You are on page 1of 10

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة زيان عاشور‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم العلوم السياسية‬

‫السنة ‪ :‬الثالثة ليسانس‪/‬السداسي الثاني‬ ‫مقياس ‪ :‬التحرير االداري‬


‫تخصص ‪ :‬تنظيمات سياسية وإداريــــة‬ ‫أستاذ المقياس‪ :‬د بن احمد علي‬
‫السنة الجامعية ‪2020-2019 :‬‬

‫ما تعريف التحرير اإلداري ؟‬

‫هو نمط من أنماط الكتابة ‪ ،‬أو هو فٌن من فنونها المختلفة ‪ ،‬كالتحرير األدبي ‪ ،‬أو الفلسفي ‪ ،‬أو القضائي وغيرها ‪...‬إال أن هذا الفن‬
‫يختص بالنشاط اإلداري ‪ ،‬حيث النصوص اإلدارية ‪ ،‬المراسالت ‪ ،‬وما له عالقة باإلدارة عموما ‪ ،‬فهو أسلوب االتصال بين اإلدارة ذاتها أو‬
‫بين األشخاص االعتبارين واإلدارة ‪.‬‬

‫وال يمكننا أن نحصر أنواع المحررات التي تصدر عن اإلدارة جميعها‪ ،‬لكثرتها وتنوعها من جهة إلى أخرى حسب نشاطاتها ‪ ،‬لكنها‬
‫قد تلتقي في عدٍد من المحررات الواسعة االستعمال ‪ ،‬كالرسائل العادية مثال‪ ،‬أو جداول اإلرسال ‪ ،‬أو رسائل اإلحالة ‪ ،‬أو المحاضر‬
‫بأنواعها ‪ ،‬أو التقارير المتعددة األغراض أو المناشير ‪ ،‬أو المذكرات الداخلية ‪ ،‬وغيرها مما نفصل فيه ال حقا ‪...‬‬

‫والمعلوم أن للتحرير اإلداري أسلوبا خاصا ‪ ،‬يختلف بطبيعة الحال عن األساليب األخرى من حيث التحرير ‪ ،‬فهو يتم بالدَّقة ‪ ،‬فال‬
‫يجب أن تكون العبارة المختارة عند التحرير فضفاضة ال تؤدي المعني المقصود أو يفهم منها معاٍن كثيرة ‪ ،‬ويجب أن يكون هنا وضوحا‬
‫كامال ال لبس فيه ‪ ،‬مجردا وموضوعيا ‪.‬‬

‫ولكل هذه الوثائق المشار إليها أعاله صفة الرسمية ‪ ،‬فهي وثائق إدارية صادرة عن جهات رسمية مخولة قانونا ‪ ،‬فهي تحمل رقم‬
‫تسجيل وتاريخ انجاز أو صدور وإمضاء مسؤول وختما رسميا‪.‬‬

‫والجدير بالمالحظة أن عملية التحرير عموما تعتمد على الرصيد العلمي الذي يحوزه المحرر أو تحصل عليه من خالل التجربة‬
‫واكتساب الخبرة في العديد من اإلدارات والمؤسسات العمومية وغيرها‪ ...‬أو من كثرة اطالعه عن تلك الوثائق اإلدارية أو من خالل‬
‫النصوص المنشورة في الجرائد الرسمية أو المناشير الوزارية أو الوزارية المشتركة ‪ ،‬والقرارات بمختلف أنواعها أو الرسائل ‪ ،‬ورسائل‬
‫المنشور ‪ ...‬فليس هناك نمط واحد يعتمد عليه عند عملية التحرير‪.‬‬

‫من هنا وبناء على ما سلف سندرس ذلك بصفة مرتبطة ومسلسلة حتى نتمكن من اإللمام بالموضوع ومن ثَّم سهوله استيعابه وفهمه‪.‬‬

‫المحور األول ‪ /‬الوثائق اإلدارية ‪.‬‬


‫‪ -1‬المحررات اإلدارية ‪.‬‬

‫ذكرنا أن المحررات اإلدارية كثيرة ومختلفة من إدارة إلى أخرى ‪ ،‬واشرنا أن بعضها وخاصة ذات الستعمال الواسع قد تشترك‬
‫في الصياغة – في اختيار جمل قصيرة مفهومة ‪ ،‬دقيقة وواضحة‪ ،‬ال ُلْبس فيه وال غموض ‪ -‬وكذا الشكل ‪.‬ولكنها تختلف باختالف مقدرة‬
‫محرريها ‪ ،‬فهو وإن كان ملزما باألسلوب اإلداري ‪ ،‬فقد يحتاج في الكثير من األحيان أثناء التحرير لمرادفات وعبارات يفرضها الواقع‬
‫العملي خاصة في بعض التقارير والرسائل المهمة‪.‬‬

‫اهم المراسالت االدارية الواسعة االستعمال‪.‬‬

‫من اهم المراسالت االدارية نذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬الرسائل إلدارية‪:‬‬

‫الرسالة اإلدارية هي ذاك الكتاب الذي ترسله اإلدارة إلى مصالحها الخاصة الداخلية أو غير الُم َم ركز أو إلى أشخاص‬
‫اعتباريين أو طبيعيين غايته تبليغ كتابيا مسألة ما أو إخطار بنتائج تم الوصول إليها‪ ،‬أو فكرة ظهرت في هذا الملف أو غيرها‪.‬‬

‫والواضح إنه ال يقتصر دور الرسالة اإلدارية فيما ذكرنا بل يتعداها إلى مجاالت أخرى فقد تستعمل في بعض األحيان إلى‬
‫إحالة بعض الوثائق الهامة ‪ ،‬قد تكون سرية أو ذات أهمية قصوى ‪ ،‬فقد تشبه هنا جدول اإلرسال ولكن في شكل آخر‪.‬وقد تكون رسالة‬
‫إخطاٍر تشبه المذكرة الداخلية كان تأمر بالتزام أو النهي عن ممارسة اعتادها الموظف في تلك المؤسسة أو تلك اإلدارة ؛ وقد تستعمل‬
‫الرسالة اإلدارية ألغراض كثيرة ومتنوعة أخرى‪...‬‬

‫عناصر الرسالة اإلدارية ‪:‬‬

‫للرسالة اإلدارية عناصر شتى نذكرها كالتالي ‪:‬‬

‫الطابع الرسمي للجهة التي صدرت عنها ‪ ،‬التسجيل أو الرقم التسلسلي ‪ ،‬مكان الصدور والتاريخ ‪ ،‬بيان صفة الُم رسل ‪ ،‬بيان‬
‫صفة المرسل إلية وعنوانه ‪ ،‬اإلشارة إلى الموضوع باختصار‪ ،‬ذكر المرجع أو المراجع إن وجدت ‪ ،‬اإلشارة إلى المرفقات وعددها ‪،‬‬
‫الَم ْتن أو مضمونها ‪ ،‬عبارة المجاملة إن كانت تجب ‪ ،‬التوقيع والختم ‪ ،‬اإلشارة في أسفل الرسالة في الجهة الُيمنى الغرض من الكتاب ‪.‬‬
‫‪ -1‬الطابع الرسمي للجهة التي صدرت عنها ‪:‬‬

‫المقصود من ذلك تحديد الجهة اإلدارية التي حررت تلك الرسالة‪ ،‬كأن تكون مثال والية كذا ‪ ،‬مديرية كذا ‪ ،‬المديرية الفرعية كذا أو‬
‫مصلحة كذا ‪ ،‬وهذا يبين بوضوح للمرسل إليه الجهة المخاطبة ‪ ،‬فيتمكن من االتصال بها ومخاطبتها بكل سهولة ‪.‬‬
‫‪ -2‬التسجيل أو الرقم التسلسلي ‪:‬‬

‫هذه العملية مهمة جدا وغايتها إضفاء الطابع الرسمي على تلك الوثيقة ‪ ،‬فالرقم يؤخذ من السجل الرسمي للصادرات ( ‪ -‬الرسمية‪ -‬هنا أن‬
‫هذا السجل يكون ُم رقما وُم ؤشر على كل صفحة منه موضوع عليها ختم اإلدارة المعنية وممضي من طرف المسؤول المؤهل تحت العبارة‬
‫التاليــة ‪ - :‬سجل خاصة بالمراسالت الصادرة يحتوي على كذا صفحة‪ ،‬مؤشرة قمنا نحن – ذكر الصفة – بإمضائه بتاريخ اليوم ‪.‬‬

‫لإلشارة فأن الرقم التسجيل هذا ُيتَبع عادة بالحروف األولي للجهة الرسمية الُم صدرة للمراسلة‪ ،‬وهذا لتسهيل العودة للملف‪ ،‬خاصة‬
‫إذا ما طال الزمان وأصبحت تلك الوثائق أرشيفا‪.‬‬

‫‪ -3‬مكان الصدور والتاريخ ‪:‬‬

‫البد من ذكر المكان وبجانبه مباشرة تاريخ تحرير الرسالة ؛ فقد تقول أما يكفي الطابع الرسمي للجهة التي صدرت عنها تلك الرسالة ؟‬
‫نقول نعم ولكن قد يكون الطابع الرسمي لوزارة مثال والمراسلة صادرة عن جهة تابعة لها غير ُم مركزة ‪ ،‬وتحتاج المراسلة اإلدارية إلى‬
‫تاريخ ‪ ،‬والتاريخ ُيَم كن من حساب المواعيد‪ ،‬والمواعيد من النظام العام ‪ ،‬علما أن المراسلة اإلدارية وثيقة رسمية ُم عّد ة بصفة قانونية ‪،‬‬
‫يمكن االحتجاج بها عند الضرورة أمام الجهات القضائية المختصة‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان صفة الُم رسل ‪:‬‬

‫قد يكون المسؤول األعلى في اإلدارة أو من َفَّوضه تفويضا رسميــــــا – بمقتضى قرار إداري – والتفويض كما نعلم يكون في حدود‬
‫الصالحيات الممنوحة للمفوض له وفق قرار التفويض ال يمكنه أن يتجاوزها بأي حال من األحوال‪ ، -‬ومثال ذلك ‪ :‬الوالي ‪ ،‬عن الوالي‪،‬‬
‫مدير اإلدارة المحلية ‪...‬‬

‫هام ‪ :‬هناك من أصحاب الوظائف العليا في الدولة ال يحتاجون إلى تفويض باإلمضاء مكتوبا من ِقَبِل المسؤول األعلى إذا خولهم القانون‬
‫هذه الصالحيات‪ ،‬فهم بقوة القانون يؤدون تلك المهام‪ ،‬ومن األمثلة عن ذلك األمين العام للوالية فال يمضي الوثائق اإلدارية جميعا تحت‬
‫عبارة – عن الوالي األمين العام مما يوحي أن له تفويضا من طرف الوالي‪ -‬بل يمض كل الوثائق تحت عبارة‪ :‬األمين العام للوالية‪.‬‬

‫‪ -5‬بيان صفة الُم رسل إليه وعنوانه ‪:‬‬

‫الُم رسل إليه قد يكون شخصا اعتباريا أو شخصا طبيعيا فاإلشارة إلى الشخص االعتباري مع العنوان تكون كالتالي ‪ :‬إلى السيد مدير‬
‫الفالحة واإلصالح الزراعي لوالية كذا ‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بشخص طبيعي تكون كالتالي ‪ :‬إلى السيد فالن أو السّيدة أو األنيسة فالنة‬
‫الساكن بالعمارة رقم ‪ ...‬رقم الشقة‪ ...‬مدينة أو قرية كذا‪.‬‬

‫‪ -6‬اإلشارة إلى الموضوع باختصار ‪:‬‬

‫الموضوع هو عبارة عن موجز مختصر لمتن الرسالة ‪ ،‬فبمجر قراءته تكون عندك معرفة لمحتوى الرسالة ‪ ،‬ما ينقصك إذ ذاك إال‬
‫التفاصيل ‪ ،‬ومثال ذلك‪ ،‬الموضوع ‪ :‬ف‪/‬ي بملف ترقيتكم االختيارية ‪ ،‬أي فيما يتعلق بطلبكم الترقية في الرتبة بنمط االختيار‪ -‬كون‬
‫الموظف تتوفر فيه الشروط المطلوبة المنصوص عليها في القوانين الخاصة ‪ ،‬مما جعله ُيقَّيُد على قائمة التأهيل حين إعداد مخطط الموارد‬
‫البشرية‪.‬‬
‫‪ -7‬ذكر المرجع أو المراجع إن وجدت‪.‬‬

‫ليس بالضرورة أن تكتب المرجع أو المراجع وتتركها خاوية‪ ،‬اعتقادا منك المحافظة على الشكل فال تكتب المرجع أصال إذا لم يكن هناك‬
‫مرجعا؛ المرجع يكتب لتنبيه الُم رسل إليه بتلك الرسالة أو ذاك القانون أو النص التنظيمي‪ ،‬حتى يتمكن من الرجوع إليه ومعالجة الموضوع‬
‫وفقه ‪ ،‬وقد يكون المرجع في بعض األحيان ‪ :‬لقاء تمَّ أو اجتماع ُع ِقد أو مكالمة هاتفية ‪.‬‬

‫‪ -8‬المرفقات وعددها‪.‬‬

‫يعبر عن المرفقات تلك الوثائق التي يجب إرفاقها مع الرسالة لتمكن الجهة الُم رسلة إليها من االطالع عليها وبسط الرقابة لتعزيز ما ورد‬
‫في الموضوع ‪ ،‬ويجب عّد ها وجردها بصفة تدقيقية ؛ فان لم تكن هناك مرفقات فال ضرورة لإلشارة إليها أصال‪.‬‬

‫‪ -9‬الُم تن أو مضمونها‪:‬‬

‫المتن هو صلب الرسالة الذي يعبر عن الدافع والهدف من كتابتها وقد يتضمن هدفا أو أهداف يرمي إليها ذاك الخطاب ‪ ،‬أو طلب صريح أو‬
‫التماس أو غير ذلك من ما هو مشروع ‪.‬‬

‫‪-10‬عبارة المجاملة ان كانت تجب ‪:‬‬

‫في بعض المراسالت ال تجب عبارة المجاملة ‪ ،‬كالمراسالت التي تقع بين المرؤوس ورئيسه‬
‫بين الوالي مثال ورئيس الدائرة ‪ ،‬بين الوزير والوالي بين إدارة وأخرى ‪.‬‬
‫لكنها تبقى بين اإلدارة واألشخاص المطبعيين كعربون تقدير للمواطن والمقيم على السواء‪.‬‬
‫ويعبر عنها في أغلب الرسائل بالتالي‪ :‬تقبلوا مني سيدي فائق االحترام والتقدير ‪...‬‬

‫‪-11‬التوقيع والختم‪:‬‬

‫الرسالة اإلدارية كما ذكرنا لها صفة الرسمية ‪ ،‬يحتج بها أمام الجهات القضائية المختصة إذا مــا‬
‫وقع نزاع‪ ،‬ولذلك يلزم اإلشارة الى االسم الشخصي لموقعها فضال عن صفته الوظيفية فال يجوز‬
‫تركها مبهمة ‪ ،‬وتختم بالختم الرسمي للمؤسسة أو اإلدارة العمومية ‪.‬‬

‫‪ -12‬اإلشارة في الجهة الُيْم نى من الرسالة إلى الغرض من الكتاب‪:‬‬


‫قد تكون نسخ من الرسالة موجهة إلى عّد ة جهات ‪،‬فإنه يشار إلى هذه الحالة إلبالغ الجهــــــة‬
‫الُم رسل إليها الغاية والهدف من مخاطبتها‪ ،‬وقد تكون كالتالي‪ " :‬لكل غاية مفيدة " أو "نسخــة‬
‫لالطالع" أو " نسخة عرض حال " أو " للمتابعة " أو " للتنفيذ " أو للدراسة وإعطاء الرأي "‬
‫أو للتأكد وموافاتي بالنتائج " وغيرها ‪..‬‬

‫‪ -1‬جدول اإلرسال ‪:‬‬

‫ماهو جدول اإلرسال ؟ وما هي عناصره ؟‬

‫جدول اإلرسال وثيقة إدارية ُم وحدة ين مخلف اإلدارات ‪ ،‬كثيرة االستعمال لبساطتها وسهولة وسرعة تحريرها ‪ ،‬فقد ال تتطلب من الموظف‬
‫خبرة في التحرير اإلداري وال مستوى ثقافي كبير وال رتبة إدارية سامية ‪ ،‬ذلكم أن هذه الوثيقة اإلدارية ترمي إلى إحالة وثائق إدارية‬
‫واخرى من جهة إلى جهة ‪ ،‬فهي عبارة عن جرد لتلك الوثائق وتحويلها إلى مبتغاها مع إلزامية الجهة المرسلة إليها بضرورة التأشيرة‬
‫باالستالم على نسخة مطابقة لجدول اإلرسال نفسه الذي ينجز عادة من نسختين ‪ .‬وبذلك يكون لهذه الوثيقة أهمية كبيرة ومصداقية عالية بين‬
‫اإلدارات والمتعاملين معها‪.‬وهنا يمكن القول إن أنت استعملت هذه الوثيقة اإلدارية استعماال سليما ‪،‬ـ فال حاجة لك في عند التبليغ خاصة بين‬
‫المصالح اإلدارية من ُم ْح ضر قضائي أو جهة رسمية أخرى أو إشعار باالستالم من مصالح البريد‪.‬‬

‫ولجدول اإلرسال عناصر أساسية شبيهة لعناصر المراسلة اإلدارية ‪ ،‬فال َتُش ذ عنها إال في بعض النقاط ذكرناها سابقا وهي ‪ :‬الجهة‬
‫المرسلة ‪ ،‬التسجيل ‪ ،‬مكان الصدور والتاريخ ‪ ،‬صفة المرسل ‪ ،‬صفة المرسل إليه ‪ ،‬اإلمضاء والختم الرسمي ‪.‬ولقد اشرنا إلى ذلك تفصيال‬
‫أعاله‪.‬‬

‫‪ -2‬المحضــــــــر اإلداري‪:‬‬

‫المحضر وثيقة إدارية كثيرة االستعمال ‪ ،‬ال تستغني عنها اإلدارة ‪ ،‬انواعها كثيرة ومتفرعة ‪ ،‬منها ما يتطلب تقنّية خاصة وَم ْع ِر فة معتبرة‬
‫في فن التحرير اإلداري ‪ ،‬ومنها ما هو عادي والمحضر من المراجع األساسَّية التي ُيعتمد عليها في اإلثبات ‪ ،‬وسنبين ذلك بالتفصيل الحقا‪.‬‬

‫هناك نماذج من المحاضر تكون لها صياغة موّحدة كمحضر التنصيب ومحضر التثبيت ومحضر التبليغ ‪ ...‬وهناك أخرى تتطلب‬
‫التحرير الدقيق كمحضر المعاينة او محضر سماع شهود أو محضر إثبات واقعة ‪ ...‬وكلها تصب في وعاء واحد من حيث الِم هنية في‬
‫الصياغة مع توخي الدقة واالختصار والعمل على تجسيد الواقعة ‪.‬‬

‫وسنتناول بالبحث بعض أنواع المحاضر المتداولة في المؤسسات واإلدارات العمومية كنموذج من خالله أهمية هذه الوثيقة اإلدارية‬
‫في الحياة المهنية للموظف من جهة وحجيتها القانونية من جهة أخرى‪:‬‬

‫‪ -1‬محضر التنصيب أو التسمية ‪:‬‬

‫من المعروف أن الشخص حينما يوظف باإلدارة يتم تعيينه بمقتضى قرار أو مقرر تعيين في مهامه الجديدة ‪ ،‬وان هذه الوثيقة اإلدارية –‬
‫القرار أو المقرر– التي تم انجازها من طرف مصلحة المستخدمين تكون قد خضعت لكل اإلجراءات القانونية المعروفة ‪ ،‬من انجاز‬
‫المشروع إلى التأشيرة عليه من ِقَبِل مصالح المراقبة وتم ترقيمها وتأريخها وإمضائها من الجهة اإلدارية الصادرة عنها ‪ ،‬وبذلك تخرج من‬
‫المشروع إلى القرار الذي ال يمكن الغاؤه إال بقرار مثله تجسيدا لقاعدة توازي األشكال ‪ ،‬ومن ثّم يتطلب تجسيده ميدانيا بمحضر التنصيب‪.‬‬
‫قرار التعيين هذا يتضمن عادة في مادته األولى ‪ :‬يعين فالن بصفته كذا وقد يشير إلى تاريخ تعيينه في بعض األحيان ‪،‬وقد ال يشير له ؛‬
‫ففي هذه الحاالت ُيعَتمد على المحضر لحل اإلشكال الذي قد يظهر عند ‪:‬‬
‫العمليات المالية لدى مصالح المحاسبة حيث بداية مباشرة العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الترسيم أو التثبيت ألنه محدد بسنة تربص أو بأكثر من ذلك وفق ما تنص عليه القوانين الخاص بكل سلك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الترقية االختيارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حساب األقدمّية عموما‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫قد يقول القائل أنه ال جدوى من محضر تنصيب إذا كان قرار التعيين يتضمـــــن‬
‫تاريخ التسمية ‪ ،‬نقول انه قد ال ينصب في التاريخ نفسه لسبب ما مما يجعله ال يباشر عماله لدى الجهة المعيين عندها فعليا ‪ ،‬فمحضر‬
‫التنصيب ينهي اإلشكال ‪ ،‬ويتضمن المحضر التالي ‪:‬‬

‫في يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا ( وهو تاريخ الفعلي لمباشرة العمل ) قمنا نحن ( صاحب العمل ) بتنصيب فالن ( الموظف ) في‬
‫مهامه الجديدة بصفته ( ذكر السلك أو الرتبة ) تطبيقا لقرار التسمية الصادر عن ( ذكر الجهة اإلدارية ‪ ،‬رقم القرار وتاريخ تسجيله )‬
‫اقفل المحضر في اليوم والشهر والسنة أعاله ‪ ،‬وأمضاه معنا المعني ‪.‬‬

‫فالمحضر إذن وثيقة إدارية أساسية‪ُ ،‬يَك ِّو ن حجّية قانونية‪ ،‬خاصة في المواعيد ‪.‬‬

‫وعلى ذكر المواعيد‪ ،‬وللمزيد من التوضيح فانه في غياب هذه الوثيقة اإلدارية‪ ،‬وعند وقوع نزاع إداري أمام الجهات المختصة‪:‬‬

‫‪ -‬فان القاضي ال يمكنه بسط رقابته على ملف القضية من حيث المواعيد – والمواعيد من النظام العام – ومثال عن ذلك ‪ :‬الموظف الُم حال‬
‫على لجنة الطعن يبلغ رسميا بمقتض محضر تبليغ بقرار اللجنة‬
‫ليتمكن في المدة القانونية المحددة من رفع دعوى أمام المحكمة اإلدارية [‪]1‬؛ فعدم وجوده يعرض دعواه إلى الرفض شكال‪.‬‬

‫‪ -‬فان رئيس اللجان المتساوية األعضاء عند دراسة ملف الموظف ال يمكنه في غياب المحضر من اتخاذ القرار – سواء في استئناف‬
‫القضية إذا ما تعلق األمر بملف تأديبي أمام لجنة الطعن ‪ ،‬أو في الترسيم أو التثبيت أو الترقية ‪...‬‬

‫‪-2‬محضر التثبيت أو الترسيم‪:‬‬

‫هذه الوثيقة اإلدارية ال تختلف كثيرا عن سابقتها ‪ ،‬فهي تأتي لتجسيد عملية إدارية تمت هي األخرى بمقتضى قرار إداري أنِج ز وفق‬
‫األشكال اإلدارية المعروفة ‪ ،‬فالوثيقة تلك تحدد تاريخ َتَح ُّر ِر هذا المستخدم من وضعية التربص‪ ،‬ليصبح موظفا ينتمي إلى قطاع الوظيفة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪-3‬محضر التبليــــــــــــــــــغ ‪:‬‬

‫تستعمل هذه الوثيقة بصفة واسعة في اإلدارة ‪ ،‬فبمقتضاها ُتبلغ الوثائق اإلدارية المختلفة ألصحابها أو للجهات اإلدارية – أشخاص‬
‫طبيعيين أو اعتباريين – فهي تمضى من الطرفين الُم بَلُغ والمبلغ له إيذانا باالستالم والتسلم للوثيقة أو الوثائق ‪ ،‬فهي تشبه إلى حد كبير‬
‫جدول اإلرسال ‪.‬‬

‫‪-4‬محضر المعاينــــــــــــــــة ‪:‬‬


‫هذه الوثيقة اإلدارية تأتي عادة إذا ما تطلب أمر ما توضيحا اضافيا لمسألة ما أو واقعة حدثت تتطلب من الجهة المعنية دراستها‬
‫والقضاء فيها ‪ ،‬فَتْع َم د اإلدارة على تعيين موظف عمومي للقيام بالمعاينة بناء على نقاط محددة مسبقا لتلك المهمة ؛ وعليه أن يحرر محضرا‬
‫يقدمه للجهة المعنية في اآلجال التي منحت له‪.‬‬

‫‪-6‬محضر االجتمـــــــــــــــاع ‪:‬‬

‫تعمد بعض الجهات اإلدارية الى تدوين مجريات ما يدور ف االجتماعات في سجل رسمي تستصدر منه عند الضرورة نسخ في‬
‫شكل محاضر ‪ ،‬وال تعمل جهات أخرى بهذا اإلجراء كأن تؤخذ رؤؤس أقالم من طرف كاتب الجلسة الذي يحرر المحضر فيما بعد ‪ .‬و‬
‫ينقل على محضر االجتماع هذا كل ما دار في تلك الجلسة بصفة دقيقة وواضحة خاصة إذا ما تعلق بقرارات هامة‪ ،‬وتعد هذه الوثيقة‬
‫اإلدارية مصدرا أساسيا يعاد إليها عند كل إشكال قد يقع‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن هناك العديد من المحاضر األخرى نذكر منها ‪ :‬القضائية وشبه القضائية والتي تصدر عن مديريات أخرى‪:‬‬
‫كالجمارك ‪ ،‬والمالية ‪ ،‬والغابات ‪ ،‬والتجارة ‪ ،‬متداولة في الحياة العملية‪.‬‬
‫وللمحاضر جميعها عناصر مشتركة تضبط الشكل‪ ،‬و يكون التغيير طفيفا حسب الحالة وهي‪:‬‬

‫الرأسية‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬‬
‫ب‌‪ -‬الجهة المعنية أو الطابع‪.‬‬
‫ت‌‪ -‬التسجيل‪.‬‬
‫ث‌‪ -‬عنوان الوثيقة ‪.‬‬
‫اإلمضاء والختم‪.‬‬ ‫ج‌‪-‬‬
‫ح‌‪ -‬إمضاء الطرف الثاني للوثيقة أو األطراف األخرى المعنية‪.‬‬

‫‪ -1‬التقريــــــــر اإلداري‪:‬‬

‫يختلف التقرير اإلداري عن محضر المعاينة مثال أو محضر االجتماع ‪ ،‬بالرغم من اشتراكهما في العديد من العناصر وتقنية‬
‫التحرير ‪ ،‬فتحرير هذه الوثيقة اإلدارية الهامة تْسَنُد لذوي االختصاص من الموظفين الذين لهم باع في هذا الميدان ‪ ،‬ألن التقرير عادة ما‬
‫يتضمن قرارات مصيرية قد ال يمكن جبرها إذا ما حادت عن الصواب ‪ ،‬فهي تتم بتوجيهات السلطة العليا بعد التحري و التدقيق والتأكد ‪.‬‬

‫فالتقرير الذي ينجز على مستوى المصالح القاعدية يراعى فيه بعض القواعد االبتدائية المعروفة في اإلدارة منها احترام السلم‬
‫اإلداري ‪ ،‬عدم تقديم الرأي القطعي وال االقتراحات للمسؤول األعلى‪ ،‬بل االكتفاء بالوقائع كما هي ؛ في حين يختلف التقرير الموجه من‬
‫جهة عليا غير ممركز إلى الجهة األعلى الُم َم ركز في أن يحاط بسرية كاملة ال يطلع عليها إال صاحب الوظيفة العليا والمحرر الذي أوكلت‬
‫له مهمة إعداده‪.‬‬

‫ويجب أن نعلم أن التقرير اإلداري يرمي إلى أهداف مختلفة في التسيير اليومي لدواليب اإلدارة فالتحرير ضرورة يفرضها الواقع الميداني‬
‫المعاش ومن األمثلة عن ذلك التالي ‪:‬‬

‫التقرير الصادر عن المسؤول األعلى الموجه للمسؤول المركزي حول نقل أو عزل أو استبدال موظف سامي اخل بالتزاماته ‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬‬
‫ب‌‪ -‬التقرير المتضمن إفادة السلطة الحاكمة عن وضعية كارثية بدأت بوادرها تظهر‪.‬‬
‫ت‌‪ -‬التقرير المتضمن الوضعية العامة لجهة معينة قصد التحري واتخاذ القرارات الالزمة في الوقت المناسب‪.‬‬
‫ث‌‪ -‬التقرير المتضمن الوقوف على احتياجات معيبة لفائدة المرفق العام تتطلب التصويب الفوري‪.‬‬
‫‪ -1‬أنواع التقاريـــــــر‪:‬‬

‫ال يمكن أبدا حصر التقارير المتداولة بين أجهزة الدولة ‪ ،‬وذلك لكثرتها واختالف أهدافها وغايتها ‪ ،‬فكل تقرير له موضوع خاص يعالج‬
‫مسألة محددة بذاتها ‪ ،‬لكنها تشترك في الشكلية مثلها مثل العديد من الوثائق اإلدارية وبَّينا ذلك سلفا‪.‬‬

‫‪ -2‬عرض الحــــــــــال‪:‬‬

‫قد يتبادر إلى الذهن أن عرض الحال هو تقرير إداري بشكل ُم بسط وُم ختصر ‪ ،‬لكن الحقيقة عكس ذلك ‪ ،‬فعرض الحال‬
‫عبارة عن وثيقة ُيْخ ِط ر من خاللها موظف عادي أو مسؤول المسؤول األعلى أو السلمي الطالعه على مسألة ما أو خبر عاجل ‪ ،‬أو نتائج‬
‫مهمة إدارية رجع منها ‪ ،‬أو ما وقع من أحداث في اجتماع ما ‪ ،‬او قرارات تمت المصادقة عليها في ذاك االجتماع وغيرها‪.‬‬

‫بشهر واحد ابتداء من تاريخ التبليغ الرسمي – األمر رقم ‪ 03-06‬المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪2006‬‬ ‫[‪ -) ]1‬آجال الطعن حّددته المادة ‪75 :‬‬
‫المضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية‬

‫وعرض الحال وثقة إعالمية مكتوبة وممضاة من طرف ُمرِس لها فال يمكن ان تكون شفهية أو عن طرق الهاتف ‪ ،‬فقد ال يصمد الخبر كما هو ‪ ،‬وقد‬
‫يتغير المضمون والمحتوى سهوا أو عمدا‬

‫‪.‬مما سبق نستنتج أن لهذه الوثيقة خصائص نوجزها في نقطتين أساسيتين‪:‬‬

‫تمكين المسؤول األعلى من االطالع على ما وقع بالتفصيل ‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬‬

‫تمكينه من التخاذ القرار الالزم في الوقت المناسب‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬‬

‫من خالل ما عرضنا يتبين لنا أن عرض الحال يختلف اختالفا جوهريا عن التقرير اإلداري ال من حيث السرعة في انجازه ‪ ،‬وال من حيث‬ ‫ت‌‪-‬‬
‫تمكينه الجهة المعنية ‪ ،‬وال إحاطته بالسرية الكبيرة وال من حيث مصدره ‪ ،‬فقد يكون صادرا عن موظف عادي ال ينتمي ألصحاب المناصب النوعية ‪،‬‬
‫وال من حيث الموضوع أو المتن ‪ ،‬وال من حيث َس ْر د الوقائع ‪.‬‬

‫القرار اإلداري أو المقرر و المقررة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أ‪ /‬القرار‪:‬‬

‫القرار اإلداري في نظام الوظيفة العمومية تصدره السلطة التي لها حق التعيين ‪ ،‬بمفهوم المرسوم رقم ‪99-90 :‬‬
‫المؤرخ في ‪ 27 :‬مارس ‪ 1990‬المتضمن سلطة التعيين والتسيير اإلداري للموظفين وأعوان اإلدارة المركزية والواليات والبلديات والمؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري [‪ ]1‬والقرارات األخرى تصدر وفق متطلبات الحال عن الجهات اإلدارية ذات الِص َلة أو المقررة تصدر عن مسئولين‬
‫خولهم القانون ذلك ؛ وفي األمر تفصيل ‪...‬‬
‫والمعروف أن السلطة اإلدارية التي تصدر القرار تتمثل في ‪ :‬الوزير ‪ ،‬الوالي ‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬ولهؤالء وحدهم الحق‬
‫ويمكنه تفويض اإلمضاء على هذه الوثيقة اإلدارية الهامة ‪ -‬المتعلقة أساسا بتسيير الموارد البشرية ‪ -‬وفقا لما هو‬ ‫على إمضاء القرارات اإلدارية‬
‫منصوص عليه في المادة الثانية من المرسوم السالف الذكر التي جاء فيهها‪:‬‬

‫" يمكن ان تمنح لكل مسؤول مصلحة ‪،‬سلطة التعيين وسلطة التسيير اإلداري للمستخدمين الموضعين تحت سلطته‪".‬‬

‫ونصت الفقرة الثانية على التفويض باإلمضاء ‪:‬‬

‫" وفي هذا اإلطار يتلقى مسؤول المصلحة تفويضا بقرار من الوزير المعني بعد أخذ رأي السلطة المكلفة بالوظيفة العمومية‪".‬‬

‫‪ ،‬أو قرار النقل ‪،‬‬ ‫قد يكون القرار اإلداري فردي ‪ ،‬كقرار التسمية أو التعيين ‪ ،‬أو قرار الترسيم أو التثبيت‪ ،‬أو قرار الترقية في الرتبة‬
‫أو قرار االنتداب أو االستيداع وغيرها ‪ ...‬وقد يكون القرار جماعي كالترقية في الدرجات يستصدر منه القرارات الفردية ‪...‬‬

‫ومن المفيد معرفته أن القرارات المتعلقة بالمسار المهني للموظف انطالقا من قرار التسمية إلى قرار انتهاء عالقة العمل بينه وبين‬
‫اإلدارة بسبب ‪ :‬االستقالة ‪ ،‬أو اإلقالة‪ ،‬أو الغزل ‪ ،‬أو الوفاة‪ ،‬أو التقاعد تخضع إلزاميا لتأشيرة مصالح المراقبة ( الوظيفة العمومية و المراقبة‬
‫المالية )‪.‬‬

‫ونشير أيضا إلى أن هناك قرارات أخري تصدر عن وزارات مختلفة قد تكون تنفيذَّية أو تنظيمَّية وتسمي بالقرار الوزاري؛ في حين إذا‬
‫اشتركت معها وزارة أو وزارتين تسمى بالقرار الوزاري المشترك‪.‬‬

‫ب‪ /‬المقررة‪:‬‬

‫بالرغم من أن المقررة قد تكون لها في بعض األحيان قوة القرار ( كالتسمية المؤقتة قبل التعيين الرسمي بمرسوم لبعض اإلطارات‬
‫السامية في الدولة في الوظائف العليا ) فإن هذه الوثيقة اإلدارية تختلف عن القرار كونها تستعمل للتنظيم الداخلي كحركة المستخدمين داخل نفس‬
‫المؤسسة ‪ ،‬في منح ترخيص للموظف بالغياب أو االستمتاع بالعطل المختلفة ‪ ،‬في توجيه عقوبة تأديبية للموظف ‪...‬الخ ‪ ،‬ولها ميزات أخرى كحق‬
‫إمضائها من طرف رئيس المكتب أو رئيس المصلحة أو المدير الفرعي ‪ ،‬فضال عن خضوعها لسلطة المراقبة المشار إليها أعاله كما هو الحال بالنسبة‬
‫للقرار‪.‬‬

‫إذن المقررة وثيقة إدارية داخلية سهلة االستعمال والمداولة بين عديد المصالح ‪ ،‬سريعة االنجاز والتنفيذ ‪ ،‬ال تتطلب شكلية خاصة ‪،‬‬
‫أو تأشيرة معّينة ‪ ،‬تشارك بشكل كبير في صيرورة المرفق العام حيث دّقة االنجاز وسرعته‪.‬‬

‫المذكــرة االدارية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫اشرنا فيما سبق أن المقررة وثيقة إدارية داخلية كثيرة االستعمال لبساطتها وسرعة انجازهـــــا‬

‫وعدم خضوعها لشكلية خاصة ‪ ،‬فإن المذكرة اإلدارية أو المذكرة المصلحّية ال تختلف عنها كثيرا ‪ ،‬إال أن هذه األخيرة ُتْن جز في شكل رسائل قد‬
‫تكون قصيرة في الكثيرة من األحيان من رئيس لمرؤوسه يبلغه أو يخطره أو يلفت انتباهه بخبر أو معلومة ‪ ...‬وقد تستعمل المذكرة كذلك داخل المؤسسة‬
‫خاصة منها الكبيرة العدد‪ ،‬إلبالغ المستخدمين بقرار عاجل ُأُتِخذ – كتغيير مواعد العمل مثال أو عطلة استثنائية َج َّدت أو َح ث العمال على االلتزام بالنظام‬
‫الداخلي وغيرها‪ ...‬و يكون للتبليغ الجماعي في مثل هذه األحوال نخاعة تتمثل في إيصال الخبر لجميع المستخدمين بالسرعة المطلوبة‪.‬‬

‫فالمذكرة إذن أداة اتصال عَملّية ‪ ،‬سريعة ‪ ،‬تمكن المرؤوس من إبالغ مرؤوسيه في وقت قصير من الزمن بكل التعليمات الواجب‬
‫تطبيقها ميدانيا في إطار القانون‪.‬‬
‫وأخيرا يجب إن ال يخرج نص المذكرة عن النصوص القانونية المسّيرة لتلك المؤسسة أو اإلدارة‪ ،‬بمعنى أنه‪ ،‬ال يحق للمسؤول األعلى‬
‫أن ُيَق ِنن بمقتضى المذكرة اإلدارية بما يتعارض والقانون فهو ُيَذ ِكر مخاطبيه وُيلفت انتباههم بضرورة التطبيق السليم للقانون ‪.‬‬

‫الدعــوة ة واالستدعاء ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الدعوة الصادرة عن اإلدارة ليست لها صبغة اإللزامية ‪ ،‬أسلوبها َس ِلس ‪ ،‬طوعّية ‪ ،‬قــــد‬

‫تكون لغرض إداري في بعض األحيان – كأن يستشار أحد أعيان المدينة في مسألة إدارية تخص شؤون المواطن والمدينة – وقد تكون لغرض آخر‬
‫كاالحتفاالت المختلفة أو الكريمات أو بمناسبة تنصيب أو توديع إطار ما ‪ ،‬فهذه الوثيقة اإلدارية تحرر وفق نموذج مّو حد ‪ ،‬مختصر يراعى فيه عبارات‬
‫المجاملة ‪.‬‬

‫ام االستدعاء فهو كتاب يوجه إلى الشخص لطلب حضوره في تاريخ ومكان معّين وساعة محددة مع توضيٍح لسبب‬
‫االستدعاء وهذا هو الصحيح ‪ ،‬أال أنه في بعض األحيان‪ ،‬وللضرورة تلجأ اإلدارة لعبارة " من اجل مصلحة تهمكم " فاالستدعاء إذن له صفة اإللزامية ‪.‬‬

‫االستدعاء‬ ‫واالستدعاء والدعوة كالهما يمضى ويختم عليه من طرف الجهة المرسلة ‪ ،‬ويمضى باالستالم عند تبليغ‬
‫لصاحبه خالفا للدعوة ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ /‬النصوص االدارية ‪:‬‬

‫المقصود بالنصوص اإلدارية تلك المراسيم الرئاسية والتنفيذية‪ ،‬والقرارات الوزارية‪ ،‬والوزارية المشتركة‪ ،‬وهذا ما يصطلح عليه‬
‫بالنصوص التنظيمية؛ وكذلك المناشير‪ ،‬والمناشير الوزارية المشتركة والتعليمات والمذكرات التوجيهية أو رسائل المنشور‪ ،‬وهذا ما يعرف بالنصوص‬
‫التفسيرية‪.‬‬

‫وسنتعرض لهذه النقاط باختصار تحت عنوانين‪:‬‬

‫النصوص التنظيمية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫النصوص التفسيرية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وكيفية إعدادها ‪ ،‬والجهة التي‬ ‫يجب هنا أوال وقبل بسط الموضوع‪ ،‬أن نمِّيز بين النص التشريعي والنص التنظيمي والتفسيري‬
‫تصدر عنها في حدود صالحياتها ‪...‬‬

You might also like