You are on page 1of 27

‫دور سياسات االتصال في بناء صورة النقابات‬

‫دراسة حالة لنقابة تكنولوجيا التربية في لبنان‬

‫قدمت هذه الرسالة استكماًال لمتطلبات الحصول على درجة الماستر المهني‬

‫في اتصال المؤسسات‬

‫إعداد‬

‫ريم عسيلي‬

‫إشراف‬

‫د‪ .‬رامي نجم‬

‫‪2023-2024‬‬
‫دور سياسات االتصال في بناء صورة النقابات‬

‫دراسة حالة لنقابة تكنولوجيا التربية في لبنان‬

‫قدمت هذه الرسالة استكماًال لمتطلبات الحصول على درجة الماستر المهني‬

‫في اتصال المؤسسات‬

‫إعداد‬

‫ريم عسيلي‬

‫إشراف‬

‫د‪ .‬رامي نجم‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫‪............................‬‬
‫‪............................‬‬

‫‪2023-2024‬‬
‫الفهرس‬
‫الملخص ‪‌...............................................................................‬أ‬

‫‪‌...................................................................... ABSTRACT‬ب‬

‫اإلهداء ‪‌...............................................................................‬ج‬

‫الشكر ‪‌.................................................................................‬د‬

‫مقدمة عامة ‪2..........................................................................‬‬

‫دوافع اختيار الموضوع ‪2...............................................................‬‬

‫أهداف الدراسة ‪2.......................................................................‬‬

‫الدراسات السابقة واألدبيات ‪3...........................................................‬‬

‫اإلشكالية ‪3.............................................................................‬‬

‫األسئلة البحثية ‪3.......................................................................‬‬

‫المنهج ‪4...............................................................................‬‬

‫نطاق وعينة البحث ‪4...................................................................‬‬

‫األدوات البحثية ‪4.......................................................................‬‬


‫قائمة الجداول‬
‫قائمة الرسومات‬
‫ا‬

‫الملخص‬
‫ب‬

ABSTRACT
‫ج‬

‫اإلهداء‬
‫د‬

‫الشكر‬
‫المقدمة‬
‫‪6‬‬

‫مقدمة عامة‬
‫تظهر النقابات العمالية في لبنان‪ ،‬ككيانات محورية في المشهد االقتص‪$‬ادي واالجتم‪$‬اعي المعاص‪$‬ر‪ ،‬فهي‬
‫تنسق تمثيل شبكة معقدة من المصالح التي تشمل الصناعات واألعمال‪ .‬يكمن حجر الزاوية في فعاليته‪$$‬ا‬
‫وش‪$$‬رعيتها في زراع‪$$‬ة ص‪$$‬ورة قوي‪$$‬ة‪ ،‬مهم‪$$‬ة تتطلب ثق‪$$‬ة ودعم ث‪$$‬ابتين من مجموع‪$$‬ة متنوع‪$$‬ة من أص‪$$‬حاب‬
‫المص‪$‬لحة‪ ،‬بم‪$‬ا في ذل‪$‬ك أعض‪$‬ائها‪ ،‬والهيئ‪$‬ات الحكومي‪$‬ة‪ ،‬والجمه‪$‬ور األوس‪$‬ع‪ .‬في ص‪$‬ميم ه‪$‬ذا الجه‪$‬د يكمن‬
‫النش ‪$$‬ر االس ‪$$‬تراتيجي لسياس ‪$$‬ات االتص ‪$$‬ال‪ ،‬وال ‪$$‬تي تعت ‪$$‬بر العم ‪$$‬ود الفق ‪$$‬ري لجمي ‪$$‬ع الخطاب ‪$$‬ات والتف ‪$$‬اعالت‬
‫المتعلق‪$$‬ة بالنقاب‪$$‬ة‪ .‬ه‪$$‬ذه السياس‪$$‬ات هي م‪$$‬زيج من االس‪$$‬تراتيجيات المص‪$$‬ممة بعناي‪$$‬ة‪ ،‬والمب‪$$‬ادئ التوجيهي‪$$‬ة‪،‬‬
‫ومجموعة من األدوات المختارة للتواصل الفعال‪ .‬في عصر يتميز بتطور التكنولوجيا الرقمي‪$$‬ة بس‪$$‬رعة‪،‬‬
‫خضع مشهد االتصال لتحوالت جذرية‪ .‬ظهور منص‪$‬ات التواص‪$‬ل االجتم‪$‬اعي‪ ،‬قن‪$‬وات االتص‪$‬ال الرقمي‪$‬ة‬
‫المتط‪$‬ورة‪ ،‬ومجموع‪$‬ة واس‪$‬عة من األدوات المدفوع‪$‬ة بالتكنولوجي‪$‬ا ق‪$‬د أع‪$‬ادت جميعه‪$‬ا تش‪$‬كيل ديناميكي‪$‬ات‬
‫نشر وتبادل المعلومات‪.‬‬

‫دمج هذه االبتكارات الرقمية في اس‪$‬تراتيجيات االتص‪$‬ال يق‪$‬دم فرًص ا وتح‪$‬ديات للنقاب‪$‬ات العمالي‪$‬ة‪ ،‬خاص‪$‬ة‬
‫من حيث كيفي‪$$$‬ة التنق ‪$$‬ل في ه‪$$$‬ذا التض‪$$$‬اريس الجدي‪$$$‬د للحف ‪$$‬اظ على وتعزي ‪$$‬ز ص ‪$$‬ورتهم‪ .‬في ه‪$$$‬ذا الس‪$$$‬ياق‪،‬‬
‫يف‪$$‬ترض فحص ت‪$$‬أثير ه‪$$‬ذه التكنولوجي‪$$‬ات على سياس‪$$‬ات االتص‪$$‬ال‪ ،‬وبالت‪$$‬الي‪ ،‬على ص‪$$‬ورة النقاب‪$$‬ة‪ ،‬أهمي‪$$‬ة‬
‫مزدوج ‪$$ $‬ة‪ .‬أكاديمًي ا‪ ،‬يفتح أرًض ا خص ‪$$ $‬بة للبحث في م ‪$$ $‬دى قابلي ‪$$ $‬ة وفعالي ‪$$ $‬ة اتص ‪$$ $‬ال النقاب ‪$$ $‬ة في عص ‪$$ $‬ر‬
‫الرقميات‪ ،‬مقدًم ا رؤى في األطر النظرية والنتائج العملية‪ .‬عملًي ا‪ ،‬يوفر عدسة حاسمة يمكن من خالله‪$$‬ا‬
‫للنقاب‪$$ $‬ات تق‪$$ $‬ييم وتنقيح منهجي‪$$ $‬ات االتص‪$$ $‬ال الخاص‪$$ $‬ة به‪$$ $‬ا لتلبي‪$$ $‬ة ض‪$$ $‬روريات المش‪$$ $‬هد ال‪$$ $‬رقمي الح‪$$ $‬ديث‪.‬‬
‫التواصل الفعال يتجاوز مجرد نقل الرسائل؛ إنه أساسي في تشكيل كيفية إدراك أصحاب المصلحة له‪$$‬ا‪،‬‬
‫لذا يلعب دوًر ا حاس‪ً$‬م ا في تش‪$‬كيل الس‪$‬رد المحي‪$‬ط بالنقاب‪$‬ات العمالي‪$‬ة‪ .‬ته‪$‬دف ه‪$‬ذه األطروح‪$‬ة إلى الغ‪$‬وص‬
‫في العالق ‪$$‬ة المعق ‪$$‬دة بين سياس ‪$$‬ات االتص ‪$$‬ال وص ‪$$‬ورة النقاب ‪$$‬ات العمالي ‪$$‬ة في س ‪$$‬ياق لبن ‪$$‬ان‪ ،‬مفحص ‪$$‬ة ت ‪$$‬أثير‬
‫التكنولوجي‪$$‬ات الرقمي‪$$‬ة في تش‪$$‬كيل ه‪$$‬ذا ال‪$$‬ديناميكي‪ .‬من خالل استكش‪$$‬اف ش‪$$‬امل‪ ،‬تس‪$$‬عى ه‪$$‬ذه الدراس‪$$‬ة إلى‬
‫المس‪$‬اهمة في الح‪$‬وار األك‪$‬اديمي ح‪$‬ول اس‪$‬تراتيجيات االتص‪$‬ال النق‪$‬ابي وتق‪$‬ديم رؤى عملي‪$‬ة لتعزي‪$‬ز فعالي‪$‬ة‬
‫هذه الكيانات في عصر الرقميات‪.‬‬

‫تتب‪$$‬نى ه‪$$‬ذه التحقيق‪$$‬ات منهًج ا متع‪$$‬دد األبع‪$$‬اد لف‪$$‬ك تعقي‪$$‬دات االتص‪$$‬ال النق‪$$‬ابي في لبن‪$$‬ان‪ ،‬خاص‪$$‬ة في ض‪$$‬وء‬
‫الث ‪$$‬ورة الرقمي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي أع ‪$$‬ادت تعري ‪$$‬ف مع ‪$$‬ايير االنخ ‪$$‬راط والتفاع ‪$$‬ل في جمي ‪$$‬ع القطاع ‪$$‬ات‪ .‬لق ‪$$‬د لم توس ‪$$‬ع‬
‫‪7‬‬

‫منص‪$$‬ات الرقمي‪$$‬ة فق‪$$‬ط نط‪$$‬اق رس‪$$‬ائل النقاب‪$$‬ة ولكن أيًض ا ق‪$$‬دمت مس‪$$‬توى جدي‪$$‬د من الفوري‪$$‬ة والتفاعلي‪$$‬ة في‬
‫جهودهم للتواصل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هذا االنتقال الرقمي مليء بالتحديات‪ ،‬بما في ذلك قض‪$$‬ايا األمي‪$$‬ة الرقمي‪$$‬ة‪،‬‬
‫والتحمي ‪$$‬ل الزائ ‪$$‬د للمعلوم ‪$$‬ات‪ ،‬وإ مكاني ‪$$‬ة المعلوم ‪$$‬ات المض ‪$$‬للة‪ ،‬وال ‪$$‬تي يمكن أن ت ‪$$‬ؤثر بش ‪$$‬كل كب ‪$$‬ير على‬
‫صورة النقابة وعالقتها بأصحاب المصلحة‪.‬‬

‫للتنقل في ه‪$‬ذا المش‪$‬هد المعق‪$‬د‪ ،‬ستستكش‪$‬ف األطروح‪$‬ة ع‪$‬دة مج‪$‬االت رئيس‪$‬ية‪ .‬أوًال‪ ،‬س‪$‬تقيم الحال‪$‬ة الراهن‪$‬ة‬
‫لسياس‪$$ $‬ات االتص ‪$$ $‬ال داخ‪$$ $‬ل النقاب‪$$ $‬ات العمالي‪$$ $‬ة في لبن‪$$ $‬ان‪ ،‬مح‪$$ $‬ددة االس‪$$ $‬تراتيجيات األساس‪$$ $‬ية‪ ،‬والمب‪$$ $‬ادئ‬
‫التوجيهي‪$$‬ة‪ ،‬واألدوات ال‪$$‬تي ت‪$$‬دعم جهوده‪$$‬ا للتفاع‪$$‬ل م‪$$‬ع األعض‪$$‬اء والجمه‪$$‬ور‪ .‬يتض‪$$‬من ه‪$$‬ذا فحًص ا نق‪$$‬دًيا‬
‫لطرق االتصال التقليدية وتطورها استجابًة للتقدم ال‪$$‬رقمي‪ .‬ثانًي ا‪ ،‬س‪$$‬تغوص البحث في آث‪$$‬ار تكنولوجي‪$$‬ات‬
‫االتصال الرقمية على هذه النقابات‪ ،‬مركزًة على كيفي‪$‬ة تح‪$‬ول وس‪$‬ائل التواص‪$$‬ل االجتم‪$‬اعي‪ ،‬والمنص‪$$‬ات‬
‫الرقمي‪$$‬ة‪ ،‬وغيره‪$$‬ا من األدوات ع‪$$‬بر اإلن‪$$‬ترنت ط‪$$‬رق ال‪$$‬تي تتواص‪$$‬ل به‪$$‬ا النقاب‪$$‬ات م‪$$‬ع دوائره‪$$‬ا والمجتم‪$$‬ع‬
‫األوسع‪.‬‬

‫في ص ‪$$‬ميم ه ‪$$‬ذا التحلي ‪$$‬ل يكمن مفه ‪$$‬وم إدارة الص ‪$$‬ورة في عص ‪$$‬ر الرقمي ‪$$‬ة‪ .‬س ‪$$‬تحقق األطروح ‪$$‬ة في كيفي ‪$$‬ة‬
‫إدارة النقابات العمالية في لبنان لوجودها على اإلنترنت وتنقل التح‪$$‬ديات الس‪$$‬معية ال‪$$‬تي يطرحه‪$$‬ا المج‪$$‬ال‬
‫ال ‪$$‬رقمي‪ .‬يش ‪$$‬مل ه ‪$$‬ذا فحص اس ‪$$‬تراتيجيات إدارة األزم ‪$$‬ات الرقمي ‪$$‬ة‪ ،‬بن ‪$$‬اء الس ‪$$‬معة ع ‪$$‬بر اإلن ‪$$‬ترنت‪ ،‬ودور‬
‫التفاعل الرقمي في تعزيز صورة إيجابية بين أصحاب المصلحة‪ .‬عالوًة على ذلك‪ ،‬س‪$$‬تأخذ الدراس‪$$‬ة في‬
‫االعتب‪$$‬ار ت‪$$‬أثير ه‪$$‬ذه االس‪$$‬تراتيجيات الرقمي‪$$‬ة على تض‪$$‬امن النقاب‪$$‬ة‪ ،‬وتفاع‪$$‬ل األعض‪$$‬اء‪ ،‬وإ دراك الجمه‪$$‬ور‪،‬‬
‫مقدمًة رؤى حول التوازن بين االبتكار الرقمي والحفاظ على القيم واألهداف التقليدية للنقابة‪.‬‬

‫منهجًي ا‪ ،‬ستس‪$$‬تخدم ه‪$$‬ذه البحث مزيًج ا من التقني‪$$‬ات النوعي‪$$‬ة والكمي‪$$‬ة‪ ،‬بم‪$$‬ا في ذل‪$$‬ك دراس‪$$‬ات حال‪$$‬ة مح‪$$‬ددة‬
‫لنقاب ‪$$‬ات عمالي ‪$$‬ة‪ ،‬اس ‪$$‬تطالعات رأي ألعض ‪$$‬اء النقاب ‪$$‬ة وأص ‪$$‬حاب المص ‪$$‬لحة‪ ،‬وتحلي ‪$$‬ل لمحت ‪$$‬وى االتص ‪$$‬ال‬
‫ال‪$$‬رقمي‪ .‬س‪$$‬يوفر ه‪$$‬ذا النهج المختل‪$$‬ط فهًم ا ش‪$$‬اماًل لت‪$$‬أثير التكنولوجي‪$$‬ات الرقمي‪$$‬ة على سياس‪$$‬ات االتص‪$$‬ال‬
‫النقابية وإ دارة الصورة‪ ،‬مسلًط ا الضوء على أفضل الممارسات وتحديد مجاالت للتحسين‪.‬‬

‫في الختام‪ ،‬بينما تنقل النقابات العمالية في لبنان عبر تعقيدات العصر الرقمي‪ ،‬يعتمد نجاحها في الحفاظ‬
‫على ص ‪$$‬ورة إيجابي ‪$$‬ة والتواص ‪$$‬ل الفّع ال م ‪$$‬ع أص ‪$$‬حاب المص ‪$$‬لحة على ق ‪$$‬درتها على التكي ‪$$‬ف واالبتك ‪$$‬ار‪.‬‬
‫ته‪$$‬دف ه‪$$‬ذه األطروح‪$$‬ة إلى المس‪$$‬اهمة في الح‪$$‬وار المس‪$$‬تمر ح‪$$‬ول اتص‪$$‬االت النقاب‪$$‬ات العمالي‪$$‬ة في العص‪$$‬ر‬
‫الرقمي‪ ،‬مقدمًة رؤى نظري‪$‬ة وتوص‪$$‬يات عملي‪$‬ة يمكن أن تس‪$‬اعد ه‪$‬ذه المؤسس‪$‬ات الحيوي‪$‬ة على االزده‪$‬ار‬
‫في ع‪$$‬الم متزاي‪$$‬د الرقمي‪$$‬ة‪ .‬من خالل ه‪$$‬ذا االستكش‪$$‬اف‪ ،‬تطمح الدراس‪$$‬ة إلى س‪$$‬د الفج‪$$‬وة بين اس‪$$‬تراتيجيات‬
‫‪8‬‬

‫االتص‪$$‬ال التقليدي‪$$‬ة ومتطلب‪$$‬ات المش‪$$‬هد ال‪$$‬رقمي‪ ،‬مع‪$$‬ززًة فهًم ا أعم‪$$‬ق للتفاع‪$$‬ل ال‪$$‬ديناميكي بين التكنولوجي‪$$‬ا‪،‬‬
‫االتصال‪ ،‬والصورة في سياق النقابات العمالية اللبنانية‪.‬‬

‫دوافع اختيار الموضوع‬


‫أهمي‪$$ $‬ة سياس‪$$ $‬ات االتص‪$$ $‬ال‪ :‬تمث‪$$ $‬ل سياس‪$$ $‬ات االتص‪$$ $‬ال األس‪$$ $‬اس ال‪$$ $‬ذي يمكن من خالل‪$$ $‬ه تحقي‪$$ $‬ق‬ ‫‪.1‬‬
‫التواص‪$$‬ل الفّع ال والمتناس‪$$‬ق داخ‪$$‬ل النقاب‪$$‬ات‪ .‬توج‪$$‬ه ه‪$$‬ذه السياس‪$$‬ات عملي‪$$‬ات اتخ‪$$‬اذ الق‪$$‬رار ونش‪$$‬ر‬
‫الرس‪$$‬ائل وتط‪$$‬وير اس‪$$‬تراتيجيات المش‪$$‬اركة‪ .‬تس‪$$‬هم سياس‪$$‬ات االتص‪$$‬ال النقابي‪$$‬ة المح‪$$‬ددة في التغلب‬
‫على تحديات وفرص التواصل بفعالية‪.‬‬
‫صورة النقابة وتأثيرها ‪ :‬النقابات تمثل هيئات مركزية تحمل مسؤولية تمثيل مصالح الصناعات‬ ‫‪.2‬‬
‫والش ‪$$‬ركات‪ .‬ت ‪$$‬ؤثر الص ‪$$‬ورة ال ‪$$‬تي تعرض ‪$$‬ها بش ‪$$‬كل كب ‪$$‬ير على ق ‪$$‬درتها في دعم أعض ‪$$‬ائها بفعالي ‪$$‬ة‬
‫والتفاعل مع الجهات المعني‪$‬ة من خارجه‪$‬ا‪ ،‬بم‪$‬ا في ذل‪$‬ك الجه‪$‬ات الحكومي‪$‬ة والش‪$‬ركاء المحتملين‬
‫والجمه‪$$‬ور الع‪$$‬ام‪ .‬يمكن أن تع‪$$‬زز الص‪$$‬ورة اإليجابي‪$$‬ة ت‪$$‬أثير النقاب‪$$‬ة وتع‪$$‬زز مص‪$$‬داقيتها في ال‪$$‬دفاع‬
‫عن مصالحها‪.‬‬
‫التكي‪$$‬ف م‪$$‬ع العص‪$$‬ر ال‪$$‬رقمي‪ :‬في العص‪$$‬ر ال‪$$‬رقمي الح‪$$‬الي‪ ،‬يتط‪$$‬ور مج‪$$‬ال االتص‪$$‬ال بس‪$$‬رعة م‪$$‬ع‬ ‫‪.3‬‬
‫ظهور وس‪$‬ائل التواص‪$‬ل االجتم‪$‬اعي والمنص‪$‬ات الرقمي‪$‬ة وأدوات االتص‪$‬ال المتقدم‪$‬ة‪ .‬ل‪$‬ذا‪ ،‬تحت‪$‬اج‬
‫النقاب‪$‬ات إلى ض‪$$‬بط سياس‪$‬ات االتص‪$$‬ال الخاص‪$$‬ة به‪$‬ا لالس‪$‬تفادة من إمكاني‪$‬ات ه‪$‬ذه التقني‪$‬ات وتقلي‪$‬ل‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫قل‪$$ $‬ة الدراس‪$$ $‬ات ال‪$$ $‬تي أج‪$$ $‬ريت في لبن‪$$ $‬ان وفي المنطق‪$$ $‬ة العربي‪$$ $‬ة ح‪$$ $‬ول عم‪$$ $‬ل النقاب‪$$ $‬ات وتك‪$$ $‬وين‬ ‫‪.4‬‬
‫صورتهم بشكل عام وعلى نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان بشكل خاص‪.‬‬
‫تغيير الص‪$$‬ورة النمطي‪$‬ة لعم‪$‬ل النقاب‪$‬ات اللبناني‪$‬ة في أذه‪$‬ان الجمه‪$‬ور اللبن‪$‬اني وإ لق‪$‬اء الض‪$$‬وء على‬ ‫‪.5‬‬
‫صورة نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان‬

‫أهداف الدراسة‬
‫تتمثل األهداف الرئيسية لهذا البحث فيما يلي‪:‬‬

‫تحليل دور سياسات االتصال داخل النقابات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تقييم أهمية هذه السياسات في تشكيل صورة النقابات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهم أثر أدوات وتكنولوجيات االتصال الجديدة على سياسات االتصاالت النقابية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪9‬‬

‫دراسة االستراتيجيات االتصالية التي استخدمتها نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان لممارسة‬ ‫‪‬‬
‫نشاطاتها داخل وخارج لبنان‪.‬‬
‫تقديم رؤى وتوصيات لتحسين سياسات اتصال نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان‬ ‫‪‬‬

‫الدراسات السابقة واألدبيات‬


‫اس‪FF‬تخدامات النقاب‪FF‬ات المهني‪FF‬ة للمواق‪FF‬ع اإللكتروني‪FF‬ة في تحقي‪FF‬ق أه‪FF‬دافها – (ريم أحم‪FF‬د ع‪FF‬ادل‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪)2015‬‬

‫ه‪$$ $‬دفت ه‪$$ $‬ذه الدراس‪$$ $‬ة إلى تق‪$$ $‬ييم اس‪$$ $‬تخدام التكنولوجي‪$$ $‬ا الحديث‪$$ $‬ة في النقاب‪$$ $‬ات المهني‪$$ $‬ة في مص‪$$ $‬ر لتحقي‪$$ $‬ق‬
‫أهدافها‪ .‬استندت الدراسة إلى منهج تحلي‪$‬ل المض‪$‬مون لـ ‪ 18‬موق‪$‬ع إلك‪$‬تروني للنقاب‪$‬ات المهني‪$‬ة المص‪$‬رية‪،‬‬
‫إض‪$$‬افة إلى اس‪$$‬تطالع آراء عين‪$$‬ة من أعض‪$$‬اء ه‪$$‬ذه النقاب‪$$‬ات‪ .‬رك‪$$‬زت الدراس‪$$‬ة على تق‪$$‬ييم محت‪$$‬وى المواق‪$$‬ع‬
‫اإللكترونية للنقابات‪ ،‬وس‪$‬هولة اس‪$‬تخدام ه‪$‬ذه المواق‪$$‬ع وتفاعله‪$‬ا م‪$‬ع األعض‪$$‬اء إض‪$$‬افة إلى م‪$‬دى اس‪$‬تخدامها‬
‫للتكنولوجيا الحديثة‪ .‬خلصت الدراسة إلى‪:‬‬

‫أن هناك فجوة كبيرة بين احتياجات األعضاء وقدرات المواقع اإللكترونية للنقابات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحتاج النقابات إلى تطوير مواقعها اإللكترونية وتحسين استخدامها للتكنولوجيا الحديثة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يمكن أن تلعب المواق‪$$‬ع اإللكتروني‪$$‬ة دوًر ا هاًم ا في تحقي‪$$‬ق أه‪$$‬داف النقاب‪$$‬ات‪ ،‬مث‪$$‬ل‪ :‬التواص‪$$‬ل م‪$$‬ع‬ ‫‪‬‬
‫األعضاء‪ ،‬تقديم الخدمات اإللكترونية‪ ،‬الترويج لنشاطات النقابة‪ ،‬جذب أعضاء جدد‪.‬‬

‫أما أبرز التوصيات التي خلصت اليها الدراسة‪:‬‬

‫تطوير مواقع النقابات اإللكترونية وتحسين محتواها وسهولة استخدامها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫توفير خدمات إلكترونية متنوعة لألعضاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استخدام وسائل التواصل االجتماعي للتواصل مع األعضاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنظيم برامج تدريبية لألعضاء على استخدام التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ورشة عمل أقامتها منظمة العمل الدولية ‪ 5‬تشرين األول ‪2023‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أقامته ‪$$‬ا منظم ‪$$‬ة العم ‪$$‬ل الدولي ‪$$‬ة ورش ‪$$‬ة عم ‪$$‬ل في عم ‪$$‬ان واختتمت أعماله ‪$$‬ا في ‪ 5‬تش ‪$$‬رين األول ‪،2023‬‬
‫بحثت الورش ‪$$‬ة في أهمي ‪$$‬ة تط ‪$$‬وير الق ‪$$‬درات اإلعالمي ‪$$‬ة للنقاب ‪$$‬ات العمالي ‪$$‬ة العربي ‪$$‬ة‪ .‬وه ‪$$‬دفت الورش ‪$$‬ة إلى‬
‫تمكين النقابات من استخدام كافة وسائل اإلعالم التقليدي والحديث بفعالية لتحقيق أهدافها عبر التواص‪$$‬ل‬
‫الفعال مع أعضائها وشركائها ووسائل اإلعالم‪ .‬أما اهم الموضوعات التي تم بحثها فهي‪:‬‬
‫‪10‬‬

‫أهمية التواصل الفعال‪ :‬تّم التأكيد على دور التواصل الفعال في بن‪$$‬اء عالق‪$$‬ات قوي‪$$‬ة م‪$$‬ع أعض‪$$‬اء‬ ‫‪‬‬

‫النقابة‪ ،‬وشركاء العمل‪ ،‬ووسائل اإلعالم‪.‬‬


‫اس ‪FF‬تخدام وس ‪FF‬ائل اإلعالم التقليدي‪FF‬ة‪ :‬تّم مناقش‪$$ $‬ة كيفي‪$$ $‬ة اس‪$$ $‬تخدام وس‪$$ $‬ائل اإلعالم التقلي‪$$ $‬دي مث‪$$ $‬ل‬ ‫‪‬‬

‫الصحف واإلذاعة والتلفزيون لنشر رسالة النقابة‪.‬‬


‫استخدام وسائل اإلعالم الحديثة‪ :‬تّم الترك‪$$‬يز على أهمي‪$$‬ة اس‪$$‬تخدام وس‪$$‬ائل اإلعالم الحديث‪$$‬ة مث‪$$‬ل‬ ‫‪‬‬

‫مواقع التواصل االجتماعي والتطبيقات الذكية للتواصل مع األعضاء بشكل مباشر‪.‬‬


‫إنتاج محتوى إعالمي فعال‪ :‬تّم تق‪$$‬ديم نص‪$$‬ائح ح‪$$‬ول كيفي‪$$‬ة إنت‪$$‬اج محت‪$$‬وى إعالمي ج‪$$‬ذاب وفع‪$$‬ال‬ ‫‪‬‬

‫يجذب انتباه الجمهور‪.‬‬


‫النتائج التي تّم تحقيقها‪:‬‬
‫‪ ‬تط‪FF‬وير مه‪FF‬ارات المش‪FF‬اركين‪ :‬اكتس ‪$$‬ب المش ‪$$‬اركون مه ‪$$‬ارات جدي ‪$$‬دة في مج ‪$$‬ال التواص ‪$$‬ل الفع ‪$$‬ال‬
‫واستخدام وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫وضع خطط إعالمية‪ :‬تّم مساعدة النقابات على وضع خطط إعالمية فعالة لتحقيق أهدافها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بناء عالقات‪ :‬تّم بناء عالقات قوية بين النقابات العربية ووسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التوصيات التي تّم تقديمها‪:‬‬


‫‪ ‬االستمرار في تطوير القدرات اإلعالمية للنقابات‪ :‬تّم التأكي‪$$‬د على أهمي‪$$‬ة االس‪$$‬تمرار في تط‪$$‬وير‬
‫قدرات النقابات في مجال التواصل الفعال واستخدام وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫التعاون بين النقابات العربية‪ :‬تّم حّث النقابات العربية على التعاون فيم‪$$‬ا بينه‪$$‬ا لتب‪$$‬ادل الخ‪$$‬برات‬ ‫‪‬‬

‫والمعرفة في مجال اإلعالم‪.‬‬


‫اس‪FF‬تخدام وس‪FF‬ائل اإلعالم الحديث‪FF‬ة بش‪FF‬كل فّع ال‪ :‬تّم التأكي ‪$$‬د على أهمي ‪$$‬ة اس ‪$$‬تخدام وس ‪$$‬ائل اإلعالم‬ ‫‪‬‬

‫الحديثة بشكل فّع ال للتواصل مع األعضاء بشكل مباشر‪.‬‬


‫اإلشكالية‬
‫على الرغم من األهمية الُم عتَر ف بها لسياسات االتصال في تش‪$$‬كيل الص‪$$‬ورة النقابي‪$$‬ة‪ ،‬إال أن هن‪$$‬اك ق‪$$‬دًر ا‬
‫مح‪$$‬دوًد ا من األبح‪$$‬اث ال‪$$‬تي ترك‪$$‬ز بش‪$$‬كل خ‪$$‬اص على ه‪$$‬ذه السياس‪$$‬ات فيم‪$$‬ا يتعل‪$$‬ق بالنقاب‪$$‬ات‪ ،‬وعلى وج‪$$‬ه‬
‫الخص‪$‬وص في لبن‪$‬ان‪ .‬م‪$‬ع تط‪$‬ور المش‪$‬هد االتص‪$‬الي باس‪$‬تخدام أدوات وتقني‪$‬ات جدي‪$‬دة‪ ،‬هن‪$‬اك حاج‪$‬ة ملح‪$‬ة‬
‫إلى فهم كيفية تأثير هذه التغييرات على سياسات االتصال وبالتالي صورة النقابة‪.‬‬

‫ت ‪$$‬تركز المش ‪$$‬كلة المطروح ‪$$‬ة في ه ‪$$‬ذا البحث على النح ‪$$‬و الت ‪$$‬الي‪ :‬كي ‪$$‬ف تتكي ‪$$‬ف سياس ‪$$‬ات االتص ‪$$‬ال داخ ‪$$‬ل‬
‫النقاب ‪$$‬ات‪ ،‬وتحدي‪ً$ $‬د ا في س ‪$$‬ياق نقاب ‪$$‬ة تكنولوجي ‪$$‬ا التربي ‪$$‬ة في لبن ‪$$‬ان‪ ،‬وكي ‪$$‬ف تس ‪$$‬تجيب للتح ‪$$‬ديات والف ‪$$‬رص‬
‫‪11‬‬

‫الُم تاحة بفعل أدوات وتقنيات االتص‪$‬ال الجدي‪$‬دة‪ ،‬وم‪$‬ا ه‪$‬و تأثيره‪$‬ا على تش‪$‬كيل ص‪$‬ورة النقاب‪$‬ة في العص‪$‬ر‬
‫الرقمي؟‬

‫األسئلة البحثية‬
‫ينبثق عن هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة البحثية نستعرضها فيما يلي‪:‬‬

‫م‪$$ $‬ا هي سياس‪$$ $‬ات االتص‪$$ $‬ال القائم‪$$ $‬ة داخ‪$$ $‬ل نقاب‪$$ $‬ة التكنولوجي‪$$ $‬ا في لبن‪$$ $‬ان‪ ،‬وكي‪$$ $‬ف يتم ص‪$$ $‬ياغتها‬ ‫‪.1‬‬
‫وتنفيذها؟‬
‫ما هي األهمية المتصورة لسياس‪$‬ات االتص‪$$‬ال ه‪$‬ذه في تش‪$‬كيل ص‪$$‬ورة نق‪$‬اب ة تكنولوجي‪$‬ا التربي‪$‬ة‬ ‫‪.2‬‬
‫في لبنان بين أعضائها وأصحاب المصلحة والجمهور األوسع؟‬
‫كيف تؤثر أدوات وتكنولوجيات االتصال الجديدة على صياغة وفعالية سياسات االتص‪$$‬ال داخ‪$$‬ل‬ ‫‪.3‬‬
‫نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان؟‬
‫ما هي األفكار والتوصيات التي يمكن استخالصها من حالة نقابة تكنولوجيا التربية في لبنا ن‬ ‫‪.4‬‬
‫لتحسين سياسات االتصال في النقابات على نطاق أوسع؟‬ ‫‪.5‬‬

‫المنهج‬
‫تص‪$‬نف الدراس‪$‬ة الحالي‪$‬ة ض‪$‬من الدراس‪$‬ة الوص‪$‬فية التحليلي‪$‬ة وذل‪$‬ك به‪$‬دف دراس‪$‬ة كاف‪$‬ة جوانبه‪$‬ا ومن أج‪$‬ل‬
‫الوصول الى إجابة عن اإلشكالية المطروحة‪ .‬ويعتبر هذا المنهج متوافقا مع مجال الدراسة حيث يمكننا‬
‫الحصول على معلومات تجيب على التساؤالت المطروحة دون التدخل المباشر فيه‪.‬‬

‫نطاق وعينة البحث‬


‫تم اختيار موقع وحسابات النقابة على منصات التواصل االجتماعي ‪ Facebook‬و‬ ‫‪-‬‬
‫‪ Instagram‬و‪ LinkedIn‬كما الموقع اإللكتروني للنقابة ‪https://edtechs.org.lb‬‬
‫تمت الدراس ‪$$‬ة على عين ‪$$‬ة مؤلف ‪$$‬ة من ‪ 150‬ش ‪$$‬خص موزع ‪$$‬ة بي ن مجموع ‪$$‬ة من المختص ‪$$‬ين في‬ ‫‪-‬‬
‫قطاع تكنولوجيا‪ ،‬ومجموعة من أعضاء النقابة‪.‬‬

‫األدوات البحثية‬
‫اإلستمارة أو اإلستبيان‪ :‬من خالل طرحها على عينة البحث المستهدفة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪12‬‬

‫المقابل‪$$‬ة‪ :‬تش‪$$‬مل المق‪$$‬ابالت م‪$$‬ع النقيب بغي‪$$‬ة الحص‪$$‬ول على معلوم‪$$‬ات من مص در موث‪$$‬وق داخ‪$$‬ل‬ ‫‪-2‬‬
‫المؤسسة‬

‫الفصل األول‪ :‬الصورة النقابية وسياسات االتصال‬


‫الصورة النقابية وسياسات االتصال‬
‫القسم األّو ل‪ :‬النقابات العمالية في لبنان‪ ،‬تأسيسها وأهدافها‬

‫تاريخّيًا تعود نشأة الحراكات العمالية المطلبية في لبنان إلى ما قبل تأسيس دولة لبنان الكب‪$$‬ير (‪،)1920‬‬
‫حين ع‪$‬رف "جب‪$‬ل لبن‪$‬ان" سلس‪$‬لة من االنتفاض‪$$‬ات الش‪$‬عبية (العاّم ّي ات)‪ ،‬وهي عب‪$‬ارة عن حراك‪$‬ات مطلبي‪$‬ة‬
‫نَّف ذها الفالح‪$$‬ون ض‪$$‬د اإلقط‪$$‬اع وأص‪$$‬حاب األراض‪$$‬ي‪ .‬وبع‪$$‬د ص‪$$‬دور الق‪$$‬انون العثم‪$$‬اني في الع‪$$‬ام ‪،1919‬‬
‫وال‪$$‬ذي ح‪ّ$‬د د عم‪$$‬ل الجمعي‪$$‬ات في لبن‪$$‬ان‪ ،‬ظه‪$$‬رت "جمعّي ات" عّم الي‪$$‬ة غالب‪ً$‬ا م‪$$‬ا ك‪$$‬انت تض‪$$‬م العم‪$$‬ال وأرب‪$$‬اب‬
‫العمل معًا‪ ،‬وتغلب عليها أهداف التعاون واإلسعاف بين أعضائها‪.‬‬

‫ثّم تط ‪$$‬ورت الحرك ‪$$‬ات العمالي ‪$$‬ة والمطلبي ‪$$‬ة على م‪ّ$ $‬ر الس ‪$$‬نوات‪ ،‬وهي غالب‪ً$ $‬ا م ‪$$‬ا ت ‪$$‬أثرت بتي ‪$$‬ارات فكرّي ة‬
‫يسارية (تأثرًا بالثورة الشيوعّية) أو حتى يميني‪$‬ة‪ ،‬أي بعب‪$‬ارات أخ‪$‬رى‪ ،‬لم تكن التجمع‪$‬ات العمالي‪$‬ة جس‪$‬مًا‬
‫منع‪$$‬زًال عن الس‪$$‬ياق السياس‪ّ$‬ي أو الح‪$$‬زبّي في البالد‪ ،‬ال ب‪$$‬ل غالب‪ً$‬ا م‪$$‬ا ك‪$$‬انت انعكاس‪ً$‬ا ونتيج‪$$‬ة ل‪$$‬ه‪ ،‬أو ح‪$$‬تى‬
‫منتج‪$‬ة ل‪$‬ه في بعض األحي‪$‬ان (مثًال ُأنش‪$‬ئ في الع‪$‬ام ‪" 1924‬االتح‪$‬اد الع‪$‬ام لعم‪$‬ال التب‪$‬غ" في لبن‪$‬ان بمب‪$‬ادرة‬
‫من ف ‪$$‬ؤاد الش ‪$$‬مالي وال ‪$$‬ذي س ‪$$‬اهم في تأس ‪$$‬يس "ح ‪$$‬زب الش ‪$$‬عب اللبن ‪$$‬اني" ال ‪$$‬ذي تح‪ّ$ $‬و ل الحق‪ً$ $‬ا إلى "الح ‪$$‬زب‬
‫الش ‪$$‬يوعّي اللبن ‪$$‬انّي ")‪ .‬في الع ‪$$‬ام ‪ ،1944‬تش ‪$$‬كل "االتح ‪$$‬اد الع ‪$$‬ام لنقاب ‪$$‬ات العم ‪$$‬ال والمس ‪$$‬تخدمين" في لبن ‪$$‬ان‬
‫وضّم ‪ 15‬نقابة (خمس عشرة) و‪ 12‬لجن‪$‬ة نقابي‪$‬ة (اثن‪$‬تي عش‪$‬رة)‪ .‬بع‪$‬د االس‪$‬تقالل في الع‪$‬ام ‪ ،1943‬وم‪$‬ع‬
‫تطور هيّك لية وتشكل االقتصاد اللبناني‪ ،‬لعبت النقابات دورًا مهمًا ج‪$‬دًا في ال‪$‬دفاع عن حق‪$‬وق العم‪$‬ال في‬
‫وجه أرباب العمل‪ ،‬خصوصًا من خالل المطالبة بقانون عمل يمنح العام‪$‬ل حقوق‪ً$‬ا تحمي‪$‬ه من أي تعُّس ف‬
‫(‪ ]x[،)1946‬والحقًا نتج عن هذه الحراكات إنشاء "االتحاد العمالي العام" في العام ‪.1958‬‬

‫في مرحلة ما قبل الحرب األهلية مباشرة‪ ،‬وفي ظّل تضاؤل أجور العم‪$$‬ال وتف‪$$‬اقم األزم‪$$‬ات االجتماعي‪$$‬ة‪،‬‬
‫وفي جو من المطالبات السياسّي ة من جهة األحزاب الوطنية‪-‬اليسارّية آن‪$$‬ذاك‪ ،‬لعبت النقاب‪$$‬ات دورًا مهم‪ً$‬ا‬
‫ومحورّيًا في التحركات المطلبّية‪ ،‬عمالية ك‪$‬انت أم طاّل بي‪$‬ة‪ .‬إال أن ه‪$‬ذه الحرك‪$‬ات االجتماعي‪$‬ة اص‪$$‬طدمت‬
‫بواقع مرير‪ ،‬إذ ساهمت أزمة النظ‪$‬ام الرأس‪$‬مالي اللبن‪$‬اني‪ ،‬إلى ج‪$‬انب عوام‪$‬ل أخ‪$‬رى‪ ،‬في ان‪$‬دالع الح‪$‬رب‬
‫األهلي‪$‬ة كنتيج‪$‬ة للف‪$‬وارق االقتص‪$$‬ادية بين مختل‪$‬ف الطبق‪$‬ات االجتماعي‪$‬ة من جه‪$‬ة‪ ،‬وبين المرك‪$‬ز (ب‪$‬يروت)‬

‫واألط ‪$$‬راف (الجن ‪$$‬وب‪ ،‬الش ‪$$‬مال‪ )...‬من جه ‪$$‬ة أخ ‪$$‬رى‪ .‬وب ‪$$‬الرغم من األزم ‪$$‬ات المتتالي ‪$$‬ة واالقتت ‪$$‬ال األهلّي‬
‫الع‪$$‬نيف‪ ،‬ظّلت الحرك‪$$‬ات المطلبي‪$$‬ة تتط‪ّ$‬و ر لدرج‪$$‬ة أّن االتح‪$$‬اد العم‪$$‬الي الع‪$$‬ام ك‪$$‬ان ناش‪$$‬طًا ج‪$$‬دًا في تحري‪$$‬ك‬
‫الشارع والمطالبة في أواخر الثمانينيات بإنهاء الحرب األهلية‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫غ‪$$‬داة الح‪$$‬رب األهلي‪$$‬ة‪ ،‬وبع‪$$‬د اتف‪$$‬اق الط‪$$‬ائف‪ ،‬ظه‪$$‬رت ب‪$$‬وادر تفعي‪$$‬ل دور االّتح‪$$‬اد العم‪$$‬الي الع‪$$‬ام‪ ،‬وتجّلت‬
‫قدرت‪$$‬ه على تحري‪$$‬ك الش‪$$‬ارع في مواجه‪$$‬ة الس‪$$‬لطة وال‪$$‬دفاع عن حق‪$$‬وق العم‪$$‬ال واألج‪$$‬راء‪ .‬ففي أي‪$$‬ار الع‪$$‬ام‬
‫‪ ،1992‬واحتجاج ‪ً$‬ا على انهي ‪$$‬ار العمل ‪$$‬ة الوطني ‪$$‬ة واألزم ‪$$‬ة االقتص ‪$$‬ادية ال ‪$$‬تي ط ‪$$‬الت لبن ‪$$‬ان في حين ‪$$‬ه‪ ،‬نّظم‬
‫االتح‪$$‬اد برئاس‪$$‬ة أنط‪$$‬وان بش‪$$‬ارة تظ‪$$‬اهرات عمت البالد أدت إلى إس‪$$‬قاط حكوم‪$$‬ة عم‪$$‬ر ك‪$$‬رامي‪ .‬في الع‪$$‬ام‬
‫‪ ،1997‬ظهرت وبوضوح الرغب‪$‬ة الرس‪$‬مية في تطوي‪$‬ع االتح‪$‬اد العم‪$‬الي الع‪$‬ام م‪$‬ع ق‪$$‬رار من‪$‬ع التظ‪$‬اهرات‬
‫ودعم م‪$$‬واٍل للحكوم‪$$‬ة من بعض أعض‪$$‬ائه مقاب‪$$‬ل الحظ‪$$‬وة بترُّؤ س‪$$‬ه من‪$$‬ذ ذل‪$$‬ك الحين‪ ،‬راح االتح‪$$‬اد يتق‪$$‬اعس‬
‫في الدفاع عن مصالح وحقوق العمال والموظفين‪ ،‬بالتوازي مع انخراطه المتصاعد في صفوف أرك‪$$‬ان‬
‫السلطة السياسية وتمثيله لمصالحها‪.‬‬

‫نتيج‪$‬ة ذل‪$‬ك‪ ،‬وكم‪$‬ا ك‪$‬انت النقاب‪$‬ات قب‪$‬ل الح‪$‬رب تعكس الس‪$‬ياق السياس‪ّ$‬ي الع‪$‬ام‪ ،‬وقعت النقاب‪$‬ات في مص‪$‬يدة‬
‫األح‪$$‬زاب الحاكم‪$$‬ة ال‪$$‬تي راحت تتغلغ‪$$‬ل فيه‪$$‬ا عامل‪$$‬ة بمب‪$$‬دأ المحاصص‪$$‬ة الطائفّي ة والسياس ‪ّ$‬ية‪ ،‬إض‪$$‬افة إلى‬
‫تطويع النقابة من أجل تحقيق أهداف سياسّية أو اقتصادّية‪ .‬ب‪$‬الرغم من ه‪$‬ذه الهيمن‪$‬ة‪ ،‬م‪$‬ا ب‪$‬رحت النقاب‪$‬ات‬
‫تش ‪$$‬هد ب ‪$$‬وادر اس ‪$$‬تقالل في وج ‪$$‬ه الس ‪$$‬لطة الحاكم ‪$$‬ة‪ .‬ففي العق ‪$$‬دين األخ ‪$$‬يرين‪ ،‬وم ‪$$‬ع اش ‪$$‬تداد وط ‪$$‬أة النظ ‪$$‬ام‬
‫النيوليب‪$$‬يرالي على العم‪$$‬ل وطبيعت‪$$‬ه‪ ،‬راحت تتبل‪$$‬ور مح‪$$‬اوالت ع‪$$‬دة إلنش‪$$‬اء نقاب‪$$‬ات منه‪$$‬ا مثًال على س‪$$‬بيل‬
‫المث ‪$$‬ال ال الحص ‪$$‬ر محاول ‪$$‬ة تأس ‪$$‬يس نقاب ‪$$‬ة عم ‪$$‬ال "س ‪$$‬بينس" (أول محاول ‪$$‬ة إنش ‪$$‬اء نقاب ‪$$‬ة عمالي ‪$$‬ة في القط ‪$$‬اع‬
‫الخ ‪$$‬اص)‪ ،‬وال ‪$$‬تي اص ‪$$‬طدمت تجربته ‪$$‬ا بعالق ‪$$‬ات زبائني ‪$$‬ة أَّث رت س ‪$$‬لبًا على ق ‪$$‬درة العم ‪$$‬ال المب ‪$$‬ادرين إلى‬
‫تأس‪$$‬يس النقاب‪$$‬ة على التح‪$$‬رك باس‪$$‬تقاللية عن أرب‪$$‬اب عملهم‪ ،‬إض‪$$‬افة إلى ص‪$$‬عوبة الحص‪$$‬ول على موافق‪$$‬ة‬
‫مس ‪$$‬بقة من وزارة العم ‪$$‬ل وم ‪$$‬ا له ‪$$‬ا من ت ‪$$‬داعيات على العم ‪$$‬ال مق‪ّ$ $‬د مي الطلب‪ .‬كم ‪$$‬ا ُأنش ‪$$‬ئت نقاب ‪$$‬ة العم ‪$$‬ال‬
‫األج ‪$$‬انب في لبن ‪$$‬ان ب ‪$$‬دعم مباش ‪$$‬ر من نش ‪$$‬طاء لبن ‪$$‬انيين‪ .‬ومن أهم الحراك ‪$$‬ات العمالي ‪$$‬ة ك ‪$$‬ان ح ‪$$‬راك "هيئ ‪$$‬ة‬
‫التنسيق النقابية" الذي أّس س عملي‪ً$‬ا لح‪$‬راٍك ش‪$‬عبّي تض‪َّ$‬خ م ت‪$‬دريجيًا م‪$‬ع ح‪$‬راك "طلعت ريحتكم" ض‪$$‬د أزم‪$‬ة‬
‫النفايات (‪ )2015‬وصوًال إلى انتفاضة ‪ 17‬تشرين‪.‬‬

‫على رغم ما اصاب الحياة النقابية في لبنان من خلل وشرذمة‪ ،‬ال يزال دور النقابات مهم الى حد كب‪$$‬ير‬
‫في حياة العم‪$‬ال‪ .‬اذ من ش‪$‬أن النقاب‪$‬ة ال‪$‬دفاع عن حق‪$‬وق العم‪$‬ال المنتس‪$‬بين اليه‪$‬ا في وج‪$‬ه اي تط‪$‬اول على‬
‫حقوقهم‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أهمية االتصال في المؤسسات الخدماتية‬


‫‪15‬‬

‫أوًال‪ :‬مفهوم اإلتصال‬

‫منذ نشأة اإلنسانية‪ ،‬كان االتصال متواجدًا بأساليب ووسائل جّد بدائية‪ ،‬وعبر تطورات تاريخية حاسمة‪،‬‬
‫تغ‪$‬يرت وس‪$‬ائل االتص‪$‬ال بين البش‪$‬ر بش‪$‬كل ج‪$‬ذري‪ .‬ب‪$‬دأت ه‪$‬ذه التط‪$‬ورات بالعص‪$‬ور القديم‪$‬ة م‪$‬ع اس‪$‬تخدام‬
‫الرموز والعالم‪$‬ات واإلش‪$‬ارات كوس‪$‬ائل للتواص‪$‬ل‪ .‬ثم تط‪$‬ورت إلى عص‪$$‬ور التخ‪$‬اطب واللغ‪$‬ة المنطوق‪$$‬ة‪.‬‬
‫ومن ثم ظهرت الكتابة اليدوية البدائية قبل اكتشاف تقنيات الطباعة وتقدم االتصال الجم‪$$‬اهيري بمظه‪$$‬ره‬
‫األولى من خالل الصحافة الورقية‪ ،‬تالها وسائل اإلعالم السمعية والبصرية في أوائل القرن العش‪$$‬رين‪،‬‬
‫واكتش‪$$$‬اف الس‪$$$‬ينما‪ ،‬وأجه‪$$$‬زة االتص‪$$ $‬ال الس‪$$$‬لكية والالس‪$$$‬لكية‪ .‬وأخ ‪$$‬يرًا‪ ،‬تم التح ‪$$‬ول إلى عص‪$$ $‬ر االتص‪$$ $‬ال‬
‫التفاعلي من خالل اإلنترنت والصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫أدى ه‪$$ $‬ذا التط‪$$ $‬ور الس‪$$ $‬ريع لوس‪$$ $‬ائل االتص‪$$ $‬ال إلى بل‪$$ $‬ورة دور االتص‪$$ $‬ال وزي‪$$ $‬ادة أهميت‪$$ $‬ه في المنظم‪$$ $‬ات‬
‫وأصبحت فعالية العمل اإلداري والتنظيمي مرتبط‪$‬ة ارتباط‪ً$‬ا وثيق‪ُ$‬ا بج‪$‬ودة عملي‪$‬ة االتص‪$‬ال بين الع‪$‬املين‪.‬‬
‫إذ اعت‪$$‬بر كل‪$$‬ود وغولدس‪$$‬ميث (‪( )Cloke and Goldsmith, 2000‬كم‪$$‬ا استش‪$$‬هد ب‪$$‬ه ‪)Zakiri، 2020‬‬
‫“أن ردود أفعال هؤالء الموظفين تجاه الصراع قد تتخ‪$$‬ذ أنماط‪ً$‬ا مختلف‪$‬ة‪ ،‬مث‪$$‬ل التقاض‪$$‬ي أو اإلض‪$$‬راب أو‬
‫ضعف الروح المعنوية أو انخفاض اإلنتاجية بس‪$$‬بب س‪$$‬وء الفهم‪ .‬وهم يعتق‪$‬دون أن أي ن‪$$‬وع من الص‪$$‬راع‬
‫يمكن "تجنب ‪$$‬ه" إذا فتحت المنظم ‪$$‬ة قن ‪$$‬وات االتص ‪$$‬ال من خالل الح ‪$$‬وار"‪ .‬تع ‪$$‬ددت التعريف ‪$$‬ات ال ‪$$‬تي ط ‪$$‬الت‬
‫االتص‪$$ $ $‬ال وتن‪$$ $ $‬وعت ن‪$$ $ $‬ذكر منه‪$$ $ $‬ا م‪$$ $ $‬ا يلي‪( :‬كم‪$$ $ $‬ا استش‪$$ $ $‬هد ب‪$$ $ $‬ه ‪ )Zakiri، 2020‬تع‪$$ $ $‬رف رم‪$$ $ $‬اح (‬
‫‪ )Ramah,1985‬االتصال بأنه نقل واستقبال األفكار والمشاعر والمواقف‪ ،‬لفظيًا أو غ‪$‬ير لفظي‪ً$‬ا إلنت‪$$‬اج‬
‫اس ‪$$‬تجابة مؤاتي ‪$$‬ه‪ .‬أم ‪$$‬ا درافت (‪ )Draft,2000‬فتع ‪$$‬رف االتص ‪$$‬ال على أن ‪$$‬ه العملي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي يتم من خالله ‪$$‬ا‬
‫تب‪$$‬ادل المعلوم‪$$‬ات وفهمه‪$$‬ا من قب‪$$‬ل شخص‪$$‬ين أو أك‪$$‬ثر لتحف‪$$‬يز الت‪$$‬أثير على الس‪$$‬لوك‪ .‬يش‪$$‬ير االتص‪$$‬ال إلى‬
‫تب‪$$‬ادل المعلوم‪$$‬ات بين المرس‪$$‬ل (المص‪$$‬در) والمتلقي (الوجه‪$$‬ة) بحيث يتم تلقيه‪$$‬ا وفهمه‪$$‬ا وي‪$$‬ؤدي ذل‪$$‬ك إلى‬
‫اتخ‪$$ $‬اذ إج‪$$ $‬راء‪ ،‬أوب‪$$ $‬اميرو (‪ُ .....)Obamiro,2008‬يع ‪ّ$ $‬ر ف أل‪$$ $‬تينوز (‪ )Altinöz,2008‬االتص‪$$ $‬ال بأن‪$$ $‬ه‬
‫وسيلة يتم من خاللها إبالغ المهمة والموارد الالزمة لتنفيذ العمل واألدوار والواجبات والنتائج المتوقعة‬
‫للمرؤوس‪$$‬ين‪ .‬ه‪$$‬ذا يع‪$$‬ني أن اإلتص‪$$‬ال ه‪$$‬و نق‪$$‬ل المعلوم‪$$‬ات (رس‪$$‬الة) من ش‪$$‬خص إلى آخ‪$$‬ر‪ .‬وبالت‪$$‬الي‪ ،‬ف‪$$‬إن‬
‫االتص‪$$‬ال الفع‪$$‬ال ه‪$$‬و نق‪$$‬ل الرس‪$$‬الة‪ ،‬تليه‪$$‬ا التغذي‪$$‬ة العكس‪$$‬ية‪ ،‬من المتلقي إلى المرس‪$$‬ل‪ ،‬مم‪$$‬ا ي‪$$‬دل على فهم‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫ثانيًا‪ :‬أهمية االتصال‬

‫تعت ‪$$‬بر المؤسس ‪$$‬ات العام ‪$$‬ة من أهم المؤسس ‪$$‬ات في الدول ‪$$‬ة‪ ،‬حيث تلعب دورًا حيوي‪ً$ $‬ا في توف ‪$$‬ير الخ ‪$$‬دمات‬
‫العامة واالقتصادية للمواطنين‪.‬‬

‫إّن أي مؤسسة عامة‪ ،‬وعلى اختالف شكلها أو حجمه‪$‬ا أو ه‪$‬دفها تض‪$‬م ع‪$‬ددًا من األف‪$‬راد المنظمين تحت‬
‫إطار قانوني معين وشروط محددة‪ .‬وتسعى هذه المؤسس‪$$‬ة إلى تحقي‪$$‬ق مجموع‪$‬ة من األه‪$$‬داف والغاي‪$$‬ات‪.‬‬
‫ولكي يقوم هؤالء األفراد بأداء أدوارهم بشكل فّعال‪ ،‬البّد من وجود قنوات لالتص‪$$‬ال بينهم‪ .‬ل‪$$‬ذلك يعت‪$$‬بر‬
‫االتصال أحد أهم الوظائف األساسية للمؤسسة المعاصرة‪ .‬وهو أداة مكملة للعملية اإلداري‪$‬ة لناحي‪$‬ة رس‪$‬م‬
‫األه‪$$‬داف والتخطي‪$$‬ط له‪$$‬ا وتنفي‪$$‬ذها وتوجيهه‪$$‬ا ومراقب‪$$‬ة نتائجه‪$$‬ا‪ ،‬بمع‪$$‬نى آخ‪$$‬ر يمكن اعتب‪$$‬ار االتص‪$$‬ال كأح‪$$‬د‬
‫الوظائف اإلدارية المهمة‪.‬‬
‫وتؤك ‪$$‬د د‪ .‬دح ‪$$‬دوح (‪ )2015‬أّن "االتص ‪$$‬ال يلعب دورًا مهم‪ً$ $‬ا في المحافظ ‪$$‬ة على ت ‪$$‬دفق وانس ‪$$‬ياب العم ‪$$‬ل‬
‫داخ‪$‬ل المؤسس‪$‬ات‪ ،‬وترتف‪$‬ع كف‪$‬اءة العم‪$‬ل كلم‪$‬ا ك‪$‬انت هن‪$‬اك أنظم‪$‬ة جي‪$‬دة لالتص‪$$‬ال وك‪$‬انت كف‪$‬اءة الم‪$‬ديرين‬
‫عالي ‪$$ $‬ة في االتص ‪$$ $‬ال‪ .‬وت ‪$$ $‬زداد أهميت ‪$$ $‬ه كوظيف ‪$$ $‬ة من الوظ ‪$$ $‬ائف الرئيس ‪$$ $‬ية في المؤسس ‪$$ $‬ة م ‪$$ $‬ع التعقي ‪$$ $‬د في‬
‫التكنولوجي‪$$‬ا المس‪$$‬تعملة إذ أص ‪$$‬بحت األوام‪$$‬ر والتوجيه‪$$‬ات في ش‪$$‬كل مع‪$$‬ادالت ومع‪$$‬اني تقني‪$$‬ة ذات ج‪$$‬انب‬
‫علمي‪ .‬وه‪$$‬و م‪$$‬ا ي‪$$‬ؤثر في نت‪$$‬ائج نش‪$$‬اط المؤسس‪$$‬ة‪ ،‬حيث تتح‪$$‬دد ه‪$$‬ذه النت‪$$‬ائج بال‪$$‬دور ال‪$$‬ذي يؤدي‪$$‬ه االتص‪$$‬ال‬
‫ومن واجبها االهتمام به وجوانبه النظرية وعالقتها بالمؤسسة‪".‬‬
‫وتض‪$‬يف د‪ .‬دح‪$‬دوح (‪" )2015‬إن نج‪$‬اح اإلدارة في تحقي‪$‬ق أه‪$‬دافها ق‪$‬د يرتب‪$‬ط بش‪$‬كل كب‪$‬ير بنج‪$‬اح عملي‪$‬ة‬
‫االتص‪$$‬ال داخله‪$$‬ا وخارجه‪$$‬ا لم‪$$‬ا له‪$$‬ا من أهمي‪$$‬ة في بني‪$$‬ة تنظيم المؤسس‪$$‬ات وتحقي‪$$‬ق أه‪$$‬دافها‪( ".‬دحدوح‪،‬‬
‫‪ ،2015-2016‬صفحة ‪)11‬‬
‫أما أهمية االتصال فتعود لعدة اسباب منها‪:‬‬
‫‪ -‬عملية االتصال ضرورية جدًا في المؤسسات الحتواء المشكالت التي قد تحصل ومعالجتها بسرعة‪.‬‬
‫‪ -‬االتص ‪$$‬ال أداة حيوي ‪$$‬ة مهم ‪$$‬ة لجم ‪$$‬ع المعلوم ‪$$‬ات والبيان ‪$$‬ات ال ‪$$‬تي تس ‪$$‬اعد على اتخ ‪$$‬اذ الق ‪$$‬رارات والمواق ‪$$‬ف‬
‫اإلدارية الصائبة‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال الفّع ال داخل المؤسسة له تأثيره اإليجابي على إنتاجية الفرد وكفاءته‪.‬‬
‫‪ -‬يس‪$$‬اعد االتص‪$$‬ال الع‪$$‬املين في المؤسس‪$$‬ة على فهم أه‪$$‬دافها والواجب‪$$‬ات ال‪$$‬تي يجب القي‪$$‬ام به‪$$‬ا لتحقي‪$$‬ق تل‪$$‬ك‬
‫األهداف‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫‪ -‬االتص‪$$$‬ال يس‪$$$‬اهم في تك‪$$$‬وين وتعزي‪$$$‬ز العالق‪$$$‬ات بين الع‪$$$‬املين من جه ‪$$‬ة وبينهم وبين الرؤس‪$$$‬اء من جه‪$$$‬ة‬
‫أخرى‪ ،‬األمر الذي يقلل من احتمال حدوث المشاكل ويضمن حلها بسهولة وسرعة إن وجدت‪.‬‬
‫‪ -‬االتص ‪$$ $‬ال ه ‪$$ $‬و أح ‪$$ $‬د أهم العناص ‪$$ $‬ر الم ‪$$ $‬ؤثرة في التفاع ‪$$ $‬ل م ‪$$ $‬ع جمه ‪$$ $‬ور المنظم ‪$$ $‬ة الخ ‪$$ $‬ارجي من عمالء‬
‫ومستثمرين ووسائل اإلعالم وغيرها‪ ،‬لكس‪$‬ب رض‪$‬اهم وبن‪$‬اء جس‪$‬ور الثق‪$‬ة والتع‪$‬اون معهم‪ ،‬بم‪$‬ا ي‪$‬ؤمن‬
‫تلميع سمعة المنظمة وصورتها في أذهانهم‪.‬‬

‫انطالق ‪$$‬ا مم ‪$$‬ا س ‪$$‬بق‪ ،‬يمكنن ‪$$‬ا الج ‪$$‬زم أّن القي ‪$$‬ادة اإلداري ‪$$‬ة المتم ‪$$‬يزة ترتك ‪$$‬ز على عنص ‪$$‬ر أساس ‪$$‬ي أال وه ‪$$‬و‬
‫االتصال المج‪$$‬دي بين اإلدارة الناجح‪$$‬ة والع‪$$‬املين من جه‪$$‬ة‪ ،‬وبينه‪$$‬ا وبين ك‪$$‬ل من ل‪$$‬ه عالق‪$$‬ة بالمنظم‪$$‬ة من‬
‫جه‪$$‬ة أخ‪$$‬رى‪ .‬وإ ّن الفش‪$$‬ل اإلداري في بعض المؤسس‪$$‬ات يرج‪$$‬ع إلى الش‪$$‬عور ال‪$$‬وهمي ل‪$$‬دى القي‪$$‬ادات بأنه‪$$‬ا‬
‫على اتص‪$‬ال حقيقي بالع‪$‬املين‪ ،‬األم‪$‬ر ال‪$‬ذي يخل‪$‬ق الفج‪$‬وات والثغ‪$‬رات في العم‪$‬ل‪" .‬فاالتص‪$‬ال ليس مج‪$‬رد‬
‫عملي ‪$$‬ة نق ‪$$‬ل معلوم ‪$$‬ات إلى اآلخ ‪$$‬رين ولكن ‪$$‬ه تفاع ‪$$‬ل م ‪$$‬ع اآلخ ‪$$‬رين وفهم ك ‪$$‬ل منهم لموق ‪$$‬ف اآلخ ‪$$‬ر‪ .‬وح ‪$$‬تى‬
‫يس ‪$$‬تطيع القائ ‪$$‬د اإلداري أن يق ‪$$‬ود مرؤوس ‪$$‬يه على األداء الجي ‪$$‬د للعم ‪$$‬ل‪ ،‬فإن ‪$$‬ه يجب علي ‪$$‬ه أن يك ‪$$‬ون ملم‪ً$ $‬ا‬
‫بالمه ‪$$‬ارات األساس ‪$$‬ية المرتبط ‪$$‬ة بعملي ‪$$‬ة إرس ‪$$‬ال واس ‪$$‬تقبال المعلوم ‪$$‬ات والمش ‪$$‬اعر واالتجاه ‪$$‬ات‪ .‬حيث إن‬
‫كف ‪$$‬اءة ال ‪$$‬رئيس اإلداري في أدائ ‪$$‬ه لوظ ‪$$‬ائف اإلدارة تعتم ‪$$‬د بدرج ‪$$‬ة كب ‪$$‬يرة على مهارت ‪$$‬ه في االتص ‪$$‬ال‪( ".‬‬
‫دحدوح‪ ،2015-2016 ،‬صفحة ‪.)12‬‬

‫ونس ‪$$ $ $‬بًة إلى أوب ‪$$ $ $‬اميرو (‪( )Obamiro,2008‬كم ‪$$ $ $‬ا استش ‪$$ $ $‬هد ب ‪$$ $ $‬ه ‪ shonubi,A.O‬و ‪akintaro,A.A,‬‬
‫‪ )2016‬فإن المدير ينقل ويشارك المعلومات مع العاملين لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحقيق أداء متناسق‪.‬‬


‫‪ -‬التعبير عن المشاعر واالنفعاالت‪.‬‬
‫‪ -‬مشاركة المعلومات المتعلقة بما يلي‪ :‬أهداف تنظيمية‪ ،‬توجيه المهمات‪ ،‬نتائج الجهود‪ ،‬صناعة القرار‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق سيطرة فعالة‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الموظفين على المشاركة في صنع القرار‪.‬‬
‫‪ -‬لخلق صورة عامة وسمعة جيدة للمنظمة‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫إذن‪ ،‬بمع‪$$‬نى آخ‪$$‬ر إّن االتص‪$$‬ال الفّع ال ه‪$$‬و أح‪$$‬د أهم عناص‪$$‬ر نج‪$$‬اح العم‪$$‬ل اإلداري وخاص‪$$‬ة عن‪$$‬د تع‪$$‬رض‬
‫المؤسس‪$$‬ة ألي أزم‪$$‬ة‪ ،‬فه‪$$‬و الخي‪$$‬ار األنس‪$$‬ب إلدارة الموق‪$$‬ف وتقلي‪$$‬ل الض‪$$‬رر المحتم‪$$‬ل والحف‪$$‬اظ على الثق‪$$‬ة‬
‫بين أصحاب المصلحة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬أنواع االتصال‬

‫يمكن تصنيف االتصال إلى نوعين رئيسيين هما االتصال الرسمي واالتصال غير الرسمي‪.‬‬

‫االتصال الرسمي‪ :‬هو االتصال الذي يتم عبر قن‪$$‬وات رس‪$$‬مية معتم‪$$‬دة من قب‪$$‬ل المنظم‪$$‬ة به‪$$‬دف‬ ‫‪-1‬‬
‫نقل المعلومات داخليًا أو خارجيًا‪.‬‬
‫االتصاالت الداخلية‪ :‬وهي عبارة عن عملية التواص‪$$‬ل بين الرؤس‪$$‬اء والع‪$$‬املين داخ‪$$‬ل المنظم‪$$‬ة‬ ‫‪-2‬‬
‫من خالل الرسائل والمذكرات والبريد اإللكتروني وما إلى ذلك‪ ،‬وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫االتصال األفقي‪ :‬يسمى أيضًا االتصال الجانبي‪ .‬إنه نقل الرسالة على نفس المس‪$$‬توى الج‪$$‬انبي‬ ‫‪-‬‬
‫أو ما شابه ذلك في المنظمة‪ .‬يحدث هذا بين أعضاء الفريق‪ ،‬بين الفرق المختلف‪$$‬ة والم‪$$‬وظفين‬
‫على نفس المس ‪$$‬توى أو م ‪$$‬ا ش ‪$$‬ابه‪ .‬يتزاي ‪$$‬د اس ‪$$‬تخدام اإلتص ‪$$‬ال األفقي بس ‪$$‬بب تقني ‪$$‬ات اإلتص ‪$$‬ال‬
‫اإللكتروني‪$$‬ة التفاعلي‪$$‬ة مث‪$$‬ل البري‪$$‬د اإللك‪$$‬تروني والرس‪$$‬ائل الهاتفي‪$$‬ة ال‪$$‬تي تع‪$$‬زز اإلتص‪$$‬ال األفقي‬
‫بش‪$$‬كل كب‪$$‬ير من خالل إتاح‪$$‬ة إمكاني‪$$‬ة إنش‪$$‬اء مجتمع‪$$‬ات مائل‪$$‬ة وف‪$$‬رق إفتراض‪$$‬ية من الم‪$$‬وظفين‬
‫الذين يعملون معًا حتى في مواقع مختلفة‪.‬‬
‫اإلتصال العمودي‪ :‬اإلتصال العمودي هو إتصال تنظيمي يتضمن حركتين مختلفتين‪ ،‬أي من‬ ‫‪-‬‬
‫"أعلى ألس‪$‬فل" ومن "أس‪$‬فل إلى أعلى" على ط‪$‬ول التسلس‪$‬ل اله‪$‬رمي التنظيمي‪ .‬وه‪$‬و يت‪$‬ألف من‬
‫اإلتصال الهابط والصاعد‪.‬‬
‫اإلتصال الهابط‪ :‬يشير إلى نقل المعلومات من اإلدارة العليا إلى أدنى موظف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلتصال التصاعدي‪ :‬هذا هو النمط الذي يحصل فيه الرئيس على ردود الفعل الض‪$$‬رورية‬ ‫‪‬‬
‫على عمل المرؤوسين‪.‬‬
‫اإلتص‪$$$‬ال ش‪$$$‬به العم‪$$$‬ودي‪ :‬ه‪$$$‬و ن‪$$$‬وع من نم‪$$$‬ط اإلتص ‪$$‬ال ال ‪$$‬ذي تتوس ‪$$‬ط في ‪$$‬ه هيئ ‪$$‬ة منظم‪$$$‬ة من‬ ‫‪-‬‬
‫الموظفين تسمى نقابة العمال بين اإلدارة والموظفين‪،shonubi, A.O. akintaro,A.A( ".‬‬
‫‪ ،2016‬صفحة ‪)3‬‬
‫‪19‬‬

‫اإلتصاالت الخارجية‪ :‬االتص‪$$‬ال الخ‪$$‬ارجي ه‪$$‬و التواص‪$$‬ل الق‪$$‬ائم بين المنظم‪$$‬ة والبيئ‪$$‬ة الخارجي‪$$‬ة‬ ‫‪-3‬‬
‫من عمالء وم ‪$$‬وردين ودائ ‪$$‬نين ووس ‪$$‬ائل إعالم وم ‪$$‬ا إلى ذل ‪$$‬ك‪ ،‬بغي ‪$$‬ة نش ‪$$‬ر المعلوم ‪$$‬ات وإ ظه ‪$$‬ار‬
‫الحقائق وكسب الثقة فيما بينهم‪.‬‬
‫االتصال غير الرسمي‪ :‬وهو الذي يحدث خارج القن‪$‬وات الرس‪$‬مية المعتم‪$‬دة من قب‪$‬ل المنظم‪$‬ة‪،‬‬ ‫‪-4‬‬

‫ويتم اللج ‪$$‬وء إلي ‪$$‬ه عن ‪$$‬د وج ‪$$‬ود عوائ ‪$$‬ق في االتص ‪$$‬ال الرس ‪$$‬مي‪ .‬ومن مص ‪$$‬ادره االك ‪$$‬ثر ش ‪$$‬يوعًا‬
‫الشائعات والمعلومات غير الموثوقة من مصادر سرية‪.‬‬

‫أشكال اإلتصال‬

‫األشكال الثالثة الرئيسية لإلتصال التي يستخدمها المديرون عادة في المنظمة هي‪:‬‬

‫اإلتص‪$‬ال الكت‪$‬ابي‪ :‬الرس‪$‬ائل والم‪$‬ذكرات والنش‪$‬رات والكتب وم‪$‬ا إلى ذل‪$‬ك من الوس‪$‬ائل الخطي‪$‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫التي تستخدم داخل المنظمات بغية إيصال المعلومات الالزمة‪.‬‬
‫اإلتصال الش‪$‬فوي‪ :‬وه‪$‬و اإلتص‪$$‬ال ال‪$‬ذي يتم بش‪$‬كل مباش‪$‬ر وجه‪ً$‬ا لوج‪$‬ه بين شخص‪$$‬ين أو أك‪$‬ثر‬ ‫‪-‬‬
‫في المنظمة‪ ،‬ويشمل المحادثات واإلجتماعات والندوات وم‪$$‬ا إلى ذل‪$$‬ك‪ .‬ويتم‪$$‬يز بمس‪$$‬توى ع‪$$‬ال‬
‫من التفاعل بين المرسل والمتلقي‪.‬‬
‫اإلتصال غير اللفظي‪ :‬وهو اإلتصال الذي يتم باستخدام اإلشارات والسلوكيات غ‪$$‬ير اللفظي‪$$‬ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مثل تعابير الوجه وحركة الجسم‪.‬‬

‫حاالت اإلتصال‬

‫يمكن أن يطب‪$$‬ق اإلتص ‪$$‬ال في مجموع‪$$‬ة متنوع‪$$‬ة من الس‪$$‬ياقات والبيئ‪$$‬ات المختلف‪$$‬ة‪ ،‬ويمكن تص ‪$$‬نيفها على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫التواصل الفردي‪ :‬وهو عبارة عن عملية التواصل والتفاعل بين شخصين‪ .‬وهو يشمل معظم‬ ‫‪-‬‬
‫إتص‪$$ $ $‬االتنا اليومي‪$$ $ $‬ة الرس‪$$ $ $‬مية وغ‪$$ $ $‬ير الرس‪$$ $ $‬مية‪ .‬مث‪$$ $ $‬ال على ذل‪$$ $ $‬ك التواص‪$$ $ $‬ل بين ال‪$$ $ $‬زوجين‪،‬‬
‫األصدقاء‪ ،‬صاحب المتجر والعمالء وغيرها الكثير‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫التواص ‪$$‬ل في مجموع ‪$$‬ات ص ‪$$‬غيرة‪ :‬أي التواص ‪$$‬ل بين مجموع ‪$$‬ة تتض ‪$$‬من أك ‪$$‬ثر من شخص ‪$$‬ين‬ ‫‪-‬‬
‫كأفراد العائلة‪ ،‬زمالء في العمل‪ ،‬طالب جامعة إلخ‪.‬‬
‫اإلتصال الجماعي أو العام‪ :‬وهو اإلتصال ال‪$$‬ذي يتم داخ‪$$‬ل المؤسس‪$$‬ات والمنظم‪$$‬ات والمص‪$$‬انع‬ ‫‪-‬‬
‫والمرافق الحكومية وغيرها ويكون هذا النوع من اإلتصال رسمي وممنهج ومنّظم‪.‬‬
‫اإلتص ‪$$‬ال الجم ‪$$‬اهيري‪ :‬يتم ه ‪$$‬ذا الن ‪$$‬وع من اإلتص ‪$$‬ال من خالل وس ‪$$‬ائل متنوع ‪$$‬ة مث ‪$$‬ل‪ :‬وس ‪$$‬ائل‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعالم المرئية والمس‪$‬موعة والمكتوب‪$‬ة واإللكتروني‪$‬ة وغيره‪$‬ا‪ ،‬يتم‪$‬يز ه‪$‬ذا الن‪$‬وع من اإلتص‪$$‬ال‬
‫بتفاع ‪$$‬ل األف‪$$$‬راد عن بع‪$$$‬د ع ‪$$‬بر األقم‪$$$‬ار اإلص‪$$$‬طناعية والبث واإلن ‪$$‬ترنت وه ‪$$‬و األك‪$$$‬ثر فعالي‪$$$‬ة‬
‫وسرعة في نشر المعلومات في أيامنا المعاصرة‪.‬‬

‫عناصر اإلتصال‪:‬‬

‫يتف‪$$‬ق جمي‪$$‬ع الب‪$$‬احثين والمتخصص‪$$‬ين في مج‪$$‬ال اإلتص‪$$‬ال على خمس عناص‪$$‬ر أساس‪$$‬ية لكي تكتم‪$$‬ل عملي‪$$‬ة‬
‫اإلتصال بشكل فّعال ومؤثر‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫المرس‪$$‬ل أو المص‪$$‬در‪ :‬تب‪$$‬دأ عملي‪$$‬ة اإلتص‪$$‬ال بالمرس‪$$‬ل ال‪$$‬ذي يمكن أن يك‪$$‬ون ف‪$$‬ردًا‪ ،‬مجموع‪$‬ة أو‬ ‫‪-‬‬
‫منظمة لديها رسالة ويراد نقلها إلى شخص آخر عبر قنوات اإلتصال‪.‬‬
‫الرس‪$$‬الة‪ :‬تش‪$$‬ير الرس‪$$‬الة إلى الفك‪$$‬رة الم‪$$‬راد إيص‪$$‬الها من ط‪$$‬رف إلى آخ‪$$‬ر‪ ،‬ل‪$$‬ذلك تعت‪$$‬بر ج‪$$‬وهر‬ ‫‪-‬‬
‫العملية اإلتصالية‪.‬‬
‫قن ‪$$‬اة اإلتص ‪$$‬ال‪ :‬هي الوس ‪$$‬يلة ال ‪$$‬تي يتم عبره ‪$$‬ا إرس ‪$$‬ال الرس ‪$$‬الة‪ .‬ق ‪$$‬د تك ‪$$‬ون الوس ‪$$‬يلة س ‪$$‬معية أو‬ ‫‪-‬‬
‫مرئي ‪$$‬ة أو مكتوب ‪$$‬ة أو جميعه ‪$$‬ا وعلى المرس ‪$$‬ل أن يح ‪$$‬دد الوس ‪$$‬يلة المناس ‪$$‬بة بش ‪$$‬كل يخ ‪$$‬دم عملي ‪$$‬ة‬
‫اإلتصال‪.‬‬
‫المتلقي‪ :‬ه ‪$$‬و الف ‪$$‬رد أو الجماع ‪$$‬ة أو المنظم ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي تس ‪$$‬تهدفها الرس ‪$$‬الة‪ .‬إن ‪$$‬ه المس ‪$$‬تقبل للرس ‪$$‬الة‬ ‫‪-‬‬
‫والمفسر لها من خالل تفكيك رموزها‪.‬‬
‫التغذي‪$$‬ة العكس‪$$‬ية‪ :‬هي اس‪$$‬تجابة أو رد فع‪$$‬ل المتلقي على رس‪$$‬الة المرس‪$$‬ل‪ ،‬وتعطي ص‪$$‬ورة عن‬ ‫‪-‬‬
‫م‪$$‬دى الفهم واإلدراك لمض‪$$‬مون الرس‪$$‬الة من قب‪$$‬ل المس‪$$‬تقبل‪ .‬وبالت‪$$‬الي ف‪$$‬إّن رد المس‪$$‬تلمون على‬
‫المرسل ينهي آلية عملية اإلتصال‪.‬‬
21
‫‪22‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

You might also like