You are on page 1of 36

‫‪---‬‬

‫لأ‪@-‬؟‬

‫‪5‬‬

‫حض* @ةءمم‪--‬‬ ‫‪-‬‬


‫بالمعر وف‬
‫والن@ا عغ المنكو‬

‫انثخ‬ ‫سماحة‬

‫با ز‬ ‫جمئزرلزئزك@مز@لدقك!‬
‫بيه @لسعوليه‬ ‫@لمملثه @لعم‬ ‫ممتي عام‬
‫@لعلمية والإفماء‬ ‫و@لرنيس @لعام سد@ر@ت @لبحوث‬

‫دار القاسم للنشر‬


‫‪@6373‬‬ ‫ص‬
‫‪1 1 4‬‬
‫@ @رياص@‪24‬‬
‫‪@ 7 4 ، 3 2‬ا ‪4‬‬ ‫‪4 77‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3 1 1‬‬
‫@اكى‬ ‫ت‬
‫@‬

‫قوق الطبع محفوظة‬


‫الطبعة الثانية‬
‫س‬ ‫‪1 996‬‬ ‫كل‪-‬‬ ‫‪9 4 17‬‬

‫ا@‬ ‫ج ل@رالق@سم للنشر‪714،‬‬


‫الوطمية اتناء@لنشر‬ ‫الملك مهد‬ ‫فهرسة مكتبة‬
‫بد@لعزيز بن عبحالئه‬ ‫@‬
‫الن بوا‬
‫ا ل@ كر‪ @ -‬لر ياض‬ ‫ع@‬ ‫وجرب @ ثمر با لمعيو@ وا لنهي‬
‫‪32‬‬
‫ص‪-71*21،‬‬
‫‪@9 6‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪3-27.-33-‬‬ ‫رلمك‬
‫‪2-‬‬ ‫المنكر‬ ‫‪1-‬‬
‫الوعظ والإرشار‬ ‫عن‬ ‫وف و@لنهي‬ ‫الأمر با‬
‫ا لعنو ان‬ ‫أ‪-‬‬

‫@‬
‫المقدمة‬

‫على رسول الله‪ ،‬وعلى آله‬ ‫وسلم‬ ‫الله‬ ‫وصلى‬ ‫الحمد دثه‬

‫الدين‪.‬‬ ‫ومن اهتدى بهداه إلى يوم‬ ‫وأصحابه‪،‬‬

‫من أهم المه@ وأفضل القربات‪ .‬التناصح‬ ‫@‬

‫والتوجيه إلى الخير‪ ،‬والتواصي بالحق والصبر عليه‪،‬‬


‫عز وجل‪ ،‬ويباعد‬ ‫الله‬ ‫يخالفه ويغضب‬ ‫مما‬ ‫والتحذير‬
‫من‬

‫يصلح قلوبنا‪ ،‬وأعمالنا‪،‬‬ ‫وأسأله عز وجل أن‬


‫رحمته‪،‬‬

‫وسائر المسلمين‪ ،‬وأن يمنحنا الفقه في دينه‪ ،‬والثبات‬


‫عليه‪ ،‬وأن ينصر دينه‪ ،‬ويعلي كلمته‪ ،‬وأن يصلح جمغ‬
‫ويصلح لهم‬ ‫خير‪،‬‬ ‫ولاة أمور المسلمين‪ ،‬ويوفقهم لكل‬
‫ما‬
‫العباد والبلاد‪،‬‬ ‫صلاح‬‫البطانة‪ .‬ويعينهم على كل‬
‫فيه‬

‫ويمنحهم الفقه في الدين‪ ،‬ويشرح صديرهم لتحكيم‬


‫شريعته‪ ،‬والاستقامة عليها‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫أيها المسلمون‪:‬‬
‫المنكر‪،‬‬ ‫عن‬ ‫إن موضوع الأمر بالمعروف والهي‬
‫مصلحة‬ ‫موضوع عظيم‪ ،‬جدير بالعناية لأن فيه تحقيق‬
‫والفساد‬ ‫وفي إهماله الخطر العظيم‬ ‫الأمة ونجاتها‪،‬‬
‫الكبير‪ ،‬واختفاء الفضائل وظهور الرذائل‪.‬‬
‫وقد أوضح الله جل وعلا في كتابه العظيم‪ ،‬منزلته‬
‫من الإسلام‪ ،‬وبين سبحانه أن منزلته عظيمة‪ ،‬حتى إنه‬
‫هو‬ ‫على الإيمان‪ ،‬الذي‬ ‫قدمه‬ ‫سبحانه في بعض الآيات‬
‫كما في قوله تعالى‪:‬‬ ‫أصل الدين وأساحم الإسلام‪،‬‬
‫بالمعر وف‬ ‫تأمرون‬ ‫(كنتم خير افة اخرجت للئاس‬
‫‪1 1‬‬ ‫عمراد‪@ ،‬لابه‬ ‫أ ال‬
‫المنكر وتؤمنون بالله @ه‪.‬‬ ‫عن‬ ‫وتنهون‬
‫هذا‬ ‫شأن‬ ‫عظم‬ ‫إلا‬ ‫التقديم‪،‬‬ ‫هذا‬
‫ولا نعلم السر في‬
‫العظيمة العامة‪،‬‬ ‫الواجب‪ ،‬وما يترتب عليه‬
‫من المصالح‬
‫العصر‪ ،‬فإن حاجة المسلميئ‬ ‫هذا‬ ‫ولا سيما‬
‫في‬
‫الم@نكر‬ ‫عن‬ ‫الأمر بالمعروف والنهي‬ ‫إلى‬ ‫وضرورتهم‬
‫الشرك والبدع‪ ،‬في‬ ‫وانتشار‬ ‫المعاصي‬ ‫شديدة‪ ،‬لظهور‬
‫غالب المعمورة‪.‬‬
‫أصحابه‪،‬‬ ‫عهده جملى‪ ،‬وعهد‬ ‫المسلمون في‬ ‫وقد كان‬

‫هذا‬ ‫عهد السلف‬


‫الواجب‪،‬‬ ‫يعطمون‬ ‫الصالح‪،‬‬ ‫وفي‬
‫إليه بعد ذلك أشد‬ ‫قيام‪ ،‬فالضرورة‬ ‫خير‬ ‫به‬ ‫ويق@ون‬

‫من‬ ‫وأعظم‪ ،‬لكثرة الجهل‪ ،‬وقلة العلم‪،‬‬


‫وغفلة الكثير‬
‫الناس عن هذا الواجب العظيم‪.‬‬
‫‪ .‬وفي عصرنا هذا صار الأمر أشذ‪ ،‬والخطر أعظم‪،‬‬
‫ال! @ل‪ ،‬ودلة‬ ‫دعاة‬ ‫لانتشار الشرور والفساد‪ ،‬وكثرة‬
‫دعاة‬
‫الخير‪ .‬في غالب البلاد كما تقدم‪.‬‬
‫ورغ@‬ ‫به‪،‬‬ ‫سبحانه وتعالى‬ ‫الله‬ ‫أمر‬ ‫هذا‬
‫أجل‬ ‫ومن‬

‫فيه‪ ،‬وقذمه في آية آل عمران على الإيمان‪ ،‬وهي‬


‫قوله‬

‫خير امة اخر جت‬


‫سبحانه وتعالمما‪( :‬كنتم‬
‫ا لا ية‪.‬‬ ‫‪@0‬‬
‫عند‬ ‫وأفضلها‬ ‫الأمم‬ ‫خير‬ ‫فهي‬ ‫محمد‪@-‬لى‪،‬‬ ‫امة‬ ‫يعني‬
‫!‪ ،‬أنه‬
‫كه‬ ‫الله‪ ،‬كما في الحديث‬
‫د‬
‫النبي‬ ‫عن‬ ‫الصحيح‪،‬‬
‫خيرها وكرمها على‬ ‫توفون سبعين أمة‪،‬‬
‫أنتم‬ ‫أنتم‬ ‫@ا‬ ‫قال‪:‬‬

‫ال@ه عز وجل‬ ‫@ا‪.‬‬

‫الأمم‬ ‫والأمر بالمعروت والنهي عن المنكر موجود في‬


‫السابقة‪ ،‬بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب‪.‬‬
‫له‪.‬‬ ‫والإخلاص‬ ‫الله‬ ‫توحيد‬ ‫المعروف‪:‬‬‫وأصل‬ ‫‪.‬‬

‫بالثه وعبادة غيره‪.‬‬ ‫الشرك‬ ‫المنكر‪:‬‬ ‫وأصل‬ ‫‪.‬‬

‫توحيد الله‪،‬‬ ‫وجميع الرسل بعثوا يدعون الناس إلى‬


‫الشرك‬ ‫عن‬ ‫الذي هو أعظم المعروف‪ ،‬وينهون الناس‬
‫بالثه‪ ،‬الذي هو أعظم المنكر‪.‬‬
‫الله‬ ‫قال‬ ‫ولما فرط بنو إس ائيل في ذلك‪ ،‬وأضاع@ه‪،‬‬
‫من بني‬ ‫جل وعلا في حقهم‪ @ :‬لعن الذين كفروا‬
‫إسائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم فلك بما‬
‫عصوا وكانوا يعتدون ثه‪ .‬أ المائدف الآبه ‪ 8‬كأ‪.‬‬
‫ة‬

‫يتناهون‬ ‫ثئم فسر هذا العصيان فقال سبحانه‪( :‬كالوا‬


‫لا‬

‫عن فنكر فعلوه لبئر ما كانوا يفعلون ‪ @.‬أ@لانه‪ ،‬الآلة )‪9‬‬


‫‪7‬‬ ‫ة‬

‫فجعل هذا من أكبر عصيانهم واعتدائهم‪ ،‬وجعله‬


‫يعتذون‪.‬‬ ‫وكائوا‬ ‫الآية‪( :‬فلك بما عصوا‬ ‫لهذه‬
‫التفسير‬
‫ما‪.‬‬ ‫‪،8‬‬
‫‪7‬‬
‫كانوا لا يتناهون عن فنكر فعلوه ‪@.‬‬
‫أ@ دانه‪ ،‬الألاد‪:‬‬

‫الواجب‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫وما ذلك إلا لعظم الخطر في ترك‬


‫فقال‬
‫ذلك منهم‪،‬‬‫وأثنى الله جل وعلا على أمة في‬
‫سبحانه سورة ال عمران‪( :‬من اهل الكتاب اقة‬
‫في‬
‫قائمة يتئون آيات ا@ته آناء الليل وهم يسجمون‪.‬‬
‫يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروت ويهون‬
‫المنكر و سارعون في الخير‪ ،‬ت وأوللئك من‬
‫عن‬

‫من خير فلن يكفروه وا@ته عليثم‬ ‫الصالحين‪ .‬وما يفعلوا‬


‫‪1 1‬‬
‫‪،5‬‬ ‫‪1 1‬‬
‫‪3-‬‬ ‫الآلد‪:‬‬
‫بالمتقين ‪ @.‬أت@‬
‫@‪،‬‬
‫عمر@‬

‫أصاب الذين‬ ‫ما‬ ‫يصبها‬


‫ا‬ ‫الكتاب‬ ‫هذه طائفة من أهل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ضيعو‪ ،‬فأثنى الله عليهم سبحانه وتعالى في‬
‫وفي آية @خرى من كتاب الله عز وجل في سورة التوبة‪،‬‬
‫سبحانه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬على إقامة‬
‫قدم‬
‫شأنه‪.‬‬ ‫إلا‬ ‫ذلك‬
‫لعظم‬ ‫@لصلاة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬وما‬
‫الواجب؟‪:‬‬ ‫مكنى فحكل هخ@‬
‫لفيا‬
‫فرض كفاية‪ ،‬ومع‬ ‫المنكر‬ ‫عن‬ ‫والأمر بالمعروف والنهي‬
‫إقامة الصلاة‪ ،‬و(يتاء‬ ‫الآية على‬ ‫هذه‬
‫في‬ ‫ذلك قذمه‬

‫سبحانه‪( :‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم‬ ‫فقال‬ ‫الزكاة‪،‬‬


‫المنكر‬ ‫عن‬ ‫بالمعروف وينهون‬ ‫يأمرون‬ ‫أولياة بعض‬
‫ورسوله‬ ‫ال@ه‬ ‫وئؤتون الربهاة ويطيعون‬ ‫وبقيمون الضلاة‬
‫)‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أ@تولة‪@ ،‬لايه‪.‬‬ ‫حكيثم ‪@.‬‬ ‫الله عزيز‬ ‫إن‬ ‫ال@ه‬
‫سيرحمهم‬ ‫أوللئك‬
‫هنا‬
‫المنكر على إقامة‬ ‫الأمر بالمعروف والنهي‬
‫عن‬ ‫فقدم‬
‫عمود الإسلام‪ ،‬وهي أعظم‬ ‫الصلاة‬ ‫أن‬ ‫الصلاة‪،‬‬
‫مع‬
‫هذا‬
‫الواجب؟‬ ‫الأركان بعد الشهادتن‪ ،‬فلأي معنى قدم‬
‫الحاجة إليه‪ ،‬وشدة‬ ‫لا شك أنه‬
‫رة‬
‫الفرو‬ ‫قذم لعظم‬
‫به‪.‬‬ ‫القيام‬ ‫إلى‬
‫الأمة‪ ،‬ويكثر فيها الخير‪،‬‬ ‫تصلح‬ ‫بتحقيقه‬ ‫ولأن‬ ‫‪.‬‬

‫ويتعاون‬ ‫وتظهر فيها الفضائل‪ ،‬وتختفي منها الرذائل‪،‬‬


‫أفرادها على الخير‪ ،‬ويتناصحون وبحاهدون في سبيل‬
‫الله‪ ،‬ويأتون كل خير ويذرون كل شز‪.‬‬
‫وبإضاعته والقضاء عليه تكون الكوارث العظيمة‪،‬‬ ‫‪.‬‬

‫القلوب أو‬ ‫وتفزق الأمة وتقسوا‬


‫والشرور الكثيرة‪،‬‬
‫تموت‪ ،‬وتظهر الرذائل وتنتشر‪ ،‬وتختفي الفضائل‬
‫و@ضم الحق‪ ،‬ويظهر صوت الباطل‪ ،‬وهذا أمر واقع‬
‫في كل مكان‪ ،‬وكل دولة وكل بلد‪ .‬وكل قرية لايؤمر‬
‫فيها بالمعروف ولا ينهى فيها عن المنكر‪ ،‬فإنه تنتثر‬
‫فيها‬ ‫وشود‬ ‫فيها الرذائل‪ ،‬وتظهر فيها المنكرات‪،‬‬
‫الظلم والفساد‪ .‬ولا حول ولا قوة إ‪/‬لأ بالله‪.‬‬

‫حمص‬ ‫اله‬ ‫أهل‬


‫عن‬ ‫سبحانه أن الآمرين بالمعروف‪ ،‬والناهن‬ ‫و ين‬
‫لله‬
‫والمئهيئ للزكاة‪ ،‬والمطيعيئ‬ ‫للصلاة‪،‬‬ ‫المنكر‪ ،‬والمقيميئ‬
‫الرحمة‪ ،‬فقال سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫أهل‬ ‫هم‬ ‫ولمسوله‪،‬‬
‫الالة‬
‫@و‪.‬‬ ‫ال@ه‬
‫(اولئك سيرحمهم‬
‫‪7‬‬
‫)‪1‬‬ ‫أ الترله‪،‬‬

‫فذل ذلك على أن الرحمة‪ ،‬إنما تنال بطاعة الله؟ واتباع‬


‫لتريعته‪ ،‬ومن أخمق ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن‬

‫المنكر‪.‬‬
‫من‬ ‫ولا تنال الرحمة بالأماني‪ ،‬ولا بالأنساب‪ ،‬ككنهه‬ ‫‪.‬‬

‫فلان‪.‬‬
‫قريث@‪ ،‬أو من بني هاشم‪ ،‬أو من بني‬
‫ولا بالوظائف‪ ،‬ككونه ملكا أو رئيسا لجمهورية أو‬ ‫‪.‬‬

‫وزيرا أو غير ذلك من الوظائف‪.‬‬


‫ة‬
‫كثر‬ ‫بوجود‬ ‫والتجارات‪ ،‬ولا‬ ‫أيضا بالأموال‬ ‫ولا تنال‬ ‫‪.‬‬

‫المصانع‪.‬‬
‫شئ@ الناس‪.‬‬ ‫من‬
‫هذا‬ ‫ولا بغير‬ ‫‪.‬‬

‫وإنما تنال الرحمة بطاعة الله ورسوله‪ ،‬واتباع‬


‫ذلك‬
‫الأمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر‪ ،‬وإقام‬ ‫ومن أعظم‬
‫الله‬ ‫وطاعة‬ ‫الزكاة‪،‬‬ ‫و(يتاء‬ ‫الصلاة‪،‬‬
‫ورساله‪ ،‬في كل شيء‪،‬‬
‫فهؤلاء هم أهل الرحمة‪ ،‬وهم الذين لا الحقيقة يرجون رحمة‬
‫ويعظمونه‪.‬‬ ‫الله‪ ،‬وهم الذين في الحقيقة يخافون‬
‫الله‬

‫وإن زعم‬ ‫نهيه‪،‬‬ ‫فما أظلغ من أضاع أمره‪ ،‬وارتكب‬


‫ويرج@ه‪.‬‬ ‫أنه يخافه‬

‫ويرجوه حقا‪ ،‬من‬ ‫الله حقا‪ ،‬ويخافه‬‫وإنما الذي يعظم‬


‫في سبيله‪ ،‬وأمر‬ ‫وجاهد‬ ‫أقام أمره واتبع شريعته‪،‬‬
‫ونهى عن‬ ‫بالمعروف‬
‫النينءامنوا‬ ‫@الوإن‬ ‫قال سبحانه في سورة البقرة‪:‬‬
‫يرجون‬ ‫ال@ه أولئك‬ ‫والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل‬
‫‪2 1‬‬
‫)‪8‬‬ ‫الاله‬ ‫أ العر@‬ ‫رحمة ال@ه ‪@.‬‬

‫وجاهدوا‬ ‫لما آمنوا‬ ‫الله‪،‬‬ ‫سبحانه راجن رحمة‬ ‫فجعلهم‬


‫قال‪:‬‬ ‫ما‬
‫وهجرتهم وجهادهم‪.‬‬ ‫وهبروا‪ ،‬لإيمانهم‬
‫إن الذين بنوا القصور‪.‬‬
‫أو الذين عظمت تجاراتهم أو تنوعت أعمالهم‪.‬‬
‫أو الذين ارتفعت أنسابهم‪.‬‬
‫الله‪.‬‬ ‫هم الذين يرجون رحمة‬

‫بل قال سبحانه‪ :‬مالوإن النينءامنوا والنين هاجروا‬


‫وال@ه‬ ‫ال@ه‬ ‫يرجون رحمة‬ ‫أولئك‬ ‫الله‬
‫وجاهدوا في بيل‬
‫‪2 1‬‬
‫)‪8‬‬ ‫الاله‬ ‫أ العره‪،‬‬ ‫غفهز زحيئم‬
‫الله‬ ‫يكونان بطاعة‬ ‫فرجاء الرحمة وخوف العذاب‪.‬‬
‫ومن ذلك‬
‫المنكر‪.‬‬ ‫عن‬ ‫الأمر بالمعروف والنهي‬ ‫ورسوله‪،‬‬

‫‪-11-‬‬
‫ولتحن منحكل أمص‬
‫الدعاة‬
‫إلى‬ ‫الفلاح‪ ،‬في‬ ‫سمحانه‬
‫و@ا آية أخرى‬
‫حصر‬

‫فقال عز‬ ‫الخير والآمرين بالمعروف‪ ،‬والناهين عن المنكر‪،‬‬


‫ون‬ ‫وبأمر‬ ‫وجل‪@ :‬ال@ ولتكن فنكم افة يدعون إلى الخير‬
‫هم المفلحون @و‪.‬‬ ‫وأولئك‬ ‫المنكر‬ ‫عن‬ ‫بالمعروف وينهون‬
‫‪1‬‬
‫)‪4‬‬
‫‪0‬‬

‫ا) ل عمراد‪ ،‬الآية‬

‫صفاتهم‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬ ‫فأبان سبحانه‪ ،‬أن هؤلاء الذين‬
‫هذه‬

‫الدع@ة إلى الخير‪ ،‬والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪،‬‬


‫هم المفلحون‪.‬‬
‫و إن‬ ‫الكمال والتمام‪،‬‬ ‫هم المفلحون على‬ ‫والمعنى أنهم‬
‫هذه‬ ‫تخلى عن بعض‬ ‫مفلحا‪ ،‬إذا‬ ‫الم@نيئ‬ ‫كان‬
‫من‬ ‫غيرهم‬
‫الصفات لعذر شرعي‪ ،‬لكن المفلحون على الكمال‬
‫وا‬
‫والتمام‪ ،‬هم هؤلاء الذين دعوا إلى الخير‪ ،‬وأمر‬
‫عنه‪.‬‬ ‫بالمعروف وبادروا إليه‪ ،‬ونهوا عن المنكر وابتعدوا‬
‫أما الذين يأمرون بالمعروف‪ ،‬وينهون عن المنكر‪،‬‬
‫لأغراض أخرى‪ ،‬كرياء وسمعة‪ ،‬أو خطر عاجل‪ ،‬أو‬

‫‪-12-‬‬
‫فعل المعروف‪ ،‬ويرتكبون‬ ‫عن‬ ‫أسباب أخرى‪ ،‬أو يتخلفون‬
‫عاقبة‪.‬‬ ‫أسئههم‬ ‫ومن‬ ‫أخبث الناس‪،‬‬ ‫من‬ ‫المنكر‪ ،‬فهؤلاء‬
‫الله‬ ‫الصحيحين عن أسامة‬
‫عنه‪-‬‬
‫رضي‬ ‫بن زيد‪-‬‬ ‫وفي‬
‫بالرجل يوم القيامة فيلقى‬ ‫عيهده‪ ،‬أنه قال‪@ :‬ايؤتى‬ ‫النبي‬ ‫عن‬

‫في‬ ‫في النار‪ ،‬فتندلق أقتاب بطنه‪ -‬أي أمعاؤه‪-‬‬


‫فيدور‬

‫أهل‬ ‫عليه‬
‫النار‪ ،‬كما يدور الحمار بالرحى‪ ،‬فيجتمع‬
‫النار‪ ،‬فيقولون مالك يا فلان؟! أ أ تكن تأمر بالمعروت‬
‫ولكنى كنت آمركم‬ ‫بلى!‬ ‫المنكر؟! فيقود لهم‪:‬‬ ‫وتنهى عن‬
‫@ا‪.‬‬ ‫المنكر وآتيه؟!‬ ‫عن‬ ‫وأنهحم‬ ‫بالمعروف ولا آتيه‪،‬‬
‫فعله‪ -‬نعوذ بالثه‪ -‬تسعر‬ ‫قوله‬ ‫هذه حال من خالف‬

‫أهل‬ ‫به النار‪ .‬و فضح على رؤوس الأشهاد‪ ،‬يتفرج‬


‫عليه‬
‫النار‪ ،‬ويتعجبون كيف يلقى في النار؟‬
‫ويدور في النار كما يدور الحمار بالرحى‪ ،‬وتندلق‬
‫يسحبها لماذا؟!‬ ‫أقتاب بطنه‪،‬‬
‫لأنه كان يأمر بالمعروف ولا يأتيه‬ ‫‪.‬‬

‫وينهى عن المنكر ويأتيه‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪-13-‬‬
‫فعله‪،‬‬ ‫فعلم بذلك أن المقصهد الأمر بالمعروف‬
‫مع‬
‫والنهى عن المنكر مع تركه‪ ،‬وهذا هو الواجب على كل‬

‫كتابه‬ ‫في‬ ‫الله شأنه‪،‬‬ ‫العظيم أوضح‬ ‫الواجب‬


‫من‬ ‫تركه‪ ،‬ولعن‬ ‫من‬ ‫ورغب فيه‪ ،‬وحذر‬ ‫الكريم‪،‬‬
‫أن يعظموه‪ ،‬وأن‬ ‫أهل الإسلام‪:‬‬ ‫فالواجب على‬
‫وجل‪،‬‬ ‫عز‬ ‫لربهم‬ ‫به طاعة‬ ‫يبادروا إليه‪ ،‬وأن يلتزموا‬
‫عقابه سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫من‬ ‫وامتثالا لأمره‪ ،‬وحذرا‬

‫المنحر‪:‬‬ ‫عن‬ ‫والنص‬ ‫بالعي @ فا‬ ‫ما اتب انمما‬


‫الأمر‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫رسول الله @سي@‪ ،‬تؤيد‬ ‫سنة‬ ‫وقد جاءت‬

‫وتبين ذلك أعظم بيان‪ ،‬وتشرحه‪ ،‬فيقول المصطفى‬


‫والسلام‪ ،‬في الحديث الصحيح‪@ :‬امن‬
‫عليه الصلاة‬

‫رأى منكم منكرا فليغيره بيده‪ ،‬فإن أ يستطع فبلسانه‪،‬‬


‫حرحه‬ ‫فإن ا يستطع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف الإي@ان‪.،‬‬
‫و صجحه)‬ ‫الإمم ملم‬

‫‪-14-‬‬
‫المنكر‬ ‫عن‬ ‫الأمر بالمعروف‪ ،‬والخهي‬ ‫فبين‪-‬ك@ر‪ ،‬مراتب‬
‫الثلاث‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫المرتت افم@ى‬
‫الخمر‪،‬‬ ‫الإنكار باليد مع القدرة‪ ،‬وذلك بإراقة أواني‬
‫وكسر آلات اللهو‪ ،‬ومنع من أراد الشر بالناس وظلمهم‬
‫من تنفيذ مراده‪ ،‬إن استطاع ذلد كالسلطان ونحوه‪،‬‬
‫الله‬
‫من أهل القدرة‪ ،‬وكإلزام الناس بالصلاة‪ ،‬وبحكم‬
‫هذا مما‬
‫إلى غيى‬ ‫ذلك‬ ‫الالاجب اتباعه ممن يقدر على‬
‫الله‪.‬‬ ‫أوجب‬
‫الله‪،‬‬ ‫يلزمهم بأمر‬ ‫مع أهله وولده‪،‬‬ ‫وهكذا المؤمن‬
‫باليد‬ ‫الله‪،‬‬ ‫مما‬
‫إذا أ ينفع فيهم الكلام‪.‬‬ ‫حرم‬ ‫ويمنعهم‬
‫شيخ‬ ‫أو‬ ‫أو‬ ‫من أمير‬ ‫ولاية‬ ‫له‬
‫من‬ ‫وهكذا‬
‫أو‬ ‫له‬
‫من‬ ‫ولي الأمر‪،‬‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫ولاية‬ ‫قبيلة أو غيرهم‪ ،‬ممن‬
‫الولاية‬ ‫فقد‬ ‫جهة جماعته‪ ،‬حيث‬
‫عند‬
‫ولوه عليهم‪،‬‬
‫انتقل إلى‬ ‫عجز‬ ‫فإن‬ ‫حسب طاقته‬ ‫يقوم بهذا الواجب‬ ‫العامة‪،‬‬

‫‪-15-‬‬
‫لدرتت ل@ ثم@عف‬

‫كأن يقول‪ :‬يا‬ ‫وهي اللسان يأمرهم باللسان‪ ،‬وينهاهم‪،‬‬


‫وأدوا الزكاة‪،‬‬ ‫صئوا‬ ‫الله‪،‬‬ ‫با إخواني انقوا‬ ‫الله‪،‬‬ ‫اتقوا‬ ‫ق@‬
‫حرم الله‪ ،‬بروا‬ ‫ما‬ ‫دع@‬ ‫كذا‪،‬‬ ‫المنكر‪ ،‬افعلوا‬ ‫هذا‬ ‫اتركها‬
‫هذا‪،‬‬
‫يأمرهم‬ ‫إلى غير‬ ‫أرحامكم‪،‬‬ ‫صلوا‬
‫والديكم‪،‬‬
‫ويعظهم‬ ‫المنكر باللسان‪.‬‬ ‫بالمعروف وينهاهم‬
‫عن‬

‫حتى ينبههم‬ ‫ويذكرهم‪ ،‬ويتحرى الأشياء التي يفعلها‬

‫بالأسلوب الحسن‪ ،‬مع الرفق‪ ،‬يقول جم@نه‪:‬‬


‫يحب الرفق في الأمر كله @ا‪ .‬ويقول جم‪@ !:‬ا إن‬ ‫ال@ه‬ ‫@ا إن‬
‫لا‬
‫إلا‬ ‫شيء‬ ‫من‬ ‫بكون في شيء إلا زانه‪ ،‬ولا ينزع‬ ‫الرفق‬
‫@ا‪.‬‬ ‫شانه‬

‫اليهود فدخلوا عليهءأ‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫من‬ ‫وجاء جماعة‬

‫يعنون الموت‪ ،‬وليس مرادهم‬ ‫السام عليك يا‬


‫محمد‪،‬‬

‫الله عنها‪ :-‬قالت‬ ‫عائثة‪-‬‬


‫فسمعتهم‬
‫رضي‬
‫لفظ‬
‫الله‪،‬‬
‫اخر‪ :‬ولعنكم‬ ‫@اعليكم السام واللعنة‪ .‬وفي‬

‫‪-16-.‬‬
‫عائشة‬ ‫بم@ي@ه‪ :‬مهلا يا‬ ‫ال@ه‬ ‫فقال رسول‬ ‫عليكم‪.‬‬ ‫وكضب‬

‫ألم تسمع‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫كله‪.‬‬ ‫يح@ث الرلق في الأمر‬ ‫رفيق‬ ‫الله‬ ‫إن‬

‫لهم‪:‬‬ ‫قلت‬
‫لهم؟‬ ‫ما قلت‬
‫ما قالوا؟! قال‪ :‬ألم تسمعط‬
‫وعليكم‪ ،‬فإنه يستجاب لنا فيهم‪ ،‬ولا يستجاب الم فينا@ا‪.‬‬
‫عحه‪،‬‬ ‫رفق‬ ‫هذا‬
‫يهتدون‪،‬‬ ‫@‬ ‫بهم‬ ‫يهود‬
‫وهم‬
‫لداعي‬ ‫يستجيبون‬ ‫ولعلهم‬ ‫ينقادون للحق‪،‬‬ ‫ولعلهم‬
‫ا‬

‫المنكر الموفق‪،‬‬ ‫عن‬ ‫الآمر بالمعروف والناهي‬


‫الرفق والعبلىات المناسبة‪ ،‬والألفاظ الطيبة‬ ‫يتحرى‬

‫في المجلس‪ ،‬أو في‬ ‫ذلك‬


‫قصر في‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫يمر‬
‫عندما‬

‫الطريق‪ ،‬أو في أي مكان يدعوهم بالرفق والكلام‬


‫الطيب‪ ،‬حتى ولو جادلوه في شيء خفي عليهم‪ ،‬أو‬
‫أحسن‪ ،‬كما قال‬
‫كابروا فيه‪ ،‬يجادلهم بالتي هي‬
‫سبحانه‪( :‬ادغ إلى سبيل رئك بالحكمة والموعظة‬
‫‪1 2‬‬
‫‪.،5‬‬ ‫@لاله‪.‬‬ ‫أ@نحل‪،‬‬
‫احسن ‪@.‬‬ ‫هي‬ ‫الحسنة وجاثالم بائتي‬
‫(ولا تجا@ئوا اهل الكتاب إلأ بالتي‬ ‫وقال سبحانه‪:‬‬

‫‪-17-‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.،6‬‬ ‫أ@ل@ك@؟ الآية‪:‬‬ ‫هي احسن ‪@.‬‬
‫الكتاب؟ هم اليهود والنصارى وهم‬ ‫أهل‬ ‫هم‬ ‫من‬

‫أهل‬ ‫عنهم‪( :‬ولا تجا@لوا‬ ‫يقول‬ ‫الله‬ ‫ذلك‬


‫كفار‪ ،‬ومع‬
‫ظلموا‬
‫الذين‬ ‫إلا‬ ‫بالتي هط أحسن‪.‬‬ ‫الكتاب إلأ‬
‫‪4‬‬
‫‪.،6‬‬ ‫الآبة‪:‬‬ ‫@‬
‫أ@لطكي‬ ‫منهم ‪@.‬‬
‫وأساء الكلام‪،‬‬ ‫من ظلم‬
‫منهم‪ ،‬وتعدى‬ ‫أن‬ ‫والمعنى‬
‫بالتي هي‬ ‫آخر‬
‫كير الجدال‬ ‫إلى علافي‬ ‫فإنه ينتقل‬ ‫معه‬

‫أحسن‪ ،‬كما قال تعالى‪( :‬وجز@ؤ سئئة سيئة مثلها@‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫‪.،5‬‬
‫‪0‬‬
‫ا لآ‬‫د‬
‫أ@ لور ى‪،‬‬

‫فاعتدوا عليه‬ ‫عليكم‬ ‫وقال سبحانه‪ @ :‬دمن اعتدى‬


‫ما‬
‫‪1 9‬‬
‫‪.،4‬‬ ‫ة‬ ‫أ@ دقرة‪ ،‬الآية‬ ‫اعتدى عليكم @و‪.‬‬ ‫بمثل‬
‫للحق‪،‬‬ ‫لكن ما دام المقام مقام تعليم ودعهة و(يضاح‬
‫فإنه يكون بالتي هي أحسن‪ ،‬لأن هذا أقرب إلى الخير‪،‬‬
‫ينبغي للآمر والناهي‬ ‫"‬
‫قال سفيان الثوري‪-‬‬
‫رحمه الله‪:-‬‬

‫أن يكون رفيقا فيما يأمر به‪ ،‬رفيقا فيما ينهى عنه‪ ،‬عدلا‬

‫فيما يأمر به‪ ،‬عدلا فيما ينهى عنه‪ ،‬عالما بما يأمر به‪ ،‬عالما‬

‫‪-18-‬‬
‫عنه @ا‪.‬‬
‫بمايهى‬
‫الله‪.-‬‬ ‫السلف‪-‬‬ ‫وهذا معنى‬
‫تحري‬ ‫رحمهم‬ ‫كلام‬
‫والبصيرة‪ ،‬لا يأمر ولا يخهى إلا‬ ‫العلم والحلم‬ ‫مع‬ ‫الرفق‬
‫عاملا‬ ‫عن علم‪ ،‬لا عن جهل‪ .‬ويكون مع ذلك رفيقا‬
‫يقتدى به‪.‬‬ ‫با يدعو إليه‪ ،‬تاركا ما‬
‫ينهى عنه‪ ،‬حتى‬

‫رضي‬ ‫بن مسعود‪-‬‬ ‫عبدالله‬


‫وفي صحيح مسلم‬
‫عن‬

‫نبئي بعثه‬ ‫@اما من‬ ‫لمجيهنه‪ ،‬أنه قال‪:‬‬


‫عن النبي‬ ‫الله‬ ‫عنه‪-‬‬

‫ال@ه في أمة قبلي‪ ،‬إلا كان له من أمته حواريون‬


‫وأصحاب يأخذون بسنته‪ ،‬ويقتدون بأمره‪ ،‬ثم إنها‬
‫يفعلون‪،‬‬ ‫ما لا‬‫تخلف من بعدهم خلوف يقولون‬
‫بيده فهو‬ ‫ويفعلون ما لا يؤمرون‪ ،‬فمن جاهدهم‬
‫ومن‬ ‫بلسانه فهو مؤمن‪،‬‬ ‫جاهدهم‬ ‫ومن‬ ‫مؤمن‪،‬‬
‫الإي@ان‬ ‫وراء ذلك من‬ ‫بقلبه فهو مؤمن‪ ،‬وليس‬ ‫جاهدهم‬
‫@ا‪.‬‬
‫حبة خردل‬
‫السابق‪،‬‬ ‫سعيد‬ ‫أبي‬ ‫حديث‬ ‫وهذا الحديث مثل‬
‫المتضمن الإنكار باليد‪ ،‬ثم باللسان ثم بالقلب‪.‬‬

‫‪-19-‬‬
‫هذا‬ ‫الأنبياء‬ ‫تخلف بعد‬
‫حكمهم في‬ ‫فالخلوف التي‬
‫المنكر‪،‬‬ ‫عن‬ ‫يأمرون بالمعروف‪ ،‬وينهون‬ ‫أممهم‪،‬‬
‫باليد‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫الله‪ ،‬ويجاهدون‬
‫ثم‬ ‫في‬ ‫أحكام‬ ‫ويعلمون‬
‫باللسان ثم بالقلب‪.‬‬
‫علمائهم‬ ‫أمة محمد‪-‬لمجئأ‪ ،‬يجب على‬ ‫وهكذا في‬
‫وأمرائهم وأعيانهم وفقهائهم‪ ،‬أن يتعهحوهم بالدعوة‬
‫إلى الله‪ ،‬والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ .‬وتعليم‬
‫الجاهل وارشاد الضال‪ ،‬وإقامة الحدود والتعزيرات‬
‫الشرعبة‪ ،‬حتى يستقيم الناس ويلزم@ الحق‪ ،‬ويقبم@ عليهم‬
‫الله‪.‬‬ ‫ما‬ ‫ارتكاب‬
‫حرم‬ ‫من‬ ‫الحدود الشرعية‪ ،‬ويمنعهم‬
‫الخليفة‬ ‫عنه‪-‬‬ ‫الله‬ ‫عفان‪-‬‬ ‫وقد ثبت عن عثلا بن‬
‫رضي‬
‫الراشد‪ ،‬أنه قال‪ :‬إن ال@ه يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن‬
‫لما‪.‬‬ ‫@ا‬

‫ويروى عن عمر‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬أيضا‪.‬‬


‫وهذا صحيح‪ ،‬فكثير من الناس لو جئته بكل آية‪،‬‬
‫بالضرب‬ ‫السلطان‬ ‫لم يمتثل‪ ،‬لكن‬
‫إذا جاع@‬
‫وازع‬
‫لماذا؟‬ ‫أذعن‪ ،‬وترك باطله‪..‬‬ ‫والسجن‬ ‫ونحو ذلك‬
‫لأن قلبه مريض‪ ،‬ولأنه ضعيف الإي@ان‪ ،‬أو معدوم‬
‫الإيمان‪ ..‬فلهذا لا يتأثر بالآيات والأحاديث‪ ..‬لكن‬
‫حذه‪،‬‬ ‫عند‬ ‫ووقف‬ ‫إذا خاف من السلطان‬
‫ارتدع‪،‬‬
‫عظيم‪.‬‬ ‫شأن‬ ‫السلطان له‬
‫ووازع‬
‫لعباده القصاص والحدود‬ ‫الله‬
‫ولهذا شرع‬
‫الباطل‪ ،‬وأنثاع الظلم‪،‬‬ ‫عن‬ ‫والتعزيرات‪ ،‬لأنها تردع‬
‫أن‬ ‫ولأن الله يقيم بها الحق‪ ،‬فوجب على ولاة الأمو‬
‫ر‬

‫يقيم@ا‪ ،‬وأن يعينوا من يقيمها‪ ،‬وأن يلاحظوا الناس‪،‬‬


‫لا‬
‫ويلزم@صم بالحق‪ ،‬ويوقفوهم عند حدهم‬
‫يهلكوا‪ ،‬وينقادوا مع تيار الباطل‪ ،‬ويكونوا عونا‬
‫للشيطان وجنده علينا‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ل@ تمتت‬ ‫ايرتبة‬
‫إذا عجز المؤمن عن الإنكار باليد واللسان انتهى إلى‬
‫القلب‪ ،‬يكره المنكر بقلبه‪ ،‬و بغضه ولا يكون جليسا‬

‫أنه‬ ‫عنه‪-‬‬ ‫الله‬


‫مسعود‪ -‬رضي‬ ‫بن‬ ‫عبدالله‬ ‫عن‬

‫‪-21-‬‬
‫إن أ آمر بالمعروف‪،‬‬ ‫هلكت‬ ‫بعض الناس‪:‬‬ ‫قال له‬

‫@اهلكت‬ ‫الله‬ ‫فقال له‪-‬‬


‫عنه‪:-‬‬
‫رضي‬ ‫المنكر‪.‬‬ ‫وأنهى‬
‫عن‬

‫قلبك المعروف وينكر المنكردا‪.‬‬ ‫إن أ يعرت‬

‫المعروف بالتعلم‪،‬‬ ‫أن تعرف‬ ‫أخي المسلم‬ ‫فلا بد يا‬

‫ثم‬ ‫الدين‪ ،‬ولابد أن تعرف المنكر بذلك‪،‬‬ ‫في‬ ‫والتفقه‬


‫المنكر‪،‬‬ ‫عن‬ ‫الأمر بالمعروف‪ ،‬والنهي‬
‫تقم بالواجب‬
‫من‬

‫فالتبصر والتفقه في الدين من علامات السعادة‪ ،‬ودلائل‬


‫أن الله أراد بالعبد خيرا‪ ،‬كما في الصحيحيئ عن معاوية‬
‫قال‪@ :‬امن يرد الله‬ ‫أنه‬ ‫الله‬
‫النبي‪-‬؟أ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫عنه‪-‬‬
‫رضي‬ ‫‪-‬‬

‫خير‪ ،‬يفقهه في الدين‪.،‬‬ ‫به‬

‫وشأل‬ ‫فإذا رأيت الرجل يتبع‬


‫حلقات‬
‫عن‬ ‫العلم‪.‬‬
‫الله‬ ‫أن‬ ‫ويتفقه ويتبصر فيه‪ ،‬فذلك من علامات‬ ‫العلم‪،‬‬
‫ولا‬ ‫وليجتهد ولا يمل‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫فليلزم‬ ‫خيرا‬ ‫به‬ ‫أراد‬
‫في الحديث‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫يضعف‪ .‬يقول‬
‫والسلام‪،‬‬
‫@امن سلك‬
‫الله‬
‫طريقا يلتمس فيه علما سهل‬ ‫الصحيح‪:‬‬

‫‪-22-‬‬
‫صححه)‪.‬‬ ‫مسدم فى‬ ‫الإمم‬ ‫(رو!‬ ‫@ا‪.‬‬ ‫طريقا إلى الجنة‬ ‫له به‬

‫فطلب العلم له شأن عظيم‪ ،‬ومن الجهاد في سبيل‬


‫الله‪ ،‬ومن أسباب النجاة والدلائل على الخير‪ ،‬ويكون‬
‫بحضور حلقات العلم‪ ،‬ويكون بمراجعة الكتب‬
‫المفيدة‪ ،‬إذا كان ممن يفهمها‪ ،‬ويكون بسماع الخطب‬
‫ذلك من‬ ‫كل‬ ‫والمواعظ‪ ،‬ويكون بسؤال أهل‬
‫الطرق المفيدة‪.‬‬
‫ويكون أيضا بحفظ القران الكريم‪ ،‬وهو الأصل في‬ ‫‪.‬‬

‫العلم‪ ،‬فالقران الكريم رأس كل علم‪ ،‬وهو‬

‫الأساس العظيم وهو حبل الله المتين‪ ،‬وهو أعظم‬


‫كتاب وأشرف كتاب‪ ،‬وهو أعظم قائد إلى الخير‪،‬‬
‫الشر‪.‬‬ ‫ناه عن‬ ‫وأعظم‬
‫بالقرآن‬ ‫لكل مؤمن‪ ،‬ولكل مؤمنة‪ ،‬العناية‬ ‫فوصيتي‬
‫أو‬ ‫حفظه‪،‬‬ ‫تلاوته‪ ،‬والحرص على‬ ‫من‬ ‫الكريم‪ ،‬والإكثار‬
‫ففيه الهدى والنور‪،‬‬ ‫ما‬
‫التدبر والتعقل‪،‬‬ ‫مع‬
‫منه‪،‬‬
‫تيسر‬

‫ه@‬ ‫للتي‬ ‫يهدي‬ ‫القرآن‬ ‫هذا‬


‫(إن‬ ‫كما قال سبحانه‪:‬‬

‫‪3-‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪9‬‬
‫‪،0‬‬ ‫له‬ ‫‪ 1‬ا لإسر اء‪ ،‬ا لآ‬ ‫‪0‬‬

‫أقوم @ه‬
‫إليك مبارك‬ ‫قائل@‪ :‬الالاكتاث أنزلناه‬ ‫عز من‬ ‫وقال‬
‫‪2‬‬
‫‪،9‬‬ ‫أص‪ ،‬الآله‬
‫ا" لباب ‪@.‬‬ ‫اولوا‬ ‫ليفئر وا آياته وليتذكر‬
‫على‬ ‫(أفلا يتدبرون القرآن أم‬ ‫ويقول تبارك وتعالى‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫)‪4‬‬ ‫أمحمد‪ ،‬الآله‪:‬‬
‫قلوب اقفالها@‪.‬‬
‫تلاوة وحفظا‪ ،‬وتدبرا‬ ‫الله‬ ‫أن نعنى بكتاب‬ ‫ففلينا‬
‫أشكل‪.‬‬ ‫وتفقها‪ ،‬وعملا‪ ،‬وسؤالا عما‬
‫وهكذا سنة‬
‫الرسول لمجإ‪ ،‬هي الوحي الثاني‪ ،‬وهي‬
‫‪5‬‬

‫الأصل الثاني‪ ،‬وهي المفسرة لكتاب الله والدالة‬


‫عليه‪ ،‬فعلى طالب العلم‪ ،‬وعلى كل مسلم أن يعتنى‬
‫بالحفظ‬ ‫حسب طاقته‪ ،‬وحسب علمه‪،‬‬ ‫بذلك‬
‫وتكملتها‬ ‫@ا‪،‬‬
‫الأربعيئ النووية‬ ‫@اكحفظ‬ ‫والمراجعة‪،‬‬
‫الأحاديث‬ ‫من أجمع‬ ‫خمسيئ حديثا‪ ،‬وهي‬ ‫لابن‬
‫رجب‬

‫حفظها‬ ‫ج@امع الكلم‪ ،‬فينبغي‬ ‫من‬ ‫وأنفعها‪ ،‬وهي‬


‫للرجل والمرأة‪.‬‬

‫‪-24-‬‬
‫عبدالغني‬ ‫للحافظ‬ ‫لما‬ ‫ومثل ذلد@اعمدة الحديث‬
‫حديث وزيادة‬ ‫المقدسي‪ ،‬كتاب عظيم جمع أربعمائة‬
‫يسيرة‪ ،‬وهو من أصح الأحا@يث في أبواب‬
‫العظيمة‪.‬‬ ‫الله‬
‫نعم‬ ‫فذلك من‬ ‫فإذا تيسر حفظها‬
‫للحافظ‬
‫كتاب‬ ‫حجر‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫دا‬
‫وهكذا@ابلوع المرام‬
‫لطالب العلم‬ ‫مختصر‪ ،‬ومفيد محرر‪ ،‬فإذا تيسر‬ ‫عظيم‬
‫عظيم‪.‬‬ ‫حفظه فذلك خير‬

‫للشيخ‬ ‫ومما يتعلق بكتب العقيدة‪ :‬كتابان جليلان‬


‫يرحمه الله‪ -‬هما‪:‬‬ ‫عبدالوهاب‪-‬‬ ‫محمد بن‬ ‫الإمام‬
‫الشبهات‬ ‫كثف‬
‫ث@‪.‬‬
‫@اكتاب التوحيد@ا‪ ،‬و@اكتاب‬
‫كتب العقيدة المهمة كتاب @ا العقيدة‬ ‫ومن‬

‫ابن تيمية‪ ،‬فهو كتاب‬ ‫الواسطية لثيخ الإسلام‬‫@ا‪،‬‬

‫أهل‬ ‫عقيدة‬ ‫في مجمل‬ ‫الفائدة‬


‫جليل‪ ،‬مختمر عظيم‬
‫والجماعة‪.‬‬ ‫السنة‬

‫محمد‬
‫بن‬ ‫و" كتاب الإيمان لثغ الإسلام‬
‫دا‬

‫من‬ ‫جملة‬ ‫عبدالوهاب‪ ،‬كتاب عظيم جمع فيه‬

‫‪-25-‬‬
‫بالإيمان‪.‬‬ ‫المتعلقة‬ ‫الأحاديث‬
‫ما‬ ‫أن يحفظا‬ ‫فينبغي لطالب العلم‪ ،‬وطالبة العلم‬
‫تيسر من هذه الكتب المفيدة‪ ،‬وأشباهها مع العناية‬
‫تلاوته وحفظه‪ ،‬أو ما‬
‫بالقرآن الكريم‪ ،‬والإكثار من‬

‫تيسر منه كما تقدم‪ ،‬ومع العناية بالمذاكرة مع‬


‫الزملاء‪ ،‬وسؤال المدرسيئ والعلماء الذين يعتقد فيهم‬
‫التوفيق‬ ‫ربه‬ ‫الخير والعلم عما أشكل عليه‪ ،‬وشمأل‬
‫ويحفظ وقته‪،‬‬ ‫والإعانة‪ ،‬ولا يضعف ولا يكسل‪،‬‬
‫ويجعله أجزاء‪:‬‬

‫وتدبره‪.‬‬ ‫القران الكريم‬ ‫وليله لتلاوة‬ ‫جزء من يومه‬ ‫‪.‬‬

‫وجزء لطلب العلم والتفقه في الدين‪ ،‬وحفظ المتون‬ ‫‪.‬‬

‫ومراجعة ما أشكل عليه‪.‬‬


‫أهله‪.‬‬
‫وجزء لحاجته مع‬
‫‪.‬‬

‫الذكر والدعاء‪.‬‬ ‫وأنواع‬ ‫وجزء لصلاته وعبادته‪،‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪-26-‬‬
‫العظيمة‪ ،‬قوله‬ ‫الصفات‬ ‫بهذه‬ ‫الالتزام‬ ‫ومما يؤكد‬
‫تعالى‪( :‬وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على‬
‫العقاب ‪@.‬‬ ‫شديد‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫ال@ه‬ ‫والعدوان واتقوا‬ ‫ثم‬ ‫ا‬

‫النص@‪:‬‬ ‫و@حم‬ ‫الحكاء‬ ‫اد‬

‫ومما يتعلق بموضوعنا‪ :‬موضوع الأمر بالمعروف‪،‬‬


‫عن المنكر‪ ،‬ما ورد في الحديث أيضا عنه عليه‬
‫والنهي‬
‫وا‬ ‫أنه‬
‫@امر‬ ‫وجل‪:‬‬ ‫الله عز‬ ‫قال‪ :‬يقول‬ ‫والسلام‪،‬‬ ‫الصلاة‬
‫فلا‬ ‫بالمعروف‪ ،‬وانهوا عن المنكر‪ ،‬قبل أن تدعوني‬
‫وقبل أن تسألوني فلا أعطيكم‪ ،‬وقبل‬ ‫أستجيب‬ ‫لكم‪،‬‬
‫@ا‪.‬‬
‫أنصركم‬ ‫فلا‬ ‫أن تستنصروني‬
‫حديث حذيفة‪ ،‬يقول عليه‬ ‫لفظ اخر‬
‫من‬ ‫وفي‬
‫لتأمرن‬ ‫بيده‬ ‫والسلام‪@ :‬اوالذي نفسي‬ ‫الصلاة‬
‫أن‬ ‫الله‬
‫النكر‪ ،‬أو ليوشكن‬ ‫عن‬ ‫بالمعروف‪ ،‬ولتنهون‬
‫فلا يستجيب‬ ‫لتدعونه‬ ‫عنده‬
‫عقابا‬
‫ثم‬ ‫من‬ ‫عليكم‬ ‫يبعث‬
‫عن‬ ‫فالأمر بالمعرو@‪ ،‬والنهي‬ ‫(رلاه الامام @حد)‬ ‫لما‪.‬‬
‫لكم‬
‫‪2‬‬
‫‪7-‬‬ ‫‪-‬‬
‫العظيمة كا سبق‪.‬‬ ‫@‬ ‫المه@‬ ‫من‬ ‫المنكر‬
‫داود‬ ‫وأبي‬ ‫أحمد‬ ‫عند‬
‫مسعي‬ ‫ابن‬ ‫حديث‬ ‫وفي‬
‫دللا وقعت بنو‬ ‫والسلام‪:‬‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫والترمذي‪ ،‬يقول‬
‫يتتهوا‬ ‫إسائيل في المعاصي نهتهم عل@ؤهم‪ ،‬فلم‬
‫ذلك‬ ‫الله‬ ‫فجالسوهم وآكلوهم وشاربوهم‪ ،‬فلما رأى‬
‫منهم ضرب قلوب بعضهم ببعض‪ ،‬ثم لعنهم علىلسان‬
‫مريم‪@ :‬فلك با عصوا‬ ‫وعيسى بن‬ ‫داود‬ ‫أنبيائهم‪:‬‬
‫وكانوا يعتدون @‪.،‬‬
‫دخل النقص على بني‬
‫ما‬ ‫وفي لفظ اخر‪ :‬إن أول‬
‫دا‬

‫إص ائيل أن الرجل كان يلقى الرجل فيقول‪ :‬يا هذا‬

‫الغد‬
‫اتق ال@ه‪ ،‬ودع ما تفعل من المعاصي‪ ،‬ثم يلقاه في‬
‫فلا يمنعه ما رآه منه أن يكون كيله وشريبه وقعيده‪،‬‬
‫منهم ضرب قلوب بعضهم على‬ ‫الله ذلك‬ ‫فلما رأى‬
‫لما‪.‬‬
‫ثم لعنهم‬ ‫بعض‪،‬‬
‫أصاب أولئك‪.‬‬ ‫ما‬ ‫أن يصيبنا‬ ‫من‬ ‫فعلينا أن نحذر‬
‫هذا‬ ‫وقد جاء في بعض الأحاديث أن إهمال‬

‫‪-28-‬‬
‫بالمعر وف‬ ‫واجب الأمر‬ ‫أعني‬ ‫به‪،‬‬ ‫الواجب‪ ،‬وعدم العناية‬
‫الدعاء وعدم النصر كما‬ ‫رد‬ ‫المنكر من أسباب‬ ‫عن‬ ‫والنهي‬

‫شك أن هذه مصيبة عظيمة من عقوبات ترك‬


‫هذا الواجب‪ ،‬أن يخذل المسلمون‪ ،‬وأن يتفرقوا وأن‬
‫يسلط عليهم أعداؤهم‪ ،‬وأن لا يستجاب دعاؤهم‪ ،‬ولا‬
‫حول ولا قوة إلا بالثه‪.‬‬

‫المنح@‪:‬‬ ‫عن‬ ‫والنمي‬ ‫بالمي ‪ 4‬ف‬ ‫ححم ا اما‬


‫هذا‬
‫وقد يكون‬
‫الوجب فرض عيئ على بعض‬ ‫‪.‬‬

‫يزيله غيره‪،‬‬ ‫من‬


‫عنده‬
‫الناس‪ ،‬إذا رأى المنكر‪ ،‬ولي@‬
‫قوله‬ ‫سبق من‬
‫لما‬ ‫فإنه يجب عليه أن يزيله مع القدرة‪،‬‬

‫لم‬ ‫منكرا فليغيره بيده‪ ،‬فإن‬ ‫‪-‬لمجز‪ :‬من رأى منكم‬ ‫"‬

‫فبقلبه وذلك أصعف‬ ‫يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن أ يستطع‬


‫الصحبح)‬ ‫لى‬ ‫سلم‬ ‫(خرحه‬ ‫الإيمانا‪.‬‬
‫فرض‬ ‫حفهم‬ ‫فإنه يكون في‬ ‫أما إن كانوا جماعة‪،‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪-29-‬‬
‫كفاية في البلد أو القرية أو القبيلة‪ ،‬فمن أزاله منهم‬
‫به المقصود‪ ،‬وفاز بالأجر‪ .‬وإن تركوه جميعا‬
‫حصل‬
‫كسائر فروض الكفايات‪.‬‬ ‫أثموا‪،‬‬
‫وجب‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫وإذا ا يكن في البلد أو القبيلة إلا عالم‬ ‫‪.‬‬

‫الله‪،‬‬ ‫الناس‪ ،‬ويدعهم إلى‬


‫عليه عينا أن يعلم‬
‫طاقته‪ ،‬لما‬
‫حسب‬ ‫المنكر‪،‬‬
‫ويأمرهم بالمعروف‪ ،‬وينهاهم‬
‫عن‬
‫الله‬
‫تقدم من الأحاديث‪ ،‬ولقوله سبحانه وتعالى‪( :‬فاتقوا‬
‫‪1‬‬ ‫@لأله‬
‫‪،6‬‬ ‫أ@لل@‪،‬‬ ‫استطعتم ‪@.‬‬ ‫ما‬

‫الصبر والمعتساب‪:‬‬
‫العل@ي‬ ‫من‬ ‫للصر والاحتساب‬ ‫الله‬ ‫وفقه‬ ‫ومن‬
‫المنكر‪،‬‬ ‫عن‬ ‫والدعاة‪ ،‬دالآمرين بالمعروف والناهيئ‬
‫كما‬ ‫الله به‪،‬‬
‫ونفع‬ ‫ووفق‪ ،‬وهدي‬ ‫والإخلاص‬ ‫نجح‬ ‫لثه‪،‬‬
‫مخرجا‬ ‫له‬ ‫ا@ته‬
‫يجعل‬ ‫قال سبحانه وتعالى‪( :‬ومن‬
‫يتق‬
‫أ@لطلاف الآلة ‪.،2‬‬
‫ة‬
‫وبرربهه من حيث لا يحتسب ‪@.‬‬
‫وقال تبارك وتعالى‪( :‬ومن يتق يجعل من أمره‬
‫ذ‬ ‫ال@ه‬

‫أ@لطلاف الآده‪،4 :‬‬


‫ئسرا@‪.‬‬
‫الله‬
‫النين آمنوا إن تنصزوا‬ ‫(يا أيها‬‫وقال عز وجل‪:‬‬
‫‪،7‬‬ ‫أعسد‪@ ،‬لالة‬
‫ينصركم ويثئت اقدامكم ‪@.‬‬
‫وقال تعالى‪ @ :‬والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا‬
‫النين امئوا وعملوا الضالحات وتواصوا بالحق وتواصوا‬

‫أ@ دع‪.‬‬ ‫بالضبر@‪.‬‬


‫أهل‬ ‫الدنيا والآخرة‪ ،‬هم‬
‫فالرابحون الناجون في‬
‫والتواصي‬ ‫بالحق‬ ‫الإيمان‪ ،‬والعمل الصالح والتواصي‬

‫المنكر‪،‬‬ ‫أن الأمر بالمعروف‪ ،‬والخهي‬


‫عن‬

‫والتواصي بالحق‪ ،‬والتواصي بالصبر‪ ،‬من جملة التقوى‪،‬‬


‫ولكن الله سبحانه خصها بالذكر‪ ،‬لمزيد من الإيضاح‬

‫المنكر‪،‬‬ ‫وضهى عن‬ ‫أمر بالمعروف‪،‬‬ ‫من‬ ‫أن‬


‫هذه‬ ‫على ذلك‪ ،‬فهو‬
‫أهل‬ ‫من‬ ‫الله وصبر‬ ‫ودعا إلى‬
‫الكامل والسعادة‬ ‫الفائزين بالربح‬ ‫الصفات العظيمة‪،‬‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫على‬ ‫مات‬ ‫الأبدية إذا‬

‫‪-31-‬‬
‫بأسمائه الحسنى‪ ،‬وصفاته العلا أن يوفقنا‬ ‫الله‬ ‫وأسأل‬
‫و) ن‬ ‫وجيمع المسلمين‪،‬‬
‫للعلم النافع‪ ،‬والعمل الصالح‪،‬‬
‫يرزقنا جميعا‬ ‫والثبات عليه‪ ،‬وأن‬ ‫دينه‪،‬‬ ‫في‬ ‫الفقه‬ ‫يمنحنا‬
‫والإمكان‪ ،‬وأن‬ ‫حسب الطاقة‬ ‫القيام بهذا الواجب‪،‬‬
‫يوفق ولاة أمور المسلمين للقيام بهذا الواجب‪ ،‬والصبر‬
‫أسند إليه هذا‬
‫الواجب‪ ،‬أن يقيم‬ ‫عليه‪ ،‬وأن يوفق من‬

‫حقه‪،‬‬ ‫أداء‬ ‫به على خير ما يرام‪ ،‬وأن يعين الجميع على‬
‫ولعباده‪ ،‬إنه‬ ‫له‬
‫تعالى جواد كريم‪.‬‬ ‫والنصح‬
‫وبارك على عبده نبينا‬ ‫الله‬ ‫وصلى‬
‫وعلى‬ ‫محمد‪،‬‬
‫وسلم‬
‫تبعهم بإحسان‪.‬‬ ‫ومن‬ ‫آله وأصحابه‪،‬‬

‫*@‬ ‫*‬

‫‪-32-‬‬
‫بيان بهالاتف العلماء والمشايخ‬

‫@لبالتر‬ ‫@س@ @لشيخ‬

‫صر‬
‫ع@‬
‫@لنسع‬ ‫لح@‬
‫للى‬ ‫عس@ن سن‬ ‫س‬

‫@لعسلى‬ ‫ع@د@ق‬ ‫مصمله‬


‫@لنمع‬

‫‪@ 8297‬‬ ‫@لشبم‬ ‫لص@ذ@لنبم عس@لعر@رنل‬

‫@صملة @لضم @حثنوو صالح @لر@ى‬

‫ولد‬ ‫@لضب @لثتر سكر@هو‬ ‫سص@لة‬

‫@لنن @دك@رو محمع@لا@لحرس‬ ‫لم@لة‬

‫كصبلة @ثيح @لكت@ ما@ @ثل م‬

‫لور@ل@رد‬ ‫عح@‬
‫لحصبلة @لنبئ‬

‫س عصو@‬ ‫@لن@ع ما ‪2‬‬ ‫مص@لة‬

‫‪-‬‬

‫الع @للحبه @ى‬ ‫@‬


‫دميت @لبخ‬

‫ع@م@رحص @لر@ت‬ ‫محبلة @لئمبع‬

‫لصيلة @لثيم مالع @لسلا@‬

‫@صيلة @لشيح عل للحرمي‬

‫‪ ،‬سنتر@ل @النتاء‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9 297‬‬ ‫‪5 9 9 9 7‬‬
‫‪-،7‬‬ ‫ما ما‪ -‬س@‪-954‬‬ ‫‪5 5 5‬‬
‫@لرياض‪:‬‬
‫ه‬
‫جم@‬
‫"‬
‫من اصداراتنا‬ ‫‪6‬كائآ@‬ ‫؟‬
‫عب@ @لله @بن ب@‬ ‫بن‬ ‫سلسلة السافل سمامة @لشيعن عب@ @لثني@‬

‫البدع‬ ‫من‬ ‫العقيدة الصحبحة وما يضادها‪ .‬النحذير‬


‫ة‬ ‫‪..‬‬

‫فضل الجهاد والمجاهدين‬ ‫الصلاة‪-‬‬


‫رسالتان في‬ ‫@‬
‫"‬ ‫‪.‬‬

‫أنكرها‬ ‫مر‬ ‫وكفر‬ ‫جملى‬


‫النبي‬ ‫العمل بسة‬ ‫وجوب‬
‫نش‬ ‫‪.‬‬

‫الأخيار‬ ‫تحنهة‬ ‫ت@‪-‬‬


‫فناوى مهمة تتعلق بالعقيدة‬ ‫@ة‬ ‫‪.‬‬

‫الأجوبة المفي@دة عن بعضر مسائل العقي@دة حكم‬


‫حت‬ ‫‪.‬ت‬

‫السحر والكهانة حكم الإسلام فبمن زعم أن القرآن‬ ‫@ أ‪-‬‬

‫متناقض نصائح عامة مهمة وجوب تحكيم ضرع‬


‫ة‬ ‫ة‬ ‫حة‬

‫الإمام محمد بن عبدالوهاب‬ ‫الله ونذ ما خالفه‬ ‫خ@ؤ‬

‫التنهات اللطيفة‬ ‫دعوته وسيرته‪ /-‬التبرج وخطره‬


‫ة‪/،‬‬ ‫ة‬

‫الفمة‬ ‫المباحث‬ ‫فيما احتوت عليه الومطية‬


‫من‬
‫صلاة‬ ‫وخبر الاحاد‬
‫أحكام‬ ‫ح‪.‬‬

‫إعفاء اللحية‬ ‫حكم‬ ‫أ‪/‬‬ ‫‪.‬‬

‫المريض‪ -/-‬التحقيق والإيضاح لكير من مائل الحج‬


‫والعمرة والزيارة‪ -‬وجوب الأمر بالمعروف والنهي‬
‫التحذير من الم@أملات‬
‫عن المنكر@‪ -‬نصيحة هامة في‬
‫الربوبة‪ .‬رسالان موجزتان في الزكاة والمحي@ام‬ ‫نو‬

‫استغاث بغير ال@ه‬


‫إقامة البراهين على حكم من‬
‫"‬

‫@؟@ثو‬
‫@‬ ‫@‬

You might also like