Professional Documents
Culture Documents
ﺳﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك وﻟﺋن ﺗراﺟﻊ دور ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري
وأﻧﺣﺻر ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻟرﻛﺎﺋز اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻘﺎﻧون 3وﯾؤﻛد ذﻟك اﺳﺗﻧﺎد اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻹداري ﻋﻠﯾﮭﺎ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ وﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺈن
واﻗﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻹدارﯾﺔ ) (la réalité Administratifﯾؤﻛد أن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣﺎزال ﯾﺷﻛل
4
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺدارة.
1ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﺑدﯾر وآﺧرون ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 62و63؛ راﺟﻊ ﻛذﻟك :ﺳﻌﯾد ﻧﺣﯾﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .72
2ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﺑدﯾر وآﺧرون ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.64
3ﻣﺣﻣد رﺿﺎ ﺟﻧﯾﺢ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .283
4ﻧﺎﺻر ﻟﺑﺎد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 20و.21
5ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .147
6ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .147
44
اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ھو اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ أو وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ،....ﻓﺎﻟﻣظﮭر اﻟﻌﺿوي ھو اﻟذي ﯾﺑدو ﻓﻲ
1
ھذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻓﺣﯾث ﺗوﺟد ﻣؤﺳﺳﺔ إدارﯾﺔ ﯾوﺟد ﻣرﻓق ﻋﺎم.
1أﺣﻣد ﻣﺣﯾو ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1986 ،ص .430
2أﺣﻣد ﻣﺣﯾو ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 430وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ.
3ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص . 433
4ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﺑدﯾر وآﺧرون ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .241
-راﺟﻊ ﻛذﻟك :ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .405
5ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .405
45
ﺗﻌرﯾف اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻔﺎده اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ھو ":ﻣﺷروع ﺗدﯾره اﻟدوﻟﺔ ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ أو
1
ﺗﺣت إﺷراﻓﮭﺎ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.".
1ﻋواﺑ دي ﻋﻣ ﺎر ،اﻟﻧظرﯾ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋ ﺎت اﻻدارﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻧظ ﺎم اﻟﻘﺿ ﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋ ري ،اﻟﺟ زء اﻷول اﻟﻘﺿ ﺎء اﻻداري ،دﯾ وان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1998 ،ص .105
2ﻣﺣﻣد زﯾن ﻣﯾﻼس ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،داﺋرة اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،2021 ،ص .246
3ﻣﺣﻣد رﺿﺎ ﺟﻧﯾﺢ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .285
4ﻧﺎﺻر ﻟﺑﺎد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .151
5ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل راﺟﻊ - :ﻣﮭﻧد ﻧوح ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .38
-ﻣﺣﻣد رﺿﺎ ﺟﻧﯾﺢ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 290و.291
-ﻧﺎﺻر ﻟﺑﺎد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 151و.152
-ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوھﺎب ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 247وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ.
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ اﺑو راس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 204و. 205
46
ﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻟﻌﻧﺻر ﻣﺣل ﺟدل ﻓﻘﮭﻲ وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﮭذا اﻟﻌﻧﺻر
أن اﻟﻣﺷروع ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﻓق ﻋﺎم إﻻ إذا أﺻﺑﻐت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ھذه اﻟﺻﻔﺔ ﻣن
ﺧﻼل إﺧﺿﺎﻋﮫ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺣﻛم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﻌﻧﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
اﻟﺧﺎص أو اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺣﻛم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ":ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد واﻷﺣﻛﺎم واﻟﻣﺑﺎدئ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف اﺧﺗﻼﻓﺎ ﺟذرﯾﺎ ﻋن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،وﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم
اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ 1، "..ﻟﻛن ﺑظﮭور اﻟﻣراﻓق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ( اﻟﺗﻲ
2
ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻟم ﯾﻌد ھذا اﻟﻌﻧﺻر ﺿروري.
1ﺑن ﻣﻧﺻور ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،ﻧظرة ﻣﻔﺎھﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،2016 ،ص
.147
2ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل راﺟﻊ :وﺿﺎح رﺷﯾد اﻟﺣﻣود ،اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻛﻣﻌﯾﺎر ﻟﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻷردﻧﯾﺔ ،ص .61
3وﺿﺎح رﺷﯾد اﻟﺣﻣود ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .150
4اﻛﺛم وﺟﯾﮫ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﺗﻧظﯾم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻧﺟﺎح ،ﻓﻠﺳطﯾن ،2014 ،ص .34
5وﺿﺎح رﺷﯾد اﻟﺣﻣود ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .150
6اﻛﺛم وﺟﯾﮫ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .35
47
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ 1،وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﮭﯾﺋﺎت
2
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ھﻲ اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﻣراﻓق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣرت ﻣﺳﺄﻟﺔ إﻧﺷﺎء اﻟﻣراﻓق اﻟوطﻧﯾﺔ)اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ( ﺑﻌدة
ﻣراﺣل 3،وﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ إﻧﺷﺎء وﺗﻧظﯾم وإﺣداث اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ظل دﺳﺗور 1989ھﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻟﻛن دﺳﺗور 1996ﺟﺎء ﺑﺎﻟﺟدﯾد ﺑﺎﻟﻧص
ﻋﻠﻰ أن ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺷرع ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن )إﻧﺷﺎء ﻓﺋﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت( création de
، la catégories d’établissementsوھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻋﺗراف ﺑﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ ﻓﻲ
إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ 4،وﻗﺪ اﺣﺘﻔﻆ اﻟﺘﻌﺪﯾﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﻟﺴﻨﺔ 2020ﺑﻨﻔﺲ اﻷﻣﺮ ﺑﻤﻮﺟﺐ
5
اﻟﻔﻘﺮة 29ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 139ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺠﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎدي.
وﺑﺎﻟﻌﻮدة ﻟﺪﺳﺘﻮر 1996ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﺪﯾﻞ ﺗﺮى اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ )ﺿﺮﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ( أﻧﮫ ﻟﯿﺲ ھﻨﺎك
ﺗﺼﺮﯾﺢ ﺑﺼﻼﺣﯿﺔ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ﻓﻲ إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ
اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﮫ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮭﺬا اﻷﺧﯿﺮ إﺿﻔﺎء ﺻﻔﺔ اﻟﻤﺮﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺸﺎطﺎت ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﻟﺼﻼﺣﯿﺘﮫ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﻓﺌﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ 6،ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﯾﺮى اﻷﺳﺘﺎذ )ﻧﺎﺻﺮ ﻟﺒﺎد( ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري أن إﺣﺪاث اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻓﻲ ظﻞ دﺳﺘﻮر 1989ودﺳﺘﻮر
1996ﻣﻦ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ أي رﺋﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ واﻟﻮزﯾﺮ اﻷول وﯾﻜﻮن ذﻟﻚ
7
ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﺮاﺳﯿﻢ رﺋﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻣﺮاﺳﯿﻢ ﺗﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﻓﺈن اﻷﻣﺮ ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻌﻤﻮل ﺑﮫ ﻓﻲ
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﺒﺪأ ،ﺣﯿﺚ ﻣﻨﺢ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ رﻗﻢ 10 -11وﻗﺎﻧﻮن
اﻟﻮﻻﯾﺔ رﻗﻢ 07 -12ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺸﻄﺔ ﺻﻔﺔ اﻟﻤﺮﻓﻖ ،وﻣﻨﺢ اﻟﻤﺠﻠﺴﯿﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي واﻟﺸﻌﺒﻲ
اﻟﻮﻻﺋﻲ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮاه ﺻﻼﺣﯿﺔ إﻧﺸﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺎت
ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ 8،وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺸﺄن ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻤﺎدة 153ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ
ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﻠﺪﯾﺔ إﻧﺸﺎء ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﻠﺪﯾﺔ وﻧﺼﺖ اﻟﻤﺎدة 146ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻮﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ
أ .اﻟﺿ ﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ ﻟﻣﺑ دأ اﻻﺳ ﺗﻣرارﯾﺔ :ﺗﺗﻣﺛ ل اﻟﺿ ﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ ﻟﻣﺑ دأ
اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗﻧظﯾم ﺣق اﻹﺿراب:
اﻹﺿراب ھو" :ﺗوﻗف إرادي ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌﻣﺎل أو اﻟﻣوظﻔﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل ﻟﻣدة زﻣﻧﯾﺔ
وﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ دون أن ﺗﻛون ﻧﯾﺗﮭم ﻣن وراء ذﻟك اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﻋن وظﺎﺋﻔﮭم ،وذﻟك ﺑﻐرض
ﺗﺣﻘﯾق ﻣطﺎﻟب ﻣﮭﻧﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻋدم رﺿﺎﺋﮭم ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣﻌﯾن".؛ 4وھو ﺣق
ﺣق دﺳﺗوري ﻛرﺳﮫ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ دﺳﺗور 1996اﻟﻣﻌدل ﺳﻧﺔ 2020
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 70ﻣﻧﮫ وﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻣﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون؛ 5وﻣن اﺟل ﺿﻣﺎن ﻣﺑدأ
اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺷرع ﻣﻧﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ھذا اﻟﺣق أو ﺟﻌل ﻟﮫ ﻗﯾود ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺎﻻت ذات
6
اﻷھﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ) اﻟدﻓﺎع ،اﻷﻣن ،اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺣﯾوﯾﺔ.(..
-ﺗﻧظﯾم ﺣق اﻻﺳﺗﻘﺎﻟﺔ:
ﺗﻌرف اﻻﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ":ﺑﺄﻧﮭﺎ رﻏﺑﺔ اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﺗرﻛﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﺻﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وداﺋﻣﺔ ،".وﻗد
ﻛرﺳت ﺟل ﻗواﻧﯾن اﻟدول وﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ھذا اﻟﺣق وھو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎدة
ب .اﻟﺿ ﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺑ دأ اﻻﺳ ﺗﻣرارﯾﺔ :ﺗﺗﻣﺛ ل اﻟﺿ ﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺑ دأ
اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲFonctionnaire de fait :
ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ اﺑﺗﻛرھﺎ وطﺑق أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرارﯾﺔ
ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻧﺗظﺎم ودﯾﻣوﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،واﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ
ھو ":ذﻟك اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌﺗرف اﻟﻘﺿﺎء – ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟظروف -ﺑﺻﺣﺔ ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ رﻏم أﻧﮫ ﻟم ﯾﻌﯾن ﺗﻌﯾﯾﻧﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻻ ﯾزال ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ
3
ﻣﺎرس اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﮭﺎ.".
-ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ:
ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ھﻲ ﻛذﻟك ﻣن اﺑﺗﻛﺎر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ )ﻗﺿﯾﺔ ﻏﺎز ﺑوردو
اﻟﺷﮭﯾرة( 4وﻣﻔﺎدھﺎ" :ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع ظروف طﺎرﺋﺔ
ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إرادة اﻟطرﻓﯾن وﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ وﻗت اﻟﺗﻌﺎﻗد أدت إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة ﺑﺷﻛل ﺟﺳﯾم ﺣد اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ،ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﺣﻣل ﺟزء ﻣن ھذه اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻟو ﻣؤﻗﺗﺎ".
أ .اﻟﻣﺳ ﺎواة ﻓ ﻲ اﻟﺣﻘ وق :ﺗظﮭ ر ﺗطﺑﯾﻘ ﺎت اﻟﻣﺳ ﺎواة ﻓ ﻲ اﻟﺣﻘ وق أﻣ ﺎم اﻟﻣرﻓ ق
اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻋدة ﺻور أھﻣﮭﺎ:
-اﻟﻣﺳ ﺎواة ﻓ ﻲ اﻻﻧﺗﻔ ﺎع ﺑﺧ دﻣﺎت اﻟﻣراﻓ ق اﻟﻌﺎﻣ ﺔ :وﻣﺿ ﻣون ذﻟ ك" :أن
ﯾﺗﺳﺎوى اﻷﻓراد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﻓ ﻲ اﻻﻧﺗﻔ ﺎع ﺑﺧ دﻣﺎت اﻟﻣراﻓ ق اﻟﻌﺎﻣ ﺔ .وﻣ ن أﺟ ل
ذﻟك ﻓﺎﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﮭﯾﺋ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣ ﺔ ﻋﻠ ﻰ إدارة اﻟﻣرﻓ ق أن ﺗﺿ ﻊ ﺷ روطﺎ ﺗﻣﯾ ز
ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن 7دون وﺟﮫ ﺣ ق"؛ وﻻ ﯾﺗﻧ ﺎﻓﻰ ذﻟ ك ﻣ ﻊ ﻓ رض ﺑﻌ ض اﻟﺷ روط
8
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟرﺳوم ) ﻓرض رﺳوم أو إﻋﻔﺎءات(.
-اﻟﻣﺳ ﺎواة ﻓ ﻲ اﻻﻟﺗﺣ ﺎق ﺑﺎﻟوظ ﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣ ﺔ :وﯾﻌﻧ ﻲ ذﻟ ك أن ﻣ ن ﺣ ق ﺟﻣﯾ ﻊ
اﻟﻣ واطﻧﯾن اﻟ ذﯾن ﺗﺗ وﻓر ﻓ ﯾﮭم اﻟﺷ روط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ9اﻻﻟﺗﺣ ﺎق ﺑﺎﻟوظ ﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣ ﺔ
10
دون ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﮭم.
-اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن أﻋوان اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم :وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن أﻋوان اﻟﻣرﻓق اﻟﻌ ﺎم ﻣ ن
ﻧﻔس اﻟﻔﺋﺔ أو اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻧﻔس اﻟﺣﻘ وق11اﻟوظﯾﻔﯾ ﺔ دون ﺗﻣﯾﯾ ز
ﺑﯾﻧﮭم ﻛﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻷﺟرة واﻟراﺣﺔ واﻟﺗرﻗﯾﺔ.
ب .اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت:
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﻛل ﻣﺎ ﺗﻌﻧﯾﮫ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ،ﯾﻣﻛن أن ﻧذﻛر
ﺑﻌض اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺧدﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ،..
وﯾﻌود ﺳﺑب ظﮭور ھذه اﻟﻣراﻓق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟظﺎھرة ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺣﻛرا ﻋﻠﻰ اﻟﺧواص ،وإﻗداﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻛﺛﯾرة ذات طﺎﺑﻊ
ﺗﺟﺎري أو ﺻﻧﺎﻋﻲ وإدارﺗﮭﺎ ﺑﻧﻔس اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﯾدﯾر ﺑﮭﺎ اﻟﺧواص ﻣﺷﺎرﯾﻌﮭم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ 5،وﻗد ﻛﺎن ﻟﮭذا اﻟﺗدﺧل ﺻدى ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑظﮭور اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻛﺷف ﻋﻧﮭﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎزع اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ
اﻟﺷﮭﯾر ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ )ﺑﺎك دﯾﻠوﻛﺎ – (bac Elokaﺑﺗﺎرﯾﺦ 22ﺟﺎﻧﻔﻲ 6،1921ﺣﯾث ﻣﯾزت
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎزع ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻣراﻓق وھﻣﺎ :اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻗﺿت أن ھذا اﻟﻧوع اﻷﺧﯾر ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص واﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء
7
اﻟﻌﺎدي.
ﻟﻛن ھذه اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﮭذا أﺟﺗﮭد اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وأوﺟد ﻋددا ﻣن
اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣن ﺷﺎﻧﮭﺎ ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ھذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن 8وھﻲ:
-ﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط )اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟراﺟﺢ ﻋﻧد اﻟﻔﻘﮫ( 9:وﻣﻔﺎده ﯾﻛون اﻟﻣرﻓق
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ أو ﺗﺟﺎرﯾﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﮫ ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ ﺻﻧﺎﻋﯾﺎ أو ﺗﺟﺎرﯾﺎ
طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد وﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص.
-اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣﻛم اﻟﻣرﻓق :ﺣﯾث ﺗﺧﺿﻊ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري وﺗﺧﺿﻊ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ ﻟﻠﻘﺎﻧون
اﻟﺧﺎص؛ وﻟو أن ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ ﯾرى أن اﻟﻣراﻓق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ
2
ﻟﻠﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ﻣﻌﺎ.
-اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ :ﺣﯾث ﯾﺧﺗص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﻧظر اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺧﺗص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﺑﻧظر
ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ.
ج .اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ:
اﻟﻣراﻓق اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ھﻲ":اﻟﻣراﻓق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط ﻣﮭﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
وﯾﺧوﻟﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻌض اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﻌﮭد ﺑﺈدارﺗﮭﺎ إﻟﻰ أﻋﺿﺎء ﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﻣن
أﺑﻧﺎء ھذه اﻟﻣﮭﻧﺔ ،وﯾﻠزم ﻛل ﻣن ﯾﻣﺎرﺳﮭﺎ ﺑﺎﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﯾﮭﺎ 3،".أو ھﻲ ":ﻣراﻓق ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻧﺷﺋﮭﺎ
اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﮭﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ورﻋﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ أﺑﻧﺎء ھذه اﻟﻣﮭﻧﺔ ،وﯾﺗوﻟﻰ أﺑﻧﺎء
ھذه اﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ﺑﺄﻧﻔﺳﮭم ،ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﺎﻟس ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﻧﻘﺎﺑﺔ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك
ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن وﻧﻘﺎﺑﺔ اﻷطﺑﺎء"....؛ 4وﺗﺗﻣﺛل اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﮭذه اﻟﻣراﻓق أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت
اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ أﻧﮭﺎ )ﻣراﻓق ﻋﺎﻣﺔ ﻣن طﺑﯾﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ = ﻣراﻓق ﻋﺎﻣﺔ ﻣﮭﻧﯾﺔ( 5،وھﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم
6
ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺧﺗﻠط ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص.
1ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل راﺟﻊ - :ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 411وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ.
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ اﺑو راس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 215وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ.
57
-ﻣراﻓق ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ )ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾ ﺔ( :ھ ﻲ ﺗﻠ ك اﻟﻧ وع
ﻣن اﻟﻣراﻓق اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻣﻧﺣﮭﺎ ﻗﺎﻧون إﻧﺷﺎﺋﮭﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺑﻘ ﻰ
ﻣﺟ رد ﻣراﻓ ق ﻋﺎﻣ ﺔ ﺗﺗﺑ ﻊ ﺷ ﺧص ﻣ ن أﺷ ﺧﺎص اﻟﻘ ﺎﻧون اﻟﻌ ﺎم وﻻ ﺗﺗﻣﺗ ﻊ
1
ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ ﻋﻧﮫ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺗﯾن اﻟﻌﺿوﯾﺔ واﻟوظﯾﻔﯾﺔ.
د .ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻣ ن ﺣﯾ ث وﺳ ﯾﻠﺔ إﻧﺷ ﺎﺋﮭﺎ :ﺗﻧﻘﺳ م اﻟﻣراﻓ ق اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻣ ن
ﺧﻼل ھذا اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻟﻰ:
-ﻣراﻓق ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻧﺷﺋﮭﺎ ﺗﺷرﯾﻊ :ﻣﻧﺣت اﻟدﺳ ﺎﺗﯾر ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻣ ن اﻟﻣراﻓ ق أھﻣﯾ ﺔ
ﻗﺻوى ﻧظرا ﻟﺧﺻوﺻﯾﺗﮭﺎ وأھﻣﯾﺔ ﻧﺷﺎطﮭﺎ ،وأﻋطت ﻟﻠﻣﺷرع ﺳﻠطﺔ إﻧﺷ ﺎﺋﮭﺎ
ﺑﻣوﺟ ب ﻧ ص ﺗﺷ رﯾﻌﻲ ﺻ ﺎدر ﻋﻧ ﮫ اﻟﺳ ﻠطﺔ اﻟﺗﺷ رﯾﻌﯾﺔ وذﻟ ك ﻟﺗﻣﻛ ﯾن ھ ذه
اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺗﻧظﯾم ﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق واﻹطﻼع ﻋﻠﯾﮫ.
-ﻣراﻓ ق ﻋﺎﻣ ﺔ ﯾﻧﺷ ﺋﮭﺎ ﺗﻧظ ﯾم :ﻛﻣ ﺎ ﺳ ﺑق اﻹﺷ ﺎرة إﻟﯾ ﮫ ﻓ ﺈن إﻧﺷ ﺎء اﻟﻣراﻓ ق
اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﯾﺧﺿ ﻊ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ض اﻟ ﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ ﻟﻔﻛ رة ﺗوزﯾ ﻊ اﻻﺧﺗﺻ ﺎص ﺑ ﯾن
اﻟﺳ ﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷ رﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ﺔ أو ﯾﻣ ﻧﺢ ھ ذه اﻟﺳ ﻠطﺔ اﻷﺧﯾ رة ﻟوﺣ دھﺎ ﺣ ق
إﻧﺷﺎء اﻟﻣراﻓق وﯾﻛون ذﻟك ﺑﻣوﺟب ﻧص ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺻﺎدر ﻋﻧﮭﺎ.
ھﻧﺎك ﻛذﻟك ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت أﺧرى ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟذي ﯾﻘﺳم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﻣراﻓق
إﻧﺗﺎج وﻣراﻓق ﺧدﻣﺎت ،ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻷوﻟﻰ ﺑﺈﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻛﻣﯾﺎه
اﻟﺷرب وﻣواد اﻟوﻗود ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻘدم اﻷﺧرى ﺑﻌض اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻛﺧدﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ أو
2
اﻟﺗﻌﻠﯾم أو اﻟﻧﻘل.
1ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل راﺟﻊ:ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ اﺑو راس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 221وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ.
2ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .411
58