, newspaper, 09
Oct. 2022, https://www.m. youm7.com
19- Ibn Aashur, Muhammad Al-Tahir: Maqasid Al-Shariaa Al-
Islamiyah, Investigation and Revision: Al- Sheikh Muhammad
Al-Habib Ibn Khoja, (1425H-2004, Qatar, Ministry of Awqaf
and Islamic Affairs).
20- Ibn Al-Arabi, Muhammad Ibn Abdillah Ibn Muhammad.
Ahkam Al-Quran, Investigation by: Mustafa Abu Al-Maati,
(1st. ed., 1435H-2014, Eygpt, Dar Al-Ghad).
21- Ibn Al-Arabi, Muhammad Ibn Abdillah Ibn Muhammad. Siraj
Al-Murideen fi Sabeel Al-Deen, revised by: Dr. Abdullah Al-
Tawrati, Dar Al- Hadeeth Al-kattaneyah, (1st. ed., 1438H-
2017, Kingdom of Morocco, Dar Al- Hadeeth Al-kattaneyah).
22- Ibn Abd Al-Barr, Abu Omer Yousuf Ibn Abdillah Ibn
Muhammad Al-Namery. Al-Istizkar, commented by: Salim
Muhammad Ata- Muhammad Ali Muawwad, (3rd. ed. 2010.
Beirut- Lebanon, Dar Al-Kutub Al-Ilmeyyah).
23- Ibn Abd Al-Salam, Abd Al-Aziz Al-Sulami. Qawaed Al-
Ahkam fi Masalih Al-Anam, Revised and commented by: Taha
Abd Al- Rawoof Saad, , (1388H-1968, Cairo, Dar Al- sharq for
Printing).
24- Ibn Atiyyah, Abu Muhammad Abd Al- Haq Ibn Ghalib Al-
Andalusi. Al-Muharrar Al-Wajeez fi Tafseer Al-Kitab Al-Aziz,
Investigation: Abd Al- Salam Abd Al- Shafi, (4th. ed. 1437H-
2016, Beirut- Lebanon, Dar Al-Kutub Al- Ilmeyyah).
25- Ibn Battal, Abu Al-Hasan Ali Ibn Khalaf Ibn Abd Al-Malik,
(Sharh Ibn Battal ala Sahih Al-Bukhari), Investigated and
112
authenticated its hadiths by: Mustafa Abd Al-Gadir Ata, (2nd
ed. 1436H-2015, Beirut-Lebanon Dar Al- kutub Al-
Ilmeyyah.).
26- Ibn Faris, Abu Al-Husain Ahmed Ibn Faris Ibn Zakariya,
Maqāyīs Al-Luqa. Revised by: Anas Muhammad Al-Shami,
(w. ed., 1429H 2008, Egypt, Dar Al-Hadeeth).
27- Ibn Hazm, Abu Muhammad Ali Ibn Ahmed Ibn Saeed Al-
Andalusi. Maratib Al-Ijmaa fi Al-Ibadat wa Al-Muaamalat wa
Al-Ieatigadat), cared by: Ahmed Hasan Isbar, , , (2nd. ed.,
1435H-2014, Beirut- Lebanon, Dar Ibn Hazm).
28- Ibn Kathir, Abu Al-Fida Ismael Ibn Omer. Tafsir Al-Quran Al-
Azim, Revised by: Al- Sheikh Khalid Muhammad Mujrim,
(w.ed., 1435H-2014, Beirut-Lebanon, Al-Maktabah Al-
Asriyah).
29- Ibn Shabbah, Abu Zaid Omer Ibn Shabbah Al-Numairy Al-
Basry. Kitab Tareikh Al-Madinah, investigated by: Fahim
Muhammad Shaltoot, no d., no ed./P. pdf.
30- Hespress, newspaper, 20 Nov. 2022,
https://www.hespress.com
31- Majallat Beit Al-Mashurah: Majalla Dawliyyah Muhakkama fi
Al-Iqtisad wa Al-Sayrafa Al-Islamiyyah, (State of Qatar, No. 7,
Oct. 2017).
32- Malik Ibn Anas, Al-Muwatta, preparation and introduction;
Muhammad Abd Al-Rahman Al-Marashli, 3rd. ed. 1421H-
2000, Beirut-Lebanon, Dar Ihyaa Al-Turath Al-Arabi.
33- Muslim Ibn Al-Hajjaj,"Sahih Muslim". (ed.2, 1421H-2000,
Riyad, Dar Al-Salam).
34- Mustafa, Ibrahim, et. al: Al-Muajam Al-Wasit, Mujam Al-
Lugha Al-Arabiyyah: Al-Idara Al-Aammah li Al-Muajamat wa
Ihyaa Al-Turath.
35- The Researcher: Al-Wajeez in Islamic Economic Science, (1st.
ed.,
36- 1426H-2005, Khartoum, G-Town).

You might also like