Professional Documents
Culture Documents
هو نمط من أنماط الكتابة ،أو هو فٌن من فنونها المختلفة ،كالتحرير األدبي ،أو الفلسفي ،أو القضائي وغيرها ...إال أن هذا الفن
يختص بالنشاط اإلداري ،حيث النصوص اإلدارية ،المراسالت ،وما له عالقة باإلدارة عموما ،فهو أسلوب االتصال بين اإلدارة ذاتها أو
بين األشخاص االعتبارين واإلدارة .
وال يمكننا أن نحصر أنواع المحررات التي تصدر عن اإلدارة جميعها ،لكثرتها وتنوعها من جهة إلى أخرى حسب نشاطاتها ،لكنها
قد تلتقي في عدٍد من المحررات الواسعة االستعمال ،كالرسائل العادية مثال ،أو جداول اإلرسال ،أو رسائل اإلحالة ،أو المحاضر
بأنواعها ،أو التقارير المتعددة األغراض أو المناشير ،أو المذكرات الداخلية ،وغيرها مما نفصل فيه ال حقا ...
والمعلوم أن للتحرير اإلداري أسلوبا خاصا ،يختلف بطبيعة الحال عن األساليب األخرى من حيث التحرير ،فهو يتم بالدَّقة ،فال
يجب أن تكون العبارة المختارة عند التحرير فضفاضة ال تؤدي المعني المقصود أو يفهم منها معاٍن كثيرة ،ويجب أن يكون هنا وضوحا
كامال ال لبس فيه ،مجردا وموضوعيا .
ولكل هذه الوثائق المشار إليها أعاله صفة الرسمية ،فهي وثائق إدارية صادرة عن جهات رسمية مخولة قانونا ،فهي تحمل رقم
تسجيل وتاريخ انجاز أو صدور وإمضاء مسؤول وختما رسميا.
والجدير بالمالحظة أن عملية التحرير عموما تعتمد على الرصيد العلمي الذي يحوزه المحرر أو تحصل عليه من خالل التجربة
واكتساب الخبرة في العديد من اإلدارات والمؤسسات العمومية وغيرها ...أو من كثرة اطالعه عن تلك الوثائق اإلدارية أو من خالل
النصوص المنشورة في الجرائد الرسمية أو المناشير الوزارية أو الوزارية المشتركة ،والقرارات بمختلف أنواعها أو الرسائل ،ورسائل
المنشور ...فليس هناك نمط واحد يعتمد عليه عند عملية التحرير.
من هنا وبناء على ما سلف سندرس ذلك بصفة مرتبطة ومسلسلة حتى نتمكن من اإللمام بالموضوع ومن ثَّم سهوله استيعابه وفهمه.
ذكرنا أن المحررات اإلدارية كثيرة ومختلفة من إدارة إلى أخرى ،واشرنا أن بعضها وخاصة ذات الستعمال الواسع قد تشترك
في الصياغة – في اختيار جمل قصيرة مفهومة ،دقيقة وواضحة ،ال ُلْبس فيه وال غموض -وكذا الشكل .ولكنها تختلف باختالف مقدرة
محرريها ،فهو وإن كان ملزما باألسلوب اإلداري ،فقد يحتاج في الكثير من األحيان أثناء التحرير لمرادفات وعبارات يفرضها الواقع
العملي خاصة في بعض التقارير والرسائل المهمة.
-1الرسائل إلدارية:
الرسالة اإلدارية هي ذاك الكتاب الذي ترسله اإلدارة إلى مصالحها الخاصة الداخلية أو غير الُم َم ركز أو إلى أشخاص
اعتباريين أو طبيعيين غايته تبليغ كتابيا مسألة ما أو إخطار بنتائج تم الوصول إليها ،أو فكرة ظهرت في هذا الملف أو غيرها.
والواضح إنه ال يقتصر دور الرسالة اإلدارية فيما ذكرنا بل يتعداها إلى مجاالت أخرى فقد تستعمل في بعض األحيان إلى
إحالة بعض الوثائق الهامة ،قد تكون سرية أو ذات أهمية قصوى ،فقد تشبه هنا جدول اإلرسال ولكن في شكل آخر.وقد تكون رسالة
إخطاٍر تشبه المذكرة الداخلية كان تأمر بالتزام أو النهي عن ممارسة اعتادها الموظف في تلك المؤسسة أو تلك اإلدارة ؛ وقد تستعمل
الرسالة اإلدارية ألغراض كثيرة ومتنوعة أخرى...
الطابع الرسمي للجهة التي صدرت عنها ،التسجيل أو الرقم التسلسلي ،مكان الصدور والتاريخ ،بيان صفة الُم رسل ،بيان
صفة المرسل إلية وعنوانه ،اإلشارة إلى الموضوع باختصار ،ذكر المرجع أو المراجع إن وجدت ،اإلشارة إلى المرفقات وعددها ،
الَم ْتن أو مضمونها ،عبارة المجاملة إن كانت تجب ،التوقيع والختم ،اإلشارة في أسفل الرسالة في الجهة الُيمنى الغرض من الكتاب .
-1الطابع الرسمي للجهة التي صدرت عنها :
المقصود من ذلك تحديد الجهة اإلدارية التي حررت تلك الرسالة ،كأن تكون مثال والية كذا ،مديرية كذا ،المديرية الفرعية كذا أو
مصلحة كذا ،وهذا يبين بوضوح للمرسل إليه الجهة المخاطبة ،فيتمكن من االتصال بها ومخاطبتها بكل سهولة .
-2التسجيل أو الرقم التسلسلي :
هذه العملية مهمة جدا وغايتها إضفاء الطابع الرسمي على تلك الوثيقة ،فالرقم يؤخذ من السجل الرسمي للصادرات ( -الرسمية -هنا أن
هذا السجل يكون ُم رقما وُم ؤشر على كل صفحة منه موضوع عليها ختم اإلدارة المعنية وممضي من طرف المسؤول المؤهل تحت العبارة
التاليــة - :سجل خاصة بالمراسالت الصادرة يحتوي على كذا صفحة ،مؤشرة قمنا نحن – ذكر الصفة – بإمضائه بتاريخ اليوم .
لإلشارة فأن الرقم التسجيل هذا ُيتَبع عادة بالحروف األولي للجهة الرسمية الُم صدرة للمراسلة ،وهذا لتسهيل العودة للملف ،خاصة
إذا ما طال الزمان وأصبحت تلك الوثائق أرشيفا.
البد من ذكر المكان وبجانبه مباشرة تاريخ تحرير الرسالة ؛ فقد تقول أما يكفي الطابع الرسمي للجهة التي صدرت عنها تلك الرسالة ؟
نقول نعم ولكن قد يكون الطابع الرسمي لوزارة مثال والمراسلة صادرة عن جهة تابعة لها غير ُم مركزة ،وتحتاج المراسلة اإلدارية إلى
تاريخ ،والتاريخ ُيَم كن من حساب المواعيد ،والمواعيد من النظام العام ،علما أن المراسلة اإلدارية وثيقة رسمية ُم عّد ة بصفة قانونية ،
يمكن االحتجاج بها عند الضرورة أمام الجهات القضائية المختصة.
قد يكون المسؤول األعلى في اإلدارة أو من َفَّوضه تفويضا رسميــــــا – بمقتضى قرار إداري – والتفويض كما نعلم يكون في حدود
الصالحيات الممنوحة للمفوض له وفق قرار التفويض ال يمكنه أن يتجاوزها بأي حال من األحوال ، -ومثال ذلك :الوالي ،عن الوالي،
مدير اإلدارة المحلية ...
هام :هناك من أصحاب الوظائف العليا في الدولة ال يحتاجون إلى تفويض باإلمضاء مكتوبا من ِقَبِل المسؤول األعلى إذا خولهم القانون
هذه الصالحيات ،فهم بقوة القانون يؤدون تلك المهام ،ومن األمثلة عن ذلك األمين العام للوالية فال يمضي الوثائق اإلدارية جميعا تحت
عبارة – عن الوالي األمين العام مما يوحي أن له تفويضا من طرف الوالي -بل يمض كل الوثائق تحت عبارة :األمين العام للوالية.
الُم رسل إليه قد يكون شخصا اعتباريا أو شخصا طبيعيا فاإلشارة إلى الشخص االعتباري مع العنوان تكون كالتالي :إلى السيد مدير
الفالحة واإلصالح الزراعي لوالية كذا ،أما إذا تعلق األمر بشخص طبيعي تكون كالتالي :إلى السيد فالن أو السّيدة أو األنيسة فالنة
الساكن بالعمارة رقم ...رقم الشقة ...مدينة أو قرية كذا.
الموضوع هو عبارة عن موجز مختصر لمتن الرسالة ،فبمجر قراءته تكون عندك معرفة لمحتوى الرسالة ،ما ينقصك إذ ذاك إال
التفاصيل ،ومثال ذلك ،الموضوع :ف/ي بملف ترقيتكم االختيارية ،أي فيما يتعلق بطلبكم الترقية في الرتبة بنمط االختيار -كون
الموظف تتوفر فيه الشروط المطلوبة المنصوص عليها في القوانين الخاصة ،مما جعله ُيقَّيُد على قائمة التأهيل حين إعداد مخطط الموارد
البشرية.
-7ذكر المرجع أو المراجع إن وجدت.
ليس بالضرورة أن تكتب المرجع أو المراجع وتتركها خاوية ،اعتقادا منك المحافظة على الشكل فال تكتب المرجع أصال إذا لم يكن هناك
مرجعا؛ المرجع يكتب لتنبيه الُم رسل إليه بتلك الرسالة أو ذاك القانون أو النص التنظيمي ،حتى يتمكن من الرجوع إليه ومعالجة الموضوع
وفقه ،وقد يكون المرجع في بعض األحيان :لقاء تمَّ أو اجتماع ُع ِقد أو مكالمة هاتفية .
-8المرفقات وعددها.
يعبر عن المرفقات تلك الوثائق التي يجب إرفاقها مع الرسالة لتمكن الجهة الُم رسلة إليها من االطالع عليها وبسط الرقابة لتعزيز ما ورد
في الموضوع ،ويجب عّد ها وجردها بصفة تدقيقية ؛ فان لم تكن هناك مرفقات فال ضرورة لإلشارة إليها أصال.
-9الُم تن أو مضمونها:
المتن هو صلب الرسالة الذي يعبر عن الدافع والهدف من كتابتها وقد يتضمن هدفا أو أهداف يرمي إليها ذاك الخطاب ،أو طلب صريح أو
التماس أو غير ذلك من ما هو مشروع .
في بعض المراسالت ال تجب عبارة المجاملة ،كالمراسالت التي تقع بين المرؤوس ورئيسه
بين الوالي مثال ورئيس الدائرة ،بين الوزير والوالي بين إدارة وأخرى .
لكنها تبقى بين اإلدارة واألشخاص المطبعيين كعربون تقدير للمواطن والمقيم على السواء.
ويعبر عنها في أغلب الرسائل بالتالي :تقبلوا مني سيدي فائق االحترام والتقدير ...
-11التوقيع والختم:
الرسالة اإلدارية كما ذكرنا لها صفة الرسمية ،يحتج بها أمام الجهات القضائية المختصة إذا مــا
وقع نزاع ،ولذلك يلزم اإلشارة الى االسم الشخصي لموقعها فضال عن صفته الوظيفية فال يجوز
تركها مبهمة ،وتختم بالختم الرسمي للمؤسسة أو اإلدارة العمومية .
جدول اإلرسال وثيقة إدارية ُم وحدة ين مخلف اإلدارات ،كثيرة االستعمال لبساطتها وسهولة وسرعة تحريرها ،فقد ال تتطلب من الموظف
خبرة في التحرير اإلداري وال مستوى ثقافي كبير وال رتبة إدارية سامية ،ذلكم أن هذه الوثيقة اإلدارية ترمي إلى إحالة وثائق إدارية
واخرى من جهة إلى جهة ،فهي عبارة عن جرد لتلك الوثائق وتحويلها إلى مبتغاها مع إلزامية الجهة المرسلة إليها بضرورة التأشيرة
باالستالم على نسخة مطابقة لجدول اإلرسال نفسه الذي ينجز عادة من نسختين .وبذلك يكون لهذه الوثيقة أهمية كبيرة ومصداقية عالية بين
اإلدارات والمتعاملين معها.وهنا يمكن القول إن أنت استعملت هذه الوثيقة اإلدارية استعماال سليما ،ـ فال حاجة لك في عند التبليغ خاصة بين
المصالح اإلدارية من ُم ْح ضر قضائي أو جهة رسمية أخرى أو إشعار باالستالم من مصالح البريد.
ولجدول اإلرسال عناصر أساسية شبيهة لعناصر المراسلة اإلدارية ،فال َتُش ذ عنها إال في بعض النقاط ذكرناها سابقا وهي :الجهة
المرسلة ،التسجيل ،مكان الصدور والتاريخ ،صفة المرسل ،صفة المرسل إليه ،اإلمضاء والختم الرسمي .ولقد اشرنا إلى ذلك تفصيال
أعاله.
-2المحضــــــــر اإلداري:
المحضر وثيقة إدارية كثيرة االستعمال ،ال تستغني عنها اإلدارة ،انواعها كثيرة ومتفرعة ،منها ما يتطلب تقنّية خاصة وَم ْع ِر فة معتبرة
في فن التحرير اإلداري ،ومنها ما هو عادي والمحضر من المراجع األساسَّية التي ُيعتمد عليها في اإلثبات ،وسنبين ذلك بالتفصيل الحقا.
هناك نماذج من المحاضر تكون لها صياغة موّحدة كمحضر التنصيب ومحضر التثبيت ومحضر التبليغ ...وهناك أخرى تتطلب
التحرير الدقيق كمحضر المعاينة او محضر سماع شهود أو محضر إثبات واقعة ...وكلها تصب في وعاء واحد من حيث الِم هنية في
الصياغة مع توخي الدقة واالختصار والعمل على تجسيد الواقعة .
وسنتناول بالبحث بعض أنواع المحاضر المتداولة في المؤسسات واإلدارات العمومية كنموذج من خالله أهمية هذه الوثيقة اإلدارية
في الحياة المهنية للموظف من جهة وحجيتها القانونية من جهة أخرى:
من المعروف أن الشخص حينما يوظف باإلدارة يتم تعيينه بمقتضى قرار أو مقرر تعيين في مهامه الجديدة ،وان هذه الوثيقة اإلدارية –
القرار أو المقرر– التي تم انجازها من طرف مصلحة المستخدمين تكون قد خضعت لكل اإلجراءات القانونية المعروفة ،من انجاز
المشروع إلى التأشيرة عليه من ِقَبِل مصالح المراقبة وتم ترقيمها وتأريخها وإمضائها من الجهة اإلدارية الصادرة عنها ،وبذلك تخرج من
المشروع إلى القرار الذي ال يمكن الغاؤه إال بقرار مثله تجسيدا لقاعدة توازي األشكال ،ومن ثّم يتطلب تجسيده ميدانيا بمحضر التنصيب.
قرار التعيين هذا يتضمن عادة في مادته األولى :يعين فالن بصفته كذا وقد يشير إلى تاريخ تعيينه في بعض األحيان ،وقد ال يشير له ؛
ففي هذه الحاالت ُيعَتمد على المحضر لحل اإلشكال الذي قد يظهر عند :
العمليات المالية لدى مصالح المحاسبة حيث بداية مباشرة العمل. -
الترسيم أو التثبيت ألنه محدد بسنة تربص أو بأكثر من ذلك وفق ما تنص عليه القوانين الخاص بكل سلك. -
الترقية االختيارية. -
حساب األقدمّية عموما... -
قد يقول القائل أنه ال جدوى من محضر تنصيب إذا كان قرار التعيين يتضمـــــن
تاريخ التسمية ،نقول انه قد ال ينصب في التاريخ نفسه لسبب ما مما يجعله ال يباشر عماله لدى الجهة المعيين عندها فعليا ،فمحضر
التنصيب ينهي اإلشكال ،ويتضمن المحضر التالي :
في يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا ( وهو تاريخ الفعلي لمباشرة العمل ) قمنا نحن ( صاحب العمل ) بتنصيب فالن ( الموظف ) في
مهامه الجديدة بصفته ( ذكر السلك أو الرتبة ) تطبيقا لقرار التسمية الصادر عن ( ذكر الجهة اإلدارية ،رقم القرار وتاريخ تسجيله )
اقفل المحضر في اليوم والشهر والسنة أعاله ،وأمضاه معنا المعني .
فالمحضر إذن وثيقة إدارية أساسيةُ ،يَك ِّو ن حجّية قانونية ،خاصة في المواعيد .
وعلى ذكر المواعيد ،وللمزيد من التوضيح فانه في غياب هذه الوثيقة اإلدارية ،وعند وقوع نزاع إداري أمام الجهات المختصة:
-فان القاضي ال يمكنه بسط رقابته على ملف القضية من حيث المواعيد – والمواعيد من النظام العام – ومثال عن ذلك :الموظف الُم حال
على لجنة الطعن يبلغ رسميا بمقتض محضر تبليغ بقرار اللجنة
ليتمكن في المدة القانونية المحددة من رفع دعوى أمام المحكمة اإلدارية []1؛ فعدم وجوده يعرض دعواه إلى الرفض شكال.
-فان رئيس اللجان المتساوية األعضاء عند دراسة ملف الموظف ال يمكنه في غياب المحضر من اتخاذ القرار – سواء في استئناف
القضية إذا ما تعلق األمر بملف تأديبي أمام لجنة الطعن ،أو في الترسيم أو التثبيت أو الترقية ...
هذه الوثيقة اإلدارية ال تختلف كثيرا عن سابقتها ،فهي تأتي لتجسيد عملية إدارية تمت هي األخرى بمقتضى قرار إداري أنِج ز وفق
األشكال اإلدارية المعروفة ،فالوثيقة تلك تحدد تاريخ َتَح ُّر ِر هذا المستخدم من وضعية التربص ،ليصبح موظفا ينتمي إلى قطاع الوظيفة
العمومية.
تستعمل هذه الوثيقة بصفة واسعة في اإلدارة ،فبمقتضاها ُتبلغ الوثائق اإلدارية المختلفة ألصحابها أو للجهات اإلدارية – أشخاص
طبيعيين أو اعتباريين – فهي تمضى من الطرفين الُم بَلُغ والمبلغ له إيذانا باالستالم والتسلم للوثيقة أو الوثائق ،فهي تشبه إلى حد كبير
جدول اإلرسال .
تعمد بعض الجهات اإلدارية الى تدوين مجريات ما يدور ف االجتماعات في سجل رسمي تستصدر منه عند الضرورة نسخ في
شكل محاضر ،وال تعمل جهات أخرى بهذا اإلجراء كأن تؤخذ رؤؤس أقالم من طرف كاتب الجلسة الذي يحرر المحضر فيما بعد .و
ينقل على محضر االجتماع هذا كل ما دار في تلك الجلسة بصفة دقيقة وواضحة خاصة إذا ما تعلق بقرارات هامة ،وتعد هذه الوثيقة
اإلدارية مصدرا أساسيا يعاد إليها عند كل إشكال قد يقع.
وتجدر اإلشارة إلى أن هناك العديد من المحاضر األخرى نذكر منها :القضائية وشبه القضائية والتي تصدر عن مديريات أخرى:
كالجمارك ،والمالية ،والغابات ،والتجارة ،متداولة في الحياة العملية.
وللمحاضر جميعها عناصر مشتركة تضبط الشكل ،و يكون التغيير طفيفا حسب الحالة وهي:
الرأسية. أ-
ب -الجهة المعنية أو الطابع.
ت -التسجيل.
ث -عنوان الوثيقة .
اإلمضاء والختم. ج-
ح -إمضاء الطرف الثاني للوثيقة أو األطراف األخرى المعنية.
-1التقريــــــــر اإلداري:
يختلف التقرير اإلداري عن محضر المعاينة مثال أو محضر االجتماع ،بالرغم من اشتراكهما في العديد من العناصر وتقنية
التحرير ،فتحرير هذه الوثيقة اإلدارية الهامة تْسَنُد لذوي االختصاص من الموظفين الذين لهم باع في هذا الميدان ،ألن التقرير عادة ما
يتضمن قرارات مصيرية قد ال يمكن جبرها إذا ما حادت عن الصواب ،فهي تتم بتوجيهات السلطة العليا بعد التحري و التدقيق والتأكد .
فالتقرير الذي ينجز على مستوى المصالح القاعدية يراعى فيه بعض القواعد االبتدائية المعروفة في اإلدارة منها احترام السلم
اإلداري ،عدم تقديم الرأي القطعي وال االقتراحات للمسؤول األعلى ،بل االكتفاء بالوقائع كما هي ؛ في حين يختلف التقرير الموجه من
جهة عليا غير ممركز إلى الجهة األعلى الُم َم ركز في أن يحاط بسرية كاملة ال يطلع عليها إال صاحب الوظيفة العليا والمحرر الذي أوكلت
له مهمة إعداده.
ويجب أن نعلم أن التقرير اإلداري يرمي إلى أهداف مختلفة في التسيير اليومي لدواليب اإلدارة فالتحرير ضرورة يفرضها الواقع الميداني
المعاش ومن األمثلة عن ذلك التالي :
التقرير الصادر عن المسؤول األعلى الموجه للمسؤول المركزي حول نقل أو عزل أو استبدال موظف سامي اخل بالتزاماته . أ-
ب -التقرير المتضمن إفادة السلطة الحاكمة عن وضعية كارثية بدأت بوادرها تظهر.
ت -التقرير المتضمن الوضعية العامة لجهة معينة قصد التحري واتخاذ القرارات الالزمة في الوقت المناسب.
ث -التقرير المتضمن الوقوف على احتياجات معيبة لفائدة المرفق العام تتطلب التصويب الفوري.
-1أنواع التقاريـــــــر:
ال يمكن أبدا حصر التقارير المتداولة بين أجهزة الدولة ،وذلك لكثرتها واختالف أهدافها وغايتها ،فكل تقرير له موضوع خاص يعالج
مسألة محددة بذاتها ،لكنها تشترك في الشكلية مثلها مثل العديد من الوثائق اإلدارية وبَّينا ذلك سلفا.
-2عرض الحــــــــــال:
قد يتبادر إلى الذهن أن عرض الحال هو تقرير إداري بشكل ُم بسط وُم ختصر ،لكن الحقيقة عكس ذلك ،فعرض الحال
عبارة عن وثيقة ُيْخ ِط ر من خاللها موظف عادي أو مسؤول المسؤول األعلى أو السلمي الطالعه على مسألة ما أو خبر عاجل ،أو نتائج
مهمة إدارية رجع منها ،أو ما وقع من أحداث في اجتماع ما ،او قرارات تمت المصادقة عليها في ذاك االجتماع وغيرها.
بشهر واحد ابتداء من تاريخ التبليغ الرسمي – األمر رقم 03-06المؤرخ في 15يوليو 2006 [ -) ]1آجال الطعن حّددته المادة 75 :
المضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية
وعرض الحال وثقة إعالمية مكتوبة وممضاة من طرف ُمرِس لها فال يمكن ان تكون شفهية أو عن طرق الهاتف ،فقد ال يصمد الخبر كما هو ،وقد
يتغير المضمون والمحتوى سهوا أو عمدا
من خالل ما عرضنا يتبين لنا أن عرض الحال يختلف اختالفا جوهريا عن التقرير اإلداري ال من حيث السرعة في انجازه ،وال من حيث ت-
تمكينه الجهة المعنية ،وال إحاطته بالسرية الكبيرة وال من حيث مصدره ،فقد يكون صادرا عن موظف عادي ال ينتمي ألصحاب المناصب النوعية ،
وال من حيث الموضوع أو المتن ،وال من حيث َس ْر د الوقائع .
أ /القرار:
القرار اإلداري في نظام الوظيفة العمومية تصدره السلطة التي لها حق التعيين ،بمفهوم المرسوم رقم 99-90 :
المؤرخ في 27 :مارس 1990المتضمن سلطة التعيين والتسيير اإلداري للموظفين وأعوان اإلدارة المركزية والواليات والبلديات والمؤسسات
العمومية ذات الطابع اإلداري [ ]1والقرارات األخرى تصدر وفق متطلبات الحال عن الجهات اإلدارية ذات الِص َلة أو المقررة تصدر عن مسئولين
خولهم القانون ذلك ؛ وفي األمر تفصيل ...
والمعروف أن السلطة اإلدارية التي تصدر القرار تتمثل في :الوزير ،الوالي ،رئيس المجلس الشعبي البلدي ،ولهؤالء وحدهم الحق
ويمكنه تفويض اإلمضاء على هذه الوثيقة اإلدارية الهامة -المتعلقة أساسا بتسيير الموارد البشرية -وفقا لما هو على إمضاء القرارات اإلدارية
منصوص عليه في المادة الثانية من المرسوم السالف الذكر التي جاء فيهها:
" يمكن ان تمنح لكل مسؤول مصلحة ،سلطة التعيين وسلطة التسيير اإلداري للمستخدمين الموضعين تحت سلطته".
" وفي هذا اإلطار يتلقى مسؤول المصلحة تفويضا بقرار من الوزير المعني بعد أخذ رأي السلطة المكلفة بالوظيفة العمومية".
،أو قرار النقل ، قد يكون القرار اإلداري فردي ،كقرار التسمية أو التعيين ،أو قرار الترسيم أو التثبيت ،أو قرار الترقية في الرتبة
أو قرار االنتداب أو االستيداع وغيرها ...وقد يكون القرار جماعي كالترقية في الدرجات يستصدر منه القرارات الفردية ...
ومن المفيد معرفته أن القرارات المتعلقة بالمسار المهني للموظف انطالقا من قرار التسمية إلى قرار انتهاء عالقة العمل بينه وبين
اإلدارة بسبب :االستقالة ،أو اإلقالة ،أو الغزل ،أو الوفاة ،أو التقاعد تخضع إلزاميا لتأشيرة مصالح المراقبة ( الوظيفة العمومية و المراقبة
المالية ).
ونشير أيضا إلى أن هناك قرارات أخري تصدر عن وزارات مختلفة قد تكون تنفيذَّية أو تنظيمَّية وتسمي بالقرار الوزاري؛ في حين إذا
اشتركت معها وزارة أو وزارتين تسمى بالقرار الوزاري المشترك.
ب /المقررة:
بالرغم من أن المقررة قد تكون لها في بعض األحيان قوة القرار ( كالتسمية المؤقتة قبل التعيين الرسمي بمرسوم لبعض اإلطارات
السامية في الدولة في الوظائف العليا ) فإن هذه الوثيقة اإلدارية تختلف عن القرار كونها تستعمل للتنظيم الداخلي كحركة المستخدمين داخل نفس
المؤسسة ،في منح ترخيص للموظف بالغياب أو االستمتاع بالعطل المختلفة ،في توجيه عقوبة تأديبية للموظف ...الخ ،ولها ميزات أخرى كحق
إمضائها من طرف رئيس المكتب أو رئيس المصلحة أو المدير الفرعي ،فضال عن خضوعها لسلطة المراقبة المشار إليها أعاله كما هو الحال بالنسبة
للقرار.
إذن المقررة وثيقة إدارية داخلية سهلة االستعمال والمداولة بين عديد المصالح ،سريعة االنجاز والتنفيذ ،ال تتطلب شكلية خاصة ،
أو تأشيرة معّينة ،تشارك بشكل كبير في صيرورة المرفق العام حيث دّقة االنجاز وسرعته.
اشرنا فيما سبق أن المقررة وثيقة إدارية داخلية كثيرة االستعمال لبساطتها وسرعة انجازهـــــا
وعدم خضوعها لشكلية خاصة ،فإن المذكرة اإلدارية أو المذكرة المصلحّية ال تختلف عنها كثيرا ،إال أن هذه األخيرة ُتْن جز في شكل رسائل قد
تكون قصيرة في الكثيرة من األحيان من رئيس لمرؤوسه يبلغه أو يخطره أو يلفت انتباهه بخبر أو معلومة ...وقد تستعمل المذكرة كذلك داخل المؤسسة
خاصة منها الكبيرة العدد ،إلبالغ المستخدمين بقرار عاجل ُأُتِخذ – كتغيير مواعد العمل مثال أو عطلة استثنائية َج َّدت أو َح ث العمال على االلتزام بالنظام
الداخلي وغيرها ...و يكون للتبليغ الجماعي في مثل هذه األحوال نخاعة تتمثل في إيصال الخبر لجميع المستخدمين بالسرعة المطلوبة.
فالمذكرة إذن أداة اتصال عَملّية ،سريعة ،تمكن المرؤوس من إبالغ مرؤوسيه في وقت قصير من الزمن بكل التعليمات الواجب
تطبيقها ميدانيا في إطار القانون.
وأخيرا يجب إن ال يخرج نص المذكرة عن النصوص القانونية المسّيرة لتلك المؤسسة أو اإلدارة ،بمعنى أنه ،ال يحق للمسؤول األعلى
أن ُيَق ِنن بمقتضى المذكرة اإلدارية بما يتعارض والقانون فهو ُيَذ ِكر مخاطبيه وُيلفت انتباههم بضرورة التطبيق السليم للقانون .
الدعوة الصادرة عن اإلدارة ليست لها صبغة اإللزامية ،أسلوبها َس ِلس ،طوعّية ،قــــد
تكون لغرض إداري في بعض األحيان – كأن يستشار أحد أعيان المدينة في مسألة إدارية تخص شؤون المواطن والمدينة – وقد تكون لغرض آخر
كاالحتفاالت المختلفة أو الكريمات أو بمناسبة تنصيب أو توديع إطار ما ،فهذه الوثيقة اإلدارية تحرر وفق نموذج مّو حد ،مختصر يراعى فيه عبارات
المجاملة .
ام االستدعاء فهو كتاب يوجه إلى الشخص لطلب حضوره في تاريخ ومكان معّين وساعة محددة مع توضيٍح لسبب
االستدعاء وهذا هو الصحيح ،أال أنه في بعض األحيان ،وللضرورة تلجأ اإلدارة لعبارة " من اجل مصلحة تهمكم " فاالستدعاء إذن له صفة اإللزامية .
االستدعاء واالستدعاء والدعوة كالهما يمضى ويختم عليه من طرف الجهة المرسلة ،ويمضى باالستالم عند تبليغ
لصاحبه خالفا للدعوة .
المقصود بالنصوص اإلدارية تلك المراسيم الرئاسية والتنفيذية ،والقرارات الوزارية ،والوزارية المشتركة ،وهذا ما يصطلح عليه
بالنصوص التنظيمية؛ وكذلك المناشير ،والمناشير الوزارية المشتركة والتعليمات والمذكرات التوجيهية أو رسائل المنشور ،وهذا ما يعرف بالنصوص
التفسيرية.
وكيفية إعدادها ،والجهة التي يجب هنا أوال وقبل بسط الموضوع ،أن نمِّيز بين النص التشريعي والنص التنظيمي والتفسيري
تصدر عنها في حدود صالحياتها ...