You are on page 1of 465

‫صفات اهلل عز وجل‬ ‫


‫الواردة في الكتاب والسنة‬ ‫ ‬
‫ح مؤسسة الدرر السنية للنشر ـ ‪1436‬هـ‬
‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر‬
‫السقَّاف‪ ،‬علوي عبد القادر‬
‫َّ‬
‫صفات اهلل عز وجل الواردة في الكتاب والسنة‪ /‬علوي عبد القادر‬
‫السقَّاف ‪ -‬ط‪ - 5‬الظهران‪1436 ،‬هـ‬
‫َّ‬
‫‪ 464‬ص‪ 17 ،‬سم × ‪ 24‬سم‬
‫ردمك‪978-603-8154-24-3 :‬‬
‫أ‪ -‬العنوان‬ ‫‪ -2‬األلوهية‬ ‫‪ -1‬األسماء والصفات‬
‫‪1436/1172‬‬ ‫ ‬
‫ديوي ‪241‬‬

‫رقم اإليداع‪1436/1172 :‬‬

‫ردمك‪978-603-8154-24-3 :‬‬

‫مجيع احلقوق حمفوظة‬


‫الطبعة األوىل ‪1414‬هـ ‪1993 -‬م‬
‫الطبعة اخلامسة ‪1437‬هـ ‪2016 -‬م‬

‫مـ ــؤس ـ ـس ـ ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ـ ــدرر الـ ـسـ ـنـ ـي ـ ـ ـ ـ ــة ‪ -‬الـ ـمـ ـمـ ـلـ ـك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـ ـعـ ـربـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـ ـسـ ـع ــودي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫ص‪ .‬ب ‪ 39364‬الظهـران ‪ - 31942‬جـ ـ ـ ـ ــوال‪0556980280 :‬‬
‫ت‪ / 0138680123:‬فاكس‪ - 0138682848 :‬ب ـريد إلـك ــتروني ‪nashr@dorar.net‬‬
‫صفات اهلل عز وجل‬
‫الواردة في الكتاب والسنة‬

‫تأليف‬

‫الس َّقاف‬
‫علوي بن عبد القادر َّ‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫مقدمة الطبعة اخلامسة‬
‫‪5‬‬

‫الخامسة‬
‫ِ‬ ‫بعة‬ ‫ُمق ِّدم ُة َّ‬
‫الط ِ‬
‫رس ِلين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والسال ُم على خا َت ِم األنبياء ُ‬
‫والم َ‬ ‫والصال ُة َّ‬‫الحمدُ لله َر ِّب العا َلمين‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫وص ْحبِه َأ ْج َم ِعين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حمد وعلى آله َ‬
‫نبينا م ٍ‬
‫ِّ ُ َّ‬
‫أ َّما بعدُ ‪:‬‬
‫وجل ِ‬
‫الوار َد ُة في‬ ‫عز َّ‬ ‫فات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫«ص ُ‬ ‫ِ‬
‫الخامس ُة من كتاب‪ِ :‬‬ ‫فه ِذه هي ال َّطبع ُة‬
‫َ‬
‫قمت فيها‬ ‫بعة الر ِ‬
‫ابعة؛ ُ‬ ‫نوات على ال َّط ِ‬
‫ثالث س ٍ‬
‫ِ‬ ‫والسن َِّة» بعدَ ُم ِ‬
‫رور‬ ‫ِ‬
‫الكت ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َاب ُّ‬
‫ب َع ِ‬
‫مل اآلتي‪:‬‬

‫وتنقيحا‪ ،‬وإضاف ًة وحذ ًفا‪.‬‬ ‫تصحيحا‬ ‫كام َل ٍة ِ‬


‫للكتاب‬ ‫عة ِ‬‫‪ -1‬مراج ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬

‫السنَّة‪.‬‬ ‫ابتة ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫لله تعالى ال َّث ِ‬
‫فات ِ‬
‫دد من الص ِ‬
‫‪ -2‬إضافِ ِة َع ٍ‬
‫تاب أو ُّ‬ ‫ِّ‬

‫اإلشارة إلى كَونِها‬


‫ِ‬ ‫فات إلى ذات َّي ٍة وفِعل َّي ٍة َ‬
‫دون‬ ‫َمييز الص ِ‬
‫اكتفيت بت ِ ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫خبر َّي ًة أم َعقل َّي ًة‪.‬‬
‫وجل‪ ،‬و َأضفت من َأثبتَها ِمن الع ِ‬
‫لماء إذا َ‬
‫كان‬ ‫عز َّ‬ ‫حصيت أسماء ِ‬ ‫‪َ -4‬أ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫الله َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ميل والم ِ‬
‫حيط والمنَّان ِ‬ ‫ِ‬ ‫مما اخت ُِل َ‬
‫وغيرها‪ ،‬مع‬ ‫والج ِ ُ‬
‫كالمحسن َ‬ ‫ف فيه‪ُ ،‬‬ ‫االسم َّ‬
‫ُ‬
‫والرحيم ِ‬
‫وغيرهما‪،‬‬ ‫كالر ِ‬ ‫ظاهرا ولم ي َق ْع فيه‬ ‫ِذكر د ِ‬
‫حمن َّ‬ ‫خالف َّ‬‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ليله‪ ،‬وما كان‬ ‫َ‬
‫ليله ِمن ِ‬
‫كر د ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫والسنَّة‪.‬‬
‫تاب ُّ‬ ‫الك ِ‬ ‫اكتفيت بذ ِ َ‬
‫ِ‬
‫ُّقوالت‪.‬‬ ‫عض الن‬ ‫ِ‬
‫األحاديث و َب ِ‬ ‫ِ‬
‫تخريج‬ ‫َّظر في‬
‫أعدت الن َ‬
‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫ِ‬ ‫وضب ِ‬ ‫تمتاز هذه ال َّطبع ُة بم ٍ‬
‫زيد من الت ِ‬
‫الحروف‬ ‫ط‬ ‫َّدقيق ال ُّل ِّ‬
‫غوي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كما‬
‫بالشك ِ‬
‫ْل‪.‬‬ ‫َّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪6‬‬

‫وأن َيجع َله‬ ‫وصفاتِه ال ُعلى ْ‬


‫أن َيتق َّب َله‪ْ ،‬‬ ‫سمائه الحسنَى ِ‬
‫ُ‬
‫أسأل الله العظيم َبأ ِ‬
‫ُ َ َ َ‬
‫هدي به َمن َض َّل‪.‬‬‫وأن ين َفع به من َقر َأه‪ ،‬وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫َ‬ ‫الصالحات‪َ َ َ ْ ،‬‬ ‫األعمال َّ‬
‫بعات الس ِ‬
‫كل من َأبدَ ى لي مالحظ ًة على ال َّط ِ‬
‫ابقة‪ ،‬أو ن َّبه‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫خيرا َأشك ُُر َّ َ ْ‬
‫و َأ ً‬
‫وقعت فيه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫على َخطأٍ‬
‫والحمدُ ِ‬
‫لله َر ِّب العا َلمين‬

‫ِ ِ‬
‫َع َلوي ْبن عبدالقادر َّ‬
‫الس َّقاف‬
‫‪saggaf@dorar.net‬‬
‫غرة حمرم ‪1437‬هـ‬

‫ال َّظهران ‪ُّ -‬‬


‫السعود َّية‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫‪7‬‬

‫تاب‬ ‫ُمق ِّدم ُة ِ‬


‫الك ِ‬
‫بالله ِمن ُش ِ‬
‫رور‬ ‫ِ‬ ‫ونستغفره‪ ،‬ونعو ُذ‬
‫ُ‬ ‫نحمدُ ه ونستعينُه‬ ‫ِ‬
‫إن الحمدَ لله‪َ ،‬‬ ‫َّ‬
‫هادي‬ ‫ِ‬
‫يهده الله فال م ِض َّل له‪ ،‬ومن ي ِ‬
‫ضل ْل فال‬ ‫ئات أعمالِنا‪َ ،‬من‬
‫أنفسنا وسي ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫محمدً ا عبدُ ه‬
‫َّ‬ ‫وأشهدُ َّ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شريك له‪،‬‬ ‫أن ال إل َه إالَّ الل ُه وحدَ ه ال‬
‫وأشهدُ ْ‬
‫َ‬ ‫له‪،‬‬
‫ورسو ُله‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬يا َأ ُّي َها ا َّلذي َن آ َمنُوا ا َّت ُقوا ال َّل َه َح َّق ُت َقاته َوال ت َُمو ُت َّن َّإل وأ ْنت ُْم ُم ْس ُ‬
‫لمون‪‬‬
‫[آل عمران‪.]102 :‬‬

‫احدَ ٍة َو َخ َل َق ِمن َْها‬


‫سو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ا َّت ُقوا َر َّبك ُْم ا َّلذي َخ َل َقك ُْم م ْن َن ْف ٍ َ‬ ‫‪َ ‬يا َأ ُّي َها الن ُ‬
‫ون بِ ِه َواألَ ْر َحا َم‬
‫َز ْو َج َها َو َب َّث ِمن ُْه َما ِر َج ًال كَثِ ًيرا َونِسا ًء َوا َّت ُقوا ال َّل َه ا َّل ِذي ت ََسا َء ُل َ‬
‫َان َع َل ْيك ُْم َر ِقي ًبا‪[ ‬النساء‪.]1 :‬‬ ‫إِ َّن ال َّل َه ك َ‬

‫‪َ ‬يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َمنُوا ا َّت ُقوا ال َّل َه َو ُقو ُلوا َق ْو ًل َس ِديدً ا * ُي ْص ِل ْح َلك ُْم َأ ْع َما َلك ُْم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما‪[ ‬األحزاب‪:‬‬ ‫َو َي ْغف ْر َلك ُْم ُذنُو َبك ُْم َو َم ْن ُيط ْع ال َّل َه َو َر ُسو َل ُه َف َقدْ َف َاز َف ْو ًزا َعظ ً‬
‫‪.]71- 70‬‬

‫َّأما بعدُ ‪:‬‬


‫حم ٍد ص َّلى الل ُه عليه‬
‫الهدْ ِي َهدْ ُي ُم َّ‬
‫وخير َ‬
‫َ‬
‫كتاب ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫ِ‬
‫خير الحديث ُ‬ ‫َّ‬
‫فإن َ‬
‫دعة ضالل ٌة‪َّ ،‬‬ ‫وكل بِ ٍ‬
‫وكل ُمحدَ ٍثة بِدع ٌة‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫األمور ُمحدَ ثاتُها‪َّ ،‬‬
‫وكل‬ ‫وس َّل َم‪َّ ،‬‬
‫وشر‬
‫ٍ‬
‫ضاللة في الن َِّار‪.‬‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أ َمرنا أن َ‬
‫نسأ َل‬ ‫اع َلم ِ‬
‫‪-‬رحمني الل ُه وإ َّياك‪َّ -‬‬
‫أن الن َّ‬ ‫ْ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪8‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ونتعو َذ به من عل ٍم ال ين َف ُع؛ فقال ‪ -‬فيما رواه عنه ُ‬
‫جابر ب ُن‬ ‫َّ‬ ‫لما ناف ًعا‪،‬‬
‫الل َه ع ً‬
‫بالله ِمن ِعل ٍم ال‬
‫رضي الله عنهما‪« :‬س ُلوا الله ِعلما نافعا‪ ،‬وتَعوذوا ِ‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الله ِ‬
‫عبد ِ‬‫ِ‬

‫ين َف ُع»(((‪ ،‬وكان ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُيع ِّل ُمنا ذلك‪ ،‬فيقول‪« :‬ال َّل َّ‬
‫هم إنِّي أعو ُذ‬
‫ٍ‬ ‫س ال تشبع‪ِ ،‬‬ ‫يخشع‪ِ ،‬‬
‫ومن َن ْف ٍ‬ ‫بك ِمن ِعل ٍم ال ين َفع‪ِ ،‬‬
‫ومن ٍ‬
‫دعوة‬ ‫ومن‬ ‫َُ‬ ‫قلب ال َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ستجاب لها»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ال ُي‬
‫ِ‬
‫األسماء والص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واع َل ْم َّ‬
‫فات؛‬ ‫ِّ‬ ‫لم‬
‫لم التَّوحيد‪ ،‬ومنه ع ُ‬ ‫أن أن َف َع العلو ِم ع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألن‪« :‬شر َ ِ‬ ‫وذلك َّ‬
‫المعلومات؛‬ ‫ف‬ ‫بشرف المعلو ِم‪ ،‬والباري َ‬
‫أشر ُ‬ ‫ف العل ِم َ‬ ‫َ‬
‫ف العلو ِم»(((‪.‬‬ ‫أشر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لم بأسمائه (وصفاته) َ‬ ‫فالع ُ‬

‫ووحده‪ ،‬وأنِس‬ ‫ف العبدَ بر ِّبه‪ ،‬ود َّله عليه حتَّى َ‬


‫عر َفه َّ‬ ‫عر َ‬
‫َّافع ما َّ‬
‫لم الن ُ‬
‫ِ‬
‫و«الع ُ‬
‫به‪ ،‬واستحى ِمن ُقربِه‪ ،‬و َع َبدَ ه كأنَّه يراه»(((‪.‬‬
‫العل ِم ِ‬
‫بالله‪ :‬ا َّلذي ُي ِ‬ ‫«فأصل ِ‬
‫نس‬ ‫رب منه‪ ،‬واألُ َ‬ ‫ب خشيتَه ومح َّبتَه‪ ،‬وال ُق َ‬ ‫وج ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العبد‬ ‫الله‪ ،‬وما ُيح ُّبه ويرضاه ِمن‬ ‫العلم بأحكا ِم ِ‬‫وق إليه‪ ،‬ثم يتلوه ِ‬ ‫والش َ‬
‫به‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫لمه‬ ‫ِ‬ ‫الع ِ‬‫بهذين ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اعتقاد؛ فمن تح َّقق‬ ‫قول‪ ،‬أو عم ٍل‪ ،‬أو ٍ‬ ‫ِمن ٍ‬
‫لمين كان ع ُ‬ ‫حال‪ ،‬أو‬ ‫َ‬
‫الخاشع‪ ،‬والنَّ ْف ُس القانع ُة‪ ،‬والدُّ عا ُء‬ ‫والقلب‬ ‫َّافع‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لم الن ُ‬‫وحصل له الع ُ‬
‫َ‬ ‫ناف ًعا‪،‬‬

‫((( رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (‪ ،)9171‬وابن ماجه (‪ ،)3843‬وأبو يعلى في «المسند»‬
‫(‪ ،)1927‬وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (‪ ،)162/1‬والبيهقي في «الجامع‬
‫لشعب اإليمان» (‪ ،)1644‬وحسنه األلباني في «صحيح ابن ماجه»‪.‬‬
‫((( رواه مسلم (‪ )2722‬من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه‪.‬‬
‫((( «أحكام القرآن» (‪ )993/2‬البن العربي‪ ،‬بدون زيادة‪« :‬وصفاته»‪.‬‬
‫((( «فضل علم السلف على الخلف» البن رجب (ص ‪.)67‬‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫‪9‬‬

‫َّافع‪ ،‬و َقع في األرب ِع ا َّلتي استعاذ منها‬ ‫ِ‬


‫لم الن ُ‬
‫المسموع‪ ،‬و َمن فاتَه هذا الع ُ‬
‫ُ‬
‫بال وحج ًة عليه‪ ،‬فلم ِ‬ ‫ِ‬
‫ينتف ْع به؛‬ ‫لمه َو ً ُ َّ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬وصار ع ُ‬
‫الن ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يخش ْع قل ُبه لر ِّبه‪ ،‬ولم تش َب ْع َن ْف ُسه من الدُّ نيا‪ ،‬بل ازدا َد عليها ح ً‬
‫رصا‪،‬‬ ‫ألنه لم َ‬
‫ألوامر ر ِّبه‪ ،‬وعد ِم اجتنابِه لِما‬
‫ِ‬ ‫دعاؤه؛ لعد ِم امتثالِه‬
‫ُ‬ ‫ولها ط َل ًبا‪ ،‬ولم ُي َ‬
‫سم ْع‬
‫المتل َّقى‬ ‫إن كان ِعلمه ِعلما ي ِ‬‫ويكر ُهه‪ ،‬هذا ْ‬ ‫ي ِ‬
‫سخ ُطه‬
‫االنتفاع به‪ ،‬وهو ُ‬
‫ُ‬ ‫مك ُن‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫غير ناف ٍع في َن ْف ِسه‪،‬‬
‫غير ذلك‪ ،‬فهو ُ‬ ‫والسن َِّة‪ْ ،‬‬
‫فإن كان ُمتل ًّقى عن ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬ ‫عن‬
‫مكن االنتفاع به‪ ،‬بل َضره أك َثر ِمن ِ‬
‫نفعه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وال ُي ُ‬

‫ِ‬
‫أمرين‪:‬‬ ‫َّافع يدُ ُّل على‬ ‫ِ‬
‫لم الن ُ‬
‫و«الع ُ‬
‫األسماء الحسنى‪ ،‬والص ِ‬
‫فات‬ ‫ِ‬ ‫يستح ُّقه ِمن‬
‫ِ‬ ‫الله‪ ،‬وما‬ ‫ِ‬
‫معرفة ِ‬ ‫أحدُ هما‪ :‬على‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الباهرة؛ وذلك يستلز ُم إجال َله‪ ،‬وإعظا َمه‪ ،‬وخشيتَه‪ ،‬و َمهابتَه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واألفعال‬ ‫ال ُعلى‪،‬‬
‫بقضائه‪ ،‬والصبر على ِ‬‫ِ‬
‫بالئه‪.‬‬ ‫َّ َ‬ ‫والرضا‬‫ومح َّبتَه‪ ،‬ورجا َءه‪ ،‬والتَّوك َُّل عليه‪ِّ ،‬‬

‫سخ ُطه ِمن‬


‫واألمر ال َّثاني‪ :‬المعرف ُة بما يحبه ويرضاه‪ ،‬وما يكرهه وي ِ‬
‫َ َ ُ ُ‬ ‫ُ ُّ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫واألقوال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والباطنة‪،‬‬ ‫واألعمال ال َّظ ِ‬
‫اهرة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االعتقادات‪،‬‬
‫وجب ذلك لِمن ِ‬
‫الله ورضاه‪،‬‬ ‫علمه المسارع َة إلى ما فيه مح َّب ُة ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف ُي ِ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نافع‪،‬‬
‫لم ٌ‬ ‫لم لصاحبِه هذا‪ ،‬فهو ع ٌ‬‫أثمر الع ُ‬‫كر ُهه و ُيسخ ُطه‪ ،‬فإذا َ‬ ‫عما َي َ‬
‫والتَّباعُدَ َّ‬
‫وانكسر له‬ ‫خشع القلب ِ‬
‫لله‪،‬‬ ‫ِ‬
‫القلب‪ ،‬فقد َ‬ ‫لم ناف ًعا‪ ،‬وو َقر في‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فمتى كان الع ُ‬
‫لله َّ‬
‫وذل‬ ‫القلب ِ‬
‫ُ‬ ‫خشع‬‫وتعظيما‪ ،‬ومتى َ‬ ‫ً‬
‫وإجالل‪ ،‬وخشي ًة ومح َّب ًة‬ ‫َّ‬
‫وذل؛ هيب ًة‬
‫ً‬

‫((( «فضل علم السلف على الخلف» البن رجب (ص ‪.)69‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪10‬‬

‫ب لها‬
‫فأوج َ‬
‫َ‬ ‫الحال ِمن الدُّ نيا‪ ،‬وشبِ َع ْت به؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بيسير‬ ‫وانكسر له‪ ،‬قنِع ِ‬
‫ت النَّ ْف ُس‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫والجاه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المال‪،‬‬ ‫فان ال يبقى؛ ِمن‬
‫وكل ما هو ٍ‬ ‫والزهدَ في الدُّ نيا‪ُّ ،‬‬ ‫ذلك القناع َة ُّ‬
‫ِ‬ ‫الله ِمن نعي ِم‬
‫حظ صاحبِه عند ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلخرة ْ‬
‫وإن‬ ‫العيش ا َّلذي ين ُق ُ‬
‫ص به ُّ‬ ‫وفضول‬
‫كان كريما على ِ‬
‫الله» (((‪.‬‬ ‫ً‬
‫ابن الق ِّيمِ‪:‬‬
‫ولذلك قال ُ‬
‫«إن َأولى ما يتنا َفس فيه المتنافِسون‪ ،‬وأحرى ما يتساب ُق في ح ْلب ِة ِ‬
‫سباقه‬ ‫َّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫كفيل‪ ،‬وعلى ِ‬
‫طريق هذه‬ ‫عاده ً‬‫عاشه وم ِ‬
‫العبد في م ِ‬
‫بسعادة ِ‬
‫ِ‬ ‫المتسابِقون‪ :‬ما كان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫للعبد‬ ‫ذان ال سعاد َة‬‫العلم النَّافع‪ ،‬والعم ُل الصالح‪ ،‬ال َّل ِ‬ ‫دليل‪ ،‬وذلك ِ‬ ‫الس ِ‬
‫عادة ً‬
‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فمن ُر ِز َقهما فقد فاز و َغنِ َم‪ ،‬و َمن‬
‫َّإل بهما‪ ،‬وال نجا َة له َّإل بالتَّع ُّل ِق بسببِهما‪َ ،‬‬
‫العباد إلى َم ْرحو ٍم و َم ْحرو ٍم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فالخير ك َّله ُح ِر َم‪ ،‬وهما ِ‬
‫مور ُد انقسا ِم‬ ‫ُح ِر َمهما‬
‫َ‬
‫الم ِمن المظلو ِم‪ ،‬و َل َّما‬ ‫َّقي من ال َغ ِو ِّي‪ ،‬وال َّظ ُ‬
‫الفاجر‪ ،‬والت ِ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وبهما يتم َّي ُز ال َب ُّر ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬‫أشر َ‬ ‫لشرف معلومه تاب ًعا‪ ،‬كان َ‬ ‫وشر ُفه َ‬‫للعمل قرينًا وشاف ًعا‪َ ،‬‬ ‫لم‬
‫كان الع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫العبيد‪ ،‬وال‬ ‫أفعال‬ ‫لم أحكا ِم‬ ‫لم التَّوحيد‪ ،‬وأن َف َعها ع ُ‬ ‫العلو ِم على اإلطالق ع ُ‬
‫شكاة َمن‬ ‫ِ‬ ‫لمين َّإل ِمن ِم‬ ‫الع ِ‬ ‫هذين ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذين الن ِ‬
‫ُّورين وتل ِّقي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اقتباس‬ ‫سبيل إلى‬‫َ‬
‫ِ‬
‫بوجوب‬ ‫السماو َّي ُة‬ ‫ِ‬ ‫ت األد َّل ُة القاطع ُة على ِعصمتِه‪،‬‬ ‫قام ِ‬
‫ُتب َّ‬ ‫وصرحت الك ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫إن هو‬ ‫الهوى‪ْ ،‬‬ ‫عن َ‬ ‫المصدوق‪ ،‬ا َّلذي ال ينطِ ُق ِ‬ ‫ُ‬ ‫الص ُ‬
‫ادق‬ ‫ِ‬
‫طاعته و ُمتابعته‪ ،‬وهو َّ‬
‫ِ‬

‫َّإل َو ْح ٌي َ‬
‫يوحى»(((‪.‬‬
‫الباب كتبا ومصن ٍ‬ ‫لذلك فقد أفرد كثير ِمن الس َل ِ‬
‫وخاص ًة‬
‫َّ‬ ‫َّفات‪،‬‬ ‫ِ ً‬ ‫ف في هذا‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ٌ‬

‫((( «فضل علم السلف على الخلف» البن رجب (ص ‪.)65-64‬‬


‫((( «أعالم الموقعين» (‪.)5/1‬‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫‪11‬‬

‫ِ‬
‫الكثرة‪ -‬ال‬ ‫وشرحا(((‪ ،‬إلَّ أنَّه ‪-‬ومع هذه‬ ‫وجل‪ ،‬إحصا ًء‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬
‫ً‬ ‫الله َّ‬ ‫في‬
‫رح‬ ‫كر والت ِ‬
‫َّدليل َّ‬
‫والش ِ‬ ‫بالذ ِ‬
‫وجل ِّ‬ ‫عز َّ‬‫صفات الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ف كتا ًبا أحصى َ‬ ‫ِ‬
‫وخ َّ‬ ‫أعر ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫السن َِّة‬ ‫في‪ُ :‬معت َق ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫أسماء‬ ‫الحال في‬ ‫والجماعة‪ ،‬كما هو‬ ‫أهل ُّ‬ ‫الس َل ِّ‬
‫على المعت َقد َّ‬
‫فات ال على‬‫وإن كانت هناك كُتب قد أورد ْت جمل ًة ِمن الص ِ‬ ‫ِ‬
‫الله تعالى‪ْ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ‬
‫عثمان ِ‬
‫بن سعيد‪ ،‬على‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫كتاب « َن ْق ُض اإلما ِم‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫والحصر‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫اإلحصاء‬ ‫ِ‬
‫سبيل‬
‫«السنَّة»‬ ‫ِ‬
‫وكتاب‪ُّ :‬‬ ‫مي ال َعنيد» لإلما ِم الدَّ ِّ‬
‫ارمي (ت‪218‬هـ)‪،‬‬ ‫الج ْه ِّ‬
‫يسي َ‬
‫المر ِّ‬
‫ِّ‬
‫وكتاب‪« :‬التَّوحيد» لإلما ِم ِ‬
‫ابن ُخزيم َة‬ ‫ِ‬ ‫البن أبي عاص ٍم (ت ‪287‬هـ)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫وكتاب‪:‬‬ ‫ابن َمنْدَ ْه (ت‪395‬هـ)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫للحافظ ِ‬ ‫ِ‬
‫وكتاب‪« :‬التَّوحيد»‬ ‫(ت‪311‬هـ)‪،‬‬
‫ين‬‫الح َس ِ‬
‫بن ُ‬ ‫حم ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫الصفات» للقاضي أبي يعلى ُم َّ‬ ‫ِ‬
‫ألخبار ِّ‬
‫ِ‬
‫َّأويالت‬ ‫ُ‬
‫«إبطال الت‬
‫وكتاب‪« :‬الحجة في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بن الفر ِاء (ت‪458‬هـ) ‪ -‬على ه َف ٍ‬
‫بيان‬ ‫ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫يسيرة فيه‪،‬‬ ‫وات‬ ‫ِ َّ‬
‫ِ‬
‫وكتاب‪َ « :‬ق ْطف ال َّث َمر‪ ،‬في‬ ‫األصبهاني (ت‪535:‬هـ)‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫السن َِّة‬
‫حجة» ل َق َّوا ِم ُّ‬
‫الم َّ‬ ‫َ‬
‫وغيرها‪.‬‬‫لصدِّ يق حسن خان (ت‪1307‬هـ) … ِ‬ ‫أهل األ َثر» ِ‬‫بيان معت َق ِد ِ‬ ‫ِ‬

‫يهقي (ت‪458‬هـ)‪ ،‬فهو عمد ٌة في‬ ‫فات» لل َب ِّ‬


‫والص ُ‬‫ِّ‬ ‫كتاب‪« :‬األسما ُء‬
‫ُ‬ ‫أ َّما‬
‫ُخرجه عن هذه الدَّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ائرة‪.‬‬ ‫الباب‪ ،‬لك َّن فيه تأويالت كثير ًة ت ِ ُ‬
‫ِ‬

‫وجل‪-‬‬‫عز َّ‬‫الله َّ‬ ‫ِ‬


‫صفات ِ‬ ‫صفة ِمن‬ ‫ٍ‬ ‫وكنت ك َّلما َو َق َع ْت عيني على ِذ ِ‬
‫كر‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫خاص ًة‪ -‬مق َّيد ًة أو مشروح ًة في‬ ‫ِ‬
‫أصبح ْت‬
‫َ‬ ‫دت ذلك‪ ،‬حتَّى‬ ‫كتاب‪ ،‬ق َّي ُ‬ ‫والذات َّي َة َّ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عندي جمل ٌة من صفات الله الذات َّية والفعل َّية‪َ ،‬‬
‫فهم ْم ُت أن ُ‬
‫أنش َرها‪ ،‬لكنِّي‬

‫((( أورد جملة من هذه الكتب الشيخ محمد الحمود في كتابه‪« :‬النهج األسمى في شرح أسماء‬
‫الله الحسنى» (‪ ،)11/1‬فلتراجع‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪12‬‬

‫َّف جام ٍع لصفات ِ‬


‫الله‬ ‫أن هذا أو ُل مصن ٍ‬ ‫ووجدْ ُت َّ‬ ‫ِ‬ ‫َل َّما تفك َّْر ُت في‬
‫َّ‬ ‫األمر‪َ ،‬‬
‫آي ال ُق ِ‬
‫رآن الكري ِم‪،‬‬ ‫شامل‪ ،‬فع َك ْف ُت على ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫يكون‬ ‫وجل ‪ -‬ر َأ ْي ُت أن‬ ‫َّ‬ ‫عز‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫المشهورة؛ كـ‪:‬‬ ‫السن َِّة‬ ‫وجل فيه‪ ،‬ثم ثنَّ ْي ُت بك ِ‬‫عز َّ‬ ‫ٍ‬
‫صفة ِ‬ ‫ِ‬
‫مستخر ًجا َّ‬
‫ُتب ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫كل‬
‫وغيرها‪ ،‬وما‬ ‫ِ‬ ‫و«المسن َِد» لإلما ِم أحمدَ ‪،‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األربعة»‪،‬‬ ‫و«السن َِن‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫حيحين»‪،‬‬ ‫«الص‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ْت فيها صف ًة ُأضي َف ْت إلى ِ‬
‫أبح ُث‬ ‫ثم طف ْق ُت َ‬ ‫وجل َّإل ق َّيدتُها‪َّ ،‬‬
‫عز َّ‬ ‫الله َّ‬ ‫َترك ُ‬
‫وفهمهم لها‪ ،‬وهكذا ظ َل ْل ُت مدَّ ًة‬ ‫أقوال الس َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في ِ‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫مستخر ًجا َ َّ‬ ‫العقيدة‪،‬‬ ‫كتب‬
‫َّت نفسي‬ ‫ِ‬
‫وأستخر ُج و ُأق ِّيدُ ‪ ،‬حتَّى اطمأن ْ‬ ‫‪-‬أقر ُأ‬
‫طويل ًة ‪ -‬ك َّلما سن ََح ْت فرص ٌة َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الهجاء‪،‬‬ ‫حروف‬ ‫عم ُله؛ َ‬
‫فجم ْعتُها ور َّت ْبتُها على‬ ‫أن هذا ُّ‬
‫كل ما ُيمك ُن َ‬ ‫إلى َّ‬
‫ِ‬
‫َّوحيد» (الجز ُء ال َّثاني من‬ ‫ِ‬
‫«كتاب الت‬ ‫ابن َمنْدَ ه في‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الحافظ ِ‬ ‫ْت َ‬
‫سبيل‬ ‫وس َلك ُ‬
‫الله تعالى؛ فهو رحمه الله قد رتَّب هذه األسما َء‬ ‫ِ‬
‫بأسماء ِ‬ ‫الخاص‬ ‫المطبوع)‬
‫ُّ‬
‫بدليل أو أك َثر ِمن ال ُق ِ‬
‫رآن الكري ِم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫لكل اس ٍم‬‫واستشهد ِّ‬ ‫ِ‬
‫الهجاء‪،‬‬ ‫على ح ِ‬
‫روف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فاستهوتْني‬
‫َ‬ ‫الس َلف في ذلك؛‬ ‫ِ‬
‫بعض أقوال َّ‬ ‫السن َِّة‪ ،‬وذك ََر َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بدليل أو أك َث َر من ُّ‬ ‫ثم‬
‫ِ‬
‫القارئ‬ ‫سه ُل على‬ ‫َّنسيق ما ُي ِّ‬‫هذه ال َّطريق ُة‪ ،‬ور َأ ْي ُت فيها ِمن التَّرتيب والت ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الكري ِم الرجوع إلى الص ِ‬
‫غير أنَّني خا َل ْف ُت هذا الت َ‬
‫َّرتيب‬ ‫طريق‪َ ،‬‬ ‫بأسهل‬ ‫فة‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ َ‬
‫بصفة‪:‬‬‫ِ‬ ‫(األولِ َّي ِة)‪ ،‬وخت َْمتُها‬ ‫ِ‬
‫بصفة‪:‬‬ ‫اثنين‪ ،‬فابتدَ ْأ ُت الص ِ‬
‫فات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫موضعين‬ ‫في‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف في ذلك‪.‬‬ ‫سن الختا ِم‪ ،‬ولي س َل ٌ‬ ‫وح ِ‬ ‫االستهالل‪ُ ،‬‬ ‫لح ِ‬
‫سن‬ ‫(اآلخ ِر َّية)؛ مراعا ًة ُ‬

‫َّبي ص َّلى‬
‫عن الن ِّ‬ ‫اشتر ْط ُت على نفسي َّأل ُأ ِ‬
‫ور َد َّإل حدي ًثا ثابتًا ِ‬ ‫وإنِّي َ‬
‫ومسلم أو أحدُ هما بما تث ُب ُت‬
‫ٌ‬ ‫البخاري‬
‫ُّ‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬وأكتفي بما رواه‬
‫واشتر ْط ُت َّأل‬
‫َ‬ ‫أور ْد ُت حدي ًثا أو أك َث َر ِمن ِ‬
‫غيرهما‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فإن لم أجدْ ‪َ ،‬‬‫الصف ُة‪ْ ،‬‬
‫به ِّ‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫‪13‬‬

‫يكون دلي ُلها ِمن‬


‫َ‬ ‫ف هذه األ َّم ِة‪َّ ،‬إل أن‬
‫ورد من أثبتَها ِمن س َل ِ‬
‫ُأثبِ َت صف ًة َّإل ُأ ِ ُ َ َ‬
‫الكتاب أو السن َِّة ظاهر الدَّ ِ‬
‫اللة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب كما يلي‪:‬‬ ‫عملي في‬
‫وكان َ‬
‫ِ‬
‫واليدين‪ ،‬واألصابعِ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫كالوجه‪،‬‬ ‫الذاتِ َّي ِة‪:‬‬ ‫‪ -1‬أحصي ُت جميع الص ِ‬
‫فات َّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫مين‪ِ ،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬ ‫والس ِ‬
‫اق‪ ،‬والقدَ ِ‬ ‫َّ‬

‫الذاتِ َّي ِة منها؛‬ ‫ِ‬


‫أسماء ِ‬
‫الله تعالى‪َّ :‬‬ ‫َّقة ِمن‬
‫فات المشت ِ‬
‫‪ -2‬أحصي ُت جميع الص ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫كالخ ْل ِق‪ ،‬والر ِ‬
‫زق‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫والفعل َّي ِة؛‬
‫وغيرها‪ِ ،‬‬
‫مة‪ِ ،‬‬‫والعز ِة‪ ،‬والع َظ ِ‬
‫َّ‬ ‫والبص ِر‪،‬‬
‫َ‬ ‫كالسمعِ‪،‬‬
‫َّ‬
‫أحص ْي ُت أسماء ِ‬
‫الله تعالى الوارد َة في‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أكون قد‬ ‫ِ‬
‫وغيرها‪ ،‬وبهذا‬ ‫والست ِْر‪،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫والسن َِّة‪ ،‬ون َّب ْه ُت على ذلك‪ ،‬كما أنَّني ن َّب ْه ُت على ما ُي َظ ُّن أنَّه ِمن‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬
‫يجوز التَّع ُّبدُ به؛‬ ‫الله تعالى‪ ،‬وأخ َط َأ فيه أقوا ٌم‪ ،‬وهو ليس كذلك‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ونحوها‪.‬‬ ‫والست ِ‬
‫َّار‪،‬‬ ‫بور‪ ،‬والن ِ‬
‫َّاصر‪َّ ،‬‬ ‫كالص ِ‬‫َّ‬
‫والغض ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كالض ِح ِك‪ ،‬وال َب ْش َب َش ِة‪،‬‬‫الفعل َّي ِة؛ َّ‬ ‫فات ِ‬‫‪ -3‬أحصي ُت جميع الص ِ‬
‫َ ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫وغيرها‪ ،‬والص ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫والمك ِْر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬وال ُب ْغ ِ‬
‫فات الفعل َّي ُة ال ُم َ‬
‫نتهى‬ ‫ِّ‬ ‫ض‪ ،‬وال َك ْيد‪َ ،‬‬ ‫والح ِّ‬
‫ُ‬
‫‪‬و َي ْف َع ُل الل ُه َما َي َشا ُء‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫لها‪ ،‬وأنَّى ألحد أن ُيحص َيها؟! َ‬
‫الختالف الع ِ‬
‫ِ‬ ‫كون الص ِ‬
‫فة ذات َّي ًة أو فعل َّي ًة‪،‬‬
‫لماء‬ ‫ُ‬ ‫وتركت بعضها؛ إ َّما‬ ‫ُ‬ ‫نت َ ِّ‬‫‪ -4‬ب َّي ُ‬
‫صر َح بكونِها فِعل َّي ًة أو ذات َّي ًة(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫في ذلك‪ ،‬أو ألنَّني لم أجدْ َمن َّ‬
‫ِ‬

‫ِ‬
‫َّوعين‪.‬‬ ‫البعض ِ‬
‫بأحد الن‬ ‫ُ‬ ‫بعضهم من الصفات الذاتية ِ‬
‫الفعل َّية‪ ،‬واكت َفى‬ ‫((( وهذا غال ًبا فيما عدَّ ه ُ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لم بكونها ذات َّي ًة أو فعل َّية َّ‬
‫مما ال يلز ُم اعتقا ُده‪.‬‬ ‫واعلم أنَّ الع َ‬
‫ْ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪14‬‬

‫فأقول‪ِ :‬من ِصفات ِ‬


‫الله‬ ‫ُ‬ ‫فات ِ‬
‫الله تعالى باالس ِم‪،‬‬ ‫‪ -5‬أحيانًا ُأعبر عن ِص ِ‬
‫ِّ‬
‫بأس بهذا‪ ،‬وقدْ‬
‫والحق‪ ،‬والمقدِّ م‪ ،‬والق ُّيوم‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وال َ‬
‫ُّ‬ ‫والحسيب‪،‬‬ ‫البارئ‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫لف ومن ت ِ‬
‫َبعهم(((‪.‬‬ ‫لماء من الس ِ‬‫بعبارات الع ِ‬
‫ِ‬ ‫لجأت إليه تَق ُّيدً ا‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫وأئمة ال ُّلغة؛ منهم‪:‬‬ ‫ِ‬


‫((( استخدَ م ذلك عد ٌد من العلماء َّ‬
‫كثيرا؛‬ ‫‪ -1‬اب ُن ُقتَيب َة (‪ )276‬في كتابه ((تفسير غريب القرآن)) (‪ ،)14-6‬وقد استخدم هذا ً‬
‫ومن‬ ‫ومن ِص َفاتِه‪( :‬سبوح)‪ِ ،‬‬ ‫ومن صفاتِه (الرب)‪ِ ،‬‬ ‫(البارئ)‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ومن ِصفاتِه‪:‬‬ ‫ومن ذلك قوله‪ِ :‬‬
‫ُ ُّ‬ ‫َّ ُّ‬
‫ومن ِصفاتِه‬ ‫(الواسع)‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ومن ِصفاتِه‬ ‫ومن ِصفاتِه‪( :‬ال َقيوم) و(ال َقيام)‪ِ ،‬‬
‫َّ ُ‬ ‫ُّ ُ‬
‫ِصفاتِه (السالم)‪ِ ،‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(المؤمن)‪ ،‬ومن صفاته (الغفور)‪ ،‬ومن صفاته‪ُ ( :‬قدُّ وس)‪ ،‬ومن صفاته (الغفور)‪ ،‬إلخ‪....‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كثيرا؛ ومن ذلك‬ ‫اجي (‪ )337‬في كتابه ((اشتقاق أسماء الله))‪ ،‬وقد استخدم هذا ً‬ ‫الز َّج ُّ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫فات الله‬ ‫الله تعالى ‪ ،)...‬وقوله (‪«( :)155‬كبير» في ِص ِ‬ ‫فات ِ‬ ‫قوله (‪( : )152‬الودود في ِص ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ُصرف‪ ،‬نحو « َقريب»)‪ ،‬وقوله‬ ‫ِ‬
‫فات التي لم ُين َط ْق من َلفظها ِ‬ ‫وجل‪ :‬من الص ِ‬ ‫عز َّ‬
‫بغيرها ولم ت َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫وجل على َضربين ‪ ،)...‬وقوله (‪«( :)221‬المؤمن»‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫(«الشديد» في صفات الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫(‪:)192‬‬
‫وجل على وجهين ‪ )...‬إلخ ‪.‬‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫في ِصفات الله َّ‬ ‫ِ‬
‫غة))؛ من ذلِك قوله‬ ‫((تهذيب ال ُّل ِ‬
‫ِ‬ ‫أكثر من ذلك جدًّ ا في كتابه‬ ‫األزهري (‪ ،)370‬وقد َ‬ ‫ُّ‬ ‫‪-3‬‬
‫(ومن ِصفاتِ‬ ‫وف)‪ ،‬وقوله (‪ِ :)182/2‬‬ ‫الر ُؤ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجل‪َّ :‬‬ ‫عز‬‫(‪( :)238/15‬من صفات الله َّ‬
‫القوي)‪ ،‬وقوله‬ ‫فة ِ‬
‫الله‪:‬‬ ‫وجل‪ :‬الع ِلي العظيم)‪ ،‬وقوله (‪( :)306/14‬المتين في ِص ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫الله َّ‬‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ‬
‫وجل‪ ،‬وهو الباقي الدَّ ِائم)‪ ،‬وقوله‬ ‫َّ‬ ‫عز‬
‫الله َّ‬ ‫فات ِ‬ ‫ث‪ِ :‬صف ٌة ِمن ِص ِ‬ ‫(الوار ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪:)117/15‬‬
‫(ومن ِصفات‬ ‫(ومن ِصفات الله الع ِليم والعالِم والعالَّم)‪ ،‬وقوله (‪ِ :)69/4‬‬ ‫(‪ِ :)253/2‬‬
‫َ‬
‫والحاك ُم)‪ ،‬إلخ ‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫والح ِكيم‬ ‫الحكَم‪َ ،‬‬ ‫الله‪َ :‬‬
‫وجل‪:‬‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫(من أسماء ِ‬ ‫‪ -4‬ابن منْدَ ه (‪ )395‬في كتابه ((التوحيد)) (‪ )93/2‬فقال‪ِ :‬‬
‫الله َّ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫الباس ُط‪ ،‬صف ٌة له)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ب في‬ ‫‪ -5‬القاضي عياض (‪ )544‬قال ‪-‬كما في شرح مسلم للنووي (‪( :-)100/7‬ال َّط ِّي ُ‬
‫َّقائص)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الله تعالى بمعنَى المن ََّزه عن الن‬ ‫ِصفة ِ‬
‫فة ال َّل ِه‬ ‫((مختار الصحاح)) (‪( :)36‬ا ْلباطِن في ِص ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫الحنفي (‪ )666‬قال في‬ ‫ازي َ‬ ‫الر ُّ‬ ‫‪َّ -6‬‬
‫ِ‬
‫ان في صفة الله تَعا َلى ‪.)....‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَعا َلى)‪ ،‬وقال (‪( :)110‬الدَّ َّي ُ‬
‫النووي (‪ )676‬قال في ((شرحه لصحيح مسلم)) (‪( :)54/6‬قال العلماءُ ِمن ِصفاتِه‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪-7‬‬
‫ال َق َّيا ُم والق ِّيم)‪.‬‬
‫(الحميدُ ِمن ِصفاته ُسبحانَه وتَعا َلى‬ ‫العرب))؛ قال‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫((لسان‬ ‫منظور (‪ )711‬في‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -8‬اب ُن‬
‫اس ُمه)‪ ،‬وقال‪= :‬‬ ‫ِ‬
‫(الشكُور‪ :‬من صفات الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫كل حال)‪ ،‬وقال‪َّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫المحمود على ِّ‬ ‫ِ‬
‫جل ْ‬ ‫بمعنى َ‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫‪15‬‬

‫ِ‬
‫كلفظة‪:‬‬ ‫عن ِ‬
‫الله به؛‬ ‫اإلخبار ِ‬ ‫وجل ِ‬
‫ويص ُّح‬ ‫عز َّ‬
‫لله َّ‬ ‫ٍ‬
‫بصفة ِ‬ ‫أور ْد ُت ما ليس‬
‫ُ‬ ‫‪َ -6‬‬
‫ونحوها؛ لثبوتِها بالدَّ ِ‬
‫ليل‪ ،‬وللت ِ‬
‫َّمييز بينها وبين‬ ‫ِ‬ ‫(شيء)‪ ،‬و(ذات) و(شخص)‪،‬‬
‫الص ِ‬
‫فة‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫ِ‬
‫َّفصيل؛‬ ‫عن ِ‬
‫الله به بعد الت‬ ‫اإلخبار ِ‬ ‫ويص ُّح‬ ‫ٍ‬
‫بصفة‪ِ ،‬‬ ‫أور ْد ُت ما ليس‬
‫ُ‬ ‫‪َ -7‬‬
‫أن األَولى استخدام ال َّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فظ‬ ‫ُ‬ ‫كلفظة‪( :‬الجهة) و(الحركة)‪ ،‬مع التَّنبيه على َّ ْ‬
‫جم ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول؛ لثبوتِه بالدَّ ِ‬
‫لو والن ُُّز ِ‬
‫ليل‪ -‬بدَ ًل من هذا ال َّلفظ ُ‬
‫الم َ‬ ‫رعي ‪-‬كال ُع ِّ‬ ‫َّ‬
‫الش ِّ‬
‫الحاد ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫َ‬
‫بعضهم إضاف َة ٍ‬
‫صفة‬ ‫عز َّ‬
‫وجل وظنَّه ُ‬ ‫‪ -8‬أور ْد ُت ما ثبت َْت إضافتُه إلى ِ‬
‫الله َّ‬ ‫َ‬
‫(الجن ِ‬
‫ْب) و(ال ِّظ ِّل)‪ ،‬ون َّب ْه ُت على‬ ‫ٍ‬
‫موصوف‪ ،‬وهو ليس كذلك؛ كـ‪:‬‬ ‫إلى‬
‫َ‬
‫عن‬ ‫ِ‬
‫العالمة [‪]‬؛ لتتم َّي َز ِ‬ ‫ذلك‪ ،‬وج َع ْل ُت هذه ال َّثالث َة األخير َة مسبوق ًة بهذه‬

‫السن َِّة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫والسنَّة‪ ،‬أ َّما ما لم يث ُب ْت في ال ُقرآن الكري ِم أو ُّ‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬
‫فات ال َّث ِ‬
‫ابتة‬ ‫الص ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫ونحوه ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫(االستلقاء)‬ ‫عز َّ‬
‫وجل؛ كـ‪:‬‬ ‫بعضهم صف ًة ِ‬ ‫ِ‬
‫حيحة‪ْ ،‬‬
‫لله َّ‬ ‫وإن عَدَّ ه ُ‬ ‫الص‬
‫َّ‬
‫شرط الت ِ‬
‫َّأليف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب؛ ألنَّه ليس على‬ ‫فلم ُأ ِ‬
‫ور ْده في هذا‬
‫فات ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫الله تعالى له معنيان‪ ،).... :‬وقال‪( :‬ال َّلطيف‪ِ :‬صف ٌة ِمن ِص ِ‬ ‫فات ِ‬
‫= (المانع‪ :‬من ِص ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوك ُيل في صفة الله تعالى الذي تَوك ََّل بالقيا ِم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫واسم ِمن أسمائه)‪ ،‬وقال‪( :‬قال أبو‬
‫ِ‬
‫إسحاق‪َ :‬‬ ‫ٌ‬
‫بجمي ِع ما َخ َلق)‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫(وكذل َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يم َو َذ َ‬ ‫ِ‬
‫اك من أ ْو َصافه)‪ ،‬وقال‪َ :‬‬ ‫الحك ُ‬‫(و ُه َو َ‬ ‫‪ -9‬اب ُن الق ِّيم (‪ )751‬في نون َّيته؛ قال‪َ :‬‬
‫ال تَابِعتَان)ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َفتَان لأل ْف َع‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ؤخ ُر َذان َك ْ‬ ‫الم َقدِّ ُم َو ُ‬
‫الم ِّ‬ ‫ال َق َّه ُار م ْن ْأو َصافه)‪ ،‬وقال‪َ :‬‬
‫(و ُه َو ُ‬
‫(س ُّبوح ُقدُّ وس‪-‬‬ ‫وزابادي (‪ )817‬قال في ((القاموس المحيط)) (‪ُ :)223‬‬ ‫‪ -10‬ال َف ُير َ‬
‫ان‪ِ -‬من صفاته تَعا َلى؛ ألنَّه ُي َس َّب ُح و ُي َقدَّ س)‪ ،‬وقال (‪( :)467‬ال َق َّه ُار‪ :‬من صفاته تعالى)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ْفتَح ِ‬
‫ُ َ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪16‬‬

‫الخالف ِمن قدي ٍم‪ِ ،‬م ُثل‪ :‬هل‬


‫ُ‬ ‫ِ‬
‫المسائل ا َّلتي و َقع فيها‬ ‫بعض‬‫حر ْر ُت َ‬
‫‪َّ -9‬‬
‫مال فيهما؟‬‫أن كل َت ْيهما يمي ٌن ال ِش َ‬ ‫بأن إحدى يدَ ْي ِه ِش ٌ‬
‫مال‪ ،‬أم َّ‬ ‫ف الل ُه َّ‬‫يوص ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المسائل‪.‬‬ ‫وغيرها ِمن‬
‫ِ‬

‫ِ‬
‫مصادرها‬ ‫َ‬
‫األقوال إلى‬ ‫ِ‬
‫واآلثار‪ ،‬وأح ْل ُت‬ ‫ِ‬
‫األحاديث‬ ‫جميع‬ ‫جت‬
‫خر ُ‬
‫َ‬ ‫‪َّ -10‬‬
‫موض ِع‬ ‫ِ‬
‫باإلحالة على ِ‬ ‫فاكتفيت ‪-‬غال ًبا‪-‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫التفاسير؛‬ ‫بالجزء والصفحة‪َّ ،‬إل في‬
‫زء والص ِ‬ ‫كر الج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فحة‪ ،‬وفي المعاج ِم ال ُّلغوية أحيانًا أكتفي‬ ‫َّ‬ ‫تفسير اآلية دون ذ ِ ُ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫بذكر ما َّدة الكلمة‪َّ ،‬إل عند الحاجة‪.‬‬

‫َ‬
‫مباحث‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بأربعة‬ ‫‪ -11‬قدَّ م ُت الص ِ‬
‫فات‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ف‪ ،‬والن ِ‬
‫َّعت‪ ،‬واالس ِم‪ ،‬وال َف ْر ِق‬ ‫فة‪ ،‬والوص ِ‬
‫المبحث األو ُل في (معنى الص ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫بينها)‪.‬‬
‫المبحث ال َّثاني في (قواعدَ عام ٍة في الص ِ‬
‫فات)‪ ،‬ذك َْر ُت فيه إحدى‬ ‫ُ‬ ‫ب‪-‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫جميعها عليها‪.‬‬ ‫وعشرين قاعدةً‪ ،‬مدار الص ِ‬
‫فات‬ ‫ُ ِّ‬
‫الث في (أنوا ِع الص ِ‬
‫فات)‪.‬‬ ‫المبحث ال َّث ُ‬
‫ُ‬ ‫ج‪-‬‬
‫ِّ‬

‫عز َّ‬
‫وجل)‪.‬‬ ‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫بصفات ِ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫ِ‬
‫(ثمرات‬ ‫ابع في‬ ‫ُ‬
‫الر ُ‬
‫المبحث َّ‬ ‫د‪-‬‬
‫ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫عدد ِمن‬
‫وقد عر ْضتُه على ٍ‬
‫فاستحسنوه‪ ،‬وما ِز ُ‬
‫لت‬ ‫َ‬ ‫العل ِم‪،‬‬ ‫وطل ِ‬
‫العلماء َّ‬ ‫َ‬
‫وبنصيحة ذا‪ ،‬حتَّى ظهر بالص ِ‬
‫ورة‬ ‫ِ‬ ‫أخذا ِ‬
‫برأي هذا‪،‬‬ ‫ضيف إليه؛ ً‬
‫ُ‬ ‫ف منه و ُأ‬ ‫ِ‬
‫أحذ ُ‬
‫َ َ ُّ‬
‫وأسه َم في‬
‫َ‬ ‫الكتاب‬
‫َ‬ ‫ا َّلتي تراها بين يديك‪ ،‬وإنِّي ألشك ُُر َّ‬
‫كل َمن خدَ َم هذا‬
‫عز َّ‬
‫وجل أن ين َف َع به كات َبه وقارئَه‪.‬‬ ‫َ‬
‫وأسأ ُل الل َه َّ‬ ‫ِ‬
‫نشره‪،‬‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫‪17‬‬

‫سم ْيتُه‪:‬‬
‫وقد َّ‬
‫السنَّ ِة»‬ ‫الكت َ ِ‬
‫اب َو ُّ‬ ‫وجل ال َوارِ َد ُة ِفي ِ‬
‫َّ‬ ‫هلل عزَّ‬
‫ات ا ِ‬
‫ف ُ‬‫«ص َ‬
‫ِ‬
‫وجل‪ ،‬وما كان فيه ِمن خطأٍ‬
‫عز َّ‬ ‫بتوفيق ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صواب‪ ،‬فهو‬ ‫فما كان فيه ِمن‬
‫راجع عنه إلى ما وا َف َق َّ‬
‫الحق‪،‬‬ ‫واب‪ ،‬فإنِّي أبر ُأ إلى ِ‬
‫الله منه‪ ،‬وأنا‬ ‫للص ِ‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ومجانبة َّ‬
‫الحائط‪ ،‬وال ِ‬
‫تلتف ْت إليه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فاضر ْب به ُع ْر َض‬‫ِ‬ ‫الكريم‬ ‫القارئ‬
‫ُ‬ ‫أنت أ ُّيها‬
‫وأ َّما َ‬
‫ُ‬
‫إلي؛ فقد أبى الل ُه أن َيتِ َّم َّإل كتا ُبه‪.‬‬
‫تنس ْبه َّ‬‫وال ُ‬

‫حم ٍد وعلى آلِه وصحبِه أجمعي َن‪.‬‬


‫وص َّلى الل ُه وس َّلم على نب ِّينا ُم َّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪18‬‬

‫المبحث األ َّو ُ‬


‫ل‬ ‫ُ‬
‫ف‬
‫ص ِ‬
‫فة وال َو ْ‬
‫الص ِ‬
‫معنى ِّ‬
‫ق بينها‬ ‫واالسم‪ ،‬وال َ‬
‫ف ْر ُ‬ ‫ِ‬ ‫والنَّ ْع ِ‬
‫ت‬
‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد؛ قال ُ‬ ‫َّعت بمعنًى‬
‫ف والن ُ‬ ‫الصف ُة َ‬
‫والو ْص ُ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫كقول‬ ‫الموصوف؛‬
‫ُ‬ ‫ف به‬ ‫وص ُ‬ ‫ف تار ًة ُيرا ُد به الكال ُم ا َّلذي ُي َ‬ ‫«الصف ُة َ‬
‫والو ْص ُ‬ ‫ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حمن‪ ،‬وتار ًة ُيرا ُد‬ ‫حابي في ‪ُ ‬ق ْل ُه َو الل ُه َأ َحدٌ ‪ُ :‬أح ُّبها؛ ألنَّها صف ُة َّ‬ ‫الص ِّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫والمعتزل ُة‬ ‫والجهم َّي ُة‬ ‫كالعل ِم وال ُق ِ‬
‫درة‪.‬‬ ‫دل عليها الكالم؛ ِ‬ ‫به المعاني ا َّلتي َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العبارة ا َّلتي ُيع َّب ُر بها‬ ‫مجر ُد‬ ‫فات‬
‫الص ُ‬ ‫ُ‬ ‫وغيرهم ت ِ‬
‫َّ‬ ‫وتقول‪ :‬إنَّما ِّ‬ ‫ُنك ُر هذه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قون بين‬ ‫الصفات َّية قد ُي ِّ‬ ‫عن الموصوف‪ ،‬والك َُّلب َّي ُة و َمن ا َّت َبعهم من ِّ‬
‫القائم‬ ‫والصف َة المعنى‬ ‫َ‬
‫القول‪،‬‬ ‫ف هو‬ ‫الو ْص َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫والو ْصف‪ ،‬فيج َعلون َ‬‫الصفة َ‬ ‫ِّ‬
‫لفظ الص ِ‬
‫فة‬ ‫واحد ِمن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أن َّ‬
‫كل‬ ‫َّاس فيع َلمون َّ‬‫جماهير الن ِ‬ ‫ِ‬
‫بالموصوف‪ ،‬وأ َّما‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫والزن َِة‪ ،‬وأنَّه ُيرا ُد به‬
‫والو ْز ِن ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫كالو ْعد والعدَ ة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫األصل؛ َ‬ ‫ف مصدَ ٌر في‬ ‫والوص ِ‬
‫َ ْ‬
‫تار ًة هذا‪ ،‬وتار ًة هذا»(((‪.‬‬

‫«الصف ُة‪ :‬األَمار ُة َّ‬


‫اللزم ُة‬ ‫ٍ‬ ‫َّعت ُلغ ًة بمعنى الص ِ‬
‫فارس‪ِّ :‬‬ ‫فة؛ قال اب ُن‬ ‫ِّ‬ ‫والن ُ‬
‫الشي َء بما فيه ِمن ُح ٍ‬
‫سن»(((‪.‬‬ ‫َّعت‪َ :‬و ْص ُفك َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫للشيء»(((‪ ،‬وقال‪« :‬الن ُ‬

‫‪-‬أي‪ :‬الن َّْح ِو ِّيي َن‪ -‬هي النَّ ْع ُت»(((‪.‬‬


‫«الصف ُة عندهم ِ‬ ‫الص ِ‬
‫حاح»‪ِّ :‬‬ ‫ِ‬
‫«مختار ِّ‬ ‫وفي‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)335/3‬‬


‫((( «مقاييس اللغة» (‪.)448/5‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)115/6‬‬
‫((( انظر‪« :‬النَّعت» من هذا الكتاب‪.‬‬
‫والن ْع ِت واالسم َ‬
‫‪،‬والف ْر ُق بينها‬ ‫فة وال َو ْص ِف َّ‬
‫الص ِ‬ ‫املبحث األو ُ‬
‫َّل‪ :‬معنى ِّ‬ ‫ُ‬
‫‪19‬‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫األشياء هي‬ ‫دل على معنًى في َن ْف ِسه»(((‪ ،‬و«أسما ُء‬ ‫االسم فـ‪« :‬هو ما َّ‬ ‫أ َّما‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫العلم َّي ِة‬
‫للبحوث ِ‬
‫ِ‬ ‫وس ِئلت ال َّلجن ُة الدَّ ائم ُة‬
‫واإلفتاء‬ ‫األلفاظ الدَّ ا َّل ُة عليها» ‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫(((‬

‫فة؟ فأجا َب ْت بما يلي‪:‬‬ ‫رق بين االس ِم والص ِ‬ ‫بالسعود َّي ِة ِ‬
‫عن ال َف ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫القائمة به‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الكمال‬ ‫ِ‬
‫صفات‬ ‫ذات ِ‬
‫الله مع‬ ‫دل على ِ‬ ‫كل ما َّ‬ ‫«أسماء ِ‬
‫الله‪ُّ :‬‬ ‫ُ‬
‫فإن هذه األسما َء د َّل ْت‬ ‫ِ‬
‫البصير؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫القادر‪ ،‬العلي ِم‪ ،‬الحكي ِم‪َّ ،‬‬
‫السميعِ‪،‬‬ ‫ِم ُثل‪:‬‬
‫والبص ِر‪ ،‬أ َّما‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫على ذات الله‪ ،‬وعلى ما قام بها من العل ِم والحكمة َّ‬
‫والسم ِع‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكمال القائم ُة َّ ِ‬
‫ِ‬
‫بالذات؛ كالعل ِم والحكمة َّ‬
‫والسم ِع‬ ‫ُعوت‬
‫فات فهي ن ُ‬ ‫الص ُ‬ ‫ِّ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد‪ ،‬و ُي ُ‬ ‫والصف ُة د َّل ْت على ٍ‬
‫أمر‬ ‫ِ‬
‫أمرين‪،‬‬ ‫دل على‬ ‫فاالسم َّ‬ ‫والبص ِر؛‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫والصف ُة ُم ِ‬
‫ستلزم ٌة لالس ِم‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬
‫للصفة‪ِّ ،‬‬ ‫تضم ٌن ِّ‬
‫االسم ُم ِّ‬‫ُ‬
‫والصف َة ِ‬ ‫ِ‬ ‫االسم ِ‬
‫عن االس ِم‪ٌ :‬‬
‫أمور؛ منها‪:‬‬ ‫الصفة‪ِّ ،‬‬ ‫عن ِّ‬ ‫َ‬ ‫و ُيم ِّي ُز‬

‫فات فال ُيشت َُّق منها أسما ٌء؛‬ ‫الص ُ‬ ‫صفات‪ ،‬أ َّما ِّ‬
‫ٌ‬ ‫َّأو ًل‪َّ :‬‬
‫أن األسما َء ُيشت َُّق منها‬
‫حمة وال ُق ِ‬
‫درة‬ ‫صفات‪ :‬الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والقادر والعظي ِم‪،‬‬ ‫الرحي ِم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫فنشت َُّق من أسماء الله‪َّ :‬‬
‫جيء والمك ِْر‪ ،‬اسم‪ :‬الم ِ‬
‫ريد‬ ‫اإلرادة والم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات‪:‬‬ ‫مة‪ ،‬لكن ال نشت َُّق ِمن‬‫والع َظ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫والماكر(((‪.‬‬ ‫والج ِائي‬
‫َ‬
‫أوصاف؛ كما قال اب ُن الق ِّي ِم في «النُّون َّي ِة»‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫فأسماؤه ُسبحانَه وتعالى‬‫ُ‬
‫(((‬
‫ـــت لِ َم َعانِي‬
‫ُم ْشـــ َت َّق ٌة َقـــدْ ُح ِّم َل ْ‬ ‫ـــاف َمـــدْ ٍح ُك ُّل َها‬
‫ُ‬ ‫اؤ ُه َأ ْو َص‬ ‫َأ ْس َ‬
‫ـــم ُ‬

‫((( «التعريفات» للجرجاني (ص‪.)24‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)195/6‬‬
‫((( «فتاوى اللجنة الدائمة» (‪ -116/3‬فتوى رقم ‪.)8942‬‬
‫((( انظر‪ :‬القاعدة الثامنة من المبحث الثاني‪.‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 745/3‬رقم ‪.)3426‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪20‬‬

‫ويكر ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫أفعال ِ‬ ‫االسم ال ُيشت َُّق ِمن‬ ‫ثان ًيا‪َّ :‬‬
‫حب َ‬ ‫الله؛ فال نشت َُّق من كونه ُي ُّ‬ ‫َ‬ ‫«أن‬
‫ب‪ ،‬أ َّما صفاتُه فتُشت َُّق ِمن أفعالِه؛‬ ‫ِ‬
‫والغاض ِ‬ ‫والكار ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫حب‪،‬‬‫الم ِّ‬‫اسم‪ُ :‬‬
‫ب‪َ ،‬‬ ‫ويغض ُ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫األفعال؛ لذلك‬ ‫ونحوها ِمن تلك‬
‫ِ‬ ‫والغض ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فنُثبِ ُت له ِصف َة المح َّب ِة‪ ،‬والك ُْر ِه‪،‬‬
‫ِ‬
‫األسماء»(((‪.‬‬ ‫أوس ُع ِمن ِ‬
‫باب‬ ‫ِ‬
‫الصفات َ‬ ‫باب ِّ‬
‫قيل‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫االستعاذة بها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تشتر ُك في‬ ‫وجل وصفاتِه‬ ‫َّ‬ ‫عز‬
‫الله َّ‬ ‫أن أسماء ِ‬ ‫ثال ًثا‪َّ :‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بأسمائه‪،‬‬ ‫ف في التَّعب ِد والدُّ ِ‬
‫عاء‪ ،‬ف ُيتع َّبدُ الل ُه‬ ‫تختل ُ‬‫ِ‬ ‫ف بها(((‪ ،‬لكن‬ ‫والح ِل ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫العزيز‪ ،‬لكن ال ُيتع َّبدُ بصفاتِه‪ ،‬فال‬
‫ِ‬ ‫حمن‪ ،‬وعبدُ‬ ‫الر ِ‬ ‫فنقول‪ :‬عبدُ الكري ِم‪ ،‬وعبدُ َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بأسمائه‪،‬‬ ‫العز ِة‪ ،‬كما أنَّه ُيد َعى الل ُه‬ ‫حمة‪ ،‬وعبدُ َّ‬ ‫نقول‪ :‬عبدُ الكر ِم‪ ،‬وعبدُ الر ِ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ف بنا‪ ،‬لكن ال‬ ‫لطيف‪ ،‬ال ُط ْ‬ ‫ُ‬ ‫أكر ْمنا‪ ،‬ويا‬ ‫كريم‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ارح ْمنا‪ ،‬ويا‬‫رحيم‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فنقول‪ :‬يا‬
‫الله‪ ،‬أو‪ :‬يا ُل َ‬
‫طف‬ ‫ارحمينا‪ ،‬أو‪ :‬يا كرم ِ‬
‫َ َ‬
‫فنقول‪ :‬يا رحم َة ِ‬
‫الله‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ندعو صفاتِه‬
‫فالرحم ُة ليست هي الل َه‪ ،‬بل‬ ‫الصف َة ليست هي‬ ‫الله؛ ذلك َّ‬ ‫ِ‬
‫الموصوف؛ َّ‬
‫َ‬ ‫أن ِّ‬
‫صفات ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لله‪ ،‬وليست هي الل َه‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫هي صف ٌة لله‪ ،‬وكذلك الع َّزةُ‪ُ ،‬‬
‫وغيرها؛ فهذه‬
‫الله؛ لقولِه تعالى‪َ  :‬ي ْع ُبدُ ونَنِي‬ ‫يجوز دعاء َّإل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يجوز التَّعبدُ َّإل ِ‬
‫لله‪ ،‬وال‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وال‬
‫ب َلك ُْم‪‬‬ ‫َج ْ‬ ‫ُون بِي ش ْي ًئا‪[ ‬النور‪ ،]55 :‬وقولِه تعالى‪ :‬ا ْد ُعونِي َأست ِ‬ ‫ال ُي ْش ِرك َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫اآليات(((‪.‬‬ ‫وغيرها ِمن‬
‫[غافر‪ِ ،]60:‬‬

‫((( انظر‪« :‬مدارج السالكين» (‪.)415/3‬‬


‫((( انظر‪ :‬القاعدة الثانية عشرة‪.‬‬
‫َ‬
‫القول لشيخ اإلسالم ابن تيم َّي َة‪،‬‬ ‫نسب هذا‬‫((( انظر‪« :‬فتاوى الشيخ ابن عثيمين» (‪ ،)26/1‬وقد َ‬
‫بصفة من صفاته؛ كأن‬ ‫ٍ‬ ‫نفر َق بين دعاء الصفة كما سبق‪ ،‬وبين دعاء الله‬
‫لكن ينبغي هنا أن ِّ‬
‫ارح ْمنا برحمتك‪ ،‬فهذا ال بأس به‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫َ‬
‫تقول‪ :‬اللهم َ‬
‫يناَّثلا ُثحبملافِّص ال يف ٌ َةّماع دُ ق‬
‫عاو‬
‫‪21‬‬

‫المبحث الثَّاني‬
‫ُ‬
‫فات‬
‫ِ‬ ‫قواع ُد عا َّم ٌة في ِّ‬
‫الص‬

‫القاعد ُة األُولى‪:‬‬
‫«إثبات ما أث َبتَه الل ُه لنَ ْف ِسه في كتابِه‪ ،‬أو أث َبتَه له رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه‬
‫ُ‬
‫ومن ِ‬
‫غير‬ ‫تعطيل‪ِ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تحريف وال‬ ‫وس َّل َم‪ ،‬أو أصحا ُبه َر ِضي الل ُه عنهم‪ِ ،‬من ِ‬
‫غير‬
‫ٍ‬
‫تمثيل»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫تكييف وال‬

‫غيره‪ ،‬ورسو َله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أع َل ُم‬ ‫ألن الل َه أع َل ُم بنَ ْف ِسه ِمن ِ‬
‫َّ‬
‫ومن ِ‬
‫بعده أصحا ُبه َر ِضي الل ُه عنهم‪.‬‬ ‫الخ ْل ِق بربه‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫ِّ‬

‫القاعد ُة ال َّثاني ُة‪:‬‬


‫« َن ْف ُي ما نفاه الل ُه عن َن ْف ِسه في كتابِه‪ ،‬أو نفاه عنه رسو ُله ص َّلى الل ُه‬
‫كمال ِضدِّ ه ِ‬
‫لله‬ ‫ِ‬ ‫ثبوت‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعتقاد‬ ‫عليه وس َّل َم‪ ،‬أو أصحا ُبه َر ِضي الل ُه عنهم‪ ،‬مع‬
‫َّاس بربه‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ومن‬ ‫ألن الل َه أع َل ُم بنَ ْفسه من َخ ْلقه‪ ،‬ورسو َله أع َل ُم الن ِ ِّ‬ ‫تعالى»(((؛ َّ‬
‫كمال حياتِه‪ ،‬و َن ْف ُي‬
‫يتضم ُن َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫الموت عنه‬ ‫بعده أصحا ُبه َر ِضي الل ُه عنهم؛ فنَ ْف ُي‬ ‫ِ‬

‫كمال ق ُّيوم َّيتِه‪.‬‬‫يتضم ُن َ‬


‫َّ‬ ‫كمال عَدْ لِه‪ ،‬و َن ْف ُي النَّو ِم‬
‫يتضم ُن َ‬
‫َّ‬ ‫ال ُّظل ِم‬

‫القاعد ُة ال َّثالث ُة‪:‬‬


‫وجل توقيف َّي ٌة؛ فال ُيث َب ُت منها َّإل ما أث َبتَه الل ُه لنَ ْف ِسه‪ ،‬أو‬
‫عز َّ‬ ‫«صفات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُ‬

‫((( «عقيدة السلف أصحاب الحديث» للصابوني (ص ‪« ،)4‬مجموع الفتاوى» البن تيم َّي َة‬
‫(‪.)515/6 ،38/6 ،26/5 ،182/4 ،3/3‬‬
‫((( «العقيدة التَّد ُمرية» البن تيم َّي َة (ص ‪« ،)58‬الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» له‬
‫أيضا (‪.)139/3‬‬ ‫ً‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪22‬‬

‫وجل َّإل ما نفاه‬


‫عز َّ‬ ‫عن ِ‬
‫الله َّ‬ ‫أث َبتَه له رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬وال ُينفى ِ‬

‫عن َن ْف ِسه‪ ،‬أو نفاه عنه رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»(((‪.‬‬

‫مخلوق أع َل ُم بخالِ ِقه ِمن‬


‫َ‬ ‫بالله ِمن َن ْف ِسه تعالى‪ ،‬وال‬
‫ألنَّه ال أحدَ أع َلم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪.‬‬

‫الرابع ُة‪:‬‬
‫القاعد ُة َّ‬
‫لة ا َّلتي لم ِير ْد إثباتُها وال َن ْف ُيها‪ ،‬أ َّما معناها‬ ‫األلفاظ المجم ِ‬
‫ِ‬ ‫«التَّو ُّق ُ‬
‫ف في‬
‫ُ َ‬
‫حق ال يمتنِ ُع‬‫وإن ُأريدَ به ٌّ‬ ‫فإن ُأريدَ به ٌ‬
‫باطل ُين ََّز ُه الل ُه عنه‪ُ ،‬ر َّد‪ْ ،‬‬ ‫تفص ُل عنه‪ْ ،‬‬
‫َف ُي ْس َ‬
‫الشرع َّي ِة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األلفاظ َّ‬ ‫واب ِمن‬
‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫الله‪ُ ،‬قبِ َل‪ ،‬مع بيان ما يدُ ُّل على المعنى َّ‬ ‫على ِ‬
‫الحاد ِ‬
‫ِ‬ ‫جم ِل‬ ‫ِ‬ ‫عوة إلى استعمالِه‬
‫والدَّ ِ‬
‫ث»(((‪.‬‬ ‫مكان هذا ال َّلفظ ُ‬
‫الم َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ونسأ ُل قائ َلها‪ :‬ماذا‬ ‫ف في إثباتِها و َن ْف ِيها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫(الجهة)‪ :‬نتو َّق ُ‬ ‫مثا ُله‪ :‬لفظ ُة‬
‫مكان َيحويه‪ُ ،‬ق ْلنا‪ :‬هذا معنًى ٌ‬
‫باطل‬ ‫ٍ‬ ‫فإن قال‪َ :‬أعني أنَّه في‬ ‫هة؟ ْ‬ ‫بالج ِ‬
‫تَعني ِ‬

‫المط َل ِق‪ُ ،‬ق ْلنا‪ :‬هذا ٌّ‬


‫حق ال‬ ‫لو ُ‬ ‫وإن قال‪َ :‬أعني ِجه َة ال ُع ِّ‬ ‫ُين ََّز ُه الل ُه عنه‪ ،‬ور َد ْدناه‪ْ ،‬‬
‫تقول‪ :‬هو في‬‫لك ِن األَ ْولى أن َ‬ ‫الله‪ ،‬وقبِ ْلنا منه المعنى‪ ،‬و ُق ْلنا له‪ِ :‬‬ ‫يمتنِ ُع على ِ‬
‫الصحيح ُة‪ ،‬وأما لفظ ُة ِ‬ ‫ِ‬
‫(جهة)‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ور َد ْت به األد َّل ُة َّ‬
‫لو؛ كما َ‬ ‫السماء‪ ،‬أو في ال ُع ِّ‬ ‫َّ‬
‫جمل ٌة حادث ٌة‪ ،‬األَ ْولى تَركُها‪.‬‬ ‫فهي ُم َ‬
‫القاعد ُة الخامس ُة‪:‬‬
‫ريح وال بدَّ »(((‪.‬‬ ‫حيح‪ ،‬وا َف َق ِ‬
‫ت ال َع َ‬ ‫الص ِ‬ ‫«كل ٍ‬
‫صفة ثبت َْت بالن ِ‬ ‫ُّ‬
‫الص َ‬
‫قل َّ‬ ‫َّقل َّ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)26/5‬‬


‫((( «التَّد ُمرية» (ص ‪« ،)65‬مجموع الفتاوى» (‪ 299/5‬و‪.)36/6‬‬
‫((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)253 ،141/1‬‬
‫يناَّثلا ُثحبملافِّص ال يف ٌ َةّماع دُ ق‬
‫عاو‬
‫‪23‬‬

‫السادس ُة‪:‬‬
‫القاعد ُة َّ‬
‫‪‬وال ُي ِحي ُط َ‬
‫ون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫« َق ْط ُع ال َّطم ِع عن إدراك حقيقة الكيف َّية»(((؛ لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫بِ ِه ِع ْل ًما‪.‬‬

‫السابع ُة‪:‬‬
‫القاعد ُة َّ‬
‫ِ‬
‫وجه‬ ‫ِ‬
‫َّفصيل‪ ،‬وتُن َفى على‬ ‫ِ‬
‫وجه الت‬ ‫َّ‬
‫وجل تُث َب ُت على‬ ‫عز‬
‫الله َّ‬‫«صفات ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اإلجمال»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والبص ِر‬ ‫ِ‬
‫َّفي‬
‫الصفات‪ ،‬والن ُ‬
‫وسائر ِّ‬ ‫َ‬ ‫فص ُل‪ :‬كإثبات َّ‬
‫السم ِع‬ ‫الم َّ‬
‫فاإلثبات ُ‬
‫ُ‬
‫‪‬ليس ك َِم ْث ِل ِه َش ْي ٌء‪.‬‬
‫َ‬ ‫المثل َّي ِة في قولِه تعالى‪:‬‬
‫المجم ُل‪ :‬كنَ ْف ِي ِ‬
‫ُ َ‬

‫القاعد ُة ال َّثامن ُة‪:‬‬


‫عكس»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫لصفة‪ ،‬وال‬ ‫تضم ٌن‬ ‫عز َّ‬ ‫«كل اس ٍم ث َب َت ِ‬
‫ُّ‬
‫َ‬ ‫وجل‪ ،‬فهو ُم ِّ‬ ‫لله َّ‬
‫حمن متضمن صف َة الر ِ‬
‫يتضم ُن صف َة‬
‫َّ‬ ‫حمة‪ ،‬والكري ِم‬ ‫َّ‬ ‫الر ِ ُ ِّ ٌ‬ ‫مثا ُله‪ُ :‬‬
‫اسم َّ‬
‫ِ‬
‫اإلرادة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صفات‪:‬‬ ‫ف‪ ،‬وهكذا ‪ ،...‬لك َّن‬‫طيف يتضمن صف َة ال ُّل ْط ِ‬ ‫الكر ِم‪ ،‬وال َّل ِ‬
‫َّ ُ‬ ‫َ‬
‫المريدُ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واالستواء‪ ،‬ال نشت َُّق منها أسماء‪ ،‬فال ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫نقول‪ :‬من أسمائه‪ُ :‬‬ ‫ً‬ ‫واإلتيان‪،‬‬
‫ستوي‪ ،‬وهكذا ‪...‬‬ ‫والم ِ‬ ‫ِ‬
‫واآلتي‪ُ ،‬‬

‫القاعد ُة التَّاسع ُة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫بوجه ِمن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫«صفات ِ‬
‫الله تعالى ك ُّلها‬
‫الوجوه»(((‪.‬‬ ‫كمال‪ ،‬ال َن ْق َ‬
‫ص فيها‬ ‫صفات‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫((( «منهج ودراسات آليات األسماء والصفات» لمحمد األمين الشنقيطي (ص‪.)26‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪ 37/6‬و‪.)515‬‬
‫((( «بدائع الفوائد» (‪ )162/1‬البن الق ِّي ِم‪« ،‬القواعد المثلى» (ص ‪ )30‬البن عثيمين‪.‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪« ،)206/5‬مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪،)232/1‬‬
‫«بدائع الفوائد» (‪.)168/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪24‬‬

‫القاعد ُة العاشرةُ‪:‬‬
‫الفعل َّي ُة ُمتع ِّلق ٌة بأفعالِه‪،‬‬
‫فات ِ‬ ‫عز َّ ِ ِ‬
‫وجل ذات َّي ٌة وفعل َّي ٌة‪ِّ ،‬‬
‫والص ُ‬ ‫«صفات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُ‬
‫وأفعا ُله ال ُم َ‬
‫نتهى لها»(((‪َ  ،‬و َي ْف َع ُل الل ُه َما َي َشا ُء‪.‬‬

‫القاعد ُة الحادي َة َع ْشرةَ‪:‬‬


‫تضم ِن‬ ‫ِ‬ ‫بوت الص ِ‬‫الكتاب والسن َِّة على ُث ِ‬
‫ِ‬ ‫«دالل ُة‬
‫َّصريح بها‪ ،‬أو ُّ‬
‫فة‪ :‬إ َّما بالت‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫عل أو وص ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫دال عليها»(((‪.‬‬ ‫ف ٍّ‬ ‫َّصريح بف ٍ َ ْ‬ ‫االس ِم لها‪ ،‬أو الت‬

‫واألصابع‪...‬‬ ‫دان‪،‬‬ ‫مثال األو ِل‪ :‬الرحم ُة‪ِ ،‬‬


‫والع َّزةُ‪ ،‬والقوةُ‪ ،‬والوجه‪ ،‬والي ِ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫ُ‬
‫تضم ٌن صف َة‬
‫ميع ُم ِّ‬
‫والس ُ‬
‫َّ‬ ‫البص ِر‪،‬‬
‫تضم ٌن صف َة َ‬
‫البصير ُم ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مثال ال َّثاني‪:‬‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫السمعِ‪...‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫االستواء‪ ،‬إِنَّا‬ ‫است ََوى‪ٌّ :‬‬ ‫‪‬الر ْح َم ُن َع َلى ا ْل َع ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دال على‬ ‫ش ْ‬ ‫مثال ال َّثالث‪َّ :‬‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫دال على االنتقا ِم ‪...‬‬ ‫ون‪ٌّ :‬‬ ‫الم ْج ِر ِمي َن ُمنت َِق ُم َ‬ ‫ِ‬
‫م ْن ُ‬
‫القاعد ُة ال َّثاني َة َع ْشرةَ‪:‬‬

‫وجل ُيستعا ُذ بها‪ ،‬و ُيح َل ُ‬


‫ف بها»(((‪.‬‬ ‫عز َّ‬ ‫«صفات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُ‬

‫وبمعافاتِ َك‬ ‫ِ‬ ‫ومنها قو ُله ص َّلى الله عليه وس َّلم‪« :‬أعو ُذ ِبر َ ِ‬
‫ضاك من َس َخط َك‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫((( «القواعد المثلى» (ص‪.)30‬‬


‫((( المصدر السابق (ص‪.)38‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪ )229 ،143/6‬و(‪ ،)273/35‬وانظر‪« :‬شرح السنة» للبغوي‬
‫ف بالصفة الفعل َّية والصفة الذاتِ َّية‪ ،‬وقالوا‪ :‬ال يجوز‬
‫الحل ِ‬
‫ِ‬ ‫بعضهم بين‬‫(‪ ،)185/1‬و َف َّرق ُ‬
‫ِ‬
‫بصفات الفعل‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫الحل ُ‬
‫يناَّثلا ُثحبملافِّص ال يف ٌ َةّماع دُ ق‬
‫عاو‬
‫‪25‬‬

‫كتاب األَي ِ‬
‫مان‬ ‫ِ ْ‬ ‫خاري في‬
‫ُّ‬ ‫مسلم (‪)486‬؛ وقد َّبو َب ال ُب‬
‫ٌ‬ ‫ِمن ُعقوبتِ َك‪»..‬؛ رواه‬
‫وكلماتِه»‪.‬‬‫الله وصفاتِه ِ‬‫بعز ِة ِ‬
‫ف َّ‬‫الح ِل ُ‬
‫«باب‪َ :‬‬
‫ُّذور‪ٌ :‬‬‫والن ِ‬

‫القاعد ُة ال َّثالث َة َع ْشرةَ‪:‬‬


‫الذ ِ‬
‫ات»(((‪.‬‬ ‫«الكالم في الص ِ‬
‫فات كالكال ِم في َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫بصفات حقيق َّي ٍة ال‬
‫ٍ‬ ‫الذ ِ‬
‫وات‪ ،‬فهي متَّصف ٌة‬ ‫أن ذاتَه حقيق َّي ٌة ال تُشبِ ُه َّ‬
‫فكما َّ‬
‫إثبات كيف َّي ٍة‪ ،‬كذلك‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫وجود ال‬ ‫إثبات‬
‫ُ‬ ‫الذ ِ‬
‫ات‬ ‫إثبات َّ‬
‫َ‬ ‫فات‪ ،‬وكما َّ‬
‫أن‬ ‫تُشبِه الص ِ‬
‫ُ ِّ‬
‫فات‪.‬‬‫إثبات الص ِ‬
‫ُ ِّ‬
‫الرابع َة َع ْشرةَ‪:‬‬
‫القاعد ُة َّ‬
‫اآلخ ِر»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعض الص ِ‬
‫البعض َ‬ ‫كالقول في‬ ‫فات‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ُ‬
‫«القول في‬

‫يلز ُمه أن ُي ِق َّر بمح َّب ِة‬ ‫ِ‬


‫واإلرادة‪َ -‬‬ ‫والبص ِر‪،‬‬
‫َ‬ ‫كالسمعِ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫أقر بصفات الله‪َّ -‬‬ ‫فمن َّ‬
‫َ‬
‫وغضبِه‪ ،‬وكراه َيتِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الله‪ِ ،‬‬
‫ورضا ُه‪َ ،‬‬
‫ٍ‬
‫وصفة‪ ،‬مع تساويهما‬ ‫شيخ اإلسال ِم ابن تيمي َة‪« :‬ومن فر َق بين ٍ‬
‫صفة‬ ‫ُ‬
‫يقول ُ‬
‫َ َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫تناق ًضا في قولِه‪ُ ،‬متهافِتًا في مذهبِه‪،‬‬
‫جاز ‪ -‬كان م ِ‬
‫ُ‬ ‫والم ِ‬ ‫ِ‬
‫أسباب الحقيقة َ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫ٍ‬
‫ببعض»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكتاب وك َف َر‬ ‫ِ‬
‫ببعض‬ ‫ُمشابِ ًها لِ َمن آ َم َن‬

‫القاعد ُة الخامس َة َع ْشرةَ‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫غير ٍ‬ ‫ِ‬ ‫«ما ُأ‬
‫مخلوقة‪،‬‬ ‫بائن عنه‪ ،‬فهو صف ٌة له ُ‬
‫غير‬ ‫مما هو ُ‬
‫ضيف إلى الله َّ‬ ‫َ‬

‫لقوام‬
‫((( «الكالم على الصفات» للخطيب البغدادي (ص‪« ،)20‬الحجة في بيان المحجة» َّ‬
‫السنة (‪« ،)174/1‬التَّد ُمرية» (ص‪« ،)43‬مجموع الفتاوى» (‪.)355/6 ،330/5‬‬
‫((( «التَّد ُمرية» (ص‪« ،)31‬مجموع الفتاوى» (‪.)212/5‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)212/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪26‬‬

‫ضيف إلى‬
‫َ‬ ‫كل ما ُأ‬
‫مخلوق؛ فليس ُّ‬
‫ٌ‬ ‫ضيف إلى ِ‬
‫الله بائ ٌن عنه‪ ،‬فهو‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫شيء ُأ‬ ‫ُّ‬
‫وكل‬
‫يكون صف ًة له»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫يستلز ُم أن‬ ‫ِ‬
‫الله‬

‫وس َخ ُطه‪...‬‬ ‫وبصر ِ‬


‫الله‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫مثال َّ ِ‬
‫ُ‬
‫ورضاه‪َ ،‬‬ ‫األول‪َ :‬س ْم ُع الله‪ُ َ ،‬‬
‫الله‪ ،‬وناق ُة ِ‬
‫الله‪...‬‬ ‫بيت ِ‬ ‫ُ‬
‫ومثال ال َّثاني‪ُ :‬‬

‫السادس َة َع ْشرةَ‪:‬‬
‫القاعد ُة َّ‬
‫ِ‬
‫رسول‬ ‫ِ‬
‫االعتقاد تث ُب ُت بما ث َب َت عن‬ ‫ِ‬
‫مسائل‬ ‫وسائر‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫«صفات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫وإن كان حدي ًثا واحدً ا‪ْ ،‬‬
‫وإن كان آحا ًدا»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ْ ،‬‬

‫السابع َة َع ْشرةَ‪:‬‬
‫القاعد ُة َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجل ال َّث ِ‬
‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬
‫السنَّة‪ :‬معلوم ٌة‪ ،‬وت َّ‬
‫ُفس ُر‬ ‫بالكتاب أو ُّ‬ ‫ابتة‬ ‫الله َّ‬ ‫«معاني‬
‫مجاز وال استعار َة فيها الب َّت َة‪ ،‬أ َّما الكَيف َّي ُة فمجهول ٌة»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة‪ ،‬ال‬ ‫على‬

‫القاعد ُة ال َّثامن َة َع ْشرةَ‪:‬‬


‫ِ‬
‫بموجبِه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫القول‬ ‫ٍ‬
‫مؤمن‬ ‫ب على ِّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج َ‬
‫السنَّة‪َ ،‬‬
‫الكتاب أو ُّ‬ ‫«ما جاء في‬
‫يفه ْم معناه»(((‪.‬‬ ‫واإليمان به‪ْ ،‬‬
‫وإن لم َ‬ ‫ُ‬

‫((( «الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» (‪« ،)145/3‬مجموع الفتاوى» (‪ )290/9‬له‬
‫أيضا‪« ،‬مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين» (‪.)166/1‬‬ ‫ً‬
‫((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪ 332/2‬و‪ 412‬و‪.)433‬‬
‫((( «التَّد ُمرية» (ص ‪« ،)44-43‬مجموع الفتاوى» (‪« ،)42-36/5‬مختصر الصواعق‬
‫المرسلة» البن الموصلي (‪ 106/2 ،238/1‬وما بعدها)‪.‬‬
‫((( «التَّد ُمرية» (‪« ،)65‬مجموع الفتاوى» (‪.)298/5‬‬
‫يناَّثلا ُثحبملافِّص ال يف ٌ َةّماع دُ ق‬
‫عاو‬
‫‪27‬‬

‫القاعد ُة التَّاسع َة َع ْشرةَ‪:‬‬


‫ِ‬
‫األخبار‪ ،‬ال‬ ‫فات‪ ،‬وما ُيط َل ُق عليه ِمن‬
‫باب الص ِ‬ ‫ِ‬
‫أوس ُع من ِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫األخبار َ‬ ‫«باب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والموجود‪.(((»...‬‬ ‫والش ِ‬
‫يء‪،‬‬ ‫َ‬
‫يكون توقيف ًّيا؛ كالقدي ِم‪َّ ،‬‬ ‫ب أن‬ ‫ِ‬
‫يج ُ‬
‫القاعد ُة ِ‬
‫العشرون‪:‬‬
‫قاس عليها»(((‪.‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل ال ُي ُ‬ ‫«صفات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َّق ُة على‬
‫القوة‪ ،‬وال االستطاع ُة على ال ُقدرة‪ ،‬وال ِّ‬ ‫قاس الج َلدُ على َّ‬ ‫فال ُي ُ‬
‫عز‬ ‫صفات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫العل ِم‪ ...‬وهكذا؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫أفة‪ ،‬وال المعرف ُة على ِ‬ ‫حمة والر ِ‬ ‫الر ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫القاعدة ال َّث ِ‬
‫الثة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّوقيف؛ كما َم َّر في‬
‫تجاو ُز فيها الت‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫وجل ال ُي َ‬
‫القاعد ُة الحادي ُة ِ‬
‫والعشرون‪:‬‬
‫ألن َّ‬ ‫عز َّ‬ ‫صفات ِ‬
‫مر‬‫يتضم ُن صف ًة ‪ -‬كما َّ‬ ‫َّ‬ ‫كل اس ٍم‬ ‫حصر لها؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫وجل ال‬ ‫الله َّ‬ ‫ُ‬
‫الله ال َح ْص َر لها‪ ،‬فمنها ما استأ َث َر الل ُه به في ِعل ِم‬
‫امنة‪ ،‬وأسماء ِ‬
‫ُ‬
‫القاعدة ال َّث ِ‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫ِ‬
‫الغيب عندَ ه‪.‬‬

‫((( «بدائع الفوائد» البن الق ِّي ِم (‪.)162/1‬‬


‫((( «شأن الدعاء» للخطابي (ص ‪.)111‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪28‬‬

‫المبحث الثَّ ُ‬
‫الث‬ ‫ُ‬
‫(((‬
‫فات‬
‫ِ‬ ‫الص‬
‫ع ِّ‬‫أنوا ُ‬
‫ِ‬
‫ثالثة أقسا ٍم(((‪:‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل إلى‬ ‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫تقسيم‬ ‫ي ِ‬
‫مك ُن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫باعتبار إثباتِها و َن ْف ِيها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫أول‪:‬‬

‫الله وأفعالِه‪.‬‬ ‫ِ‬


‫بذات ِ‬ ‫باعتبار تع ُّل ِقها‬
‫ِ‬ ‫ثان ًيا‪:‬‬

‫باعتبار ثبوتِها وأد َّلتِها‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ثال ًثا‪:‬‬
‫ِ‬
‫نوعين‪:‬‬ ‫الثة ِ‬
‫ينقس ُم إلى‬ ‫وكل قس ٍم ِمن هذه األقسا ِم ال َّث ِ‬
‫ُّ‬

‫باعتبار إثباتِها و َن ْفيِها‬


‫ِ‬ ‫ً‬
‫أول‪:‬‬

‫صفات ُثبوت َّي ٌة‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫أ‪-‬‬
‫وهي ما أث َبتَه الل ُه ُسبحانَه وتعالى لنَ ْف ِسه‪ ،‬أو أث َبتَه له رسو ُله ص َّلى الل ُه‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬وك ُّلها‬ ‫ِ‬ ‫والوجه‪ ،‬وال َي ِد‪...‬‬
‫ِ‬ ‫ول‪،‬‬ ‫ِ‬
‫كاالستواء‪ ،‬والن ُُّز ِ‬ ‫عليه وس َّل َم؛‬
‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫ِ‬
‫المنصوص عليها في‬ ‫وكمال‪ ،‬وهي أغلب الص ِ‬
‫فات‬ ‫ٍ‬ ‫صفات َمدْ ٍح‬
‫ُ‬
‫ُ ِّ‬
‫ويجب إثباتُها(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬
‫ُّ‬
‫((( راجع لذلك‪« :‬مجموع الفتاوى» لشيخ اإلسالم ابن تيم َّي َة (‪ 217/6‬و‪ ،)233‬و«دقائق‬
‫للهراس (‪ ،)109/2‬و«القواعد‬
‫التَّفسير» له (‪ ،)237 - 225/5‬و«شرح القصيدة النونية» َّ‬
‫المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى» للشيخ محمد بن عثيمين (ص‪.)34- 31‬‬
‫السلف األوائل‪ ،‬لكن لما خاض المتك ِّلمون في صفات‬
‫ُ‬ ‫التقسيمات حادث ٌة‪ ،‬لم ِ‬
‫يعر ْفها‬ ‫ُ‬ ‫((( هذه‬
‫وأو ُلوها‪ ،‬وع َّط ُلوها‪َّ ،‬‬
‫وقسموها إلى أقسا ٍم ما أنزل الل ُه بها من سلطان؛‬ ‫َّ‬
‫وجل‪َّ ،‬‬ ‫عز‬
‫الله َّ‬
‫ِ‬
‫كالصفات النَّفسية والمعنوية وغير ذلك‪ -‬اض ُط َّر علما ُء ِ‬
‫أهل السنَّة إلى هذا التقسيم‪،‬‬
‫واصطلحوا عليه‪.‬‬
‫((( وهي موضوع هذا الكتاب‪.‬‬
‫ُثلاَّثلا ُثحبم لاتافِّصلا ُعاونأ‬
‫‪29‬‬

‫(منف َّي ٌة)‪:‬‬


‫صفات سلب َّي ٌة َ‬‫ٌ‬ ‫ب‪-‬‬
‫وهي ما نفاه الل ُه عن َن ْف ِسه‪ ،‬أو نفاه عنه رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪،‬‬
‫والسن َِة‪ ،‬والنَّو ِم‪ ،‬وال ُّظل ِم‪ ...‬وغال ًبا تأتي في‬ ‫ِ‬
‫ص؛ كالموت‪ِّ ،‬‬ ‫صفات َن ْق ٍ‬‫ُ‬ ‫وك ُّلها‬
‫بأداة َن ْف ٍي‪ِ ،‬م ُثل‪( :‬ال)‪ ،‬و(ما)‪ ،‬و(ليس)‪ ،‬وهذه تُن َفى‬ ‫الكتاب أو السن َِّة مسبوق ًة ِ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الكمال‪.‬‬ ‫وجل‪ ،‬و ُيث َب ُت ِضدُّ ها ِمن‬ ‫عز َّ‬ ‫عن ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬

‫الله وأفعالِه‬ ‫ِ‬


‫بذات ِ‬ ‫باعتبار تع ُّل ِقها‬
‫ِ‬ ‫ثان ًيا‪:‬‬

‫صفات ذاتِ َّي ٌة‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫كالعل ِم‪ ،‬وال ُق ِ‬
‫يزال الله مت َِّص ًفا بها؛ ِ‬
‫والحياة‪،‬‬ ‫درة‪،‬‬ ‫وهي ا َّلتي لم َيز ْل وال ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واليدين‪...‬‬ ‫والو ْج ِه‪،‬‬
‫َ‬

‫صفات فِعل َّي ٌة‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫ب‪-‬‬
‫وإن شاء لم‬ ‫الله و ُقدرتِه‪ْ ،‬‬
‫إن شاء ف َع َل‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫بمشيئة ِ‬ ‫المتع ِّلق ُة‬
‫فات ُ‬
‫الص ُ‬
‫وهي ِّ‬
‫ِ‬ ‫والض ِح ِك‪...‬‬ ‫والغض ِ‬ ‫يفع ْل؛ كالم ِ‬
‫جيء‪ ،‬والن ُُّز ِ‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬وال َف َر ِح‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ول‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫نوعان‪:‬‬ ‫وأفعا ُله ُسبحانَه وتعالى‬
‫ِ‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واإلتيان‪...‬‬ ‫ول‪،‬‬ ‫ِ‬
‫كاالستواء‪ ،‬والن ُُّز ِ‬ ‫‪ -1‬الزم ٌة‪:‬‬
‫ِ‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واإلعطاء‪...‬‬ ‫كالخ ْل ِق‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ُ -2‬متعدِّ َي ٌة‪:‬‬
‫وأفعا ُله سبحانَه وتعالى ال منتهى لها‪ ،‬وي ْفع ُل الله ما ي َشاء‪ِ ،‬‬
‫ومن َث َّم‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫الله ِ‬
‫الفعل َّي ُة ال َح ْص َر لها‪.‬‬ ‫صفات ِ‬
‫ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪30‬‬

‫ومن‬‫ذات‪ِ ،‬‬
‫صفات ٍ‬
‫ِ‬ ‫ُسمى‪:‬‬ ‫الفعلي ُة ِمن حيث قيامها َّ ِ‬ ‫فات ِ‬
‫بالذات ت َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫والص ُ‬ ‫ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفعال‪،‬‬ ‫صفات‬ ‫ينش ُأ عنها من األقوال واألفعال ت َّ‬
‫ُسمى‪:‬‬ ‫حيث تع ُّل ُقها بما َ‬
‫ِ‬
‫ونوعه‪:‬‬ ‫باعتبار ِ‬
‫أصله‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫أمثلة ذلك‪ :‬صف ُة الكال ِم؛ فكالم ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن‬
‫ُ‬
‫وأفراده‪ :‬صف ُة فِ ٍ‬
‫عل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آحاد الكال ِم‬ ‫ِ‬
‫وباعتبار‬ ‫صف ُة ٍ‬
‫ذات‪،‬‬

‫باعتبار ُثبوتِها وأد َّلتِها(((‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ثال ًثا‪:‬‬

‫صفات خبر َّي ٌة‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫أ‪-‬‬
‫عن ِ‬ ‫مع والخ َب ُر ِ‬ ‫ِ‬
‫الله‪ ،‬أو‬ ‫سبيل إلى إثباتها َّإل َّ‬
‫الس ُ‬ ‫فات ا َّلتي ال َ‬
‫الص ُ‬ ‫وهي ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫(صفات سمع َّي ًة أو نقل َّي ًة)‪ ،‬وقد‬ ‫ُسمى‪:‬‬ ‫عن رسوله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬وت َّ‬
‫والض ِح ِك‪.‬‬ ‫كالفر ِح‪َّ ،‬‬‫َ‬ ‫تكون فِعل َّي ًة؛‬
‫ُ‬ ‫ين‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬
‫كالوجه‪ ،‬واليدَ ِ‬ ‫تكون ذاتِ َّي ًة؛‬
‫ُ‬

‫صفات سمع َّي ٌة عقل َّي ٌة‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫ب‪-‬‬
‫َّقلي)‪ ،‬والدَّ ُ‬
‫ليل‬ ‫معي (الن ُّ‬
‫الس ُّ‬ ‫يشتر ُك في إثباتِها الدَّ ُ‬
‫ليل َّ‬ ‫فات ا َّلتي ِ‬ ‫الص ُ‬
‫وهي ِّ‬
‫تكون فِعل َّي ًة؛‬
‫ُ‬ ‫والعل ِم‪ ،‬وال ُق ِ‬
‫درة‪ ،‬وقد‬ ‫كالحياة‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫تكون ذات َّي ًة؛‬
‫ُ‬ ‫العقلي‪ ،‬وقد‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫واإلعطاء‪.‬‬ ‫كالخ ْل ِق‪،‬‬
‫َ‬

‫لت عن ذلِك‬
‫الصفة خبر َّي ًة أو عقل َّية‪ ،‬ثم عدَ ُ‬
‫السابقة في كون ِّ‬
‫ِ‬
‫لت في ال َّطبعات َّ‬‫فص ُ‬
‫كنت قد َّ‬ ‫((( ُ‬
‫هذه ال َّطبعة‪ِ.‬‬
‫في ِ‬
‫ث‬
‫ُتارم‬ ‫ُعباَّرلا ُثحبلاّزع ِهللا تِافصب ِن اميإلا‬
‫م‬
‫‪31‬‬

‫ُ‬
‫المبحث الرَّاب ُ‬
‫ع‬
‫َّ‬
‫وجل‬ ‫هلل عزَّ‬
‫بصفات ا ِ‬
‫ِ‬ ‫اإليمان‬
‫ِ‬ ‫ثمرات‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫واإليمان‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪،‬‬ ‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫بصفات ِ‬ ‫لم‬ ‫اع َلم ‪-‬و َّفقني الله وإياك‪ِ َّ -‬‬
‫أن الع َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫ثمرات عظيم ًة‪ ،‬وفوائدَ جليل ًة‪،‬‬ ‫يليق به ُسبحانَه‪ ،‬وتد ُّب َرها‪ُ :‬ي ِ‬
‫ور ُ‬
‫ث‬ ‫بها على ما ُ‬
‫اإليمان‪ ،‬وقد ح ِرمها قوم كثيرون؛ ِمن المع ِّط ِ‬
‫لة‬ ‫ِ‬ ‫تج َع ُل صاح َبها ُ‬
‫يذ ُ‬
‫وق حالو َة‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫مرات‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الفوائد وال َّث‬ ‫بعضا ِمن هذه‬ ‫والمؤو ِلة والمشب ِ‬
‫هة‪ ،‬وإليك ً‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ُ ِّ‬
‫وجل‪ :‬أن يع َل َم العبدُ َّ‬
‫أن الل َه‬ ‫عز َّ‬ ‫بصفات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫ِ‬
‫ثمرات‬ ‫‪ِ -1‬‬
‫فمن‬
‫ِ‬ ‫ب آثارها وم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫وج َبها؛ فهو ِوت ٌْر ُيح ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ب أسما َءه وصفاته ُيح ُّ َ‬ ‫ُسبحانَه كما ُيح ُّ‬
‫ِ‬ ‫ب ال َع ْف َو‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الج َ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫ِ‬
‫الشاكري َن‪،‬‬ ‫ب َّ‬ ‫شاكر ُيح ُّ‬
‫ٌ‬ ‫مال‪َ ،‬ع ُف ٌّو ُيح ُّ‬ ‫ب َ‬ ‫جميل ُيح ُّ‬ ‫الوت َْر‪،‬‬
‫القو ِة ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َ‬
‫أهل َّ‬ ‫الس ِتر‪ٌّ ،‬‬
‫قوي ُيح ُّ‬ ‫ب َ‬
‫أهل َّ‬ ‫أهل الحياء‪َ ،‬ست ٌير ُيح ُّ‬ ‫ب َ‬ ‫َح ِي ٌّي ُيح ُّ‬
‫ب‬ ‫عباده‪ ،‬بر ي ِحب األبرار‪ِ ٌ ،‬‬ ‫العل ِم ِمن ِ‬
‫أهل ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ِ‬
‫عدل ُيح ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌّ ُ ُّ‬ ‫عليم ُيح ُّ‬
‫ٌ‬ ‫المؤمني َن‪،‬‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫العدل‪.‬‬ ‫َ‬
‫أهل‬
‫ب والمح َّب ِة) ِ‬
‫لله تعالى‪ ،‬وأنَّه‬ ‫(الح ِّ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ -2‬‬
‫ومنها‪َّ :‬‬
‫أن العبدَ إذا آ َم َن بصفة ُ‬
‫وتقر َب إليه بما َيزيدُ ُح َّبه َو ُو َّده‬ ‫(رحيم َو ُدو ٌد)‪ ،‬استأن ََس لهذا َّ‬
‫الر ِّب‪َّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُسبحانَه‬
‫َ‬
‫يكون‬ ‫َّوافل حتَّى ُأ ِح َّبه»‪ ،‬وسعى إلى أن‬
‫إلي بالن ِ‬ ‫يتقر ُب َّ‬
‫زال العبدُ َّ‬ ‫له‪« ،‬وال َي ُ‬
‫بريل‪،‬‬‫فأح َّبه‪ ،‬ف ُيح ُّبه ِج ُ‬‫بريل‪ ،‬إنِّي ُأ ِحب فالنًا ِ‬ ‫يقول الل ُه فيهم‪« :‬يا ِج ُ‬ ‫ممن ُ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫أهل الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثم ينادي في الس ِ‬
‫ماء‪ ،‬ثم‬ ‫ب فالنًا فأح ُّبوه‪ ،‬ف ُيح ُّبه ُ َّ‬ ‫ماء‪َّ :‬‬
‫إن الل َه ُيح ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العظيمة‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫اإليمان بهذه الص ِ‬
‫فة‬ ‫ِ‬ ‫ومن ِ‬
‫آثار‬ ‫األرض»‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫بول في‬ ‫وض ُع له ال َق ُ‬‫ُي َ‬
‫ِّ‬
‫يكون محبو ًبا عند ِ‬
‫الله ‪ ،‬ف ْليتَّبِ ْع نب َّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ ‪ُ ‬ق ْل‬ ‫َ‬ ‫َمن أراد أن‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪32‬‬

‫ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِ ْن ُكنْتُم ت ِ‬


‫ب‬ ‫الله للعبد مرتبِ ٌط ُ‬
‫بح ِّ‬ ‫ون ال َّل َه َفاتَّبِ ُعوني ُي ْحبِ ْبك ُْم الل ُه‪ُ ،‬‬
‫وح ُّ‬ ‫ُح ُّب َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫القلب‪ ،‬وس ِقيت ِ‬ ‫لله‪ ،‬وإذا ُغ ِر َس ْت شجر ُة المح َّب ِة في‬ ‫العبد ِ‬
‫ِ‬
‫اإلخالص‪،‬‬ ‫بماء‬ ‫ِ ُ َ ْ‬
‫َت ُأ ُك َلها‬ ‫أنواع ال ِّث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومتاب ِ‬
‫مار‪ ،‬وآت ْ‬ ‫َ‬ ‫الحبيب ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ‪َ -‬‬
‫أثمر ْت‬ ‫عة‬ ‫ُ َ‬
‫حين ِ‬
‫بإذن ر ِّبها‪.‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫َّ‬

‫أور َثه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫والمع َّية)‪َ ،‬‬
‫‪ -3‬ومنها‪ :‬أنَّه إذا آ َم َن العبدُ بصفات‪( :‬العلمِ‪ ،‬واإلحاطة‪َ ،‬‬
‫الش ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫الخوف ِمن ِ‬
‫هيد؛ فإذا آ َم َن‬ ‫قيب‪َّ ،‬‬ ‫الم َّطل ِع عليه‪َّ ،‬‬
‫وجل‪ُ ،‬‬ ‫الله َّ‬ ‫َ‬ ‫ذلك‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بصفة‪( :‬السمعِ) ِ‬
‫بصفات‪:‬‬ ‫يقول َّإل ً‬
‫خيرا‪ ،‬وإذا آ َم َن‬ ‫يسم ُعه؛ فال ُ‬ ‫أن الل َه َ‬‫عل َم َّ‬ ‫َّ‬
‫والعين) ِ‬
‫ِ‬ ‫(البص ِر‪ ،‬والر ِ‬
‫ؤية‪ ،‬والن ِ‬
‫خيرا‪ ،‬فما‬ ‫أن الل َه يراه؛ فال يف َع ُل َّإل ً‬
‫عل َم َّ‬ ‫َّظر‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫يسم ُعه‪ ،‬ويراه‪ ،‬ويع َل ُم ما هو قائ ُله وعام ُله؟! أليس‬ ‫با ُلك ٍ‬
‫بعبد يع َل ُم َّ‬
‫أن الل َه َ‬
‫يفتقدَ ه حيث أمره؟! فإذا ِ‬
‫عل َم‬ ‫يجدَ ه الله حيث نهاه‪ ،‬وال ِ‬ ‫حريا بهذا ِ‬
‫العبد َّأل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬
‫عم َل ما ُي ِح ُّبه معبو ُده ومحبو ُبه‪،‬‬
‫حب‪ ،‬ويرضى)‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫هذا العبدُ وآ َم َن َّ‬
‫أن الل َه ( ُي ُّ‬
‫ت‪،‬‬ ‫والسخَ َط‪َ ،‬‬
‫والم ْق َ‬ ‫ب‪ ،‬والك ُْر َه‪َّ ،‬‬ ‫(الغض َ‬
‫َ‬ ‫أن ِمن صفاتِه‪:‬‬ ‫وما ُيرضيه‪ ،‬فإذا آ َم َن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واألَ َس َ‬
‫سخ َط‬‫يكر ُهه؛ حتَّى ال َي َ‬
‫ب مواله‪ ،‬وال َ‬ ‫ف‪ ،‬وال َّل ْع َن)‪ ،‬عم َل بما ال ُيغض ُ‬
‫ِ‬
‫بصفات‪( :‬ال َف َرحِ ‪،‬‬ ‫ويطر َده ِمن رحمتِه‪ ،‬فإذا آ َم َن‬ ‫عليه ويم ُقتَه‪ ،‬ثم يل َعنَه‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والب ْشب َش ِة‪ِ ِ َّ ،‬‬
‫لعباده‪ ،‬و َي َت َب ْش َب ُش لهم‪،‬‬ ‫الر ِّب ا َّلذي َ‬
‫يفر ُح‬ ‫والضحك)‪ ،‬أن َس لهذا َّ‬ ‫َ َ‬
‫يضح ُك‪.‬‬
‫َ‬ ‫خيرا ِمن َر ًّب‬ ‫ِ‬
‫ويضح ُك لهم؛ ما عد ْمنا ً‬‫َ‬
‫حمة‪ ،‬والر ِ‬
‫أفة‪،‬‬ ‫الله‪ِ ،‬من (الر ِ‬ ‫ِ‬
‫بصفات ِ‬ ‫‪ -4‬ومنها‪ :‬أنَّه إذا ِ‬
‫علم العبدُ وآ َم َن‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وإجابة الدُّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عاء)‪ ،‬فإنَّه ك َّلما‬ ‫ب‪ ،‬وال ُّلطف‪ ،‬وال َع ْف ِو‪ ،‬والمغفرة‪َّ ،‬‬
‫والس ِتر‪،‬‬ ‫والت َّْو ِ‬
‫وطمع فيما عند‬ ‫ويغفر له‪ ،‬ويتوب عليه‪ِ ،‬‬ ‫ذنب دعا الله أن يرحمه ِ‬ ‫و َق َع في ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ث‬
‫ُتارم‬ ‫ُعباَّرلا ُثحبلاّزع ِهللا تِافصب ِن اميإلا‬
‫م‬
‫‪33‬‬

‫بعباده المؤمنين؛ فأكس َبه هذا رجع ًة و َأ ْوب ًة إلى ِ‬


‫الله‬ ‫ِ‬ ‫طف‬‫ستر و ُل ٍ‬
‫الله ِمن ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫سبيل؛ كيف يي َئس من ِ‬ ‫اليأس إلى قلبِه ً‬ ‫َب‪ ،‬وال ِ‬
‫بصفات‪:‬‬ ‫يؤم ُن‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫يجدُ‬ ‫ك َّلما أذن َ‬
‫ف‬‫أن الل َه يت َِّص ُ‬ ‫الله من ِ‬
‫عل َم َّ‬ ‫رحمة ِ‬‫ِ‬ ‫والح ْلمِ)؟! كيف َي ْي َئ ُس ِمن‬‫ِ‬ ‫(الص ِبر‪،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫والعطاء)؟!‬ ‫(الكرمِ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بصفة‪:‬‬
‫َ‬
‫(القهر‪ ،‬وال َغ َل ِبة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بصفات‪:‬‬ ‫ف‬ ‫أن الل َه مت َِّص ٌ‬
‫أن العبدَ ا َّلذي يع َل ُم َّ‬
‫‪ -5‬ومنها‪َّ :‬‬
‫عج ُزه شي ٌء؛‬ ‫أن الل َه ال ُي ِ‬ ‫روت)‪ ،‬يع َل ُم َّ‬ ‫منة‪ ،‬والجب ِ‬ ‫درة‪ ،‬والهي ِ‬ ‫لطان‪ ،‬وال ُق ِ‬
‫والس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُّ‬
‫اآلخرة؛ فهو‬‫ِ‬ ‫عذ َبه في الدُّ نيا ق ْب َل‬
‫األرض‪ ،‬وأن ُي ِّ‬ ‫َ‬ ‫ف به‬ ‫فهو قادر على أن ِ‬
‫يخس َ‬ ‫ٌ‬
‫عباده‪ ،‬ذو‬ ‫هيمن على ِ‬ ‫عباده‪ ،‬وهو الغالب من غا َلبه‪ ،‬وهو الم ِ‬ ‫فوق ِ‬ ‫القاهر َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫فس ْبحان ر ِّب َي العظي ِم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والسلطان القدي ِم؛ ُ‬ ‫والج َبروت ُّ‬ ‫الملكوت َ‬ ‫َ‬
‫وجل‪ :‬أن ي َظ َّل العبدُ دائم الس ِ‬
‫ؤال‬ ‫عز َّ‬ ‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫بصفات ِ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫ِ‬
‫ثمرات‬ ‫ومن‬ ‫‪ِ -6‬‬
‫َ ُّ‬
‫ِ‬
‫والمغفرة) أن‬ ‫َّوب‪ ،‬وال َع ْف ِو‪،‬‬ ‫حمة‪ ،‬والت ِ‬ ‫بصفات‪( :‬الر ِ‬
‫ِ‬ ‫َب َ‬
‫سأ َله‬
‫َّ‬ ‫لر ِّبه؛ فإن أذن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويتوب عليه‪ ،‬ويع ُف َو عنه ويغف َر له‪ ،‬وإن خش َي على نفسه من ٍّ‬
‫عدو‬ ‫َ‬ ‫يرح َمه‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والقهر‪،‬‬ ‫والس ِ‬
‫لطان‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫(القو ِة‪ ،‬وال َغ َل ِبة‪،‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫بصفات‪:‬‬ ‫سأل الل َه‬ ‫ار‪َ ،‬‬ ‫تج ِّه ٍم ج َّب ٍ‬
‫ُم َ‬
‫قائل‪ :‬يا رب‪ ،‬يا ذا القو ِة والس ِ‬
‫لطان‬ ‫ماء ً‬ ‫روت)؛ رافعا يديه إلى الس ِ‬ ‫والجب ِ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬
‫سيب‪،‬‬ ‫حفيظ‪َ ،‬ح ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أن الل َه (ك ٌ‬
‫َفيل‪،‬‬ ‫روت‪ ،‬اك ِْفنِ ِيه‪ ،‬فإن آ َم َن َّ‬‫والقهر والجب ِ‬
‫ََ‬ ‫ِ‬

‫األح ِد‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الوكيل‪ ،‬وتوك ََّل على (الواحد‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وكيل)‪ ،‬قال‪َ :‬ح ْس ُبنا الل ُه ون َ‬
‫عم‬ ‫ٌ‬
‫ال‪ ،‬والقو ِة‪ ،‬والمن ِ‬
‫َعة) مانِ ُعه‬ ‫والشدَّ ِة‪ِ ،‬‬
‫والم َح ِ‬ ‫أن الل َه ذا (العز َِّة‪ِّ ،‬‬ ‫الصم ِد)‪ِ ،‬‬
‫وعل َم َّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬ ‫صيب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بصفات‪:‬‬ ‫بفقر دعا الل َه‬ ‫من أعدائه‪ ،‬ولن يصلوا إليه بإذنه تعالى‪ ،‬فإذا ُأ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بمرض دعاه؛ ألنَّه هو (ال َّط ُ‬
‫بيب‪،‬‬ ‫والكرمِ‪ ،‬والعطاء)‪ ،‬فإذا ُأ َ‬
‫صيب‬ ‫َ‬ ‫(الغنى‪،‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪34‬‬

‫الصالح َة؛‬
‫الذ ِّر َّي َة َّ‬
‫ويه َبه ُّ‬
‫يرز َقه َ‬
‫سأل الل َه أن ُ‬ ‫الشافي‪ ،‬الكافي)‪ ،‬فإن ُمنِ َع ُّ‬
‫الذ ِّر َّي َة َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫بصفات ِ‬ ‫ثمرات ِ‬
‫العل ِم‬ ‫ِ‬ ‫فإن ِمن‬
‫اب) ‪ ...‬وهكذا‪َّ ،‬‬ ‫(الرز ُ‬
‫الله‬ ‫الوه ُ‬
‫َّاق‪َّ ،‬‬ ‫ألنَّه هو َّ‬
‫ِ‬
‫واإليمان بها‪ُ :‬دعا َءه بها‪.‬‬

‫والقو ِة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫والجالل‪،‬‬ ‫الله‪ِ ،‬من (الع َظ ِ‬
‫مة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫صفات ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -7‬ومنها‪َّ :‬‬
‫أن العبدَ إذا تد َّب َر‬
‫أن الل َه‬ ‫عل َم َّ‬‫وعلم حقارتَها‪ ،‬وإذا ِ‬‫منة)‪ ،‬استص َغر نفسه‪ِ ،‬‬ ‫روت‪ ،‬والهي ِ‬ ‫والجب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫أح ٍد‪ ،‬ولم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‬ ‫يناز ِع الل َه فيما َخ َّ‬ ‫َص بصفة‪( :‬الك ْبرياء) لم يتك َّب ْر على َ‬ ‫مخت ٌّ‬
‫ك‪،‬‬ ‫(الغنى‪ ،‬والم ْل ِ‬
‫بصفة‪ِ :‬‬‫ِ‬ ‫أن الل َه مت َِّص ٌ‬
‫ف‬ ‫فات‪ ،‬وإذا ِ‬
‫عل َم َّ‬ ‫به نفسه ِمن الص ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫لك‪ ،‬ا َّلذي ُيعطي َمن‬ ‫والعطاء) استشعر افتقاره إلى مواله ال َغني‪ ،‬مالِ ِك الم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫يشا ُء‪ ،‬ويمن َُع َمن يشا ُء‪.‬‬

‫(القو ِة‪ ،‬والعز َِّة‪ ،‬والغ َل ِبة)‪،‬‬


‫َّ‬
‫ِ‬
‫بصفة‪:‬‬ ‫أن الل َه يت َِّص ُ‬
‫ف‬ ‫‪ -8‬ومنها‪ :‬أنَّه إذا ِ‬
‫عل َم َّ‬
‫الله؛ فال َي ِذ ُّل‬
‫عز ِة ِ‬‫وعزتَه ِمن َّ‬ ‫قو ِة ِ‬
‫الله‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫قوتَه من َّ‬ ‫ب َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وآ َم َن بها‪ ،‬عل َم أنَّه إنَّما يكتس ُ‬
‫ألمره‪.‬‬‫ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعلم أنَّه إن كان مع ِ‬ ‫لكافر‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫الله‪ ،‬كان الل ُه معه‪ ،‬وال غال َ‬ ‫َ‬ ‫وال يخن َُع‬
‫ِ‬
‫صفة‪:‬‬ ‫الله‪َّ :‬أل ُي ِ‬
‫ناز َع العبدُ الل َه في‬ ‫ِ‬
‫بصفات ِ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫ِ‬
‫ثمرات‬ ‫ومن‬‫‪ِ -9‬‬

‫ِ‬
‫َّحليل‪ ،‬والتَّحريمِ)؛ فال يحك ُُم َّإل بما‬ ‫(الحكمِ‪ ،‬واألُلوه َّي ِة‪ ،‬والتَّشريعِ‪ ،‬والت‬
‫ُ‬
‫أح َّل الل ُه‪ ،‬وال ُي ِح ُّل‬ ‫أنز َل الل ُه‪ ،‬وال يتحاك َُم َّإل إلى ما َ‬
‫أنز َل الل ُه؛ فال ِّ‬
‫يحر ُم ما َ‬ ‫َ‬
‫حر َم الل ُه‪.‬‬
‫ما َّ‬
‫ِ‬
‫والخداعِ) إذا‬ ‫ِ‬
‫واالستهزاء‪،‬‬ ‫والمك ِْر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -10‬ومنها‪َّ :‬‬
‫أن صفات‪( :‬الكيد‪َ ،‬‬
‫أحدَ‬ ‫الله وجاللِه وع َظمتِه‪ِ ،‬‬
‫عل َم ْ‬ ‫ِ‬
‫بذات ِ‬
‫أن ال َ‬ ‫يليق‬
‫آ َم َن بها العبدُ على ما ُ‬
‫خير الماكري َن ُسبحانَه‪ ،‬كما أنَّه ال‬
‫يستطيع أن َيكيدَ الل َه أو يمك َُر به‪ ،‬وهو ُ‬
‫ُ‬
‫ث‬
‫ُتارم‬ ‫ُعباَّرلا ُثحبلاّزع ِهللا تِافصب ِن اميإلا‬
‫م‬
‫‪35‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سيستهزئ به‬
‫ُ‬ ‫يستهزئ به أو يخدَ َعه؛ َّ‬
‫ألن الل َه‬ ‫َ‬ ‫أحدَ من َخ ْلقه ٌ‬
‫قادر على أن‬ ‫َ‬
‫ب عليه‪ ،‬ويم ُقتَه‪ ،‬و ُي ِّ‬
‫عذ َبه؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استهزاء ِ‬ ‫خاد ُعه‪ِ ،‬‬
‫ومن أ َث ِر‬ ‫وي ِ‬
‫يغض َ‬‫بالعبد‪ :‬أن َ‬ ‫الله‬ ‫ُ‬
‫وغضبِه‪.‬‬ ‫ت ِ‬
‫الله َ‬ ‫للعبد ِمن الوقو ِع في م ْق ِ‬
‫ِ‬ ‫اإليمان بهذه الص ِ‬
‫فات وقاي ًة‬ ‫ُ‬ ‫فكان‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫أن العبدَ ِ‬
‫فإن الل َه‬ ‫ويتر َك ذ َ‬
‫كره؛ َّ‬ ‫ص على َّأل ينسى ر َّبه ُ‬ ‫يحر ُ‬ ‫‪ -11‬ومنها‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫بصفة (الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫مت َِّص ٌ‬
‫يتركَه؛‬‫قادر على أن ينساه‪ ،‬أي‪ُ :‬‬ ‫ِّسيان‪ ،‬والت َّْرك)؛ فالل ُه ٌ‬ ‫ف‬
‫ونواه ِيه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألوامره‬ ‫دائم التَّذك ُِّر‬ ‫ِ‬
‫‪‬ن َُسوا ال َّل َه َفنَس َي ُه ْم‪ ،‬فيج َع ُله ذلك َ‬
‫(السالمِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أن الل َه مت َِّص ٌ‬‫أن العبدَ ا َّلذي يع َل ُم َّ‬
‫‪ -12‬ومنها‪َّ :‬‬
‫ف بصفة‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والص ِ‬ ‫ِ‬
‫السال ُم‪،‬‬‫َّفسي؛ فالل ُه هو َّ‬‫دق)‪ ،‬يش ُع ُر بال ُّطمأنينة والهدوء الن ِّ‬ ‫والمؤم ِن‪ِّ ،‬‬
‫ُ‬
‫ؤم ُن ا َّلذي َأ ِم َن َ‬
‫الخ ْل ُق‬ ‫فينشر السالم بين المؤمنين‪ ،‬وهو الم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫السال َم‪َ َّ ُ ُ ،‬‬‫ب َّ‬
‫ِ‬
‫و ُيح ُّ‬
‫دق)‪ ،‬وأنَّه وعَدَ ه‬ ‫(الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن الل َه مت َِّص ٌ‬ ‫ِمن ُظ ِ‬
‫لمه‪ ،‬وإذا اعت َقدَ العبدُ َّ‬
‫ف بصفة‪ِّ :‬‬
‫ٌ‬
‫صادق‬ ‫َّات تجري ِمن تحتِها األنهار‪ِ ،‬‬
‫عل َم َّ‬
‫أن الل َه‬ ‫عم َل صالحا‪ -‬جن ٍ‬ ‫‪-‬إن هو ِ‬‫ْ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫عامل يثِ ُق في‬
‫ٍ‬ ‫طاعة ٍ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬ ‫زيد ِمن ال َّط ِ‬
‫اعة‪،‬‬ ‫خ َلفه‪ ،‬فيد َفعه هذا لِم ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وعده‪ ،‬لن ي ِ‬
‫ُ‬
‫في ِ‬
‫ِ‬
‫مستأج ِره‪ :‬أنَّه ُمو ِّفيه ح َّقه وزيادةً‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وأجير في‬ ‫س ِّي ِده‪،‬‬

‫ين‪ ،‬واألصابعِ‪،‬‬ ‫ِ‬


‫كـ(الوجه‪ ،‬واليدَ ِ‬ ‫صفات ِ‬
‫الله الخبر َّي َة؛‬ ‫ِ‬ ‫‪ -13‬ومنها‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وغيرها)‬ ‫ِ‬ ‫اق‪،‬‬ ‫والس ِ‬ ‫واألنامل‪ ،‬والقدَ َم ِ‬
‫ِ‬
‫للعباد؛‬ ‫عب‬ ‫كاالختبار َّ‬ ‫تكون‬ ‫ين‪َّ ،‬‬
‫تمثيل وال‬‫ٍ‬ ‫وجل بال‬‫عز َّ‬ ‫الله َّ‬‫بذات ِ‬‫ِ‬ ‫يليق‬‫وجه ُ‬ ‫فمن آمن بها وصدَّ َق بها على ٍ‬
‫َ َ َ‬
‫العل ِم‬‫صفة ِ‬
‫إثبات ِ‬‫ِ‬ ‫فرق بين‬ ‫عند ر ِّبنا‪ ،‬وال َ‬ ‫كل ِمن ِ‬ ‫تكييف‪ ،‬وقال‪ٌّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫تحريف وال‬ ‫ٍ‬

‫فوزا‬ ‫فات ‪َ -‬من هذا إيمانُه و ُمعت َقدُ ه فقد فاز ً‬ ‫درة وبين هذه الص ِ‬ ‫والحياة وال ُق ِ‬
‫ِ‬
‫ِّ‬
‫حيح‪ ،‬وأو َل هذه الص ِ‬ ‫قيم على الن ِ‬
‫فات‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الص ِ‬‫َّقل َّ‬ ‫الس َ‬ ‫عظيما‪ ،‬و َمن قدَّ َم عق َله َّ‬‫ً‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪36‬‬

‫جاز‪ ،‬و َأ ْلحدَ فيها‪ ،‬وع َّطلها وحرفها ‪ -‬فقد ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬
‫خسر ُخسرانًا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫وج َع َلها من َ‬
‫ف به َن ْف َسه‪َّ ،‬‬
‫وكذ َب‬ ‫وص َ‬ ‫ٍ‬
‫وصفة‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُمبِينًا؛ إذ َّفر َق بين‬
‫وكذ َب الل َه فيما َ‬ ‫صفة‬
‫اإليمان بهذه الص ِ‬
‫فات‬ ‫ِ‬ ‫رسو َله ص َّلى الله عليه وس َّلم‪ ،‬فلو لم ي ُكن ِمن ِ‬
‫ثمرة‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحدي َن‪ ،‬لكفى بها ثمرةً‪ ،‬ولو لم‬ ‫الم ِّ‬ ‫َّإل أن تُدخ َل صاح َبها في ُزمرة ُ‬
‫المؤمني َن ُ‬
‫لله ورسولِه‬‫وحدَ المصدِّ َق ِ‬
‫ُ‬ ‫الم ِّ‬
‫الحق ُ‬
‫ؤم َن َّ‬‫َمي ُز الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي ُك ْن من ثمراتها َّإل أنَّها ت ِ ُ‬
‫ِ‬
‫نصوصهما‪،‬‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫تجر َأ عليهما‪َّ ،‬‬
‫وحر َ‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم من ذاك ا َّلذي َّ‬
‫ثمرات أخرى‬ ‫ٍ‬ ‫أن هناك‬ ‫عل ْم َت َّ‬‫واستدر َك عليهما ‪ -‬لكفى؛ فكيف إذا ِ‬
‫َ‬
‫وجها‬
‫ً‬ ‫أن ِ‬
‫لله‬ ‫فات الخ َبر َّي ِة؛ منها‪ :‬أنَّك إذا آ َمن َْت َّ‬
‫لإليمان بهذه الص ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫عظيم ًة‬
‫نعم الله على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بجاللِه وع َظمتِه‪َّ ،‬‬
‫عبده يو َم‬ ‫َّظر إليه من أع َظ ِم ما ُي ُ ُ‬ ‫وأن الن َ‬ ‫يليق َ‬ ‫ُ‬
‫َّظر إلى ِ‬ ‫الصالحي َن ‪َ -‬‬ ‫ِ‬
‫وجهه الكري ِم‪،‬‬ ‫سأ ْل َت الل َه الن َ‬ ‫القيامة‪ ،‬وقد وعَدَ به عبا َده َّ‬
‫الخير بين‬
‫َ‬ ‫يضها نفق ٌة‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫لى ال َي ِغ ُ‬ ‫أن ِ‬
‫لله يدً ا َم ْ َ‬ ‫فأعطاكه‪ ،‬وأنَّك إذا آ َمن َْت َّ‬
‫عين ِمن‬
‫أن قل َبك بين إِص َب ِ‬
‫عل ْم َت َّ‬ ‫سأ ْلتَه مما بين يدَ ي ِه‪ ،‬وإذا ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫يدَ ْي ِه ُسبحانَه‪َ ،‬‬

‫سأ ْل َت الل َه أن ُيث ِّب َت قل َبك على ِدينِه‪ ...‬وهكذا‪.‬‬


‫حمن‪َ ،‬‬
‫الر ِ‬ ‫أصاب ِع َّ‬
‫وتقديسه‬ ‫وجل‪َ :‬تن ِْزي ُه ِ‬
‫الله‬ ‫عز َّ‬ ‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫بصفات ِ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫ِ‬
‫ثمرات‬ ‫ومن‬ ‫‪ِ -14‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫علم َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس‪،‬‬ ‫أن من صفاته‪( :‬ال ُقدُّ َ‬ ‫فمن َ‬ ‫َّقائص‪ ،‬ووص ُفه بصفات الكمال؛ َ‬ ‫عن الن‬
‫أن الل َه‪َ  :‬ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه َش ْيء‪.‬‬ ‫ونقص‪ِ ،‬‬
‫وعل َم َّ‬ ‫ٍ‬ ‫كل ٍ‬
‫عيب‬ ‫وح)‪ ،‬ن ََّز َه الل َه َعن ِّ‬
‫الس ُّب َ‬
‫ُّ‬
‫الله‪( :‬الحياةَ‪ ،‬والبقاء)‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫أن ِمن‬ ‫أن من ِ‬
‫عل َم َّ‬
‫عل َم أنَّه‬ ‫َ‬ ‫‪ -15‬ومنها‪َ َّ :‬‬
‫فأور َثه ذلك مح َّب ًة‬ ‫ِ‬
‫وتعظيما‬
‫ً‬ ‫تأخ ُذه سنَ ٌة وال نو ٌم؛ َ‬
‫يموت‪ ،‬وال ُ‬
‫ُ‬ ‫إلها ال‬
‫يع ُبدُ ً‬
‫الر ِّب ا َّلذي هذه ِصفتُه‪.‬‬ ‫ً‬
‫وإجالل لهذا َّ‬
‫ث‬
‫ُتارم‬ ‫ُعباَّرلا ُثحبلاّزع ِهللا تِافصب ِن اميإلا‬
‫م‬
‫‪37‬‬

‫ِ‬
‫واالستواء على‬ ‫لو‪ ،‬والفوق َّي ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -16‬ومن ثمرات اإليمان بصفة‪( :‬ال ُع ِّ‬
‫الح ِ‬
‫لول‬ ‫عن ُ‬ ‫أن الل َه ُم َّنز ٌه ِ‬ ‫أن العبدَ يع َل ُم َّ‬ ‫رب‪ ،‬والدُّ ن ُِّو)‪َّ :‬‬‫ُول‪ ،‬وال ُق ِ‬‫العرش‪ ،‬والنُّز ِ‬
‫ِ‬
‫شيء‪ ،‬بائ ٌن عن َخ ْل ِقه‪ُ ،‬مست ٍَو‬ ‫كل ٍ‬ ‫كل ٍ‬
‫شيء‪ُ ،‬م َّط ِل ٌع على ِّ‬ ‫فوق ِّ‬ ‫ِ‬
‫بالمخلوقات‪ ،‬وأنَّه َ‬
‫وجدَ ه قري ًبا‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫على ِ‬
‫قريب من عبده بعلمه‪ ،‬فإذا احتاج العبدُ إلى ر ِّبه َ‬ ‫ٌ‬ ‫عرشه‪ ،‬وهو‬
‫اآلخ ِر ِمن‬
‫لث ِ‬ ‫ماء الدُّ نيا في ال ُّث ِ‬ ‫وينز ُل إلى الس ِ‬ ‫فيستجيب دعا َءه‪ِ ،‬‬ ‫منه‪ ،‬فيدعوه‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ث ذلك‬ ‫فأستجيب له‪ ،‬ف ُي ِ‬
‫ور ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪َ :‬من َيدْ عوني‬ ‫ليق به ُسبحانَه‪،‬‬ ‫يل‪ ،‬كما َي ُ‬‫ال َّل ِ‬
‫ِ‬
‫القريب منه؛ فهو‬ ‫ِ‬
‫األوقات ا َّلتي يخلو فيها مع ر ِّبه‬ ‫العبد بتف ُّق ِد هذه‬
‫حرصا عند ِ‬
‫ً‬
‫لوه‪ ،‬بعيدٌ في ُد ِّنوه‪.‬‬
‫قريب في ُع ِّ‬
‫ٌ‬ ‫ُسبحانَه‬
‫رآن كالم ِ‬
‫الله يج َع ُل‬ ‫وأن ال ُق َ‬
‫بصفة‪( :‬الكالمِ)‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫اإليمان‬ ‫‪ -17‬ومنها‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫ُ‬
‫نس ُ‬
‫ان‬ ‫رآن أنَّه يقر ُأ كالم ِ‬
‫الله‪ ،‬فإذا َقر َأ‪ :‬يا َأ ُّي َها ِ‬ ‫يقر ُأ ال ُق َ‬ ‫ِ‬
‫اإل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫العبدَ يستشع ُر وهو َ‬
‫طير قل ُبه‬
‫ث إليه‪ ،‬ف َي ُ‬ ‫أن الل َه ُيك ِّل ُمه ويتحدَّ ُ‬ ‫َما َغ َّر َك بِ َر ِّب َك ا ْلك َِري ِم‪َ ،‬‬
‫أح َّس َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن الل َه س ُيك ِّل ُمه‬
‫حيح َّ‬
‫الص ِ‬ ‫وقر َأ في الحديث َّ‬
‫الصفة‪َ ،‬‬ ‫وج ًل‪ ،‬وأنَّه إذا آ َم َن بهذه ِّ‬‫َ‬
‫يعصي الل َه في الدُّ نيا‪ ،‬وأعَدَّ‬ ‫ٌ‬
‫َرجمان‪ ،‬استح َيا أن‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬ليس بينه وبينه ت‬ ‫يو َم‬
‫َ‬
‫الحساب والس ِ‬
‫ؤال جوا ًبا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لذلك‬
‫ُّ‬
‫وآثار‬ ‫ثمرات عظيم ٌة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ولإليمان بها‬ ‫لله تعالى َّإل‬ ‫ٍ‬
‫صفة ِ‬ ‫وهكذا‪ ،‬فما ِمن‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫والجماعة‬ ‫السن َِّة‬ ‫اإليمان؛ فما أع َظم نِ َعم ِ‬
‫الله على ِ‬ ‫ِ‬ ‫كبير ٌة ُمترتِّب ٌة على ذلك‬
‫أهل ُّ‬ ‫َ َ‬
‫الوجه ا َّلذي يليق ِ‬
‫بالله تعالى!‬ ‫ِ‬ ‫ا َّلذين آ َمنوا ِّ‬
‫بكل ذلك على‬
‫َ‬
‫ات‬
‫الص َف ُ‬
‫ِّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪41‬‬

‫(((‬
‫األولِ َّي ُة‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫اسمه‪( :‬األو ِل)‪ ،‬ال َّث ِ‬
‫ابت في‬ ‫وجل‪ ،‬وذلك ِمن ِ‬ ‫عز َّ‬‫صف ٌة ذات َّي ٌة للهِ َّ‬
‫َّ‬
‫والسن َِّة‪ ،‬ومعناه‪ :‬ا َّلذي ليس ق ْب َله شي ٌء‪.‬‬
‫ُّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫اه ُر َوال َباطِ ُن َو ُه َو بِك ُِّل َش ْي ٍء َع ِليم‪‬‬ ‫قو ُله تعالى‪ :‬هو األَو ُل و ِ‬
‫اآلخر وال َّظ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ َّ َ‬
‫[الحديد‪.]3 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫األو ُل؛ فليس‬
‫أنت َّ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة رضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪ ...« :‬ال َّل َّ‬
‫هم َ‬ ‫ُ‬
‫ق ْب َلك شيء‪.(((»...‬‬

‫كل ما ِسواه‪،‬‬ ‫وجل سابق ٌة على َّأول َّي ِة ِّ‬ ‫عز َّ‬ ‫«فأول َّي ُة ِ‬
‫الله َّ‬ ‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪َّ :‬‬
‫وآخر َّيتُه‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫شيء‪ِ ،‬‬ ‫فأول َّيتُه‪َ :‬س ْب ُقه ِّ‬
‫لكل‬ ‫آخر َّي ِة ِّ‬
‫وآخريتُه ثابت ٌة بعد ِ‬ ‫ِ‬
‫كل ما سواه؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫شيء‪ ،‬ومعنى‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬‫لوه على ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫بقاؤه بعد ِّ‬
‫كل شيء‪ ،‬وظاهر َّيتُه ُسبحانَه‪ :‬فوق َّيتُه و ُع ُّ‬ ‫ُ‬
‫وأحاط بباطنِه‪ ،‬وبطونُه‬ ‫َ‬ ‫يء‪ :‬هو ما عال منه‬ ‫الش ِ‬‫وظاهر َّ‬ ‫لو‪،‬‬ ‫ال ُّظ ِ‬
‫ُ‬ ‫هور يقتضي ال ُع َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُسبحانَه‪ :‬إحاطتُه ِّ‬
‫رب‬‫أقر َب إليه من نفسه‪ ،‬وهذا ُق ٌ‬ ‫ُ‬
‫يكون َ‬ ‫شيء‪ ،‬بحيث‬ ‫بكل‬
‫ِ‬
‫األربعة‬ ‫ِ‬
‫األسماء‬ ‫فمدار هذه‬ ‫لون وهذا ٌ‬
‫لون؛‬ ‫حب ِمن حبيبِه‪ ،‬هذا ٌ‬ ‫غير ُق ِ‬
‫ُ‬ ‫الم ِّ‬
‫رب ُ‬ ‫ُ‬
‫وآخر َّيتِه‬
‫إحاطتان‪ :‬زماني ٌة‪ ،‬ومكاني ٌة؛ فإحاط ُة أوليتِه ِ‬
‫َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلحاطة‪ ،‬وهي‬ ‫على‬
‫آخر َّيتِه؛‬
‫آخر انتهى إلى ِ‬ ‫وكل ٍ‬‫سابق انتهى إلى َّأول َّيتِه‪ُّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫بال َق ْب ِل وال َب ْع ِد؛ ُّ‬
‫فكل‬

‫لحسن االستهالل‪.‬‬
‫بدأت بهذه الصفة مراعا ًة ُ‬
‫ُ‬ ‫(((‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2713‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪42‬‬

‫واألواخ ِر‪ ،‬وأحا َط ْت ظاهر َّيتُه وباطن َّيتُه‬‫ِ‬ ‫ِ‬


‫باألوائل‬ ‫فأحا َط ْت أوليتُه ِ‬
‫وآخر َّيتُه‬ ‫َّ َّ‬
‫ٍ‬
‫باطن َّإل والل ُه‬ ‫ظاهر َّإل والل ُه فو َقه‪ ،‬وما ِمن‬‫ٍ‬ ‫وباطن‪ ،‬فما ِمن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ظاهر‬ ‫ِّ‬
‫بكل‬
‫فاألو ُل ِقدَ ُمه‪،‬‬
‫َّ‬
‫دونَه‪ ،‬وما ِمن أو ٍل َّإل والله قب َله‪ ،‬وما ِمن ِ‬
‫آخ ٍر َّإل والل ُه بعدَ ه؛‬ ‫ُ ْ‬ ‫َّ‬
‫لوه و َع َظمتُه‪ ،‬والباط ُن ُقر ُبه و ُدن ُُّوه؛ فس َب َق‬ ‫ِ‬
‫وبقاؤه‪ ،‬وال َّظ ُ‬
‫اهر ُع ُّ‬ ‫ُ‬ ‫واآلخ ُر دوا ُمه‬
‫هوره‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫شيء ب ُظ ِ‬ ‫كل‬ ‫بآخر َّيتِه‪ ،‬وعال على ِّ‬ ‫ٍ‬
‫شيء ِ‬ ‫شيء بأوليتِه‪ِ ،‬‬
‫وبق َي بعد ِّ‬
‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫كل‬
‫َّ َّ‬
‫أرضا‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬
‫شيء ببطونِه‪ ،‬فال ت ِ‬ ‫ودنا ِمن ِّ‬
‫أرض ً‬
‫ُواري منه سما ٌء سما ًء‪ ،‬وال ٌ‬ ‫كل‬
‫والغيب عنده َشهادةٌ‪ ،‬والبعيدُ‬
‫ُ‬ ‫ظاهر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ظاهر باطنًا‪ ،‬بل الباط ُن له‬
‫ٌ‬ ‫ب عنه‬
‫يحج ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫أركان‬ ‫ُ‬
‫تشتمل على‬ ‫والس ُّر عنده عالن َي ٌة؛ فهذه األسما ُء األربع ُة‬
‫قريب‪ِّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫منه‬
‫اهر في ُبطونِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫األو ُل في آخر َّيته‪ ،‬واآلخ ُر في َّأول َّيته‪ ،‬وال َّظ ُ‬
‫ِ‬
‫التَّوحيد؛ فهو َّ‬
‫وظاهرا وباطنًا»(((‪.‬‬ ‫هوره‪ ،‬لم َيز ْل أو ًل ِ‬
‫وآخ ًرا‪،‬‬ ‫والباط ُن في ُظ ِ‬
‫ً‬ ‫َّ‬

‫يء‬
‫ج ُ‬‫الم ِ‬
‫ان َو َ‬ ‫ا ِ‬
‫إل ْت َي ُ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬
‫ِ‬
‫ثابتتان‬ ‫صفتان فِعلي ِ‬
‫تان‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫ون إِال َأ ْن َي ْأتِ َي ُه ُم الل ُه فِي ُظ َل ٍل ِم ْن ال َغ َما ِم‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬هل َين ُظ ُر َ‬
‫والم ِ‬
‫الئ َك ُة َو ُق ِض َي األَ ْم ُر‪[ ‬البقرة‪.]210 :‬‬ ‫َ َ‬

‫الئ َك ُة َأ ْو َي ْأتِ َي َر ُّب َ‬


‫ك َأ ْو َي ْأتِ َي‬ ‫ون َّإل َأ ْن ت َْأتِيهم الم ِ‬
‫َُ ُ َ‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫‪‬هل َين ُظ ُر َ‬
‫ات َر ِّب َك‪[ ‬األنعام‪.]158 :‬‬ ‫بع ُض آي ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬

‫الم َل ُك َص ًّفا َص ًّفا‪[ ‬الفجر‪.]22 :‬‬ ‫اء َر ُّب َ‬


‫ك َو َ‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫‪‬و َج َ‬
‫((( «طريق الهجرتين» (ص ‪.)27‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪43‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫إلي ِذرا ًعا‪،‬‬
‫تقر َب َّ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة رضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪ْ ...« :‬‬
‫وإن َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وإن أتاني يمشي‪ ،‬أ َت ْيتُه َه ْرول ًة»(((‪.‬‬
‫تقر ْب ُت إليه با ًعا‪ْ ،‬‬
‫َّ‬
‫الخدري رضي الله عنه في الر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ؤية‪ ...« :‬قال‪ :‬فيأتيه‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫حديث أبي سعيد ُ ِّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬
‫فيقول‪ :‬أنا ر ُّبكم‪.(((»...‬‬ ‫مر ٍة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫غير صورته ا َّلتي ر َأ ْوه فيها َّأو َل َّ‬
‫ٍ‬
‫صورة ِ‬ ‫الج َّبار في‬

‫اآلية األُولى‪:‬‬ ‫تفسير ِ‬‫ِ‬ ‫قال اب ُن َج ٍ‬


‫رير في‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«اخت ُِل َ‬
‫‪‬هل‬ ‫تبارك وتعالى‪ ،‬ا َّلذي ذك ََره في قوله‪َ :‬‬ ‫الر ِّب َ‬‫ف في صفة إتيان َّ‬
‫ف‬ ‫وص َ‬ ‫غير ا َّلذي َ‬ ‫بعضهم‪ :‬ال صف َة لذلك ُ‬ ‫ون إِال َأ ْن َي ْأتِ َي ُه ُم الل ُه‪ ،‬فقال ُ‬ ‫َين ُظ ُر َ‬
‫ِ‬
‫القول‬ ‫ف‬ ‫وغير ٍ‬
‫جائز تك ُّل ُ‬ ‫ول‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واإلتيان والن ُُّز ِ‬ ‫وجل ِمن الم ِ‬
‫جيء‬ ‫عز َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نفسه َّ‬ ‫به َ‬
‫ُ‬ ‫رس ٍل؛ فأ َّما‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بخبر ِمن ِ‬ ‫ألح ٍد َّإل ٍ‬
‫القول‬ ‫جل جال ُله‪ ،‬أو من رسول ُم َ‬ ‫الله َّ‬ ‫في ذلك َ‬
‫جائز ألح ٍد ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫االستخراج َّإل بما ذك َْرنا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫جهة‬ ‫فغير ٍ َ‬ ‫في صفات الله وأسمائه ُ‬
‫األو َل‪.‬‬
‫القول َّ‬‫َ‬ ‫رج َح‬ ‫آخرون‪ ،»...:‬ثم َّ‬ ‫وقال َ‬

‫عز َّ‬
‫وجل يجي ُء يو َم‬ ‫«وأجمعوا على أنَّه َّ‬
‫َ‬ ‫األشعري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الحس ِن‬
‫َ‬ ‫وقال أبو‬
‫والم َل ُك َص ًّفا َص ًّفا‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬
‫القيامة َ‬
‫يخ محمد خليل الهراس‪ -‬مع ِّل ًقا على استِ ِ‬
‫يخ اإلسال ِم‬
‫دالل َش ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الش ُ ُ َّ‬
‫وقال َّ‬
‫ِ‬
‫اآليات‬ ‫جيء‪« :-‬في هذه‬ ‫اإلتيان والم ِ‬‫ِ‬ ‫ابقة على إ ْث ِ‬
‫بات ِصفت َِي‬ ‫باآليات الس ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫اإلتيان والم ِ‬
‫جيء‪ ،‬وا َّلذي‬ ‫ِ‬ ‫الفعل‪ ،‬وهما صفتا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات‬ ‫فتين ِمن‬
‫إثبات ِص ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7405‬ومسلم (‪.)2675‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7439‬ومسلم (‪.)183‬‬
‫((( «رسالة إلى أهل الثغر» (ص‪.)227‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪44‬‬

‫اإليمان بذلك على حقيقتِه‪ ،‬واالبتعا ُد عن الت ِ‬


‫َّأويل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والجماعة‬ ‫السن َِّة‬ ‫عليه ُ‬
‫أهل ُّ‬
‫ٌ‬
‫وتعطيل»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة إلحا ٌد‬ ‫ا َّلذي هو في‬
‫وان ُظر كالم الب َغوي في ِ‬
‫صفة‪( :‬األصابعِ) ‪.‬‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫واحد‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫حديث‬ ‫ِ‬
‫قترنتين في‬ ‫اإلتيان والم ِ‬
‫جيء ُم‬ ‫ِ‬ ‫فائدةٌ‪ :‬لقد جا َء ْت صفتا‬
‫َ‬
‫حديث أبي ُه َرير َة رضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬إذا تَل َّقاني عبدي ٍ‬
‫بشبر تَل َّق ْيتُه‬ ‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأسر َع»(((‪.‬‬ ‫بذراعٍ‪ ،‬وإذا تَل َّقاني بذرا ٍع تل َّق ْيتُه بباعٍ‪ ،‬وإذا تَل َّقاني ببا ٍع جئتُه أ َت ْيتُه َ‬
‫بعضها ِ‬ ‫«ج ْئتُه أ َتيتُه»‪ ،‬وفي ِ‬
‫أكثر النُّس ِخ‪ِ :‬‬
‫«ج ْئتُه‬ ‫ْ‬ ‫َّووي‪« :‬هكذا هو في ِ َ‬ ‫قال الن ُّ‬
‫صحيح‬ ‫واألو ُل‬ ‫ِ‬
‫ظاهرتان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وهاتان‬ ‫بأسرع» فقط‪ ،‬وفي ِ‬
‫بعضها‪« :‬أ َت ْيتُه»‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫فظ‪،‬‬‫اختالف ال َّل ِ‬
‫ِ‬ ‫َّوكيد‪ ،‬وهو َح َس ٌن‪ ،‬ال س َّيما عند‬ ‫أيضا‪ ،‬والجمع بينهما للت ِ‬ ‫ً‬
‫ُ‬
‫والل ُه أع َل ُم»‪.‬‬

‫ا ِ‬
‫إل َجا َب ُة‬
‫جيب) ٌ‬
‫اسم‬ ‫و(الم ُ‬
‫ُ‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫َّ‬
‫وجل‬ ‫عز‬ ‫صفة فِعل َّي ٌة‪ٌ ،‬‬
‫ثابتة لله َّ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫ِمن‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫يع َع َم َل َع ِام ٍل ِمنْك ُْم‪‬‬ ‫ِ‬
‫اب َل ُه ْم َر ُّب ُه ْم َأنِّي ال ُأض ُ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬ف ْ‬
‫است ََج َ‬
‫[آل عمران‪.]195 :‬‬

‫يب‪[ ‬هود‪.]61 :‬‬


‫ج ٌ‬‫يب ُم ِ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬إِ َّن َر ِّبي َق ِر ٌ‬

‫((( «شرح الواسطية» (ص‪.)112‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)3-2675‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪45‬‬

‫ادي َعنِّي َفإِنِّي َق ِريب ُأ ِجيب د ْعو َة الدَّ ِ‬


‫اعي إِ َذا‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬وإِ َذا س َأ َل َك ِعب ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫د َع ِ‬
‫ان‪[ ‬البقرة‪.]186 :‬‬ ‫َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫قطيعة ِ‬
‫رح ٍم ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للعبد ‪ -‬ما لم َيدْ ُع بإث ٍم أو‬ ‫ستجاب‬ ‫حديث‪« :‬ال ُ‬
‫يزال ُي‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫«يقول‪ :‬قد د َع ْو ُت‬ ‫ُ‬
‫االستعجال؟ قال‪:‬‬ ‫رسول ِ‬
‫الله‪ ،‬ما‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫يستعج ْل»‪ ،‬قيل‪ :‬يا‬ ‫ما لم‬
‫ِ‬
‫فيستحس ُر عند ذلك‪ ،‬و َيدَ ُع الدُّ عا َء»(((‪.‬‬ ‫ستجيب لي‪،‬‬ ‫وقد د َع ْو ُت فلم َأر َي‬
‫ُ‬

‫بن ع َّب ٍ‬
‫اس رضي الل ُه عنهما مرفو ًعا‪َ ...« :‬أل وإنِّي‬ ‫حديث ِ‬
‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫عز‬ ‫كوع ف َع ِّظموا فيه َّ‬
‫الر َّب َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫أقر َأ ال ُق َ‬
‫رآن راك ًعا أو ساجدً ا‪ ،‬فأ َّما ُّ‬ ‫ن ُِه ُ‬
‫يت أن َ‬
‫ستجاب لكم»(((‪.‬‬ ‫وجل‪ ،‬وأما السجود فاجت َِهدوا في الدُّ ِ‬
‫عاء؛ َف َق ِم ٌن أن ُي‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُّ‬
‫ُ‬
‫الحافظ اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬ ‫قال‬

‫يب لِك ُِّل َمـــ ْن نَا َدانِي‬


‫الم ِج ُ‬
‫ــــ ُه َأنَا ُ‬ ‫ول‪َ :‬من َيدْ ُعو ُأ ِج ْبـ‬ ‫الم ِج ُ‬
‫يب َي ُق ُ‬ ‫«و ُه َو ُ‬
‫َ‬
‫(((‬
‫ـــر َوفِـــي إِ ْع َل ِن»‬ ‫ِ‬
‫َيدْ ُعو ُه في س ٍّ‬ ‫الم ْض َط ِّر إ ْذ‬ ‫ِ‬
‫ـــوة ُ‬
‫ِ‬
‫الم ِج ُ‬
‫يب لدَ ْع َ‬ ‫َو ُه َو ُ‬

‫أسمائه ُسبحانَه‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫األبيات‪ِ :‬‬


‫«ومن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شرح هذه‬ ‫اس في‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫الهر ُ‬
‫يخ َّ‬
‫ِ‬
‫نوعان‪ :‬إجاب ٌة عا َّم ٌة‬ ‫ِ‬
‫اإلجابة‪ ،‬وإجابتُه تعالى‬ ‫فاعل ِمن‬
‫ٍ‬ ‫اسم‬
‫جيب)‪ ،‬وهو ُ‬ ‫(الم ُ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫مسألة‪.(((»...‬‬ ‫ٍ‬
‫عبادة‪ ،‬أو دعا َء‬ ‫ِّ‬
‫لكل َمن دعاه دعا َء‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2735‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)479‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 720/3‬رقم ‪ 3305‬و ‪.)3306‬‬
‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)87/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪46‬‬

‫ومن ِ‬
‫آثاره‪ :‬اإلجاب ُة للدَّ اعي َن‪،‬‬ ‫يخ عبدُ الرحمن السعدي‪ِ ...« :‬‬
‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ُّ‬
‫أي‬‫مهما كانوا‪ ،‬وعلى ِّ‬ ‫جيب إجاب ًة عا َّم ًة للدَّ اعي َن َ‬
‫الم ُ‬ ‫واإلناب ُة للعابدي َن؛ فهو ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫خاص ًة‬
‫جيب إجاب ًة َّ‬ ‫الم ُ‬‫المط َل ِق‪ ،‬وهو ُ‬ ‫حال كانوا؛ كما وعَدَ هم بهذا الوعد ُ‬
‫للم ْض َط ِّري َن‪ ،‬و َم ِن‬ ‫للمستجيبين له‪ ،‬المنقادين َ ِ‬
‫أيضا ُ‬
‫جيب ً‬
‫الم ُ‬ ‫لشرعه‪ ،‬وهو ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫طم ًعا ورجا ًء وخو ًفا»(((‪.‬‬ ‫وقو َي تع ُّل ُقهم به َ‬ ‫رجاؤهم ِمن المخلوقي َن‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫انق َط َع‬

‫عز َّ‬ ‫وممن َأثب َت اسم (الم ِجيب) ِ‬


‫الخ َّط ُّ‬
‫ابي(((‪ ،‬واب ُن حزم(((‪،‬‬ ‫وجل‪َ :‬‬ ‫لله َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫عدي(((‪ ،‬واب ُن‬
‫والس ُّ‬
‫األصبهاني(((‪ ،‬واب ُن الق ِّيم(((‪ ،‬واب ُن حجر(((‪ِّ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫السنة‬
‫وقوام ُّ‬
‫َّ‬
‫ُع َثيمين(((‪.‬‬

‫ا ِ‬
‫إل َحا َط ُة‬
‫ان ُظ ْر‪ُ :‬‬
‫(المحيط)‪.‬‬

‫األَ َح ُد‬
‫ِ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫األحدُ ‪ ،‬وهو صف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬واألحد ٌ‬
‫اسم له‬ ‫جل وعال بأنَّه َ‬ ‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ُسبحانَه وتعالى‪.‬‬

‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)304/5‬‬


‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)72‬‬
‫((( «المحلى باآلثار» (‪.)282/6‬‬
‫المحجة» (‪.)174/1‬‬
‫َّ‬ ‫«الحجة في بيان‬
‫((( ُ‬
‫((( كما تقدم في البيتين السابقين‪.‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)304/5‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪47‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫قو ُله تعالى‪ُ  :‬قل ُه َو الل ُه َأ َحدٌ ‪[ ‬اإلخالص‪.]1 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫َّخ َذ الل ُه و َلدً ا‪ ،‬وأنا‬
‫اي‪ ،‬فقو ُله‪ :‬ات َ‬ ‫الحديث ال ُق ُّ‬
‫دسي‪ ...« :‬وأ َّما َشت ُْمه إ َّي َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫أحدٌ »(((‪.‬‬‫الص َمدُ ‪ ،‬لم ألدْ ولم ُأو َلدْ ‪ ،‬ولم ي ُك ْن لي ُك ُف ًوا َ‬
‫األحدُ َّ‬
‫الل ُه َ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫َ‬ ‫أن‬‫حديث ُب َريد َة َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫أنت الل ُه‪ ،‬ال إل َه َّإل‬ ‫هم إنِّي َ‬ ‫ِ‬
‫أسأ ُلك أنِّي َ‬
‫أشهدُ أن ََّك َ‬ ‫يقول‪« :‬ال َّل َّ‬
‫رجل ُ‬ ‫سمع ً‬

‫األحدُ َّ‬
‫الص َمدُ ‪.((( »...‬‬ ‫أنت‪َ ،‬‬
‫َ‬

‫معناه‪:‬‬

‫‪ -1‬ا َّلذي ال شبي َه له وال َ‬


‫نظير(((‪.‬‬

‫األحدُ ‪ :‬ال َف ْر ُد(((‪.‬‬


‫‪َ -2‬‬
‫َ‬
‫عديل‪ ،‬وال‬ ‫وزير‪ ،‬وال نديدَ ‪ ،‬وال شبي َه‪ ،‬وال‬
‫نظير له‪ ،‬وال َ‬‫‪ -3‬ا َّلذي ال َ‬
‫ُ‬
‫الكامل‬ ‫عز َّ‬
‫وجل؛ ألنَّه‬ ‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫اإلثبات َّإل على ِ‬ ‫أح ٍد في‬ ‫ُيط َل ُق هذا ال َّل ُ‬
‫فظ على َ‬
‫في جمي ِع صفاتِه وأفعالِه(((‪.‬‬

‫((( رواه البخاري (‪.)4974‬‬


‫((( حديث صحيح؛ رواه أحمد في «المسند» (‪ ،)18974‬وأصحاب السنن األربعة‪ ،‬وصححه‬
‫ابن الق ِّي ِم في «شفاء العليل» (‪ ،)759/2‬وابن باز «مجموع الفتاوى» (‪ ،)331/4‬واأللباني‬
‫في «صحيح سنن الترمذي» (‪ ،)3475‬والوادعي في «الصحيح المسند» (‪.)159‬‬
‫((( «االعتقاد» للبيهقي (ص ‪.)67‬‬
‫((( «جامع األصول» البن األثير (‪.)180/4‬‬
‫((( انظر‪« :‬تفسير سورة اإلخالص» البن كثير‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪48‬‬

‫ان‬ ‫ا ِ‬
‫إل ْح َس ُ‬
‫ِ‬ ‫الفعلي ِة ال َّث ِ‬
‫الذاتية ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫صف ٌة ِمن‬
‫بالكتاب العزيز‪،‬‬ ‫ابتة‬ ‫َّ‬ ‫وجل َّ َّ‬ ‫الله َّ‬
‫بم ِ‬
‫عنيين‪:‬‬ ‫ُ‬
‫واإلحسان يأتي َ‬
‫الغير‪ ،‬وهو زائدٌ على ال َعدْ ِل‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلنعا ُم على ِ‬

‫ُ‬
‫اإلتقان واإلحكا ُم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫ان ِم ْن‬
‫اإلنس ِ‬ ‫‪‬الذي َأ ْح َس َن ك َُّل َش ْي ٍء َخ َل َق ُه َو َبدَ َأ َخ َ‬
‫لق ِ َ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ِ :‬‬
‫طِ ٍ‬
‫ين‪[ ‬السجدة‪.]7 :‬‬

‫الم ِص ُير ‪[ ‬التغابن‪.]3 :‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬و َص َّو َرك ُْم َف َأ ْح َس َن ُص َو َرك ُْم َوإِ َل ْيه َ‬
‫‪ -3‬وقو ُله‪َ  :‬قدْ َأ ْح َس َن الل ُه َل ُه ِر ْز ًقا ‪[ ‬الطالق‪.]11 :‬‬

‫‪‬و َأ ْح ِس ْن ك ََما َأ ْح َس َن الل ُه إِ َل ْي َك‪[ ‬القصص‪.]77 :‬‬


‫‪ -4‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫الله سبحانَه وبح ِ‬
‫مده»(((‪.‬‬ ‫عل ِ‬ ‫«اإلحسان ِصف ٌة في فِ ِ‬
‫ُ‬ ‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪:‬‬
‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أنس َر ِضي‬ ‫ِ‬
‫لحديث ٍ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل؛‬ ‫حس ِن((( ِ‬ ‫العلماء اسم الم ِ‬ ‫ِ‬
‫لله َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫بعض‬
‫أث َب َت ُ‬
‫الله ص َّلى الله عليه وس َّلم‪« :‬إذا حكَمتُم ِ‬
‫فاعدلوا‪،‬‬ ‫رسول ِ‬ ‫ُ‬ ‫الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلحسان»(((‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأحسنوا؛ َّ‬ ‫وإذا ق َت ْلتُم‬
‫فإن الل َه ُم ْحس ٌن ُيح ُّ‬
‫((( «فتاوى نور على الدرب» (‪.)463/2‬‬
‫ف في ذلك‪.‬‬‫كنت قد أثبتُّه في الطبعات السابقة‪ ،‬واآلن أتو َّق ُ‬
‫((( ُ‬
‫((( رواه ابن أبي عاصم في «الدِّ َيات» (ص ‪ ،)94‬وابن عدي في «الكامل» (‪ ،)2145/6‬وأبو‬
‫نعيم في «أخبار أصبهان» (‪ ،)113/2‬والطبراني في «األوسط» (‪ -2552‬مجمع البحرين)‪،‬‬
‫ب المحسنين»‪ ،‬ورواه عبد الرزاق في «المصنف» (‪= ،)8603‬‬ ‫ِ‬
‫وعند بعضهم‪ُ « :‬يح ُّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪49‬‬

‫رطبي(((‪ ،‬واب ُن تيم َّي َة(((‪،‬‬ ‫عز َّ‬ ‫وممن َأثب َت اسم (المح ِسن) ِ‬
‫وجل‪ :‬ال ُق ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫واب ُن الق ِّي ِم(((‪ ،‬واب ُن ٍ‬
‫باز(((‪ ،‬وأث َبته اب ُن ُع َث ْيمين تار ًة(((‪ ،‬وتر َّد َد فيه تار ًة أخرى(((‪.‬‬

‫اء‬ ‫ا ِ‬
‫إل ْح َي ُ‬
‫ان ُظ ْر‪ُ :‬‬
‫(المحيي)‪.‬‬

‫األَ ْخ ُذ بِال َي ِد‬


‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫ـك ِمـن بنِــي آدم ِمـن ُظه ِ ِ‬ ‫‪‬وإِ ْذ َأ َخـ َ‬
‫ـم ُذ ِّر َّيت َُهـ ْ‬
‫ـم‪‬‬ ‫ورهـ ْ‬ ‫ََ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ـذ َر ُّبـ َ‬ ‫قو ُلــه تعالــى‪َ :‬‬
‫[األعــراف‪.]172 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫بن ُع َم َر َر ِضي الل ُه عنهما مرفو ًعا‪ُ :‬‬
‫«يأخ ُذ الل ُه َّ‬
‫عز‬ ‫حديث ِ‬
‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬

‫فيقول‪ :‬أنا الل ُه (ويقبِ ُض أصابِ َعه ُ‬


‫ويبس ُطها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وجل سمواتِه وأراضيه بيدَ ْي ِه‪،‬‬ ‫َّ‬

‫الم ِل ُك»(((‪.‬‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم) أنا َ‬ ‫أي‪ :‬الن ُّ‬‫ِ‬

‫= وعنه الطبراني في «الكبير» (‪ )7121‬من حديث شدَّ اد بن َأ ْو ٍ‬


‫س رضي الله عنه‪ ،‬ورواه ابن‬
‫صحته ن َظ ٌر‪.‬‬
‫عدي في «الكامل» (‪ )2419/6‬من حديث الحسن‪ ،‬عن َس ُمرةَ‪ ،‬والحديث في َّ‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى » (‪.)512/1‬‬
‫((( «مجموع فتاوى ابن تيم َّي َة» (‪.)379/1‬‬
‫((( «طريق الهجرتين» (ص ‪ ، )214-213‬و«بدائع الفوائد» (‪.)112/2‬‬
‫((( «مجموع فتاوى ابن باز» (‪.)359/5‬‬
‫((( «فتاوى نور على الدرب» (‪.)463/2‬‬
‫((( «مجموع فتاوى ورسائل العثيمين» (‪.)278/3‬‬
‫((( رواه مسلم (‪25 -2788‬و‪.)26‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪50‬‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بصدقة‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َرضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬وما تَصدَّ َق َ‬
‫أحدٌ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫حمن بيمينِه‪.(((»...‬‬ ‫أخ َذها َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ب‪َّ ،‬إل َ‬ ‫ِمن ط ِّي ٍ‬
‫ب‪ ،‬وال يق َب ُل الل ُه َّإل ال َّط ِّي َ‬

‫والذ ُال‪ٌ :‬‬


‫أصل‬ ‫غة»‪« :‬الهمز ُة والخا ُء َّ‬ ‫«مقاييس ال ُّل ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فارس في‬ ‫قال اب ُن‬
‫الش ِ‬
‫يء‬ ‫ُ‬
‫فاألصل َح ْو ُز َّ‬ ‫(أخذ)‬‫فروع متقارب ٌة في المعنى‪ ،‬أ َّما ْ‬ ‫تتفر ُع منه‬
‫ٌ‬ ‫واحدٌ ‪َّ ،‬‬
‫الخليل‪ :‬هو ِخ ُ‬
‫الف‬ ‫ُ‬ ‫آخ ُذه َأ ْخ ًذا‪ ،‬قال‬
‫الشي َء ُ‬ ‫أخ ْذ ُت َّ‬ ‫وج ْم ُعه‪ُ ،‬‬
‫تقول‪َ :‬‬ ‫وج ْب ُيه َ‬
‫َ‬
‫العطاء‪ ،‬وهو الت ُ‬
‫َّناول»‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫كالعطاء‪ ،‬وإ َّما‬ ‫باليد‬ ‫ِ‬
‫العطاء‪ ،‬وهو ما كان ِ‬ ‫خالف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يكون‬ ‫فاألَ ْخ ُذ إ َّما أن‬
‫اآلخ َر ِة َواألُو َلى‪ ،‬وقولِه تعالى‪:‬‬
‫َال ِ‬‫قهر؛ كقولِه تعالى‪َ  :‬ف َأ َخ َذ ُه الل ُه َنك َ‬
‫أخ َذ ٍ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫العهود‬ ‫األرواح‪ ،‬و َأ ْخ ُذ‬
‫ِ‬ ‫‪‬وك ََذلِ َك َأ ْخ ُذ َر ِّب َك إِ َذا َأ َخ َذ ال ُق َرى‪ ،‬ومنه‪َ :‬أ ْخ ُذ‬
‫َ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمعني هنا‬
‫ُّ‬ ‫ظاهر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫اغب»‪ ،‬وهذا المعنى‬ ‫والمواثيق‪ ،‬وان ُظ ْر‪ُ « :‬م َ‬
‫فردات َّ‬
‫األو ُل‪ ،‬وكالهما صف ٌة ِ‬
‫لله تعالى‪.‬‬ ‫المعنَى َّ‬
‫رآن والسن َِّة وكال ِم الص ِ‬ ‫اليد في ال ُق ِ‬ ‫لفظ ِ‬
‫«ورد ُ‬
‫حابة والتَّابعي َن‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪َ :‬‬
‫متصر ًفا فيه‪ ،‬مقرونًا بما يدُ ُّل على أنَّها‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫أكثر من مئة موض ٍع ُورو ًدا ِّ‬
‫متنو ًعا‬ ‫في َ‬
‫ط‪ ...‬و َأ ْخ ِذ الص ِ‬
‫دقة‬ ‫ض‪ ،‬والبس ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلمساك‪ ،‬وال َّط ِّي‪ ،‬وال َق ْب ِ‬ ‫يدٌ حقيق َّي ٌة؛ ِمن‬
‫َّ‬ ‫َْ‬
‫يأخ ُذهن ِ‬
‫بيده ال ُي ْمنى‪.((( »...‬‬ ‫ثم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫السموات يو َم القيامة‪َّ ،‬‬ ‫بيمينه‪ ...‬وأنَّه َيطوي َّ‬

‫شر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫حديث‪ ...« :‬ال َّلهم أ ُعو ُذ َ ِ‬


‫ِ‬
‫كل‬ ‫شر َن ْفسي‪ ،‬ومن ِّ‬
‫بك من ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫شرح‬ ‫وفي‬

‫((( رواه مسلم (‪.)1014‬‬


‫((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)171/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪51‬‬

‫األو ُل فليس ق ْب َلك شي ٌء‪»...‬؛ قال َّ‬


‫الش ُ‬
‫يخ‬ ‫آخ ٌذ بناصيتِها‪َ ،‬‬‫أنت ِ‬
‫دا َّب ٍة َ‬
‫أنت َّ‬
‫الحديث‪« :‬صف ُة األَ ْخ ِذ»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مما ُيستفا ُد ِمن‬ ‫الس ُ‬
‫لمان‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫العزيز َّ‬ ‫عبدُ‬

‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫واإلتيان‪،‬‬ ‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪« :‬من صفات الله تعالى‪َ :‬‬
‫المجي ُء‪،‬‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ف الل َه‬
‫فنص ُ‬ ‫غير ذلك ِمن الص ِ‬
‫فات‪ِ ...‬‬ ‫واإلمساك‪ ،‬وال َب ْط ُش‪ ،‬إلى ِ‬
‫ُ‬ ‫واألَ ْخ ُذ‪،‬‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الوارد»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫فات على‬‫تعالى بهذه الص ِ‬
‫ِّ‬

‫ا ِ‬
‫إل ْخ َز ُاء‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫لله َّ‬ ‫الفعلي ِة ال َّث ِ‬
‫ابتة ِ‬ ‫َّ‬
‫فات ِ‬
‫ِمن الص ِ‬
‫ِّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫‪‬ر َّبنَا إِن ََّك َم ْن تُدْ ِخ ِل الن ََّار َف َقدْ َأ ْخ َز ْي َت ُه َو َما لِل َّظالِ ِمي َن ِم ْن‬
‫قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫َأن َْص ٍ‬
‫ار‪[ ‬آل عمران‪.]192:‬‬

‫يحوا فِي ْالَ ْر ِ‬


‫ض َأ ْر َب َع َة َأ ْش ُه ٍر َوا ْع َل ُموا َأ َّنك ُْم َغ ْي ُر ُم ْع ِج ِزي‬ ‫ِ‬
‫وقو ُله‪َ  :‬فس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َّله َو َأ َّن ال َّل َه ُمخْ ِزي ا ْلكَاف ِر َ‬
‫ين‪[ ‬التوبة‪.]2:‬‬

‫َائ َي ا َّل ِذي َن ُكنْت ُْم ت َُشا ُّق َ‬


‫ون‬ ‫ول َأين ُشرك ِ‬ ‫وقو ُله‪ُ  :‬ث َّم َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة ُيخْ ِز ِ‬
‫يه ْم َو َي ُق ُ ْ َ َ‬
‫فِ ِيه ْم‪[ ‬النحل‪.]27:‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ِ‬ ‫الو ْح ِي‪ُ ،‬‬ ‫ُ ِ‬
‫وقول خديج َة َرضي الل ُه عنها للن ِّ‬ ‫حديث َبدْ ء َ‬
‫((( «الكواشف الجلية» (ص ‪.)487‬‬
‫((( «القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى» (ص‪.)30‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪52‬‬

‫خز َ‬
‫يك الل ُه أبدً ا»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فوالله ال ُي ِ‬ ‫«كل‪ِ ،‬‬
‫أبش ْر؛‬ ‫وس َّل َم‪َّ :‬‬

‫واالنكسار‪ ،‬وأخزاه الل ُه‪ :‬أ َذ َّله وأهانَه و َم َقتَه وأب َعدَ ه(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ان‬ ‫الذ ُّل َ‬
‫والهو ُ‬ ‫زي‪ُّ :‬‬
‫والخ ُ‬
‫ان على الكافري َن ِمن ِ‬
‫أهل‬ ‫والذ ِّل والهو ِ‬
‫َ‬ ‫زي ُّ‬ ‫الله‪ :‬إيقاع ِ‬
‫الخ ِ‬ ‫ُ‬ ‫فاإلخزاء ِمن ِ‬
‫ُ‬
‫الن َِّار‪.‬‬

‫األَ َذ ُ‬
‫ن (بمعنى االستماعِ)‬

‫الص ِ‬
‫حيح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫وجل بالحديث َّ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫ٍ‬
‫لشيء َ ِ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬ما َأ ِذ َن الل ُه‬
‫كأ َذنه ٍّ‬
‫لنبي‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫يتغنَّى بال ُقرآن َ‬
‫يجه ُر به»(((‪.‬‬

‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه‬


‫َ‬ ‫القاسم ب ُن َّ‬ ‫قال أبو ُعب ٍ‬
‫سل ٍم بعد أن َ‬
‫أور َد‬ ‫ُ‬ ‫يد‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بإسناده‪:‬‬ ‫عنه‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫«أما قو ُله‪ِ َ :‬‬
‫«كأ َذنه»؛ يعني‪ :‬ما است ََمع الل ُه لشيء كاستماعه ٍّ‬
‫لنبي يتغنَّى‬ ‫َّ‬
‫‪‬و َأ ِذن ْ‬
‫َت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يج عن مجاهد في قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫عن ِ‬
‫ابن ُج َر ٍ‬ ‫اج ِ‬ ‫حج ٌ‬
‫ِ‬
‫بال ُقرآن‪ ،‬حدَّ ثنا َّ‬
‫يد‪ُ ،‬ي ُ‬
‫قال‪:‬‬ ‫شك أبو ُعب ٍ‬‫استم َع ْت‪َّ ،‬‬ ‫لِربها وح َّق ْت‪ ،‬قال‪ِ :‬‬
‫سم َع ْت‪ ،‬أو قال‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ َ ُ‬
‫أذنْت َّ ِ‬
‫للشيء آ َذ ُن له َأ َذنًا‪ :‬إذا َ‬
‫استم ْعتُه‪.((( »...‬‬ ‫ِ ُ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)6982‬ومسلم (‪.)160‬‬


‫((( انظر‪« :‬جمهرة اللغة» البن دريد‪ ،‬و«المصباح المنير» للحموي‪( ،‬مادة‪ :‬خ ز ي)‪.‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7482‬ومسلم (‪ ،)234-792‬واللفظ له‪.‬‬
‫((( «غريب الحديث» (‪.)282/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪53‬‬

‫كأ َذنِه» يعني‪ :‬ما‬ ‫ٍ‬


‫لشيء َ‬ ‫وي‪« :‬قو ُله‪« :‬ما َأ ِذ َن الل ُه‬ ‫َ‬
‫استم َع الل ُه‬
‫َ‬ ‫وقال ال َب َغ ُّ‬
‫للش ِ‬
‫يء آ َذ ُن‬ ‫ْت َّ‬ ‫قال‪ِ :‬‬ ‫ِ‬
‫كاستماعه‪ ،‬والل ُه ال َيش َغ ُله َس ْم ٌع عن َس ْمعٍ‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫ٍ‬
‫أذن ُ‬ ‫لشيء‬
‫سم ْع ُت له‪.((( »...‬‬ ‫ال‪ :‬إذا ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫َأ َذنًا ِ‬
‫بفتح َّ‬
‫كأ َذنِه لنبي يتغنَّى بال ُق ِ‬
‫لشيء َ‬ ‫ٍ‬ ‫ابي‪« :‬قو ُله‪« :‬ما َأ ِذ َن الل ُه‬
‫رآن»‬ ‫ٍّ‬ ‫وقال الخ َّط ُّ‬
‫للش ِ‬
‫استم ْع ُت له‪ ،‬و َمن‬
‫َ‬ ‫يء َأ َذنًا‪ :‬إذا‬ ‫ْت َّ‬ ‫مصدر َأ ِذن ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫مفتوحتان‪،‬‬ ‫والذ ُال‬
‫ف َّ‬ ‫األلِ ُ‬
‫قال‪« :‬كإِ ْذنِه» فقد ِ‬
‫وه َم»(((‪.‬‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال اب ُن ٍ‬
‫حديث‪« :‬لم ْيأ َذن الل ُه لشيء ما َأذ َن ٍّ‬
‫لنبي يتغنَّى‬ ‫َ‬ ‫أور َد‬
‫كثير بعد أن َ‬
‫نبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫رآن»‪ ...« :‬ومعناه‪َّ :‬‬ ‫بال ُق ِ‬
‫استمع لشيء كاستماعه لقراءة ٍّ‬ ‫أن الل َه تعالى ما َ‬
‫وت؛‬ ‫ِ‬
‫األنبياء طِيب الص ِ‬ ‫ِ‬
‫قراءة‬ ‫ِ‬
‫يجتم ُع في‬ ‫حسنُها؛ وذلك أنَّه‬ ‫ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫يجه ُر بقراءته و ُي ِّ‬
‫َ‬
‫الخشية‪ ،‬وذلك هو الغاي ُة في ذلك‪ ،‬وهو ُسبحانَه‬ ‫ِ‬ ‫لكمال َخ ْل ِقهم‪ ،‬وتما ُم‬
‫ِ‬

‫وفاج ِرهم؛ كما قالت عائش ُة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫العباد ك ِّلهم؛ َب ِّرهم‬ ‫أصوات‬ ‫يسم ُع‬
‫َ‬ ‫وتعالى َ‬
‫ولكن استما ُعه‬ ‫ِ‬ ‫األصوات‪،‬‬
‫َ‬ ‫وس َع َسم ُعه‬ ‫بحان ا َّلذي ِ‬ ‫َر ِضي الل ُه عنها‪ُ :‬س َ‬
‫ُون فِي َش ْأ ٍن َو َما َت ْت ُلوا‬ ‫‪‬و َما َتك ُ‬‫لقراءة عباده المؤمنين أع َظ ُم؛ كما قال تعالى‪َ :‬‬
‫ِ ِ‬

‫ون فِ ِيه‪‬‬ ‫يض َ‬ ‫ون ِم ْن َع َم ٍل إِال ُكنَّا َع َل ْيك ُْم ُش ُهو ًدا إِ ْذ ت ُِف ُ‬ ‫ِمنْه ِمن ُقر ٍ‬
‫آن َوال َت ْع َم ُل َ‬ ‫ُ ْ ْ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫أنبيائه أب َل ُغ؛ كما َّ‬ ‫ِ‬
‫العظيم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الحديث‬ ‫دل عليه هذا‬ ‫لقراءة‬ ‫ثم استما ُعه‬‫اآلي َة‪َّ ،‬‬
‫واألو ُل َأ ْولى؛ لقولِه‪« :‬ما َأ ِذ َن الل ُه‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫باألمر‪،‬‬ ‫فس َر األَ َذ َن ها هنا‬
‫ومنهم َمن َّ‬
‫ِ‬ ‫يجه ُر به‪ ،‬واألَ َذ ُن‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫لشيء َ ِ‬
‫لداللة‬ ‫االستماع؛‬
‫ُ‬ ‫لنبي يتغنَّى بال ُقرآن»‪ ،‬أي‪َ :‬‬ ‫كأ َذنه ٍّ‬

‫((( «شرح السنة» (‪.)484/4‬‬


‫((( «غريب الحديث» (‪.)256/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪54‬‬

‫جيد عن َفضال َة‬ ‫بسند ٍ‬ ‫حديث رواه ابن ماجه ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ياق عليه‪ ...‬ولهذا جاء في‬‫الس ِ‬
‫ُ َ ْ‬ ‫ِّ‬
‫رسول ِ‬ ‫بن ُعب ٍ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َ « :‬لل ُه َأشدُّ َأ َذنًا إلى‬ ‫ُ‬ ‫يد(((‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ َ‬
‫صاحب ال َق ْي ِنة إلى َق ْينتِه»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رآن ِمن‬ ‫الرج ِل الحس ِن الص ِ‬
‫وت بال ُق ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬
‫ٍ‬
‫لشيء‬ ‫الحديث‪« :‬ما َأ ِذ َن الل ُه‬
‫ِ‬ ‫غة»‪« :‬وفي‬ ‫«تهذيب ال ُّل ِ‬
‫ِ‬ ‫زهري في‬ ‫قال األَ‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫لشيء‬ ‫استمع الل ُه‬ ‫رآن»‪ ،‬قال أبو ُعب ٍ‬
‫يد‪ :‬يعني‪ :‬ما‬ ‫كأ َذنِه لنبي يتغنَّى بال ُق ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬
‫قال‪َ :‬أ ِذنْت َّ ِ‬
‫رآن‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫ِ‬
‫كاستماعه لنبي يتغنَّى بال ُق ِ‬
‫للشيء آ َذ ُن له‪ :‬إذا َ‬
‫استم ْع ُت له»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬
‫ب»‪« :‬قال اب ُن ِسيدَ ْه‪ :‬وأِ ِذ َن إليه َأ َذنًا‪:‬‬ ‫العر ِ‬ ‫ِ‬
‫نظور في «لسان َ‬ ‫وقال اب ُن َم ٍ‬

‫رآن»‪ ،‬قال‬ ‫كأ َذنِه لنبي يتغنَّى بال ُق ِ‬ ‫ٍ‬


‫لشيء َ‬ ‫الحديث‪« :‬ما َأ ِذ َن الل ُه‬
‫ِ‬ ‫استم َع‪ ،‬وفي‬
‫ٍّ‬ ‫َ‬
‫ابق‪.‬‬
‫الس َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ثم ذك ََر كال َم أبي ُع َبيد َّ‬ ‫أبو ُعبيد‪َّ ،»....‬‬
‫السام ِع ِمن ِّ‬
‫كل‬ ‫للر ِ‬
‫جل َّ‬ ‫قال َّ‬ ‫غة»‪« :‬و ُي ُ‬ ‫«مقاييس ال ُّل ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فارس في‬ ‫وقال اب ُن‬
‫ون النَّبِ َّي َو َي ُقو ُل َ‬
‫ون ُه َو ُأ ُذ ٌن‪...‬‬ ‫الذي َن ُي ْؤ ُذ َ‬‫أح ٍد‪ُ :‬أ ُذ ٌن؛ قال الله تعالى‪ :‬و ِمنْهم ِ‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫((( حديث َفضال َة ُروي بإسنادين ضعيفين‪:‬‬


‫األول‪ :‬منقطع‪ ،‬رواه أحمد في «المسند» (‪ ،)19/6‬والحاكم في «المستدرك» (‪،)571/1‬‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫من رواية إسماعيل بن عبيد الله عن فضالة بن عبيد‪ ،‬وقال‪« :‬على شرط البخاري»‪ ،‬قال‬
‫«قلت‪ :‬بل هو منقطِ ٌع»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الذهبي‪:‬‬
‫واإلسناد الثاني‪ :‬موصول‪ ،‬رواه ابن ماجه في «السنن» (‪ )1340‬من طريق إسماعيل بن عبيد‬
‫الله عن ميسر َة مولى َفضالة عن َفضالة به‪ ،‬وع َّلتُه ميسرةُ‪ ،‬قال عنه الذهبي في الميزان‪« :‬ما‬
‫إسماعيل بن عبيد الله»‪ ،‬وقال في «الكاشف»‪« :‬ن ِ‬
‫َكرة»‪ ،‬وقال ابن حجر في‬ ‫َ‬ ‫حدَّ ث عنه سوى‬
‫«التقريب»‪« :‬مقبول»‪.‬‬
‫والحديث صححه ابن تيم َّي َة في «جامع الرسائل» (‪ ،)26/2‬وقال ابن حجر في «نتائج‬
‫وجود إسناده اب ُن كثير كما في النقل عنه‪ .‬وفي سنده من هذا‬ ‫األفكار» (‪ :)214/3‬حسن‪َّ ،‬‬
‫انقطاع‪ ،‬انظر‪« :‬ضعيف سنن ابن ماجه» (‪ )251‬و«السلسلة الضعيفة» (‪)2951‬‬ ‫ٌ‬ ‫الوجه‬
‫لأللباني‪.‬‬
‫((( «فضائل القرآن» (ص‪.)116-114‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪55‬‬

‫ُ‬
‫يكون»‪.‬‬ ‫االستماع‪ ،‬وقيل‪َ :‬أ َذ ٌن؛ ألنَّه باألُ ُذ ِن‬
‫ُ‬ ‫واألَ َذ ُن‪:‬‬

‫الخالق ُسبحانَه وتعالى فشأنُه أع َظ ُم؛‬


‫ُ‬ ‫حق المخلوقي َن‪ ،‬أ َّما‬ ‫قلت‪ :‬هذا في ِّ‬ ‫ُ‬
‫إن الل َه يأ َذ ُن َأ َذنًا‪،‬‬ ‫يع ال َب ِص ُير‪ ،‬فنح ُن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫نقول‪َّ :‬‬ ‫السم ُ‬‫‪َ ‬ل ْي َس كَم ْثله َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫أي‪ :‬يستمع استما ًعا بال ٍ‬
‫كيف‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّبي ص َّلى‬‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪« :‬قو ُله‪( :‬ما َأذ َن الل ُه لشيء ما َأذ َن للن ِّ‬‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫استم َع الل ُه‬ ‫الله عليه وس َّلم)‪ ،‬ومعنى هذا األَ َذ ِن‪ :‬االستماع َّ ِ‬
‫للشيء‪ ،‬يعني‪ :‬ما َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫رواية أخرى‪ :‬يتغنَّى بال ُق ِ‬
‫رآن‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وت‪ ،‬وفي‬ ‫كاستماعه لنبي حس ِن الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫لشيء‬
‫َّ‬ ‫ٍّ َ‬
‫يجه ُر به»(((‪.‬‬
‫يعني‪َ :‬‬

‫استم َع‪َّ ...‬‬


‫فإن‬ ‫َ‬ ‫اك‪ :‬فمعنى‪(« :‬ما َأ ِذ َن الل ُه)‪ ،‬أي‪ :‬ما‬ ‫البر ُ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ َّ‬ ‫وقال َّ‬
‫الفعل َّي ِة»(((‪.‬‬
‫فات ِ‬
‫االستماع‪ -‬وفي معناه األَ َذ ُن‪ِ -‬من الص ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬

‫والم ِشي َئ ُة‬ ‫ا ِ‬


‫إل َرا َد ُة َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬
‫ِ‬
‫ثابتتان‬ ‫تان فِعلي ِ‬
‫تان‬ ‫َّ‬
‫صفتان ذاتي ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬فمن ي ِر ِد الله َأ ْن ي ِ‬
‫هد َي ُه َي ْش َر ْح َصدْ َر ُه لِ ِ‬
‫إل ْسال ِم َو َم ْن ُي ِر ْد‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫َأ ْن ُي ِض َّل ُه َي ْج َعل َصدْ َر ُه َض ِّي ًقا َح َر ًجا ‪ ‬اآلية [األنعام‪.]125 :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬إِ َّن الل َه َي ْحك ُُم َما ُي ِريدُ ‪( ‬المائدة‪.]1 :‬‬

‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)513/8‬‬


‫((( «تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص ‪.)89‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪56‬‬

‫ون إِال َأ ْن َي َش َ‬
‫اء الل ُه‪[ ‬اإلنسان‪.]30 :‬‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫‪‬و َما ت ََشا ُء َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لك‬ ‫اء َو َتن ِْز ُع ُ‬
‫الم َ‬ ‫الم َ‬
‫لك َم ْن ت ََش ُ‬ ‫الملك ت ُْؤتي ُ‬ ‫‪ -4‬وقو ُله‪ُ  :‬قل ُ‬
‫الله َّم َمال َك ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪[ ‬آل عمران‪.]26 :‬‬ ‫اء َوتُذ ُّل َم ْن ت ََش ُ‬
‫اء َوتُع ُّز َم ْن ت ََش ُ‬
‫م َّم ْن ت ََش ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه‬ ‫َ‬ ‫مالك َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫أنس ِ‬
‫بن‬ ‫حديث ِ‬‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫يقضي َخ ْل َقها‪،‬‬
‫َ‬ ‫بالر ِح ِم َم َلكًا‪ ...‬فإذا أراد الل ُه أن‬
‫عليه وس َّل َم قال‪« :‬وك ََّل الل ُه َّ‬
‫قال‪.(((»...‬‬
‫رسول ِ‬ ‫بن ُعمر ر ِضي الله عنهما‪ ،‬قال‪ِ :‬‬ ‫ُ ِ ِ‬
‫الله‬ ‫َ‬ ‫سم ْع ُت‬ ‫ُ‬ ‫حديث عبد الله ِ َ َ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫العذاب َمن‬
‫ُ‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُ‬
‫يقول‪« :‬إذا أراد الل ُه بقو ٍم عذا ًبا‪ ،‬أصاب‬
‫كان فيهم‪ ،‬ثم ُب ِع ُثوا على أعمالِهم»(((‪.‬‬
‫َّك الجنَّ ُة رحمتي‪ ،‬أرحم بك من أشاء‪ ،‬وإن ِ‬
‫َّك الن َُّار‬ ‫حديث «‪ ...‬إن ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫أشاء»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عذابي‪ُ ،‬أ ِّ‬
‫عذ ُب بك َمن ُ‬
‫فضل ِ‬
‫الله يؤتيه َمن‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪ ...« :‬ذلك ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫يشاء»(((‪.‬‬
‫ُ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬لم‬ ‫الله َّ‬ ‫إثبات ِ‬
‫حياة ِ‬ ‫ِ‬ ‫«وأجمعوا على‬ ‫األشعري‪:‬‬ ‫الحس ِن‬ ‫قال أبو‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)6595‬ومسلم (‪.)2646‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2879‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2846‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)595‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪57‬‬

‫ٍ‬
‫«وإرادة لم َيز ْل بها ُم ِريدً ا‪.(((»...‬‬ ‫َيز ْل بها ح ًّيا‪ »...‬إلى أن قال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال ُ‬
‫وغيرها‪...« :-‬‬
‫بعض اآليات السابقة َ‬ ‫سر َد َ‬‫شيخ اإلسال ِم‪ -‬بعد أن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬‫وص َ‬ ‫ف عبدَ ه بالمشيئة‪ ...‬وكذلك َ‬‫ووص َ‬‫ف َن ْف َسه بالمشيئة‪َ ،‬‬ ‫وص َ‬ ‫وكذلك َ‬
‫الله ليست ِم َثل‬
‫أن مشيئ َة ِ‬ ‫ِ‬
‫باإلرادة‪ ...‬ومعلو ٌم َّ‬ ‫ف عبدَ ه‬‫ووص َ‬ ‫ِ‬
‫َن ْف َسه باإلرادة‪َ ،‬‬
‫العبد‪ ،‬وال إرادتُه ِم َثل إرادتِه‪.(((»...‬‬
‫مشيئة ِ‬
‫ِ‬

‫حول هذه الص ِ‬


‫فة(((‪.‬‬ ‫طويل َ‬
‫ٌ‬ ‫وله ِ‬
‫‪-‬رحمه الله‪ -‬كال ٌم‬
‫ِّ‬

‫(السمعِ)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ابن ٍ‬‫وان ُظ ْر كال َم ِ‬


‫كثير في صفة َّ‬
‫رعي؛ فاإلراد ُة‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والش ِّ‬ ‫َوني‬
‫سم ْيها‪ :‬الك ِّ‬ ‫إثبات صفة اإلرادة بق َ‬
‫ُ‬ ‫ب‬‫ويج ُ‬
‫المح َّب ِة(((‪.‬‬
‫والشرع َّي ُة بمعنى َ‬
‫ِ‬
‫المشيئة‪َّ ،‬‬ ‫الكَون َّي ُة بمعنى‬

‫ا ِ‬
‫إل ْر َشا ُد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة فعلي ٌة ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة ُّ‬
‫بالسنَّة َّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫ِ‬
‫واغف ْر‬ ‫األئم َة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫هم َأ ْر ِش ِد‬
‫والمؤ ِّذ ُن ُمؤت ََم ٌن‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪« :‬اإلما ُم ضام ٌن‪ُ ،‬‬
‫للمؤ ِّذني َن»(((‪.‬‬
‫ُ‬

‫((( «رسالة إلى أهل الثغر» (ص ‪.)214‬‬


‫((( «التَّد ُمرية» (ص ‪.)25‬‬
‫((( «دقائق التَّفسير» (‪.)193-184/5‬‬
‫((( انظر‪« :‬القواعد المثلى» (ص ‪.)39‬‬
‫وحسنه‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)7169( )232/2‬والترمذي (‪ ،)207‬وأبو داود (‪ )517‬وسكت عنه‪َّ ،‬‬
‫ابن العربي في «عارضة األحوذي» (‪ ،)50‬وابن عساكر في «معجم الشيوخ» (‪= ،)653/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪58‬‬

‫الخ ْل َق إلى َمصالِ ِحهم‪ٌ ،‬‬


‫فعيل‬ ‫أرشدَ َ‬ ‫«الرشيدُ ‪ :‬هو ا َّلذي َ‬ ‫قال الخ َّط ُّ‬
‫ابي‪َّ :‬‬
‫تدبيره‪ ،‬وإصابتِه‬ ‫ِ‬
‫الستقامة ِ‬ ‫ويكون بمعنى الحكي ِم ذي الر ِ‬
‫شد؛‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بمعنى ُم ْف ِعل‪،‬‬
‫في أفعالِه»(((‪.‬‬

‫ابن الق ِّيمِ‪:‬‬


‫قال ُ‬
‫ر ْشـــدٌ ورب َك مر ِشـــدُ الحير ِ‬
‫ان‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ ُّ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫الر ِشـــيدُ َف َق ْو ُلـــ ُه َوفِ َعا ُل ُه‬ ‫«و ُه َو َّ‬
‫َ‬
‫(((‬
‫اك ال َّثانِي»‬ ‫إلر َش ِ‬
‫ـــاد َذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالف ْع ُل ل ِ ْ‬ ‫ـــذا َو ْص ُف ُه‬‫ـــق َف َه َ‬ ‫َو ِك َل ُه َمـــا َح ٌّ‬

‫الرشيدُ ا َّلذي قو ُله ُرشدٌ ‪ ،‬وأفعا ُله ُرشدٌ ‪،‬‬


‫السعدي‪(( :‬وهو َّ‬
‫ُّ‬ ‫العلم ُة‬
‫وقال َّ‬

‫المعنوي‪،‬‬ ‫والضا ِّلين في ال َّط ِ‬


‫ريق‬ ‫الح ِّسي‪َّ ،‬‬ ‫ريق ِ‬ ‫ِ‬
‫الحائري َن في ال َّط ِ‬ ‫وهو م ِ‬
‫رشدُ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫لة‪ ،‬وي ِ‬
‫رشدُ َع ْبدَ ه‬ ‫الكام ِ‬
‫ِ‬ ‫سله ِمن ِ‬
‫الهداية‬ ‫لق بما َشر َعه على أ ْل ِس ِنة ر ِ‬ ‫رشدُ َ‬
‫الخ َ‬ ‫في ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عم َله ْأر َشدَ ه إلى جمي ِع َمصالِحه‪ ،‬و َي َّسره‬
‫وأخ َلص َ‬ ‫خض َع له ْ‬ ‫ِ‬
‫المؤم َن؛ إذا َ‬
‫(الرشيدُ ) َو ْص ُفه تعالى‪،‬‬ ‫والرشدُ الدَّ ُّال عليه ُ‬
‫اسمه‪َّ :‬‬ ‫لل ُيسرى وجنَّبه ال ُعسرى؛ ُّ‬
‫لعباده فِع ُله»((( اهـ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واإلرشا ُد‬
‫شيد) ِ‬
‫تفتق ُر إلى َد ٍ‬
‫ليل‪.‬‬ ‫الله بـ‪( :‬الر ِ‬
‫وتسمي ُة ِ‬
‫َّ‬

‫= وابن حجر في «نتائج األفكار» (‪ ،)338/1‬وصحح إسناده أحمد شاكر في «مسند أحمد»‬
‫(‪ ،)155/12‬وقال األلباني في «صحيح أبي داود»‪ :‬حديث صحيح‪.‬‬
‫والحديث ُر ِوي عن عائش َة‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وأبي ُأمامة‪ ،‬وأبي محذورة رضي الله عنهم أجمعين‪،‬‬
‫ٍ‬
‫متقاربة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بألفاظ‬
‫((( «شأن الدعاء» (ص ‪.)97‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 727/3‬رقم ‪.)3332‬‬
‫((( «تفسير أسماء الله الحسنى» (‪.)205‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪59‬‬

‫ا ِ‬
‫إلزَا َغ ُة‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫لله َّ‬ ‫الفعلي ِة ال َّث ِ‬
‫ابتة ِ‬ ‫َّ‬
‫فات ِ‬
‫ِمن الص ِ‬
‫ِّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫قو ُله تعالى‪َ  :‬ف َل َّما َزا ُغوا َأزَا َغ الله ُق ُلو َب ُه ْم‪[ ‬الصف‪.]5:‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القلوب‪،‬‬ ‫عن أ ِّم س َلم َة َرضي الل ُه عنها قالت‪« :‬كان أك َث ُر ُدعائه‪ :‬يا ُمق ِّل َ‬
‫ب‬
‫الله‪ ،‬ما ألكثر دعائك‪ :‬يا‬ ‫رسول ِ‬ ‫َ‬ ‫ث ِّب ْت قلبي على ِدينِك‪ ،‬قالت‪ :‬ف ُق ُ‬
‫لت‪ :‬يا‬
‫القلوب ث ِّب ْت قلبي على ِدينِ َك؟ قال‪ :‬يا أ َّم َس َلم َة‪ ،‬إنَّه ليس آ َد ِم ٌّي َّإل‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُمق ِّل َ‬
‫فمن شا َء أقا َم‪ ،‬و َمن شا َء أزا َغ»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وقلبه بين إصب ِ ِ‬
‫عين من أصاب ِع الله‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫((( رواه أحمد (‪ ،)26721‬والترمذي (‪ )3522‬واللفظ له‪ ،‬وقال‪( :‬حديث حسن‪ ،‬وفي الباب‬
‫والنواس بن سمعان‪ ،‬وأنس‪ ،‬وجابر‪ ،‬وعبد الله بن عمرو‪ ،‬و ُن َعيم بن َه َّمار)‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫عن عائشة‪،‬‬
‫وصححه األلباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (‪.)3522‬‬
‫ورواه أحمد (‪ ،)26618‬وعبد بن حميد (‪ ،)1532‬والطبراني (‪ )785( )338/23‬من‬
‫وإن شاء الله أزا َغه‪،‬‬ ‫وجل أقا َمه‪ْ ،‬‬‫عز َّ‬ ‫حديث أ ِّم َس َلم َة رضي الله عنها بلفظ‪ْ ..( :‬‬
‫فإن شا َء الله َّ‬
‫َ‬
‫فنسأ ُل الل َه ر َّبنا َّأل ُي َ‬
‫زيغ قلو َبنا‪)...‬؛ الحديث‪.‬‬
‫الهيثمي في ((مجمع‬ ‫ُّ‬ ‫وحسن إسنا َده‬ ‫َّ‬ ‫حسنه ابن حجر في ((نتائج األفكار)) (‪،)13/3‬‬ ‫َّ‬
‫الزوائد)) (‪.)179/10‬‬
‫وروى أحمد (‪ ،)17667‬وابن ماجه (‪ ،)199‬والنسائي في ((السنن الكبرى)) (‪، )7738‬‬
‫وابن ِح َّبان في صحيحه (‪ ،)943‬من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه‪ ،‬بلفظ‪(( :‬إن‬
‫قيمه أقامه‪ ،‬وإن شاء أن ُيزي َغه أزاغه))‪ ،‬قال ابن َمنْدَ ْه في ((الرد على الجهمية))‬ ‫شاء أن ُي َ‬
‫وجود إسناده‬ ‫ٍ‬
‫(ثابت‪ ،‬رواه األئمة المشاهير ممن ال يمكن الطع ُن على واحد منهم)‪َّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫(‪:)87‬‬
‫العراقي في ((تخريج اإلحياء)) (‪ ،)56/3‬وصححه األلباني في ((صحيح سنن ابن‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫بنحوه‬
‫ماجه)) (‪.)166‬‬
‫وروى ابن أبي عاصم في ((السنة)) (‪ ،)221‬والطبراني في ((مسند الشاميين)) (‪= ،)1233‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪60‬‬

‫وز ْي ُغوغ ًة‪،‬‬


‫وز ُيو ًغا َ‬ ‫الم ْي ُل‪ ،‬زا َغ َي ِز ُ‬
‫يغ َز ْي ًغا َ‬
‫وز َيغانًا ُ‬ ‫«الز ْي ُغ‪َ :‬‬ ‫ٍ‬
‫منظور‪َّ :‬‬ ‫قال اب ُن‬
‫و َأ َز ْغتُه َأنا إِ َزا َغ ًة»‪.‬‬

‫الحق‪.‬‬ ‫الم ُيل ِ‬


‫عن ِّ‬ ‫فالز ُ‬
‫يغ‪َ :‬‬ ‫َّ‬

‫يغ ُمط َل ًقا ال‬


‫الز َ‬ ‫يل‪َّ :‬‬ ‫والم ِ‬ ‫سكري‪« :‬ال َف ُ‬ ‫وقال أبو ِه ٍ‬
‫أن َّ‬ ‫الزي ِغ َ‬
‫رق بين َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الل ال َع‬
‫أيضا‪ :‬زا َغ ِ‬
‫عن‬ ‫قال ً‬ ‫الزيغِ‪ ،‬و ُي ُ‬ ‫فالن ِمن ِ‬
‫أهل َّ‬ ‫قال‪ٌ :‬‬ ‫الحق‪ُ ،‬ي ُ‬
‫عن ِّ‬ ‫الم َيل ِ‬
‫يكون َّإل َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الباطل»(((‪.‬‬ ‫ف زا َغ ِ‬
‫عن‬ ‫الحق‪ ،‬وال ِ‬
‫أعر ُ‬ ‫ِّ‬

‫مصدر أزا َغ‪ ،‬وأزا َغه‪ :‬أي‪ :‬أما َله‪.‬‬


‫ُ‬ ‫واإلزاغ ُة‪:‬‬

‫بري‪« :‬قو ُله‪َ  :‬ف َل َّما َزا ُغوا َأ َزا َغ ال َّل ُه ُق ُلو َب ُه ْم‪ُ ،‬‬
‫يقول‪:‬‬ ‫قال اب ُن َج ٍ‬
‫رير ال َّط ُّ‬
‫يقول‪َ :‬‬
‫أمال الل ُه‬ ‫الس ِ‬
‫بيل‪ ،‬أزا َغ الل ُه قلو َبهم‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وجاروا عن قصد َّ‬
‫ُ‬ ‫فلما عدَ لوا‬
‫َّ‬
‫قلو َبهم عنه»‪.‬‬

‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫العبد‪ ،‬واإلزاغ ُة ِمن ِ‬
‫الله َّ‬ ‫يغ ِمن ِ‬
‫فالز ُ‬
‫َّ‬

‫اء‬ ‫ِ‬
‫االست ْح َي ُ‬
‫ْ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫ِصف ٌة ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫ان ُظ ْر صف َة‪َ :‬‬


‫(الحياء)‪.‬‬

‫= وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (‪ ،)6397‬من حديث نُعيم بن َه َّمار رضي الله عنه‪،‬‬
‫إص َبعين‬ ‫ٍ‬
‫امرئ َّإل قل ُبه بين ْ‬ ‫سمعت رسول الله ص َّلى الله عليه وس َّل َم يقول‪(( :‬ما من‬
‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫الهيثمي‬
‫ُّ‬ ‫قيمه أقا َمه))‪ ،‬و َّثق رجا َله‬ ‫وإن شاء ْ‬
‫أن ُي َ‬ ‫أن ُيزي َغه أزاغه‪ْ ،‬‬‫إن شا َء ْ‬ ‫من أصابِ ِع َّ‬
‫الرحمن‪ْ ،‬‬
‫في ((مجمع الزوائد)) (‪ ،)214/7‬وصححه األلباني في ((تخريج كتاب السنَّة)) (‪.)221‬‬
‫((( «الفروق اللغوية» (‪.)213/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪61‬‬

‫رين‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج الكاف َ‬
‫ْاست ْد َر ُ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫‪‬وا َّل ِذي َن ك ََّذ ُبوا بِ َآ َياتِنَا َسن َْستَدْ ِر ُج ُه ْم ِم ْن َح ْي ُث َل‬


‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫َي ْع َل ُم َ‬
‫ون‪[ ‬األعراف‪.]182:‬‬

‫يث َسن َْستَدْ ِر ُج ُه ْم ِم ْن َح ْي ُث‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ف َذرنِي ومن يك َِّذب بِه َذا ا ْلح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫َل َي ْع َل ُم َ‬
‫ون‪[ ‬القلم‪.]44:‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫عامر َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬إذا ر َأ ْي َت الل َه ُيعطي العبدَ‬
‫بن ٍ‬ ‫حديث ُعقب َة ِ‬
‫ُ‬

‫استدراج»(((‪.‬‬ ‫حب‪ ،‬فإنَّما هو‬ ‫ِ‬


‫ٌ‬ ‫من الدُّ نيا على معاصيه ما ُي ُّ‬

‫«‪‬وا َّل ِذي َن ك ََّذ ُبوا بِ َآ َياتِنَا َسن َْستَدْ ِر ُج ُه ْم ِم ْن َح ْي ُث َل َي ْع َل ُم َ‬


‫ون‪،‬‬ ‫قال ال َب َغ ُّ‬
‫وي‪َ :‬‬
‫مون‪ ،‬وقيل‪ :‬نأتيهم ِمن مأ َمنِهم؛ كما‬
‫قال عطا ٌء‪ :‬سنمك ُُر بهم ِمن حيث ال يع َل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َلبي‪ُ :‬يز ِّي ُن لهم أعما َلهم‬ ‫قال‪َ  :‬ف َأت ُ‬
‫َاه ُم ال َّل ُه م ْن َح ْي ُث َل ْم َي ْحتَس ُبوا‪ ،‬قال الك ُّ‬
‫الض َّح ُ‬
‫اك‪ :‬ك َّلما جدَّ دوا معصي ًة جدَّ ْدنا لهم نعم ًة‪ ،‬قال‬ ‫هلكُهم‪ .‬وقال َّ‬ ‫وي ِ‬
‫ُ‬
‫كر‪ ،‬قال ُ‬
‫أهل المعاني‪:‬‬ ‫فيان ال َّثوري‪ :‬نُسبِ ُغ عليهم النِّعم َة‪ ،‬ون ِ‬
‫ُنسيهم ُّ‬ ‫ُس ُ‬
‫الش َ‬ ‫ُّ‬

‫((( رواه أحمد في «المسند» (‪ ،)547/28‬والطبراني في «األوسط» (‪ )110/9‬و«الكبير»‬


‫العراقي في «تخريج اإلحياء » (‪ ،)162/4‬وصححه األلباني‬
‫ُّ‬ ‫حسن إسنا َده‬
‫(‪َّ ،)330/17‬‬
‫في «صحيح الجامع» (‪.)561‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪62‬‬

‫قليل‪ ،‬فال ِ‬
‫يباغ َت وال‬ ‫قليل ً‬‫فية ً‬ ‫الش ِ‬
‫يء في ُخ ٍ‬ ‫يتدر َج إلى َّ‬
‫االستدراج‪ :‬أن َّ‬
‫ُ‬
‫در َج‬ ‫ِ‬ ‫قار ُب بين ُخطا ُه في‬ ‫ِ‬
‫المشي‪ ،‬ومنه‪َ :‬‬ ‫بي‪ :‬إذا َ‬‫الص ُّ‬
‫در َج َّ‬ ‫ُيجاه َر‪ ،‬ومنه‪َ :‬‬
‫ٍ‬
‫شيء»‪.‬‬ ‫الكتاب‪ :‬إذا َطواه شي ًئا بعد‬
‫َ‬

‫الر َوائِحِ‬ ‫ِ‬


‫ْاست َطا َب ُة َّ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة ثابت ٌة ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫أطيب‬
‫ُ‬ ‫الصائ ِم‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬و َل ُخ ُل ُ‬
‫وف َف ِم َّ‬ ‫ُ‬
‫ك»(((‪.‬‬‫المس ِ‬ ‫الله ِمن ِريحِ ِ‬
‫عندَ ِ‬
‫ْ‬
‫َّاس ِمن الر ِ‬ ‫ب ما عند الن ِ‬ ‫الحافظ ابن القي ِم‪ِ :‬‬
‫«من المعلو ِم َّ‬
‫ائحة‬ ‫َّ‬ ‫أن أط َي َ‬ ‫ُ ُ ِّ‬ ‫قال‬
‫وف عند ِ‬ ‫الخ ُل َ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم هذا ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫الله‬ ‫رائح ُة الم ْسك؛ فم َّث َل الن ُّ‬
‫ِ‬
‫استطابة ذلك إليه ُسبحانَه‬ ‫الم ْس ِك عندنا وأ ْع َظ َم‪ ،‬ونسب ُة‬
‫رائحة ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعالى بطِ ِ‬
‫يب‬

‫سائر صفاتِه وأفعالِه إليه؛ فإنَّها استطاب ٌة ال تُماثِ ُل استطاب َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كنسبة‬ ‫وتعالى‬

‫وح َّبه و ُب ْغ َضه ال تُماثِ ُل‬ ‫المخلوقي َن‪ ،‬كما َّ‬


‫أن رضاه و َغ َض َبه َ‬
‫وفر َحه وكراه َيتَه ُ‬
‫ذوات َخ ْل ِقه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫للمخلوق ِمن ذلك‪ ،‬كما َّ‬
‫أن ذاتَه ُسبحانَه وتعالى ال تُشبِ ُه‬ ‫ِ‬ ‫ما‬
‫وصفاتِه ال تُشبِه صفاتِهم وأفعا َلهم‪ ،‬وهو سبحانَه وتعالى يستطيب ِ‬
‫الكل َم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الح فير َف ُعه‪ ،‬وليست هذه االستطاب ُة‬ ‫والعم َل َّ‬
‫الص َ‬ ‫َ‬ ‫ب فيص َعدُ إليه‪،‬‬‫ال َّط ِّي َ‬
‫اإلشكال؛ إذ ما استش َك َله هؤالء ِمن‬
‫َ‬ ‫إن تأوي َله ال ير َف ُع‬
‫ثم َّ‬ ‫ِ‬
‫كاستطابتنا‪َّ ،‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ )5583‬ومسلم (‪.)1151‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪63‬‬

‫االستطابة َ ِ‬
‫ِ‬
‫كرضا المخلوقي َن‪،‬‬
‫رضا ليس َ‬ ‫يلز ُم مث ُله في ِّ‬
‫الرضا‪ ،‬فإن قال‪ً :‬‬
‫ِ‬
‫جميع ما يجي ُء‬
‫ُ‬ ‫كاستطابة المخلوقي َن‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫فقولوا‪ :‬استطاب ٌة َ‬
‫ليس ْت‬
‫ِ‬
‫الباب»(((‪.‬‬ ‫ِمن هذا‬

‫ابن‬ ‫ِ‬
‫الحافظ ِ‬ ‫ِ‬
‫تأويل‬ ‫الش ِ‬
‫بل على‬ ‫علي ِّ‬ ‫تعليق َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ُ‬
‫يخ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫الشيخ اب ُن باز‬ ‫أقر‬
‫وقد َّ‬
‫جنس ِ‬
‫سائر‬ ‫ِ‬ ‫لرائحة ُخ ِ‬
‫لوف ف ِم الصائ ِم من‬ ‫ِ‬ ‫َح َج ٍر‪ ،‬الذي ُ‬
‫يقول فيه‪« :‬االستطاب ُة‬
‫ِ‬
‫صفات المخلوقين‪ ،‬ومع‬ ‫ِ‬
‫مماثلة‬ ‫ُ‬
‫اإليمان بها مع عد ِم‬ ‫يجب‬ ‫ِ‬
‫الصفات ال ُعلى‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫ستبعدات النُّقول‪ ،‬والذي ُيفضي بها‬ ‫ِ‬
‫العقول و ُم‬ ‫بتأويلها ِ‬
‫بآراء‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫عد ِم التك ُّل ِ‬

‫إلى تعطِ ِيلها عن الله‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كسائر الص ِ‬


‫الالئق بالله من غير‬ ‫الوجه‬ ‫فات على‬ ‫ِ َّ‬ ‫ُ‬
‫اإليمان بها‬ ‫فالواجب‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫تعطيل »(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫تحريف وال‬ ‫ٍ‬
‫تمثيل‪ ،‬ومن غير‬ ‫ٍ‬
‫تكييف وال‬
‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ِ‬
‫الحديث‪ ،‬وهو‬ ‫وجل بهذا‬ ‫لله َّ‬ ‫بعض العلماء صف َة َّ ِّ‬
‫وقد أث َب َت ُ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪،‬‬ ‫وائح ِ‬
‫لله َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫إثبات استطابة َّ‬
‫ُ‬ ‫فالحديث فيه‬ ‫صريحا في ذلك؛‬
‫ً‬ ‫ليس‬
‫ٌ‬
‫فمجهول‪.‬‬ ‫الكيف‬
‫ُ‬ ‫أ َّما‬
‫لله تعالى ِمن الص ِ‬
‫فات يث ُب ُت‬ ‫اك‪« :‬ما ث َب َت ِ‬
‫البر ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫ِّ‬ ‫حمن َّ‬ ‫يخ عبدُ َّ‬
‫وع ِ‬
‫لمه‪،‬‬ ‫معه وبص ِره ِ‬
‫قال ذلك في س ِ‬ ‫َص به‪ ،‬كما ُي ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ليق به ويخت ُّ‬
‫له على ما َي ُ‬
‫ِ‬
‫العقل ما يقتضي نف َيها‪ ،‬فإذا قام‬ ‫وسائر صفاتِه‪ ،‬وصف ُة َّ‬
‫الش ِّم ليس في‬ ‫ِ‬

‫((( «الوابل الصيب» (‪.)52/1‬‬


‫وقرظه‬
‫((( «التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص ‪ ،)36‬وقد قرأ هذا الكتاب َّ‬
‫عد ٌد من العلماء‪ ،‬في مقدمتهم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪64‬‬

‫الل ِئق به ُسبحانَه‪،‬‬ ‫ِ‬


‫الوجه َّ‬ ‫ب إثباتُها على‬ ‫ِ‬ ‫الدَّ ُ‬
‫وج َ‬ ‫معي على إثباتها َ‬ ‫الس ُّ‬
‫ليل َّ‬
‫الله ِمن ِر ِ‬
‫يح‬ ‫ب عند ِ‬ ‫الصائ ِم أط َي ُ‬ ‫الحديث ‪ -‬وهو قو ُله‪َ ( :‬ل ُخ ُل ُ‬
‫وف َف ِم َّ‬ ‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫يجوز نَف ُيه‬ ‫محتم ٌل لذلك‪ ،‬فال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إثبات َّ‬
‫الش ِّم‪ ،‬بل هو‬ ‫نصا في‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫المسك)‪ -‬ليس ًّ‬
‫ب التَّو ُّق ُ‬ ‫لله تعالى مما ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫قال‪ِ َّ :‬‬ ‫ٍ‬
‫وحينئذ فقد ُي ُ‬ ‫غير ُح َّج ٍة‪،‬‬
‫ِمن ِ‬
‫ف‬ ‫يج ُ‬ ‫َّ‬ ‫إن صف َة َّ ِّ‬
‫ِ‬
‫بمراده‬ ‫ِ‬
‫اإلثبات‪ ،‬فل ُيتد َّب ْر‪ ،‬والل ُه أع َل ُم‬ ‫ليل ال َب ِّي ِن على الن ِ‬
‫َّفي أو‬ ‫فيه؛ لعد ِم الدَّ ِ‬
‫ومراد رسولِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»(((‪.‬‬
‫ِ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االست ْه َز ُاء بِالكَاف ِر َ‬
‫ين‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫العزيز‪.‬‬ ‫وجل في كتابِه‬
‫عز َّ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫ُ‬
‫الدليل‪:‬‬
‫‪‬وإِ َذا َل ُقوا ا َّل ِذي َن آ َمنُوا َقا ُلوا آ َمنَّا َوإِ َذا َخ َل ْوا إِ َلى َش َياطِينِ ِه ْم‬
‫قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫ُون الل ُه َي ْست َْه ِزئُ بِ ِه ْم َو َي ُمدُّ ُه ْم فِي ُط ْغ َيانِ ِه ْم‬ ‫َقا ُلوا إِنَّا َم َعك ُْم إِن ََّما ن ْ‬
‫َح ُن ُم ْست َْه ِزئ َ‬
‫َي ْع َم ُه َ‬
‫ونا‪[ ‬البقرة‪.]15-14 :‬‬

‫واستهز َأ»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫قال‪ِ :‬‬
‫هز َئ به‬ ‫السخر َّي ُة‪ُ ،‬ي ُ‬
‫«اله ْز ُء‪ُّ :‬‬ ‫ٍ‬
‫فارس‪ُ :‬‬ ‫قال اب ُن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال اب ُن َج ٍ‬
‫االختالف في‬
‫َ‬ ‫اآلية ‪ -‬بعد أن ذك ََر‬ ‫تفسير‬ ‫رير ال َّط ُّ‬
‫بري في‬
‫القول والت ِ‬
‫َّأويل عندنا‪َّ :‬‬
‫أن معنى‬ ‫ِ‬ ‫واب في ذلك ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«والص ُ‬
‫َّ‬ ‫االستهزاء ‪:-‬‬ ‫صفة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المستهز ِئ للمست َْه َزأِ به ِمن‬
‫ِ‬ ‫العر ِ‬ ‫ِ‬
‫والفعل‬ ‫القول‬ ‫إظهار‬
‫ُ‬ ‫ب‪:‬‬ ‫االستهزاء في كال ِم َ‬
‫ور ُثه َمسا َء ًة باطنًا‪ ،‬وكذلك‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ظاهرا‪ ،‬وهو بذلك من قيله وفعله به ُم ِّ‬
‫ً‬ ‫ما ُيرضيه‬

‫((( «تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص‪.)15‬‬
‫((( «مجمل اللغة» (ص ‪.)904‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪65‬‬

‫والمك ِْر‪.»...‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫معنى الخدا ِع ُّ‬
‫والسخر َّية َ‬
‫كره‪ :‬الل ُه َي ْست َْه ِز ُئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن َ‬
‫ثم قال‪« :‬وأ َّما ا َّلذين ز َعموا َّ‬
‫قول الله تعالى ذ ُ‬ ‫َّ‬
‫الله استهزا ٌء وال َمك ٌْر‬ ‫الجواب‪ ،‬وأنَّه لم ي ُك ْن ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫بِ ِهم‪ ‬إنَّما هو على ِ‬
‫وجه‬ ‫ْ‬
‫وجل لنَ ْف ِسه‬ ‫عز َّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل ما قد أث َبتَه الل ُه َّ‬ ‫عن ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ون ِ‬
‫وال خديع ٌة ‪ -‬فنا ُف َ‬
‫كره استهزا ٌء وال َمك ٌْر‬ ‫الله َّ ِ‬
‫قائل‪ :‬لم ي ُك ْن ِمن ِ‬ ‫وأوج َبه لها‪ ،‬وسوا ٌء قال ٌ‬
‫جل ذ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ويسخ ُر ويمك ُُر به‪ ،‬أو قال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يستهز ُئ‬ ‫وال خديع ٌة وال ُسخر َّي ٌة َ‬
‫بمن أخ َب َر أنَّه‬
‫ف به ِمن األُ َم ِم‪ ،‬ولم ُي ِ‬
‫غر ْق َمن أخ َب َر أنَّه‬ ‫خس َ‬
‫بمن أخ َب َر أنَّه َ‬
‫ِ ِ‬
‫لم يخسف الل ُه َ‬
‫أغر َقه منهم‪.‬‬
‫َ‬
‫مض ْوا ق ْب َلنا‬
‫ثناؤه أخ َب َرنا أنَّه مك ََر بقو ٍم َ‬
‫جل ُ‬ ‫إن الل َه َّ‬ ‫ِ‬
‫لقائل ذلك‪َّ :‬‬ ‫و ُي ُ‬
‫قال‬
‫أغر َقهم‪،‬‬
‫آخري َن أنَّه َ‬‫ف بهم‪ ،‬وعن َ‬ ‫خس َ‬‫آخري َن أنَّه َ‬ ‫لم ن ََرهم‪ ،‬وأخ َب َرنا عن َ‬
‫ٍ‬ ‫ُفر ْق بين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شيء منه؛‬ ‫كره فيما أخ َب َرنا به من ذلك‪ ،‬ولم ن ِّ‬ ‫فصدَّ ْقنا الل َه تعالى ذ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بم ْن‬
‫ف َ‬ ‫أغر َق َ‬
‫وخس َ‬ ‫فما ُبرهان َُك على تفريق َك ما َّفر ْق َت بينَه‪ ،‬بزعم َك‪ :‬أنَّه قد َ‬
‫بمن أخ َب َر أنَّه قد مك ََر به؟!»‪.‬‬
‫ف به‪ ،‬ولم يمك ُْر َ‬
‫وخس َ‬
‫َ‬ ‫أغر َقه‬
‫أخ َب َر أنَّه َ‬
‫الذ َّب عنهم (أي‪ِ :‬‬
‫عن المؤمني َن)‬ ‫األصبهاني‪« :‬وتو َّلى َّ‬
‫ُّ‬ ‫السن َِّة‬
‫قوا ُم ُّ‬
‫وقال َّ‬
‫ُون‪ ،‬فقال‪ :‬الل ُه َي ْست َْه ِز ُئ بِ ِه ْم‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫حين قالوا‪ :‬إِن ََّما ن َْح ُن ُم ْست َْه ِزئ َ‬
‫خ َر الل ُه ِمن ُْه ْم‪ ،‬وأجاب عنهم فقال‪َ  :‬أال إِن َُّه ُم ُه ْم‬ ‫ون ِمنْهم س ِ‬
‫‪َ ‬ف َي ْس َخ ُر َ ُ ْ َ‬
‫عيب‪ ،‬وتو َّلى المجازا َة لهم‪،‬‬ ‫بصفة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فأج َّل‬
‫يوصفوا‬
‫أقدارهم أن َ‬ ‫َ‬ ‫الس َف َها ُء‪‬؛ َ‬
‫ُّ‬
‫الص ِ‬
‫فتين‬ ‫هاتين ِّ‬ ‫ِ‬ ‫خ َر الل ُه ِمن ُْه ْم‪‬؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫فقال‪ :‬الله يستَه ِزئُ بِ ِهم ‪ ،‬وقال‪ :‬س ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َْ ْ‬
‫إذا كانتا ِمن ِ‬
‫والحكيم ال يف َع ُل َّ‬
‫الس َف َه‪ ،‬بل‬ ‫ُ‬ ‫حكيم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الله لم ت ُك ْن َس َف ًها؛ َّ‬
‫ألن الل َه‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪66‬‬

‫يكون صوابا ِ‬
‫وحكم ًة»(((‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يكون منه‬ ‫ما‬
‫ً‬
‫جازا في ال ُق ِ‬
‫رآن‪:‬‬ ‫أن هناك َم ً‬ ‫شيخ اإلسال ِم ر ًّدا على ا َّلذين يدَّ عون َّ‬ ‫وقال ُ‬
‫ِ‬ ‫(المك ِْر)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و(االستهزاء)‬ ‫مجاز في ال ُقرآن كلفظ َ‬ ‫ٌ‬ ‫«وكذلك ما ا َّد َع ْوا أنَّه‬
‫سمى باس ِم ما ُيقابِ ُله على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المضاف إلى الله‪ ،‬وز َعموا أنَّه ُم ًّ‬ ‫و(السخر َّية) ُ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬
‫يات هذه األسماء إذا ُفع َل ْت َ‬
‫بمن ال‬ ‫سم ُ‬
‫جاز‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل ُم َّ‬ ‫طريق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جني عليه‪،‬‬ ‫بالم ِّ‬‫بمن ف َع َلها َ‬ ‫لما له‪ ،‬وأ َّما إذا ُفع َل ْت َ‬
‫يستح ُّق العقوب َة‪ ،‬كانت ُظ ً‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫بم ِ ِ ِ‬ ‫عقوب ًة له ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫وس َ‬ ‫ثل ف ْعله‪ ،‬كانت عَدْ ًل؛ كما قال تعالى‪ :‬ك ََذل َك كدْ نَا ل ُي ُ‬
‫اك َع َلى إِ ْخ َوتِ َك‬ ‫ص ُر ْؤ َي َ‬
‫فكا َد له كما كا َد ْت إخوتُه َل َّما قال له أبوه‪ :‬ال َت ْق ُص ْ‬
‫ون َك ْيدً ا * َو َأ ِكيدُ َك ْيدً ا‪ ،‬وقال‬
‫َف َي ِكيدُ وا َل َك َك ْيدً ا‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ‬
‫فك َ‬
‫َان‬ ‫‪‬و َمك َُروا َمك ًْرا َو َمك َْرنَا َمك ًْرا َو ُه ْم ال َي ْش ُع ُرون * َفان ُظ ْر َك ْي َ‬‫تعالى‪َ :‬‬
‫الم ْؤ ِمنِي َن فِي‬ ‫ِ ِ‬
‫الم َّط ِّوعي َن م ْن ُ‬
‫ون ُ‬ ‫‪‬الذي َن َي ْل ِم ُز َ‬
‫اقب ُة مك ِْر ِهم‪ ،‬وقال تعالى‪ِ :‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫َع َ َ‬
‫خ َر الل ُه ِمن ُْه ْم‪.‬‬
‫ون ِمنْهم س ِ‬
‫ون إِال ُج ْهدَ ُه ْم َف َي ْس َخ ُر َ ُ ْ َ‬‫ات َوا َّل ِذي َن ال َي ِجدُ َ‬
‫الصدَ َق ِ‬
‫َّ‬
‫عن ِ‬
‫ابن‬ ‫االسم؛ كما ُر ِو َي ِ‬ ‫ِ‬
‫يستح ُّق هذا‬ ‫ولهذا كان االستهزا ُء بهم فِ ً‬
‫عل‬
‫َ‬
‫عون إليه‪ ،‬ف ُيغ َل ُق‪،‬‬
‫سر َ‬ ‫باب ِمن الجن َِّة وهم في الن َِّار‪ ،‬ف ُي ِ‬ ‫ع َّب ٍ‬
‫اس‪ :‬أنَّه ُيفت َُح لهم ٌ‬
‫َ‬
‫المؤمنون‪.‬‬ ‫فيضح ُك منهم‬
‫َ‬ ‫عون إليه‪ ،‬ف ُيغ َل ُق‪،‬‬
‫سر َ‬ ‫آخ ُر‪ ،‬ف ُي ِ‬
‫باب َ‬
‫ثم ُيفت َُح لهم ٌ‬

‫ُون * َع َلى األَ َر ِائ ِك‬ ‫الذي َن آ َمنُوا ِم ْن ال ُك َّف ِ‬


‫ار َي ْض َحك َ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬فا ْليوم ِ‬
‫َْ َ‬
‫ون * َهل ُث ِّو َب ال ُك َّف ُار َما كَانُوا َي ْف َع ُل َ‬
‫ون‪.‬‬ ‫َين ُظ ُر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحس ِن ال َب‬ ‫ِ‬
‫صري‪ :‬إذا كان يو ُم القيامة‪َ ،‬خ َمدَ ت الن َُّار لهم كما ُ‬
‫تخمدُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫وعن‬

‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)168/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪67‬‬

‫ف بهم‪.‬‬
‫خس ُ‬ ‫اإلهال ُة ِمن ِ‬
‫الق ِ‬ ‫ِ‬
‫در‪ ،‬فيمشون‪ ،‬ف ُي َ‬
‫بس ٍ‬ ‫ِ‬
‫باب‪،‬‬
‫ور له ٌ‬ ‫المؤمنين ُ‬
‫َ‬ ‫ب بينهم وبين‬ ‫وعن ُمقات ٍل‪ :‬إذا ُض ِر َ‬
‫ون في ال ُّظ ِ‬
‫لمة‪ ،‬ف ُي ُ‬
‫قال‬ ‫العذاب‪ ،‬ف َيب ُق َ‬ ‫وظاه ُره ِمن ِق َب ِله‬
‫ِ‬ ‫الرحم ُة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫باطنُه فيه َّ‬
‫نورا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لهم‪ :‬ارجعوا ورا َءكم فالتمسوا ً‬
‫ِ‬
‫استهزائهم‪ ،‬ور ُّد‬ ‫إيقاع‬ ‫استدراجه لهم‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫استهزاؤه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫بعضهم‪:‬‬ ‫وقال ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خالف ما أب َط َن في‬
‫َ‬ ‫ظه ُر لهم في الدُّ نيا‬ ‫ِخ ِ‬
‫داعهم و َمك ِْرهم عليهم‪ ،‬وقيل‪ :‬إنَّه ُي ِ‬
‫اآلخ ِ‬
‫رة‪ ،‬وقيل‪ :‬هو تجهي ُلهم وتخطئتُهم فيما ف َعلوه‪ ،‬وهذا ك ُّله ٌّ‬
‫حق‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬

‫استهزا ٌء بهم حقيق ًة»(((‪.‬‬

‫االستِ َو ُاء َع َلى ال َع ْر ِ‬


‫ش‬ ‫ْ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪‬الر ْح َم ُن َع َلى ال َع ْر ِ‬
‫ش ْاست ََوى‪[ ‬طه‪.]5:‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َّ :‬‬
‫ـم ْاسـت ََوى َع َلـى ال َع ْـر ِ‬
‫ش‪[ ‬األعـراف‪ ،54 :‬يونس‪،3 :‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُلـه‪ُ  :‬ث َّ‬
‫الرعـد‪ ،2 :‬الفرقـان‪ ،59 :‬السـجدة‪ ،4 :‬الحديـد‪.]4 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى‬ ‫َ‬ ‫ُّعمان ر ِضي الله عنه‪ ،‬قال‪ِ :‬‬
‫سم ْع ُت‬ ‫بن الن ِ‬
‫حديث قتاد َة ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪ ،)111/7‬وانظر كالم ابن القيم في صفة ِ‬
‫(الخداع) من هذا الكتاب‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫وكال َمه في «مختصر الصواعق» (‪.)34/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪68‬‬

‫يقول‪َ « :‬لما فر َغ الله ِمن َخ ْل ِقه‪ ،‬استَوى على َع ِ‬


‫رشه»(((‪.‬‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم ُ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫والصعو ُد؛ كما قال‬ ‫واالستقرار‪،‬‬ ‫واالرتفاع‪،‬‬ ‫لو‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومعنى االستواء‪ :‬ال ُع ُّ‬
‫ابن القي ِم ِ‬
‫رحمه الل ُه‪:‬‬ ‫ُ ِّ‬
‫س ال َّطع ِ‬ ‫ـــت لِ ْل َف ِ‬ ‫ات َع َل ْي َهـــا َأ ْر َب ٌع‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ـــار ِ َّ‬ ‫َقـــدْ ُح ِّص َل ْ‬ ‫ـــار ٌ‬ ‫« َف َل ُه ْ‬
‫ـــم ع َب َ‬
‫يـــه ِمـــن ُنكْر ِ‬
‫ان‬ ‫ْ َ‬
‫ـــذي ما فِ ِ‬
‫َ‬
‫َت َفع ا َّل ِ‬
‫َ‬ ‫اســـ َت َق َّر َو َقدْ َع َل َوك ََذلِ َك ْار‬ ‫ِ‬
‫َوه َي ْ‬
‫الشـــ ْي َبانِي‬ ‫ِ‬ ‫اك َقدْ ص ِعدَ ا َّل ِ‬
‫ـــذي ُه َو رابِ ٌع‬
‫ب َّ‬‫َو َأ ُبو ُع َب ْيـــدَ َة َصاح ُ‬ ‫َ‬ ‫َـــذ َ‬
‫َوك َ‬
‫(((‬ ‫َأدرى ِمـــن الجه ِمـــي بِال ُقر ِ‬
‫آن»‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ـــير ِه‬
‫ـــذا ال َق ْو َل فِي َت ْف ِس ِ‬
‫َـــار َه َ‬
‫َي ْخت ُ‬

‫األَ َس ُ‬
‫ف (بمعنى الغ ََضب)‬
‫ِ‬
‫العزيز‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫آس ُفونَا ان َت َق ْمنَا ِمن ُْه ْم‪[ ‬الزخرف‪.]55 :‬‬
‫قو ُله تعالى‪َ  :‬ف َل َّما َ‬

‫ب‪،‬‬
‫الغض ُ‬
‫ف‪َ :‬‬ ‫واألس ُ‬
‫َ‬ ‫آس ُفونَا‪ ،‬أي‪َ :‬‬
‫أغض ُبونا‪،‬‬ ‫قال اب ُن ُقتَيب َة‪َ  « :‬ف َل َّما َ‬
‫ف َأس ًفا‪ ،‬أي‪ِ :‬‬ ‫ي ُ ِ‬
‫غض ْب ُت»(((‪.‬‬ ‫آس ُ َ‬ ‫قال‪َ :‬أس ْف ُت َ‬ ‫ُ‬

‫الذهبي في كتاب‬
‫ُّ‬ ‫((( رواه الخلَّل في «كتاب السنة»‪ ،‬وصحح إسنا َده على شرط البخاري‪:‬‬
‫«العرش» (ص‪ ،)62‬وابن الق ِّي ِم في «اجتماع الجيوش اإلسالمية» (ص ‪.)107‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 361/2‬رقم ‪.)1356-1353‬‬
‫انظر‪« :‬شرح القصيدة النونية» للهراس (‪« ،)215/1‬أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة»‬
‫لاللكائي (‪ ،)387/3 -216/2‬و«دقائق التَّفسير» البن تيم َّي َة (‪-436/6 ،244-237/5‬‬
‫أيضا‪ :‬صفة (العلو)‪ ،‬وكال َم البغوي في صفة (األصابع)‪.‬‬‫‪ ،)439‬وانظر ً‬
‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)399‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪69‬‬

‫اس‪ ،‬وم ٍ‬ ‫عن ِ‬ ‫ِ‬


‫بإسناده‪ِ :‬‬ ‫رير في «الت ِ‬
‫ون َق َل هذا المعنى اب ُن َج ٍ‬
‫جاهد‪،‬‬ ‫ابن ع َّب ٍ ُ‬ ‫َّفسير»‬
‫وابن ٍ‬
‫زيد‪.‬‬ ‫والسدِّ ِّي‪ِ ،‬‬
‫وقتادةَ‪ُّ ،‬‬
‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّي َة في «ال َعقيدة الواسط َّية»‪ ،‬على‬ ‫استشهدَ بها ُ‬ ‫َ‬ ‫وقد‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫ف ل َّل ِه َّ‬
‫فة األَس ِ‬
‫َ‬
‫بات ِص ِ‬
‫إ ْث ِ‬

‫زن‪ ،‬وبمعنى ِشدَّ ِة‬


‫ف‪ :‬يستعم ُل بمعنى ِشدَّ ِة الح ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫«األس ُ ُ‬
‫َ‬ ‫اس‪:‬‬‫الهر ُ‬‫قال َّ‬
‫ط‪ ،‬وهو المراد في ِ‬
‫اآلية»(((‪.‬‬ ‫ب والس َخ ِ‬ ‫الغض ِ‬
‫َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬

‫األَ َصابِ ُع‬


‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬ ‫لله َّ‬
‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫العاص ر ِضي الله عنهما‪ :‬أنَّه ِ‬ ‫بن ِ‬
‫عمرو ِ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫سم َع‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫بن‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫قلوب بني آ َد َم ك َّلها بي َن إِص َب ِ‬
‫عين‬ ‫َ‬ ‫يقول‪َّ :‬‬
‫«إن‬ ‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الر ِ‬
‫حمن‪.((( »...‬‬ ‫من َأ َصابِ ِع َّ‬
‫رج ٌل إلى‬ ‫ٍ ِ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث ِ‬‫ُ‬
‫بن مسعود َرضي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪« :‬جاء ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫إن الل َه‬ ‫ِ‬
‫القاس ِم‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ِمن ِ‬
‫أهل‬ ‫الن ِّ‬
‫واألرضي َن على إِص َبعٍ‪ ...‬إلى أن قال‪ :‬فر َأ ْي ُت‬ ‫ِ‬
‫موات على إِص َبعٍ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُيمس ُك َّ‬
‫الس‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثم َقر َأ‪َ :‬‬
‫‪‬و َما َقدَ ُروا‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ضح َك حتَّى َبدَ ْت نواج ُذه‪َّ ،‬‬ ‫الن َّ‬
‫الل َه َح َّق َقدْ ِر ِه‪.(((»‬‬

‫((( «شرح الواسطية» (ص ‪ ،)111‬وانظر‪« :‬تهذيب اللغة» (‪.)96/13‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2654‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ )7415‬ومسلم (‪.)2786‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪70‬‬

‫وصفات جاء بها كتا ُبه‪،‬‬ ‫تبارك وتعالى أسما ٌء‬ ‫ِ‬ ‫قال اإلما ُم َّ‬
‫ٌ‬ ‫افعي‪« :‬لله َ‬
‫الش ُّ‬
‫ِ‬
‫وأن له إِص َب ًعا بقول الن ِّ‬
‫َّبي ص َّلى‬ ‫وأخ َب َر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أ َّمتَه‪َّ ...‬‬
‫الر ِ‬ ‫قلب َّإل وهو بين إِصب ِ ِ‬
‫الل ُه عليه وس َّل َم‪( :‬ما ِمن ٍ‬
‫عز‬
‫حمن َّ‬ ‫عين من أصاب ِع َّ‬ ‫َ َ‬
‫َّ‬
‫وجل)‪.(((»...‬‬

‫عز َّ‬ ‫ِ‬


‫إثبات األَ َصابِ ِع ِ‬
‫وجل»(((‪ ،‬وذك ََر‬ ‫لله َّ‬ ‫وقال اإلما ُم اب ُن ُخ َزيم َة‪ُ :‬‬
‫«باب‬
‫ِ‬
‫بأسانيده ما ُيثبِ ُت ذلك‪.‬‬

‫عين‬ ‫ِ‬
‫الخالئق بي َن إِص َب ِ‬ ‫قلوب‬ ‫ِ‬
‫اإليمان َّ‬
‫بأن‬ ‫«باب‬ ‫وقال أبو ٍ‬
‫َ‬ ‫اآلج ِّر ُّي‪ُ :‬‬
‫بكر ُ‬
‫وجل‪ ،‬بال َكي ٍ‬ ‫ِ‬
‫ف»(((‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫عز َّ‬ ‫من َأ َصابِ ِع َّ‬
‫الر ِّب َّ‬

‫ابق‪:‬‬
‫الس َ‬ ‫بن ٍ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫َ‬ ‫وقال اب ُن ُقتَيب َة بعد أن ذك ََر‬
‫عمرو َّ‬

‫ذهبوا إليه في‬ ‫وإن ا َّلذي َ‬


‫صحيح‪َّ ،‬‬‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الحديث‬ ‫نقول‪َّ :‬‬
‫إن هذا‬ ‫ُ‬ ‫«ونح ُن‬
‫ِ‬ ‫اإلص َب ِع ال ُيشبِ ُه‬ ‫تأويل ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫السال ُم قال في دعائه‪« :‬يا ُمق ِّل َ‬ ‫َ‬
‫الحديث؛ ألنَّه عليه َّ‬
‫تخاف يا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫أزواجه‪َ :‬أو‬ ‫القلوب‪ ،‬ث ِّب ْت قلبي على ِدينِ َك»‪ ،‬فقالت له إحدى‬ ‫ِ‬

‫عين ِمن أصابِ ِع‬ ‫ؤمن بي َن إِص َب ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫قلب ُ‬‫«إن َ‬ ‫نفس َك؟ فقال‪َّ :‬‬ ‫الله على ِ‬ ‫رسول ِ‬ ‫َ‬
‫الله تعالى‪ ،‬فهو‬ ‫نعمتين ِمن نِ َع ِم ِ‬
‫ِ‬ ‫القلب عندهم بي َن‬
‫ُ‬ ‫فإن كان‬‫وجل»‪ْ ،‬‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫الله َّ‬
‫ِ‬
‫المرأة‬ ‫َّثبيت؟ ولِ َم احت ََّج على‬ ‫ٍ‬
‫شيء دعا بالت ِ‬ ‫فألي‬ ‫ِ‬
‫ِّعمتين؛‬ ‫محفوظ ب َت ْينِ َك الن‬
‫ٌ‬
‫ِّ‬
‫(أتخاف على ِ‬
‫نفس َك؟) بما ُيؤ ِّكدُ قو َلها؟ وكان ينبغي َّأل‬ ‫ُ‬ ‫ا َّلتي قالت له‪:‬‬

‫((( «طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪.)282/1‬‬


‫((( كتاب «التوحيد» (‪.)187/1‬‬
‫((( «الشريعة» (ص ‪.)316‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪71‬‬

‫ِ‬
‫عمتين‪.‬‬‫يخاف إذا كان القلب محروسا بنِ‬
‫َ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫فإن قال لنا‪ :‬ما ِ‬
‫اإلص َب ُع عندَ ك ها هنا؟‬ ‫ْ‬

‫األرض على إِص َبعٍ»‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬


‫«يحم ُل‬ ‫اآلخ ِر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الحديث َ‬ ‫ُق ْلنا‪ :‬هو ِم ُثل قولِه في‬
‫اإلص َب ُع ها هنا نِعم ًة‪ ،‬وكقولِه تعالى‪:‬‬ ‫تكون ِ‬
‫َ‬ ‫يجوز أن‬
‫ُ‬ ‫عين‪ ،‬وال‬ ‫وكذا على إِص َب ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫‪‬و َما َقدَ ُروا الل َه َح َّق َقدْ ِره َواألَ ْر ُض َجمي ًعا َق ْب َض ُت ُه َي ْو َم الق َيا َمة َو َّ‬
‫الس َم َو ُ‬ ‫َ‬
‫م ْط ِوي ٌ ِ ِ ِ‬
‫ات بِ َيمينه‪ ،‬ولم ُ‬
‫يج ْز ذلك‪.‬‬ ‫َ َّ‬

‫كل‬ ‫نقول‪ :‬إِص َب ٌع كأصابِ ِعنا‪ ،‬وال َيدٌ كأيدينا‪ ،‬وال َق ْب َض ٌة ك َقبضاتِنا؛ َّ‬
‫ألن َّ‬ ‫وال ُ‬
‫وجل ال ُيشبِ ُه شي ًئا منَّا»(((‪.‬‬
‫عز َّ‬ ‫ٍ‬
‫شيء منه َّ‬
‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي بعد ِذ ِ‬
‫«واإلص َب ُع المذكور ُة في‬ ‫ابق‪:‬‬ ‫كر الحديث َّ‬ ‫وقال ال َب َغ ُّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل»(((‪.‬‬ ‫صفات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫الحديث صف ٌة ِمن‬
‫ِ‬

‫السن َِّة على‬


‫أهل ُّ‬
‫الحديث ِ‬
‫يستد ُّل به ُ‬ ‫ُ‬ ‫اك‪« :‬هذا‬ ‫البر ُ‬ ‫الر ِ‬
‫حمن َّ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ َّ‬ ‫قال َّ‬
‫ألن هذا هو المفهو ُم ِمن‬ ‫صفة يدَ ْي ِه؛ َّ‬
‫وجل‪ ،‬وأنَّها ِمن ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫لله َّ‬ ‫ِ‬
‫إثبات األصاب ِع ِ‬

‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اليهودي‬
‫َّ‬ ‫السياق‪ ،‬وقد أ َق َّر الن ُّ‬ ‫لفظ اإلص َب ِع في هذا ِّ‬
‫رسول ِ‬
‫الله‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫(فضح َك‬ ‫مسعود َر ِضي الل ُه عنه بقولِه‪:‬‬‫ٍ‬ ‫على قولِه؛ كما ِ‬
‫فه َم اب ُن‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه‬
‫تعج ًبا وتصدي ًقا له)‪ ،‬ويؤ ِّيدُ ذلك قراء ُة الن ِّ‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُّ‬
‫‪‬و َما َقدَ ُروا الل َه َح َّق َقدْ ِر ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عليه وس َّل َم لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫والوجه ِ‬ ‫لله تعالى كقولِهم في اليدَ ِ‬
‫أهل السن َِّة في األَصاب ِع ِ‬
‫وغير‬ ‫ين‬ ‫وقول ِ ُّ‬
‫ُ‬

‫((( «تأويل مختلف الحديث» (ص ‪.)245‬‬


‫((( «شرح السنة» (‪.)168/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪72‬‬

‫المخلوقات‪ ،‬و َن ْف ِي ِ‬
‫العل ِم‬ ‫ِ‬ ‫اإلثبات مع َن ْف ِي مما َث ِ‬
‫لة‬ ‫ُ‬ ‫ذلك ِمن الص ِ‬
‫فات‪ ،‬وهو‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫بالكيف َّي ِة»(((‪.‬‬

‫َليق به ‪َ ‬ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه‬ ‫تون ِ‬


‫لله تعالى َأ َصابِ َع ت ُ‬ ‫ِ‬
‫والجماعة ُيثبِ َ‬ ‫السن َِّة‬ ‫ُ‬
‫فأهل ُّ‬
‫َش ْي ٌء‪.‬‬

‫اال ِّط َل ُع‬


‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة ثابت ٌة ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫يك ل َع َّل‬ ‫طالب َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬ما ُي ِ‬
‫در َ‬ ‫ٍ‬ ‫علي ِ‬
‫بن أبي‬ ‫ُ‬
‫حديث ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫اعملوا ما ِش ْئتُم»(((‪.‬‬
‫أهل َبدْ ٍر فقال‪َ :‬‬
‫الل َه ا َّط َل َع على ِ‬

‫واحد‪ ،‬ثم ي َّطلِ ُع‬


‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫صعيد‬ ‫ِ‬
‫القيامة في‬ ‫َّاس يو َم‬
‫«يجم ُع الل ُه الن َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ٍ‬
‫دون؟ ف ُيم َّث ُل‬
‫إنسان ما كانوا يع ُب َ‬ ‫فيقول‪َ :‬أل ي َت ُبع ُّ‬
‫كل‬ ‫ُ‬ ‫رب العا َل َ‬
‫مين‪،‬‬ ‫عليهم ُّ‬
‫ولصاحب الن َِّار‬
‫ِ‬ ‫تصاويره‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫َّصاوير‬ ‫ِ‬
‫ولصاحب الت‬ ‫ليب صلي ُبه‪،‬‬‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫لصاحب َّ‬
‫ِ‬ ‫دون‪ ،‬ويبقى الم ِ‬
‫مون‪ ،‬في َّطل ُع عليهم ُّ‬
‫رب‬ ‫سل َ‬ ‫ُ‬ ‫عون ما كانوا يع ُب َ‬‫ناره‪ ،‬فيت َب َ‬
‫ُ‬
‫منك‪ ،‬نعو ُذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيقول‪َ :‬أل تت َب َ‬
‫ُ‬ ‫العا َلمي َن‪،‬‬
‫بالله‬ ‫فيقولون‪ :‬ن ُعو ُذ بالله َ ُ‬
‫َ‬ ‫َّاس؟‬
‫عون الن َ‬
‫َ‬
‫منك‪ ،‬الل ُه ر ُّبنا‪ ،‬وهذا مكانُنا حتَّى نرى ر َّبنا‪ ،‬وهو يأ ُم ُرهم و ُيث ِّبتُهم‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫القمر ليل َة ال َبدْ ِر؟‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رؤية‬ ‫ُضار َ‬
‫ون في‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫رسول الله؟ قال‪ :‬وهل ت ُّ‬ ‫وهل نراه يا‬
‫الساع َة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُضار َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ون في رؤيته تلك َّ‬ ‫رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬فإنَّكم ال ت ُّ‬ ‫قالوا‪ :‬ال يا‬
‫ِ‬
‫ثم ُ‬
‫يقول‪ :‬أنا ر ُّبكم فات َبعوني‪ ،‬فيقو ُم‬ ‫يتوارى‪ ،‬ثم ي َّطل ُع ف ُي ِّ‬
‫عر ُفهم َن ْف َسه‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ثم‬
‫َّ‬

‫((( «تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص‪.)87‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)3081‬ومسلم (‪.)2494‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪73‬‬

‫الص ُ‬
‫راط‪.(((»...‬‬ ‫سل َ‬‫الم ِ‬
‫وض ُع ِّ‬
‫مون‪ ،‬و ُي َ‬ ‫ُ‬
‫هور ِمن ُع ْل ٍو(((‪.‬‬
‫الع‪ :‬ال ُبدُ ُّو وال ُّظ ُ‬
‫واال ِّط ُ‬
‫َ‬
‫عليك»(((‪.‬‬ ‫باد لك ِمن ُع ْل ٍو فقد َط َل َع‬
‫و«كل ٍ‬
‫ُّ‬

‫ا ِ‬
‫إل ْع َر ُ‬
‫اض‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫يثي َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪ …« :‬وأ َّما َ‬ ‫ٍ‬
‫اآلخ ُر فاست َْح َيا‪،‬‬ ‫حديث أبي واقد ال َّل ِّ‬
‫ُ‬
‫فأعر َض الل ُه عنه»(((‪.‬‬
‫فأعر َض‪َ ،‬‬ ‫فاست َْح َيا الل ُه منه‪ ،‬وأ َّما َ‬
‫اآلخ ُر َ‬
‫ابن َح َج ٍر لهذه‬ ‫ِ‬
‫الحافظ ِ‬ ‫ِ‬
‫تأويل‬ ‫اك على‬‫البر ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫ع َّلق َّ‬
‫الش ُ‬
‫حمن َّ‬ ‫يخ عبدُ َّ‬
‫ِ‬
‫كالقول‬ ‫ِ‬
‫واإلعراض‬ ‫ِ‬
‫االستحياء‬ ‫ُ‬
‫«القول في‬ ‫«فتح الباري»‪ ،‬بقولِه‪:‬‬
‫فة في ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ِّ‬
‫وجل لنَ ْف ِسه‪ ،‬وأث َبتَه له رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه‬
‫َّ‬ ‫عز‬ ‫ِ‬
‫سائر ما أث َبتَه الل ُه َّ‬ ‫في‬
‫اإلثبات مع َن ْف ِي مما َث ِ‬
‫لة‬ ‫ُ‬ ‫والواجب في جمي ِع ذلك هو‬ ‫وس َّلم ِمن الص ِ‬
‫فات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫المخلوقات»(((‪.‬‬
‫ِ‬
‫الحافظ‬ ‫ِ‬
‫تأويل‬ ‫الش ِ‬
‫بل على‬ ‫علي ِّ‬ ‫تعليق َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ُ‬
‫يخ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫الشيخ اب ُن باز‬ ‫أقر‬
‫وقد َّ‬

‫حسن صحيح‪ ،‬وابن خزيمة في «التوحيد»‬


‫((( رواه أحمد (‪ ،)8817‬والترمذي (‪ ،)2557‬وقال‪َ :‬‬
‫واستشهد به‪ ،‬وصححه ابن تيم َّي َة في «مجموع الفتاوى» (‪ ،)496/6‬واأللباني‬
‫َ‬ ‫(‪)427/2‬‬
‫في «صحيح سنن الترمذي» (‪.)2557‬‬
‫((( انظر‪« :‬القاموس المحيط»‪ ،‬مادة‪( :‬طلع)‪.‬‬
‫خصص» (‪« ،)93/4‬لسان العرب» (‪.)236/8‬‬ ‫«الم َّ‬
‫((( «جمهرة اللغة» (‪ُ ،)915/2‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)66‬ومسلم (‪.)1405‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪ )157/1‬طبعة دار طيبة‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪74‬‬

‫ِ‬
‫باالستحياء‬ ‫ف ر ُّبنا ُسبحانَه وتعالى‬ ‫وص ُ‬ ‫ُ‬ ‫ابن َح َج ٍر‪ ،‬الذي‬
‫ِ‬
‫يقول فيه‪ُ « :‬ي َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص فيه‪ ،‬بل على‬‫الشرع َّية‪ -‬على وجه ال َن ْق َ‬
‫ُّصوص َّ‬ ‫واإلعراض‪ -‬كما في الن‬
‫ٍ‬
‫تمثيل‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬
‫تحريف وال‬ ‫ٍ‬
‫تعطيل‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬
‫تكييف وال‬ ‫الل ِئق‪ِ ،‬من ِ‬
‫غير‬ ‫ِ‬
‫الوجه َّ‬
‫لواز ِمهما‪ِ ،‬‬
‫وغير ذلك»(((‪.‬‬ ‫اهر ِمن ِ‬
‫بغير معناهما ال َّظ ِ‬
‫يجوز تأوي ُلهما ِ‬
‫ُ‬
‫إل َل ِهي ُة واألُ ُل ِ‬
‫وه َّي ُة‬ ‫ا ِ َّ‬
‫ِ‬
‫اسمان‬ ‫(اإل َل ِه)‪ ،‬وهما‬ ‫ِ‬
‫واسمه‪ِ :‬‬ ‫وجل‪ِ ،‬من ِ‬
‫اسمه‪( :‬الله)‪،‬‬ ‫ِصف ٌة ثابت ٌة للهِ َّ‬
‫عز َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫كتاب ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫عديدة ِمن‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫مواض َع‬ ‫ِ‬
‫ثابتان في‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفوائد»‪،‬‬ ‫وأصل كلمة (الله)‪ :‬إِ َل ٌه‪ ،‬كما َّ‬
‫رج َحه اب ُن الق ِّي ِم في «بدائ ِع‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫مكتوب‪.‬‬ ‫تاب بمعنى‬ ‫معبود؛ ِ‬
‫كك ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وإِ َله بمعنى م ٍ‬
‫ألوه‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫االسم ْي ِن‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫هذين‬ ‫واإلله َّي ُة أو األُلوه َّي ٌة‪ :‬صف ٌة مأخوذ ٌة ِمن‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫(الر ِّب)‪،‬‬‫الحافظ اب ُن الق ِّي ِم عندَ الحديث عن أسماء الله تعالى (الله)‪َّ ،‬‬ ‫قال‬
‫مظه ُره وقيا ُمه ِمن‬ ‫َّهي َ‬ ‫واألمر والن ُ‬
‫ُ‬ ‫رع‬‫والش ُ‬ ‫حمن)‪ ،‬قال‪ ...« :‬فالدِّ ي ُن َّ‬ ‫(الر ِ‬ ‫َّ‬
‫الربوب َّي ِة‪ ،‬والجزا ُء‬ ‫ِ‬
‫عل من صفة ُّ‬
‫والف ُ ِ‬
‫والخ ْل ُق واإليجاد والتَّدبير ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صفة اإلله َّي ِة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬

‫الم ْل ِك»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫والعقاب والجنَّ ُة والن َُّار من صفة ُ‬ ‫ُ‬ ‫وال َّث ُ‬
‫واب‬

‫السعدي‪« :‬الل ُه‪ :‬هو المألو ُه المعبو ُد ذو األلوه َّي ِة‬ ‫ُّ‬ ‫الر ِ‬
‫حمن‬ ‫يخ عبدُ َّ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫صفات األُلوه َّي ِة ا َّلتي هي‬
‫ِ‬ ‫ف به ِمن‬ ‫والعبود َّي ِة على َخ ْل ِقه أجمعي َن؛ لِ َما ات ََّص َ‬
‫ِ‬
‫الكمال»(((‪.‬‬ ‫صفات‬
‫ُ‬

‫((( «التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص‪.)72‬‬


‫((( «مدارج السالكين» (‪.)34/1‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)298/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪75‬‬

‫األَ ْم ُر‬
‫األمر‪‬‬ ‫قال في مح َك ِم ت ِ‬
‫َنزيله‪َ  :‬أال َل ُه َ‬ ‫وجل؛ كما َ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة ِ‬
‫لق َو ْ‬ ‫الخ ُ‬ ‫ُ‬ ‫لله َّ‬
‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫أن هذا ال يعني أنَّه ك َّلما ُذ ِك َر ْت كلم ُة (األَ ْم ِر) في‬‫[األعراف‪َّ ،]54 :‬إل َّ‬
‫لله)؛ أنَّها صف ٌة له‪.‬‬‫الله) أو (األَم ِر ِ‬ ‫الله‪ِ ،‬م ُثل‪َ ( :‬أم ِر ِ‬
‫أو السن َِّة مضاف ًة إلى ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ُ‬
‫هذه‬‫فة ومنبها على ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم ابن تَيمي َة مثبِتًا لهذه الص ِ‬ ‫لذلك قال ُ‬
‫ُ ِّ ً‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َّ ُ‬
‫فإن الل َه تعالى َل َّما أخ َب َر بقولِه‪ :‬إِن ََّما َأ ْم ُرهُ‬ ‫ِ‬
‫(األمر)؛ َّ‬ ‫القاعدة بقولِه‪ ...« :‬لفظ ُة‬ ‫ِ‬

‫لق َواأل ْم ُر‪ ،‬واستدَ َّل‬ ‫الخ ُ‬‫ُون‪ ،‬وقال‪َ  :‬أال َل ُه َ‬ ‫إِ َذا َأ َرا َد َش ْي ًئا َأ ْن َي ُق َ‬
‫ول َل ُه ُك ْن َف َيك ُ‬
‫مخلوق‪ ،‬بل هو كال ُمه‪ ،‬وصف ٌة ِمن‬
‫ٍ‬ ‫غير‬
‫األمر ُ‬
‫َ‬ ‫ف على َّ‬
‫أن‬ ‫طوائف ِمن الس َل ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّاس يطرد ذلك في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صفاتِه بهذه ِ‬
‫األمر‬ ‫لفظ‬ ‫كثير من الن ِ ُ ُ‬ ‫وغيرها ‪ -‬صار ٌ‬ ‫اآلية‬
‫غير الص ِ‬ ‫ِ‬
‫فة َن ْق ًضا‬ ‫ور َد‪ ،‬فيج َع ُله صف ًة؛ َط ْر ًدا للدَّ اللة‪ ،‬ويج َع ُل داللتَه على ِ ِّ‬
‫حيث َ‬
‫أن األمر وغيره ِمن الص ِ‬
‫فات‬ ‫بعض رسائلي َّ‬ ‫ِ‬ ‫األمر كذلك؛ فب َّين ُْت في‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لها‪ ،‬وليس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سمى ما‬ ‫فالرحم ُة صف ٌة لله‪ ،‬و ُي َّ‬ ‫الصفة تارةً‪ ،‬وعلى متع ِّلقها أخرى؛ َّ‬ ‫ُيط َل ُق على ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سمى‬ ‫المقدور ُقدرةً‪ ،‬و ُي َّ‬
‫ُ‬ ‫سمى‬‫ُخل َق رحم ًة‪ ،‬وال ُقدر ُة من صفات الله تعالى‪ ،‬و ُي َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫بالمقدور قدرةً‪ِ َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫(المخلوق)‬ ‫سمى‬ ‫والخ ْل ُق من صفات الله تعالى‪ ،‬و ُي َّ‬ ‫تع ُّل ُقها‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫والع ِ‬ ‫َخ ْل ًقا‪ِ ،‬‬
‫المتع ِّل ُق ع ً‬
‫لما؛ فتار ًة ُيرا ُد‬ ‫سمى المعلو ُم أو ُ‬ ‫لم من صفات الله‪ ،‬و ُي َّ‬ ‫ُ‬
‫الصف ُة‪ ،‬وتار ًة ُيرا ُد ُمتع ِّل ُقها‪ ،‬وتار ًة ُيرا ُد َن ْف ُس التَّع ُّل ِق»(((‪.‬‬
‫ِّ‬
‫حل غير ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الله كان‬ ‫وقال‪« :‬أ َّما ما كان صف ًة ال تقو ُم بنَفسها ولم ُيذك َْر لها َم ٌّ ُ‬
‫المصدر ِمن هذا‬
‫ُ‬ ‫المصدر كان‬
‫ُ‬
‫فكالقول ِ‬
‫والعلم‪ ،‬واأل ْمر إذا ُأريد به‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ًة له‪،‬‬

‫((( «الفتاوى» (‪.)17/6‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪76‬‬

‫المكو ِن‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫المخلوق‬ ‫وإن ُأريدَ به‬ ‫الباب‪ ،‬كقوله تعالى‪َ  :‬أال َل ُه ا ْل َخ ْل ُق َو ْالَ ْم ُر‪ْ ، ‬‬
‫ِ‬
‫األو ِل‪ ،‬كقولِه تعالى‪َ  :‬أتى َأ ْم ُر ال َّل ِه َفال ت َْس َت ْع ِج ُلو ُه‪.(((»‬‬ ‫كان من َّ‬‫باأل ْم ِر َ‬

‫وجل وقو َله ُ‬


‫غير‬ ‫عز َّ‬ ‫أمره َّ‬
‫أن َ‬ ‫«وأجمعوا على َّ‬
‫َ‬ ‫األشعري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الحس ِن‬
‫َ‬ ‫وقال أبو‬
‫صحة ذلك بقولِه تعالى‪َ  :‬أال‬
‫ِ‬ ‫دل الل ُه تعالى على‬ ‫ٍ‬
‫مخلوق‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ث وال‬‫محدَ ٍ‬
‫ُ‬
‫لق َواألَ ْم ُر‪.(((»‬‬ ‫َل ُه َ‬
‫الخ ُ‬

‫اك على األَ َصابِ ِع‬ ‫ا ِ‬


‫إل ْم َس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وغيرهما َعلى‬ ‫َ‬ ‫واألرض‬
‫َ‬ ‫موات‬ ‫وجل بأنَّه ُيمس ُك َّ‬
‫الس‬ ‫ف الل ُه َّ‬ ‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫بجاللِه و َع َظمتِه‪ ،‬وهي صف ٌة فِعل َّي ٌة ثابت ٌة‬ ‫َأ َصابِ ِعه إمساكًا َي ُ‬
‫ليق َ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫ك السمو ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َواألَ ْر َض َأ ْن ت َُز َ‬
‫ول‪‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬إِ َّن الل َه ُي ْمس ُ َّ َ َ‬
‫[فاطر‪.]41:‬‬

‫ض إِ َّل بِإِ ْذنِ ِه إِ َّن ال َّل َه‪‬‬


‫الس َما َء َأ ْن َت َق َع َع َلى ْالَ ْر ِ‬
‫ك َّ‬‫‪‬و ُي ْم ِس ُ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫[الحج‪.]65:‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫َّبي‬ ‫ٍ‬
‫مسعود َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث ِ‬‫ُ‬
‫أن يهود ًّيا جاء إلى الن ِّ‬ ‫بن‬
‫ِ‬ ‫إن الله ي ِ‬
‫موات على‬ ‫ك َّ‬
‫الس‬ ‫مس ُ‬ ‫حمدُ ‪ُ َ َّ ،‬‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬فقال‪ :‬يا ُم َّ‬
‫والش َج َر على إِص َبعٍ‪،‬‬
‫والجبال على إِص َبعٍ‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫واألرضي َن على إِص َبعٍ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫إِص َبعٍ‪،‬‬

‫((( «شرح العقيدة األصفهانية» (‪.)68‬‬


‫((( «رسالة إلى أهل الثغر» (ص ‪.)221‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪77‬‬

‫رسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم ِل ُك‪:‬‬


‫الله ص َّلى الل ُه‬ ‫ُ‬ ‫فضح َك‬ ‫ثم ُ‬
‫يقول‪ :‬أنا َ‬ ‫والخالئق على إِص َبعٍ‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫‪‬و َما َقدَ ُروا الل َه َح َّق َقدْ ِر ِه‪ ،‬وفي‬ ‫ثم َقر َأ‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫عليه وس َّل َم حتَّى َبدَ ْت نواج ُذه‪َّ ،‬‬
‫رسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫تعج ًبا وتصدي ًقا له(((‪.‬‬ ‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُّ‬ ‫ُ‬ ‫فضح َك‬ ‫رواية‪:‬‬

‫عان عدَّ ٍة‪ ،‬منها‪:‬‬‫بم ٍ‬ ‫ُ‬


‫واإلمساك يأتي َ‬
‫والمنع؛ كما في قولِه تعالى‪َ  :‬أ َّم ْن َه َذا ا َّل ِذي َي ْر ُز ُقك ُْم إِ ْن‬ ‫ُ‬ ‫َف‬
‫‪ -1‬الك ُّ‬
‫َأ ْم َس َك ِر ْز َق ُه‪[ ‬الملك‪.]21:‬‬

‫اإلرسال؛ كما في قولِه تعالى‪ :‬ال َّل ُه َيت ََو َّفى ْالَ ْن ُف َس‬
‫ُ‬ ‫الح ْب ُس‪ ،‬و ُيقابِ ُله‬
‫‪َ -2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حي َن َم ْوت َها َوا َّلتي َل ْم ت َُم ْت في َمنَام َها َف ُي ْمس ُك ا َّلتي َق َضى َع َل ْي َها َ‬
‫الم ْو َت‬
‫َو ُي ْر ِس ُل ْالُ ْخ َرى إِ َلى َأ َج ٍل ُم َس ًّمى‪[ ‬الزمر‪.]42:‬‬

‫ض بها‪.‬‬ ‫اإلمساك على األَ َصابِعِ‪ ،‬وهو ُ‬


‫غير ال َق ْب ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬

‫وج َّل‬ ‫ِ‬


‫إمساك ِ‬ ‫«باب ِذك ِْر‬ ‫قال اب ُن ُخ َزيم َة‪:‬‬
‫اسمه َ‬
‫‪-‬تبارك وتعالى ُ‬
‫َ‬ ‫الله‬ ‫ُ‬
‫واألرض وما عليها على َأ َصابِ ِعه»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫موات‬ ‫الس‬
‫ثناؤه‪َّ -‬‬
‫ُ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫ثم‬‫ابن مسعود َرضي الل ُه عنه بإسناده من عدَّ ة ُطرق‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫أور َد‬
‫ثم َ‬ ‫َّ‬
‫مس ُك ما ُذ ِك َر في‬‫جل وعال ي ِ‬
‫ُ‬ ‫أن الل َه َّ‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‪ ،‬فمعناه‪َّ :‬‬ ‫قال‪« :‬أ َّما خ َب ُر ِ‬
‫ابن‬
‫غير‬ ‫األرض َ‬‫َ‬ ‫تبديل ِ‬
‫الله‬ ‫ِ‬ ‫الخبر على َأ َصابِ ِعه‪ ،‬على ما في الخ َب ِر َسوا ًء‪ ،‬ق ْب َل‬ ‫ِ‬
‫الش ِ‬
‫يء‪ ،‬وهو مفهو ٌم‬ ‫ض على َّ‬ ‫اإلمساك على األَ َصابِ ِع ُ‬
‫غير ال َق ْب ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫األرض؛ َّ‬
‫ألن‬
‫غة ا َّلتي ُخوطِ ْبنا بها‪.((( »...‬‬ ‫في ال ُّل ِ‬

‫((( رواه البخاري (‪ )7414‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)2786‬‬


‫((( «التوحيد» (‪.)178/1‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)185/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪78‬‬

‫ِ‬ ‫عز َّ ِ‬ ‫ِ‬


‫اإليمان َّ‬ ‫وقال أبو ٍ‬
‫موات‬ ‫وجل ُيمس ُك َّ‬
‫الس‬ ‫بأن الل َه َّ‬ ‫«باب‬
‫اآلج ِّر ُّي‪ُ :‬‬
‫بكر ُ‬
‫واألرضي َن على إِص َبعٍ‪.((( »...‬‬
‫َ‬ ‫على إِص َبعٍ‪،‬‬
‫رآن والسن َِّة وكال ِم الص ِ‬ ‫اليد في ال ُق ِ‬ ‫لفظ ِ‬
‫«ور َد ُ‬
‫حابة‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫وقال اب ُن الق ِّي ِم‪َ :‬‬
‫تصر ًفا فيه‪ ،‬مقرونًا بما‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫تنو ًعا ُم َّ‬
‫أكثر من مئة موضعٍ‪ُ ،‬ورو ًدا ُم ِّ‬ ‫والتَّابعي َن في َ‬
‫ض‪ ،‬والبس ِ‬
‫ط‪.((( »...‬‬ ‫ِ‬
‫مساك‪ ،‬وال َّط ِّي‪ ،‬وال َق ْب ِ‬ ‫يدُ ُّل على أنَّها َيدٌ حقيق ًة‪ِ ،‬من‪ِ :‬‬
‫اإل‬
‫َْ‬
‫وان ُظ ْر‪ :‬صف َة ال َق ْب ِ‬
‫ض وال َّط ِّي‪.‬‬
‫األَن ِ‬
‫َام ُل‬
‫الص ِ‬
‫حيح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫وجل بالحديث َّ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫عز َّ‬ ‫بل َر ِضي الل ُه عنه‪ ...« :‬فإذا أنا بر ِّبي َّ‬ ‫حديث م ِ‬
‫عاذ ِ‬
‫بن َج ٍ‬
‫وجل (يعني‪:‬‬ ‫ُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فيم‬ ‫أحس ِن صورة‪ ،‬فقال‪ :‬يا ُم َّ‬
‫حمدُ ‪َ ،‬‬ ‫حق) في َ‬ ‫األنبياء ٌّ‬ ‫في المنا ِم‪ُ ،‬‬
‫ور َؤى‬
‫ِ‬
‫يختص ُم‬ ‫فيم‬ ‫ِ‬
‫يختص ُم الم ُ‬
‫حمدُ ‪َ ،‬‬‫رب! قال‪ :‬يا ُم َّ‬ ‫قلت‪ :‬ال أدري ِّ‬ ‫أل األعلى؟ ُ‬
‫يختص ُم الم ُ‬
‫أل‬ ‫ِ‬ ‫فيم‬ ‫الم ُ‬
‫حمدُ ‪َ ،‬‬ ‫رب! قال‪ :‬يا ُم َّ‬ ‫قلت‪ :‬ال أدري ِّ‬ ‫أل األعلى؟ ُ‬
‫ِ‬ ‫رب! فر َأ ْيتُه َ‬
‫وض َع ك َّفه بين كَت َف َّي‪ ،‬حتَّى َ‬
‫وجدْ ُت َب ْر َد‬ ‫قلت‪ :‬ال أدري ِّ‬
‫األعلى؟ ُ‬
‫أناملِه في صدري‪.(((»...‬‬
‫ِ‬

‫((( «الشريعة» (ص ‪.)318‬‬


‫((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)171/2‬‬
‫«السنة» (ص ‪-465‬‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)243/5‬والترمذي (‪ ،)3235‬وابن أبي عاصم في ُّ‬
‫سألت‬
‫ُ‬ ‫‪ ،)471‬وغيرهم‪ ،‬عن جم ٍع من الصحابة‪ ،‬قال الترمذي‪( :‬هذا حديث حسن صحيح‪،‬‬
‫‪-‬البخاري‪ -‬عن هذا الحديث فقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح)‪= ،‬‬
‫َّ‬ ‫محمدَ ب َن إسماعيل‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪79‬‬

‫أطراف األَ َصابِعِ‪.‬‬


‫ُ‬ ‫نام ُل في ال ُّل ِ‬
‫غة‪:‬‬ ‫واألَ ِ‬

‫(أي‪ :‬الرازي)‪ :‬وجدْ ُت برد َأن ِ‬


‫َام ِله‪ ،‬معناه‪:‬‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫شيخ اإلسال ِم‪« :‬فقو ُله ِ َّ ِّ‬
‫قال ُ‬
‫حاصل على ِ‬
‫ظهره‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫العناية كان‬ ‫قال له‪ :‬أ َث ُر تلك‬ ‫ِ‬
‫العناية‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫وجدْ ُت أ َث َر تلك‬
‫َ‬
‫بالص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وفي ِ‬
‫يجوز؛ إذ عنده لم‬
‫ُ‬ ‫در ال‬ ‫فتخصيص أ َث ِر العناية َّ‬
‫ُ‬ ‫وصدره‪،‬‬ ‫فؤاده‬
‫الر ُّب عنايتَه إليه‪،‬‬ ‫ف َّ‬ ‫صر َ‬
‫قط‪ ،‬وإنَّما المعنى أنَّه َ‬ ‫فين شي ٌء ُّ‬ ‫وض ْع بين الكَتِ ِ‬ ‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫األعضاء‪،‬‬ ‫ف‬ ‫العناية متع ِّل ٌق بما يعم‪ ،‬أو بأشر ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن أ َث َر تلك‬
‫ب أن ُيب ِّي َن َّ‬ ‫فكان ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫يج ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجهه؛ فإنَّه إذا‬ ‫َ‬
‫الحديث على‬ ‫وما بي َن ال َّثد َي ْي ِن كذلك‪ ،‬بخالف ما إذا َّ‬
‫أقر‬
‫ِ‬ ‫َف على ِ‬ ‫و ِضع ِ‬
‫در‪،‬‬ ‫الص ُ‬‫ظهره‪َ ،‬ن َف َذ بر ُدها إلى النَّاحية األخرى‪ ،‬وهو َّ‬ ‫ت الك ُّ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وض َع يدَ ه بين‬ ‫القائل‪َ :‬‬ ‫فقول‬ ‫وأيضا‬‫ً‬ ‫باإلحساس‪،‬‬ ‫وم ُثل هذا يع َل ُمه الن ُ‬
‫َّاس‬
‫يحتم ُل الت َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّعبير‬
‫َّأويل‪ ،‬والت ُ‬ ‫نص ال‬‫وجدْ ُت َب ْر َد أنامله بين َثدْ َي َّي‪ٌّ :‬‬ ‫في حتَّى َ‬ ‫كَت َّ‬
‫رورة ِمن ال ُّل ِ‬
‫بالض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غة‪،‬‬ ‫أمر ُيع َل ُم ُبطالنُه َّ‬ ‫مجرد االعتناء ٌ‬ ‫بم ْث ِل هذا ال َّلفظ عن َّ‬
‫والسوفسطائ َّي ِة‪.»...‬‬ ‫ِ‬
‫وهو من َغ ِّث كال ِم ال َقرامطة ُّ‬
‫ِ‬

‫ثم قال‪...« :‬إنَّه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ذك ََر ثالث َة أشيا َء؛ حيث قال‪:‬‬
‫َّ‬
‫رواية‪« :‬برد ِ‬
‫أنام ِله على‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ‬ ‫«فوض َع يدَ ه بين كَت َف َّي حتَّى َ‬
‫وجدْ ُت َب ْر َدها»‪ ،‬وفي‬ ‫َ‬
‫يده بين كتِ َف ْيه‪،‬‬
‫ب»‪ ،‬فذكَر و ْضع ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ِ‬
‫والمغر ِ‬ ‫المشر ِق‬
‫ِ‬ ‫صدري‪ِ ،‬‬
‫فعل ْم ُت ما بين‬
‫ثان‪ ،‬وهو وجو ُد‬ ‫أنام ِله بين َثدْ يي ِه‪ ،‬وهذا معنًى ٍ‬
‫وذكَر غاي َة ذلك‪ :‬أنَّه وجدَ برد ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬
‫ب ذلك بِأ َث ِر‬ ‫ٍ‬ ‫مح ٍّل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫هذا ال َب ْر ِد عن‬
‫مخصوص‪ ،‬وع َّق َ‬ ‫مخصوص في َ‬ ‫شيء‬

‫= وصححه ابن العربي في «أحكام القرآن» (‪.)73/4‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪80‬‬

‫أحدَ هذه المعاني ليس هو َ‬


‫اآلخ َر»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الموجود‪ُّ ،‬‬
‫وكل هذا ُيب ِّي ُن َّ‬ ‫الوض ِع‬
‫أن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الم ْج ِرم َ‬
‫ين‬ ‫االنْت َقا ُم م َن ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه ( ُذو انتقا ٍم)‪ ،‬وأنَّه ينتق ُم من ُ‬
‫المجرمي َن؛ كما‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫بالكتاب والسن َِّة‪ ،‬وليس (الم ِ‬
‫نتق ُم)‬ ‫ِ‬ ‫ليق به ُسبحانَه‪ ،‬وهي صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫َي ُ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫أسماء ِ‬
‫الله تعالى‪.‬‬ ‫ِمن‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫يـز ُذو انتِ َقامٍ‪‬‬
‫ـم الل ُه ِمنْـ ُه َواللـ ُه َع ِز ٌ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬قو ُلـه تعالـى‪َ  :‬و َمـ ْن َعـا َد َف َينتَق ُ‬
‫[المائـدة‪.]95 :‬‬

‫َاه ْم فِي ال َي ِّم‪[ ‬األعراف‪.]136 :‬‬ ‫ِ‬


‫‪-2‬وقو ُله تعالى‪َ  :‬فان َت َق ْمنَا من ُْه ْم َف َأ ْغ َر ْقن ُ‬

‫الم ْج ِر ِمي َن ُمنت َِق ُم َ‬


‫ون‪[ ‬السجدة‪.]22 :‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬وقو ُله تعالى‪ :‬إِنَّا م َن ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫«فكش َ‬ ‫ٍ‬
‫قريش‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫مسعود َر ِضي الل ُه عنه‪ ،‬وقو ُله عن‬ ‫بن‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫ُ‬
‫عنهم‪ ،‬فعا ُدوا‪ ،‬فان َت َق َم الل ُه منهم يو َم َبدْ ٍر؛ فذلك قو ُله تعالى‪َ  :‬ي ْو َم ت َْأتِي‬
‫ون‪.(((»‬‬ ‫كره‪ :‬إِنَّا ُمنت َِق ُم َ‬ ‫ين إلى قولِه َّ ِ‬
‫جل ذ ُ‬
‫السماء بِدُ َخ ٍ‬
‫ان ُمبِ ٍ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫إسحاق‪ :‬معنى ( َن َق ْم ُت)‪:‬‬
‫َ‬ ‫«تهذيب ال ُّل ِ‬
‫غة»‪« :‬قال أبو‬ ‫ِ‬ ‫األزهري في‬ ‫قال‬
‫ُّ‬
‫الش ِ‬
‫يء»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كراهة َّ‬ ‫با َل ْغ ُت في‬

‫((( «بيان تلبيس الجهمية» (‪.)390-388/7‬‬


‫((( رواه البخاري (‪.)4822‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪81‬‬

‫عال ِمن َن َق َم َين ِْق ُم‪ :‬إذا ب َل َغ ْت به الكراه ُة َحدَّ‬


‫ابي‪« :‬االنتقا ُم‪ :‬افتِ ٌ‬
‫وقال الخ َّط ُّ‬
‫الس ْخ ِ‬
‫ط»(((‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫َّبي ص َّلى‬ ‫أسمائه ال َّث ِ‬


‫ابتة ِ‬ ‫ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪ ...« :‬وال في‬
‫وقال ُ‬
‫عن الن ِّ‬
‫رآن ُمق َّيدً ا؛ كقولِه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫نتقم في ال ُق ِ‬
‫الم ُ‬
‫ِ‬
‫المنتق ِم‪ ،‬وإنَّما جاء ُ‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم ُ‬
‫اسم ُ‬
‫الله في قولِه‪  :‬إِ َّن‬ ‫الم ْج ِر ِمي َن ُمنت َِق ُم َ‬
‫ون‪ ،‬وجاء معناه مضا ًفا إلى ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫‪‬إِنَّا م َن ُ‬
‫الل َه َع ِز ٌيز ُذو انتِ َقا ٍم‪.(((»‬‬

‫والسن َِّة على‬ ‫ِ‬


‫الكتاب ُّ‬
‫صالح الع َثيمين‪« :‬ولدَ ِ‬
‫اللة‬ ‫ٍ ُ ْ‬ ‫حمدُ ب ُن‬ ‫الش ُ‬
‫يخ ُم َّ‬ ‫وقال َّ‬
‫بفعل أو وص ٍ‬ ‫أوج ٍه‪ ...:‬ال َّث ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ٍّ‬
‫دال عليها؛‬ ‫ٍ َ ْ‬ ‫َّصريح‬
‫ُ‬ ‫الث‪ :‬الت‬ ‫الصفة ثالث ُة ُ‬
‫ثبوت ِّ‬
‫ِ‬
‫للفصل بين‬ ‫ماء الدُّ نيا‪ ،‬والم ِ‬
‫جيء‬ ‫ول إلى الس ِ‬
‫رش‪ ،‬والن ُُّز ِ‬ ‫ِ‬
‫كاالستواء على ال َع ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫األخيرة‬ ‫القيامة‪ ،‬واالنتقا ِم ِمن المجرمين»‪ ،‬ثم استدَ َّل للص ِ‬
‫فة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العباد يو َم‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الم ْج ِر ِمي َن ُمنت َِق ُم َ‬
‫ون‪.(((‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بقوله تعالى‪ :‬إِنَّا م َن ُ‬

‫يم‬ ‫اب وال َّت ْحلِ ُ‬


‫يل وال َّت ْح ِر ُ‬ ‫يج ُ‬ ‫ا ِ‬
‫إل َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬
‫فات فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله تعالى‬ ‫ِص ٌ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫وح َّر َم ِّ‬


‫الر َبا ‪[ ‬البقرة‪.]275 :‬‬ ‫قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫‪‬وأ َح َّل الل ُه ا ْل َب ْي َع َ‬

‫((( «شأن الدعاء» (ص‪.)90‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)95/17‬‬
‫((( «القواعد المثلى» (ص ‪.)38‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪82‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫دري َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ « :‬من أك ََل ِمن هذه‬ ‫ٍ‬
‫سعيد ُ‬
‫الخ ِّ‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي‬ ‫‪-1‬‬
‫حر َم ْت‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫حر َم ْت ُ‬
‫َّاس‪ُ :‬‬ ‫يقر َبنَّا في المسجد‪ ،‬فقال الن ُ‬
‫الش َجرة الخبيثة شي ًئا‪ ،‬فال َ‬
‫تحريم‬
‫ُ‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬فقال‪ :‬أ ُّيها الن ُ‬
‫َّاس‪ ،‬إنَّه ليس بي‬ ‫فب َل َغ ذاك الن َّ‬
‫يحها»(((‪.‬‬ ‫أكر ُه ِر َ‬ ‫أح َّل الل ُه لي‪ ،‬ولكنَّها َ‬
‫شجر ٌة َ‬ ‫ما َ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه‬ ‫ُ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه قال‪ :‬خ َط َبنا‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫فح ُّجوا‪ ،‬فقال‬ ‫َّاس‪ ،‬قد َفر َض الل ُه عليكم َ‬
‫الح َّج ُ‬ ‫عليه وس َّل َم فقال‪« :‬أ ُّيها الن ُ‬
‫رسول ِ‬
‫الله‬ ‫ُ‬ ‫َت‪ ،‬حتَّى قالها ثال ًثا‪ ،‬فقال‬ ‫رسول ِ‬
‫الله؟ فسك َ‬ ‫َ‬ ‫رج ٌل‪َّ :‬‬
‫أكل عا ٍم يا‬ ‫ُ‬
‫ت‪ ،‬و َل َما است َط ْعتُم‪.(((»...‬‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ :‬لو ُق ْل ُت‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬‬
‫لوج َب ْ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫ألوج َبها الل ُه َّ‬
‫َ‬ ‫وقو ُله‪َ :‬‬
‫لوج َب ْت‪ ،‬أي‪:‬‬

‫ونحوهما هو َح ِل ٌ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫َّذر وال َّط ِ‬
‫الق‬ ‫ف بالن ِ‬ ‫«الح ِل ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫شيخ اإلسال ِم‪:‬‬ ‫قال‬
‫ِ‬ ‫الح ُّج‪ ،‬فقد ح َل َ‬ ‫ِ‬
‫بصفات ِ‬
‫بإيجاب‬ ‫ف‬ ‫الله‪ ،‬فإنَّه إذا قال‪ :‬إن ف َع ْل ُت كذا فع َل َّي َ‬
‫الله تعالى‪ ،‬وهو ِمن‬ ‫الح ِّج عليه ُحكْم ِمن أحكا ِم ِ‬
‫ٌ‬ ‫وإيجاب َ‬‫ُ‬ ‫الحج عليه‪،‬‬
‫ِّ‬
‫طالق وعبدي‬‫رقبة‪ ،‬وإذا قال‪ :‬فامرأتي ٌ‬ ‫صفاتِه‪ ،‬وكذلك لو قال‪ :‬فع َلي تحرير ٍ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫صفات‬ ‫َّحريم ِمن‬ ‫تحريمه عليه‪ ،‬والت‬ ‫بإزالة ِم ْل ِكه ا َّلذي هو‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫حر‪ ،‬فقد ح َل َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫صفات ِ‬
‫الله»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اإليجاب ِمن‬ ‫أن‬ ‫ِ‬
‫الله‪ ،‬كما َّ‬
‫َ‬

‫وان ُظ ْر‪ِ :‬صف َة‪( :‬التَّشريعِ)‪.‬‬

‫((( رواه مسلم (‪.)877‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2380‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)273/35‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪83‬‬

‫ِ‬
‫واإلمساك)‬ ‫ي (بمعنى الجم ِع‬
‫والو ْع ُ‬
‫اء َ‬ ‫اإلي َع ُ‬
‫الص ِ‬
‫حيح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ثابت ِ‬
‫وجل بالحديث َّ‬ ‫لله َّ‬ ‫وهذا ٌ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬

‫َّبي ص َّلى‬ ‫حديث أسماء ِ‬


‫بنت أبي ب ٍ ِ‬ ‫ُ‬
‫كر َرضي الل ُه عنهما‪ :‬أنَّها جا َء ْت إلى الن ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أدخ َل ع َل َّي ُّ‬
‫الز َب ُير‪،‬‬ ‫الل ُه عليه وس َّلم فقالت‪ :‬يا نبي ِ‬
‫الله‪ ،‬ليس لي شي ٌء َّإل ما َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫خي ما است َطع ِ‬
‫«ارض ِ‬ ‫أرض َخ مما ي ِ‬
‫دخ ُل ع َل َّي؟ فقال‪َ :‬‬
‫ت‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫فهل ع َل َّي ُج ٌ‬
‫ناح أن َ‬
‫ِ‬
‫عليك»(((‪.‬‬ ‫ُوعي في ِ‬
‫وع َي الل ُه‬ ‫وال ت ِ‬
‫ُ‬
‫الو ِ‬
‫عاء‪،‬‬ ‫المتاع في ِ‬ ‫الفتح‪ُ « :‬ي ُ‬
‫قال‪ :‬أو َع ْي ُت‬ ‫ِ‬ ‫الحافظ اب ُن َح َج ٍر في‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫َ‬
‫الو ْع ِي إلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع ِيه‪ :‬إذا ج َع ْلته فيه‪ ،‬وو َع ْي ُت َّ‬
‫ُأ ِ‬
‫جاز‬
‫الله َم ٌ‬ ‫الشي َء‪ :‬حف ْظته‪ ،‬وإسنا ُد َ‬
‫ِ‬
‫اإلمساك»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عن‬

‫ارح‪،‬‬ ‫ليق َّ‬


‫بالش ِ‬ ‫ٌ‬
‫خطأ ال َي ُ‬ ‫باز بقولِه‪« :‬هذا‬
‫العزيز ب ُن ٍ‬
‫ِ‬ ‫فتع َّق َبه َّ‬
‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ‬
‫الل ِئق به ُسبحانَه‬ ‫ِ‬
‫الوجه َّ‬ ‫ف ِ‬
‫الله بذلك حقيق ًة على‬ ‫إثبات وص ِ‬ ‫واب‪:‬‬
‫ُ َ ْ‬ ‫والص ُ‬
‫َّ‬
‫العامل ِ‬
‫بم ْث ِل ِ‬ ‫كسائر الص ِ‬
‫فمن‬
‫عمله‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فات‪ ،‬وهو ُسبحانَه ُيجازي‬ ‫ِ ِّ‬ ‫وتعالى‪،‬‬

‫مك ََر مك ََر به‪ ،‬و َمن خا َد َع خدَ َعه‪ ،‬وهكذا َمن أو َعى أو َعى الل ُه عليه‪ ،‬وهذا‬

‫المو ِّف ُق»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السن َِّة‬ ‫قول ِ‬


‫ُ‬
‫فالز ْمه ت ُف ْز بالنَّجاة َّ‬
‫والسالمة‪ ،‬والل ُه ُ‬ ‫والجماعة؛ َ‬ ‫أهل ُّ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)1434‬ومسلم (‪ )1029‬واللفظ له‪.‬‬


‫((( «فتح الباري» (‪.)300/3‬‬
‫((( المصدر السابق‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪84‬‬

‫ئ‬ ‫ال َب ِ‬
‫ار ُ‬
‫اسم له ُسبحانَه وتعالى‪ ،‬وهذه‬
‫البارئ‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ُ‬ ‫وجل بأنَّه‬‫عز َّ‬‫ف الل ُه َّ‬ ‫وص ُ‬‫ُي َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫الصف ُة ثابت ٌة‬
‫ِّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫الخالِ ُق ال َبارئُ ‪[ ‬الحشر‪.]24 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ُ :‬‬
‫‪‬ه َو الل ُه َ‬

‫ارئِك ُْم َفا ْق ُت ُلوا َأن ُف َسك ُْم ‪[ ‬البقرة‪.]54 :‬‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬فتُو ُبوا إِ َلى َب ِ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫سأ ْل ُت َعل ًّيا َر ِضي الل ُه عنه‪ :‬هل عندكم شي ٌء‬ ‫حديث أبي ُج َحيف َة‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫الح َّب َة‪ ،‬و َب َر َأ الن ََّس َمةَ‪ ،‬ما عندنا َّإل ما‬ ‫ِ‬
‫ما ليس في ال ُقرآن؟ فقال‪« :‬وا َّلذي ف َل َق َ‬
‫في ال ُقرآن‪َّ ،‬إل َف ْه ًما‪.(((»...‬‬

‫الخالق‪ُ ،‬يقال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫(البارئ)‪:‬‬ ‫(البارئ)‪ ،‬ومعنى‬
‫ُ‬ ‫«ومن صفاتِه‪:‬‬
‫قال ابن ُقتَيب َة‪ِ :‬‬
‫ُ‬
‫الخ ْل َق َي ْب َر ُؤهم‪ ،‬وال َب ِر َّي ُة‪َ :‬‬
‫الخ ْل ُق»(((‪.‬‬ ‫َب َر َأ َ‬

‫مخلوق‪ ،‬وليس ُّ‬ ‫فكل مب ٍ‬ ‫ِ ٍ‬


‫كل‬ ‫ٌ‬ ‫روء‪:‬‬ ‫اج‪« :‬ال َب ْر ُء‪َ :‬خ ْل ٌق على صفة‪ْ َ ُّ ،‬‬
‫الز َّج ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ٍ‬
‫مخلوق َم ْب ُرو ًءا»(((‪.‬‬

‫أن‬ ‫الخ ْل َق‪ ،‬ال عن ٍ‬


‫مثال‪َّ ،‬إل َّ‬ ‫«البارئ‪ :‬هو ا َّلذي َخ َل َق َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األثير‪:‬‬ ‫وقال اب ُن‬
‫ِ‬
‫المخلوقات‪،‬‬ ‫بغيره ِمن‬
‫االختصاص بالحيوان ما ليس لها ِ‬
‫ِ‬ ‫فظة ِمن‬
‫لهذه ال َّل ِ‬

‫((( رواه البخاري (‪.)6903‬‬


‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)15‬‬
‫((( «تفسير األسماء الحسنى» (ص ‪.)37‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪85‬‬

‫ِ‬ ‫قال‪َ :‬ب َر َأ الل ُه الن ََّس َم َة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُستعم ُل في ِ‬
‫موات‬ ‫وخ َل َق َّ‬
‫الس‬ ‫الحيوان‪ ،‬ف ُي ُ‬ ‫غير‬ ‫وق َّلما ت َ‬
‫واألرض»(((‪.‬‬
‫َ‬

‫ال َباطِن ِ َّي ُة وال ُب ُطون‬


‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ابت ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫اسمه (الباطِن) ال َّث ِ‬
‫وجل‪ِ ،‬من ِ‬
‫عز َّ‬ ‫صف ٌة ذاتي ٌة ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫اه ُر َوال َباطِ ُن ‪[ ‬الحديد‪.]3 :‬‬ ‫قو ُله تعالى‪ :‬هو األَو ُل و ِ‬
‫اآلخر وال َّظ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ َّ َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫األو ُل؛ فليس ق ْب َلك شي ٌء‪...‬‬
‫أنت َّ‬ ‫المتقدِّ ُم‪ ...« :‬ال َّل َّ‬
‫هم َ‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي ُه َرير َة ُ‬
‫الباطن؛ فليس دونك شي ٌء»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وأنت‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األشياء؛ فال شي َء‬ ‫رير ‪« :-‬هو الباط ُن لجمي ِع‬ ‫والمعنى ‪ -‬كما قال اب ُن َج ٍ‬

‫يد‪.» ‬‬ ‫ٍ‬


‫شيء منه؛ كما قال تعالى‪ :‬ونَحن َأ ْقرب إِ َلي ِه ِمن حب ِل ا ْلو ِر ِ‬ ‫أقرب إلى‬
‫َ ْ ُ َ ُ ْ ْ َْ َ‬ ‫ُ‬

‫األلباب ُكنْ ُه ذاتِ ِه‪ ،‬وكيف َّي ُة‬


‫ِ‬ ‫ب عن ذوي‬ ‫وقال اب ُن منْدَ ْه‪« :‬الباط ُن‪ :‬الم ِ‬
‫حتج ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وجل»(((‪.‬‬ ‫عز َّ‬ ‫صفاتِ ِه َّ‬
‫ٍ‬ ‫العالم ِّ‬ ‫وي في الت ِ‬
‫شيء»‪.‬‬ ‫بكل‬ ‫ُ‬ ‫َّفسير‪« :‬الباط ُن‪:‬‬ ‫وقال ال َب َغ ُّ‬

‫(األول َّي ِة)‪.‬‬


‫َّ‬
‫ابن القي ِم في ِ‬
‫صفة‪:‬‬ ‫وان ُظ ْر‪ :‬كال َم ِ ِّ‬

‫((( «جامع األصول» (‪.)177/4‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2713‬‬
‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)82/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪86‬‬

‫ب ُء‬ ‫‪ ‬ال َبا َل ُة ُ‬


‫والم َباال ُة وال َع ْ‬
‫وجل بأنَّه ال َيع َب ُأ وال ُيبالي‪.‬‬
‫عز َّ‬ ‫عن ِ‬
‫الله َّ‬ ‫اإلخبار ِ‬ ‫ِ‬
‫يص ُّح‬
‫ُ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫اؤك ُْم َف َقدْ ك ََّذ ْبت ُْم َف َس ْو َ‬
‫ف‬ ‫قول ِ‬
‫الله تعالى‪ُ  :‬ق ْل َما َي ْع َب ُأ بِك ُْم َر ِّبي َل ْو َل ُد َع ُ‬ ‫ُ‬
‫ُون لِ َزا ًما‪[ ‬الفرقان‪.]77 :‬‬‫َيك ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫َ‬
‫الحون‪،‬‬ ‫الص‬‫ب َّ‬ ‫مي َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ :‬‬
‫«يذه ُ‬ ‫حديث ِم ْر َد ٍ‬
‫اس األَ ْس َل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫عير أو الت ِ‬
‫َّمر‪ ،‬ال ُيباليهم الل ُه بال ًة»(((‪،‬‬ ‫الش ِ‬ ‫األو ُل فاألو ُل‪ ،‬ويبقى ح َفا َل ٌة كح َف ِ‬
‫الة َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫رواية‪« :‬ال يع َب ُأ الل ُه بهم شي ًئا»(((‪.‬‬‫ٍ‬ ‫وفي‬
‫ِ‬
‫المغفرة‪ ،‬فاستغ َف َرني‪،‬‬ ‫علم منكم أنِّي ذو ُق ٍ‬
‫درة على‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪َ « :‬من َ‬ ‫‪-2‬‬
‫غ َف ْر ُت له وال ُأبالي»(((‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بفالن َع ْب ًأ‪ :‬أي‪ :‬ما با َل ْي ُت به‪ ،‬وما أ ْع َب ُأ به َع ْب ًأ‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫منظور‪« :‬ما َع َب ْأ ُت‬ ‫قال اب ُن‬

‫((( رواه البخاري (‪.)6434‬‬


‫األسلمي رضي الله عنه راوي الحديث (‪.)4156‬‬ ‫داس‬ ‫ِ‬
‫((( رواه البخاري موقو ًفا على م ْر ٍ‬
‫ِّ‬
‫((( رواه أحمد في «المسند» (‪ ،)21540( )428/35‬والترمذي في «السنن» (‪،)2495‬‬
‫وابن أبي شيبة في «المصنف» (‪ ،)72/6‬والبزار في «المسند» (‪ ،)439/9‬من حديث‬
‫حسنه الترمذي في «السنن»‪ ،‬وابن‬ ‫ِ‬
‫ذر الغفاري رضي الله عنه مرفو ًعا‪ ،‬والحديث َّ‬ ‫أبي ٍّ‬
‫الخ َبر» (‪ ،)77/2‬ورواه أحمد في «المسند» (‪)147/21‬‬ ‫الخ ْبر َ‬‫حجر في «موافقة ُ‬
‫(‪ ،)13494‬والترمذي في «السنن» (‪ ،)248/5‬من حديث أنس بن مالك رضي الله‬
‫غفرت لك على ما كان َ‬
‫فيك وال أبالي)‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ورجوتَني‬‫عنه‪ ،‬بلفظ‪( :‬اب َن آ َد َم‪ ،‬إنَّك ما د َعوتَني َ‬
‫والحديث صححه ابن الق ِّي ِم في «مدارج السالكين» (‪ ،)225/2‬واأللباني في «صحيح‬
‫سنن الترمذي» (‪.)3540‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪87‬‬

‫األزهري‪ :‬وما َع َب ْأ ُت له شي ًئا‪ :‬أي‪ :‬لم ُأ َبالِه»(((‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫أي‪ :‬ما ُأباليه‪ ،‬قال‬

‫إسحاق‪ُ  :‬ق ْل َما َي ْع َب ُأ بِك ُْم َر ِّبي‪ :‬أي‪ :‬ما يف َع ُل‬


‫َ‬ ‫األزهري‪« :‬قال أبو‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫اؤكُم‪ ،‬معناه‪ :‬لوال توحيدُ كم‪ ،‬قال‪ :‬وتأوي ُله‪ :‬أي ٍ‬
‫وزن لكم‬ ‫ُّ‬ ‫بكم ‪َ ‬ل ْو َل ُد َع ُ ْ‬
‫يقول‪ :‬ما عب ْأ ُت ب ُف ٍ‬
‫الن‪ ،‬أي‪ :‬ما كان له عندي‬ ‫عنده لوال توحيدُ كم؟!‪ ،‬كما ُ‬
‫َ‬

‫َو ْز ٌن وال َقدْ ٌر»(((‪.‬‬

‫تفسير ِ‬
‫اآلية‪ُ « :‬ق ْل َما َي ْع َب ُأ بِك ُْم َر ِّبي‪ ،‬أي‪ :‬ال ُيبالي‬ ‫ِ‬ ‫وقال اب ُن ٍ‬
‫كثير في‬

‫الخ ْل َق ليع ُبدوه و ُي ِّ‬


‫وحدوه‬ ‫ث بكم إذا لم تع ُبدوه؛ فإنَّه إنَّما خ َل َق َ‬ ‫وال ِ‬
‫يكتر ُ‬

‫ً‬
‫وأصيل»‪.‬‬ ‫و ُيس ِّبحوه ُبكر ًة‬

‫َّووي‪(« :‬ال ُيبالِيهم الل ُه َبال ًة)‪ ،‬يقال‪ :‬ال ُأبالي زيدً ا ً‬
‫بال وال بال ًة‪،‬‬ ‫وقال الن ُّ‬
‫مقصور‪ ،‬أي‪ :‬ال ِ‬
‫أكتر ُ‬
‫ث به‪ ،‬وال أهت َُّم له»(((‪.‬‬ ‫وبِ ًلى بكَس ِر ِ‬
‫الباء‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫وي‪« :‬وقو ُله‪( :‬ال ُيبالِيهم الل ُه َبال ًة)‪ ،‬أي‪ :‬ال ير َف ُع لهم َقدْ ًرا‪ ،‬وال‬ ‫وقال ال َب َغ ُّ‬
‫قال‪ :‬ليس هذا ِمن‬ ‫بالش ِ‬
‫يء ُمباال ًة و َبالِي ًة و َبال ًة‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫قال‪ :‬با َل ْي ُت َّ‬
‫يم لهم وزنًا‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫ِ‬
‫ُيق ُ‬
‫مما ُأبالِيه»(((‪.‬‬
‫بالي‪ ،‬أي‪َّ :‬‬

‫وزي‪« :‬وقو ُله‪( :‬ال ُيبالِيهم الل ُه َبال ًة)‪ ،‬أي‪ :‬ال ُيبالي بهم‪ ،‬وال‬
‫الج ِّ‬
‫وقال اب ُن َ‬

‫((( «لسان العرب» (‪.)118/1‬‬


‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)149/3‬‬
‫((( «األسماء واللغات» (‪.)17/1‬‬
‫((( «شرح السنَّة للبغوي» (‪.)393/14‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪88‬‬

‫بالش ِ‬
‫يء َبال ًة و ُمباالةً‪،‬‬ ‫قال‪ :‬با َل ْي ُت َّ‬ ‫ي ِقيم لهم و ْزنًا‪ ،‬والبال ُة مصدر كالم ِ‬
‫باالة‪ ،‬و ُي ُ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫وتقول‪ :‬ال ُأبالي بكذا‪ :‬أي‪ :‬ال َيجري على بالي ‪...‬‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بفالن‪ :‬أي‪ :‬ما كان له‬ ‫قال‪ :‬ما ع َب ْأ ُت‬
‫اج‪ُ :‬ي ُ‬ ‫وقو ُله‪( :‬يع َب ُأ بهم)‪ ،‬قال َّ‬
‫الز َّج ُ‬
‫عندي َو ْز ٌن وال َقدْ ٌر»(((‪.‬‬
‫ِ‬
‫الحافظ اب ُن َح َج ٍر‪« :‬قوله‪( :‬ال ُيباليهم الل ُه بال ًة) قال الخ َّط ُّ‬
‫ابي‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬
‫ٍ‬
‫بفالن‪ ،‬وما با َل ْي ُت‬ ‫قال‪ :‬با َل ْي ُت‬
‫يم لهم َو ْزنًا‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫ِ‬
‫قدرا‪ ،‬وال ُيق ُ‬‫أي‪ :‬ال ير َف ُع لهم ً‬
‫ت اليا ُء تخفي ًفا‪،‬‬‫الة‪ :‬بالي ٌة‪ ،‬فح ِذ َف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫غيره‪ُ :‬‬
‫ُ‬ ‫أصل َب َ‬ ‫به ُمباال ًة وبالي ًة و َبال ًة‪ ،‬وقال ُ‬
‫ِ‬
‫مصدره‪،‬‬ ‫مصدرا لبا َل ْيت‪ ،‬وإنَّما هو ُ‬
‫اسم‬ ‫ً‬ ‫بأن بالي ًة ليس‬
‫ابي َّ‬ ‫ب ُ‬
‫قول الخ َّط ِّ‬ ‫و ُت ُع ِّق َ‬
‫بلفظ‪( :‬ال‬ ‫ِ‬ ‫بن يونُس عن ٍ‬
‫بيان‬ ‫رواية عيسى ِ‬‫ِ‬ ‫لت‪ :‬تقدَّ َم في المغازي ِمن‬ ‫‪ُ ...‬ق ُ‬
‫َ‬
‫الواحد‪( :‬ال ُيبالي الل ُه عنهم)‪ ،‬وكذا في‬ ‫ِ‬ ‫رواية ِ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬ ‫يع َب ُأ الل ُه بهم شي ًئا)‪ ،‬وفي‬
‫قال‪ :‬ما با َل ْي ُت به‪ ،‬وما با َل ْي ُت‬ ‫ان‪ ،‬و(عن) هنا بمعنى ِ‬
‫الباء‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫خالد ال َّطح ِ‬ ‫رواية ٍ‬‫ِ‬
‫َّ‬
‫مهموز‪ :‬أي‪( :‬ال ُيبالي)‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫اكنة والموح ٍ‬
‫دة‬ ‫لة الس ِ‬ ‫عنه‪ ،‬وقو ُله‪( :‬يعب ُأ) بالمهم ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫فكأن معنى‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫مهموز‪ ،‬وهو ال ِّث َق ُل‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫بالكسر ثم الموح ِ‬
‫دة‬ ‫ِ َّ ُ َّ‬ ‫ب ِء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأص ُله من الع ْ‬
‫(ال يع َب ُأ به) أنَّه ال َو ْز َن له عنده»(((‪.‬‬

‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪« :‬ال ُيبالي بهم الل ُه َب ًال‪ ،‬بمعنى أنَّه ال ُيبالي َ‬
‫بمن‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫يعتني الل ُه بهم»(((‪.‬‬ ‫عذ ُبهم؛ ألنَّهم ليسوا ً‬
‫أهل ألن‬ ‫ي ِ‬
‫عاق ُبهم أو ُي ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫((( «كشف المشكل من حديث الصحيحين» (‪.)166/4‬‬


‫((( «فتح الباري» (‪.)252/11‬‬
‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)309/6‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪89‬‬

‫ب ِديع السمو ِ‬
‫ات واألَ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫َ ُ َّ َ َ‬
‫ِ‬
‫واألرض‪ ،‬وهي صف ٌة ثابت ٌة له‬ ‫ِ‬
‫موات‬ ‫الس‬ ‫عز َّ‬
‫بديع َّ‬
‫وجل بأنَّه ُ‬ ‫ف الل ُه َّ‬ ‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫ض َوإِ َذا َق َضى َأ ْم ًرا َفإِن ََّما َي ُق ُ‬
‫ول َل ُه‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬ب ِديع السمو ِ‬
‫ات َواألَ ْر ِ‬ ‫َ ُ َّ َ َ‬
‫ُك ْن َف َيك ُ‬
‫ُون‪[ ‬البقرة‪.]117 :‬‬

‫ض َأنَّى َيك ُ‬
‫ُون َل ُه َو َلدٌ َو َل ْم َت ُك ْن َل ُه‬ ‫ات َواألَ ْر ِ‬‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬ب ِديع السمو ِ‬
‫َ ُ َّ َ َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يم‪[ ‬األنعام‪.]101 :‬‬ ‫َصاح َب ٌة َو َخ َل َق كُل َش ْيء َو ُه َو بِك ُِّل َش ْيء َعل ٌ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ً‬
‫رجل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أنس ِ‬
‫حديث ِ‬
‫ُ‬
‫بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬سم َع الن ُّ‬
‫َ‬
‫شريك‬ ‫أنت وحدَ َك‪ ،‬ال‬ ‫لك الحمدَ ‪ ،‬ال إل َه َّإل َ‬ ‫بأن َ‬ ‫هم إنِّي َ‬
‫أسأ ُل َك َّ‬ ‫يقول‪ :‬ال َّل َّ‬
‫ُ‬
‫الج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل واإلكرا ِم‪ ،‬فقال‪« :‬لقد‬ ‫واألرض‪ُ ،‬ذو َ‬ ‫موات‬ ‫الس‬
‫بديع َّ‬
‫َّان‪ُ ،‬‬ ‫المن ُ‬ ‫لك‪َ ،‬‬
‫أجاب»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫باسمه األعظ ِم‪ ،‬ا َّلذي إذا ُس ِئ َل به َأع َطى‪ ،‬وإذا ُد ِع َي به‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫سأ َل الل َه‬

‫المعنى‪:‬‬
‫ِ‬
‫واألرض‪،‬‬ ‫ِ‬
‫موات‬ ‫الس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال اب ُن ٍ‬
‫واألرض‪ُ :‬مبد ُع َّ‬ ‫موات‬ ‫الس‬
‫«بديع َّ‬
‫ُ‬ ‫كثير‪:‬‬

‫((( رواه أحمد (‪ ،)12226( )120/3‬وأبو داود (‪ ،)1495‬والترمذي (‪ ،)3544‬والنسائي‬


‫(‪ ،)52/3‬وابن ماجه (‪ ،)3858‬والحاكم (‪ ،)683/1‬وقال‪ :‬صحيح على شرط مسلم ولم‬
‫يخرجاه‪ ،‬وصححه ابن الق ِّي ِم في «شفاء العليل» (‪ ،)759/2‬واأللباني في «صحيح سنن أبي‬
‫داود» (‪.)1495‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪90‬‬

‫حد ُثها على غير ِم َث ٍ‬


‫ال َس َب َق»‪.‬‬ ‫نش ُئهما‪ ،‬وم ِ‬
‫وخال ُقهما‪ ،‬وم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫واألرض‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫موات‬ ‫الس‬ ‫الر ِ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫«بديع َّ‬
‫ُ‬ ‫السعدي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫حمن‬ ‫يخ عبدُ َّ‬
‫والخ ْل ِق البديعِ‪ ،‬والنِّظا ِم‬
‫َ‬ ‫الح ِ‬
‫سن‪،‬‬ ‫ُ ِ‬ ‫خال ُقهما وم ِبد ُعهما في ِ‬
‫يكون من ُ‬ ‫غاية ما‬ ‫ُ‬
‫المح َك ِم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العجيب ُ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬وفي هذا ن َظ ٌر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬ ‫(البديع) ِمن‬
‫الله َّ‬ ‫َ‬ ‫بعضهم‬
‫وعدَّ ُ‬

‫البِ ُّر‬
‫ِ‬
‫أسمائه‬ ‫والسن َِّة‪ ،‬و(ال َب ُّر) ِمن‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل ثابت ٌة‬ ‫صف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تعالى‪.‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫يم‪[ ‬الطور‪.]28:‬‬ ‫قو ُله تعالى‪ :‬إِنَّا ُكنَّا ِمن َقب ُل نَدْ ُعوه إِ َّنه هو البر ِ‬
‫الرح ُ‬
‫ُ ُ ُ َ َ ُّ َّ‬ ‫ْ ْ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫الله تعالى َمن لو‬ ‫«إن ِمن ِ‬
‫عباد ِ‬ ‫ٍ‬
‫مالك َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫أنس ِ‬
‫بن‬ ‫حديث ِ‬‫ُ‬
‫أقسم على ِ‬
‫الله َلَ َب َّر ُه»(((‪.‬‬ ‫َ َ‬

‫ومعنى (ال َب ِّر)‪:‬‬


‫اآلية الس ِ‬
‫ابقة‪.‬‬ ‫تفسير ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعباده؛ قاله اب ُن َج ٍ‬
‫رير في‬ ‫‪ -1‬ال َّل ُ‬
‫طيف‬
‫َّ‬
‫عباده ببِره و ُل ِ‬
‫طفه(((‪.‬‬ ‫وف على ِ‬
‫‪ -2‬ال َع ُط ُ‬
‫ِّ‬
‫((( «التفسير» (‪.)303/5‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)2703‬ومسلم (‪.)1675‬‬
‫((( «جامع األصول» (‪.)182/4‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪91‬‬

‫‪ -3‬وقال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬


‫(((‬ ‫الحس ِ‬
‫ـــان»‬ ‫ِ‬
‫ُه َو َك ْثر ُة ا ْل َخ ْي َرات َو ْ ِ ْ َ‬ ‫ـــر فـــي َأ ْو َصافِ ِه ُســـ ْب َحا َن ُه‬
‫«وا ْلبِ ُّ‬
‫َ‬
‫العزيز‪ :‬إِ َّن ُه ُه َو ال َب ُّر‬
‫ِ‬ ‫ادق‪ ،‬وفي الت ِ‬
‫َّنزيل‬ ‫الص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العرب»‪« :‬ال َب ُّر‪َّ :‬‬ ‫«لسان‬ ‫وفي‬
‫طيف‬ ‫حيم ال َّل ُ‬ ‫صفات ِ‬
‫الله تعالى و َت َقدَّ َس‪ :‬ال َع ُط ُ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪ ،‬وال َب ُّر ِمن‬ ‫ِ‬
‫الر ُ‬ ‫وف َّ‬ ‫الرح ُ‬
‫َّ‬
‫وف‬ ‫البار‪ ،‬وهو ال َع ُط ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫األثير‪ :‬في أسماء الله تعالى ال َب ُّر دون ِّ‬ ‫الكريم‪ ،‬قال اب ُن‬
‫ُ‬
‫عباده ببِ ِّره و ُل ْط ِفه»‪.‬‬
‫على ِ‬

‫ال َب َر َك ُة وال َّت َب ُار ُك‬


‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫صف ٌة ذات َّي ٌة وفِعل َّي ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬رحم ُة ال َّل ِه وبركَا ُته َع َليكُم َأه َل البي ِ‬
‫ت‪[ ‬هود‪.]73 :‬‬ ‫ََ ُ ْ ْ ْ َْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ت َب َار َك ال َّل ُه َر ُّب ا ْل َعا َل ِمي َن‪[ ‬األعراف‪.]54 :‬‬
‫مواضع أخرى ِمن ال ُق ِ‬
‫رآن الكري ِم‪[ :‬الزخرف‪،]85:‬‬ ‫وورد ْت لفظ ُة (تبار َك) في ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رقان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سورة ال ُف ِ‬ ‫مواض َع ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثالثة‬ ‫[الرحمن‪[ ،]78 :‬الملك‪ ،]1 :‬وفي‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫حديث أبي هرير َة ر ِضي الله عنه مرفو ًعا‪« :‬بينَا أيوب عليه السالم ِ‬
‫يغتس ُل‬ ‫ُ‬
‫َّ ُ‬ ‫َ ْ ُّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬
‫وب‪ ،‬ألم أ ُك ْن َأغنَ ْيتُك َّ‬
‫عما ت ََرى؟ قال‪ :‬بلى‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ :‬يا أ ُّي ُ‬ ‫ُعريانًا‪ ...‬فناداه ر ُّبه َّ‬
‫وعزتِ َك‪ ،‬ولكن ال ِغنَى بي عن بركتِ َك»(((‪.‬‬ ‫َّ‬

‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 728/3‬رقم ‪ .)3338‬وانظر‪« :‬شرح القصيدة النونية»‬
‫للهراس (‪.)99/2‬‬
‫((( رواه البخاري (‪.)279‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪92‬‬

‫استدالل لذلك تح َّي ُة اإلسال ِم‪« :‬السالم عليكم ورحم ُة ِ‬


‫الله‬ ‫ً‬ ‫ويكفي‬
‫َّ ُ‬
‫وبركاتُه»‪.‬‬

‫المعنى‪:‬‬
‫ختص ٌة به تعالى؛ كما أط َل َقها‬
‫فم َّ‬ ‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪ ...« :‬وأ َّما صفتُه َ‬
‫تبارك‪ُ ،‬‬
‫على َن ْف ِسه‪.(((»...‬‬
‫ذات له‪ ،‬وصف ُة فِ ٍ‬
‫عل‪.((( »...‬‬ ‫وقال‪ ...« :‬فتباركُه سبحانَه صف ُة ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫الخ ِير‬
‫كة؛ وهي َدوا ُم َ‬ ‫الشيخ الهراس‪( :‬معنَى ‪َ ‬تبار َك‪ِ ‬من البر ِ‬
‫وقال َّ‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫و َك ْث َرتُه)(((‪.‬‬
‫َّوع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ُ‬ ‫ِ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫لمان في شرحه للواسط َّية‪ ...« :‬والن ُ‬ ‫العزيز َّ‬ ‫يخ عبدُ‬
‫عل منها‪:‬‬ ‫والع َّز ِة‪ِ ،‬‬
‫والف ُ‬ ‫حمة ِ‬ ‫ُضاف إليه إضاف َة الر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال َّثاني‪ ،‬برك ٌة‪ :‬هي صفتُه ت‬
‫َّ‬
‫وجل؛ فهو ُسبحانَه‬ ‫عز َّ‬‫لغيره كذلك‪ ،‬وال يص ُل ُح َّإل له َّ‬ ‫قال ِ‬ ‫تبار َك؛ ولهذا ال ُي ُ‬
‫َ‬
‫‪‬و َج َع َلنِي ُم َب َاركًا‪،‬‬‫سيح‪َ :‬‬ ‫الم ُ‬ ‫بار ُك؛ كما قال َ‬ ‫الم َ‬‫بار ُك‪ ،‬وعبدُ ه ورسو ُله ُ‬ ‫الم ِ‬‫ُ‬
‫ختص ٌة به؛ كما أط َل َق على‬ ‫فم َّ‬ ‫بار ُك‪ ،‬وأ َّما صفتُه ُ‬ ‫الم َ‬‫بار َك الل ُه فيه‪ ،‬فهو ُ‬ ‫فمن َ‬ ‫َ‬
‫َن ْف ِسه بقولِه تعالى‪َ  :‬ت َب َار َك الل ُه َر ُّب ال َعا َل ِمي َن‪.(((»‬‬

‫ال َب ْس ُط وال َق ْب ُض‬


‫ط‪ ،‬وهي صف ٌة فِعل َّي ٌة‪،‬‬‫ف يدُ ه بالبس ِ‬
‫َْ‬ ‫ُوص ُ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بال َب ْسط‪ ،‬وت َ‬ ‫ف الل ُه َّ‬‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه ُسبحانَه وتعالى‪.‬‬ ‫اسم ِمن‬ ‫ُ‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ثابت ٌة‬
‫و(الباسط)‪ٌ :‬‬ ‫بالكتاب ُّ‬
‫((( «بدائع الفوائد» (‪.)185/2‬‬
‫((( «جالء األفهام» (ص ‪.)167‬‬
‫((( «شرح الواسطية» (ص ‪.)133‬‬
‫((( «الكواشف الجلية» (ص ‪.)283‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪93‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪‬والل ُه َي ْقبِ ُض َو َي ْب ُس ُط َوإِ َل ْي ِه ت ُْر َج ُع َ‬
‫ون‪[ ‬البقرة‪.]245 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫‪ - 2‬وقو ُله‪َ  :‬بل َيدَ ا ُه َم ْب ُسو َطت ِ‬
‫َان‪[ ‬المائدة‪.]64 :‬‬

‫الر ْز َق لِم ْن َي َشا ُء َو َي ْق ِد ُر‪[ ‬اإلسراء‪.]30 :‬‬


‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬إِ َّن َر َّب َك َي ْب ُس ُط ِّ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ُ‬
‫الباسط‬ ‫ُ‬
‫القابض‬ ‫الم َس ِّع ُر‬
‫إن الل َه هو ُ‬‫أنس َر ِضي الل ُه عنه‪َّ ...« :‬‬
‫حديث ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ظل ٍ‬
‫مة في د ٍم‬ ‫أن أل َقى الله وليس أحدٌ ِمنكم يطالِبني بم ِ‬ ‫ازق‪ ،‬وإنِّي َلرجو ْ‬
‫الر ُ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وال ٍ‬
‫مال»(((‪.‬‬
‫ِ‬
‫حديث‬ ‫نزول الرب تبارك وتعالى إلى الس ِ‬
‫ماء الدُّ نيا‪ِ ،‬من‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث‬ ‫‪-2‬‬
‫َّ‬ ‫َّ ِّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تبارك وتعالى‪ُ ،‬‬
‫يقول‪َ :‬من‬ ‫يبس ُط يدَ ْيه َ‬
‫ثم ُ‬‫أبي ُه َرير َة َرضي الل ُه عنه‪َّ ...« :‬‬
‫غير عَدُ و ٍم وال َظ ُلو ٍم؟»(((‪.‬‬
‫قر ُض َ‬‫ُي ِ‬

‫يبس ُط يدَ ه‬ ‫األشعري َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬


‫«إن الل َه ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي موسى‬ ‫‪-3‬‬

‫((( رواه أحمد (‪ ،)12613( )156/3‬وأبو داود (‪ ،)3451‬والترمذي (‪ ،)1314‬وابن ماجه‬


‫(‪ ،)2200‬والدارمي (‪ ،)2545( )324/2‬وابن ِح َّبان (‪ ،)4935( )307/11‬وال َبيهقي‬
‫(‪.)10928 ،10927( )29/6‬‬
‫والحديث سكَت عنه أبو داود‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وقال ابن عبد‬
‫وصححه ابن دقيق‬ ‫ٍ‬
‫صحيحة ال بأس بها‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وجوه‬ ‫البر في «االستذكار» (‪ُ :)423/5‬ر ِوي من‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫العيد في «االقتراح» (ص‪ ،)113‬وابن الملقن في «البدر المنير» (‪ ،)507/6‬وقال ابن كثير‬
‫الحبير» (‪ :)93/1‬إسنا ُده على‬
‫في «إرشاد الفقيه» (‪ )33/2‬وابن حجر في «التَّلخيص َ‬
‫شرط مسلم‪ ،‬وصححه األلباني في «غاية المرام» (‪.)323‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)758‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪94‬‬

‫ليتوب ُمسي ُء ال َّل ِ‬


‫يل ‪.(((»...‬‬ ‫َ‬ ‫ويبس ُط يدَ ه بالن ِ‬
‫َّهار‬ ‫ليتوب ُمسي ُء الن ِ‬
‫َّهار‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫بال َّل ِ‬
‫يل‬
‫وجل‪ِ :‬‬
‫الباس ُط‪ ،‬صف ًة له»(((‪.‬‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬ ‫قال ابن منْدَ ه‪ِ :‬‬
‫الله َّ‬ ‫«ومن‬ ‫ُ َ ْ‬

‫اآلية األُولى‪« :‬يعني بقولِه‪« :‬يقبِ ُض»‪ُ :‬ي َقت ُِّر‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تفسير‬ ‫قال اب ُن َج ٍ‬
‫رير في‬

‫وس ُع ب َب ْسطِه‬
‫«ويبس ُط»‪ُ :‬ي ِّ‬
‫ُ‬ ‫عمن يشا ُء ِمن َخ ْل ِقه‪ ،‬ويعني بقولِه‪:‬‬ ‫الر َ‬
‫زق َّ‬
‫ِ‬
‫ب َق ْبضه ِّ‬
‫الر َ‬
‫زق على َمن يشا ُء»‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫يء‪ :‬ن َْش ُره‪ ،‬ويدٌ بِ ْس ٌط‪ ،‬أي‪ُ :‬مط َلق ٌة‪،‬‬ ‫الش ِ‬ ‫نقيض ال َق ْب ِ‬
‫ض‪ ،‬و َب ْس ُط َّ‬ ‫فال َب ْس ُط‪ُ :‬‬
‫‪‬و َزا َد ُه َب ْس َط ًة فِي ا ْل ِع ْل ِم‬
‫والسع ُة‪ ،‬ومنه قو ُله تعالى‪َ :‬‬ ‫َّ‬ ‫وال َب ْسط ُة‪ِّ :‬‬
‫الزياد ُة‬
‫لعباده‪ ،‬ويوسعه عليهم بج ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوا ْل ِج ْس ِم‪،‬‬
‫وده‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ ُ‬ ‫زق‬‫الر َ‬ ‫والباسط‪ :‬هو ا َّلذي ُ‬
‫يبس ُط ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحياة(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األجساد عند‬ ‫األرواح في‬ ‫ويبس ُط‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ورحمته‪ُ ،‬‬
‫ف َن ْفسه ببس ِ‬
‫ط اليدَ ْي ِن‪ ،‬فقال‪َ ... :‬بل َيدَ ا ُه‬ ‫شيخ اإلسال ِم‪:‬‬ ‫قال ُ‬
‫«ووص َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬وال ت َْج َعل‬ ‫بعض َخ ْلقه ب َب ْسط اليد في قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ف َ‬ ‫ووص َ‬‫َم ْب ُسو َطتَان‪َ ،‬‬
‫ط‪ ،‬وليس ال َيدُ كال َي ِد‪ ،‬وال‬ ‫يدَ َك م ْغ ُلو َل ًة إِ َلى ُعن ُِق َك وال َتبس ْطها ك َُّل البس ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ط‪.((( »...‬‬ ‫البس ُط كالبس ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫وان ُظ ْر صف َة‪( :‬ال َق ْب ِ‬
‫ض)‪.‬‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2760‬‬


‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)93/2‬‬
‫((( انظر مادة‪( :‬ب س ط) في «لسان العرب»‪.‬‬
‫((( «التَّد ُمرية» (ص ‪.)29‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪95‬‬

‫اش ُة‬
‫ال َب ْش َب َش ُة أو ال َب َش َ‬
‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة ِ‬
‫حيح‪.‬‬ ‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة بالحديث َّ‬
‫الص ِ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم قال‪:‬‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬
‫أن الن َّ‬ ‫ُ‬
‫والذ ِ‬
‫كر‪َّ ،‬إل َت َب ْش َب َش الل ُه له كما‬ ‫الة ِّ‬ ‫المساجدَ للص ِ‬
‫ِ‬ ‫«ما تو َّطن رج ٌل م ِ‬
‫سل ٌم‬
‫َّ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫قد َم عليهم»(((‪.‬‬‫الغائب بغائبِهم إذا ِ‬
‫ِ‬ ‫َي َت َب ْش َب ُش ُ‬
‫أهل‬
‫ِ‬
‫شاشة‪ ،‬وهو (يت َف َّع ُل)» (((‪.‬‬ ‫قال اب ُن ُقتَيب َة‪« :‬قو ُله‪َ :‬ي َت َب ْش َب ُش‪ ،‬هو ِمن ال َب‬

‫«فحم َل الخ َب َر على‬


‫َ‬ ‫الفرا ُء تعقي ًبا على كال ِم ِ‬
‫ابن ُقتَيب َة‪:‬‬ ‫قال أبو َي ْعلى َّ‬
‫يتأو ْله»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ظاهره‪ ،‬ولم َّ‬
‫لله تعالى ‪...« :-‬‬ ‫ِ‬
‫صفة ال َفر ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫إثبات‬ ‫وقال ق ْب َل ذلك‪ -‬بعد أن تك َّل َم عن‬
‫َ‬
‫والعر ُب ُ‬
‫تقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قار ُب معنى ال َف َر ِح‪،‬‬ ‫القول في ال َب ْش َب َش ِة؛ َّ‬
‫ألن معناه ُي ِ‬ ‫ُ‬ ‫وكذلك‬
‫فالن َه ٌّش َب ٌّش َف ِر ٌح‪ ،‬إذا‬
‫ٌ‬ ‫وهشاش ًة و َف َر ًحا‪ ،‬ويقولون‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫لفالن َبشاش ًة َ‬ ‫ر َأ ْي ُت‬
‫إطالق ال َف َر ِح»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إطالق ذلك‪ ،‬كما جاز‬ ‫فيجوز‬
‫ُ‬ ‫كان ُمن َط ِل ًقا‪،‬‬

‫يالسي (‪،)2334‬‬
‫ُّ‬ ‫((( رواه أحمد (‪ ،)8332( )328/2‬وابن ماجه (‪ )800‬واللفظ له‪ ،‬وال َّط‬
‫والحاكم (‪ ،)332/1‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬ووافقه‬
‫الذهبي‪ ،‬وصحح إسناده البوصيري في «مصباح الزجاجة» (‪ ،)102/2‬وأحمد شاكر‬
‫في تحقيق «مسند أحمد» (‪ ،)204/15‬وصححه األلباني في «صحيح سنن ابن ماجه»‬
‫(‪ ،)659‬والوادعي في «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين» (‪/322/2‬رقم‬
‫وصحح َو ْق َفه الحافظ ابن حجر في «المطالب العالية» (‪.)178/1‬‬
‫َّ‬ ‫‪،)1268‬‬
‫((( «غريب الحديث» (‪.)160/1‬‬
‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)243/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪96‬‬

‫يسي قال له‪ :‬كيف‬


‫المر ِّ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ِّ‬ ‫بعض‬
‫أن َ‬ ‫قال اإلما ُم الدَّ ِار ُّ‬
‫مي‪« :‬وب َل َغنا َّ‬
‫الج ِ‬ ‫ِ‬
‫األسانيد ِ‬
‫ون بها علينا في ر ِّد مذاهبِنا َّ‬
‫مما ال‬ ‫يحتج َ‬
‫ُّ‬ ‫ياد ا َّلتي‬ ‫تصن َُع بهذه‬

‫هري عن‬
‫والز ِّ‬
‫هري‪ُّ ،‬‬
‫الز ِّ‬ ‫ٍ‬
‫منصور عن ُّ‬ ‫َّكذيب بها‪ِ ،‬م ُثل‪ُ :‬س َ‬
‫فيان عن‬ ‫ُ‬
‫ي ِ‬
‫مك ُن الت‬ ‫ُ‬
‫َّبي‬
‫جابر عن الن ِّ‬ ‫بن ٍ‬
‫دينار عن ٍ‬ ‫ِ‬
‫وعمرو ِ‬ ‫ابن ِسيري َن‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫عوف عن ِ‬ ‫سال ٍم‪ ،‬وأ ُّي َ‬
‫وب بن‬
‫يسي‪ :‬ال ُتر ُّدوه‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ...‬وما أش َب َهها؟»‪ ،‬قال‪« :‬فقال ِّ‬
‫المر ُّ‬
‫ف؛ إذ لم‬ ‫َّأويل‪ ،‬فتكونوا قد رددتُموها ب ُل ْط ٍ‬
‫تُفت ََضحوا‪ ،‬ولكن غالِ ُطوهم بالت ِ‬
‫َْ‬
‫الم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫عار ُض سوا ًء‪.‬‬ ‫ُيمكنْكم ر ُّدها ب ُعنف؛ كما ف َع َل هذا ُ‬
‫ض والس َخ ِ‬
‫ط‬ ‫ب وال ُب ْغ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بعض ما ُر ِو َي في هذه‬
‫وسنن ُق ُل َ‬
‫َّ‬ ‫الح ِّ‬
‫األبواب من ُ‬
‫ثم‬ ‫ثم ال ُب ْغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ض‪َّ ،‬‬ ‫ب‪َّ ،‬‬ ‫الح ِّ‬
‫أحاديث في صفة ُ‬ ‫(ثم ذك ََر‬
‫والكراه َية وما أش َب َهه‪َّ ...‬‬
‫َ‬ ‫ثم ال َع َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ابق في‬ ‫الس َ‬
‫حديث أبي ُه َرير َة َّ‬ ‫ثم ال َف َر ِح‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫ب‪َّ ،‬‬ ‫ثم الك ُْره‪َّ ،‬‬‫الس َخط‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫ت‬ ‫روايات كثير ٌة أك َثر مما ُذ ِكر‪ ،‬لم ن َْأ ِ‬ ‫ِ‬
‫األبواب‬ ‫ثم قال‪ :‬وفي هذه‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ال َبشاشة‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫بها مخاف َة الت‬
‫َّطويل»(((‪.‬‬

‫«لفظ ال َب ْش َب ْش ِة‪ :‬جاء ً‬


‫أيضا‪ :‬أنَّه َيتبش َب ُش‬ ‫ُ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫الغائب بغائبِهم إذا ِ‬
‫قد َم‪ ،‬وجاء في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسجد كما َيتبش َب ُش ُ‬
‫أهل‬ ‫للدَّ ِ‬
‫اخل إلى‬
‫قال لِ َمن نفى ذلك‪ :‬لِ َم‬‫كثير‪ ،‬ف ُي ُ‬ ‫ِ‬
‫الئم ذلك و ُيناس ُبه شي ٌء ٌ‬
‫ِ‬
‫والسنَّة ما ُي ُ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬
‫ف‬ ‫ص فيه؟ و َمن يت َِّص ُ‬ ‫ٍ‬
‫كمال ال َن ْق َ‬ ‫ف‬‫َن َف ْيتَه؟ ولِ َم َن َف ْي َت هذا المعنى‪ ،‬وهو َو ْص ُ‬
‫غيره‪ ،‬والل ُه‬‫يحتاج فيه إلى ِ‬
‫َ‬ ‫َّقص فيه أن‬
‫ف به؟ وإنَّما الن ُ‬‫ممن ال يت َِّص ُ‬‫أكم ُل َّ‬
‫به َ‬

‫يسي العنيد» (ص ‪.)204-200‬‬


‫المر ِّ‬ ‫((( «رد اإلمام الدارمي عثمان بن سعيد على ٍ‬
‫بشر ِّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪97‬‬

‫ٍ‬
‫شيء‪ ،‬بل هو ف َّع ٌال لِما ُيريدُ »(((‪.‬‬ ‫أح ٍد في‬
‫يحتاج إلى َ‬
‫ُ‬ ‫تعالى ال‬

‫ال َب َص ُر‬
‫اسم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫صف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة لِ ِ‬
‫صير)‪ٌ :‬‬
‫والسنَّة‪ ،‬و(ال َب ُ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫له َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫ِمن‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫َان َس ِمي ًعا َب ِص ًيرا‪‬‬
‫ظك ُْم بِ ِه إِ َّن الل َه ك َ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬إِ َّن الل َه نِ ِع َّما َي ِع ُ‬
‫[النساء‪.]58 :‬‬

‫يع ال َب ِص ُير‪[ ‬الشورى‪.]11:‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ليس ك َِم ْث ِل ِه َشيء وهو ِ‬


‫السم ُ‬
‫ْ ٌ َ ُ َ َّ‬ ‫ْ َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫َّاس‪ْ ،‬ار َب ُعوا على‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫األشعري َرضي الل ُه عنه‪« :‬يا أ ُّيها الن ُ‬
‫ِّ‬ ‫حديث أبي موسى‬
‫صيرا‪َّ ،‬‬
‫إن‬ ‫عون سمي ًعا َب ً‬ ‫أص َّم وال غائ ًبا‪ ،‬ولكن تَدْ َ‬ ‫أن ُف ِسكم؛ إنَّكم ال تَدْ َ‬
‫عون َ‬
‫أح ِدكم ِمن ُعن ُِق راحلتِه»(((‪.‬‬ ‫ا َّلذي تدعون َ‬
‫أقر ُب إلى َ‬
‫و(العين) ِ‬
‫لله ُسبحانَه وتعالى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّظر)‬ ‫وان ُظر صف َة‪( :‬الر ِ‬
‫ؤية) و(الن ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬

‫ال َب ْط ُش‬
‫ِ‬
‫العزيز‪ ،‬ومعناه‪ :‬االنتقا ُم‪ ،‬واألَ ْخ ُذ‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫القوي َّ‬
‫الشديدُ ‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫((( «النبوات» (ص‪.)163‬‬


‫((( رواه البخاري (‪.)6384‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪98‬‬

‫مواضع ِمن ال ُق ِ‬
‫رآن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثالثة‬ ‫وقد ور َد ال َب ْط ُش مضا ًفا إلى ِ‬
‫الله تعالى في‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الكري ِم‪:‬‬

‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬ي ْو َم َن ْبطِ ُش ا ْل َب ْط َش َة ا ْل ُك ْب َرى إِنَّا ُمنت َِق ُم َ‬


‫ون‪[ ‬الدخان‪.]16:‬‬

‫نذ َر ُه ْم َب ْط َش َتنَا َفت ََم َار ْوا بِالن ُُّذ ِر ‪[ ‬القمر‪.]36:‬‬


‫‪‬و َل َقدْ َأ َ‬
‫‪ -2‬وقو ُله تعالى‪َ :‬‬

‫‪ -3‬وقو ُله‪  :‬إِ َّن َب ْط َش َر ِّبكَ َل َش ِديدٌ ‪[ ‬البروج‪.]12 :‬‬

‫المع َّطلي َن‪َ  :‬أ َل ُه ْم َأ ْر ُج ٌل‬ ‫ِ‬


‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪« :‬قال تعالى في آلهة ُ‬
‫المشركي َن ُ‬
‫ون بِ َها َأ ْم َل ُه ْم آ َذ ٌ‬
‫ان‬ ‫ون بِ َها َأ ْم َل ُه ْم َأ ْي ٍد َي ْبطِ ُش َ‬
‫ون بِ َها َأ ْم َل ُه ْم َأ ْع ُي ٌن ُي ْب ِص ُر َ‬ ‫َي ْم ُش َ‬
‫والبص ِر ً‬
‫دليل‬ ‫َ‬ ‫والم ْش ِي َّ‬
‫والسم ِع‬ ‫ش َ‬ ‫ون بِ َها‪ ،‬فج َعل ُسبحانَه عدَ َم ال َب ْط ِ‬
‫َي ْس َم ُع َ‬

‫والم ْش ُي ِمن أنوا ِع‬


‫فات؛ فال َب ْط ُش َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫على عد ِم إله َّية َمن ُعد َم ْت فيه هذه ِّ‬
‫الص ُ‬
‫ف َن ْف َسه ُسبحانَه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وص َ‬ ‫والبص ُر من أنوا ِع ِّ‬
‫الصفات‪ ،‬وقد َ‬ ‫َ‬ ‫مع‬
‫والس ُ‬
‫األفعال‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والجهم َّي ُة»(((‪.‬‬
‫المع ِّطل ُة َ‬ ‫بضدِّ صفة أربابِهم‪ ،‬وبضدِّ ما َ‬
‫وص َفه به ُ‬

‫ثم ذك ََر ِشدَّ َة َب ْط ِشه‪،‬‬


‫المؤمني َن‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫ثم ذك ََر ُسبحانَه جزا َء أوليائه ُ‬
‫وقال‪َّ ...« :‬‬
‫أشدَّ ِمن‬ ‫المعيدُ ‪ ،‬و َمن كان كذلك فال َ‬ ‫بدئ ُ‬‫الم ُ‬ ‫ِ‬
‫وأنَّه ال ُيعج ُزه شي ٌء؛ فإنَّه هو ُ‬
‫يغف ُر لِ َمن تاب إليه و َي َو ُّده و ُي ِح ُّبه؛ فهو‬
‫ب ْط ِشه‪ ،‬وهو مع ذلك الغفور الودود‪ِ ،‬‬
‫ُ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫المتو ِّد ُد إلى‬
‫الو ُدو ُد ُ‬ ‫الغفور َ‬
‫ُ‬ ‫ش‪ ،‬ومع ذلك هو‬ ‫بشدَّ ِة ال َب ْط ِ‬
‫الموصوف ِ‬
‫ُ‬ ‫ُسبحانَه‬
‫عباده بنِ َع ِمه‪ ،‬ا َّلذي َي َو ُّد َمن تاب إليه وأق َب َل عليه»(((‪.‬‬
‫ِ‬

‫((( «الصواعق المرسلة» (‪.)915/3‬‬


‫((( «التبيان في أقسام القرآن» (ص‪.)59‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪99‬‬

‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫واإلتيان‪،‬‬ ‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪« :‬من صفات الله تعالى‪َ :‬‬
‫المجي ُء‪،‬‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ف الل َه‬ ‫غير ذلك ِمن الص ِ‬
‫فات‪ ...‬فن َِص ُ‬ ‫واإلمساك‪ ،‬وال َب ْط ُش‪ ،‬إلى ِ‬
‫ُ‬ ‫واألَ ْخ ُذ‪،‬‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الوارد»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫فات على‬‫تعالى بهذه الص ِ‬
‫ِّ‬

‫ال ُب ُط ُ‬
‫ون‬
‫انظر‪ :‬ال َباطِنِ َّية‪.‬‬

‫ال ُبغ ُْض‬


‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫وجل باألحاديث َّ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫ب عبدً ا‪...‬‬
‫أح َّ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬
‫«إن الل َه تعالى إذا َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫بغ ْضه‪ ،‬في ِ‬
‫بغ ُضه‬ ‫فيقول‪ :‬إنِّي ُأ ِ‬
‫بغ ُض فالنًا‪َ ،‬فأ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وإذا أبغ ََض عبدً ا‪ ،‬دعا ِج َ‬
‫بريل‪،‬‬
‫ُ‬
‫بغ ُضوه‪ ،‬في ِ‬ ‫إن الله ي ِ‬
‫بغ ُض فالنًا‪َ ،‬فأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثم ُينادي في ِ‬ ‫ِج ُ‬
‫بغ ُضه‬ ‫ُ‬ ‫السماء‪ُ َ َّ :‬‬‫أهل َّ‬ ‫بريل‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫األرض»(((‪.‬‬ ‫ُوض ُع له ال َبغضا ُء في‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ثم ت َ‬
‫السماء‪َّ ،‬‬
‫أهل َّ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫َ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫البالد إلى ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب البال ُد إلى ِ‬
‫الله‬ ‫مساجدُ ها‪ ،‬وأبغ َُض‬ ‫الله‬ ‫وس َّل َم قال‪َ :‬‬
‫«أح ُّ‬
‫أسوا ُقها»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ف الل ُه ُسبحانَه به َن ْف َسه من المح َّبة ِّ‬
‫والرضا‬ ‫وص َ‬ ‫يقول اب ُن الق ِّي ِم‪َّ :‬‬
‫«إن ما َ‬

‫((( «القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى» (‪.)30‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2637‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)671‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪100‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِمن أع َظ ِم‬


‫ض والس َخ ِ‬
‫الكمال»(((‪.‬‬ ‫صفات‬ ‫ب وال ُب ْغ ِ َّ‬
‫والغض ِ‬
‫َ‬ ‫وال َف َر ِح‬

‫ب»(((‪.‬‬
‫الح ِّ‬
‫نقيض ُ‬ ‫وقال‪« :‬وقال ال َّل ُ‬
‫يث‪ :‬ال ُب ْغ ُض‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫صفة‪:‬‬ ‫وابن ٍ‬
‫كثير في‬ ‫ِ‬ ‫(الغض ِ‬
‫ب)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫صفة‪:‬‬ ‫ابن أبي ِ‬
‫الع ِّز في‬ ‫وان ُظ ْر كال َم ِ‬
‫ِ‬
‫الكتاب‪.‬‬ ‫(السمعِ) ِمن هذا‬
‫َّ‬

‫ال َب َق ُ‬
‫اء‬
‫ِ‬
‫العزيز‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫خاص ٌة ِ‬
‫بالله َّ‬ ‫صف ٌة ذات َّي ٌة َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫اإلك َْرا ِم‪[ ‬الرحمن‪.]27 :‬‬ ‫الج ِ‬
‫الل َو ِ‬ ‫قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫‪‬و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َ‬
‫ك ُذو َ‬
‫ِ‬
‫بالبقاء‪ ،‬ا َّلذي ال‬ ‫ِ‬
‫الموصوف‬
‫ُ‬ ‫ائم‪،‬‬
‫السنَّة‪« :‬معنى الباقي‪ :‬الدَّ ُ‬ ‫قال َق َّوا ُم ُّ‬
‫ِ‬
‫ودوامهما؛‬ ‫ِ‬
‫كبقاء الجن َِّة والن َِّار‬ ‫ِ‬
‫ودوامه‬ ‫يستولي عليه ال َفناء‪ ،‬وليست صف ُة ِ‬
‫بقائه‬ ‫ُ‬
‫لي ما‬
‫فاألز ُّ‬
‫َ‬ ‫غير أزلِ ِّي؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لي‪ ،‬وبقا َء الجنَّة والن َِّار أبد ٌّي ُ‬
‫ِ‬
‫أن بقا َءه أبد ٌّي َأز ٌّ‬ ‫وذلك َّ‬

‫أن لم تكونا»(((‪.‬‬ ‫ِ‬


‫كائنتان بعدَ ْ‬ ‫واألبد ُّي ما ال ُ‬
‫يزال‪ ،‬والجنَّ ُة والن َُّار‬ ‫ِ‬ ‫لم َيز ْل‪،‬‬

‫ني ‪ -‬فيما ن َق َله عنه ُ‬


‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّي َة وأ َق َّره‬ ‫ِ‬ ‫وقال أبو ٍ‬
‫بكر الباق َّل ُّ‬
‫«صفات ذاتِه ا َّلتي لم َيز ْل وال ُ‬
‫يزال موصو ًفا بها هي‪ :‬الحياةُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عليه ‪:-‬‬
‫ِ‬
‫والعينان‪.((( »...‬‬ ‫لم‪ ...‬والبقا ُء‪ ،‬والوج ُه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والع ُ‬
‫((( «الصواعق المرسلة» (‪.)1451/4‬‬
‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)17/8‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)128/1‬‬
‫((( «الفتاوى» (‪.)99/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪101‬‬

‫الله)‪ ،‬أي‪َ :‬ه ْل‬ ‫(باب ِ‬


‫قول الر ُج ِل‪َ :‬ل َعمر ِ‬ ‫حج ٍر‪« :‬قو ُله‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫الحافظ اب ُن َ‬ ‫وقال‬
‫ُْ‬ ‫َّ‬
‫اج‪:‬‬ ‫تفسير‪َ « :‬لعمر»‪ ...‬وقال أبو ال َق ِ‬
‫اس ِم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الز َّج ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫مبني على‬
‫يكون َيمينًا؟ وهو ٌّ‬
‫واللم للت ِ‬
‫َّوكيد‪،‬‬ ‫ف ِ‬
‫ببقاء الله‪َّ ،‬‬ ‫ال َعمر‪ :‬الحياةُ‪ ،‬فمن قال َل َعمر ِ‬
‫الله‪ ،‬كأنَّه ح َل َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫والحنف َّي ُة‪ :‬تنعقدُ‬ ‫محذوف‪ ،‬أي‪ :‬ما ُأ ِ‬
‫قس ُم به‪ ،‬ومن َث َّم قال المالك َّي ُة‬ ‫ٌ‬ ‫والخبر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صفة ذاتِه»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الله ِمن‬
‫ألن بقاء ِ‬
‫بها ال َيمي ُن؛ َّ َ‬

‫الله‪ ،‬فإذا‬ ‫ِ‬


‫صفات ِ‬ ‫يخ‪« :‬البقا ُء ِمن‬ ‫إبراهيم آل َّ‬
‫الش ِ‬ ‫حمدُ ب ُن‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫َ‬ ‫يخ ُم َّ‬
‫الش ِ‬
‫رك»(((‪.‬‬ ‫إنسان‪ ،‬فهو ِمن ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ُأسنِدَ إلى‬

‫الله تعالى‪ ،‬وال َ‬


‫دليل معهم؛ منهم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬ ‫(الباقي) ِمن‬ ‫بعضهم‬
‫َ‬ ‫وقد عَدَّ ُ‬
‫األصبهاني(((‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫السن َِّة‬
‫وقوا ُم ُّ‬
‫اجي(((‪َّ ،‬‬ ‫اب ُن َمنْدَ ْه(((‪َّ ،‬‬
‫والز َّج ُّ‬
‫ِ‬
‫(الحياة)‪.‬‬ ‫وان ُظ ْر صف َة‪:‬‬

‫ال َّت ْأ ِخ ُير‬


‫ان ُظ ْر صف َة‪( :‬التَّقدي ِم)‪.‬‬

‫بار ُك‬
‫ال َّت ُ‬
‫ِ‬
‫(البركة)‪.‬‬ ‫ان ُظ ْر صف َة‪:‬‬

‫((( «فتح الباري» (‪.)547/11‬‬


‫((( «الفتاوى والرسائل» (‪.)207/1‬‬
‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)86/2‬‬
‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)200‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)127/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪102‬‬

‫ال َّت َج ِّلي‬


‫يان‪،‬‬ ‫بالكتاب والسن َِّة‪ ،‬ومعناه‪ :‬ال ُّظهور ِ‬
‫للع ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يوب‪.‬‬ ‫للقلوب ِمن ِ‬
‫أنوار ال ُغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫تقول الصوفي ُة‪ :‬التَّج ِّلي‪ :‬ما ِ‬
‫ينكش ُ‬ ‫َ‬ ‫ال كما ُ ُّ‬
‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫قو ُله تعالى‪َ  :‬ق َال َر ِّب َأ ِرنِي َأن ُظ ْر إِ َل ْي َك َق َال َل ْن ت ََرانِي َو َل ِك ِن ان ُظ ْر إِ َلى‬
‫ف ت ََرانِي َف َل َّما ت ََج َّلى َر ُّب ُه لِ ْل َج َب ِل َج َع َل ُه َدكًّا َو َخ َّر‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َج َب ِل َفإِن ْ‬
‫اس َت َق َّر َمكَا َن ُه َف َس ْو َ‬
‫وسى َص ِع ًقا ‪[ ‬األعراف‪.]143 :‬‬ ‫ُم َ‬
‫السن َِّة‪:‬‬
‫ليل من ُّ‬
‫الدَّ ُ ِ‬

‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫مالك َر ِضي الل ُه عنه‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أنس ِ‬ ‫حديث ِ‬ ‫ُ‬
‫عن الن ِّ‬ ‫بن‬ ‫‪-1‬‬
‫وس َّل َم في قولِه تعالى‪َ  :‬ف َل َّما ت ََج َّلى َر ُّب ُه لِ ْل َج َب ِل ‪ ،‬قال‪ :‬قال هكذا‪ ،‬يعني أنَّه‬
‫نص ِر‪ ،‬قال أحمدُ ‪ :‬أراناه معا ٌذ‪ ،‬قال‪ :‬فقال له ُح َميدٌ ال َّط ُ‬
‫ويل‪:‬‬ ‫ف ِ‬
‫الخ ِ‬ ‫أخر َج َط َر َ‬
‫َ‬
‫صدره ضرب ًة شديدةً‪ ،‬وقال‪َ :‬من‬ ‫فضرب‬ ‫ما تُريدُ إلى هذا يا أبا م ٍ‬
‫َ‬ ‫حمد؟ قال‪َ :‬‬
‫ُ َّ‬
‫َّبي ص َّلى‬ ‫أنت يا حميدُ ؟ يحدِّ ُثني به أنس بن ٍ‬
‫مالك ِ‬
‫عن الن ِّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أنت يا ُح َميدُ ؟ وما َ ُ َ‬
‫َ‬
‫أنت‪ :‬ما تُريدُ إليه؟»(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فتقول َ‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم‬

‫المشهور(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫القيامة‬ ‫ِ‬
‫لعباده يو َم‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫حديث تج ِّلي ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬

‫((( رواه أحمد في «المسند» (‪ )12282( )125/3‬واللفظ له‪ ،‬ورواه الترمذي (‪ )3074‬وقال‪:‬‬
‫حسن غريب صحيح‪ ،‬والحاكم في «المستدرك» (‪ ،)351/2‬وقال‪ :‬صحيح على شرط‬
‫مسلم‪ ،‬وكذا قال اب ُن الق ِّي ِم في «مدارج السالكين» (‪ ،)596/3‬والشوكاني في «فتح القدير»‬
‫(‪ )345/2‬واأللباني في «ظالل الجنة» (‪ ،)480‬والوادعي في «الصحيح المسند» (‪.)101‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7437‬ومسلم (‪ ،)191‬والترمذي (‪.)2557‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪103‬‬

‫صحيح‪ ،‬وقد ُر ِو َي ِ‬
‫عن‬ ‫ٌ‬ ‫حس ٌن‬ ‫ٌ‬
‫حديث َ‬ ‫ِّرمذي في سننه‪« :‬هذا‬
‫ُّ‬ ‫قال اإلما ُم الت‬
‫روايات كثيرةٌ‪ِ ،‬م ُثل هذا ما يذكَر فيه أمر الر ِ‬
‫ؤية؛‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬
‫ُ ُّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الن ِّ‬
‫ِ‬
‫والمذهب في‬
‫ُ‬ ‫َّاس َير ْو َن ر َّبهم‪ ،‬وذ ُ‬
‫كر القدَ ِم‪ ،‬وما أش َب َه هذه األشيا َء‪،‬‬ ‫َّ‬
‫أن الن َ‬
‫أنس‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ومالك ِ‬
‫بن ٍ‬ ‫األئم ِة ‪ِ -‬م ِ‬ ‫هذا عند ِ ِ ِ‬
‫وابن‬ ‫فيان ال َّث ِّ‬
‫وري‪،‬‬ ‫ثل ُس َ‬ ‫أهل العل ِم من َّ‬
‫ثم قالوا‪:‬‬
‫رو ْوا هذه األشيا َء‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وغيرهم ‪ -‬أنَّهم َ‬ ‫بار ِك‪ِ ،‬‬
‫وابن ُع َيين َة‪ ،‬ووكيعٍ‪،‬‬ ‫الم َ‬
‫ُ‬
‫كيف؟ وهذا ا َّلذي اختاره ُ‬
‫أهل‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫األحاديث‪ِ ،‬‬
‫ونؤم ُن بها‪ ،‬وال ُي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُروى هذه‬
‫ت َ‬
‫أن تُروى هذه األشيا ُء كما جا َء ْت‪ ،‬و ُيؤ َم ُن بها‪ ،‬وال ُت َف َّس ُر‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫الحديث؛ ْ‬
‫كيف؟ وهذا أمر ِ ِ‬
‫أهل العل ِم ا َّلذي اختاروه َ‬
‫وذهبوا إليه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُتت ََو َّه ُم‪ ،‬وال ُي ُ‬
‫قال‪َ :‬‬
‫تج َّلى لهم»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عر ُفهم َن ْف َسه» يعني‪َ :‬ي َ‬
‫ومعنى قوله في الحديث‪« :‬ف ُي ِّ‬
‫ِ‬
‫واألرض وما بينهما في‬
‫َ‬ ‫موات‬ ‫أحمدُ ‪« :‬وهو ا َّلذي خ َل َق َّ‬
‫الس‬ ‫وقال اإلما ُم َ‬
‫َج َّلى‬ ‫ِ‬
‫العرش‪ ،‬وهو ا َّلذي َك َّلم موسى‬ ‫ِ‬
‫تكليما‪ ،‬وت َ‬
‫ً‬ ‫ثم استوى على‬ ‫ستَّة أ َّيا ٍم َّ‬
‫شيء ِمن صفاتِه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫األشياء في‬ ‫للجبل فج َعله َدكًّا‪ ،‬وال ُيماِ ُثله شي ٌء ِمن‬‫ِ‬

‫أح ٍد‪،‬‬ ‫ِ‬


‫أحد‪ ،‬وال كرحمته رحم ُة َ‬
‫فليس ك َِع ْل ِمه علم أح ٍد‪ ،‬وال كقدرتِه ُقدر ُة ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫بص ُره‪ ،‬وال‬ ‫معه وبص ِره سمع ٍ‬ ‫كاستوائه استواء أح ٍد‪ ،‬وال كس ِ‬‫ِ‬
‫أحد وال َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫وال‬
‫أح ٍد»(((‪.‬‬
‫َج ِّلي َ‬
‫ِ‬
‫كتج ِّليه ت َ‬
‫كتكليمه تكليم ٍ‬
‫أحد‪ ،‬وال َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬

‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َ « :‬ي ِنز ُل‬ ‫ِ‬
‫رسول ِ‬ ‫ُ‬
‫«وقول‬ ‫وقال ابن ِ‬
‫عبد ال َب ِّر‪:‬‬ ‫ُ‬
‫َج َّلى َر ُّب ُه‬ ‫قول ِ‬ ‫ربنا إلى الس ِ‬
‫ماء الدُّ نيا» عندَ هم‪ِ :‬م ْث ُل ِ‬
‫وجل‪َ  :‬ف َل َّما ت َ‬
‫عز َّ‬
‫الله َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬

‫((( انظر‪« :‬مجموع الفتاوى» لشيخ اإلسالم ابن تيم َّي َة (‪.)257/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪104‬‬

‫يقول‪َ :‬ي ِنز ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الم َل ُك َص ًّفا َص ًّفا‪ ،‬ك ُّلهم ُ‬ ‫ل ْل َج َب ِل‪ ،‬وم ُثل قوله‪َ :‬‬
‫‪‬و َجا َء َر ُّب َك َو َ‬
‫تج َّلى؟‬ ‫ٍ‬ ‫تج َّلى ويجي ُء‪ ،‬بال‬
‫وكيف َي َ‬
‫َ‬ ‫كيف يجي ُء؟‬
‫َ‬ ‫كيف‪ ،‬ال يقولون‪:‬‬ ‫و َي َ‬
‫وكيف َي ِنز ُل‪ ،‬وال ِمن أي َن جاء؟ وال ِمن أي َن تَج َّلى؟ وال ِمن أي َن َي ِنز ُل؟؛ ألنَّه‬
‫َ‬
‫قول ِ‬
‫الله‬ ‫شريك له‪ ،‬وفي ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫األشياء‪ ،‬وال‬ ‫كشيء ِمن َخ ْل ِقه‪ ،‬وتعالى ِ‬
‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫ليس‬
‫َج َّلى َر ُّب ُه لِ ْل َج َب ِل‪َ ‬دالل ٌة واضح ٌة أنَّه لم ي ُك ْن ق ْب َل ذلك‬ ‫وجل‪َ  :‬ف َل َّما ت َ‬ ‫عز َّ‬ ‫َّ‬
‫ف‬‫َّنزيل‪ ،‬و َمن أراد أن ِيق َ‬ ‫حديث الت ِ‬ ‫ِ‬ ‫فس ُر معنى‬
‫للجبل‪ ،‬وفي ذلك ما ُي ِّ‬ ‫ِ‬ ‫متج ِّل ًيا‬
‫َج َّلى َر ُّب ُه لِ ْل َج َب ِل‪ ‬فلين ُظ ْر في‬ ‫ِ‬
‫وجل‪َ  :‬ف َل َّما ت َ‬
‫عز َّ‬ ‫أقاويل العلماء في قولِه َّ‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫ف على ما ذكَرا ِمن ذاك‪ ،‬ففيما‬ ‫رير‪ِ ،‬‬
‫وليق ْ‬ ‫بن َج ٍ‬ ‫ومحم ِد ِ‬
‫َّ‬ ‫بن َمخ َل ٍد‬ ‫تفسير َب ِق ِّي ِ‬
‫ِ‬
‫وبالله ِ‬
‫العصم ُة والت ُ‬
‫َّوفيق»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ذكَرا منه كفاي ٌة‬
‫رآن يثبِ ُت الص ِ‬
‫ِ‬
‫فات‬ ‫ِّ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪...« :‬والل ُه تعالى في ال ُق ُ‬
‫وقال ُ‬
‫ِ‬
‫اإلجمال ‪ -‬التَّشبي َه والت َ‬
‫َّمثيل؛‬ ‫ِ‬
‫طريق‬ ‫َّفصيل‪ ،‬و َينفي عنه ‪ -‬على‬ ‫ِ‬ ‫على ِ‬
‫وجه الت‬
‫عزيز‬ ‫ٍ‬ ‫عليم‪ ،‬وعلى ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫فهو في ال ُق ِ‬
‫رآن ُيخبِ ُر أنَّه ِّ‬
‫قدير‪ ،‬وأنَّه ٌ‬
‫كل شيء ٌ‬ ‫بكل شيء ٌ‬
‫غفور َودو ٌد‪ ،‬وأنَّه تعالى ‪ -‬على‬ ‫ٌ‬ ‫بصير‪ ،‬وأنَّه‬
‫ٌ‬ ‫سميع‬
‫ٌ‬ ‫رحيم‪ ،‬وأنَّه‬
‫ٌ‬ ‫غفور‬
‫ٌ‬ ‫حكيم‪،‬‬
‫ٌ‬
‫سخ ُط‬ ‫ب على الك َّف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار‪ ،‬و َي َ‬ ‫ويغض ُ‬‫َ‬ ‫المؤمني َن‪ ،‬و َيرضى عنهم‪،‬‬ ‫ب ُ‬ ‫ع َظ ِم ذاته ‪ُ -‬يح ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العرش‪،‬‬ ‫ثم استوى على‬ ‫واألرض في ستَّة أ َّيا ٍم‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫موات‬ ‫عليهم‪ ،‬وأنَّه خ َل َق َّ‬
‫الس‬
‫ِ‬
‫للجبل فج َعله َدكًّا‪ ،‬وأمثال ذلك»(((‪.‬‬ ‫تكليما‪ ،‬وأنَّه تَج َّلى‬
‫ً‬ ‫وأنَّه ك َّلم موسى‬
‫ِ‬
‫القيامة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حيحة‪ :‬أنَّه إذا تَج َّلى لهم يو َم‬ ‫الص‬ ‫ِ‬
‫وقال‪« :‬ث َب َت في األحاديث َّ‬

‫((( «التمهيد» (‪.)153/7‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)37/6‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪105‬‬

‫هره ِم َثل ال َّط َب ِق»(((‪.‬‬


‫يصير َظ ُ‬
‫يسجدُ في الدُّ نيا ريا ًء ُ‬ ‫َ‬
‫ؤمنون‪ ،‬و َمن كان ُ‬‫الم‬
‫سجد له ُ‬
‫َ‬

‫َمي‪« :‬وقو ُله‪( :‬فتن ُظ َ‬


‫رون إليه‪ ،‬وين ُظ ُر إليكم) فيه‬ ‫الحك ُّ‬ ‫ُ‬
‫الحافظ َ‬ ‫وقال‬
‫وإثبات رؤيتِه في‬
‫ُ‬ ‫وإثبات الن ِ‬
‫َّظر له‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وجل‪،‬‬‫َّ‬ ‫عز‬
‫لله َّ‬ ‫ِ‬
‫صفة التَّج ِّلي ِ‬ ‫إثبات‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اآلخرة ون َظ ِر ُ‬
‫المؤمني َن إليه»(((‪.‬‬

‫اج‪ :‬ت ََج َّلى َر ُّب ُه لِ ْل َج َب ِل‪،‬‬‫الز َّج ُ‬ ‫ِ‬


‫العرب»‪« :‬قال َّ‬ ‫ِ‬
‫«لسان‬ ‫ٍ‬
‫منظور في‬ ‫وقال اب ُن‬
‫ِ‬
‫والجماعة»‪.‬‬ ‫السن َِّة‬ ‫قول ِ‬
‫وبان‪ ،‬قال‪ :‬وهذا ُ‬
‫ظهر َ‬
‫أهل ُّ‬ ‫أي‪َ :‬‬
‫كتاب «ال َع ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫عز‬
‫ين»‪« :‬قال الل ُه َّ‬ ‫أحمدَ ال َفراه ُّ‬
‫يدي في‬ ‫الخليل ب ُن َ‬ ‫وقال‬
‫ِ‬
‫ظهر َ‬
‫وبان»‪.‬‬ ‫َج َّلى َر ُّب ُه ل ْل َج َب ِل‪ ،‬أي‪َ :‬‬
‫وجل‪َ  :‬ف َل َّما ت َ‬
‫َّ‬

‫ال َّت ْحلِ ُ‬


‫يل وال َّت ْح ِر ُ‬
‫يم‬
‫ِ‬
‫(اإليجاب)‪.‬‬ ‫ان ُظ ْر صف َة‪:‬‬

‫ال َّت َد ِّلي‬


‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة فِ ِ‬
‫عل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬ ‫لله َّ‬

‫ُّزول ِمن ُع ْل ٍو‪.‬‬ ‫والتَّدَ ِّلي في ال ُّل ِ‬


‫غة‪ :‬الن ُ‬
‫ان ُظر صف َة‪( :‬الن ِ‬
‫ُّزول)‪.‬‬ ‫ْ‬

‫الم ْؤ ِم ِن‬
‫س ُ‬ ‫ال َّت َر ُّد ُد فِي َق ْب ِ‬
‫ض َن ْف ِ‬
‫ليق به؛ ‪َ ‬ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه َش ْي ٌء‪.‬‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله تعالى على ما َي ُ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)76/23‬‬


‫((( «معارج القبول» (‪.)772/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪106‬‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫«إن الل َه قال‪َ :‬من عا َدى لي‬‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َّ :‬‬ ‫ُ‬
‫بالحرب‪ ...‬وما تردد ُت عن شيءٍ أنا ِ‬
‫فاع ُله َتر ُّددي عن َن ْف ِ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫ول ًّيا‪ ،‬فقد آ َذ ْنتُه‬
‫َّ ْ‬
‫ِ‬
‫أكر ُه َم َسا َءتَه»(((‪.‬‬
‫الموت‪ ،‬وأنا َ‬
‫َ‬ ‫المؤم ِن؛ َ‬
‫يكر ُه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحديث؟‬ ‫شيخ اإلسال ِم ‪-‬رحمه الله‪ -‬عن معنى تر ُّد ِد ِ‬
‫الله في هذا‬ ‫ُس ِئ َل ُ‬
‫فأجاب‪:‬‬

‫حديث أبي ُه َريرةَ‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫خاري ِمن‬ ‫شريف‪ ،‬قد رواه ال ُب‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫«هذا‬
‫ُّ‬
‫األولياء‪ ،‬وقد ر َّد هذا الكال َم طائف ٌة‪ ،‬وقالوا‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفة‬ ‫حديث ُر ِوي في‬ ‫ٍ‬ ‫أشرف‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمور‪ ،‬والل ُه‬ ‫ف بالتَّر ُّدد‪ ،‬وإنَّما يتر َّد ُد َمن ال يع َل ُم عواق َ‬
‫ب‬ ‫وص ُ‬‫إن الل َه ال ُي َ‬ ‫َّ‬
‫المتر ِّد ِد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إن الل َه ُيعام ُل ُمعا َمل َة ُ‬
‫بعضهم‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫بالعواقب‪ ،‬ور َّبما قال ُ‬ ‫أع َل ُم‬

‫بالله ِمن رسولِه‪،‬‬


‫ِ‬ ‫أعلم‬
‫َ‬ ‫حق‪ ،‬وليس أحدٌ‬ ‫أن كال َم رسولِه ٌّ‬ ‫َّحقيق‪َّ :‬‬
‫والت ُ‬
‫أحس َن بيانًا منه‪ ،‬فإذا كان كذلك‪ ،‬كان‬ ‫ِ‬
‫أفص َح وال َ‬‫أنص َح لأل َّمة منه‪ ،‬وال َ‬‫وال َ‬
‫ب‬ ‫وأسو ِئهم أد ًبا‪ ،‬بل ِ‬
‫يج ُ‬ ‫َ‬ ‫وأجه ِلهم‬
‫َ‬ ‫َّاس‬ ‫نك ُر عليه ِمن َ‬
‫أض ِّل الن ِ‬ ‫المتح ْذلِ ُق والم ِ‬
‫ُ َ‬
‫ُ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ِ‬
‫عن‬ ‫رسول ِ‬‫ِ‬ ‫ب أن ُي َ‬
‫صان كال ُم‬ ‫تأدي ُبه وتَعزيره‪ِ ،‬‬
‫ويج ُ‬ ‫ُ‬
‫وإن كان تر ُّد ُده‬ ‫المتر ِّد ُد منَّا‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُّظ ِ‬
‫ولكن ُ‬ ‫الفاسدة‪،‬‬ ‫واالعتقادات‬ ‫الباطلة‪،‬‬ ‫نون‬
‫ف الل ُه به َن ْف َسه‬
‫وص َ‬
‫يكون ما َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األمور ‪ -‬ال‬ ‫ألجل كونِه ما يع َل ُم عاقب َة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمر‬ ‫في‬
‫كم ِثله شي ٌء‪ ،‬ال في ذاتِه‪،‬‬ ‫فإن الله ليس ِ‬
‫ف به الواحدُ منَّا؛ َّ َ‬
‫وص ُ‬ ‫ِ‬
‫بمنزلة ما ُي َ‬
‫ثم هذا ٌ‬
‫باطل؛ َّ‬
‫فإن الواحدَ منَّا يتر َّد ُد تار ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وال في صفاته‪ ،‬وال في أفعاله‪َّ ،‬‬

‫((( رواه البخاري (‪.)6502‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪107‬‬

‫ِ‬
‫والمفاسد‪ ،‬ف ُيريدُ‬ ‫ِ‬
‫صالح‬ ‫الم‬ ‫الف ِ ِ‬‫بالعواقب‪ ،‬وتار ًة لِما في ِ‬
‫ِ‬ ‫لعد ِم ِ‬
‫العل ِم‬
‫علين من َ‬
‫ٍ‬
‫لجهل منه‬ ‫المصلحة‪ ،‬ويكرهه لِما فيه ِمن المفس ِ‬
‫دة‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬ ‫عل لِما فيه ِمن‬‫الف َ‬‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫وجه؛ كما قيل‪:‬‬ ‫وجه‪ ،‬ويكره ِمن ٍ‬
‫الواحد ا َّلذي يحب ِمن ٍ‬
‫ِ‬ ‫بالش ِ‬
‫يء‬ ‫َّ‬
‫ُ َُ‬ ‫ُ َ ُّ‬
‫ِ‬ ‫فاعج ِ ٍ‬ ‫ُـــر ٌه َأ ْن ُأ َف ِ‬
‫ب ل َش ْيء َع َلى ال َب ْغ َضاء َم ْح ُب ُ‬
‫وب‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ار َق ُه‬ ‫ُـــر ٌه‪ ،‬وك ْ‬
‫بك ْ‬ ‫َّ‬
‫الشـــ ْي ُ‬
‫جميع ما ُيريدُ ه العبدُ ِمن‬
‫ُ‬
‫لدوائه الك ِ‬
‫َريه‪ ،‬بل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المريض‬ ‫ِ‬
‫إرادة‬ ‫وهذا ِم ُثل‬
‫الص ِ‬
‫حيح‪:‬‬ ‫الباب‪ ،‬وفي َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّفس هو ِمن هذا‬ ‫تكر ُهها الن ُ‬
‫ِ‬
‫الصالحة ا َّلتي َ‬
‫ِ‬
‫األعمال َّ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ت الجنَّ ُة بالم ِ ِ‬ ‫هوات‪ ،‬وح َّف ِ‬
‫ِ‬ ‫ت الن َُّار َّ‬ ‫«ح َّف ِ‬
‫كاره»‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬كُت َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بالش‬ ‫ُ‬
‫َع َليكُم ِ‬
‫القت َُال َو ُه َو ك ُْر ٌه َلك ُْم‪ ‬اآلي َة‪.‬‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬
‫الحديث؛ فإنَّه قال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫المذكور في هذا‬ ‫يظه ُر معنى التَّر ُّد ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الباب َ‬ ‫ومن هذا‬
‫َّوافل حتَّى ُأ ِح َّبه»؛ َّ‬
‫فإن العبدَ ا َّلذي هذا حا ُله‬ ‫يتقر ُب إ َل َّي بالن ِ‬
‫يزال عبدي َّ‬ ‫«ال ُ‬
‫ثم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتقر ُب إليه َّأو ًل‬
‫بالفرائض وهو ُيح ُّبها‪َّ ،‬‬ ‫للحق‪ُ ،‬مح ًّبا له‪َّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫صار محبو ًبا‬
‫يقد ُر عليه ِمن‬ ‫بكل ما ِ‬ ‫فاع َلها‪ ،‬فأتى ِّ‬‫َّوافل ا َّلتي ي ِحبها وي ِحب ِ‬
‫ُ ُّ ُ ُّ‬ ‫اجتهدَ في الن ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اإلرادة؛‬ ‫صد ات ِ‬
‫ِّفاق‬ ‫الجانبين ب َق ِ‬
‫ِ‬ ‫عل محبوبِه ِمن‬ ‫الحق ِلف ِ‬ ‫فأح َّبه ُّ‬ ‫ِ‬
‫الحق‪َ ،‬‬ ‫محبوب ِّ‬
‫يكر ُه أن يسو َء عبدَ ه‬
‫والر ُّب َ‬ ‫يكر ُهه محبو ُبه‪َّ ،‬‬ ‫ويكر ُه ما َ‬ ‫َ‬ ‫ب ما ُي ِح ُّبه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بحيث ُيح ُّ‬
‫حاب محبوبِه‪ ،‬والل ُه‬ ‫ِ‬ ‫ومحبوبه‪ِ ِ ،‬‬
‫الموت؛ ليزدا َد من َم ِّ‬ ‫َ‬ ‫يكر َه‬
‫فلز َم من هذا أن َ‬ ‫َ‬
‫فكل ما قضى به فهو ُيريدُ ه‪ ،‬وال بدَّ منه؛‬ ‫بالموت‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُسبحانَه وتعالى قد قضى‬

‫عبده‪،‬‬ ‫قضاؤه‪ ،‬وهو مع ذلك كاره لِمساء ِة ِ‬ ‫ُ‬ ‫فالر ُّب ُمريدٌ لموتِه؛ لِما س َب َق به‬
‫ٌ َ َ‬ ‫َّ‬
‫للحق ِمن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تحص ُل له‬
‫وجه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الموت ُمرا ًدا‬
‫ُ‬ ‫بالموت‪ ،‬فصار‬ ‫المسا َء ُة ا َّلتي ُ‬ ‫وهي َ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪108‬‬

‫الشي ُء الواحدُ‬ ‫َ‬


‫يكون َّ‬ ‫وجه‪ ،‬وهذا حقيق ُة التَّر ُّد ِد‪ ،‬وهو أن‬
‫ٍ‬ ‫مكروها له ِمن‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫الجانبين‪،‬‬ ‫أح ِد‬
‫ترج ِح َ‬
‫ِ‬ ‫وجه‪ ،‬مكروها ِمن ٍ‬
‫وجه‪ْ ،‬‬
‫وإن كان ال بدَّ من ُّ‬ ‫ً‬
‫مرادا ِمن ٍ‬
‫ُ ً‬
‫ِ‬
‫عبده‪ ،‬وليس إرادتُه‬ ‫كراهة َمسا َء ِة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجود‬ ‫ِ‬
‫الموت‪ ،‬لكن مع‬ ‫ُرج ُح إراد ُة‬
‫كما ت َّ‬
‫الكافر ا َّلذي ي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويكر ُه َمسا َءتَه كإرادتِه‬ ‫ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬
‫بغ ُضه‬ ‫ُ‬ ‫لموت‬ ‫ؤمن ا َّلذي ُيح ُّبه َ‬ ‫لموت ُ‬
‫و ُيريدُ َمسا َءتَه»(((‪.‬‬

‫يكون محبو ًبا ِمن‬


‫ُ‬ ‫المع َّي َن‬ ‫ثم قال‪« :‬والمقصو ُد هنا‪ :‬التَّنبي ُه على َّ‬
‫أن الشي َء ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫األفعال‪،‬‬ ‫وأن هذا حقيق ُة التَّر ُّد ِد‪ ،‬وكما َّ‬
‫أن هذا في‬ ‫وجه مكروها ِمن ٍ‬
‫وجه‪َّ ،‬‬ ‫ً‬
‫ٍ‬

‫ِ‬
‫األشخاص‪ ،‬والل ُه أع َل ُم»(((‪.‬‬ ‫فهو في‬
‫ِ‬
‫وجه‬ ‫وجل على‬ ‫َّ‬ ‫عز‬ ‫«إثبات التَّر ُّد ِد ِ‬
‫لله َّ‬ ‫ابن ُع َث ْيمين‪:‬‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ُ‬ ‫يخ ُ‬
‫ِ‬
‫المسألة‪« :‬ما‬ ‫ألن الل َه تعالى ذكَر التَّر ُّد َد في هذه‬ ‫يجوز؛ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اإلطالق ال‬
‫س عبدي الم ِ‬
‫ؤم ِن»‪،‬‬ ‫فاع ُله كتَر ُّددي عن َق ْب ِ‬
‫ض َن ْف ِ‬ ‫شيء أنا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت عن‬
‫ُ‬ ‫تر َّد ْد ُ‬
‫الش ِّك في‬‫أجل َّ‬‫المصلحة‪ ،‬وال ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِّك في‬‫أجل َّ‬‫وليس هذا التَّر ُّد ِد ِمن ِ‬

‫ؤم ِن؛ ولهذا‬ ‫العبد الم ِ‬


‫ِ‬ ‫رحمة هذا‬ ‫ِ‬ ‫يء‪ ،‬بل هو ِمن ِ‬
‫أجل‬ ‫الش ِ‬
‫عل َّ‬ ‫درة على فِ ِ‬ ‫ال ُق ِ‬
‫ُ‬
‫وأكر ُه إسا َءتَه‪ ،‬وال بدَّ له منه»‪،‬‬ ‫الموت‪،‬‬
‫َ‬ ‫«يكر ُه‬ ‫ِ‬
‫الحديث‪:‬‬ ‫قال في َن ْف ِ‬
‫س‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫موصوف بالتَّرد ِد في قدرتِه أو في ِع ِ‬
‫لمه‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وجل‬‫عز َّ‬ ‫أن الل َه َّ‬‫وهذا ال يعني َّ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫نتائجه‬ ‫مي‪ ،‬فهو إذا أراد أن يف َع َل َّ‬
‫الشي َء يتر َّد ُد‪ ،‬إ َّما لشكِّه في‬ ‫ِ‬
‫بخالف اآل َد ِّ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)129/18‬‬


‫((( المصدر السابق (‪.)135/18‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪109‬‬

‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الر ُّ‬
‫ومصلحته‪ ،‬وإ َّما لشكِّه في قدرته عليه‪ :‬هل يقد ُر أو ال يقد ُر؟ أ َّما َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل فال»(((‪.‬‬ ‫َّ‬

‫ال َّت ْر ُك‬


‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫ُور ِهم وتَركَهم فِي ُظ ُلم ٍ‬
‫ات ال ُي ْب ِص ُر َ‬
‫ون‪‬‬ ‫َ‬ ‫ب الل ُه بِن ِ ْ َ َ ُ ْ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬ذ َه َ‬
‫[البقرة‪.]17 :‬‬

‫َّاس بِ َما ك ََس ُبوا َما ت ََر َك َع َلى َظ ْه ِر َها‬ ‫ِ‬


‫‪‬و َل ْو ُي َؤاخ ُذ الل ُه الن َ‬
‫‪ -2‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫ِم ْن َدا َّب ٍة‪[ ‬فاطر‪.]45 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫تبارك وتعالى‪ :‬أنا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي ُه َرير َة َرضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬قال الل ُه َ‬
‫ِ‬ ‫عن ِّ ِ‬ ‫ركاء ِ‬‫الش ِ‬
‫أشر َك فيه َ‬
‫معي غيري‪َ ،‬تر ْكتُه‬ ‫عم ًل َ‬ ‫الشرك‪َ ،‬من عم َل َ‬ ‫أغنَى ُّ‬
‫ِ‬
‫وش ْركَه»(((‪.‬‬

‫يء صف ٌة ِمن صفاتِه‬ ‫للش ِ‬ ‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪ ...« :‬وت َْركُه ُسبحانَه َّ‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫‪‬وت ََرك َُه ْم فِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفعل َّية الواقعة بمشيئته التَّابعة لحكمته؛ قال الل ُه تعالى‪َ :‬‬
‫ِ ِ‬

‫وج فِي‬ ‫ٍِ‬


‫‪‬وت ََر ْكنَا َب ْع َض ُه ْم َي ْو َمئذ َي ُم ُ‬
‫ون‪ ،‬وقال تعالى‪َ :‬‬
‫ُظ ُلم ٍ‬
‫ات ال ُي ْب ِص ُر َ‬ ‫َ‬

‫((( «لقاء الباب المفتوح» (س‪.)1369‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2985‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪110‬‬

‫‪‬و َل َقد ت ََر ْكنَا ِمن َْها آ َي ًة َب ِّينَ ًة‪.‬‬ ‫َب ْع ٍ‬


‫ض‪ ،‬وقال‪َ :‬‬

‫قة بمشيئتِه‪ :‬كثير ٌة‬


‫وغيره ِمن أفعالِه المتع ِّل ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بوت الت ِ‬
‫َّرك‬ ‫والنُّصوص في ُث ِ‬
‫ُ‬
‫وسلطانِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫معلوم ٌة‪ ،‬وهي دا َّل ٌة على كمال ُقدرته ُ‬

‫شاركوه‬ ‫األفعال به ُسبحانَه ال ُيماثِ ُل قيا َمها بالمخلوقي َن‪ْ ،‬‬


‫وإن َ‬
‫ِ‬ ‫وقيا ُم هذه‬
‫السن َِّة»(((‪.‬‬ ‫أصل المعنى‪ ،‬كما هو معلو ٌم عند ِ‬
‫أهل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫وان ُظر صف َة‪( :‬الن ِ‬
‫ِّسيان)‪.‬‬ ‫ْ‬

‫ال َّت ْش ِر ُ‬
‫يع‬
‫خصائص ُربوب َّيتِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والسن َِّة‪ِ ،‬من‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫«الم َش ِّر ُع»‪ ،‬وليسا هما ِمن‬
‫ارع»‪ ،‬وهو ُ‬ ‫نازعه فيها فقد ك َف َر‪ ،‬والل ُه هو َّ‬
‫«الش ُ‬ ‫َمن َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه ُسبحانَه‪.‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫ُوحا َوا َّل ِذي َأ ْو َح ْينَا‬ ‫ِ‬ ‫قو ُله تعالى‪َ  :‬ش َر َع َلك ُْم ِم َن الدِّ ِ‬
‫ين َما َو َّصى بِه ن ً‬
‫إِ َل ْي َك‪ ...‬اآلي َة [الشورى‪.]13 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫أن يل َقى الل َه‬ ‫ٍ‬
‫مسعود َر ِضي الل ُه عنه قال‪َ « :‬من َس َّر ُه ْ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬
‫بن‬ ‫حديث ِ‬‫ُ‬

‫فإن الل َه َش َر َع‬


‫حيث ُينا َدى به َّن؛ َّ‬‫وات ُ‬ ‫َغدً ا مس ِلما‪َ ،‬ف ْليحافِ ْظ على هؤالء الص َل ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ ً‬

‫((( «مجموع فتاوى ورسائل» (‪/56/2‬رقم‪.)354‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪111‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الهدَ ى‪ ،‬وإن َُّه َّن من ُسن َِن ُ‬
‫الهدَ ى‪.(((»...‬‬ ‫لنب ِّيكم ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُسنَ َن ُ‬
‫لله سبحانَه وتعالى‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن ذلك‪:‬‬ ‫وقد ك ُث َر في أقوال العلماء إضاف ُة التَّشري ِع ُ‬
‫غير‬ ‫حمدٌ األمي ُن ِّ‬ ‫قول َّ ِ‬ ‫‪ُ -1‬‬
‫ممن يحك ُِّم َ‬
‫ب َّ‬
‫«والعج ُ‬
‫َ‬ ‫نقيطي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الش‬ ‫العلمة ُم َّ‬
‫ِ‬
‫تشري ِع الله َّ‬
‫ثم يدَّ عي اإلسال َم»(((‪.‬‬
‫يظه ُر غاي َة ال ُّظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هور‪:‬‬ ‫السماوية ا َّلتي ذك َْرنا َ‬‫ُّصوص َّ‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪« :‬وبهذه الن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن ا َّلذي َن يتَّبِ َ‬
‫أوليائه‬ ‫ألسنة‬ ‫الش ُ‬
‫يطان على‬ ‫شرعها َّ‬ ‫عون القواني َن الوضع َّي َة ا َّلتي َ‬ ‫َّ‬
‫سله ص َّلى الل ُه عليهم وس َّل َم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ألسنة ر ِ‬ ‫شرعه الل ُه َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫جل وعال على‬ ‫مخالف ٌة لما َ‬
‫طم َس الل ُه بصيرتَه‪ ،‬وأعماه عن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يش ُّك في ك ِ‬
‫نور‬ ‫ُفرهم وش ْركهم َّإل َمن َ‬ ‫أنَّه ال ُ‬
‫الو ْح ِي ِم ْث َلهم»(((‪.‬‬
‫َ‬

‫وجميع األحكا ِم ‪-‬شرع َّي ًة كانت أو ك َْون َّي ًة‬


‫ُ‬ ‫َّشريع‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪« :‬و َل َّما كان الت‬
‫كل َمن‬ ‫اآليات المذكورةُ‪ :‬كان ُّ‬ ‫كما د َّلت عليه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قدَ ر َّي ًة‪ِ -‬من‬
‫ُ‬ ‫الربوب َّية‪َّ ،‬‬
‫خصائص ُّ‬
‫الله»(((‪.‬‬ ‫َّخذ ذلك المشر َع ر ًّبا‪ ،‬وأشركَه مع ِ‬ ‫الله قد ات َ‬ ‫ا َّت َبع تشري ًعا غير تشري ِع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫واإلشراك‬ ‫كمه‪،‬‬ ‫بالله في ح ِ‬
‫اإلشراك ِ‬ ‫َ‬ ‫اإلخوان‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫‪ -4‬وقو ُله‪« :‬اع َلموا أ ُّيها‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫به في عبادته ك ُّلها بمعنًى واحد‪ ،‬ال َف ْر َق بينهما ألب َّت َة؛ فا َّلذي يتَّبِ ُع نظا ًما َ‬
‫غير‬
‫شرعه الل ُه ‪ -‬وقانونًا مخالِ ًفا‬ ‫ِ‬
‫غير تشري ِع الله ‪ -‬أو َ‬
‫غير ما َّ‬
‫ِ‬
‫نظا ِم الله‪ ،‬وتشري ًعا َ‬
‫ِ‬ ‫الله ِمن َو ْض ِع َ‬
‫البش ِر‪ُ ،‬م ْع ِر ًضا عن ِ‬ ‫لشر ِع ِ‬
‫أنزله الل ُه على‬ ‫السماء ا َّلذي َ‬ ‫نور َّ‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1046‬‬
‫((( «أضواء البيان» (‪.)400/3‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)83/4‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)169/7‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪112‬‬

‫ويسجدُ للو َث ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ُ‬ ‫نم‬ ‫لسان رسوله‪َ ...‬من كان يف َع ُل هذا‪ ،‬هو و َمن كان يع ُبدُ َّ‬
‫الص َ‬
‫شر ٌك ِ‬
‫بالله‪ ،‬هذا‬ ‫ِ‬
‫الوجوه‪ ،‬فهما واحدٌ ‪ ،‬كالهما ُم ِ‬ ‫بوجه ِمن‬
‫ٍ‬ ‫ال َف ْر َق بينهما ألب َّت َة‬
‫أشر َك به في عبادتِه‪ ،‬وهذا أشر َك به في ح ِ‬
‫كمه‪ ،‬كالهما سوا ٌء»(((‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫بالسعود َّي ِة‪ِّ :‬‬


‫«الش ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رك‬ ‫قول ال َّلجنة الدَّ ائمة للبحوث العلم َّية واإلفتاء ُّ‬
‫‪ُ -5‬‬

‫أسمائه وصفاتِه‪ ،‬وإ َّما أن يج َع َل‬


‫ِ‬ ‫لله نِدًّ ا‪ ،‬إ َّما في‬
‫اإلنسان ِ‬
‫ُ‬ ‫األكبر‪ :‬أن يج َع َل‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫له ندًّ ا في العبادة‪ ...‬وإ َّما أن يج َع َل لله ندًّ ا في التَّشري ِع بأن يتَّخ َذ ُم ِّ‬
‫شر ًعا له‬
‫ِ‬ ‫كمه و َي ِدي ُن به في الت‬
‫َّحليل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سوى الله‪ ،‬أو شريكًا لله في التَّشري ِع يرتضي ُح َ‬
‫الخصومات‪ ،‬أو ي ِ‬
‫ستح ُّله ْ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫وإن لم‬ ‫َ‬ ‫وفصل في‬ ‫والتَّحري ِم عباد ًة ُّ‬
‫وتقر ًبا‪ ،‬وقضا ًء‬

‫ُي ِر ْد ُه ِدينًا»(((‪.‬‬

‫وجل ِمن‬
‫عز َّ‬ ‫«الشارعِ» و«الم َشرعِ» على ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُ ِّ‬
‫ِ‬
‫لكلمة َّ‬ ‫كما ك ُث َر إطال ُقهم‬
‫باب الص ِ‬
‫فة‪.‬‬ ‫ِ ِّ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(اإليجاب والتَّحري ِم والت‬
‫َّحليل)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صفات‪:‬‬ ‫وان ُظ ْر‬

‫ب‬
‫ال َّت َع ُّج ُ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‬

‫ان ُظ ْر صف َة‪( :‬ال َع َج ِ‬


‫ب)‪.‬‬

‫((( انظر‪« :‬الحاكمية في تفسير أضواء البيان» للشيخ عبد الرحمن السديس (ص‪.)52‬‬
‫((( (‪.)516/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪113‬‬

‫يم وال َّت ْأ ِخ ُير‬ ‫ِ‬


‫ال َّت ْقد ُ‬
‫والسن َِّة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬
‫ِ‬
‫ثابتتان‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫لله َّ‬ ‫ِ‬
‫واألفعال ِ‬ ‫الذ ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬
‫صفات َّ‬ ‫صفتان ِمن‬
‫ِ‬

‫لله تعالى‪.‬‬ ‫ِ‬


‫اسمان ِ‬ ‫والم ِّ‬
‫ؤخ ُر‬ ‫والمقدِّ ُم ُ‬
‫ُ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫‪‬و َل ْن ُي َؤ ِّخ َر الل ُه َن ْف ًسا إِ َذا َجا َء َأ َج ُل َها‪[ ‬المنافقون‪.]11:‬‬


‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬

‫ص فِ ِيه األَ ْب َص ُار‪[ ‬إبراهيم‪.]41:‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬إِن ََّما ُي َؤ ِّخ ُر ُه ْم ل َي ْو ٍم ت َْش َخ ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ؤخ ُر‪ ،‬ال إل َه َّإل َ‬
‫أنت»(((‪.‬‬ ‫الم ِّ‬ ‫المقدِّ ُم‪َ ،‬‬
‫وأنت ُ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪ ...« :‬أنت ُ‬ ‫‪-1‬‬

‫أج َله حتَّى ب َل َغ ِستِّي َن سن ًة»(((‪.‬‬ ‫امر ٍئ َّ‬


‫أخ َر َ‬ ‫«أعذ َر الل ُه إلى ِ‬
‫حديث‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬

‫ؤخ َرهم الل ُه»(((‪.‬‬ ‫يتأخ َ‬


‫رون حتَّى ُي ِّ‬ ‫حديث‪ ...« :‬ال ُ‬
‫يزال قو ٌم َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬

‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬


‫َان لِأل ْف َع ِ‬
‫ـــال تَابِعت ِ‬ ‫ــــص َفت ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َـــان‬ ‫َ‬ ‫ؤخ ُر َذان َك ْ‬
‫الصـ‬ ‫الم َقدِّ ُم َو ُ‬
‫الم ِّ‬ ‫«و ُه َو ُ‬
‫َ‬
‫ـــر َق ِائمت ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫الـــذ ِ‬
‫ات َأ ْي ًضا إِ ْذ ُه َما‬ ‫َو ُه َما ِص َف ُ‬
‫َـــان»‬ ‫الـــذات ال بِال َغ ْي ِ َ‬‫بِ‬ ‫َّ‬ ‫ات‬
‫(((‬

‫َّأخير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش ُ‬


‫قال َّ‬
‫َّقديم والت ُ‬
‫الهراس في شرحه لألبيات‪« :‬والت ُ‬
‫حمد خليل َّ‬
‫يخ ُم َّ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)1120‬ومسلم (‪.)771‬‬


‫((( رواه البخاري (‪.)6419‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)438‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 738/3‬رقم ‪ 3385‬و ‪.)3386‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪114‬‬

‫وحكمتِه‪ ،‬وهما ً‬
‫أيضا‬ ‫َّابعة لمشيئتِه تعالى ِ‬
‫األفعال الت ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات‬ ‫صفتان ِمن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫األفعال‬ ‫ِ‬
‫صفات‬ ‫كل‬ ‫بغيرها‪ ،‬وهكذا ُّ‬ ‫بالذ ِ‬
‫ات ال ِ‬ ‫ات؛ إ ْذ ِقيا ُمهما َّ‬
‫للذ ِ‬ ‫ِ‬
‫صفتان َّ‬
‫ومن حيث‬ ‫ات مت َِّصف ٌة بها‪ِ ،‬‬ ‫إن َّ‬
‫الذ َ‬ ‫صفات ٍ‬
‫ذات؛ حيث َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫هي ِمن هذا‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفعال»(((‪.‬‬ ‫صفات‬ ‫ينش ُأ عنها من األقوال واألفعال ت َّ‬
‫ُسمى‬ ‫تع ُّل ُقها بما َ‬

‫ال َّت َق ُّر ُب وال ُق ْر ُب ُّ‬


‫والدن ُُّو‬
‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫الفعلي ِة ال َّث ِ‬
‫ابتة له‬ ‫الله ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫َّقر ُب أو ال ُق ْر ُب والدُّ ُّنو‪ِ :‬من‬
‫َّ‬ ‫الت ُّ‬
‫ِ‬ ‫اسم ِمن‬ ‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫ريب) ٌ‬ ‫والسنَّة‪ ،‬و(ال َق ُ‬
‫ُّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫يب ُأ ِج ُ‬
‫يب َد ْع َو َة‬ ‫‪‬وإِ َذا َس َأ َل َك ع َبادي َعنِّي َفإِنِّي َق ِر ٌ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫ان‪[ ‬البقرة‪.]186 :‬‬ ‫الدَّ ِ‬
‫اعي إِ َذا د َع ِ‬
‫َ‬

‫يب ُم ِجيب‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اس َت ْغف ُرو ُه ُث َّم تُو ُبوا إِ َل ْيه إِ َّن َر ِّبي َق ِر ٌ‬
‫‪ -2‬وقو ُله تعالى‪َ  :‬ف ْ‬
‫[هود‪.]61 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫بت منه ذرا ًعا‪ ،‬و َمن َّ‬
‫تقر َب‬ ‫تقر ُ‬
‫تقر َب منِّي ش ًبرا‪َّ ،‬‬
‫حديث‪َ ...« :‬من َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫بت منه َبا ًعا‪.(((»...‬‬
‫تقر ُ‬ ‫ِ‬
‫منِّي ذرا ًعا‪َّ ،‬‬
‫َّاس‪ ،‬ار َب ُعوا‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫األشعري َرضي الل ُه عنه‪« :‬أ ُّيها الن ُ‬
‫ِّ‬ ‫حديث أبي موسى‬ ‫‪-2‬‬

‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)109/2‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)7405‬ومسلم (‪ ،)2675‬من حديث أبي هريرة‪ ،‬ومسلم (‪ )2687‬من‬
‫ذر رضي الله عنهما‪.‬‬
‫حديث أبي ٍّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪115‬‬

‫ِ‬
‫على أن ُفسكم؛ إنَّكم ال تَدْ عون َ‬
‫أص َّم وال غائ ًبا‪ ،‬ولكن تَدْ عون سمي ًعا قري ًبا‪،‬‬
‫أح ِدكم ِمن ُعن ُِق راحلتِه»(((‪.‬‬ ‫إن ا َّلذي تَدْ عون َ‬
‫أقر ُب إلى َ‬ ‫َّ‬

‫حديث عائش َة َر ِضي الل ُه عنها مرفو ًعا‪« :‬ما ِمن يو ٍم أك َث َر ِمن أن ُيعتِ َق‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثم ُيباهي بهم المالئك َة»(((‪.‬‬ ‫الل ُه فيه عبدً ا من الن َِّار من يو ِم َع َرف َة‪ ،‬وإنَّه َل َيدْ نُو َّ‬
‫ِ‬ ‫وأه ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الحديث يعتقدون َّ‬
‫أن‬ ‫الس َلف ْ‬ ‫السنَّة والجماعة من َّ‬ ‫أهل ُّ‬ ‫أن َ‬ ‫اع َل ْم َّ‬
‫بجاللِه وع َظمتِه‪ ،‬وهو ُم ْست ٍَو‬ ‫ِ‬
‫قريب من عباده حقيق ًة‪ ،‬كما َيليق َ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫الل َه َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يتقر ُب إليهم حقيق ًة‪ ،‬و َيدْ نو منهم حقيق ًة‪،‬‬ ‫على عرشه‪ ،‬بائ ٌن من َخ ْلقه‪ ،‬وأنَّه َّ‬
‫السن َِّة بقرب ذاته؛ فقد‬ ‫ِ‬
‫ب َو َر َد لف ُظه في ال ُقرآن أو ُّ‬ ‫كل ُق ْر ٍ‬‫رون َّ‬‫فس َ‬ ‫ولكنَّهم ال ُي ِّ‬
‫سياق ال َّل ِ‬
‫ب ِ‬ ‫ِ‬
‫فظ‪.‬‬ ‫حس َ‬‫رب ُق ْر َب المالئكة‪ ،‬وذلك َ‬ ‫يكون ال ُق ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫عباده‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫وتقر ُبه ِمن‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّي َة‪« :‬وأ َّما ُدن ُُّو ُه‬ ‫يقول ُ‬ ‫ُ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫القيامة‪،‬‬ ‫األفعال االختيار َّي ِة بنَ ْف ِسه‪ ،‬و َمجي َئه يو َم‬ ‫ِ‬ ‫فهذا ُيثبِتُه َمن ُيثبِ ُت قيا َم‬
‫وأئم ِة اإلسال ِم‬ ‫ِ‬
‫الس َلف َّ‬ ‫أئمة َّ‬
‫العرش‪ ،‬وهذا مذهب ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ونزو َله‪ ،‬واستوا َءه على‬
‫متواتر»(((‪.‬‬ ‫َّقل عنهم بذلك‬ ‫ِ‬
‫الحديث‪ ،‬والن ُ‬ ‫ِ‬
‫وأهل‬ ‫المشهوري َن‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫يكون‬ ‫رب عليه أن‬ ‫ِ‬
‫جواز ال ُق ِ‬ ‫يلز ُم ِمن‬
‫آخ َر‪ ...« :‬وال َ‬ ‫ويقول في موض ٍع َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الجائزة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األمور‬ ‫كل موض ٍع ذك ََر فيه ُقر َبه ُيرا ُد به ُقر َبه بنَ ْف ِسه‪ ،‬بل يبقى هذا ِمن‬ ‫ُّ‬
‫دل على هذا‬ ‫دل على هذا ُح ِم َل عليه‪ْ ،‬‬
‫وإن َّ‬ ‫فإن َّ‬
‫الوارد؛ ْ‬ ‫ِ‬
‫و ُين َظ ُر في الن ِّ‬
‫َّص‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2704‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)1348‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)466/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪116‬‬

‫اإلتيان والم ِ‬
‫جيء»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ح ِم َل عليه‪ ،‬وهذا كما تقدَّ م في ِ‬
‫لفظ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫المسألة بما ال َمزيدَ عليه(((‪.‬‬ ‫وقد أطال الكال َم‪ -‬رحمه الله‪ -‬على هذه‬
‫طابي(((‪ ،‬واب ُن َمنْدَ ه(((‪،‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪َ :‬‬ ‫وممن َأثب َت اسم (ا ْل َق ِر ِيب) ِ‬
‫الخ ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫واب ُن حزم(((‪ ،‬واب ُن الق ِّيم(((‪ ،‬واب ُن حجر(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬

‫يس‬ ‫ِ‬
‫ال َّتنْف ُ‬
‫انظر‪ِ :‬صف َة (النَّ َفس)‪.‬‬

‫ال َّت ْو ُب‬


‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫والسن َِّة‪ ،‬و(الت ََّّواب) ِمن‬ ‫ِ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة‬
‫بالكتاب ُّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫َاب َع َل ْي ِه إِ َّن ُه ُه َو الت ََّّواب‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬ف َت َل َّقى آ َد ُم م ْن َر ِّبه كَل َمات َفت َ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪.]37 :‬‬ ‫ِ‬
‫الرح ُ‬
‫َّ‬

‫‪‬والل ُه ُي ِريدُ َأ ْن َيت َ‬


‫ُوب َع َل ْيك ُْم‪[ ‬النساء‪.]27 :‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)14/6‬‬
‫شئت‪ -‬المواضع التالية‪-459 ،248-247 ،241-240 ،237-232/5( :‬‬ ‫َ‬ ‫((( انظر ‪-‬إن‬
‫‪ ،)76 ،32-30 ،25-19 ،14-12 ،8 ،5/6( ،)514-494 ،467‬وانظر‪ :‬كتاب‪:‬‬
‫«القواعد المثلى» للشيخ ابن عثيمين (المثال الحادي عشر والثاني عشر)‪.‬‬
‫((( «شأن الدعاء » (ص‪.) 102‬‬
‫((( «التوحيد» (‪.)171/2‬‬
‫((( «المحلى باآلثار» (‪.)282/6‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 582/2‬رقم ‪.)2387‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪117‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫مس‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪َ « :‬من تاب ق ْب َل أن تط ُل َع َّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫تاب الل ُه عليه»(((‪.‬‬ ‫من َمغربِها‪َ ،‬‬

‫البن آ َد َم واد ًيا ِمن‬


‫ِ‬ ‫اس َر ِضي الل ُه عنهما‪« :‬لو َّ‬
‫أن‬ ‫حديث ِ‬
‫ابن ع َّب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫واديان‪ ،‬ولن َ َ‬ ‫ذه ٍ‬
‫ويتوب الل ُه على‬
‫ُ‬ ‫يمل فاه َّإل الت ُ‬
‫ُّراب‪،‬‬ ‫َ‬
‫يكون له‬ ‫ب أن‬
‫أح َّ‬
‫ب‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫تاب»(((‪.‬‬
‫َمن َ‬
‫ُ‬
‫يقول اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬

‫ان‬ ‫ْ‬
‫والتَّـــوب فِـــي َأوصافِ ِ‬
‫ـــه نَو َع ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫اب ِمـــ ْن َأ ْو َصافِ ِه‬ ‫«وك ََذلِ َ‬
‫ـــك الت ََّّو ُ‬ ‫َ‬
‫َـــاب بِ ِمن َِّة المن ِ‬
‫َّـــان»‬ ‫ِ‬ ‫المت‬ ‫ِ‬
‫ـــده َو َق ُبو ُل َهـــا‬ ‫إِ ْذ ٌن بِتَوب ِ‬
‫ـــة َع ْب‬
‫َب ْعـــدَ َ‬ ‫َْ‬
‫(((‬
‫َ‬
‫الكثير‬
‫ُ‬ ‫اب فهو‬ ‫ِ‬
‫البيتين‪« :‬وأ َّما الت ََّّو ُ‬ ‫ِ‬
‫هذين‬ ‫اس في شرحِ‬ ‫الهر ُ‬
‫يخ َّ‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫َّوبة‪ ...‬وتوبتُه ُسبحانَه‬‫بول الت ِ‬ ‫ِ‬
‫بالمغفرة‪ ،‬و َق ِ‬ ‫التَّو ِب؛ بمعنى‪ :‬الرجو ِع على ِ‬
‫عبده‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫نوعان‪:‬‬ ‫على ِ‬
‫عبده‬

‫لتحصيل شروطِها ِمن‬


‫ِ‬ ‫أحدُ هما‪ :‬أنَّه ُي ِ‬
‫له ُم عبدَ ه التَّوب َة إليه‪ ،‬و ُيو ِّف ُقه‬
‫ِ‬
‫العود إليها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المعصية‪ ،‬والعز ِم على عد ِم‬ ‫ِ‬
‫واالستغفار‪ ،‬واإلقال ِع عن‬ ‫النَّد ِم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحات‪.‬‬ ‫بعم ِل َّ‬
‫الص‬ ‫واستبدالها َ‬
‫عبده ب َقبولِها‪ ،‬وإجابتِها‪ ،‬و َم ْح ِو ُّ‬
‫الذ ِ‬
‫نوب بها؛ َّ‬
‫فإن‬ ‫وال َّثاني‪ :‬توبتُه على ِ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2703‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)6436‬ومسلم (‪.)1049‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 724/3‬رقم ‪ 3320‬و ‪.)3321‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪118‬‬

‫ب ما ق ْب َلها»(((‪.‬‬
‫تج ُّ‬ ‫التَّوب َة الن َ‬
‫َّصوح ُ‬

‫وت‬
‫والج َب ُر ُ‬
‫الج ْب ُر َ‬
‫َ‬
‫اسم له‬ ‫و(الج َّب ِ‬
‫ار) ٌ‬ ‫َ‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫عز‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫َّ‬
‫ُسبحانَه وتَعا َلى‪.‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫الم َت َك ِّب ُر‪[ ‬الحشر‪.]23 :‬‬ ‫قو ُله تعالى‪ :‬ال َع ِز ُيز َ‬
‫الج َّب ُار ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫الله‬ ‫ِ‬
‫رسول ِ‬ ‫ٍ‬
‫مالك َر ِضي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ُ :‬ق ْم ُت مع‬ ‫ِ‬
‫عوف ِ‬
‫بن‬ ‫ُ‬
‫حديث‬ ‫‪-1‬‬
‫رة‪ُ ،‬‬ ‫سورة الب َق ِ‬
‫ِ‬
‫يقول في‬ ‫َث َقدْ َر‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ليل ًة‪َّ ،‬‬
‫فلما رك ََع مك َ‬
‫والكب ِ‬
‫رياء والع َظ ِ‬ ‫لكوت ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«س َ‬ ‫ِ‬
‫مة»(((‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الج ُبروت َ‬
‫والم‬ ‫بحان ذي َ‬ ‫ركوعه‪ُ :‬‬
‫الخدري ر ِضي الله عنه في الر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ؤية‪ .…« :‬قال‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫حديث أبي سعيد ُ ِّ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫مر ٍة ‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صورة ِ‬
‫غير صورته ا َّلتي ر َأ ْوه فيها َّأو َل َّ‬ ‫فيأتيهم الج َّب ُار في‬

‫«(ج َبروتُه)‪ :‬تج ُّب ُره‪ ،‬أي‪ :‬ت َع ُّظ ُمه»(((‪.‬‬


‫قال اب ُن ُقتَيب َة‪َ :‬‬

‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪)92/2‬‬


‫((( رواه أحمد (‪ ،)24026( )24/6‬وأبو داود (‪ )873‬وسكت عنه‪ ،‬والنسائي (‪،)191/2‬‬
‫وحسنه ابن حجر في «نتائج األفكار»‬
‫والحديث صححه النووي في «المجموع» (‪َّ ،)67/4‬‬
‫(‪ ،)74/2‬وصححه األلباني في «صحيح سنن النسائي» (‪.)1131‬‬
‫((( رواه البخاري (‪.)7439‬‬
‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)19‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪119‬‬

‫وقال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬


‫وا ْلجبـــر فِـــي َأوصافِ ِه ِقســـم ِ‬
‫ان‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫الج َّب ُار فِـــي َأ ْو َصافِ ِه‬ ‫«وك ََذلِ َ‬
‫ـــك َ‬ ‫َ‬
‫َذا كَســـر ٍة َفالجبـــر ِمنْـــه د ِ‬
‫ان‬ ‫ِ‬
‫يـــف وك ُُّل َق ْل ٍ‬
‫ب َقدْ َغدَ ا‬ ‫الض ِع‬
‫َج ْب ُر َّ‬
‫ُ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ال ينْب ِغـــي لِ ِســـواه ِمـــن إِنْس ِ‬
‫ـــان‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ـــز ا َّل ِذي‬ ‫ان جبـــر ال َقه ِر بِ ِ‬
‫الع ِّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫وال َّث َ ْ ُ‬
‫ــــو َف َليس يدْ نُو ِمنْه ِمن إِنْس ِ‬ ‫ـــو ال ُع ُل ْو‬ ‫ِ‬
‫ان»‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫َو َلـــ ُه ُم َس ًّ‬
‫ـــمى َثال ٌث َو ْه َ‬
‫(((‬

‫ف هنا‬ ‫ِ‬
‫األبيات‪« :‬وقد ذك ََر المؤ ِّل ُ‬ ‫ِ‬
‫شرحه لهذه‬ ‫اس في‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫الهر ُ‬
‫يخ َّ‬
‫ار) ثالث َة م ٍ‬
‫عان‪ ،‬ك ُّلها داخل ٌة فيه‪ ،‬بحيث ِ‬
‫يص ُّح إرادتُها منه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫السمه (الج َّب ِ‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫القلوب‬ ‫عباده‪ ،‬ويج ُب ُر ك َْس َر‬ ‫ضعف الض ِ‬
‫عفاء ِمن ِ‬ ‫أحدُ ها‪ :‬أنَّه ا َّلذي يج ُب ُر‬
‫َ ُّ‬

‫الخاضعة لع َظمتِه وجاللِه؛ فكم ج َب َر ُسبحانَه ِمن‬ ‫ِ‬ ‫المنكسرة ِمن ِ‬


‫أجله‪،‬‬ ‫ِ‬

‫ويس َر ِمن َع ٍ‬
‫سير!‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ليل‪ ،‬وأزال من شدَّ ة‪َّ ،‬‬ ‫وأعز ِمن َذ ٍ‬
‫َّ‬ ‫َسير‪ ،‬وأغنَى ِمن ٍ‬
‫فقير‪،‬‬ ‫ك ٍ‬

‫والص ِبر‪ ،‬وأعاضه ِمن ُمصابِه أع َظ َم‬ ‫َّ‬


‫صاب‪ ،‬فو َّف َقه لل َّث ِ‬
‫بات‬ ‫وكم ج َب َر ِمن ُم ٍ‬

‫بتخليصه ِمن ِشدَّ تِه‪ ،‬و َد ْف ِع‬


‫ِ‬ ‫حال ِ‬
‫العبد‬ ‫إصالح ِ‬
‫ُ‬ ‫الج ْب ِر هو‬ ‫ِ‬
‫األجر! فحقيق ُة هذا َ‬
‫كار ِه عنه‪.‬‬
‫الم ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫وخض َع ُّ‬ ‫ٍ‬
‫شيء لع َظمتِه‪،‬‬ ‫دان ُّ‬
‫القه ُار‪َ ،‬‬
‫مخلوق‬ ‫كل‬ ‫َ‬ ‫كل‬ ‫المعنى [ال َّثاني]‪ :‬أنَّه َّ‬
‫اقتضتْه ِحكمتُه و َمشيئتُه‪،‬‬
‫مما َ‬ ‫لجبروتِه َّ ِ‬
‫وعزته؛ فهو ُي ْجبِ ُر عبا َده على ما أراد َّ‬ ‫َُ‬
‫فال يستطيعون ال َف َ‬
‫كاك منه‪.‬‬

‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 726/3‬رقم ‪.)3329-3326‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪120‬‬

‫أحدٌ منهم أن يدن َُو‬


‫يستطيع َ‬
‫ُ‬ ‫فوق جمي ِع َخ ْل ِقه؛ فال‬
‫لي بذاتِه َ‬ ‫وال َّث ُ‬
‫الث‪ :‬أنَّه ال َع ُّ‬
‫منه»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬
‫سورة‬ ‫تفسير‬ ‫السعدي‪ ،‬فقال في‬
‫ُّ‬ ‫حمن‬ ‫العلم ُة عبدُ َّ‬ ‫المعاني َّ‬
‫َ‬ ‫وأ َّكدَ هذه‬
‫ِ‬
‫الموجودات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َت له‬
‫المخلوقات‪ ،‬ودان ْ‬ ‫جميع‬
‫َ‬ ‫الح ْش ِر‪« :‬الج َّب ُار‪ :‬ا َّلذي َ‬
‫قه َر‬ ‫َ‬
‫نكس ِ‬
‫رات»(((‪.‬‬ ‫طفه وإحسانِه القلوب الم ِ‬ ‫الكائنات‪ ،‬وجبر ب ُل ِ‬
‫ِ‬ ‫واعتلى على‬
‫َ ُ‬ ‫ََ‬
‫وقال «الجبار‪ :‬هو بمعنَى العلي األعلى‪ ،‬وبمعنى القه ِار‪ ،‬وبمعنى الر ُؤ ِ‬
‫وف‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َّ ُ‬
‫َ‬
‫ولجأ إليه»(((‪.‬‬ ‫العاج ِز‪ ،‬ولِ َمن ال َذ به‬
‫ِ‬ ‫وللض ِ‬
‫عيف‬ ‫ِ‬
‫نكسرة‪َّ ،‬‬ ‫الم‬ ‫ِ‬
‫للقلوب ُ‬ ‫الجابِ ِر‬

‫الج َل ُل‬
‫َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫صف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫اإلك َْرام‪[ ‬الرحمن‪.]27:‬‬ ‫ِ‬
‫جالل َو ِ‬ ‫تعالى‪:‬و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذو ا ْل‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬قو ُله‬
‫ِ‬
‫جالل َواإلك َْرا ِم‪[ ‬الرحمن‪.]78 :‬‬ ‫اس ُم َر ِّب َك ِذي ا ْل‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ت َب َار َك ْ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫وجاللي‬ ‫ُ‬ ‫بن ٍ‬
‫مالك َر ِضي الل ُه عنه‪...« :‬‬ ‫أنس ِ‬
‫حديث ِ‬
‫ُ‬
‫وعزتي َ‬
‫فيقول‪َّ :‬‬ ‫‪-1‬‬

‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)95/2‬‬


‫((( المصدر السابق (‪.)25/1‬‬
‫((( «تيسير الكريم المنان» (‪.)946/1‬‬
‫حسب‬ ‫(المتك ِّب ِر) َ‬
‫شرع في شرح معنى ُ‬
‫السعدي معنى (الج َّبار) َ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ‬ ‫شرح‬ ‫تنبيه‪ :‬بعد أن َ‬
‫ِ‬
‫البعض أنه‬
‫ُ‬ ‫فتوهم‬ ‫ِ‬
‫والعيوب‪َّ ،...‬‬ ‫ِ‬
‫النقائص‬ ‫ترتيبِهما في سورة الحشر‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬
‫(المتك ِّب ُر) عن‬
‫فأدرجه في معنى الج َّب ِ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ار َ‬ ‫رابع للج َّب ِ‬
‫معنًى ٌ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪121‬‬

‫ِ‬
‫وكبريائي وع َظ َمتي‪ ،‬ألُ ِ‬
‫خر َج َّن منها َمن قال‪ :‬ال إل َه َّإل الل ُه»(((‪.‬‬

‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه‬ ‫ُ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬

‫بجاللي؟ اليو َم‬ ‫المتحا ُّب َ‬ ‫ِ‬ ‫«إن الل َه تعالى ُ‬ ‫عليه وس َّل َم‪َّ :‬‬
‫ون َ‬ ‫يقول يو َم القيامة‪ :‬أي َن ُ‬
‫ُأظِ ُّلهم في ظِ ِّلي يو َم ال ظِ َّل َّإل ظِ ِّلي»(((‪.‬‬

‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬

‫ـــا ِن»‬
‫ِل َلـــ ُه ُم َح َّق َقـــ ٌة بِ َل ُب ْط َ‬ ‫ِ‬ ‫الج ِل ُ‬
‫(((‬
‫يـل َفك ُُّل ْأو َصـاف َ‬
‫الج َل‬ ‫ـو َ‬‫«و ُه َ‬
‫َ‬

‫الع َّز ِة‬


‫‪-‬م ُثل‪ِ :‬‬
‫الل ال َّثابت ُة له سبحانَه ِ‬
‫ُ‬
‫الج ِ‬‫«وأوصاف َ‬
‫ُ‬ ‫اس‪:‬‬
‫الهر ُ‬
‫قال الشيخ َّ‬
‫والم ْج ِد‪ -‬ك ُّلها ثابت ٌة له على الت ِ‬
‫َّحقيق‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬
‫والسعة َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وال َق ِ‬
‫هر والك ْبرياء والع َظمة َّ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬‫ِ‬ ‫و(الجليل) ليس ِمن‬
‫ُ‬ ‫ي ُفوتُه منها شي ٌء»(((‪.‬‬

‫الج ُل ُ‬
‫وس وال ُق ُعو ُد‬ ‫‪ُ ‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬ ‫الج ِ‬
‫واإلتيان‬ ‫االستواء‬ ‫كإضافة‬ ‫وجل‬ ‫والقعود إلى الله َّ‬ ‫لوس‬ ‫إضاف ُة ُ‬
‫ِ‬
‫يستوح ُش‬ ‫تستحيل عليه ُسبحانَه‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫وغيرها ِمن الص ِ‬
‫فات‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬ ‫والم ِ‬
‫جيء‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫يستوح ُش ِمن‬
‫ِ‬ ‫ليق به ُسبحانَه لو َثبت َْت‪ ،‬إنَّما‬ ‫وحدُ ِمن إضافتِها إليه بما َي ُ‬ ‫الم ِّ‬
‫ُ‬
‫السن َِّة‪ ،‬لكن لم‬ ‫أئم ِة ِ‬
‫أهل ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّعطيل‪ ،‬وقد أث َبتَها عد ٌد من َّ‬ ‫َّجه ِم والت‬
‫أهل الت ُّ‬‫ذلك ُ‬
‫موقوف على‬
‫ٌ‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬وال‬
‫عن الن ِّ‬‫صحيح ِ‬‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫يث ُب ْت فيها‬

‫((( رواه البخاري (‪.)7510‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2566‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 706/3‬رقم ‪.)3235‬‬
‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)64/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪122‬‬

‫ِ‬
‫إسناده ن َظ ٌر؛ لذلك فهو ليس‬ ‫ور َد في ذلك ففي‬ ‫أح ٍد ِمن الص ِ‬
‫حابة‪ُّ ،‬‬
‫وكل ما َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الكتاب(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تأليف هذا‬ ‫ِ‬
‫شرط‬ ‫على‬

‫الج َم ُال‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجل‪ِ ،‬من ِ‬
‫عز َّ‬ ‫صف ٌة ذاتي ٌة ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫(الجميل)‪ ،‬ال َّثابت ُّ‬
‫بالسنَّة َّ‬ ‫اسمه‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ٍ‬
‫مسعود َر ِضي الل ُه عنه‪ِ ،‬‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫ُ‬
‫عن الن ِّ‬ ‫بن‬
‫جميل ي ِحب الجم َال‪ِ ،‬‬
‫الحق‪ ،‬و َغ ْم ُط‬
‫ِّ‬ ‫الك ْب ُر‪َ :‬ب َط ُر‬ ‫ٌ ُ ُّ َ َ‬ ‫َّ‬
‫«‪...‬إن الل َه‬ ‫وس َّل َم قال‪:‬‬
‫الن ِ‬
‫َّاس»(((‪.‬‬

‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬


‫ـــذ ِه األَكْو ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬
‫ـــائ ِر ه ِ‬
‫َ‬
‫ـــال س ِ‬
‫َو َج َم ُ َ‬ ‫الح ِقي َق ِة َك ْي َ‬
‫ف َل‬ ‫ِ‬
‫الجم ُيل َع َلى َ‬
‫«و ُه َو َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العر َف ِ‬
‫ان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأ ْو َلى َو َأ ْجـــدَ ُر عنْـــدَ ذي ْ‬ ‫الج ِم ِ‬
‫يـــل َف َر ُّب َها‬ ‫ِم ْن َب ْع ِ‬
‫ض آ َث ِ‬
‫ـــار َ‬
‫ـــان‬ ‫ـــال واألَســـم ِ‬
‫اء بِالبر َه ِ‬ ‫َأ ْف َع ِ‬ ‫ات واألَوص ِ‬
‫اف َوا ْلـ‬ ‫الـــذ ِ‬
‫َّ‬ ‫َف َج َما ُل ُه بِ‬
‫ُْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫(((‬ ‫ســـبحا َنه َعن إِ ْف ِك ِذي البهت ِ‬
‫َان»‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ‬ ‫ـــي َء ُي ْشـــبِ ُه َذاتَـــ ُه َو ِص َفاتِ ِه‬
‫ال َش ْ‬
‫اسم له ُسبحانَه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اس في ِ‬
‫الجميل فهو ٌ‬ ‫األبيات‪« :‬وأ َّما‬ ‫شرح هذه‬ ‫الهر ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ِ‬
‫الوصف‬ ‫ابت له ُسبحانَه ِمن هذا‬ ‫الكثير‪ ،‬وال َّث ُ‬ ‫الحس ُن‬ ‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫ُ‬ ‫الجمال‪ ،‬وهو ُ‬
‫َ‬
‫جمال هذه‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة؛ َّ‬
‫فإن‬ ‫ُ‬
‫الجمال على‬ ‫المط َل ُق‪ ،‬ا َّلذي هو‬ ‫ُ‬
‫الجمال ُ‬ ‫هو‬

‫((( انظر‪ :‬القاعدة الثالثة‪.‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)91‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 706/3‬رقم ‪.)3239-3236‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪123‬‬

‫آثار جمالِه‪،‬‬
‫بعض ِ‬
‫ِ‬ ‫كثرة ألوانِه وتعدُّ ِد فنونِه‪ -‬هو ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الموجودات ‪-‬على‬
‫الج ِ‬
‫مال‬ ‫واهب َ‬
‫َ‬ ‫فإن‬ ‫ٍ‬
‫جميل؛ َّ‬ ‫الوصف ِمن ِّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫فيكون هو ُسبحانَه َأ ْولى بذلك‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الغايات‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬
‫الوصف أعلى‬ ‫يكون بال ًغا ِمن هذا‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫للموجودات ال بدَّ أن‬
‫وأسمائه‪ ،‬وصفاتِه وأفعالِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الجميل بذاتِه‬
‫ُ‬ ‫ُسبحانَه‬
‫ٍ‬
‫شيء منه‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬
‫لمخلوق أن ُيع ِّب َر عن‬ ‫ات‪ ،‬فهو ما ال ي ِ‬
‫مك ُن‬ ‫الذ ِ‬ ‫ُ‬
‫جمال َّ‬ ‫أ َّما‬
‫ُ‬
‫المقي ِم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن َ‬ ‫بعض ُكن ِْهه‪ ،‬وحس ُبك َّ‬ ‫يب ُل َغ َ‬
‫أهل الجنَّة مع ما هم فيه من النَّعي ِم ُ‬
‫بجمالِه‬
‫قدرها‪ ،‬إذا ر َأ ْوا ر َّبهم‪ ،‬وتمتَّعوا َ‬ ‫والس ِ‬
‫رور ا َّلتي ال ُيقدَ ُر ُ‬
‫ِ‬ ‫وأفانِ ِ‬
‫ين ال َّل َّذات ُّ‬
‫وو ُّدوا لو تدو ُم لهم هذه‬ ‫واضم َح َّل عندهم هذا الن ُ‬
‫َّعيم‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫كل ما هم فيه‪،‬‬ ‫نسوا َّ‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب إليهم ِمن‬ ‫ُ‬
‫الجمال‪،‬‬ ‫شهود هذا‬ ‫االستغراق في‬ ‫أح َّ‬‫الحال‪ ،‬ولم ي ُك ْن شي ٌء َ‬
‫مال إلى َجمالِهم‪ ،‬وب ُقوا في ٍ‬
‫شوق دائ ٍم‬ ‫واكتسبوا ِمن َجمالِه ِ‬
‫ونوره ُسبحانَه َج ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫يفر َ‬ ‫ِ‬
‫القلوب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تطير له‬ ‫حون بيو ِم َ‬
‫المزيد َفر ًحا تكا ُد ُ‬ ‫إلى رؤيته‪ ،‬حتَّى إنَّهم َ‬
‫وأجم ُلها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫األسماء‬ ‫مال األسماء‪ ،‬فإنَّها ك َّلها ُحسنَى‪ ،‬بل هي َ‬
‫أحس ُن‬ ‫وأ َّما َج ُ‬
‫والج ِ‬ ‫الحم ِد والم ْج ِد والجم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫على اإلطالق؛ فك ُّلها دال ٌة على كمال َ ْ‬
‫ٍ‬
‫جميل‪.‬‬ ‫بحس ٍن وال‬
‫ليس فيها أبدً ا ما ليس َ‬
‫كمال ومج ٍد‪ ،‬ونُعوت ٍ‬ ‫فإن صفاتِه ك َّلها‬ ‫مال الص ِ‬
‫ثناء‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ ْ‬ ‫صفات‬
‫ُ‬ ‫فات‪َّ ،‬‬ ‫وأ َّما َج ُ ِّ‬
‫فات وأ َعمها‪ ،‬وأكم ُلها آثارا وتع ُّل ٍ‬
‫قات‪ ،‬ال س َّيما‬ ‫وحم ٍد‪ ،‬بل هي أوسع الص ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫واإلحسان‪ ،‬واإلنعا ِم‪.‬‬ ‫حمة‪ ،‬والبِر‪ ،‬والكر ِم‪ ،‬والج ِ‬
‫ود‪،‬‬ ‫صفات الر ِ‬‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مال األفعال‪ ،‬فإنَّها دائر ٌة بين أفعال البِ ِّر واإلحسان‪ ،‬ا َّلتي ُي َ‬
‫حمدُ‬ ‫وأ َّما َج ُ‬
‫ِ‬ ‫حمدُ عليها؛ لموافقتِها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للحكمة‬ ‫عليها و ُيشك َُر‪ ،‬وبين أفعال ال َعدْ ل‪ ،‬ا َّلتي ُي َ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪124‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظلم‪ ،‬بل ك ُّلها ٌ‬
‫خير‬ ‫والح ْمد؛ فليس في أفعاله َع َب ٌث وال َس َف ٌه وال َج ْو ٌر وال ٌ‬ ‫َ‬
‫وحكم ٌة؛ قال تعالى‪ :‬إِ َّن ربي َع َلى ِصر ٍ‬
‫اط‬ ‫ورحم ٌة ورشدٌ وهدً ى وعَدْ ٌل ِ‬
‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫األفعال‬ ‫ات والص ِ‬
‫فات‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫الذ ِ‬ ‫ِ‬
‫لكمال َّ‬ ‫تابع‬ ‫ِ‬ ‫وألن َ‬ ‫َّ‬ ‫ُم ْست َِقي ٍم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫األفعال ٌ‬ ‫كمال‬
‫تكون أفعا ُله‬
‫َ‬ ‫فات؛ فال َغ ْر َو أن‬‫فات‪ ،‬وصفاتُه ‪-‬كما ُق ْلنا‪ -‬أكم ُل الص ِ‬ ‫أ َثر الص ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ‬
‫ِ‬
‫األفعال»(((‪.‬‬ ‫أكم َل‬
‫َ‬
‫األصبهاني‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫السن َِّة أبو القاس ِم‬
‫الحافظ َق َّوا ُم ُّ‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫ِ‬
‫(الجميل)‪ .‬وال‬ ‫ف الل ُه بـ‪:‬‬ ‫يوص َ‬
‫يجوز أن َ‬
‫ُ‬ ‫أهل الن ِ‬
‫َّظر‪ :...‬ال‬ ‫بعض ِ‬ ‫«قال ُ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪،‬‬ ‫صح ِ‬
‫عن الن ِّ‬ ‫ِ‬
‫إلنكار هذا االس ِم ً‬
‫أيضا؛ ألنَّه إذا َّ‬ ‫وج َه‬
‫صح أنَّه قال ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َّ :‬‬
‫«إن الل َه‬ ‫ِ‬
‫للمعارضة‪ ،‬وقد َّ‬ ‫فال معنَى ُ‬
‫ُ‬
‫واإليمان»(((‪.‬‬ ‫َّسليم‬ ‫الج َ‬ ‫ج ٌ ِ‬
‫مال»؛ فالوج ُه إنَّما هو الت ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ميل ُيح ُّ‬ ‫َ‬
‫طابي(((‪ ،‬واب ُن َمندَ ه(((‪،‬‬ ‫وجل‪َ :‬‬ ‫عز َّ‬ ‫وممن َأثب َت اسم (ا ْلج ِميل) ِ‬
‫الخ ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫العربي(((‪ ،‬واب ُن‬
‫ِّ‬ ‫األصبهاني(((‪ ،‬واب ُن‬
‫ُّ‬ ‫السنة‬
‫وقوام ُّ‬
‫والبيهقي(((‪ ،‬واب ُن حزم(((‪َّ ،‬‬
‫ُّ‬
‫الق ِّيم(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(‪.((1‬‬

‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)64/2‬‬


‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)456/2‬‬
‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)102‬‬
‫((( «التوحيد» (‪.)99/2‬‬
‫((( «األسماء والصفات» (‪.)114/1‬‬
‫((( «المحلى باآلثار» (‪.)282/6‬‬
‫((( كما تقدم‪.‬‬
‫((( «األمد األقصى» (‪.)412/1‬‬
‫((( تقدم قبل قليل في األبيات السابقة‪.‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫(‪« ((1‬القواعد ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪125‬‬

‫ب‬
‫الج ْن ُ‬
‫‪َ ‬‬
‫الذات َّي ِة؛ ُمستد ِّلي َن بقولِه‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫ْب) صف ًة ِمن‬
‫(الجن َ‬
‫بعضهم َ‬
‫ج َعل ُ‬
‫ْب ِ‬
‫الله‪[ ‬الزمر‪:‬‬ ‫اح ْس َرتَا َع َلى َما َف َّر ْط ُت فِي َجن ِ‬ ‫تعالى‪َ  :‬أ ْن َت ُق َ‬
‫ول َن ْف ٌس َي َ‬
‫خالف ذلك‪ِ ،‬‬
‫ومن هؤالء ا َّلذين أث َبتوا‬ ‫ِ‬ ‫والس َل ُ‬
‫ف على‬ ‫ٌ‬
‫خطأ‪َّ ،‬‬ ‫‪ ،]56‬وهذا‬
‫أيضا‬
‫هبي‪ ،‬وأث َبته ً‬
‫الذ ُّ‬ ‫الصف َة أبو ُع َم َر ال َّط َل َمن ُّ‬
‫ْكي‪ ،‬وقد أنك ََر عليه اإلما ُم َّ‬ ‫هذه ِّ‬
‫ِصدِّ يق حسن خان(((‪.‬‬

‫اآلية‪« :‬وقو ُله‪َ  :‬ع َلى َما َف َّر ْط ُت فِي‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تفسير هذه‬ ‫يقول اب ُن َج ٍ‬
‫رير عند‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َجن ِ‬
‫ت‬ ‫العم ِل بما أ َمرني الل ُه به‪َّ ،‬‬
‫وقص ْر ُ‬ ‫يقول‪ :‬على ما ض َّي ْع ُت من َ‬ ‫ْب الله‪ُ ،‬‬
‫الله»؛ اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫طاعة ِ‬ ‫في الدُّ نيا في‬

‫َ‬
‫يقولون‬ ‫ورا على قو ٍم أنَّهم‬‫أيضا ُز ً‬‫عار ُض ً‬ ‫الم ِ‬ ‫مي‪« :‬وا َّدعى ُ‬ ‫وقال الدَّ ِار ُّ‬
‫الله‪ ،‬قال‪ :‬يعن َ‬
‫ُون‬ ‫ْب ِ‬‫اح ْس َرتَا َع َلى َما َف َّر ْط ُت فِي َجن ِ‬ ‫قول ِ‬
‫الله‪َ  :‬ي َ‬ ‫تفسير ِ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫ْب ا َّلذي هو ال ُع ْض ُو‪ ،‬وليس على ما َّ‬
‫يتوهمونَه‪.‬‬ ‫الجن َ‬
‫بذلك َ‬

‫وأخ َّفه على لسانِ َك!‬ ‫َ‬


‫عندك‪َ ،‬‬ ‫ص َ‬
‫الكذ َب‬ ‫أرخ َ‬ ‫ِ‬
‫عارض‪ :‬ما َ‬ ‫الم‬ ‫ف ُي ُ‬
‫قال لهذا ُ‬
‫فل َم‬ ‫أح ٍد ِمن بني آ َد َم قاله‪َّ ،‬‬
‫وإل‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫كنت صاد ًقا في دعواك‪ ،‬فأش ْر بها إلى َ‬
‫فإن َ‬
‫ِ‬
‫كتاب‬ ‫ِ‬
‫بتأويل‬ ‫وأبص ُر‬
‫منك‪َ ،‬‬ ‫بالكذب على قو ٍم هم أع َل ُم بهذا الت ِ‬
‫َّفسير َ‬ ‫ِ‬ ‫تُشن ُِّع‬
‫ومن ِ‬
‫إمام َك؟!‬ ‫منك ِ‬ ‫ِ‬
‫الله َ‬

‫ِ‬
‫والفضائل‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫تحس ُر الك َّف ِ‬
‫ار على ما َّفرطوا في‬ ‫تفسيرها عندَ هم‪ُّ :‬‬
‫ُ‬ ‫إنَّما‬

‫((( انظر‪« :‬سير أعالم النبالء» للذهبي (‪ ،)567/17‬و«قطف الثمر» لصدِّ يق حسن خان (ص‪.)67‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪126‬‬

‫ِ‬
‫بأولياء ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫والسخر َّي َة‬ ‫ا َّلتي تدعو إلى ذات الله تعالى‪ ،‬واختاروا عليها الك َ‬
‫ُفر ُّ‬
‫َ‬
‫أنبأك أنَّهم قالوا‪:‬‬ ‫فمن‬ ‫(الجن ِ‬
‫ْب) عندَ هم‪َ ،‬‬ ‫تفسير َ‬
‫ُ‬ ‫الساخري َن‪ ،‬فهذا‬‫فسماهم َّ‬ ‫َّ‬
‫نوب؟! فإنَّه [ال] يجه ُل هذا المعنى كثير ِمن عوام الم ِ‬
‫سلمي َن‪،‬‬ ‫الج ِ‬ ‫جن ِ‬
‫ِّ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْب من ُ‬ ‫َ ٌ‬
‫ِ‬
‫علمائهم»(((‪.‬‬ ‫ً‬
‫فضل عن‬
‫ِ‬ ‫عبد ِ‬ ‫شيخنا أبو ِ‬
‫‪-‬رح َمه الله‪ -‬في‬ ‫الله‬ ‫ُ‬ ‫وقال أبو َيع َلى َّ‬
‫الفرا ُء‪« :‬حكى‬
‫ْب صف ًة‬ ‫الجن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫جماعة ِمن أصحابِنا‬
‫ٍ‬ ‫كتابِه عن‬
‫بظاهر اآلية في إثبات َ‬ ‫األخذ‬
‫ِ‬
‫بذات‬ ‫مكي‪ :‬قال اب ُن َب َّط ُة‪ :‬قو ُله‪:‬‬ ‫خط أبي َح ٍ‬ ‫له ُسبحانَه‪ ،‬ون َق ْل ُت ِمن ِّ‬
‫فص ال َب ْر ِّ‬
‫الله‪ ،‬وهذا منه يمن َُع أن‬ ‫أمر ِ‬ ‫الله‪ ،‬يعني‪ :‬في ِ‬ ‫ْب ِ‬‫تقول‪ :‬في َجن ِ‬
‫الله‪ ،‬كما ُ‬ ‫الله‪ ،‬أمر ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫حيح عندي‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫َّقصير‬
‫وأن المرا َد بذلك الت ُ‬ ‫ْب صف َة ذات‪ ،‬وهو َّ‬
‫الص ُ‬ ‫الجن ُ‬
‫يكون َ‬ ‫َ‬
‫ْب الص ِ‬ ‫َّفريط في عبادتِه؛ َّ‬ ‫طاعة ِ‬ ‫ِ‬
‫فة‪،‬‬ ‫َّفريط ال ي َق ُع في َجن ِ ِّ‬
‫ألن الت َ‬ ‫الله‪ ،‬والت ُ‬ ‫في‬
‫ْب‬‫فالن في َجن ِ‬
‫كالمهم‪ٌ :‬‬ ‫والعبادة‪ ،‬وهذا مستعم ٌل في ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإنَّما ي َقع في ال َّط ِ‬
‫اعة‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب منه»(((‪.‬‬ ‫َّقر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ريدون بذلك‪ :‬في طاعته وخدمته والت ُّ‬ ‫فالن‪ُ ،‬ي‬
‫ف عالِم مشهور عندَ الم ِ‬ ‫ُ‬
‫ويقول ُ‬
‫سلمي َن‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عر ُ‬ ‫شيخ اإلسال ِم‪...« :‬ال ُي َ‬
‫ِ‬ ‫نظير َجن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان‪،‬‬ ‫ْب‬ ‫المسلمي َن‪ ،‬أث َبتوا لله َجنْ ًبا َ‬ ‫طائف ٌة مشهور ٌة من طوائف ُ‬
‫اح ْس َرتَا َع َلى َما َف َّر ْط ُت‬‫ول َن ْف ٌس َي َ‬ ‫رآن في قولِه‪َ  :‬أ ْن َت ُق َ‬‫فظ جاء في ال ُق ِ‬
‫وهذا ال َّل ُ‬
‫َ‬
‫يكون‬ ‫ِ‬
‫يستلز ُم أن‬ ‫ِ‬
‫اإلضافة ما‬ ‫مجر ِد‬ ‫فِي َجن ِ ِ‬
‫ْب الله‪[ ‬الزمر‪ ،]56:‬فليس في َّ‬
‫المخلوقة وصفاتِها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األعيان‬ ‫ضاف إليه ِمن‬ ‫الله صف ًة له‪ ،‬بل قد ُي ُ‬ ‫ضاف إلى ِ‬ ‫الم ُ‬ ‫ُ‬

‫((( «رد الدارمي على المريسي» (ص ‪.)184‬‬


‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)427/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪127‬‬

‫الخ ْل ِق؛ كقولِه تعالى‪ ... :‬نا َق َة الله‪،‬‬ ‫ٍ‬


‫بصفة له باتِّفاق َ‬ ‫ِ‬
‫القائمة بها ما ليس‬
‫وأئمتِهم‬ ‫ِ‬
‫المسلمي َن َّ‬
‫ِ‬
‫‪‬روح الله‪ ‬عند س َلف ُ‬ ‫وكذلك‪ُ :‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫و‪‬ع َبا َد الله‪ ،‬بل‬
‫لغيره ِ‬
‫‪-‬م ْث ُل‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫بصفة ِ‬ ‫ضيف إليه ما هو صف ٌة له وليس‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫وجمهورهم‪ ،‬ولكن إذا ُأ‬
‫ِ‬
‫ونحو ذلك‪ -‬كان صف ًة له‪.‬‬ ‫ويد ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫الله‪ِ ،‬‬ ‫الله‪ِ ،‬‬
‫وعل ِم ِ‬ ‫كال ِم ِ‬

‫ِ‬ ‫نظير َجن ِ‬ ‫بالجن ِ‬ ‫ِ‬


‫اإلنسان؛‬ ‫ْب‬ ‫ْب ما هو ُ‬ ‫وفي ال ُقرآن ما ُيب ِّي ُن أنَّه ليس المرا ُد َ‬
‫الله‪ ،‬والت ُ‬
‫َّفريط‬ ‫ْب ِ‬ ‫ول َن ْف ٌس َيا َح ْس َرتَا َع َلى َما َف َّر ْط ُت فِي َجن ِ‬
‫فإنَّه قال‪َ  :‬أ ْن َت ُق َ‬
‫فالن قد َّفر َط في‬
‫واإلنسان إذ قال‪ٌ :‬‬
‫ُ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪،‬‬ ‫صفات ِ‬ ‫ِ‬ ‫شيء ِمن‬‫ٍ‬
‫الله َّ‬ ‫ليس في‬
‫س ذلك‬ ‫ٍ‬
‫شيء ِمن َن ْف ِ‬ ‫َّفريط و َق َع في‬
‫أن الت َ‬ ‫فالن أو جانبِه‪ ،‬ال ُيريدُ به َّ‬ ‫ٍ‬ ‫َجن ِ‬
‫ْب‬
‫خص‪ ،‬بل ُيريدُ به أنَّه َّفر َط في ِجهتِه وفي ح ِّقه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الش‬

‫أن الت َ‬
‫َّفريط‬ ‫ظاهره َّ‬ ‫ُ‬
‫يكون‬ ‫ِ‬
‫المخلوق ال‬ ‫ضيف إلى‬
‫َ‬ ‫فظ إذا ُأ‬
‫فإذا كان هذا ال َّل ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫يالص ْقه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بأضالعه‪ ،‬بل ذلك الت ُ‬
‫َّفريط لم‬ ‫المت ِ‬
‫َّصل‬ ‫ِ‬ ‫س َجن ِ‬ ‫في َن ْف ِ‬
‫ْب اإلنسان ُ‬
‫َّفريط كان في ذاتِه؟!»(((‪.‬‬
‫أن الت َ‬ ‫حق ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ظاهره في ِّ‬ ‫َ‬ ‫فكيف ُي َظ ُّن َّ‬
‫أن‬

‫َّفس الموصوف ُة‬ ‫عما تقو ُله هذه الن ُ‬ ‫إخبار َّ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ويقول اب ُن الق ِّي ِم‪ ...« :‬فهذا‬
‫لله َجنْ ًبا‪ ،‬وال ت ُِق ُّر بذلك؛‬ ‫أن ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّفوس ال تع َل ُم َّ‬ ‫بما ُو ِص َف ْت به‪ ،‬وعا َّم ُة هذه الن‬
‫أن الل َه أخ َب َر‬ ‫يكون ظاهر ال ُق ِ‬
‫رآن َّ‬ ‫ُ‬ ‫كما هو الموجو ُد منها في الدُّ نيا؛ فكيف‬
‫ُ‬
‫الله‪‬‬ ‫ْب ِ‬ ‫عنهم بذلك‪ ،‬وقد قال عنهم‪َ  :‬يا َح ْس َرتَا َع َلى َما َف َّر ْط ُت فِي َجن ِ‬
‫بذات ِ‬
‫الله؛‬ ‫ِ‬ ‫قائما‬ ‫ُ‬ ‫عل أو ت َْر ُك فِ ٍ‬‫َّفريط‪ :‬فِ ٌ‬
‫[الزمر‪ ،]56:‬والت ُ‬
‫يكون ً‬ ‫عل‪ ،‬وهذا ال‬
‫الله‪ ،‬وهذا معلوم ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫نفص ًل ِ‬ ‫يكون م ِ‬ ‫ْب‪ ،‬وال في ِ‬ ‫ال في َجن ٍ‬
‫بالح ِّس‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ُ‬ ‫غيره‪ ،‬بل‬

‫((( «الجواب الصحيح» (‪.)146 ،145/3‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪128‬‬

‫ِ‬
‫القائل‪َ  :‬يا َح ْس َرتَا َع َلى َما‬ ‫أن َ‬
‫قول‬ ‫يدل على َّ‬ ‫دة‪ ،‬وظاهر ال ُق ِ‬
‫رآن ُّ‬ ‫والمشاه ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫يكون ِمن‬
‫ُ‬ ‫الله‪ ،‬ليس أنَّه ج َع َل فِع َله أو ت َْركَه في َجن ٍ‬
‫ْب‬ ‫ْب ِ‬ ‫َف َّر ْط ُت فِي َجن ِ‬
‫ِ‬
‫وأبعاضه»(((‪.‬‬ ‫فات ِ‬
‫الله‬ ‫ِص ِ‬

‫األبعاض إلى ِ‬
‫الله تعالى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قلت‪ :‬ال ِ‬
‫يص ُّح إضاف ُة‬ ‫ُ‬
‫اآلية الس ِ‬
‫ابقة خمس َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تفسير‬ ‫الم ِ‬
‫سير» عندَ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫وزي في «زاد َ‬
‫الج ِّ‬
‫وذكَر اب ُن َ‬
‫الله‪ ،‬و ُقر ُب ِ‬
‫الله‪.‬‬ ‫الله‪ِ ،‬‬
‫وذكْر ِ‬ ‫الله‪ ،‬وأمر ِ‬
‫وحق ِ‬ ‫الله‪ :‬طاع ُة ِ‬
‫الله‪ُّ ،‬‬ ‫ْب ِ‬‫لجن ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أقوال َ‬

‫َان‬
‫والمك ُ‬ ‫‪ِ ‬‬
‫الج َه ُة َ‬
‫الكتاب وال‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(المكان)؛ ال إثباتًا وال نف ًيا‪ ،‬ال في‬ ‫هة) وال‬‫(الج ِ‬
‫لفظ ِ‬‫لم َي ِر ْد ُ‬
‫لو وال َفوق َّي ُة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّفصيل‪ ،‬و ُيغني عنهما ال ُع ُّ‬ ‫اإلخبار بِهما بعد الت‬
‫ُ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬ ‫السن َِّة‪،‬‬
‫في ُّ‬
‫وأنَّه سبحانَه وتعالى في الس ِ‬
‫ماء‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬

‫هة قد ُيرا ُد به شي ٌء موجو ٌد‬ ‫الج ِ‬‫«فلفظ ِ‬


‫ُ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّي َة‪:‬‬
‫يقول ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العرش‪ ،‬أو َن ْف ُس‬ ‫بالج ِ‬
‫هة َن ْف ُس‬ ‫ِ‬ ‫فيكون مخلو ًقا؛ كما إذا ُأريدَ‬ ‫ُ‬ ‫غير ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫ُ‬
‫غير ِ‬
‫الله تعالى‪ ،‬كما إذا ُأريدَ‬ ‫ِ‬
‫بموجود ِ‬ ‫موات‪ ،‬وقد ُيرا ُد به ما ليس‬ ‫ِ‬ ‫الس‬
‫َّ‬
‫فوق العا َل ِم‪.‬‬ ‫بالج ِ‬
‫هة ما َ‬ ‫ِ‬

‫إثبات‬ ‫هة وال َن ْف ُيه‪ ،‬كما فيه‬ ‫الج ِ‬


‫لفظ ِ‬‫إثبات ِ‬ ‫َّص‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومعلو ٌم أنَّه ليس في الن ِّ‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬وقد ُع ِل َم أنَّه ما َث َّم‬
‫ِ‬ ‫روج إليه‪...‬‬ ‫ِ‬
‫واالستواء‪ ،‬وال َفوق َّي ِة‪ ،‬وال ُع ِ‬ ‫لو‪،‬‬
‫ال ُع ِّ‬
‫ِ‬
‫للمخلوق‪،‬‬ ‫والخالق ُسبحانَه وتعالى ُم ِ‬
‫باي ٌن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والمخلوق‪،‬‬ ‫الخالق‬
‫ُ‬ ‫موجو ٌد َّإل‬

‫((( «الصواعق المرسلة» (‪.)250/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪129‬‬

‫ليس في مخلوقاتِه شي ٌء ِمن ذاتِه‪ ،‬وال في ذاتِه شي ٌء ِمن مخلوقاتِه‪.‬‬


‫بالج ِ‬
‫ِ‬ ‫قال لِمن ن َفى ِ‬
‫ٌ‬
‫مخلوق؟ فالل ُه‬ ‫هة أنَّها شي ٌء موجو ٌد‬ ‫الجه َة‪ :‬أتُريدُ‬ ‫ف ُي ُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أن‬‫ريب َّ‬‫بالجهة ما ورا َء العا َل ِم؟ فال َ‬ ‫المخلوقات‪ ،‬أم تُريدُ‬ ‫داخل في‬ ‫ً‬ ‫ليس‬
‫قال لِمن قال‪ :‬الله في ِج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فوق العا َل ِم‪ُ ،‬م ِ‬
‫هة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫باي ٌن للمخلوقات‪ .‬وكذلك ُي ُ َ‬ ‫الل َه َ‬
‫ٍ‬
‫شيء ِمن‬ ‫ٌ‬
‫داخل في‬ ‫فوق العا َل ِم؟ أو تُريدُ به َّ‬
‫أن الل َه‬ ‫أن الل َه َ‬
‫أتُريدُ بذلك َّ‬
‫وإن َأر ْد َت ال َّثاني فهو ٌ‬
‫باطل»(((‪.‬‬ ‫حق‪ْ ،‬‬ ‫األو َل فهو ٌّ‬ ‫ِ‬
‫المخلوقات؟ ْ‬
‫فإن َأر ْد َت َّ‬
‫است ََوى َع َلى ا ْل َع ْر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ش‪[ ‬األعراف‪:‬‬ ‫تفسير قوله تعالى‪ُ  :‬ث َّم ْ‬ ‫رطبي في‬‫قال ال ُق ُّ‬
‫هة‪ ،‬وال‬ ‫الج ِ‬
‫يقولون بنَ ْف ِي ِ‬
‫َ‬ ‫ف األُ َو ُل َر ِضي الل ُه عنهم ال‬ ‫الس َل ُ‬‫‪« ]54‬كان َّ‬
‫لله تعالى‪ ،‬كما ن َطق كتا ُبه‬ ‫قون بذلك‪ ،‬بل ن َطقوا هم والكا َّف ُة بإثباتِها ِ‬ ‫ينطِ َ‬
‫الح أنَّه استوى على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عرشه‬ ‫الص ِ‬‫الس َلف َّ‬ ‫أحدٌ من َّ‬ ‫وأخ َب َر ْت ُرس ُله‪ ،‬ولم ُينك ْر َ‬
‫العرش بذلك؛ ألنَّه أع َظ ُم مخلوقاتِه‪ ،‬وإنَّما ِجهلوا كيف َّي ُة‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫حقيق ًة‪َ ،‬‬
‫وخ َّ‬
‫مالك رحمه الله‪ :‬االستوا ُء معلو ٌم‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫االستواء؛ فإنَّه ال تُع َل ُم حقيقتُه؛ قال‬
‫ؤال عن هذا بِدع ٌة‪ ،‬وكذا قالت أ ُّم‬ ‫والس ُ‬ ‫ٌ‬ ‫غة‪ -‬وال َك ْي ُ‬ ‫‪-‬يعني في ال ُّل ِ‬
‫مجهول‪ُّ ،‬‬ ‫ف‬
‫ف عليه‬ ‫كاف‪ ،‬ومن أراد زياد ًة عليه‪ِ ،‬‬
‫فليق ْ‬ ‫س َلم َة ر ِضي الله عنها‪ ،‬وهذا القدر ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُتب الع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لماء»‪.‬‬ ‫في موضعه من ك ِ ُ‬

‫ُ‬
‫إطالق‬ ‫ٌ‬
‫تفصيل‪ ،‬أ َّما‬ ‫لله فيه‬ ‫ِ‬
‫«فالجه ُة إثباتُها ِ‬ ‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪:‬‬‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫أن الله في ٍ‬ ‫لفظِها َن ْف ًيا وإثباتًا فال ُ‬
‫جهة‪ ،‬وال أنَّه ليس في‬ ‫نقول به؛ ألنَّه لم ِير ْد َّ َ‬
‫سول ص َّلى الل ُه‬ ‫الر َ‬ ‫لو؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فنقول‪َّ :‬‬ ‫ُفص ُل‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ألن َّ‬ ‫إن الل َه في جهة ال ُع ِّ‬ ‫جهة‪ ،‬ولكن ن ِّ‬

‫((( «الرسالة التَّد ُمرية» (‪.)66‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪130‬‬

‫ِ‬ ‫ستفه ُم بها ِ‬ ‫ِ‬


‫المكان‪-‬‬ ‫عن‬ ‫عليه وس َّل َم قال للجارية‪( :‬أي َن الل ُه؟) ‪-‬و(أي َن) ُي َ‬
‫فقالت‪ :‬في الس ِ‬
‫ماء»(((‪.‬‬ ‫َّ‬
‫مكان‪ ،‬ويعنون به العلو‪ ،‬وأنَّه في الس ِ‬
‫ماء‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫عن ِ‬
‫الله وأنَّه في‬ ‫وممن أخ َب َر ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ارمي‪ ،‬فقال‪« :‬فقد أخ َب َر الل ُه العبا َد أي َن الل ُه‪ ،‬وأي َن مكانُه‪ ،‬وأ َّينَه‬
‫اإلما ُم الدَّ ُّ‬
‫الم ِ‬ ‫فمن َ‬ ‫ٍ‬ ‫رسول ِ‬
‫الله في ِ‬
‫يسي‪-‬‬ ‫المر ِّ‬
‫‪-‬غير ِّ‬‫َ‬ ‫عار ُض‬ ‫أنبأ َك أ ُّيها ُ‬ ‫غير حديث ‪َ ...‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫الجاهل‬ ‫فأنت المفتري على ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫ف بأي َن فأخبِ ْرنا به؟! َّ‬ ‫َّ‬
‫وإل َ ُ‬ ‫يوص ُ‬
‫أن الل َه ال َ‬
‫به وبمكانِه»(((‪.‬‬

‫الجهم َّي ِة» (((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«كل ٍ‬


‫أحد بالله تعالى وبمكانه أع َل ُم من َ‬
‫وقال‪َ ُّ :‬‬

‫يقر ُب ِمن َخ ْل ِقه كيف شاء»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫حما ُد ب ُن زيد‪« :‬هو في مكانه ُ‬
‫وقال َّ‬
‫لك َج ْه ِم ٌّي‪ :‬أنا أك ُف ُر َبر ٍّب ُ‬
‫يزول عن‬ ‫ياض‪« :‬إذا قال َ‬ ‫وقال ال ُف َض ُيل ب ُن ِع ٍ‬
‫مكانِه‪ ،‬ف ُق ْل‪ :‬أنا ُأ ِ‬
‫وم ُن َبر ٍّب يف َع ُل ما يشا ُء»(((‪.‬‬

‫إثبات‬
‫ُ‬ ‫الله‪:‬‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫الجارية ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث‬ ‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪« :‬وفي‬‫الش ُ‬‫وقال َّ‬
‫لله‪ ،‬وأنَّه في الس ِ‬
‫ماء»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المكان ِ‬
‫َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬على‬ ‫لله َّ‬ ‫ِ‬
‫والمكان ِ‬ ‫الج ِ‬
‫هة‬ ‫يجوز اإلخبار عن ِ‬
‫ُ‬ ‫والخالص ُة‪ :‬أنَّه‬
‫ُ‬
‫((( «مجموع الفتاوى والرسائل» (‪.)1131/10‬‬
‫((( «نقض الدارمي على المريسي» (‪.)509/1‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)229/1‬‬
‫((( رواه الخالل في كتاب «السنة»‪ ،‬وابن بطة في «اإلبانة»؛ انظر‪« :‬مجموع الفتاوى» لشيخ‬
‫اإلسالم ابن تيم َّي َة (‪.)376/5‬‬
‫«خ ْلق أفعال العباد» لإلمام البخاري (ص‪.)19‬‬ ‫((( انظر‪ :‬كتاب َ‬
‫((( «مجموع الفتاوى والرسائل» (‪.)287/4‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪131‬‬

‫أنَّه في العلو‪ ،‬وأنَّه سبحانَه في الس ِ‬


‫ماء بذاتِه‪ ،‬وهو ُسبحانَه بائ ٌن ِمن َخ ْل ِقه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬
‫أسماؤه‪ ،‬وع ُظ َم ْت صفاتُه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تقدَّ َس ْت‬

‫الجو ُد‬
‫‪ُ ‬‬
‫عت عليه األ َّم ُة‪ ،‬بل ال‬ ‫أج َم ْ‬ ‫ِ‬
‫مما ْ‬
‫الوجو َد‪ ،‬وهذا َّ‬ ‫عم ُ‬ ‫ُجو ُد الله وكَر ُمه قدْ َّ‬
‫قول ُ‬
‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّية(((‪.‬‬ ‫الم َل ِل ُك ِّلها‪ -‬كما َي ُ‬ ‫أهل ِ‬‫يب في ذلِك ِعندَ ِ‬ ‫َر َ‬
‫والجود‪ :‬هو كَثر ُة الع ِ‬
‫طاء(((‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ب‪ :‬معناه‪ :‬الكَثير الع ِ‬ ‫الج َوا ُد في كال ِم ال َع َر ِ‬ ‫و «قال ُ ِ‬
‫طاء»(((‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫أهل العل ِم‪َ :‬‬
‫وقال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬
‫اإلحس ِ‬ ‫ِ‬
‫ـــان»‬ ‫َد َجمي َع ُه بِال َف ْض ِل َو ِ ْ َ‬ ‫الج َوا ُد َف ُجـــو ُد ُه َع َّم ُ‬
‫الو ُجو‬ ‫«و ُه َو َ‬
‫َ‬
‫(((‬

‫السنَّة بأربعة ألفاظ‪:‬‬


‫(ج َواد) في ُّ‬
‫اسم َ‬
‫ورد ُ‬
‫وقد َ‬
‫الجو َد‪ )..‬من حديث‪َ :‬س ْع ِد بن‬‫يحب ُ‬
‫ُّ‬ ‫األول‪ :‬بلفظ‪َّ :‬‬
‫(إن الل َه ‪َ ...‬ج َوا ٌد‬
‫بن المس َّيب(((‪ ،‬و َطلح َة‬ ‫سل عن س ِ‬
‫عيد ِ‬ ‫اص((( ِ‬
‫أبي و َّق ٍ‬
‫وورد ُم ْر ً ْ َ‬‫وابن َع َّباس ‪َ ،‬‬
‫(((‬

‫بن ك ٍ‬ ‫يد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫بن ُعب ِ‬
‫َريز(((‪.‬‬ ‫ِ َ‬

‫((( انظر‪« :‬بيان تلبيس الجهمية» (‪)521/1‬‬


‫((( انظر‪« :‬مقاييس اللغة» البن فارس (‪)229‬‬
‫((( «بيان تلبيس الجهمية» (‪.)536/1‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 720/3‬رقم ‪ 3307‬و ‪..)3308‬‬
‫الترمذي (‪ ،)2799‬والبزار (‪ ،)1114‬وأبو يعلى (‪ .)791‬وفيه خالدُ بن إلياس وهو متروك‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫((( أخرجه‬
‫متهم بالكذب‪.‬‬
‫الطيب هارون بن محمد‪ .‬وهو ٌ‬ ‫ِ‬ ‫الدوالبي في الكنى (‪ )1203‬من طريق أبي‬
‫ُّ‬ ‫وأخرجه‬
‫َ‬
‫((( أخرجه أبو نعيم في ((حلية األولياء)) (‪ ،)29/5‬والشجري في ((ترتيب أماليه)) (‪.)2652‬‬
‫نوح بن أبي مريم؛ متروك الحديث‪.‬‬ ‫وفي سنده ُ‬
‫الترمذي (‪ ،)2799‬والبزار (‪ ،)1114‬وأبو يعلى (‪ .)791‬وفيه خالدُ بن إلياس وهو متروك‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫((( أخرجه‬
‫((( أخرجه القاسم بن سلَّم في ((فضائل القرآن)) (ص‪ ،)89‬واب ُن أبي شيبة في ((المصنف)) =‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪132‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال َّثاني‪ :‬ب َل ْفظ‪( :‬ذلِك بأنِّي َج َوا ٌد َو ِ‬


‫اجدٌ ِ‬
‫ماجدٌ ) من َحديث أبي َذ ٍّر الغ ِّ‬
‫فاري(((‪.‬‬
‫بن ٍ‬
‫مالك(((‪.‬‬ ‫أنس ِ‬ ‫جودين) من ح ِ‬
‫ديث ِ‬ ‫وال َّثالث‪ :‬ب َل ْفظ‪( :‬الله َأجود األَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بن ٍ‬ ‫أنس ِ‬ ‫(إن ال َّله جواد كَريم) ِمن ح ِ‬
‫ديث ِ‬
‫مالك(((‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫والرابع‪ :‬ب َل ْفظ‪ٌ َ َ َ َّ :‬‬
‫َّ‬
‫وجل عدد ِمن الع ِ‬
‫لماء؛ منهم‪ :‬اب ُن َمنْدَ ْه(((‪،‬‬ ‫وقد َأثب َت اسم (الجواد)((( ِ‬
‫لله َع َّز َّ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫والسعدي(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(‪.((1‬‬
‫ُّ‬ ‫رطبي(((‪ ،‬واب ُن ال َق ِّي ِم(((‪،‬‬
‫يهقي ‪ ،‬وال ُق ُّ‬
‫(((‬
‫وال َب ُّ‬
‫بالص ِ‬
‫واب‪.‬‬ ‫لم َّ‬
‫والل ُه أ ْع ُ‬

‫الحك َُم‬ ‫ِ‬


‫الحاك ُم َو َ‬
‫َ‬
‫ثابت‬
‫اسم له ٌ‬
‫و(الحك َُم)‪ٌ :‬‬
‫َ‬ ‫والحك َُم‪،‬‬
‫َ‬ ‫الحاكم‬
‫ُ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه‬ ‫ف الل ُه َّ‬ ‫يوص ُ‬
‫َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬

‫الح َّجاج بن َأ ْرطأةَ؛‬ ‫= (‪ ،)27149‬وهنَّاد في ((الزهد)) (‪ِ ،)424 /2‬‬


‫وع َّلته‬
‫االنقطاع‪ ،‬و َعن َعن ُة َ‬
‫ُ‬
‫وهو ُمد ِّلس‪.‬‬
‫((( أخرجه الترمذي (‪ ،)2495‬وابن ماجه (‪ ،)4257‬وأحمد (‪ِ )21405‬‬
‫وع َّلته َش ْه ُر بن َح ْو َشب‪،‬‬
‫ُلف فيه‪.‬‬
‫وقد اخت َ‬
‫منكر باطِل‪ ،‬ال َ‬
‫أصل له‪.‬‬ ‫((( أخرجه ابن حبان في ((المجروحين)) (‪ ،)201/1‬وقال‪ٌ :‬‬
‫«الحلية» (‪ ،)263/3‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫((( أخرجه الطبراني في «الدعاء» (‪ 204‬و‪ ،)205‬وأبو نُعيم في‬
‫كذاب‪.‬‬ ‫بيب بن أبي َحبيب؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫إسناده َح ُ‬
‫آخر ابن بشران في «أماليه» (‪ِ ،)154‬‬
‫وع َّلتُه اب ُن َل ِهيعة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫طريق َ‬ ‫وأخرجه من‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلن حتَّى تَتب َّين لي ص َّح ُة الحديث‪ ،‬والله المو ِّفق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السابقة‪ ،‬وأتو َّقف َ‬ ‫ِ‬
‫كنت قد أثبتُّه في ال َّطبعات َّ‬
‫((( ُ‬
‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)99/2‬‬
‫((( «األسماء والصفات» (‪.)169/1‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (‪.)253/1‬‬
‫((( تقدَّ م‪.‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)299/5‬‬
‫(‪« ((1‬القواعد المثلى» (ص ‪.)19‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪133‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫الله َأ ْبت َِغي َحك ًَما‪[ ‬األنعام‪.]114 :‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬أ َف َغ ْير ِ‬
‫َ‬
‫ِِ‬
‫اصبِ ُروا َحتَّى َي ْحك َُم الل ُه َب ْينَنَا َو ُه َو َخ ْي ُر ا ْل َحاكم َ‬
‫ين‪‬‬ ‫‪ - 2‬قو ُله تعالى‪َ  :‬ف ْ‬
‫[األعراف‪.]87 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫الحك َُم‪ ،‬وإليه ُ‬
‫الحك ُْم»(((‪.‬‬ ‫حديث «‪َّ ..‬‬
‫إن الل َه هو َ‬ ‫ُ‬

‫الحك ََم أب َل ُغ ِمن الحاك ِم(((‪ ،‬وهو‬


‫أن َ‬
‫ٍ‬
‫واحد‪َّ ،‬إل َّ‬ ‫والحاكم بمعنًى‬
‫ُ‬ ‫والحك َُم‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفساد وال ُّظل ِم‪ ،‬ون َْشر ال َع ِ‬ ‫ُ‬
‫والخير‪.‬‬ ‫دل‬ ‫ُ‬ ‫الحك ِم‪َ :‬من ُْع‬
‫وأصل ُ‬ ‫ا َّلذي إليه ُ‬
‫الحك ُْم‪،‬‬

‫عز َّ‬ ‫(الحكَم) ِ‬


‫الخ َّط ُّ‬
‫ابي(((‪ ،‬واب ُن َمنْدَ ْه(((‪،‬‬ ‫وجل‪َ :‬‬ ‫لله َّ‬ ‫اسم َ‬‫وممن أث َبت َ‬
‫َّ‬
‫والسعدي(((‪ ،‬واب ُن ُع َث ْيمين(((‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫واب ُن الق ِّي ِم(((‪ ،‬واب ُن َح ٍ‬
‫جر(((‪،‬‬

‫الم َح َّب ُة‬


‫ب َو َ‬
‫الح ُّ‬
‫ُ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫صفات فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫ٌ‬

‫((( رواه أبو داود (‪ )4955‬وسكت عنه‪ ،‬والنسائي (‪ ،)4980‬والحاكم (‪ ،)75/1‬وصححه‬


‫األلباني في «صحيح سنن أبي داود»‪.‬‬
‫((( انظر‪« :‬تفسير القرطبي» (‪.)70/7‬‬
‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)61‬‬
‫((( «التوحيد» (‪.)110/2‬‬
‫((( «بدائع الفوائد» (‪.)212/2‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫((( «توضيح الكافية الشافية» (‪.)127‬‬
‫((( «القواعد المثلى» (ص‪.)19‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪134‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫الم ْح ِسنِي َن‪[ ‬البقرة‪.]195 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ُ‬ ‫‪‬و َأ ْحسنُوا إِ َّن الل َه ُيح ُّ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫ف ي ْأتِي الله بِ َقو ٍم ي ِ‬
‫ح ُّب ُه ْم َو ُي ِح ُّبونَه‪[ ‬المائدة‪.]54 :‬‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫‪ - 2‬وقو ُله‪َ  :‬ف َس ْو َ َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫رج ًل‬
‫الراي َة غدً ا ُ‬ ‫بن سعد َرضي الل ُه عنه‪َ ...« :‬لُعط َي َّن َّ‬ ‫هل ِ‬ ‫حديث َس ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ح ُّبه الل ُه ورسو ُله‪.(((»...‬‬ ‫يفتَح الله على يدَ يه‪ ،‬ي ِحب الله ورسو َله‪ ،‬وي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُّ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫اص َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫بن أبي و َّق ٍ‬ ‫حديث س ِ‬
‫عد ِ‬
‫ب العبدَ‬ ‫«إن الل َه ُيح ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ني‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫في»(((‪.‬‬
‫الخ َّ‬ ‫التَّق َّي‪ ،‬ال َغ َّ‬
‫وجل‪ ،‬على‬ ‫عز َّ‬ ‫ب والمح َّب ِة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫ثبتون صف َة ُ‬
‫الح ِّ‬
‫ِ‬
‫والجماعة ُي َ‬ ‫السن َِّة‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫فأهل ُّ‬
‫يقول المؤول ُة‪ ،‬وكذلِك ُيثبِ ُت ُ‬
‫أهل‬ ‫واب‪ ،‬كما ُ‬ ‫ليق به‪ ،‬وليس هي إراد َة ال َّث ِ‬ ‫ما َي ُ‬
‫واب‪ ،‬وإكرا ُم َمن ُيح ُّبه ُسبحانَه‪.‬‬ ‫الز َم المح َّب ِة وأ َث َرها‪ ،‬وهو إراد ُة ال َّث ِ‬ ‫السن َِّة ِ‬‫ُّ‬
‫سلمي َن‬‫«إن الكتاب والسنَّ َة وإجماع الم ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪َّ :‬‬‫قال ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫‪‬وا َّل ِذي َن آ َمنُوا‬ ‫ِ‬
‫المؤمني َن‪ ،‬ومح َّبتَهم له؛ كقوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أثبت َْت مح َّب َة الله لعباده ُ‬
‫ب إِ َل ْيكُم ِم ْن ِ‬
‫الله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأ َشدُّ ُح ًّبا ل َّله‪ ،‬وقوله‪ُ  :‬يح ُّب ُه ْم َو ُيح ُّبو َن ُه‪ ،‬وقوله‪َ  :‬أ َح َّ‬
‫ْ‬
‫الله تعالى‬ ‫إثبات مح َّب ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫وأئمتُها على‬ ‫ِ‬ ‫أجمع س َل ُ‬ ‫ِ‬
‫ف األ َّمة َّ‬ ‫َو َر ُسوله‪ ...‬وقد َ‬
‫َفاء عليه‬‫الخليل إما ِم الحن ِ‬ ‫ِ‬ ‫أصل ِد ِ‬
‫ين‬ ‫المؤمني َن‪ ،‬ومح َّبتِهم له‪ ،‬وهذا ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫لعباده ُ‬
‫السال ُم»(((‪.‬‬
‫َّ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)3009‬ومسلم (‪.)2405‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2965‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)354/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪135‬‬

‫الح ْث ُو‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫الباهلي َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬وعَدَ ني ر ِّبي أن‬
‫ِّ‬ ‫حديث أبي ُأمام َة‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫كل ٍ‬
‫ألف‬ ‫عذاب‪ ،‬مع ِّ‬ ‫حساب عليهم وال‬ ‫دخ َل الجنَّ َة ِمن أ َّمتي سبعي َن أل ًفا ال‬
‫ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ات ِمن ح َثي ِ‬ ‫وثالث ح َثي ٍ‬
‫ات ر ِّبي»(((‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫سبعون أل ًفا‪،‬‬
‫َ‬

‫مي َر ِضي الل ُه‬ ‫زيد البِكَالي‪ ،‬عن ُعتب َة ِ ٍ‬ ‫بن ٍ‬ ‫حديث ِ‬
‫عامر ِ‬
‫الس َل ِّ‬
‫بن عبد ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫دخ َل‬‫«إن ربي وعَدَ ني أن ي ِ‬ ‫رسول ِ‬
‫ُ‬ ‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ِّ َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ٍ‬ ‫حساب‪ ،‬ثم ُيتبِ ُع َّ‬
‫ٍ‬ ‫ِمن أ َّمتي الجنَّ َة سبعي َن أل ًفا ِ‬
‫ثم‬‫كل ألف سبعي َن أل ًفا‪َّ ،‬‬ ‫بغير‬
‫َ‬
‫الحديث(((‪.‬‬ ‫ثالث ح َثي ٍ‬
‫ات‪ ،‬فك َّب َر ُع َم ُر‪»...‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫َي ْحثِي بك ِّفه‬

‫((( حديث حسن؛ رواه أحمد (‪ ،)268/5‬والترمذي (‪ ،)2437‬وابن ماجه (‪ ،)4286‬والطبراني‬


‫(‪ ،)110/8‬وغيرهم‪.‬‬
‫قال الذهبي في «السير» (‪ :)460/16‬إسناده قوي‪ ،‬وقال ابن كثير في «التفسير» (‪:)82/2‬‬
‫وحسنه ابن حجر في «تخريج المشكاة» (‪ ،)172/5‬وصححه األلباني في‬ ‫َّ‬ ‫إسناده جيد‪،‬‬
‫وحسنه الوادعي في كتاب «الشفاعة» (ص‪.)130‬‬ ‫َّ‬ ‫«صحيح سنن ابن ماجه» (‪،)3478‬‬
‫((( رواه عثمان بن سعيد الدارمي في «رده على بشر المريسي» (ص ‪ ،)37‬وابن حبان في‬
‫«صحيحه» (‪ ،)7247‬وال َف َسوي في «المعرفة والتاريخ» (‪ ،)341/2‬والطبراني في «الكبير»‬
‫(‪ ،)126/17‬و«األوسط» (‪)404‬؛ ك ُّلهم من طريق ِ‬
‫عامر بن زيد البِ ِّ‬
‫كالي‪.‬‬
‫كالي‪ :‬ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»‪ ،‬والبخاري في «التاريخ‬ ‫وأبو عامر البِ ُّ‬
‫يجرحاه أو يو ِّثقاه‪ ،‬وذكره ابن حبان في «الثقات»‪ ،‬وقال‪« :‬يروي عن عتبة بن‬ ‫الكبير»‪ ،‬ولم َ‬
‫وعدا ُده في أهل الشام»؛ اهـ‪.‬‬ ‫عبد‪ ،‬روى عنه أبو سالم‪ ،‬ويحيى بن أبي كثير‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫ِ‬
‫ثقتان‪ ،‬وبقي ُة‬ ‫ممطور بن األسود الحبشي‪ -‬ويحيى بن أبي كثير‬ ‫قلت‪ :‬وأبو سالم ‪-‬وهو‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حديث أبي أمامة السابق‪.‬‬ ‫ويشهد له‬
‫َ‬ ‫رجاله ثقات‪،‬‬
‫االختالف في =‬
‫ُ‬ ‫قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (‪ :)418/11‬سندُ ه جيد‪ ...‬وع َّلتُه‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪136‬‬

‫ْماري َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َّ :‬‬ ‫ٍ‬


‫«إن ر ِّبي‬ ‫الخ ْي ِر األَن ِّ‬
‫سعيد َ‬ ‫حديث أبي‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫لكل ٍ‬
‫ألف‬ ‫ٍ‬
‫حساب‪ ،‬ويش َف ُع ِّ‬ ‫دخ َل الجنَّ َة ِمن أ َّمتي سبعين أل ًفا ِ‬
‫بغير‬ ‫وعَدَ ني أن ي ِ‬
‫ُ‬
‫ات بك َّف ْي ِه‪.(((»...‬‬
‫ثالث ح َثي ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫ثم َي ْحثِي ر ِّبي‬
‫سبعي َن أل ًفا‪َّ ،‬‬
‫يسي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫حديث ُعتب َة وأبي‬
‫َ‬
‫المر ِّ‬
‫الر ِّد على ِّ‬
‫موطن َّ‬ ‫سعيد في‬ ‫ارمي‬
‫أور َد الدَّ ُّ‬
‫وقد َ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫والكف ِ‬
‫لله َّ‬ ‫ِّ‬ ‫و َن ْف ِيه ِصف َة ِ‬
‫اليد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫«(ثالث‬ ‫كفوري عند شرحه لحديث أبي ُأمام َة ُ‬
‫المتقدِّ ِم‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫بار‬
‫الم َ‬‫قال ُ‬
‫ستعم ُل فيما‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الحاء والم َّث ِ‬ ‫ح َث ٍ‬
‫والح ْث َوةُ‪ُ :‬ي َ‬
‫والح ْث َي ُة َ‬
‫جمع َح ْث َية‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫لثة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يات) ِ‬
‫بفتح‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫وتقدير»(((‪.‬‬ ‫غير ٍ‬
‫وزن‬ ‫اإلنسان بك َّف ْي ِه َدفع ًة واحد ًة ِمن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُيعطيه‬
‫رآن والسن َِّة وكال ِم الص ِ‬ ‫لفظ ِ‬
‫اليد في ال ُق ِ‬ ‫«ور َد ُ‬
‫حابة‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫وقال اب ُن الق ِّي ِم‪َ :‬‬
‫متصر ًفا فيه‪ ،‬مقرونًا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫والتَّابعي َن في أك َث َر من مئة موض ٍع ُورو ًدا ِّ‬
‫متنو ًعا‬
‫ط‪،‬‬ ‫ض‪ ،‬والبس ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلمساك‪ ،‬وال َّط ِّي‪ ،‬وال َق ْب ِ‬ ‫بما يدُ ُّل على أنَّها يدٌ حقيق ًة؛ ِمن‬
‫َْ‬
‫يات‪.(((»...‬‬‫حة(((‪ ،‬والح َث ِ‬‫والمصا َف ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫اب‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬الح َج ُ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ب‪ ،‬عن َخ ْل ِقه‪ ،‬ثابت ٌة‬
‫حجاب‪ ،‬بل ُح ُج ٌ‬
‫ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫ِ‬
‫لله َّ‬

‫سنده‪ ،‬وقال األلباني في «صحيح موارد الظمآن» (‪ :)2234‬حسن صحيح‪.‬‬ ‫= ِ‬


‫((( رواه الدارمي في «رده على المريسي» (ص ‪ ،)37‬وابن أبي عاصم في «السنة» (‪،)814‬‬
‫والطبراني في «الكبير» و«األوسط» (مجمع البحرين ‪ ،)4905‬وفي سنده اضطراب ‪ -‬كما‬
‫حديث أبي أمام َة المتقد ُم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أيضا‬
‫األلباني في «ظالل الجنة» ‪ ،-‬ويشهد له ً‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫((( «تحفة األحوذي» (‪.)129/7‬‬
‫حديث صحيح صريح؛ انظر‪( :‬المصافحة) من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫((( لم تثب ِ‬
‫ت المصافح ُة في‬ ‫ُ‬
‫((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)171/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪137‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫َان لِ َب َش ٍر َأ ْن ُي َك ِّل َم ُه ال َّل ُه إِالَّ َو ْح ًيا َأ ْو ِم ْن َو َر ِاء‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫‪‬و َما ك َ‬
‫ِح َج ٍ‬
‫اب‪[ ‬الشورى‪.]51:‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬ك ََّل إِن َُّه ْم َع ْن َر ِّب ِه ْم َي ْو َم ِئ ٍذ َل َم ْح ُجو ُبونَ‪[ ‬المطففين‪.]15:‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫األشعري َر ِضي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قام فينا‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي موسى‬ ‫‪-1‬‬
‫عز َّ‬
‫وجل ال ينا ُم‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫كلمات‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫«إن الل َه َّ‬ ‫بخ ِ‬
‫مس‬ ‫ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم َ‬
‫عم ِل‬ ‫عم ُل ال َّل ِ‬ ‫يخف ُض ِ‬
‫وال ينبغي له أن ينام‪ِ ،‬‬
‫يل ق ْب َل َ‬ ‫سط وير َف ُعه‪ُ ،‬ير َف ُع إليه َ‬
‫الق َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫رواية أبي ٍ‬ ‫عم ِل ال َّل ِ‬ ‫وعم ُل الن ِ‬ ‫الن ِ‬
‫بكر‪:‬‬ ‫ُّور ‪-‬وفي‬
‫يل‪ ،‬حجا ُبه الن ُ‬ ‫َّهار ق ْب َل َ‬ ‫َّهار‪َ ،‬‬
‫بص ُره ِمن َخ ْل ِقه»(((‪.‬‬ ‫حات ِ‬
‫وجهه ما انتهى إليه َ‬ ‫ألحر َق ْت ُس ُب ُ‬
‫َ‬ ‫كش َفه‬
‫الن َُّار‪ -‬لو َ‬

‫أهل الجن َِّة‬


‫دخل ُ‬ ‫بن ِس ٍ‬
‫نان َر ِضي الل ُه عنه‪ ،‬مرفو ًعا‪« :‬إذا َ‬ ‫يب ِ‬
‫حديث ُص َه ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫فيقولون‪ :‬أ َل ْم‬
‫َ‬ ‫ُريدون شي ًئا َأزيدُ كم؟‬
‫َ‬ ‫تبارك وتعالى‪ :‬ت‬ ‫يقول الل ُه َ‬‫الجنَّ َة‪ ،‬قال‪ُ :‬‬

‫جاب‪،‬‬ ‫فيكش ُ ِ‬
‫ُدخ ْلنا الجنَّ َة وتُنجنا ِمن الن َِّار؟ قال‪ِ :‬‬
‫تُبي ْض وجوهنا؟ أ َلم ت ِ‬
‫ف الح َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ب إليهم ِمن الن ِ‬
‫رواية‪ :‬وزاد‪:‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬وفي‬ ‫َّظر إلى ر ِّبهم َّ‬ ‫فما ُأع ُطوا شي ًئا َ‬
‫أح َّ‬
‫ثم تال هذه اآلي َة‪ :‬لِ َّل ِذي َن َأ ْح َسنُوا ا ْل ُح ْسنَى َو ِز َيا َدةٌ‪[ ‬يونس‪.(((»]26 :‬‬
‫َّ‬

‫ب الل ُه بها عن َخ ْل ِقه»‪،‬‬


‫احتج َ‬
‫َ‬ ‫ب ا َّلتي‬
‫الح ُج ُ‬
‫«باب‪ُ :‬‬
‫ارمي‪ٌ :‬‬
‫قال اإلما ُم الدَّ ُّ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)179‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)181‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪138‬‬

‫وسلطانِه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ب الل ُه بهذه الن َِّار عن َخ ْلقه ب ُقدرته ُ‬
‫ثم قال‪« :‬احت ََج َ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫المخلوقات‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪« :‬أخ َب َر أنَّه ُح ِجب ِ‬
‫عن‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬
‫جاب‬ ‫ِ‬ ‫وجهه‪ ،‬وأنَّه لو َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّور؛ أن ت ِ‬
‫بحجابِه الن ِ‬
‫ف ذلك الح َ‬
‫كش َ‬ ‫حات‬‫ُدركَها ُس ُب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بص ُره من َخ ْلقه‪ ،‬فهذا الح ُ‬
‫جاب عن‬ ‫أدركَه َ‬ ‫وجهه ما َ‬ ‫ألحر َق ْت ُس ُب ُ‬
‫حات‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ُبحات ُيب ِّي ُن ما ِير ُد في هذا َ‬
‫المقا ِم»(((‪.‬‬ ‫إحراق ُّ‬
‫فإن تردد الراوي في ِ‬
‫لفظ الن َِّار‬ ‫ِ‬
‫كر حجابِه؛ َّ ُّ َ َّ‬ ‫ُ‬
‫الحديث فيه ذ ُ‬ ‫وقال‪« :‬هذا‬
‫فإن ِم َثل هذه الن َِّار الص ِ‬
‫افية ا َّلتي ك َّل َم بها موسى ُي ُ‬
‫قال‬ ‫والن ِ‬
‫ُّور ال يمن َُع ذلك؛ َّ‬
‫َّ‬
‫مة ِ‬
‫كنار‬ ‫ظل ِ‬ ‫ِ‬
‫بخالف الن َِّار الم ِ‬ ‫نورا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لها‪ :‬نار ونور‪ ،‬كما سمى الله نار ِ‬
‫ُ‬ ‫صباح ً‬ ‫الم‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫إحراق)‪ ،‬وهو‬ ‫ٌ‬
‫(إشراق بال‬ ‫نورا؛ فاألقسا ُم ثالث ٌة‪:‬‬
‫ُسمى ً‬
‫جهن ََّم‪ ،‬فتلك ال ت َّ‬
‫إشراق)‪ ،‬وهي النَّار الم ِ‬
‫ظلم ُة‪ ،‬و(ما هو‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫و(إحراق بال‬ ‫ِ‬
‫كالقمر‪،‬‬ ‫الم ْح ُض‬
‫ُ ُ‬ ‫ُّور َ‬
‫الن ُ‬
‫ِ‬
‫باألمرين»(((‪.‬‬ ‫ف‬ ‫صابيح ا َّلتي في الدُّ نيا َ‬
‫توص ُ‬ ‫ِ‬ ‫الم‬ ‫مس ِ‬
‫ونار َ‬ ‫كالش ِ‬
‫ونور)؛ َّ‬
‫نار ٌ‬‫ٌ‬
‫ب ِ‬
‫لله تعالى‬ ‫الح ُج ِ‬ ‫ِ‬ ‫يخ عبدُ ِ‬
‫الله ال ُغ ُ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ُّصوص في إثبات ُ‬
‫ُ‬ ‫نيمان‪« :‬والن‬
‫مون بما ِ‬
‫ورثوه‬ ‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬ويع َل َ‬ ‫ِ‬
‫رسول ِ‬ ‫أتباع‬ ‫ِ‬
‫كثيرةٌ‪ ،‬يؤم ُن بها ُ‬
‫ِ‬ ‫نور الن ِ‬
‫ِمن ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ُّور‪ ،‬وبالن َِّار‪ ،‬وبما شاء من ُ‬
‫الح ُج ِ‬ ‫ب بالن ِ‬
‫احتج َ‬
‫َ‬ ‫ُّبوة َّ‬
‫أن الل َه تعالى‬
‫لنوره شي ٌء ِمن َ‬
‫الخ ْل ِق‪ ،‬بل‬ ‫جاب َل َما قام ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف عن ِ‬
‫وجهه الكري ِم الح َ‬ ‫وأنَّه لو َ‬
‫كش َ‬
‫ِ ِ‬
‫قويهم على‬ ‫يحترق‪ ،‬ولكنَّه تعالى في الدَّ ِار اآلخرة ُيكم ُل َخ ْل َق ُ‬
‫المؤمني َن و ُي ِّ‬ ‫ُ‬

‫((( «نقض الدارمي على المريسي» (‪.)748/2‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)396/6‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)387/6‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪139‬‬

‫ِ‬
‫القيامة»(((‪.‬‬ ‫مون بذلك‪ ،‬بل هو أعلى ِ‬
‫نعيمهم يو َم‬ ‫الن ِ‬
‫َّظر إليه تعالى‪ ،‬ف ُين َّع َ‬

‫الح ْق ُو‬
‫الح ْج َز ُة َو َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫صفتان ذات َّيتان‪ ،‬ثابتتان ُّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫وص َلها‪،‬‬ ‫آخذ ٌة بحجز َِة الر ِ ِ‬
‫«إن الر ِحم ِشجنَ ٌة ِ‬
‫حمن؛ يص ُل َمن َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫حديث‪ْ َ َّ َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ويق َط ُع َمن ق َط َعها»(((‪.‬‬

‫فلما َفر َغ منه‪،‬‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪« :‬خ َلق الل ُه َ‬
‫الخ ْل َق‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬ ‫الر ِح ُم َ‬ ‫ِ‬
‫العائذ َ‬
‫بك‬ ‫الرحمنِ‪ ،‬فقال‪َ :‬م ْه! قالت‪ :‬هذا َمقا ُم‬‫فأخ َذ ْت بِ َح ْق ِو َّ‬ ‫قا َمت َّ‬
‫ِ‬
‫القطيعة‪.(((»...‬‬ ‫ِمن‬
‫ِ‬
‫اإلزار َ‬
‫وشدِّ ه‪.‬‬ ‫موضع ِ‬
‫عقد‬ ‫والح ْقو والحجزةُ‪ِ :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُ‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد» (‪.)153/2‬‬


‫((( رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (‪ ،)218/5‬ومن طريقه ابن أبي عاصم في «السنَّة» (‪،)537‬‬
‫والطبراني في «الكبير» (‪ ،)404/23‬من حديث أم سلمة رضي الله عنها‪ ،‬وفي سنده‬
‫موسى بن عبيدة‪ ،‬قال فيه الحافظ‪( :‬ضعيف‪ ،‬وال سيما في حديث عبد الله بن دينار)‪،‬‬
‫وحدي ُثه هنا ليس عن عبد الله بن دينار‪.‬‬
‫ورواه أحمد (‪ ،)2956( )321/1‬وابن أبي عاصم في «السنَّة» (‪ ،)538‬والطبراني‬
‫عدي (‪ ،)88/5‬من حديث ابن عباس رضي الله عنهما؛ ك ُّلهم من‬ ‫ٍّ‬ ‫(‪ ،)327/10‬وابن‬
‫طريق صالح مولى التَّوءمة‪ ،‬قال فيه ابن عدي في «الكامل»(‪( :)88/5‬وهو في ِ‬
‫نفسه‬
‫قديما‪ ،‬والسماع القديم منه‪ :‬سمع منه ابن أبي ذئب‪ ،‬وابن‬ ‫ِ‬
‫ورواياته ال بأس به إذا سمعوا منه ً‬
‫ثبت)‪.‬‬‫ُج َريج‪ ،‬وزياد بن سعد‪ ،‬وغيرهم)‪ ،‬والراوي عنه هنا هو زيا ُد ب ُن سعد‪ ،‬وهو (ثق ٌة ٌ‬
‫حسنه األلباني في «صحيح الجامع» (‪ ،)1629‬وصحح إسناده أحمد شاكر في‬ ‫والحديث َّ‬
‫تحقيقه للمسند (‪.)344/4‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ )4830‬وغيره‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪140‬‬

‫الر ِح َم َ‬
‫أخ َذ ْت‬ ‫«إن َّ‬
‫ِ‬
‫الحديث‪َّ :‬‬ ‫ديني‪« :‬وفي‬
‫الم ُّ‬ ‫ُ‬
‫الحافظ أبو موسى َ‬ ‫قال‬
‫وإجراؤه على‬ ‫ثم قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫تفسيرين للحديث‪َّ -‬‬ ‫‪-‬ثم ذكَر‬
‫حمن» َّ‬ ‫بح ْج َزة َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ظاهره َأ ْولى»(((‪.‬‬

‫غير ُممتنِ ٍع َح ْم ُل هذا الخ َب ِر على‬


‫وقال القاضي أبو َي ْعلى‪« :‬اع َل ْم أنَّه ُ‬
‫وأن (الح ْقو) و(الحج َزةَ) صف ُة ٍ‬ ‫ِ‬
‫ذات»(((‪.‬‬ ‫ُ ْ‬ ‫ظاهره‪َ َ َّ ،‬‬

‫لشيخ اإلسال ِم‪،‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّأسيس»‬
‫«نقض الت‬‫ِ‬ ‫ناقل ِمن‬
‫َيمان ً‬ ‫يخ عبدُ ِ‬
‫الله ال ُغن ُ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫الفر ِاء‪ ،‬و ُمع ِّل ًقا‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن «إبطال التَّأويالت» ألبي َي ْعلى َّ‬

‫أن هذا‬ ‫شيخ اإلسال ِم ‪-‬رحمه الله‪ -‬في رده على الرازي في ِ‬
‫زعمه َّ‬ ‫«قال ُ‬
‫َّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫يجب تأوي ُله‪:‬‬
‫ُ‬ ‫المتقدِّ َم)‬ ‫َ‬
‫حديث أبي ُه َرير َة ُ‬ ‫َ‬
‫الحديث‪( :‬يعني‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال له‪ :‬بل هذا ِمن‬
‫ِّزاع فيه‬
‫نظيره‪ ،‬والن ُ‬ ‫األخبار ا َّلتي ُي ُّ‬
‫قرها َمن ُيق ُّر َ‬ ‫قال‪ :‬ف ُي ُ‬
‫تخصه‪ :‬ال ِ‬ ‫ٍ‬ ‫واك أنَّه ال بدَّ فيه ِمن الت ِ‬ ‫كالنِّزا ِع في ِ‬
‫نظيره؛ فدَ ْع َ‬
‫تص ُّح‪.‬‬ ‫حجة ُ ُّ‬
‫َّأويل بال َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫األئم ُة‬
‫نص َّ‬ ‫الصفات‪ ،‬ا َّلتي َّ‬ ‫ُ‬
‫الحديث في الجملة من أحاديث ِّ‬ ‫وقال‪ :‬وهذا‬
‫ِ‬
‫وغيره‬
‫ابي ُ‬‫على أنَّه ُي َم ُّر كما جاء‪ ،‬ور ُّدوا على َمن نفى ُموج َبه‪ ،‬وما ذكَره الخ َّط ُّ‬
‫لمه؛ حيث لم يب ُل ْغه فيه‬ ‫ب ِع ِ‬ ‫بحس ِ‬ ‫ِ‬
‫تأو ُل باالتِّفاق‪ ،‬فهذا َ‬
‫مما ُي َّ‬ ‫َ‬
‫الحديث َّ‬ ‫َّ‬
‫أن هذا‬
‫أحاديث الص ِ‬
‫فات ا َّلتي ت َُم ُّر كما جا َء ْت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العلماء أنَّه ج َعله ِمن‬ ‫أح ٍد ِمن‬
‫ِّ‬ ‫عن َ‬
‫أن ِ‬
‫لله َح ْق ًوا‪.‬‬ ‫َّصديق به‪َّ :‬‬
‫ب الت‬ ‫ٍ‬
‫حامد‪ :‬ومما ِ‬
‫ُ‬ ‫يج ُ‬ ‫َّ‬ ‫قال اب ُن‬

‫((( «المجموع المغيث» (‪.)405/1‬‬


‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)420/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪141‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫حديث أبي‬ ‫وذي‪َ :‬قر ْأ ُت على أبي عبد الله كتا ًبا‪َ ،‬ف َم َّر فيه ذ ُ‬
‫كر‬ ‫الم ُّر ُّ‬
‫قال َ‬
‫الر ِح َم‪ ،‬حتَّى إذا َفر َغ‬
‫«إن الل َه خ َلق َّ‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َّ :‬‬ ‫ُه َرير َة ِ‬
‫عن الن ِّ‬
‫َ‬
‫تكون‬ ‫أخاف أن‬
‫ُ‬ ‫رأسه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ث َ‬ ‫المحدَّ ُ‬
‫حمن»‪ ،‬فر َفع ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫أخ َذ ْت بِ َح ْق ِو َّ‬
‫منها َ‬
‫الله‪ :‬هذا َج ْه ِم ٌّي‪.‬‬
‫عبد ِ‬ ‫ك َفر َت‪ ،‬قال أبو ِ‬
‫ْ‬
‫عم ٍ‬
‫ار‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حديث هشا ِم ِ‬ ‫سأ ُل عن‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ُي َ‬ ‫سمع ُت أبا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بن َّ‬ ‫طالب‪ْ :‬‬ ‫وقال أبو‬
‫بالر ِ‬ ‫ِ‬ ‫حديث ِ‬ ‫أنَّه ُق ِر َئ عليه‬
‫حمن تعالى‪،»...‬‬ ‫الرح ِم‪« :‬تَجي ُء يو َم القيامة ف َت َع َّل ُق َّ‬‫ُ َّ‬
‫قلت‪ :‬فما‬
‫شامي‪ ،‬ما له ولهذا؟ ُ‬
‫ٌّ‬ ‫تكون قد ك َف ْر َت‪ ،‬فقال‪ :‬هذا‬
‫َ‬ ‫أخاف أن‬
‫ُ‬ ‫فقال‪:‬‬
‫ٍ‬
‫حديث على ما جاء‪.‬‬ ‫كل‬‫تقول؟ قال‪ :‬يمضي ُّ‬
‫ُ‬

‫ظاهره‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخبر على‬ ‫حمل هذا‬‫غير ُممتنِ ٍع ُ‬
‫وقال القاضي أبو َي ْعلى‪ :‬اع َل ْم أنَّه ُ‬
‫ض‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الجارحة وال َب ْع ِ‬ ‫ذات‪ ،‬ال على ِ‬ ‫وأن (الح ْقو) و(الحج َزةَ) صف ُة ٍ‬
‫وأن‬ ‫وجه‬ ‫ُ ْ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ُطل ُق ذلك تسمي ًة‬ ‫ِّصال والمماس ِة‪ ،‬بل ن ِ‬
‫وجه االت ِ‬ ‫آخذ ٌة بها‪ ،‬ال على ِ‬ ‫الر ِحم ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫َّ َ‬
‫َ‬
‫الحديث‬ ‫الله ‪-‬رحمه الل ُه‪ -‬هذا‬ ‫شيخنا أبو ِ‬
‫عبد ِ‬ ‫رع‪ ،‬وقد ذكَر ُ‬ ‫كما أط َلقها َّ‬
‫الش ُ‬
‫ظاهر كال ِم أحمدَ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بظاهره‪ ،‬وهو‬ ‫في كتابِه‪َ ،‬‬
‫وأخ َذ‬

‫عض»‪ ،‬وقو ُله‪« :‬ال على‬ ‫ِ‬


‫الجارحة وال َب ِ‬ ‫ِ‬
‫وجه‬ ‫قلت(((‪ :‬قو ُله‪« :‬ال على‬
‫ُ‬
‫أهل البِدَ ِع ا َّلتي‬ ‫ِ‬
‫أقوال ِ‬ ‫سديد‪ ،‬وهو ِمن‬
‫ٍ‬ ‫غير‬ ‫ماس ِة»‪ٌ :‬‬
‫قول ُ‬ ‫والم َّ‬
‫ِ‬
‫وجه االتِّصال ُ‬
‫ِ‬

‫جم ِل ال‬ ‫كثير ِمن الن ِ ِ‬


‫عقول ٍ‬
‫يجوز َن ْف ُيه‬
‫ُ‬ ‫َّاس‪ ،‬فم ُثل هذا الكال ِم ُ‬
‫الم َ‬ ‫َ‬ ‫أفسدَ ْت‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫وباطل‪ ،‬فال بدَّ ِمن الت‬
‫َّفصيل في‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫يحتم ُل ح ًّقا‬ ‫ُمط َل ًقا‪ ،‬وال إثباتُه ُمط َل ًقا؛ ألنَّه‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫ِ‬
‫رسول ِ‬ ‫واإلعراض عنه َأ ْولى؛ َّ‬
‫ألن كال َم‬ ‫ُ‬ ‫ذلك‪،‬‬

‫((( القائل هو الشيخ الغنيمان‪.‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪142‬‬

‫أن‬ ‫ِ‬
‫الحديث َّ‬ ‫ظاهر هذا‬ ‫واضح‪ ،‬وليس‬ ‫بحاجة إليه؛ فهو‬ ‫ٍ‬ ‫خال منه‪ ،‬وليس هو‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫مما ُيصن َُع ِمن‬ ‫ِ‬ ‫إزارا وردا ًء ِمن ِج ِ‬
‫نس األُ ُز ِر واألَ ْرد َية ا َّلتي يل َب ُسها الن ُ‬
‫َّاس‪َّ ،‬‬ ‫لله ً‬
‫ِ‬

‫نص في َن ْف ِي هذا المعنى‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّان وال ُق ِ‬ ‫الج ِ‬


‫لود وال َكت ِ‬
‫الحديث ٌّ‬ ‫وغيره‪ ،‬بل هذا‬ ‫طن‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رداؤه‪،‬‬
‫والك ْبريا َء ُ‬ ‫إن الع َظم َة ُ‬
‫إزاره‬ ‫العباد‪َّ :‬‬ ‫بعض‬ ‫الفاسد؛ فإنه لو قيل عن‬
‫ذين ليسا ِمن ِج ِ‬
‫نس ما ُي ْل َب ُس‬ ‫والكب ِ‬
‫رياء ال َّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن الع َظ ِ‬
‫مة‬ ‫إخباره بذلك ِ‬ ‫لكان‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِمن ال ِّث ِ‬
‫ياب‪.‬‬

‫تركيب‬ ‫ألن‬ ‫ِ‬


‫المخلوق؛ َّ‬ ‫ف‬ ‫فإذا كان هذا المعنى الفاسدُ ال يظهر ِمن وص ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ‬
‫ال َّلفظ يمن َُع ذلك‪ ،‬وبين [كذا‪ ،‬ولع َّلها‪ :‬و ُيب ِّين] المعنى ُ‬
‫المراد؛ فكيف ُيدَّ عى‬
‫الخطاب‬ ‫يفه ُم‬ ‫فإن َّ‬
‫الله تعالى؛ َّ‬‫حق ِ‬ ‫أن هذا المعنى ظاهر ال َّل ِ‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫كل َمن َ‬ ‫فظ في ِّ‬ ‫ُ‬
‫سول ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم لم ُيخبِ ْر عن ر ِّبه ب ُل ْب ِ‬
‫س‬ ‫الر َ‬ ‫ف ال ُّلغ َة‪ ،‬يع َل ُم َّ‬
‫أن َّ‬ ‫ِ‬
‫ويعر ُ‬
‫الخطاب يدَّ عي في قولِه ص َّلى الل ُه‬
‫َ‬ ‫يفه ُم‬
‫ممن َ‬ ‫أحدَ َّ‬ ‫األَكْس َي ِة وال ِّث ِ‬
‫ياب‪ ،‬وال َ‬
‫أن خالدً ا حديدٌ ‪ ،‬وال في‬ ‫سيف ِ‬
‫الله» َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الوليد‪« :‬إنَّه‬ ‫بن‬ ‫ِ‬
‫خالد ِ‬ ‫عليه وس َّل َم في‬
‫أن‬‫ظاهره َّ‬
‫َ‬ ‫وجدْ ناه َب ْح ًرا» َّ‬
‫أن‬ ‫قولِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم في ال َف َر ِ‬
‫س‪« :‬إنَّا َ‬
‫ونحو ذلك»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ال َف َر َس ما ٌء ٌ‬
‫كثير‪،‬‬

‫الح ُّد‬
‫‪َ ‬‬
‫السن َِّة‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫الكتاب وال في ُّ‬ ‫(الحدِّ ) ال إثباتًا وال نف ًيا‪ ،‬ال في‬
‫لفظ َ‬‫لم َي ِر ْد ُ‬
‫ِ‬
‫إطالقه على ِ‬
‫الله‬ ‫أع َلم أحدً ا ِمن السلف أثبتَه صف ًة ِ‬
‫لله‪ ،‬لكن اخت َلفوا في‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)383/2‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪143‬‬

‫المحدَ ث ُة‬ ‫ُ‬


‫واأللفاظ ُ‬ ‫فالحق فيه الت ُ‬
‫َّفصيل‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫اإلخبار؛ ولذلك‬ ‫وجل ِمن ِ‬
‫باب‬ ‫عز َّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫االستفصال(((‪.‬‬ ‫المجمل ُة ال ِ‬
‫يص ُح َن ْف ُيها أو إثباتُها ق ْب َل‬ ‫ُ َ‬

‫ثات‬
‫المحدَ ُ‬
‫الت ُ‬
‫جم ُ‬
‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫إطالق هذه ُ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪« :‬إذا ُمنِ َع‬
‫قال ُ‬
‫الس ِ‬
‫بيل»(((‪.‬‬ ‫االستفسار والت ُ‬ ‫ِ‬
‫واإلثبات‪ ،‬وو َقع‬ ‫في الن ِ‬
‫َّفصيل‪ ،‬تب َّي َن سوا ُء َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّفي‬

‫والمع ِّطل ُة جه َة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫العلو‬
‫ِّ‬ ‫الجهم َّي ُة ُ‬
‫فلما ن َفى َ‬
‫ولفظ (الحدِّ ) كلفظ (الجهة)‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫لفظ‪ِ ِ :‬‬ ‫بعض ِ‬ ‫ِ‬
‫(الجهة)‪ ،‬و َل َّما ن َفى َ‬
‫الجهم َّي ُة‬ ‫السنَّة َ‬ ‫أهل ُّ‬ ‫وجل‪ ،‬أط َلق ُ‬ ‫عز َّ‬ ‫لله َّ‬
‫(الحدِّ )‪ ،‬لك َّن‬
‫لفظ‪َ :‬‬ ‫السن َِّة َ‬ ‫بعض ِ‬
‫أهل ُّ‬ ‫وجل عن َخ ْل ِقه‪ ،‬أط َلق ُ‬
‫عز َّ‬ ‫َبينون َة ِ‬
‫الله َّ‬
‫(الحدَّ ) صف ًة له ُسبحانَه وتعالى‪.‬‬ ‫ت ِ‬ ‫أحدً ا منهم لم يثبِ ِ‬
‫(الجه َة) أو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫فظ لم نُثبِ ْت به صف ًة زائد ًة على ما في‬
‫شيخ اإلسال ِم‪« :‬هذا ال َّل ُ‬
‫قال ُ‬

‫لخ ْل ِقه‪،‬‬
‫الر ِّب تعالى و ُمبا َينتِه َ‬ ‫ِ‬ ‫والسن َِّة‪ ،‬بل بينَّا به ما ع َّطله المبطِ َ ِ‬
‫لون من وجود َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫بوت حقيقتِه»(((‪.‬‬
‫و ُث ِ‬

‫ٍ‬
‫محدود‪ ،‬فإنَّها كلم ٌة ِ‬
‫كالجس ِم‪ ،‬لم ِتر ْد‬ ‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪« :‬أ َّما كلم ُة‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫رآن‪ ،‬وال في السن َِّة‪ ،‬وال في كال ِم الص ِ‬
‫حابة‪ ،‬ال نف ًيا وال إثباتًا‪ ،‬وور َد ْت‬ ‫في ال ُق ِ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫بعض‬ ‫أن َ‬ ‫ِ‬
‫اإلقرار‪ ،‬يعني‪َّ :‬‬ ‫األئم ِة في‬
‫بعض َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنكار‪ ،‬وعن‬ ‫األئم ِة في‬
‫بعض َّ‬ ‫ِ‬ ‫عن‬

‫أن‬‫وبعضهم أنك ََر ذلك‪ ،‬والحقيق ُة َّ‬ ‫َ‬ ‫إن الل َه محدو ٌد‪ ،‬أو له َحدٌّ ‪،‬‬ ‫األئم ِة قالوا‪َّ :‬‬
‫َّ‬

‫((( انظر‪ :‬القاعدة الرابعة‪.‬‬


‫((( «درء تعارض العقل والنقل» (‪.)73/1‬‬
‫((( «بيان تلبيس الجهمية» (‪.)48/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪144‬‬

‫يحدُّ الل َه‪ ،‬فهذا‬


‫أن شي ًئا ُ‬ ‫لفظي عندَ الت ِ‬
‫َّحقيق؛ ألنَّه إن ُأريدَ بالحدِّ َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫الخالف‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المخلوقات هو ما في شيء‪.‬‬ ‫منْت ٍ‬
‫َف طب ًعا؛ َّ‬
‫ألن ما فوق‬ ‫ُ‬
‫قول الس َل ِ‬
‫ف‪ :‬إنَّه بائ ٌن‬ ‫الخ ْل ِق‪ ،‬فهذا هو معنى ِ‬ ‫عن َ‬ ‫بالحدِّ ال َبينون َة ِ‬
‫َّ‬ ‫وإن أراد َ‬
‫إنكار الحدِّ ُمط َل ًقا أو إثباتُه ُمط َل ًقا‪ :‬فيه ن َظ ٌر»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِمن َخ ْل ِقه؛ ولهذا‬

‫الح ِد ُ‬
‫يث‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫كالقول‪.‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪،‬‬ ‫صف ٌة ذاتي ٌة ِفعلي ٌة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ان ُظ ْر‪ :‬صف َة (الكال ِم)‪.‬‬

‫ف‬
‫الح ْر ُ‬
‫َ‬
‫ان ُظ ْر‪ :‬صف َة (الكال ِم)‪.‬‬

‫الح َر َك ُة‬
‫‪َ ‬‬
‫ِ‬
‫واإلتيان‬ ‫إثبات الن ِ‬
‫ُّزول‬ ‫ُ‬ ‫والسن َِّة‪ ،‬و ُيغني عنه‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬ ‫لم ِير ْد هذا ال َّل ُ‬
‫فظ في‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬‫ِ‬ ‫والم ِ‬
‫جيء‪،‬‬ ‫َ‬
‫(الح َرك َِة)‪ ،‬هل‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫«لفظ‪:‬‬ ‫شرح حديث الن ِ‬
‫ُّزول‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم في‬ ‫قال ُ‬
‫وغيرهم ِمن‬‫ُ‬ ‫سل َ‬
‫مون‪،‬‬ ‫ف الله بها أم يجب نفيه عنه؟ اختلف فيه الم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫يوص ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم َل ِل ِمن ِ‬
‫أهل ِ‬ ‫وغير ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الفلسفة‬ ‫وأهل‬ ‫وأهل الكال ِم‬ ‫الحديث‬ ‫أهل‬ ‫أهل الم َل ِل‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫األربعة‬ ‫األئم ِة‬ ‫ِ‬ ‫أقوال‪ ،‬وهذه ال َّثالث ُة موجود ٌة في‬‫ِ‬ ‫وغيرهم على ِ‬
‫أصحاب َّ‬ ‫ثالثة‬
‫وغيرهم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب اإلما ِم أحمدَ‬ ‫ِمن‬

‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)419/8‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)565/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪145‬‬

‫ِ‬
‫والفالسفة‬ ‫المتك ِّلمي َن‬ ‫ِ‬ ‫شرع ‪-‬رحمه الله‪ -‬في ِذ ِ‬
‫كر معنى الحركة عند ُ‬ ‫ثم َ‬
‫َّ‬
‫َّاس‬ ‫الحركة‪ ...‬إلى أن قال‪« :‬والمقصو ُد هنا‪َّ :‬‬‫ِ‬ ‫وأصحاب َأ ِر ْس ُطو‪ ،‬وأنوا ِع‬
‫ِ‬
‫أن الن َ‬
‫الموصوف ِمن‬
‫ِ‬ ‫تتناول ما يقوم ِ‬
‫بذات‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحركة العا َّم ِة ا َّلتي‬
‫ِ‬ ‫عون في ِج ِ‬
‫نس‬ ‫ِ‬
‫متناز َ‬
‫ِ‬
‫واالستواء‬ ‫والفر ِح‪ ،‬وكالدُّ ن ُِّو وال ُق ْر ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫والرضا‬ ‫كالغض ِ‬ ‫األمور االختيار َّي ِة؛‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ب ِّ‬ ‫َ‬
‫وغير ذلك‪ ،‬على ِ‬
‫ثالثة‬ ‫واإلحسان ِ‬‫ِ‬ ‫المتعدِّ َي ِة؛ َ‬
‫كالخ ْل ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والنُّزول‪ ،‬بل واألفعال ُ‬
‫ٍ‬
‫أقوال‪:‬‬

‫أول َمن ُع ِر َ‬
‫ف به‬ ‫وبكل معنًى‪ ...‬وهذا ُ‬
‫قول َمن َينفي ذلك ُمط َل ًقا ِّ‬
‫أحدُ ها‪ُ :‬‬
‫والم ِ‬
‫عتزل ُة‪...‬‬ ‫الجهم َّي ُة ُ‬
‫هم َ‬

‫وغيرهم ِمن‬
‫ِ‬ ‫الهشام َّي ِة والك ََّرام َّي ِة‪،‬‬
‫قول ِ‬‫إثبات ذلك‪ ،‬وهو ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والقول ال َّثاني‪:‬‬
‫ِ‬
‫الحركة‪...‬‬ ‫أهل الكال ِم‪ ،‬ا َّلذين صرحوا ِ‬
‫بلفظ‬ ‫ِ‬
‫طوائف ِ‬
‫َّ‬
‫كتاب ِ‬
‫نقضه على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحركة في‬ ‫إثبات ِ‬
‫لفظ‬ ‫ارمي‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫عثمان ب ُن سعيد الدَّ ُّ‬ ‫وذك ََر‬
‫حرب‬ ‫ِ‬
‫والحديث‪ ،‬وذك ََره‬ ‫السن َِّة‬ ‫قول ِ‬
‫ونص َره على أنَّه ُ‬ ‫بِ ٍ‬
‫ُ‬ ‫أهل ُّ‬ ‫يسي‪َ ،‬‬ ‫المر ِّ‬
‫شر ِّ‬
‫السن َِّة واأل َث ِر ‪ -‬عن ِ‬
‫أهل‬ ‫مذهب ِ‬
‫أهل ُّ‬ ‫َ‬ ‫ماني ‪َ -‬ل َّما ذكَر‬ ‫َ‬
‫إسماعيل الك َْر ُّ‬ ‫ب ُن‬
‫ممن ِلق َي منهم على ذلك‪ :‬أحمدَ ب َن َح ٍ‬
‫نبل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السنَّة والحديث قاطب ًة‪ ،‬وذك ََر َّ‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫منصور‪،‬‬ ‫الزب ِير الحم ِ‬
‫يد َّي‪ ،‬وسعيدَ ب َن‬ ‫وإسحاق ب َن ر َاه َو ْي ِه‪ ،‬وعبدَ ِ‬
‫َ‬
‫ُ َ‬ ‫الله ب َن ُّ َ‬ ‫َ‬
‫حامد ِ‬
‫وغيره‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬
‫بن‬ ‫قول أبي ِ‬ ‫وهو ُ‬

‫صحيح‪ ،‬لكن ال ُيط َل ُق‬


‫ٌ‬ ‫يقول‪ :‬المعنى‬‫والسن َِّة ُ‬ ‫ِ‬
‫أهل الحديث ُّ‬ ‫وكثير ِمن ِ‬‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فظ؛ لعدَ ِم َمجيء األ َث ِر به؛ كما ذك ََر ذلك أبو ُع َم َر ب ُن عبد ال َب ِّر ُ‬
‫وغيره‬ ‫هذا ال َّل ُ‬
‫حديث الن ِ‬
‫ُّزول‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كالمهم على‬‫في ِ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪146‬‬

‫ِ‬ ‫السن َِّة‬ ‫عن الس َل ِ‬


‫اإلقرار بما‬
‫ُ‬ ‫والحديث‪ :‬هو‬ ‫ف عندَ ِ‬
‫أهل ُّ‬ ‫المشهور ِ َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والقول‬
‫الل ِ‬
‫زمة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األفعال َّ‬ ‫وغير ذلك ِمن‬ ‫والسنَّ ُة‪ِ ،‬من أنَّه يأتي و َي ُ‬
‫نزل‪ُ ،‬‬ ‫الكتاب ُّ‬
‫ُ‬ ‫ور َد به‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫السن َِّة‬ ‫أجمعوا (يعني‪َ :‬‬
‫والجماعة) على‬ ‫أهل ُّ‬ ‫مر ال َّط َل َمن ُّ‬
‫ْكي‪َ :‬‬ ‫قال أبو ُع َ‬
‫ِ‬
‫وعرضها كما‬ ‫لحساب األُ َم ِم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القيامة والمالئك ُة ص ًّفا ص ًّفا‪،‬‬ ‫َّ‬
‫أن الل َه يأتي يو َم‬
‫ون إِال َأ ْن َي ْأتِ َي ُه ْم الل ُه فِي ُظ َل ٍل ِم ْن‬‫‪‬ه ْل َين ُظ ُر َ‬
‫يشا ُء وكيف يشا ُء؛ قال تعالى‪َ :‬‬
‫الم َل ُك ص ًّفا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬و َجا َء َر ُّب َك َو َ‬ ‫المالئ َك ُة َو ُقض َي األ ْم ُر‪ ،‬وقال تعالى‪َ :‬‬ ‫ا ْل َغ َما ِم َو َ‬
‫سماء الدُّ نيا على ما‬ ‫ِ‬ ‫ليلة إلى‬ ‫كل ٍ‬ ‫نزل َّ‬‫أن الل َه َي ُ‬
‫وأجمعوا على َّ‬ ‫ص ًّفا ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫َ‬
‫بإسناده عن‬ ‫ِ‬ ‫ثم روى‬ ‫يحدُّ َ‬
‫ون في ذلك شي ًئا‪َّ ،‬‬ ‫اآلثار كيف شا َء‪ ،‬ال ُ‬
‫ُ‬ ‫َت به‬ ‫أت ْ‬
‫ُّزول؟ فقال‪ :‬نَعم‪ُ ،‬أ ِق ُّر‬
‫عن الن ِ‬ ‫عين ِ‬‫وسأ ْل ُت يحيى ب َن َم ٍ‬ ‫اح‪ ،‬قال‪َ :‬‬ ‫وض ٍ‬ ‫بن َّ‬‫حم ِد ِ‬‫ُم َّ‬
‫أحدُّ فيه َحدًّ ا‪.‬‬
‫به‪ ،‬وال ُ‬
‫كثير ِمن ِ‬
‫أهل‬ ‫اختيار ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واإلثبات‪ ،‬وهو‬ ‫اإلمساك ِ‬
‫عن الن ِ‬
‫َّفي‬ ‫ُ‬ ‫الث‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والقول ال َّث ُ‬
‫وغيره‪ ،‬وهؤالء فيهم َمن ُي ِ‬
‫عر ُض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كابن ب َّط َة‬ ‫والصوف َّي ِة؛‬ ‫ِ‬
‫والفقهاء‬ ‫ِ‬
‫الحديث‬
‫ُّ‬
‫أحدهما‪ ،‬ولكن ال‬ ‫يميل بقلبِه إلى ِ‬
‫األمرين‪ ،‬ومنهم َمن ُ‬ ‫ِ‬ ‫أح ِد‬ ‫ِ‬ ‫بقلبِه عن‬
‫تقدير َ‬
‫ٍ‬
‫بإثبات‪.‬‬ ‫َفي وال‬‫يتك َّل ُم ال بن ٍ‬
‫كم ِثله شيء في جمي ِع ما ِ‬ ‫أن الله ليس ِ‬ ‫وا َّلذي‬
‫ف‬‫يص ُ‬ ‫ٌ‬ ‫القطع به َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫يجب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األشياء‪ ،‬فهو‬ ‫شيء ِمن‬ ‫ٍ‬ ‫صفات المخلوقي َن في‬‫ِ‬ ‫ثل‬ ‫به َن ْفسه؛ فمن وص َفه ِ‬
‫بم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اإلنسان ِمن‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وينتق ُل‪ ،‬كما َي ِنز ُل‬ ‫فيتحر ُك‬
‫َّ‬ ‫كمن قال‪ :‬إنَّه َي ُ‬
‫نزل‬ ‫خطئ قط ًعا؛ َ‬‫ُم ٌ‬
‫فيكون نزو ُله‬
‫ُ‬ ‫العرش!‬ ‫ُ‬ ‫يقول‪ :‬إنَّه يخلو منه‬ ‫ِ‬
‫كقول َمن ُ‬ ‫أسفل الدَّ ِار‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الس ِ‬
‫طح إلى‬ ‫َّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪147‬‬

‫الر ِّب عنه‪ ،‬كما تقدَّ َم»(((‪.‬‬ ‫ب ِ‬ ‫باطل ِ‬


‫آلخ َر؛ فهذا ٌ‬
‫غل َ‬‫وش ً‬ ‫ٍ‬
‫لمكان َ‬ ‫تفري ًغا‬
‫تنزي ُه َّ‬ ‫يج ُ‬
‫عل والم ِ‬
‫جيء‬ ‫إثبات ِ‬
‫الف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّصوص في‬ ‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين‪ ...« :‬الن‬ ‫الش ُ‬‫وقال َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫لله‪ ،‬فالحرك ُة‬ ‫َت تستلزم الحرك َة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫السماء الدُّ نيا إن كان ْ‬ ‫واالستواء والنُّزول إلى َّ‬
‫نعق ُل كيف َّي َة هذه‬‫والزمها‪ ،‬وإن كنَّا ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّصوص‬ ‫ثابت بمقتضى هذه الن‬ ‫حق ٌ‬ ‫له ٌّ‬
‫لله تعالى‪ ،‬لم ي ُك ْن‬ ‫ُّصوص ال تستلزم الحرك َة ِ‬ ‫الحركة‪ ...‬وإن كانت هذه الن‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أيضا أن ننف َيها عنه بمقتضى‬ ‫ُّصوص‪ ،‬وليس لنا ً‬ ‫ِ‬ ‫الحركة له بهذه الن‬ ‫ِ‬ ‫إثبات‬
‫ُ‬ ‫لنا‬
‫ِ‬
‫صفات‬ ‫َّقص؛ وذلك َّ‬
‫أن‬ ‫إثبات الن ِ‬ ‫توه ِمنا أنَّها تستلز ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫استبعاد عقولنا لها‪ ،‬أو ُّ‬
‫والسنَّ ُة؛‬ ‫الله تعالى توقيف َّي ٌة‪ ،‬يتو َّق ُ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬‫ُ‬ ‫ف إثباتُها ونف ُيها على ما جاء به‬
‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫القياس في ح ِّقه تعالى؛ فإنَّه ال ِم ْث َل له وال نِدَّ ‪ ،‬وليس في‬ ‫ِ‬ ‫المتنا ِع‬
‫نفيه أو لفظِه ٌ‬
‫قول على‬ ‫ِ‬
‫بإثبات ِ‬ ‫ُ‬
‫فالقول‬ ‫ِ‬
‫الحركة أو نف ُيه؛‬ ‫إثبات ِ‬
‫لفظ‬ ‫ُ‬ ‫والسن َِّة‬
‫ِ‬
‫الله بال عل ٍم‪...‬‬

‫ِ‬
‫رسائله‬ ‫كثير ِمن‬
‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّي َة‪ -‬رحمه الله‪ -‬في ٍ‬
‫وقد تك َّل َم ُ‬

‫الحق‬
‫ُّ‬ ‫أقوال الن ِ‬
‫َّاس فيها‪ ،‬وما هو‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الحركة‪ ،‬وب َّي َن‬ ‫ِ‬
‫مسألة‬ ‫في الص ِ‬
‫فات على‬ ‫ِّ‬
‫جز َم بإثباتِها‪ ،‬ومنهم َمن تو َّق َ‬
‫ف‪ ،‬ومنهم َمن‬ ‫وأن ِمن الن ِ‬
‫َّاس َمن َ‬ ‫ِمن ذلك‪َّ ،‬‬

‫الله‬ ‫ِ‬
‫أفعال ِ‬ ‫والسنَّ ُة ِمن‬
‫الكتاب ُّ‬
‫ُ‬ ‫أن ما َّ‬
‫دل عليه‬ ‫واب في ذلك َّ‬
‫والص ُ‬ ‫جز َم بن ِ‬
‫َفيها‪َّ ،‬‬ ‫َ‬

‫نقص وال مشابه ٌة‬ ‫ُ‬ ‫ثابت ِ‬ ‫ِ‬


‫اإليمان به‪ ،‬وليس فيه ٌ‬ ‫ب‬
‫يج ُ‬ ‫حق ٌ‬‫ولوازمها‪ ،‬فهو ٌّ‬ ‫تعالى‬
‫عما كان عليه ُ‬
‫أهل الكال ِم‬ ‫األصل؛ فإنَّه ُيفيدُ َك‪ِ ،‬‬
‫وأعر ْض َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫فعليك بهذا‬ ‫للخ ْل ِق؛‬
‫َ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪ ،)578-575/5‬وانظر كال َمه رحمه الله في «االستقامة» (‪.)78-70/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪148‬‬

‫والسن َِّة إليها؛‬ ‫ِ‬


‫الكتاب ُّ‬ ‫ِ‬
‫نصوص‬ ‫صرف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حاولون‬ ‫ِ‬
‫الفاسدة ا َّلتي ُي‬ ‫ِ‬
‫األقيسة‬ ‫ِمن‬

‫صالحة أو س ِّي ٍئة»(((‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫مواض ِعه‪ ،‬سوا ٌء عن ن َّي ٍة‬
‫ِ‬ ‫ليحرفوا بها ِ‬
‫الكل َم عن‬ ‫ُ ِّ‬

‫مما لم ِير ْد‬ ‫ِ‬


‫الحركة والت ُّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫البر ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫الش ُ‬ ‫قال َّ‬
‫َّحول َّ‬ ‫«لفظ‬ ‫اك‪:‬‬ ‫حمن َّ‬ ‫يخ عبدُ َّ‬
‫واألئم ِة‬
‫َّ‬ ‫ف‬ ‫نفيه إلى الس َل ِ‬
‫َّ‬ ‫بنفيه‪ ،‬ونسب ُة ِ‬ ‫يجوز الجز ُم ِ‬ ‫ُ‬ ‫كتاب وال سن ٍَّة‪ ،‬فال‬ ‫ٍ‬ ‫في‬
‫جو ُز ذلك و ُيثبِ ُت معناه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ِ‬
‫السنَّة والجماعة ال تص ُّح‪ ،‬بل منهم َمن ُي ِّ‬ ‫أهل ُّ‬
‫الحركة‪ ،‬وال منافا َة بين‬‫ِ‬ ‫إطالق لفظِه‪ ،‬ومنهم َمن ُيثبِ ُت َ‬
‫لفظ‬ ‫ِ‬ ‫مس ُك عن‬ ‫وي ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحركة؛‬ ‫إثبات ما هو ِمن ِج ِ‬
‫نس‬ ‫ِ‬ ‫السن َِّة ُمت َ‬
‫َّفقون على‬ ‫فإن َ‬ ‫القولين؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫أهل ُّ‬
‫والسن َِّة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫مما جاء في‬ ‫ِ‬ ‫جيء‪ ،‬والن ِ‬ ‫كالم ِ‬
‫ُّ‬ ‫والصعود‪َّ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُّزول‪ ،‬والدُّ ن ُِّو‪،‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ُّصوص»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ألفاظ الن‬ ‫الوقوف مع‬
‫ُ‬ ‫واألَ ْولى‪:‬‬

‫يب‬ ‫ِ‬
‫الحس ُ‬
‫َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ثابت‬
‫اسم له ٌ‬
‫يب‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ِ‬
‫الحس ُ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه َ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫يوص ُ‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫َان َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َح ِسي ًبا‪[ ‬النساء‪.]86:‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬إِ َّن الل َه ك َ‬

‫الله َح ِسي ًبا‪[ ‬النساء‪ ،6 :‬واألحزاب‪.]39 :‬‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬و َك َفى بِ ِ‬
‫َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫مادحا ال‬ ‫أحدُ كم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫حديث أبي َبك َْر َة َرضي الل ُه عنه‪ ...« :‬إن كان َ‬ ‫‪-1‬‬

‫((( «إزالة الستار عن الجواب المختار» (ص ‪.)32‬‬


‫((( «تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص‪.)33‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪149‬‬

‫وح ِسي ُبه الل ُه‪،‬‬


‫ب كذا وكذا ‪ -‬إن كان يرى أنَّه كذلك ‪َ -‬‬ ‫محال َة‪ ،‬فلي ُق ْل‪َ :‬‬
‫أحس ُ‬
‫أحدٌ »(((‪.‬‬ ‫وال ُيزكَّى على ِ‬
‫الله َ‬

‫خيرا‪ ،‬أ َّمنَّاه‬ ‫بن الخ َّط ِ ِ‬


‫مر ِ‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫أظه َر لنا ً‬
‫فمن َ‬ ‫اب َرضي الل ُه عنه‪َ ...« :‬‬ ‫قول ُع َ‬
‫وقربناه‪ ،‬وليس لنا ِمن سريرتِه شيء‪ ،‬الله ي ِ‬
‫حاس ُبه في َسريرتِه‪.((( »...‬‬ ‫ٌ ُُ‬ ‫َّ ْ‬

‫ب(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫الحفيظ‪ ،‬والكافي‪َّ ،‬‬ ‫الح ِسيب‪:‬‬
‫والمحاس ُ‬
‫والشهيدُ ‪ُ ،‬‬ ‫ومعنى َ‬
‫أثبت اسم (الح ِسيب) ِ‬
‫الخ َّط ُّ‬
‫ابي(((‪ ،‬واب ُن َمنْدَ ه(((‪،‬‬ ‫لله تعالى‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وممن َ‬ ‫َّ‬
‫والسعدي(‪،((1‬‬
‫ُّ‬ ‫جر(((‪،‬‬‫العربي(((‪ ،‬واب ُن الق ِّيم(((‪ ،‬واب ُن َح ٍ‬
‫ِّ‬ ‫والبيهقي(((‪ ،‬واب ُن‬
‫ُّ‬
‫واب ُن ُع َثيمين(‪.((1‬‬
‫ِ‬
‫الح ْف ُظ‬
‫ِ‬
‫(الحافظ)‬ ‫اسم ْي ِه‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صف ٌة ِمن صفاتِه تعالى‪ ،‬ال َّث ِ‬
‫والسنَّة‪ ،‬من َ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ابتة‬
‫و(الح ِ‬
‫فيظ)‪.‬‬ ‫َ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)6162‬ومسلم (‪.)3‬‬
‫((( رواه البخاري (‪.)2641‬‬
‫((( انظر‪ :‬تفسير اآلية ‪6‬و‪ 86‬من سورة النساء في «تفسير ابن جرير»‪ ،‬وابن الجوزي في «زاد‬
‫المسير»‪ ،‬وانظر‪(( :‬األمد األقصى)) البن العربي (‪)417/1‬‬
‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)69‬‬
‫وجل)) (‪)110/2‬‬ ‫عز َّ‬
‫((( ((التوحيد ومعرفة أسماء الله َّ‬
‫((( ((األسماء والصفات)) (‪)126/1‬‬
‫((( ((األمد األقصى)) (‪)417/1‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 727/3‬رقم ‪.)3331‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪ ،11‬و‪.)219‬‬
‫(‪ ((1‬في تفسيره «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)301/5‬‬
‫(‪« ((1‬القواعد المثلى» (‪.)19‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪150‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬إِ َّن َر ِّبي َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َح ِف ٌ‬


‫يظ‪[ ‬هود‪.]57 :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬فالله َخير حافِ ًظا وهو أرحم الر ِ‬


‫احمي َن‪[ ‬يوسف‪.]64:‬‬ ‫َ ُ َ ْ َ ُ َّ‬ ‫ُ ٌْ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫اس ر ِضي الله عنهما‪ ،‬مرفو ًعا‪« :‬اح َف ِ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫ظ الل َه‬ ‫ُ‬ ‫بن ع َّب ٍ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬

‫ُجاه َك‪.(((»...‬‬ ‫ك‪ ،‬اح َف ِ‬


‫ظ الل َه ِ‬ ‫يح َف ْظ َ‬
‫تجدْ ه ت َ‬

‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬


‫(((‬
‫ــــل بِ ِح ْفظِ ِه ْم ِم ْن ك ُِّل أ ْم ٍر عانِي»‬
‫ُ‬ ‫ـــم َو ُه َو الك َِفيـ‬ ‫الح ِف ُ‬
‫يظ َع َل ْي ِه ُ‬ ‫«و ُه َو َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫معنيان‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الحفيظ‪ ،‬وله‬ ‫ِ‬
‫أسمائه ُسبحانَه‪:‬‬ ‫رح‪ِ :‬‬
‫«ومن‬ ‫اس في َّ‬
‫الش ِ‬ ‫الهر ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ٍ‬ ‫خير وشر‪ ،‬و ُعر ٍ‬
‫ف و ُنك ٍْر‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وطاعة‬ ‫ْ‬ ‫أحدُ هما‪ :‬أنَّه يح َف ُظ على العباد ما عملوه من ٍ ٍّ‬
‫لعباده ِمن‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الحافظ‬ ‫ِ‬
‫الحفيظ‪ :‬أنَّه تعالى‬ ‫ومعصية‪ ...‬والمعنى ال َّثاني ِمن َمعن َي ِي‬
‫ٍ‬

‫وخاص؛ فالعا ُّم‪ :‬هو ِحف ُظه‬


‫ٌّ‬
‫ِ‬
‫نوعان‪ :‬عا ٌّم‬ ‫لخ ْل ِقه‬ ‫هون‪ِ ...‬‬
‫وحف ُظه َ‬ ‫يكر َ‬
‫جمي ِع ما َ‬
‫ألوليائه ِحف ًظا زائدً ا‬
‫ِ‬ ‫الخاص‬
‫ُّ‬ ‫َّوع ال َّثاني‪ِ :‬حف ُظه‬ ‫ِ‬
‫لجمي ِع المخلوقات‪ ...‬والن ُ‬
‫يض ُّر إيمانَهم‪ ،‬و ُي ِ‬
‫زلز ُل يقينَهم‪.(((»...‬‬ ‫على ما تقدَّ َم؛ يح َف ُظهم َّ‬
‫عما ُ‬

‫((( رواه أحمد (‪ 2804‬و‪ ،)2669‬والترمذي (‪ ،)2518‬وقال‪« :‬حديث حسن صحيح»‪،‬‬


‫وحسنه ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (‪ ،)459/1‬وابن حجر في «موافقة ُ‬
‫الخ ْبر‬ ‫َّ‬
‫الخ َبر» (‪ ،)327/1‬واأللباني في «صحيح سنن الترمذي» (‪.)2516‬‬ ‫َ‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 718/3‬رقم ‪.)3299‬‬
‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)83/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪151‬‬

‫الح ِف ُّي‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العزيز‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫وجل بأنَّه َح ِف ٌّي‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫ثابت‬ ‫عز َّ‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫يوص ُ‬
‫َ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫َان بِي َح ِف ًّيا‪‬‬
‫الم َع َل ْي َك َس َأ ْس َت ْغ ِف ُر َل َك َر ِّبي إِ َّن ُه ك َ‬
‫قو ُله تعالى‪َ  :‬ق َال َس ٌ‬
‫[مريم‪.]47 :‬‬

‫الح ِف ِّي‪ :‬ال َب ُّر ال َّل ُ‬


‫طيف(((‪.‬‬ ‫ومعنى َ‬

‫عودني منه اإلجاب َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫غريب ال ُقرآن»‪« :‬أي‪ًّ :‬‬
‫بارا‪َّ ،‬‬ ‫«تفسير‬ ‫وقال اب ُن َقتَيب َة في‬
‫إذا د َع ْوتُه»‪.‬‬

‫وقال اب ُن العربي‪( :‬التَّح ِّفي غاي ُة البِ ِّر)(((‪.‬‬

‫الح ُّق‬
‫َ‬
‫ثابت‬
‫اسم له ٌ‬
‫الحق ُسبحانَه وتعالى‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه‬ ‫ف الل ُه َّ‬ ‫يوص ُ‬
‫َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬ذلِ َك بِ َأ َّن الل َه ُه َو ا ْل َح ُّق ‪[ ‬الحج‪.]6 :‬‬

‫الم ِل ُك ا ْل َح ُّق ال إِ َل َه إِ َّل ُه َو َر ُّب ا ْل َع ْر ِ‬


‫ش‬ ‫‪ -2‬وقو ُله تعالى‪َ  :‬ف َت َعا َلى الل ُه َ‬
‫ا ْلك َِري ِم‪[ ‬المؤمنون‪.]116 :‬‬

‫((( «المفردات» للراغب األصفهاني (‪.)246‬‬


‫((( ((األمد األقصى)) (‪.)132/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪152‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫الحق‪ ،‬وقو ُلك ُّ‬
‫الحق»(((‪.‬‬ ‫اس َر ِضي الل ُه عنهما‪َ ...« :‬‬
‫أنت ُّ‬ ‫حديث ِ‬
‫ابن ع َّب ٍ‬ ‫ُ‬

‫المتح ِّق ُق كونُه ووجو ُده‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قال َقوام السن َِّة‪ِ :‬‬
‫الحق‪ ،‬وهو ُ‬
‫أسمائه تعالى‪ُّ :‬‬ ‫«ومن‬ ‫َّ ُ ُّ‬
‫حق»(((‪.‬‬
‫صح وجو ُده وكونُه فهو ٌّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬
‫وكل شيء َّ‬
‫ِ‬
‫األثير(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وبنحوه قال اب ُن‬
‫ِ‬
‫الوجود‪،‬‬ ‫واجب‬ ‫«الحق في ذاتِه وصفاتِه؛ فهو‬
‫ُّ‬ ‫السعدي‪:‬‬ ‫العلم ُة‬
‫وقال َّ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫لشيء ِمن‬ ‫ُّعوت‪ ،‬وجو ُده ِمن لواز ِم ذاتِه‪ ،‬وال وجو َد‬
‫فات والن ِ‬ ‫كامل الص ِ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫والكمال‬ ‫بالجالل والجم ِ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األشياء َّإل به؛ فهو ا َّلذي لم َيز ْل وال ُ‬
‫يزال‬
‫َ‬
‫حق‪ ،‬وفِع ُله ٌّ‬
‫حق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫باإلحسان معرو ًفا‪ ،‬فقو ُله ٌّ‬ ‫موصو ًفا‪ ،‬ولم َيز ْل وال ُ‬
‫يزال‬

‫الحق‪ ،‬وعبادتُه وحدَ ه ال‬ ‫حق‪ِ ،‬‬


‫ودينُه هو‬ ‫ورس ُله ٌّ‬
‫حق‪ ،‬وكُت ُبه ٌّ‬
‫ُّ‬ ‫حق‪ُ ،‬‬
‫ولقاؤه ٌّ‬
‫ُ‬
‫الحق»(((‪.‬‬ ‫َ‬
‫شريك له هي ُّ‬

‫الح ْق ُو‬
‫َ‬
‫(الح ْج َز ِة)‪.‬‬
‫ان ُظ ْر صف َة‪ُ :‬‬

‫الحك َُم‬
‫َ‬
‫ان ُظ ْر صف َة‪( :‬الحاك ِم)‪.‬‬

‫((( رواه البخاري (‪.)7385‬‬


‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)135/1‬‬
‫((( «جامع األصول» (‪.)179/4‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)305/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪153‬‬

‫ِ‬
‫الحك َْم ُة‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫(الحكيم) الثابت‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬من اسمه َ‬
‫ِصف ٌة ذاتي ٌة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫َّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫يم ا ْل َخبِ ُير‪[ ‬األنعام‪.]18 :‬‬‫ِ‬


‫‪‬و ُه َو ا ْل َحك ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫‪‬والل ُه َع ِز ٌيز َحك ٌ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪.]228 :‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫رب‬ ‫بحان ِ‬
‫وس َ‬ ‫بن أبي و َّق ٍ ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫سعد ِ‬ ‫ُ‬
‫الله ِّ‬ ‫اص َرضي الل ُه عنه‪ُ ...« :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫العزيز الحكيمِ»(((‪.‬‬ ‫حول وال قو َة َّإل ِ‬
‫بالله‬ ‫العا َلمي َن‪ ،‬وال َ‬
‫َّ‬

‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬


‫ـــان َأي ًضا مـــا ُهمـــا عَدَ م ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫نَو َع ِ‬
‫ْ‬ ‫اك ِمن َأ ْو َصافِ ِه‬
‫يـــم َو َذ َ‬
‫الحك ُ‬
‫ِ‬
‫«و ُه َو َ‬
‫َ‬
‫(((‬‫ان َأي ًضـــا َثابِتَـــا البر َه ِ‬
‫ان»‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬
‫نَو َع ِ‬
‫ْ‬ ‫ْـــم َوإِ ْحـــكَا ٌم َفـــك ٌُّل ِمن ُْه َما‬
‫ُحك ٌ‬

‫كيم)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس في َّ‬


‫الش ِ‬
‫(الح ُ‬
‫الحسنى ُسبحانَه‪َ :‬‬
‫رح‪« :‬ومن أسمائه ُ‬ ‫الهر ُ‬
‫قال َّ‬
‫الش ِ‬
‫يء بأنَّه‬ ‫الح ْك ِم‪ ،‬وهو القضا ُء على َّ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو إ َّما َف ِع ٌيل بمعنى‬
‫فاعل‪ ،‬أي‪ :‬ذو ُ‬

‫حك ُم األشيا َء و ُي ِتقنُها‪،‬‬


‫فع ٍل‪ ،‬وهو ا َّلذي ي ِ‬
‫ُ‬
‫عيل بمعنى م ِ‬
‫ُ‬ ‫كذا‪ ،‬أو ليس كذا‪ ،‬أو َف ٌ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2696‬‬


‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 712/3‬رقم ‪ 3266‬و ‪.)3267‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪154‬‬

‫ِ‬
‫بأفضل العلو ِم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األشياء‬ ‫ِ‬
‫أفضل‬ ‫الح ِ‬
‫كمة‪ ،‬وهي معرف ُة‬ ‫وقيل‪ :‬الحكيم ذو ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الح ْل ُم‬
‫ِ‬
‫أسمائه‬ ‫اسم ِمن‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة له‬
‫ليم) ٌ‬
‫و(الح ُ‬
‫َ‬ ‫بالكتاب ُّ‬
‫تعالى‪.‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫وف َو َم ْغ ِف َر ٌة َخ ْي ٌر ِم ْن َصدَ َق ٍة َي ْت َب ُع َها َأ ًذى َوالل ُه‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬ق ْو ٌل َم ْع ُر ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪.]263 :‬‬ ‫َغن ٌّي َحل ٌ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬إِ َّنه ك َ ِ‬
‫يما َغ ُف ً‬
‫ورا‪[ ‬فاطر‪.]41 :‬‬ ‫َان َحل ً‬ ‫ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫العظيم‬
‫ُ‬ ‫اس َر ِضي الل ُه عنهما‪ ...« :‬ال إل َه َّإل الل ُه‬ ‫حديث ِ‬
‫ابن ع َّب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫العرش العظي ِم‪.((( »...‬‬ ‫ليم‪ ،‬ال إل َه َّإل الل ُه ُّ‬
‫رب‬ ‫الح ُ‬
‫َ‬

‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬


‫ـــة لِيتُوب ِمـــن ِعصي ِ‬
‫ان»‬ ‫بِع ُقوب ٍ‬ ‫اج ُ‬
‫ـــل َع ْبدَ ُه‬ ‫الح ِليم َف َل ُي ِع ِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ـــو َ ُ‬ ‫«و ُه َ‬
‫َ‬
‫(((‬

‫ليم) و(ال َع ُف ُّو)؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس في َّ‬


‫«الش ِ‬
‫(الح ُ‬
‫رح»‪« :‬ومن أسمائه ُسبحانَه‪َ :‬‬ ‫الهر ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ِ‬ ‫والفسوق ِ‬
‫ِ‬ ‫أهل الك ِ‬ ‫الكامل ا َّلذي ِ‬
‫وس َع َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫صيان؛‬ ‫والع‬ ‫ُفر‬ ‫ليم ا َّلذي له الح ُ‬
‫لم‬ ‫فالح ُ‬
‫َ‬

‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)75/2‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)6345‬ومسلم (‪.)2730‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 717/3‬رقم ‪.)3292‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪155‬‬

‫ألخ َذهم‬ ‫بالعقوبة؛ رجا َء أن يتُوبوا‪ ،‬ولو شاء َ‬ ‫ِ‬ ‫عاج ْلهم‬‫أمه َلهم ولم ُي ِ‬
‫حيث َ‬
‫آثارها عليها‪ِ ،‬من‬ ‫ُّب ِ‬ ‫نوب تقتضي ترت َ‬ ‫الذ َ‬ ‫فإن ُّ‬
‫صدورها منهم؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫بذنوبِهم َ‬
‫فور‬
‫لمه ُسبحانَه هو ا َّلذي اقتضى إمها َلهم؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تنوعة‪ ،‬ولك َّن ح َ‬ ‫الم ِّ‬‫العقوبات العاجلة ُ‬
‫َّاس بِ َما ك ََس ُبوا َما ت ََر َك َع َلى َظ ْه ِر َها ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫‪‬و َل ْو ُي َؤاخ ُذ الل ُه الن َ‬
‫كما قال تعالى‪َ :‬‬
‫اد ِه‬
‫َان بِ ِعب ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َدا َّبة َو َلك ْن ُي َؤ ِّخ ُر ُه ْم إِ َلى َأ َج ٍل ُم َس ًّمى َفإِ َذا َجا َء َأ َج ُل ُه ْم َفإِ َّن الل َه ك َ َ‬
‫َب ِص ًيرا‪.(((»‬‬

‫الح ِم ُيد‬
‫َ‬
‫اسم‬
‫و(الحميدُ ) ٌ‬
‫َ‬ ‫الحميدُ ‪ ،‬وهو صف ٌة ذات َّي ٌة له‪،‬‬
‫وجل بأنَّه َ‬‫عز َّ‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫يوص ُ‬
‫َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ثابت‬ ‫ِ‬
‫أسمائه‪ٌ ،‬‬ ‫ِمن‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪‬وا ْع َل ُموا َأ َّن الل َه َغنِ ٌّي َح ِميدٌ ‪[ ‬البقرة‪.]267 :‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬

‫الله َوالل ُه ُه َو ا ْل َغنِ ُّي‬


‫َّاس َأ ْنتُم ا ْل ُف َقراء إِ َلى ِ‬
‫َ ُ‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬يا َأ ُّي َها الن ُ‬
‫ا ْل َح ِميدُ ‪[ ‬فاطر‪.]15 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫بن ُعجر َة ر ِضي الله عنه في الت ِ‬
‫َّشهد‪ ...« :‬قولوا‪ :‬ال َّل َّ‬
‫هم‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫كعب ِ ْ َ‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث‬
‫إبراهيم‪ ،‬إنَّك َحميدٌ‬ ‫آل محم ٍد‪ ،‬كما ص َّل ْي َت على ِ‬
‫آل‬ ‫صل على محم ٍد وعلى ِ‬‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫َمجيدٌ »(((‪.‬‬

‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)81/2‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)3370‬ومسلم (‪.)406‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪156‬‬

‫المعنى‪:‬‬
‫«الحميدُ ِمن صفاته ُسبحانَه‬ ‫ِ‬
‫العرب»‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫«لسان‬ ‫ٍ‬
‫منظور في‬ ‫‪ -1‬قال اب ُن‬
‫ٍ‬
‫مفعول»‪.‬‬ ‫فعيل بمعنى‬ ‫كل ٍ‬
‫حال‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫ِ‬
‫المحمود على ِّ‬ ‫وتعالى بمعنى‬
‫األثير‪« :‬الحميدُ ‪ :‬المحمود ا َّلذي استح َّق الحمدَ ِبف ِ‬
‫عله‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬وقال اب ُن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫مفعول»(((‪.‬‬ ‫وهو ٌ‬
‫فعيل بمعنى‬
‫ان (بمعنى الر ِ‬
‫الحنَ ُ‬
‫حمة)‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫ِصف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫َاب بِ ُق َّو ٍة َوآ َت ْينَا ُه ا ْل ُحك َْم َصبِ ًّيا * َو َحنَانًا‬ ‫ِ‬
‫قو ُله تعالى‪َ  :‬يا َي ْح َيى ُخ ْذ ا ْلكت َ‬
‫َان ت َِق ًّيا‪[ ‬مريم‪.]13-12 :‬‬
‫ِم ْن َلدُ نَّا َو َزكَا ًة َوك َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫راط بين‬‫الص ُ‬ ‫دري َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ :‬‬ ‫ٍ‬
‫سعيد ُ‬ ‫ُ‬
‫«يوض ُع ِّ‬ ‫الخ ِّ‬ ‫حديث أبي‬
‫ثم يش َف ُع األنبيا ُء في ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كل‬ ‫السعدان‪َّ ...‬‬ ‫كح َسك َّ‬ ‫َظ ْهران َْي جهن ََّم‪ ،‬عليه َح َس ٌك َ‬
‫ثم َيتحن َُّن‬ ‫أن ال إله َّإل الله م ِ‬
‫خل ًصا‪ ،‬ف ُي ِ‬ ‫يشهدُ ْ‬
‫خرجونهم منها»‪ ،‬قال‪َّ :‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َمن كان َ‬
‫ٍ‬ ‫مثقال ح َّب ٍة ِمن‬
‫ُ‬ ‫يتر ُك فيها عبدً ا في قلبِه‬ ‫ِ‬
‫إيمان‬ ‫الل ُه برحمته على َمن فيها‪ ،‬فما ُ‬
‫َّإل َ‬
‫أخر َجه منها»(((‪.‬‬

‫((( «جامع األصول» (‪.)180/4‬‬


‫((( حديث حسن؛ رواه أحمد (‪ ،)11096( )11/3‬وابن جرير في «التفسير» (‪،)113/16‬‬
‫وابن المبارك في «الزهد» (‪ ،)1268‬وابن خزيمة في «التوحيد» (‪ )766/2‬بإثبات =‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪157‬‬

‫ِ‬ ‫‪‬و َحنَانًا ِم ْن َلدُ نَّا‪ُ :‬‬ ‫قال اب ُن َج ٍ‬


‫كره‪ :‬ورحم ًة منَّا‬
‫يقول تعالى ذ ُ‬ ‫رير‪« :‬قو ُله‪َ :‬‬
‫َّأويل في معنى الحن ِ‬
‫أهل الت ِ‬
‫كم صب ًّيا‪ ،‬وقد اخ َت َلف ُ‬
‫َّان‪،‬‬ ‫ومح َّب ًة له آ َت ْيناه ُ‬
‫الح َ‬
‫ِ‬
‫بإسناده إلى ِ‬
‫ابن ع َّب ٍ‬
‫اس‬ ‫ب ذلك‬
‫نس َ‬ ‫الرحم ُة»؛ اهـ‪َّ ،‬‬
‫ثم َ‬ ‫بعضهم‪ :‬معناه‪َّ :‬‬
‫فقال ُ‬
‫رون‪ :‬معنى ذلك‪ :‬وتع ُّط ًفا ِمن‬
‫آخ َ‬‫ثم قال‪« :‬وقال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعكرم َة َّ‬
‫والض َّحاك وقتادةَ‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثم قال‪« :‬وقال‬
‫ب ذلك بإسناده إلى مجاهد‪َّ ،‬‬ ‫عندنا عليه ف َع ْلنا ذلك»‪َ ،‬‬
‫ونس َ‬
‫ووجهوا معنى الكال ِم إلى‪ :‬ومح َّب ًة ِمن‬ ‫ِ‬
‫رون‪ :‬بل معنى الحنَان‪ :‬المح َّب ُة‪َّ ،‬‬
‫آخ َ‬‫َ‬
‫بإسناده إلى ِعكرم َة ِ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثم قال‪:‬‬
‫وابن زيد‪َّ ،‬‬ ‫ب ذلك‬
‫نس َ‬ ‫عندنا ف َع ْلنا ذلك»‪َّ ،‬‬
‫ثم َ‬

‫= لفظة‪( :‬يتج َّلى) ً‬


‫بدل من (يتحنَّن)‪ ،‬وهذا خطأ من الناسخ؛ ألنه في جميع الروايات‪:‬‬
‫«يتحنَّن»‪ ،‬ثم هو في النسخة األلمانية لكتاب «التوحيد»‪ ،‬التي رمز لها المحقق الشهوان‬
‫بالرمز (ل)‪« :‬يتحنَّن»؛ ك ُّلهم من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن عل َّية‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد‬
‫اري‬ ‫ٍ‬
‫بن إسحاق‪ ،‬حدثني عبيد الله بن المغيرة بن ُم َعيقيب‪ ،‬عن سليمان بن عمرو بن عبد ال ُعت َْو ِّ‬
‫أحد بني ليث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‪( :‬وذكره)‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ورواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (‪/176/13‬رقم ‪ )16039‬من طريق عبد األعلى بن‬
‫عبد األعلى عن محمد بن إسحاق به‪.‬‬
‫ورجال إسناده ثقات‪ ،‬عدا عبيد الله بن المغيرة‪ ،‬قال عنه الحافظ في «التقريب»‪« :‬صدوق»‪،‬‬
‫صرح بالتَّحديث‪.‬‬
‫ومحمد بن إسحاق َّ‬
‫قال الحاكم في «المستدرك» (‪ :)585/4‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم‬
‫يخرجاه‪ ،‬وسكت عنه الذهبي‪ ،‬وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة» (‪ :)62/8‬رواه‬
‫السفارييني في «لوائح األنوار» (‪،)238/2‬‬
‫ثقات‪ ،‬وصحح إسناده َّ‬
‫أحمد بن منيع‪ ،‬ورواته ٌ‬
‫وحسنه الوادعي في «الشفاعة» (ص ‪.)159‬‬
‫َّ‬
‫مختصرا (‪ )4280‬بدون الشاهد‪ ،‬وصححه األلباني في (صحيح‬
‫ً‬ ‫والحديث رواه ابن ماجه‬
‫دري رضي‬ ‫سنن ابن ماجه)‪ ،‬وأصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأبي سعيد ُ‬
‫الخ ِّ‬
‫الله عنهما‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪158‬‬

‫بن أبي‬ ‫ِ‬


‫عطاء ِ‬ ‫ِ‬
‫بإسناده إلى‬ ‫ب ذلك‬ ‫آخ َ‬‫«وقال َ‬
‫ونس َ‬
‫تعظيما منَّا له»‪َ ،‬‬
‫ً‬ ‫رون‪ :‬معناه‪:‬‬
‫فالن‬ ‫ِ‬
‫القائل‪ :‬ح َّن ٌ‬ ‫َان‪ِ -‬من ِ‬
‫قول‬ ‫ُ‬
‫«وأصل ذلك ‪ -‬أعني‪ :‬الحن َ‬ ‫ثم قال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫رباح‪َّ ...‬‬
‫فالن على ٍ‬
‫فالن‪ :‬إذا‬ ‫ثم ُي ُ‬
‫قال‪ :‬تحنَّ َن ٌ‬ ‫َ‬
‫واشتاق‪َّ ،‬‬ ‫ارتاح إليه‬
‫َ‬ ‫إلى كذا‪ ،‬وذلك إذا‬
‫اعر‪:‬‬ ‫ف عليه والر َّق ِة به والر ِ‬
‫حمة له؛ كما قال َّ‬ ‫ف بالتَّع ُّط ِ‬
‫ُو ِص َ‬
‫الش ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫َفـــإِ َّن لِـــك ُِّل َم َقـــا ٍم َم َق َ‬
‫ـــال‬ ‫الم ِل ُ‬
‫يك‬ ‫اك َ‬‫ـــي َهـــدَ َ‬
‫َحنَّـــ ْن َع َل َّ‬
‫ت َ‬

‫فالن على‬ ‫ِ‬


‫القائل‪ :‬ح َّن ٌ‬ ‫فالحنان‪ :‬مصدر ِمن ِ‬
‫قول‬ ‫ُ‬ ‫ف ع َل َّي؛‬
‫بمعنى‪ :‬تع َّط ْ‬
‫ٌ‬
‫قال منه‪ :‬حنَن ُْت عليه‪ ،‬فأنا َأ ِح ُّن عليه‪ ،‬وحنَانًا»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫فالن‪ُ ،‬ي ُ‬

‫الرحم ُة‪ ،‬ونصب‬ ‫‪‬و َحنَانًا ِم ْن َلدُ نَّا‪ ‬الحن ُ‬


‫َان‪َّ :‬‬ ‫الفرا ُء‪« :‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫وقال َّ‬
‫ألبو ْي ِه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪‬حنَانًا‪ ،‬أي‪ :‬و َف َع ْلنا ذلك رحم ًة َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للح َطيئة ُيخاط ُ‬
‫ب فيه ُع َم َر‬ ‫ابق ُ‬
‫الس َ‬
‫البيت َّ‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫وبنحوه قال اب ُن ُقتَيب َة‪َ ،‬‬
‫ونس َ‬
‫اب َر ِضي الل ُه عنه(((‪.‬‬
‫ب َن الخ َّط ِ‬

‫(الض ِ‬
‫رير)‪ ،‬عن هشا ِم‬ ‫سل ٍم عن أبي ُمعاوي َة َّ‬
‫القاسم ب ُن َّ‬ ‫وروى أبو ُع ٍ‬
‫بيد‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وحنا َن ْي َك‪ ،‬وهذا إسنا ٌد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بن ُعروةَ‪ ،‬عن أبيه‪ :‬أنَّه كان ُ‬
‫يقول في تلبيته‪ :‬ل َّب ْي َك ر َّبنا َ‬
‫ِ‬
‫بالمدينة‪ ،‬قال‬ ‫هاء الس ِ‬
‫بعة‬ ‫صحيح‪ ،‬وعرو ُة بن الزب ِير تابعي ثق ٌة‪ ،‬أحدُ ال ُف َق ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ ُّ َ‬ ‫ٌ‬

‫((( «جامع البيان » (‪.)55/16‬‬


‫ِ‬
‫‪‬وآ َت ْينَا ُه ا ْل ُحك َْم َصبِ ًّيا * َو َحنَانًا م ْن َلدُ نَّا‪،‬‬‫َف َّس َر بعض المفسرين‪ ،‬ومنهم الحافظ ابن كثير‪َ :‬‬
‫الحنان صف ًة ليحيى عليه‬ ‫ُ‬ ‫حنان وزكاة‪ ،‬فيكون‬ ‫ٍ‬ ‫كم وحنانًا وزكاةً‪ ،‬أي‪ :‬جعلناه ذا‬
‫الح َ‬
‫أي‪ :‬آتيناه ُ‬
‫الصالة والسالم‪.‬‬
‫((( «معاني القرآن» (‪.)163/2‬‬
‫((( «تفسير غريب القرآن» البن قتيبة (ص‪ ،)273‬وانظر تفسير البغوي‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪159‬‬

‫رب‪،‬‬ ‫والعرب ُ‬ ‫أبو ُعب ٍ‬


‫يد‪« :‬قو ُله‪َ :‬حنا َن ْي َك‪ُ ،‬يريدُ ‪ :‬رحمت ََك‪،‬‬
‫تقول‪ :‬حنانَك يا ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫واحد»(((‪.‬‬ ‫وحنا َن ْي َك يا ُّ‬
‫رب بمعنًى‬ ‫َ‬

‫«حنا َن ْي َك‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫بن ٍ‬ ‫حديث ِ‬


‫زيد ِ‬ ‫ِ‬
‫عمرو‪َ :‬‬ ‫ديني‪« :‬في‬
‫الم ُّ‬
‫وقال أبو موسى َ‬
‫ٍ‬
‫رحمة»(((‪.‬‬ ‫ارح ْمني رحم ًة بعدَ‬
‫َ‬

‫َّان‪ِ :‬من‬
‫األعرابي‪ ،‬أنَّه قال‪ :‬الحن ُ‬
‫ِّ‬ ‫عن ِ‬
‫ابن‬ ‫اس ِ‬
‫«روى أبو الع َّب ِ‬
‫األزهري‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫ِ‬
‫َّخفيف‪:-‬‬ ‫الرحي ِم‪ ،‬قال‪ :‬والحن ُ‬
‫َان ‪-‬بالت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أسماء الله ‪-‬بتشديد النُّون‪ -‬بمعنى‪َّ :‬‬
‫الهيب ُة‪ ،‬والحن ُ‬
‫َان‪:‬‬ ‫َان‪ :‬البرك ُة‪ ،‬والحن ُ‬
‫َان‪َ :‬‬ ‫الر ْز ُق‪ ،‬والحن ُ‬ ‫الرحم ُة‪ ،‬قال‪ :‬والحن ُ‬
‫َان‪ِّ :‬‬ ‫َّ‬
‫الو َق ُار»(((‪.‬‬
‫َان‪ :‬الرحم ُة‪ِ ،‬‬
‫والف ُ‬ ‫األزهري‪« :‬وقال ال َّل ُ‬
‫عل التَّحنُّ ُن‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫يث‪ :‬الحن ُ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ثم قال‬
‫َّ‬
‫‪‬و َحنَانًا ِم ْن َلدُ نَّا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حيم بعباده‪ ،‬ومنه قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫الر ُ‬ ‫َّان المن ُ‬
‫َّان َّ‬ ‫والل ُه الحن ُ‬
‫ِ‬ ‫َّان ِمن‬
‫أسماء ِ‬
‫الله تعالى‪،‬‬ ‫األزهري)‪ :‬والحن ُ‬
‫ُّ‬ ‫أي‪ :‬رحم ًة ِمن لدُ نَّا‪ُ ،‬‬
‫قلت (أي‪:‬‬
‫ِ‬
‫مشايخنا أنك ََر التَّشديدَ‬ ‫بعض‬
‫صحيح‪ ،‬وكان ُ‬ ‫ُّون‬ ‫ِ‬
‫بتشديد الن ِ‬ ‫جاء على ف َّع ٍ‬
‫ال‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫صفات ِ‬
‫الله‬ ‫الحني ُن ِمن‬ ‫َ‬ ‫فاستوح َش أن‬ ‫الحنِ ِ‬
‫يكون َ‬ ‫َ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ب به إلى َ‬
‫ذه َ‬
‫فيه؛ ألنَّه َ‬

‫الرحم ُة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫حيم‪ ،‬من الحنَان‪ ،‬وهو َّ‬
‫الر ُ‬
‫تعالى‪ ،‬وإنَّما معنى الحنَّان‪َّ :‬‬
‫حمة والتَّع ُّط ِ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫الله‪ :‬ذو الر ِ‬
‫صفة ِ‬‫َّان في ِ‬
‫إسحاق‪ :‬الحن ُ‬
‫َ‬ ‫ثم قال‪« :‬قال أبو‬
‫َّ‬ ‫َّ‬

‫((( «غريب الحديث» (‪.)405/2‬‬


‫((( «المجموع المغيث» (‪.)514/1‬‬
‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)446/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪160‬‬

‫َان ‪-‬مخ َّف ٌ‬


‫ف‪-‬‬ ‫ِ‬
‫والعطف‪ ،‬والحن ُ‬ ‫وقال الخ َّطابي‪« :‬الحنَّان‪ :‬ذو الر ِ‬
‫حمة‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫الرحم ُة»(((‪.‬‬
‫َّ‬

‫وق‪ ،‬وت ََو ُ‬


‫قان‬ ‫الحنِي ُن‪َّ :‬‬
‫الش ُ‬ ‫الجوهري)‪َ :‬‬
‫َّ‬ ‫وقال اب ُن تيم َّي َة‪« :‬وقال (يعني‪:‬‬
‫الرحم ُة‪ُ ،‬ي ُ‬
‫قال‪:‬‬ ‫حان‪ ،‬والحن ُ‬ ‫َّفس‪ ،‬وقال‪ :‬حن إليه ِ‬
‫يح ُّن حنينًا فهو ٌّ‬ ‫الن ِ‬
‫َان‪َّ :‬‬ ‫َّ‬
‫‪‬و َحنَانًا ِم ْن َلدُ نَّا وزكاةً‪ ،‬والحن ُ‬
‫َّان‬ ‫ِ‬
‫ح َّن عليه يح ُّن حنانًا‪ ،‬ومنه قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫والعرب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تقول‪َ :‬حنا َن ْي َك يا ُّ‬
‫رب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ترح َم‪،‬‬
‫الرحمة‪ ،‬وتحنَّ َن عليه‪َّ :‬‬
‫بالتَّشديد‪ :‬ذو َّ‬
‫وهري‪ ،‬وفي األ َث ِر‬ ‫الج‬ ‫ٍ‬
‫ِّ‬ ‫وحنانَك بمعنًى واحد‪ ،‬أي‪ :‬رحمتَك‪ ،‬وهذا كال ُم َ‬
‫َ‬
‫َّان المن ِ‬
‫تفسير الحن ِ‬
‫ِ‬
‫َّان هو ا َّلذي ُيقبِ ُل على َمن َ‬
‫أعر َض عنه‪،‬‬ ‫«أن الحن َ‬
‫َّان‪َّ :‬‬ ‫في‬

‫واسع»(((‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫باب‬ ‫ال ق ْب َل الس ِ‬
‫ؤال»‪ ،‬وهذا ٌ‬ ‫َّان ا َّلذي يبدَ ُأ بالن ََّو ِ‬
‫والمن َ‬
‫ُّ‬
‫ُفاة الص ِ‬
‫فات‪:‬‬ ‫وقال ابن القي ِم رادا على ن ِ‬
‫ِّ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ ِّ‬
‫ـــف يـــدَ ِ‬ ‫ـــم ٌع َو َل َب َص ٌر‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫َو َل َو ْجـــ ٌه‪َ ،‬ف َك ْي َ َ‬ ‫« َقا ُلوا‪َ :‬و َل ْي َس ل َر ِّبنَا َس ْ‬
‫ـــة وحن ِ‬
‫َـــان‬ ‫َ َ‬
‫ر ٍة وإِراد ٍة َأو رحم ٍ‬
‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ـــس لِ َر ِّبنَـــا ِمـــ ْن ُقدْ‬ ‫َـــذ َ‬
‫اك َل ْي َ‬ ‫َوك َ‬
‫(((‬
‫ات ُم َج َّر َد ٍة بِ َغ ْي ِر َمعانِي»‬
‫ِســـوى َذ ٍ‬
‫َ‬
‫ـــف ي ُقـــوم بِ ِ‬
‫ـــه‬ ‫ُ‬ ‫ك ََّل َو َل َو ْص ٌ َ‬

‫فائدةٌ‪:‬‬
‫ِ‬
‫األحاديث‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫ِ‬
‫لوروده في‬ ‫عز َّ‬
‫وجل؛‬ ‫َّان) اسما ِ‬
‫لله َّ‬ ‫بعضهم (الحن َ‬
‫أث َب َت ُ‬
‫ً‬

‫((( «شأن الدعاء» (ص‪.)105‬‬


‫((( «شرح حديث النُّزول» (ص‪.)184‬‬
‫((( «القصيدة النونية» (‪.)50/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪161‬‬

‫ِ‬
‫األحاديث‪:‬‬ ‫وفي ذلك ن َظر؛ لعد ِم صحتِها‪ِ ،‬‬
‫ومن هذه‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬

‫َّبي ص َّلى الل ُه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫أنس ِ‬


‫حديث ِ‬
‫ُ‬
‫بن مالك َرضي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ :‬سمع الن ُّ‬ ‫‪-1‬‬
‫بأن لك الحمدَ ‪ ،‬ال إل َه َّإل َ‬
‫أنت‬ ‫هم إنِّي َ‬
‫أسأ ُلك َّ‬ ‫يقول‪ :‬ال َّل َّ‬
‫رج ًل ُ‬‫عليه وس َّل َم ُ‬
‫ٍ‬
‫رواية‬ ‫ِ‬
‫واألرض»(((‪ ،‬جاء في‬ ‫ِ‬
‫موات‬ ‫الس‬ ‫المن ُ‬ ‫َ‬
‫بديع َّ‬
‫َّان‪ُ ،‬‬ ‫شريك لك‪َ ،‬‬ ‫وحدَ ك‪ ،‬ال‬
‫ِ‬
‫بلفظ‪( :‬الحنَّان)(((‪.‬‬

‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫بن ٍ‬


‫مالك َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫أنس ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫ُ‬
‫أن الن َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬
‫فيقول الل ُه‬ ‫ألف َس ٍنة‪ :‬يا حن ُ‬
‫َّان‪ ،‬يا من ُ‬
‫َّان‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«إن عبدً ا في جهن ََّم َل ُينادي َ‬
‫قال‪َّ :‬‬

‫ب ْفأتِني بعبدي‪.(((»...‬‬ ‫اذه ْ‬


‫السال ُم‪َ :‬‬
‫بريل عليه َّ‬ ‫لج َ‬ ‫وجل ِ‬‫عز َّ‬‫َّ‬
‫حديث‪ِ َّ :‬‬
‫«إن لله تعالى تسع ًة وتسعي َن ً‬
‫اسما‪َ ،‬من أحصاها َ‬
‫دخل‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫الجنَّ َة‪ ،(((»...‬فذك ََرها وعدَّ منها‪« :‬الحنَّان»‪.‬‬

‫خاصهم وعا ُّمهم‪ ،‬وإن لم تث ُب ْت به‬


‫َّاس ُّ‬
‫«ومما يدعو به الن ُ‬
‫َّ‬ ‫قال الخ َّط ُّ‬
‫ابي‪:‬‬

‫((( سبق تخريجه في صفة‪( :‬بديع السموات واألرض)‪.‬‬


‫((( أخرجه أحمد في «المسند» (‪ )158/3‬بلفظ‪« :‬الحنَّان»‪ ،‬وأخرجه ابن حبان في «صحيحه»‬
‫(‪ )893‬بلفظ‪« :‬الحنَّان المنَّان»؛ كالهما من طريق خ َلف بن خليفة به‪.‬‬
‫وخ َلف بن خليفة‪ :‬قال عنه الحافظ في «التقريب»‪« :‬صدوق‪ ،‬اختَلط في اآلخر‪ ،‬وا َّدعى أنه‬
‫الصحابي‪ ،‬فأنكَر عليه ذلك اب ُن ُعيينة وأحمدَ »؛ اهـ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫رأى عمرو بن ُح َريث‬
‫((( إسناده ضعيف‪ :‬رواه أحمد في «المسند» (‪ ،)230/3‬وأبو يعلى الموصلي في مسنده‬
‫(‪ ،)214/7‬وابن خزيمة في «التوحيد» (‪)749/2‬؛ كلهم من طريق أبي ظالل هالل بن‬
‫ملي‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬‫أبي هالل ال َق ْس ِّ‬
‫((( رواه الحاكم في «المستدرك» (‪ )17/1‬من طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان‪،‬‬
‫الحبير» (‪« :)172/4‬متفق على‬ ‫ضعيف‪ ،‬قال عنه الحافظ في «التَّلخيص َ‬ ‫ٌ‬ ‫وعبد العزيز هذا‬
‫ضعيف عند ِ‬
‫أهل النقل»‪.‬‬ ‫ومسلم واب ُن َمعين‪ ،‬وقال البيهقي‪:‬‬ ‫البخاري‬ ‫وها ُه‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ضعفه‪َّ ،‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪162‬‬

‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ :‬الحن ُ‬


‫َّان»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رسول ِ‬ ‫الرواي ُة عن‬
‫ِّ‬

‫صحيح‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫ٌ‬
‫قرآن وال‬ ‫االسم لم ِير ْد به‬
‫ُ‬ ‫العربي‪« :‬وهذا‬
‫ِّ‬ ‫وقال اب ُن‬
‫وتأولوه‪،‬‬ ‫أن جماع ًة ِمن الن ِ‬
‫َّاس قبِلوه َّ‬ ‫عو ُل عليه‪َ ،‬‬
‫غير َّ‬ ‫ٍ‬
‫طريق ال ُي َّ‬ ‫وإنَّما جاء ِمن‬
‫َّأويل والو ْع ِ‬ ‫و َك ُث َر إيرا ُده في ِ‬
‫ظ»(((‪.‬‬ ‫كتب الت ِ َ‬

‫اء‬ ‫ِ‬
‫االست ْح َي ُ‬
‫اء َو ْ‬
‫الح َي ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫و(الح ِي ُّي) ِمن‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫ِصف ٌة ِ‬
‫َ‬ ‫بالكتاب ُّ‬ ‫لله َّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬إِ َّن الل َه ال َي ْست َْحيِي َأ ْن َي ْض ِر َب َم َث ًل َما َب ُع َ‬


‫وض ًة َف َما‬
‫َف ْو َق َها‪[ ‬البقرة‪.]26 :‬‬

‫‪‬والل ُه ال َي ْست َْحيِي ِم ْن ا ْل َح ِّق ‪[ ‬األحزاب‪.]53 :‬‬


‫‪ -2‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫يثي َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪ …« :‬وأ َّما َ‬ ‫ٍ‬
‫اآلخ ُر‬ ‫حديث أبي واقد ال َّل ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫فأعر َض الل ُه عنه»(((‪.‬‬
‫فأعر َض‪َ ،‬‬ ‫فاست َْح َيا‪ ،‬فاست َْح َيا الل ُه منه‪ ،‬وأ َّما َ‬
‫اآلخ ُر َ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ُ‬ ‫مان َر ِضي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫حديث َس ْل َ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫عبده إذا ر َف َع إليه يدَ ْي ِه أن‬
‫إن ربكم حيِي كريم‪ ،‬يستحيِي ِمن ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ ٌّ‬ ‫وس َّل َم‪َّ َّ ...« :‬‬

‫((( «شأن الدعاء» (ص ‪)105‬‬


‫((( انظر‪« :‬األسنى في شرح أسماء الله الحسنى» للقرطبي (‪.)265/1‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)66‬ومسلم (‪.)1405‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪163‬‬

‫ِ‬
‫خائبتين»(((‪.‬‬ ‫فرا‬ ‫ِ‬
‫ُير َّدهما ص ً‬
‫ِ‬
‫االستحياء ِمن الس َل ِ‬
‫الحس ِن ُم َّ‬
‫حمدُ ب ُن‬ ‫َ‬ ‫ف‪ :‬اإلما ُم أبو‬ ‫َّ‬ ‫وممن أث َبت صف َة‬
‫َّ‬
‫شيخ اإلسال ِم((( موافِ ًقا له‪.‬‬ ‫َرجي‪ ،‬فيما ن َق َله عنه ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫عبد الملك الك ُّ‬
‫وقال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬
‫ِ‬
‫العصي ِ‬ ‫ِعنْـــدَ التَّجاه ِ ِ‬
‫ان‬ ‫ـــر منْـــ ُه بِ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الح ِي ُّي َف َل ْي َ‬
‫ـــس َي ْف َض ُح َع ْبدَ ُه‬ ‫«و ُهو َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫احب ال ُغ ْفر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل ِكنَّـــه ي ِ‬
‫لقـــي َع َل ْيـــ َه َســـت َْر ُه‬
‫ان»‬ ‫َف ُه َو َّ‬
‫الســـت ُير َو َص ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫(((‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫كحياء‬ ‫ليق به‪ ،‬ليس‬ ‫وصف َي ُ‬ ‫«وحياؤه تعالى‬ ‫الش ِ‬
‫رح‪:‬‬ ‫اس في َّ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫الهر ُ‬‫قال َّ‬
‫عاب‬ ‫ِ‬ ‫وانكسار يعتري َّ‬ ‫المخلوقي َن ا َّلذي هو تغ ُّي ٌر‬
‫خص عند خوف ما ُي ُ‬ ‫الش َ‬ ‫ٌ‬
‫وكر ِمه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب مع َسعة رحمته‪ ،‬وكمال ُجوده َ‬
‫ِ‬
‫يتناس ُ‬
‫ترك ما ليس َ‬ ‫أو ُي َذ ُّم‪ ،‬بل هو ُ‬
‫ٍ‬
‫شيء إليه‬ ‫أفقر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وعظي ِم َع ِ‬
‫فوه وحلمه؛ فالعبدُ ُيجاه ُره بالمعصية مع أنَّه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫كمال‬ ‫وأض َع ُفه لديه‪ ،‬ويستعي ُن بنعمه على معصيته‪ ،‬ولك َّن َّ‬
‫الر َّب ُسبحانَه مع‬
‫ْك ِس ِتره وفضيحتِه‪ ،‬فيست ُُره بما ُيه ِّي ُئه‬‫ِغناه وتما ِم قدرتِه عليه يستحي ِمن هت ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أسباب الس ِتر‪ ،‬ثم بعد ذلك يعفو عنه ِ‬ ‫له ِمن‬
‫ويغف ُر»((( اهـ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ َّ‬

‫((( رواه أحمد (‪ ،)23765( )438/5‬وأبو داود (‪ ،)1488‬والترمذي (‪ ،)3556‬وابن ماجه‬


‫(‪ ،)3865‬والحاكم (‪.)718/1‬‬
‫والحديث سكت عنه أبو داود‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ،‬وقال الحاكم‪ :‬هذا‬
‫وحسنه الحافظ ابن حجر في «األمالي‬
‫َّ‬ ‫حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪،‬‬
‫الحلبية» (‪ ،)26/1‬وصححه ابن باز في «فتاوى نور على الدرب» (‪ ،)74/11‬واأللباني‬
‫في «صحيح الجامع» (‪.)1757‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)181/4‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 716/3‬رقم ‪.)3290‬‬
‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)80/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪164‬‬

‫ِ‬
‫يث‪ :‬الحيا ُء ِمن االستحياء‪ ،‬ممدو ٌد‪ُ ...‬‬
‫قلت‪:‬‬ ‫األزهري‪« :‬وقال ال َّل ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫ٍ‬ ‫فالن يستحي‪ٍ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واحدة‪،‬‬ ‫بياء‬ ‫استحى ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫لغتان‪ُ :‬يقال‪:‬‬ ‫الحرف‬ ‫وللعرب في هذا‬
‫رآن َنزل بال ُّل ِ‬
‫غة التَّا َّم َة‪( ،‬يعني ال َّثاني َة)»(((‪.‬‬ ‫فالن يست َْح ِيي‪ ،‬بيا َء ْي ِن‪ ،‬وال ُق ُ‬
‫واست َْح َيا ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يثي‪« :‬في هذا‬‫يخ اب ُن ُع َث ْيمين في شرحه لحديث أبي واقد ال َّل ِّ‬‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫كحياء المخلوقي َن‪ ،‬بل هو‬‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ولكنَّه ليس‬ ‫ِ‬
‫الحياء ِ‬ ‫ِ‬
‫لله َّ‬ ‫إثبات‬
‫ُ‬ ‫الحديث‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪:‬‬ ‫عز َّ‬ ‫ليق ِ‬ ‫ِ‬
‫وجل‪ ،‬وقد قال الن ُّ‬ ‫بالله َّ‬ ‫الكمال‪َ ،‬ي ُ‬ ‫حيا ُء‬
‫‪‬والل ُه ال َي ْست َْح ِيي ِم ْن ا ْل َح ِّق‪ ،‬والل ُه‬ ‫(إن الل َه َح ِي ٌّي ٌ‬
‫كريم)‪ ،‬وقال الل ُه تعالى‪َ :‬‬ ‫َّ‬
‫فة‪ ،‬لكن ليس ِم ْث َل المخلوقي َن»(((‪.‬‬ ‫ف بهذه الص ِ‬
‫ِّ‬ ‫يوص ُ‬
‫ُسبحانَه وتعالى َ‬

‫حج ٍر لهذه‬ ‫ِ‬


‫الحافظ ِ‬ ‫حمن البر ِ‬
‫ابن َ‬ ‫ِ‬
‫تأويل‬ ‫اك على‬ ‫الر ِ َّ‬ ‫يخ عبدُ َّ‬ ‫وع َّل َق َّ‬
‫الش ُ‬
‫ِ‬
‫كالقول‬ ‫ِ‬
‫واإلعراض‬ ‫ِ‬
‫االستحياء‬ ‫ُ‬
‫«القول في‬ ‫«فتح الباري»‪ ،‬بقولِه‪:‬‬
‫فة في ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ِّ‬
‫وجل لنَ ْف ِسه‪ ،‬وأث َبته له رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه‬
‫َّ‬ ‫عز‬ ‫ِ‬
‫سائر ما أث َبته الل ُه َّ‬ ‫في‬
‫ِ‬
‫مماثلة‬ ‫اإلثبات مع ِ‬
‫نفي‬ ‫ُ‬ ‫والواجب في جمي ِع ذلك هو‬ ‫وس َّلم ِمن الص ِ‬
‫فات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫المخلوقات»(((‪.‬‬

‫ابن‬ ‫ِ‬
‫الحافظ ِ‬ ‫ِ‬
‫تأويل‬ ‫بل على‬‫الش ِ‬
‫علي ِّ‬ ‫َعليق َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ُ‬
‫يخ ٍّ‬ ‫الشيخ اب ُن باز ت َ‬ ‫أقر‬
‫وقد َّ‬
‫ِ‬
‫واإلعراض‬ ‫ِ‬
‫باالستحياء‬ ‫ف ر ُّبنا ُسبحانَه وتعالى‬‫«يوص ُ‬ ‫حج ٍر‪ ،‬الذي ُ‬
‫يقول فيه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الل ِئق‬ ‫ِ‬
‫الوجه َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص فيه‪ ،‬بل على‬ ‫الشرع َّية‪ -‬على وجه ال َن ْق َ‬
‫ُّصوص َّ‬ ‫‪-‬كما في الن‬
‫يجوز تأوي ُلهما ِ‬
‫بغير‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫تمثيل‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬
‫تحريف وال‬ ‫ٍ‬
‫تعطيل‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬
‫تكييف وال‬ ‫ِمن ِ‬
‫غير‬

‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)288/5‬‬


‫((( «شرح رياض الصالحين» (‪.)535/5‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)157/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪165‬‬

‫وغير ذلك»(((‪.‬‬ ‫اهر ِمن ِ‬


‫لوازمهما‪ِ ،‬‬ ‫معناهما ال َّظ ِ‬

‫عز َّ‬ ‫وممن أثب َت اسم (الح ِيي) ِ‬


‫البيهقي ‪ ،‬وال ُق ُّ‬
‫رطبي(((‪ ،‬واب ُن‬ ‫ُّ‬ ‫وجل‪:‬‬ ‫لله َّ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫(((‬

‫الق ِّيم(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬

‫الح َيا ُة‬


‫َ‬
‫(الح ِّي)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫صف ٌة ذات َّي ٌة للهِ َّ‬
‫والسنَّة‪ ،‬من اسمه‪َ :‬‬
‫بالكتاب ُّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬الل ُه ال إِ َل َه َّإل ُه َو ا ْل َح ُّي ا ْل َق ُّيو ُم‪[ ‬آل عمران‪.]2 :‬‬

‫‪‬وت ََوك َّْل َع َلى ا ْل َح ِّي ا َّل ِذي ال َي ُموت‪[ ‬الفرقان‪.]58 :‬‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ابن عب ٍ ِ‬
‫لك أس َل ْم ُت‪َ ،‬‬
‫وبك آ َمن ُْت‪...‬‬ ‫اس َرضي الل ُه عنهما‪« :‬ال َّل َّ‬
‫هم َ‬ ‫حديث ِ َّ‬
‫ُ‬

‫َ‬
‫يموتون»(((‪.‬‬ ‫واإلنس‬
‫ُ‬ ‫يموت‪ِ ،‬‬
‫والج ُّن‬ ‫ُ‬ ‫الح ُّي ا َّلذي ال‬
‫أنت َ‬
‫َ‬

‫لمه و ُقدرتِه»(((‪.‬‬
‫كع ِ‬
‫الله؛ ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم‪« :‬كال ُمه وحياتُه ِمن‬
‫قال ُ‬

‫((( «التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص‪.)72‬‬


‫((( «األسماء والصفات» (‪.)219/1‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى » (‪.)533/1‬‬
‫((( كما تقدم في البيت السابق‪.‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2717‬‬
‫((( «دقائق التَّفسير» (‪.)102/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪166‬‬

‫حم َل‬ ‫الله بأنَّها ر ُ ِ‬


‫حياة ِ‬ ‫ِ‬
‫األنبياء عن ِ‬ ‫أحدٌ ِمن‬
‫فمن َ‬
‫وح الله‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقال‪« :‬لم ُيع ِّب ْر َ‬
‫كذ َب»(((‪.‬‬ ‫وح أنَّه ُيرا ُد به حيا ُة ِ‬
‫الله‪ ،‬فقد َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالم ٍ ِ‬
‫أحد من األنبياء بلفظ ُّ‬
‫َ َ‬

‫الكاملة األ َبد َّي ِة‪،‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالحياة‬ ‫الموصوف‬
‫ُ‬ ‫الحي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫اس‪« :‬ومعنى‬
‫الهر ُ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ َّ‬ ‫وقال َّ‬
‫موت وال َفنا ٌء؛ ألنَّها ذات َّي ٌة له ُسبحانَه‪ ،‬وكما َّ‬
‫أن ق ُّيوم َّيتَه‬ ‫ٌ‬ ‫ا َّلتي ال َ‬
‫يلح ُقها‬
‫ِ‬
‫لسائر‬ ‫ِ‬
‫مستلزم ٌة‬ ‫الفعل َّي ِة‪ ،‬فكذلك حياتُه‬
‫الكمال ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات‬ ‫ِ‬
‫لسائر‬ ‫ِ‬
‫مستلزم ٌة‬

‫والبص ِر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكمال َّ ِ ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الذات َّية؛ من العل ِم‪ ،‬وال ُقدرة‪ ،‬واإلرادة‪َّ ،‬‬
‫والسمعِ‪،‬‬ ‫صفات‬

‫ونحوها»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مة‪،‬‬ ‫والكب ِ‬


‫رياء‪ ،‬والع َظ ِ‬ ‫والع َّز ِة‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫ْ‬

‫الخبِ ُير‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه‬ ‫و(الخبير) ِمن‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫ُ‬ ‫بالكتاب ُّ‬ ‫وجل‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬
‫تعالى‪.‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ ... :‬ق َال َن َّب َأني ا ْل َعل ُ‬
‫يم ا ْلخَ بِ ُير‪[ ‬التحريم‪.]3 :‬‬

‫يم ا ْلخَ بِ ُير‪[ ‬األنعام‪.]73:‬‬ ‫ِ‬ ‫ب و َّ ِ‬


‫الش َها َدة َو ُه َو ا ْل َحك ُ‬ ‫الم ا ْل َغ ْي ِ َ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ع ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم قال لها‬ ‫حديث عائش َة َر ِضي الل ُه عنها‪َّ :‬‬
‫أن الن َّ‬ ‫ُ‬
‫عائش‪َ ،‬ح ْش َيا َراب َي ًة؟»‪ ،‬قالت‪ُ :‬‬
‫قلت‪:‬‬ ‫لك يا ُ‬ ‫في قص ِة تتب ِعها له إلى البقيعِ‪« :‬ما ِ‬
‫َ‬ ‫َّ ُّ‬

‫((( «الجواب الصحيح» (‪.)50/4‬‬


‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)103/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪167‬‬

‫الخبير»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُخبِريني أو َل ُيخبِ َرنِّي ال َّل ُ‬
‫طيف‬ ‫ال شي َء‪ ،‬قال‪َ « :‬لت ْ‬

‫ِ‬
‫(الخبير)‪:‬‬ ‫معنى‬
‫ُ‬
‫يكون(((‪.‬‬ ‫العالم بما كان وما‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬

‫لع على حقيقتِه»(((‪.‬‬ ‫‪ -2‬وقال الخ َّطابي‪« :‬هو العالم ب ُكن ِْه َّ ِ‬
‫الم َّط ُ‬
‫الشيء‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الل العسكري‪« :‬ال َفر ُق بين ِ‬ ‫ِ‬
‫أن ُ‬
‫الخ ْب َر هو‬ ‫والخ ْب ِر‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫العل ِم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -3‬وقال أبو ه ٍ َ‬
‫حقائقها‪ ،‬ففيه معنًى زائدٌ على ِ‬
‫العل ِم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المعلومات على‬ ‫لم ب ُكن ِْه‬ ‫ِ‬
‫الع ُ‬

‫اع لِ َم ْن َخا َد َع ُه‬ ‫ِ‬


‫الخ َد ُ‬
‫ِ‬
‫العزيز‪ ،‬ولك ْن ال‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫الفعلي ِة‪ ،‬ال َّث ِ‬
‫ابتة‬ ‫وجل ِ‬
‫عز َّ‬‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫صف ٌة ِمن‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫تكون َمدْ ًحا‪.‬‬ ‫ف بها حي َن‬
‫يوص ُ‬
‫اإلطالق‪ ،‬إنَّما َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبيل‬ ‫ف الل ُه تعا َلى بها على‬
‫يوص ُ‬
‫َ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫ـم‪‬‬ ‫ِ‬ ‫قـول اللـه تعالـى‪ :‬إِ َّن المنَافِ ِقيـن ي َخ ِ‬
‫اد ُع َ‬ ‫ُ‬
‫ـو َخاد ُع ُه ْ‬
‫ـون اللـ َه َو ُه َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫[النسـاء‪.]142:‬‬

‫و(المك ِْر)‪« :‬قيل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫صفة (ال َك ْي ِد)‬


‫ِ‬ ‫آيات في‬ ‫قال ابن القي ِم بعدَ أن ذكَر ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ ِّ‬
‫ِ‬
‫االستعارة و َم ِ‬
‫جاز‬ ‫وخدا ًعا ِمن ِ‬
‫باب‬ ‫إن تسمي َة ذلك مكرا وكيدً ا واستهزاء ِ‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ونحو قولِه‪َ  :‬ف َم ِن ا ْعتَدَ ى‬ ‫ُ‬ ‫‪‬و َج َزا ُء َس ِّي َئ ٍة َس ِّي َئ ٌة ِم ْث ُل َها‪،‬‬‫نحو‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫المقابلة‪ُ ،‬‬
‫ُ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)974‬‬


‫((( «لسان العرب» البن منظور مادة (خ ب ر)‪.‬‬
‫((( «شأن الدعاء» (ص‪.)63‬‬
‫((( «الفروق» (ص ‪.)74‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪168‬‬

‫أصوب‪ :-‬بل‬
‫ُ‬ ‫َع َل ْيك ُْم َفا ْعتَدُ وا َع َل ْي ِه بِ ِم ْث ِل َما ا ْعتَدَ ى َع َل ْيك ُْم‪ ،‬وقيل ‪-‬وهو‬
‫ِ‬
‫بطريق‬ ‫الغير‬ ‫الش ِ‬
‫يء إلى ِ‬ ‫ُ‬
‫إيصال َّ‬ ‫المكر‬ ‫تسميتُه بذلك حقيق ٌة على بابِه؛ َّ‬
‫فإن‬
‫َ‬
‫والمخا َدع ُة‪.((( »..‬‬ ‫َخ ٍّ‬
‫في‪ ،‬وكذلك ال َكيدُ ُ‬

‫صواب‪،‬‬ ‫األو َل‬ ‫القول ال َّثاني‪« :‬وهو أصوب»‪ :‬قد ي ِ‬


‫وه ُم َّ‬ ‫ِ‬ ‫قلت‪ :‬قو ُله ِ‬
‫ٌ‬ ‫أن َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عن‬ ‫ُ‬
‫ف في الص ِ‬
‫فات(((‪.‬‬ ‫لطريقة الس َل ِ‬
‫ِ‬ ‫األو َل ُمخالِ ٌ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫والحق َّ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫القول َّ‬ ‫أن‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫العزيز ب ُن ٍ‬
‫حج ٍر َل َّما َّ‬
‫تأو َل‬ ‫الحافظ ِ‬
‫ابن َ‬ ‫باز‪ -‬مع ِّق ًبا على‬ ‫ِ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ‬ ‫وقال َّ‬

‫إثبات‬
‫ُ‬ ‫واب‪:‬‬
‫والص ُ‬
‫ارح‪َّ ،‬‬ ‫ليق ِمن َّ‬
‫الش ِ‬ ‫خطأ ال َي ُ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬
‫الله‪« :-‬هذا ٌ‬ ‫صف ًة ِمن‬
‫كسائر الص ِ‬ ‫الل ِئق به ُسبحانَه‬ ‫ِ‬ ‫وصف ِ‬‫ِ‬
‫فات‪،‬‬ ‫ِ ِّ‬ ‫الوجه َّ‬ ‫الله بذلك حقيق ًة على‬
‫ثل ِ‬ ‫َ ِ‬
‫فمن َمك ََر َمك ََر الل ُه به‪ ،‬و َمن خا َد َع‬‫عمله؛ َ‬ ‫العامل بم ِ َ‬ ‫وهو ُسبحانَه ُيجازي‬
‫ِ‬
‫والجماعة؛‬ ‫السن َِّة‬ ‫قول ِ‬ ‫خا َد َعه‪ ،‬وهكذا َمن َأ ْوعى َأ ْوعى الل ُه عليه‪ ،‬وهذا ُ‬
‫أهل ُّ‬
‫المو ِّف ُق»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فالز ْمه ت ُف ْز بالنَّجاة َّ‬
‫والسالمة‪ ،‬والل ُه ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس ِئل َّ‬
‫والخدا ِع كما قال الل ُه‬ ‫بالخيانة‬ ‫ف الل ُه‬ ‫يخ ال ُع َث ْيمين‪ :‬هل َ‬
‫يوص ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫اد ُع ُه ْم‪‬؟ فأجاب بقولِه‪:‬‬
‫ون الله وهو َخ ِ‬ ‫ِ‬
‫تعالى‪ُ  :‬ي َخاد ُع َ َ َ ُ َ‬
‫بكل ٍ‬
‫حال؛ إذ إنَّها َمك ٌْر في‬ ‫ف الل ُه بها أبدً ا؛ ألنها ذ ٌّم ِّ‬ ‫«أ َّما الخيان ُة فال َ‬
‫يوص ُ‬

‫‪‬وإِ ْن ُي ِريدُ وا ِخ َيا َنت ََك َف َقدْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫موض ِع االئتمان‪ ،‬وهو مذمو ٌم؛ قال الل ُه تعالى‪َ :‬‬

‫((( «أعالم الموقعين» (‪.)229/3‬‬


‫((( انظر كال َمه رحمه الله في «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)34-33/2‬‬
‫((( «الفتح» (‪.)300/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪169‬‬

‫َخانُوا الل َه ِم ْن َق ْب ُل َف َأ ْم َك َن ِمن ُْه ْم‪[ ‬األنفال‪ ،]71 :‬ولم ي ُق ْل‪ :‬فخانَهم‪.‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يكون َمدْ ًحا‪ ،‬وال‬ ‫ف الل ُه تعالى به حي َن‬ ‫كالمك ِْر‪َ ،‬‬
‫يوص ُ‬ ‫داع فهو َ‬ ‫وأ َّما الخ ُ‬
‫ون‬ ‫اإلطالق؛ قال الله تعالى‪ :‬إِ َّن المنَافِ ِقين ي َخ ِ‬
‫اد ُع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبيل‬ ‫ف به على‬ ‫يوص ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الله وهو َخ ِ‬
‫اد ُع ُه ْم‪[ ‬النساء‪.((( »]142 :‬‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫(االستهزاء)؛ فإنَّه ُم ِه ٌّم‪ ،‬وكال َم‬ ‫ِ‬ ‫ابن َج ٍ‬
‫وان ُظ ْر كال َم ِ‬
‫صفة‬ ‫بري في‬‫رير ال َّط ِّ‬
‫(الم َلل)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫حم ِد ِ‬ ‫َّ‬
‫إبراهيم في صفة َ‬ ‫َ‬ ‫بن‬ ‫الشيخ ِ ُم َّ‬

‫الخ ُّط‬
‫َ‬
‫(الك ِ‬
‫تابة)‪.‬‬ ‫ان ُظر‪ :‬صف َة ِ‬
‫ْ‬

‫الخ ْل ُق‬
‫َ‬
‫والسن َِّة‪ ،‬وهي مأخوذ ٌة ً‬
‫أيضا‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫وجل ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة‬
‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫و(الخل ِق)‪.‬‬‫َّ‬ ‫ِ‬
‫(الخالق)‬ ‫اسم ْي ِه‪:‬‬
‫من َ‬
‫ِ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫(خ َل َق)‪ ،‬أو‬ ‫ات عديدةً‪ ،‬تار ًة ِ‬
‫بالف ِ‬
‫عل‪َ :‬‬ ‫رآن مر ٍ‬‫ورد ْت هذه الصف ُة في ال ُق ِ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ومن ذلك‪:‬‬‫(الخل ِق)‪ِ ،‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫(الخالق) أو‬ ‫ِ‬
‫باسمه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بمصدره‪ ،‬وتار ًة‬

‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬أال َل ُه ا ْلخَ ْل ُق و َاأل ْم ُر‪[ ‬األعراف‪.]54 :‬‬


‫ِ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪  :‬إِ َّن َر َّب َك ُه َو ا ْلخَ َّلق ا ْل َعل ُ‬
‫يم‪[ ‬الحجر‪.]86 :‬‬

‫ان َو َن ْع َل ُم َما ت َُو ْس ِو ُس بِ ِه َن ْف ُس ُه‪[ ‬ق‪.]16:‬‬


‫‪‬و َل َقدْ َخ َل ْقنَا اإلن َْس َ‬
‫‪ -3‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫((( «المجموع الثمين» (‪.)66/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪170‬‬

‫األس َما ُء ا ْل ُح ْسنَى‪‬‬


‫الم َص ِّو ُر َل ُه ْ‬ ‫‪‬ه َو الل ُه ا ْلخَ الِ ُق ا ْل َب ِ‬
‫ار ُئ ُ‬ ‫‪ -4‬وقو ُله‪ُ :‬‬
‫[الحشر‪.]24 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬قال الل ُه تعالى‪ :‬و َمن‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ذرةً‪ ،‬أو لِيخ ُلقوا َح َّب ًة‪ ،‬أو لِيخ ُلقوا‬
‫ب يخ ُل ُق كَخَ ْلقي‪ ،‬فليخ ُلقوا َّ‬
‫ذه َ‬‫ممن َ‬‫أظ َل ُم َّ‬
‫َش ِعيرةً»(((‪.‬‬

‫َّاس عذا ًبا‬ ‫ِ‬


‫َّصاوير‪َ ...« :‬أشدُّ الن ِ‬ ‫حديث عائش َة َر ِضي الل ُه عنها في الت‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ضاهون بخَ ْل ِق ِ‬
‫الله‪.(((»...‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫القيامة ا َّلذين ُي‬ ‫عند ِ‬
‫الله يو َم‬

‫تجوز هذه‬
‫ُ‬ ‫والخ َّل ُق‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫الخالق‬
‫ُ‬ ‫صفات ِ‬
‫الله‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫قال األزهري‪ِ :‬‬
‫«ومن‬ ‫ُّ‬
‫وعز‪.‬‬
‫جل َّ‬ ‫لغير ِ‬
‫الله َّ‬ ‫والل ِم ِ‬ ‫ِ‬
‫باأللف َّ‬ ‫الصف ُة‬
‫ِّ‬
‫الش ِ‬
‫يء على ٍ‬ ‫العر ِ‬
‫مثال لم ُيس َب ْق إليه‪.‬‬ ‫ابتداع َّ‬
‫ُ‬ ‫ب‪:‬‬ ‫والخ ْل ُق في كال ِم َ‬
‫َ‬

‫ب على ضر َب ِ‬
‫ين‪:‬‬ ‫العر ِ‬
‫الخ ْل ُق في كال ِم َ‬
‫ْباري‪َ :‬‬ ‫وقال أبو َب ِ‬
‫كر ب ُن األَن ِّ‬
‫َّقدير‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أحدُ هما‪ :‬اإلنشاء على ٍ‬
‫واآلخ ُر‪ :‬الت ُ‬ ‫مثال أبدَ َعه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الله َج َّل و َع َّز‪َ  :‬ف َت َب َار َك الل ُه َأ ْح َس ُن ا ْل َخالِ ِقي َن‪ :‬معناه‪:‬‬
‫قول ِ‬‫وقال في ِ‬

‫المقدِّ ري َن»(((‪.‬‬
‫أحس ُن ُ‬
‫َ‬

‫الفعل َّي ِة‬


‫فات ِ‬
‫األز ِل بالص ِ‬
‫ِّ‬ ‫موصوف في َ‬
‫ٌ‬ ‫وقال اب ُن تيم َّي َة‪« :‬وأ َّما قو ُلنا‪ :‬هو‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)5953‬ومسلم (‪.)2111‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)5954‬ومسلم (‪.)1668/3‬‬
‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)26/7‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪171‬‬

‫أن َو ْص َفه بذلك ُمتقدِّ ٌم؛ َّ‬


‫ألن‬ ‫إخبار عن َّ‬ ‫ِ‬
‫والمغفرة‪ ،‬فهذا‬ ‫والكر ِم‬ ‫ِمن َ‬
‫الخ ْل ِق‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫جاز‪،‬‬ ‫تدخ ُله الحقيق ُة َ‬
‫والم ُ‬ ‫ف هو الكال ُم ا َّلذي ُيخ َب ُر به عنه‪ ،‬وهذا َّ‬
‫مما ُ‬ ‫الو ْص َ‬
‫َ‬
‫وهو حقيق ٌة عند أصحابِنا‪ ،‬وأ َّما اتِّصا ُفه بذلك‪ ،‬فسوا ٌء كان صف ًة ثبوتِ َّي ًة ورا َء‬

‫درة أو إضاف َّي ًة‪ ،‬فيه ِمن الكال ِم ما تقدَّ َم»(((‪.‬‬


‫ال ُق ِ‬

‫ٍ‬
‫بشيء ِمن مخلوقاتِه‪ ،‬بل‬ ‫ف‬
‫يوص ُ‬ ‫وقال في ِ‬
‫موض ٍع َ‬
‫آخ َر‪« :‬والل ُه تعالى ال َ‬
‫سلمي َن ِمن‬
‫وجمهور الم ِ‬
‫ِ ُ‬
‫أصول الس َل ِ‬
‫ف‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫صفاتُه قائم ٌة بذاتِه‪ ،‬وهذا ُم َّط ِر ٌد على‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السن َِّة‬ ‫ِ‬
‫واألرض ليس هو‬ ‫موات‬ ‫إن َخ ْل َق الله َّ‬
‫للس‬ ‫ويقولون‪َّ :‬‬
‫َ‬ ‫وغيرهم‪،‬‬ ‫أهل ُّ‬
‫مذهب الس َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ِ َّ‬ ‫المخلوق‪ ،‬ال س َّيما‬ ‫الخ ْل ُق ُ‬
‫غير‬ ‫بل َ‬‫واألرض‪ِ ،‬‬ ‫موات‬ ‫َن ْف َس َّ‬
‫الس‬

‫الله وأفعالِه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬


‫صفات ِ‬ ‫ِ‬
‫إثبات‬ ‫السن َِّة ا َّلذين وا َفقوهم على‬ ‫ِ‬
‫وأهل ُّ‬ ‫واألئم ِة‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫والمعرفة‪-‬‬ ‫السن َِّة‬ ‫ِ‬
‫جماهير ِ‬ ‫وقال في موض ٍع ٍ‬
‫أهل ُّ‬ ‫مذهب‬
‫ُ‬ ‫ثالث‪« :‬ولهذا‪ ،‬كان‬

‫وغيرهم ِمن المالك َّي ِة‬


‫أحمدَ وأبي َحنيف َة‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أصحاب اإلما ِم َ‬ ‫المشهور عند‬
‫ُ‬ ‫وهو‬

‫أهل الكال ِم‪ِ ،‬من الك ََّرام َّي ِة‬


‫وطوائف ِمن ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الحديث‬ ‫ِ‬
‫وأهل‬ ‫والصوف َّي ِة‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫والشافع َّية ُّ‬
‫كون ِ‬
‫الله ُسبحانَه وتعالى خال ًقا وراز ًقا و ُم ْح ِي ًيا و ُمميتًا وباع ًثا‬ ‫أن َ‬ ‫ِ‬
‫وغيرهم‪َّ -‬‬
‫صفات ذاتِه‪ ،‬ليس َمن يخ ُل ُق‬ ‫ِ‬ ‫عله‪ ،‬وهو ِمن‬‫صفات فِ ِ‬
‫ِ‬ ‫وغير ذلك ِمن‬
‫ووار ًثا‪َ ...‬‬
‫كمن ال يخ ُل ُق‪.‬‬
‫َ‬
‫القائم‬
‫ُ‬
‫عل ِ‬
‫الله‬ ‫فالخ ْل ُق فِ ُ‬ ‫ِ‬
‫المخلوق؛ َ‬ ‫الخ ْل َق ُ‬
‫غير‬ ‫أن َ‬ ‫ِ‬
‫الجمهور‪َّ :‬‬ ‫ومذهب‬
‫ُ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)272/6‬‬


‫((( المصدر السابق (‪.)126/8‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪172‬‬

‫المنفصل ُة عنه»(((‪.‬‬
‫المخلوقات ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والمخلوق هو‬ ‫به‪،‬‬

‫فالخ ْل ُق‬
‫نبلي‪َ ...« :‬‬
‫الح ِّ‬ ‫الص ِ‬
‫غير َ‬ ‫وقد ن َق َل ‪-‬رحمه الل ُه‪َ -‬‬
‫قول أبي َيعلى َّ‬
‫أصلنا‪،‬‬‫والمخلوق الموجود المخترع‪ ،‬وهذا بِناء على ِ‬
‫ً‬ ‫ُ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫صف ٌة قائم ٌة بذاتِه‪،‬‬
‫موصوف بها في ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأن الص ِ‬
‫فات [النَّاشئ َة] ِ‬
‫القدَ ِم‪ ،‬وإن كانت‬ ‫ٌ‬ ‫األفعال‬ ‫عن‬ ‫َّ ِّ‬
‫حيح»(((‪.‬‬
‫الص ُ‬ ‫المفعوالت ُمحدَ ث ًة»‪َّ ...،‬‬
‫ثم قال‪ :‬وهذا هو َّ‬ ‫ُ‬

‫الخ َّل ُة‬


‫ُ‬
‫ب‬ ‫عز َّ ِ‬ ‫والسن َِّة؛ فالل ُه َّ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫صف ٌة فِعلي ٌة ِ‬
‫وجل ُيح ُّ‬ ‫بالكتاب ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬
‫بغ ُض َمن يشا ُء‪.‬‬ ‫ويخالِ ُل من يشاء‪ ،‬ويكره وي ِ‬
‫َُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫يم َخلِ ًيل‪[ ‬النساء‪.]125 :‬‬ ‫ِ‬
‫‪‬واتَّخَ َذ الل ُه إِ ْب َراه َ‬
‫قو ُله تعالى‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫حديث‪ ...« :‬ولقد اتَّخَ َذ الل ُه صاح َبكم َخلِ ًيل»(((‪ ،‬يعني َن ْف َسه ص َّلى‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫الل ُه عليه وس َّل َم‪.‬‬

‫أكر ُم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬


‫رسول الله‪َ ،‬من َ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪« :‬قيل‪ :‬يا‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ف نبي ِ‬ ‫َّاس؟ قال‪َ :‬أ ْت َقاهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ليس عن هذا َ‬
‫الن ِ‬
‫الله‬ ‫نسأ ُل َك‪ ،‬قال‪ُ :‬‬
‫فيوس ُ ُّ‬
‫خليل ِ‬ ‫ابن نبي ِ‬
‫الله ِ‬ ‫ِ‬
‫الله‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫نبي الله ِ ِّ‬
‫اب ُن ِّ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)435/12‬‬


‫((( المصدر السابق (‪.)149/6‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2383‬‬
‫((( رواه البخاري‪ )3353( :‬ومسلم (‪.)4383‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪173‬‬

‫يم َخ ِل ًيل‪‬؛ صف ًّيا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫َّخ َذ الل ُه إِ ْب َراه َ‬
‫«‪‬وات َ‬
‫تفسير آية النِّساء‪َ :‬‬ ‫غوي في‬
‫قال ال َب ُّ‬
‫ِ‬
‫الخليل‪ :‬ا َّلذي ليس‬ ‫ِ‬
‫اج‪ :‬معنى‬
‫الز َّج ُ‬
‫ثم قال‪ ...« :‬قال َّ‬ ‫والخ َّل ُة‪ :‬صفا ُء َ‬
‫المو َّدة»‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬

‫أح َّبه واصطفاه»‪.‬‬ ‫خليل؛ َّ‬


‫ألن الل َه َ‬ ‫الصداق ُة‪َ ،‬ف ُس ِّم َي ً‬ ‫في َمح َّبتِه َخ َل ٌل‪ُ ،‬‬
‫والخ َّل ُة‪َّ :‬‬

‫لشدَّ ِة‬
‫الله؛ ِ‬
‫خليل ِ‬
‫َ‬ ‫اآلية ِ‬
‫نفسها‪« :‬وإنَّما ُس ِّمي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تفسير‬ ‫وقال اب ُن ٍ‬
‫كثير في‬

‫وجل له‪ ،‬لِ َما قام له ِمن ال َّطاعة ا َّلتي ُيح ُّبها و َيرضاها»‪.‬‬ ‫مح َّب ِة ر ِّبه َّ‬
‫عز َّ‬

‫فيف ِمن كتابِه‪« :‬اعتقا ُد‬‫بن َخ ٍ‬ ‫حم ِد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ون َقل اب ُن تيم َّي َة من كال ِم أبي عبد الله ُم َّ‬
‫لله‪،‬‬ ‫صفتان ِ‬
‫ِ‬ ‫«والخ َّلة والمح َّب ُة‬
‫ُ‬ ‫فات» قو َله‪:‬‬ ‫ِ‬
‫األسماء والص ِ‬ ‫ِ‬
‫بإثبات‬ ‫الت ِ‬
‫َّوحيد‬
‫ِّ‬
‫وصفات‬
‫ُ‬ ‫َّكييف والت ِ‬
‫َّشبيه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تحت الت‬
‫َ‬ ‫تدخ ُل أوصا ُفه‬
‫موصوف بهما‪ ،‬وال ُ‬ ‫ٌ‬ ‫هو‬

‫والخ َّل ِة ٌ‬
‫جائز عليها ال َك ْي ُ‬
‫ف‪.((( »...‬‬ ‫الخ ْل ِق ِمن المح َّب ِة ُ‬
‫َ‬

‫الدلِ ُ‬
‫يل‬ ‫الد َل َل ُة أو َّ‬
‫َّ‬
‫طريق الر ِ‬
‫شاد‪،‬‬ ‫ليل‪ ،‬يدُ ُّل عبا َده و َيهديهم‬
‫وجل بأنَّه الدَّ ُ‬
‫عز َّ‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫يوص ُ‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫(بفتح الدَّ ِ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ليل‪ :‬الهادي‪ ،‬والدَّ الل ُة‬ ‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪ ،‬والدَّ ُ‬ ‫ليل ِمن‬
‫وليس الدَّ ُ‬
‫وك ِ‬
‫َسرها)‪ :‬الهداي ُة‪.‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫قو ُله تعالى‪َ  :‬يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن َءا َمنُوا َه ْل َأ ُد ُّلك ُْم َع َلى تِ َج َار ٍة ُتن ِْجيك ُْم ِم ْن‬
‫اب َألِي ٍم‪[ ‬الصف‪.]10 :‬‬ ‫َع َذ ٍ‬

‫أيضا‪« :‬مجموع الفتاوى» (‪.)71/5‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪ ،)80/5‬وانظر ً‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪174‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫رسول ِ‬ ‫كعب ر ِضي الله عنه‪ ،‬قال‪ِ :‬‬ ‫حديث ُأ َب ِّي ِ‬
‫الله ص َّلى‬ ‫َ‬ ‫سم ْع ُت‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ‬ ‫بن‬ ‫ُ‬
‫يقول‪« :‬إنَّه بينما موسى عليه السالم في ِ‬
‫قومه ُيذك ُِّرهم بأ َّيا ِم‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم ُ‬
‫َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫الؤه ‪ -‬إذ قال‪ :‬ما أع َل ُم في‬ ‫الله ‪ -‬وأ َّيام ِ‬
‫ِ‬
‫رج ًل ً‬
‫خيرا‬ ‫األرض ُ‬ ‫ماؤه و َب ُ‬
‫الله‪َ :‬ن ْع ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالخير منه‪ ،‬أو عند َمن هو‪َّ ،‬‬
‫إن‬ ‫وأع َل َم منِّي‪ ،‬قال‪ :‬فأوحى الل ُه إليه‪ :‬إنِّي أع َل ُم‬

‫رب‪َ ،‬فدُ َّلنِي عليه»(((‪.‬‬


‫رج ًل هو أع َل ُم منك‪ ،‬قال‪ :‬يا ِّ‬ ‫ِ‬
‫األرض ُ‬ ‫في‬
‫شيخ اإلسال ِم‪« :‬وهدايتُه وداللتُه ِمن مقتضى ِ‬
‫اسمه‪ :‬الهادي‪ ،‬وفي‬ ‫قال ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫يارى‪،‬‬
‫الح َ‬ ‫يقول‪ :‬يا َ‬
‫دليل َ‬ ‫رج ًل أن َ‬ ‫ٍ‬
‫حنبل أنَّه أ َم َر ُ‬ ‫بن‬ ‫األ َث ِر المنقول عن َ‬
‫أحمدَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُد َّلنِي على‬
‫الصادقي َن‪ ،‬واج َع ْلني من عباد َك َّ‬
‫الصالحي َن»(((‪.‬‬ ‫طريق َّ‬

‫قلت‪« :‬الهادي» من أسماء الله كما ذكر شيخ اإلسالم وكما سيأتي‪ ،‬أما‬
‫ُ‬
‫صح عنه‪ -‬فليس‬ ‫الدليل فليس من أسمائه تعالى وأ َّما دعا ُء اإلما ِم َ‬
‫أحمدَ ‪-‬إن َّ‬
‫بصفة ِمن صفاتِه‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫ليل)‪ ،‬إنَّما فيه منادا ُة ِ‬
‫الله َّ‬ ‫فيه تسمي ُة ِ‬
‫الله بـ‪( :‬الدَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫دليل الحيارى‪ ،‬كقولِ َك‪ :‬يا فارج الهم‪ ،‬ويا ِ‬
‫ونحو‬ ‫ف ال َغ ِّم‪،‬‬
‫كاش َ‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫فقولك‪ :‬يا َ َ َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪ ،‬والل ُه أع َل ُم‪.‬‬ ‫والكاشف ِمن‬
‫ُ‬ ‫الفارج‬ ‫ذلك‪ ،‬وليس‬
‫ُ‬

‫الدن ُُّو‬
‫ُّ‬
‫ان ُظ ِر‪( :‬ال َّت َق ُّر َب)‪.‬‬

‫((( رواه مسلم (‪.)4386‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)207/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪175‬‬

‫ان‬
‫الد َّي ُ‬
‫َّ‬
‫اسم‬ ‫ان ا َّلذي يجازي عباده ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه الدَّ َّي ُ‬
‫بعملهم‪ ،‬وهو ٌ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ف الل ُه َّ‬‫يوص ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬ ‫الص‬ ‫ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫ثابت ُّ‬‫له ٌ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫رسول ِ‬ ‫س ر ِضي الله عنه قال‪ِ :‬‬ ‫حديث ِ‬
‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬
‫الله ص َّلى‬ ‫َ‬ ‫«سم ْع ُت‬ ‫ُ‬ ‫بن ُأ َن ْي ٍ َ‬ ‫ُ‬
‫القيامة ‪-‬أو قال‪ :‬العبا ُد‪ُ -‬عرا ًة ُغ ْر ًل‬ ‫ِ‬ ‫َّاس يو َم‬ ‫يقول‪ُ :‬ي َ‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم ُ‬
‫حش ُر الن ُ‬
‫ٍ‬
‫سم ُعه‬
‫ثم ُيناديهم بصوت َي َ‬ ‫ُب ْه ًما‪ ،‬قال‪ُ :‬ق ْلنا‪ :‬وما ُب ْه ًما؟ قال‪ :‬ليس معهم شي ٌء‪َّ ،‬‬
‫ألح ٍد ِمن ِ‬
‫أهل‬ ‫ان‪ ،‬وال ينبغي َ‬
‫من بعدَ كَما يسمعه من قرب‪ :‬أنا ِ‬
‫المل ُك‪ ،‬أنا الدَّ َّي ُ‬ ‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫حق حتَّى أ ُق َّص ُه‪.(((»....‬‬ ‫أهل الجن َِّة ٌّ‬ ‫أح ٍد ِمن ِ‬ ‫يدخ َل الن ََّار وله عند َ‬ ‫الن َِّار أن ُ‬

‫ون‬ ‫حاح»‪« :‬وقو ُله تعالى‪َ  :‬أ ِئنَّا َل َم ِدين َ‬


‫ُون‪ ،‬أي‪َ :‬ل َمجز ُّي َ‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫«مختار ِّ‬ ‫وفي‬
‫صفة ِ‬
‫الله تعالى»‪.‬‬ ‫ان في ِ‬
‫بون‪ ،‬ومنه‪ :‬الدَّ َّي ُ‬
‫حاس َ‬
‫ُم َ‬

‫الحك َُم‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬


‫أسماء ِ‬ ‫ان‪ِ :‬من‬ ‫ِ‬
‫العرب»‪« :‬الدَّ َّي ُ‬ ‫ِ‬
‫وجل‪ ،‬معناه‪َ :‬‬ ‫الله َّ‬ ‫«لسان‬ ‫وفي‬
‫ِ‬
‫قه َرهم على‬ ‫القه ُار‪ ...‬وهو ف َّع ٌال من دان الن َ‬
‫َّاس‪ ،‬أي‪َ :‬‬ ‫القاضي ‪ ،...‬والدَّ َّيان‪َّ :‬‬
‫قال‪ِ :‬د ْنت ُُهم فدانوا‪ ،‬أي‪َ :‬ق َه ْرتُهم فأطاعوا»‪.‬‬ ‫ال َّط ِ‬
‫اعة‪ُ ،‬ي ُ‬

‫((( رواه البخاري مع َّل ًقا قبل حديث (‪َ ،)7481‬‬


‫ووصله ابن حجر في «تغليق التعليق» (‪،)355/5‬‬
‫موصول أحمد (‪ ،)16085( )495/3‬وابن أبي عاصم (‪ ،)514‬والطبراني في‬ ‫ً‬ ‫ورواه‬
‫«األوسط» (‪ ،)265/8‬والحاكم (‪ )475/2‬وقال‪ :‬صحيح اإلسناد ولم يخرجاه‪ ،‬وقال‬
‫وحسنه ابن الق ِّي ِم في «الصواعق المرسلة» (ص‪،)489‬‬
‫َّ‬ ‫الذهبي في «التلخيص»‪ :‬صحيح‪،‬‬
‫وصححه األلباني في‬
‫َّ‬ ‫حسن‪.‬‬
‫وقال العراقي في «المغني» (‪ :)233/4‬رواه أحمد بإسناد َ‬
‫«ظالل الجنة» (‪.)514‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪176‬‬

‫الخطابي(((‪ ،‬واب ُن َمنْدَ ه(((‪،‬‬ ‫َّ‬


‫وجل‪:‬‬ ‫عز‬ ‫وممن َأثبت اسم (الدَّ يان) ِ‬
‫لله َّ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫والبيهقي ‪ ،‬وال ُق ُّ‬


‫رطبي(((‪ ،‬واب ُن ال َق ِّيم(((‪.‬‬ ‫(((‬
‫ُّ‬

‫ات‬ ‫‪َّ ‬‬


‫الذ ُ‬
‫ذات ِ‬
‫الله‪ ،‬أو‪:‬‬ ‫وجل؛ كقولِنا‪ُ :‬‬
‫عز َّ‬ ‫(الذ ِ‬
‫ات) إلى ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫لفظة‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫يص ُّح إضاف ُة‬
‫الش ِ‬
‫يء‪َ :‬ن ْف ُسه‪.‬‬ ‫وذات َّ‬ ‫أن (ذات) صف ٌة له‪،‬‬
‫ات اإلله َّي ُة‪ ،‬لكن ال على َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫الذ ُ‬
‫(ذات) في السن َِّة أك َثر ِمن مر ٍة‪ِ ،‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ور َد ْت كلم ُة‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫وقد َ‬

‫َ‬
‫ثالث‬ ‫«إن إبراهيم لم ِ‬
‫يكذ ْب َّإل‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬
‫اثنتين في ِ‬
‫ذات اللهِ»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ك ََذ ٍ‬
‫بات‪،‬‬

‫األنصاري‬
‫ِّ‬ ‫مقتل ُخ َب ٍ‬
‫يب‬ ‫ِ‬ ‫قص ِة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي ُه َرير َة َرضي الل ُه عنه في َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫َر ِضي الل ُه عنه(((‪ ،‬وقو ُله‪:‬‬

‫الله َم ْص َر ِعي‬
‫َان فِي ِ‬ ‫َع َلى َأ ِّي ِش ٍّ‬
‫ـــق ك َ‬ ‫ـــت ُأ َبالِي ِحي َن ُأ ْقت َُل ُم ْس ِل ًما‬
‫«و َل ْس ُ‬
‫َ‬

‫ال ِشـــ ْل ٍو ُم َم َّزعِ»‬


‫ار ْك َع َلى َأ ْو َص ِ‬
‫ُي َب ِ‬ ‫اإل َل ِه َوإِ ْن َي َش ْ‬
‫ـــأ‬ ‫ات ِ‬‫و َذلِ َك فِـــي َذ ِ‬
‫َ‬

‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)105‬‬


‫((( «التوحيد» (‪.)118/2‬‬
‫((( «األسماء والصفات» (‪.)194/1‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (‪.)417/1‬‬
‫((( في مواضع كثيرة من كتابه «الكافية الشافية» منها‪ 104/1( :‬رقم ‪ )252‬و(‪ 494/2‬رقم‬
‫‪ ،)1793‬و(‪ 699/3‬رقم ‪)3204‬وغيرها‪.‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)3358‬ومسلم (‪.)2371‬‬
‫((( رواه البخاري (‪.)3045‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪177‬‬

‫الذ ِ‬ ‫بيان ِذ ِ‬
‫كر َّ‬ ‫«فصل في ِ‬
‫ٌ‬ ‫الذ ِ‬ ‫السن َِّة ً‬
‫فصل في َّ‬
‫ات»‪،‬‬ ‫ات‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫أفر َد َق َّوا ُم ُّ‬
‫وقد َ‬
‫بعضهم‪ :‬انق َط َع‬
‫الله‪ :‬حقيقتُه‪ ،‬وقال ُ‬ ‫ذات ِ‬ ‫العل ِم‪ُ :‬‬‫أهل ِ‬
‫ثم قال‪« :‬قال قو ٌم ِمن ِ‬ ‫َّ‬
‫معرفة ذاتِه‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫العقول واألوها ُم في‬ ‫قت‬ ‫العلم دونَها‪ ،‬وقيل‪ :‬استغر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬

‫ِ‬
‫باألبصار في‬ ‫باإلحاطة‪ ،‬وال َمرئ َّي ٍة‬
‫ِ‬ ‫درك ٍَة‬ ‫ِ‬
‫ذات الله موصوف ٌة بالعل ِم‪ُ ،‬‬
‫غير ُم َ‬ ‫ُ‬
‫إدراك‪ ،‬بل‬‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫إحاطة‬ ‫ِ‬
‫اإليقان بال‬ ‫ِ‬
‫اإليمان على‬ ‫ِ‬
‫بحقائق‬ ‫ِ‬
‫دار الدُّ نيا‪ ،‬وهو موجو ٌد‬
‫رئي‬ ‫مجهول‪ ،‬وموجود غير م ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫هو أع َل ُم بذاتِه‪ ،‬وهو‬
‫درك‪ ،‬و َم ٌّ‬ ‫ٌ ُ ُ َ‬ ‫غير‬
‫موصوف ُ‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫لي األعلى‪ ،‬وعلى‬ ‫غير محاط به؛ ل ُقربِه‪ ،‬كأنَّك تراه‪َ ،‬‬
‫يسم ُع و َيرى‪ ،‬وهو ال َع ُّ‬ ‫ُ‬
‫ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عن‬ ‫ظاهر في ُملكه و ُقدرته‪ ،‬قد َح َج َ‬ ‫ٌ‬ ‫تبارك وتعالى‪،‬‬‫العرش استَوى‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫والعقول ال تُك ِّي ُفه‪،‬‬ ‫فالقلوب ِ‬
‫تعر ُفه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الخ ْل ِق ُكنْ َه ذاتِه‪ ،‬ود َّلهم عليه بآياتِه؛‬
‫َ‬
‫قدير»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫محيط‪ ،‬وعلى ِّ‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو ِّ‬
‫كل شيء ٌ‬ ‫شيء‬ ‫بكل‬
‫(الله) إذا قيل‪ :‬الحمدُ ِ‬
‫لله‪ ،‬أو قيل‪ :‬بس ِم ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫شيخ اإلسال ِم‪« :‬اسم ِ‬
‫وقال ُ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مجرد ًة ِ‬ ‫ِ‬
‫مجرد ًة‬
‫الصفات‪ ،‬وال صفات َّ‬ ‫عن ِّ‬ ‫يتناو ُل ذاتًا َّ‬ ‫يتناو ُل ذاتَه وصفاته‪ ،‬ال َ‬ ‫َ‬
‫أن صفاتِه داخل ٌة‬
‫وغيره‪ -‬على َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬كأحمدَ‬
‫َ‬ ‫السن َِّة‬
‫أئم ُة ُّ‬
‫نص َّ‬
‫عن َّ ِ‬
‫الذات‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ِ‬

‫الله وقدرتَه زائد ٌة عليه‪ ،‬لكن ِمن ِ‬


‫أهل‬ ‫إن ِعلم ِ‬
‫قال‪َ َّ :‬‬
‫ِ‬
‫أسمائه‪ ،‬فال ُي ُ‬ ‫في ُم َس َّمى‬
‫ات‪ ،‬وهذا إذا ُأريدَ به أنَّها زائد ٌة على ما‬ ‫الذ ِ‬ ‫اإلثبات َمن قال‪ :‬إنَّها زائدٌ ة على َّ‬ ‫ِ‬

‫قصروا في‬ ‫صحيح؛ َّ‬ ‫ات المجر ِ‬ ‫الذ ِ‬


‫َّفي ِمن َّ‬ ‫أث َبته ُ‬
‫أهل الن ِ‬
‫فإن أولئك َّ‬ ‫ٌ‬ ‫دة‪ ،‬فهو‬ ‫ُ َّ‬
‫صفات زائد ٌة على ما ِ‬
‫عل ْمتُموه‪،‬‬ ‫الر ُّب له‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫اإلثبات‪ ،‬فزاد هذا عليهم‪ ،‬وقال‪َّ :‬‬

‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)171/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪178‬‬

‫متناقض؛‬
‫ٌ‬ ‫س ِ‬
‫األمر‪ ،‬فهو كال ٌم‬ ‫ِ‬
‫الموجودة في َن ْف ِ‬ ‫الذ ِ‬
‫ات‬ ‫وإن أراد أنَّها زائد ٌة على َّ‬
‫إن الص ِ‬ ‫جرد ٌة حتَّى ُي َ‬ ‫ِ‬ ‫ألنَّه ليس في َن ْف ِ‬
‫فات زائد ٌة عليها‪،‬‬ ‫قال‪ِّ َّ :‬‬ ‫ذات ُم َّ‬
‫األمر ٌ‬ ‫س‬
‫فات‪ ،‬وال ي ِ‬
‫مك ُن‬ ‫ات َّإل بما به تصير ذاتًا ِمن الص ِ‬ ‫الذ ِ‬
‫مك ُن وجو ُد َّ‬‫بل ال ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وجود ِ‬
‫أحدهما‬ ‫ِ‬ ‫فتخ ُّي ُل‬ ‫الذ ِ‬
‫ات‪َ ،‬‬ ‫صفات ِمن َّ‬
‫ٍ‬ ‫تصير‬ ‫وجود الص ِ‬
‫فات َّإل بما به‬
‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬
‫اآلخ ِر عليه‪ :‬تخ ُّي ٌل ٌ‬ ‫ِ‬
‫باطل»(((‪.‬‬ ‫زيادة َ‬ ‫اآلخ ِر‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫َ‬
‫دون َ‬
‫ِ‬
‫باألسماء‬ ‫ِ‬
‫واإلخبار عنه؛ فال ُيد َعى َّإل‬ ‫أيضا‪« :‬ويفر ُق بين ِ‬
‫دعائه‬ ‫ُ َّ‬ ‫وقال ً‬
‫ُ‬
‫يكون باس ٍم‬ ‫يكون باس ٍم س ِّي ٍئ‪ ،‬لكن قد‬
‫ُ‬ ‫اإلخبار عنه‪ ،‬فال‬
‫ُ‬ ‫الحسنى‪ ،‬وأ َّما‬
‫ُ‬
‫بحسنِه‪ِ ،‬م ُثل اس ِم‪ :‬شيء‪ ،‬وذات‪،‬‬
‫حس ٍن‪ ،‬أو باس ٍم ليس بس ِّي ٍئ‪ ،‬وإن لم ُيحك َْم ُ‬
‫َ‬
‫وموجود‪.(((»...‬‬
‫الذ ِ‬
‫ات‬ ‫إطالق َّ‬‫َ‬ ‫أن‬ ‫«بعض الن ِ‬
‫َّاس ي ُظ ُّن َّ‬ ‫ُ‬ ‫يخ عبدُ ِ‬
‫الله ال ُغن ُ‬
‫َيمان‪:‬‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫وصف له‪ ،‬في ِ‬ ‫كإطالق الص ِ‬
‫نك ُر ذلك بِنا ًء على‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فات‪ ،‬أي‪ :‬إنَّه‬ ‫ِ ِّ‬ ‫على ِ‬
‫الله تعالى‬
‫األمر كذلك‪ ،‬وإنَّما المرا ُد التَّفرق ُة‬
‫ُ‬ ‫ور َد‪ ،‬وليس‬ ‫ُ‬
‫ويقول‪ :‬هذا ما َ‬ ‫هذا ال َّظ ِّن‪،‬‬
‫قون هذا ال َّل َ‬
‫فظ؛ أنَّهم‬ ‫طل َ‬ ‫ِ‬
‫والموصوف‪ ،‬وقد تبين مراد ا َّلذين ي ِ‬ ‫بين الص ِ‬
‫فة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ِّ‬
‫وض َحه‬
‫إنكار عليهم في ذلك؛ كما َّ‬ ‫ِ‬
‫الموصوف وحقيقتَه‪ ،‬فال‬ ‫ريدون َن ْف َس‬
‫َ‬ ‫ُي‬
‫َ‬
‫ابن الق ِّي ِم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وتلميذه ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم‬
‫كال ُم ِ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)206/6‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪ ،)142/6‬وانظر كالمه رحمه الله عن الذات في «مجموع الفتاوى»‬
‫(‪ 330/5‬و‪.)338‬‬
‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)245/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪179‬‬

‫اع‬ ‫‪ِّ ‬‬


‫الذ َر ُ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ُ‬ ‫عن أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫البيضاء‪ ،‬و َمق َعدُ ه ِمن الن َِّار‬ ‫وفخ ُذه ِم ُثل‬
‫الكافر ِم ُثل ُأح ٍد‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وس َّلم‪ِ :‬‬
‫«ض ْر ُس‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وأربعون ذرا ًعا ِ‬
‫بذرا ِع الج َّب ِ‬
‫ار»(((‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لده ِ‬
‫اثنان‬ ‫يد وم َّك َة‪ ،‬وكثاف ُة ِج ِ‬
‫كما بين ُقدَ ٍ‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫وغيرها‬ ‫والكف واألصابِ ِع‬
‫ِّ‬ ‫كإثبات ِ‬
‫اليد‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وجل‬ ‫عز‬ ‫الذرا ِع ِ‬
‫لله َّ‬ ‫وإثبات ِّ‬
‫ُ‬

‫وحدُ ِمن إثباتِها‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫تستحيل عليه ُسبحانَه‪ ،‬وال يستوح ُش ُ‬
‫الم ِّ‬
‫ِمن الص ِ‬
‫فات‪ ،‬ال‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫َّعطيل‪ ،‬لك َّن‬ ‫يستو ُحش ِمن ذلك ُ‬
‫أهل الت‬ ‫ِ‬ ‫ليق به ُسبحانَه إذا َثبت َْت‪ ،‬إنَّما‬
‫بما َي ُ‬
‫َ‬
‫يكون المقصو ُد‬ ‫ِ‬
‫الحتمال أن‬ ‫الحديث ليس صريح الدَّ ِ‬
‫اللة على ذلك؛‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫يكون ج َّب ًارا ِمن الج َّباري َن؛ لذلك قال‬
‫َ‬ ‫بالج َّب ِ‬
‫ار الل َه ُسبحانَه وتعالى‪ ،‬أو أن‬

‫أحدً ا ِمن‬ ‫ٍ‬


‫شيء»(((‪ ،‬ولم ِ‬ ‫أحاديث الص ِ‬
‫فات في‬ ‫ِ‬ ‫هبي‪« :‬ليس ذا ِمن‬ ‫َّ‬
‫أجدْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫الذ ُّ‬
‫ِ‬ ‫فة ِ‬‫بإثبات الص ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتاب‪:‬‬ ‫وجل َّإل أبا َي ْعلى َّ‬
‫الفرا َء في‬ ‫عز َّ‬
‫لله َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الس َلف َّ‬
‫صر َح‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫ظاهره ما‬ ‫ِ‬
‫حمله على‬ ‫ِ‬
‫َّأويالت»؛ حيث قال‪« :‬اع َل ْم أنَّه ليس في‬ ‫ُ‬
‫«إبطال الت‬

‫عما تستح ُّقه»(((‪ ،‬كما َّبو َب اب ُن أبي عاص ٍم في‬ ‫حيل صفاتِه‪ ،‬وال ُي ِ‬
‫خر ُجها َّ‬ ‫ُي ُ‬

‫((( رواه أحمد في «المسند» (‪ ،)8410‬وابن أبي عاصم في «السنة» (‪ ،)611‬وابن ِح َّبان في‬
‫صحيحه (‪ ،)7486‬والحاكم في مستدركه (‪.)8760‬‬
‫ِ‬
‫قال الحاكم‪( :‬هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ لتوقيفه على أبي هريرة‬
‫الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (‪ ،)431/11‬وصححه‬ ‫ُ‬ ‫رضي الله عنه)‪ ،‬وصحح إسنا َده‬
‫األلباني في «صحيح الجامع» (‪.)3888‬‬
‫أي من كُتبه المطبوعة!‬ ‫((( انظر‪« :‬فيض القدير» للمناوي (‪ ،)255/4‬ولم ِ‬
‫أجدْ كال َمه هذا في ٍّ‬
‫=‬ ‫ ‬ ‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)203/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪180‬‬

‫بذرا ِع الج َّب ِ‬ ‫وأربعون ِ‬ ‫الكافر ِ‬‫ِ‬ ‫حديث‪ِ :‬غ َل ُظ ِج ِ‬


‫ار‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اثنان‬ ‫لد‬ ‫ُ‬ ‫«السنَّ ُة» بباب‪:‬‬ ‫كتابِه‪ُّ :‬‬
‫الجهم َّي ِة(((‪.‬‬
‫واستشهدَ به اب ُن َمنْدَ ْه في ر ِّده على َ‬ ‫َ‬ ‫وض ْر ُسه ِم ُثل ُأ ُح ٍد‪،‬‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫أحاديث‬ ‫الحديث ِمن‬
‫َ‬ ‫أجدْ َمن ج َع َل‬ ‫العلماء المعاصري َن لم ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكذا ِمن‬
‫ُ‬
‫بن ِصدِّ يق حسن خان ِ‬
‫القن َّْو ِج ِّي؛‬ ‫ين ِ‬ ‫وجدْ تُه ِمن كال ِم ِ‬
‫نور الدِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الصفات َّإل ما َ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫أن المرا َد بالج َّب ِ‬‫اهر َّ‬
‫القه ُار ُسبحانَه وتعالى‪،‬‬ ‫ار في هذا الحديث َّ‬ ‫قال‪« :‬وال َّظ ُ‬
‫«واأل ْولى‬ ‫ُّويجري‪َ :‬‬‫ُّ‬ ‫يخ حمود الت‬ ‫تأويل»(((‪ ،‬وكال ِم َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يحتاج إلى‬
‫ُ‬ ‫والكال ُم ال‬
‫ار‪ ،‬والل ُه‬ ‫بيان معنَى ذرا ِع الج َّب ِ‬ ‫ف في ِ‬ ‫الحديث كما جاء‪ ،‬وتَر ُك التَّك ُّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫إمرار‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫بمراد رسولِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أع َل ُم‬

‫فات‪:‬‬ ‫ِ‬
‫العلماء المثبِتين للص ِ‬ ‫فات ِمن‬‫أحاديث الص ِ‬
‫ِ‬ ‫وممن لم ي ُعدَّ ه ِمن‬
‫ُ َ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫واألزهري‬
‫ُّ‬ ‫إسحاق(((‪ ،‬واب ُن ُقتَيب َة الدِّ ين ََو ِر ُّي(((‪،‬‬
‫َ‬ ‫وشيخه أبو ِ‬
‫بكر ب ُن‬ ‫ُ‬ ‫الحاكم(((‪،‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫حسن الع َّبا ُد(((‪.‬‬‫الم‬ ‫والش ُ‬
‫يخ عبدُ ُ‬ ‫هبي(((‪َّ ،‬‬
‫والذ ُّ‬ ‫ال ُّل ُّ‬
‫غوي(((‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫بمراد‬ ‫بيان معنى ِذرا ِع الج َّب ِ‬
‫ار‪ ،‬والل ُه أع َل ُم‬ ‫ف في ِ‬ ‫فاألَولى تَر ُك التَّك ُّل ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫رسولِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪.‬‬

‫درجة‬ ‫(عز َّ‬


‫وجل)‪ ،‬وهي ُم َ‬ ‫ُ‬
‫ولفظ‪َّ :‬‬ ‫(ج َّل اسمه)‪،‬‬ ‫= وقد ورد في بعض روايات الحديث ُ‬
‫لفظ‪َ :‬‬
‫وضحه الخطيب البغدادي في كتاب‪« :‬الكفاية» (‪.)243/1‬‬ ‫من بعض الرواة‪ ،‬كما َّ‬
‫((( «الرد على الجهمية» (ص‪.)93‬‬
‫((( «الجوائز والصالت من جمع األسامي والصفات» له (ص‪.)121‬‬
‫((( «المستدرك» (‪.)637/4‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)637/4‬‬
‫((( «تأويل مختلف الحديث» (‪.)76/1‬‬
‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)44/11‬‬
‫((( انظر‪« :‬فيض القدير» للمناوي (‪.)255/4‬‬
‫((( «االنتصار ألهل السنة والحديث» (‪.)88/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪181‬‬

‫ِّ‬
‫الذ َّم ُة‬
‫الله‪ :‬عهدُ ه‪ ،‬وميثا ُقه‪ ،‬وأمانُه‪ ،‬وضمانُه‪ ،‬ورعايتُه‪ِ ،‬‬
‫وحف ُظه‪ ،‬وحمايتُه‪،‬‬ ‫ذم ُة ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬ ‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫وهي ثابت ٌة ِ‬
‫وجل باألحاديث َّ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ « :‬من ص َّلى صالتَنا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وذ َّم ُة رسولِه‪،‬‬ ‫سل ُم ا َّلذي له ِذ َّم ُة ِ‬
‫الله ِ‬ ‫واستقب َل ِقبلتَنا‪ ،‬وأك ََل ذبيحتَنا‪ ،‬فذلك الم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُخفروا الل َه في ذ َّمتِه»(((‪.‬‬
‫فال ت ِ‬

‫الله َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ « :‬من ص َّلى‬ ‫عبد ِ‬ ‫بن ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫حديث ُجندُ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ٍ‬
‫بشيء ف ُي ِ‬
‫دركَه ف َي ُك َّبه في‬ ‫بح فهو في ِذ َّم ِة ِ‬
‫الله‪ ،‬فال َيط ُل َبنَّكم الل ُه ِمن ِذ َّمتِه‬ ‫الص َ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫نار جهن ََّم»(((‪.‬‬

‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ِ‬


‫رسول ِ‬ ‫الله تعالى ِ‬
‫وذ َّمة‬ ‫َّووي‪« :‬قوله‪ :‬له ذم ُة ِ‬
‫َّ‬ ‫قال الن ُّ‬
‫وس َّل َم‪ :‬أي‪ :‬ضمانُه وأمانتُه ورعايتُه»(((‪.‬‬

‫الله ورسولِه‪ِّ ،‬‬


‫الذ َّم ُة‪:‬‬ ‫سلم‪ ،‬له ِذم ُة ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫رج ٍ‬
‫ب‪« :‬قو ُله‪ :‬فذلك ُ‬
‫الم ُ‬ ‫وقال اب ُن َ‬
‫العهدُ »(((‪.‬‬

‫ُ‬
‫األمان»(((‪.‬‬ ‫وقال اب ُن َح َج ٍر‪« :‬قو ُله‪ِ :‬ذم ُة ِ‬
‫الله‪ :‬أي‪ :‬ضمانُه‪ ،‬وقيل‪ِّ :‬‬
‫الذما ُم‪:‬‬ ‫َّ‬

‫((( رواه البخاري (‪.)391‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)657‬‬
‫((( «شرح مسلم» (‪.)58/2‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)58/3‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)119/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪182‬‬

‫الر ْأ َف ُة‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫ثابت‬ ‫اسمه‪( :‬الر ُؤ ِ‬
‫وف)‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫وجل‪ ،‬وذلك ِمن ِ‬
‫عز َّ‬ ‫صف ٌة ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫العزيز‪.‬‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫وف‬ ‫‪‬و َل ْوال َف ْض ُل ِ‬
‫الله َع َل ْيك ُْم َو َر ْح َم ُت ُه َو َأ َّن الل َه َرؤُ ٌ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫يم‪[ ‬النور‪.]20 :‬‬ ‫ِ‬
‫َرح ٌ‬
‫َج َع ْل فِي ُق ُلوبِنَا ِغ ًّل لِ َّل ِذي َن آ َمنُوا َر َّبنَا إِن ََّك‬ ‫‪ -2‬وقو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫‪‬وال ت ْ‬
‫رؤُ ٌ ِ‬
‫يم‪[ ‬الحشر‪.]10 :‬‬‫وف َرح ٌ‬ ‫َ‬
‫وأبلغ ِمن الر ِ‬
‫حمة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والرأف ُة أشدُّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الحج‪ :‬إِ َّن الل َه بِالن ِ‬
‫َّاس‬ ‫ِ‬
‫سورة‬ ‫اآلية ‪ِ 65‬من‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تفسير‬ ‫رير في‬ ‫قال اب ُن َج ٍ‬
‫ِّ‬
‫والرأف ُة أعلى معاني‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يم‪َّ :‬‬ ‫َلر ُؤ ٌ ِ‬
‫«إن الل َه بجمي ِع عباده ذو رأفة‪َّ ،‬‬ ‫وف َرح ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اآلخرة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ولبعضهم في‬ ‫الخ ْل ِق في الدُّ نيا‪،‬‬
‫حمة‪ ،‬وهي عا َّم ٌة لجمي ِع َ‬‫الر ِ‬
‫َّ‬
‫العاطف برأفتِه على ِ‬
‫عباده‪ ،‬وقال‬ ‫ُ‬ ‫حيم‬
‫الر ُ‬ ‫ؤوف‪ :‬هو َّ‬ ‫«الر ُ‬ ‫ابي‪َّ :‬‬ ‫وقال الخ َّط ُّ‬
‫وأر ُّقها‪ ،‬و ُي ُ‬ ‫ِ‬
‫والرحم َة‬
‫ص‪َّ ،‬‬ ‫أخ ُّ‬‫الرأف َة َ‬
‫إن َّ‬ ‫قال‪َّ :‬‬ ‫الرحمة َ‬ ‫الرأف ُة أب َل ُغ َّ‬
‫بعضهم‪َّ :‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫الرأف ُة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تكون في‬ ‫الرحم ُة في الكراهة للمصلحة‪ ،‬وال تكا ُد َّ‬ ‫ُ‬
‫تكون َّ‬ ‫أ َع ُّم‪ ،‬وقد‬
‫موضع ال َف ْر ِق بينهما»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكراهة‪ ،‬فهذا‬
‫ُ‬

‫عز‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫غة» (‪ِ :)238/15‬‬
‫«ومن‬ ‫«تهذيب ال ُّل ِ‬
‫ِ‬ ‫األزهري في‬ ‫وقال‬
‫ُّ‬

‫((( «شأن الدعاء» (ص ‪ ،)91‬وانظر‪« :‬جامع األصول» (‪.)182/4‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪183‬‬

‫أخص ِمن الر ِ‬


‫حمة ُّ‬ ‫َّ‬
‫وأرق»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫والرأف ُة َ ُّ‬
‫حيم‪َّ ،‬‬
‫الر ُ‬
‫وف‪ ،‬وهو َّ‬
‫الر ُؤ ُ‬
‫وجل‪َّ :‬‬

‫الرؤْ َي ُة‬
‫ُّ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫الرؤي ُة صف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫ُّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬إِنَّنِي َم َعك َُما َأ ْس َم ُع َو َأ َرى‪[ ‬طه‪.]46 :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬أ َل ْم َي ْع َل ْم بِ َأ َّن الل َه َي َرى‪[ ‬العلق‪.]14 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ُ‬
‫اإلحسان؟ قال‪ :‬أن‬ ‫المشهور‪ ،‬وفيه‪ ...« :‬قال‪ :‬ما‬
‫ُ‬ ‫حديث ِج َ‬
‫بريل‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫تع ُبدَ الل َه كأن ََّك تراه‪ ،‬فإن لم ت ُك ْن تراه فإنَّه َي َ‬
‫راك‪.(((»...‬‬

‫تال في َبدْ ٍر‪...« :‬‬ ‫أن فاتَه ِ‬


‫الق ُ‬ ‫بن الن َّْض ِر َر ِضي الل ُه عنه بعدَ ْ‬
‫أنس ِ‬
‫قول ِ‬
‫‪ُ -2‬‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬
‫شركي َن‪َ ،‬ل َي َر َي َّن الل ُه ما أصن َُع»(((‪.‬‬ ‫لئ ِن الل ُه َ‬
‫أشهدَ ني َ‬
‫قتال ُ‬
‫اصنَ ِع ا ْل ُف ْل َك بِ َأ ْع ُينِنَا‬
‫‪‬و ْ‬
‫األصبهاني‪« :‬قال الل ُه تعالى‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫السن َِّة‬
‫قال َق َّوا ُم ُّ‬
‫‪‬ولِت ُْصن ََع َع َلى َع ْينِي‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َجري بِ َأ ْع ُيننَا‪ ،‬وقال‪َ :‬‬ ‫َو َو ْح ِينَا‪ ،‬وقال‪ :‬ت ْ‬
‫مؤمن أن ُيثبِ َت ِمن‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬‫فواجب على ِّ‬
‫ٌ‬ ‫اصبِ ْر لِ ُحك ِم َر ِّب َك َفإِن ََّك بِ َأ ْع ُينِنَا‪‬؛‬
‫‪‬و ْ‬
‫َ‬
‫عن ِ‬
‫الله ما‬ ‫بمؤمن َمن َينفي ِ‬
‫ٍ‬ ‫وجل ما أث َبته الل ُه لنَ ْف ِسه‪ ،‬وليس‬
‫عز َّ‬ ‫صفات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬

‫وس ْم ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أث َبته الل ُه لنَ ْف ِسه في كتابِه؛ فرؤي ُة‬
‫تكون كرؤية المخلوق‪َ ،‬‬ ‫الخالق ال‬

‫أيضا‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)50‬ومسلم (‪ ،)9‬من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‪ ،‬ورواه مسلم ً‬
‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه‪.‬‬
‫من حديث َ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)2805‬ورواه مسلم (‪ )1903‬بلفظ‪« :‬ليراني الله»‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪184‬‬

‫المخلوق؛ قال الل ُه تعالى‪َ  :‬ف َس َي َرى الل ُه َع َم َلك ُْم‬ ‫ِ‬ ‫كس ْم ِع‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫يكون َ‬ ‫الخالق ال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُون‪ ،‬وليس رؤي ُة ِ‬ ‫الم ْؤ ِمن َ‬
‫رسول‬ ‫كرؤية‬ ‫أعمال بني آ َد َم‬ ‫الله تعالى‬ ‫َو َر ُسو ُل ُه َو ُ‬
‫ؤية ي َق ُع على الجميعِ‪،‬‬ ‫الله ص َّلى الله عليه وس َّلم والمؤمنين‪ ،‬وإن كان اسم الر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫جل وتعالى عن أن‬ ‫ت لِ َم َت ْع ُبدُ َما ال َي ْس َم ُع َوال ُي ْب ِص ُر‪َّ ،‬‬ ‫وقال تعالى‪ :‬يا َأب ِ‬
‫َ َ‬
‫أح ٍد ِمن َخ ْل ِقه َفع َله؛ فالله تعالى‬ ‫شيء ِمن َخ ْل ِقه صفتَه‪ ،‬أو فِ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُيشبِ َه صف ُة‬
‫عل َ‬
‫موات‬‫ِ‬ ‫الس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تحت ال َّثرى‪ ،‬وما َ‬
‫السفلى‪ ،‬وما في َّ‬ ‫السابعة ُّ‬‫األرض َّ‬ ‫تحت‬ ‫َيرى ما َ‬
‫ِ‬
‫البحار‬ ‫جوف‬ ‫ِ‬ ‫بصره شي ٌء ِمن ذلك وال يخ َفى؛ يرى ما في‬ ‫غيب عن ِ‬ ‫ال ُعال‪ ،‬ال َي ُ‬
‫ِ‬
‫أبصارهم‪،‬‬ ‫موات‪ ،‬وبنو آ َد َم َير ْو َن ما ُقر َب ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و ُل َججها كما يرى ما في َّ‬
‫الس‬
‫ُ‬
‫يكون‬ ‫أح ٍد ِمن اآل َدم ِّيي َن ما‬ ‫در ُك َ‬
‫بص ُر َ‬ ‫أبصارهم ما يب ُعدُ منهم‪ ،‬ال ُي ِ‬
‫ُ‬ ‫وال ت ِ‬
‫ُدر ُك‬
‫ف المعاني»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وتختل ُ‬ ‫حجاب‪ ،‬وقد تت َِّف ُق األسامي‬
‫ٌ‬ ‫بينَه وبينَه‬

‫ُرؤْ َي ُت ُه ُسبحانَه َو َت َعا َلى‬


‫المؤمني َن َير ْو َن ر َّبهم ِعيانًا يو َم‬
‫أن ُ‬‫نون َّ‬
‫ؤم َ‬ ‫والجماعة ي ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫السن َِّة‬ ‫ُ‬
‫أهل ُّ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ثابت‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬وهذا ٌ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫َاض َر ٌة * إِ َلى َر ِّب َها نَاظِ َرةٌ‪[ ‬القيامة‪.]23-22 :‬‬
‫قو ُله تعالى‪ :‬وجوه يوم ِئ ٍذ ن ِ‬
‫ُ ٌَْ َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫‪ -1‬قو ُله ص َّلى الله عليه وس َّلم‪« :‬إنَّكم سترو َن ربكم ِ‬
‫[عيانًا]‪ ،‬كما َتر ْو َن‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)181/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪185‬‬

‫ون [أي‪ :‬ال تُزاحمون] في رؤيتِه‪.(((»...‬‬


‫القمر ليل َة ال َبدْ ِر‪ ،‬ال تُضا ُّم َ‬
‫َ‬
‫أهل الجن َِّة‬ ‫دخل ُ‬ ‫يب َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬إذا َ‬ ‫حديث ُص َه ٍ‬‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫فيقولون‪ :‬أ َل ْم ُت َب ِّي ْض‬
‫َ‬ ‫ُريدون شي ًئا َأزيدُ كم؟‬
‫َ‬ ‫تبارك وتعالى‪ :‬ت‬ ‫يقول الل ُه َ‬‫الجنَّ َة‪ُ ،‬‬
‫الحجاب‪ ،‬فما‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫فيكش ُ‬ ‫ُدخ ْلنا الجنَّ َة و ُتن َِّجنا ِمن الن َِّار؟ قال‪:‬‬
‫وجوهنا؟ أ َلم ت ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ثم تال هذه اآلي َة‪:‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪َّ ،‬‬ ‫ب إليهم ِمن النَّ َظ ِر إلى ر ِّبهم َّ‬ ‫أح َّ‬‫ُأع ُطوا شي ًئا َ‬
‫‪‬لِ َّل ِذي َن َأ ْح َسنُوا ا ْلحسنَى َو ِز َيا َدةٌ‪.(((»‬‬

‫وصفات‪ ،‬جاء بها كتا ُبه‪،‬‬ ‫تبارك وتعالى أسما ٌء‬ ‫ِ‬ ‫قال اإلما ُم َّ‬
‫ٌ‬ ‫افعي‪« :‬لله َ‬
‫الش ُّ‬
‫المؤمني َن َير ْو َن ر َّبهم يو َم‬
‫وأن ُ‬‫وأخ َب َر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أ َّمتَه ‪َّ ...‬‬
‫القم َر ليل َة ال َبدْ ِر‪.(((» ...‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأبصارهم كما َير ْو َن َ‬ ‫القيامة‬

‫المؤمني َن َير ْو َن الل َه َّ‬


‫عز‬ ‫أن ُ‬‫«وأجمعوا على َّ‬
‫َ‬ ‫األشعري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الحس ِن‬
‫َ‬ ‫وقال أبو‬
‫وجوههم‪ ،‬على ما أخ َب َر به تعالى في قولِه تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القيامة بأع ُي ِن‬ ‫وجل يو َم‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫‪‬وجو ٌه َي ْو َمئذ نَاض َر ٌة * إِ َلى َر ِّب َها نَاظ َرةٌ‪ ،‬وقد ب َّي َن معنى ذلك الن ُّ‬
‫َّبي ص َّلى‬ ‫ُ‬
‫«تر ْو َن ر َّبكم ِعيانًا»‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬ود َف َع إشكا َله فيه‪ ،‬بقوله ُ‬
‫للمؤمني َن‪َ :‬‬
‫ون في رؤيتِه»‪،‬‬ ‫القم َر‪ ،‬ال تُضا ُم َ‬ ‫ِ‬
‫«تر ْو َن ر َّبكم يو َم القيامة كما َتر ْو َن َ‬
‫ِ‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫الوجوه»(((‪.‬‬ ‫أن رؤيتَه تعالى بأع ُي ِن‬ ‫فب َّي َن َّ‬

‫المؤمني َن لر ِّبهم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يخ عبدُ ِ‬


‫الله ال ُغن ُ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫«واألحاديث في رؤية ُ‬ ‫َيمان‪:‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)554‬ومسلم (‪ِ ،)633‬من حديث َجرير بن عبد الله رضي الله عنه‪.‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)181‬‬
‫((( «طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪.)282/1‬‬
‫((( «رسالة إلى أهل الثغر» (ص ‪.)237‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪186‬‬

‫ِ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪،‬‬ ‫تواتر ْت عن‬ ‫ِ‬
‫في اآلخرة كثير ٌة جدًّ ا‪ ،‬وقد َ‬
‫َ‬
‫ويسأ ُله أن‬ ‫وانشراح لها‪ ،‬وك ُّلهم يرجو ر َّبه‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وارتياح‬ ‫بكل َق ٍ‬
‫بول‬ ‫وتل َّقاها أتبا ُعه ِّ‬
‫يكون ممن يراه في جن ِ‬
‫َّات عَدْ ٍن يو َم يلقاه»(((‪.‬‬ ‫َ َّ‬
‫الر ُبوبِ َّي ُة‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫اسمه‪( :‬الرب)‪ ،‬ال َّث ِ‬
‫ابت‬ ‫وجل‪ ،‬وذلك ِمن ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫َّ ِّ‬
‫عر ًفا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫والسن َِّة في‬
‫ور َد فيهما بص َي ٍغ َعديدة؛ فتار ًة يأتي ُم َّ‬
‫مواضع عديدة‪ ،‬وقدْ َ‬‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫باأللِ ِ‬
‫(رب‬ ‫خاص بالله تعالى‪ ،‬وتار ًة ُمضا ًفا‪ ،‬م ُثل‪ِّ :‬‬ ‫ٌّ‬ ‫(الر ُّب)‪ ،‬وهو‬
‫واللم َّ‬ ‫ف َّ‬
‫المشر َق ْي ِن)‪.‬‬
‫و(رب َ‬
‫ِّ‬ ‫العا َلمي َن)‪،‬‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬ا ْل َح ْمدُ لله َر ِّب ا ْل َعا َل ِمي َن‪[ ‬الفاتحة‪.]2 :‬‬

‫الم ْغ ِر َب ْي ِن‪[ ‬الرحمن‪.]17 :‬‬


‫الم ْش ِر َق ْي ِن َو َر ُّب َ‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫‪‬ر ُّب َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫أقر َأ ال ُق َ‬
‫رآن‬ ‫يت أن َ‬ ‫اس َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ :‬‬
‫«أل وإنِّي ن ُِه ُ‬ ‫ابن ع َّب ٍ‬ ‫حديث ِ‬
‫ُ‬
‫عز َّ‬
‫وجل ‪.(((»...‬‬ ‫كوع فع ِّظموا فيه َّ‬
‫الر َّب َّ‬ ‫الر ُ‬
‫راك ًعا وساجدً ا‪ ،‬فأ َّما ُّ‬
‫ِ‬
‫والمر ِّبي‪.‬‬
‫والس ِّيدُ ُ‬
‫والمد ِّب ُر َّ‬
‫ف ُ‬ ‫تصر ُ‬ ‫الر ِّب‪ :‬المال ُك ُ‬
‫والم ِّ‬ ‫ومعنى َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والر ُّب المال ُك‪ُ ،‬يقال‪ :‬هذا ُّ‬
‫رب‬ ‫قال اب ُن ُقتَيب َة‪« :‬ومن صفاته َّ‬
‫(الر ُّب)‪َّ ،‬‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)8/2‬‬


‫وانظر‪ :‬كتاب «الرؤية» للدارقطني‪ ،‬و«الرد على الجهمية» (ص‪ )87‬و«الشريعة» لآلجري‬
‫أيضا‪.‬‬
‫(ص ‪ ،)251‬و«التصديق بالنظر إلى الله تعالى في اآلخرة» له ً‬
‫((( رواه مسلم (‪.)479‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪187‬‬

‫ِ‬ ‫الضي ِ‬ ‫الدَّ ِار‪،‬‬


‫جع‬‫‪‬ار ْ‬‫ورب الغال ِم‪ ،‬أي‪ :‬مالكُه؛ قال الله ُسبحانَه‪ْ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫عة‪،‬‬ ‫ورب َّ ْ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫باأللف‬ ‫عر ًفا‬ ‫ٍ‬ ‫إلى َر ِّبك‪ ،‬أي‪ :‬إلى س ِّي ِدك‪ ،‬وال ُي ُ‬
‫الر ُّب‪ُ ،‬م َّ‬
‫قال لمخلوق‪ :‬هذا َّ‬
‫ِ‬
‫باإلضافة؛ َّ‬
‫ألن الل َه‬ ‫ف‬‫عر ُ‬ ‫قال ِ‬
‫لله‪ ،‬إنَّما ُي ُ‬ ‫والال ِم‪ ،‬كما ُي ُ‬
‫قال‪ :‬هذا َر ُّب كذا‪ ،‬ف ُي َّ‬
‫والل ُم على معنى العمو ِم‪،‬‬ ‫ف َّ‬ ‫ت األلِ ُ‬
‫شيء‪ ،‬فإذا قيل‪ :‬الرب‪ ،‬د َّل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مالِ ُك ِّ‬
‫كل‬
‫َّ ُّ‬
‫خاص؛ ألنَّه ال‬ ‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫ورب كذا‪ ،‬ن ُِسب إلى‬ ‫رب كذا‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ُّ‬ ‫لمخلوق‪ُّ :‬‬ ‫وإذا قيل‬
‫ِ‬
‫يمل ُك [شي ًئا] َ‬
‫غيره»(((‪.‬‬

‫الثة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األسماء ال َّث ِ‬ ‫ِ‬
‫واألمر بهذه‬ ‫الخ ْل ِق‬ ‫َ‬
‫ارتباط َ‬ ‫وقال اب ُن الق ِّي ِم‪« :‬وتأ َّم ِل‬

‫واألمر وال َّث ُ‬


‫واب‬ ‫ُ‬ ‫الخ ْل ُق‬
‫نشأ عنها َ‬
‫و(الرحم ُن)‪ ،‬كيف َ‬ ‫َّ‬ ‫و(الر ُّب)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫وهي (الل ُه)‪،‬‬
‫والعقاب؟ وكيف جمع ِ‬
‫الج ْم ُع‪ ،‬ولها ال َف ْر ُق‪.‬‬ ‫الخ ْل َق َّ‬
‫وفر َقتْهم؟ فلها َ‬ ‫ت َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫رب ِّ‬ ‫ِ‬
‫شيء‬ ‫كل‬ ‫الجامع لجمي ِع المخلوقات؛ فهو ُّ‬
‫ُ‬ ‫الجمع‬
‫ُ‬ ‫(الر ِّب) له‬
‫فاسم َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫موات‬‫الس‬ ‫يخر ُج شي ٌء عن ربوب َّيتِه‪ُّ ،‬‬ ‫وخال ُقه‬
‫وكل َمن في َّ‬ ‫والقادر عليه‪ ،‬ال ُ‬
‫ُ‬
‫الربوب َّي ِة‪ ،‬وافت ََرقوا‬ ‫ِ‬
‫فاجتمعوا بصفة ُّ‬
‫َ‬ ‫وتحت ِ‬
‫قهره‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واألرض عبدٌ له‪ ،‬في َقبضتِه‬
‫ِ‬

‫السعدا ُء‪ ،‬وأ َق ُّروا له َط ْو ًعا بأنَّه الل ُه ا َّلذي ال إل َه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بصفة اإلله َّية‪ ،‬فأ َّل َهه وحدَ ه ُّ‬
‫ب واإلناب ُة‬
‫والح ُّ‬
‫والخوف ُ‬
‫ُ‬ ‫َّإل هو‪ ،‬ا َّلذي ال تنبغي العباد ُة والتَّوك ُُّل َّ‬
‫والرجا ُء‬

‫والخضوع َّإل له‪ ،‬وهنا افت ََرق الن ُ‬


‫َّاس‪ ،‬وصاروا‬ ‫ُ‬ ‫واإلخبات والخشي ُة والتَّذ ُّل ُل‬
‫ُ‬
‫وحدي َن في الجن َِّة؛ فاإلله َّي ُة هي‬ ‫الس ِ‬
‫عير‪ ،‬وفري ًقا ُم ِّ‬ ‫ِ‬
‫فريقين‪ :‬فري ًقا ُمشركي َن في َّ‬
‫واألمر‬
‫ُ‬ ‫رع‪،‬‬
‫والش ُ‬ ‫الربوب َّي َة هي ا َّلتي َ‬
‫جم َعتْهم؛ فالدِّ ي ُن َّ‬ ‫ا َّلتي َّفر َقتْهم‪ ،‬كما َّ‬
‫أن ُّ‬
‫((( «غريب القرآن» (ص ‪.)9‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪188‬‬

‫والخ ْل ُق واإليجا ُد والت ُ‬


‫َّدبير‬ ‫َ‬ ‫صفة اإلله َّي ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ظه ُره وقيا ُمه‪ِ -‬من‬ ‫َّهي ‪َ -‬م َ‬
‫والن ُ‬
‫والعقاب والجن َِّة والن َِّار ِمن‬
‫ِ‬ ‫واب‬‫الربوب َّي ِة‪ ،‬والجزا ُء بال َّث ِ‬ ‫ِ‬
‫عل من صفة ُّ‬
‫والف ُ ِ‬
‫ِ‬

‫ين‪ ،‬فأ َمرهم بإله َّيتِه‪ ،‬وأعانهم وو َّف َقهم‬ ‫المل ِك‪ ،‬وهو ِ‬
‫مل ُك يو ِم الدِّ ِ‬ ‫صفة ِ‬‫ِ‬

‫ٍ‬ ‫بم ْل ِكه و َعدلِه‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬


‫واحدة‬ ‫وكل‬ ‫وأض َّلهم بربوب َّيته‪ ،‬وأثا َبهم وعا َقبهم ُ‬ ‫وهداهم َ‬
‫عن األخرى ‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬
‫األمور ال تن َف ُّك ِ‬ ‫ِمن هذه‬
‫الر ْج ُل َوال َق َد َم ِ‬
‫ان‬ ‫ِّ‬
‫السن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بصحيح ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫تحاج ِج الجن َِّة والن َِّار‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه في‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫يضع الله تبارك وتعالى ِرج َله (وعندَ م ِ‬
‫سل ٍم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫«فأ َّما النَّار فال تمتل ُئ حتَّى َ َ ُ َ‬
‫ُ‬
‫فتقول‪َ :‬ق ْط َق ْط‪.(((»...‬‬ ‫َقدَ َمه)‪،‬‬
‫اس ر ِضي الله عنهما‪ ،‬قال‪« :‬الكُرسي ِ‬ ‫أثر ِ‬
‫موض ُع ال َقدَ ِ‬
‫مين‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ابن ع َّب ٍ َ‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫أحدٌ َقدْ َره»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫والعرش ال َيقد ُر َ‬

‫((( «مدارج السالكين» (‪.)34/1‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)4850‬ومسلم (‪.)2846‬‬
‫((( صحيح‪ :‬رواه ابن أبي شيبة في (العرش) (ص‪ ،)79‬والدارمي في «نقضه على المريسي»‬
‫(‪ ،)400-399/1‬وعبد الله بن أحمد في «السنة» (‪ ،)301/1‬وابن أبي حاتم في تفسيره‬
‫(‪ ،)491/2‬والطبراني (‪ ،)39/12‬وأبو الشيخ في «الع َظمة» (‪ ،)582/2‬وابن بطة في‬
‫«اإلبانة» (‪ ،)339/3‬وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص‪ ،)21‬والحاكم (‪،)310/2‬‬
‫والبيهقي في «األسماء والصفات» (‪.)758( )196/2‬‬
‫ٌ‬
‫حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وقال =‬ ‫قال الحاكم‪ :‬هذا‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪189‬‬

‫‪ -3‬أثر أبي موسى األشعري ر ِضي الله عنه‪ ،‬قال‪« :‬الكُرسي ِ‬


‫موض ُع‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ُ‬
‫الر ْح ِل»(((‪.‬‬ ‫يط َ ِ ِ‬
‫ال َقدَ َم ْي ِن‪ ،‬وله َأطِ ٌ‬
‫كأطيط َّ‬

‫وصفات جاء بها كتا ُبه‪،‬‬ ‫تبارك وتعالى أسما ٌء‬ ‫ِ‬ ‫قال اإلما ُم َّ‬
‫ٌ‬ ‫افعي‪« :‬لله َ‬
‫الش ُّ‬
‫َّبي ص َّلى‬ ‫ِ‬ ‫وأخ َب َر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أ َّمتَه ‪َّ ...‬‬
‫وأن له َقدَ ًما‪ ،‬بقول الن ِّ‬
‫الر ُّب فيها َقدَ َمه) يعني جهن ََّم ‪.(((» ...‬‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم‪( :‬حتَّى َ‬
‫يض َع َّ‬
‫ِ‬
‫ظاهره‪،‬‬ ‫غير ممتنِ ٍع ُ‬
‫حمل هذا الخ َب ِر على‬ ‫الفرا ُء‪« :‬اع َل ْم أنَّه ُ‬
‫قال أبو َي ْعلى َّ‬
‫الر ْج ُل»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأن المرا َد به ( َقدَ ٌم) هو صف ٌة لله تعالى‪ ،‬وكذلك ِّ‬
‫َّ‬

‫الر ِ‬
‫جل وال َقدَ ِم له‬ ‫ِ‬ ‫البر ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫إثبات ِّ‬
‫الحديث ُ‬ ‫اك‪« :‬في هذا‬ ‫حمن َّ‬ ‫يخ عبدُ َّ‬
‫الحديث على حقيقتِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لله ما جاء في هذا‬ ‫السن َِّة ُيثبِ َ‬
‫تون ِ‬ ‫ُسبحانَه وتعالى‪ُ ،‬‬
‫وأهل ُّ‬
‫فات‪ ،‬كما ُيثبِ َ‬ ‫تون سائر الص ِ‬
‫‪-‬سبحانَه وتعالى‪،‬‬ ‫تون اليدَ ْي ِن والعينَ ْي ِن له ُ‬ ‫كما ُيثبِ َ َ ِّ‬
‫عن ِ‬
‫ابن ع َّب ٍ‬
‫اس في‬ ‫ِ‬
‫المشهور ِ‬ ‫إن له تعالى َقدَ َم ْي ِن‪ ،‬كما جاء في ِ‬
‫األثر‬ ‫ويقولون‪َّ :‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُرسي‪ :‬أنَّه موض ُع القدَ َم ْي ِن‪ ،‬أي‪َ :‬قدَ َم ِي َّ‬
‫الر ِّب ُسبحانَه وتعالى»(((‪.‬‬ ‫تفسير الك ِّ‬

‫= الذهبي في «العلو» (‪ :)76‬رواتُه ثقات‪ ،‬وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» (‪:)11/1‬‬
‫محفوظ‪ ،‬والصواب‪ :‬موقوف‪ ،‬قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (‪ :)323/6‬رواه الطبراني‪،‬‬
‫ورجا ُله رجال الصحيح‪ ،‬وقال األلباني في «مختصر العلو» (‪ :)45‬صحيح موقوف‪.‬‬
‫((( رواه ابن أبي شيبة في «العرش» (ص‪ ،)67‬وعبد الله بن أحمد في «السنة» (‪،)302/1‬‬
‫والطبري في تفسيره (‪ ،)398/5‬وأبو الشيخ في «العظمة» (‪ ،)627/2‬وابن َمنْدَ ْه في «الرد‬
‫على الجهمية» (ص‪ ،)21‬والبيهقي في «األسماء والصفات» (‪.)859( )296/2‬‬
‫صحح إسناده اب ُن حجر في «فتح الباري» (‪ ،)47/8‬واأللباني في «مختصر العلو» (‪.)75‬‬
‫((( «طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪.)282/1‬‬
‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)195/1‬‬
‫((( «توضيح مقاصد العقيدة الواسطية» (ص‪.)173‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪190‬‬

‫والر ْج ِل‪:-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َيمان ‪-‬بعدَ ِذ ِ‬ ‫يخ عبدُ ِ‬


‫كر روايات صفة ال َقدَ ِم ِّ‬ ‫الله ال ُغن ُ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬

‫والر ْج َل ‪-‬وكالهما‬ ‫ِ‬


‫بأن ال َقدَ َم ِّ‬
‫الواضح َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫البيان‬ ‫وايات‬ ‫«ففي مجمو ِع هذه ِّ‬
‫الر‬

‫ليق بع َظمتِه»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫واحد‪ -‬صف ٌة ِ‬
‫لله تعالى حقيق ًة‪ ،‬على ما َي ُ‬ ‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫عبار ٌة عن‬

‫الر ْح َم ُة‬
‫َّ‬
‫و(الرحم ُن)‬
‫َّ‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫َّ‬
‫وجل‬ ‫عز‬
‫لله َّ‬‫ِصف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫مرات عديدةً‪.‬‬ ‫والسن َِّة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬ ‫تكر َرا في‬
‫حيم) من أسمائه تعالى‪َّ ،‬‬ ‫و(الر ُ‬
‫َّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫الر ِحيمِ‪.‬‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ ُ -1‬‬
‫قول الله تعالى‪ :‬ا ْل َح ْمدُ لله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن * َّ‬
‫حيـم‪‬‬
‫ـور َر ٌ‬
‫ِ‬
‫ـون َر ْح َمـ َة اللـه َواللـ ُه َغ ُف ٌ‬ ‫‪ -2‬قو ُلـه تعالـى‪ُ  :‬أ ْو َل ِئ َ‬
‫ـك َي ْر ُج َ‬
‫[البقـرة‪.]218 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫«السال ُم عليكم ورحم ُة ِ‬
‫الله وبركاتُه»‪ ،‬وقد ور َد ْت‬ ‫‪ -1‬تح َّي ُة اإلسال ِم‪َّ :‬‬
‫ٍ‬
‫كثيرة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫صحيحة‬ ‫َ‬
‫أحاديث‬ ‫في‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه‬ ‫ُ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫العرش‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫كتاب‪ ،‬فهو عندَ ه َ‬
‫فوق‬ ‫الخ ْل َق‪ ،‬كتَب في‬
‫عليه وس َّل َم‪َ « :‬ل َّما خ َل َق الل ُه َ‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)156/1‬‬


‫وانظر لهذه الصفة‪ :‬كتاب «التوحيد» البن خزيمة (‪« ،)202/1‬رد الدارمي على المريسي»‬
‫(ص‪« ،)70-67‬إبطال التأويالت» للفراء (ص‪« ،)192‬الجواب الصحيح» البن تيم َّي َة‬
‫(‪ ،)151/3‬وانظر كال َم ابن كثير في صفة‪( :‬األصابع)‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪191‬‬

‫ب (أو‪ :‬غ َل َب ْت) َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬


‫غضبي»(((‪.‬‬ ‫إن َر ْح َمتي تغل ُ‬
‫حمة التي لم‬ ‫اك‪« :‬فإنَّه سبحانَه ذو الر ِ‬
‫البر ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫حمن َّ‬ ‫يخ عبدُ َّ‬
‫رح ُم بها َمن َيشا ُء؛‬ ‫ٍ‬ ‫ي َز ْل مت َِّص ًفا بها‪ ،‬وهي الزم ٌة َ ِ‬
‫لذاته‪ ،‬وهو ذو رحمة َي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصف ُة الفعل َّية‪ ،‬وكالهما ٌ‬
‫قائم‬ ‫الذات َّية‪ ،‬وال َّثانية هي ِّ‬ ‫فاألُولى هي ِّ‬
‫الصف ُة َّ‬
‫بذاتِه ُسبحانَه وتَعا َلى»(((‪.‬‬

‫الرز ُْق‬
‫َّ‬
‫و(الر ِاز ُق)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫صف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫و(الر َّز ُاق) َّ‬
‫والسنَّة‪َّ ،‬‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫وجل‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫ِمن‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬ف ُك ُلوا ِم َّما َر َز َقك ُُم الل ُه َح ً‬
‫الل َط ِّي ًبا ‪[ ‬النحل‪.]114:‬‬
‫ِ‬
‫ين‪‬‬ ‫ـم اللـ ُه ِر ْز ًقـا َح َسـنًا َوإِ َّن اللـ َه َل ُه َو َخ ْي ُـر َّ‬
‫الر ِازق َ‬ ‫‪ -2‬وقو ُلـه‪َ  :‬ل َي ْر ُز َقن َُّه ُ‬
‫[الحج‪.]58 :‬‬

‫المتِي ُن‪[ ‬الذاريات‪.]58:‬‬ ‫ِ‬


‫َّاق ُذو ا ْل ُق َّوة َ‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬إِ َّن الل َه ُه َو َّ‬
‫الرز ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫أحدَ كم إذا أتى‬ ‫أن َ‬‫اس َر ِضي الل ُه عنهما مرفو ًعا‪« :‬لو َّ‬ ‫ابن ع َّب ٍ‬ ‫حديث ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫يطان‪ ،‬وجن ِ‬ ‫ِ‬
‫يطان ما َر َز ْقتَنا…»(((‪.‬‬
‫الش َ‬
‫ِّب َّ‬ ‫الش َ‬ ‫أه َله قال‪ :‬بس ِم الله‪ ،‬ال َّل َّ‬
‫هم جنِّ ْبنا َّ‬

‫((( رواه البخاري (‪ )3194‬ومسلم (‪.)2751‬‬


‫البراك على المخالفات ال َع َق ِدية في فتح الباري» (ص ‪. )111‬‬
‫((( «تعليقات الشيخ َّ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)141‬ومسلم (‪.)1434‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪192‬‬

‫القابض‬
‫ُ‬ ‫المس ِّع ُر‬ ‫أنس َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َّ :‬‬
‫«إن الل َه هو ُ‬ ‫حديث ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫الر ُ‬
‫ازق…»(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الباسط َّ‬

‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬


‫(((‬
‫ان»‬ ‫ْ‬
‫والر ْز ُق ِمـــن َأ ْفعالِ ِ‬
‫ـــه نَو َع ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ـــم ِائ ِه‬ ‫ِ‬
‫الـــر َّز ُاق م ْن َأ ْس َ‬
‫َّ‬ ‫«وك ََذلِ َ‬
‫ـــك‬ ‫َ‬

‫(الر َّز ُاق)‪ ،‬وهو مبالغ ٌة ِمن (رازق)؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اس‪« :‬ومن أسمائه ُسبحانَه‪َّ :‬‬
‫الهر ُ‬
‫قال َّ‬
‫المصدر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الر ِاء ‪ -‬ا َّلذي هو‬ ‫ِ‬
‫‪-‬بفتح َّ‬ ‫الر ْز ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للدَّ اللة على الكثرة‪ ،‬مأخو ٌذ من َّ‬
‫لعباده ا َّلذين ال تنقطِ ُع عنهم أمدا ُده وفواض ُله‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪-‬بكسرها‪ -‬فهو‬ ‫الر ُ‬
‫زق‬ ‫وأ َّما ِّ‬
‫س َّ ِ‬
‫الشيء ا َّلذي ُ‬
‫يرز ُق الل ُه به العبدَ ‪،‬‬ ‫كالخ ْل ِق‪ٌ ،‬‬
‫اسم لنَ ْف ِ‬ ‫َ‬ ‫والر ْز ُق‬ ‫طرف َة َع ٍ‬
‫ين‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫شؤون‬ ‫شأن ِمن‬ ‫صفات ِ‬
‫الف ِ‬
‫عل‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫ِ‬ ‫الر ْز ِق‪ ،‬صف ٌة ِمن‬
‫الكثير َّ‬
‫ُ‬ ‫الر َّز ِاق‪:‬‬
‫فمعنى َّ‬
‫غيره راز ًقا‪ ،‬كما‬
‫سمى ُ‬ ‫ب إلى ِ‬
‫غيره‪ ،‬فال ُي َّ‬ ‫نس َ‬
‫ِ‬
‫وجل‪ ،‬ال يص ُّح أن ُي َ‬ ‫ربوب َّيتِه َّ‬
‫عز َّ‬

‫سمى خال ًقا؛ قال تعالى‪ :‬الل ُه ا َّل ِذي َخ َل َقك ُْم ُث َّم َر َز َقك ُْم ُث َّم ُي ِمي ُتك ُْم ُث َّم‬
‫ال ُي َّ‬
‫قة‪،‬‬ ‫األرزاق والمرت َِز ِ‬ ‫ِ‬ ‫الله وحدَ ه‪ ،‬فهو خالِ ُق‬ ‫بيد ِ‬ ‫فاألرزاق ك ُّلها ِ‬
‫ُ‬ ‫ُي ْح ِييك ُْم‪‬؛‬
‫ُ‬

‫(الر َّزاق)‪،‬‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)12613( )156/3‬وأبو داود (‪ ،)3451‬والترمذي (‪ )1314‬بلفظ َّ‬
‫وابن ماجه (‪ ،)2200‬والدارمي (‪ ،)2545( )324/2‬وابن ِح َّبان (‪،)4935( )307/11‬‬
‫والبيهقي (‪.)10928 ،10927( )29/6‬‬
‫حسن صحيح‪ ،‬وقال ابن عبد البر في «االستذكار» (‪:)423/5‬‬‫قال الترمذي‪ :‬هذا حديث َ‬
‫ٍ‬
‫صحيحة ال بأس بها‪ ،‬وصححه اب ُن دقيق العيد في «االقتراح» (ص‪،)113‬‬ ‫ُر ِو َي من وجوه‬
‫وابن المل ِّقن في «البدر المنير» (‪ ،)507/6‬وقال ابن كثير في «إرشاد الفقيه» (‪ )33/2‬وابن‬
‫حجر في «التلخيص الحبير» (‪ :)93/1‬إسناده على شرط مسلم‪ ،‬وصححه األلباني في‬
‫«غاية المرام» (‪.)323‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 729/3‬رقم ‪.)3346‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪193‬‬

‫فالواجب نسبتُها إليه وحدَ ه‪،‬‬


‫ُ‬ ‫ِ‬
‫أسباب التَّم ُّت ِع بها؛‬ ‫وخالق‬
‫ُ‬ ‫و ُموص ُلها إليهم‪،‬‬
‫كره عليها؛ فهو َموالها وواه ُبها»(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وش ُ‬

‫الر َضا‬
‫ِّ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬
‫الفعلي ِة ال َّث ِ‬
‫ابتة‬ ‫َّ‬
‫وجل ِ‬
‫عز َّ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫صف ٌة ِمن‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬
‫‪‬ر ِض َي الل ُه َعن ُْه ْم َو َر ُضوا َعنْ ُه‪[ ‬المائدة‪.]119 :‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْؤمني َن إِ ْذ ُي َب ِايعون ََك ت ْ‬
‫َح َت‬ ‫‪ -2‬وقو ُله تعالى‪َ  :‬ل َقدْ َرض َي الل ُه َع ْن ُ‬
‫الش َج َر ِة‪[ ‬الفتح‪.]18 :‬‬
‫َّ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫اك ِمن َس َخطِ َك‪،‬‬
‫هم إنِّي أ ُعو ُذ ِبر َض َ‬ ‫ِ‬
‫حديث عائش َة َرضي الل ُه عنها‪« :‬ال َّل َّ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وبمعافاتِ َك ِمن عقوبتِ َك ‪.(((»...‬‬
‫ُ‬
‫ويكر ُه لكم ثال ًثا ‪.(((»...‬‬
‫َ‬ ‫«إن الل َه َي ْر َضى لكم ثال ًثا‪،‬‬
‫حديث‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫باإلثبات) في جمي ِع‬ ‫َ‬
‫يقولون (أي‪:‬‬ ‫ابوني‪« :‬وكذلك‬ ‫َ‬
‫الص ُّ‬ ‫إسماعيل َّ‬ ‫قال أبو‬
‫حاح؛ ِمن‪:‬‬
‫الص ُ‬ ‫األخبار ِّ‬
‫ُ‬ ‫وور َد ْت بها‬‫رآن‪َ ،‬‬ ‫بذ ِ‬
‫كرها ال ُق ُ‬ ‫فات ا َّلتي َنزل ِ‬
‫الص ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫والحياة ‪.(((»...‬‬ ‫والعين‪ ...‬والرضا‪ ،‬والس َخ ِ‬
‫ط‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫والبص ِر‪،‬‬ ‫السمعِ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫للهراس (‪.)101/2‬‬
‫((( «شرح القصيدة النونية» َّ‬
‫((( رواه مسلم (‪.)486‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1715‬‬
‫((( «عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ص‪.)5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪194‬‬

‫إثبات ِ‬
‫صفة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ببعض ما مضى على‬ ‫َ (((‬ ‫استشهدَ ُ‬
‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّية‬ ‫وقد‬
‫َ‬
‫ليق به‪.‬‬ ‫الرضا ِ‬
‫لله تعالى‪ ،‬على ما َي ُ‬ ‫ِّ‬

‫(السمعِ)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ابن ٍ‬‫ب)‪ ،‬وكال َم ِ‬


‫(الغض ِ‬ ‫وان ُظ ْر صف َة‪:‬‬
‫كثير في صفة‪َّ :‬‬ ‫َ‬

‫الر ْف ُق‬
‫ِّ‬
‫اسم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫فيق) ٌ‬
‫و(الر ُ‬
‫َّ‬ ‫حيحة‪،‬‬‫الص‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫ِمن‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫إن الل َه َرفِ ٌيق‪،‬‬
‫حديث عائش َة َر ِضي الل ُه عنها مرفو ًعا‪« :‬يا عائش ُة‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫األمر ك ِّله ‪.(((»...‬‬ ‫فق في‬
‫الر َ‬ ‫ِ‬
‫ب ِّ‬‫ُيح ُّ‬
‫هم َمن َولِ َي ِمن ِ‬
‫أمر ُأ َّمتي‬ ‫ِ‬
‫حديث عائش َة َرضي الل ُه عنها مرفو ًعا‪« :‬ال َّل َّ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫شي ًئا‪َ ،‬ف َش َّق عليهم‪ ،‬فاش ُق ْق عليه‪ ،‬و َمن َولِ َي ِمن ِ‬
‫أمر ُأ َّمتي شي ًئا‪ ،‬فر َف َق بهم‪،‬‬
‫فار ُف ْق به»(((‪.‬‬
‫بالر ِ‬ ‫ِ‬
‫فق؛ ألنَّه ليس في‬ ‫غير ممتن ٍع َو ْص ُفه ِّ‬ ‫الفرا ُء‪« :‬اع َل ْم أنَّه ُ‬
‫قال أبو َي ْعلى َّ‬
‫ُ‬
‫اإلحسان واإلنعا ُم‪ ،‬وهو‬ ‫فق هو‬ ‫الر َ‬ ‫حيل على صفاتِه؛ وذلك َّ‬
‫أن ِّ‬ ‫ذلك ما ُي ُ‬
‫إجماع األ َّم ِة»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وألن ذلك‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫المدح‪،‬‬ ‫موصوف بذلك؛ لِما فيها ِمن‬
‫ٌ‬

‫((( «العقيدة الواسطية» (ص ‪ ،)108‬و«التَّد ُمرية» (ص‪.)26‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ )6927‬ومسلم (‪.)4027‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1828‬‬
‫((( «إبطال التأويالت» (ص ‪.)467‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪195‬‬

‫وقال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬

‫ـــو َق َأ َمانِي»‬
‫(((‬
‫الر ْف ِق َف ْ‬
‫ِ‬
‫ُي ْعط ِيه ُ‬
‫ـــم بِ ِّ‬ ‫الر ْف ِق َب ْل‬
‫ـــب َأ ْه َل ِّ‬
‫ِ‬ ‫«وهو ِ‬
‫الرف ُيق ُيح ُّ‬
‫َ ُ َ َّ‬

‫فيق)‪ ،‬وهو مأخو ٌذ‬


‫(الر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البيت‪« :‬ومن أسمائه‪َّ :‬‬
‫َ‬ ‫شارحا هذا‬
‫ً‬ ‫اس‬
‫الهر ُ‬
‫قال َّ‬
‫نف‪ ،‬ا َّلذي‬ ‫األمور‪ ،‬والتَّدرج فيها‪ِ ،‬‬
‫وضدُّ ه ال ُع ُ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬
‫فق‪ ،‬ا َّلذي هو التَّأنِّي في‬ ‫ِ‬
‫ُّ ُ‬ ‫من ِّ‬
‫ٍ‬
‫واستعجال»((( اهـ‪.‬‬ ‫بشدَّ ٍة‬
‫األخذ فيها ِ‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫الجانب‪ ،‬و َلطاف ُة ِ‬
‫الف ِ‬
‫عل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فق‪ :‬لِي ُن‬
‫الر ُ‬ ‫األزهري‪« :‬قال ال َّل ُ‬
‫يث‪ِّ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫وقال‬

‫فيق»(((‪.‬‬
‫وصاح ُبه َر ٌ‬

‫َّ‬
‫وجل‪ :‬اب ُن َمنْدَ ه(((‪ ،‬واب ُن حزم(((‪،‬‬ ‫عز‬ ‫ثبت اسم (الرفِ ِيق) ِ‬
‫لله َّ‬ ‫وممن َأ َ‬
‫َ َّ‬ ‫َّ‬
‫وال ُق ُّ‬
‫رطبي(((‪ ،‬واب ُن الق ِّيم(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬

‫يب‬ ‫ِ‬
‫الرق ُ‬
‫َّ‬
‫قيب)‪:‬‬ ‫الذ ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات َّ‬ ‫قيب‪ ،‬وهو ِمن‬ ‫عز َّ‬
‫و(الر ُ‬
‫َّ‬ ‫ات‪،‬‬ ‫الر ُ‬
‫وجل بأنَّه َّ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫يوص ُ‬
‫َ‬
‫بالكتاب ال َع ِزيز‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الله ال َّث ِ‬
‫ابتة‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬ ‫اسم ِمن‬
‫ٌ‬

‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 719/3‬رقم ‪.)3303‬‬


‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)86/2‬‬
‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)109/9‬‬
‫((( «التوحيد» (‪.)51/2‬‬
‫((( «المحلى باآلثار» (‪.)282/6‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى » (‪.)556/1‬‬
‫((( كما تقدم قبل قليل‪.‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪196‬‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫َان َع َل ْيك ُْم َر ِقي ًبا‪[ ‬النساء‪.] 1 :‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬إِ َّن الل َه ك َ‬

‫ُنت َع َل ْي ِه ْم َش ِهيدً ا َما ُد ْم ُت فِ ِيه ْم َف َل َّما ت ََو َّف ْيتَنِي ك َ‬


‫ُنت‬ ‫‪ -2‬وقو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫‪‬وك ُ‬
‫ْت ِ‬
‫يب َع َل ْي ِه ْم‪[ ‬المائدة‪.] 117 :‬‬ ‫َأن َ َّ‬
‫الرق َ‬
‫ٍ‬
‫فاعل‪ ،‬وهو‬ ‫قيب‪ٌ :‬‬
‫فعيل بمعنى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫«الر ُ‬
‫العرب»‪َّ :‬‬ ‫«لسان‬ ‫منظور في‬ ‫قال اب ُن‬
‫الحافظ ا َّلذي ال َي ُ‬
‫غيب عنه شي ٌء»‪.‬‬ ‫ُ‬

‫«الحافظ ا َّلذي ال َي ُ‬
‫غيب عنه شي ٌء»(((‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األثير‪:‬‬ ‫وقال اب ُن‬
‫ِ‬
‫القائم على‬
‫ُ‬ ‫دور‪،‬‬ ‫الم َّطل ُع على ما أ َكنَّ ْت ُه ُّ‬
‫الص ُ‬ ‫قيب‪ُ :‬‬‫«الر ُ‬
‫السعدي‪َّ :‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫أحس ِن نظا ٍم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كل َن ْف ٍ‬
‫كس َب ْت‪ ،‬ا َّلذي حف َظ المخلوقات‪ ،‬وأجراها على َ‬ ‫س بما َ‬ ‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫تدبير»(((‪.‬‬ ‫وأكم ِل‬
‫َ‬
‫صفات ذاتِه‪ ،‬راجع ٌة إلى‬ ‫ِ‬ ‫«رقيب بمعنى‪َ :‬ر ِاقب‪ ،‬فهو ِمن‬ ‫ٌ‬ ‫قال ال ُق ُّ‬
‫رطبي‪:‬‬
‫المقدَّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫والبص ِر؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫رقيب على األشياء بعلمه ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فإن الل َه تعالى‬ ‫َ‬ ‫العل ِم َّ‬
‫والسم ِع‬
‫تأخ ُذه ِسنَ ٌة وال نو ٌم‪،‬‬
‫ببص ِره ا َّلذي ال ُ‬ ‫ِ‬
‫بصرات َ‬ ‫للم َ‬‫ورقيب ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّسيان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مباشرة الن ِ‬ ‫عن‬
‫رقيب‬ ‫حركة وكال ٍم؛ فهو ُسبحانَه‬ ‫ٍ‬ ‫در ِك ِّ‬
‫لكل‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ورقيب للمسموعات بسمعه ُ‬ ‫ٌ‬
‫ات في‬ ‫والجزئيات وجميع الخفي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ات‬ ‫تحت ِرقبتِه ال ُك ِّل َّي ُ‬ ‫فات‪َ ،‬‬ ‫عليها بهذه الص ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الموجودات ك ِّلها على‬ ‫ِ‬
‫جميع‬
‫ُ‬ ‫في عندَ ه‪ ،‬بل‬ ‫والسموات‪ ،‬وال َخ َّ‬ ‫األرضي َن َّ‬ ‫َ‬
‫تحت ِرقبتِه ا َّلتي هي ِمن صفتِه»(((‪.‬‬ ‫واحد‪ ،‬في أنَّها َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫نمط‬

‫((( «جامع األصول» (‪.)179/4‬‬


‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)301/5‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (‪.)401/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪197‬‬

‫الرحمة)‬ ‫ح َ‬
‫(بم ْعنَى َّ‬ ‫الر ْو ُ‬
‫َّ‬
‫حمة‪ِ ،‬صف ٌة ِ‬
‫لله تعالى‬ ‫الواو‪ -‬بمعنى‪ :‬الر ِ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسكون‬ ‫الر ِاء‬ ‫ِ‬
‫‪-‬بفتح َّ‬ ‫الر ْو ُح‬
‫َّ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ثابِت ٌة‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫ليل ِمن‬
‫الدَّ ُ‬

‫‪‬وال َت ْي َئ ُسوا ِم ْن َر ْوحِ ال َّل ِه إِ َّن ُه ال َي ْي َئ ُس ِم ْن َر ْوحِ ال َّل ِه إِال ا ْل َق ْو ُم‬


‫قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫ون‪[ ‬يوسف‪.]87 :‬‬ ‫الكَافِ ُر َ‬

‫يقول‪ :‬ال يقن َُط ِمن َف َر ِجه‬


‫رير‪« :‬إِ َّن ُه ال َي ْي َئ ُس ِم ْن َر ْو ِح ال َّل ِه‪ُ ،‬‬
‫قال اب ُن َج ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثم ن َقل بسنده عن قتاد َة قو َله‪َ « :‬‬
‫‪‬وال َت ْي َئ ُسوا‬ ‫ورحمته ويق َط ُع رجا َءه منه»‪َّ ،‬‬
‫ِم ْن َر ْو ِح ال َّل ِه‪ ،‬أي‪ِ :‬من رحمتِه»(((‪.‬‬

‫الله‪ ،‬وقيل‪ِ :‬من َف َر ِجه»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫رحمة ِ‬ ‫«‪‬م ْن َر ْو ِح ال َّل ِه‪ ،‬أي‪ِ :‬من‬
‫وقال الب َغوي‪ِ :‬‬
‫ُّ‬

‫الرجا َء‬ ‫«‪‬وال َت ْي َئ ُسوا ِم ْن َر ْو ِح ال َّل ِه‪‬؛ َّ‬


‫فإن َّ‬
‫ِ‬
‫تفسير اآلية‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫السعدي في‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫ب له التَّثا ُق َل‬ ‫واإلياس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يوج ُ‬ ‫َ‬ ‫رجا ُه‪،‬‬ ‫عي واالجتها َد فيما َ‬ ‫الس َ‬
‫ب للعبد َّ‬ ‫يوج ُ‬
‫ور ْو ُحه‪ ،‬إِ َّن ُه‬ ‫ِ‬ ‫رجا العبا ُد‪ُ :‬‬ ‫والتَّبا ُط َؤ‪ ،‬و َأ ْولى ما َ‬
‫فضل الله وإحسانُه ورحمتُه َ‬
‫يستبع َ‬
‫دون‬ ‫ِ‬ ‫لكفرهم‬‫ون‪‬؛ فإنَّهم ِ‬ ‫ال َي ْي َئ ُس ِم ْن َر ْو ِح ال َّل ِه إِ َّل ا ْل َق ْو ُم الكَافِ ُر َ‬
‫رحمتَه‪ ،‬ورحمتُه بعيد ٌة منهم؛ فال تتش َّبهوا بالكافري َن‪َّ ،‬‬
‫ودل هذا على أنَّه‬
‫ور ْو ِحه»(((‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫رجاؤه لرحمة الله َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يكون‬ ‫إيمان ِ‬
‫العبد‬ ‫ِ‬ ‫بحس ِ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫((( «جامع البيان في تأويل القرآن» (‪ - 232/16‬شاكر)‪.‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)27/4‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪198‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫يح ِمن َر ْوحِ ِ‬
‫الله ‪.(((»...‬‬ ‫«الر ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي ُه َرير َة َرضي الل ُه عنه مرفو ًعا‪ِّ :‬‬
‫ُ‬
‫تكون‬ ‫األو ِل‬ ‫الر ِ‬ ‫ٍ‬
‫يح‪ ،‬وعلى َّ‬ ‫نسيم ِّ‬
‫ُ‬ ‫رحمة‪ ،‬أو هي‬ ‫و(ر ْوح) هنا إ َّما بمعنى‬
‫َ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫لله َّ‬ ‫ِ‬
‫المخلوق ِ‬ ‫ِ‬
‫إضافة‬ ‫تكون ِمن‬
‫ُ‬ ‫صف ًة‪ ،‬وعلى ال َّثاني‬
‫ِ‬
‫بعباده»(((‪.‬‬ ‫الله»‪ ،‬أي‪ِ :‬من رحمتِه‬
‫يح ِمن ر ْو ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫«الر ُ‬
‫األثير‪« :‬وفيه‪ِّ :‬‬ ‫قال اب ُن‬

‫الر ِاء‪ ،‬قال العلما ُء‪ :‬أي‪ِ :‬من‬ ‫الله)‪ :‬هو ِ‬


‫بفتح َّ‬ ‫َ‬
‫وقال النَّووي‪ِ :‬‬
‫«(من ر ْو ِح ِ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫بعباده»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رحمة ِ‬
‫الله‬

‫الر ِاء‪-‬‬ ‫ِ‬


‫‪-‬بفتح َّ‬
‫الحق العظيم آبادي‪« :‬الريح ِمن ر ْو ِح ِ‬
‫الله‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫شمس‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫‪‬وال َت ْي َئ ُسوا ِم ْن َر ْو ِح ال َّل ِه إِ َّن ُه ال َي ْي َئ ُس‬ ‫ِ‬
‫الرحمة؛ كما في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫بمعنى َّ‬
‫ِم ْن َر ْو ِح ال َّل ِه إِال ا ْل َق ْو ُم الكَافِ ُر َ‬
‫ون‪.(((»‬‬
‫ِ‬
‫الواو‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وسكون‬ ‫الر ِاء‬ ‫الله»‪ِ ،‬‬
‫بفتح َّ‬ ‫َ‬
‫وقال أحمد شاكر‪« :‬وقو ُله‪ِ :‬‬
‫«من ر ْو ِح ِ‬

‫األلباني(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وبنحوه قال‬ ‫ِ‬
‫بعباده»(((‪،‬‬ ‫أي‪ِ :‬من رحمتِه‬
‫ُّ‬

‫((( رواه أحمد (‪ ،)7619( )267/2‬أبو داود (‪ )5097‬وسكت عنه‪ ،‬وابن ماجه (‪،)3727‬‬
‫حسن‪ ،‬وقال ابن حجر في «الفتوحات الربانية»‬
‫قال النووي في «األذكار» (‪ :)232‬إسناده َ‬
‫ثابت بن قيس‪ ،‬وصححه األلباني‬
‫(‪ :)272/4‬حسن صحيح‪ ،‬ورجاله رجال الصحيح‪ ،‬إال َ‬
‫مما ليس في‬ ‫في «صحيح سنن أبي داود» (‪ ،)5097‬والوادعي في «الصحيح المسند َّ‬
‫الصحيحين» (‪.)1417‬‬
‫((( «النهاية» (‪.)272/2‬‬
‫((( «األذكار» (ص ‪.)232‬‬
‫((( «عون المعبود» (‪.)3/14‬‬
‫((( «شرح المسند» (‪.)144/13‬‬
‫((( «تخريج أحاديث الكلم الطيب البن تيمية» (‪.)153‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪199‬‬

‫(ر ٍ‬
‫وح)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تفسير َ‬ ‫ولشيخ اإلسال ِم‬
‫ِ‬
‫كره في لفظة‪ُ :‬‬
‫آخ ُر للحديث‪ ،‬سيأتي ذ ُ‬ ‫ٌ‬
‫وح ِ‬
‫الله»‪.‬‬ ‫يح ِمن ُر ِ‬
‫«الر ُ‬
‫ِ‬ ‫بالض ِّم‪ ،‬وكأنَّه ج َع َل َ‬
‫لفظ الحديث‪ِّ :‬‬ ‫َّ‬

‫وح‬
‫الر ُ‬
‫‪ُّ ‬‬
‫وجل‪ُ ،‬أضي َف ْت إلى ِ‬
‫الله‬ ‫عز َّ‬‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫مخلوقات ِ‬ ‫‪-‬بالض ِّم‪َ :-‬خ ْل ٌق ِمن‬
‫َّ‬ ‫الروح‬
‫ُّ‬
‫ف؛ فهو خال ُقها ومالكُها‪ ،‬يقبِ ُضها متى‬ ‫وتشريف‪ ،‬ال إضاف َة وص ٍ‬
‫ٍ‬ ‫إضاف َة ِم ٍ‬
‫لك‬
‫َ ْ‬
‫والسن َِّة مضاف ًة إلى‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬ ‫رس ُلها متى شاء ُسبحانَه‪ ،‬وقد ور َد ْت في‬ ‫شاء‪ ،‬وي ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫مواض َع‪.‬‬ ‫وجل في عدَّ ِة‬
‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫الله َّ‬

‫ِ‬
‫الكتاب‪:‬‬ ‫كرها في‬ ‫ِ‬
‫ذ ُ‬
‫وح ِمنْ ُه‪[ ‬النساء‪.]171 :‬‬ ‫‪‬وك َِل َم ُت ُه َأ ْل َق َ‬
‫اها إِ َلى َم ْر َي َم َو ُر ٌ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫يـه ِمـن ر ِ‬
‫ـت فِ ِ‬
‫وحـي‪[ ‬الحجر‪،]29:‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫‪ -2‬وقو ُلـه‪َ  :‬فـإِ َذا َس َّ‬
‫ـو ْي ُت ُه َو َن َف ْخ ُ‬
‫[ص‪.]72:‬‬

‫وحنَا َفت ََم َّث َل َل َها َب َش ًرا َس ِو ًّيا‪ [ ‬مريم‪]17 :‬‬


‫‪ -3‬وقو ُله‪َ  :‬ف َأ ْر َس ْلنَا إِ َل ْي َها ُر َ‬
‫وح ِه‪ [ ‬السجدة‪.]9 :‬‬
‫‪ -4‬وقو ُله‪ُ  :‬ثم سواه و َن َف َخ فِ ِيه ِمن ر ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َّ َ َّ ُ َ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫كرها في ُّ‬
‫ذ ُ‬
‫استفتاح الجن َِّة‪ ،‬وفيه‪...« :‬‬
‫ِ‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه في‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫كلمة‬ ‫يسى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اذهبوا إلى ع َ‬ ‫فيقول‪َ :‬‬ ‫السال ُم‪،‬‬
‫ثم موسى عليهما َّ‬ ‫فيأتون آ َد َم ‪َّ ...‬‬
‫وحه‪.(((»...‬‬‫الله ور ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)195‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪200‬‬

‫أنت‬ ‫الش ِ‬
‫فاعة‪ ،‬وفيه‪...« :‬يا آ َد ُم‪َ ،‬‬ ‫حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه في َّ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫َ‬
‫فيقولون‪:‬‬ ‫يسى‪،‬‬ ‫َ ِ‬ ‫وحه‪...‬‬‫فيك ِمن ر ِ‬
‫بيده‪ ،‬ون َف َخ َ‬ ‫البش ِر‪ ،‬خ َل َقك الله ِ‬
‫أبو َ‬
‫فيأتون ع َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وح منه‪.(((»...‬‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ٌ‬
‫مريم‪ُ ،‬‬
‫رسول الله وكلمتُه ألقاها إلى َ‬ ‫أنت‬
‫يسى‪َ ،‬‬ ‫يا ع َ‬

‫الله تعالى‪:‬‬ ‫العلماء في (الروحِ ) الم ِ‬


‫ضافة إلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أقوال‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مجر ِد‬
‫ضاف‬
‫الم ُ‬‫يكون ُ‬ ‫يستلز ُم أن‬ ‫اإلضافة ما‬ ‫‪ -1‬قال اب ُن تيم َّي َة‪« :‬فليس في َّ‬
‫ِ‬
‫القائمة‬ ‫المخلوقة وصفاتِها‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األعيان‬ ‫ضاف إليه ِمن‬
‫الله صف ًة له‪ ،‬بل قد ُي ُ‬ ‫إلى ِ‬

‫الخ ْل ِق؛ كقولِه تعالى‪ ... :‬و‪‬ناقة ال َّله‪ ،‬و‪‬عباد‬ ‫ٍ‬


‫بصفة له بات ِ‬
‫ِّفاق َ‬ ‫بها ما ليس‬
‫ِ‬
‫وجمهورهم‪،‬‬ ‫وأئمتِهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬روح ال َّله‪ ‬عند س َلف ُ‬
‫المسلمي َن َّ‬ ‫الله‪ ،‬بل وكذلك ُ‬
‫لغيره‪ِ ،‬م ُثل‪ :‬كال ِم ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بصفة ِ‬ ‫ضيف إليه ما هو صف ٌة له وليس‬ ‫َ‬ ‫ولكن إذا ُأ‬
‫ِ‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬كان صف ًة له»(((‪.‬‬ ‫الله‪ ،‬و َي ِد ِ‬
‫الله ‪...‬‬ ‫ِ‬
‫وعل ِم ِ‬

‫وح الله»‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫يح ِمن ُر ِ‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ِّ :‬‬
‫«الر ُ‬ ‫وقال‪« :‬قال الن ُّ‬
‫الله إضاف ُة ِم ْل ٍ‬
‫وح إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪ ،‬ال إضاف ُة‬ ‫الر ِ‬ ‫وح ا َّلتي خ َلقها الل ُه؛ فإضاف ُة ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫من ُّ‬
‫الله إن كان عينًا قائم ًة بنَ ْف ِسها فهو ِم ْل ٌك له‪،‬‬ ‫ضاف إلى ِ‬ ‫ُ‬ ‫وصف؛ إذ ُّ‬
‫كل ما ُي‬ ‫ٍ‬

‫فاألو ُل‬ ‫بغيرها ليس لها مح ٌّل تقوم به‪ ،‬فهو صف ٌة ِ‬


‫لله؛‬ ‫وإن كان صف ًة قائم ًة ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وحنَا‪ ،‬وهو ِج ُ‬ ‫ِ‬ ‫كقولِه‪ :‬نَا َق َة ِ‬
‫بريل‪،‬‬ ‫اها‪ ،‬وقوله‪َ :‬ف َأ ْر َس ْلنَا إِ َل ْي َها ُر َ‬ ‫الله َو ُس ْق َي َ‬
‫ُنت ِ‬
‫الر ْح َم ِن ِمن َْك إِ ْن ك َ‬
‫تق ًّيا * َق َال‬ ‫‪َ ‬فت ََم َّث َل َل َها َب َش ًرا َس ِو ًّيا * َقا َل ْت إِنِّي َأ ُعو ُذ بِ َّ‬
‫ك ُغال ًما َز ِك ًّيا ‪ ،‬وقال‪َ  :‬و َم ْر َي َم ا ْبن ََت ِع ْم َر َ‬
‫ان‬ ‫ك ألَهب َل ِ‬
‫َ َ‬
‫ول رب ِ‬
‫إِن ََّما َأنَا َر ُس ُ َ ِّ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)4712 ،3340‬ومسلم (‪.)194‬‬


‫((( «الجواب الصحيح» (‪.)145/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪201‬‬

‫يه ِمن ر ِ‬
‫وحنَا‪ ،‬وقال عن آ َد َم‪َ  :‬فإِ َذا َس َّو ْي ُت ُه‬ ‫خنَا فِ ِ‬‫ا َّلتِي َأ ْح َصن َْت َف ْر َج َها َفنَ َف ْ‬
‫ْ ُ‬
‫اج ِدي َن‪.(((»‬‬
‫وحي َف َق ُعوا َل ُه س ِ‬
‫َ‬
‫يه ِمن ر ِ‬
‫ْ ُ‬
‫خ ُت فِ ِ‬‫َو َن َف ْ‬

‫السابع َة َع ْشرةَ‪ ،‬وهي‪ :‬هل‬ ‫«فصل‪ :‬وأ َّما المسأل ُة َّ‬‫ٌ‬ ‫‪ -2‬وقال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬
‫وح قديم ٌة أم ُمحدَ ث ٌة مخلوق ٌة؟ وإذا كانت ُمحدَ ث ًة مخلوق ًة‪ ،‬وهي ِمن ِ‬
‫أمر‬ ‫الر ُ‬ ‫ُّ‬
‫الله ُمحدَ ًثا مخلو ًقا؟ وقد أخ َب َر ُسبحانَه أنَّه ن َف َخ في‬ ‫يكون أمر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫الله‪ ،‬فكيف‬
‫وحه‪ ،‬فهذه اإلضاف ُة إليه هل تدُ ُّل على أنَّها قديم ٌة أم ال؟ وما حقيق ُة‬ ‫آدم ِمن ر ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫وحه‪ ،‬فأضاف‬ ‫بيده‪ ،‬ون َف َخ فيه ِمن ر ِ‬‫اإلضافة؛ فقد أخبر عن آدم أنَّه خ َل َقه ِ‬‫ِ‬ ‫هذه‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬
‫وح إليه إضاف ًة واحدةً؟‬
‫والر َ‬
‫ال َيدَ ُّ‬
‫طوائف ِمن بني آ َد َم! وهدى‬
‫ُ‬ ‫وضل فيها‬ ‫َّ‬ ‫زل فيها عالِ ٌم‪،‬‬‫فهذه مسأل ٌة كم َّ‬
‫سل‬ ‫الر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والص ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬
‫فأجمعت ُّ‬
‫َ‬ ‫ستبين؛‬ ‫الم‬
‫واب ُ‬ ‫بين َّ‬ ‫للح ِّق ُ‬
‫أتباع رسوله فيها َ‬‫الل ُه َ‬
‫الله وسال ُمه عليهم على أنَّها ُمحدَ ث ٌة مخلوق ٌة مصنوع ٌة مربوب ٌة‬ ‫صلوات ِ‬
‫ُ‬
‫صلوات ِ‬
‫الله وسال ُمه عليهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الر ِ‬
‫سل‬ ‫ين ُّ‬ ‫باالضطرار ِمن ِد ِ‬
‫ِ‬ ‫ُمد َّبرةٌ‪ ،‬هذا معلو ٌم‬
‫واقع‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وأن َمعا َد األبدان ٌ‬ ‫حادث‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫العالم‬
‫َ‬ ‫باالضطرار ِمن ِدينِهم َّ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫كما ُيع َل ُم‬
‫مخلوق له‪ ،‬وقد انطوى عصر الص ِ‬
‫حابة‬ ‫ٌ‬ ‫الخالق‪َّ ،‬‬
‫وكل ما سواه‬ ‫ُ‬ ‫وأن الل َه وحدَ ه‬‫َّ‬
‫ُ َّ‬
‫ٍ‬
‫اختالف‬ ‫فضل ُة‪ -‬على ذلك ِمن ِ‬
‫غير‬ ‫الم َّ‬ ‫ُ‬
‫القرون ُ‬ ‫والتَّابعي َن وتابعيهم ‪-‬وهم‬
‫ِ‬
‫فهمه في‬
‫قص َر ُ‬ ‫ممن ُ‬ ‫بينهم في حدوثها‪ ،‬وأنَّها مخلوق ٌة‪ ،‬حتَّى ن َب َغ ْت نابغ ٌة َّ‬
‫أمر ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫مخلوقة‪ ،‬واحت ََّج بأنَّها ِمن ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫والسنَّة‪ ،‬فز َعم أنَّها قديم ٌة ُ‬
‫غير‬ ‫الكتاب ُّ‬‫ِ‬
‫لمه وكتا َبه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مخلوق‪َّ ،‬‬
‫وبأن الل َه تعالى أضافها إليه كما أضاف إليه ع َ‬ ‫غير‬
‫وأمره ُ‬
‫ُ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)290/9‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪202‬‬

‫رون فقالوا‪ :‬ال ُ‬


‫نقول‪ :‬مخلوق ٌة‪،‬‬ ‫آخ َ‬‫وبص َره ويدَ ه‪ ،‬وتو َّقف َ‬ ‫و ُقدرتَه َ‬
‫وس ْم َعه َ‬
‫ٍ‬
‫مخلوقة ‪.(((»...‬‬ ‫غير‬
‫وال ُ‬
‫بن ٍ‬
‫نصر‬ ‫حم ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬
‫بن َمنْدَ ْه‪ ،‬والحافظ ُم َّ‬
‫الحافظ أبي ِ‬
‫ِ‬ ‫ثم ن َقل كال َم‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫خالف بين‬ ‫َ‬ ‫وزي‪ ،‬وهما من القائلي َن بأنَّها مخلوق ٌة‪َّ ،‬‬
‫ثم قال‪« :‬وال‬ ‫الم ْر ُّ‬
‫َ‬
‫يسى و َمن سواه ِمن بني آ َد َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األرواح ا َّلتي في آ َد َم و َبنيه وع َ‬
‫َ‬
‫الم ِ‬
‫سلمي َن َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬
‫ثم أضافها إلى َن ْف ِسه‪،‬‬ ‫وكونها واخت ََرعها‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫وأنشأها َّ‬
‫ك ُّلها مخلوق ٌة ِ‬
‫لله‪ ،‬خ َل َقها‬
‫كما أضاف إليه سائر َخ ْل ِقه؛ قال تعالى‪  :‬وس َّخر َلكُم ما فِي السمو ِ‬
‫ات َو َما‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ض َج ِمي ًعا ِمنْ ُه‪[ ‬الجاثية‪»]13 :‬؛ اهـ‪.‬‬
‫فِي األَ ْر ِ‬

‫ات‬‫كثير‪ « :‬وروح ِمنْه‪ ‬كقولِه‪ :‬وس َّخر َلكُم ما فِي السمو ِ‬ ‫‪ -3‬وقال اب ُن ٍ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫َُ ٌ ُ‬
‫عنده‪ ،‬وليس ْت ِ‬ ‫ومن ِ‬ ‫ض ج ِميعا ِمنْه‪ ،‬أي‪ِ :‬من َخ ْل ِقه ِ‬ ‫ِ‬
‫(من)‬ ‫َ‬ ‫َو َما في األَ ْر ِ َ ً ُ‬
‫ِ‬
‫البتداء‬ ‫المتتابع ُة‪ ،‬بل هي‬ ‫ِ‬ ‫َّبعيض‪ ،‬كما ُ‬ ‫ِ‬
‫تقول النَّصارى عليهم لعائ ُن الله ُ‬ ‫للت‬
‫ورسول منه‪ ،‬وقال‬ ‫ٌ‬ ‫وح ِمنْ ُه‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫‪‬و ُر ٌ‬
‫ِ‬
‫الغاية‪ ،‬وقد قال ُمجاهدٌ في قوله‪َ :‬‬
‫ِ‬

‫ت‬ ‫مخلوقة‪ ،‬و ُأضي َف ِ‬


‫ٍ‬ ‫مخلوق ِمن ُر ٍ‬
‫وح‬ ‫ٌ‬ ‫األو ُل؛ أنَّه‬ ‫غيره‪ :‬ومح َّب ٌة منه‪،‬‬
‫واألظه ُر َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الله»(((‪.‬‬‫والبيت إلى ِ‬ ‫ت النَّاق ُة‬ ‫َّشريف‪ ،‬كما ُأضي َف ِ‬
‫ِ‬ ‫الله على ِ‬
‫وجه الت‬ ‫وح إلى ِ‬
‫ُ‬ ‫الر ُ‬‫ُّ‬

‫بي‬ ‫َ‬ ‫ن َقل أبو موسى ِ‬


‫الح ْر ِّ‬
‫إبراهيم َ‬
‫َ‬ ‫إسحاق‬ ‫يني((( كال ًما ناف ًعا جدًّ ا ألبي‬
‫المد ُّ‬
‫َ‬
‫فراج ْع ُه إن ِش ْئ َت‪.‬‬
‫وتفسير (الروح)‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قراءة‬ ‫ِ‬
‫االختالف في‬ ‫ِ‬
‫عن‬

‫((( «كتاب الروح» (ص ‪.)501‬‬


‫((( «التفسير» (اآلية الرابعة والحديث الثاني)‪.‬‬
‫((( «المجموع المغيث» (‪.)814-812/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪203‬‬

‫ِ‬
‫حياة ِ‬ ‫ِ‬ ‫أحدٌ ِمن‬
‫الله‬ ‫األنبياء عن‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪َ « :‬ل ْم ُيع ِّب ْر َ‬‫قال ُ‬
‫الر ِ‬
‫وح أنَّه ُيرا ُد به حيا ُة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الله‪ ،‬فمن حمل كالم ٍ ِ‬ ‫وح ِ‬
‫أحد من األنبياء بلفظ ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بأنَّها ُر ُ‬
‫ِ‬
‫الله ‪ -‬فقد َ‬
‫كذ َب»(((‪.‬‬

‫ال َّز ِار ُع‬


‫أس َم ِائه‪.‬‬ ‫الز ِارع‪ ،‬ولكنَّه ليس ً‬
‫اسما من ْ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأ َّن ُه َّ‬ ‫ف الله َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ون * َأ َأ ْنت ُْم‬ ‫الص َف ُة في قوله تعالى‪َ  :‬أ َف َر َأ ْيت ُْم َما ت ْ‬
‫َح ُر ُث َ‬ ‫وردت هذه ِّ‬ ‫ْ‬ ‫وقد‬
‫ون‪[ ‬الواقعة‪.]64 :‬‬ ‫ت َْز َر ُعو َن ُه َأ ْم ن َْح ُن الز ِ‬
‫َّار ُع َ‬

‫رع إليه‬
‫والز َ‬ ‫ث ِ‬
‫إليه ْم َّ‬ ‫«أضاف ا ْل َح ْر َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫تفسير هذه اآلية‪:‬‬ ‫قال ال ُق ْر ُطبِ ُّي في‬
‫رع ِم ْن فِ ْعل الله‬ ‫اختيار ِه ْم‪َّ ،‬‬
‫والز َ‬ ‫ِ‬ ‫ث فِع ُل ُه ْم‪ ،‬و َي ْج ِري على‬
‫ألن ا ْل َح ْر َ‬
‫تعالى؛ َّ‬
‫تعالى‪ ،‬و َينْ ُبت على اختياره‪ ،‬ال على اختيارهم…» اهـ‪.‬‬

‫َّسمي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫محمد ال ُع َثيمين في‬ ‫الش ُ‬


‫وقال َّ‬
‫جواب له عن سؤال‪ :‬لماذا كان الت ِّ‬ ‫يخ َّ‬
‫ُ‬
‫الحارث؟ قال‪:‬‬ ‫الش ْرك مع َّ‬
‫أن الل َه هو‬ ‫الحار ِ‬
‫ث من ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعبد‬

‫الحارث»؛ فال أع َل ُم ً‬
‫اسما‬ ‫ُ‬ ‫أن الل َه هو‬ ‫ائل في ُس َؤالِه «مع َّ‬ ‫الس ِ‬ ‫قول َّ‬ ‫«… أ َّما ُ‬
‫ِ‬
‫الز ِارع‪ ،‬وال ُي َّ‬
‫سمى به؛ كما‬ ‫وجل بأنَّه َّ‬ ‫عز َّ‬ ‫ف َّ‬ ‫لله تعا َلى بهذا ال َّل ْفظ‪ ،‬وإنَّما ُي َ‬
‫وص ُ‬
‫الز ِار ُع َ‬
‫ون‪.(((»‬‬ ‫ون * َأ َأ ْنت ُْم ت َْز َر ُعو َن ُه َأ ْم ن َْح ُن َّ‬ ‫في قوله تعالى‪َ  :‬أ َف َر َأ ْيت ُْم َما ت ْ‬
‫َح ُر ُث َ‬

‫الس َآم ُة‬


‫َّ‬
‫انظر‪ِ :‬صفة (الملل)‪.‬‬

‫((( «الجواب الصحيح» (‪.)50/4‬‬


‫((( «فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين» (‪.)25/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪204‬‬

‫الس ِ‬
‫اع ُد‬ ‫َّ‬
‫أتيت النَّبِ َّي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪،‬‬‫ص عن أبيه‪ ،‬قال‪ُ :‬‬ ‫َروى أبو األَ ْح َو ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى فت ْق َط ُع‬‫الم َ‬
‫احا آذانُها‪ ،‬فت ْعمدُ إلى ُ‬ ‫فقال‪« :‬هل ُتنْت ُج إِبِ ُل َق ْوم َك ص َح ً‬
‫فتحر ُم َها‬
‫ِّ‬ ‫وتقول‪َ :‬ه ِذ ِه ُص ُرم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فتقول‪َ :‬ه ِذ ِه ُب ُح ٌر‪ ،‬أو ت َُش ُّق ُج ُلو َد َها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫آذانَها‪،‬‬
‫لك ِح ٌّل؛‬ ‫أه ِل َك؟» قال‪ُ :‬ق ْل ُت‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬قال‪« :‬فك ُُّل ما آت َ‬
‫َاك الله َ‬ ‫َع َل ْي َك وعلى ْ‬
‫وساك»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اع ِد َك‪ ،‬وموسى ِ‬ ‫الله َأشدُّ ِمن س ِ‬ ‫س ِ‬
‫اعدُ ِ‬
‫أحدُّ م ْن ُم َ‬
‫الله َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫واألصابِعِ‪ِ ،‬‬
‫وغير َها‬ ‫َ‬ ‫َف‬ ‫كص َفة ال َي ِد والك ِّ‬‫وجل ِ‬
‫عز َّ‬‫اع ِد لله َّ‬
‫فة الس ِ‬
‫َّ‬
‫وإثبات ِص ِ‬
‫ُ‬
‫الموحدُ من إثباتِ َها‬
‫ِّ‬ ‫َستحيل عليه سبحانه‪ ،‬وال َي ْست َْو ِح ُش‬ ‫ُ‬ ‫الص َفات؛ ال ت‬‫من ِّ‬
‫أجدْ أحدً ا من‬ ‫ليق به سبحانه‪ ،‬إنما َيست َْو ِح ُش ِمن ذلك الم َع ِّط َل ُة‪ ،‬لك ْن لم ِ‬ ‫بما َي ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وجل إِ َّل ال َف َّرا َء في كتاب «إبطال‬ ‫عز َّ‬ ‫فة الس ِ‬
‫بإثبات ِص ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعد لله َّ‬ ‫َّ‬ ‫صرح‬ ‫الس َلف َّ‬ ‫َّ‬
‫الج ْه ِم َّية»((( بباب‪:‬‬
‫«الر ُّد على َ‬
‫ِ‬
‫التَّأويالت» ‪ ،‬كما َّبوب ا ْب ُن َمنْدَ ْه في كتابِه َّ‬
‫(((‬

‫َ‬
‫الحديث‪ ،‬وأورده‬ ‫آخ َر يدُ ُّل على ما تقدَّ َم في معنَى ال َي ِد‪ ،‬و َذك ََر‬ ‫ِذك ُْر َخ ٍبر َ‬
‫ِ‬
‫إثبات ِص َفة‬ ‫والر ُّد على أهل األَ ْه َواء والبِدَ ع»((( في‬ ‫ِ‬
‫الملط ُّي في كتابه «ال َّتنْ َبي ُه َّ‬
‫لله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اليد ِ‬

‫ائي في «السنن الكبرى»‬ ‫أحمدُ في «المسند» (‪ ،)15888‬والن ََّس ُّ‬ ‫((( إسناده صحيح‪ :‬رواه َ‬
‫«المستدرك»‬
‫َ‬ ‫(‪ ،)87/10‬وابن ِح َّبان في صحيحه (‪ )432/12‬واللفظ له‪ ،‬والحاكم في‬
‫(‪ ،)7364‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد ولم ُي َخ ِّر َجاه‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ .‬وقال ابن كثير‬
‫األلباني في‬
‫ُّ‬ ‫في التفسير (‪ :)211/4‬هذا حديث ج ِّيدٌ َق ِو ُّي اإلسناد‪ .‬والحديث َّ‬
‫صح َحه‬
‫«الصحيح المسنَد» (‪)1107‬‬
‫«صحيح موارد الظمآن» (‪ ،)898‬والوادعي في َّ‬
‫((( «إبطال التَّأويالت» (‪)345/2‬‬
‫الجه ِم َّية» (ص‪)80‬‬
‫((( «الرد على ْ‬
‫والر ُّد» (ص‪)144‬‬‫((( «ال َّتنْبيه َّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪205‬‬

‫أعلم بِ ُمراد رسولِه ص َّلى‬ ‫عز َّ‬


‫وجل‪ ،‬والل ُه ُ‬
‫فات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫واألقرب أنَّه ِمن ِص ِ‬
‫ُ‬
‫الل ُه عليه وس َّل َم‪.‬‬

‫الس ُ‬
‫اق‬ ‫َّ‬
‫السنَّة‬ ‫ِ‬ ‫الذات‪ ،‬ثابت ٌة ل َّل ِه تعالى بالكت ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات َّ‬ ‫ِصف ٌة من‬
‫وصريح ُّ‬ ‫َاب‬
‫يحة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصح َ‬ ‫َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ود َف َل َي ْستَطِي ُع َ‬
‫ون‪‬‬ ‫اق ويدْ َعو َن إِ َلى السج ِ‬
‫ُّ ُ‬ ‫ف َع ْن َس ٍ َ ُ ْ‬
‫قول ُه تعالى‪َ  :‬ي ْو َم ُيك َْش ُ‬
‫[القلم‪.] 42 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫ف َعن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ساقه‪،‬‬ ‫حديث أبي سعيد ا ْل ُخدْ ِر ِّي َرض َي الله عنه‪ …« :‬ف َيكْش ُ ْ‬
‫ُ‬

‫كل ُم ْؤ ِم ٍن»(((‪.‬‬
‫فيسجدُ له ُّ‬
‫ُ‬

‫ادس‪ :‬أنَّه ِم ْن أي َن في ظاهر‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪« :‬الوج ُه َّ‬
‫الس ُ‬ ‫قال ُ‬
‫اق‪،‬‬ ‫ف َع ْن س ٍ‬ ‫لله سا ًقا‪ ،‬وليس معه إِ َّل قو ُل ُه‪َ  :‬ي ْو َم ُيك َْش ُ‬ ‫[أن] ِ‬ ‫ا ْل ُق ْرآن َّ‬
‫َ‬
‫ف عن ِّ‬
‫الشدَّ ة‪،‬‬ ‫المرا ُد به الك َْش ُ‬ ‫هل َ‬ ‫تفسير اآل َي ِة؛ ِ‬
‫ِ‬ ‫والصحاب ُة قد تَنازعوا في‬ ‫َّ‬
‫الص َحاب ُة والتَّابِعون‬ ‫ِِ‬ ‫أو المرا ُد به أنَّه َيك ِْش ُ‬
‫ِ‬
‫الر ُّب عن ساقه؟ ولم تتناز ِع َّ‬ ‫ف َّ‬
‫بخالف قوله‪ :‬لِ َما َخ َل ْق ُت‬ ‫آيات الص َفات إِ َّل في هذه اآلية؛ ِ‬
‫ِّ‬
‫فيما يذكَر من ِ‬
‫ُ‬
‫الص َحاب ُة‬ ‫بِ َيدَ َّي‪َ ،‬‬
‫‪‬و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك‪ …‬ونحو ذلك؛ فإنَّه لم َي َ‬
‫تناز ْع فيها َّ‬

‫((( رواه البخاري (‪ )7439‬وال َّل ْف ُظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)183‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪206‬‬

‫أن ذلك صف ٌة لله تعالى؛ ألنَّه‬ ‫رآن َّ‬ ‫اه ِر ال ُق ِ‬


‫والتَّابعون؛ وذلك أنَّه ليس في َظ ِ‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫يكش ُ‬‫ساق الله‪ ،‬وال قال‪ِ :‬‬‫اق‪ ،‬ولم َي ُقل‪ :‬عن ِ‬ ‫ف َع ْن س ٍ‬‫قال‪َ  :‬ي ْو َم ُيك َْش ُ‬
‫َ‬
‫فة وال م َض ٍ‬
‫افة‪ ،‬وهذا ال َّل ْف ُظ‬ ‫ساق ِه‪ ،‬وإنما ذكَر سا ًقا نكر ًة غير معر ٍ‬ ‫الرب عن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُّ‬
‫الله‪ ،‬والذين َج َع ُلوا ذلك من ِص َفات الله‬ ‫ساق ِ‬ ‫بمجر ِده ال ُّ‬
‫يدل على أنَّها ُ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫رآن‪ ،‬وهو حديث أبي‬ ‫حيح المفس ِر لل ُق ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ِّ‬ ‫تعالى أث َبتُوه بالحديث َّ‬
‫الر ُّب عن‬ ‫ف َّ‬ ‫حيحين»‪ ،‬الذي قال فيه «فيك ِْش ُ‬‫ِ‬ ‫«الص‬
‫خر ُج في َّ‬ ‫الخدْ ِر ِّي ُ‬
‫الم َّ‬ ‫ُ‬
‫يدل على ذلك من ِج َه ِة أنَّه أخ َب َر أنَّه‬ ‫ظاهر ال ُق ِ‬
‫رآن ُّ‬ ‫َ‬
‫إن ِ‬
‫ساقه»‪ ،‬وقد ُيقال‪َّ :‬‬ ‫ِ‬

‫والس ُجو ُد ال َي ْص ُلح إِ َّل لله‪ ،‬ف ُع ِل َم‬


‫الس ُجود‪ُّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫ف عن ساق و ُيدْ َع ْون إلى ُّ‬ ‫ُيك َْش ُ‬
‫الشدَّ ة َل َي ِص ُّح؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫فح ْم ُل ذلك على ِّ‬ ‫ساق ِه‪ً .‬‬
‫وأيضا َ‬
‫ف عن ِ‬ ‫ِ‬
‫الكاش ُ‬ ‫أنَّه هو‬
‫الشدَّ ةَ‪ ،‬أي‪ :‬أزا َل َها‪ ،‬كما قال‪َ  :‬ف َل َّما‬
‫ف الل ُه ِّ‬ ‫أن ُيقال‪َ :‬‬
‫كش َ‬ ‫المست ْع َم َل في ِّ‬
‫الشدَّ ة ْ‬
‫الر ْج َز إِ َلى‬
‫ون‪ ،‬وقال‪َ :‬ف َل َّما ك ََش ْفنَا َعن ُْه ُم ِّ‬ ‫اب إِ َذا ُه ْم َينْ ُك ُث َ‬
‫ك ََش ْفنَا َعن ُْه ُم ا ْل َع َذ َ‬
‫َاه ْم َوك ََش ْفنَا َما بِ ِه ْم ِم ْن ُض ٍّر َل َل ُّجوا فِي‬ ‫ِ‬
‫‪‬و َل ْو َرح ْمن ُ‬
‫ِ‬
‫َأ َج ٍل ُه ْم َبال ُغو ُه ‪ ،‬وقال‪َ :‬‬
‫يقال‪ :‬ك ََش َ‬
‫ف‬ ‫أن َ‬ ‫المعروف من ذلك في ال ُّل َغ ِة ْ‬ ‫ُ‬ ‫ون‪ ،‬وإذا كان‬ ‫ُط ْغ َيانِ ِه ْم َي ْع َم ُه َ‬
‫اق‪ ،‬وهذا ُي َرا ُد به اإل ْظ َه ُار‬ ‫ف َع ْن س ٍ‬
‫الشدَّ ة‪ ،‬أي‪ :‬أزا َل َها؛ فل ْف ُظ اآلية‪ُ  :‬يك َْش ُ‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫الشدَّ ة ال ُي ِزي ُل َها‪،‬‬
‫ث ِّ‬ ‫َحدُ ُ‬ ‫َ‬
‫فهناك ت ْ‬ ‫واإلبا َن ُة؛ كما قال‪:‬ك ََش ْفنَا َعن ُْه ْم‪ً ‬‬
‫وأيضا‬
‫اهر ليس ظاهرا من مجر ِد ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فال َيك ِْش ُ‬
‫لفظة‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫الشدَّ َة يو َم القيامة‪ ،‬لك ْن هذا ال َّظ ُ‬
‫ف ِّ‬
‫كيب والس ِ‬
‫ياق وتد ُّب ِر المعنَى المقصود»(((‪.‬‬ ‫اق‪ ،‬بل بالت َّْر ِ‬ ‫‪‬س ٍ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬

‫ابن ال َق ِّي ِم كال ٌم َشبي ٌه بهذا؛ قال َر ِح َمه الله‪« :‬ال َّث ِام ُن‪ :‬أن نقول‬
‫يذ ِه ِ‬
‫ولتلم ِ‬
‫ِ‬

‫((( «بيان تلبيس الجهمية» (‪.)474-472/5‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪207‬‬

‫لله سا ًقا؟ وليس َم َع َك إِ َّل قو ُل ُه تعالى‪َ  :‬ي ْو َم‬ ‫ِم ْن أي َن في ظاهر ا ْل ُق ْرآن َّ‬
‫أن ِ‬
‫تفسير ِ‬
‫اآلية؛ َه ِل‬ ‫ِ‬ ‫تناز ُعون في‬ ‫والص َحا َب ُة ُم ِ‬ ‫ف َع ْن س ٍ‬
‫ُيك َْش ُ‬
‫اق‪[ ‬القلم‪َّ ،]42 :‬‬ ‫َ‬
‫ساق ِه؟‬
‫ف عن ِ‬ ‫أن الرب تعالى ِ‬
‫يكش ُ‬ ‫ف عن ِّ ِ‬
‫الشدَّ ة‪ ،‬أو المرا ُد بها َّ َّ َّ‬ ‫المرا ُد الك َْش ُ‬
‫ِ‬
‫الص َفات أم ال في‬ ‫الص َحابة والتَّابِعي َن ٌ‬
‫نزاع فيما ُي ْذك َُر أ َّن ُه من ِّ‬ ‫وال ُي ْح َف ُظ عن َّ‬
‫أن ذلك ِص َف ُة الله؛‬ ‫ظاه ِر ا ْل ُقر ِ‬
‫آن ما يدُ ُّل على َّ‬ ‫غير هذا المو ِضعِ‪ ،‬وليس في ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫مجر ًدا عن اإلضا َف ِة ُمنَك ًَّرا‪،‬‬
‫اق إليه‪ ،‬وإنَّما َذك ََره َّ‬
‫الس َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ألنَّه ُسبحا َن ُه لم ُيضف َّ‬
‫اه ِر ال ُق ِ‬
‫رآن‪،‬‬ ‫يأخ ُذوا ذلك من َظ ِ‬
‫واإلصب ِع لم ُ‬ ‫ذلك ِص َف ًة كاليدَ ْي ِن‬
‫والذي َن أثبتُوا َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫حديث‬ ‫عيد ا ْل ُخدْ ِر ِّي الم َّت َف ِق على ِص َّحتِ ِه‪ ،‬وهو‬
‫وإنَّما أ ْثبتُوه بحديث أبي س ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خ ُّرون له ُس َّجدً ا»‪ ،‬و َم ْن‬ ‫اق ِه‪ ،‬في ِ‬
‫ف الرب عن س ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش َف ِ‬
‫اعة ال َّط ُ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويل‪ ،‬وفيه‪« :‬ف َيكْش ُ َّ ُّ‬
‫ف َع ْن س ٍ‬
‫اق َو ُيدْ َع ْو َن‬ ‫َح َمل اآلي َة على ذلك؛ قال‪ :‬قو ُل ُه َت َعالى‪َ  :‬ي ْو َم ُيك َْش ُ‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫طابق لقولِ ِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪« :‬ف َيك ِْش ُ‬ ‫ود‪[ ‬القلم‪ُ :]42 :‬م ٌ‬ ‫إِ َلى السج ِ‬
‫ُّ ُ‬
‫ف‬ ‫َّفخي ِم‪ ،‬كأنَّه قال‪ُ :‬يك َْش ُ‬ ‫خرون له سجدً ا» وتنكيره للتَّعظِي ِم والت ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ُُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫عن َساقه‪ ،‬ف َي ُّ‬
‫نظير أو َمثِ ٌيل أو‬‫يكون لها ٌ‬ ‫َ‬ ‫ساق َع ٍ‬
‫ظيمة؛ َج َّل ْت َع َظ َمتُها‪ ،‬وتَعا َلى شأن َُها ْ‬
‫أن‬ ‫عن ٍ‬

‫فإن ُلغ َة ال َق ْو ِم في ِم ْث ِل‬


‫بوجه؛ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫الشدَّ ِة ال َي ِص ُّح‬
‫وح ْم ُل اآل َي ِة على ِّ‬‫شبي ٌه‪ .‬قالوا‪َ :‬‬
‫ف َعن َْها‪ ،‬كما قال الله تعالى‪:‬‬ ‫الشدَّ ُة عن القو ِم‪ ،‬ال ك ُِش َ‬ ‫ت ِّ‬ ‫قال‪ :‬ك ُِش َف ِ‬ ‫ذلك أن ُي َ‬

‫‪‬و َل ْو‬ ‫اب إِ َذا ُه ْم َينْ ُك ُث َ‬


‫ون‪[ ‬الزخرف‪ ،]50 :‬وقال‪َ :‬‬ ‫‪َ ‬ف َل َّما ك ََش ْفنَا َعن ُْه ُم ا ْل َع َذ َ‬
‫فالعذاب ِّ‬
‫والشدَّ ُة هو‬ ‫ُ‬ ‫َاه ْم َوك ََش ْفنَا َما بِ ِه ْم ِم ْن ُض ٍّر‪[ ‬المؤمنون‪]75 :‬؛‬ ‫َرح ْمن ُ‬
‫ِ‬

‫الشدَّ ة وت َْشتَدُّ وال ت َُز ُال‬


‫َحدُ ث ِّ‬
‫وأيضا فهناك ت ْ‬ ‫وف ال المك ُْش ُ‬
‫وف عنه‪ً ،‬‬ ‫ُ‬
‫المكش ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪208‬‬

‫وهناك ال يدْ َعو َن إلى السج ِ‬ ‫ول الجن َِّة‪،‬‬


‫إِ َّل بدُ ُخ ِ‬
‫ود‪ ،‬وإنما ُيدْ َع ْو َن إليه أشدَّ ما‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫َت ِّ‬
‫الشدَّ ةُ»(((‪.‬‬ ‫كَان ِ‬

‫ِ‬ ‫الجليل ْي ِن َّ‬


‫إثبات‬ ‫الص َحاب َة اختل ُفوا في‬
‫أن َّ‬ ‫ليس مقصو ُد اإلما َم ْي ِن َ‬
‫قلت‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫سعيد الم َت َقدِّ ِم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حديث أبي‬ ‫وجل مع ور ِ‬
‫ود َها َصراح ًة في‬ ‫عز َّ‬
‫اق لله َّ‬ ‫ص َف ِة الس ِ‬
‫ُُ‬ ‫َّ‬
‫ف عن‬ ‫المرا ُد بها الك َْش ُ‬ ‫َفسير اآلية؛ ِ‬
‫هل ُ‬ ‫َب ِل مقصو ُد ُهما أن َُّه ُم اختل ُفوا في ت ِ‬
‫ف عن ِ‬
‫ساق الله؟ والل ُه أع َل ُم‪.‬‬ ‫الم َرا ُد الك َْش ُ‬ ‫ِّ‬
‫الشدَّ ة‪ ،‬أو ُ‬

‫وح‬
‫الس ُّب ُ‬
‫ُّ‬
‫حيح ِة‪،‬‬
‫الص َ‬
‫ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫ثابت ُّ‬
‫ٌ‬ ‫وح‪ ،‬وهذا‬
‫الس ُّب ُ‬ ‫َّ‬
‫وجل بأ َّن ُه ُّ‬ ‫عز‬
‫ف الله َّ‬ ‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫والسبوح ِمن أس ِ‬
‫ماء الله تَعالى‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ُّ ُ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫ول الله ص َّلى الل ُه عليه‬
‫رس ُ‬ ‫ِ‬
‫حديث عائش َة َرض َي الله عنها؛ قالت‪ :‬كان ُ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫وس َّل َم ُ‬
‫والر ِ‬
‫وح»(((‪.‬‬ ‫«س ُّبوح ُقدُّ ٌ‬
‫وس َر ُّب المالئكَة ُّ‬ ‫وس ُجوده‪ُ :‬‬
‫يقول في ُركُوعه ُ‬

‫المعنَى‪:‬‬
‫وزابادي في «القاموس المحيط»‪« :‬سبوح ُقدُّ وس‪ -‬وي ْفتَح ِ‬
‫ان‪-‬‬ ‫قال ال َف ُير َ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ ُّ‬
‫من ِصفاتِ ِه َت َعا َلى؛ ألنَّه ُي َس َّب ُح و ُي َقدَّ س»‪.‬‬

‫مبني على ( ُف ُّعول)‪،‬‬ ‫ِ ِ ِِ‬


‫ف ٌّ‬ ‫وقال اب ُن ُقتَيب َة‪« :‬ومن ص َفاته‪ُ :‬‬
‫(س ُّبوح)‪ ،‬وهو َح ْر ٌ‬

‫المر َس َلة» (‪.)252/1‬‬ ‫ِ‬


‫«الصواع ُق ْ‬
‫((( َّ‬
‫((( رواه مسلم (‪ ،)487‬وأبو داود‪ ،‬والنَّسائي‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪209‬‬

‫ان ِ‬
‫الله‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫بح َ‬ ‫وبرأه من ك ُِّل ٍ‬
‫عيب‪ ،‬ومنه قيل‪ُ :‬س َ‬ ‫من (س َّبح الل َه)‪ :‬إذا ن ََّز َه ُه َّ‬
‫ْزيها لله‪ِ ،‬‬
‫وتبر َئ ًة له من ذلك»(((‪.‬‬ ‫َتن ً‬
‫ِ‬
‫بلفظ ُف ُّع ٍ‬ ‫كل ٍ‬‫«الس ُّبوح‪ :‬المن ََّز ُه عن ِّ‬
‫ول‪ ،‬من‬ ‫عيب‪ ،‬جاء‬ ‫وقال الخ َّط ُّ‬
‫ابي‪ُّ :‬‬
‫قولِ َك‪ :‬س َّب ُ‬
‫حت الل َه‪ ،‬أي‪َّ :‬نز ْه َت ُه»(((‪.‬‬
‫ِ‬
‫الحديث المت َقدِّ ِم‪« :‬قو ُل ُه‪ُ :‬س ُّبوح ُقدُّ وس»‪ :‬هما‬ ‫َّووي في َش ْر ِح‬
‫وقال الن ُّ‬
‫الجوه ِر ُّي‬ ‫أفص ُح وأك َث ُر؛ قال‬ ‫ِ‬
‫والقاف‪ ،‬وب َفتحهما‪،‬‬
‫َ‬ ‫والض ُّم َ‬ ‫َّ‬ ‫السين‬
‫بضم ِّ‬‫ِّ‬
‫الجوه ِر ُّي في‬‫َ‬ ‫في (فصل‪ :‬ذرح)‪ :‬كان ِسي َب َو ْي ِه يقو ُل ُهما بالفت ِْح‪ .‬وقال‬
‫اس ٍم على‬ ‫ثعلب‪ُّ :‬‬ ‫(فصل‪ :‬سبح)‪ :‬سبوح من ِص َف ِ‬
‫كل ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ات الله تعالى؛ قال‬ ‫ُ ُّ‬
‫َف ُّع ٍ‬
‫الض َّم فيهما أك َث ُر‪،‬‬
‫فإن َّ‬ ‫وس؛ َّ‬ ‫وح وال ُقدُّ َ‬ ‫األول؛ إِ َّل ُّ‬
‫الس ُّب َ‬ ‫فتوح َّ‬ ‫ول؛ َفهو َم ُ‬
‫واد تَطِير‪ ،‬وهي من َذو ِ‬ ‫الذروح‪ ،‬وهي دويب ٌة حمراء منَ َّق َط ٌة بس ٍ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫وكذل َك ُّ ُّ ُ‬
‫وجل؛‬ ‫عز َّ‬ ‫وح هو الله َّ‬ ‫والز ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الس ُمو ِم‪ .‬وقال اب ُن‬
‫وغير ُهما‪ُ :‬س ُّب ٌ‬
‫ُ‬ ‫بيد ُّي‬ ‫فارس َّ‬ ‫ُّ‬
‫المس َّب ُح الم َقدَّ ُس؛ فكأنَّه قال‪ُ :‬م َس َّب ٌح ُم َقدَّ ٌس ُّ‬
‫رب‬ ‫وس َ‬ ‫وح ال ُقدُّ ِ‬
‫بالس ُّب ِ‬
‫فالمرا ُد ُّ‬
‫ُ‬
‫ريك ِّ‬
‫وكل ما ال‬ ‫والش ِ‬ ‫ص َّ‬ ‫وح‪ ،‬ومعنَى سبوح‪ :‬المبر ُأ من الن ِ‬
‫َّقائ ِ‬ ‫والر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫المالئكَة ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫روي‪:‬‬ ‫ليق باإل َل ِه َّية‪ ،‬و ُقدُّ وس‪ :‬الم َط َّه ُر من ك ُِّل ما ال َيل ُيق بالخال ِق‪ ،‬وقال َ‬
‫اله ُّ‬ ‫َي ُ‬
‫وسا على‬ ‫وحا ُقدُّ ً‬
‫ياض‪ :‬وقيل فيه‪ُ :‬س ُّب ً‬ ‫القاضي ِع ٌ‬ ‫ِ‬ ‫المبار ُك‪ .‬قال‬
‫َ‬ ‫قيل‪ :‬ال ُقدُّ وس‬
‫وحا‪ ،‬أو َأ ْذك ُُر‪ ،‬أو ُأ َع ِّظ ُم‪ ،‬أو َأ ْع ُبدُ »(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تقدير‪ُ :‬أ َس ِّب ُح ُس ُّب ً‬

‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص‪.)8‬‬


‫((( «شأن الدُّ عاء» (ص ‪.)154‬‬
‫((( «شرح صحيح مسلم» (‪.)204/4‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪210‬‬

‫ثبت اسم (السبوح) ِ‬


‫لله تعالى‪ :‬اب ُن َمنْدَ ه(((‪ ،‬وا ْب ُن تَيم َّية(((‪ ،‬واب ُن‬ ‫وممن َأ َ‬
‫َ ُّ ُّ‬ ‫َّ‬
‫ال ُع َثيمين(((‪.‬‬

‫الس ْت ُر‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ٌة فِعلي ٌة ِ‬
‫الست ُِّير)‬
‫و(الست ُير أو ِّ‬
‫َّ‬ ‫يحة‪،‬‬
‫الصح َ‬ ‫وجل‪ ،‬ثابِ َت ٌة ُّ‬
‫بالسنَّة َّ‬ ‫عز َّ‬
‫لله َّ‬ ‫َّ‬
‫(((‬

‫أس َم ِائ ِه تعالى‪.‬‬


‫من ْ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫بن ُأمي َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه َمر ُفو ًعا‪:‬‬ ‫‪َ -1‬ح ِد ُ‬
‫يث َي ْع َلى ِ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والست َْر(((‪ ،‬فإذا ا ْغت َْس َل‬ ‫ليم‪َ ،‬ح ِي ٌّي‪َ ،‬ست ٌير‪ُ ،‬يح ُّ‬
‫ب الح َيا َء َّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل َح ٌ‬ ‫َّ‬
‫«إن الل َه َّ‬

‫َّوحيد» (‪.)137/2‬‬‫((( «كتاب الت ِ‬


‫((( «مجموع ال َفتَاوى» (‪.)485/22‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫شهر فيه‪ ،‬وعليه اقتصر في ((النِّهاية‬ ‫بط َاأل ُ‬ ‫(ستِير) بالتَّخفيف‪ -‬على وزن َر ِحيم‪ -‬هذا هو َّ‬
‫الض ُ‬ ‫((( َ‬
‫في غريب الحديث واألثر)) البن األثير (‪ ،)341/2‬و((القاموس المحيط)) للفيروزابادي‬
‫(ص‪ ،)404 :‬و((لسان العرب)) البن منظور (‪ ،)343/4‬و((عمدة القاري)) للعيني‬
‫(‪ ،)301/15‬و((حاشية السيوطي على سنن النسائي)) (‪ ،)200/1‬وغيرها من كتُب ال ُّلغة‬
‫وشروح األحاديث‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الضبط في‪(( :‬مرقاة المفاتيح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقيل‪( :‬ستِّير) بالتَّشديد‪ -‬على َوزن سكِّين‪ُ -‬ذكر هذا َّ‬ ‫ِ‬
‫شرح مشكاة المصابيح)) للمال علي القاري (‪ ،)2463/9‬و((فيض القدير)) للمناوي‬
‫(‪ ،)822/2‬و((عون المعبود)) للعظيم آبادي (‪ ،)43/11‬و((تحفة األحوذي))‬
‫للمباركفورى(‪ .)26/9‬و ُذ ِكر كذلك في‪(( :‬فتح الباري)) البن حجر (‪،)624/6‬‬
‫و((إرشاد الساري)) للقسطالني (‪ ،)583/5‬و((مجمع بحار األنوار)) لجمال الدين‬
‫ال َح ِي ًّيا ِست ًِّيرا))‪.‬‬ ‫وسى ك َ‬
‫َان َر ُج ً‬ ‫الهندي الكجراتي (‪)13/3‬؛ وذلك في حديث‪(( :‬إِ َّن ُم َ‬
‫والست ُْر‪ -‬بالكسر‪:-‬‬ ‫الستْر‪ -‬بال َفتْح ‪ :-‬مصدر ست َْر ُت الشيء أستُره‪ ،‬إذا أخ َف ْيتُه وغ َّطيتُه‪ِّ .‬‬ ‫((( َّ‬
‫وكل َما ُي ْستَتر بِه‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫والخوف‪ ،‬وال َعقل‪ ،‬والحياء‪ُّ ،‬‬ ‫الحجاب‪،‬‬‫ُور واألَستار‪ ،‬وهو ِ‬ ‫الست ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫مفر ُد ُّ‬
‫((الصحاح)) للجوهري (‪(( ،)676/2‬إكمال اإلعالم بتثليث الكالم)) البن مالك =‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪211‬‬

‫َأ َحدُ كُم؛ َف ْل َي ْستَتِ ْر»((( ‪.‬‬

‫يث َأبِي ُه َر َير َة َر ِض َي الله َعنْ ُه‪« :‬ال َي ْست ُُر الل ُه على َع ْب ٍد في الدُّ نيا‪،‬‬
‫‪َ -2‬ح ِد ُ‬
‫القيا َم ِة»(((‪.‬‬ ‫َّإل ستَره الله يوم ِ‬
‫َ َُ ُ َْ َ‬

‫قال اب ُن ال َق ِّيم‪:‬‬
‫ـــر ِمنْـــه بِا ْل ِعصي ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫اه ِ‬ ‫عنْـــدَ الت ََّج ُ‬ ‫«وهو ا ْل َح ِي ُّي َف َل ْي َ‬
‫ـــس َي ْف َض ُح َع ْبدَ ُه‬
‫ِ‬
‫احب ا ْل ُغ ْفر ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ َكنَّـــه ي ْل ِقـــي َع َلي ِ‬
‫ان»‬ ‫َف ُه َو َّ‬
‫الســـت ُير َو َص ُ‬ ‫ـــه َســـت َْر ُه‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫(((‬
‫َ‬
‫األثير‪« :‬أي‪ِ :‬من َش ْأنِه وإِرادتِ ِه حب الست ِْر والص ِ‬
‫ون»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قال اب ُن‬
‫َّ‬ ‫َ ُ ُّ َّ‬
‫وست َْر‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الست َْر لعباده المؤمني َن؛ َست َْر َع ْوراتهم‪َ ،‬‬
‫ب َّ‬‫والم ْعنَى‪ :‬أنَّه ُيح ُّ‬
‫ِ‬
‫عاصيهم في الدُّ نيا‪،‬‬ ‫بم‬ ‫ِ‬
‫وأل ُيجاهروا َ‬ ‫عو َراتِهم‪َّ ،‬‬ ‫ُذنوبِ ِهم‪ْ ،‬‬
‫فيأ ُم ُرهم ْ‬
‫أن َي ْستُروا ْ‬
‫وهو يستُرها عليهم في ِ‬
‫اآلخ َرة‪.‬‬ ‫َْ ُ‬
‫ثبت اسم (الستِير) ِ‬
‫رطبي(((‪ ،‬واب ُن الق ِّيم(((‪.‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ :‬ال ُق ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫وممن َأ َ ْ َ َّ‬
‫َّ‬

‫= (‪(( ،)293/2‬القاموس المحيط)) للفيروزابادي (‪.)404/1‬‬


‫((( رواه أحمد (‪ ،)17999( )224/4‬وأبو داود (‪ )4012‬وسكت عنه‪ ،‬والن ََّسائي (‪)200/1‬‬
‫ِ‬
‫وال َّل ْفظ له‪ ،‬والبيهق ُّي (‪ .)992( )198/1‬والحديث َّ‬
‫حسنَه ابن الق َّطان في «أحكام النظر»‬
‫وصححه‬
‫َّ‬ ‫(‪ ،)99‬وابن حجر في «تخريج ِمشكاة المصابيح» (‪ )236/1‬كما قال في المقدِّ مة‪،‬‬
‫واأللباني في «صحيح ُسنن الن ََّسائي» (‪.)404‬‬
‫ُّ‬ ‫َّووي في «الخالصة» (‪،)204/1‬‬
‫الن ُّ‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2590‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 716/3‬رقم ‪.)3290‬‬
‫((( «النِّهاية» (‪.)341/2‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (‪.)533/1‬‬
‫((( كما في البيت السابق‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪212‬‬

‫مائ ِه تعالى‪ ،‬ولم َي ِر ْد ما َيدُ ُّل َع َليه ؛ ِخ َ‬


‫الف ما‬ ‫أما (الستَّار) فليس ِمن أس ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫هو ِ‬
‫شائ ٌع عندَ َع َوا ِّم الن ِ‬
‫َّاس‪.‬‬

‫الس ْخ ِر َّي ُة‬


‫ُّ‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫وجل‪ ،‬ثابِت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫ِصف ٌة فِ ْعل َّي ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫تاب ُّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـخر َ ِ‬
‫اب َأل ٌ‬
‫يم‪‬‬ ‫ـم َو َل ُه ْم َع َ‬
‫ـذ ٌ‬ ‫ون من ُْه ْم َسـخ َر اللـهُ من ُْه ْ‬ ‫قو ُلـه تعالـى‪َ  :‬ف َي ْس َ ُ‬
‫[التوبة‪.]79 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫أه ِل الن َِّار‬ ‫ِ‬ ‫بن مس ٍ‬
‫عود ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫خروجا‬
‫ً‬ ‫رض َي الل ُه عنه في آخ ِر ْ‬ ‫حديث عبد الله ِ َ ْ‬
‫ُ‬

‫عز َّ‬
‫وجل‪:‬‬ ‫خاطب الل َه َّ‬
‫ُ‬ ‫أه ِل ا ْل َجن َِّة ُد ً‬
‫خول فيها‪ ،‬وفيه أنَّه قال ُي‬ ‫ِ‬
‫منها‪ ،‬وآخ ِر ْ‬

‫الم ِل ُك…»(((‪.‬‬ ‫َ‬


‫«أت َْسخَ ُر بي؟ َأ َوت َْض َح ُك بي َ‬
‫وأنت َ‬

‫خ َر ِمنه وبه‪ :‬إذا ت ََه َّز َأ به»(((‪.‬‬


‫األزه ِري‪« :‬يقال‪ :‬س ِ‬
‫َ‬ ‫قال ْ َ ُّ ُ‬
‫ِ‬ ‫السنَّة‪« :‬وتو َّلى َّ‬ ‫َ‬
‫المؤمني َن) حين قالوا‪:‬‬ ‫الذ َّب َعن ُْه ْم (يعني‪:‬‬ ‫قال َق َّوام ُّ‬
‫ُون‪ ،‬فقال‪  :‬الل ُه َي ْست َْه ِز ُئ بِ ِه ْم‪ ،‬و َق َال‪َ  :‬ف َي ْس َخ ُر َ‬
‫ون‬ ‫‪‬إِن ََّما ن ْ‬
‫َح ُن ُم ْست َْه ِزئ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َعن ُْه ْم‪ ،‬فقال‪َ  :‬أ َل إِن َُّه ْم ُه ُم ُّ‬
‫الس َف َها ُء‪،‬‬ ‫وأج َ‬
‫من ُْه ْم َسخ َر الل ُه من ُْه ْم ‪َ ،‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)6571‬ومسلم (‪.)186‬‬


‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)167/7‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪213‬‬

‫الم َج َازا َة َل ُه ْم‪ ،‬فقال‪ :‬الل ُه‬ ‫ب‪ ،‬وت ََو َّلى ُ‬‫وص ُفوا بِ َص َف ِة َع ْي ٍ‬ ‫فأج َّل أ ْقدَ َارهم أن ُي َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْست َْه ِز ُئ بِ ِه ْم‪ ،‬وقال‪َ  :‬سخ َر الل ُه من ُْه ْم‪‬؛ لَ َّن ها َت ْي ِن ِّ‬
‫الص َف َت ْي ِن إذا كا َنتَا من‬
‫ُ‬
‫يكون‬ ‫الس َفه‪ ،‬بل ما‬ ‫يم َل َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫الله؛ لم تكونَا َس َف ًها؛ ألَ َّن الل َه‬
‫فعل َّ‬ ‫والحك ُ‬
‫حكيم‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫وحك َْم ًة»(((‪.‬‬ ‫يكون صوابا ِ‬ ‫ُ‬ ‫منه‬
‫ً‬
‫أن هناك مج ًازا في ال ُق ِ‬
‫الر ِّد على َمن َز َع َم َّ‬ ‫وقال ُ‬
‫رآن‪:-‬‬ ‫َ َ‬ ‫اإلسال ِم‪ -‬عند َّ‬
‫شيخ ْ‬
‫و(ال ْستِ ْه َز ِاء)‬
‫ِ‬ ‫(المكْر)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«وكذلك ما ا َّد َع ْوا أنَّه َم َج ٌاز في ا ْل ُق ْرآن؛ َك َل ْفظ َ‬
‫باس ِم ما يقابِ ُله على َط ِر ِيق‬ ‫ِ‬
‫سمى ْ‬ ‫و(الس ْخ ِر َّية) المضاف إلى الله‪ ،‬وز َعموا أنَّه ُم ًّ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫يستح ُّق‬ ‫اء إذا ُف ِع َل ْت بِ َم ْن ال‬ ‫جاز‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل مسميات هذه األسم ِ‬ ‫الم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫بالم ْجنِ ِّي عليه عقوب ًة له‬ ‫بمن َف َع َلها َ‬
‫ِ‬
‫ظلما له‪ ،‬وأ َّما إذا ُفع َل ْت َ‬ ‫كانت ً‬ ‫ْ‬ ‫ال ُعقوب َة؛‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫بِ ِمثل فِ ْع ِله؛ ْ‬
‫ف‪ ،‬فكا َد له كما‬ ‫وس َ‬ ‫كانت عَدْ ًل؛ كما قال تعالى‪ :‬ك ََذل َك كدْ نَا ل ُي ُ‬
‫اك َع َلى إِ ْخ َوتِ َك َف َي ِكيدُ وا َل َك‬ ‫ص ُر ْؤ َي َ‬ ‫ِ‬
‫إخ َوتُه ل َما قا َله له أبوه‪ :‬ال َت ْق ُص ْ‬ ‫كادت ْ‬ ‫ْ‬
‫ون َك ْيدً ا * َو َأ ِكيدُ َك ْيدً ا‪ ،‬وقال تعالى‪َ :‬و َمك َُروا‬ ‫َك ْيدً ا‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ‬

‫َان َع ِاق َب ُة َمك ِْر ِه ْم‪ ،‬وقال‬ ‫فك َ‬ ‫ون * َفا ْن ُظ ْر َك ْي َ‬ ‫َمك ًْرا َو َمك َْرنَا َمك ًْرا َو ُه ْم َل َي ْش ُع ُر َ‬

‫ات َوا َّل ِذي َن َل‬ ‫ون الم َّطو ِعين ِمن الم ْؤ ِمنِين فِي الصدَ َق ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تعالى‪ :‬ا َّلذي َن َي ْلم ُز َ ُ ِّ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫خ َر الل ُه ِمن ُْه ْم‪.(((»‬‬ ‫ون ِمنْهم س ِ‬


‫ون إِ َّل ُج ْهدَ ُه ْم َف َي ْس َخ ُر َ ُ ْ َ‬ ‫َي ِجدُ َ‬

‫والجما َع ِة ُي ْثبِتُون ِص َف َة الس ْخ ِر َّية ِ‬


‫عز َّ‬
‫وجل كَما أ ْث َبتَها‬ ‫لله َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َف َأ ْه ُل ُّ‬
‫السنَّة‬

‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)168/1‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)111/7‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪214‬‬

‫والمك ِْر‪ ،‬وال َي ُخوضون في كيف َّيتِها‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫لنفس ِه‪ ،‬كما ي ْثبِ َ ِ‬
‫تون ص َف َة ال َك ْيد َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬

‫يع ا ْل َب ِص ُير‪.‬‬ ‫وق؛ فالله ‪َ ‬ليس ك َِم ْث ِل ِه َشيء وهو ِ‬ ‫بس ْخ ِر َّي ِة ْ‬
‫المخ ُل ِ‬
‫السم ُ‬
‫ْ ٌ َ ُ َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُي َش ِّبهونها ُ‬

‫رير ال َّط َب ِر ِّي في ِصفة (االستهزاء)؛ فإنَّه ُم ِه ٌّم‪.‬‬


‫ابن َج ٍ‬
‫وان ُظ ْر كال َم ِ‬

‫الس ْخ ُط‬
‫الس َخ ُط أو ُّ‬
‫َّ‬
‫الفعلية‪ ،‬ثاب َت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫والسنَّة‪.‬‬
‫تاب ُّ‬ ‫صف ٌة من ص َفات ال َّله ْ َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ  :‬لبِ ْئس ما َقدَّ م ْت َلهم َأن ُفسهم َأ ْن س ِ‬
‫خ َط الل ُه َع َل ْي ِه ْم‪‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫[المائدة‪.] 80 :‬‬

‫‪ -2‬قو ُله تَعا َلى‪َ  :‬ذلِ َك بِ َأن َُّه ُم ا َّت َب ُعوا َما َأ ْسخَ َط ال َّل َه َوك َِر ُهوا ِر ْض َوا َن ُه‪‬‬
‫[محمد‪.]28 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫وجل ُ‬
‫يقول‬ ‫عز َّ‬ ‫رض َي الله عنه‪َّ :‬‬
‫«إن الله َّ‬ ‫حديث أبي س ٍ‬
‫عيد ا ْل ُخدْ ِري ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن قال‬‫وس ْعدَ ْي َك …‪ -‬إلى ْ‬ ‫لَ ْه ِل ا ْل َجنَّة‪ :‬يا َأ ْه َل َ‬
‫الجنَّة‪ ،‬فيقولون‪ :‬ل َّب ْي َك َ‬
‫ُ‬
‫أفضل من‬ ‫وأي َش ْي ٍء‬
‫أفض َل من ذلك؟ فيقولون‪ُّ :‬‬ ‫فيه‪ -:‬فيقول‪َ :‬أل ُأ ْعطِيك ُْم َ‬
‫ذلك؟ فيقول‪ُ :‬أ ِح ُّل عليكم ِر ْضوانِي؛ فال َأ ْسخَ ُط َع َليكم بعدَ ه أبدً ا»(((‪.‬‬

‫للمنَافِ ِق‪َ :‬س ِّيدٌ ؛ ْ‬


‫فإن َي ُك‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬حديث ُب َر ْيدَ ة رض َي الل ُه عنه‪« :‬ال تَقولوا ُ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7518‬ومسلم (‪.)2829‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪215‬‬

‫س ِّيدً ا؛ َف َقدْ َأ ْسخَ ْطت ُْم َر َّبكُم َّ‬


‫عز َّ‬
‫وجل»(((‪.‬‬
‫إسماعيل الصابوني‪« :‬وكذلك ي ُقولون في ج ِميع الص ِ‬
‫فات‬ ‫َ‬ ‫قال أبو‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫اح ِمن‬
‫الص َح ُ‬
‫األخبار ِّ‬
‫ُ‬ ‫ووردت بها‬
‫ْ‬ ‫(يعني‪ :‬اإل ْث َبات) التي ن ََز َل بها ا ْل ُق ْرآن‬
‫والس َخط…» (((‪.‬‬
‫والرضا َّ‬
‫السمع وال َب َصر والعين… ِّ‬
‫َّ‬

‫اآليات ا َّلتِي‬
‫ِ‬ ‫ض‬‫تعلي ًقا على َب ْع ِ‬ ‫يخ محمد خليل الهراس‪ِ -‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫لبعض ِصفات ِ‬
‫الله‬ ‫ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن َت ْيم َّي َة في العقيدَ ِة الواسطِ َّي ِة‬ ‫أوردها ُ‬

‫الف ْع ِل؛ من‬ ‫صفات ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫ات‬
‫ات إث َب َ‬ ‫َضمن َْت هذه اآل َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الفعل َّية‪« :-‬ت َّ‬ ‫َّ‬
‫والَس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لله‪ ،‬وال َغ َضب‪ ،‬وال َّل ْعن‪ ،‬والك ُْر ِه‪،‬‬ ‫الرضا ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫والم ْقت‪َ ْ ،‬‬ ‫والس َخط‪َ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ليق به‪ ،‬وال ت ُْشبِ ُه‬ ‫وجل‪ ،‬على ما َي ُ‬ ‫عز َّ‬ ‫ات حقيق َّية لله َّ‬ ‫وهي ِعنْدَ َأ ْه ِل ِّ‬
‫الحق ِص َف ٌ‬
‫يلزم في الم ْخ ُل ِ‬
‫وق» (((‪.‬‬ ‫َ‬ ‫المخلوق من ذلك‪ ،‬وال َي ْل َز ُم منها ما َ ُ‬
‫ُ‬ ‫ما َيت َِّص ُ‬
‫ف به‬
‫ِ‬ ‫ابن ٍ‬‫وان ُظر كال َم ِ‬
‫كثير في‪ :‬ص َفة َّ‬
‫(الس ْمع)‪.‬‬

‫الس ْر َع ُة‬
‫ُّ‬
‫يحة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ٌة فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله تعالى بالكتِ ِ‬
‫الصح َ‬
‫والسنَّة َّ‬
‫اب ُّ‬

‫((( رواه أحمد (‪ ،)22989( )346/5‬وأبو داود (‪ )4977‬وسكت عنه‪ ،‬والبخاري في «األدب‬
‫المفرد» (‪ ،)760‬والن ََّسائي في «السنن الكبرى» (‪.)10073( )70/6‬‬
‫ِ‬
‫اإلشبيلي في «األحكام الصغرى» (‪ )820‬والمنذ ِر ُّي في‬ ‫عبدالحق‬ ‫صحح إسناده‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫والحديث َّ‬
‫«التَّرغيب والتَّرهيب» (‪ ،)44/4‬والنَّووي في «األذكار» (ص‪ِ ،)449‬‬
‫والع َراقي في «تخريج‬ ‫ُّ‬
‫األلباني في «صحيح ُسنن أبي داود» (‪.)4977‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫الحديث‬ ‫وصح َح‬
‫َّ‬ ‫اإلحياء» (‪،)200/3‬‬
‫السلف أصحاب الحديث» (ص‪.)5‬‬ ‫((( «عقيدة َّ‬
‫((( «شرح الواسطية» (ص ‪.)108‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪216‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫يع ا ْل ِح َس ِ‬
‫اب‪[ ‬البقرة‪ ،202 :‬النور‪.]39 :‬‬ ‫‪‬والل ُه َس ِر ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫يع ا ْل ِع َق ِ‬
‫اب ‪[ ‬األنعام‪.]165 :‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬إِ َّن َر َّب َك َس ِر ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫اللتِي‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬ح ُ ِ‬
‫ديث عائ َش َة َرض َي الل ُه َعنْها‪ ،‬قا َل ْت‪ُ « :‬كن ُْت َأ ُ‬
‫غار على َّ‬ ‫َ‬
‫الم ْر َأ ُة‬ ‫ُ‬ ‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫سول ِ‬ ‫َو َه ْب َن أن ُفس ُه َّن لر ِ‬
‫ب َ‬ ‫وأقول‪ :‬أت ََه ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َن ْف َسها؟! َف َل َّما َأن َْز َل الل ُه تعالى‪ :‬ت ُْر ِجي َم ْن ت ََشا ُء ِمن ُْه َّن َوت ُْؤ ِوي إِ َل ْي َك َم ْن‬
‫ِ‬
‫َاح َع َل ْي َك‪‬؛ ُق ْل ُت‪ :‬ما َأ َرى ر َّب َك َّإل‬ ‫ت ََشا ُء َو َم ِن ا ْب َت َغ ْي َت م َّم ْن َع َز ْل َت َف َل ُجن َ‬
‫ُي ِ‬
‫سار ُع في َه َ‬
‫واك»(((‪.‬‬

‫ديث أبي ُه َر َير َة َر ِض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬إِ َّن الل َه قال‪ :‬إذا َت َل َّقانِي‬
‫‪َ -2‬ح ُ‬

‫َع ْب ِدي بِ ِش ْب ٍر؛ َت َل َّقيتُه بِ ِذراعٍ‪ ،‬وإذا َت َل َّقاني بِ ِذراعٍ؛ َت َل َّقيتُه بِباعٍ‪ ،‬وإذا َت َل َّقاني بِباعٍ؛‬
‫ِج ْئتُه َأ َت ْيتُه بِ َأ ْس َر َع»(((‪.‬‬

‫ف‬ ‫ِ‬
‫البقرة‪« :‬وإنَّما َو َص َ‬ ‫قال اب ُن َج ِر ٍير فِي َت ْف ِس ِير اآلية [‪ ]202‬من سورة‬
‫ساب؛ ألنَّه‪ -‬ج َّل ِذكْره‪ -‬يح ِصي ما ي ِ‬
‫حصي من‬ ‫ثناؤه َن ْف َسه بِ ُس ْر َع ِة ا ْل ِح ِ‬
‫َج َّل ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫الض َع َف ِة ِم َن‬ ‫باد ِه بِ َغي ِر عقد أصابِع‪ ،‬وال فِك ٍْر‪ ،‬وال ر ِوي ٍة‪ ،‬فِع َل العج ِ‬
‫زة َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مال ِع ِ‬
‫أ ْع ِ‬

‫اء‪ ،‬وال َي ْع ُز ُب‬ ‫ض وال في السم ِ‬ ‫لق‪ ،‬ولكنَّه ال َي ْخ َفى عليه َش ْي ٌء في األَ ْر ِ‬‫ا ْل َخ ِ‬
‫َّ َ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)4788‬ومسلم (‪.)1464‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)3-2675‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪217‬‬

‫كل ذلك؛ فلذلك َج َّل ِذك ُْره‬


‫از ِع َبا َده على ِّ‬
‫ذر ٍة فيهما‪ ،‬ثم هو ُم َج ٍ‬ ‫عنه ِم ْث ُ‬
‫قال َّ‬
‫ا ْمت ُِد َح بِ ُسر َع ِة ا ْل ِح ِ‬
‫ساب»‪.‬‬

‫س بِ َما‬
‫ُج َزى ك ُُّل َن ْف ٍ‬ ‫ِ ِِ‬
‫تأويل َق ْوله تَعا َلى‪ :‬ا ْل َي ْو َم ت ْ‬ ‫ُ‬
‫«القول في‬ ‫أيضا‪:‬‬ ‫وقال ً‬
‫اب‪ …‬إِ َّن الل َه ُذو سرعة في‬ ‫يع ا ْل ِح َس ِ‬
‫ك ََس َب ْت َل ُظ ْل َم ا ْل َي ْو َم إِ َّن الل َه َس ِر ُ‬
‫محاسبة عباده يو َم ِئ ٍذ على أعمالِ ِه ُم التي َع ِم ُلوها في الدُّ ْن َيا»‪.‬‬
‫أن ِحسابه لِ ِع ِ‬
‫باده في‬ ‫السابِ َق ِة‪« :‬والمعنَى َّ‬ ‫وقال َّ ِ‬
‫َُ‬ ‫الش ْوكَان ُّي في تفسير اآلية َّ‬
‫القيامة سريع مجي ُئه؛ ِ‬
‫فبادروا ذلك بأ ْعم ِ‬ ‫ِ‬
‫نفسه‬
‫ف َ‬ ‫وص َ‬ ‫ال ا ْل َخ ْي ِر‪ ،‬أو أ َّن ُه َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫يو ِم‬
‫شأن عن ٍ‬
‫شأن‪،‬‬ ‫كثرة عَدَ ِد ِهم‪ ،‬وأنَّه ال َي ْش َغ ُله ٌ‬
‫الئ ِق على ِ‬ ‫ساب ا ْل َخ ِ‬
‫بسرعة ِح ِ‬
‫ِ‬

‫واحدَ ٍة»(((‪.‬‬
‫حالة ِ‬
‫فيحاسبهم في ٍ‬
‫ُُ‬

‫اب‪[ ‬الرعد‪:]41 :‬‬ ‫يع ا ْل ِح َس ِ‬


‫‪‬و ُه َو َس ِر ُ‬
‫أيضا في َت ْف ِ ِ ِ‬
‫سير َقوله تعا َلى‪َ :‬‬ ‫وقال ً‬
‫والم ِسي َء بإسا َءتِ ِه على‬ ‫ِِ‬
‫الم ْحس َن بإِ ْحسانه‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحساب‪ ،‬ف ُيجازي ُ‬ ‫سريع‬
‫ُ‬ ‫«وهو‬
‫السرعة»‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫أسماء‬ ‫ريع) ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫(الس َ‬
‫الحافظ أبو عبد الله ب ُن َمنْدَ ه((( َرح َمه الله َّ‬ ‫وقد عدَّ‬
‫كبير‪ .‬ولك ْن عَدُّ ه‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نظر ٌ‬‫ابق‪ ،‬وفي ذلك ٌ‬ ‫ستشهدً ا بحديث أبي ُه َر َير َة َّ‬ ‫الله‪ُ ،‬م‬
‫يتضم ُن أنَّه صف ٌة عنده‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اسما‬
‫له ً‬
‫سريع في إتيانِه و َم ِج ِيئه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫سريع ِعقا ُبه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫سريع في ِحسابِه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وجل‬‫عز َّ‬ ‫فالل ُه َّ‬
‫‪َ ‬ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه َش ْي ٌء ‪ ‬سبحانه‪.‬‬

‫((( «فتح القدير» سورة البقرة‪ :‬اآلية [‪.]202‬‬


‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)137/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪218‬‬

‫ُوت‬
‫السك ُ‬
‫ُّ‬
‫كوت كما يليق به سبحا َن ُه‪َ  ،‬ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه‬‫وجل بالس ِ‬
‫ُّ‬ ‫عز َّ‬ ‫ف ر ُّبنا َّ‬‫وص ُ‬‫ُي َ‬
‫حيح ِة‪ ،‬وهي صف ٌة فعل َّي ٌة‬ ‫الص َ‬
‫ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬ ‫يع ا ْل َب ِص ُير‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫ثابت ُّ‬
‫َشيء وهو ِ‬
‫السم ُ‬
‫ْ ٌ َ ُ َ َّ‬
‫ُم َت َع ِّل َق ٌة بِ َمشي َئتِه سبحانَه وتَعا َلى‪.‬‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫رض َي الله عنه مرفو ًعا‪« :‬ما َأ َح َّل الل ُه في كتابِه‬ ‫حديث أبي الدَّ رد ِاء ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ْ َ‬
‫َت عنه َف ُهو َع ْف ٌو‪ ،‬فا ْق َب ُلوا ِم َن ِ‬
‫الله‬ ‫فه َو ا ْل َحرا ُم‪ ،‬وما سك َ‬
‫الل‪ ،‬وما َح َّرم ُ‬ ‫َف ُه َو ا ْل َح ُ‬
‫َعافِ َيتَه…»(((‪.‬‬
‫الفار ِسي ِ‬
‫الل ما َأ َح َّل الل ُه في‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪« :‬ا ْل َح ُ‬ ‫مان ِ ِّ‬ ‫حديث َس ْل َ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫حر َم الل ُه في ِكتابِه‪ ،‬وما سكَت عنه؛ فهو ِم َّما َع َفا َلك ُْم»(((‪.‬‬
‫كتابِه‪ ،‬وا ْل َحرا ُم ما َّ‬

‫((( رواه البزار (‪ ،)27/10‬والطبراني في «مسند الشاميين» (‪ ،)249/6‬والحاكم (‪.)406/2‬‬


‫يخرجاه‪ .‬وقال‬
‫البزار‪ :‬إسناده صالح‪ .‬وقال الحاكم‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد ولم ِّ‬
‫قال َّ‬
‫الذهبي في «التلخيص»‪ :‬صحيح‪ .‬وقال الهيثمي في « َم ْج َمع الزوائد» (‪ :)171/1‬رواه‬
‫وصححه األلباني في‬
‫َّ‬ ‫البزار وال َّطبراني في «الكبير» وإسنا ُده حسن ورجاله مو َّثقون‪.‬‬
‫َّ‬
‫«التعليقات الرضية» (‪.)24/3‬‬
‫((( رواه الترمذي (‪ ،)1726‬وابن ماجه (‪ ،)3367‬والحاكم (‪.)129/4‬‬
‫غريب ال نعرفه مرفو ًعا َّإل ِمن هذا الوجه‪ .‬وقال الحاكم‪ :‬هذا‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫قال الترمذي‪ :‬هذا‬
‫خر َجا له‪ .‬ووافقه الذهبي‪ .‬وقال‬
‫مفسر في الباب وسيف بن هارون لم ُي ِّ‬
‫حديث صحيح َّ‬
‫ثابت في الصحيح‪.‬‬‫ابن العربي في «عارضة األحوذي» (‪ :)185/4‬معنى هذا الحديث ٌ‬
‫الفارسي موقو ًفا‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫محفوظ عن سلمان‬ ‫وقال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (‪:)216/35‬‬
‫النبي ص َّلى الله عليه وس َّلم‪ .‬وقال ابن القيم في «إعالم المو ِّقعين»‬
‫عليه‪ ،‬أو مرفو ًعا إلى ِّ‬
‫وحسنه األلباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (‪.)3367‬‬
‫َّ‬ ‫(‪ :)222/1‬إسنا ُده ج ِّيد مرفوع‪.‬‬
‫ورواه بنحوه أبو داود (‪ )3800‬موقو ًفا على ابن عباس رضي الله عنهما وسكَت عنه‪= ،‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪219‬‬

‫إسماعيل األَن ِ‬
‫ْصار َّي)‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قال اب ُن تَيم َّي َة‪َ :‬‬
‫«قال َش ْي ُخ اإلسال ِم (يعني‪ :‬أبا‬
‫الما ِم أبي َبك ِْر ِ‬
‫بن ُخ َز ْي َم َة‬ ‫الف ْتن َِة (يعني‪ :‬ا َّلتي َو َق َع ْت بين ْ ِ‬ ‫فطار لتِلك ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِّف في‬ ‫يح بتشويهها‪ ،‬و ُيصن ُ‬ ‫و َأ ْصحابِه) ذاك اإلما ُم أبو بكر‪ ،‬فلم َي َز ْل َيص ُ‬
‫الس َر ِائ ِر‪ ،‬و ُل ِّق َن‬ ‫ِ‬
‫ش‪ ،‬حتى ُد ِّو َن في الدَّ َفات ِر‪ ،‬وت ََم َّك َن في َّ‬ ‫نذ ُر َج ْي ٍ‬‫ردها‪ ،‬كأنَّه م ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫إن الل َه ُم َت َك ِّل ٌم‪ْ ،‬‬
‫إن شا َء َت َك َّل َم‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫حاريب‪َّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫في الكَتاتِ ِ‬
‫وإن َشا َء‬ ‫يب‪ ،‬ونُق َش في َ‬
‫الم‬

‫وأولئ َك النَّ َف َر ا ْل ُغ َّر عن ن ُْص َر ِة ِدينِه‪ ،‬وتَوقير نب ِّيه‬


‫ِ‬ ‫سكَت؛ َف َج َزى الل ُه َ‬
‫ذاك اإل َما َم‬
‫قلت‪ :‬في ح ِ‬
‫الل ما‬ ‫عن النَّبِ ِّي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َ :‬‬
‫(الح ُ‬ ‫ان ِ‬ ‫ديث َس ْل َم َ‬ ‫َ‬ ‫َخ ْي ًرا‪ُ ،‬‬

‫حرم الله في كتابِه‪ ،‬وما َسك َ‬ ‫ِ‬


‫َت عنه فهو َم َّما‬ ‫أحل الل ُه في كتابِه‪ ،‬وا ْل َحرا ُم ما َّ‬ ‫َّ‬

‫عن النَّبِ ِّي ص َّلى الل ُه عليه‬


‫َع َفا عنه)‪ .‬رواه أبو داو َد‪ ،‬وفي حديث أبِي َث ْع َل َب َة ِ‬

‫وس َّل َم‪( :‬إِ َّن الل َه َف َر َض َف َ‬


‫رائض َفال ت َُض ِّي ُعوها‪َ ،‬و َحدَّ َد ُحدو ًدا فال َت ْعتَدُ وها‪،‬‬
‫غير نِس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وح َّرم َم ِ‬
‫يان‬ ‫َت عن َأ ْشيا َء َر ْحم ًة َلك ُْم من ِ ْ‬ ‫حار َم فال َتنْت َِهكُوها‪َ ،‬‬
‫وسك َ‬ ‫َ‬
‫َفال ت َْس َألوا عنها)‪.‬‬

‫ارع‪-‬‬ ‫ِ‬
‫والمسكوت‪ ،‬وهو ما َن َطق به َّ‬ ‫ِ‬ ‫ويقول الفقهاء في د ِ‬
‫ُ‬
‫الش ُ‬ ‫المنطوق‬ ‫اللة‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫السكوت َأ ْولى ُ‬
‫بالحك ِم‬ ‫وهو الل ُه ورسو ُله‪ -‬وما سكَت عنه‪ :‬تار ًة تكون دالل ُة ُّ‬
‫المنطوق‪ ،‬وهو مفهو ُم الموا َف َقة‪ ،‬وتار ًة تخالِ ُفه‪ ،‬وهو مفهو ُم المخا َل َف ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬

‫المحض‪.‬‬
‫ُ‬ ‫القياس‬
‫ُ‬ ‫وتار ًة تشبِ ُهه‪ ،‬وهو‬

‫َّ‬
‫المهذب» (‪ :)25/9‬إسناده حسن‪ .‬وقال ابن كثير في‬ ‫النووي في «المجموع شرح‬
‫ُّ‬ ‫= وقال‬
‫وصححه األلباني في «غاية المرام» (ص‪.)34‬‬
‫َّ‬ ‫«إرشاد الفقيه» (‪ :)367/1‬إسناده صحيح‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪220‬‬

‫كوت يكون‬
‫الس َ‬
‫بالسكوت‪ ،‬لك َّن ُّ‬‫وصف ُّ‬ ‫بالسنَّة واإلجما ِع َّ‬
‫أن الل َه ُي َ‬ ‫فث َبت ُّ‬
‫ِ‬
‫وإعالمه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إظهار الكال ِم‬ ‫تار ًة عن التك ُّل ِم‪ ،‬وتار ًة عن‬

‫السال ُم‬
‫َّ‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ثابت‬
‫اسم له ٌ‬
‫السالم‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه َّ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫الم َه ْي ِم ُن‪[ ‬الحشر‪.]23:‬‬ ‫ِ‬
‫الس َل ُم ُ‬
‫الم ْؤم ُن ُ‬
‫ِ‬
‫‪‬المل ُك ا ْل ُقدُّ ُ‬
‫وس َّ‬ ‫قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫َ ِ‬
‫تباركت‬
‫َ‬ ‫السالم‬ ‫ثوبان َرض َي الله عنه‪« :‬ال َّل ُه َّم أنت َّ‬
‫السالم‪ ،‬ومنك َّ‬ ‫ُ‬
‫حديث‬
‫الجالل واإلكرا ِم…»(((‪.‬‬‫ِ‬ ‫يا ذا‬

‫الم َه ْي ِم ُن‪،‬‬ ‫ِ‬


‫‪‬الس َل ُم ُ‬
‫الم ْؤم ُن ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫قال اب ُن ُق َت ْي َب َة‪« :‬ومن صفاته َّ‬
‫(السالم)؛ قال‪َّ :‬‬
‫السالم؛ كما ُيقال‪ :‬عبد الله‪ ،‬و َيرى ُ‬
‫أهل النَّظر من‬ ‫الر ُ‬
‫جل‪ :‬عبدَ َّ‬ ‫ومنه ُس ِّمي َّ‬
‫والرضاع ُة‪،‬‬
‫ضاع َّ‬
‫الر ُ‬ ‫السالم بمعنى َّ‬
‫السلمة؛ كما ُيقال‪َّ :‬‬ ‫أصحاب ال ُّلغة َّ‬
‫أن َّ‬
‫وال َّلذا ُذ وال َّلذاذة؛ قال الشاعر‪:‬‬

‫ـــك َب ْعدَ َق ْو ِم َك ِم ْن َســـا ِم‬


‫َف َه ْل َل َ‬ ‫ْـــر‬ ‫ِ‬
‫ـــامة ُأ َّم َبك ٍ‬‫بالس‬ ‫ُح ِّيـــي‬
‫َّ‬ ‫ت َ‬
‫الخلق من ال َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفسه َّ‬
‫يب‬ ‫َ‬ ‫لح ُق‬
‫مما َي َ‬
‫جل ثناؤه سال ًما؛ لسالمته َّ‬ ‫َف َس َّمى ن َ‬
‫ِ‬
‫والموت»(((‪.‬‬ ‫َّقص وال َف ِ‬
‫ناء‬ ‫والن ِ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)178/6‬‬


‫((( رواه مسلم (‪ ،)591‬وأبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنَّسائي‪.‬‬
‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)6‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪221‬‬

‫الله سبحانه هو الذي َس ِل َم من ِّ‬ ‫ِ‬


‫صفة ِ‬
‫كل‬ ‫«السال ُم في‬‫وقال الخ َّطابي‪َّ :‬‬
‫الخلق‬
‫ُ‬ ‫لحق المخلوقي َن؛ وقيل‪ :‬الذي َس ِل َم‬
‫ص َي ُ‬ ‫كل ٍ‬
‫آفة و َن ْق ٍ‬ ‫عيب‪ ،‬و َب ِر َئ من ِّ‬
‫ٍ‬
‫لمه»(((‪.‬‬ ‫ِمن ُظ ِ‬

‫كل ٍ‬
‫آفة‪،‬‬ ‫عيب‪ ،‬و َب ِر َئ من ِّ‬
‫كل ٍ‬‫«السالم‪ :‬هو الذي َس ِل َم من ِّ‬
‫البيهقي‪َّ :‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫وهذه صف ٌة يستح ُّقها بذاتِه»(((‪.‬‬
‫ِ‬
‫العيوب‬ ‫«السال ُم‪ ،‬أي‪ِ :‬من جمي ِع‬ ‫ِ‬
‫السابقة‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫وقال اب ُن ٍ‬
‫كثير في تفسير اآلية َّ‬
‫وصفاتِه وأفعالِه»‪.‬‬
‫والنقائص؛ لكمالِه في ذاتِه ِ‬
‫ِ‬

‫كل ٍ‬
‫عيب‪،‬‬ ‫السالم‪ ،‬أي‪ :‬الذي َس ِل َم من ِّ‬
‫«السالم‪ :‬ذو َّ‬ ‫ِ‬
‫األثير‪َّ :‬‬ ‫وقال اب ُن‬
‫وب ِر َئ ِمن كل ٍ‬
‫آفة»(((‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وقال السعدي‪« :‬ال ُقدُّ وس السالم‪ ،‬أي‪ :‬المع َّظم المن ََّزه عن ِص ِ‬
‫فات‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫العيوب‪،‬‬ ‫وأن ُيماثِ َله أحدٌ من َ‬
‫الخلق؛ فهو المتن َِّز ُه عن جمي ِع‬ ‫ِ‬
‫النقص ك ِّلها‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫الكمال»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫شيء من‬ ‫أن يقار َبه أو يماث َله أحدٌ في‬‫والمتن َِّز ُه عن ْ‬

‫الس ْل َط ُ‬
‫ان‬ ‫ُّ‬
‫والسلطان صف ٌة من ِصفاتِه‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه (ذو سلطان)‪ُّ ،‬‬ ‫ف الل ُه َّ‬‫وص ُ‬‫ُي َ‬
‫وبسائر ِصفاته‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫ثابت في‬ ‫ِ‬ ‫يستعيذ ِ‬
‫بالله‬ ‫ُ‬ ‫كما‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان بها َ‬ ‫ُ‬
‫يستعيذ‬ ‫الذات َّي ِة‬
‫الصحيح‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحديث َّ‬

‫((( «شأن الدعاء» (ص ‪.)41‬‬


‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)55‬‬
‫((( «جامع األصول» (‪.)176/4‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)300/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪222‬‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫العاص َر ِض َي الله عنهما‪ِ ،‬‬
‫عن النَّبِ ِّي ص َّلى‬ ‫ِ‬ ‫حديث عبد الله بن َع ِ‬
‫مرو بن‬ ‫ُ‬
‫بالله العظي ِم‪،‬‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يقول‪« :‬أعو ُذ‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم؛ أنَّه كان إذا َ‬
‫دخل المسجدَ‬
‫الرجي ِم…» (((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسلطانه القدي ِم‪ ،‬من الشيطان َّ‬
‫وبوجهه الكري ِم‪ُ ،‬‬

‫الم ِلك… و ُقدر ُة َمن‬ ‫األزهري‪ …« :‬وقال ال َّل ْي ُث‪ُّ :‬‬


‫السلطان‪ :‬قدر ُة َ‬ ‫ُّ‬ ‫قال‬
‫وإن لم يكن َم ِلكًا»(((‪.‬‬
‫ج َعل ذلك له‪ْ ،‬‬
‫ف به نفسه من الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فات‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫قال أبو محمد ا ْل ُج َو ْين ُّي‪ …« :‬نَص ُفه بما َ‬
‫وص َ‬
‫ِ‬ ‫التي ِ‬
‫السميع‪ ،‬والبصر‬ ‫ب عظمتَه و ُقدْ َسه… ذو الوجه الكريم‪َّ ،‬‬
‫والسمع َّ‬ ‫توج ُ‬
‫ِ‬
‫والعظمة…» (((‪.‬‬ ‫البصير… وال ُق ِ‬
‫درة والس ِ‬
‫لطان‬ ‫ُّ‬

‫الحافظ ابن ال َق ِّيم‪:‬‬


‫ُ‬ ‫وقال‬

‫ان»‬ ‫ِر ِج ِه إلي ِ‬


‫ـــه ج َّل ُذو الســـ ْل َط ِ‬ ‫ُ‬
‫ـــاك ت َْص َعدُ في َم َعا‬ ‫وح واأل ْم‬
‫(((‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫«والر ُ‬
‫ُّ‬

‫الس ْم ُع‬
‫َّ‬
‫و(السميع) من‬
‫َّ‬ ‫والسنَّة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫وجل‬ ‫صف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬

‫مائ ِه تعالى‪.‬‬
‫أس ِ‬
‫ْ‬

‫((( رواه أبو داود (‪ )466‬وسكَت عنه‪ ،‬والبيهقي في «الدعوات الكبير» (‪.)129/1‬‬
‫النووي في «األذكار» (ص‪ ،)46‬وابن حجر في «نتائج األفكار» (‪،)277/1‬‬
‫ُّ‬ ‫حسنَه‬
‫والحديث َّ‬
‫وصححه األلباني في «صحيح سنن أبي داود» (‪.)466‬‬
‫َّ‬
‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)336/12‬‬
‫((( «رسالة إثبات االستواء والفوقية» (ص‪.)175‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 331/2‬رقم ‪.)1224‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪223‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫‪ -1‬قوله تعالى‪ :‬إِنَّنِي َم َعك َُما َأ ْس َم ُع َو َأ َرى‪[ ‬طه‪.] 46 :‬‬

‫يع ا ْل َب ِص ُير‪[ ‬الشورى‪.]11:‬‬ ‫‪ -2‬وقوله‪َ  :‬ليس ك َِم ْث ِل ِه َشيء وهو ِ‬


‫السم ُ‬
‫ْ ٌ َ ُ َ َّ‬ ‫ْ َ‬
‫‪ -3‬وقوله‪َ  :‬قدْ س ِمع الله َقو َل ا َّلتِي تُج ِ‬
‫اد ُل َك فِي َزو ِجها وت َْشت ِ‬
‫َكي إِ َلى‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ‬
‫يع َب ِص ٌير ‪[ ‬المجادلة‪.]1 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫او َرك َُما إِ َّن الل َه َسم ٌ‬ ‫الله َوالل ُه َي ْس َم ُع ت َ‬
‫َح ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫حديث عائش َة َر ِض َي الله عنها في قصة المجا َد َلة وقو ُلها‪« :‬الحمدُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫األصوات»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫لله الذي َو ِس َع َس ْم ُعه‬

‫للنبي ص َّلى الل ُه عليه‬


‫ِّ‬ ‫قالت‬
‫ْ‬ ‫يث َع ِائ َش َة َر ِض َي الله عنها؛ أنَّها‬‫‪َ -2‬ح ِد ُ‬
‫يت من‬‫وس َّل َم‪ :‬هل أتَى عليك يو ٌم َأشدُّ عليك من يوم ُأ ُح ٍد؟ فقال‪« :‬لقد َل ِق ُ‬
‫العقبة… (وفي الحديث‪ ):‬فناداني‬ ‫ِ‬ ‫لقيت منهم يو ُم‬
‫ُ‬ ‫قوم َك‪ ،‬وكان أشدَّ ما‬ ‫ِ‬
‫قول ِ‬
‫قوم َك‪،‬‬ ‫محمد‪ ،‬إِ َّن الل َه قد َس ِم َع َ‬‫علي‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا َّ‬
‫ِ‬
‫َم َل ُك الجبال‪َ ،‬ف َس َّل َم َّ‬
‫الجبال…»(((‪.‬‬ ‫وأنا م َل ُك ِ‬
‫َ‬

‫سميع بسم ٍع يليق بجاللِه‬ ‫ٌ‬ ‫السنَّة والجماعة يقولون‪ :‬إِ َّن الل َه‬ ‫ُ‬
‫فأهل ُّ‬
‫يع ا ْل َب ِص ُير‪.‬‬ ‫و َعظمتِه‪ ،‬كما أنَّه بصير ببصر؛ ‪َ ‬ليس ك َِم ْث ِل ِه َشيء وهو ِ‬
‫السم ُ‬
‫ْ ٌ َ ُ َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٌ‬

‫((( رواه البخاري تعلي ًقا (‪ ،)372/13‬والن ََّسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وأحمد‪َ ،‬‬
‫وو َصله الحافظ ابن‬
‫وصححه األلباني في «صحيح سنن‬‫َّ‬ ‫وصححه‪،‬‬
‫َّ‬ ‫حجر في «تغليق التعليق» (‪)339/5‬‬
‫النَّسائي» (‪ ،)3460‬والوادعي في «الصحيح المسنَد» (‪.)1583‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)3231‬ومسلم (‪.)1795‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪224‬‬

‫سم ُع ويرى»(((‪.‬‬ ‫عز َّ‬


‫وجل َي َ‬ ‫األشعري‪« :‬و َأ َ‬
‫جمعوا على أنَّه َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الح ِ‬
‫سن‬ ‫قال أبو َ‬
‫سمع‬
‫الس ْم ُع والبصر‪َ ،‬ي ُ‬
‫بصير‪ ،‬له َّ‬
‫ٌ‬ ‫سميع‬
‫ٌ‬ ‫الحافظ اب ُن ال َق ِّيم‪« :‬وهو‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫سم ِعه و َب ِ‬
‫صره»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫و ُيبصر‪ ،‬وليس كمثله شي ٌء في ْ‬
‫ِ‬

‫العزيز‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الكتاب‬
‫ُ‬ ‫كثير في ِرسالتِه ((ال َعقائد))‪« :‬فإذا ن َط َق‬
‫الحافظ اب ُن ٍ‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫والوجه‪ِ ،‬‬
‫والع ْلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والعين‬ ‫والبصر‪،‬‬ ‫الصحيح ُة‪ ،‬بإثبات َّ‬
‫الس ْم ِع‬ ‫األخبار َّ‬
‫ُ‬ ‫ووردت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والقوة وال ُقدْ رة والعظمة‪ ،‬والمشيئة واإلرادة‪ ،‬والقول والكال ِم‪ِّ ،‬‬
‫والرضا‬ ‫َّ‬
‫ب اعتقا ُد حقيقتِه؛ من‬ ‫والس َخط‪ ،‬وا ْلحب والب ْغض‪ ،‬وال َفرح َّ ِ‬
‫والضحك؛ َو َج َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ ُ‬ ‫َّ‬
‫فات المربوبين المخلوقين‪ ،‬واالنتها ُء إلى ما‬ ‫بص ِ‬
‫بشيء من ذلك ِ‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تشبيه‬ ‫ِ‬
‫غير‬
‫قاله الل ُه سبحانه وتعالى ورسو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ وال ِزياد َة عليه‪ ،‬وال‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫تغيير وإزال َة لفظ َّ‬
‫عما‬ ‫تبديل‪ ،‬وال َ‬ ‫تحريف‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫َكييف له‪ ،‬وال تشبي َه‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫عما سوى ذلك»(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫واإلمساك َّ‬ ‫العرب وت َْص ِر ُفه عليه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ت ِ‬
‫َعر ُفه‬
‫ِ‬
‫االشتقاق‪،‬‬ ‫بكل ِص َيغ‬ ‫اآليات ِّ‬
‫ُ‬ ‫الس ْم ُع فقد ع َّبرت عنه‬
‫الهراس‪« :‬أ َّما َّ‬ ‫وقال َّ‬
‫وأس َم ُع‪ ،‬فهو صف ٌة حقيق َّي ٌة لله‪ُ ،‬ي ُ‬
‫درك بها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع‪ْ ،‬‬
‫وسم ٌ‬ ‫وهي‪َ :‬سم َع‪ ،‬و َي ْس َم ُع‪َ ،‬‬
‫األصوات»(((‪.‬‬

‫الس ِّي ُد‬


‫َّ‬
‫يح ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصح َ‬
‫ثابت له بِ ِ‬
‫السنَّة َّ‬
‫ُّ‬ ‫اسم ٌ‬‫الس ِّيدُ ‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه َّ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬

‫((( «رسالة إلى أهل الثغر» (ص ‪.)225‬‬


‫المرس َلة» (‪.)1020/ 3‬‬
‫َ‬ ‫((( «الصواعق‬
‫((( انظر‪« :‬عالقة اإلثبات والتفويض» (ص ‪ )51‬لرضا نعسان معطي‪.‬‬
‫((( «شرح الواسطية» (ص‪.)120‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪225‬‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫انطلقت في ِ‬
‫وفد‬ ‫ُ‬ ‫خ ِير ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه؛ قال‪:‬‬ ‫الش ِّ‬
‫بن ِّ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫ُ‬

‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬فقلنا‪َ :‬‬


‫أنت س ِّيدُ نا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رسول ِ‬ ‫ٍ‬
‫عامر إلى‬ ‫بني‬
‫«الس ِّيدُ الل ُه تبارك وتعالى»(((‪.‬‬
‫فقال‪َّ :‬‬
‫قال ابن ال َق ِّيم‪:‬‬
‫ـــق باإل ْذ َع ِ‬
‫الخ ْل ُ‬ ‫ِ‬
‫إليـــه َ‬ ‫الصمدُ الذي‬
‫ان‬ ‫َص َمدَ ْت‬ ‫الســـ ِّيدُ َّ‬
‫«وهـــو اإلل ُه َّ‬
‫َ‬
‫فيه ِمـــن ُن ْقص ِ‬
‫ــــه كَما ُله ما ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان»‬
‫(((‬
‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫األو َصاف مـــ ْن ك ُِّل ُ‬
‫الوجو‬ ‫الكَام ُل ْ‬
‫الس ِّيد الذي ك ََم َل في سؤ ُد ِده‪.‬‬
‫الص َمد‪ -‬كما سيأتي في بابه‪َّ :-‬‬
‫ومن معاني َّ‬

‫وصف لر ِّبه على‬


‫ٌ‬ ‫الس ِّيد فذلك‬ ‫الرب تعالى بأنَّه َّ‬
‫ِّ‬ ‫ف‬‫وص ُ‬ ‫وقال‪« :‬وأ َّما ْ‬
‫مالك أم ِرهم الذي إليه َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلطالق‪َّ ،‬‬
‫رجعون‪ ،‬وبأ ْمره‬ ‫ُ ْ‬ ‫الخلق هو‬ ‫فإن َس َّيدَ‬
‫واإلنس والج ُّن خل ًقا‬ ‫ِ‬
‫كانت المالئك ُة‬ ‫َيعملون‪ ،‬وعن قولِه َي ْصدُ رون‪ ،‬فإذا‬
‫ُ‬
‫وكل رغباتِهم‬‫عين‪ُّ ،‬‬ ‫وملكًا له ليس لهم ِغنًى عنه َط ْر َف َة ٍ‬‫له سبحانه وتعالى‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة»(((‪.‬‬ ‫إليه‪ ،‬وك ُُّل حوائجهم إليه‪ -‬كان هو سبحانه وتعالى َّ‬
‫الس ِّيدَ على‬

‫((( رواه أحمد (‪ ،)16350( )24/4‬وأبو داود (‪ ،)4806‬والبخاري في «األدب المفرد»‬


‫السنِّي في «اليوم‬
‫(‪ ،)211‬والنَّسائي في «السنن الكبرى» (‪ ،)10074( )70/6‬وابن ُّ‬
‫والليلة» (‪.)387‬‬
‫وحسنَه ابن حجر في «هداية الرواة» (‪ )403/4‬كما أشار‬ ‫َّ‬ ‫والحديث سكت عنه أبو داود‪،‬‬
‫وصححه‬
‫َّ‬ ‫لذلك في المقدِّ َمة‪ .‬وقال َّ‬
‫الشوكاني في «الفتح الرباني» (‪ :)5646‬إسناده ج ِّيد‪.‬‬
‫األلباني في «صحيح الجامع» (‪.)3700‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 725/3‬رقم ‪ 3322‬و‪.)3323‬‬
‫((( «تحفة المودود» (ص‪.)80‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪226‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«الس ِّيدُ إذا ُأ ْطل َق عليه تعالى فهو بمعنى‪ :‬المالك‪ ،‬والمو َلى‪َّ ،‬‬
‫والرب‪،‬‬ ‫وقال‪َّ :‬‬
‫ال بالمعنَى الذي ُيط َل ُق على المخلوق‪ ،‬والل ُه سبحانه وتعالى ُ‬
‫أعلم»(((‪.‬‬

‫والبيهقي(((‪ ،‬واب ُن‬ ‫عز َّ‬


‫وجل‪ :‬اب ُن َمنْدَ ه(((‪،‬‬ ‫وممن َأثب َت اسم (السيد) ِ‬
‫لله َّ‬
‫ُّ‬ ‫َ َّ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫العربي(((‪ ،‬واب ُن الق ِّيم(((‪ ،‬واب ُن‬
‫ِّ‬ ‫األصبهاني(((‪ ،‬واب ُن‬
‫ُّ‬ ‫الس ِنة‬
‫وقوام ُّ‬
‫حزم(((‪َّ ،‬‬
‫ُع َثيمين(((‪.‬‬

‫الشافِي‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫و(الشافي)‬ ‫الشافي‪ ،‬الذي َي ْش ِفي عبا َده من األسقا ِم‪،‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه َّ‬ ‫ف الل ُه َّ‬ ‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫يح ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصح َ‬
‫الثابتة بِ ِ‬
‫السنَّة َّ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫مائ ِه تعالى‬
‫اسم من أس ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬

‫تاب‪:‬‬‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫الدَّ ُ‬
‫‪‬وإِ َذا َم ِر ْض ُت َف ُه َو َي ْش ِف ِ‬
‫ين‪[ ‬الشعراء‪.]80 :‬‬ ‫قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫«الله َّم َر َّب النَّاس‪َ ،‬أ ْذ ِه ِ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫يث َع ِائ َش َة َر ِض َي الله عنها مرفو ًعا‪:‬‬
‫‪َ -1‬ح ِد ُ‬
‫الشافي‪ ،‬ال ِشفاء إِ َّل شفاؤك‪ِ ،‬شفاء ال ي ِ‬
‫غاد ُر َس َق ًما»(((‪.‬‬ ‫أنت َّ‬‫واشف َ‬ ‫ِ‬ ‫ال َباس‪،‬‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬

‫((( «بدائع الفوائد» (‪.)730/ 3‬‬


‫((( «التوحيد» (‪.)132/2‬‬
‫((( «األسماء والصفات» (‪.)66/1‬‬
‫((( «المحلى باآلثار» (‪.)282/6‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)167/1‬‬
‫((( «األمد األقصى» (‪.)449/1‬‬
‫((( كما تقدم في البيتين السابقين‪.‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)5742‬ومسلم (‪.)2191‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪227‬‬

‫يث َع ِائ َش َة َر ِض َي الله عنها‪ -‬في ِس ْح ِر النَّبِي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪-‬‬
‫‪َ -2‬ح ِد ُ‬
‫ِ‬
‫الناس َش ًّرا»(((‪.‬‬ ‫ثير ذلك على‬ ‫أن ُي َ‬ ‫يت َّ‬ ‫مرفو ًعا‪« :‬أ َّما أنا فقدْ َشفانِي الل ُه‪َ ،‬‬
‫وخ ِش ُ‬

‫‪َّ ‬‬
‫الش ْخ ُص‬
‫ُ‬
‫اللفظ‬ ‫وجل‪ ،‬وقد ور َد هذا‬‫عز َّ‬ ‫خص) على ِ‬
‫الله َّ‬ ‫(ش ْ‬ ‫إطالق ِ‬
‫لفظ َ‬ ‫ُ‬ ‫يجوز‬
‫ُ‬
‫عز َّ‬ ‫ومنهم من عَدَّ ه ِصف ًة ِ‬
‫حيح السنَّة‪ِ ،‬‬
‫وجل‪.‬‬ ‫لله َّ‬ ‫َ‬ ‫في َص ِ ُّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫رأيت ً‬ ‫عد بن ُعبا َد َة َر ِض َي الله عنه؛ قال‪ :‬لو ُ‬ ‫حديث س ِ‬
‫رجل مع امرأتي؛‬ ‫ُ َ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬‫رسول ِ‬ ‫َ‬ ‫غير ُم ْص ِف ٍح عنه‪ ،‬فب َلغ ذلك‬ ‫بالسيف َ‬
‫ِ‬
‫لضر ْبتُه َّ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫تعجبون من َغ ْي َرة سعد؟! فوالله َلَنَا ُ‬
‫أغير منه‪ ،‬والل ُه أغ َي ُر‬ ‫َ‬ ‫وس َّل َم‪ ،‬فقال‪َ « :‬أ‬
‫ظهر منها وما ب َطن‪ ،‬وال َشخْ َص‬ ‫َ‬ ‫أجل َغ ِ‬
‫يرة ِ‬ ‫مني؛ ِمن ِ‬
‫الفواحش ما َ‬ ‫الله َح َّرم‬
‫أج ِل ذلك ب َعث الل ُه‬ ‫العذ ُر من الله؛ من ْ‬‫أحب إليه ْ‬‫شخص ُّ‬ ‫َ‬ ‫الله‪ ،‬وال‬ ‫أ ْغ َير من ِ‬
‫ُ‬
‫الله؛ ِمن‬‫أحب إليه ا ْل ِمدْ َح ُة من ِ‬
‫ُّ‬ ‫خص‬ ‫ِ‬
‫بشري َن ومنذ ِرين‪ ،‬وال َش َ‬ ‫المرسلين ُم ِّ‬
‫َ‬
‫أج ِل ذلك َوعَدَ الله َ‬
‫الجنَّ َة»(((‪.‬‬ ‫ْ‬
‫مرو‬ ‫البخاري بلفظ‪« :‬ال أحدَ »‪ ،‬لِ َكنَّه قال‪« :‬وقال عُبيدُ ِ‬
‫الله ب ُن َع ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ورواه‬
‫شخص أ ْغ َي ُر من الله»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الملك (أحد رواة الحديث)‪ :‬ال‬ ‫بن ِ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫شخص أغ َي ُر من‬
‫َ‬ ‫البخاري‪« :‬باب‪ :‬قول النَّبِي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪« :‬ال‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫الله»(((‪.‬‬

‫((( رواه البخاري (‪.)3268‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)1499‬‬
‫((( «صحيح البخاري» (‪.)7416‬‬
‫((( المصدر السابق‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪228‬‬

‫ِ‬
‫خص‪ ،‬وغير‬ ‫وت َّ‬
‫والش‬ ‫وقال ابن أبي عاصم‪« :‬باب‪ِ :‬ذكر الكَال ِم والص ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ذلك»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الفراء‪ -‬بعدَ ِذكر‬
‫حديث ُمسل ٍم السابق‪:-‬‬ ‫وقال أبو َي ْع َلى َّ‬
‫إطالق ِص ِ‬
‫فة ال َغ ْي َرة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫فصلين‪ :‬أحدهما‪:‬‬ ‫«اعلم َّ‬
‫أن الكال َم في هذا الخبر في‬ ‫ْ‬
‫الش ْخص‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إطالق َّ‬ ‫عليه‪.‬والثاني‪ :‬في‬

‫بعض أصحاب الحديث‬ ‫فرأيت َ‬


‫ُ‬ ‫(الشخص)‪،‬‬ ‫أ َّما ال َغيرة…‪ ،‬وأ َّما لفظ َّ‬
‫أن قوله‪« :‬ال شخص» ن ْف ٌي من إثبات‪،‬‬‫ووجهه‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫إطالقه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫جواز‬ ‫ذهب إلى‬
‫ُ‬ ‫َي ُ‬
‫وذلك َيقتضي ِ‬
‫يقع‬
‫أن زيدً ا ُ‬ ‫رج َل َ‬
‫أكر ُم من زيد؛ َيقتضي َّ‬ ‫الجن َْس؛ كقولك‪ :‬ال ُ‬
‫أغير من الله»؛ َيقتضي أنَّه سبحانه‬
‫شخص ُ‬‫َ‬ ‫رجل‪ ،‬كذلك قوله‪« :‬ال‬
‫اسم ُ‬
‫عليه ُ‬
‫االسم»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يقع عليه هذا‬
‫ُ‬

‫الشيخ عبدُ الله ال ُغنيمان‪« :‬قال (أي‪ :‬البخاري)‪ :‬باب‪ :‬قول النَّبِي‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫أغير من الله»‪ .‬ال َغ ْي َرة بفتح الغين …‪،‬‬‫شخص ُ‬
‫َ‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪« :‬ال‬
‫ومقصدُ البخاري َّ‬‫ِ‬ ‫ص وبان عن َغ ِيره‪،‬‬
‫أن هذين‬ ‫والشخص‪ :‬هو ما َش َخ َ‬ ‫َّ‬
‫الرسول ص َّلى الل ُه عليه‬
‫َ‬ ‫االسمين ُيطل َقان على ِ‬
‫الله تعالى وص ًفا له؛ َّ‬
‫ألن‬
‫الخ ْل ِق بال َّل ِه تعا َلى»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وس َّل َم أثبتَهما ل َّله‪ ،‬وهو َأ ُ‬
‫علم َ‬

‫الجه ِم َّية‬ ‫ٌ‬


‫حديث أشدَّ على ْ‬ ‫واريري‪« :‬ليس‬
‫ِّ‬
‫وتعقيبا على قول ُع ِ‬
‫بيد الله ال َق‬ ‫ً‬

‫((( «كتاب السنة» (‪.)225/1‬‬


‫((( «إبطال التأويالت» (ص ‪.)164‬‬
‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)335/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪229‬‬

‫ِمن هذا الحديث (يعني‪ :‬حديث مسلم) »؛ قال َح ِفظه الله‪« :‬وبهذا َيتب َّين‬
‫يجوز ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫أن الله تعالى ال‬ ‫ابن ب َّطال في قوله‪« :‬أجمع ِ‬
‫ت األ َّم ُة على َّ‬ ‫ُ‬
‫خطأ ِ‬
‫َ‬
‫الحافظ‪ .‬وهذه‬‫ُ‬ ‫ألن التوقيف لم َي ِر ْد به» اهـ‪ .‬ذكره‬
‫شخص؛ َّ‬‫ٌ‬ ‫وصف بأنَّه‬ ‫ُي َ‬
‫اإلجماع المزعوم؟! و َمن قاله‬
‫ُ‬ ‫مجاز َف ٌة‪ ،‬ودعوى عاري ٌة من الدَّ ليل؛ فأين هذا‬
‫َ‬
‫وابن َفورك‪ِ ،‬‬
‫وابن َب َّطال؛ عفا‬ ‫ابي‪ِ ،‬‬ ‫سوى المتأ ِّثرين ببد ِع ِ‬
‫أهل الكالم؛ كالخ َّط ِّ‬
‫الله عنَّا وعنهم؟!‬
‫ِ‬
‫ثبوت هذا‬ ‫«ألن التَّوقيف لم َي ِر ْد به»‪ُ :‬ي ْبطِ ُله ما تقدَّ م ِمن ِذكر‬
‫َّ‬ ‫وقوله‪:‬‬
‫ٍ‬
‫صحيحة ال َم ْط َعن فيها‪،‬‬ ‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّلم ب ُط ٍ‬
‫رق‬ ‫رسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫فظ عن‬ ‫ال َّل ِ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫العمل به‬ ‫ب‬‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ َو َج َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الحديث عن‬ ‫صح‬
‫وإذا َّ‬
‫صح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بموجبِه‪ ،‬سواء كان في‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫مسائل االعتقاد أو في العمل َّيات‪ ،‬وقد َّ‬ ‫والقول‬
‫إطالق هذا االسم‪ -‬أعني‪ :‬الشخص‪ -‬على ِ‬
‫الله‬ ‫ُ‬ ‫عنه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬
‫رسول الله‪ ،‬وهو ص َّلى‬
‫ُ‬ ‫تعالى؛ فيجب اتِّبا ُعه في ذلك على من ِ‬
‫يؤم ُن بأنَّه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يمتنع عليه تعالى ِمن ِ‬
‫غيره من‬ ‫ُ‬ ‫يجب له وما‬
‫ُ‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم أع َل ُم بر ِّبه وبما‬
‫ِ‬
‫سائر ال َبشر‪.‬‬

‫وظهر؛ قال في‬


‫َ‬ ‫ص وار َت َف َع‬ ‫الشخص في ال ُّلغة‪ :‬ما َ‬
‫شخ َ‬ ‫َ‬ ‫وتقدَّ م َّ‬
‫أن‬
‫أظه ُر من‬
‫ارتفاع وظهور»‪ ،‬والل ُه تعالى َ‬
‫ٌ‬ ‫«الشخص ُّ‬
‫كل جس ٍم له‬ ‫ُ‬ ‫«اللسان»‪:‬‬
‫محذور على ِ‬
‫أصل‬ ‫ِ‬
‫الشخص عليه‬ ‫ِ‬
‫إطالق‬ ‫وأكبر‪ ،‬وليس في‬ ‫ٍ‬
‫شيء وأع َظ ُم‬ ‫ِّ‬
‫كل‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫السنَّة الذين َيتق َّيدون بما قاله الل ُه ورسو ُله»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أهل ُّ‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)338/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪230‬‬

‫ِ‬
‫الظهور واالرتفاعِ‪ ،‬والقيا ِم‬ ‫يدل على‬ ‫ِ‬
‫الشخص ُّ‬ ‫ُ‬
‫«لفظ‬ ‫وقال َّ‬
‫الشيخ ال َب َّراك‪:‬‬
‫ِ‬
‫الموج ِ‬
‫ب لذلك‪ ،‬بل لو‬ ‫بالنَّ ْفس‪ ،‬فلو لم َي ِر ْد في الحديث َل َما َّ‬
‫صح نف ُيه؛ لعدم‬

‫لصح ِة معناه لكان له وج ٌه؛ فكيف وقد ورد في الحديث‪،‬‬


‫اإلخبار به؛ َّ‬
‫ُ‬ ‫يصح‬
‫قيل‪ُّ :‬‬
‫ِ‬
‫األئم ُة ولم َي َر ْو ُه ُم ْشك ًل؟! فنقول‪ :‬إِ َّن الل َه َش ْخ ٌ‬
‫ص ال كاألشخاص‪ ،‬كما‬ ‫ونقله َّ‬
‫أعلم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫والصفات‪ ،‬والل ُه ُ‬
‫نقول مثل ذلك فيما ور َد من األسماء ِّ‬

‫ِّ‬
‫الش َّد ُة (بمعنى ال ُق َّوة)‬

‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬


‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫ِصف ٌة فعل َّي ٌة ذات َّي ٌة ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫لله َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪‬و ُه َو َش ِديدُ ا ْل ِم َح ِ‬
‫ال‪ [ ‬الرعد‪.]13 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله تَعالى‪َ  :‬ق َال َسن َُشدُّ َع ُضدَ َك بِ َأ ِخ َ‬


‫يك َون َْج َع ُل َلك َُما ُس ْل َطانًا‪‬‬
‫[القصص‪.]35 :‬‬

‫َاه ْم َو َشدَ ْدنَا َأ ْس َر ُه ْم‪[ ‬اإلنسان‪.]28 :‬‬


‫‪ -3‬وقو ُله تعالى‪ :‬ن َْح ُن َخ َل ْقن ُ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫«اللهم ْاشدُ ْد َو ْط َأتَك على ُم َض َر…»(((‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪:‬‬
‫وجل على َض ِ‬
‫ربين‪ :‬أحدهما‪:‬‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات الله َّ‬ ‫الز َّج ِ‬
‫اج ُّي‪َّ :‬‬
‫«الشديدُ في‬ ‫قال َّ‬
‫للقوي من اآلدم ِّيين‪ :‬شديدٌ ‪ ،‬وكأنَّه في‬
‫ِّ‬ ‫القوي؛ ألنَّه قد ُيقال‬
‫ُّ‬ ‫بالشديد‪:‬‬ ‫ْ‬
‫أن ُي َرا َد َّ‬

‫البراك على المخالفات ال َع َق ِدية في فتح الباري» (ص‪)91‬‬


‫((( «تعليقات الشيخ َّ‬
‫((( رواه البخاري (‪ )2932‬ومسلم (‪.)675‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪231‬‬

‫وج َل ِده‪ ،‬وذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫يذهب به إلى معنَى شدَّ ة ال َبدَ ن وصالبته َ‬
‫ُ‬ ‫ِصفات اآلدم ِّيين‪،‬‬
‫غير سائغٍ‪ ،‬بل يكون الشديدُ في ِصفاتِه بمعنى‬ ‫عز َّ‬
‫وجل ُ‬ ‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫في‬
‫الضعيف‪.‬‬
‫خالف َّ‬
‫ُ‬ ‫ب‪َّ ،‬‬
‫والشديدُ ‪:‬‬ ‫فح ْس ُ‬
‫القوي َ‬
‫ِّ‬
‫وجل‪ :‬أنَّه شديدُ العقاب‪ِ ،‬‬
‫فيرجع‬ ‫عز َّ‬ ‫بالش ِ‬
‫ديد في ِصفاته َّ‬ ‫واآلخ ُر‪ْ :‬‬
‫أن ُيرا َد َّ‬ ‫َ‬
‫أن عذا َب ُه شديدٌ ؛ كما قال‪ :‬إِ َّن َع َذابِي‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة إلى َّ‬ ‫المعنَى في ذلك في‬
‫ِ‬
‫أن المعنَى إنما هو وصف‬ ‫َل َشديدٌ ‪َ ،‬أل ترى أنَّا إذا ُقلنا‪ :‬زيدٌ ُ‬
‫كثير العيال؛ َّ‬
‫المال؛ فإنَّما وصفنا ماله بال َك ْث ِ‬
‫رة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫كثير‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫عياله بالكثرة‪ ،‬وكذلك إذا قلنا‪ :‬زيدٌ ُ‬
‫العقاب؛‬ ‫وإن كان الخبر قد جرى عليه لف ًظا‪ ،‬وكذلك إذا قلنا‪ :‬زيدٌ شديدُ ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اب‪:‬‬ ‫‪‬والل ُه َش ِديدُ ا ْل ِع َق ِ‬ ‫ِ‬
‫فإنَّما َو َص ْفنا عقا َبه بالشدَّ ة‪ ،‬فكذلك مجراه في قولنا‪َ :‬‬
‫اب‪.(((»‬‬‫‪‬و َش ِديدُ ا ْل َع َذ ِ‬ ‫َ‬

‫(الش ِديدَ ) من أسماء‬


‫اجي واب ُن َمنْدَ ه في «كتاب التوحيد» َّ‬
‫الز َّج ُّ‬
‫وقد عدَّ َّ‬
‫ٍ‬
‫صحيح‪.‬‬ ‫غير‬
‫الله تعالى‪ .‬وهذا ُ‬

‫ِش َّد ُة ا ْل ِم َحال‬


‫اح َلة)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ان ُظ ْر‪ :‬صف َة ُ‬
‫(الم َم َ‬

‫ُّ‬
‫الشك ُْر‬
‫َّ‬
‫و(الشكُور)‬ ‫َّ‬
‫و(الشاكر)‬ ‫والسنَّة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫ِصف ٌة فعلي ٌة ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬
‫مائ ِه تعالى‪.‬‬
‫من أس ِ‬
‫ْ‬

‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص‪.)192‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪232‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫تعالى‪:‬و َم ْن َت َط َّو َع َخ ْي ًرا َفإِ َّن الل َه َشاك ٌر َعل ٌ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪.]158:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬قوله‬
‫ِ‬
‫يم‪ [ ‬التغابن‪.]17 :‬‬ ‫‪‬والل ُه َشك ٌ‬
‫ُور َحل ٌ‬ ‫‪ -2‬وقوله‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫ِ‬
‫الكلب ما ًء‪ ،‬وفيه‪…« :‬‬ ‫رض َي الله عنه في ِق َّصة ساقي‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫فس َقى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫البئر‪ ،‬فم َ‬
‫الكلب‪َ ،‬‬
‫فشك ََر‬ ‫َ‬ ‫أل ُخ َّفه ما ًء‪ ،‬ثم أ ْم َسكَه بفيه حتى َرق َي‪َ ،‬‬ ‫فنَزل َ‬
‫الل ُه له‪ ،‬ف َغ َف َر له…»(((‪.‬‬

‫جل‬ ‫و«الشكُور‪ :‬من ِصفات ِ‬


‫الله َّ‬ ‫َّ‬ ‫منظور في «لسان العرب»‪:‬‬‫ٍ‬ ‫قال اب ُن‬
‫ف لهم الجزا َء‪،‬‬ ‫أعمال العباد‪ ،‬في ِ‬
‫ضاع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫القليل من‬ ‫اس ُمه‪ ،‬معناه‪ :‬أنَّه يزكو عندَ ه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫مغفر ٌة لهم»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وشك ُْره لعباده‪َ :‬‬
‫َّ‬
‫وجل‬ ‫عز‬ ‫بالفعل ِ‬
‫لله َّ‬ ‫ِ‬ ‫الص َف ُة‬
‫الز َّجاجي‪« :‬وقد تأتي ِّ‬
‫وقال أبو القاسم َّ‬
‫شكور‬
‫ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫شكور لله»‪ ،‬أي‪َ :‬يشكُر نعم َت ُه‪ ،‬والل ُه َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ولعبده‪ ،‬ف ُيقال‪« :‬العبدُ‬
‫اب إلى ِ‬
‫الله‬ ‫ِ‬
‫للعبد‪ ،‬أي‪َ :‬يشك ُُر له عمله‪ ،‬أي‪ُ :‬يجازيه على عمله‪ ،‬والعبدُ َّتو ٌ‬
‫اب عليه‪ ،‬أي‪َ :‬يق َب ُل توبتَه و َيع ُفو عنه»(((‪.‬‬‫من ذنبِه‪ ،‬والل ُه َّتو ٌ‬
‫ِ‬
‫قلت‪ :‬تفسير ُشك ِْر الله لعباده بالمغفرة والمجازاة قد ُي َ‬
‫فهم منه َص ْر ُفه عن‬ ‫ُ‬
‫غير صحيح‪.‬‬
‫الحقيقة‪ ،‬وهذا ُ‬
‫ِ‬
‫كشأن ِ‬ ‫الر ِّب تعالى؛ فله ٌ‬
‫صبره‪ ،‬فهو‬ ‫آخر؛‬
‫شأن ُ‬ ‫قال ابن ال َق ِّيم‪« :‬وأ َّما ُش ُ‬
‫كر َّ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)2363‬ومسلم (‪.)2244‬‬


‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)152‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪233‬‬

‫ِ‬
‫الحقيقة؛ فإنه ُيعطي‬ ‫ُور على‬ ‫الشكْر من ِّ‬
‫كل َشكُور‪ ،‬بل هو َّ‬ ‫َأ ْولى بصفة ُّ‬
‫الشك ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العبدَ ‪ ،‬ويو ِّف ُقه ل َما يشكُره عليه»(((‪ .‬إلى آخر كالمه‪ ،‬وهو ٌ‬
‫نفيس جدًّ ا‪.‬‬

‫‪َّ ‬‬
‫الش ُّم‬
‫الروائح)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫انظر صفة‪( :‬استطابة َّ‬
‫الش َم ُال‬
‫‪ِّ ‬‬
‫الله يمي ٌن واألخرى ِشمال؟ أم َّ‬
‫أن‬ ‫أن ُيقال‪ :‬إحدى َيدَ ِي ِ‬
‫يصح َّ‬
‫ُّ‬ ‫هل‬
‫كلتيهما يمي ٌن؟‬

‫انظر ذلِك في ِصفة‪( :‬اليمين)‪.‬‬

‫الش ِه ُيد‬
‫َّ‬
‫مائ ِه تعالى‪،‬‬
‫والشهيدُ اسم من أس ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه (شهيد)‪َّ ،‬‬ ‫ف الل ُه َّ‬ ‫وص ُ‬ ‫ُي َ‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫وهذه الصف ُة ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫ِّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪‬ش ِهدَ الل ُه َأ َّن ُه َل إِ َل َه َّإل ُه َو‪[ ‬آل عمران‪.]18 :‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله تَعا َلى‪ُ  :‬ق ْل َأ ُّي َش ْي ٍء َأ ْك َب ُر َش َها َد ًة ُق ِل الل ُه َش ِهيدٌ َب ْينِي َو َب ْينَك ُْم‪‬‬
‫[األنعام‪.]19 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫الغائب…»(((‪.‬‬ ‫الش ِ‬
‫اهدُ‬ ‫اللهم ْاش َهدْ ‪َ ،‬ف ْل ُي ِبل ِغ َّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫حديث َح َّجة الوداع‪ ،‬وفيه‪َّ …« :‬‬
‫((( «عدة الصابرين» (ص ‪.)414‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7078‬ومسلم (‪.)31-1679‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪234‬‬

‫المعنَى‪:‬‬
‫َ‬
‫غيب عنه شي ٌء‪ ،‬يقال‪ :‬شاهدٌ‬‫«الشهيد‪ :‬هو الذي ال َي ُ‬‫قال اب ُن األثير‪َّ :‬‬
‫حاضر ي ِ‬
‫شاهدُ األشيا َء ويراها»(((‪.‬‬ ‫وشهيدٌ ؛ كعالِم وعليم‪ ،‬أي‪ :‬إنَّه ِ‬
‫ٌ ُ‬

‫السعدي‪« :‬الشهيدُ ‪ ،‬أي‪ :‬الم َّط ِلع على جمي ِع األشياء‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ‬ ‫وقال‬
‫الموجودات د ِ‬
‫ِ‬ ‫وج ِل ِّيها‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َس ِم َع‬
‫قيق َها‬ ‫َ‬ ‫جميع‬
‫َ‬ ‫وأبصر‬
‫َ‬ ‫جميع األصوات َخف ِّيها َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫لعباده‬ ‫شهد‬‫بكل شيء‪ ،‬الذي ِ‬‫لمه ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجليلها‪َ ،‬ص ِ‬
‫وكبيرها‪ ،‬وأحاط ع ُ‬ ‫غيرها‬
‫عباده بما ِ‬
‫عملوه»(((‪.‬‬ ‫وعلى ِ‬

‫و(شهد الله)؛ بمعنى‪َ :‬ع ِل َم‪ ،‬وكتَب‪ ،‬و َق َضى‪ ،‬وأظهر‪ ،‬وب َّين(((‪.‬‬

‫‪َ ‬ش ٌ‬
‫يء‬
‫وجل أو على ِص َف ٍة من ِصفاتِه‪،‬‬
‫عز َّ‬ ‫إطالق لفظة (شيء) على ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُ‬ ‫يصح‬
‫ُّ‬
‫مائ ِه تعالى‪.‬‬
‫(الشيء) اسم من أس ِ‬
‫ْ‬ ‫لك ْن ال ُيقال‪َّ :‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ُ  :‬ق ْل َأ ُّي َش ْي ٍء َأ ْك َب ُر َش َها َد ًة ُق ِل الل ُه َش ِهيدٌ َب ْينِي َو َب ْينَك ُْم‪‬‬
‫[األنعام‪.] 19 :‬‬

‫‪ -2‬وقوله‪ :‬ك ُُّل َش ْي ٍء َهالِ ٌك َّإل َو ْج َه ُه‪[ ‬القصص‪ .]88 :‬والوجه صف ٌة‬
‫ذات َّي ٌة لله تعالى‪.‬‬

‫((( «جامع األصول» (‪.)179/4‬‬


‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)303/5‬‬
‫((( انظر‪« :‬تهذيب اللغة» لألزهري (‪.)47/6‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪235‬‬

‫وح إِ َل ْي ِه َش ْي ٌء‪[ ‬األنعام‪،]93 :‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -3‬وقوله‪َ  :‬أ ْو َق َال ُأوح َي إِ َل َّي َو ْ‬
‫لم ُي َ‬
‫الذ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كالقول في َّ‬ ‫الصفة‬ ‫ُ‬ ‫وا ْل ُق ْرآن كال ُم الله‪ ،‬وهو صف ٌة ِمن ِصفاته‪،‬‬
‫والقول في ِّ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫حديث سهل بن ٍ‬
‫سعد ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه؛ قال‪ :‬قال النَّبِي ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ُ َ ْ‬
‫ِ‬
‫وس َّل َم لرجل‪« :‬أ َم َعك من ا ْل ُق ْرآن ْ‬
‫شي ٌء؟»‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬سور ُة كذا وسور ُة كذا؛‬

‫لس َو ٍر َّ‬
‫سماها(((‪.‬‬ ‫ُ‬

‫البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد)‪« :‬باب‪ُ  :‬ق ْل َأ ُّي َش ْي ٍء َأ ْك َب ُر‬


‫ُّ‬ ‫قال‬
‫وس َّمى النبِ ُّي ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫َش َها َد ًة ُق ِل الل ُه‪َّ ،‬‬
‫فسمى الل َه تعالى ن ْف َسه شي ًئا‪َ ،‬‬
‫صفات الله‪ ،‬وقال‪ :‬ك ُُّل َش ْي ٍء َهالِ ٌك َّإل‬
‫ِ‬ ‫وس َّل َم ا ْل ُق ْرآن شي ًئا‪ ،‬وهو ِصف ٌة من‬
‫َو ْج َه ُه‪.»‬‬
‫ِ‬
‫والموجود‬ ‫ِ‬
‫بالشيء‬ ‫الشيخ اب ُن ُع َثيمين بقوله‪َ « :‬ي ِص ُّح َّ‬
‫أن ُيخ َب َر عنه‬ ‫ُ‬ ‫ع َّل َق‬
‫وما َأ ْش َب َهه‪ ،‬وعلى هذا ف ُيقال‪ :‬إِ َّن الل َه شي ٌء‪ ،‬لِ َكنَّه كامل‪ ،‬وال نقول‪ :‬شي ٌء‬
‫كامل‬‫اإلطالق فقط‪ ،‬يعني‪ :‬ليس ُمط َلق شيء‪ ،‬بل هو شي ٌء ٌ‬ ‫ِ‬ ‫على سبيل‬
‫ِ‬
‫جواز‬ ‫البخاري رحمه ال َّل ُه على‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫واستدل‬ ‫وصفاتِه‪،‬‬ ‫مائ ِه ِ‬
‫سبحانه وتعالى بأس ِ‬
‫ْ‬
‫عن ِ‬
‫الله بالشيء بأد َّلة»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلخبار ِ‬ ‫تسمية ِ‬
‫الله بالشيء‪ ،‬أي‪ :‬جواز‬ ‫ِ‬

‫الشيخ عبدُ الله ال ُغنيمان‪ُ « :‬يريد بهذا أنَّه ُيط َل ُق على ِ‬


‫الله تعالى أنَّه‬ ‫وقال َّ‬

‫((( رواه البخاري (‪.)7417‬‬


‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)414/8‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪236‬‬

‫الح ْسنى‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شي ٌء‪ ،‬وكذلك ِصفاتُه‪ ،‬وليس معنى ذلك َّ‬
‫أن َّ‬
‫الشيء من أسماء الله ُ‬
‫ولكن ُيخ َبر عنه تعالى بأنَّه شي ٌء‪ ،‬وكذا ُيخ َبر عن صفاتِه بأنَّها شيء؛ َّ‬
‫ألن َّ‬
‫كل‬
‫يصح ْ‬
‫أن ُيقال‪ :‬إنَّه شي ٌء»(((‪.‬‬ ‫موجود ُّ‬
‫ِ‬
‫واإلخبار عنه؛ فال ُيد َعى‬ ‫شيخ اإلسال ِم ابن تَيمي َة‪« :‬ويفر ُق بين د ِ‬
‫عائه‬ ‫قال ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يكون باس ٍم س ِّيئ‪ ،‬لكن قد‬ ‫اإلخبار عنه؛ فال‬
‫ُ‬ ‫َّإل باألسماء ُ‬
‫الحسنى‪ ،‬وأ َّما‬
‫يكون باس ٍم َح َسن‪ ،‬أو باس ٍم ليس بس ِّيئ‪ ،‬وإن لم ُيحكَم بِ ُحسنه؛ مثل اسم‬
‫شيء‪ ،‬وذات‪ ،‬وموجود…»(((‪.‬‬

‫َوقيفي‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫وقال ابن ال َق ِّيم‪ ...« :‬ما ُيط َلق عليه في باب األسماء ِّ‬
‫والصفات ت‬
‫والش ِ‬
‫يء‪،‬‬ ‫َ‬
‫يكون توقيف ًّيا؛ كالقدي ِم‪َّ ،‬‬ ‫جب ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫وما ُيط َل ُق عليه من‬
‫األخبار ال َي ُ‬
‫ِ‬
‫وجود‪.(((»...‬‬‫والم‬
‫َ‬
‫الص ْب ُر‬
‫َّ‬
‫الصحيحة‪ ،‬أ َّما‬
‫السنَّة َّ‬
‫ثابت في ُّ‬
‫بالصبر؛ كما هو ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل َّ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫نظر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اسم لله تعالى ٌ‬
‫(الصبور)؛ ففي إثبات أنَّه ٌ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫رض َي الله عنه‪« :‬ما َأحدٌ أص َب َر على أ ًذى َس ِم َعه من‬
‫حديث أبي موسى ِ‬
‫ُ‬
‫رزقهم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الله؛ َيدَّ عون له الولدَ ‪ ،‬ثم ُيعافيهم و َي ُ‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)343/1‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)142/6‬‬
‫أيضا (‪.)301-300/9‬‬‫وانظر «مجموع الفتاوى» ً‬
‫((( «بدائع الفوائد» (‪.)162/1‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7378‬ومسلم (‪.)49‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪237‬‬

‫الص ُبور في ِصفة ِ‬


‫قريب من معنى‬
‫ٌ‬ ‫الله سبحانه‬ ‫قال الخ َّط ُّ‬
‫ابي‪« :‬معنى َّ‬
‫ِ‬
‫الصبور‬ ‫الفرق بين األمرين أنَّهم ال يأمنون العقوب َة في ِصفة‬
‫َ‬ ‫الحليم؛ إِ َّل َّ‬
‫أن‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بالصواب»(((‪.‬‬ ‫كما َي ْس َل ُمون منها في صفة الحليم‪ ،‬والل ُه ُ‬
‫أعلم َّ‬
‫ف الل ُه‬ ‫وص ُ‬
‫بعض أهل النَّظر‪ :‬ال ُي َ‬‫األصبهاني‪« :‬قال ُ‬
‫ُّ‬ ‫السن َِّة‬
‫وقال َق َّوا ُم ُّ‬
‫ِ‬
‫إلنكار هذا‬ ‫َحم ُل الشيء‪ .‬وال وج َه‬
‫الصبر ت ُّ‬
‫صبور‪ ،‬وقال‪َّ :‬‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫بالصبر‪ ،‬وال ُيقال‪:‬‬
‫التوقيف لم َن ُق ْل ُه»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الحديث قد ورد به‪ ،‬ولوال‬ ‫االسم؛ َّ‬
‫ألن‬

‫مر في حديث أبي موسى‬ ‫ثابت؛ كما َّ‬


‫بالص ْبر ٌ‬ ‫وجل َّ‬‫عز َّ‬ ‫ف الله َّ‬‫قلت‪َ :‬و ْص ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األسماء‬ ‫حديث َس ْر ِد‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالحديث‬ ‫الص ُبور؛ فلع َّله يعني‬ ‫ِ‬
‫رض َي الله عنه‪ ،‬أ َّما اسم َّ‬
‫صحيحا ُي ْثبِ ُت هذا‬
‫ً‬ ‫أعرف آي ًة أو حدي ًثا‬
‫ُ‬ ‫ضعيف‪ ،‬وال‬
‫ٌ‬ ‫الترمذي‪ ،‬وهو‬
‫ِّ‬ ‫عند‬
‫االسم له سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫«وص ْب ُره تعالى ِ‬
‫خلوق وال‬ ‫يفار ُق َص ْب َر َ‬
‫الم‬ ‫َ‬ ‫الحافظ ابن ال َق ِّيم‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫أن الصبر ثمر ُة‬ ‫ِ‬
‫الصبر والحل ِم‪َّ :‬‬ ‫ُ‬
‫والفرق بين‬ ‫وجوه متعدِّ دة‪…،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُيماثِ ُله من‬
‫ِ‬
‫صفات‬ ‫فالحلم في‬ ‫صبره‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وموج ُبه‪ ،‬فعلى قدْ ر ِح ْلم‬
‫ِ‬ ‫الحل ِم‬
‫ُ‬ ‫يكون ُ‬ ‫العبد‬
‫حليما من لواز ِم ذاته سبحانه‪ ،‬وأ َّما‬‫ً‬ ‫أوس ُع من الصبر… وكونه‬ ‫الر ِّب تعالى َ‬
‫َّ‬
‫وش ْركهم و َم َس َّبتِ ِهم له‪ -‬سبحانه‪ -‬وأنوا ِع‬
‫بكفر العباد ِ‬
‫صبره سبحانه فمتع ِّل ٌق ِ‬
‫ُ‬
‫معاصيهم و ُف ِ‬
‫جورهم»(((‪.‬‬

‫المازري الذي ن َق َله‬


‫ِّ‬ ‫يخ عبدُ ِ‬
‫الله ال ُغنيمان‪ -‬تعلي ًقا على كالم‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬

‫((( «شأن الدعاء» (ص ‪.)98‬‬


‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)456/2‬‬
‫((( «عدة الصابرين» (ص ‪.)408‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪238‬‬

‫المازري‪:‬‬ ‫ِ‬
‫حديث أبي موسى َر ِض َي الله عنه؛ حيث قال‬ ‫شرح‬
‫ُّ‬ ‫النووي في ْ‬
‫ُّ‬
‫فالص ْبر نتيج ُة االمتناع‪،‬‬ ‫الصبر‪ :‬من ُْع النَّ ْف ِ‬
‫س من االنتقا ِم أو غيره؛ َّ‬ ‫«حقيقة َّ‬
‫حق ِ‬
‫الله تعالى»‪ -‬قال الغنيمان‪:‬‬ ‫الص ْبر على االمتنا ِع في ِّ‬
‫اسم َّ‬
‫فأطلق َ‬

‫حق الله تعالى»؛‬


‫الص ْبر على االمتناع في ِّ‬
‫اسم َّ‬
‫«قلت‪ :‬قوله‪« :‬فأطلق َ‬
‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أطلق على ر ِّبه‬ ‫َ‬ ‫نظر؛ وذلك َّ‬
‫أن‬ ‫فيه ٌ‬
‫ِ‬
‫الخلق‬ ‫أعلم‬
‫ُ‬ ‫أصبر منه‪ ،‬وهو ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬‫َ‬ ‫الص ْبر‪ ،‬وأنَّه ما أحدٌ‬
‫َّ‬
‫وأنصحهم‬ ‫الحق‪،‬‬‫ِّ‬ ‫بالله تعالى‪ ،‬وأخشاهم له‪ ،‬و َأقدَ ُرهم على البيان عن‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫أن يب َقى ما أط َل َقه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫َ‬
‫استدراك عليه؛ فيجب َّ‬ ‫ِ‬
‫للخلق؛ فال‬
‫الص ْبر‪،‬‬
‫تفسير معنى َّ‬
‫َ‬ ‫على الله تعالى بدون تأويل؛ إِ َّل إذا كان ُيريدُ بذلك‬
‫ٍ‬
‫بحاجة إلى تفسير»(((‪.‬‬ ‫أن يبقى كما قال؛ ألنَّه واضح‪ ،‬ليس‬ ‫ولكن األَ ْو َلى ْ‬
‫َّ‬

‫الص ْد ُق‬
‫ِّ‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫وجل‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫يـم َحنِي ًفـا‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬قو ُلـه تعا َلـى‪ُ  :‬ق ْـل َصـدَ َق اللـ ُه َفاتَّبِ ُعـوا م َّلـ َة إِ ْب َراه َ‬
‫[آل عمـران‪.]95 :‬‬

‫ـذا َمـا َوعَدَ نَـا اللـ ُه َو َر ُسـو ُل ُه َو َصـدَ َق الل ُه‬


‫‪ -2‬وقو ُلـه تعا َلـى‪َ  :‬قا ُلـوا َه َ‬
‫َو َر ُسـو ُل ُه‪[ ‬األحـزاب‪.]22 :‬‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)93/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪239‬‬

‫الم ْس ِجدَ ا ْل َح َرا َم‬


‫الر ْؤ َيا بِا ْل َح ِّق َلتَدْ ُخ ُل َّن َ‬
‫‪ -3‬وقوله ‪َ ‬ل َقدْ َصدَ َق ال َّل ُه َر ُسو َل ُه ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وسك ُْم َو ُم َق ِّص ِري َن [الفتح‪.]27:‬‬ ‫إِ ْن َشا َء ال َّل ُه َآمني َن ُم َح ِّلقي َن ُر ُء َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫وحدَ ه»(((‪.‬‬
‫األحزاب ْ‬
‫َ‬ ‫وهز َم‬ ‫«صدَ َق الل ُه َوعْدَ ه‪َ ،‬‬
‫ونص َر عَبدَ ه‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫حديث‪َ :‬‬ ‫‪-1‬‬

‫«…صدَ َق الل ُه‪َ ،‬‬


‫وكذ َب َب ْط ُن أخيك»(((‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -2‬حديث‪:‬‬

‫َكذيب له؛ فالله‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫«الصادق في خبره‪ :‬الذي ال ت‬ ‫اجي‪:‬‬ ‫قال أبو القاس ِم َّ‬
‫الز َّج ُّ‬
‫ِ‬
‫الخبر‪،‬‬ ‫الصدْ ُق‪َّ :‬‬
‫قو ُة‬ ‫ادق في جمي ِع ما أخ َب َر به عباده‪ .‬قال َّ‬
‫الفراء‪ِّ :‬‬ ‫الص ُ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫الصادق‬ ‫أيضا‪:‬‬
‫ادق ً‬ ‫الخ ِبر … (ثم قال أبو القاسم‪ ) :‬والص ِ‬ ‫ف َ‬ ‫والك َِذ ُب‪َ :‬ض ْع ُ‬
‫َّ‬
‫وجل‬‫عز َّ‬ ‫في و ْعده‪ ،‬الوافِي به؛ يقال‪ :‬و َفى بعهده وو ْع ِده‪ ،‬و َأ ْوفى به … فالله َّ‬
‫الصفة من ِصفاتِه مستنب َط ٌة من‬ ‫الصادق في جميع ما و َعد به عبا َده‪ ،‬وهذه ِّ‬ ‫ُ‬
‫َان َوعْدُ ُه َم ْأتِ ًّيا‪ ،‬أي‪ :‬آت ًيا‪ ،‬مفعول بمعنى فاعل‪،‬‬
‫سورة مريم‪ ،‬من قوله‪ :‬إِ َّن ُه ك َ‬
‫عز َّ‬ ‫ٍ‬
‫وجل عبا َده به؛‬ ‫وكل شيء وعَدَ ال َّل ُه َّ‬
‫الصادق فيه‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫وإذا كان وعدُ ه آت ًيا؛ فهو‬
‫وج َّل ال محالة»(((‪.‬‬
‫فهو كائ ٌن كما وعَدَ به َع َّز َ‬

‫الص َف ُة‬
‫‪ِّ ‬‬
‫إطالق هذه ال َّل ِ‬
‫فظة وإضافتُها إلى الله تعالى‪ ،‬فتقول‪ِ :‬صف ُة الله‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يجوز‬
‫ُ‬
‫ومن صفاتِه وأوصافِه‪ :‬كذا … ونحو ذلك‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫ثابت‬ ‫وصف ُة الرحمن‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بمفهوم ال ُقرآن ومنطوق ُّ‬
‫السنَّة‪.‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)2995‬ومسلم (‪.)1344‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)5684‬ومسلم (‪.)2217‬‬
‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)168‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪240‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫ــز ِة َع َّمــا َي ِص ُف َ‬
‫ــون‪‬‬ ‫ــك َر ِّب ا ْل ِع َّ‬ ‫‪‬ســ ْب َح َ‬
‫ان َر ِّب َ‬ ‫‪ -1‬قولــه تعالــى‪ُ :‬‬
‫[الصافــات‪.]180:‬‬
‫ِ‬
‫لآلية‪.‬‬ ‫ابن َح َج ٍر‬
‫وسيأتي توجي ُه ِ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫أن النَّبِي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم بعث‬‫حديث عائشة َر ِض َي الله عنها؛ َّ‬ ‫ُ‬
‫رجل على َس ِر َّية‪ ،‬وكان يقر ُأ ألصحابِه في صالتِه‪ ،‬فيختم بـ ‪ُ ‬ق ْل ُه َو ال َّل ُه‬
‫ً‬
‫«س ُلوه‪:‬‬‫للنبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬فقال‪َ :‬‬‫رجعوا‪ ،‬ذكَروا ذلك ِّ‬ ‫َأ َحدٌ ‪َّ ،‬‬
‫فلما َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب َّ‬
‫أن‬ ‫صنع ذلك؟»‪ .‬فسألوه‪ ،‬فقال‪ :‬ألنَّها صف ُة الرحمن‪ ،‬وأنا ُأح ُّ‬ ‫ألي شيء َي ُ‬ ‫ِّ‬
‫أن الله ُي ِح ُّبه»(((‪.‬‬
‫«أخبِ ُروه َّ‬
‫أقرأ بها‪ ،‬فقال النَّبِي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ْ :‬‬

‫التوحيد من «صحيحه»‪« :‬باب‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫رحمه الل ُه في ِ‬


‫كتاب‬ ‫وقد بوب البخاري ِ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫ان َر ِّب َك َر ِّب ا ْل ِع َّز ِة َع َّما‬
‫‪‬س ْب َح َ‬
‫يم‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫‪‬و ُه َو ا ْل َع ِز ُيز ا ْل َحك ُ‬‫قول الله تعالى‪َ :‬‬
‫وصفاتِه»‪.‬‬‫الله ِ‬ ‫بع َّز ِة ِ‬
‫ون‪ ‬ولِ َّل ِه ا ْل ِع َّز ُة ولِرسولِ ِه‪ ،‬ومن ح َلف ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫َيص ُف َ َ‬
‫ٍ‬
‫وقال‪« :‬باب‪ُ  :‬ق ْل َأ ُّي َش ْيء َأ ْك َب ُر َش َها َد ًة ُق ِل الل ُه‪‬؛ َّ‬
‫فسمى الله تعالى‬
‫وس َّمى النَّبِ ُّي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ال ُق ْر َ‬
‫آن شي ًئا‪ ،‬وهو صف ٌة من‬ ‫ن ْف َسه شي ًئا‪َ ،‬‬
‫ِصفاته»‪.‬‬
‫ومن طا َلع كتُب الس ِ‬
‫لف رحمهم الله؛ كـ «كتاب التَّوحيد» البن ُخ َز ْي َمة‪،‬‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7375‬ومسلم (‪.)813‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪241‬‬

‫و«كتاب التوحيد» البن َمنْدَ ه‪ ،‬و«نقض الدارمي على المريسي»‪ ،‬وغيرها؛‬


‫كثيرا‪.‬‬
‫وجد أنَّهم يستخدمون ذلك ً‬
‫َ‬

‫جر؛ فقال‪« :‬وفي‬ ‫الصفة‪ ،‬ور َّد عليه الحافظ اب ُن َح ٍ‬ ‫َ‬


‫إطالق ِّ‬ ‫و َأ َ‬
‫نكر اب ُن حز ٍم‬
‫قول الجمهور‪َّ ،‬‬
‫وشذ ابن‬ ‫لله ِصف ًة‪ ،‬وهو ُ‬ ‫أن ِ‬ ‫الباب ُح َّج ٌة لِ َمن َ‬
‫أثبت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث‬
‫ِ‬
‫المعتزلة و َمن تبِعهم‪،‬‬ ‫حزم‪ ،‬فقال‪ :‬هذه لفظ ٌة اصطلح عليها ُ‬
‫أهل الكالم من‬
‫أحد من أصحابه‪ِ ،‬‬
‫فإن‬ ‫عن النَّبِي ص َّلى الله عليه وس َّلم وال عن ٍ‬ ‫ولم َت ْث ُب ْت ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سعيد بن أبي هالل‪ ،‬وفيه َض ْع ٌ‬ ‫ِ‬
‫أفراد‬ ‫اعترضوا بحديث الباب؛ فهو ِمن‬
‫تقدير ِص َّحته؛ فـ ‪ُ ‬ق ْل ُه َو الل ُه َأ َحدٌ ‪ِ ‬صفة الرحمن كما جا َء‬
‫ِ‬ ‫قال‪ :‬وعلى‬
‫الف الص ِ‬
‫فة التي يطلقونَها؛ فإنَّها في‬ ‫بخ ِ‬‫في هذا الحديث‪ ،‬وال ي َزاد عليه؛ ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫جوهر أو َع َر ٍ‬
‫ض‪ .‬كذا قال! وسعيدٌ م َّت َف ٌق على‬ ‫ُلغة العرب ال تُط َلق إِ َّل على‬
‫األخير مردو ٌد باتِّفاق‬ ‫ُ‬ ‫االحتجاج به؛ فال ُي ْل َت َفت إليه في تضعيفه‪ ،‬وكال ُمه‬ ‫ِ‬
‫‪‬ولِ َّل ِه األَ ْس َما ُء‬ ‫ِ‬
‫الجمي ِع على إثبات األسماء الحسنى؛ قال ال َّل ُه تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫سورة‬ ‫أسماء في ِ‬
‫آخ ِر‬ ‫ٍ‬ ‫أن ذك ََر منها ِعدَّ َة‬
‫ا ْل ُح ْسنَى َفا ْد ُعو ُه بِ َها‪ .‬وقال بعد ْ‬
‫غة العرب‬ ‫الحشر‪َ  :‬له ْالَسماء ا ْلحسنَى‪ ،‬واألسماء المذكورة فيها ب ُل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ َ ُ ُ ْ‬
‫مثل؛ فقد‬ ‫حي ً‬ ‫ِ‬ ‫فات‪ ،‬ففي إثبات أس ِ‬ ‫ِص ٌ‬
‫إثبات صفاته؛ ألنَّه إذا ثبت أنَّه ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫مائه‬ ‫ْ‬
‫لوجب‬ ‫الذات‪ ،‬وهي صف ُة الحياة‪ ،‬ولوال ذلك؛ َ‬ ‫ف بصفة زائدة على َّ‬ ‫ُو ِص َ‬
‫وجود الذات فقط‪ ،‬وقد قال سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫االقتصار على ما ُينْبِ ُئ عن‬ ‫ُ‬
‫فة‬‫ون‪ ،‬فن ََّزه ن ْفسه عما يصفونه به ِمن ِص ِ‬ ‫ان َر ِّب َك َر ِّب ا ْل ِع َّز ِة َع َّما َي ِص ُف َ‬‫‪‬س ْب َح َ‬
‫َ َّ َ‬ ‫ُ‬
‫مشروع»(((‪.‬‬ ‫بصفة الكمال‬ ‫ِ‬ ‫وص َفه‬ ‫النقص‪ ،‬ومفهو ُمه َّ‬
‫ٌ‬ ‫أن ْ‬

‫((( «فتح الباري» (‪.)356/13‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪242‬‬

‫ِ‬
‫وأحاديث‬ ‫إيراده جمل ًة من ِ‬
‫آيات‬ ‫ِ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ الله ال ُغنيمان‪ -‬بعد‬ ‫وقال َّ‬
‫الصفات‪ ،‬منها حديث عائش ُة رضي الله عنها‪ -‬قال‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ون‪ ‬وهذا من‬ ‫ان َر ِّب َك َر ِّب ا ْل ِع َّز ِة َع َّما َي ِص ُف َ‬
‫‪‬س ْب َح َ‬
‫«وقال الل ُه تعالى‪ُ :‬‬
‫أن ِ‬
‫لله‬ ‫ُّصوص‪ -‬وغيرها كثير‪َّ -‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الموصوف إلى ِصفته؛ فث َبت بهذه الن‬ ‫ِ‬
‫إضافة‬
‫الصفة»(((‪.‬‬ ‫َسمى الله به ُّ‬ ‫وأن َّ‬ ‫ٍ‬
‫صفات‪َّ ،‬‬
‫يدل على ِّ‬ ‫كل اسم ت َّ‬
‫وانظر‪( :‬النَّ ْعت)‪.‬‬

‫الص َم ُد‬
‫َّ‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ثابت‬
‫اسم له ٌ‬
‫وجل‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫لله َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬
‫قو ُله تعالى في سورة اإلخالص‪ُ  :‬ق ْل ُه َو الل ُه َأ َحدٌ * الل ُه َّ‬
‫الص َمدُ ‪ ،‬ولم‬

‫االسم إِ َّل في هذه ُّ‬


‫السورة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َي ِر ْد هذا‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫الله عنه ال ُق ِ‬
‫دس ُّي‪َّ :‬‬
‫«كذبني اب ُن آ َد َم… وأ َّما‬ ‫رضي ِ‬ ‫حديث أبي ُهريرة ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الصمد‪ ،‬لم ألِدْ ولم أو َلدْ ‪،‬‬
‫َّخ َذ الله ولدً ا‪ ،‬وأنا األحدُ َّ‬
‫َشت ُْمه إ َّياي؛ فقوله‪ :‬ات َ‬
‫ولم َي ُك ْن لِي ُك ُف ًوا أحد»(((‪.‬‬

‫الص َمد‪:‬‬
‫معنى َّ‬
‫ٍ‬
‫أقوال كثيرة؛ منها‪ -‬كما في «تفسير ابن‬ ‫اختَلفوا في معنى الص ِ‬
‫مد على‬ ‫َّ‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)63/1‬‬


‫((( رواه البخاري (‪.)4974‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪243‬‬

‫جرير ال َّطبري»‪:-‬‬

‫جوف له‪.‬‬
‫َ‬ ‫الم ْص َم ُت الذي ال‬
‫‪ُ -1‬‬
‫‪ -2‬الذي ال َيأكُل وال يشرب‪.‬‬

‫ولم ُيو َلدْ ‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -3‬الذي ال َي ْخ ُرج منه شي ٌء‪ ،‬لم َيلدْ ْ‬
‫‪ -4‬الس ِّيدُ الذي انتَهى ُس ْؤ ُد ُده‪.‬‬

‫‪ -5‬الباقي الذي ال َي ْفنَى‪.‬‬

‫الصنْ ُع‬
‫ُّ‬
‫والسنَّة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ثابت‬ ‫صانع ِّ‬
‫كل شيء‪ ،‬وهذا ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه‬ ‫ف الله َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫مائ ِه تعالى‪.‬‬
‫وليس (الصانع) من أس ِ‬
‫ْ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫الله ا َّل ِذي َأ ْت َق َن ك َُّل َش ْي ٍء‪[ ‬النمل‪.]88 :‬‬
‫‪‬صن َْع ِ‬
‫قوله تعالى‪ُ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫ِ‬
‫كل صان ٍع‬ ‫حديث ُحذيف َة رض َي الله عنه مرفو ًعا‪« :‬إِ َّن الل َه َيصن َُع َ‬
‫(صن ََع) َّ‬ ‫ُ‬
‫وصنْ َعتَه»(((‪.‬‬
‫َ‬

‫«السنَّة» (‪357‬و‪،)358‬‬
‫((( رواه البخاري في «خلق أفعال العباد» (‪ ،)117‬وابن أبي عاصم في ُّ‬
‫والبيهقي في «األسماء‬
‫ُّ‬ ‫«المستدرك»‪،‬‬
‫َ‬ ‫وابن منده في «التوحيد» (‪ ،)115‬والحاكم في‬
‫والصفات»‪ ،‬وغيرهم؛ وعند بعضهم (خلق)؛ بدل (صنع)‪.‬‬
‫صححه ابن حجر في «فتح الباري»‬ ‫قال الحاكم‪ :‬صحيح على شرط مسلم‪ .‬والحديث َّ‬
‫واأللباني في «السلسلة الصحيحة» (‪.)1637‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪،)507/13‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪244‬‬

‫َّركيب»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫االختراع والت‬
‫ُ‬ ‫الصنع‪:‬‬
‫األصبهاني‪« :‬قيل‪ُّ :‬‬
‫ُّ‬ ‫قال َق َّوا ُم ُّ‬
‫السنَّة‬

‫‪‬صن َْع ال َّل ِه‪ ‬أي‪َ :‬قو َله وفِع َله…‬


‫ديني‪« :‬قوله‪ُ :‬‬
‫الم ُّ‬
‫وقال أبو موسى َ‬
‫والصنْ َع ُة واحدٌ »(((‪.‬‬
‫نع َّ‬‫والص ُ‬
‫والصن ُْع َّ‬
‫ُّ‬

‫ِ‬
‫تفسير آية النمل‪« :‬قوله‬ ‫الجوزي في كتابه «زاد المسير» عند‬
‫ِّ‬ ‫وقال اب ُن‬

‫ألن قو َله‪:‬‬ ‫ِ‬


‫المصدر؛ َّ‬ ‫منصوب على‬
‫ٌ‬ ‫الز َّجاج‪ :‬هو‬ ‫‪‬صن َْع ِ‬
‫الله‪ :‬قال َّ‬ ‫تعالى‪ُ :‬‬
‫دليل على الص ِ‬
‫َح َس ُب َها َج ِامدَ ةً‪‬؛ ٌ‬
‫نعة‪ ،‬فكأنَّه قال‪َ :‬صن ََع الل ُه‬ ‫َّ‬ ‫‪‬وت ََرى ا ْل ِج َب َال ت ْ‬
‫َ‬
‫نع ِ‬
‫الله»‪.‬‬ ‫الرفع على معنى‪ :‬ذلك ُص ُ‬
‫ُ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬ ‫ذلك ُصن ًعا‪،‬‬

‫َّاس ا ْع ُبدُ وا َر َّبك ُُم ا َّل ِذي‬ ‫ِ ِ‬


‫تفسير قوله تعالى‪َ  :‬يا َأ ُّي َها الن ُ‬ ‫قال اب ُن ٍ‬
‫كثير في‬

‫َخ َل َقك ُْم َوا َّل ِذي َن ِم ْن َق ْب ِلك ُْم َل َع َّلك ُْم َت َّت ُق َ‬
‫ون ‪[ ‬البقرة‪.]21 :‬‬

‫فاعها وات ِ‬
‫موات في ارتِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِّساعها وما فيها‬ ‫آخرون‪َ :‬من تأ َّم َل هذه َّ‬
‫الس‬ ‫«وقال َ‬
‫ِ‬
‫والنبات‬ ‫الحيوانات المتنو ِ‬
‫عة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األرض من‬ ‫ذر َأ في‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫من الكواكب… وما َ‬
‫بيعة الت ِ‬
‫ُّربة‬ ‫ِّحاد َط ِ‬
‫واأللوان‪ ،‬مع ات ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألشكال‬ ‫ِ‬
‫واألراييج‬ ‫ِ‬
‫ختلف ال ُّطعو ِم‬‫الم‬
‫ُ‬
‫وحكمتِه ورحمته‬
‫العظيمة‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الصان ِع و ُقدرتِه‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫استدل على وجود َّ‬ ‫والماء؛‬
‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫رب سواه‪ ،‬عليه‬ ‫بخ ْلقه و ُلطفه بهم‪ ،‬وإحسانه إليهم‪ ،‬وبِ ِّره بهم؛ ال إل َه ُ‬
‫غيره وال َّ‬
‫واآليات في ا ْل ُقر ِ‬
‫آن الدَّ ا َّل ُة على هذا المقا ِم كثير ٌة جدًّ ا»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫توكلت وإليه ُأنيب‪،‬‬
‫ُ‬
‫ْ‬

‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)159/1‬‬


‫((( «المجموع المغيث» (‪.)295/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪245‬‬

‫ِ‬
‫جواز إطالق كلمة الصانع على‬ ‫يخ عبدُ الله بن ِجبرين عن‬ ‫وس ِئل َّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫الصفة‪ ،‬فنعتقد َّ‬
‫أن الله الصانع‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫تجوز على وجه ِّ‬
‫ُ‬ ‫وجل فقال‪« :‬هذه‬ ‫الله َّ‬
‫بمعنى أنَّه الم ِ‬
‫بد ُع للكون‪ ،‬وهو الذي صن ََع الكون بذاته وأبدعه؛ فلذلك ُي ْك َث ُر‬ ‫ُ‬
‫من إطالقها في الكتُب؛ كما ذكَر ذلك ابن كثير في تفسير اآلية الكريمة‪:‬‬

‫‪‬ا ْع ُبدُ وا َر َّبك ُُم ا َّل ِذي َخ َل َقك ُْم َوا َّل ِذي َن ِم ْن َق ْب ِلك ُْم‪[ ‬البقرة‪ ،]21:‬وأط َلق ذلك‬

‫شيخ اإلسال ِم في ِعدَّ ة مواضع في الجزء الثاني من مجمو ِع الفتاوى‪ ،‬ونحو‬


‫ُ‬
‫ِ‬
‫للكون»(((‪.‬‬ ‫لله بأنَّه م ِ‬
‫بد ٌع‬ ‫ف ِ‬ ‫وص ٌ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫فإطالق الصانع معناه‪ :‬أنَّه ْ‬ ‫ذلك‪.‬‬

‫الص ْو ُت‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫بصوت مسموعٍ‪.‬‬ ‫أن الله يتك َّل ُم‬
‫عتقدون َّ‬
‫َ‬ ‫السن َِّة والجماعة َي‬ ‫ُ‬
‫أهل ُّ‬
‫انظر‪ :‬صفة (الكالم)‪.‬‬

‫ور ُة‬
‫الص َ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل باألحاديث َّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫الطويل في ِ‬
‫ُ‬ ‫الخدري ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫رؤية المؤمني َن‬ ‫رض َي الل ُه عنه‬ ‫حديث أبي سعيد ُ ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫لر ِّبهم يو َم القيامة‪ ،‬وفيه‪« :‬فيأتيهم الج َّب ُار في ُصورتِه التي رأوه فيها َّأو َل َم َّر ٍة‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬أنا ر ُّبكم‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت ر ُّبنا…»(((‪.‬‬

‫((( «الكنز الثمين» (ص ‪.)173‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)7439‬ومسلم(‪.)183‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪246‬‬

‫أحسن ص ٍ‬
‫ورة»(((‪.‬‬ ‫ِ ُ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪« :‬رأيت ر ِّبي في‬ ‫‪-2‬‬

‫الصور َة‬ ‫أعلم‪َّ -‬‬


‫أن ُّ‬ ‫محمد اب ُن ُقتيب َة‪« :‬والذي عندي‪ -‬والل ُه تعالى ُ‬
‫قال أبو َّ‬
‫اإللف لتلك؛‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اليدين واألصاب ِع والعين‪ ،‬وإنما و َقع‬ ‫بأعجب من‬ ‫َ‬ ‫ليست‬
‫ْ‬
‫تأت في ال ُق ِ‬
‫رآن‪،‬‬ ‫ووقعت الوحش ُة من هذه؛ ألنَّها لم ِ‬ ‫ِ‬ ‫لم ِ‬
‫جيئها في ال ُق ْرآن‪،‬‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫شيء منه بكيف َّية وال حدٍّ »(((‪.‬‬ ‫نؤم ُن بالجميعِ‪ ،‬وال ُ‬
‫نقول في‬ ‫ونحن ِ‬

‫ِ‬
‫أحسن‬ ‫«رأيت ر ِّبي في‬
‫ُ‬ ‫وقال أبو َيع َلى َّ‬
‫الفرا ُء في التعليق على حديث‪:‬‬
‫جواز‬
‫ُ‬ ‫أن الكالم في هذا الخبر يتع َّل ُق به فصول‪ :‬أحدها‪:‬‬
‫«اعلم َّ‬ ‫ٍ‬
‫صورة»‪:‬‬
‫ْ‬
‫الصورة عليه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إطالق ُّ‬
‫األحاديث مع آيات ال ُق ِ‬
‫رآن‬ ‫َ‬ ‫شيخ اإلسالم‪« :‬والوج ُه الخامس‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫وقال ُ‬
‫وصف‪ ،‬وعند هؤالء هو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أخ َب َر ْت بأنَّه يأتي عبا َد ُه يوم القيامة على الوجه الذي َ‬
‫الخاص‪ -‬كالذين‬ ‫ِ‬
‫والحلول‬ ‫ِ‬
‫اإللحاد‬ ‫أهل‬ ‫ِ‬
‫واآلخرة‪ ،‬وأ َّما ُ‬ ‫كل ٍ‬
‫آت في الدُّ نيا‬ ‫ُّ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫بعض‬ ‫ِ‬
‫المشايخ أو‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫علي أو‬ ‫الم ِ‬ ‫يقولون باالت ِ‬
‫ِّحاد أو ُ ِ‬
‫سيح أو ٍّ‬ ‫الحلول في َ‬
‫غير هذا الم ِ‬
‫وضعِ‪ -‬فقدْ‬ ‫القول عليهم في ِ‬
‫َ‬ ‫مما قد َب َس ْطنا‬
‫َ‬ ‫الملوك‪ ،‬أو غير ذلك َّ‬
‫والح ُلول الم ْط َلق؛ لكونه‬ ‫تأو َله ُ‬
‫أهل االتِّحاد ُ‬ ‫َ‬
‫الحديث كما َّ‬ ‫أيضا هذا‬
‫يتأولون ً‬
‫َّ‬

‫«السنة» (ص ‪-465‬‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)243/5‬والترمذي (‪ ،)3235‬وابن أبي عاصم في ُّ‬
‫‪ ،)471‬وغيرهم؛ عن جمع من الصحابة‪ ،‬قال الترمذي‪( :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬سألت‬
‫ٌ‬
‫حديث حس ٌن صحيح)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحديث فقال‪ :‬هذا‬ ‫البخاري‪ -‬عن هذا‬ ‫محمد بن إسماعيل‪-‬‬
‫َّ‬
‫وصححه ابن العربي في «أحكام القرآن» (‪ ،)73/4‬وأحمد شاكر واأللباني‪.‬‬
‫َّ‬
‫((( «تأويل مختلف الحديث» (ص ‪.)261‬‬
‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)126/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪247‬‬

‫(الصورة) في الحديث‬ ‫ٍ‬


‫قال‪ :‬فيأتيهم الل ُه في صورة‪ ،‬لكن ُيقال لهم‪ :‬لفظ ُّ‬
‫األسماء والص ِ‬
‫فات‬ ‫ِ‬ ‫كسائر ما ورد من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫سعيد)‬ ‫(يعني رحمه الله‪ :‬حديث أبي‬
‫ِّ‬
‫المخلوق بها على وجه ال َّت ْقييد‪ ،‬وإذا ُأ ْط ِل َقت على ال َّل ِه [فهي]‬
‫ُ‬ ‫سمى‬
‫التي قد ُي َّ‬
‫والسميع وال َبصير‪ ،‬ومثل‪َ :‬خ ْلقه‬ ‫والرحيم َّ‬ ‫مختص ٌة به؛ ِمثل‪ :‬ال َع ِليم وال َق ِ‬
‫دير‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫واستوائه على العرش‪ ،‬ونحو ذلك»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بيديه‪،‬‬

‫ِ‬
‫كسائر‬ ‫الصور َة ِصف ٌة من ِصفات الله َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل الذات َّية‬ ‫وبهذا يت َِّض ُح َّ‬
‫أن ُّ‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫الصفات الثابتة باألحاديث َّ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ورتِه»؛ فلم ُأ ِ‬
‫ور ْده في األد َّلة؛‬
‫لالختالف‬ ‫«خ َل َق الل ُه آ َد َم على ُص َ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪َ :‬‬ ‫أ َّما‬

‫الله‬ ‫أهل ِ‬
‫العلم‪ :‬هل الضمير في (صورته) عائدٌ على آدم أم على ِ‬ ‫القائ ِم بين ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫عز َّ‬
‫وجل(((‪.‬‬ ‫وإن كان كثير من السلف َيجعلونه عائدً ا على ِ‬
‫الله َّ‬ ‫تعالى‪ْ ،‬‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫ورد حديث‪« :‬إِ َّن الله َخ َل َق آدم على ص ِ‬
‫ورة الرحمن»‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كما أنِّي لم ُأ ِ ْ‬
‫إثبات الص ِ‬
‫ون على ِ‬ ‫صحتِه‪ ،‬لِ َكنَّهم ك َّل ُهم ُم ْج ِم ُع َ‬ ‫ِ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫ورة لله َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الختالف ِهم في َّ‬

‫ك‬ ‫الض ِ‬
‫ح ُ‬ ‫َّ‬
‫الصحيحة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة فعل َّية‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫وجل باألحاديث َّ‬ ‫لله َّ‬

‫((( «بيان تلبيس الجهمية» (‪.)130/7‬‬


‫ِ‬
‫الجهم َّية» لشيخ اإلسالم‬ ‫((( راجع في ذلك‪ :‬كتاب «ن ْقض أساس التقديس‪ ،‬أو بيان تلبيس‬
‫ابن تيم َّية‪ ،‬وكتاب «عقيدة أهل اإليمان في َخ ْلق آ َد َم على صورة الرحمن» للشيخ حمود‬
‫التويجري‪ ،‬وكتاب «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» للشيخ عبد الله الغنيمان‬
‫(‪.)68-32/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪248‬‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫ضحك الل ُه إلى َر ُج ِ‬
‫لين‬ ‫ُ‬ ‫‪َ -1‬ح ِد ُ‬
‫يث َأبِي ُه َر َير َة َر ِض َي الله عنه مرفو ًعا‪َ « :‬ي‬
‫الجنَّ َة»(((‪.‬‬ ‫اآلخر‪ِ ،‬كالهما ُ‬
‫يدخ ُل َ‬ ‫َيقتُل أحدُ هما َ‬

‫خروجا‬ ‫رضي الله عنه في ِ‬


‫آخ ِر أهل النَّار‬ ‫ٍ‬
‫مسعود ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫عبد الله بن‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪:‬‬ ‫ب الل َه َّ‬ ‫ِ‬ ‫الجنَّة ُد ً‬ ‫منها‪ِ ،‬‬
‫وآخ ِر ِ‬
‫خول فيها‪ ،‬وفيه‪ :‬أنَّه قال ُيخاط ُ‬ ‫أهل َ‬
‫ُ‬
‫الملك…»(((‪.‬‬ ‫ك بي وأنت‬ ‫تسخ ُر بي؟ َأ َو ت َ‬
‫َضح ُ‬ ‫« َأ َ‬

‫الصف َة وغيرها من ِصفات ِ‬


‫الله‬ ‫السنَّة والجماعة ُي ْثبِتُون هذه ِّ‬ ‫أن َ‬
‫اعلم َّ‬
‫َ‬ ‫أهل ُّ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫تكييف‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫تمثيل وال‬ ‫ِ‬
‫حيحة؛ من َغ ِير‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجل ال َّث ِ‬
‫عز َّ‬
‫السنَّة َّ‬
‫بالكتاب أو ُّ‬ ‫ابتة له‬ ‫َّ‬
‫كل ِ‬
‫من عند ر ِّبنا‪.‬‬ ‫و ُي َس ِّلمون بذلك‪ ،‬ويقولون‪ٌّ :‬‬

‫وصفات جا َء بها كتا ُبه‬


‫ٌ‬ ‫«لله تبارك وتعالى أسما ٌء‬ ‫الشافعي‪ِ :‬‬ ‫قال اإلما ُم َّ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫المؤمن‬ ‫وأخبر بها نبيه ص َّلى الله عليه وس َّلم أمتَه… وأنَّه يضح ُك من ِ‬
‫عبده‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ََ‬
‫سبيل الله‪( :‬إنَّه ِلق َي الل َه وهو‬
‫ِ‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم للذي ُقتِ َل في‬ ‫ِ‬
‫بقول الن ِّ‬
‫ضح ُك إليه)… »‬
‫(((‬
‫َي َ‬
‫وجل‪ :‬بال ِص ٍ‬
‫فة‬ ‫إثبات َض ِحك َر ِّبنا َّ‬
‫عز َّ‬ ‫ِ‬ ‫وقال اإلما ُم اب ُن ُخزيم َة‪« :‬باب‪ِ :‬ذكر‬
‫وض ِحكهم‬‫جل ثناؤه‪ ،‬ال وال ُيش َّبه َض ِحكُه بِ َض ِح ِك المخلوقين‪َ ،‬‬
‫تصف َض ِحكَه َّ‬
‫ُ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬ونسكُت‬ ‫ضح ُك؛ كما َ‬
‫أعلم الن ُّ‬ ‫كذلك‪ ،‬بل نؤمن بأنَّه َي َ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)2826‬ومسلم (‪.)1890‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)6571‬ومسلم (‪.)186‬‬
‫((( «طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪)282/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪249‬‬

‫وجل استأثر بصفة َض ِحكه‪ ،‬لم ُي ْط ِل ْعنا‬


‫عز َّ‬ ‫عن ِصفة َض ِح ِكه َّ‬
‫جل وعال؛ إذ الله َّ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َ ،‬‬
‫مصدِّ قون بذلك‬ ‫على ذلك؛ فنحن قائلون بما قال الن ُّ‬
‫لمه»(((‪.‬‬‫بع ِ‬
‫بقلوبنا‪ ،‬منصتون عما لم يبين لنا مما استأثر الله ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫لض ِح ِكه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫تكييف َ‬ ‫تصف َض ِحكَه»‪ ،‬أي‪ :‬بال‬
‫ُ‬ ‫ومعنى قوله‪« :‬بال ِص ٍ‬
‫فة‬

‫ُ‬
‫ضحك‪ :‬اعلموا‪-‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل َي‬ ‫بأن الله َّ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان َّ‬ ‫«باب‬
‫اآلج ِّر ُّي‪ُ :‬‬
‫وقال أبو بكر ُ‬
‫الحق َي ِصفون الله َّ‬
‫عز‬ ‫أهل ِّ‬ ‫أن َ‬ ‫ِ‬
‫القول والعمل‪َّ -‬‬ ‫و َّفقنا الله وإياكم للر ِ‬
‫شاد من‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وص َفه به رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه‬
‫وجل‪ ،‬وبما َ‬ ‫عز َّ‬
‫ف به ن ْف َسه َّ‬‫وص َ‬ ‫َّ‬
‫وجل بما َ‬
‫ِ‬
‫العلماء ِم َّمن‬ ‫مذهب‬ ‫رض َي الله عنهم‪ .‬وهذا‬‫وس َّلم‪ ،‬وبما وص َفه به الصحابة ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أن الله‬ ‫َّسليم له‪ ،‬واإليمان به؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫اتَّبع ولم يبتد ْع‪ ،‬وال ُيقال فيه‪ :‬كيف؟ بل الت ُ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم وعن صحابتِه‬ ‫ضح ُك‪ ،‬كذا ُر ِو َي ِ‬
‫عن الن ِّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل َي َ‬ ‫َّ‬
‫رض َي الل ُه عنهم؛ فال ُين ِْك ُر هذا إِ َّل َمن ال ُي ْح َمدُ حا ُله عند أهل ِّ‬
‫الحق»(((‪.‬‬ ‫ِ‬

‫ُ‬
‫األحاديث التي ت ُْر َوى؛‬ ‫القاسم بن َس َّلم‪َ -‬ل َّما قيل له‪ :‬هذه‬ ‫وقال أبو ُعب ٍ‬
‫يد‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫و«ض ِحك ربنا ِمن ُقنوط ِ‬
‫عباده»‪،‬‬ ‫موضع القدمين»‪َ ،‬‬ ‫في‪ :‬الرؤية‪ ،‬و«الكرسي ِ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫األحاديث؟ قال رحمه الله‪« :‬هذه‬ ‫لتمتلئ…»‪ ،‬وأشباه هذه‬ ‫َّ‬
‫و«إن جهنَّم‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بعض»(((‪.‬‬ ‫بعض ُهم عن‬
‫الثقات ُ‬
‫ُ‬ ‫حق ال َّ‬
‫شك فيها؛ رواها‬ ‫ُ‬
‫األحاديث ٌّ‬

‫((( كتاب «التوحيد» (‪.)563/2‬‬


‫((( «الشريعة» (ص ‪.)277‬‬
‫((( انظر‪« :‬التمهيد» (‪.)150-149/7‬‬
‫السنَّة (‪ ،)456/2 ،429/1‬و‬
‫لقوام ُّ‬
‫المحجة» َّ‬
‫َّ‬ ‫«الحجة في بيان‬
‫َّ‬ ‫الصفة‪ :‬كتاب‬ ‫راجع في هذه ِّ‬
‫«المسائل والرسائل المرو َّية عن اإلمام أحمد في العقيدة» (‪ ،)315/1‬و«مجموع الفتاوى»‬
‫البن تيمية (‪ ،)121/6‬و «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» للغنيمان (‪= .)104/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪250‬‬

‫ال َّطبِ ُ‬
‫يب‬
‫الصحيح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وجل بأنَّه (ال َّطبِيب)‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫عز َّ‬
‫ثابت بالحديث َّ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪:‬‬ ‫‪ -1‬حديث أبي ِرم َث َة ِ‬
‫رض َي الله عنه؛ أنَّه َ‬
‫قال للن ِّ‬ ‫ْ‬
‫يب‪ ،‬بل أنت ٌ‬
‫رجل‬ ‫رجل طبيب‪ ،‬قال‪« :‬الل ُه ال َّطبِ ُ‬ ‫َأ ِرنِي هذا الذي بِ َظ ْه ِرك؛ فإنِّي ٌ‬
‫رفيق‪ ،‬طبي ُبها الذي خ َل َقها»(((‪.‬‬
‫ٌ‬

‫رسول الله ص َّلى‬


‫ُ‬ ‫يث َع ِائ َش َة َر ِض َي الله عنها‪ :‬قالت‪ُ « :‬ث َّم َم ِر َض‬
‫‪َ -2‬ح ِد ُ‬
‫رب‬ ‫أذهب ال َباس‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صدره فقلت‪:‬‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم فوض ْع ُت يدي على‬
‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬
‫ُ‬ ‫يب‪َ ،‬‬
‫وأنت الشافي‪ ،‬وكان‬ ‫أنت ال َّطبِ ُ‬
‫النَّاس‪َ ،‬‬
‫بالر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بالر ِ‬ ‫ِ‬
‫فيق األعلى»(((‪.‬‬ ‫فيق األعلى‪ ،‬و َأ ْلحقني َّ‬ ‫يقول‪ :‬ألح ْقني َّ‬
‫وطبيب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫بالشيء؛ ُيقال‪ :‬رجل َط ٌّ‬
‫ب‬ ‫العلم َّ‬
‫ُ‬ ‫قال اب ُن فارس‪« :‬ال ِّط ُّ‬
‫ب‪ :‬هو‬
‫أي‪ :‬عالِ ٌم حاذق»(((‪.‬‬

‫(السمع)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫= وانظر‪ :‬كالم ال َبغوي في صفة (األصابع)‪ ،‬وكال َم ابن ٍ‬


‫كثير في صفة َّ‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)17527( )163/4‬وأبو داود (‪ )4207‬وال َّلفظ له‪ ،‬وابن ِح َّبان (‪)337/13‬‬
‫(‪.)5995‬‬
‫العربي في «القبس شرح الموطأ» (‪،)1127/3‬‬ ‫ِّ‬ ‫وصححه ابن‬
‫َّ‬ ‫والحديث سكت عنه أبو داود‪.‬‬
‫وصحح إسناده أحمدُ شاكر في «المسند»‬ ‫َّ‬ ‫واأللباني في «صحيح سنن أبي داود» (‪.)4207‬‬
‫(‪.)67/12‬‬
‫((( رواه أحمد (‪ )108/6‬عن سريج (هو ابن النعمان)‪ :‬ثنا نافع (هو ابن عمر الجمحي)‬
‫عن ابن أبي ُم َليك َة عنها رضي الله عنها‪ ،‬وهذا إسنا ٌد صحيح‪ ،‬ورواه النَّسائي عن سريج‬
‫أيضا عن طريق خالد بن نزار والخصيب بن ناصح عن نافع به‪ ،‬انظر‪« :‬السنن‬ ‫به‪ ،‬ورواه ً‬
‫الكبرى» (‪ ،)251/6 ،364/4‬ورواه البيهقي في «األسماء والصفات» (‪.)217/1‬‬
‫((( «مقاييس اللغة» (‪.)407/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪251‬‬

‫أن أورد حديث أبي ِرم َث َة ِ‬


‫رض َي الله عنه‪َ « :‬طبي ُبها‬ ‫األزهري‪ -‬بعد َّ‬ ‫وقال‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫العالم بها خال ُقها الذي خ َل َقها ال َ‬
‫أنت»(((‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الذي خ َل َقها»‪« :-‬معناه‪:‬‬

‫رفيق»‪،‬‬ ‫أنت ٌ‬
‫رجل ٌ‬ ‫الحق آبادي‪« :‬الل ُه ال َّطبِ ُ‬
‫يب‪ ،‬بل َ‬ ‫ِّ‬ ‫شمس الدِّ ين‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫أي‪ :‬أنت تَر ُفق بالمريض‪ ،‬وتتل َّطفه‪ ،‬والل ُه هو ُي ِبرئُه و ُيعافيه»(((‪.‬‬

‫ال َّط ُّي‬


‫صف ٌة فعل َّي ٌة ل َّل ِه َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬

‫انظر‪ِ :‬صفة (ال َق ْبض)‪.‬‬

‫ال َّط ِّي ُ‬


‫ب‬
‫يح ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصح َ‬
‫ِ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫ثابت ُّ‬
‫اسم له‪ٌ ،‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه َّط ِّيب‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫ب ال َيق َب ُل إِ َّل‬ ‫ِ‬
‫إن الل َه َط ِّي ٌ‬
‫الناس‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه‪« :‬أ ُّيها ُ‬
‫َط ِّي ًبا‪.(((»...‬‬
‫ب في ِصفة ِ‬
‫الله تعالى بمعنَى المن ََّزه عن‬ ‫النووي‪« :‬قال القاضي‪ :‬ال َّط ِّي ُ‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫ُ‬
‫وأصل الطيب‪ :‬الزكاة وال َّطهارة‪َّ ،‬‬
‫والسالمة‬ ‫ِ‬
‫النقائص‪ ،‬وهو بمعنى ال ُقدُّ وس‪،‬‬
‫من ُ‬
‫الخبث»(((‪.‬‬

‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)304/13‬‬


‫((( «عون المعبود» (‪.)262/11‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1015‬‬
‫((( «شرح صحيح مسلم» (‪.)100/7‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪252‬‬

‫ب صفاتِه؛ كما قال النَّبِي ص َّلى الل ُه‬ ‫ِ‬


‫وقال اب ُن الق ِّيم‪« :‬إنَّه سبحانه ُيح ُّ‬
‫تحب العفو)‪ ،‬وقال‪( :‬إِ َّن الل َه َجميل يحب‬
‫ُّ‬ ‫عفو‬
‫(اللهم إنَّك ٌّ‬
‫َّ‬ ‫عليه وس َّل َم‪:‬‬

‫الجمال… )‪ ،‬و(إِ َّن الل َه َط ِّي ٌ‬


‫ب ال َيق َب ُل َّإل ط ِّي ًبا)»(((‪.‬‬

‫أطيب‬ ‫وصفاته‬ ‫وقال‪« :‬واألسماء لله وحدَ ه‪ ،‬فهو طيب‪ ،‬وأفعاله طيبة‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫واسمه ال َّط ِّيب‪ ،‬ال َيصدُ ُر عنه إِ َّل ط ِّيب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األسماء‪،‬‬ ‫أطيب‬ ‫ٍ‬
‫شيء‪ ،‬وأسماؤه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قر ُب منه إِ َّل ط ِّي ٌ‬
‫ب‪ ،‬فك ُّله ط ِّي ٌ‬
‫ب‪ ،‬وإليه َيص َعدُ‬ ‫وال َي ْص َعدُ إليه َّإل َط ِّي ٌ‬
‫ب‪ ،‬وال َي َ‬
‫الكلم ال َّط ِّيب»(((‪.‬‬
‫ُ‬

‫ب ضدُّ ا ْل َخبِيث‪،‬‬
‫المباركفوري‪« :‬قال القاضي رحمه الله‪ :‬الط ِّي ُ‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫فإذا ُو ِص َ‬
‫ف به تعالى ُأريدَ به أنَّه ُمن ََّز ٌه عن النقائص‪ُ ،‬م َقدَّ ٌس عن اآلفات‪،‬‬
‫ِ‬
‫وقبائح‬ ‫ِ‬
‫األخالق‬ ‫ِ‬
‫رذائل‬ ‫المتعري عن‬
‫ِّ‬ ‫وإذا ُو ِص َ‬
‫ف به ال َعبدُ مطل ًقا ُأريد به أنَّه‬
‫ً‬
‫حالل‬ ‫المال ُأريد به كونِه‬
‫ف به ُ‬ ‫ِ‬
‫بأضداد ذلك‪ ،‬وإذا ُو ِص َ‬ ‫ِ‬
‫األعمال‪ ،‬والمتح ِّلي‬
‫ِ‬
‫األموال»(((‪.‬‬ ‫من ِ‬
‫خيار‬

‫العربي(((‪،‬‬ ‫عز َّ‬


‫وجل‪ :‬اب ُن َمنْدَ ه(((‪ ،‬واب ُن‬ ‫وممن َأثب َت اسم (ال َّطيب) ِ‬
‫لله َّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬

‫((( «الصواعق المرسلة» (‪.)1458/4‬‬


‫وحكم تاركها» (ص‪.)182‬‬
‫((( «كتاب الصالة ُ‬
‫((( «تحفة األحوذي» (‪.)334/8‬‬
‫((( «التوحيد» (‪.)145/2‬‬
‫((( «األمد األقصى» (‪.)468/1‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪253‬‬

‫ِ‬
‫ال َّظاه ِر َّي ُة وال ُّظ ُه ُ‬
‫ور‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجل‪ ،‬من ِ‬
‫اسمه (ال َّظاهر)‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة للهِ َّ‬
‫عز َّ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫الثابت‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫قو ُله تعالى‪ :‬هو ْالَو ُل و ْال ِخر وال َّظ ِ‬
‫اه ُر َوا ْل َباطِ ُن ‪[ ‬الحديد‪.]3 :‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ َّ َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫األو ُل فليس‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫ُ‬
‫أنت َّ‬
‫اللهم َ‬
‫َّ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪ ،‬وفيه‪…« :‬‬ ‫َ َ‬
‫وأنت ِ‬
‫وأنت ال َّظ ُ‬
‫اهر فليس فو َق َك‬ ‫َ‬ ‫اآلخ ُر فليس َبعدَ َك شي ٌء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫قب َلك شي ٌء‪،‬‬
‫شي ٌء…»(((‪.‬‬

‫المعنَى‪:‬‬
‫ِ‬
‫الظاه َر بقوله‪« :‬ليس فو َقك شي ٌء»‪ ،‬وليس‬ ‫َف َّسر النَّبِ ُّي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬
‫فسرها فوجدتُهم ك َّل ُهم َي ْر ِج ُعون‬ ‫ِ‬
‫أغلب َمن َّ‬ ‫نظر ُت في‬
‫تفسير‪ ،‬وقد ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫تفسيره‬ ‫بعدَ‬
‫جوامع الك َِلم!‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فسبحان َمن أعطاه‬ ‫ِ‬
‫تفسير النَّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛‬ ‫إلى‬
‫الذ ِ‬
‫ات»(((‪.‬‬ ‫الظاه ِر والباطن‪« :-‬هما ِمن ِص ِ‬
‫فات َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تفسير‬ ‫البيهقي‪ -‬بعد‬ ‫قال‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫وباطن‪ ،‬فما‬ ‫ٍ‬
‫ظاهر‬ ‫وقال اب ُن الق ِّي ِم‪« :‬وأحا َط ْت ظاهر َّيتُه وباطن َّيتُه ِّ‬
‫بكل‬
‫باطن َّإل والل ُه دونَه‪ ،‬وما ِمن َّأو ٍل َّإل والل ُه‬
‫ٍ‬ ‫ظاهر َّإل والل ُه َفو َقه‪ ،‬وما ِمن‬
‫ٍ‬ ‫ِمن‬
‫َشتم ُل على‬ ‫آخ ٍر َّإل والله بعدَ ه؛‪ .....‬فهذه األسماء األربع ُة ت ِ‬ ‫قب َله‪ ،‬وما ِمن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2713‬‬


‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)64‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪254‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫األو ُل في آخر َّيته‪ ،‬واآلخ ُر في َّأول َّيته‪ ،‬وال َّظ ُ‬
‫اهر في‬ ‫أركان التَّوحيد؛ فهو َّ‬
‫وظاهرا وباطنًا»(((‪.‬‬ ‫هوره‪ ،‬لم َيز ْل أو ًل ِ‬
‫وآخ ًرا‪،‬‬ ‫ُبطونِه‪ ،‬والباط ُن في ُظ ِ‬
‫ً‬ ‫َّ‬

‫‪ ‬ال ِّظ ُّل‬


‫ِ‬
‫العرش‪.‬‬ ‫لفظ ال ِّظل جاء تار ًة مضا ًفا إلى ِ‬
‫الله تعالى‪ ،‬وتار ًة مضا ًفا إلى‬ ‫ُ‬

‫أول‪ :‬الظِ ُّل مضا ًفا إلى الله تعالى‬ ‫ً‬


‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه‬ ‫ُ‬ ‫رض َي الل ُه عنه؛ قال‪ :‬قال‬ ‫ديث أبي ُهرير َة ِ‬ ‫‪َ -1‬ح ُ‬
‫َ َ‬
‫«سبع ٌة ُيظِ ُّلهم الل ُه في ظِ ِّله يو َم ال ظِ َّل إِ َّل ظِ ُّله…»(((‪.‬‬
‫عليه وس َّل َم‪َ :‬‬
‫رض َي الل ُه عنه‪ …« :‬أي َن المتحا ُّبون بجاللي؟‬ ‫ديث َأبِي ُهرير َة ِ‬ ‫‪َ -2‬ح ُ‬
‫َ َ‬
‫اليو َم ُأظِ ُّل ُهم في ظِ ِّلي يو َم ال ظِ َّل إِ َّل ظِ ِّلي»(((‪.‬‬

‫حديث أبي ال َي َس ِر َر ِض َي الله عنه مرفو ًعا‪َ « :‬من َأن َظ َر ُم ْع ِس ًرا أو َ‬


‫وض َع‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫عنه؛ أ َظ َّله الل ُه في ظِ ِّله»(((‪.‬‬

‫ِ‬
‫العرش‬ ‫ثان ًيا‪ُّ :‬‬
‫الظل ُمضا ًفا إلى‬
‫ظل إِ َّل ظ ُّله…»(((‪.‬‬ ‫الله في ظِ ِّل ال َع ْر ِ‬
‫ش يو َم ال َّ‬ ‫حديث‪« :‬المتحا ُّبون في ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬

‫((( «طريق الهجرتين» (ص ‪.)27‬‬


‫ِ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)660‬ومسلم (‪ ،)1031‬وفي لفظ من حديث سلمان رضي الله عنه عند سعيد‬
‫ُ‬
‫الحافظ في الفتح (‪.)169/2‬‬ ‫حسن إسنا َده‬ ‫ِ‬ ‫بن منصور‪« :‬سبع ٌة ُيظ ُّلهم الل ُه في ِّ‬
‫ظل عرشه» َّ‬
‫ظل العرش)‪.‬‬ ‫مفس ًرا بلفظ‪( :‬في ِّ‬
‫((( رواه مسلم (‪ .)2566‬وسيأتي َّ‬
‫مفسرة بـ(ظل العرش) في حديث أبي ُه َرير َة رضي‬‫((( رواه مسلم (‪ .)3006‬وستأتي اإلضافة َّ‬
‫الله عنه عند اإلما ِم أحمد والترمذي‪.‬‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)22084( )233/5‬وابن أبي شيبة في «المصنف» (‪ ،)145/13‬وابن حبان‬
‫(‪ ،)577( )338/2‬والطبراني (‪ ،)168( )88/20‬وابن منده في «التوحيد» (‪= ،)47/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪255‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث أبي َقتا َد َة رض َي الل ُه عنه‪َ « :‬من َن َّف َس عن َغريمه أو َ‬
‫محا عنه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫الق ِ‬
‫يامة»(((‪.‬‬ ‫العرش يوم ِ‬
‫ِ َ‬ ‫كان في ظِ ِّل‬

‫رض َي الله عنه مرفو ًعا‪َ « :‬من أنظر ُم ْع ِس ًرا‪ ،‬أو‬ ‫‪َ -3‬ح ِد ُ‬
‫يث أبي ُهرير َة ِ‬
‫َ َ‬
‫ظل إِ َّل ظِ ُّله»(((‪.‬‬ ‫تحت ظِ ِّل ِ‬
‫عرشه‪ ،‬يو َم ال َّ‬ ‫وضع له‪ ،‬أظ َّله الله يوم ِ‬
‫القيامة َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫األحاديث‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الوارد في‬ ‫معنى (ال ِّظل)‬
‫أن للعرش ًّ‬
‫ظل‬ ‫آخر ُّ‬
‫يدل على َّ‬ ‫ٌ‬ ‫الحافظ أبو ِ‬
‫ُ‬
‫«بيان ُ‬ ‫عبد الله ب ُن َمنْدَ ه‪:‬‬ ‫قال‬
‫باده»(((‪ ،‬ثم ذكَر ِ‬
‫بسنده إلى أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي‬ ‫َظل فيه من يشاء الله ِمن ِع ِ‬
‫يست ُّ‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪« :‬إِ َّن الل َه ُ‬
‫يقول يو َم‬ ‫ُ‬ ‫الله عنه؛ قال‪ :‬قال‬
‫القيامة‪ :‬أي َن المتحا ُّبون بجاللي‪ ،‬اليوم أظ ُّل ُهم في ظِ ِّل عرشي يو َم ال ظِ َّل‬

‫= والطحاوي في «شرح ُم ْش ِكل اآلثار» (‪ ،)37/10‬وغيرهم‪ ،‬بألفاظ مختلفة‪.‬‬


‫ِ‬
‫رباض بن َساري َة‪ ،‬ومعاذ بن‬ ‫والحديث جاء من رواية‪ :‬عبد الله بن عباس‪ ،‬وأبي هريرة‪ِ ،‬‬
‫والع‬
‫ُ‬
‫أحاديث تبلغ‬ ‫(بلغ في ِّ‬
‫ظل العرش‬ ‫الذهبي في «العلو»‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫الصامت‪ ،‬حتى قال‬
‫جبل‪ ،‬و ُعبادة بن َّ‬
‫ِ‬ ‫جمع من ِ‬
‫أهل العلم‪.‬‬ ‫صححه‬
‫ٌ‬ ‫التواتُر)‪ ،‬والحديث َّ‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)22612( )300/5‬والدارمي (‪ ،)2589( )340/2‬وابن أبي شيبة في‬
‫وصحح إسنا َده أحمد‬
‫َّ‬ ‫وحسنه البغوي في «شرح السنة» (‪،)349/4‬‬
‫«المصنف» (‪َّ .)12/7‬‬
‫وصححه األلباني في «صحيح الجامع» (‪.)6576‬‬
‫َّ‬ ‫شاكر في «عمدة التفسير» (‪،)337/1‬‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)8696( )359/2‬والترمذي (‪ ،)1306‬والطبراني في «المعجم األوسط»‬
‫الترمذي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪ ،)879( )270/1‬والبيهقي في «شعب اإليمان» (‪ .)11249( )535/7‬قال‬
‫صالح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫غريب من هذا الوجه‪ .‬وقال الذهبي في «العلو» (‪ :)108‬إسناده‬
‫ٌ‬ ‫صحيح‬
‫ٌ‬ ‫حس ٌن‬
‫وصحح إسنا َده أحمد شاكر في المسند‪ ،‬وقال األلباني في «صحيح سنن الترمذي»‬
‫َّ‬
‫(‪ :)1306‬صحيح‪ .‬وقال الوادعي في «الصحيح المسند» (‪ :)1461‬صحيح على شرط‬
‫مسلم‪.‬‬
‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)190/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪256‬‬

‫إِ َّل ظِ ِّلي»‪ ،‬ثم أور َد حديث‪« :‬سبع ٌة ُيظِ ُّل ُه ُم الله في ظِ ِّله يو َم ال َّ‬
‫ظل إِ َّل ظ ُّله»‪،‬‬
‫ظل العرش‬ ‫الظل في حديث الس ِ‬
‫بعة هو ُّ‬ ‫أن َّ‬
‫شير إلى َّ‬
‫َّ‬ ‫وكأنَّه‪ -‬رحمه الله‪ُ -‬ي ُ‬
‫الوار ُد في حديث المتحا ِّبين في الله‪.‬‬

‫عن النَّبِ ِّي ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫«صح ِ‬ ‫َّ‬ ‫الحنبلي‪:‬‬


‫ُّ‬ ‫الحافظ اب ُن رجب‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬

‫وضع عنه َأظ َّله الل ُه في ظِ ِّله يو َم ال ظِ َّل إِ َّل‬‫أن ( َم ْن أن َظ َر ُم ْع ِس ًرا أو َ‬


‫وس َّل َم‪َّ :‬‬

‫عن النَّبِ ِّي ص َّلى الل ُه‬


‫األنصاري‪ِ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫مسلم من حديث أبي ال َي َس ِر‬
‫ٌ‬ ‫خرجه‬
‫ظله)‪َّ ،‬‬
‫وصححه من حديث أبي ُه َر َير َة‬
‫َّ‬ ‫والترمذي‬
‫ُّ‬ ‫عليه وس َّل َم َّ‬
‫وخرج اإلما ُم أحمدُ‬
‫ريم ِه‪،‬‬
‫رضي الله عنه عن النَّبي ص َّلى الله عليه وس َّلم قال‪( :‬من ن َّفس عن َغ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫الق ِ‬‫رش يوم ِ‬ ‫ِ‬
‫المرا َد ِّ‬
‫بظل‬ ‫أن ُ‬ ‫يامة)‪ ،‬وهذا ُّ‬
‫يدل على َّ‬ ‫أو َم َحا عنه‪ ،‬كان في ظ ِّل ال َع ِ َ َ‬
‫ظل ِ‬
‫عرشه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الله‪ُّ :‬‬

‫«قيل‪ :‬في قوله‪ُ « :‬يظِ ُّل ُهم الل ُه في ظِ ِّله»؛‬


‫وقال البغوي في شرح حديث السبعة‪ِ :‬‬
‫َّ‬ ‫َ ُّ‬
‫ظل ال َع ِ‬
‫رش»(((‪.‬‬ ‫معناه‪ :‬إدخا ُله إ َّياهم في رحمتِه ِ‬
‫ورعايته‪ ،‬وقيل‪ :‬المرا ُد منه ُّ‬

‫السبعة‪« :‬قيل‪ :‬المرا ُد ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬


‫ظل‬ ‫حجر عند َش ْر ِح حديث َّ‬ ‫الحافظ اب ُن‬ ‫وقال‬
‫حسن‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫حديث َس َ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َع ِ‬
‫منصور بإسناد َ‬ ‫سعيد بن‬ ‫لمان عندَ‬ ‫ويدل عليه‬ ‫رشه‪،‬‬
‫عرش ِه (فذكر الحديث)‪ ،‬وإذا كان المرا ُد ظِ َّل‬
‫ظل ِ‬ ‫«سبع ٌة ُيظ ُّل ُهم الل ُه في ِّ‬
‫َ‬
‫غير عكس؛‬ ‫الله وكرامتِه من ِ‬
‫َف ِ‬ ‫العرش؛ استلزم ما ُذ ِكر من كونِهم في كن ِ‬

‫((( «فتح الباري» (‪.)51/6‬‬


‫((( «شرح السنة» (‪.)355/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪257‬‬

‫القيا َم ِة؛ كما‬


‫أيضا تقييدُ ذلك بيو ِم ِ‬
‫القرطبي‪ ،‬ويؤ ِّيده ً‬
‫ُّ‬ ‫أرجح‪ ،‬وبه جز َم‬
‫ُ‬ ‫فهو‬
‫مر‪ ،‬وهو عندَ المصنِّف‬ ‫صرح به اب ُن المبارك في روايتِه عن ُع َبيد الله ِ‬
‫بن ُع َ‬ ‫َّ‬
‫قول َمن قال‪ :‬المرا ُد ظِ ُّل ُطو َبى أو ُّ‬
‫ظل‬ ‫يندفع ُ‬
‫ُ‬ ‫في كتاب الحدود‪ ،‬وبهذا‬
‫إن ذلك‬ ‫حص ُل لهم بعدَ االستقرار في َ‬
‫الجنَّة‪ ،‬ثم َّ‬ ‫ألن ظ َّل َه ُما إنما َي ُ‬
‫الجنَّة؛ َّ‬
‫َ‬
‫صال‬ ‫أصحاب ِ‬
‫الخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫امتياز‬ ‫والسياق ُّ‬
‫يدل على‬ ‫ُ‬ ‫مشترك لجميع َمن َي ُ‬
‫دخلها‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫العرش»(((‪.‬‬ ‫أن المرا َد ُّ‬
‫ظل‬ ‫المذكورة؛ َف ُي َر َّج ُح َّ‬

‫الس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ؤال‬ ‫وسئ َلت ال َّلجن ُة الدَّ ائم ُة للبحوث العلم َّية واإلفتاء بالسعود َّية ُّ‬
‫ُ‬
‫التالي‪:‬‬

‫المذكور في حديث النَّبِي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫«ما المرا ُد بال ِّظ ِّل‬
‫«سبع ٌة ُيظِ ُّلهم الل ُه في ظِ ِّله يو َم ال ظِ َّل إِ َّل ظ ُّله» الحديث؟‬

‫حمن تبارك‬‫الر ِ‬‫ظل َع ْرش َ‬‫بالظل في الحديث‪ :‬هو ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫فأجابت‪ :‬المرا ُد‬
‫(سنن سعيد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مفس ًرا في حديث سلمان َرض َي الله عنه في ُ‬ ‫وتعالى‪ ،‬كما جاء َّ‬
‫حسن إسنا َده‬ ‫ِ‬ ‫«سبع ٌة ُيظ ُّلهم الله في ِّ‬
‫ظل عرشه» الحديث‪َّ .‬‬ ‫بن منصور)‪ ،‬وفيه‪َ :‬‬
‫الحافظ اب ُن حجر رحمه الله تعالى … وقد أشار اب ُن ال َق ِّيم رحمه الله تعالى‬
‫ُ‬
‫آخر كتابه (روضة المح ِّبين) إلى هذا المعنَى»‬ ‫في (الوابل الصيب) وفي ِ‬
‫(((‬
‫َّ ِّ‬
‫مخلوق‪ ،‬وإضافتُه إلى ِ‬
‫الله‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫الرحمن البراك‪« :‬ال ِّظ ُّل‬ ‫يخ عبدُ‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫ُ‬
‫والحافظ رحمهما الله‬ ‫عياض‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫وتشريف‪ ،‬كما قال‬ ‫سبحانه إضاف ُة ِم ْل ٍك‬

‫((( «فتح الباري» (‪.)144/2‬‬


‫((( فتوى رقم (‪)19939‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪258‬‬

‫الله ظِ ًّل؛ ً‬
‫أخذا‬ ‫إن لذات ِ‬ ‫تعالى‪ ،‬وليس إضاف َة ِص ٍ‬
‫فة إلى موصوف؛ فال ُيقال‪َّ :‬‬
‫ٌ‬
‫مخلوق»(((‪.‬‬ ‫ألن َّ‬
‫الظل‬ ‫من هذا الحديث؛ َّ‬
‫الشيخ عبد العزيز بن باز أث َب َت ِصف َة ال ِّظ ِّل ِ‬
‫لله تعالى‪ ،‬وفي هذا‬ ‫َ‬ ‫إِ َّل َّ‬
‫أن‬
‫نظر!‬
‫ٌ‬
‫ُسئل‪ -‬رحمه الله‪:-‬‬

‫وجل في ظِ ِّل ِه يو َم ال ظِ َّل إِ َّل ظِ ُّله؛‬ ‫الس ْب َع ِة الذين ُيظِ ُّل ُهم الل ُه َّ‬
‫عز َّ‬ ‫َح ُ‬
‫ديث َّ‬
‫بأن له ظِ ًّل؟‬ ‫ف الله تعالى َّ‬ ‫وص ُ‬
‫فهل ُي َ‬
‫ِ‬
‫وايات (في ِّ‬
‫ظل‬ ‫الر‬ ‫ِ‬
‫بعض ِّ‬ ‫«نعم‪ ،‬كما جا َء في الحديث‪ ،‬وفي‬‫ْ‬ ‫فأجاب‪:‬‬
‫نعلم‬
‫يليق به سبحانه ال ُ‬ ‫الصحيحين (في ظ ِّله)‪ ،‬فهو له ظِ ٌّل ُ‬
‫عرشه) لكن في َّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫والجماعة‪ ،‬والله‬ ‫السنَّة‬ ‫كيف َّيته‪ ،‬مثل ِ‬
‫سائر الصفات‪ ،‬الباب واحدٌ عند أهل ُّ‬
‫(((‬
‫ولي التوفيق»‬
‫ُّ‬

‫ال ُّظ ُه ُ‬
‫ور‬
‫انظر‪ :‬صفة (ال َّظ ِ‬
‫اه ِر َّية)‪.‬‬

‫‪ ‬ا ْل َع ْ‬
‫ب ُء‬
‫والم َ‬
‫بالة)‪.‬‬ ‫انظر‪( :‬ال َبا َلة ُ‬
‫اب ِ‬ ‫ِ‬
‫أو ا ْل َع ْت ُ‬
‫ب‬ ‫ا ْلع َت ُ‬
‫جل وعال‪.‬‬ ‫يح ِة كما َي ُ‬
‫ليق بر ِّبنا َّ‬ ‫ِ‬
‫الصح َ‬
‫ِصف ٌة فعلي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة بِ ِ‬
‫السنَّة َّ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬

‫البراك على المخالفات العقد َّية في فتح الباري» (ص‪)12‬‬


‫((( «تعليقات الشيخ َّ‬
‫((( «مجموع الفتاوى والرسائل» (‪)402/28‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪259‬‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫رض َي الله عنهما مرفو ًعا‪« :‬قام موسى خطي ًبا في‬ ‫اس ِ‬
‫حديث ابن ع َّب ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َب الل ُه عليه؛ إ ْذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعلم‪َ ،‬ف َعت َ‬
‫أعلم؟ فقال‪ :‬أنا ُ‬
‫الناس ُ‬ ‫َبني إسرائيل‪َ ،‬ف ُسئل‪ُّ :‬‬
‫أي‬
‫العلم إليه…»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫لم َي ُر َّد‬

‫قص ما جرى بين النَّبِي‬ ‫قول ُعمر بن الخ َّط ِ ِ‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫اب رض َي الله عنه وهو َي ُّ‬ ‫َ‬
‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم من‬ ‫َ‬
‫«فاعتزل الن ُّ‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم وزوجاتِه‪:‬‬
‫الحديث حي َن َأ ْف َشتْه حفص ُة إلى عائش َة‪ ،‬وكان قد قال‪ :‬ما أنا‬ ‫ِ‬ ‫أجل ذلك‬ ‫ْ‬
‫شهرا؛ من ِشدَّ ة َم ْو ِجدَ تِه عليه َّن حين عا َت َبه الل ُه…»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بداخ ٍل ِ‬
‫عليه َّن ً‬
‫والس َخ ِط وال َغ َض ِ‬
‫ب وال َّلوم»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫العتاب على الموجدَ ة َّ‬
‫ُ‬ ‫وفي «القاموس»‪ُ « :‬يط َلق‬

‫كر موسى حين ُس ِئل‪:‬‬


‫بي في ِذ ِ‬
‫المديني‪« :‬وفي حديث ُأ ٍّ‬
‫ُّ‬ ‫قال أبو موسى‬
‫ْب‪ :‬أ ْدنى ال َغضب»(((‪.‬‬
‫َب الله عليه» ال َعت ُ‬
‫أعلم؟ قال‪ :‬أنا «فعت َ‬
‫أي الناس ُ‬
‫ُّ‬
‫الصفة بمعناها‪ ،‬وهو أ ْدنَى ال َغ ِ‬
‫ضب(((‪.‬‬ ‫إثبات لهذه ِّ‬
‫وهذا منه‪ -‬رحمه الله‪ٌ -‬‬

‫ا ْل َع َج ُ‬
‫ب‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫وجل‬ ‫لله َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ت َو َي ْس َخ ُر َ‬
‫ون‪[ ‬الصافات‪.]12 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ  :‬ب ْل َع ِ‬
‫ج ْب َ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)122‬ومسلم (‪.)2380‬‬


‫((( رواه البخاري (‪.)2468‬‬
‫((( «المجموع المغيث» (‪.)400/2‬‬
‫الصفة‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫جميل عن هذه ِّ‬ ‫((( وانظر كتاب‪« :‬الفوائد» للحافظ ابن الق ِّيم (ص‪)37‬؛ ففيه كال ٌم‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪260‬‬

‫القراء في‬ ‫ِ‬ ‫جرير‪« :‬قو ُله‪َ  :‬ب ْل َع ِج ْب َت َو َي ْس َخ ُر َ‬


‫ٍ‬
‫ون‪‬؛ اختلفت َّ‬ ‫قال اب ُن‬
‫بضم‬
‫ِّ‬ ‫ِقراءة ذلك‪ ،‬فقرأتْه عا َّم ُة َّقراء الكوفة‪َ  :‬ب ْل َع ِج ْب ُت َو َي ْس َخ ُر َ‬
‫ون‪‬؛‬
‫التاء من ‪َ ‬ع ِج ْب ُت‪‬؛ بمعنى‪ :‬بل َع ُظ َم عندي و َك ُبر اتِّخاذهم لي شريكًا‪،‬‬
‫ِ‬
‫والبصرة‬ ‫ِ‬
‫المدينة‬ ‫وتكذي ُبهم َتنْزيلي وهم يسخرون‪ ،‬وقرأ ذلك عا َّم ُة َّقر ِاء‬
‫عجبت أنت‪ -‬يا‬‫َ‬ ‫وبعض َّقراء الكوفة ‪َ ‬ع ِج ْب َت‪‬؛ بفتح التاء؛ بمعنى‪ :‬بل‬ ‫ُ‬
‫سخرون من هذا ال ُق ِ‬
‫رآن‪.‬‬ ‫محمد‪ -‬و َي َ‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫مشهورتان في‬ ‫ِ‬
‫راءتان‬‫أن ُيقال‪ :‬إنَّهما ِق‬
‫والصواب من القول في ذلك‪َّ :‬‬
‫ُ‬
‫يب‪.‬‬
‫فمص ٌ‬
‫األمصار‪ ،‬فبأيتهما قر َأ القارئ؛ ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫َّقر ِاء‬

‫اختالف معنييهما؟!‬‫ِ‬ ‫القارئ بهما مع‬


‫ُ‬ ‫قائل‪ :‬وكيف يكون مصي ًبا‬ ‫فإن قال ٌ‬
‫ْ‬
‫ب‬ ‫صحيح‪ ،‬قد ِ‬ ‫واحد من م ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وإن اختلف معنياهما؛ ُّ‬ ‫قيل‪ :‬إنَّهما‪ْ ،‬‬
‫عج َ‬ ‫ٌ‬ ‫عنييه‬ ‫َ‬ ‫فكل‬
‫عجب‬ ‫بالله‪ ،‬وقد ِ‬ ‫رك ِ‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫وسخ َر منه ُ‬
‫أهل ِّ‬ ‫مما أعطاه الله من ال َف ِ‬
‫ضل‪،‬‬ ‫محمدٌ َّ‬
‫َّ‬
‫مما قالوه»(((‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الله‪ ،‬وس ِ‬
‫ر ُّبنا من َعظي ِم ما قاله المشركون في ِ‬
‫المشركون َّ‬ ‫خر‬ ‫َ‬

‫والكسائي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫بن َزنْج َل َة‪« :‬قر َأ حمز ُة‬ ‫ِ‬
‫الرحمن ُ‬ ‫وقال أبو ُز َ‬
‫رعة عبدُ‬
‫بضم التاء‪ ،‬وقرأ الباقون ب َفت ِْح التاء…»‪،‬‬ ‫ون‪‬؛‬‫خ ُر َ‬
‫ت َو َي ْس َ‬ ‫ج ْب ُ‬‫‪َ ‬ب ْل َع ِ‬
‫ِّ‬
‫ون‪‬؛ بالنَّصب‪ :‬بل‬ ‫خ ُر َ‬
‫ت َو َي ْس َ‬ ‫ثم قال‪« :‬قال أبو ُعبيد‪ :‬قوله‪َ  :‬ب ْل َع ِ‬
‫ج ْب َ‬
‫محمدُ ‪ِ -‬من جهلهم وتكذيبِهم‪ ،‬وهم يسخرون منك‪ ،‬و َمن‬ ‫َّ‬ ‫بت‪ -‬يا‬ ‫ِ‬
‫عج َ‬
‫وجل»(((‪.‬‬ ‫إخبار عن الله َع َّز َّ‬ ‫ت‪‬؛ فهو‬ ‫ج ْب ُ‬‫‪‬ع ِ‬‫قرأ‪َ :‬‬
‫ٌ‬

‫((( «جامع البيان في تأويل القرآن» (‪.)65/18‬‬


‫((( «حجة القراءات» (ص ‪.)606‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪261‬‬

‫وقد صح ِ‬
‫ت القراء ُة بالضم عن ابن مسعود ِ‬
‫رض َي الله عنه‪ -‬كما سيأتي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬

‫قولهم َأإِ َذا ُكنَّا ت َُرا ًبا َأإِنَّا َل ِفي َخ ْل ٍق‬


‫ْ‬ ‫‪‬وإِ ْن َت ْع َج ْ‬
‫ب َف َع َج ٌ‬
‫ب‬ ‫‪ -2‬وقو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫ج ِد ٍ‬
‫يد‪[ ‬الرعد‪.]5 :‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫‪‬وإِ ْن َت ْع َج ْ‬
‫َفسير هذه اآلية بإسناده عن َقتادةَ‪« :‬قوله‪َ :‬‬ ‫جرير في ت ِ‬
‫ٍ‬ ‫ن َقل اب ُن‬
‫ب َق ْو ُل ُه ْم َأإِ َذا ُكنَّا ت َُرا ًبا َأإِنَّا َل ِفي َخ ْل ٍق‬
‫محمد؛ ‪َ ‬ف َع َج ٌ‬
‫بت يا َّ‬
‫ب‪ :‬إن ِ‬
‫عج َ‬ ‫َف َع َج ٌ‬
‫ِ‬
‫الموت»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالبعث بعدَ‬ ‫ب الرحم ُن تبارك وتعالى ِمن تكذيبِهم‬ ‫يد‪ِ :‬‬ ‫ج ِد ٍ‬
‫عج َ‬ ‫َ‬

‫بالضم‪« :‬قال أبو ُع َبيد‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫نج َلة بعد ِذكر ِقراءة ‪َ ‬ب ْل َع ِج ْب ُت‪‬‬
‫قال اب ُن َز َ‬
‫ب َق ْو ُل ُه ْم‪،‬‬ ‫‪‬وإِ ْن َت ْع َج ْ‬
‫ب َف َع َج ٌ‬ ‫ِ‬
‫األخبار قو ُله تعالى‪َ :‬‬ ‫َّ‬
‫والشاهدُ لها مع هذه‬
‫عجيب»(((‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫جل جال ُله أنَّه‬
‫فأخبر َّ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل (أو‪:‬‬ ‫ب الل ُه َّ‬ ‫يث َأبِي ُه َر َير َة َر ِض َي الله عنه‪« :‬لقد َع ِ‬
‫ج َ‬ ‫‪َ -1‬ح ِد ُ‬
‫الن و ُفالن َة»(((‪.‬‬ ‫َض ِح َك) ِمن ُف ٍ‬

‫َ‬
‫يدخلون‬ ‫ب اللهُ ِمن قو ٍم‬
‫ج َ‬ ‫‪َ -2‬ح ِد ُ‬
‫يث َأبِي ُه َر َير َة َر ِض َي الله عنه‪َ « :‬ع ِ‬

‫ِ‬
‫السل»(((‪.‬‬ ‫الجنَّ َة في َّ‬
‫الس‬ ‫َ‬

‫((( «جامع البيان في تأويل القرآن»‪.‬‬


‫((( «حجة القراءات» (ص ‪.)607‬‬
‫ِ‬
‫بضيفكما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)4889‬ومسلم (‪ )2054‬بلفظ‪« :‬قد َعجب الل ُه من َصنيعكما َ‬
‫الليل َة»‪.‬‬
‫((( رواه البخاري (‪.)3010‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪262‬‬

‫بن َسلم َة؛ قال‪« :‬قرأ عبدُ الله (يعني‪ :‬ابن مسعود)‬ ‫وائل ِ‬
‫شقيق ِ‬ ‫‪ -3‬عن أبي ٍ‬
‫يعجب من‬ ‫ون‪‬؛ قال ُشريح‪َّ :‬‬
‫إن الل َه ال‬ ‫ت َو َي ْس َخ ُر َ‬ ‫رض َي الله عنه‪َ  :‬ب ْل َع ِ‬
‫ج ْب ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫فذكرت إلبراهيم‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫ُ‬
‫األعمش‪:‬‬ ‫يعلم؛ قال‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ب َمن ال ُ‬ ‫عج ُ‬
‫شيء‪ ،‬إنما َي َ‬
‫أعلم ِمن ُشريح‪ ،‬وكان عبدُ الله‬ ‫َ‬
‫إن عبدَ ِ‬
‫الله كان‬ ‫عج ُبه رأ ُيه‪َّ ،‬‬ ‫شريحا كان ُي ِ‬
‫ً‬
‫يقرؤها‪َ  :‬ب ْل َع ِج ْب ُت‪.(((»‬‬
‫إثبات ِص ِ‬
‫ِ‬
‫فة ال َع َجب‪:‬‬ ‫أن ذكر ثالث َة أحاديث في‬ ‫قال أبو َيع َلى َّ‬
‫الفرا ُء بعد ْ‬
‫الحديث (يعني‪ :‬الحديث الثالث) كالكال ِم في‬‫ِ‬ ‫أن الكال َم في هذا‬ ‫«اعلم َّ‬
‫ْ‬
‫ظاهره؛ إذ ليس‬‫ِ‬ ‫وح ْمله على‬
‫إطالق ذلك عليه َ‬‫ُ‬ ‫يمتنع‬
‫ُ‬ ‫الذي قبله‪ ،‬وأنَّه ال‬
‫عما تستح ُّقه؛ ألنَّا ال نثبت َع َج ًبا هو‬ ‫في ذلك ما ي ِ ِ ِ‬
‫حيل صفاته‪ ،‬وال ُيخرجها َّ‬ ‫ُ‬
‫بصفاتِه‪ ،‬بل‬ ‫يليق ِ‬
‫مما ال ُ‬ ‫ِ‬
‫َعظيم أل ْم ٍر َد َه َمه استع َظ َم ُه لم يكُن عال ًما به؛ ألنَّه َّ‬
‫ت ٌ‬
‫غيرها من صفاتِه»(((‪.‬‬‫ُن ْثبِ ُت ذلك صف ًة كما أث َبتْنا َ‬

‫ب؛‬
‫وصف الل ُه بأنَّه َي ْع َج ُ‬
‫األصبهاني‪« :‬وقال قوم‪ :‬ال ُي َ‬
‫ُّ‬ ‫السنَّة‬
‫قوا ُم ُّ‬
‫وقال َّ‬
‫واحتج مثبِ ُت هذه الصفة بالحديث‪،‬‬
‫َّ‬ ‫علم ما لم يكُن َيع َلم‪،‬‬
‫ممن َي ُ‬ ‫َّ‬
‫ألن ال َع َجب َّ‬
‫عز‬
‫إخبار من الله َّ‬
‫ٌ‬ ‫أهل الكوفة‪َ  :‬ب ْل َع ِج ْب ُت َو َي ْس َخ ُر َ‬
‫ون‪‬؛ على أنَّه‬ ‫وبقراءة ِ‬

‫وجل عن ن ْف ِسه»(((‪.‬‬
‫َّ‬

‫((( رواه الحاكم (‪ ،)466/2‬والبيهقي في «األسماء والصفات» (‪.)415/2‬‬


‫يخر َجاه‪.‬‬
‫شرط البخاري ومسلم‪ ،‬ولم ِّ‬ ‫صحيح على ْ‬
‫ٌ‬ ‫قال الحاكم‪:‬‬
‫بالضم ثابت ٌة في «صحيح البخاري» (‪ )4692‬بدون كالم‬ ‫ِ‬
‫وقراءة ابن مسعود رضي الله عنه‬
‫ِّ‬
‫شريح‪.‬‬
‫((( «إبطال التأويالت» (ص ‪.)245‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)457/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪263‬‬

‫يصنع ِعبا َده‬


‫ُ‬ ‫وقال اب ُن أبي عاص ٍم‪« :‬باب‪ :‬في َت َع ُّج ِ‬
‫ب ر ِّبنا من بعض ما‬

‫سرد جمل ًة من األحاديث التي تُثبِ ُت هذه ِّ‬


‫الص َف َة‬ ‫مما ُي َت َق َّر ُب به إليه»(((‪ ،‬ثم َ‬
‫َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل(((‪.‬‬ ‫لله َّ‬

‫شيخ اإلسالم اب ُن تَيم َّي َة في‬ ‫َّ‬


‫وجل ُ‬ ‫أثبت ِصف َة ال َع َجب لله َّ‬
‫عز‬ ‫وممن َ‬
‫َّ‬
‫الهراس بقوله‪« :‬قوله‪َ ( :‬ع ِج َ‬
‫ب َر ُّبنا…)‬ ‫العقيدة الواسطية‪ ،‬وشرح ذلك َّ‬
‫وجل صف َة ال َع َجب‪ ،‬وفي معناه قوله عليه‬ ‫الحديث ُي ْثبِ ُت لله َّ‬
‫عز َّ‬ ‫ُ‬ ‫إلخ؛ هذا‬
‫ِ‬
‫شاب ليس له َص ْب َوة)»(((‪.‬‬ ‫والسال ُم‪َ ( :‬ع ِج َ‬
‫ب َر ُّب َك من ٍّ‬ ‫الصال ُة َّ‬
‫َّ‬

‫ا ْل َع ْد ُل‬
‫الصحيحة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ٌة ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل باألحاديث َّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫إن هذه ِق ْس َم ٌة ما ُع ِد َل‬ ‫ِ‬
‫والله؛ َّ‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم للذي قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫قول الن ِّ‬
‫«فمن َي ْع ِد ُل إذا لم َي ْع ِد ِل الل ُه ورسو ُله»(((‪.‬‬
‫فيها‪َ :‬‬
‫قال ابن ال َق ِّيم‪:‬‬
‫الم ِ‬
‫يزان»‬
‫(((‬ ‫ـــه والح ْك ِم فِـــي ِ‬
‫َ ُ‬
‫وم َقالِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫«وال َعدْ ُل ِمـــ ْن ْأو َصافِ ِه فِـــي فِ ْع ِل ِه‬

‫((( «السنة» (‪.)249/1‬‬


‫((( وانظر‪ -‬إن شئت‪« :-‬مجموع الفتاوى» لشيخ اإلسالم ابن تيمية (‪123/6 ،181/4‬و‪.)124‬‬
‫((( «شرح الواسطية» (ص‪.)202‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)3150‬ومسلم (‪ )1062‬من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه‪.‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 727/3‬رقم ‪.)3334‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪264‬‬

‫بالعدل في فِعله؛ فأفعا ُله كلها‬


‫ِ‬ ‫موصوف‬
‫ٌ‬ ‫الهراس‪« :‬وهو سبحانه‬
‫قال َّ‬
‫أصل؛ فهي دائر ٌة‬ ‫ِ‬
‫واالستقامة‪ ،‬ليس فيها شائب ُة َج ْو ٍر ً‬ ‫ِ‬
‫العدل‬ ‫جاري ٌة على َسن َِن‬
‫والحكمة»((( اهـ‪.‬‬ ‫العدل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والرحمة‪ ،‬وبين‬ ‫ك ُّلها بين ال َف ِ‬
‫ضل‬

‫الله تعالى‪ ،‬وليس معهم في ذلِ َك‬ ‫ِ‬


‫أسماء ِ‬ ‫بعضهم (العدل) من‬
‫وقد عدَّ ُ‬
‫اسما له‪ ،‬بل هو صف ٌة‪.‬‬
‫والصواب أنَّه ليس ً‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫دليل‪،‬‬

‫ا ْل ِع ُّز َوا ْل ِع َّز ُة‬


‫و(األعز) من‬
‫ُّ‬ ‫والسنَّة‪ ،‬و(العزيز)‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله تعالى‬
‫وجل‪.‬‬‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫أسماء الله َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعالى‪ :‬إِن ََّك َأن َ‬
‫ْت ا ْل َع ِزي ُز ا ْل َحك ُ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪.]129 :‬‬

‫‪‬وت ُِع ُّز َم ْن ت ََشا ُء َوت ُِذ ُّل َم ْن ت ََشا ُء‪[ ‬آل عمران‪.]26 :‬‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫‪ -3‬وقو ُله‪َ  :‬فإِ َّن ا ْل ِع َّز َة لِ َّل ِه َج ِمي ًعا‪[ ‬النساء‪ ،]139 :‬إِ َّن ا ْل ِع َّز َة لِ َّل ِه‬
‫‪‬ولِ َّل ِه ا ْل ِع َّز ُة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َجمي ًعا‪[ ‬يونس‪ ،]65 :‬فل َّله ا ْلع َّز ُة َجمي ًعا‪[ ‬فاطر‪َ ،]10 :‬‬
‫ِ‬

‫َولِ َر ُسولِ ِه َولِ ْل ُم ْؤ ِمنِي َن‪[ ‬المنافقون‪.]8 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫وجل‪ِ :‬‬
‫الع ُّز‬ ‫عز َّ‬ ‫ديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪« :‬قال الل ُه َّ‬ ‫‪َ -1‬ح ُ‬
‫َ َ‬

‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)98/2‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪265‬‬

‫فمن ُي ِ‬
‫نازعني؛ َع َّذ ْبتُه»(((‪.‬‬ ‫إزاري‪ ،‬والكبريا ُء ِردائي‪َ ،‬‬
‫رضي الله عنهما‪ ..« :‬اللهم أعو ُذ ِ‬
‫بعزَّتك‪.(((»..‬‬ ‫اس ِ‬ ‫الله ِ‬
‫بن ع َّب ٍ‬ ‫حديث ِ‬
‫عبد ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫َّ‬ ‫َ ُ‬
‫مزيد؟ حتى‬ ‫تزال جهنَّم تقول‪ :‬هل ِمن ٍ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪« :‬ال ُ‬ ‫أنس ِ‬
‫حديث ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بعض»(((‪.‬‬ ‫بعضها إلى‬‫وعزَّتِ َك‪ ،‬و ُي ْز َوى ُ‬‫العزَّة فيها َقدَ مه‪ ،‬فتقول‪َ :‬ق ْط َق ْط ِ‬
‫َ‬
‫يضع رب ِ‬
‫َ َ ُّ‬
‫الله بن ُعمر ِ‬
‫رض َي الل ُه عنهما؛ أنَّهما‬ ‫ِ‬
‫وعبد ِ‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‪،‬‬ ‫عبد ِ‬
‫الله بن‬ ‫‪ -4‬أثر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫عما‬
‫وتجاو ْز َّ‬
‫َ‬ ‫وارحم‪،‬‬
‫ْ‬ ‫«رب ا ْغ ِف ْر‬
‫الصفا والمروة‪ِّ :‬‬ ‫السعي َبي َن َّ‬
‫ِ‬
‫كانا يقوالن في َّ‬
‫أنت األع ُّز األكر ُم»(((‪.‬‬
‫تعلم؛ إنَّك َ‬
‫ُ‬
‫فع‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالسنَّة َّ‬
‫كم َّ‬
‫أن (األ َع َّز) من أسماء الله؛ وهذا له ُح ُ‬ ‫قلت‪ :‬فث َبت ُّ‬
‫ِ‬
‫الوزير‬ ‫والقرطبي(((‪ ،‬واب ُن‬
‫ُّ‬ ‫وممن َأثبتَه اب ُن حز ٍم(((‪،‬‬
‫ومما ال ُيقال بالرأي‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫نعاني(((‪.‬‬
‫الص ُّ‬‫َّ‬

‫والسنَّة‪ .‬انظر ِصفة (الكرم)‪.‬‬ ‫ِ‬


‫بالكتاب ُّ‬ ‫ثابت‬
‫و(األكرم) ٌ‬

‫((( رواه مسلم (‪ ،)2620‬وأبو داود (‪.)4090‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫((( رواه مسلم (‪ ،)2717‬والبخاري مع َّل ًقا (كتاب األيمان والنذور‪ ،‬باب َ‬
‫الحلف بع َّزة الله‬
‫وصفاته وكلماته)‪.‬‬
‫((( رواه البخاري (‪.)6661‬‬
‫((( رواه ابن أبي شيبة في «المصنَّف» (‪ ،)68/4‬والطبراني في «الدعاء» (‪ ،)870‬والبيهقي في‬
‫«السنن» (‪)95/5‬؛ موقو ًفا على ابن مسعود رضي الله عنه‪ ،‬ورواه ابن أبي شيبة (‪)69/4‬‬
‫وصحح العراقي في «تخريج إحياء علوم الدين»‬‫َّ‬ ‫موقو ًفا على ابن عمر رضي الله عنهما‪.‬‬
‫(‪ ،)321/1‬وابن َح َجر في «الفتوحات الربانية» (‪ )402-401/4‬إسناد الموقوف على‬
‫ابن مسعود رضي الله عنه‪ .‬وقال األلباني ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬في «مناسك الحج والعمرة» (ص‬
‫‪« :)28‬رواه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما بإسنادين صحيحين»‪.‬‬
‫((( «المحلى باآلثار» (‪ ،6‬و‪.)282‬‬
‫((( انظر‪« :‬التلخيص الحبير» البن حجر (‪ ،4‬و‪.)424‬‬
‫((( «إيثار الحق على الخلق» (ص ‪.)137‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪266‬‬

‫المعنَى‪:‬‬
‫يمان والنُّذور بقوله‪:‬‬ ‫بوب البخاري الباب الثاني عشر من كتاب األَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫«باب‪:‬‬‫ٌ‬ ‫وصفاتِه وكَلماتِه»‪ ،‬وفي كتاب التوحيد‪:‬‬ ‫بع َّزة الله ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫الح ِل ُ‬
‫«باب‪َ :‬‬ ‫ٌ‬
‫ان َر ِّب َك َر ِّب ا ْل ِع َّز ِة َع َّما‬
‫‪‬س ْب َح َ‬
‫يم‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫‪‬و ُه َو ا ْل َع ِز ُيز ا ْل َحك ُ‬
‫قول الله تعالى‪َ :‬‬ ‫ُ‬

‫وصفاتِه»‪.‬‬ ‫بع َّزة الله ِ‬ ‫ون‪ ،‬ولِ َّل ِه ا ْل ِع َّز ُة ولِرسولِ ِه‪ ،‬ومن ح َلف ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َي ِص ُف َ‬

‫ُ‬
‫الحافظ‪:‬‬ ‫وجل؛ ولذلك قال‬ ‫َّ‬ ‫عز‬ ‫فأنت تَرى أنَّه ي ْثبِ ُت ِصف َة ِ‬
‫الع َّزة لله َّ‬ ‫ُ‬
‫إثبات ِ‬
‫الع َّزة لله‪ ،‬را ًّدا على َمن‬ ‫ُ‬ ‫البخاري بالترجمة‬ ‫أن ُمرا َد‬‫يظهر َّ‬ ‫«والذي‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫العليم بال ِعلم»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عزيز بال ِع َّزة؛ كما قالوا‪:‬‬
‫قال‪ :‬إنَّه ٌ‬
‫إثبات ِ‬
‫الع َّزة‬ ‫َ‬ ‫«قلت‪ :‬ال َي ْق ِصد‬
‫ُ‬ ‫يخ ال ُغ ُ‬
‫نيمان‪ -‬حفظه الله‪ -‬تعقي ًبا‪:‬‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫ظاهر»(((‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الصفات؛ كما هو‬ ‫بخصوصها‪ ،‬بل مع ِ‬
‫سائر ِّ‬

‫«والع َّزة ِمن ِصفات ذاته تعالى التي ال تن َف ُّك عنه‪ ،‬ف َغ َلب‬
‫ِ‬ ‫أيضا‪:‬‬
‫وقال ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لخلقه؛ فهي منه…» (((‪.‬‬ ‫لت‬
‫حص ْ‬‫كل شيء‪ ،‬وك ُُّل ع َّزة َ‬
‫هر بها ِّ‬
‫بع َّزته‪ ،‬و َق َ‬

‫‪‬و َع َّزنِي فِي‬


‫المنَ َعة وال َغ َل َبة‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ومعنى (الع َّزة)‪ ،‬أي‪َ :‬‬
‫عز َّبز»‪ ،‬أي‪َ :‬من‬ ‫اب‪ ،‬أي‪َ :‬غ َلبني و َقهرنِي‪ِ ،‬‬
‫ومن أمثال العرب‪َ « :‬م ْن َّ‬ ‫ا ْل ِ‬
‫خ َط ِ‬
‫َ‬
‫اس َت َلب(((‪.‬‬
‫ب ْ‬‫غ َل َ‬

‫((( «فتح الباري» (‪.)370/13‬‬


‫((( «شرح كتاب التوحيد» (‪.)150/1‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)149/1‬‬
‫((( انظر‪« :‬معاني القرآن الكريم» للنحاس (‪.)219/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪267‬‬

‫ا ْل َع ْز ُم‬
‫يح ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصح َ‬
‫وجل بِ ِ‬
‫السنَّة َّ‬
‫ُّ‬ ‫ِصف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫قالت‪ …« :‬فلما ت ُُو ِّف َي أبو سلم َة؛ ُ‬ ‫حديث أم س َلم َة ِ‬
‫قلت‪:‬‬ ‫رض َي الله عنها‪ْ ،‬‬ ‫ُ ِّ َ َ‬
‫ِ‬
‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؟! ُث َّم َع َز َم‬ ‫ِ‬
‫صاحب‬ ‫َم ْن َخ ْي ٌر من أبي َسلم َة؛‬
‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫«فتزوج ُت‬
‫ْ‬ ‫الل ُه لي‪ ،‬فق ْلتُها»‪ .‬قالت‪:‬‬

‫وص ُفه بال َع ْزم؟ فيه قوالن‪:‬‬


‫يجوز ْ‬
‫ُ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪« :‬وهل‬
‫قال ُ‬
‫المنع؛ كقول القاضي أبي ٍ‬
‫بكر والقاضي أبي َي ْع َلى‪ ،‬والثاني‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أحدهما‪:‬‬
‫السلف‪َ  :‬فإِ َذا َع َز ْم ُت َفت ََوك َّْل َع َلى‬
‫أصح؛ فقد قرأ جماع ٌة من َّ‬ ‫الجواز‪ ،‬وهو ُّ‬
‫ُ‬
‫حيح ِمن حديث أ ِّم َس َل َمة‪« :‬ثم َع َز َم الل ُه‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫بالض ِّم‪ ،‬وفي الحديث َّ‬ ‫ِ‬
‫الله‪‬؛ َّ‬
‫لي» وكذلك في ُخ ِ‬
‫طبة ُمسل ٍم‪( :‬ف ُع ِز َم لي)»(((‪.‬‬

‫سألت‬
‫َ‬ ‫َيعني اب ُن تيم َّية بِ ُخ ْط َبة اإلما ِم مسل ٍم قو َله في المقدِّ َمة‪« :‬ولِ َّل ِذي‬
‫إن شاء الله‪ ،‬عاقب ٌة‬ ‫ُ‬
‫الحال ْ‬ ‫رجعت إلى تد ُّبره وما ت َُؤول به‬
‫ُ‬ ‫أكْر َمك الل ُه حين‬
‫أن لو ُع ِز َم‬ ‫ننت حين سألتَنِي ُّ‬
‫تجش َم ذلك ْ‬ ‫محمودةٌ‪ ،‬ومنفع ٌة موجودةٌ‪ ،‬و َظ ُ‬
‫نفع ذلك إ َّياي خاص ًة َ‬ ‫ِ‬
‫قبل‬ ‫لي‪ ،‬عليه و ُقضي لي تما ُمه‪ ،‬كان َّأو ُل َمن ُيصيبه ُ‬
‫الوصف…»‪.‬اهـ فقو ُله‪( :‬لو‬ ‫ُ‬ ‫بذكرها‬ ‫يطول ِ‬
‫كثيرة ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ألسباب‬ ‫غيري من الناس؛‬
‫ُع ِز َم لي) أي‪ :‬لو َع َز َم الله لي‪.‬‬

‫((( رواه مسلم (‪.)5-918‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)303/16‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪268‬‬

‫ِ‬
‫إمضاء األ ْمر‪ ،‬وال‬ ‫حق المخلوقين عقدُ القلب على‬ ‫قلت‪ :‬وال َع ْز ُم في ِّ‬
‫يليق بجالله وعظمتِه‪َ  ،‬ل ْي َس‬ ‫حق الله‪ :‬كيف؟ بل ُن ْثبِتُه على ٍ‬
‫وجه ُ‬ ‫ُ‬
‫نقول في ِّ‬
‫ك َِم ْث ِل ِه َشيء‪ .‬ومعناه في اللغة‪ :‬ا ْل ِجدُّ وإراد ُة ِ‬
‫الفعل‪.‬‬ ‫ْ ٌ‬
‫المنْ ُع‬ ‫ا ْل َع َط ُ‬
‫اء َو َ‬
‫ِ‬
‫أسماء ِ‬
‫الله تعالى‪.‬‬ ‫والسنَّة‪ ،‬و(المعطي) من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِصفتان فِعلي ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ثابتتان‬ ‫تان‪،‬‬ ‫َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬إِنَّا َأ ْع َط ْين َ‬
‫َاك ا ْلك َْو َث َر‪[ ‬الكوثر‪.]1 :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ق َال َر ُّبنَا ا َّل ِذي َأ ْع َطى ك َُّل َش ْي ٍء َخ ْل َق ُه ُث َّم َهدَ ى‪[ ‬طه‪.]50:‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫رض َي الل ُه عنهما‪« :‬من ُي ِر ِد ال َّل ُه بِه‬ ‫فيان ِ‬
‫بن أبي ُس َ‬ ‫حديث معاوي َة ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫قاسم‪ ،‬و ُيعطِي اللهُ»(((‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫خيرا؛ ُي َف ِّق ْه ُه في الدِّ ِ‬
‫ين‪ ،‬وإنَّما أنا‬ ‫ً‬
‫القاسم»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫البخاري‪« :‬والل ُه المعطِي وأنا‬
‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫رواية عند‬ ‫وفي‬

‫أعطيت‪ ،‬وال ُم ْعطِ َي لِ َما‬‫َ‬ ‫مانع لِ َما‬


‫المشهور‪ ...« :‬ال َّل ُه َّم ال َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحديث‬ ‫‪-2‬‬
‫َمنَ ْع َت‪.(((»...‬‬
‫فات ِ‬
‫الله تعالى له‬ ‫منظور في «لسان العرب»‪« :‬المانع‪ :‬من ِص ِ‬
‫ٍ‬ ‫قال اب ُن‬
‫ُ‬
‫َمعنيان‪:‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7312‬ومسلم (‪.)100-1037‬‬


‫((( «صحيح البخاري» (‪.)3116‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)844‬ومسلم (‪.)471‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪269‬‬

‫«الله َّم‬
‫ُ‬ ‫َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ أنَّه قال‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬ما ُر ِو َي ِ‬
‫عن الن ِّ‬
‫وجل ُيعطِي َم ِن‬
‫عز َّ‬ ‫طي لِ َما من ْع َت»‪ ،‬فكان َّ‬ ‫أعطيت‪ ،‬وال ُم ْع َ‬
‫َ‬ ‫مانع لِ َما‬
‫ال َ‬
‫المنع‪ ،‬و ُيعطي َمن يشا ُء‪ ،‬ويمنع‬ ‫ِ‬
‫يستح َّق إِ َّل‬ ‫ويمنع َمن لم‬ ‫استحق العطا َء‪،‬‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫العادل في جميع ذلك‪.‬‬ ‫َمن َيشا ُء‪ ،‬وهو‬

‫أهل ِدينِ ِه‪ ،‬أي‪َ :‬ي ُحو ُطهم‬


‫يمنع َ‬‫ُ‬ ‫تبار َك وتَعا َلى‬ ‫والمعنَى الثاني‪ :‬أنَّه َ‬
‫وينصرهم‪ .‬وقيل‪ :‬يمنع من يريد ِمن َخ ْل ِق ِه ما يريد‪ ،‬ويعطيه ما يريد‪ِ .‬‬
‫وم ْن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫هذا ُيقال‪ :‬فالن في َمنَ َع ٍة‪ ،‬أي‪ :‬في قو ٍم يمنعونه و َي ْح ُمونه‪ ،‬وهذا المعنَى في‬
‫ِ‬ ‫جل جال ُله ٌ‬ ‫ِصفة ِ‬
‫الله َّ‬
‫بالغ؛ إذ ال َمنَ َع َة ل َمن لم َيمن ْعه الل ُه‪ ،‬وال َي ُ‬
‫متنع َمن لم‬
‫ِ‬
‫يكن الل ُه له مان ًعا»‪.‬‬

‫البيهقي(((‪ ،‬واب ُن حزم(((‪،‬‬ ‫عز َّ‬


‫وجل‪:‬‬ ‫وممن َأثب َت اسم (المعطِي) ِ‬
‫لله َّ‬
‫ُّ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫عدي(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬
‫والس ُّ‬
‫والقرطبي(((‪ ،‬واب ُن الق ِّيم(((‪ِّ ،‬‬
‫ُّ‬

‫ا ْل َع َظ َم ُة‬
‫اسم من‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫والسنَّة‪ ،‬و(العظيم) ٌ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫وجل‬ ‫عز‬
‫لله َّ‬ ‫َّ‬
‫أس ِ‬
‫مائه تعالى‪.‬‬ ‫ْ‬

‫((( «األسماء والصفات» (‪.)190/1‬‬


‫((( «المحلى باآلثار» (‪.)282/6‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى » (‪.)355/1‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 741/3‬رقم ‪.)3410‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)303/5‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪270‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬و ُه َو ا ْل َعل ُّي ا ْل َعظ ُ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪.]255 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫اس ِم َر ِّب َك ا ْل َعظِيمِ‪[ ‬الواقعة‪ ،96 :‬الحاقة‪.]52 :‬‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ف َس ِّب ْح بِ ْ‬
‫َان َل ُي ْؤ ِم ُن بِال َّل ِه ا ْل َعظِيمِ‪[ ‬الحاقة‪.]33 :‬‬
‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬إِ َّن ُه ك َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫أنس ِ‬
‫رض َي الله عنه في َّ‬
‫الشفاعة‪ ،‬وفيه‪« :‬ف ُيقال لي‪ :‬يا محمدُ ‪،‬‬ ‫حديث ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫فيمن قال‪ :‬ال إل َه‬
‫رب‪َ ،‬‬ ‫سم ْع لك‪ ،‬واش َف ْع تُش َّف ْع‪ .‬فأقول‪ :‬يا ِّ‬ ‫رأس َك‪ْ ،‬‬
‫وقل ُي َ‬ ‫ارفع َ‬
‫وعزتِي وجاللي و َع َظمتي؛ ألُ ْخ ِر َج َّن منها َمن قال‪:‬‬ ‫َّإل الل ُه والل ُه أكبر‪ .‬فيقول‪َّ :‬‬
‫ال إل َه َّإل الل ُه»(((‪.‬‬

‫َرب‪« :‬ال إله َّإل الل ُه‬ ‫رضي الله عنهما في د ِ‬


‫عاء الك ِ‬ ‫حديث ابن عباس ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬
‫الحليم…»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العظيم‬
‫ُ‬
‫العظيم؛ ال َع َظ َم ُة ِصف ٌة‬ ‫مائه تعالى‬‫«ومن أس ِ‬ ‫قال قوام السنَّة األصبهاني‪ِ :‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ُ ُّ‬
‫من ِصفات ِ‬
‫الله‪ ،‬ال َيقو ُم لها َخ ْل ٌق‪ ،‬والل ُه تعالى َخ َل َق بي َن الخ ْل ِق َعظم ًة ُيع ِّظ ُم‬
‫ٍ‬
‫لفضل‪،‬‬ ‫لمال‪ ،‬ومنهم َمن ُي َع َّظ ُم‬‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الناس َمن ُي َع َّظ ُم‬ ‫فمن‬‫بعضا؛ ِ‬ ‫بعضهم ً‬
‫بها ُ‬
‫ٍ‬
‫لجاه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫لسلطان‪ ،‬ومنهم َمن ُي َع َّظ ُم‬ ‫لعل ٍم‪ ،‬ومنهم َمن ُي َع َّظ ُم‬ ‫ومنهم من يع َّظم ِ‬
‫َ َُ ُ‬
‫عز َّ‬
‫وجل ُي َع َّظ ُم‬ ‫لق إنَّما ُي َع َّظ ُم لمعنًى دون معنًى‪ ،‬والله َّ‬ ‫واحد ِم َن َ‬
‫الخ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬
‫وكل‬
‫ِ‬
‫األحوال ك ِّلها»(((‪.‬‬ ‫في‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7510‬ومسلم (‪.)326‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)7431‬ومسلم (‪.)2730‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)130/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪271‬‬

‫العظيم… وعظم ُة‬ ‫وجل‪ :‬ال َع ِل ُّي‬


‫عز َّ‬ ‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫وقال األزهري‪ِ :‬‬
‫«ومن‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫العباد ْ‬
‫أن َيعلموا أنَّه‬ ‫ويجب على‬ ‫ٍ‬
‫بشيء‪،‬‬ ‫ُحدُّ وال تُم َّث ُل‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ف وال ت َ‬ ‫الله ال تُك َّي ُ‬
‫ٍ‬
‫تحديد»(((‪.‬‬ ‫وفوق ذلك؛ بال كيف َّي ٍة وال‬ ‫َ‬ ‫نفسه‪،‬‬
‫ف َ‬ ‫عظيم كما َو َص َ‬‫ٌ‬

‫كثير في ِصفة (السمع)‪.‬‬


‫ابن ٍ‬‫وانظر‪ :‬كال َم ِ‬

‫ا ْل َع ْف ُو َو ُ‬
‫الم َعا َفا ُة‬
‫الص ْف ُح‬
‫والسنَّة‪ ،‬ومعناها َّ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة له‬ ‫ِصف ٌة َذات َّي ٌة فعل َّي ٌة ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫لله َّ‬
‫لله تعالى‪.‬‬ ‫الذنوب‪ ،‬و(ال َع ُف ُّو) اسم ِ‬ ‫عن ُّ‬
‫ٌ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬إِ َّن الل َه ك َ‬
‫َان َع ُف ًّوا َغ ُف ً‬
‫ورا‪[ ‬النساء‪.]43 :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ع َفا الل ُه َعن َْك لِ َم َأ ِذن َ‬


‫ْت َل ُه ْم‪[ ‬التوبة‪.]43 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫وارح ْمه‪ ،‬و َعافِ ِه وا ْعفُ‬ ‫«اللهم ا ْغ ِف ْر له‬ ‫حديث الدُّ ِ‬
‫عاء على ِ‬
‫الجنازة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫عنه ‪.(((»...‬‬

‫ضاك ِمن َس َخطِ َك‪،‬‬


‫«الله َّم إنِّي أعو ُذ ِبر َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬ح ِد ُ ِ‬
‫يث عائش َة رض َي الل ُه عنها‪ُ :‬‬ ‫َ‬
‫فة ِمن ِصفاتِه‪.‬‬
‫بص ٍ‬ ‫وبتك …»(((‪ .‬وال يستعا ُذ إلَّ ِ‬
‫بالله أو ِ‬
‫ُ‬ ‫وبمعافاتِ َ‬
‫ك من ُع ُق َ‬ ‫ُ‬

‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)303/2‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)963‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)486‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪272‬‬

‫وعز‪:‬‬ ‫األصل في قوله َّ‬


‫جل َّ‬ ‫ُ‬ ‫األنباري‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫األزهري‪« :‬قال أبو بكر ب ُن‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫ْت َلهم‪ :‬محا الله عنك؛ مأخو ٌذ ِمن قولهم‪َ :‬ع َف ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫‪َ ‬ع َفا الل ُه َعن َْك ل َم َأذن َ ُ ْ‬
‫اآلثار‪ :‬إذا َد َر َست َْها و َم َحت َْها…» (((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ياح‬
‫الر ُ‬
‫ِّ‬

‫وقال ابن ال َق ِّيم‪:‬‬


‫َلـــو َله َغار ْالَر ُض بِالســـك ِ‬ ‫ِ‬
‫(((‬
‫َّان»‬ ‫ُّ‬ ‫ْ ُ َ ْ‬ ‫الو َرى‬ ‫ـــو ال َع ُف ُّو َف َع ْف ُو ُه َوس َ‬
‫ـــع َ‬ ‫«و ُه َ‬
‫َ‬

‫يزال بالع ْف ِو‬


‫الغفور‪ ،‬الغ َّفار‪ :‬الذي لم َي َز ْل وال ُ‬
‫ُ‬ ‫السعدي‪« :‬ال َع ُف ُّو‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫ران والص ْف ِح عن ِ‬
‫عباده موصو ًفا»(((‪.‬‬ ‫معرو ًفا‪ ،‬وبال ُغ ْف ِ‬
‫َّ‬

‫ا ْل ِع ْل ُم‬
‫مائ ِه (العليم)‪.‬‬
‫بالكتاب والسنَّة‪ ،‬ومن أس ِ‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة للهِ َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫الش َها َد ِة‪[ ‬األنعام‪ ،73 :‬الرعد‪،9 :‬‬ ‫الم ا ْل َغ ْي ِ‬
‫ب َو َّ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ  :‬ع ُ‬
‫التغابن‪.]18 :‬‬

‫ون بِ َش ْي ٍء ِم ْن ِع ْل ِم ِه َّإل بِ َما َشا َء‪[ ‬البقرة‪]255 :‬‬


‫‪‬و َل ُي ِحي ُط َ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫ٍ‬
‫‪‬و َأ َّن الل َه بِك ُِّل َش ْيء َع ٌ‬
‫ليم‪[ ‬المائدة‪.]97 :‬‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫‪ -4‬وقو ُله‪ :‬إِن ََّك َأن َ‬


‫ْت َع َّل ُم ا ْل ُغ ُي ِ‬
‫وب‪[ ‬المائدة‪.]116 :‬‬

‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)222/3‬‬


‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 717/1‬رقم ‪.)3293‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)300/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪273‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫بع ِ‬
‫لم َ‬
‫ك…»(((‪.‬‬ ‫أستخيرك ِ‬
‫ِ‬ ‫«الله َّم إنِّي‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫االستخارة‪ُ :‬‬ ‫حديث‬ ‫‪-1‬‬

‫الخ ِض ِر لموسى عليهما‬ ‫رض َي الل ُه عنهما‪ ،‬وقول َ‬ ‫اس ِ‬ ‫حديث ِ‬


‫ابن ع َّب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫علم ُه‪ ،‬وأنا على ِعل ٍم‬ ‫السالم‪« :‬إن ََّك على ِعل ٍم ِم ْن ِع ْل ِم ِ‬
‫الله َع َّل َم َك ُه الل ُه ال َأ ُ‬
‫الله َع َّل َمنِيهِ ال تع َل ُمه»(((‪.‬‬
‫ِمن ِعل ِم ِ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألد َّلة إلثبات هذه ِّ‬
‫الص َفة كثير ٌة جدًّ ا‪.‬‬

‫الله تعالى‪:‬‬ ‫قول ِ‬ ‫«باب ِ‬ ‫البخاري في «صحيحه» «كتاب التوحيد»‪ُ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫قال‬
‫السا َع ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َف َل ُي ْظ ِه ُر َع َلى َغ ْيبِه َأ َحدً ا‪ ،‬و‪‬إِ َّن الل َه عنْدَ ُه ع ْل ُم َّ‬ ‫الم ا ْل َغ ْي ِ‬
‫‪َ ‬ع ُ‬
‫َح ِم ُل ِم ْن ُأ ْن َثى َو َل ت ََض ُع َّإل بِ ِع ْل ِم ِه ‪ ،‬إِ َل ْي ِه ُي َر ُّد ِع ْل ُم‬ ‫ِ ِِ‬
‫و‪َ ‬أن َْز َل ُه بِع ْلمه‪َ ،‬‬
‫‪‬و َما ت ْ‬
‫السا َع ِة‪.»‬‬
‫َّ‬
‫ثبوت ِعلم ِ‬
‫الله‬ ‫ِ‬ ‫البخاري‪َ -‬ر ِح َمه الله‪َ -‬‬
‫بيان‬ ‫ُّ‬ ‫يخ ال ُغ ُ‬
‫نيمان‪« :‬أراد‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫لمه تعالى من لواز ِم ن ْف ِسه المقدَّ َسة‪ ،‬وبراهي ُن ِعلمه تعالى ظاهر ٌة‬ ‫ِ‬
‫تعالى‪ ،‬وع ُ‬
‫أن الخ ْل َق يستلز ُم اإلرادةَ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫عاقل َّ‬ ‫رع ِه‪ ،‬ومعلو ٌم عند ِّ‬
‫كل‬ ‫وش ِ‬ ‫شاهدَ ٌة في َخ ْل ِقه َ‬‫ُم َ‬
‫بالمراد؛ كما قال تعالى‪َ  :‬أ َل َي ْع َل ُم َم ْن َخ َل َق َو ُه َو‬‫ِ‬ ‫لإلرادة من ِع ْل ٍم‬
‫ِ‬ ‫وال بدَّ‬
‫بالعل ِم كثيرةٌ‪ ،‬وال‬ ‫الله ِ‬ ‫وصف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف ا ْل َخبِ ُير‪ ،»…‬ثم قال‪« :‬واألد َّل ُة على‬ ‫ال َّلطِ ُ‬
‫ضال أو معانِدٌ ُمكابِر»(((‪.‬‬ ‫ي ِ‬
‫نك ُرها إِ َّل ٌّ‬ ‫ُ‬

‫((( رواه البخاري (‪.)6382‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)122‬ومسلم (‪.)4385‬‬
‫((( «شرح كتاب التوحيد» (‪.)103/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪274‬‬

‫كافر؛ ألنَّه‬ ‫ٌ‬


‫مخلوق‪ ،‬فهو ٌ‬ ‫العلم‬
‫ُ‬ ‫الر ُج ُل‪:‬‬
‫وقال اإلما ُم أحمدُ ‪« :‬إذا قال َّ‬
‫أن الل َه لم ي ُك ْن له ِع ْل ٌم حتى َخ َل َقه»‪.‬‬
‫َيز ُع ُم َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السبعِ‪ ،‬واألَ َرضي َن َّ‬
‫السبع‪ ،‬وما َبينهما‪،‬‬ ‫السموات َّ‬ ‫علم ما في َّ‬ ‫وقال‪« :‬وهو َي ُ‬
‫شجرة ِّ‬
‫وكل‬ ‫ٍ‬ ‫كل َش ٍ‬
‫عرة ِّ‬
‫وكل‬ ‫تحت ال َّث َرى‪ ،‬وما في َق ْع ِر البِحار‪ ،‬و َمنْ َب َت ِّ‬
‫َ‬ ‫وما‬
‫والر ْمل‬ ‫ٍ‬ ‫وكل ٍ‬
‫نبات‪ ،‬و َم ْس َق َط ِّ‬ ‫َزر ٍع ِّ‬
‫كل ورقة‪ ،‬وعد َد ذلك‪ ،‬وعد َد الحصى َّ‬
‫وأنفاسهم‪،‬‬ ‫وآثارهم‪ ،‬وكال َمهم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العباد‬ ‫َ‬
‫وأعمال‬ ‫َ‬
‫ومثاقيل الجبال‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والتراب‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رش َ‬
‫فوق‬ ‫ٍ‬
‫شيء‪ ،‬ال َيخ َفى عليه من ذلك َشي ٌء‪ ،‬وهو على ال َع ِ‬ ‫كل‬ ‫علم َّ‬
‫و َي ُ‬
‫ماء الس ِ‬
‫ابعة»(((‪.‬‬ ‫الس ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬

‫ا ْل ُع ُل ُّو َوا ْل َف ْو ِق َّي ُة‬


‫ِ‬
‫أسمائه‪( :‬ال َع ِلي)‬ ‫تاب والسن َِّة‪ِ ،‬‬
‫ومن‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫ُّ‬
‫و(المتعالي)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫و(األ ْعلى)‬

‫وال ُع ُل ُّو ثالث ُة أقسا ٍم‪:‬‬

‫و(الج َلل)‪.‬‬ ‫‪ُ -1‬ع ُلو ٍ‬


‫شأن‪ .‬ان ُظ ْر‪ِ :‬صفة‪( :‬ال َع َظ َمة)‬
‫َ‬ ‫ُّ‬

‫‪ُ -2‬ع ُل ُّو َق ْه ٍر‪ .‬ان ُظ ْر‪ِ :‬صفة (ال َقهر)‪.‬‬


‫‪ُ -3‬ع ُلو َفو ِقي ٍة ( ُع ُلو ٍ‬
‫ذات)‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ ْ َّ‬
‫فوق جمي ِع مخلوقاتِه‪ُ ،‬م ٍ‬
‫ستو‬ ‫أن الل َه َ‬‫عتقدون َّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫والجماعة َي‬ ‫السن َِّة‬ ‫ُ‬
‫وأهل ُّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫علم َأعما َلهم‪ ،‬و َي ُ‬
‫سمع‬ ‫على َعرشه‪ ،‬في َسمائه‪ ،‬عال على َخ ْلقه‪ ،‬بائ ٌن منهم‪َ ،‬ي ُ‬

‫والرسائل المرو َّية عن اإلمام أحمدَ بن حنبل في العقيدة» (‪.)284 ،283/1‬‬ ‫ِ‬
‫((( انظر‪« :‬المسائل َّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪275‬‬

‫وسكناتِهم‪ ،‬ال تَخ َفى عليه خافي ٌة‪.‬‬ ‫ِ‬


‫أقوا َلهم‪ ،‬و َيرى َحركاتهم َ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫الكتاب كثير ٌة جدًّ ا‪ِ ،‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫األد َّل ُة ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪‬و ُه َو ا ْل َعل ُّي ا ْل َعظ ُ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪.]255 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬

‫اس َم َر ِّب َك ْالَ ْع َلى‪[ ‬األعلى‪.]1 :‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬


‫‪‬س ِّب ِح ْ‬
‫الش َها َد ِة ا ْلكَبِير الم َت َع ِ‬ ‫الم ا ْل َغ ْي ِ‬
‫ال‪[ ‬الرعد‪.]9 :‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ب َو َّ‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪َ  :‬ع ُ‬

‫اد ِه‪[ ‬األنعام‪.]18 :‬‬ ‫ِ‬


‫اهر َفو َق ِعب ِ‬
‫َ‬ ‫‪‬و ُه َو ا ْل َق ُ ْ‬
‫‪ -4‬وقوله‪َ :‬‬

‫ون َر َّب ُه ْم ِم ْن َف ْو ِق ِه ْم‪[ ‬النحل‪.]50 :‬‬


‫‪ -5‬وقوله‪َ  :‬ي َخا ُف َ‬
‫‪ -6‬وقوله‪َ  :‬أ َأ ِمنْتُم من فِي السم ِ‬
‫اء َأ ْن َي ْخ ِس َ‬
‫ف بِك ُُم ْالَ ْر َض‪[ ‬الملك‪.]16 :‬‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ ْ‬

‫السن َِّة‪:‬‬
‫ليل من ُّ‬ ‫الدَّ ُ‬
‫السن َِّة ً‬
‫أيضا كثير ٌة جدًّ ا؛ منها‪:‬‬ ‫ِ‬
‫واألد َّل ُة من ُّ‬
‫حديث‪َ « :‬أ َل ت َْأمنونِي و َأنا َأمين من في الس ِ‬
‫ماء؟!»(((‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫كل َل ٍ‬
‫يلة‪َ « :‬ين ِْز ُل ر ُّبنا‬ ‫السماء الدُّ نيا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تبارك وتعالى‬ ‫حديث النُّزُول إلى َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫اآلخر ‪ُ ،‬‬
‫يقول ‪ :‬من َيدعوني‬ ‫ِ‬ ‫الليل‬ ‫ِ‬
‫السماء الدنيا ‪ ،‬حي َن َي ْب َقى ُث ُل ُث ِ‬ ‫كل ٍ‬
‫ليلة إلى‬ ‫َّ‬
‫(((‬
‫ستجيب ل ُه ‪ ،‬من َي ْس َأ ُلنِي ُفأ ْعطِ ِيه ‪ ،‬من َيستغفرني َفأ ْغ ِف ُر ل ُه»‬
‫ُ‬ ‫َفأ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)4351‬ومسلم (‪ )1064‬من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‪.‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ )1145‬من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪276‬‬

‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم إلى السماء و َف ْر ِ‬


‫ض‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫حديث ُعروجِ‬ ‫‪-3‬‬

‫طويل مشهور(((‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬


‫حديث‬ ‫الص ِ‬
‫الة هناك‪ ،‬وهو‬ ‫َّ‬

‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َ « :‬أي َن الل ُه؟»‬ ‫حديث الج ِ‬
‫ارية التي َ‬
‫سأ َلها ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪-4‬‬
‫سول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫قالت‪َ :‬أ َ‬
‫نت َر ُ‬ ‫قالت‪ :‬في الس ِ‬
‫ماء‪ .‬قال‪َ « :‬من َأنَا؟» ْ‬ ‫ْ‬
‫َّ‬
‫وس َّل َم‪ ،‬قال‪َ « :‬أ ْعتِ ْقها؛ فإنَّها ُمؤمن ٌة»(((‪.‬‬

‫الله‬ ‫ِ‬
‫إثبات ُع ُل ِّو ِ‬ ‫آثار كثير ٌة في‬ ‫سار على ن ِ‬ ‫ِ‬
‫َهجهم ٌ‬ ‫وللصحابة والتَّابعي َن و َمن َ‬
‫َّ‬
‫تاب «إثبات ِص ِ‬
‫فة ال ُع ُل ِّو» ح َّققه َبدر ال َبدر‪،‬‬ ‫جم َعها اب ُن ُقدا َم َة في ِك ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫و َفوق َّيته‪َ ،‬‬
‫والذهبي في كتاب «الع ُلو»‪ ،‬وح َّققه واختصره األلباني ِ‬
‫رح َمه الل ُه‪ ،‬وذكَر‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫الله على َخ ْل ِقه‬
‫اص رحمه الله في ِكتابه «إثبات ُع ُل ِّو ِ‬
‫كثيرا منها أسام ُة ال َق َّص ُ‬
‫ً‬
‫ولموسى‬ ‫ِ‬ ‫فراج ْعه إن ِش َ‬
‫ِ‬
‫عظيم الفائدة‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ئت؛ فإنَّه‬ ‫والرد على المخالفين»؛‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫تاب « ُع ُل ُّو ِ‬ ‫الدُّ و ِ ِ‬
‫الله على َخ ْلقه» ٌ‬
‫نافع جدًّ ا‪.‬‬ ‫يش ك ُ‬ ‫َ‬
‫العمر (بمعنى الح ِ‬
‫ياة والب ِ‬
‫قاء)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ‬

‫الص ِ‬
‫حيح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة‪ ،‬ثابِت ٌة ِ‬
‫وجل بالحديث َّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬
‫رسول ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫َ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪ :‬يا‬ ‫اإلفك‪« :‬قال سعدُ بن م ٍ‬
‫عاذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث‬ ‫ِ‬
‫ففي‬
‫ُ ُ‬
‫وإن كان ِمن إخوانِنا‬ ‫ِ‬
‫األوس؛ َضر ْبنا ُعن َقه‪ْ ،‬‬ ‫كان ِم َن‬
‫إن َ‬ ‫رك منه‪ْ ،‬‬ ‫والله َأ ِ‬
‫عذ ُ‬ ‫ِ‬ ‫أنَا‬
‫الخزرج؛ أمرتَنا‪ ،‬ف َفع ْلنا فيه أمر َك‪ ،‬فقال سعدُ بن ُعباد َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َْ‬ ‫ِمن‬

‫((( رواه مسلم (‪.)162‬‬


‫((( رواه مسلم (‪ ،)537‬وأحمد (‪ )447/5‬من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪277‬‬

‫َقدر على ذلِك‪ ،‬فقام ُأسيدُ بن الح َض ِير ِ‬


‫ِ‬ ‫كذ ْب َت ل َع ْم ُر ِ‬
‫رض َي‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫الله؛ ال َت ْقتُله‪ ،‬وال ت ُ‬ ‫َ‬
‫مر ِ‬
‫الله؛ لنَقتُلنَّه‪.(((»...‬‬ ‫بت ل َع ُ‬ ‫فقال‪َ :‬‬
‫كذ َ‬ ‫الل ُه عنه‪َ ،‬‬

‫الله»‪ ،‬أي‪َ :‬بقاء ِ‬


‫الله»(((‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫قال القاضي ِع ٌ‬
‫ياض‪« :‬وقوله‪َ « :‬ل َعمر ِ‬

‫والنبي ص َّلى‬ ‫ِ‬


‫وببقائه‪،‬‬ ‫الله‬ ‫ِ‬
‫بحياة ِ‬ ‫ف ُّ‬
‫كل واحد منهما‬ ‫«فح َل َ‬
‫ُّ‬ ‫البيهقي‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬

‫الل ُه عليه وس َّل َم َي ُ‬


‫سمع»(((‪.‬‬
‫كالحل ِ‬
‫ف به‬ ‫ِ‬ ‫بصفاتِه‬
‫ف ِ‬‫أن ا ْل َح ِل َ‬
‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪« :‬معلو ٌم َّ‬
‫وقال ُ‬
‫الله‪ ،‬أو‪ :‬وال ُق ِ‬
‫رآن العظي ِم؛ فإنَّه قد‬ ‫وع َّز ِة ِ‬
‫الله تعالى‪ ،‬أو‪ :‬ل َعمر ِ‬ ‫كَما لو قال‪ِ :‬‬
‫ُْ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫ِ‬ ‫ف بهذه الص ِ‬ ‫الحل ِ‬
‫جواز ِ‬
‫ونحوها عن ِّ‬ ‫فات‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ث َبت‬
‫ِ‬
‫كاالستعاذة بها»(((‪.‬‬ ‫ف بصفاتِه‬ ‫وألن ِ‬
‫الحل َ‬ ‫َّ‬ ‫والص ِ‬
‫حابة؛‬ ‫َّ‬
‫العين المهم ِ‬ ‫الحافظ اب ُن َح ٍ‬
‫لة ‪ :-‬هو ال َبقاء‪،‬‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫جر‪« :‬ال َع ْم ُر‪ -‬ب َف ِ‬
‫تح‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬
‫ِ‬
‫بالفتح»(((‪.‬‬ ‫ستعم ُل في ال َق َس ِم َّإل‬
‫بضمها‪ ،‬لكن ال ُي َ‬
‫وهو ال ُع ُم ُر ِّ‬

‫كون‬ ‫(باب ِ‬
‫قول الر ُج ِل‪َ :‬ل َعمر ِ‬
‫الله) أي‪َ :‬ه ْل َي ُ‬ ‫خاري ‪ُ -‬‬
‫ِّ‬ ‫وقال‪« :‬قوله ‪ -‬أي‪ :‬ال ُّب‬
‫ُْ‬ ‫َّ‬
‫اج‪ :‬ال َع ْم ُر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫القاس ِم َّ‬ ‫َي ِمينًا؟‪ ،‬وهو َم ْبنِ ٌّي على ت ِ‬
‫َفسير « َل َع ْمر»‪ ...‬وقال أبو‬
‫الز َّج ُ‬
‫والخبر‬ ‫الله‪ ،‬والالم للت ِ‬
‫َّوكيد‪،‬‬ ‫قاء ِ‬‫الله‪ ،‬كأنَّه ح َلف بِب ِ‬
‫الحياة‪ ،‬فمن قال‪َ :‬ل َعمر ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)2661‬ومسلم (‪)2770‬‬
‫((( «مشارق األنوار» (‪.)87/2‬‬
‫((( «االعتقاد» (ص ‪ ،)83‬وبنحوه قال في «األسماء والصفات» (‪.)194/1‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)273/35‬‬
‫((( «فتح الباري » (‪.)472/8‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪278‬‬

‫َنعقدُ بِها ال َي ِمي ُن؛‬


‫ومن َثم قال المالكي ُة والحنفي ُة‪ :‬ت ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫قسم به‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أي‪ :‬ما ُأ ُ‬ ‫محذوف‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬
‫ألن َبقا َء الله ِم ْن ِص َف ِة َذاتِه»(((‪.‬‬
‫َّ‬

‫ا ْل َع َم ُل َوا ْل ِف ْع ُل‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬
‫ِ‬
‫ثابتتان ل َّل ِه َّ‬
‫عز َّ‬ ‫فتان فِعل َّيتان‪،‬‬
‫ِص ِ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪‬و َي ْف َع ُل الل ُه َما َي َشا ُء‪ [ ‬إبراهيم‪.]27 :‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫‪ - 2‬وقوله تَعا َلى‪ :‬إِ َّن الل َه َي ْف َع ُل َما ُي ِريدُ ‪ [ ‬الحج‪.]14 :‬‬

‫ت َأ ْي ِدينَا َأ ْن َعا ًما َف ُه ْم‬


‫‪ - 3‬وقو ُله تَعا َلى‪َ  :‬أ َو َل ْم َي َر ْوا َأنَّا َخ َل ْقنَا َل ُه ْم ِم َّما َع ِم َل ْ‬
‫ُون‪ [ ‬يس‪]17 :‬‬ ‫َل َها َمالِك َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫رضي الله عنهما‪ ،‬قالت‪َ « :‬ب ْينا أنَا قاعد ٌة‬ ‫ان‪ ،‬وهي أم عائش َة ِ‬ ‫حديث أ ِّم ُرو َم َ‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫الن و َف َعل‪.(((»...‬‬ ‫فقالت‪َ :‬فع َل الله ب ُف ٍ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬
‫األنصار‬ ‫جت امرأ ٌة ِمن‬
‫أنا وعائش ُة إذ و َل ِ‬
‫َ‬

‫«الفعل ِكناي ٌة عن ِّ‬


‫كل َع َم ٍل ُم َت َعدٍّ‬ ‫ُ‬ ‫نظور في ((لِسان ال َع َرب))‪:‬‬
‫قال اب ُن َم ٍ‬
‫أو ِ‬
‫غير ُم َت َعدٍّ »‪.‬‬
‫ِ‬
‫فقالت‬ ‫عل‪،‬‬‫والف ِ‬ ‫والمفعول ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفاع ِل‬ ‫الناس في‬ ‫َلف‬
‫خاري‪« :‬واخت َ‬ ‫قال ال ُب‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫األفاعيل‬ ‫الجبر َّي ُة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ليست ِمن ِ‬ ‫األفاعيل ك ُّلها ِمن ال َب ِ‬
‫ُ‬ ‫القدر َّي ُة‪:‬‬
‫الله‪ ،‬وقالت َ‬ ‫ْ‬ ‫شر‬

‫((( «فتح الباري» (‪.)547/11‬‬


‫((( رواه البخاري (‪.)3912‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪279‬‬

‫والمفعول واحدٌ ؛ لذلك قالوا‪ِ :‬‬


‫لكن‬ ‫ُ‬ ‫وقالت الجهمي ُة‪ِ :‬‬
‫الف ُ‬
‫عل‬ ‫ِ‬ ‫ك ُّلها ِمن ِ‬
‫الله‪،‬‬
‫َّ‬
‫الله‪ ،‬و َأ ِ‬
‫فاعي ُلنا مخلوق ٌة؛ لقوله تَعالى‪:‬‬ ‫عل ِ‬ ‫التخليق فِ ُ‬
‫ُ‬ ‫أهل ِ‬
‫العل ِم‪:‬‬ ‫مخلوق‪ ،‬وقال ُ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصدُ ِ‬
‫ور * َأ َل َي ْع َل ُم َم ْن َخ َل َق‪‬‬ ‫يم بِ َذات ُّ‬ ‫‪‬و َأس ُّروا َق ْو َلك ُْم َأ ِو ْ‬
‫اج َه ُروا بِه إِ َّن ُه َعل ٌ‬ ‫َ‬
‫غيره»(((‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الله صف ُة ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫عل ِ‬ ‫القول‪ِ ،‬‬
‫فف ُ‬ ‫ِ‬
‫والمفعول ُ‬ ‫والجهر من‬
‫َ‬ ‫الس َّر‬
‫َيعني‪ِّ :‬‬

‫بالعمل‪ ،‬فقال ‪َ ‬أ َو َل ْم َي َر ْوا‬


‫ِ‬ ‫ف ن ْف َسه‬
‫«ووص َ‬
‫َ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫ف عَبدَ ه‬
‫ووص َ‬
‫َ‬ ‫َأنَّا َخ َل ْقنَا َل ُه ْم ِم َّما َع ِم َل ْت َأ ْي ِدينَا َأ ْن َعا ًما َف ُه ْم َل َها َمالِك َ‬
‫ُون‪،‬‬
‫ِ‬
‫كالعمل»(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العمل‬ ‫‪‬ج َزا ًء بِ َما كَانُوا َي ْع َم ُل َ‬
‫ون‪ ‬وليس‬ ‫بال َع ِ‬
‫مل‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫العندية ِ‬
‫(عند َّية ُقرب َمكان َّية)‬ ‫َّ‬
‫فوق َخ ْل ِقه‪.‬‬
‫لوه َ‬ ‫والسن َِّة ُّ‬
‫تدل على ُع ِّ‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫ِصف ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ـت َو ِعنْـدَ ُه ُأ ُّم ا ْل ِكت ِ‬
‫َـاب‪‬‬ ‫‪ -1‬قولـه تَعالـى‪َ  :‬ي ْم ُحـو اللـ ُه َمـا َي َشـا ُء َو ُي ْثبِ ُ‬
‫[الرعد‪.]39 :‬‬

‫ض َو َم ْن ِعنْدَ ُه َل‬ ‫‪ -2‬وقوله تعالى‪ :‬و َله من فِي السمو ِ‬


‫ات َو ْالَ ْر ِ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ُ َ ْ‬
‫ون‪[ ‬األنبياء‪]19 :‬‬ ‫ون َع ْن ِع َبا َدتِ ِه َو َل َي ْست َْح ِس ُر َ‬
‫َي ْس َتكْبِ ُر َ‬

‫‪ -3‬وقوله تعالى‪ :‬إِ َّن ا َّل ِذي َن ِعنْدَ َر ِّب َك َل َي ْس َتكْبِ ُر َ‬


‫ون َع ْن ِع َبا َدتِ ِه َو ُي َس ِّب ُحو َن ُه‬
‫َو َل ُه َي ْس ُجدُ َ‬
‫ون‪[ ‬األعراف‪]206 :‬‬

‫((( «خلق أفعال العباد» ( ‪.) 114/1‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)14/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪280‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل م َن ُّ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ُ‬ ‫حديث َأبي ُهرير َة ِ‬
‫رضي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫رش‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫َب في ِكتابِه‪ ،‬فهو ِعندَ ه َ‬
‫فوق ال َع ِ‬ ‫لق كت َ‬ ‫وس َّل َم‪َ « :‬ل َّما َق َضى الل ُه َ‬
‫الخ َ‬
‫رح َمتي غ َل َب ْت َغ َضبي»(((‪.‬‬
‫ْ‬

‫الحافظ اب ُن ال َق ِّي ِم في نُون َّيتِه‪:‬‬


‫ُ‬ ‫قال‬
‫للر ْح َم ِ‬
‫ـــن‬ ‫العن ِ‬
‫ْـــد‬ ‫ـــه بِ ِ‬
‫الك ِ‬‫َأم ِ‬ ‫ض ِم ْن‬
‫اختصاص ال َب ْع ِ‬ ‫« هذا و َع ِ‬
‫اش ُرها‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـرش ُذو تِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تـاب رحمتِ ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكَذا اختِ‬
‫بيـان‬ ‫ـو َق ال َع ِ‬
‫ــدَ اللـه َف ْ‬ ‫بعنْـ‬ ‫صـاص ك ِ َ ْ َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الو َرى‬ ‫َ‬ ‫َل ْو َلم َي ُك ْن ُســـبحانَه َف‬
‫ـــلطان‬ ‫الس‬
‫كَانُـــوا جمي ًعا عندَ ذي ُّ‬ ‫ـــوق َ‬
‫ْـد مسـت ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ليـــس َو ِج ْبـ‬ ‫كون ِعنـــدَ ِ‬
‫الله إِ ْب‬
‫َويان‬ ‫ــر ٌيل ُه َمـا فـي العن ُ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫و َي ُ‬
‫(((‬

‫الرب‬ ‫الدليل العاشر من أد َّلة ِّ‬


‫علو ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يخ أحمدُ ب ُن عيسى‪« :‬هذا هو‬ ‫الش ُ‬‫قال َّ‬
‫ِ‬
‫المخلوقات بالعند َّية له سبحانه‪...‬‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫اختصاص‬ ‫لقه‪ ،‬وهو‬ ‫فوق َخ ِ‬ ‫تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المالئكة‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫ِ‬
‫لتخصيص‬ ‫فوق َع ِ‬
‫رشه َل َما كان‬ ‫جل وعال َ‬ ‫لم يك ِ‬
‫ُن الل ُه َّ‬ ‫فلو ْ‬
‫وجبريل في العند َّية سوا ًء‪ ،‬نعو ُذ بالله من ذلِك»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إبليس‬ ‫ِ‬
‫بالعند معنًى‪ ،‬ولكان ُ‬
‫ُ‬
‫الحافظ ابن الق ِّيم في نون َّيته‪:‬‬ ‫وقال‬
‫اللـــه م ْخ ُلو َق ِ‬
‫ـــان‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َـــان ِعنـــدَ‬
‫َذات ِ‬ ‫ُـــم ِعند َّيـــ ُة ال َّتك ِْو ِ‬
‫يـــن َف ْ‬
‫الذ‬ ‫إِ ْن ُق ْلت ُ‬
‫بيـب َو َمـا ُه َمـا ِعـدْ َل ِن‬
‫الح ِ‬ ‫ِ‬
‫ــر ِ‬
‫يب َ‬ ‫ِ‬ ‫ُـــم ِعند َّيـــ ُة الت‬
‫َّقريـــب َت ْقـ‬ ‫َأ ْو ُق ْلت ُ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)3194‬ومسلم (‪.)2751‬‬


‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 335/2‬رقم ‪.)1243-1240‬‬
‫((( «توضيح المقاصد» (‪.)420/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪281‬‬

‫َو ِك َل ُه َمـــا فِـــي ُحك ِْم َهـــا ِم ْث َل ِن‬ ‫َفالح ِ‬


‫المشـــيئ ُة َن ْف ُس َ‬
‫ـــها‬ ‫ب عنْدَ ك ُُم َ‬
‫ُ ُّ‬
‫ِ‬
‫غـــان‬ ‫ِعن ِْد َّيـــ ٌة َح ًّقـــا بِ َ‬
‫ـــا َر َو‬ ‫ـــول بِ َأنَّهـــا‬ ‫َل ِكـــ ْن ُم ِ‬
‫ناز ُعكُـــم َي ُق ُ‬
‫الحس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َل ِ‬
‫ـــب ْ ِ‬
‫ـــان‬ ‫من َذاتـــه َوكَرامـــة ْ ِ ْ َ‬ ‫ـــه و ُق ْر َب ُه‬ ‫عـــت َل ُه ُح َّ‬
‫ْ‬ ‫َج َم‬
‫(((‬‫اهـــر ال ِّتبي ِ‬
‫ان‬ ‫ُ َْ‬ ‫ْ ٌ‬
‫و ِ‬
‫العنـــدُ ُقـــرب َظ ِ‬
‫َ‬ ‫ف َو ْه َو َغ ُير َم ِشـــي َئ ٍة‬
‫ب َو ْص ٌ‬
‫والح ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األبيات‪:‬‬ ‫ِ‬
‫شرحه لهذه‬ ‫اس ِعند‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫الهر ُ‬
‫يخ َّ‬

‫َجم ُع‬ ‫ِ‬ ‫لف من َّ ِ‬


‫أن العندية هنا على حقيقتها؛ فهي ت َ‬ ‫الس ُ‬
‫ب إليه َّ‬ ‫ذه َ‬ ‫«الحق ما َ‬
‫ُّ‬
‫وجل و ُقر َبه من ذاتِه وكرامتِه بإحسانِه؛ وذلك َّ‬
‫ألن‬ ‫عز َّ‬ ‫ثبتت له حب ِ‬
‫اإلله َّ‬ ‫َّ‬ ‫لِ َمن ْ‬
‫ٍ‬
‫وإحسان‪ ،‬وال‬ ‫ذات و َمح َّب ٍة‬
‫ند واضح في معنى ال ُقرب‪ ،‬وهو ُقرب ٍ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫الع ِ‬‫فظ ِ‬
‫َل َ‬
‫ِ‬
‫المشيئة»(((‪.‬‬ ‫غير‬ ‫يلزم ِمن ُقرب المح َّبة عمو ُم ذلك ِّ‬
‫لكل كائن؛ َّ‬
‫الحب ُ‬ ‫َّ‬ ‫ألن‬

‫‪‬وإِ َّن َل ُه ِعنْدَ نَا َل ُز ْل َفى‬ ‫ِ ِ‬


‫تفسير قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫الشيخ اب ُن عثيمين عند‬ ‫وقال‬
‫َو ُح ْس َن َم َآ ٍ‬
‫ب‪([ ‬ص)‪:]25:‬‬
‫رب‪ِ ،‬‬
‫وعند َّية‬ ‫العند َّية لله‪ ،‬وهي ِعندي ُة ُق ٍ‬
‫إثبات ِ‬
‫ُ‬ ‫الفوائد لهذه ِ‬
‫اآلية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«من‬

‫علم‪ ،‬وفي قولِه‬ ‫‪‬و ِعنْدَ ُه َم َفاتِ ُح ا ْل َغ ْي ِ‬


‫ب‪ ‬هذه عندي ُة ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫علم؛ ففي قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ون َع ْن ِع َبا َدتِ ِه‪ ‬هذه ِعند َّية ُق ٍ‬
‫رب»(((‪.‬‬ ‫‪‬و َم ْن ِعنْدَ ُه َل َي ْس َتكْبِ ُر َ‬
‫تعالى‪َ :‬‬

‫َفسير قولِه تعالى‪َ  :‬م ْن َذا ا َّل ِذي َي ْش َف ُع ِعنْدَ ُه إِ َّل بِإِ ْذنِ ِه‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫وقال عندَ ت ِ‬

‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 337/2‬و‪ 338‬رقم ‪.)1251-1246‬‬


‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪)217/1‬‬
‫((( «تفسير سورة‪( :‬ص)‪ ،‬ص‪.»120:‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪282‬‬

‫ٍ‬
‫مكان؛ ففيه الر ُّد على‬ ‫ليس في ِّ‬
‫كل‬ ‫فيها «إثبات ِ‬
‫العند َّية‪ ،‬وهذا ُّ‬
‫يدل على أنَّه َ‬
‫الحلول َّية»(((‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واالستواء‬ ‫لو‬ ‫السنَّة المثبِ َ‬ ‫الر ِ‬
‫حمن ال َب َّراك‪ُ :‬‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫تون لل ُع ِّ‬ ‫«أهل ُّ‬ ‫يخ عبدُ َّ‬
‫ظاهره‪ ،‬وليس عندَ هم بم ِ‬
‫شك ٍل‪ ،‬فهذا‬ ‫ِ‬ ‫الحديث((( وأمثا َله على‬
‫َ‬ ‫جر َ‬
‫ون هذا‬
‫ُ‬ ‫ُي ُ‬
‫العرش كما َأخ َبر به سبحانه عن‬
‫ِ‬ ‫فوق ال َع ِ‬
‫رش‪ ،‬والل ُه َ‬
‫فوق‬ ‫الكتاب عندَ ه َ‬
‫ُ‬
‫الخ ِ‬
‫لق به ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»(((‪.‬‬ ‫أعلم َ‬
‫وأخبر به ُ‬
‫َ‬ ‫َن ْف ِسه‪،‬‬

‫لقه‪،‬‬ ‫فوق َخ ِ‬ ‫لو ِ‬


‫الله َ‬ ‫ِ‬ ‫الحديث ِمن أد َّل ِة ِ‬
‫ُ‬
‫السنَّة على ُع ِّ‬
‫أهل ُّ‬ ‫وقال‪« :‬هذا‬
‫يدل كذلك على َّ‬ ‫رشه‪ ،‬وهو ُّ‬ ‫واستوائه على َع ِ‬
‫ِ‬
‫َب فيه‬ ‫الكتاب الذي َكتَبه َكت َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫العند َّي ُة ِعند َّي ُة‬
‫العرش‪ ،‬وهذه ِ‬‫ِ‬ ‫ب َغض َبه ِعندَ ه َ‬
‫فوق‬ ‫ِ‬ ‫على َن ْف ِسه َّ‬
‫أن َرحمتَه تَغل ُ‬
‫ِ‬
‫العرش»(((‪.‬‬ ‫مكان؛ لقولِه‪َ :‬‬
‫فوق‬ ‫ٍ‬

‫ظ ِ‬
‫ابن‬ ‫تأويل الحافِ ِ‬
‫ِ‬ ‫الش ِ‬
‫بل على‬ ‫علي ِّ‬ ‫َعليق َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ُ‬
‫يخ ٍّ‬ ‫الشيخ اب ُن باز ت َ‬ ‫أقر‬
‫وقد َّ‬
‫تكون العند َّي ُة مكان َّي ًة‪،‬‬
‫َ‬ ‫لمه‪ ،‬ون ِ‬
‫َفيه ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ٍ‬
‫كره أو ع ُ‬
‫جر في «الفتح» العند َّية بأنَّها ذ ُ‬
‫ِ‬
‫التأويل؛‬ ‫ِ‬
‫ظاهره‪ ،‬وال حاج َة إلى هذا‬ ‫إمراره على‬
‫ُ‬ ‫الواجب‬
‫ُ‬ ‫يقول‪ِ :‬‬
‫«بل‬ ‫حيث ُ‬

‫االستشراف عن كيف َّي ِة ذلِك»(((‪.‬‬


‫ِ‬ ‫فوق َع ِ‬
‫رشه‪ ،‬مع َق ْط ِع‬ ‫كتاب ِعندَ ِ‬
‫الله َ‬ ‫فهو ٌ‬

‫((( «شرح الواسطية» (‪.)174/1‬‬


‫السابق‪.‬‬
‫((( يعني حديث أبي ُه َر َيرة َّ‬
‫((( «تعليقات على المخالفات العقد َّية في فتح الباري» (ص ‪.)52‬‬
‫((( المصدر السابق (ص ‪.)188‬‬
‫((( «التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص ‪.)45‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪283‬‬

‫ا ْل َع ْي َن ُ‬
‫ان‬
‫ِ‬
‫والجماعة‬ ‫السن َِّة‬ ‫والسن َِّة‪ُ ،‬‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫وأهل ُّ‬ ‫تاب ُّ‬ ‫لله َّ‬
‫َليقان به سبحانه؛ ‪َ ‬ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو‬
‫َين ت ِ‬ ‫أن الله ي ِ‬
‫بص ُر ب َعين ِ‬ ‫عتقدون َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َي‬
‫يع ا ْل َب ِص ُير‪[ ‬الشورى‪.]11 :‬‬ ‫ِ‬
‫السم ُ‬
‫َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫اصنَ ِع ا ْل ُف ْل َك بِ َأ ْع ُينِنَا َو َو ْح ِينَا‪[ ‬هود‪.]37 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪َ :‬‬
‫‪‬و ْ‬
‫‪‬و َأ ْل َق ْي ُت َع َل ْي َك َم َح َّب ًة ِمنِّي َولِت ُْصن ََع َع َلى َع ْينِي‪[ ‬طه‪.]39:‬‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫اصبِ ْر لِ ُحك ِم َر ِّب َك َفإِن ََّك بِ َأ ْع ُينِنَا‪[ ‬الطور‪.]48 :‬‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫‪‬و ْ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬


‫ليل من ُّ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫رضي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬ ‫ُ‬
‫«أن َّ‬ ‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫َان َس ِمي ًعا َب ِص ًيرا‪َ ،‬ف َو َض َع إ ْب َها َم ُه َع َلى ُأذنِه‪ ،‬والتي‬
‫َقر َأ هذه اآلي َة ‪‬إِ َّن الل َه ك َ‬
‫ت َِليها على َعين َِيه»(((‪.‬‬

‫«إن الل َه ال َيخ َفى عليكُم‪َّ ،‬‬


‫إن الل َه ليس‬ ‫نس ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫حديث َأ ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫كأن َعينَه‬ ‫أعور ِ‬
‫عين ال ُيمنَى‪َّ ،‬‬ ‫المسيح الدَّ َّج َال ُ‬
‫َ‬ ‫(وأشار إلى َعين َِيه)‪َّ ،‬‬
‫وإن‬ ‫َ‬ ‫بأعور‬
‫َ‬
‫ِعنَب ٌة طافي ٌة»(((‪.‬‬

‫((( رواه أبو داود (‪ ،)4728‬وابن حبان (‪ ،)265( )498/1‬والطبراني في «المعجم األوسط»‬
‫(‪.)9334( )132/9‬‬
‫قوي‬
‫والحديث سكَت عنه أبو داود‪ ،‬وقال اب ُن حجر في «فتح الباري» (‪ :)385/13‬إسنا ُده ٌّ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫األلباني في «صحيح سنن أبي داود» (‪ )4728‬إسنا ُده‬
‫ُّ‬ ‫شرط مسلم‪ .‬وقال‬
‫على ْ‬
‫((( رواه البخاري (‪.)7407‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪284‬‬

‫اآليات تُثبِ ُت ِصف َة ال َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫كر ُجمل ًة ِمن‬


‫ين‪:-‬‬ ‫أن َذ َ‬ ‫قال اب ُن ُخزيم َة‪ -‬بعدَ ْ‬

‫البارئ لنَ ْف ِسه‬


‫ُ‬ ‫الخالق‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وبارئه ما َث َّب َت‬ ‫ِ‬
‫لخالقه‬ ‫أن ُيثبِ َت‬
‫ؤمن ْ‬ ‫كل ُم ٍ‬ ‫«فواجب على ِّ‬ ‫ٌ‬
‫مؤمن من َينفي ِ ِ‬
‫َبارك وتَعا َلى ما قدْ ث َّبتَه الل ُه في‬ ‫عن الله ت َ‬ ‫ٍ َ‬ ‫ِ‬
‫العين‪ ،‬و َغ ُير‬ ‫من‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم الذي َج َع َله الل ُه ُمب ِّينًا عنه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عز‬ ‫ُمح َك ِم َتنْزيله‪ ،‬ببيان ِّ‬
‫النبي‬ ‫الذك َْر لِ ُت َب ِّي َن لِلن ِ‬
‫َّاس َما ن ُِّز َل إِ َل ْي ِه ْم‪ ،‬ف َب َّين ُّ‬ ‫‪‬و َأ َنز ْلنَا إِ َل ْي َك ِّ‬
‫وجل في قوله‪َ :‬‬ ‫َّ‬

‫ْزيل‪،‬‬ ‫َين‪ ،‬فكان بيانُه مواف ًقا ِ‬


‫لبيان ُمح َك ِم ال َّتن ِ‬ ‫لله َعين ِ‬ ‫أن ِ‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والكتاتيب»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المحاريب‬ ‫سطور بي َن الدَّ َّف ِ‬
‫تين‪ ،‬مقرو ٌء في‬ ‫ٌ‬ ‫الذي هو َم‬

‫وتحت‬ ‫تحت ال َّثرى‬


‫بص ُر بهما ما َ‬ ‫ِ‬
‫ينان ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال‪« :‬نح ُن ُ‬
‫َ‬ ‫الخالق َع ُ‬ ‫نقول‪ :‬لر ِّبنا‬
‫ِ‬
‫موات ال ُعال‪.(((»...‬‬‫الس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السفلى‪ ،‬وما في َّ‬
‫السابعة ُّ‬
‫األرض َّ‬

‫وسن َِّة‬ ‫عز َّ‬


‫وجل ُ‬
‫كتاب ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫دل ِمن‬
‫ياق ما َّ‬ ‫الل َلكَائي بقولِه‪ِ :‬‬
‫«س ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وبو َب َّ‬
‫َّ‬
‫الوج َه‪،‬‬ ‫عز َّ‬ ‫فات ِ‬‫أن ِمن ِص ِ‬
‫رسولِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم على َّ‬
‫وجل‪َ :‬‬ ‫الله َّ‬
‫َين‪ ،‬وال َي ِ‬
‫دين»(((‪.‬‬ ‫وال َعين ِ‬

‫بأعور»‪ :‬هذه‬ ‫ليس‬


‫«إن الل َه َ‬ ‫الشيخ عبدُ ِ‬
‫الله ال ُغنيمان‪« :‬قوله‪َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬
‫َ‬
‫أن ِ‬
‫لله‬ ‫يدل على َّ‬ ‫ِ‬
‫الباب؛ فهذا ُّ‬ ‫ِ‬
‫الحديث في هذا‬ ‫الجمل ُة هي المقصود ُة من‬
‫هاب ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألن العور َف ْقدُ ِ‬ ‫َعين ِ‬
‫ُورها»(((‪.‬‬ ‫العينين أو َذ ُ‬ ‫أحد‬ ‫َين حقيق ًة؛ َّ َ َ‬

‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)97/1‬‬


‫((( المصدر السابق (‪.)114/1‬‬
‫((( «أصول االعتقاد» (‪.)412/3‬‬
‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)285/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪285‬‬

‫ِ‬
‫اثنتان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العينين‬ ‫السن َِّة على َّ‬
‫أن‬ ‫«وأجم َع ُ‬
‫أهل ُّ‬ ‫َ‬ ‫الشيخ اب ُن ُع َثيمين‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬

‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم في الدَّ َّجال‪« :‬إنَّه ُ‬


‫أعور‪َّ ،‬‬
‫وإن ر َّبكُم‬ ‫قول ِّ‬‫و ُيؤ ِّيدُ ه ُ‬

‫بأعور»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ليس‬

‫أن ِ‬
‫لله َعين ِ‬ ‫ِ‬
‫وإثبات َّ‬ ‫ِ‬ ‫طولة َ‬
‫َين(((؛‬ ‫الصفة‪،‬‬ ‫حول هذه‬ ‫وله‪ -‬رحمه الل ُه‪ -‬إجاب ٌة ُم َّ‬

‫ف ْلت َ‬
‫ُراجع‪.‬‬

‫(السمع)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫غوي في ِصفة (األصابِع)‪ ،‬وكال َم ِ‬


‫ابن ك ٍ‬
‫َثير في صفة َّ‬ ‫وانظر كال َم ال َب ِّ‬
‫ْ‬

‫ا ْلغ ََض ُ‬
‫ب‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫اد ِقي َن‪‬‬


‫َان ِمن الص ِ‬
‫ب ال َّل ِه َع َل ْي َها إِ ْن ك َ َ َّ‬
‫ِ‬
‫‪‬وا ْل َخام َس َة َأ َّن َغ َض َ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫[النور‪.]9 :‬‬

‫ات َما َر َز ْقنَاك ُْم َو َل َت ْط َغ ْوا فِ ِيه َف َي ِح َّل َع َل ْيك ُْم‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪ُ  :‬ك ُلوا ِمن َطيب ِ‬
‫ْ ِّ َ‬
‫َغ َضبِي َو َم ْن َي ْح ِل ْل َع َل ْي ِه َغ َضبِي َف َقدْ َه َوى‪[ ‬طه‪.]81 :‬‬

‫ب ال َّلـ ُه َع َل ْي ِه ْم‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ -3‬وقو ُلـه‪َ  :‬يـا َأ ُّي َهـا ا َّلذيـ َن آ َمنُـوا ال َتت ََو َّل ْوا َق ْو ًمـا َغض َ‬
‫[الممتحنـة‪.]13 :‬‬

‫((( «عقيدة أهل السنة والجماعة» (ص ‪.)12‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)50-41/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪286‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫«إن َر ْح َمتِي غ َل َب ْت َغ ِضبي»(((‪.‬‬
‫حديث‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬

‫ب اليو َم َغض ًبا لم‬ ‫ِ‬ ‫ويل‪ ،‬وفيه‪َّ :‬‬ ‫الش ِ‬


‫فاعة ال َّط ُ‬ ‫حديث َّ‬‫ُ‬
‫«إن ر ِّبي قدْ غض َ‬ ‫‪-2‬‬
‫غضب َبعدَ ه ِمث َله‪.(((»...‬‬
‫َ‬ ‫ب َقب َله ِمث َله‪ ،‬ول ْن َي‬
‫غض ْ‬
‫َي َ‬
‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫وجل على‬ ‫عز َّ‬ ‫ضب ِ‬
‫لله َّ‬ ‫تون ِصف َة ال َغ ِ‬ ‫ِ‬
‫والجماعة ُيثبِ َ‬ ‫السن َِّة‬ ‫ُ‬
‫وأهل ُّ‬
‫حر َ‬
‫فون وال‬ ‫هون وال ُي ِّ‬ ‫ليق بجالله و َعظمتِه؛ ال ُيك ِّي َ‬
‫فون وال ُيش ِّب َ‬ ‫ا َّلذي َي ُ‬
‫َ‬
‫يقولون‪:‬‬ ‫قاب‪ ،‬وال ُيع ِّطلون‪ ،‬بل‬ ‫يؤولون؛ كمن يقول‪ :‬الغضب إراد ُة ِ‬
‫الع ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ‬
‫يع ا ْل َب ِص ُير‪.‬‬ ‫‪َ ‬ليس ك َِم ْث ِل ِه َشيء وهو ِ‬
‫السم ُ‬
‫ْ ٌ َ ُ َ َّ‬ ‫ْ َ‬
‫غضب وير َضى ال ك ََأ ٍ‬
‫حد‬ ‫قال ال َّط‬
‫حاوي في «عقيدته» المشهورة‪« :‬والل ُه َي َ ُ َ ْ‬
‫ُّ‬
‫الو َرى»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫من َ‬

‫إثبات‬
‫ُ‬ ‫األئم ِة‬ ‫ِ‬
‫وسائر َّ‬
‫الع ِّز الحنفي‪« :‬ومذهب الس ِ‬
‫لف‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ ُّ‬
‫الشارح ابن َأبي ِ‬
‫قال َّ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ونحو ذلك‬ ‫غض‪،‬‬ ‫ب وال ُب ِ‬ ‫داوة والو ِ‬ ‫ضب والرضا‪ ،‬والع ِ‬ ‫ِص ِ‬
‫فة ال َغ ِ‬
‫والح ِّ‬
‫ُ‬ ‫الية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫والسنَّة»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬
‫ُ‬ ‫ور َد بها‬
‫الصفات التي َ‬
‫من ِّ‬
‫ف الل ُه بال َغ ِ‬
‫ضب‪ ،‬وال‬ ‫وص ُ‬
‫لماؤنا‪ُ :‬ي َ‬
‫األصبهاني‪« :‬قال ُع ُ‬
‫ُّ‬ ‫السن َِّة‬
‫قوا ُم ُّ‬
‫وقال َّ‬
‫يظ(((»(((‪.‬‬ ‫ف بال َغ ِ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)3194‬ومسلم (‪)2751‬؛ من حديث أبي ُهريرة ِ‬
‫رضي الل ُه عنه‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)3340‬ومسلم (‪.)194‬‬
‫((( «العقيدة الطحاوية» (ص ‪.)463‬‬
‫ُ‬
‫الحديث‪.‬‬ ‫ولعل َمن قال ذلك منهم لم َيب ُل ْغه‬
‫وصف به‪ ،‬انظر صفة‪ :‬الغيظ‪َّ ،‬‬
‫((( بل ُي َ‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)457/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪287‬‬

‫نشأ ِمن ِصفة َغضبِه‪ ،‬وما‬


‫«والعذاب إنَّما َي ُ‬
‫ُ‬ ‫الحافظ اب ُن ال َق ِّي ِم‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫النار َّإل ب َغضبِه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُس ِّعرت ُ‬
‫وجل ِصف ٌة من ِصفاتِه ِ‬
‫الفعل َّية؛‬ ‫عز َّ‬ ‫ب ِ‬
‫الله َّ‬ ‫يخ اب ُن ُع َثيمين‪َ :‬‬
‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫«غض ُ‬
‫سبب فإنَّها ِمن‬
‫ٍ‬ ‫صفة ِ‬
‫ذات‬ ‫ٍ‬ ‫بأن َّ‬
‫كل‬ ‫ُ‬
‫القول َّ‬ ‫ألنَّه َيتع َّل ُق بمشيئتِه‪ ،‬وقد س َبق لنا‬
‫حقيقي»(((‪.‬‬ ‫فات ِ‬
‫الفعل َّية‪ ،‬وهو‬ ‫الص ِ‬
‫ٌّ‬ ‫ِّ‬

‫ا ْل ُغ ْف َر ُ‬
‫ان‬
‫(الم ْغ ِفرة)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ان ُظر‪ :‬صف َة َ‬

‫ا ْل َغ َل َب ُة‬
‫غالب على أ ْم ِره‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫والسن َِّة؛ فالل ُه‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫ب له‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وال غال َ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫َب الل ُه َلَ ْغلِ َب َّن َأنَا َو ُر ُس ِلي‪[ ‬المجادلة‪.]21 :‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ  :‬كت َ‬
‫ـر ِه َو َل ِك َّن َأ ْك َث َـر الن ِ‬
‫َّـاس َل َي ْع َل ُم َ‬ ‫ـب َع َلى َأ ْم ِ‬‫ِ‬
‫ون‪‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُلـه‪َ :‬‬
‫‪‬واللـ ُه َغال ٌ‬
‫[يوسف‪.]21 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫َ‬ ‫حديث َأبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َّ ،‬‬
‫أن‬ ‫ُ‬
‫َ َ‬

‫((( «حادي األرواح» (ص‪.)409‬‬


‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)431/8‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪288‬‬

‫األحزاب‬
‫َ‬ ‫وحدَ ه‪ ،‬أ َع َّز ُجندَ ه‪ ،‬ون ََص َر عَبدَ ه‪ ،‬وغ َل َ‬
‫ب‬ ‫يقول‪« :‬ال إل َه َّإل الل ُه ْ‬
‫كان ُ‬
‫َو ْحدَ ه؛ فال شي َء َبعدَ ه»(((‪.‬‬

‫هر‪ -‬كما في «القاموس المحيط» لل َف ُير َ‬


‫وزابادي‪-‬‬ ‫وال َغلب ُة بمعنى ال َق ِ‬
‫ِ‬
‫(القاهر) و(ال َق َّهار) ‪ -‬كما‬ ‫ِ‬
‫أسمائه‬ ‫بالقهر‪ِ ،‬‬
‫ومن‬ ‫ِ‬ ‫والل ُه ُسبحانَه وتَعا َلى َيت َِّص ُ‬
‫ف‬
‫سيأتي‪.‬‬

‫ورسلي‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألنتصرن أنا ُ‬ ‫‪‬لَ ْغ ِل َب َّن َأنَا َو ُر ُس ِلي‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ومعنى‪َ :‬‬

‫نافذ؛ ال ُيبطِ ُله‬


‫السعدي‪« :‬أي‪ :‬أ ْم ُره تعالى ٌ‬
‫ُّ‬ ‫ب َع َلى َأ ْم ِر ِه‪‬؛ قال‬ ‫ِ‬
‫‪‬والل ُه َغال ٌ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(((‬
‫ب»‬ ‫ُمبط ٌل‪ ،‬وال َيغلبه ُمغال ٌ‬

‫وحدَ ه‪.‬‬ ‫وحدَ ه»‪ ،‬أي‪َ :‬ق َه َرهم َ‬


‫وهز َمهم ْ‬ ‫األحزاب ْ‬
‫َ‬ ‫« َغ َلب‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض ال ُعلماء (ال َغالب) من أسماء الله تَعا َلى‪ ،‬وفي هذا ٌ‬
‫نظر‪.‬‬ ‫وقد عدَّ ُ‬

‫ا ْل ِغنَى‬
‫ِ‬
‫أسماء ِ‬ ‫والسن َِّة‪ ،‬و(ا ْلغَن ِ ُّي) من‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫عز َّ‬
‫الله‬ ‫تاب ُّ‬ ‫صف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫تَعا َلى‪.‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫‪‬والل ُه ُه َو ا ْلغَن ِ ُّي ا ْل َح ِميدُ ‪[ ‬فاطر‪.]15 :‬‬


‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫ف ُيغْنِيك ُُم الل ُه ِم ْن َف ْض ِل ِه‪[ ‬التوبة‪.]28 :‬‬


‫‪‬وإِ ْن ِخ ْفت ُْم َع ْي َل ًة َف َس ْو َ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫((( رواه البخاري (‪.)4114‬‬


‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (ص‪.)946 :‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪289‬‬

‫‪‬و َو َجدَ َك َع ِائ ًل َف َأ ْغنَى‪[ ‬الضحى‪.]8 :‬‬


‫‪ -3‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ِ‬
‫الس َل ُم‬ ‫حديث َأبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ « :‬ب ْينَا أ ُّي ُ‬
‫وب عليه َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ي ِ‬
‫ألم أ ُك ْن َأغنَيتُك َّ‬
‫عما ت ََرى؟‬ ‫وب‪ْ ،‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ :‬يا أ ُّي ُ‬ ‫غتس ُل ُعريانًا‪ ...‬فناداه ر ُّبه َّ‬ ‫َ‬
‫وع َّزتِ َك‪.(((»...‬‬
‫قال‪ :‬ب َلى ِ‬
‫َ‬

‫ف ُيع َّف ُه‬ ‫الخدري ر ِضي الله عنه‪ ...« :‬ومن ي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ستعف ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫حديث أبي َسعيد ُ ِّ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫الل ُه‪ ،‬و َمن َيس َت ْغ ِن ُيغْنِه الل ُه‪.(((»...‬‬
‫الش ِ‬
‫ركاء‬ ‫حديث َأبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪« :‬قال الل ُه تَعا َلى‪َ :‬أنَا َأ ْغنَى ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫َ َ‬
‫الش ِ‬
‫رك‪.((( »...‬‬ ‫ِ‬
‫عن ِّ‬

‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪:‬‬


‫قال ُ‬

‫ف َل ُه َذاتِي»‬
‫(((‬ ‫كَما ِ‬
‫الغنَى َأبـــدً ا َو ْص ٌ‬ ‫َ‬
‫ـــف َذ ٍ‬
‫ات َل ِز ٌم أ َبدً ا‬ ‫«وال َف ْق ُر لِي َو ْص ُ‬

‫الحافظ اب ُن ال َق ِّي ِم‪:‬‬


‫ُ‬ ‫وقال‬
‫ود واإلحس ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـــي بِ َذاتِ ِه َف ِغنَـــا ُه َذا‬‫ِ‬
‫ـــان»‬
‫(((‬
‫ت ٌّي َلـــ ُه ك ُ‬
‫َالج َ ْ َ‬ ‫ـــو ال َغن ُّ‬
‫«و ُه َ‬
‫َ‬
‫ني)؛ ف َله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش ُ‬
‫الحسنى‪( :‬ال َغ ُّ‬
‫اس في «الشرح»‪« :‬ومن أسمائه ُ‬
‫الهر ُ‬
‫يخ َّ‬ ‫قال َّ‬

‫((( رواه البخاري (‪.)279‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)1469‬ومسلم (‪.)1053‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2985‬‬
‫((( «طريق الهجرتين» البن القيم (ص‪.)6‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 711/3‬رقم ‪.)3261‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪290‬‬

‫ٍ‬
‫وحاجة‬ ‫بحيث ال تَشو ُبه شائب ُة َف ٍ‬
‫قر‬ ‫ُ‬ ‫كل ٍ‬
‫وجه؛‬ ‫المط َل ُق ِمن ِّ‬ ‫ِ‬
‫سبحانه الغنى التا ُّم ُ‬
‫قتضى ذاتِه‪ ،‬وما‬ ‫نفك عنه؛ ألنَّه ُم َ‬ ‫وصف الز ٌم له‪ ،‬ال َي ُّ‬‫ٌ‬ ‫ألن ِغنا ُه‬
‫أصل؛ وذلك َّ‬ ‫ً‬
‫يكون َّإل‬ ‫بالذ ِ‬
‫َ‬ ‫متنع ْ‬
‫أن‬ ‫يكون َّإل غن ًّيا كما َي ُ‬
‫َ‬ ‫متنع ْ‬
‫أن‬ ‫يزول؛ ف َي َ‬ ‫ات ال ُيمك ُن أن َ‬ ‫َّ‬
‫كريما»‬ ‫جوادا م ِ‬
‫رحيما ً‬ ‫ً‬ ‫حسنًا‪ًّ ،‬برا‬ ‫َ ً ُ‬
‫(((‬

‫ِ‬
‫(الواسع)‪.‬‬ ‫جاجي في‪ِ :‬صفة‬ ‫وان ُظ ْر‪ :‬كَال َم َّ‬
‫الز‬
‫ِّ‬
‫ا ْل َغ ْي َر ُة‬
‫َليق بجاللِه و َعظمتِه‪،‬‬ ‫وجل بال َغي ِ‬
‫رة‪ ،‬وهي ِصف ٌة فعل َّي ٌة ت ُ‬ ‫ْ‬ ‫عز َّ‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬‫ُي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫يع‬
‫السم ُ‬‫ال تُشب ُه َغ ْي َر َة المخلوق‪ ،‬وال نَدري كيف؛ ‪َ ‬ل ْي َس كَم ْثله َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫ا ْل َب ِص ُير‪.‬‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫غار‪ ،‬و َغ ْير ُة ال َّل ِه‬
‫«إن الل َه تَعا َلى َي ُ‬
‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫أتي المر ُء ما َح َّرم الل ُه عليه»(((‪.‬‬ ‫تعالى ْ‬
‫أن َي َ‬
‫يرة ٍ‬
‫ون من َغ ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َ « :‬أتَعج ُب َ‬ ‫بن ُعباد َة ِ‬‫عد ِ‬‫حديث س ِ‬
‫سعد؟!‬ ‫ُ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫الفواحش ما َظ َه َر‬
‫َ‬ ‫فوالله ألَنَا أغير‪ ،‬والله أغير منِّي؛ ِمن أج ِل َغ ِ‬
‫يرة ال َّل ِه َح َّر َم‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫أغير ِمن ال َّل ِه‪.(((»...‬‬
‫ص ُ‬ ‫منها وما َب َط َن‪ ،‬وال َش ْخ َ‬
‫«اعلم َّ‬
‫أن الكال َم‬ ‫ْ‬ ‫الس ِ‬
‫ابقين ‪:-‬‬ ‫ِ‬
‫الحديثين َّ‬ ‫قال أبو َيع َلى ال َف َّرا ُء ‪ -‬بعدَ ِذكر‬
‫ِ‬
‫صلين‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الخبر في َف‬ ‫في هذا‬

‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪)74/2‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)5229‬ومسلم (‪.)2761‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7416‬ومسلم (‪ )1499‬واللفظ له‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪291‬‬

‫فة ال َغي ِ‬
‫رة عليه‪.‬‬ ‫إطالق ِص ِ‬
‫ُ‬ ‫أحدهما‪:‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫خص‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إطالق َّ‬
‫الش‬ ‫وال َّثاني‪ :‬في‬

‫ليس في ذلك ما ُي ُ‬ ‫ِ‬


‫حيل‬ ‫أ َّما ال َغيرة؛ فغير ممتن ٍع إطال ُقها عليه سبحانه؛ ألنَّه َ‬
‫ِ‬
‫للشيء‪ ،‬وذلك‬ ‫ألن ال َغير َة هي الكراهي ُة‬ ‫عما تَستح ُّقه؛ َّ‬ ‫ِصفاتِه‪ ،‬وال ُي ِ‬
‫خر ُجها َّ‬
‫‪‬و َل ِك ْن ك َِر َه الله انْبِ َعا َث ُه ْم‪[ ‬التوبة‪.(((»]46 :‬‬ ‫ِ‬
‫جائز في صفاته؛ قال تَعا َلى‪َ :‬‬‫ٌ‬

‫النبي ص َّلى‬
‫أن َّ‬ ‫الصحيح عن عائش َة‪َّ :‬‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪« :‬في َّ‬ ‫وقال ُ‬
‫زني عَبدُ ه أو‬ ‫الل ُه عليه وس َّلم قال‪« :‬يا ُأم َة محم ٍد‪ ،‬ما أحدٌ أغير من ِ‬
‫الله ْ‬
‫أن َي َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ َّ‬ ‫َ‬
‫يرة‪ ،‬بل ب َّين أنَّه ال‬‫تزني َأمتُه»‪ ،‬فلم يص ْفه ص َّلى الله عليه وس َّلم بمط َلق ال َغ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫أغير من المؤمنين‪،‬‬ ‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُ‬ ‫َ‬ ‫أغير منه‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫أحدَ ُ‬
‫ِ‬
‫وأسمائه‪ ،‬بل ما‬ ‫شيء ِمن صفاتِه‬ ‫ٍ‬ ‫ساوى في‬ ‫غير َم َّر ٍة َّ‬
‫أن الل َه ال ُي َ‬ ‫وقدْ قدَّ ْمنا َ‬
‫ِ‬
‫َّقائص فهو أنز ُه‬ ‫ب الن‬‫أكمل فيه‪ ،‬وما كان ِمن َس ْل ِ‬ ‫الكمال فهو ُ‬ ‫ِ‬ ‫كان ِمن ِص ِ‬
‫فات‬
‫الع ِ‬
‫باد‪ ،‬وأنَّه‬ ‫منه؛ إذ له الم َث ُل األعلى سبحانه وتعالى‪ ،‬فوص َفه بأنَّه أغير ِمن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫أغير منه»(((‪.‬‬
‫ال َ‬

‫غض والكَراه َة‪َ ،‬فأ َ‬


‫خبر أنَّه‬ ‫الحافظ ابن الق ِّي ِم‪َّ :‬‬
‫«إن ال َغير َة ت َّ‬
‫َتضم ُن ال ُب َ‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬
‫الفواحش‪ ،‬وال أحدَ أحب إليه ِ‬
‫المدْ َح ُة‬ ‫َ‬ ‫وأن ِمن َغ ْيرتِه َح َّرم‬ ‫أغير منه‪َّ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫ال أحدَ ُ‬
‫ِ‬
‫كالحياء وال َف َر ِح‪،‬‬ ‫ُّفاة ِمن الكَيفي ِ‬
‫ات النَّ ْفس َّية؛‬ ‫لة الن ِ‬ ‫منه‪ ،‬وال َغير ُة عندَ المع ِّط ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫وص ُفه عندَ هم بذلك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والمقت والك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضب والس ْخ ِ‬
‫وال َغ ِ‬
‫فيستحيل ْ‬ ‫َراهية؛‬ ‫ط‪،‬‬ ‫ُّ‬

‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)165/1‬‬


‫((( «بيان تلبيس الجهمية» (‪.)410/7‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪292‬‬

‫عقل وشر ًعا‪ ،‬و ُعر ًفا‬ ‫ِ‬


‫المحمودة ً‬ ‫َمال‬ ‫فات ِمن ِص ِ‬
‫فات الك ِ‬ ‫أن هذه الص ِ‬
‫ومعلو ٌم َّ‬
‫ِّ‬
‫غار‬
‫فإن الذي ال َي ُ‬ ‫وفِطرةً‪ ،‬وأضدادها مذموم ٌة ً‬
‫عقل وشر ًعا‪ ،‬و ُعر ًفا وفطرةً؛ َّ‬
‫ِ‬
‫القبيح»(((‪.‬‬ ‫مستحق للذ ِّم‬
‫ٌّ‬ ‫بل تستوي عندَ ه الفاحش ُة وتركُها؛ مذمو ٌم غاي َة َّ‬
‫الذ ِّم‬

‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪« :‬ال َش َ‬


‫خص‬ ‫ِ‬
‫«باب قول ِّ‬
‫خاري‪ُ :‬‬
‫ُّ‬ ‫قال اإلما ُم ال ُب‬
‫الله»(((‪.‬‬ ‫أغير ِمن ِ‬
‫ُ‬
‫ف ‪ -‬رحمه الله ‪-‬‬ ‫الباب أرا َد المؤ ِّل ُ‬
‫ُ‬ ‫الشيخ اب ُن ُع َثيمين بقولِه‪« :‬هذا‬ ‫ُ‬ ‫ع َّلق‬
‫ُ‬
‫الحديث‬ ‫وجل‪ ،‬وهي من ِصفاتِه التي جا َء بها‬ ‫عز َّ‬ ‫يرة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫أن يبين فيه ِصف َة ال َغ ِ‬
‫ُ ِّ‬
‫ُ‬
‫اإلنسان على‬ ‫يغار‬ ‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ .‬وال َغيرةُ‪ :‬هي ْ‬ ‫ِ‬
‫أن َ‬ ‫عن‬
‫أصل‬‫كرهه‪ ،‬هذا ُ‬ ‫مما َي ُ‬ ‫حص َل َّ‬‫تغيير ما َ‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫كأن َيط ُل َ‬
‫كر ُهه‪ ،‬يعني‪ْ :‬‬ ‫عل ما َي َ‬ ‫فِ ِ‬

‫حص َل و ُيريدُ ت َ‬
‫َغييره؛‬ ‫كر ُه ما َ‬ ‫الغائر [كذا‪ ،‬ويعني‪ :‬الغيور] َي َ‬ ‫َ‬ ‫اشتقاق ال َغ َير ِة؛ َّ‬
‫أن‬ ‫ِ‬
‫ف الله بال َغ ِ‬
‫يرة؟‬ ‫وص ُ‬ ‫ْ‬
‫فهل ُي َ‬

‫والض ِح ِك‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫بالفرح‬ ‫ف‬‫وص ُ‬ ‫ِ‬
‫ف الل ُه بال َغيرة‪ ،‬كما ُي َ‬ ‫وص ُ‬‫الجواب‪ :‬ن َع ْم‪ُ ،‬ي َ‬
‫الفعل َّية التي تتع َّلق بمشيئتِه؛‬‫فات ِ‬ ‫ب‪ ،‬وما َأشبهه‪ ،‬وهذه الصف ُة من الص ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وال َع َج ِ‬
‫فالض ِح ُك‬ ‫فات ِ‬
‫الفعل َّية‪َّ ،‬‬ ‫فة لها سبب‪ ،‬فهي ِمن الص ِ‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫كل ِص ٍ‬‫أن َّ‬ ‫الضابط‪َّ :‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ألن‬
‫سبب‬ ‫ِصف ٌة فِعلية‪ ،‬والفرح ِصف ٌة فِعلية‪ ،‬والعجب ِصف ٌة فِعلية‪ِ ُّ ،‬‬
‫فكل صفة لها ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫كل ِصفة‬ ‫أن َّ‬ ‫ِ‬
‫العلماء‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫المعروف عند‬ ‫ِ‬
‫الضابط‬ ‫فإنَّها ِصف ٌة فِعل َّية؛ لدخولها في‬

‫((( «الصواعق المرسلة» (‪.)1497/4‬‬


‫وانظر‪«:‬مجموع الفتاوى» البن تيمية(‪ ،)120-119/6‬و(‪)181/4‬؛ حيث ن َقل كال َم شيخ‬
‫وجل‪ ،‬منها ِصفة (ال َغ ْيرة)‪.‬‬
‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات الله َّ‬ ‫إثبات ُجملة ِمن‬
‫ِ‬ ‫الكرجي في‬ ‫الحرمين‬
‫ِّ‬
‫((( «صحيح البخاري» كتاب التوحيد‪ ،‬باب ‪.20‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪293‬‬

‫تتع َّل ُق بمشيئتِه فهي ِصف ٌة فعل َّي ٌة»(((‪.‬‬

‫ختص‬ ‫الله تعالى ِمن ِج ِ ِ ِ‬ ‫َيمان‪« :‬و َغير ُة ِ‬


‫يخ ال ُغن ُ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫نس صفاته التي َي ُّ‬
‫َليق ب َعظمتِه؛ ِم ُثل‬
‫المخلوق‪ ،‬بل هي ِصف ٌة ت ُ‬
‫ِ‬ ‫ليست مماثل ًة ل َغ ِ‬
‫يرة‬ ‫ْ ُ‬ ‫بها؛ فهي‬
‫لق فيها»(((‪.‬‬ ‫شاركُه َ‬
‫الخ ُ‬ ‫ِ‬
‫خصائ ِصه التي ال ُي ِ‬ ‫والرضا‪ ...‬ونحو ذلك ِمن‬ ‫ال َغ ِ‬
‫ضب ِّ‬

‫ال َغ ْي ُظ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ٌة فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫رضي الل ُه عنه‪ ،‬عن ر ِ‬
‫سول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪،‬‬ ‫ديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫َح ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬و َأخب ُثه وأغي ُظه عليه‪َ :‬ر ُج ٌل كان‬ ‫غيظ ر ُج ٍل على ِ‬ ‫أنَّه قال‪َ :‬‬
‫الله يو َم‬ ‫«أ ُ َ‬
‫مل َك َّإل الل ُه»(((‪.‬‬ ‫يسمى م ِل َك األَ ِ‬
‫مالك؛ ال ِ‬
‫ُ َّ َ‬
‫ِ‬
‫وغيره‪« :‬اشتدَّ‬ ‫ٍ‬
‫رواية عندَ أحمدَ‬ ‫فس ٌر في‬ ‫والغيظ‪ِ :‬شدَّ ُة ال َغ ِ‬
‫ُ‬
‫ضب‪ ،‬وهو ُم َّ‬
‫عز َّ‬ ‫الله على رج ٍل تَسمى بم ِل ِك األَ ِ‬
‫مالك؛ ال م ْل َك َّإل ِ‬ ‫ضب ِ‬
‫وجل»(((‪.‬‬ ‫لله َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َغ ُ‬
‫أهل ال ُّل ِ‬
‫غة بي َن ال َغ ْيظ‬ ‫البن ِسيدَ ه‪َ « :‬ف َص َل قو ٌم من ِ‬
‫ِ‬ ‫المخص ِ‬
‫ص‬ ‫وفي‬
‫َّ‬
‫الغيظ أشدُّ ِمن ال َغ ِضب»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والغضب‪ ،‬فقالوا‪:‬‬

‫بمل ِك‬
‫الله رج ٌل يسمى ِ‬
‫ُ ُ َّ‬
‫رجل على ِ‬
‫ٍ‬ ‫الحافظ اب ُن الق ِّيم‪َ «« :‬أ ُ‬
‫غيظ‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬

‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)409/8‬‬


‫((( «شرح كتاب التوحيد» (‪.)335/1‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2143‬‬
‫((( «المسند» (‪.)10384‬‬
‫«المخصص» (‪.)78/4‬‬
‫َّ‬ ‫(((‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪294‬‬

‫قت ِ‬
‫الله و َغض ُبه على َمن تَش َّبه به في االس ِم الذي ال َينبغي‬ ‫األَ ِ‬
‫مالك»‪ :‬فهذا َم ُ‬
‫َّإل له»(((‪.‬‬

‫يخ في حاشيته على ِكتاب‬ ‫حمن ب ُن َحسن آل َّ‬


‫الش ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ َّ‬ ‫قال َّ‬
‫بغيضا‬
‫ضب وال ُبغض؛ فيكون ً‬ ‫الغيظ‪ ،‬وهو ِم ُثل ال َغ ِ‬
‫ِ‬ ‫««أغيظ»‪ِ :‬من‬
‫ُ‬ ‫التوحيد‪:‬‬
‫جاءت‪ ،‬من ِ‬
‫غير‬ ‫الصفات التي ت َُم ُّر كما‬ ‫ِ‬ ‫إلى ِ‬
‫ْ‬ ‫الله‪َ ،‬مغضو ًبا عليه‪ ،‬وهذا من ِّ‬
‫أعلم»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تأويل‪ ،‬وال ت ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تمثيل‪ ،‬والل ُه ُ‬ ‫َشبيه وال‬ ‫تحريف وال‬

‫عز َّ‬
‫وجل؛‬ ‫يظ ِ‬
‫لله َّ‬ ‫إثبات ال َغ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫«أغيظ»‪ :‬فيه‬ ‫يخ اب ُن ُع َثيمين‪« :‬قو ُله‪:‬‬
‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫والظاهر أنَّها أشدُّ من‬ ‫كغيرها من الص ِ‬
‫فات‪،‬‬ ‫وجل‪ِ ،‬‬ ‫عز َّ‬ ‫َليق ِ‬
‫بالله َّ‬ ‫فهي ِصف ٌة ت ُ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الغضب»(((‪.‬‬

‫ا ْل َف ْت ُح‬
‫اسم ِمن‬ ‫ِ‬
‫والسنَّة‪ ،‬و(ال َفت ُ‬
‫َّاح) ٌ‬ ‫تاب ُّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫َّ‬ ‫عز‬ ‫ِصف ٌة فِعلي ٌة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫ْ َّ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬
‫يم‪[ ‬سبأ‪.]26 :‬‬ ‫‪‬و ُه َو ا ْل َفت ُ‬
‫َّاح ا ْل َعل ُ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫‪‬ر َّبنَا ا ْفت َْح َب ْينَنَا َو َب ْي َن َق ْو ِمنَا بِا ْل َح ِّق‪[ ‬األعراف‪.]89 :‬‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫مة َف َل ُم ْم ِس َك َل َها‪[ ‬فاطر‪.]2:‬‬


‫َّاس ِمن رح ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬قو ُله‪َ  :‬ما َي ْفتَحِ ال َّل ُه للن ِ ْ َ ْ‬
‫((( «الجواب الكافي» (‪.)138‬‬
‫الموحدين» (‪ ،)213‬وانظر‪« :‬شرح كتاب التوحيد» (‪ )713‬له‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫((( «قرة عيون‬
‫((( «القول المفيد على كتاب التوحيد» (‪.)12/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪295‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫احبِ ْسها َعلينا ( َيعني‪:‬‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫ُ‬
‫اللهم ْ‬
‫َّ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪...« :‬‬ ‫َ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫فحبِ َس ْت حتى فت ََح الل ُه عليه‪.(((»...‬‬
‫مس)‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬
‫الش َ‬
‫‪ -2‬حديث‪ِ َ :‬‬
‫يحب الل َه ورسو َله‪َ ،‬ي ْفت َُح الل ُه‬
‫ُّ‬ ‫«لُعطي َّن هذه الراي َة ُ‬
‫رج ًل‬
‫على ي ِ‬
‫ديه‪.(((»...‬‬ ‫َ‬

‫قال اب ُن ال َق ِّي ِم‪:‬‬

‫ان‬ ‫َْ‬
‫وال َفتْـــح فِـــي أوصافِ ِ‬
‫ـــه أمر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـــم ِائ ِه‬ ‫ِ‬
‫َّـــاح م ْن َأ ْس َ‬ ‫«وكَذلِ َ‬
‫ـــك ال َفت ُ‬
‫ـــدار َفتْـــح َث ِ‬
‫ِ‬ ‫ـــر ُع ِ‬
‫ـــان‬ ‫ٌ‬ ‫ْـــح بِاألَ ْق‬
‫وال َفت ُ‬ ‫إلهنَا‬ ‫ْـــح بِ ُح ْك ٍم َو ْه ُ‬
‫ـــو َش ْ‬ ‫َفت ٌ‬
‫الر ْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫يـــن ِك َل ْي ِه َما‬
‫َّـــاح بِ َذ ِ‬
‫من»‬
‫(((‬
‫عَدْ ًل ْ‬
‫وإح َســـانًا مـــ َن َّ‬ ‫والـــر ُّب َفت ٌ‬
‫َّ‬
‫والفتح ضدُّ ال َغ ِ‬
‫لق‬ ‫والفتح بمعنى الحك ِم وال َق ِ‬
‫ضاء كما في اآلية الثانية‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الس ِ‬
‫ابقين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ديثين َّ‬ ‫الح‬
‫والفتح بمعنى النَّصر كما في َ‬
‫ُ‬ ‫كَما في اآلية ال َّثالِثة‪،‬‬
‫ا ْل َفرا ُغ ِمن َّ ِ‬
‫واالنتهاء ِمنه)‬ ‫الشيء َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إتمامه‬ ‫(بم ْعنَى‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة فِعل َّي ٌة ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة ُّ‬
‫بالسنَّة َّ‬ ‫لله َّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬

‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬


‫رض َي الل ُه عنه‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬
‫عن ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫‪-1‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)3124‬ومسلم (‪.)1747‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2405‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 729/3‬رقم ‪.)3345-3343‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪296‬‬

‫الر ِح ُم‪ ،‬فقال‪ :‬م ْه؟ ْ‬


‫قالت‪ :‬هذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْل َق‪ ،‬ف َل َّما َفرغ منه قامت َّ‬
‫«خ َل َق الل ُه َ‬
‫قال‪َ :‬‬
‫العائذ بِ َك من ال َق ِ‬
‫طيعة»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مقا ُم‬

‫رسول ِ‬
‫الله‬ ‫َ‬ ‫«سمعت‬
‫ُ‬ ‫رض َي الل ُه عنه؛ قال‪:‬‬ ‫بن الن ِ‬
‫ُّعمان ِ‬ ‫حديث َقتاد َة ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫لقه؛ استوى على َع ِ‬
‫يقول‪َ :‬لما َفر َغ الله ِمن َخ ِ‬
‫رشه»‬ ‫ُ‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُ َّ َ‬
‫(((‪.‬‬

‫مرفوعا‪« :‬حتَّى إ َذا َف َر َغ الل ُه ِمن‬


‫ً‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫خر َج برحمتِه َمن أرا َد ِمن ِ‬
‫أهل الن ِ‬
‫َّار‪ ،‬أ َم َر‬ ‫أن ُي ِ‬ ‫الع ِ‬
‫باد‪ ،‬وأرا َد ْ‬ ‫ِ‬
‫القضاء بين ِ‬

‫ِ‬ ‫كان ال ُي ِ‬ ‫خرجوا ِمن الن ِ‬‫المالئك َة أن ُي ِ‬


‫ممن أرا َد الل ُه‬‫شر ُك بالله شي ًئا‪َّ ،‬‬ ‫َّار َمن َ‬

‫أن ال إل َه َّإل الل ُه»(((‪.‬‬


‫شهدُ ْ‬
‫ممن َي َ‬
‫رحمه‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬
‫أن َي َ‬
‫ِ‬
‫القضاء‬ ‫نيمان‪« :‬قوله‪(( :‬حتَّى إذا َفر َغ الل ُه من‬ ‫يخ عبدُ ِ‬
‫الله ال ُغ ُ‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫كل ٍ‬
‫عمل له بداي ٌة ونهاية‪ ،‬ونهايتُه الفرا ُغ منه‪ ،‬والمعنى‪َّ :‬‬
‫أن الل َه‬ ‫بين ِ‬
‫العباد))؛ ُّ‬

‫أسرع‬
‫ُ‬ ‫باده بن ْف ِسه‪ ،‬و َينتهي من ذلك‪ ،‬وهو‪ -‬تعالى‪-‬‬ ‫تعالى يتو َّلى محاسب َة ِع ِ‬

‫كثير من النُّصوص‪ ،‬وهو ِمن‬ ‫وصف الله تعالى بذلك في ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الحاسبين‪ ،‬وجا َء‬
‫(((‪.‬‬
‫الفعل‪ ،‬وهي كثيرةٌ»‬ ‫أوصاف ِ‬
‫ِ‬

‫الش ِ‬
‫يء‪ ،‬فرا ًغا وفرو ًغا‪ :‬أتممتُه‪.‬‬ ‫فرغت من َّ‬ ‫وفي ال ُّلغة‪:‬‬
‫ُ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7502‬ومسلم (‪.)2554‬‬


‫الذهبي في كتاب‬
‫ُّ‬ ‫البخاري‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫وصحح إسنا َده على شرط‬
‫َّ‬ ‫السنة»‪،‬‬ ‫((( رواه َ‬
‫الخلَّل في «كتاب ُّ‬
‫«العرش» (ص‪ ،)62‬واب ُن الق ِّيم في «اجتماع الجيوش اإلسالمية» (ص ‪.)107‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7437‬ومسلم (‪.)182‬‬
‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)100/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪297‬‬

‫ا ْل َف َر ُح‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫صف ٌة فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫وجل باألحاديث َّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫بتوبة َعبده‪ »...‬وفي ٍ‬
‫لفظ‪« :‬أشدُّ َفر ًحا»(((‪.‬‬ ‫حديث‪َ « :‬ل َّله أفرح ِ‬
‫ُ‬
‫ُ ُ‬

‫َ‬
‫يقولون (أي‪ :‬اإلثبات) في جمي ِع‬ ‫الصابوني‪« :‬وكذلِك‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫إسماعيل‬ ‫قال َأبو‬

‫السم ِع‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الصفات التي َنز َل ِ‬


‫بذ ِ‬
‫حاح من َّ‬
‫الص ُ‬
‫األخبار ِّ‬
‫ُ‬ ‫ووردت بها‬
‫ْ‬ ‫القرآن‪،‬‬ ‫كرها‬ ‫ِّ‬
‫والض ِح ِك ِ‬
‫وغيرها‪.(((»...‬‬ ‫والفر ِح َّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫والعين‪...‬‬ ‫وال َبصر‬
‫ِ‬
‫الحديث‪« :‬وفي هذا‬ ‫ِ‬
‫شرحه لهذا‬ ‫الهراس عندَ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫محمد خليل َّ‬
‫يخ َّ‬
‫غيره ِمن‬
‫وجل‪ ،‬والكال ُم فيه كالكال ِم في ِ‬
‫عز َّ‬ ‫رح ِ‬
‫لله َّ‬ ‫إثبات ِص ِ‬
‫فة ال َف ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحديث‬
‫ليق به‪ ،‬وهو من ِص ِ‬
‫فات‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬على ما َي ُ‬ ‫الص ِ‬
‫فات؛ أنَّه صف ٌة حقيق َّي ٌة لله َّ‬ ‫ِّ‬
‫التابعة لمشيئتِه تعالى و ُقدرتِه‪ ،‬ف َي ْحدُ ُ‬
‫ث له هذا المعنى المع َّب ُر عنه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الف ِ‬
‫عل‬

‫ث عبدُ ُه التوب َة واإلنا َب َة إليه‪ ،‬وهو ُمستلز ٌم ِلرضاه عن‬ ‫بالفرح عندما ي ِ‬
‫حد ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫التائب‪ ،‬و َقبولِه توبتَه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َع ِ‬
‫بده‬

‫ٍ‬
‫وسرور‬ ‫فرح ِخ َّف ٍة‬ ‫ُ‬
‫يكون َ‬ ‫ِ‬
‫المخلوق على أنواعٍ؛ فقد‬ ‫الفرح في‬
‫ُ‬ ‫وإذا كان‬

‫وجل ُمن ََّز ٌه عن ذلك ك ِّله‪ُ ،‬‬


‫ففرحه‬ ‫عز َّ‬ ‫فرح َأ َش ٍر و َب ٍ‬
‫طر؛ فالل ُه َّ‬ ‫ٍ‬
‫وطرب‪ ،‬وقد يكون َ‬

‫ٍ‬
‫مسعود‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حديث عبد الله بن‬ ‫((( رواه البخاري (‪ 6308‬و‪ ،)6309‬ومسلم (‪ .)4933-4927‬من‬
‫وأنس بن مالك‪ ،‬وأبي ُهريرة‪ ،‬والن ِ‬
‫ُّعمان بن بشير‪ ،‬والبراء بن عازب‪ِ ،‬‬
‫رضي الل ُه عنهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫السلف أصحاب الحديث» (ص‪.)5‬‬ ‫((( «عقيدة َّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪298‬‬

‫أحد ِمن خ ْلقه؛ ال في ذاته‪ ،‬وال في َأسبابِه‪ ،‬وال في غاياتِه؛ فسب ُبه‬
‫ال يشبِه فرح ٍ‬
‫ُ ُ َ‬
‫تعرضوا لها‪ ،‬وغايتُه إتما ُم‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫كمال رحمتِه وإحسانِه التي‬ ‫ُ‬
‫يحب من عباده أن َي َّ‬‫ُّ‬
‫المنيبِي َن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫نعمته على التَّائبي َن ُ‬

‫واب؛‬ ‫ِ‬
‫بإرادة ال َّث ِ‬ ‫الرضا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتفسير ِّ‬
‫ُ‬ ‫الرضا‪،‬‬
‫الفرح بالزمه‪ ،‬وهو ِّ‬ ‫تفسير‬
‫ُ‬ ‫وأ َّما‬
‫ورضاه سبحانه‪َ ،‬أ ْو َجبه سو ُء ظ ِّن هؤالء‬ ‫لفر ِحه ِ‬ ‫ٌ‬
‫وتعطيل َ‬ ‫نفي‬
‫فكل ذلك ٌ‬ ‫ُّ‬
‫تكون فيه كما هي في‬ ‫ُ‬ ‫أن هذه المعاني‬‫توهموا َّ‬ ‫ُ‬ ‫المع ِّط ِ‬
‫حيث َّ‬ ‫لة بر ِّبهم؛‬
‫َشبيههم وت ِ‬
‫َعطيلهم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المخلوق‪ ،‬تعالى الل ُه عن ت ِ‬

‫الدارمي‪ ،‬واب ُن ُقتَيب َة‪ ،‬وأبو َيع َلى‬


‫ُّ‬ ‫ثبت ِصفة (ال َف َرح) من العلماء‪:‬‬
‫وممن َأ َ‬
‫َّ‬
‫ال َف َّرا ُء‪ .‬ان ُظ ْر‪ :‬صفة (ال َب ْش َبشة)‪.‬‬

‫(السمعِ)‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ابن ٍ‬‫البغوي في ِصفة (األصابِع)‪ ،‬وكال َم ِ‬ ‫وان ُظ ْر‪ :‬كال َم‬
‫كثير في صفة َّ‬ ‫ِّ‬

‫ا ْل َف ْط ُر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فات َأفعالِه تعالى أنَّه َف َط َر َ‬
‫ِمن ِص ِ‬
‫واألرض‪،‬‬ ‫موات‬ ‫الس‬ ‫الخ ْل َق‪ ،‬وهو ُ‬
‫فاطر َّ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ثابت ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫وهذا ٌ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ُ  :‬ق ِل ا َّل ِذي َف َط َرك ُْم َأ َّو َل َم َّر ٍة‪[ ‬اإلسراء‪.]51 :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬ف ْط َر َة ال َّل ِه ا َّلتي َف َط َر الن َ‬
‫َّاس َع َل ْي َها‪[ ‬الروم‪.]30 :‬‬
‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬ا ْلحمدُ لِ َّل ِه َفاطِ ِر السمو ِ‬
‫ات َو ْالَ ْر ِ‬
‫ض‪[ ‬فاطر‪.]1 :‬‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ْ‬

‫((( «شرح العقيدة الواسطية» (ص‪.)166‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪299‬‬

‫‪‬إل ا َّل ِذي َف َط َرنِي َفإِ َّن ُه َس َي ْه ِد ِ‬


‫ين‪[ ‬الزخرف‪.]27 :‬‬ ‫‪ -4‬وقو ُله‪َّ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫برائيل ِ‬
‫رب ِج َ‬ ‫ُ‬
‫موات‬ ‫فاطر َّ‬
‫الس‬ ‫وإسرافيل‪َ ،‬‬ ‫يكائيل‬ ‫وم‬ ‫«اللهم َّ‬
‫َّ‬ ‫حديث‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫واألرض‪.(((»...‬‬

‫وج ِهي ل َّلذي‬ ‫طالب ِ‬


‫ٍ‬ ‫علي ِ‬ ‫ُ‬
‫«‪...‬وج ْه ُت ْ‬
‫َّ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪:‬‬ ‫بن أبي‬ ‫حديث ِّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫واألرض حني ًفا‪.(((»...‬‬
‫َ‬ ‫موات‬ ‫ف َط َر َّ‬
‫الس‬

‫المعنى‪:‬‬
‫َ‬
‫واالختراع‪ .‬ف َط َركم َّأو َل َم َّر ٍة‪ ،‬أي‪ :‬ابتد َأ‬
‫ُ‬ ‫َف َط َر‪ ،‬أي‪َ :‬ش َّق‪ ،‬وال َف ْط ُر‪ :‬االبتدا ُء‬
‫ِ‬
‫أن كانتَا َر ْت ًقا‪،‬‬
‫واألرض‪ ،‬أي‪ :‬ش َّقهما و َف َت َقهما بعدَ ْ‬‫َ‬ ‫موات‬ ‫َخ ْل َقكم‪ .‬ف َطر َّ‬
‫الس‬
‫بتدئُها وخالِ ُقها(((‪.‬‬‫بد ُعها وم ِ‬
‫ُ‬
‫وهو م ِ‬
‫ُ‬

‫ا ْل ِف ْع ُل‬
‫ان ُظر‪ِ :‬صف َة (ال َع َمل)‪.‬‬

‫ا ْل َف ْو ِق َّي ُة‬
‫كل‬ ‫ثبتون ُع ُل َّو الله و َف ْو ِق َّيته‪ ،‬وأنَّه سبحانه َ‬
‫فوق ِّ‬ ‫أهل السن َِّة والج ِ‬
‫ماعة ُي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ‬
‫ٍ‬
‫شيء‪.‬‬

‫ان ُظ ْر‪ِ :‬صف َة (ال ُع ُلو)‪.‬‬

‫((( رواه مسلم (‪.)770‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)771‬‬
‫((( انظر كتب التَّفسير‪ ،‬و«النهاية» البن األثير (ص‪.)456 - 457/3 :‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪300‬‬

‫ا ْل َق ْب ُض َوال َّط ُّي‬


‫و(القابض) ِمن‬
‫ُ‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬ ‫ثابتتان ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬
‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪،‬‬ ‫تان ِ‬
‫لله َّ‬ ‫فتان فِعلي ِ‬
‫َّ‬
‫ِص ِ‬
‫ِ‬
‫أسماء ِ‬
‫الله تعالى‪.‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪‬وال َّل ُه َي ْقبِ ُض َو َي ْب ُس ُط َوإِ َل ْي ِه ت ُْر َج ُع َ‬
‫ون‪[ ‬البقرة‪.]245 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َم ْط ِو َّي ٌ‬
‫ات‬ ‫‪‬و ْالَ ْر ُض َجمي ًعا َق ْب َض ُت ُه َي ْو َم ا ْلق َيا َمة َو َّ‬
‫الس َم َو ُ‬ ‫‪ -2‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫بِ َي ِمينِ ِه [الزمر‪.]67 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ِ‬
‫األرض‬
‫َ‬ ‫حديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه‪َ « :‬يقبِ ُض الل ُه َ‬
‫تبارك وتَعالى‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫السما َء ب َيمينِه‪.(((»...‬‬ ‫ِ ِ‬
‫يو َم القيامة‪ ،‬و َيطوي َّ‬

‫الم َس ِّع ُر ال َقابِ ُض‬ ‫أنس ِ‬


‫رض َي الل ُه عنه‪َّ ...« :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫هو ُ‬‫إن الل َه َ‬ ‫حديث‬ ‫‪-2‬‬
‫أن َأ ْل َقى الل َه وليس أحدٌ منكم ُيطالِ ُبني‬
‫الر ِاز ُق‪ ،‬وإنِّي ألَرجو الل َه ْ‬ ‫ِ‬
‫ال َباس ُط َّ‬
‫ٍ‬
‫بمظلمة في د ٍم وال ٍ‬
‫مال»(((‪.‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7382‬ومسلم(‪.)2787‬‬


‫((( رواه أحمد (‪ ،)12613( )156/3‬وأبو داود (‪ ،)3451‬والترمذي (‪ ،)1314‬وابن ماجه‬
‫(‪ ،)2200‬والدارمي (‪ ،)2545( )324/2‬وابن حبان (‪ ،)4935( )307/11‬والبيهقي‬
‫(‪.)10928 ،10927( )29/6‬‬
‫البر‬ ‫ٌ‬
‫حديث حس ٌن صحيح‪ .‬وقال اب ُن عبد ِّ‬ ‫الترمذي‪ :‬هذا‬
‫ُّ‬ ‫والحديث سكَت عنه أبو داود‪ .‬وقال‬
‫وصححه اب ُن دقيق العيد‬
‫َّ‬ ‫بأس بها‪.‬‬
‫في «االستذكار» (‪ُ :)423/5‬روي من وجوه صحيحة ال َ‬
‫في «االقتراح» (ص‪ ،)113‬واب ُن المل ِّقن في «البدر المنير» (‪ ،)507/6‬وقال اب ُن كثير =‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪301‬‬

‫«إن الله َخ َل َق آدم ِمن َق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫بضة‬ ‫َ‬ ‫قال أبو َيع َلى ال َف َّرا ُء بعدَ ذكر حديث َّ َ‬
‫ِ‬
‫القبض عليه سبحانه‪ ،‬وإضافتُها‬ ‫ُ‬
‫إطالق‬ ‫غير ممتن ٍع‬
‫«اعلم أنَّه ُ‬
‫ْ‬ ‫ق َب َضها‪:» ...‬‬
‫مخلوق ِ‬
‫باليد من هذه‬ ‫ٌ‬ ‫فة التي هي اليدُ التي َخ َل َق بها آ َد َم؛ ألنَّه‬‫إلى الص ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫إطالق ذلك أنَّه ليس في‬ ‫ِ‬
‫جواز‬ ‫فدل على أنَّها قبض ٌة ِ‬
‫باليد‪ ،‬وفي‬ ‫ِ‬
‫القبضة؛ َّ‬
‫عما تستح ُّقه»(((‪.‬‬ ‫حيل صفاتِه‪ ،‬وال ُي ِ‬
‫خر ُجها َّ‬ ‫ذلِك ما ُي ُ‬
‫ِ‬
‫الصحابة‬ ‫والسن َِّة وكال ِم‬ ‫ِ‬ ‫وقال اب ُن ال َق ِّيم‪« :‬ور َد ُ‬
‫لفظ (اليد) في القرآن ُّ‬
‫متصر ًفا فيه‪ ،‬مقرونًا بما ُّ‬ ‫ِ‬
‫يدل‬ ‫َّ‬ ‫أكثر من مئة موض ٍع ُورو ًدا ِّ‬
‫متنو ًعا‬ ‫والتابعين في َ‬
‫بض والب ِ‬ ‫ِ‬
‫سط‪.(((»...‬‬ ‫والطي‪ ،‬وال َق ِ َ‬
‫ِّ‬ ‫اإلمساك‬ ‫على أنَّها يدٌ حقيق ًة‪ ،‬من‬
‫الق ِ‬
‫يامة‪،‬‬ ‫األرض يوم ِ‬ ‫َ‬ ‫يخ عبدُ ِ‬
‫الله ال ُغنيمان‪« :‬قو ُله‪َ « :‬يقبِ ُض الل ُه‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫السما َء بيمينِه»‪ُ :‬‬
‫والطي‪ :‬هو‬
‫ُّ‬ ‫أخ ُذ الشيء باليد ْ‬
‫وجم ُعه‪،‬‬ ‫القبض‪ :‬هو ْ‬ ‫و َيطوي َّ‬
‫القبض‪ .‬وهذا ِمن‬ ‫ِ‬ ‫قريب من‬ ‫وجم ُعه‪ ،‬وهو‬ ‫ٍ‬
‫بعض‬ ‫بعضه على‬ ‫ِ‬
‫الشيء ِ‬ ‫مالقا ُة‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫بآيات‬ ‫صفات الله تعالى االختيار َّية‪ ،‬التي تتع َّل ُق بمشيئتِه وإرادتِه‪ ،‬وهي ثابت ٌة‬‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مما‬ ‫وأحاديث صحيحة عن رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬وهي َّ‬ ‫َ‬ ‫كثيرة‪،‬‬
‫ويحرم تأوي ُلها‬
‫ُ‬ ‫داخل في اإليمان بالله تعالى‪،‬‬‫ٌ‬ ‫اإليمان به؛ َّ‬
‫ألن ذلك‬ ‫ُ‬ ‫يجب‬
‫ُ‬
‫أيضا؛‬ ‫ُ‬
‫العقل ً‬ ‫دل على ُثبوتِها لله تعالى‬
‫ظاهرها‪ ،‬وقد َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المخر ُج لمعانيها عن‬
‫المشاه ِد؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الكون‬ ‫الخالق لهذا‬
‫ُ‬ ‫إثبات َّ‬
‫أن الل َه هو‬ ‫ُ‬ ‫فإنَّه ال ُيمك ُن لِ َمن نفاها‬

‫= في «إرشاد الفقيه» (‪ ،)33/2‬وابن حجر في «التلخيص الحبير» (‪ :)93/1‬إسنا ُده على‬


‫األلباني في «غاية المرام» (‪.)323‬‬ ‫وصححه‬ ‫شر ِ‬
‫ط مسل ٍم‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫((( «إبطال التأويالت» (ص ‪.)168‬‬
‫((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)171/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪302‬‬

‫ٌ‬
‫معقول‬ ‫والفاعل ال بدَّ له ِمن فِعل‪ ،‬وليس هناك فِ ٌ‬
‫عل‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫فاعل‪،‬‬ ‫عل ال بدَّ له ِمن‬ ‫ِ‬
‫الف َ‬
‫ِ‬
‫كالقبض‬ ‫بالفاع ِل‪ ،‬سوا ًء كان الز ًما كالن ُُّزول والمجيء‪ ،‬أو ُمتعدِّ ًيا‬ ‫ِ‬ ‫َّإل ما قام‬
‫تابع لِ َما يفع ُله من أفعالِه‬ ‫ِ‬
‫فحدوث ما ُيحد ُثه تعالى من المخلوقات ٌ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫والطي؛‬
‫ِّ‬
‫أنكر‬ ‫ِ‬
‫فمن َ‬ ‫حي ق ُّيو ٌم‪ ،‬ف َّعال ل َما ُيريد‪َ ،‬‬ ‫االختيار َّية القائمة به تعالى؛ وهو تعالى ٌّ‬
‫نك ُر َخل َقه لهذا العا َلم‬ ‫فإن معنى ذلك أنَّه ي ِ‬ ‫ِ‬
‫األفعال االختيار َّية به تعالى‪َّ ،‬‬ ‫قيا َم‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫فالعقل‬ ‫المشاهد‪ ،‬و ُينكر قو َله‪ :‬إِ َّن ُه َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير‪‬؛‬
‫َ‬ ‫المشاه ِد وغير‬
‫َ‬
‫رع‪.‬‬
‫الش ُ‬ ‫َّ‬
‫دل على ما جا َء به َّ‬

‫أيضا‬ ‫صريحا ً‬ ‫والطي‪ ،‬قد جاء‬ ‫ِ‬


‫القبض‬ ‫ِ‬
‫الحديث من‬ ‫صرح به في هذا‬
‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫وما َّ‬
‫‪‬و َما َقدَ ُروا الله َح َّق َقدْ ِر ِه َو ْالَ ْر ُض‬ ‫الله تعالى؛ كما قال تعالى‪َ :‬‬ ‫كتاب ِ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫ات بِ َي ِمينِ ِه ُس ْب َحا َن ُه َو َت َعا َلى َع َّما‬
‫ات َم ْط ِو َّي ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َجمي ًعا َق ْب َض ُت ُه َي ْو َم ا ْلق َيا َمة َو َّ‬
‫الس َم َو ُ‬
‫صريح ِ‬
‫اآلية‬ ‫ِ‬ ‫لف في‬ ‫واألحاديث واآلثار عن الس ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُون‪[ ‬الزمر‪،]67 :‬‬ ‫ُي ْش ِرك َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫تأويل‪ ،‬وال‬ ‫ً‬ ‫الباب كثيرةٌ‪ ،‬وظاهر ٌة جلية ال ت ِ‬
‫َحتم ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المذكور في‬ ‫ِ‬
‫والحديث‬
‫َّ‬
‫صار تأوي ُلها تحري ًفا وإلحا ًدا فيها»(((‪.‬‬
‫تحتاج إلى تفسير؛ ولهذا َ‬
‫ُ‬
‫وان ُظ ْر‪ِ :‬ص َفتَي‪( :‬ال َب ْسط) ْ ِ‬
‫و(ال ْم َساك)‪.‬‬

‫ا ْل ُق ْد َر ُة‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪:‬‬ ‫تاب والسن َِّة‪ِ ،‬‬
‫ومن‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫عز َّ‬
‫صف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫ُّ‬
‫و(الم ْقت َِدر)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫و(القادر)‬ ‫(ال َق ِدير)‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)140/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪303‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬إِ َّن ال َّل َه َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير‪[ ‬البقرة‪ ]20:‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪ُ  :‬ق ْل هو ا ْل ِ‬
‫قاد ُر َع َلى َأ ْن َي ْب َع َث َع َل ْيك ُْم َع َذا ًبا‪[ ‬األنعام‪.]65:‬‬ ‫ُ َ‬
‫َّات ونَه ٍر * فِي م ْقع ِد ِصدْ ٍق ِعنْدَ م ِل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫يك‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬إِ َّن ُ‬
‫المتَّقي َن في َجن َ َ‬
‫ُم ْقت َِد ٍر‪[ ‬القمر‪.]55 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫بع َّز ِة‬
‫رضي الله عنه مرفو ًعا‪« :‬أعو ُذ ِ‬
‫َ ُ‬
‫العاص ِ‬
‫ِ‬ ‫ثمان ِ‬
‫بن أبي‬ ‫حديث ُع َ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫وأحاذ ُر»(((‪.‬‬ ‫الله و ُقدرتِه ِمن َشر ما ِ‬
‫أجدُ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب ُغال َمه؛‬ ‫البدري رض َي الل ُه عنه‪َ ،‬ل َّما َ‬
‫ضر َ‬ ‫ِّ‬ ‫سعود‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي َم‬ ‫‪-2‬‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫عليك‬ ‫أن الل َه َأ ُ‬
‫قدر‬ ‫مسعود‪َّ ،‬‬ ‫«اعلم أ َبا‬
‫ْ‬ ‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪:‬‬
‫قال له ُّ‬
‫ِم َ‬
‫نك على هذا ال ُغال ِم»(((‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫قادر على ِّ‬
‫شيء أراده‪ ،‬ال‬ ‫كل‬ ‫ف الل ُه ن ْف َسه بأنَّه ٌ‬
‫«ووص َ‬
‫َ‬ ‫الخ َّط ُّ‬
‫ابي‪:‬‬ ‫قال َ‬
‫ِ‬
‫للشيء؛ ُيقال‪:‬‬ ‫القادر بمعنى المقدِّ ِر‬ ‫عجز وال ُفتور‪ ،‬وقد يكون‬ ‫َي ِ‬
‫عتر ُضه‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫واحد»(((‪.‬‬ ‫رت الشي َء وقدَ ْرتُه؛ بمعنًى‬‫َقدَّ ُ‬

‫(السمع)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ابن ٍ‬‫وان ُظ ْر‪ :‬كال َم ِ‬


‫كثير في صفة َّ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2202‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)1659‬‬
‫((( «شأن الدعاء» (ص‪.)85‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪304‬‬

‫طابي(((‪ ،‬واب ُن حزم(((‪،‬‬ ‫عز َّ‬


‫وجل‪َ :‬‬ ‫ثبت اسم (الم ْقت َِدر) ِ‬‫وممن َأ َ‬
‫الخ ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬
‫واب ُن َح ٍ‬
‫جر(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬

‫‪ ‬ا ْل ِق َد ُم‬
‫اسما له‪.‬‬
‫و(القديم) ليس ً‬
‫ُ‬ ‫قديم‪ ،‬ال ِصف ًة له‪،‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه ٌ‬
‫عن ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُي ْخ َب ُر ِ‬

‫فات‬ ‫ِ‬
‫األسماء والص ِ‬ ‫طلق عليه في ِ‬
‫باب‬ ‫الحافظ اب ُن ال َق ِّي ِم‪ ...« :‬ما ُي ُ‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫يكون توقيف ًّيا؛ كالقديم‪،‬‬ ‫يجب ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األخبار ال‬ ‫توقيفي‪ ،‬وما ُيط َل ُق عليه من‬‫ٌّ‬
‫والقائم بنَ ْف ِسه»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫والشيء‪ ،‬والموجود‪،‬‬
‫قوام السنَّة‪ ...« :‬ف َب َّين (أي‪ :‬النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّلم) مرا َد ِ‬
‫الله‬ ‫وقال َّ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫أن ن ْفسه قديم غير ٍ‬ ‫ِ‬
‫ف‬‫وص ُ‬ ‫فان‪َّ ،‬‬
‫وأن ذاته ال ُي َ‬ ‫ٌ‬ ‫تعالى فيما َأخبر عن ن ْفسه‪ ،‬وب َّين َّ َ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪.(((»...‬‬ ‫َّإل بما َو َصف‪َ ،‬‬
‫وو َص َفه ُّ‬
‫وسلطانِه ال َقديمِ؛‬ ‫بالله العظي ِم‪ ،‬وبِ َو ِ‬
‫جهه الكري ِم‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫الحديث‪« :‬أعو ُذ ِ‬ ‫وفي‬
‫الرجي ِم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫من َّ‬
‫الشيطان َّ‬
‫وجل ِ‬
‫بالقدَ ِم‪.‬‬ ‫عز َّ‬
‫الله َّ‬ ‫فس ِ‬
‫لطان ِ‬
‫وص ُ ُ‬
‫وفيه ْ‬

‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)86‬‬


‫((( «المحلى باآلثار» (‪.)282/6‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫((( «بدائع الفوائد» (‪.)162/1‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)93/1‬‬
‫ِ‬
‫((( رواه أبو داود (‪ .)466‬من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الل ُه عنهما‪.‬‬
‫والحديث سكت عنه أبو داود‪ .‬وحسنه النووي في «األذكار» (ص‪ ،)46‬وابن حجر في‬
‫«نتائج األفكار» (‪ ،)277/1‬وصححه األلباني في «صحيح سنن أبي داود» (‪.)466‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪305‬‬

‫«واإليمان بال َق ِ‬
‫در‬ ‫ُ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪:‬‬ ‫الله ِ‬
‫بالقدَ م؛ قال ُ‬ ‫وصف ِع ْلم ِ‬ ‫و ُي‬
‫ُ ُ‬
‫عليم‬ ‫اإليمان َّ‬
‫ُ‬ ‫شيئين؛ فالدرج ُة األُولى‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫على َدرجت ِ‬
‫َين‪ُّ ،‬‬
‫بأن الل َه ٌ‬ ‫تتضم ُن‬
‫َّ‬ ‫درجة‬ ‫كل‬
‫موصوف به ً‬
‫أزل وأبدً ا‪.(((»...‬‬ ‫ٌ‬ ‫بع ِ‬
‫لمه القدي ِم‪ ،‬الذي هو‬ ‫عاملون ِ‬
‫لق وهم ِ‬ ‫بالخ ِ‬
‫َ‬
‫متنازعون؛ هل يسمى الله بما صح معناه في ال ُّل ِ‬
‫غة‬ ‫«والناس ِ‬ ‫أيضا‪:‬‬
‫وقال ً‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫طلق َّإل ما َأ ْط َل َق‬
‫إجماع‪ ،‬أم ال ُي ُ‬ ‫نص وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والعقل َّ‬
‫ٌ‬ ‫والشرعِ‪ ،‬وإن لم ير ْد بإطالقه ٌّ‬
‫نص في‬ ‫َ‬
‫طلقون ما ال َّ‬ ‫مشهورين‪ ،‬وعا َّمة النُّ َّظ ِ‬
‫ار ُي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قولين‬ ‫نص أو إجماع؟ على‬
‫ٌّ‬
‫ِ‬
‫الناس‬ ‫إطالقه وال إجماع؛ كلفظ (القديم) و(الذات)‪ ...‬ونحو ذلك‪ِ ،‬‬
‫ومن‬ ‫ِ‬

‫فصل بين األسماء التي ُيد َعى بها‪ ،‬وبين ما ُيخ َب ُر به عند الحاجة؛ فهو‬ ‫َمن ُي ِّ‬
‫‪‬ولِ َّل ِه األَ ْس َما ُء ا ْل ُح ْسنَى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحسنى؛ كما قال‪َ :‬‬
‫سبحانه إنَّما ُيدْ َعى باألسماء ُ‬
‫ٍ‬
‫موجود‪،‬‬ ‫اإلخبار عنه؛ ِم ُثل أن ُيقال‪ :‬ليس هو بقدي ٍم‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫يج إلى‬ ‫ِ‬
‫وأ َّما إذا احت َ‬
‫تحقيق اإلثبات‪ْ :‬بل هو‬ ‫ِ‬ ‫ذات قائمة بنَ ْفسها‪ ...‬ونحو ذلك؛ فقيل في‬‫وال ٍ‬
‫ٍ‬
‫بشيء‪ ،‬فقيل‪:‬‬ ‫ذات قائم ٌة بنَ ْف ِسها‪ ،‬وقيل‪ :‬ليس‬
‫قديم‪ ،‬موجو ٌد‪ ،‬وهو ٌ‬
‫سبحانه ٌ‬
‫ٌ‬
‫سائغ‪.((( »...‬‬ ‫بل هو شي ٌء؛ فهذا‬

‫«القديم هو الموجو ُد لم َي َز ْل‪ ،‬وهذه صف ٌة َيستح ُّقها بذاتِه»(((‪.‬‬


‫ُ‬ ‫البيهقي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬

‫اسما له‪ ،‬وع َّل َق عليه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ُ‬
‫الشيخ‬ ‫فاريني صف ًة لله تعالى‪ ،‬بل ً‬
‫ُّ‬ ‫الس‬
‫وقد َعدَّ ه َّ‬
‫ِ‬
‫باعتبار أنَّه من‬ ‫إطالق القدي ِم على ِ‬
‫الله‬ ‫ُ‬ ‫يصح‬
‫ُّ‬ ‫عبدُ الله أبا ُب َطين بقولِه‪« :‬ال‬

‫((( «العقيدة الواسطية» (ص ‪.)20‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)301- 300/9‬‬
‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)68‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪306‬‬

‫أوسع‬ ‫ِ‬
‫اإلخبار‬ ‫باب‬ ‫اإلخبار به عنه؛ كما قلنا‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫أسمائه‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫إن َ‬ ‫ُ‬ ‫يصح‬
‫ُّ‬ ‫وإن كان‬
‫ِ‬
‫اإلنشاء‪ ،‬والله أعلم»(((‪.‬‬ ‫من باب‬

‫ا ْل َق َد َم ِ‬
‫ان‬
‫ِ‬
‫ان ُظ ْر‪ :‬صف َة ِّ‬
‫(الر ْجل)‪.‬‬

‫ا ْل ُق ُّد ُ‬
‫وس‬
‫وس‪ ،‬وهي صف ٌة ذات َّي ٌة له‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وجل بأنَّه سبحانه ال ُقدُّ ُ‬ ‫عز‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬
‫تاب ُّ‬
‫ثابت ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫اسم له‪ٌ ،‬‬
‫وس) ٌ‬ ‫و(ال ُقدُّ ُ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪‬هو الله ا َّل ِذي َل إِ َله َّإل ُهو ِ‬
‫المل ُك ا ْل ُقدُّ ُ‬
‫وس‪[ ‬الحشر‪.]23:‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫قوله تعالى‪ُ َ ُ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ِ‬
‫وح ُقدُّ ٌ‬
‫وس‪ُّ ،‬‬
‫رب‬ ‫حديث عائش َة رض َي الل ُه عنها‪ -‬وقد تَقدَّ م‪ُ :-‬‬
‫«س ُّب ٌ‬ ‫ُ‬

‫والروح»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المالئكة ُّ‬

‫مبني على ( ُف ُّعول)‪،‬‬


‫حرف ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫«ومن ِصفاتِه‪ُ ( :‬قدُّ وس)‪ ،‬وهو‬
‫قال ابن ُقتَيب َة‪ِ :‬‬
‫ُ‬
‫من (ال ُقدس)‪ ،‬وهو ال َّطهارةُ»(((‪.‬‬
‫ِ‬
‫وان ُظ ْر‪ :‬صفة ُّ‬
‫(الس ُّبوح)‪.‬‬

‫((( «لوامع األنوار» (‪.)38/1‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)487‬‬
‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)8‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪307‬‬

‫ا ْل ُق ْر ُ‬
‫آن‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬أ َّما ما في‬ ‫فات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫الله‪ ،‬وهو ِصف ٌة من ِص ِ‬
‫القرآن كالم ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫مخلوق‪.‬‬ ‫وم ٍ‬
‫داد فهو‬ ‫ورق ِ‬
‫المصحف ِمن ٍ‬
‫َ‬

‫صحيحه‪« :‬باب‪ُ  :‬ق ْل َأ ُّي َش ْي ٍء‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التوحيد من‬ ‫ِ‬
‫كتاب‬ ‫البخاري في‬
‫ُّ‬ ‫َب َّو َب‬
‫َ‬
‫القرآن شي ًئا‪ ،‬وهو‬ ‫النبي‬
‫وسمى ُّ‬
‫َّ‬ ‫َأ ْك َب ُر َش َها َد ًة ُق ِل الل ُه‪َّ ،‬‬
‫فسمى ن ْفسه شي ًئا‪،‬‬
‫فات ِ‬
‫الله»‪.‬‬ ‫ِصف ٌة من ِص ِ‬

‫مما‬ ‫«سياق ما ُر ِو َي عن ِّ‬


‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم َّ‬ ‫ُ‬ ‫لكائي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال َّ‬
‫الل‬

‫محاج ِة آ َد َم‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫حديث‬ ‫ساق‬ ‫ِ‬
‫القديمة»(((‪ ،‬ثم َ‬ ‫فات ِ‬
‫الله‬ ‫القرآن ِمن ِص ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫يدل على َّ‬
‫أن‬

‫السالم ‪ -‬المشهور‪.‬‬
‫وسى– عليهما َّ‬
‫لم َ‬
‫ُ‬

‫ف بها ن ْف َسه»(((‪.‬‬
‫وص َ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫«القرآن صف ٌة ِمن‬
‫ُ‬ ‫وقال اب ُن تَيم َّي َة‪:‬‬
‫الله َ‬
‫ٍ‬
‫مخلوق‪،‬‬ ‫غير‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫القرآن كال ُم الله ُ‬ ‫أن‬ ‫السن َِّة ُمت َِّف َ‬
‫قون على َّ‬ ‫أيضا‪ُ :‬‬
‫«أهل ُّ‬ ‫وقال ً‬
‫القائمة بنَ ْف ِسه‪ ،‬ليس من مخلوقاتِه»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وأن كال َمه ِمن صفاتِه‬
‫َّ‬

‫وان ُظ ْر‪ِ :‬صف َة (الكَالم)‪.‬‬

‫ا ْل ُق ْر ُب‬
‫ان ُظ ْر‪ِ :‬صف َة (ال َّت َق ُّرب)‪.‬‬

‫((( «شرح اعتقاد أهل السنة» (‪.)224/2‬‬


‫((( «بيان تلبيس الجهمية» (‪.)165/2‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)77/17‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪308‬‬

‫ا ْل َق ْط ُع‬
‫(الوصل)‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ان ُظ ْر‪ِ :‬صف َة‬

‫‪ ‬ا ْل ُق ُعو ُد‬


‫(الج ُلوس)‪.‬‬
‫ان ُظ ْر‪ُ :‬‬

‫ا ْل َق ْه ُر‬
‫القاهر‪،‬‬ ‫ف الل ُه بأنَّه‬
‫وص ُ‬ ‫ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫ِصف ٌة ذات َّيةٌ ل َّله َّ‬
‫ُ‬ ‫تاب‪ ،‬و ُي َ‬ ‫عز‬
‫لله تعالى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اسمان ِ‬ ‫وه َما‬ ‫وال َق َّهار‪ُ ،‬‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫اد ِه‪[ ‬األنعام‪.]61 ،18 :‬‬ ‫ِ‬
‫اهر َفو َق ِعب ِ‬
‫َ‬ ‫‪‬و ُه َو ا ْل َق ُ ْ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫‪ -2‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬وهو ا ْلو ِ‬
‫احدُ ا ْل َق َّه ُار‪[ ‬الرعد‪.]16 :‬‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ولم ِير ْد في القرآن «ال َق َّهار» َّإل مسبو ًقا بـ «الواحد»‪ ،‬وذلك في ِست َِّة‬
‫السابقة‪ ،‬و[يوسف‪ ،39:‬إبراهيم‪ ،48 :‬ص‪ ،65:‬الزمر‪ ،4:‬غافر‪.]16:‬‬
‫مواضع‪ :‬اآلية َّ‬
‫َ‬
‫قال اب ُن ال َق ِّي ِم‪:‬‬
‫ون بِالســـ ْل َط ِ‬
‫ان‬ ‫ُّ‬ ‫الخ ْل ُق َم ْق ُه ُ‬
‫ـــور َ‬ ‫َف َ‬ ‫ـــار ِمـــ ْن ْأو َصافِ ِه‬ ‫«وكذلِ َ‬
‫ـــك ال َق َّه ُ‬ ‫َ‬
‫َان ِمن َقه ٍر وال ســـ ْل ِ‬ ‫يـــزا ِ‬ ‫ـــم َيكُـــ ْن َح ًّيا ِ‬
‫طان»‬ ‫َمـــا ك َ ْ ْ‬ ‫قاد ًرا‬ ‫عز ً‬ ‫َل ْو َل ْ‬
‫(((‬
‫ُ‬
‫لبة واألَ ْخ ِذ ِمن ُ‬
‫فوق‪.‬‬ ‫وال َقهر بمعنى ال َغ ِ‬
‫ُ‬
‫اد ِه‪...« :‬‬
‫اهر َفو َق ِعب ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫‪‬و ُه َو ا ْل َق ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫قال اب ُن َج ٍ‬
‫رير عند تفسير قوله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 726/3‬رقم ‪ 3324‬و ‪.)3325‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪309‬‬

‫ِ‬ ‫بقهره إياهم‪ِ ،‬‬ ‫ِ ِِ‬


‫صفة‬ ‫ومن‬ ‫ف ن ْف َسه تعالى ِ َّ‬ ‫وإنَّما قال‪َ  :‬ف ْو َق ع َباده‪‬؛ ألنَّه َ‬
‫وص َ‬
‫الغالب‬
‫ُ‬ ‫فمعنى الكالم إذن‪ :‬والل ُه‬ ‫َ‬
‫يكون ُمستعل ًيا عليه‪َ ،‬‬ ‫قاهر شي ًئا ْ‬
‫أن‬ ‫كل ٍ‬ ‫ِّ‬
‫الم َذ ِّل ُلهم‪.»...‬‬ ‫ِ‬
‫عبا َده ُ‬
‫ا ْل َق ْو ُل‬
‫والسن َِّة‪ ،‬وهو والكال ُم شي ٌء واحدٌ ‪.‬‬ ‫لله ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬
‫صف ٌة ذات َّي ٌة فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ُ  :‬ق ْلنَا ْاهبِ ُطوا ِمن َْها َج ِمي ًعا‪[ ‬البقرة‪.]38 :‬‬

‫السبِ َيل‪[ ‬األحزاب‪]4:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪‬والل ُه َي ُق ُ‬


‫ول ا ْل َح َّق َو ُه َو َي ْهدي َّ‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫اع ٌل فِي األَ ْر ِ‬
‫ض َخ ِلي َف ًة‪‬‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬وإِ ْذ َق َال رب َك ل ِ ْلم َل ِئك َِة إِنِّي ج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬
‫[البقرة‪.]30:‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫ِ‬
‫األحاديث ال ُقدسي َة مبدوء ٌة بـ (قال الل ُه)‪ ،‬أو‬ ‫أغلب‬ ‫السنَّ ُة‪َّ ،‬‬
‫فإن‬
‫َ‬ ‫أ َّما ُّ‬
‫قول الل ُه)‪.‬‬‫( َي ُ‬

‫وان ُظ ْر‪ِ :‬صف َة (الكالم)‪.‬‬

‫ا ْل ُق َّو ُة‬
‫الله‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬ ‫و(القوي) من‬ ‫بالكتاب ال َع ِ‬
‫زيز‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة ِ‬
‫ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫ي ا ْل َع ِز ُيز‪[ ‬الشورى‪.]19 :‬‬
‫‪‬و ُه َو ا ْل َق ِو ُّ‬
‫قوله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪310‬‬

‫الر َّز ُاق ُذو ا ْل ُق َّو ِة ا ْلمتِي ُن‪[ ‬الذاريات‪.]58:‬‬


‫قو ُله تَعا َلى‪ :‬إِ َّن الل َه ُه َو َّ‬
‫قول ِ‬
‫الله تَعا َلى‪:‬‬ ‫«باب ِ‬
‫البخاري في «صحيحه» في (كتاب التوحيد)‪ُ :‬‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫المتِي ُن‪.»‬‬ ‫ِ‬
‫‪‬إِ َّن الل َه ُه َو َّ‬
‫الر َّز ُاق ُذو ا ْل ُق َّوة َ‬

‫بوضوح على َّ‬


‫أن الل َه‬ ‫ٍ‬ ‫ونظائرها ُّ‬
‫تدل‬ ‫ُ‬ ‫نيمان‪« :‬وهذه اآلي ُة‬ ‫يخ ال ُغ ُ‬‫الش ُ‬ ‫قال َّ‬
‫فالقو ُة‬ ‫سمى باألسماء الحسنى؛‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫بالصفات ال ُعليا‪ ،‬كما أنَّه ُم ًّ‬ ‫موصوف ِّ‬
‫ٌ‬ ‫تعالى‬
‫الصف َة‪ ،‬وبذلِك‬ ‫كل اس ٍم ال بدَّ أن َي َّ‬
‫تضم َن ِّ‬ ‫أن َّ‬
‫اسمه‪ ،‬وتَقدَّ َم َّ‬ ‫والر َّزاق ُ‬
‫صفتُه‪َّ ،‬‬
‫ِ‬

‫أعلم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫للصفات‪ ،‬كما س َبقت اإلشار ُة إليه‪ ،‬والل ُه ُ‬ ‫وغيره ُي َر ُّد على المنكري َن ِّ‬

‫(الس ْمع)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ابن ٍ‬‫وان ُظر‪ :‬كال َم ِ‬


‫كثير في صفة َّ‬

‫ا ْل َق ُّيو ُم وال َق ِّي ُم وال َق َّيا ُم والقائِ ُم‬


‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫ف‬‫وص ٌ‬‫وجل بأنَّه ال َق ُّيو ُم وال َق ِّي ُم وال َق َّيا ُم والقائ ُم‪ ،‬وهو ْ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫َبارك وتَعا َلى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثابت لله ِ‬
‫بالك ِ‬
‫اسم من أسمائه ت َ‬ ‫والسنَّة‪ ،‬و(ال َق ُّيوم) ٌ‬ ‫تاب ُّ‬ ‫ذاتي‪ٌ ،‬‬
‫ٌّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬الل ُه َل إِ َل َه َّإل ُه َو ا ْل َح ُّي ا ْل َق ُّيو ُم‪[ ‬البقرة‪.]255 :‬‬

‫َت ا ْل ُو ُجو ُه لِ ْل َح ِّي ا ْل َق ُّيومِ‪[ ‬طه‪.]111 :‬‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬و َعن ِ‬
‫َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫ِ‬ ‫حديث ابن َعب ٍ ِ‬
‫ُ‬
‫اس رض َي الل ُه عنهما في ُدعاء ِّ‬ ‫َّ‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)93/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪311‬‬

‫ِ‬
‫واألرض و َمن فيه َّن‪.(((»...‬‬ ‫أنت َقيمُ السم ِ‬
‫وات‬ ‫تهج ِده‪َ ...« :‬‬
‫لك الحمدُ ؛ َ ِّ َّ َ‬ ‫في ُّ‬
‫واألرض»‪ ،‬وفي الر ِ‬
‫واية الثانية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫قال النووي‪« « :‬أنت قيام السم ِ‬
‫وات‬
‫ِّ‬ ‫َّ ُ َّ َ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫الحديث‪،‬‬ ‫« َق ِّي ُم»؛ قال العلما ُء‪ِ :‬من صفاتِه‪ :‬ال َق َّيا ُم والق ِّيم؛ كما َص َّرح به هذا‬
‫ومنه قو ُله تعالى‪َ  :‬أ َف َم ْن ُه َو َق ِائ ٌم َع َلى ك ُِّل‬
‫القرآن وقائم‪ِ ،‬‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫وال َق ُّيو ُم ِّ‬
‫بنص‬
‫زول‪.‬‬ ‫الهروي‪ :‬و ُيقال‪َ :‬ق َّوام‪ .‬قال اب ُن ع َّب ٍ‬
‫اس‪ :‬ال َق ُّيو ُم الذي ال َي ُ‬ ‫ُّ‬ ‫س‪‬؛ قال‬‫َن ْف ٍ‬
‫ِ‬
‫سائغان‬ ‫ٍ‬
‫شيء‪ ،‬ومعناه‪ُ :‬مدَ ِّب ُر أ ْم ِر َخ ْل ِقه‪ ،‬وهما‬ ‫القائم على ِّ‬
‫كل‬ ‫غيره‪ :‬هو‬
‫ُ‬ ‫وقال ُ‬
‫ِ‬
‫والحديث»(((‪.‬‬ ‫تفسير ِ‬
‫اآلية‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫ور ِ‬
‫زقه وت ِ‬
‫َدبيره‪،‬‬ ‫شيء‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫فظ ِّ‬
‫كل‬ ‫بح ِ‬
‫رير‪(« :‬ال َقيوم)‪ :‬ال َقيم ِ‬
‫قال اب ُن َج ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ُّ ُ‬
‫ٍ‬
‫وزيادة و َن ْقص»‪ ،‬ثم ذكَر‬ ‫ٍ‬
‫وتبديل‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫تغيير‬ ‫وأحب‪ِ ،‬من‬ ‫ِ‬
‫َصريفه فيما شا َء‬ ‫وت‬
‫َّ‬
‫واب ما قال مجاهدٌ‬ ‫بالص ِ‬ ‫قولين في معنى ال َق ُّيوم‪ ،‬ثم قال‪« :‬و َأ ْولى التأويلين َّ‬‫ِ‬

‫القائم بأ ْم ِر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ِ‬


‫كل‬ ‫ُ‬ ‫وصف من الله تَعا َلى ذ ُ‬
‫كره َن ْف َسه بأنَّه‬ ‫بيع‪َّ ،‬‬
‫وأن ذلك‬ ‫والر ُ‬‫َّ‬
‫وص ْرفِه في ُقدرتِه»(((‪.‬‬ ‫وكالءتِه‪ ،‬وت ِ‬ ‫ٍ‬
‫شيء؛ في ِرزقه‪ ،‬والدَّ ْف ِع عنه‪ِ ،‬‬
‫َدبيره‪َ ،‬‬

‫«ومن ِصفاتِه‪( :‬ال َق ُّيو ُم) و(ال َق َّيا ُم)‪ ،‬و ُق ِرئ بهما جمي ًعا‪،‬‬ ‫وقال ابن ُقتَيب َة‪ِ :‬‬
‫ُ‬
‫بالش ِ‬
‫يء‪ :‬إذا وليتَه‪ ،‬كأنَّه الق ِّي ُم ِّ‬
‫بكل‬ ‫مت َّ‬ ‫وهما ( َف ْي ُعول) و( َف ْي َعال)‪ِ ،‬من ُق ُ‬
‫ور و َد َّي ٌار»(((‪.‬‬ ‫ومثله في الت ِ‬ ‫ٍ‬
‫شيء‪ِ ،‬‬
‫َّقدير‪َ :‬د ُّي ٌ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7499 ،7442 ،7385‬ورواه مسلم (‪ )769‬بلفظ‪« :‬ق َّيام»‪.‬‬
‫((( «شرح صحيح مسلم»‪.‬‬
‫((( تفسير اآلية األولى من سورة آل عمران (‪-158/6‬شاكر)‪.‬‬
‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)7‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪312‬‬

‫ِ‬
‫أوصاف‬ ‫اجي‪« :‬ال َق ُّيو ُم‪َ ( :‬ف ْيعول) ِمن قام َي ُقوم‪ ،‬وهو ِمن‬
‫الز َّج ُّ‬
‫وقال َّ‬
‫المبالغة في ِ‬
‫الفعل»(((‪.‬‬ ‫ِ‬

‫وقال اب ُن ال َق ِّي ِم‪:‬‬


‫وال َقيـــوم فـــي َأوصافِ ِ‬
‫ـــه َأمر ِ‬
‫ان‬ ‫«هـــذا و ِمـــن َأوصافِ ِ‬
‫ـــه ال َق ُّيو ُم‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ان‬ ‫ِ‬
‫بـــه ُهمـــا األَمر ِ‬ ‫َـــو ُن َقا َم‬ ‫إِحدَ اهمـــا ال َقيـــوم َقام بِنَ ْف ِس ِ‬
‫ـــه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫والك ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ ُ‬
‫(((‬
‫إليـــه ال َّثانِ ِي»‬
‫ِ‬ ‫وال َف ْق ُر ِمـــ ْن ك ٍُّل‬ ‫َاؤه َعـــن َغي ِ‬
‫ره‬ ‫ْ ْ‬
‫ِ‬
‫َفـــاألَ َّو ُل ْ‬
‫اســـت ْغن ُ ُ‬

‫ا ْلكَا فِي‬
‫حتاجون إليه‪ ،‬وهي ِصف ٌة ثابت ٌة‬
‫َ‬ ‫كاف ِعبا َده ما َي‬
‫وجل بأنَّه ٍ‬
‫عز َّ‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ  :‬فسيك ِْفيكَهم الله وهو ِ‬
‫يع ا ْل َعل ُ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪.]137:‬‬ ‫السم ُ‬
‫ُ ُ ُ َ ُ َ َّ‬ ‫َ َ‬

‫الم ْست َْه ِز ِئي َن‪[ ‬الحجر‪.]95 :‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬إِنَّا َك َف ْين َ‬
‫َاك ُ‬
‫‪ -3‬وقو ُله‪َ  :‬أ َليس الله بِك ٍ‬
‫َاف َع ْبدَ ُه‪[ ‬الزمر‪.]36 :‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم َ‬
‫كان إذا‬ ‫أنس ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه؛ َّ‬ ‫حديث ٍ‬
‫ُ‬
‫أن َّ‬ ‫‪-1‬‬

‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)105‬‬


‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 730/3‬و ‪ 731‬رقم ‪.)3355-3353‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪313‬‬

‫َأوى إلى فِ ِ‬
‫راشه قال‪« :‬الحمدُ ِ‬
‫فكم‬ ‫لله الذي َأ ْط َع َمنا وس َقانا‪ ،‬و َك َفانَا َ‬
‫وآوانَا؛ ْ‬ ‫َ‬
‫ؤوي»(((‪.‬‬
‫كافي له وال ُم َ‬
‫ممن ال َ‬
‫َّ‬

‫والر ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫حديث ٍ ِ‬


‫ُ‬
‫اهب‪،‬‬ ‫احر َّ‬ ‫أنس رض َي الل ُه عنه في ق َّصة ال ُغال ِم مع َّ‬ ‫‪-2‬‬

‫«اللهم اك ِْفنِيهم بما‬


‫َّ‬ ‫لقتله؛ قال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫مكان ِ‬ ‫وفيه‪ :‬أنَّه ك َّلما َذ َهبوا بال ُغال ِم إلى‬

‫ئت»(((‪.‬‬ ‫ِش َ‬

‫َ‬
‫حتاجون‬‫جميع ما َي‬
‫َ‬ ‫السعدي‪« :‬الكافي ِعبا َده‬
‫ُّ‬ ‫الر ِ‬
‫حمن‬ ‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ َّ‬ ‫قال َّ‬

‫خاص ًة َمن آ َمن به‪ ،‬وتوكَّل عليه‪ ،‬واستمدَّ منه‬ ‫ِ‬


‫ضطرون إليه‪ ،‬الكافي كفاي ًة َّ‬
‫و ُي ُّ‬
‫حوائج ِدينه و ُدنياه»(((‪.‬‬
‫َ‬

‫الخ َّل ِة‬


‫األصفهاني في «المفردات»‪« :‬الكفاي ُة ما فيه سدُّ َ‬
‫ُّ‬ ‫الراغب‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫وبلو ُغ الم ِ‬
‫راد في األ ْم ِر»(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض ال ُعلماء (الكافي) من َأسماء الله تعالى‪ .‬وفي هذا ٌ‬
‫نظر‪.‬‬ ‫وقدْ عدَّ ُ‬

‫اء‬‫ي‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ب‬ ‫ا ْلكِبر وا ْلكِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ َ‬
‫ِ‬
‫أسماء‬ ‫و(الم َت َك ِّبر) ِمن‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫ُ‬ ‫تاب ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫الله تعالى‪.‬‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2715‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)3005‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)304/5‬‬
‫((( «المفردات في غريب القرآن» (ص‪.)719 :‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪314‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬و َله ا ْلكِب ِرياء فِي السمو ِ‬
‫ات َو ْالَ ْر ِ‬
‫ض‪[ ‬الجاثية‪.]37:‬‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َه ْيم ُن ا ْل َع ِز ُيز ا ْل َج َّب ُار ُ‬
‫الم َت َك ِّب ُر‪‬‬ ‫‪‬الس َل ُم ُ‬
‫الم ْؤم ُن ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -2‬وقو ُله تَعا َلى‪:‬‬
‫[الحشر‪.]23 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫َّتان ِمن فِ َّض ٍة‬
‫رضي الله عنه مرفو ًعا‪« :‬جن ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫يس ِ‬‫بن َق ٍ‬ ‫بد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث َع ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫هب آنيتُهما وما فِيهما‪ ،‬وما َبي َن ال َقو ِم و َبي َن‬
‫َّتان ِمن َذ ٍ‬
‫آنيتُهما وما فِيهما‪ ،‬وجن ِ‬
‫َ‬
‫وجهه في َجن َِّة عَدْ ٍن»(((‪.‬‬
‫برياء على ِ‬ ‫أن ين ُظروا إلى ربهم َّإل ِرداء الكِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ َ‬
‫رضي الله عنهما‪ِ :‬‬
‫الخدري‪ ،‬وأبي ُهرير َة ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫«الع ُّز‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫حديث أبي َسعيد ُ ِّ‬ ‫‪-2‬‬
‫عذبتُه»(((‪.‬‬ ‫فمن ُي ِ‬
‫ناز ُعني؛ َّ‬ ‫والكبرياء ِر ُ‬
‫داؤه؛ َ‬ ‫إزاره‪،‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الله‪َ :‬شر ُفه‪ ،‬وهو ِمن (تَك َّبر)‪ :‬إذا َأ ْع َلى َن ْف َسه»(((‪.‬‬ ‫قال ابن ُقتَيب َة‪ِ :‬‬
‫«وكبرياء ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫والك ْب َر وال ُق َّو َة‬ ‫«أثبت الله ِ‬
‫الع َّز َة وال َع َظ َم َة‪ ،‬وال ُقدر َة‬ ‫السن َِّة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قوا ُم ُّ‬
‫وقال َّ‬
‫لنَ ْف ِسه في ِكتابِه»(((‪.‬‬

‫أن َين ُظروا‬ ‫يخ عبدُ ِ‬


‫الله ال ُغنَيمان‪«« :‬وما بي َن ال َقو ِم وبين ْ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫عدن»‪ِ :‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ومن المعلو ِم َّ‬
‫أن‬ ‫إلى ر ِّبهم َّإل ِردا ُء الكبرياء على ْ‬
‫وج ِهه في َجنَّة‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7444‬ومسلم (‪.)180‬‬


‫ِ‬
‫((( رواه مسلم (‪ ،)2620‬وأبو داود بلفظ‪« :‬الكبريا ُء ِردائي‪ ،‬وال َع َظ َمة إزاري‪»...‬‬
‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)18‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)186/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪315‬‬

‫للعباد أن يتَّصفوا بها؛ فقدْ توعَّدَ‬ ‫ِ‬ ‫يجوز‬


‫ُ‬ ‫فات ِ‬
‫الله تعالى‪ ،‬وال‬ ‫الكبرياء ِمن ِص ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫اب َج َهن ََّم َخالِ ِدي َن‬ ‫ِ‬
‫المتك ِّب َر بجهن ََّم؛ كما قال تعالى‪ :‬ق َيل ا ْد ُخ ُلوا َأ ْب َو َ‬ ‫الل ُه ُ‬
‫الم َت َك ِّب ِري َن‪[ ‬الزمر‪.(((»]72 :‬‬ ‫ِ‬
‫يها َفبِ ْئ َس َم ْث َوى ُ‬‫ف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والكبريا َء ِر ُ‬ ‫ف ِ‬
‫كسائر‬ ‫داؤه‪،‬‬ ‫بأن ال َع َظ َم َة ُ‬
‫إزاره‬ ‫الله تعالى َّ‬ ‫«ووص ُ‬
‫ْ‬ ‫ثم قال‪:‬‬
‫النص‪ ،‬دون‬
‫ويجب أن ُيؤ َم َن بها على ما أفا َده ُّ‬
‫ُ‬ ‫ِصفاته؛ تُث َب ُت على ما َي ُ‬
‫ليق به‪،‬‬
‫ٍ‬
‫تعطيل»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫تحريف وال‬

‫ا ْل َكبِ ُير‬
‫كل َش ٍ‬
‫يء‪ ،‬وهي ِصف ٌة‬ ‫أكبر ِمن ِّ‬ ‫عز َّ‬
‫الكبير‪ ،‬وهو ُ‬
‫ُ‬ ‫وجل بأنَّه‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫والسن َِّة‪ ،‬و(الكَبِ ُير) ِمن‬ ‫ذاتي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫الش َها َد ِة ا ْل َكبِير الم َت َع ِ‬ ‫الم ا ْل َغ ْي ِ‬
‫ال‪[ ‬الرعد‪.]9:‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ب َو َّ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ  :‬ع ُ‬

‫‪‬و َأ َّن ال َّل َه ُه َو ا ْل َع ِل ُّي ا ْل َكبِ ُير‪[ ‬لقمان‪.]30:‬‬


‫‪ -2‬وقو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه‬
‫ِّ‬ ‫واألذكار الثابت َة عن‬
‫َ‬ ‫الصحيح َة‬ ‫َ‬
‫األحاديث َّ‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫ٍ‬
‫شيء؛ كثير ٌة‬ ‫كل‬ ‫أكبر ِمن ِّ‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫وصف ِ‬ ‫وس َّل َم‪ ،‬التي فيها‬
‫بير‪ ،‬وأنَّه ُ‬ ‫الله َّ‬ ‫ُ‬
‫كبيرا»‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أكبر ً‬‫أكبر»‪ ،‬ومنها‪« :‬الل ُه ُ‬
‫والصالة «الل ُه ُ‬
‫َّ‬ ‫األذان‬ ‫تكبيرات‬
‫ُ‬ ‫جدًّ ا؛ منها‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)161 :2‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪316‬‬

‫وح ِمدَ الل َه‪ ،»...‬ومنها‪ُ « :‬يس ِّبحونَك و ُيك ِّب َ‬


‫رونك‬ ‫«فمن َك َّبر الل َه َ‬
‫ومنها‪َ :‬‬
‫و َي ْح َمدونك‪ »...‬وغيرها كثير‪.‬‬
‫كل َش ٍ‬
‫يء‪.‬‬ ‫أعظم ِمن ِّ‬ ‫ٍ‬
‫شيء ُدونَه‪ ،‬وهو‬ ‫و َمعنَى الكَبِير‪ ،‬أي‪ :‬ال َعظيم الذي ُّ‬
‫كل‬
‫ُ‬
‫العظيم‬ ‫منظور في «لسان العرب»‪« :‬والكبير في ِص ِ‬
‫فة الله تعالى‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫قال اب ُن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫الجليل»‪.‬‬

‫ا ْلكِ َتا َب ُة َوا ْل َخ ُّط‬


‫ُب ما شا َء‬ ‫ِ‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫والسنَّة‪ ،‬فهو سبحانه َيكت ُ‬
‫تاب ُّ‬
‫بص َغ ِر شأنِهم‪.‬‬
‫تليق ِ‬ ‫كك ِ‬
‫تابة المخلوقين‪ ،‬التي ُ‬ ‫يليق بعظي ِم شأنِه‪ ،‬ال ِ‬
‫متَى شا َء‪ ،‬كما ُ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ـق‪‬‬ ‫ـم ْالَنْبِ َيـا َء بِ َغ ْي ِ‬
‫ـر َح ٍّ‬ ‫ُب َمـا َقا ُلـوا َو َق ْت َل ُه ُ‬ ‫‪ -1‬قو ُلـه تَعا َلـى‪َ :‬‬
‫‪‬سـنَ ْكت ُ‬
‫[آل عمـران‪.]181 :‬‬

‫اح ِم ْن ك ُِّل َش ْي ٍء‪[ ‬األعراف‪.]145:‬‬


‫‪‬و َك َت ْبنَا َل ُه فِي ْالَ ْل َو ِ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫ور ِم ْن َب ْع ِد ِّ‬
‫الذك ِْر‪[ ‬األنبياء‪]105:‬‬ ‫‪‬و َل َقدْ َك َت ْبنَا فِي َّ‬
‫الز ُب ِ‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫لق؛‬ ‫قضى الل ُه َ‬
‫الخ َ‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ « :‬ل َّما َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ َ‬
‫ب َغ َضبي»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فوق َع ِ‬
‫رشه‪َّ :‬‬ ‫كتَب في كتابِه؛ فهو ِعندَ ه َ‬
‫رح َمتي تَغل ُ‬
‫إن ْ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)3194‬ومسلم (‪ ،)2751‬ورواه الترمذي (‪ ،)2808‬وابن ماجه (‪)4295‬؛‬


‫لق‪ ،‬كتَب ب َي ِده على ن ْف ِسه ‪.»...‬‬ ‫بلفظ‪َ ...«:‬ل َّما َخ َلق َ‬
‫الخ َ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪317‬‬

‫السالم‪ ،‬وفيه ُ‬
‫قول آد َم لموسى‪:‬‬ ‫ِ‬
‫احتجاج موسى وآ َد َم عليهما َّ‬ ‫ُ‬
‫حديث‬ ‫‪-2‬‬

‫األلواح فيها‬ ‫َ‬


‫وأعطاك‬ ‫اصطفاك الله ِبرسالتِه وبك ِ‬
‫َالمه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫«أنت موسى الذي‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َب التورا َة َ‬ ‫ٍ‬
‫شيء‪ ،‬و َق َّر َبك نج ًّيا؛‬ ‫تِ ُ‬
‫بيان ِّ‬
‫قبل أن‬ ‫وجدت الل َه كت َ‬
‫َ‬ ‫فبكم‬
‫ْ‬ ‫كل‬

‫لك التورا َة بِ َي ِده‪.»...‬‬


‫«وخ َّط َ‬ ‫ٍ‬
‫رواية‪َ :‬‬ ‫ُأخ َل َق؟‪ .(((»...‬وفي‬

‫وجل خ َل َق آ َد َم عليه‬
‫عز َّ‬ ‫بأن ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان َّ‬ ‫«باب‬ ‫اآلج ِّر ُّي‪:‬‬ ‫قال أبو ٍ‬
‫ُ‬ ‫بكر ُ‬

‫الس َل ُم بِ َي ِده‪.(((»...‬‬
‫وخ َّط التورا َة لموسى عليه َّ‬
‫الس َلم ِ‬
‫بيده‪َ ،‬‬ ‫َّ ُ‬

‫َ‬
‫يكون‬ ‫يجوز ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫الله ال ُغنَيمان‪« :‬قو ُله‪« :‬كتَب في ِكتابِه»‪:‬‬
‫يخ عبدُ ِ‬
‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬

‫َ‬
‫يكون على‬ ‫ويجوز أن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحافظ ‪-‬‬ ‫ُب ‪ -‬كما قال‬ ‫القلم ْ‬
‫أن َيكت َ‬ ‫َ‬ ‫المعنى‪ :‬أ َم َر‬
‫ِ‬
‫فكانت‬ ‫َ‬
‫يكون قال‪ :‬كُن؛‬ ‫ويجوز أن‬ ‫ٍ‬
‫واسطة‪،‬‬ ‫َب تعالى بدون‬ ‫ِ‬
‫ظاهره؛ ْ‬
‫ُ‬ ‫بأن كت َ‬

‫محذور في ذلك ك ِّله‪ ،‬وقد ث َب َت في ُ‬


‫«سنن التِّرمذي» و«ابن‬ ‫َ‬ ‫الكتاب ُة‪ ،‬وال‬

‫الخ ْلق‪ ،‬كتَب ب َي ِده على‬


‫وجل َل َّما خ َل َق َ‬
‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫الحديث‪َّ :‬‬
‫«أن الل َه َّ‬ ‫ماجه» في هذا‬

‫َن ْف ِسه‪َّ :‬‬


‫إن َر ْح َمتي س َب َق ْت َغ َضبي»(((‪.‬‬

‫يصح َّإل على َّ‬


‫أن الكتاب َة‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫وابن ماجه؛ فال‬ ‫الترمذي‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫حديث‬ ‫قلت‪ :‬أ َّما‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫واسطة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وبدون‬ ‫كانت ب َي ِده سبحانَه وتَعا َلى‬
‫ْ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)6614‬ومسلم (‪.)2652‬‬


‫((( «الشريعة» (ص ‪.)323‬‬
‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)260/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪318‬‬

‫ا ْلك ََر ُم‬


‫ِ‬
‫أسمائه‪:‬‬ ‫والسن َِّة‪ ،‬ومن‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫تاب ُّ‬
‫(الك َِريم) و(األَك َْرم)‪.‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫ان َما َغ َّر َك بِ َر ِّب َك ا ْلك َِريمِ‪[ ‬االنفطار‪.]6:‬‬


‫نس ُ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ  :‬يا َأ ُّي َها ْ ِ‬
‫ال َ‬

‫ان إِ َذا َما ا ْبت ََل ُه َر ُّب ُه َف َأك َْر َم ُه َو َن َّع َم ُه َف َي ُق ُ‬


‫ول‬ ‫نس ُ‬ ‫‪ -2‬وقو ُله تَعا َلى‪َ  :‬ف َأ َّما ْ ِ‬
‫ال َ‬
‫َر ِّبي َأك َْر َم ِن‪[ ‬الفجر‪.]15 :‬‬

‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬ا ْق َر ْأ َو َر ُّب َك ْالَك َْرمُ‪[ ‬العلق‪.]3 :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫الج ِ‬
‫نازة‪ ،‬وفيه‪:‬‬ ‫رضي الل ُه عنه في الدُّ عاء على ِ‬ ‫بن ٍ‬
‫مالك ِ‬ ‫حديث َع ِ‬
‫وف ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬
‫واعف َعنْه‪ ،‬وأك ِْر ْم ن ُُز َله‪ِّ ،‬‬
‫ووس ْع ُمدْ َخ َله‪.(((»..‬‬ ‫ُ‬ ‫وار َح ْمه‪ ،‬وعافِ ِه‬
‫اغفر َله ْ‬
‫اللهم ْ‬
‫«‪َّ ..‬‬
‫الله ِ‬
‫يد ِ‬‫بن ُعب ِ‬
‫للنبي‬
‫األعرابي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪ ،‬وفيه ُ‬
‫قول‬ ‫حديث طلح َة ِ َ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬

‫أتطو ُع شي ًئا‪.((( »...‬‬


‫بالحق‪ ،‬ال َّ‬
‫ِّ‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪« :‬والذي َأك َْر َمك‬

‫للنبي ص َّلى الل ُه‬ ‫بن ُعباد َة ِ‬


‫رض َي الل ُه عنه‪ ،‬وقو ُله‬ ‫حديث َغير ِة س ِ‬
‫عد ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫‪-3‬‬

‫بالحق‪.(((»...‬‬
‫ِّ‬ ‫عليه وس َّل َم‪َ ...« :‬ب َلى‪ ،‬والذي َأك َْر َمك‬

‫((( رواه مسلم (‪.)963‬‬


‫((( رواه البخاري (‪.)1891‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1498‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪319‬‬

‫اغفر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -4‬أ َثر ِ‬


‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬
‫«رب ْ‬‫مر رض َي الل ُه عنهما‪ِّ :‬‬
‫وابن ُع َ‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫ُ‬
‫األعز األك َْرم»(((‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫عما َت ْع َلم؛ إنَّك َ‬
‫أنت‬ ‫وتجاوز َّ‬
‫ْ‬ ‫وار َح ْم‪،‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫وأسمائه‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬
‫الله‬ ‫«الكريم ِمن‬ ‫منظور في «لِسان ال َع َرب»‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫قال اب ُن‬
‫ُ‬
‫المط َل ُق»‪.‬‬
‫الكريم ُ‬
‫ُ‬ ‫المعطِي‪ ،‬الذي ال َين َفدُ َع ُ‬
‫طاؤه‪ ،‬وهو‬ ‫الخ ِير‪َ ،‬‬
‫الجوا ُد ُ‬ ‫الكثير َ‬
‫ُ‬

‫أن الجو َد هو‬ ‫ِ‬


‫والجود‪َّ :‬‬ ‫ُ‬
‫«الفرق بين الكر ِم‬ ‫العسكري‪:‬‬ ‫وقال أبو ِه ٍ‬
‫الل‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫العطاء من ِ‬
‫ف على‬
‫يتصر ُ‬
‫َّ‬ ‫سؤال)‪ ،‬والك ََرم‬ ‫غير‬ ‫الذي َذ ْ‬
‫كرنا ُه (يعني‪ :‬كثر َة‬

‫فات ذاتِه‪ ،‬ومنه‬


‫عزيز‪ ،‬وهو من ِص ِ‬
‫كريم‪ ،‬ومعناه أنَّه ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وجوه؛ ف ُيقال لله تعالى‪ٌ :‬‬
‫ُ‬
‫ويكون‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العزيز الذي ال ُيغ َل ُ‬ ‫قوله تعالى‪َ  :‬ما َغ َّر َك بِ َر ِّب َك ا ْلك َِري ِم‪ ،‬أي‪:‬‬

‫معاني‬ ‫صفات فِ ِ‬
‫عله‪ ،(((»...‬وذكر‬ ‫ِ‬ ‫فيكون ِمن‬
‫ُ‬ ‫واد ِ‬
‫الم ْفضال‪،‬‬ ‫بمعنى الج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫وأقوال أخرى‪.‬‬

‫فوح‪.‬‬
‫الص ُ‬
‫والكريم‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫العزيز‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والكريم‪:‬‬
‫ُ‬ ‫«الكريم‪ :‬الجوا ُد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اجي‪:‬‬
‫الز َّج ُّ‬
‫وقال َّ‬
‫عز َّ‬ ‫ف ِ‬ ‫العرب‪ ،‬ك ُّلها ٌ‬ ‫ٍ‬
‫وجل‬ ‫الله َّ‬ ‫جائز َو ْص ُ‬ ‫هذه ثالث ُة أوجه للكري ِم في كال ِم َ‬

‫والبيهقي في‬
‫ُّ‬ ‫((( رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (‪ ،)68/4‬والطبراني في «الدعاء» (‪،)870‬‬
‫رضي الل ُه عنه‪ ،‬ورواه ابن أبي شيبة (‪)69/4‬‬ ‫ٍ‬
‫مسعود ِ‬ ‫«السنن» (‪)95/5‬؛ موقو ًفا على ابن‬
‫موقوف ًا على ابن عمر ِ‬
‫رضي الل ُه عنهما‪.‬‬
‫العراقي في «تخريج إحياء علوم الدين» (‪ ،)321/1‬وابن حجر في «الفتوحات‬ ‫ُّ‬ ‫وصحح‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الربانية» (‪ )402-401/4‬إسنا َد الموقوف على ابن مسعود رضي الل ُه عنه‪.‬‬
‫األلباني‪ -‬رحمه الله‪ -‬في «مناسك الحج والعمرة» (ص ‪« :)28‬رواه اب ُن أبي َشيب َة عن‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫صحيح ِ‬ ‫ِ‬ ‫وابن ُعمر ِ‬ ‫ٍ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بإسنادين‬ ‫رضي الل ُه عنهم‬ ‫ابن مسعود ِ َ‬
‫((( «الفروق» (ص ‪.)143‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪320‬‬

‫ِ‬
‫بالمفعول به؛ ألنَّه ال بدَّ‬ ‫فوح‪ ،‬تَع َّل َق‬ ‫بها‪ ،‬فإذا ُأريدَ بالكري ِم الجوا ُد أو َّ‬
‫الص ُ‬
‫غير ُم ٍ‬
‫قتض‬ ‫ٍ‬
‫موجود‪ ،‬وإذا ُأريد به‬ ‫ٍ‬ ‫تكر ٍم عليه‬
‫العزيز‪ ،‬كان َ‬
‫ُ‬ ‫ومصفوح عنه‬ ‫من ُم َّ‬
‫والصفوح؛ فهي ِصف ُة‬
‫ُ‬ ‫مفعول»(((‪َ .‬يعني‪ -‬رحمه الله‪ :-‬إذا ُأريدَ به الجوا ُد‬
‫ً‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فِ ٍ‬
‫عل‪ ،‬وإذا ُأريدُ به‬
‫العزيز‪ ،‬فهي صف ُة ذات‪ .‬والل ُه ُ‬
‫أعلم‪.‬‬ ‫ُ‬

‫َريم الجوا ُد‪،‬‬


‫حيم‪ ،‬وال َب ُّر الك ُ‬
‫الر ُ‬
‫«الرحم ُن َّ‬
‫السعدي‪َّ « :‬‬
‫ُّ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ‬ ‫وقال َّ‬
‫وتدل ك ُّلها على ات ِ‬
‫ِّصاف‬ ‫تتقار ُب معانيها‪ُّ ،‬‬
‫اب»؛ هذه األسما ُء َ‬ ‫الوه ُ‬
‫ؤوف َّ‬‫الر ُ‬ ‫َّ‬
‫عة َرحمتِه ومواهبِه التي‬ ‫والجود والكر ِم‪ ،‬وعلى س ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالرحمة والبِ ِّر‬ ‫الرب‬
‫ِّ‬
‫ص المؤمنين منها‬ ‫ب ما تَقتضيه ِحكمتُه‪َ ،‬‬
‫وخ َّ‬ ‫بح َس ِ‬ ‫ِ‬
‫جميع الوجود َ‬
‫َ‬ ‫عم بها‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫األكمل»(((‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫والحظ‬ ‫األغر‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫بالن ِ‬
‫َّصيب‬

‫ا ْلك ُْر ُه‬


‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫ِصف ٌة فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫‪‬و َل ِك ْن ك َِر َه الله ُ انْبِ َعا َث ُه ْم‪[ ‬التوبة‪.]46 :‬‬


‫َقو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬


‫ليل من ُّ‬
‫«إن الل َه َح َّر َم‬ ‫بن ُشعب َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫المغيرة ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث‬ ‫‪-1‬‬

‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)176‬‬


‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)299/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪321‬‬

‫وو ْأ َد ال َبنات‪ ،‬وك َِر َه لكم‪ِ :‬قيل َ‬


‫وقال‪،‬‬ ‫عقوق األُ َّمهات‪ ،‬و َمن ًعا َ‬
‫وهات‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫عليكم‪:‬‬

‫السؤال‪ ،‬وإضاع َة المال»(((‪.‬‬


‫وكثر َة ُّ‬
‫بعذاب ِ‬
‫الله‬ ‫ِ‬ ‫الكافر إذا ُب ِّش َر‬ ‫وإن‬ ‫حديث عائش َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنها‪َّ ...« :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫َ‬
‫الله وك َِر َه الل ُه لِقا َءه»(((‪.‬‬
‫وس َخطِه؛ ك َِر َه لقاء ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫وان ُظ ْر‪ :‬صفة َّ‬


‫(الس َخط)‪.‬‬

‫ا ْلك ُّ‬
‫َف‬
‫النبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ل َّل ِه َّ‬
‫عز َّ‬
‫الصحيحة الثابتة عن ِّ‬
‫وجل باألحاديث َّ‬
‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪.‬‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫بصدقة ِمن َط ِّي ٍ‬
‫ب‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪« :‬ما تَصدَّ َق أحدٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬

‫كانت تمرةً‪ ،‬فتَربو‬


‫وإن ْ‬‫أخ َذها الرحم ُن بيمينِه‪ْ ،‬‬
‫ب‪َّ -‬إل َ‬
‫قبل الل ُه َّإل الط ِّي َ‬
‫وال َي ُ‬

‫الجبل‪ ،‬كما ُير ِّبي أحدُ كم َف ُل َّوه((( َأو‬


‫ِ‬ ‫أعظم ِمن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تكون‬ ‫الر ِ‬
‫حمن‪ ،‬حتى‬ ‫في ِّ‬
‫كف َّ‬
‫َفصي َله»(((‪.‬‬
‫أحسن ص ٍ‬
‫وض َع َك َّفه‬
‫ورة»‪ ،‬وفيه‪...« :‬فرأيتُه َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫«رأيت ر ِّبي في‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)2408‬ومسلم (‪.)593‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2684‬‬
‫فصل عن أ ِّمه‪ُ ،‬‬
‫واألنثى َف ُل َّوة‪(( .‬المصباح المنير)) للفيومي (‪.)481/2‬‬ ‫((( ال َف ُل ّو‪ :‬هو ُ‬
‫الم ْهر ُي َ‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1014‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪322‬‬

‫وجدت برد ِ‬
‫أنام ِله في َصدْ ِري‪.(((»...‬‬ ‫َبي َن كتِفي‪ ،‬حتى‬
‫ُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و(األنامل)‪.‬‬ ‫ان ُظ ْر‪ :‬صفة ُّ‬
‫(الصورة)‬

‫والكف‬
‫َّ‬ ‫الكف‪ ،‬ورا ًّدا على َمن َأ َّو َل ُّ‬
‫الصور َة‬ ‫َّ‬ ‫قال أبو َيع َلى ال َف َّرا ُء ُمثبتًا‬
‫الكف بين‬
‫ِّ‬ ‫ووض ِع‬
‫ورة‪ْ ،‬‬ ‫حديث الصورة بقوله‪« :‬ال َّثالث‪ :‬أنَّه وص َفه بالص ِ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫والم َل ُك‪.(((»...‬‬ ‫ُ‬ ‫الصف ُة ال تت ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫األفعال َ‬ ‫َّصف بها‬ ‫كَت َفيه‪ ،‬وهذه ِّ‬
‫أحاديث الص ِ‬
‫ِ‬ ‫لجملة ِمن‬
‫ٍ‬ ‫األصبهاني َبعدَ َس ْر ِده‬
‫فات‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫وقال َق َّوام ُّ‬
‫السنَّة‬
‫ِ‬
‫الرحمن»‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫بصدقتِه ف َي َض ُعها في ِّ‬
‫كف‬ ‫«وقو ُله‪َّ :‬‬
‫«إن أحدَ كم يأتي َ‬
‫ضين على إِ ْص َبعٍ»‪..‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫وأمثال هذه‬ ‫السموات على إِ ْصبعٍ‪ ،‬واألَ َر َ‬ ‫ضع َّ‬ ‫« َي ُ‬
‫بان له ِص َّح ُة ذلك‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫تعصب؛ َ‬ ‫ِ‬
‫األحاديث‪ ،‬فإذا تَد َّبره متد ِّب ٌر‪ ،‬ولم َي َّ‬
‫البحث عن كَيف َّي ِة ذلك ٌ‬
‫باطل»(((‪.‬‬ ‫َ‬ ‫واجب‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫اإليمان به‬

‫ضع الج َّب ُار فيها قدَ َمه»‪ ،‬وقوله‪« :‬حتَّى‬ ‫ِ‬
‫ثم قال‪« :‬وكذلك قوله‪« :‬حتَّى َي َ‬
‫معان‪ ،‬وليس ي ِ‬
‫حتم ُل‬ ‫ٍ‬ ‫وللكف‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫معان‪،‬‬ ‫الرحمن»‪ ،‬وللقدَ ِم‬‫ِ‬ ‫كف‬
‫َيض َعه في ِّ‬
‫َ‬
‫العر ِ‬
‫ب؛ فهو معلو ٌم‬ ‫معروف في كال ِم َ‬ ‫ٌ‬ ‫الحديث شي ًئا من ذلِك؛ َّإل ما هو‬‫ُ‬

‫مجهول الكيف َّي ِة»(((‪.‬‬


‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالحديث‪،‬‬

‫«السنة» (ص ‪-465‬‬
‫والترمذي (‪ ،)3235‬وابن أبي عاصم في ُّ‬
‫ُّ‬ ‫((( رواه أحمد (‪،)243/5‬‬
‫سألت‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫حديث حس ٌن صحيح‪،‬‬ ‫الترمذي‪( :‬هذا‬
‫ُّ‬ ‫جمع من الصحابة‪ ،‬قال‬
‫‪ ،)471‬وغيرهم؛ عن ْ‬
‫ٌ‬
‫حديث حس ٌن صحيح)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫محمدَ ب َن إسماعيل‪-‬البخاري‪ -‬عن هذا الحديث فقال‪ :‬هذا‬ ‫َّ‬
‫العربي في «أحكام القرآن» (‪ ،)73/4‬وأحمد شاكر واأللباني‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وصححه اب ُن‬
‫َّ‬
‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)131/1‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)259/2‬‬
‫((( المصدر السابق (ص ‪.)262‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪323‬‬

‫والكف‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫«ومن ِصفاتِه سبحانه‪ :‬اليدُ ‪ ،‬وال َيمي ُن‪،‬‬
‫وقال ِصدِّ يق حسن خان‪ِ :‬‬
‫َ‬
‫ِْ‬
‫وال ْص َبع‪.(((»...‬‬

‫ا ْلك َِف ُ‬
‫يل‬
‫الكفيل‪ ،‬الذي َيك ُف ُل ِعبا َده و َي ْح َف ُظهم‪ ،‬وهي‬
‫ُ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه‬ ‫ف الل ُه َّ‬ ‫وص ُ‬ ‫ُي َ‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫ِصف ٌة فِعل َّي ٌة ثابت ٌة له‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪‬و َقدْ َج َع ْلت ُُم الل َه َع َل ْيك ُْم ك َِف ًيل‪[ ‬النحل‪.]91 :‬‬
‫قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫سول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪:‬‬ ‫رضي الل ُه عنه‪ ،‬عن ر ِ‬‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫أن ُيسل َفه َ‬
‫ألف‬ ‫َ‬
‫إسرائيل ْ‬ ‫بعض بني‬
‫سأل َ‬‫إسرائيل‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫رج ًل ِمن بني‬
‫«أنَّه ذكَر ُ‬
‫بالله َشهيدً ا‪ ،‬قال‪ :‬فأتِني‬ ‫شهدْ هم‪ ،‬فقال‪ :‬ك َفى ِ‬ ‫بالش ِ‬
‫هداء ُأ ِ‬ ‫ِدينار‪ ،‬فقال‪ :‬ائتِني ُّ‬
‫َفيل‪ ،‬قال‪ :‬ك َفى ِ‬
‫بالله ك ً‬
‫َفيل‪ ،‬قال‪َ :‬ص َ‬
‫دقت‪.(((»...‬‬ ‫بالك ِ‬

‫والض ِامن‪.‬‬ ‫ِ‬


‫والحفيظ َّ‬
‫والشهيد‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الوكيل‬ ‫ُ‬
‫والكفيل بمعنى‬

‫‪‬و َقدْ َج َع ْلت ُُم الل َه َع َل ْيك ُْم ك َِف ًيل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫تفسير قوله تَعا َلى‪َ :‬‬ ‫ٍ‬
‫جرير في‬ ‫قال اب ُن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وفي‬
‫الم َ‬‫«وقد جعلتُم الل َه بالوفاء بما تَعاقدتُم عليه على أن ُفسكم راع ًيا‪َ ،‬ير َعى ُ‬
‫والناقض»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الوفاء به‪،‬‬ ‫عاهدَ على‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫منكم بعهد الله الذي َ‬

‫((( «قطف الثمر» (ص ‪.)66‬‬


‫((( رواه البخاري (‪.)2291‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪324‬‬

‫ُ‬
‫والكفيل‬ ‫ُ‬
‫الضمان‪...‬‬ ‫األصفهاني في «المفردات»‪« :‬الكَفال ُة‬‫ُّ‬ ‫اغب‬
‫الر ُ‬
‫قال َّ‬
‫الحظ الذي فيه ِ‬
‫الكفاية‪ ،‬كأنَّه تك َّفل بأ ْمره»‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫أسماء الله تَعالى‪.‬‬ ‫بعضهم (الك َِفيل) من‬
‫وقد عدَّ ُ‬

‫ا ْلكَال ُم َوا ْل َق ْو ُل َوا ْل َح ِد ُ‬


‫يث‬
‫الص ْو ُت َوا ْل َح ْر ُ‬
‫ف‬ ‫َوالنِّ َد ُاء َو َّ‬
‫ث‬ ‫ُ‬
‫ويقول و َيتحدَّ ُ‬ ‫وجل َيتك َّل ُم‬
‫عز َّ‬ ‫والجماعة َّ‬
‫أن الل َه َّ‬ ‫ِ‬ ‫السن َِّة‬ ‫عتقدُ ُ‬‫ي ِ‬
‫أهل ُّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وي ِ‬
‫مخلوق‪،‬‬ ‫القرآن كال ُمه‪ُ ،‬من ََّز ٌل ُ‬
‫غير‬ ‫َ‬ ‫وحرف‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫بصوت‬ ‫نادي‪َّ ،‬‬
‫وأن كال َمه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫آحاده)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫باعتبار‬ ‫أصله‪ ،‬وفِعلي ٌة‬
‫باعتبار ِ‬
‫ِ‬ ‫الله ِصف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة (ذات َّي ٌة‬
‫وكالم ِ‬
‫ُ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬
‫يما‪[ ‬النساء‪.]164 :‬‬ ‫‪‬و َك َّل َم الل ُه ُم َ‬
‫وسى َتكْل ً‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫ادي األَ ْي َم ِن فِي ا ْل ُب ْق َع ِة‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ف َلما َأتَاها ن ِ‬


‫ُوديَ ِمن َشاطِ ِئ ا ْلو ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وسى إِنِّي َأنَا الل ُه َر ُّب ا ْل َعا َل ِمي َن‪[ ‬القصص‪]30:‬‬ ‫المبارك َِة ِمن َّ ِ‬
‫الش َج َرة َأ ْن َيا ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫وت مسموعٍ)‪.‬‬ ‫(نِداء بص ٍ‬
‫َ‬
‫َان ا ْلبحر ِمدَ ادا لِكَلِم ِ‬
‫ات َر ِّبي َلن َِفدَ ا ْل َب ْح ُر َق ْب َل َأ ْن‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪ُ  :‬ق ْل َل ْو ك َ َ ْ ُ‬
‫ات َر ِّبي َو َل ْو ِج ْئنَا بِ ِم ْث ِل ِه َمدَ ًدا‪[ ‬الكهف‪( .]109 :‬كَالم َمكتُوب)‪.‬‬ ‫تَن َفدَ كَلِ َم ُ‬

‫است ََج َار َك َف َأ ِج ْر ُه َحتَّى َي ْس َم َع ك ََل َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪‬وإِ ْن َأ َحدٌ م َن ُ‬
‫الم ْش ِركي َن ْ‬ ‫‪ -4‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫ال َّل ِه‪[ ‬التوبة‪( .]6 :‬كَالم ُي َ‬
‫سمع)‪.‬‬

‫‪‬و َم ْن َأ ْصدَ ُق ِم َن ال َّل ِه َح ِدي ًثا‪[ ‬النساء‪.]87 :‬‬


‫‪ -5‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪325‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل من ُّ‬
‫َ‬
‫اصطفاك‬ ‫وسى‪ ،‬وفيه‪« :‬قال له آ َد ُم‪ :‬يا ُموسى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫احتجاج آ َد َم و ُم َ‬ ‫ُ‬
‫حديث‬ ‫‪-1‬‬
‫الله بك ِ‬
‫َالمه»(((‪.‬‬

‫رض َي الل ُه عنها‪...« :‬و َل َشأنِي في‬


‫وقول عائش َة ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اإلفك‬ ‫حديث ِق َّص ِة‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫في ٍ‬
‫بأمر ُي ْت َلى‪.(((»...‬‬ ‫أحقر ِمن ْ‬
‫أن َيتك َّل َم الل ُه َّ‬ ‫كان َ‬‫ن ْف ِسي َ‬

‫َبارك وتَعا َلى‬ ‫الخدري ِ‬


‫رض َي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫«إن الل َه ت َ‬ ‫حديث أبي َسعيد ُ ِّ‬ ‫‪-3‬‬
‫وس ْعدَ يك‪ ،‬فيقول‪ْ :‬‬
‫هل‬ ‫الجن َِّة‪ ،‬فيقولون‪َ :‬ل َّب َ‬
‫يك ر َّبنا َ‬ ‫الجن َِّة‪ :‬يا َ‬
‫أهل َ‬ ‫ِ‬
‫ألهل َ‬ ‫ُ‬
‫يقول‬

‫َرضيتُم؟‪.(((»...‬‬

‫النبي‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪َ « :‬بينما ِج ُ‬


‫بريل قاعدٌ عندَ‬ ‫اس ِ‬‫ابن ع َّب ٍ‬‫حديث ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫ِّ‬
‫بنور ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ُأوتيت َُه َما لم ُيؤتَهما ٌّ‬
‫نبي َقب َلك‪:‬‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪...‬وقال‪َ :‬أبش ْر َ‬
‫رف منهما؛ َّإل ُأعطيتَه»(((‪.‬‬‫سورة البقرة؛ لن تقر َأ بح ٍ‬‫ِ‬ ‫وخواتي ِم‬ ‫فاتحة ِ‬
‫الك ِ‬
‫تاب‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫ُ‬ ‫الخدري ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬


‫«يقول الل ُه‪ :‬يا‬ ‫رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪:‬‬ ‫حديث أبي سعيد ُ ِّ‬ ‫‪-5‬‬

‫ُخر َج ِمن‬
‫أن ت ِ‬
‫إن الل َه َيأ ُم ُرك ْ‬ ‫ٍ‬
‫بصوت‪َّ :‬‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪ :‬ل َّب ْي َك َ‬
‫وس ْعدَ يك‪ ،‬ف ُينا َدى‬ ‫آ َد ُم‪،‬‬

‫ُذ ِّر َّيتِك َبع ًثا إلى الن َِّار»(((‪.‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)6614‬ومسلم (‪.)2652‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)4141‬ومسلم (‪.)2770‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7518‬ومسلم (‪.)2829‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)806‬‬
‫((( رواه البخاري (‪.)7483‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪326‬‬

‫لماء في ذلِك‪:‬‬
‫أقوال الع ِ‬
‫ِ ُ‬
‫ِ‬
‫ومن‬
‫سم ُعه َمن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫َّ‬
‫وجل ُينادي بصوت َي َ‬ ‫«وإن الل َه َّ‬ ‫خاري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -1‬قال اإلما ُم ال ُب‬
‫كره‪ ،‬وفي هذا (يعني‪:‬‬ ‫الله َّ ِ‬
‫لغير ِ‬
‫سم ُعه َمن َق ُرب‪ ،‬فليس هذا ِ‬
‫جل ذ ُ‬ ‫َب ُعدَ كما َي َ‬
‫صوت ِ‬
‫الله ال ُيشبِ ُه‬ ‫َيس َذكره بعد ِ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫دليل َّ‬
‫أن‬ ‫كالمه هذا) ٌ‬ ‫حديث عبد الله بن ُأن ٍ َ‬
‫سم ُع َمن َق ُرب‪،‬‬‫سمع من بعدَ كما ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫صوت ِ‬
‫الله َّ‬ ‫الخ ْلق؛ َّ‬‫أصوات َ‬
‫ُ‬ ‫ذكره ُي ُ َ َ ُ‬
‫جل ُ‬ ‫َ‬ ‫ألن‬ ‫َ‬
‫قون من َصوتِه؛ فإذا تَنا َدى المالئك ُة‪ ،‬لم َيص َعقوا»(((‪.‬‬ ‫وأن المالئك َة َيص َع َ‬ ‫َّ‬

‫أن َح ً‬
‫نبل حدَّ ثهم؛‬ ‫علي ب ُن ِعيسى َّ‬
‫الخ َّل ُل‪َ « :‬أخ َبرني ُّ‬ ‫كر َ‬ ‫‪ -2‬وقال أبو َب ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فمن َيقضي‬ ‫قلت ألبي عبد الله‪ :‬الل ُه ُيك ِّل ُم عبدَ ه يو َم القيامة؟ قال‪ :‬ن َع ْم؛ َ‬ ‫قال‪ُ :‬‬
‫وجل؟! ُيك ِّلم عَبدَ ه و َيسأ ُله‪ ،‬الل ُه متك ِّلم‪ ،‬لم ِ‬
‫يزل‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫الخالئق َّإل الل ُه َّ‬ ‫بين‬
‫ُ ٌ‬ ‫ُ‬
‫عدل وال ِم ٌثل‪َ ،‬‬
‫كيف‬ ‫الل ُه ُمتك ِّل ًما؛ يأ ُم ُر بما يشا ُء‪ ،‬و َيحكُم بما يشا ُء‪ ،‬وليس له ٌ‬
‫شا َء‪ ،‬وأي َن شا َء»(((‪.‬‬

‫«سألت َأبي‪-‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬وقال عبدُ ِ‬
‫الله اب ُن اإلما ِم أحمدَ ‪ -‬رحمهما الله ‪:-‬‬
‫وجل موسى‪ ،‬لم َيتك َّل ْم‬
‫عز َّ‬‫َر ِحمه الله ‪ -‬عن قو ٍم يقولون‪َ :‬ل َّما ك َّل َم الل ُه َّ‬
‫ُ‬
‫األحاديث‬ ‫ٍ‬
‫بصوت؛ هذه‬ ‫وجل تك َّل َم‬
‫عز َّ‬ ‫ٍ‬
‫بصوت‪ ،‬فقال أبي‪ :‬ب َلى! َّ‬
‫إن ر َّب َك َّ‬
‫جاءت»(((‪.‬‬
‫ْ‬ ‫نَرويها كما‬
‫ِ‬
‫خص‪،‬‬ ‫وت َّ‬
‫والش‬ ‫عاص ٍم‪« :‬باب‪ِ :‬ذكر الكال ِم والص ِ‬
‫‪ -4‬وقال ابن أبي ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وغير ذلك»(((‪.‬‬

‫((( «خلق أفعال العباد» (ص ‪.)149‬‬


‫والرسالة المرو َّية عن اإلمام أحمد» (‪.)288/1‬‬
‫((( انظر‪« :‬المسائل ِّ‬
‫((( «المصدر السابق» (‪.)302/1‬‬
‫«السنَّة» (‪.)225/1‬‬
‫((( ُّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪327‬‬

‫عز‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫حياة ِ‬ ‫ِ‬
‫إثبات‬ ‫شعري‪« :‬و َأ ْج َمعوا على‬‫سن األَ‬
‫الح ِ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -5‬وقال أبو َ‬
‫زل به ُمتك ِّل ًما‪.(((»...‬‬
‫يزل بها ح ًّيا‪ ...‬وكال ًما لم َي ْ‬
‫وجل‪ ،‬لم ْ‬
‫َّ‬
‫بكر ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‬ ‫األصبهاني‪« :‬وخا َط َر أبو ٍ‬
‫ُّ‬ ‫السن َِّة‬
‫‪ -6‬وقال َق َّوا ُم ُّ‬
‫القرآن‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا ِمن كال ِم‬
‫َ‬ ‫راه َن قو ًما من ِ‬
‫أهل َم َّك َة)‪ ،‬فقرأ عليهم‬ ‫(أي‪َ :‬‬
‫الله تعالى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صاحبي‪ ،‬ولكنَّه كالم ِ‬ ‫ِ‬
‫بكالمي وال كال ِم‬ ‫صاحبِك‪ ،‬فقال‪ :‬ليس‬
‫ُ‬
‫اب ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‬ ‫بن الخ َّط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مر ُ‬
‫الصحابة‪ ،‬وقال ُع ُ‬ ‫ولم ُينك ْر عليه أحدٌ من َّ‬
‫القرآن كال ُم ال َّل ِه»‪.‬‬
‫َ‬ ‫على المنبر‪َّ :‬‬
‫«إن هذا‬

‫الم َس َّي ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫حابة وإجماع التابِعين بعدَ هم‪ِ ،‬مثل‪ :‬س ِ‬
‫عيد ِ‬ ‫فهو إجماع الص ِ‬
‫بن ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫وغيرهم ممن ُ ِ‬
‫عبي‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫كرهم‪ ،‬أشاروا‬
‫يطول ذ ُ‬ ‫َّ‬ ‫والش ِّ‬ ‫بن ُج َب ٍير‪َ ،‬‬
‫والحسن‪َّ ،‬‬ ‫وسعيد ِ‬
‫ِ‬
‫والمصاحف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المحاريب‬ ‫المتلو في‬ ‫أن كالم ِ‬
‫الله هو‬ ‫إلى َّ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬

‫أن أحمدَ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬قال‪:‬‬ ‫ٌ‬


‫وحنبل‪َّ :‬‬ ‫نبل‪،‬‬ ‫صالح ب ُن أحمدَ ِ‬
‫بن َح ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وذكَر‬
‫الله تعالى‪ ،‬والنبي ص َّلى الله عليه وس َّلم ِ‬ ‫بريل س ِم َعه من ِ‬ ‫ِ‬
‫سم َعه من‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫«ج ُ َ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِج َ‬
‫والصحاب ُة سمعتْه من ِّ‬
‫بريل‪َّ ،‬‬
‫رضي الله عنه‪« :‬ليس بك ِ‬
‫َالمي‪ ،‬وال كال ِم صاحبي‪،‬‬ ‫بكر ِ‬ ‫وفي ِ‬
‫قول أبي ٍ‬
‫َ ُ‬
‫ف والص ِ‬
‫وت؛ ألنَّه إنَّما َتل عليهم‬ ‫إثبات الحر ِ‬ ‫إنَّما هو كالم ِ‬
‫الله تعالى»‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُ‬
‫بالحرف والص ِ‬
‫وت»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫القرآن‬
‫َّ‬

‫((( «رسالة إلى أهل الثغر» (ص ‪)214‬‬


‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪331/1‬و‪.)332‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪328‬‬

‫عز َّ‬
‫وجل»(((‪.‬‬ ‫إثبات الن ِ‬
‫ِّداء ِصف ًة ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال ‪ِ -‬‬
‫رحمه الل ُه ‪َ « :-‬ف ٌ‬ ‫‪َ -7‬‬
‫لله َّ‬ ‫صل في‬
‫ِ‬
‫واألحاديث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اآليات‬ ‫ثم َس َر َد جمل ًة من‬
‫َّ‬

‫النبي ص َّلى‬ ‫اآلثار ِ‬ ‫ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪:‬‬ ‫‪ -8‬وقال ُ‬
‫عن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫«واستفاضت‬
‫السنَّة؛ أنَّه سبحانه‬ ‫حابة والتَّابعين ومن بعدَ هم ِمن ِ‬ ‫الله عليه وس َّلم والص ِ‬
‫أئمة ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بصوت‪ ،‬و َيتك َّل ُم‬ ‫الق ِ‬
‫يامة‬ ‫بصوت؛ نادى موسى‪ ،‬وينادي ِعباده يوم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ي ِ‬
‫نادي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إن الل َه َيتك َّل ُم بال‬‫لف أنه قال‪َّ :‬‬ ‫أحد ِمن الس ِ‬ ‫بصوت‪ ،‬ولم ين َق ْل عن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بالوحي‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بحرف»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بصوت أو‬ ‫أن َيتك َّل َم الل ُه‬‫حرف‪ ،‬وال أنَّه أ ْنك ََر ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫صوت‪ ،‬أو بال‬
‫ٍ‬
‫بصوت؛ ولهذا‬ ‫أن الل َه تعالى َيتك َّل ُم‬
‫«إثبات َّ‬
‫ُ‬ ‫يخ اب ُن ُع َثيمين‪:‬‬
‫الش ُ‬
‫‪ -9‬وقال َّ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم و ُيك ِّل ُمه ليل َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َّ‬ ‫ب موسى و ُيك ِّل ُمه‪ ،‬و ُيخاط ُ‬
‫ُيخاط ُ‬
‫عون َصوتَه و َير ُّد َ‬
‫ون عليه»(((‪.‬‬ ‫فهم َي ْس َم َ‬ ‫ِ‬
‫المعراج؛ ُ‬

‫ا ْل َكنَ ُ‬
‫ف‬
‫الص ِ‬
‫حيح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ٌة ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل بالحديث َّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫رض َي الل ُه عنهما‪َ ...« :‬يدْ نو َأحدُ كم ِمن ر ِّبه‬
‫بن ُعمر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫حديث عبد الله ِ َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫فيقول‪.(((»...‬‬ ‫ضع َكنَ َفه عليه‬
‫حتَّى َي َ‬

‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)269/1‬‬


‫أيضا‪« :‬مجموع الفتاوى» (‪.)545-513/6‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪ .)304/12‬وانظر ً‬
‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)514/8‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7514‬ومسلم (‪.)2768‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪329‬‬

‫والجانب والنَّاحي ُة‪.‬‬ ‫رز‪،‬‬ ‫وال َكنَف في ال ُّلغة‪ :‬الستْر ِ‬


‫والح ُ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬

‫المبار ِك‪َ :‬كنَ َفه؛ َيعني‪ :‬ست َْره»(((‪.‬‬


‫َ‬
‫البخاري‪« :‬قال عبدُ ِ‬
‫الله ب ُن‬ ‫ُّ‬ ‫قال‬
‫ِ‬
‫تبارك‬ ‫الخ َّل ُل في «كتاب ُّ‬
‫السنَّة»‪« :‬باب‪َ :‬ي َض ُع َكنَ َفه على َعبده‪َ ،‬‬ ‫وقال َ‬
‫الحار ِ‬
‫ث‬ ‫ِ‬ ‫ومحمدُ ب ُن َج ٍ‬
‫عفر؛ َّ‬
‫أن أبا‬ ‫حمدُ ب ُن أبي هارون‪،‬‬
‫َّ‬ ‫وتَعالى‪ :‬أخ َبرني ُم َّ‬
‫عبد ِ‬
‫الله‪ :‬ما َم ْعنى قوله‪َّ :‬‬
‫«إن الل َه ُيدني ال َعبدَ يو َم‬ ‫قلت ألبي ِ‬
‫حدَّ ثهم؛ قال‪ُ :‬‬
‫ضع َكنَ َفه عليه‪ ،‬كما‬ ‫الق ِ‬
‫يامة؛ ف َي َض ُع عليه َكنَ َفه؟» قال‪ :‬هكذا ُ‬ ‫ِ‬
‫نقول‪ُ :‬يدنيه و َي ُ‬
‫ذنب كذا‪.‬‬
‫ف َ‬ ‫يقول له‪َ :‬أ ِ‬
‫تعر ُ‬ ‫قال؛ ُ‬

‫الحربي؛ قال‪ :‬قو ُله‪« :‬ف َي َض ُع عليه َكنَ َفه»؛‬


‫ُّ‬ ‫إبراهيم‬
‫ُ‬ ‫الخ َّل ُل‪ :‬أن َْبأنَا‬
‫قال َ‬
‫ُ‬
‫يقول‪ :‬ناحيتَه‪.‬‬
‫نصر عن األَصمعي؛ يقال‪َ :‬نز َل في َكن ِ‬
‫َف بني‬ ‫إبراهيم‪ :‬أخ َبرني أبو ٍ‬ ‫قال‬
‫ِّ ُ‬ ‫ُ‬
‫فالن‪ ،‬أي‪ :‬في ناحيتِهم»(((‪.‬‬
‫ٍ‬

‫ديني‪« :‬في الحديث‪ُ « :‬يدْ نَى المؤم ُن من ر ِّبه‬


‫الم ُّ‬ ‫ُ‬
‫الحافظ أبو موسى َ‬ ‫قال‬

‫ستره»(((‪.‬‬ ‫عز َّ‬


‫وجل حتَّى َي َض َع عليه َكنَ َفه»‪ ،‬أي‪َ :‬ي ُ‬ ‫َّ‬

‫فس ًرا‬ ‫نيمان‪« :‬قو ُله‪« :‬حتَّى َي َض َع َكنَ َفه عليه»‪ :‬جا َء ال َكن ُ‬
‫َف ُم َّ‬ ‫يخ ال ُغ ُ‬
‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬

‫الخ ْلق له؛‬ ‫في الحديث بأنَّه الستر‪ ،‬والمعنى‪ :‬أنَّه تعالى يستُر عبدَ ه عن ر ِ‬
‫ؤية َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫((( انظر «خلق أفعال العباد» (ص ‪.)103‬‬
‫((( انظر‪« :‬بيان تلبيس الجهمية» البن تيمية (‪.)193/8‬‬
‫((( «المجموع المغيث» (‪.)78/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪330‬‬

‫بذنوبِه تتغ َّير حا ُله‪،‬‬ ‫ِ‬


‫والتقرير ُ‬ ‫فتضح أمامهم ف ُيخزى؛ ألنَّه حي َن الس ِ‬
‫ؤال‬ ‫َّ‬
‫لئل َي‬
‫ُّ‬ ‫َ َ‬
‫َرب ِّ‬
‫والشدَّ ة»(((‪.‬‬ ‫الخوف َّ‬
‫الشديدُ ‪ ،‬و َيتب َّين فيه الك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ظهر على ِ‬
‫وجهه‬ ‫و َي ُ‬

‫ا ْل َك ْي ُد أل ْع َدائِ ِه‬
‫ف به َّإل ُم َق َّيدً ا في‬
‫وص ُ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ِ‬
‫فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ل َّل ِه َّ‬
‫بالكتاب‪ ،‬وال ُي َ‬ ‫وجل‬
‫ِ‬
‫المخلوق‪.‬‬ ‫قابلة َك ْي ِد‬
‫م ِ‬
‫ُ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ف‪[ ‬يوسف‪.]76 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬ك ََذل َك كدْ نَا ل ُي ُ‬
‫وس َ‬

‫ون َك ْيدً ا * َو َأكِيدُ َك ْيدً ا‪[ ‬الطارق‪.]16 :‬‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ‬

‫‪‬و ُأ ْم ِلي َل ُه ْم إِ َّن َك ْي ِدي َمتِي ٌن‪[ ‬األعراف‪.]183 :‬‬


‫‪ -3‬وقوله‪َ :‬‬

‫المك َْر‬
‫أن َ‬ ‫الله ِخال ُفه م َن الن ِ‬
‫َّاس‪ ،‬كما َّ‬ ‫إسحاق الحربي‪« :‬الكيدُ ِمن ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫قال أبو‬
‫منه خال ُفه ِم َن النَّاس»(((‪.‬‬

‫والمكر على َحقيقتِهما‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكيد‬ ‫إثبات منه ِ‬
‫لصفة‬ ‫ٌ‬ ‫وهذا‬

‫مجازا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫أن في‬‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة را ًّدا على َمن ز َع َم َّ‬ ‫وقال ُ‬
‫(المكْر) و(االستِ ْهزاء)‪،‬‬ ‫مجاز في القرآن؛ كلفظ‪َ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫«وكذلك ما ا َّدعوا أنَّه‬
‫سمى باسم ما ُيقاب ُله على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و(السخر َّية) المضاف إلى الله‪ ،‬وز َعموا أنَّه ُم ًّ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫بمن ال‬
‫لت َ‬ ‫هذه األسماء إذا ُف ِع ْ‬ ‫يات ِ‬ ‫سم ُ‬ ‫ِ‬
‫المجاز‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل ُم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طريق‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)423/2‬‬


‫((( «غريب الحديث» (‪.)94/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪331‬‬

‫ِ‬
‫ني عليه‬ ‫بمن َف َعلها َ‬
‫بالم ْج ِّ‬ ‫ظلما له‪ ،‬وأ َّما إذا ُفعلت َ‬ ‫كانت ً‬‫ْ‬ ‫ستحق العقوب َة؛‬ ‫ُّ‬ ‫َي‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫كانت ً‬ ‫بمثل فِ ِ‬ ‫عقوب ًة له ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫وس َ‬ ‫عدل‪ ،‬كما قال تَعالى‪ :‬ك ََذل َك كدْ نَا ل ُي ُ‬ ‫عله؛ ْ‬
‫اك َع َلى إِ ْخ َوتِ َك‬ ‫ص ُر ْؤ َي َ‬
‫كادت إخوتُه َل َّما قال له أبوه‪ :‬ال َت ْق ُص ْ‬
‫ْ‬ ‫فكا َد له كما‬
‫ون َك ْيدً ا * َو َأ ِكيدُ َك ْيدً ا‪.(((»‬‬
‫َف َي ِكيدُ وا َل َك َك ْيدً ا‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ‬
‫ِ‬
‫ف عبدَ ه‬ ‫وص َ‬ ‫بالمكْر والكيد‪ ،‬كما َ‬ ‫ف ن ْف َسه َ‬ ‫وص َ‬ ‫أيضا‪« :‬وهكذا َ‬ ‫وقال ً‬
‫ون َك ْيدً ا * َو َأ ِكيدُ‬
‫ون َو َي ْمك ُُر الل ُه‪ ،‬وقال‪ :‬إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ‬
‫‪‬و َي ْمك ُُر َ‬
‫بذلك‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كالكيد»(((‪.‬‬ ‫كالمكر‪ ،‬وال الكيدُ‬ ‫َك ْيدً ا‪ ،‬وليس َ‬
‫المك ُْر‬

‫‪‬و َمك َُروا َو َمك ََر‬


‫هراس‪ -‬عند قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫محمد خليل َّ‬ ‫َّ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ‬ ‫وقال َّ‬
‫ون َك ْيدً ا * َو َأ ِكيدُ َك ْيدً ا‪ -‬قال رحمه الله‪:‬‬‫الل ُه‪ ،...‬وقوله‪ :‬إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ‬
‫الف ِ‬
‫عل‬ ‫إثبات ِصفت َِي المك ِْر والكيد‪ ،‬وهما ِمن ِصفات ِ‬ ‫اآليات‬ ‫نت هذه‬ ‫َضم ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫«ت َّ‬
‫اسم‪ ،‬ف ُيقال‪:‬‬ ‫الص ِ‬
‫فتين ٌ‬ ‫ِ‬
‫هاتين ِّ‬ ‫االختيار َّية‪ ،‬ولكن ال َينبغي أن ُي ْشت ََّق له ِمن‬
‫خير الماكري َن‪ ،‬وأنَّه‬ ‫ِ‬ ‫ماكر‪ ،‬وكائدٌ ‪ ،‬بل ُيو َق َ‬
‫النص من أنَّه ُ‬
‫ور َد به ُّ‬ ‫ف عندَ ما َ‬ ‫ٌ‬
‫ألعدائه الكافِرين»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َيكيدُ‬

‫و(المكْر)‪.‬‬ ‫وان ُظر‪ :‬صفة ِ‬


‫(الخدَ اع)‬
‫َ‬ ‫ْ‬

‫ال ُّل ْط ُ‬
‫ف‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ابت ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫اسمه (ال َّلطيف) ال َّث ِ‬
‫وجل‪ ،‬من ِ‬ ‫ِصف ٌة ثابت ٌة للهِ َّ‬
‫عز َّ‬
‫تاب ُّ‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)111/7‬‬
‫((( «التدمرية» (ص ‪ .)26‬وانظر كالم ابن القيم في «مدارج السالكين» (‪ ،)415/3‬و«مختصر‬
‫الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)34-32/2‬‬
‫((( «شرح الواسطية» (ص ‪.)123‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪332‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪‬و ُه َو ال َّلطِ ُ‬
‫يف ا ْل َخبِ ُير‪[ ‬األنعام‪.]103 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫اد ِه‪[ ‬الشورى‪.]19 :‬‬


‫يف بِ ِعب ِ‬‫ِ‬
‫‪ -2‬وقوله‪ :‬الل ُه َلط ٌ َ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ليل من ُّ‬
‫للنبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم َل َّما‬ ‫ِ‬
‫حديث عائش َة رض َي الل ُه عنها في تت ُّبعها ِّ‬
‫ُ‬
‫خرج من ِعندَ ها ُخفي ًة؛ ِلز ِ‬
‫يارة البقيعِ‪ ،‬وفيه‪ :‬قال ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َ « :‬ما‬ ‫َ‬
‫ريني أو‬ ‫ُخبِ ِ‬
‫قلت‪ :‬ال شي َء‪ .‬قال‪« :‬لت ْ‬ ‫عائش‪َ ،‬ح ْش َيا رابي ًة(((؟!»‪ْ .‬‬
‫قالت‪ُ :‬‬ ‫لك يا ُ‬ ‫ِ‬

‫طيف الخبير»(((‪.‬‬ ‫ل ُي ْخبِرنِّي ال َّل ُ‬

‫قال اب ُن الق ِّي ِم‪:‬‬


‫(((‬ ‫ـــه نِو َع ِ‬
‫ان»‬ ‫ْ‬
‫طـــف في أوصافِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وال ُّل‬ ‫ـــده َولِ َع ْب ِد ِه‬
‫ِ‬ ‫طيـــف بِ َع ْب‬
‫ُ‬ ‫ـــو ال َّل‬
‫«و ُه َ‬
‫َ‬
‫بالس ِ‬
‫رائر‬ ‫َ ِ‬ ‫السعدي‪« :‬ال َّل ُ‬ ‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫لمه َّ‬ ‫أحاط ع ُ‬ ‫طيف‪ :‬الذي‬ ‫ُّ‬ ‫يخ عبد الرحمن‬
‫بع ِ‬
‫باده‬ ‫طيف ِ‬ ‫واألمور الدَّ قيق َة‪ ،‬ال َّل ُ‬ ‫والخفايا‪ ،‬وأ ْد َر َك الخبايا والبواطِ َن‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫شعرون‬ ‫طفه وإحسانِه ِمن ُط ُر ٍق ال َي‬ ‫وصل إليهم مصالحهم ب ُل ِ‬
‫َ‬ ‫الم ُ‬ ‫المؤمنين‪ُ ،‬‬
‫بير‪ ،‬وبمعنى الر ُؤ ِ‬
‫وف»(((‪.‬‬ ‫الخ ِ‬
‫بها‪ ،‬فهو بمعنى َ‬
‫َّ‬
‫طف وال َّل َطف‪ :‬البِ ُّر والت ِ‬
‫َّكرم ُة‬ ‫ٍ‬
‫منظور في «لسان العرب»‪« :‬ال ُّل ُ‬ ‫وقال اب ُن‬
‫للمسر ِع في َم ِ‬ ‫الر ُبو والتَّهيج الذي َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شيه‬ ‫عرض ُ‬ ‫((( أي‪ :‬ما لك قدْ و َقع عليك َ‬
‫الح َشا‪ ،‬وهو َّ‬
‫والمحتدِّ في ِ‬
‫كالمه من ارتفا ِع النَّ َفس وتواتُره‪« .‬المعلم بفوائد مسلم» (‪« ،)493/1‬شرح‬
‫النووي على مسلم» (‪.)43/7‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)974‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 718/3‬رقم ‪.)3300‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)301/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪333‬‬

‫ِ‬
‫أسمائه‪ ،‬ومعناه‪-‬‬ ‫واسم ِمن‬ ‫فات ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫والتَّح ِّفي‪ ...‬ال َّلطيف‪ِ :‬صف ٌة ِمن ِص ِ‬
‫ٌ‬
‫بع ِ‬
‫باده»‪.‬‬ ‫فيق ِ‬
‫الر ُ‬
‫أعلم ‪َّ :-‬‬
‫والله ُ‬
‫ال َّل ْع ُن‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ِ‬
‫فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫وجل‬ ‫لله َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ب الل ُه َع َل ْي ِه َو َل َعنَ ُه‪[ ‬النساء‪.]93 :‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫‪‬و َغض َ‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬إِ َّن الل َه َل َع َن ا ْلكَافِ ِري َن َو َأعَدَّ َل ُه ْم َس ِع ًيرا‪[ ‬األحزاب‪.]64:‬‬

‫الله َع َلى ال َّظالِ ِمي َن‪[ ‬األعراف‪[ ،]44 :‬هود‪]18:‬‬


‫‪ -3‬وقو ُله‪َ  :‬ل ْعنَ ُة ِ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ستوصل َة»(((‪.‬‬ ‫والم‬ ‫حديث‪َ « :‬ل َعن الل ُه َ‬
‫الواصل َة ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬

‫ارق؛ َي ْس ِر ُق البيض َة‪.(((»...‬‬ ‫‪ -2‬حديث‪َ « :‬ل َعن الل ُه َّ‬


‫الس َ‬

‫أحدَ ث فيها َحدَ ًثا‪،‬‬


‫فمن ْ‬ ‫حديث‪« :‬المدينة َحر ٌم ما بين َع ْي ٍر إلى َث ٍ‬
‫ور‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬

‫َّاس َأجمعي َن‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬


‫والمالئكة والن ِ‬ ‫حد ًثا؛ فع ِ‬
‫ليه َلعن ُة ِ‬
‫الله‬ ‫أو آوى م ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬

‫‪‬و َم ْن َي ْقت ُْل ُم ْؤ ِمنًا‬ ‫ِ‬


‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة((( بقوله تعالى‪َ :‬‬
‫استشهدَ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وقد‬

‫((( رواه البخاري(‪ )5934‬ومسلم (‪.)2122‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ )6783‬ومسلم (‪.)1687‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)6755‬ومسلم (‪.)1370‬‬
‫((( «العقيدة الواسطية» (ص ‪.)108‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪334‬‬

‫إثبات ِص ِ‬
‫ِ‬ ‫ب الل ُه َع َل ْي ِه َو َل َعنَ ُه‪ ‬على‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فة‬ ‫ُم َت َع ِّمدً ا َف َج َز ُاؤ ُه َج َهن َُّم َخالدً ا ف َيها َو َغض َ‬
‫ال َغ ِ‬
‫ضب وال َّل ْعن‪.‬‬

‫نت هذه‬
‫َضم ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫الهراس عن هذه اآلية وآيات معها‪« :‬ت َّ‬
‫خليل َّ‬ ‫يخ‬
‫ضب‪ ،‬وال َّل ْعن‪،‬‬ ‫الفعل؛ ِمن الرضا ِ‬
‫لله‪ ،‬وال َغ ِ‬ ‫بعض ِصفات ِ‬ ‫ِ‬ ‫إثبات‬
‫َ‬ ‫اآليات‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫الله‪ ،‬وال َّلعي ُن‬ ‫ِ‬
‫رحمة ِ‬ ‫والك ُْره‪ ،»...‬ثم قال‪« :‬وال َّل ْعن‪ :‬هو ال َّطر ُد واإلبعا ُد عن‬
‫والملعون‪َ :‬من ح َّق ْت عليه ال َّلعن ُة‪ ،‬أو ُد ِعي عليه بِها»‪.‬‬

‫الم ْؤ ِم ُن‬
‫ُ‬
‫زيز‪.‬‬ ‫ثابت ِ‬
‫بالكتاب ال َع ِ‬ ‫اسم له ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه المؤم ُن‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫الم َه ْي ِم ُن‪[ ‬الحشر‪.]23 :‬‬ ‫ِ‬


‫قو ُله تعالى‪َّ :‬‬
‫‪‬الس َل ُم ُ‬
‫الم ْؤم ُن ُ‬

‫َّصديق‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‪ :‬الت‬ ‫ُ‬
‫وأصل‬ ‫«ومن ِصفاتِه (المؤمن)‪،‬‬ ‫قال ابن ُقتَيب َة‪ِ :‬‬
‫ُ‬
‫فالعبدُ مؤمن‪ ،‬أي‪ :‬مصدِّ ٌق مح ِّق ٌق‪ ،‬والله ِ‬
‫مؤم ٌن‪ ،‬أي‪ُ :‬مصدِّ ق ما وعَدَ ه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫و ُمح ِّق ُقه‪ ،‬أو ٌ‬
‫قابل إيمانَه‪.‬‬

‫يكون (المؤمن) من األَمان‪ ،‬أي‪ :‬ال َيأ َم ُن َّإل َمن أ َّمنَه الل ُه ‪ ...‬وهذه‬
‫ُ‬ ‫وقد‬

‫غيرها‪ ،‬ال ُيقال‪َ :‬أ ِم َن الله؛‬


‫ف ِ‬ ‫تصر َ‬
‫ف ُّ‬‫َتصر ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصف ُة من صفات الله َج َّل و َع َّز ال ت َّ‬
‫ِّ‬
‫كما يقال‪ :‬تَقدَّ س الله‪ ،‬وال يقال‪ :‬ي ِ‬
‫ؤم ُن الل ُه؛ كما ُي ُ‬
‫قال‪ :‬يت َقدَّ ُس الله‪ ...‬وإنَّما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الرسول‬ ‫فإن كان قد جا َء ِمن هذا شي ٌء عن‬ ‫نَنتهي في ِصفاتِه إلى ُ‬
‫حيث انتهى‪ْ ،‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪335‬‬

‫ِ‬
‫أن ُيط َلق كما ُأطل َق ُ‬
‫غيره»(((‪.‬‬ ‫األئم ِة؛ َ‬
‫جاز ْ‬ ‫ِ‬
‫ص َّلى الله عليه وعلى آله أو َع ِن َّ‬

‫الله تَعا َلى‬ ‫ِ‬


‫أسماء ِ‬ ‫منظور في «لسان العرب»‪« :‬الم ِ‬
‫ؤم ُن من‬ ‫ٍ‬ ‫وقال اب ُن‬
‫ُ‬
‫احدٌ ‪ ،‬وبقولِه‪َ :‬ش ِهدَ الل ُه َأ َّن ُه ال‬
‫الذي وحد ن ْفسه بقولِه‪ :‬وإِ َلهكُم إِ َله و ِ‬
‫َ ُ ْ ٌ َ‬ ‫َّ‬
‫إِ َل َه َّإل ُه َو‪ ،‬وقيل‪ :‬المؤم ُن الذي آ َم َن أوليا َءه عذا َبه‪ ،‬وقيل‪ :‬المؤم ُن في‬

‫لمه‪ ،‬وقيل‪ :‬المؤم ُن الذي َيصدُ ُق ِعبا َده‬


‫لق ِمن ُظ ِ‬ ‫الله الذي َأ ِم َن َ‬
‫الخ ُ‬ ‫فة ِ‬ ‫ِص ِ‬

‫عز َّ‬
‫وجل؛ ألنَّه َصدَّ َق بقوله ما َد َعا إليه‬ ‫لله َّ‬ ‫هذه الص ِ‬
‫فات ِ‬ ‫وكل ِ‬
‫ما وعَدَ هم‪ُّ ،‬‬
‫ِّ‬
‫والجن َِّة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخ َ ِ‬
‫لق من ُظلمه‪ ،‬وما َوعَدَ نا من ال َبعث َ‬
‫ٍ‬
‫توحيد‪ ،‬وكأنَّه َأ َّم َن َ‬ ‫ِعبا َده من‬
‫لِ َمن آ َمن به‪ ،‬والن َِّار لِ َمن ك َف َر به‪ ،‬فإنَّه ُمصدِّ ٌق َوعْدَ ه‪ ،‬ال َش َ‬
‫ريك له»‪.‬‬

‫ِ‬
‫جهين‪:‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل على َو‬ ‫فات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫الزجاجي‪« :‬المؤمن في ِص ِ‬
‫وقال َّ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬

‫أسه‬‫األمان‪ ،‬أي‪ :‬يؤمن ِعباده المؤمنين ِمن ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫يكون ِمن‬


‫َ‬ ‫َأ َحدهما‪ْ :‬‬
‫أن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ ُ‬
‫فالن فالنًا»‪ ،‬أي‪َ :‬أعطا ُه أمانًا ل َي ْس ُك َن‬ ‫أمنون ذلِك؛ كما ُ‬
‫تقول‪« :‬آ َم َن ٌ‬ ‫َ‬ ‫و َعذابِه‪ ،‬ف َي‬

‫أيضا ُيقال‪ :‬الل ُه المؤم ُن‪ ،‬أي‪ُ :‬ي َؤ ِّم ُن ِعبا َده المؤمنين‪ ،‬فال‬
‫إليه ويأم َن‪ ،‬فكذلك ً‬
‫َي ْأ َم ُن َّإل َم ْن آ َمنَه‪...‬‬

‫ُ‬
‫فيكون‬ ‫َّصديق‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‪ ،‬وهو الت‬ ‫َ‬
‫يكون المؤم ُن من‬ ‫اآلخر‪ْ :‬‬
‫أن‬ ‫والو ْجه َ‬
‫َ‬
‫أن ُيقال‪ :‬الل ُه المؤم ُن‪ ،‬أي‪ُ :‬م َصدِّ ٌق ِعبا َده‬
‫أحدهما‪ْ :‬‬‫ربين؛ َ‬‫ذلك على َض ِ‬
‫ِ‬
‫صدق ِهم‬ ‫بول‬‫فيكون تصدي ُقه إ َّياهم َق َ‬
‫ُ‬ ‫المؤمنين‪ ،‬أي‪ُ :‬يصدِّ ُقهم على إيمانِهم‪،‬‬

‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)9‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪336‬‬

‫واآلخر‪ :‬أن ُيقال‪ :‬الل ُه المؤم ُن‪ ،‬أي‪ُ :‬مصدِّ ٌق ما‬


‫َ‬ ‫وإيمانِهم‪ ،‬وإثابتَهم عليه‪.‬‬
‫ُ‬
‫يكون‬ ‫َ‬
‫وبالغ‪،‬‬ ‫وصدَّ َق؛ إذا ك ََّر َر‬ ‫َوعَدَ ُه ِعبا َده؛ كما ُيقال‪َ :‬صدَ َق ُف ٌ‬
‫الن في قوله َ‬
‫عز َّ‬
‫وجل ُمصدِّ ٌق ما وعَدَ به عبا َد ُه و ُمح ِّق ُقه‪.‬‬ ‫وض َّر َب؛ فالل ُه َّ‬ ‫بمن ِ‬
‫ْزلة َض َر َب َ‬
‫سائغ إضافتُها إلى ِ‬
‫الله‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫المؤمن‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫أوجه في‬ ‫فهذه ثالث ُة‬

‫وجل‪ ،‬فال ُي ُ‬
‫قال‪ :‬آ َم َن الل ُه؛ كما‬ ‫فة ِمن ِصفاتِه َّ‬
‫عز َّ‬ ‫عل هذه الص ِ‬
‫ِّ‬ ‫ف فِ ُ‬
‫صر ُ‬
‫وال ُي َّ‬
‫َبار َك الل ُه‪ ،‬وال ُيقال‪ :‬الل ُه ُيؤم ُن؛ كما ُي ُ‬
‫قال‪ :‬الل ُه َيح ُلم‬ ‫ُيقال‪ :‬تَقدَّ َس الل ُه‪ ،‬وت َ‬
‫تبار ٌك‪ ،‬وإنَّما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َبار َك الل ُه‪ ،‬ولم ي ُقل‪ :‬هو ُم َ‬
‫ستعم ْل ذلك؛ كما قيل‪ :‬ت َ‬
‫و َيغف ُر‪ ،‬ولم ُي َ‬
‫ُستعمل صفات ُه على ما استعملتْها األُ َّم ُة و َأطل َقتْها»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ت‬

‫الم َباال ُة‬


‫‪ُ ‬‬
‫انظر‪( :‬ال َبا َلة) و(ال َع ْ‬
‫بء)‪.‬‬

‫الم َباها ُة‬


‫ُ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫صف ٌة ِ‬
‫فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ل َّل ِه َّ‬
‫عز َّ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫سول ِ‬
‫الله ص َّلى‬ ‫«أن َر َ‬ ‫الخدري ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي َسعيد ُ ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫ٍ ِ‬
‫خر َج على َح ْلقة من أصحابِه‪ ،‬فقال‪ :‬ما َأ ْج َ‬
‫لسكُم؟ قالوا‪:‬‬ ‫الل ُه عليه وس َّل َم َ‬
‫ج َلسنا نَذكُر الله ونَحمدُ ه على ما هدانا لإلسال ِم‪ ،‬ومن به علينا‪ ،‬قال‪ِ :‬‬
‫آلله!‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ‬

‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)221‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪337‬‬

‫ِ‬
‫والله‪ ،‬ما َأ ْج َل َسنا َّإل ذاك‪ .‬قال‪ :‬أ َما إنِّي لم‬ ‫ما َأ ْج َل َسكم َّإل ذاك؟ قالوا‪:‬‬
‫وجل ي ِ‬ ‫جبريل َفأخبرني َّ‬ ‫َأس ِ‬
‫باهي‬ ‫عز َّ ُ‬
‫أن الل َه َّ‬ ‫ُ‬ ‫تحل ْفكم تُهم ًة لكم‪ ،‬ولكنَّه أتاني‬ ‫ْ‬
‫بكم المالئك َة»(((‪.‬‬

‫أن ُيعتِ َق‬


‫أكثر ِمن ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث عائش َة رض َي الل ُه عنها مرفو ًعا‪« :‬ما من يو ٍم َ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫الله فيه عَبدً ا من الن َِّار‪ِ ،‬من يو ِم َعرف َة‪ ،‬وإنَّه َليدْ نُو‪ ،‬ثم ي ِ‬
‫باهي بهم المالئك َة‪،‬‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫هؤالء؟»(((‪.‬‬ ‫ف َيقول‪ :‬ما أرا َد‬

‫وكيف؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫َ‬ ‫كيف‬ ‫نتوهم في ِ‬
‫الله َ‬ ‫«ليس لنا ْ‬
‫أن َّ َ‬ ‫قال ال ُف َض ُيل ب ُن ِع ٍ‬
‫ياض‪َ :‬‬
‫الص َمدُ * َل ْم َي ِلدْ َو َل ْم‬
‫فأبلغ فقال‪ُ  :‬ق ْل ُه َو الل ُه َأ َحدٌ * الل ُه َّ‬
‫َ‬ ‫ف ن ْف َسه‬ ‫وص َ‬ ‫الل َه َ‬
‫وجل به‬ ‫عز َّ‬ ‫ف الل ُه َّ‬‫وص َ‬‫مما َ‬ ‫ُيو َلدْ * َو َل ْم َي ُك ْن َل ُه ُك ُف ًوا َأ َحدٌ ‪ ،‬فال ِصف َة ُ‬
‫أبلغ َّ‬
‫المباهاة‪ ،‬وهذا اال ِّطالع‪ ،‬كما شا َء‬ ‫ُّزول َّ ِ‬
‫وكل هذا؛ الن ُ‬ ‫ن ْف َسه‪ُّ ،‬‬
‫والضح ُك‪ ،‬وهذه ُ‬
‫ضح َك‪،‬‬
‫أن َي َ‬ ‫أن َ‬
‫ينزل‪ ،‬وكما شا َء أن ُيباهي‪ ،‬وكما شا َء أن َي َّطلع‪ ،‬وكما شا َء ْ‬

‫الجهمي‪ :‬أنا َأك ُف ُر َبر ٍّب‬


‫ُّ‬ ‫وكيف‪ ،‬وإذا قال لك‬ ‫َ‬ ‫كيف‬
‫أن َ‬‫َتوهم َّ‬ ‫فليس لنا أن ن َّ‬
‫ِ‬
‫َي ِنز ُل عن مكانه‪ ،‬ف ُق ْل أنت‪ :‬أنا ُأؤم ُن ٍّ‬
‫برب َيف َع ُل ما َيشا ُء»(((‪.‬‬

‫بالذاكري َن مالئكتَه‪ ،‬كما َر َوى‬ ‫عز َّ‬


‫وجل ُيباهي َّ‬ ‫وقال اب ُن ال َق ِّي ِم‪َّ :‬‬
‫«إن الل َه َّ‬
‫َ‬
‫الحديث‬ ‫دري‪ ،‬قال‪ -...:‬وذكَر‬ ‫عيد ُ‬‫صحيحه عن أبي س ٍ‬‫ِ‬
‫الخ ِّ‬ ‫َ‬ ‫مسلم في‬ ‫ٌ‬
‫دليل على َشر ِ‬
‫ف‬ ‫تبارك وتَعا َلى ٌ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الر ِّب َ‬
‫المباها ُة من َّ‬
‫المتقدِّ َم‪ -‬ثم قال‪ :‬فهذه ُ‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2701‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1348‬‬
‫((( «درء تعارض العقل والنقل» (‪.)24/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪338‬‬

‫ِ‬
‫األعمال»(((‪.‬‬ ‫غيره من‬ ‫كر ِعندَ ه‪ ،‬ومح َّبته له‪َّ ،‬‬
‫وأن له مزي ًة على ِ‬ ‫الذ ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاخرة‪.‬‬ ‫المباهاة في ال ُّلغة‪ُ :‬‬
‫الم َ‬ ‫و َمعنى ُ‬

‫ٌ‬ ‫اخرة‪َ ،‬و ِهي ِمن ِ‬


‫الله َثنَا ٌء‬
‫وتفضيل»(((‪.‬‬ ‫الم َف َ َ‬
‫ميدي‪« :‬المباهاةُ‪ُ :‬‬
‫ُّ‬ ‫الح‬
‫قال ُ‬

‫وجل ُيباهي بكم المالئك َة»‪ ،‬معناه‪ُ :‬ي ِ‬


‫ظه ُر‬ ‫عز َّ‬ ‫النووي‪َّ :‬‬
‫««إن الل َه َّ‬ ‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫ُ‬
‫وأصل البهاء‪:‬‬ ‫ملكم‪ ،‬و ُيثني عليكم عندَ هم‪،‬‬ ‫َفض َلكم لهم‪ ،‬ويريهم حسن َع ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫تجم ُل بهم على‬ ‫وفالن ُيباهي بمالِه و َأ ْه ِله‪ ،‬أي‪َ :‬ي َ‬
‫فخ ُر و َي َّ‬ ‫ٌ‬ ‫والجمال‪،‬‬
‫الحس ُن َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫غيرهم‪ ،‬و ُي ِ‬
‫ظه ُر ُحسنَهم»(((‪.‬‬

‫المبِ ُ‬
‫ين‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ثابت ِ‬
‫العزيز‪.‬‬ ‫بالك ِ‬
‫تاب‬ ‫المبِي ُن‪ ،‬وهو ٌ‬
‫اسم له ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه ُ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ  :‬ي ْو َم ِئ ٍذ ُي َو ِّف ِيه ُم الل ُه ِدين َُه ُم ا ْل َح َّق َو َي ْع َل ُم َ‬
‫ون َأ َّن الل َه ُه َو‬

‫المبِ ُ‬
‫ين‪[ ‬النور‪.]25 :‬‬ ‫ا ْل َح ُّق ُ‬
‫ٍ‬
‫يومئذ َّ‬
‫أن الل َه هو‬ ‫«يقول‪ :‬و َيع َل َ‬
‫مون‬ ‫ُ‬ ‫تفسير هذه ِ‬
‫اآلية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫قال اب ُن َج ٍ‬
‫رير في‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‬ ‫زول‬ ‫ِ‬
‫العذاب‪ ،‬و َي ُ‬ ‫حقائق ما كان َي ِعدُ هم في الدُّ نيا من‬
‫َ‬ ‫الحق الذي ُيب ِّين لهم‬
‫ُّ‬
‫كان َي ِعدُ هم في الدُّ نيا‪َ -‬يمت َُر َ‬
‫ون»‪.‬‬ ‫ِّفاق الذين كانوا‪ -‬فيما َ‬ ‫أهل الن ِ‬
‫الشك فيه عن ِ‬ ‫ُّ‬

‫((( «الوابل الصيب» (‪.)74/1‬‬


‫((( «تفسير غريب ما في الصحيحين» (‪.)419/1‬‬
‫((( «شرح مسلم» (‪.)23/17‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪339‬‬

‫أمره‪ ،‬وقيل‪ :‬الب ِّي ُن‬


‫«المبين‪ :‬ومعناه ال َب ِّي ُن ُ‬
‫ُ‬ ‫األصبهاني‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫السن َِّة‬
‫وقال َق َّوا ُم ُّ‬
‫الشي ُء بمعنى تَب َّين‪ ،‬وقيل معناه‪َ :‬‬
‫أبان‬ ‫بان َّ‬ ‫ِ‬
‫والملكوت‪ ،‬يقال‪َ :‬أ َ‬ ‫الربوب َّي ِة‬
‫ُّ‬
‫للخ ْل ِق ما احتاجوا إليه»(((‪.‬‬
‫َ‬

‫الم َتا َن ُة‬


‫َ‬
‫تاب ال َع ِ‬
‫زيز‪.‬‬ ‫ابت ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫اسمه (المتِين) ال َّث ِ‬
‫وجل‪ ،‬من ِ‬
‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬

‫الدَّ ُ‬
‫ليل‪:‬‬
‫ين‪[ ‬الذاريات‪.]58 :‬‬‫قو ُله تَعالى‪ :‬إِ َّن الله هو الر َّز ُاق ُذو ا ْل ُقو ِة ِ‬
‫المت ُ‬
‫َّ َ‬ ‫َ ُ َ َّ‬
‫رفع من ِصفة ِ‬
‫الله تبارك‬ ‫ِ‬
‫‪‬المتي ُن‪ٌ ،‬‬
‫الناس َ‬
‫ُ‬ ‫«وقرأ‬
‫الفرا ُء‪َ :‬‬
‫قال أبو َزكر َّيا َّ‬
‫وتعالى»(((‪.‬‬

‫المتِي ُن‪ُ :‬ذو‬ ‫ِ‬


‫واألزهري‪ ،‬وقال‪« :‬ومعنى ‪ُ ‬ذو ا ْل ُق َّوة َ‬
‫ُّ‬ ‫اج‪،‬‬
‫الزج ُ‬
‫وبه قال َّ‬
‫القوي»(((‪.‬‬ ‫فة ِ‬
‫الله‪:‬‬ ‫ديد‪ ،‬والمتين في ِص ِ‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫االقتدار َّ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬

‫القوي ‪...‬‬ ‫فة ِ‬


‫الله‪:‬‬ ‫منظور في «لسان العرب»‪« :‬والمتين في ِص ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وقال اب ُن‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫درة تامها‪ :‬قوي‪ِ ،‬‬
‫ومن‬ ‫حيث إنَّه بالِ ُغ ال ُق ِ‬
‫ُ‬ ‫الشدَّ ُة وال ُق َّوةُ؛ فهو ِمن‬‫والمتان ُة‪ِّ :‬‬
‫ٌّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫حيث إنَّه شديدُ ال ُق َّو ِة‪ :‬متي ٌن»‪.‬‬
‫‪...‬إثبات الم ِ‬
‫تانة‪،‬‬ ‫ؤخ ُذ ِمن ِ‬
‫اآلية‪:‬‬ ‫الس ُ‬
‫لمان‪« :‬ما ُي َ‬ ‫ِ‬ ‫الش ُ‬ ‫وقال َّ‬
‫ُ َ‬ ‫العزيز َّ‬ ‫يخ عبدُ‬
‫وهي ِمن الص ِ‬
‫فات َّ‬
‫الذات َّية»(((‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)143/1‬‬
‫((( «معاني القرآن» للزجاج (‪.)90/3‬‬
‫((( «معاني القرآن» (‪« ،)59/5‬تهذيب اللغة» (‪.)306/14‬‬
‫((( «الكواشف الجل َّية عن معاني الواسطية» (ص ‪.)144‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪340‬‬

‫طابي(((‪ ،‬واب ُن َمنْدَ ه(((‪ ،‬واب ُن‬ ‫عز َّ‬


‫وجل‪َ :‬‬ ‫وممن َأثب َت اسم (ا ْلمتِين) ِ‬
‫الخ ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫عدي(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حجر(((‪ِّ ،‬‬
‫والس ُّ‬ ‫حزم(((‪ ،‬واب ُن‬

‫الم ْج ُد‬
‫َ‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ت ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫وجل‪ِ ،‬من اسمه (الم ِجيد) ال َّثابِ ِ‬‫عز َّ‬
‫صف ٌة ذات َّي ٌة للهِ َّ‬
‫تاب ُّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫(الماجد) ِمن‬
‫ِ‬ ‫وليس‬
‫َ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫الم ِ‬
‫جيدُ ‪[ ‬البروج‪:‬‬ ‫ش َ‬ ‫ور ا ْل َو ُدو ُد * ُذو ا ْل َع ْر ِ‬
‫‪‬و ُه َو ا ْل َغ ُف ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫جيدُ ‪ِ ‬صف ًة لـ‪ُ ‬ذو‪.)‬‬ ‫‪‬الم ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْفع في َ‬ ‫‪( ]15‬على قراءة َّ‬
‫ت إِ َّن ُه َح ِميدٌ َم ِ‬
‫جيدٌ ‪‬‬ ‫الله وبركَا ُته َع َليكُم َأه َل ا ْلبي ِ‬
‫َْ‬ ‫‪‬ر ْح َم ُة ِ َ َ َ ُ ْ ْ ْ‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫[هود‪.]73:‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫حم ٍد‪ ،‬كما َص َّل َ‬
‫يت‬ ‫ِ‬ ‫حديث‪« :‬قولوا‪ :‬اللهم ص ِّل على م ٍ‬
‫حمد و َعلى آل ُم َّ‬‫ُ َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬
‫باركت على ِ‬
‫آل‬ ‫َ‬ ‫حم ٍد‪ ،‬كما‬ ‫ِ‬ ‫وبار ْك ع َلى م ٍ‬
‫حمد وعلى آل ُم َّ‬
‫ُ َّ‬ ‫براهيم‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫على ِ‬
‫آل إِ‬

‫إبراهيم في العا َلمي َن؛ إنَّك َحميدٌ َمجيدٌ »(((‪.‬‬


‫َ‬

‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)77‬‬


‫((( «التوحيد» (‪.)125/2‬‬
‫((( «المحلى باآلثار» (‪ ،6‬و‪.)282‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪ ،11‬و‪.)219‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪ ،5‬و‪.)305‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫((( رواه البخاري (‪ )4797‬ومسلم (‪.)614‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪341‬‬

‫قال اب ُن ُقتَيب َة‪« :‬م ْجدُ ِ‬


‫الله‪َ :‬شر ُفه‪ ،‬وكَر ُمه»(((‪.‬‬ ‫َ‬
‫وقال اب ُن ال َق ِّي ِم‪:‬‬

‫ان»‬ ‫ـظِي ٍم َف َش ْأ ُن الوص ِ‬


‫ف أ ْع َظم َش ِ‬ ‫الم ِجيـــدُ ِص َفا ُت ُه َأ ْو َص ُ‬
‫اف َت ْعـ‬
‫َ ْ‬ ‫«و ُه َو َ‬
‫َ‬
‫(((‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والجالل‪ ،‬كما‬ ‫للعظمة والس ِ‬
‫عة‬ ‫ِ‬ ‫أيضا‪« :‬وأ َّما المجدُ ؛ فهو مستلز ٌم‬
‫وقال ً‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫والجالل‪،‬‬ ‫فات الع ِ‬
‫ظمة‬ ‫دال على ِص ِ‬ ‫ِ‬
‫موضوعه في ال ُّلغة؛ فهو ٌّ‬ ‫ُّ‬
‫يدل على‬
‫َ‬
‫الجالل واإلكرا ِم‪،‬‬‫ِ‬ ‫فات اإلكرا ِم‪ ،‬والل ُه سبحانه ُذو‬ ‫يدل على ِص ِ‬ ‫والحمدُ ُّ‬
‫أكبر»؛ فـ «ال إِل َه َّإل الل ُه» ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دال‬ ‫وهذا معنَى قول ال َعبد‪« :‬ال إل َه َّإل الل ُه‪ ،‬و«الل ُه ُ‬
‫كبر» ٌّ‬
‫دال‬ ‫وتفرده فيها‪ ،‬فألوه َّيته تستلز ُم َمح َّبتَه التا َّمة‪ ،‬و«الل ُه َأ ُ‬
‫على ُألوه َّيته ُّ‬
‫على َم ْج ِده و َعظمتِه»(((‪.‬‬

‫والسخاء‪ ،‬والمجدُ ‪:‬‬


‫نظور في «لسان العرب»‪« :‬المجدُ ‪ :‬المروء ُة َّ‬ ‫قال اب ُن َم ٍ‬
‫أبلغ ِمن ِ‬
‫فاع ٍل‪،‬‬ ‫عيل ُ‬ ‫وجل‪ ،‬و َف ٌ‬
‫عز َّ‬‫الله َّ‬ ‫ِ‬
‫صفات ِ‬ ‫رف‪ ،‬والمجيدُ ‪ِ :‬من‬ ‫الكر ُم َّ‬
‫والش ُ‬
‫والوه ِ‬
‫اب والكري ِم»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الجليل‬ ‫جمع معنى‬
‫فكأنَّه َي ُ‬
‫ُ‬
‫الجليل‪:‬‬ ‫العظيم‬
‫ُ‬ ‫الكبير‬
‫ُ‬ ‫سعدي‪« :‬المجيدُ‬
‫ٍّ‬ ‫ِ‬
‫الرحمن بن‬ ‫يخ عبدُ‬‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ِ‬
‫والجالل‪. (((»...‬‬ ‫ظمة‬ ‫والك ِ‬
‫برياء‪ ،‬والع ِ‬ ‫المجد ِ‬
‫ِ‬ ‫بص ِ‬
‫فات‬ ‫الموصوف ِ‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫َ‬

‫يء‬
‫ج ُ‬‫الم ِ‬
‫َ‬
‫ان ُظ ْر‪ِ :‬صف َة ْ ِ‬
‫(ال ْت َيان)‪.‬‬

‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)19‬‬


‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 707/3‬رقم ‪.)3240‬‬
‫((( «جالء األفهام» (ص ‪.)174‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)300/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪342‬‬

‫الم َح َّب ُة‬


‫َ‬
‫ِ‬
‫ب)‪.‬‬ ‫ان ُظ ْر‪ :‬صف َة ُ‬
‫(الح ِّ‬

‫ح ُ‬
‫يط‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫شيء‪ ،‬وهي ِصف ٌة ذات َّي ٌة‪،‬‬ ‫أحاط ِّ‬
‫بكل‬ ‫َ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه ُم ٌ‬
‫حيط‪ ،‬قدْ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫بالكتاب ال َع ِ‬
‫زيز‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ثابت‬ ‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪ٌ ،‬‬ ‫اسم من‬ ‫ُ‬
‫و(المحيط) ٌ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬

‫يط بِا ْلكَافِ ِري َن‪[ ‬البقرة‪.]19 :‬‬


‫ح ٌ‬‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬وال َّله م ِ‬
‫َ ُ ُ‬

‫اط بِك ُِّل َش ْي ٍء ِع ْل ًما‪[ ‬الطالق‪.]12 :‬‬


‫‪‬و َأ َّن ال َّل َه َقدْ َأ َح َ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫اآليات‪.‬‬ ‫وغيرهما ِمن‬
‫ُ‬

‫أحاطت ُقدرتُه بجمي ِع‬


‫ْ‬ ‫ُ‬
‫«المحيط‪ :‬هو الذي‬ ‫األصبهاني‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫السن َِّة‬
‫قال َق َّوام ُّ‬
‫ٍ‬
‫شيء عد ًدا»(((‪.‬‬ ‫وأح َصى َّ‬
‫كل‬ ‫ٍ ِ‬ ‫أحاط ِّ‬
‫َ‬ ‫َخ ْل ِقه‪ ،‬وهو الذي‬
‫لما‪ْ ،‬‬
‫بكل شيء ع ً‬
‫ِ‬
‫المقدورات‪،‬‬ ‫أحاطت ُقدرتُه بجمي ِع‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫«المحيط‪ :‬هو الذي‬ ‫البيهقي‪:‬‬ ‫وقال‬
‫ُّ‬
‫والعلم له‬
‫ُ‬ ‫المعلومات‪ ،‬وال ُقدر ُة له صف ٌة قائم ٌة بذاتِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لمه بجمي ِع‬ ‫َ ِ‬
‫وأحاط ع ُ‬

‫صف ٌة قائم ٌة بذاتِه»(((‪.‬‬

‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)164-163/1‬‬


‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)68‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪343‬‬

‫عز َّ‬ ‫وممن َأثب َت اسم (الم ِح ِيط) ِ‬


‫العربي(((‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫الخ َّط ُّ‬
‫ابي(((‪ ،‬واب ُن‬ ‫وجل‪َ :‬‬ ‫لله َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ َ‬
‫عدي(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬ ‫واب ُن الق ِّيم(((‪ ،‬واب ُن َح ٍ‬
‫جر(((‪ِّ ،‬‬
‫والس ُّ‬

‫الم ِم ُ‬
‫يت‬ ‫الم ْحيِي َو ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫ثابت‬
‫ميت‪ ،‬وهذا ٌ‬ ‫والم ُ‬
‫حيي ُ‬ ‫الم ِ‬
‫وجل بأنَّه ُ‬‫َّ‬ ‫عز‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه‪.‬‬ ‫وجل‪ ،‬و َل ْي َستا ِمن‬
‫عز َّ‬ ‫تان ِ‬
‫بالله َّ‬ ‫تان خاص ِ‬‫فتان فِعلي ِ‬
‫والسنَّة‪ ،‬وهما ِص ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ُ  :‬ث َّم ُي ِمي ُتك ُْم ُث َّم ُي ْحيِيك ُْم ُث َّم إِ َل ْي ِه ت ُْر َج ُع َ‬
‫ون‪[ ‬البقرة‪.]28:‬‬

‫‪‬و ُه َو ا َّل ِذي َأ ْح َيا ُكمْ ُث َّم ُي ِمي ُت ُكمْ ُث ّ َم ُي ْحيِيك ُْم‪[ ‬الحج‪.]66:‬‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫الم ْوتَى إِ َّن ُه َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء‬ ‫ِ‬


‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬إِ َّن ا َّلذي َأ ْح َي َ‬
‫اها َل ُم ْحيِي َ‬
‫َق ِد ٌير‪[ ‬فصلت‪.]39 :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫االستيقاظ ِمن النَّو ِم‪« :‬الحمدُ‬
‫ِ‬ ‫رضي الله عنه في د ِ‬
‫حديث ح َذيف َة ِ‬
‫عاء‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫لله ا َّلذي َأحيانَا بعدَ ما َأماتَنا وإليه الن ُ‬
‫ُّشور»(((‪.‬‬

‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)102‬‬


‫((( «األمد األقصى» (‪.)551/1‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 709/3‬رقم ‪.)3248‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)302/5‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫((( رواه البخاري (‪.)6314‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪344‬‬

‫ِ‬ ‫أنس ِ‬
‫«اللهم َأ ْحيِني ما كانت الحيا ُة ً‬
‫خيرا لي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪:‬‬ ‫حديث ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫وتَو َّفني إذا كانت الوفا ُة ً‬
‫خيرا لي»(((‪.‬‬

‫«الم ْح ِيي‪ :‬هو الذي ُيحيي النُّ ْطف َة الميت َة‪ ،‬ف ُي ُ‬
‫خرج منها الن ََّسم َة‬ ‫البيهقي‪ُ :‬‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫األرواح إليها عندَ ال َب ْعث‪ ،‬و ُيحيي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بإعادة‬ ‫الح َّي َة‪ ،‬و ُيحيي األجسا َم البالي َة‬
‫ِ‬
‫وإنبات‬ ‫بإنزال ال َغ ِ‬
‫يث‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫األرض بعدَ موتِها؛‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫المعرفة‪ ،‬و ُيحيي‬ ‫القلوب ِ‬
‫بنور‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األقوياء»(((‪.‬‬ ‫بالموت ُق َّو َة‬ ‫الم ِميت‪ :‬هو الذي ُي ُ‬
‫ميت األحيا َء‪ ،‬و ُيوهي‬ ‫الر ْزق‪ُ .‬‬
‫ِّ‬

‫ان‬
‫الم ْس َت َع ُ‬
‫ُ‬
‫ستعي ُن به ِعبا ُده ف ُيعينهم‪،‬‬
‫وجل بأنَّه المستعان‪ ،‬الذي ي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عز َّ‬
‫ف ال َّل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬
‫تاب ُّ‬
‫ثابت ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫وهذا ٌ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ين‪[ ‬الفاتحة‪.]5 :‬‬ ‫ِ‬ ‫اك َن ْع ُبدُ َوإِ َّي َ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬إِ َّي َ‬
‫اك ن َْستَع ُ‬
‫ان َع َلـى َمـا تَص ُف َ‬
‫ـون‪‬‬ ‫‪ -2‬وقولـه‪َ  :‬ف َص ْب ٌـر َج ِم ٌ‬
‫يـل َوال َّلـ ُه ُ‬
‫الم ْسـ َت َع ُ‬
‫[يوسـف‪.]18 :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫«‪...‬اللهم َأعنِّي على ِذ ِ‬
‫كر َك‪،‬‬ ‫َّ‬
‫جبل ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪:‬‬ ‫بن ٍ‬ ‫معاذ ِ‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث‬ ‫‪-1‬‬
‫وح ْس ِن ِعبا َدتِ َك»(((‪.‬‬ ‫وش ِ‬
‫كر َك‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)6351‬ومسلم (‪.)2680‬‬


‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)62‬‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)22172( )244/5‬وأبو داود (‪ ،)1522‬والنسائي (‪= ،)1303( )53/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪345‬‬

‫ِ‬
‫فاسأل الل َه‪ ،‬وإذا‬ ‫سألت‬
‫َ‬ ‫اس ِ‬
‫رض َي الل ُه عنهما‪...« :‬إذا‬ ‫ابن ع َّب ٍ‬ ‫حديث ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫فاستع ْن بال َّل ِه‪.(((»...‬‬
‫ِ‬ ‫استعنت‬
‫َ‬

‫عز َّ‬ ‫وممن َأثب َت (المستَعان) اسما ِ‬


‫العربي ‪ ،‬وال ُق ُّ‬
‫رطبي(((‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وجل‪ :‬اب ُن‬ ‫لله َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ‬ ‫َّ َ‬
‫(((‬

‫نظر‪.‬‬ ‫نعاني(((‪ ،‬واب ُن َح ٍ‬


‫جر(((‪ ،‬وفي هذا ٌ‬ ‫الص ُّ‬ ‫ِ‬
‫الوزير َّ‬ ‫واب ُن‬
‫الف ما هو ِ‬
‫منتش ٌر عندَ العا َّمة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أسماء الله‪ِ ،‬خ َ‬ ‫ليس من‬ ‫ِ‬
‫و(المعين) َ‬
‫ُ‬

‫الم ْس ُح بال َي ِد‬


‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬ ‫الص‬ ‫صف ٌة فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ُّ‬
‫بالسنَّة َّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫ِ‬
‫حديث َأبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ « :‬ل َّما َخ َل َق الل ُه آ َد َم َم َس َح َظ َ‬
‫هره‪،‬‬ ‫ُ‬

‫= وابن حبان (‪ ،)2020( )364/5‬والطبراني(‪ ،)110( )60/20‬والحاكم (‪.)407/1‬‬


‫شرط الشيخين ولم ُيخرجاه‪.‬‬
‫صحيح على ْ‬
‫ٌ‬ ‫الحاكم‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والحديث سكَت عنه أبو داود‪ ،‬وقال‬
‫النووي في «األذكار» (‪ ،)103‬وابن المل ِّقن في «اإلعالم» (‪،)14/4‬‬
‫ُّ‬ ‫وصحح إسنا َده‬
‫َّ‬
‫وصححه ابن كثير في «البداية والنهاية» (‪ ،)97/7‬واب ُن حجر في «نتائج األفكار»‬ ‫َّ‬
‫واأللباني في «صحيح أبي داود» (‪.)1522‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪،)297/2‬‬
‫((( رواه أحمد (‪ ،)2763( )303/1‬والترمذي (‪ ،)2516‬والحاكم (‪.)623/3‬‬
‫صحيح‪ .‬وقال اب ُن تيم َّي َة في «مجموع الفتاوى» (‪ِ :)182/1‬من‬
‫ٌ‬ ‫الترمذي‪ :‬حس ٌن‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫بأس‬
‫أصح ما ُروي عنه‪ .‬وقال ابن رجب في «نور االقتباس» (‪ :)91/3‬إسناده حس ٌن ال َ‬
‫ِّ‬
‫وحسنه اب ُن حجر في «موافقة الخبر الخبر» (‪ ،)327/1‬وقال أحمد شاكر في «مسند‬
‫َّ‬ ‫به‪.‬‬
‫وصححه األلباني في «صحيح الترمذي» (‪.)2516‬‬
‫َّ‬ ‫أحمد» (‪ :)270/4‬إسنا ُده صحيح‪.‬‬
‫((( «األمد األقصى» (‪.)468/2‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى » (‪.)544/1‬‬
‫((( «إيثار الحق على الخلق» (ص ‪.)160‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪346‬‬

‫القيا َم ِة‪.(((»...‬‬
‫مة هو خال ُقها ِمن ُذريتِه إلى يو ِم ِ‬
‫ِّ َّ‬
‫كل نَس ٍ‬ ‫قط ِمن ِ‬
‫ظهره ُّ َ‬ ‫فس َ‬
‫َ‬
‫القرآن والسنَّة وكال ِم الص ِ‬
‫حابة‬ ‫ِ‬ ‫اليد في‬‫لفظ ِ‬‫«وور َد ُ‬ ‫قال اب ُن الق ِّيم‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫متصر ًفا فيه‪ ،‬مقرونًا بما ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يدل‬ ‫َّ‬ ‫أكثر من مئة موض ٍع ُورو ًدا ِّ‬
‫متنو ًعا‬ ‫والتابعي َن في َ‬
‫ظه َر‬ ‫والطي وال َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫على أنَّها يدٌ حقيق َّي ٌة من‬
‫بض وال َبسط‪ ...‬وأنَّه َم َس َح ْ‬ ‫ِّ‬ ‫اإلمساك‬
‫آدم ِ‬
‫بيده‪.(((»...‬‬ ‫ََ‬
‫الم ِش ُي‬
‫َ‬
‫(اله ْر َو َلة)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ان ُظ ْر‪ :‬صف َة َ‬

‫الم ِشي َئ ُة‬


‫َ‬
‫ان ُظ ْر‪ِ :‬صف َة ْ ِ‬
‫(الرا َدة)‪.‬‬

‫الم َصا َف َحة‬


‫‪ُ ‬‬
‫ِ‬
‫وجل؛ ُمستد ِّلين بحديث‪:‬‬ ‫عز َّ‬ ‫ِمن ال ُعلماء َمن أث َب َت المصافح َة ِصف ًة ل َّل ِه َّ‬
‫فم ْن صا َف َحه و َق َّب َله فكَأنَّما صا َف َح‬ ‫ِ‬ ‫«الحجر األسو ُد يمي ُن ِ‬
‫األرض‪َ ،‬‬ ‫الله في‬ ‫َ ُ‬
‫األرض؛ ُيصافِ ُح به‬
‫ِ‬ ‫الله في‬‫لفظ‪« :‬الحجر يمي ُن ِ‬
‫ُ‬
‫الله وقب َل يمينَه»‪ ،‬وفي ٍ‬
‫َ َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬
‫صحيح‪.‬‬ ‫عبا َده»‪ ،‬وفي لفظ‪ُ « :‬يصاف ُح بها َخ ْل َقه»(((‪ ،‬وهذا االستدالل ُ‬
‫غير‬

‫«السنَّة» (‪ ،)205‬والحاكم (‪.)354/2‬‬ ‫((( رواه الترمذي (‪ ،)3076‬وابن أبي عاصم في ُّ‬
‫النبي ص َّلى الله‬ ‫ٍ‬ ‫صحيح‪ ،‬وقد ُروي من ِ‬
‫غير وجه عن أبي ُه َر َيرة عن ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫الترمذي‪ :‬حس ٌن‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫صححه اب ُن َمنْدَ ه في «الرد على الجهمية» (‪ ،)50‬واب ُن العربي‬ ‫عليه وس َّل َم‪ .‬والحديث َّ‬
‫واأللباني في «صحيح سنن الترمذي» (‪ .)3076‬وقال‬ ‫ُّ‬ ‫في «أحكام القرآن» (‪،)333/2‬‬
‫أيضا عن‬
‫الذهبي‪ ،‬والحديث ُروي ً‬ ‫ُّ‬ ‫شرط مسل ٍم ولم ُيخرجاه‪ ،‬ووافقه‬ ‫صحيح على ْ‬
‫ٌ‬ ‫الحاكم‪:‬‬
‫ُعمر ِ‬
‫رضي الل ُه عنه‪.‬‬ ‫َ‬
‫((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)171/2‬‬
‫دي في «الكامل في الضعفاء» (‪ )557/1‬من طريق إسحاق =‬ ‫((( ُمنك ٌَر مرفو ًعا‪ .‬رواه ابن َع ٍّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪347‬‬

‫(فمن صا َف َحه وق َّبله فكأنَّما صا َف َح‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪« :‬قو ُله‪َ :‬‬
‫قال ُ‬
‫مصافحا ِ‬
‫لله وال ُمق ِّب ًل‬ ‫ً‬ ‫أن ُمصافِ َحه و ُمق ِّب َله ليس‬
‫صريح في َّ‬ ‫ٌ‬ ‫الل َه‪ ،‬وق َّبل يمينَه)‬

‫ألن المش َّب َه ليس هو المش َّب َه به‪ ،‬وقد أتَى بقوله‪( :‬فكأنَّما)‪ ،‬وهي‬ ‫ليمينِه؛ َّ‬
‫صريح ٌة في الت ِ‬
‫َّشبيه»(((‪.‬‬

‫ُ‬
‫الحديث‬ ‫ُ‬
‫يكون‬ ‫الشيخ اب ُن ُع َثيمين بقوله‪ُ :‬‬
‫«قلت‪ :‬وعلى هذا فال‬ ‫ُ‬ ‫َع َّل َق عليه‬
‫َ‬
‫تأويل فيه‬ ‫الظاهر؛ فال‬
‫َ‬ ‫لت إلى معنًى ُيخالِ ُ‬
‫ف‬ ‫فات ِ‬
‫الله تعالى التي ُأ ِّو ْ‬ ‫من ِص ِ‬

‫ً‬
‫أصل»(((‪.‬‬

‫الم َص ِّو ُر‬


‫ُ‬
‫والسن َِّة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫ثابت‬
‫ٌ‬ ‫الم َص ِّو ُر‪ ،‬وهذا‬ ‫َّ‬
‫وجل بأنَّه ُ‬ ‫عز‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬ ‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫و(الم َص ِّور) من‬
‫ُ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫الم َص ِّو ُر‪[ ‬الحشر‪.]24 :‬‬ ‫‪‬ه َو الل ُه ا ْل َخالِ ُق ا ْل َب ِ‬


‫ار ُئ ُ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ُ :‬‬

‫‪‬ه َو ا َّل ِذي ُي َص ِّو ُرك ُْم فِي ْالَ ْر َحا ِم َك ْي َ‬


‫ف َي َشا ُء‪[ ‬آل عمران‪.]6:‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪ُ :‬‬

‫البغدادي‬ ‫ضع الحديث)‪ ،‬ورواه الخطيب‬ ‫ِ‬ ‫= ابن بِشر‬


‫ُّ‬ ‫الكاهلي‪ ،‬وقال عنه‪( :‬هو في عداد َمن َي ُ‬
‫ِّ‬
‫في «تاريخ بغداد» (‪ )326/6‬وقال‪ :‬منكر‪ ،‬وقال اب ُن العربي في «عارضة األحوذي»‬
‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّي َة في «شرح‬
‫ابن عباس‪ُ :‬‬ ‫وصحح وق َفه على ِ‬
‫َّ‬ ‫(‪ٌ :)305/2‬‬
‫باطل‪.‬‬
‫والحافظ ابن حجر في «المطالب العالية» (‪.)36/2‬‬‫ُ‬ ‫العمدة» (‪،)435/2‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى » (‪)580/6‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى والرسائل» (‪.)120/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪348‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫الجن َِّة؛ َتركَه ما‬
‫صور الل ُه آ َد َم في َ‬
‫حديث ٍ ِ‬
‫أنس رض َي الل ُه عنه‪َ « :‬ل َّما َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫شا َء الل ُه ْ‬
‫أن َي ُتركَه‪.(((»...‬‬

‫وج ِهي ل َّلذي‬ ‫طالب ِ‬


‫ٍ‬ ‫علي ِ‬ ‫ُ‬
‫«‪...‬س َجدَ ْ‬
‫َ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪:‬‬ ‫بن أبي‬ ‫حديث ِّ‬ ‫‪-2‬‬
‫صره»(((‪.‬‬
‫وشق َس ْم َعه و َب َ‬ ‫خ َل َقه َ‬
‫وص َّو َره َّ‬

‫الم َص ِّو ُر‪ ،‬وهو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫منظور في «لسان العرب»‪« :‬ومن أسماء الله‪ُ :‬‬ ‫قال اب ُن‬
‫شيء منها صور ًة‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫ِ‬
‫الموجودات ور َّت َبها‪َ ،‬فأ ْع َطى َّ‬ ‫جميع‬ ‫الذي َص َّو َر‬
‫َ‬
‫خاص ًة‪ ،‬وهيئ ًة مفرد ًة يتم َّيز بها على اختالفِها وكثرتِها»‪.‬‬ ‫َّ‬
‫جميع‬
‫َ‬ ‫الم َص ِّور‪ :‬الذي خ َل َق‬
‫البارئ ُ‬ ‫ُ‬ ‫السعدي‪« :‬الخالِ ُق‬‫ُّ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ‬ ‫قال َّ‬
‫وحكمتِه‪ ،‬وهو لم‬ ‫بحكمتِه‪ ،‬وصورها بحم ِده ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الموجودات وبر َأها وسواها ِ‬
‫َّ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬

‫صف ال َعظي ِم»(((‪.‬‬ ‫زال على هذا الو ِ‬ ‫زل وال َي ُ‬ ‫َي ْ‬
‫َ‬
‫الم َعا َفا ُة‬
‫ُ‬
‫ان ُظ ْر‪ِ :‬صف َة (ا ْل َع ْفو)‪.‬‬

‫الم ِع َّي ُة‬


‫َ‬
‫ِ‬
‫الحقيقة‪،‬‬ ‫أن ال َّل َه َم َعنا على‬ ‫ِ‬
‫والجماعة َّ‬ ‫السنَّة‬ ‫الحق‪ُ ،‬‬ ‫عتقدُ ُ‬‫ي ِ‬
‫أهل ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫أهل‬ ‫َ‬
‫الم ِع َّي ُة ثابت ٌة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ستو على َعرشه‪ ،‬بائ ٌن من َخلقه‪ ،‬وهذه َ‬ ‫سمواتِه‪ُ ،‬م ٍ‬ ‫فوق َ‬‫وأنَّه َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب ُّ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2611‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)771‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)301/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪349‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪‬و ُه َو َم َعك ُْم َأ ْي َن َما ُكنْت ُْم‪[ ‬الحديد‪.]4 :‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫ـم َأ ْيـ َن َمـا كَانُـوا‪‬‬ ‫‪‬و َل َأ ْدنَـى ِمـ ْن َذلِ َ‬


‫ـك َو َل َأ ْك َث َـر َّإل ُه َ‬
‫ـو َم َع ُه ْ‬ ‫‪ -2‬وقولـه‪َ :‬‬
‫[المجادلـة‪.]7 :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ لِ ُ ِ‬
‫يل م َن ُّ‬
‫رضي الله عنهما‪« :‬إذا قام َأحدُ كم إلى الص ِ‬ ‫ابن ُعمر ِ‬
‫الة؛ فال‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫حديث ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وج ِهه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وج ِهه؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫فإن ال َّل َه ق َب َل ْ‬ ‫َي ْب ُص ْق ق َب َل ْ‬

‫دسي‪« :‬أنَا عندَ ظ ِّن َع ْب ِدي بي‪ ،‬وأنا َم َعه إذا َذكَرني‪.(((»...‬‬
‫الحديث ال ُق ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬

‫وان ُظ ْر‪ِ :‬صفة (ال ُق ْرب)‪.‬‬


‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫كرناه ِمن‬‫دخ َل فيما َذ ْ‬ ‫ٌ‬
‫«فصل‪ :‬وقدْ َ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪:‬‬ ‫قال ُ‬
‫وأجمع عليه‬ ‫َ‬ ‫اإليمان بما َأ ْخ َب َر الل ُه به في ِكتابِه‪ ،‬وتَواتَر عن رسولِه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالله‪:‬‬
‫رشه‪َ ،‬ع ِل ٌّي على َخ ْل ِقه‪،‬‬ ‫فوق سمواتِه على َع ِ‬
‫سلف األ َّمة؛ من أنَّه سبحانه َ َ‬ ‫ُ‬
‫أن أور َد‬ ‫ثم بعدَ ْ‬ ‫عام َ‬ ‫وهو سبحانه معهم أينما كانوا‪ ،‬يع َلم ما هم ِ‬
‫لون»‪َّ ..‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العرش‪،‬‬ ‫«وكل هذا الكال ِم الذي َذكَره الل ُه ِمن أنَّه َ‬
‫فوق‬ ‫ُّ‬ ‫بعض اآليات؛ قال‪:‬‬ ‫َ‬
‫صان عن‬ ‫َحريف‪ ،‬ولكن ُي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫حتاج إلى ت‬ ‫ِ‬
‫حق على حقيقته‪ ،‬ال َي ُ‬ ‫وأنَّه معنا ٌّ‬
‫ِ‬
‫الكاذبة»(((‪.‬‬ ‫ال ُّظ ِ‬
‫نون‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)406‬ومسلم (‪.)547‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)7405‬ومسلم (‪.)2675‬‬
‫((( «العقيدة الواسطية» (ص ‪.)193‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪350‬‬

‫يخ اب ُن َع َثيمين في ِرسالتِه «تَعقيب م ِع َّية ِ‬


‫الله على‬ ‫الش ُ‬
‫وهذا ما َّقرره َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف الل ُه بها ن ْف َسه في‬
‫وص َ‬ ‫الصفة العظيمة التي َ‬ ‫خ ْلقه» التي ب َّين فيها معنى هذه ِّ‬
‫محمدٌ ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ووص َفه بها نب ُّيه َّ‬
‫عدَّ ة آيات من القرآن‪َ ،‬‬

‫ُراج ْع‪،‬‬ ‫توضيح معنى ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرسال ُة ِمن‬
‫المع َّية؛ فلت َ‬
‫َ‬ ‫قرأت في‬
‫ُ‬ ‫أفضل ما‬ ‫وهذه ِّ‬
‫ِ‬
‫الشيخ رحمه الله في آخر كتابِه الق ِّيم‪« :‬القواعد ُ‬
‫الم ْث َلى في‬ ‫ُ‬ ‫وقد ط َب َعها‬
‫الحسنى»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات الله وأسمائه ُ‬

‫المغ ِْف َر ُة َوا ْل ُغ ْف َر ُ‬


‫ان‬ ‫َ‬
‫ومن َأ ِ‬
‫سمائه (ال َغ ُفور)‬ ‫تاب والسن َِّة‪ِ ،‬‬ ‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫فعل َّي ٌة ل َّل ِه َّ‬
‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ذاتي ٌة ِ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫و(ال َغ َّفار)‪.‬‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫‪ -1‬قوله‪ :‬إِ َّن الل َه َع ِز ٌيز َغ ُف ٌ‬


‫ور‪[ ‬فاطر‪.]28 :‬‬

‫‪ -2‬وقوله‪َ  :‬أ َل ُه َو ا ْل َع ِز ُيز ا ْل َغ َّفارُ‪[ ‬الزمر‪.]5 :‬‬


‫‪ -3‬وقوله‪ :‬إِ َّن َر َّب َك َل ُذو َمغ ِْف َر ٍة َو ُذو ِع َق ٍ‬
‫اب َألِي ٍم‪[ ‬فصلت‪.]43:‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫رضي الله عنه‪...« :‬بل قولوا‪ِ :‬‬
‫سم ْعنا و َأ َط ْعنا‪،‬‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫المصير»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وإليك‬ ‫ُغفرانَك ر َّبنا‬

‫الذنوب َّإل‬ ‫ظلمت ن ْف ِسي ظلما كثيرا‪ ،‬وال ي ِ‬


‫غف ُر‬ ‫ُ‬ ‫«اللهم إنِّي‬ ‫ُ‬
‫حديث‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)125‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪351‬‬

‫ِ‬
‫حيم»(((‪.‬‬ ‫الغفور َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ُ‬ ‫أنت‬ ‫أنت‪ ،‬فا ْغف ْر لي مغفر ًة من عندَ ك‪ْ ،‬‬
‫وار َح ْمني؛ إنَّك َ‬

‫غفرت الشي َء‪:‬‬


‫ُ‬ ‫«ومن صفاتِه (الغفور)‪ ،‬وهو ِمن قولك‪:‬‬ ‫قال ابن ُقتَيب َة‪ِ :‬‬
‫ُ‬
‫أغفر ِمن كذا‪ ،‬أي‪:‬‬
‫إذا َغ َّطيتَه؛ كما ُيقال‪َ :‬ك َف ْرتُه‪ :‬إذا َغ َّطيتَه‪ .‬و ُيقال‪ :‬كذا ُ‬
‫أستر‪.(((»...‬‬
‫ُ‬

‫عز‬‫ذكرت لك‪ -‬من أبنية المبا َلغة؛ فالل ُه َّ‬ ‫ُ‬ ‫«‪...‬غفور‪ -‬كما‬
‫ٌ‬ ‫اجي‪:‬‬
‫الز َّج ُّ‬ ‫وقال َّ‬
‫فجاءت‬
‫ْ‬ ‫مر ٍة إلى ما ال ُي ْح َصى‪،‬‬
‫مر ًة بعدَ َّ‬
‫ِ‬
‫فعل ذلك لعباده َّ‬ ‫غفور؛ ألنَّه َي ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫وجل‬
‫الستر‬ ‫قع‬ ‫ِ‬ ‫هذه الصف ُة على ِ‬
‫أبنية المبا َلغة لذلك‪ ،‬وهو متع ِّل ٌق‬
‫ُ‬ ‫بالمفعول؛ ألنَّه ال َي ُ‬
‫الذات‪ ،‬إنما هي‬ ‫ِ‬
‫المبالغة في َّ‬ ‫ِ‬
‫أوصاف‬ ‫وليست من‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫بمستور ُيست َُر و ُي َغ َّطى‪،‬‬ ‫َّإل‬
‫المبالغة في ِ‬
‫الف ِ‬
‫عل»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أوصاف‬ ‫ِمن‬

‫الغفور الغ َّفار‪ :‬الذي لم َي ْ‬


‫زل‬ ‫ُ‬ ‫السعدي رحمه الله‪« :‬الع ُف ُّو‬
‫ُّ‬ ‫يخ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫كل ٍ‬ ‫فح عن ِع ِ‬
‫باده موصو ًفا‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال َي ُ‬
‫أحد‬ ‫والص ِ‬ ‫بالعفو َمعرو ًفا‪ ،‬وبالغفران َّ‬ ‫زال‬
‫ِ‬
‫وكرمه»(((‪.‬‬ ‫مضطر إلى رحمتِه‬ ‫فوه و َمغفرتِه‪ ،‬كما هو‬‫مضطر إلى َع ِ‬
‫ٌّ‬ ‫ٌّ‬
‫العزيز الس ْلمان‪...« :‬و ْليع ُفوا و ْليص َفحوا َأ َل ت ِ‬
‫ُح ُّب َ‬
‫ون‬ ‫َ َْ َ َ ْ ُ‬ ‫ِ َّ‬ ‫يخ عبدُ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫وصف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الله‬ ‫إثبات‬
‫ُ‬ ‫اآليات‬ ‫حيم‪‬؛ في هذه‬‫ور َر ٌ‬ ‫َأ ْن َي ْغف َر الل ُه َلك ُْم َوالل ُه َغ ُف ٌ‬
‫ِ‬
‫والمغفرة‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬
‫بالعفو‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)6326‬ومسلم (‪.)2705‬‬


‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)14‬‬
‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)93‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)300/5‬‬
‫((( «الكواشف الجلية عن معاني الواسطية» (ص ‪.)270‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪352‬‬

‫الم ْق ُ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة ِ‬
‫فعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫بالكتاب ُّ‬ ‫وجل‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫الله َأ ْك َب ُر ِم ْن َم ْقتِك ُْم‬
‫ت ِ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬إِ َّن ا َّل ِذي َن َك َف ُروا ُينَا َد ْو َن َل َم ْق ُ‬
‫َأ ْن ُف َسك ُْم‪[ ‬غافر‪.]10 :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله تعا َلى‪َ  :‬ك ُب َر َم ْقتًا ِعندَ ال َّل ِه َأن َت ُقو ُلوا َما ال َت ْف َع ُل َ‬
‫ون‪[ ‬الصف‪.]3 :‬‬
‫َان َف ِ‬
‫اح َش ًة َو َم ْقتًا َو َسا َء َسبِ ًيل‪[ ‬النساء‪.]22:‬‬ ‫‪ -3‬وقو ُله تعا َلى‪ :‬إِ َّن ُه ك َ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل من ُّ‬
‫«‪...‬وإن الل َه ن َظ َر إلى ِ‬
‫أهل‬ ‫َّ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪:‬‬ ‫حمار ِ‬
‫ٍ‬ ‫ياض ِ‬
‫بن‬ ‫حديث ِع ِ‬‫ُ‬
‫الك ِ‬‫أهل ِ‬‫وعج َمهم؛ َّإل َبقا َيا ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫تاب‪.(((»...‬‬ ‫فم َقتَهم؛ َ‬
‫عر َبهم َ‬ ‫األرض‪َ ،‬‬
‫«الم ْق ُت‪ :‬أشدُّ ال ُبغض»(((‪.‬‬
‫قال الزجاج‪َ :‬‬
‫(الم ْقت) بقولِه تَعالى‪َ  :‬ك ُب َر‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫شيخ اإلسال ِم إلثبات صفة َ‬ ‫ُ‬ ‫وقد استشهدَ‬
‫م ْقتًا ِعنْدَ ِ‬
‫الله َأ ْن َت ُقو ُلوا َما ال َت ْف َع ُل َ‬
‫ون‪.‬‬ ‫َ‬
‫نت هذه‬‫َضم ْ‬
‫شارحا هذه اآليات‪« :‬ت َّ‬
‫ً‬ ‫الهراس‬ ‫محمد خليل َّ‬
‫يخ َّ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫والَس ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرضا لله وال َغ ِ‬ ‫الف ِ ِ‬
‫بعض ِصفات ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ضب‪...‬والم ْقت ْ َ‬ ‫عل؛ من ِّ‬ ‫اآليات َ‬
‫ُ‬
‫ليق به»(((‪.‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬على ما َي ُ‬ ‫صفات حقيق َّي ٌة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫ٌ‬ ‫الحق‬ ‫وهي عندَ ِ‬
‫أهل ِّ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2865‬‬


‫((( «معاني القرآن وإعرابه» (‪.)32/2‬‬
‫((( «العقيدة الواسطية» (ص ‪.)108‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪353‬‬

‫ف ن ْف َسه بأنَّه َيم ُق ُت الك َّف َار‪،‬‬


‫وص َ‬ ‫ِ‬ ‫وقال ُ‬
‫شيخ اإلسال ِم ً‬
‫أيضا‪« :‬وكذلك َ‬
‫الله َأ ْك َب ُر ِم ْن‬
‫ووص َفهم بالم ْقت‪ ،‬فقال‪ :‬إِ َّن ا َّل ِذي َن َك َفروا ُينَا َد ْو َن َلم ْق ُت ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫المقت»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المقت ِم َثل‬
‫ُ‬ ‫َم ْقتِك ُْم َأ ْن ُف َسك ُْم‪ ،...‬وليس‬

‫الم ِق ُ‬
‫يت‬ ‫ُ‬
‫لع ِ‬
‫باده‬ ‫قيت‪ ،‬أي‪ :‬ال َقدير‪ ،‬ا َّلذي يقدِّ ر ِ‬
‫الم ُ‬ ‫َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وجل بأنَّه ُ‬ ‫عز‬
‫ف الل ُه َّ‬ ‫وص ُ‬‫ُي َ‬
‫و(الم ِقيت)‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العزيز‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫وت‪ ،‬و َيح َف ُظ عليهم ِرز َقهم‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫ثابت‬ ‫ال ُق َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫ِمن‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫َان الل ُه َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء ُم ِقيتًا‪[ ‬النساء‪.]85 :‬‬ ‫قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫‪‬وك َ‬

‫تأويل قولِه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التأويل في‬ ‫َلف ُ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬
‫اآلية‪« :‬اخت َ‬ ‫ِ‬
‫تفسير‬ ‫جرير في‬‫ٍ‬ ‫قال اب ُن‬
‫ٍ‬
‫وكان الل ُه على ِّ‬
‫كل‬ ‫َ‬ ‫َان الل ُه َع َلى ك ُِّل َش ْيء ُم ِقيتًا‪‬؛ قال ُ‬
‫بعضهم‪ :‬تأوي ُله‪:‬‬ ‫‪‬وك َ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ومجاهد ‪...-‬‬ ‫ِ‬
‫بإسناده هذا َ‬
‫القول عن ابن ع َّباس‬ ‫شيء حفي ًظا وشهيدً ا ‪ -‬ون َقل‬‫ٍ‬

‫آخرون‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بالتدبير‪ ...‬وقال َ‬ ‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫كل‬‫القائم على ِّ‬ ‫آخرون‪ :‬معنى ذلك‪:‬‬ ‫وقال َ‬
‫ُ‬
‫والصواب ِمن‬
‫ُ‬ ‫يد ‪...-‬‬ ‫وابن َز ٍ‬
‫السدِّ ِّي ِ‬ ‫ِ‬
‫القدير ‪ -‬ون َقل ذلك بإسناده عن ُّ‬ ‫ُ‬ ‫هو‬
‫القدير»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫(الم ِقيت)‪:‬‬ ‫هذه األقوال ُ‬
‫قول َمن قال‪ :‬معنى ُ‬

‫اج ‪-‬‬
‫الز َّج ُ‬ ‫َ‬
‫إسحاق َّ‬ ‫الم ِقيت بمعنى ال َقدير‪ :‬أبو‬ ‫ِ‬
‫وممن قال من أهل ال ُّلغة‪ُ :‬‬
‫َّ‬

‫((( «التدمرية» (ص ‪.)26‬‬


‫((( «جامع البيان في تأويل القرآن» (‪.)583/8‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪354‬‬

‫والفراء(((‪.‬‬ ‫الز َّج ِ‬


‫اجي‪،‬‬ ‫آخ ُر سيأتي ‪ ،-‬وتلميذه أبو القاسم َّ‬ ‫وله ٌ‬
‫قول َ‬
‫َّ‬

‫آخ ُر له‪ ،‬ووا َف َقه‬ ‫اج‪ ،‬وهذا ٌ‬


‫قول َ‬ ‫وممن قال‪ :‬الم ِقيت بمعنى الح ِ‬‫ِ‬
‫الز َّج ُ‬
‫فيظ‪َّ :‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اس(((‪.‬‬ ‫أبو َج ٍ‬
‫عفر الن ََّّح ُ‬
‫الذ ِ‬
‫ات‪ْ ،‬‬
‫وإن‬ ‫قال القرطبي‪« :‬وعلى القول بأنَّه القادر يكون من ِص ِ‬
‫فات َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ويكون ِمن‬
‫ُ‬ ‫والرزاق‪،‬‬
‫َّ‬ ‫للوه ِ‬
‫اب‬ ‫اسم َّ‬
‫القوت؛ فهو ٌ‬
‫َ‬ ‫ُقلنا‪ :‬إنَّه ُ‬
‫اسم الذي ُيعطي‬
‫ِ‬
‫األفعال»(((‪.‬‬ ‫ِص ِ‬
‫فات‬

‫عز َّ‬ ‫وممن َأثب َت (الم ِقيت) اسما ِ‬


‫يهقي(((‪،‬‬
‫ابي ‪ ،‬وال َب ُّ‬‫الخ َّط ُّ‬
‫وجل‪َ :‬‬ ‫لله َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫(((‬

‫عدي(((‪ ،‬واب ُن‬ ‫جر(((‪ِّ ،‬‬


‫والس ُّ‬ ‫رطبي(((‪ ،‬واب ُن َح ٍ‬
‫األصبهاني ‪ ،‬وال ُق ُّ‬
‫(((‬
‫ُّ‬ ‫الس ِنة‬
‫وقوا ُم ُّ‬
‫َّ‬
‫ُع َثيمين(‪.((1‬‬

‫َان‬
‫المك ُ‬
‫‪َ ‬‬
‫ان ُظر‪ِ :‬‬
‫الج َهة‪.‬‬ ‫ْ‬

‫((( «تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (ص ‪« ،)48‬اشتقاق أسماء الله» للزجاجي‪ -‬نسب ًة إلى‬
‫الز َّجاج‪( -‬ص ‪ ،)136‬و«معاني القرآن» للفراء (‪.)280/1‬‬ ‫شيخه َّ‬
‫للنحاس (‪.)147/2‬‬ ‫للزجاج (‪« ،)85/2‬معاني القرآن الكريم» َّ‬‫((( «معاني القرآن وإعرابه» َّ‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (‪.)275/1‬‬
‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)68‬‬
‫((( «األسماء والصفات» (‪.)170/1‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)161/1‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (‪.)273/1‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)302/5‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫(‪« ((1‬القواعد ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪355‬‬

‫المك ُْر ( َع َلى َمن َيمك ُُر بِه)‬


‫َ‬
‫ف بها َوص ًفا ُمط َل ًقا‪ ،‬وهي‬
‫وص ُ‬ ‫عز َّ ِ ِ‬ ‫ِمن ِص ِ‬
‫وجل الفعل َّية التي ال ُي َ‬ ‫فات الله َّ‬
‫والسنَّة‪.‬‬ ‫ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬
‫الماك ِر َ‬
‫ين‪[ ‬آل عمران‪.]54 :‬‬ ‫‪‬و َمك َُروا َو َمك ََر الل ُه َوالل ُه خَ ْي ُر َ‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ :‬‬

‫كرا َو َمك َْرنَا َمك ًْرا َو ُه ْم ال َي ْش ُع ُر َ‬


‫ون‪[ ‬النمل‪.]50‬‬ ‫‪‬و َمك َُروا َم ً‬
‫‪ -2‬وقوله‪َ :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫ِ‬ ‫ابن عب ٍ ِ‬
‫وانصرني‬ ‫«رب َأعنِّي وال تُع ْن َّ‬
‫علي‪ُ ،‬‬ ‫اس رض َي الل ُه عنهما‪ِّ :‬‬ ‫حديث ِ َّ‬
‫ُ‬
‫علي‪.((1(»...‬‬
‫علي‪ ،‬وامك ُْر لي وال ت َْمك ُْر َّ‬
‫َنصر َّ‬
‫وال ت ُ‬

‫المك ُْر‬ ‫الله ِخال ُفه ِمن الن ِ‬


‫َّاس‪ ،‬كما َ‬
‫إسحاق الحربي‪« :‬والكيدُ ِمن ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫قال أبو‬
‫منه خال ُفه من الن ِ‬
‫َّاس»(‪.((1‬‬
‫ِ‬ ‫والمك ِْر على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة‪.‬‬ ‫إثبات منه لص َفت َِي ال َك ْيد َ‬
‫ٌ‬ ‫وهذا‬
‫ِ‬
‫ف‬ ‫بالمك ِْر والكيد‪ ،‬كما َ‬
‫وص َ‬ ‫ف ن ْف َسه َ‬ ‫قال ُ‬
‫شيخ اإلسال ِم‪« :‬وهكذا َ‬
‫وص َ‬

‫(‪ ((1‬رواه أحمد (‪ ،)1997( )227/1‬وأبو داود (‪ ،)1510‬والترمذي (‪ ،)3551‬وابن ماجه‬


‫(‪ ،)3830‬والنسائي في «السنن الكبرى» (‪.)10368‬‬
‫والبغوي في «شرح‬
‫ُّ‬ ‫الترمذي‬
‫ُّ‬ ‫َّسائي‪ :‬محفوظ‪ .‬وقال‬
‫َت عنه أبو داود‪ .‬وقال الن ُّ‬
‫والحديث سك َ‬
‫مشهور‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫صحيح‪ .‬وقال اب ُن تيمية في «الرد على البكري» (‪:)206‬‬
‫ٌ‬ ‫السنة» (‪ :)153/3‬حس ٌن‬
‫وصححه اب ُن الق ِّيم في «الوابل‬
‫َّ‬ ‫وحسنه اب ُن حجر في «األمالي المطلقة» (ص‪،)206‬‬‫َّ‬
‫واأللباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (‪.)3830‬‬
‫ُّ‬ ‫الصيب» (‪،)196‬‬
‫(‪« ((1‬غريب الحديث» (‪.)94/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪356‬‬

‫ون َو َي ْمك ُُر الل ُه‪ ،‬وقال‪ :‬إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ‬


‫ون َك ْيدً ا *‬ ‫‪‬و َي ْمك ُُر َ‬
‫عبدَ ه بذلك‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫كالمك ِْر‪ ،‬وال الكيدُ‬ ‫ِ‬
‫كالكيد»(((‪.‬‬ ‫َو َأكيدُ َك ْيدً ا‪ ،‬وليس َ‬
‫المك ُْر َ‬

‫بالمك ِْر؟ وهل ُي َّ‬


‫سمى به؟‬ ‫الشيخ اب ُن ُع َثيمين‪ :‬هل ُي َ‬
‫وصف الل ُه َ‬ ‫ُ‬ ‫وس ِئ َل‬
‫ُ‬
‫ف الل ُه تعالى به‬ ‫بالمك ِْر َّإل ُمق َّيدً ا؛ فال ُي َ‬
‫وص ُ‬ ‫ف الل ُه تعالى َ‬
‫وص ُ‬
‫فأجاب‪« :‬ال ُي َ‬
‫َ‬

‫الله َّإل ا ْل َق ْو ُم‬ ‫وص ًفا مطل ًقا؛ قال الل ُه تعالى‪َ  :‬أ َف َأ ِمنُوا مكْر ِ‬
‫الله َف َل َي ْأم ُن مكْر ِ‬ ‫ْ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫التوص ُل‬ ‫والمك ُْر هو‬ ‫دليل على َّ ِ‬ ‫ون‪ ،‬ففي هذه ِ‬
‫اآلية ٌ‬ ‫ا ْل َخ ِ‬
‫اس ُر َ‬
‫ُّ‬ ‫مكرا‪َ ،‬‬
‫أن لله ً‬
‫ِ‬ ‫الخص ِم ِمن ُ‬
‫حيث ال َيش ُعر‪ ،‬ومنه جا َء في الحديث الذي َأ َ‬
‫خر َجه‬ ‫إلى إيقا ِع َ‬

‫«الح ْر ُب ُخدع ٌة»‪.‬‬


‫البخاري َ‬
‫ُّ‬

‫ظاهره أنه مذمو ٌم؟ قيل‪َّ :‬‬


‫إن‬ ‫َ‬ ‫بالمكْر مع َّ‬
‫أن‬ ‫ف الل ُه َ‬
‫وص ُ‬
‫كيف ُي َ‬ ‫فإن َ‬
‫قيل‪َ :‬‬ ‫ْ‬
‫الماكر‪ ،‬وأنَّه غالب على َخ ِ‬
‫صمه؛‬ ‫ِ‬ ‫قوة‬ ‫المكْر في مح ِّله محمو ٌد‪ُّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫يدل على َّ‬ ‫َ‬
‫ماكر!‬ ‫أن تقول‪َّ :‬‬
‫يجوز ْ‬ ‫ِ‬
‫إن الل َه ٌ‬ ‫ُ‬ ‫اإلطالق؛ فال‬ ‫ف الل ُه به على‬
‫وص ُ‬
‫ولذلك ال ُي َ‬
‫‪‬و َي ْمك ُُر َ‬ ‫ِ‬
‫ون‬ ‫وإنَّما تُذك َُر هذه الصف ُة في مقا ٍم يكون ً‬
‫مدحا؛ مثل قوله تعالى‪َ :‬‬
‫‪‬و َمك َُروا َمك ًْرا َو َمك َْرنَا َمك ًْرا َو ُه ْم ال َي ْش ُع ُر َ‬
‫ون‪،‬‬ ‫َو َي ْمك ُُر الل ُه‪ ،‬وقوله‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫سبيل‬ ‫ومثل قوله تعالى‪َ  :‬أ َف َأ ِمنُوا مكْر ِ‬
‫الله‪ ،‬وال تُن َفى عنه هذه الصف ُة على‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬
‫وصف بها‪ ،‬وفي المقا ِم التي‬
‫مدحا؛ ُي َ‬ ‫ُ‬
‫تكون ً‬ ‫اإلطالق‪ ،‬بل إنَّها في المقا ِم التي‬

‫((( «التدمرية» (ص ‪.)26‬‬


‫ابن الق ِّيم في «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)32/2‬‬ ‫ِ‬
‫تلميذه ِ‬ ‫وانظر كال َم‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪357‬‬

‫إن ِمن‬
‫سمى الل ُه به؛ فال ُيقال‪َّ :‬‬
‫ف بها‪ ،‬وكذلك ال ُي َّ‬
‫وص ُ‬
‫مدحا؛ ال ُي َ‬ ‫ُ‬
‫تكون ً‬ ‫ال‬
‫ِ‬
‫الماكر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬
‫الله‪:‬‬
‫ِ‬
‫بمشيئة ِ‬
‫الله سبحانه»(((‪.‬‬ ‫والمكْر ِمن الص ِ‬
‫فات الفعل َّية؛ ألنَّها تتع َّل ُق‬ ‫ِّ‬ ‫َ ُ‬

‫(االستِ ْه َزاء)‪ ،‬وكال َم ِ‬


‫ابن‬ ‫ْ‬ ‫الطبري في ِصفة‬
‫ِّ‬ ‫ابن َج ٍ‬
‫رير‬ ‫وان ُظر كال َم اإلما ِم ِ‬
‫القيم في ِصفة ِ‬
‫(الخدَ اع)‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫الم َلك ُ‬
‫ُوت‬ ‫الم ْل ُ‬
‫ك َو َ‬ ‫ُ‬
‫و(الم ُ‬
‫ليك)‬ ‫و(الم ِل ُك)‬ ‫والسنَّة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ِص ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫بالكتاب ُّ‬ ‫الثابتة‬ ‫فات اللهِ الذات َّية‪،‬‬
‫ِ‬
‫أسمائه تَعا َلى‪.‬‬ ‫من‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ك الم ْل ِ‬‫ِ‬
‫ك‪[ ‬آل عمران‪.]26 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ُ  :‬ق ِل ال َّل ُه َّم َمال َ ُ‬
‫‪ -2‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬فِي م ْقع ِد ِصدْ ٍق ِعنْدَ ملِ ٍ‬
‫يك ُم ْقت َِد ٍر‪[ ‬القمر‪.]55 :‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الملِ ُ‬
‫ك‪[ ‬الحشر‪.]23 :‬‬ ‫ِ‬
‫‪‬ه َو الل ُه ا َّلذي َل إِ َل َه َّإل ُه َو َ‬
‫‪ -3‬قو ُله تَعا َلى‪ُ :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫ِ‬
‫تبارك وتعالى‬‫حديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه‪َ « :‬يقبِ ُض الل ُه َ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ُ‬
‫ملوك‬ ‫ُ‬
‫الملك‪ ،‬أي َن‬ ‫السما َء بيمينِه‪ ،‬ثم ُ‬
‫يقول‪ :‬أنا‬ ‫ِ ِ‬
‫األرض يوم القيا َمة‪ ،‬و َيطوي َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األرض؟!»(((‪.‬‬

‫((( «المجموع الثمين» (‪.)65/2‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)6515‬ومسلم (‪.)2787‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪358‬‬

‫ِ‬
‫بروت‬ ‫الج‬ ‫َ‬ ‫مالك ِ‬‫بن ٍ‬ ‫ِ‬
‫عوف ِ‬ ‫ُ‬
‫سبحان ذي َ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪…« :‬‬ ‫حديث‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫والعظمة»(((‪.‬‬ ‫والك ِ‬
‫برياء‬ ‫ِ‬
‫والملكوت ِ‬

‫لك ِ‬
‫الله و َملكوتُه‪ُ :‬سلطانُه وعظمتُه»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫منظور في «لسان العرب»‪ُ « :‬م ُ‬ ‫قال اب ُن‬
‫والس ُ‬
‫لطان»‪.‬‬ ‫العز ُّ‬
‫«الملكوت‪ُّ :‬‬
‫ُ‬ ‫وقال ال َف ُير َ‬
‫وزابادي في «القاموس المحيط»‪:‬‬

‫ين‪ ،‬ويو ُم‬‫لك يو َم الدِّ ِ‬ ‫الزجاجي‪« :‬فأما الم ِلك؛ فتأوي ُله‪ُ :‬ذو الم ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫وقال َّ َّ ُّ‬
‫الم ِل ُك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف الل ُه ن ْف َسه َج َّل و َع َّز بأنَّه َ‬
‫فوص َ‬
‫والحساب؛ َ‬ ‫الجزاء‬ ‫الدِّ ين هو يو ُم‬
‫يو َم ال َم ِل َك سواه‪.((( »...‬‬

‫الم َل ُل َّ‬
‫والس َآم ُة‬ ‫َ‬
‫حيح قو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َ « :‬عليكُم بما‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫ور َد في الحديث َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫فوالله‪ ،‬ال َي َم ُّل الل ُه حتى ت ََم ُّلوا»(((‪.‬‬ ‫َ‬
‫ُطيقون؛‬
‫ت‬

‫َسأموا»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫«فوالله؛ ال َيسأ ُم الل ُه حتى ت َ‬ ‫ٍ‬
‫رواية لمسل ٍم‪:‬‬ ‫وفي‬

‫الحربي‪« :‬قوله‪« :‬ال َي َم ُّل الل ُه حتَّى تم ُّلوا»‪ :‬أخ َب َرنا َسلم ُة‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫إسحاق‬ ‫قال أبو‬
‫لت أ َم ُّل‪َ :‬ض ِج ُ‬
‫رت‪ ،‬وقال أبو زيد‪َ :‬م َّل َي َم ُّل مالل ًة‪ ،‬و َأ ْم َللتُه‬ ‫عن ال َف َّر ِاء؛ ُي ُ‬
‫قال‪َ :‬م ِل ُ‬
‫العمل»(((‪.‬‬‫ِ‬ ‫ثواب أعمالِكم حتَّى تم ُّلوا ِمن‬ ‫فكأن المعنى ال َي َم ُّل من ِ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫إمالل‪،‬‬

‫((( رواه أحمد (‪ ،)24026( )24/6‬وأبو داود (‪ ،)873‬والنسائي (‪ ،)191/2‬والبيهقي‬


‫وحسنه اب ُن حجر في «نتائج األفكار»‬
‫َت عنه أبو داود‪َّ .‬‬ ‫ُ‬
‫والحديث سك َ‬ ‫(‪.)3840( )310/2‬‬
‫واأللباني في «صحيح سنن أبي‬
‫ُّ‬ ‫النووي في «المجموع» (‪،)67/4‬‬
‫ُّ‬ ‫وصححه‬
‫َّ‬ ‫(‪،)74/2‬‬
‫داود» (‪.)873‬‬
‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)43‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)43‬ومسلم (‪.)785‬‬
‫((( «غريب الحديث» (‪.)338/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪359‬‬

‫ألن ا َّلذين َّأو ُلوه‬


‫ظاهره؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحديث على‬ ‫تفسير‬ ‫ليس ً‬
‫تأويل‪ ،‬بل‬
‫ُ‬ ‫قلت‪ :‬وهذا َ‬ ‫ُ‬
‫والبيهقي في‬
‫ِّ‬ ‫العبا َد ِة)‪،‬‬
‫صاد في ِ‬
‫كالنووي في «رياض الصالحين» (باب االقتِ ِ‬
‫ِّ‬
‫المالل)؛ قالوا‪ :‬معنى ال َي َم ُّل الل ُه‪،‬‬ ‫«األسماء والصفات» (فصل ما جاء في ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫تناهي ح ِّق الله عليكم في ال َّط ِ‬
‫اعة‪.‬‬ ‫أي‪ :‬ال يق َطع ثوابه‪ ،‬أو أنَّه كناي ٌة عن ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫بالم ِ‬ ‫إطالق ِ‬
‫لل‪...‬‬ ‫ُ ْ‬
‫وصفه تعالى َ‬ ‫غير ممتن ٍع‬
‫«اعلم أنَّه ُ‬
‫ْ‬ ‫وقال أبو َيع َلى َّ‬
‫الفرا ُء‪:‬‬
‫ب عليهم‪ ،‬وال‬ ‫الم َلل ها هنا الغضب‪ ،‬فيكون َمعناه‪ :‬ال َي َ‬
‫غض ُ‬ ‫ْ‬
‫فإن قيل‪ :‬معنى َ‬
‫حص ُل‬
‫ألن الم َل ُل قد َي ُ‬
‫غلط؛ َّ‬
‫العمل‪ ،‬قيل‪ :‬هذا ٌ‬ ‫َ‬ ‫يقطع عنهم ثوا َبه حتى َي ُتركوا‬
‫ُ‬
‫والخبر على هذا‬ ‫ِ‬
‫النوافل‪،‬‬ ‫الغضب عليه‪ ،‬وهو ْتر ُك‬ ‫ِمن ِ‬
‫العبد‪ ،‬فيما ال ُيقتضي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الغضب‬ ‫تأويل‬ ‫ِ‬
‫الغضب‪ ،‬جاز ُ‬ ‫ِ‬
‫الملل على‬ ‫جاز ُ‬
‫تأويل‬ ‫إن َ‬ ‫خر َج‪ ،‬وألنَّه ْ‬‫الوجه َ‬
‫ِ‬
‫ور َد‬ ‫اآلخ ِر‪ ،‬وكالهما َّ‬
‫مما قد َ‬ ‫بالتأويل َأ ْو َلى من َ‬
‫ِ‬ ‫ليس أحدُ هما‬ ‫ِ‬
‫الملل؛ إذ َ‬ ‫على‬
‫ِ‬
‫بإطالقه عليه»(((‪.‬‬ ‫الشرع‬
‫ُ‬

‫«(فإن الل َه ال َي َم ُّل حتَّى تم ُّلوا)‪ِ :‬من‬


‫َّ‬ ‫إبراهيم‪:‬‬
‫َ‬ ‫محمد بن‬
‫َّ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ‬ ‫وقال َّ‬
‫ِ‬ ‫فات‪ ،‬وهذا على ٍ‬ ‫نصوص الص ِ‬
‫ُصوص‬ ‫َقص فيه‪ ،‬كن‬ ‫يليق بالباري‪ ،‬ال ن َ‬ ‫وجه ُ‬ ‫ِ ِّ‬
‫ِ‬
‫االستهزاء والخدا ِع فيما يتبا َد ُر»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جواب لِ َّلج ِنة الدَّ ِ‬
‫إمرار هذا‬
‫ُ‬ ‫«الواجب هو‬
‫ُ‬ ‫الحديث‪:‬‬ ‫ائمة عن هذا‬ ‫ٍ ْ‬ ‫وفي‬
‫ليق‬ ‫ِ‬
‫الوجه الذي َي ُ‬ ‫حق على‬ ‫اإليمان بالص ِ‬
‫فة‪ ،‬وأنَّها ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحديث كما جا َء‪ ،‬مع‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الواردة‬ ‫والخدا ِع والك ِ‬
‫َيد؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كالمكر‬ ‫ٍ‬
‫َكييف‪،‬‬ ‫لخ ِ‬
‫لقه وال ت‬ ‫ٍ‬
‫شابهة َ‬ ‫ِ‬
‫بالله‪ ،‬من ِ‬
‫غير ُم‬

‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)369/1‬‬


‫((( «الفتاوى والرسائل» (‪.)209/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪360‬‬

‫َليق ِ‬
‫بالله سبحانَه وتعالى على‬ ‫حق ت ُ‬
‫صفات ٍّ‬
‫ُ‬ ‫وجل‪ ،‬وك ُّلها‬
‫عز َّ‬ ‫كتاب ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫في‬

‫يع ا ْل َب ِص ُير‪.‬‬ ‫حدِّ قوله تعالى‪َ  :‬ليس ك َِم ْث ِل ِه َشيء وهو ِ‬


‫السم ُ‬
‫ْ ٌ َ ُ َ َّ‬ ‫ْ َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫وصحبِه َ‬
‫وس َّل َم»(((‪.‬‬ ‫التوفيق‪ ،‬وص َّلى الل ُه على نب ِّينا َّ‬
‫محمد‪ ،‬وآله َ‬ ‫ُ‬ ‫وبالله‬
‫ِ‬
‫الصالحة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫األعمال‬ ‫ِّ‬
‫الحث على‬ ‫ِ‬
‫العزيز ب ُن باز‪« :‬قو ُله في‬ ‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ‬ ‫وقال َّ‬
‫ِ‬
‫صفات‬ ‫يليق ِ‬
‫بالله ال ُيشابِ ُه‬ ‫جل وعال ال َي َم ُّل حتَّى تم ُّلوا)‪َ ،‬م ٌلل ُ‬
‫(فإن الل َه َّ‬
‫َّ‬

‫وض ْعف‪ ،‬وأ َّما ِص ُ‬


‫فات‬ ‫نقص َ‬ ‫ُ‬
‫فالمخلوقون لديهم ٌ‬
‫المخلوقين في م ِ‬
‫للهم؛‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عيب‪،‬‬ ‫تليق به سبحانه ال ُيشابِ ُه خل َقه‪ ،‬وليس فيها ٌ‬
‫نقص وال ٌ‬ ‫الله فهي كامل ٌة ُ‬

‫جل وعال»(((‪.‬‬ ‫تليق ِ‬


‫بالله سبحانه وتعالى‪ ،‬ال ُيشابِ ُه فيها َخ ْل َقه َّ‬ ‫صفات ُ‬
‫ٌ‬ ‫ْبل هي‬

‫والهرو َل ِة‬ ‫ِ‬


‫أن نُثبِ َت صف َة َ‬
‫الم َل ِل َ‬ ‫َستطيع ْ‬
‫ُ‬ ‫يخ اب ُن ُع َثيمين‪ْ :‬‬
‫«هل ن‬ ‫وس ِئل َّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لله تعالى؟‬

‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم قوله‪َّ :‬‬


‫(فإن‬ ‫ِ‬
‫فأجاب‪ :‬جا َء في الحديث عن ِّ‬
‫الل َه ال َي َم ُّل حتى تم ُّلوا)‪.‬‬
‫لل ِ‬
‫لله‪ ،‬لك َّن َم َل َل‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن هذا ٌ‬ ‫ِ‬
‫العلماء َمن قال‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫دليل على إثبات َ‬ ‫فمن‬
‫يدل على َس َأ ِمه‬
‫نقص؛ ألنَّه ُّ‬ ‫ِ‬
‫المخلوق ٌ‬ ‫إن َ‬
‫ملل‬ ‫ِ‬
‫المخلوق؛ إذ َّ‬ ‫كم ِ‬
‫لل‬ ‫ِ‬
‫الله ليس َ‬
‫َقص‪ ،‬و َيجري‬ ‫يء‪ ،‬أما م ُلل ِ‬
‫الله؛ فهو ٌ‬ ‫الش ِ‬ ‫وض ِ‬
‫جره من هذا َّ‬
‫كمال وليس فيه ن ٌ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬

‫ُ‬
‫الشيخ عبد‬ ‫ُ‬
‫الشيخ عبدُ العزيز بن باز‪،‬‬ ‫((( «فتاوى اللجنة الدائمة» (‪ .)402/2‬و َّقع على الفتوى‪:‬‬
‫الشيخ صالح الفوزان‪.‬‬ ‫الله بن ُغديان‪ ،‬الشيخ عبد العزيز آل َّ‬
‫الشيخ‪َّ ،‬‬
‫((( «فتاوى نور على الدرب» (‪.)158/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪361‬‬

‫ِ‬ ‫لله على ِ‬ ‫كسائر الص ِ‬


‫فات التي نُثبتها ِ‬
‫حق‬
‫كانت في ِّ‬
‫ْ‬ ‫الكمال‪ْ ،‬‬
‫وإن‬ ‫وجه‬ ‫ِ ِّ‬ ‫هذا‬
‫ليست ً‬
‫كمال‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫المخلوق‬

‫إن قوله‪« :‬ال َي َم ُّل حتى تم ُّلوا»؛ ُيرا ُد به ُ‬


‫بيان أنَّه‬ ‫ِ‬
‫العلماء َمن ُ‬
‫يقول‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫ومن‬
‫فإن الل َه‬ ‫ْ‬
‫فاعمل ما بدَ ا لك؛ َّ‬ ‫فإن الل َه ُيجازيك عليه؛‬ ‫ٍ‬
‫عمل؛ َّ‬ ‫عملت ِمن‬
‫َ‬ ‫مهما‬
‫ِ‬
‫بالملل‬ ‫ُ‬
‫فيكون المرا ُد‬ ‫العمل‪ ،‬وعلى هذا‪،‬‬‫ِ‬ ‫تمل ِمن‬
‫يمل ِمن ثوابِ َك حتى َّ‬
‫ال ُّ‬
‫الم ِ‬
‫لل‪.‬‬ ‫الز َم َ‬
‫لل ِ‬
‫لله إطال ًقا؛‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحديث ال ُّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ومنهم َمن قال‪َّ :‬‬
‫يدل على صفة َ‬ ‫إن هذا‬
‫أيضا‪« :‬ال‬ ‫ألن َ‬
‫قول القائل‪ :‬ال أقو ُم حتى تقو َم‪ ،‬ال يستلز ُم قيا َم الثاني‪ ،‬وهذا ً‬ ‫َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫الملل ِ‬
‫لله َّ‬ ‫ِ‬ ‫يمل حتى تم ُّلوا»؛ ال يستلز ُم ُث َ‬
‫بوت‬ ‫ُّ‬

‫فة‬‫كل ِص ِ‬
‫أن الله تعالى ُمن ََّز ٌه عن ِّ‬ ‫حال يجب علينا أن ن ِ‬
‫َعتقدَ َّ‬ ‫كل ٍ‬ ‫وعلى ِّ‬
‫الم ِ‬
‫لل؛ فالمرا ُد‬ ‫الحديث ٌ‬
‫َ‬ ‫لل و َغ ِيره‪ ،‬وإذا ث َب َت َّ‬
‫الم ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫دليل على َ‬ ‫أن هذا‬ ‫نقص من َ‬
‫ِ‬
‫المخلوق»(((‪.‬‬ ‫كم ِ‬
‫لل‬ ‫به ٌ‬
‫ملل ليس َ‬

‫اح َل ُة َوا ْل ِم َح ُال‬


‫الم َم َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫العزيز‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫ِ‬
‫الثابتة‬ ‫الفعل َّي ِة‪،‬‬
‫الله ِ‬ ‫ِمن ِص ِ‬
‫فات ِ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫ال‪[ ‬الرعد‪]13:‬‬ ‫الله َو ُه َو َش ِديدُ ا ْل ِم َح ِ‬
‫ون فِي ِ‬
‫اد ُل َ‬‫قو ُله تَعا َلى‪ :‬وهم يج ِ‬
‫َ ُ ْ ُ َ‬
‫‪‬و ُه َو َش ِديدُ ا ْل ِم َح ِ‬
‫ال‪،‬‬ ‫قول ال ُقتيبي في ِ‬
‫قول ِ‬
‫الله َج َّل و َع َّز‪َ :‬‬ ‫األزهري َ‬
‫ُّ‬ ‫ن َقل‬
‫ِّ‬

‫((( «مجموعة دروس وفتاوى الحرم» (‪.)152/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪362‬‬

‫ال‪‬؛ قال‪:‬‬ ‫‪‬ش ِديدُ ا ْل ِم َح ِ‬


‫الثوري‪َ :‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫سفيان‬ ‫َ‬
‫وقول‬ ‫ِ‬
‫الكيد والمك ِْر‪،‬‬ ‫أي‪ :‬شديدُ‬
‫الفر ِاء‪:‬‬ ‫َ‬
‫وقول َّ‬ ‫والمك ُْر‪،‬‬
‫َ‬ ‫ال‪ :‬الكيدُ‬‫يد‪ :‬ا ْل ِم َح ِ‬‫وقول أبي ُعب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫شديدُ االنتقا ِم‪،‬‬
‫ِ‬
‫األقوال‪.‬‬ ‫وغيرها ِمن‬‫الم َماحلة‪َ ،‬‬
‫ِ ِ‬
‫‪‬ا ْلم َحال‪ُ :‬‬
‫«(الم َماحل ُة)‪ :‬المماكر ُة والمكايدةُ»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وفي «الصحاح»‪:‬‬

‫‪‬و ُه َو َش ِديدُ‬ ‫قول ِ‬


‫الله تعالى‪َ :‬‬ ‫الخ َّطابي‪ :‬ا ْل ِم َح ِ‬
‫ال‪ :‬ال َك ْيد‪ ،‬ومنه ُ‬ ‫وقال َ ُّ‬
‫ا ْل ِم َح ِ‬
‫ال‪.(((»‬‬
‫ِ‬
‫اآليات‬ ‫إثبات هذه الص ِ‬
‫فة مع‬ ‫ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم بهذه ِ‬
‫اآلية على‬ ‫وقد استشهدَ ُ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫المك ِْر‬
‫والكيد‪.‬‬ ‫التي فيها صف ُة َ‬
‫تفسير هذه اآلية‪« :‬وهذه اآلي ُة شبيه ٌة بقولِه تَعا َلى‪:‬‬
‫ِ‬ ‫وقال اب ُن ٍ‬
‫كثير في‬
‫‪‬و َمك َُروا َمك ًْرا َو َمك َْرنَا َمك ًْرا َو ُه ْم ال َي ْش ُع ُر َ‬
‫ون‪.(((»‬‬ ‫َ‬

‫ف‬‫إثبات وص ِ‬ ‫ِ‬
‫اآليات‬ ‫يخ زيدُ ب ُن َف َّياض رحمه الله‪« :‬وفي هذه‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ُ ْ‬
‫صفات فِعل َّية تُث َب ُت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليق‬
‫لله كما َي ُ‬ ‫ٌ‬ ‫والم َماحلة‪ ،‬وهذه‬ ‫بالمك ِْر والكيد ُ‬‫الله َ‬
‫وقو ٍة‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬أي‪ٍ ِ ِ ْ :‬‬
‫األخذ بشدَّ ة َّ‬ ‫‪‬و ُه َو َش ِديدُ ا ْل ِم َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بجالله و َعظمته‪ .‬قو ُله‪َ :‬‬
‫والم َماحل ُة‪ :‬المماكر ُة والمغا َلب ُة»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والم َح ُال ُ‬

‫الم ِم ُ‬
‫يت‬ ‫ُ‬
‫ان ُظ ْر‪ُ :‬‬
‫(الم ْحيي)‪.‬‬

‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)95/5‬‬


‫((( «غريب الحديث» (‪.)152/3‬‬
‫((( «العقيدة الواسطية» (ص ‪.)122‬‬
‫«الروضة الند َّية شرح العقيدة الواسطية» (ص ‪)114‬‬
‫((( َّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪363‬‬

‫الم ْن ُع‬
‫َ‬
‫ان ُظ ْر‪ِ :‬صفة (ال َع َطاء)‪.‬‬

‫الم ُّن َوا ْل ِمنَّ ُة‬


‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬ ‫والسنَّة‪ ،‬و(المنَّان) ِمن‬ ‫فعلي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الثابتة‬ ‫الله‪،‬‬ ‫تاب ُّ‬ ‫صف ٌة َّ‬
‫الص ِ‬
‫حيح‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالحديث َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ول ِم ْن‬
‫الم ْؤ ِمنِي َن إِ ْذ َب َع َث فِ ِيه ْم َر ُس ً‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ  :‬ل َقدْ َم َّن اللهُ َع َلى ُ‬
‫َأ ْن ُف ِس ِه ْم‪[ ‬آل عمران‪.]164 :‬‬

‫اد ِه‪[ ‬إبراهيم‪.]11 :‬‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬و َل ِكن الله يمن َع َلى من ي َشاء ِمن ِعب ِ‬
‫َ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ ُّ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫الحمدَ ‪ ،‬ال إل َه‬ ‫«اللهم أسأ ُل َك َّ‬
‫بأن َ‬ ‫أنس ِ‬
‫حديث ٍ‬
‫ُ‬
‫لك َ‬ ‫َّ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫واألرض…»(((‪.‬‬ ‫َّان‪ ،‬بديع السم ِ‬
‫وات‬ ‫َّإل َ‬
‫أنت‪ ،‬المن ُ‬
‫ُ َّ َ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى‬ ‫َ‬ ‫الخدري ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َّ …« :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫إن‬ ‫حديث أبي َسعيد ُ ِّ‬ ‫‪-2‬‬
‫قة ِمن أصحابِه‪ ،‬فقال‪ :‬ما َأ ْج َل َسكم؟ قالوا‪:‬‬ ‫الله عليه وس َّلم خرج على ح ْل ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫وم َّن به َع َلينا‪.(((»...‬‬
‫َج َل ْسنا نذك ُُر الل َه ون َْح َمدُ ه على ما َهدانا لإلسال ِم َ‬

‫((( رواه أحمد (‪ )120/3‬وأبو داود (‪ ،)1495‬والترمذي (‪ ،)3544‬والنسائي (‪ ،)52/3‬وابن‬


‫ماجه (‪ ،)12226( ،)3858‬والحاكم (‪ .)683/1‬والحديث سكت عنه أبو داود‪ .‬وقال‬
‫وصححه ابن القيم في «شفاء العليل»‬ ‫الحاكم‪ :‬صحيح على شر ِ‬
‫ط مسل ٍم ولم ُيخرجاه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫واأللباني في «صحيح سنن أبي داود» (‪.)1495‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪،)759/2‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2701‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪364‬‬

‫قال الراغب األصفهاني في «المفردات»‪ِ :‬‬


‫«المنَّة‪ :‬النِّعم ُة ال َّثقيلة‪ ،‬و ُيقال‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫فالن على‬ ‫يكون ذلك ِ‬
‫بالفعل‪ ،‬ف ُيقال‪َ :‬م َّن ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫وجهين‪ :‬أحدهما‪ :‬أن‬ ‫ذلك على‬
‫الم ْؤ ِمنِي َن‪‬‬ ‫ِ‬
‫فالن‪ :‬إذا أثق َله بالنِّعمة‪ ،‬وعلى ذلك قوله‪َ  :‬ل َقدْ َم َّن الل ُه َع َلى ُ‬
‫ٍ‬

‫[آل عمران‪ ،]164:‬ك ََذلِ َك كُنت ُْم ِم ْن َق ْب ُل َف َم َّن الل ُه َع َل ْيك ُْم‪[ ‬النساء‪]94:‬‬
‫ون‪[ ‬الصافات‪َ  ،]114 :‬ي ُم ُّن َع َلى َم ْن‬ ‫وسى َو َه ُار َ‬ ‫‪‬و َل َقدْ َمنَنَّا َع َلى ُم َ‬
‫َ‬
‫است ُْض ِع ُفوا‪[ ‬القصص‪:‬‬ ‫ِ‬
‫‪‬ون ُِريدُ َأ ْن ن َُم َّن َع َلى ا َّلذي َن ْ‬
‫َي َشا ُء‪[ ‬إبراهيم‪َ ،]11 :‬‬
‫َ‬
‫يكون ذلك‬ ‫لله تعالى‪ .‬والثاني‪ْ :‬‬
‫أن‬ ‫يكون َّإل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة ال‬ ‫‪ ،]5‬وذلك على‬
‫َّاس‪َّ ،‬إل عندَ ك ِ‬
‫ُفران النِّعمة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالقول‪ ،‬وذلك مستق َب ٌح فيما بي َن الن ِ‬

‫أنعم‪ ،‬واصطن ََع‬ ‫وقال ال َف ُير َ‬


‫وزابادي في «القاموس المحيط»‪َ « :‬م َّن عليه َمنًّا‪َ :‬‬
‫المعطِي ابتدا ًء»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ومنَّ ًة … والمن ُ ِ‬
‫ِعندَ ه صنيع ًة ِ‬
‫َّان من أسماء الله تعالى‪ ،‬أي‪ُ :‬‬
‫َّ‬ ‫وممن َأثب َت اسم (ا ْلمنَّان) ِ‬
‫ابي(((‪ ،‬واب ُن َمنْدَ ه(((‪،‬‬ ‫الخ َّط ُّ‬
‫وجل‪َ :‬‬ ‫عز‬
‫لله َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫األصبهاني ‪ ،‬وال ُق ُّ‬
‫رطبي(((‪ ،‬واب ُن الق ِّيم((( ‪.‬‬ ‫(((‬
‫ُّ‬ ‫الس ِنة‬
‫وقوا ُم ُّ‬
‫يهقي(((‪َّ ،‬‬
‫وال َب ُّ‬

‫الم َه ْي ِم ُن‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ان ُظ ْر‪ :‬صف َة َ‬
‫(اله ْي َمنَة)‪.‬‬

‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)100‬‬


‫((( «التوحيد» (‪.)187/2‬‬
‫((( «األسماء والصفات» (‪.)170/1‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)176/1‬‬
‫((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى » (‪.)258/1‬‬
‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 427/2‬رقم ‪.)1587‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪365‬‬

‫الم ْو ُجو ُد‬


‫‪َ ‬‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫وجل بأنَّه موجو ٌد‪ ،‬وليس (الموجو ُد) ِمن‬
‫عز َّ‬ ‫ُي ْخ َبر عن ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫واإلخبار عنه؛ فال ُيدْ َعى‬ ‫شيخ اإلسال ِم ابن تَيمي َة‪« :‬ويفر ُق بين د ِ‬
‫عائه‬ ‫قال ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫يكون باس ٍم س ِّي ٍئ‪ ،‬لكن قد‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫اإلخبار عنه؛ فال‬
‫ُ‬ ‫َّإل باألسماء ُ‬
‫الحسنى‪ ،‬وأ َّما‬
‫بحسنه؛ ِمثل‪َ :‬ش ْيء‪،‬‬ ‫بس ِّيئ‪ْ ،‬‬
‫وإن لم ُيحك َْم ُ‬ ‫حس ٍن‪ ،‬أو باس ٍم َ‬
‫ليس َ‬ ‫ُ‬
‫يكون باس ٍم َ‬
‫وجود»(((‪.‬‬
‫وذات‪ ،‬و َم ُ‬
‫السن َِّة َي ِصفونَه‬
‫أهل ُّ‬‫«فصار ُ‬
‫َ‬ ‫ض ر ِّده على المتك ِّلمي َن‪:‬‬ ‫عر ِ‬‫وقال في َم ِ‬
‫ِ‬
‫الوجود‪ ،‬أو بعد ِم‬ ‫ِ‬
‫كمال‬ ‫الوجود‪ ،‬وأولئك َي ِصفونه بعد ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وكمال‬ ‫ِ‬
‫بالوجود‬
‫والشرع‪ُ ،‬مع ِّطل ٌة في‬
‫قل َّ‬ ‫فهم مم ِّث َل ٌة ُمع ِّطل ٌة؛ مم ِّثلة في ال َع ِ‬ ‫ِ‬
‫الوجود بالكل َّية؛ ُ‬
‫ِ‬
‫العقل َّ‬
‫والشرع»(((‪.‬‬

‫توقيفي‪،‬‬ ‫فات‬ ‫ِ‬


‫األسماء والص ِ‬ ‫وقال اب ُن ال َق ِّيم‪ ...« :‬ما ُيط َل ُق عليه في ِ‬
‫باب‬
‫ٌّ‬ ‫ِّ‬
‫والش ِ‬
‫يء‪،‬‬ ‫َ‬
‫يكون توقيف ًّيا؛ كالقدي ِم‪َّ ،‬‬ ‫يجب ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬
‫األخبار ال‬ ‫وما ُيط َل ُق عليه من‬
‫ُ‬
‫والموج ِ‬
‫ود ‪.(((»...‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وسئلت ال َّلجن ُة الدَّ ائم ُة للبحوث العلم َّية واإلفتاء ُّ‬
‫بالسعود َّية‪ ،‬السؤال‬ ‫ُ‬
‫التالي‪:‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وجدت‬
‫ُ‬ ‫السؤال‪ :‬لم أجدْ في أسماء الله وصفاته َ‬
‫اسم (الموجود)‪ ،‬وإنَّما‬ ‫ُّ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)142/6‬‬


‫وانظر كالمه في ِ‬
‫(القدَ م) في «مجموع الفتاوى» (‪.)300/9‬‬ ‫َ‬
‫((( «دقائق التفسير» (‪.)110/5‬‬
‫((( «بدائع الفوائد» (‪.)162/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪366‬‬

‫أن (الموجود) على َو ْز ِن مفعول‪ ،‬وال بدَّ‬ ‫وعلمت في ال ُّل ِ‬


‫غة َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫(الواجد)‪،‬‬ ‫اسم‬
‫َ‬
‫وجدَ‬ ‫فاعل‪ ،‬و ُم ٌ‬ ‫ٍ‬
‫مفعول ً‬ ‫أن ِّ‬‫موجدٌ ‪ ،‬كما َّ‬ ‫موجود ِ‬‫ٍ‬ ‫يكون ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫حال أن ُي َ‬ ‫لكل‬ ‫لكل‬ ‫أن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لله م ِ‬
‫ِ‬
‫اسم الخالق‪ ،‬و(الموجود) ُيشبِ ُه َ‬
‫اسم‬ ‫أن (الواجد) ُيشبِ ُه َ‬ ‫ورأيت َّ‬
‫ُ‬ ‫وجدٌ ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫خالق؛ فهل لي بعدَ‬ ‫مخلوق ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫فلكل‬ ‫موجود ِ‬
‫موجدً ا؛ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫لكل‬‫أن ِّ‬ ‫المخلوق‪ ،‬وكما َّ‬
‫ف الل َه بأنَّه موجو ٌد؟‬ ‫أن ِ‬
‫أص َ‬ ‫ذلك ْ‬

‫الجواب‪:‬‬
‫وصحبِه‪ ،‬وبعدُ ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫والس َل ُم على رسولِه وآلِه‬
‫والصال ُة َّ‬
‫وحدَ ه‪َّ ،‬‬ ‫«الحمدُ ِ‬
‫لله ْ‬

‫لله بإجما ِع المسلمين‪ْ ،‬بل‬ ‫رورة‪ ،‬وهو صف ٌة ِ‬‫بالض ِ‬ ‫ين َّ‬ ‫ُوجو ُد ِ‬
‫الله معلو ٌم من الدِّ ِ‬

‫دهري‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫ناز ُع في ذلِك َّإل ُم ْل ِحدٌ‬
‫المشركين‪ ،‬ال ُي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِصف ٌة ِ‬
‫لله عند جمي ِع ال ُعقالء‪ ،‬حتى‬
‫ِ‬ ‫وجدٌ ؛ َّ‬‫يكون له م ِ‬ ‫ِ‬
‫الوجود ِصف ًة ِ‬ ‫وال يلزم ِمن ِ‬
‫نوعان‪:‬‬ ‫ألن الوجو َد‬ ‫َ ُ‬ ‫لله أن‬ ‫إثبات‬ ‫ُ‬
‫ذاتي‪ ،‬وهو ما كان وجو ُده ثابتًا له في ن ْف ِسه‪ ،‬ال مكسو ًبا‬
‫األول‪ :‬وجو ٌد ٌّ‬
‫َّ‬
‫الله سبحانَه وصفاتِه؛ َّ‬
‫فإن وجو َده لم َيسبِ ْقه‬ ‫له ِمن ِ‬
‫غيره‪ ،‬وهذا هو وجو ُد ِ‬

‫اه ُر َوا ْل َباطِ ُن َو ُه َو بِك ُِّل َش ْي ٍء‬


‫‪‬هو ْالَو ُل و ْال ِخر وال َّظ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫لح ُقه عد ٌم؛ ُ َ َّ َ‬‫عد ٌم‪ ،‬وال َي َ‬
‫يم‪[ ‬الحديد‪.]3 :‬‬ ‫ِ‬
‫َعل ٌ‬

‫كان حاد ًثا بعدَ َعد ٍم؛ فهذا الذي ال ُبدَّ‬ ‫حادث‪ ،‬وهو ما َ‬ ‫ٌ‬ ‫الثاني‪ :‬وجو ٌد‬
‫وجدُ ه‪ ،‬وخالِ ٍق ُي ْح ِد ُثه‪ ،‬وهو الل ُه سبحانه؛ قال تعالى‪ :‬الل ُه‬ ‫وج ٍد ُي ِ‬
‫له ِمن م ِ‬
‫ُ‬
‫كل َشي ٍء وهو َعلى ك ُِّل َشي ٍء و ِك ٌيل * َله م َقالِيدُ السمو ِ‬
‫ات َو ْالَ ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‪‬‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َخال ُق ِّ ْ َ ُ َ‬
‫[الزمر‪ ،]63 -62 :‬وقال تعالى‪َ  :‬أ ْم ُخ ِل ُقوا م ْن َغ ْي ِر َش ْي ٍء َأ ْم ُه ُم ا ْل َخالِ ُق َ‬
‫ون‬
‫ات و ْالَر َض ب ْل َل ي ِ‬ ‫ِ‬
‫ُون‪[ ‬الطور‪.]36 -35 :‬‬ ‫وقن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫* َأ ْم َخ َل ُقوا َّ‬
‫الس َم َو َ ْ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪367‬‬

‫ف الل ُه تعالى بأنَّه موجو ٌد‪ ،‬و ُيخ َب ُر عنه بذلك في الكال ِم‪،‬‬ ‫وص ُ‬
‫وعلى هذا ُي َ‬
‫اس ًما‪ ،‬بل ِصفة‪.‬‬‫قال‪ :‬الل ُه موجو ٌد‪ ،‬وليس الوجو ُد ْ‬ ‫ف ُي ُ‬

‫وص ْحبه وس َّل َم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫محمد وآله َ‬‫التوفيق‪ ،‬وص َّلى الل ُه على نب ِّينا َّ‬
‫ُ‬ ‫وبالله‬

‫الله تعالى‪ ،‬قدْ يعني‬ ‫ِ‬


‫أسماء ِ‬ ‫قول السائل‪ :‬إنَّه َو َجد (الواجدَ ) من‬ ‫قلت‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫اجدٌ ِ‬
‫ماجدٌ )‬ ‫فاري رضي الله عنه‪( :‬ذلِك بأنِّي َج َوا ٌد َو ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث أبي َذ ٍّر الغ ِّ‬
‫َ‬ ‫به‬
‫ضعيف‪ ،‬وقد تقدم‪ ،‬انظر‪( :‬الجود)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وإسنا ُده‬
‫الم ِ‬
‫وس ُع‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫(الواسع)‪.‬‬ ‫ان ُظ ْر‪ِ :‬ص َف َة‬

‫الم ْو َلى‬
‫َ‬
‫لي)‪.‬‬ ‫ان ُظ ْر‪َ :‬‬
‫(الو َّ‬
‫اص ُر َوالنَّ ِص ُير‬
‫النَّ ِ‬
‫َّصر بِ َي ِده‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫ثابت‬ ‫َّصير‪َّ ،‬‬
‫وأن الن َ‬ ‫الناصر والن ُ‬
‫ُ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه‬ ‫ف الل ُه َّ‬‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫بخالف (الن ِ‬
‫َّاصر) فهو‬ ‫ِ‬
‫أسماء ِ‬
‫الله تعالى‪،‬‬ ‫والسن َِّة‪ ،‬و(الن َِّصير) ِمن‬ ‫ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫ليس ِمن‬

‫ليل ِم َن الكِ ِ‬
‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تعالى‪ :‬إِ ْن ت ُ‬
‫َنص ُروا ال َّل َه َي ُ‬
‫نص ْرك ُْم‪[ ‬محمد‪.]7 :‬‬

‫الم ْو َلى َونِ ْع َم الن َِّص ُير‪[ ‬األنفال‪.]40 :‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -2‬وقو ُله تعالى‪ :‬ن ْع َم َ‬

‫((( «فتاوى ال َّلجنة الدَّ ائمة للبحوث العلم َّية واإلفتاء» (‪/138/3‬فتوى رقم ‪ .)6245‬بتوقيع‬
‫الرزاق عفيفي‪ ،‬عبد الله بن ُغديان‪ ،‬عبد الله بن َقعود‪.‬‬ ‫ٍّ‬
‫كل من َّ‬
‫الشيخ‪ :‬عبد العزيز بن باز‪ ،‬عبد َّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪368‬‬

‫ِ‬
‫‪ -3‬وقوله‪َ  :‬ب ِل الل ُه َم ْو َلك ُْم َو ُه َو َخ ْي ُر النَّاص ِر َ‬
‫ين‪[ ‬آل عمران‪.]150:‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫(((‬
‫وحدَ ه»‬
‫األحزاب ْ‬
‫َ‬ ‫يث‪َ ...« :‬صدَ ق وعْدَ ه‪ ،‬ون ََص َر َع ْبدَ ه‪َ ،‬‬
‫وهز َم‬ ‫َح ِد ُ‬

‫النِّ َد ُاء‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫صف ٌة ثابِت ٌة ِ‬
‫لله َّ‬

‫ان ُظ ْر‪ِ :‬صفة (الكَالم)‪.‬‬

‫ول وا ْل ُه ُب ُ‬
‫وط وال َّت َد ِّلي (إلى الس ِ‬
‫ماء الدُّ نيا)‬ ‫َّ‬ ‫النُّ ُز ُ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫فات فِ ْع ِل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬ ‫ِص ٌ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫يلة ِحي َن‬
‫كل َل ٍ‬ ‫المشهور‪« :‬ين ِْز ُل ربنا إلى الس ِ‬ ‫حديث الن ِ‬
‫ماء الدُّ نيا َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُّزول‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫يل ِ‬
‫اآلخ ُر‪.(((»...‬‬ ‫َيب َقى ُث ُل ُث ال َّل ِ‬
‫يل األو ُل هب َط الله تعالى إلى الس ِ‬
‫ماء‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مضى ُث ُل ُث ال ِّل ِ َّ‬ ‫ُ‬
‫حديث‪« :‬إذا َ‬ ‫‪-2‬‬
‫الفجر‪.(((»...‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫هناك حتى َيط ُل َع‬ ‫فلم َيز ْل‬
‫الدُّ نيا‪ْ ،‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)6385‬ومسلم (‪.)1344‬‬


‫ِ‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7494‬ومسلم (‪ )758‬من حديث أبي ُه َر َيرة رضي الل ُه عنه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مختلفة‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫وبألفاظ‬ ‫ٍ‬
‫صحيحة‬ ‫((( رواه بأسانيدَ‬
‫أحمدُ في «المسند» (‪ ،)3673( )191/6‬واب ُن َب َّطة في «اإلبانة» (‪ ،)210/3‬وأبو َيع َلى في‬
‫رضي الل ُه عنه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مسعود ِ‬ ‫«المسند» (‪ )219/9‬من حديث ابن‬
‫والدارمي في «السنن» (‪ ،)931/2‬والنسائي في‬ ‫ُّ‬ ‫ورواه أحمدُ في «المسند» (‪،)272/2‬‬
‫والدارمي في «الرد على الجهم َّية» (ص‪ ،)63‬وأبو يعلى في‬ ‫ُّ‬ ‫«السنن الكبرى» (‪،)181/9‬‬
‫=‬ ‫ ‬ ‫ِ‬
‫«المسند» (‪ )447/11‬من حديث أبي ُه َر َيرة رضي الل ُه عنه‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪369‬‬

‫وجل َيتد َّلى في‬


‫عز َّ‬ ‫مي مرفو ًعا‪َّ :‬‬
‫«إن الل َه َّ‬ ‫الس َل ِّ‬ ‫مرو ِ‬
‫بن َع َبس َة ُّ‬ ‫حديث َع ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫الش ِ‬
‫غف ُر‪َّ ،‬إل ما كان ِمن ِّ‬ ‫يل في ِ‬ ‫ِ‬
‫رك وال َب ْغ ِي‪.(((»...‬‬ ‫جوف ال َّل ِ َ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ ...« :‬حتى جا َء ِسدر َة‬ ‫نس ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسراء عن َأ ٍ‬ ‫ُ‬
‫حديث‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬
‫قوسين أو َأ ْدنَى‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫رب الع َّزة َفتَدَ َّلى‪ ،‬حتى كان منه َ‬
‫قاب‬ ‫الج َّب ُار ُّ‬
‫المنتهى و َدنَا َ‬
‫فات جا َء بها كتا ُبه‪،‬‬
‫وص ٌ‬ ‫«لله تبارك وتعالى أسماء ِ‬ ‫قال اإلمام الشافعي‪ِ :‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫سماء‬ ‫كل ٍ‬
‫ليلة إلى‬ ‫وأخ َب َر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُأ َّمتَه‪ ...‬وأنَّه َيهبِ ُط َّ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم بذلِك‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬
‫رسول ِ‬ ‫بخ َب ِر‬
‫الدُّ نيا‪َ ،‬‬

‫حديث‬‫ِ‬ ‫والدارمي في «السنن» (‪ )929/2‬من‬ ‫= ورواه اب ُن ب َّط َة في «اإلبانة» (‪،)215/3‬‬


‫ُّ‬
‫ِرفاع َة بن َعراب َة الجهني ِ‬
‫رضي الل ُه عنه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬
‫الدارمي في «الرد على الجهمية» (ص‪ ،)67‬واب ُن أبي عاصم في «السنة» (رقم ‪)513‬‬ ‫ُّ‬ ‫ورواه‬
‫األلباني‪.‬‬ ‫صححه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫موقو ًفا على ابن ع َّب ٍ‬
‫ُّ‬ ‫اس رضي الل ُه عنهما بإسناد َّ‬
‫ُ‬
‫واللفظ له‪ ،‬واب ُن َمندَ ه في «التوحيد»‬ ‫((( رواه اإلمام أحمد في «المسند» (‪)19452( )385/4‬‬
‫جوف‬ ‫ِ‬ ‫الرب َيتد َّلى في‬ ‫(‪ ،)883( )298/3‬واب ُن ب َّط َة في «اإلبانة» (‪ )219/7‬بلفظ‪َّ :‬‬
‫(إن‬
‫َّ‬
‫عز‬‫للرب َّ‬
‫ِّ‬ ‫والاللكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (‪ )493/3‬بلفظ‪َّ :‬‬
‫(إن‬ ‫ُّ‬ ‫ال َّل ِ‬
‫يل)‪،‬‬
‫رضي الل ُه‬ ‫عامر‪ ،‬عن عمرو بن َعبسة ِ‬ ‫ِ‬
‫جوف ال َّليل)‪ ،‬ك ُّلهم من طريق ُس َليم بن ٍ‬ ‫وجل تَد ِّل ًيا من‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫عمرو بن َع َبس َة)؛ وعليه‬ ‫(س َليم بن ٍ‬
‫عامر لم ُيدرك َ‬ ‫عنه به‪ ،‬قال اب ُن أبي حات ٍم في المراسيل‪ُ :‬‬
‫فهذا إسنا ٌد منقطع‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وصله اب ُن سعد في «الطبقات الكبرى» (‪ ،)215/4‬واب ُن عبد البر في «التمهيد‬ ‫لكن َ‬
‫ِ‬ ‫الباهلي‪ ،‬عن ِ‬
‫عمرو بن َع َبس َة رضي الل ُه‬ ‫ِ‬
‫(‪ )15/4‬من حديث ُسليم بن ٍ‬
‫عامر عن أبي ُأمام َة‬
‫ِّ‬
‫وصححه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عنهما‪،‬‬
‫((( رواه البخاري (‪.)7517‬‬
‫وأن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مما اختلف ُ‬
‫أهل العلم فيه؛ فمنهم َمن ج َعله من أوها ِم َشريك بن أبي نَمر‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫الحديث َّ‬ ‫هذا‬
‫الدنو والتدلي‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫لجبريل‪ ،‬كما في سورة النَّجم‪ ،‬ومنهم َمن ج َعل هذا‬ ‫الدنو والتد ِّلي إنما هو‬
‫َّ‬
‫وجل‪ ،‬وانتصر‬‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫غير الذي في سورة النجم؛ فيكون الذي في السورة لجبريل‪ ،‬وهذا لله َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫لهذا القول اب ُن الق ِّيم في «مدارج السالكين» (‪.)322/3‬‬
‫((( «طبقات الحنابلة» البن أبي َيع َلى (‪.)282/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪370‬‬

‫ِ‬
‫أحاديث‬ ‫أن ذك ََر ما ُيثبِ ُت الن َ‬
‫ُّزول من‬ ‫الدارمي بعدَ ْ‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫وقال اإلما ُم أبو‬
‫ُّ‬
‫وأكثر‬ ‫جاءت ك ُّلها‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫األحاديث قد‬ ‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪« :‬فهذه‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫َصديقها‬ ‫تبارك وتعالى في هذه المواطِن‪ ،‬وعلى ت‬ ‫ِ‬
‫الرب َ‬ ‫ِّ‬ ‫نزول‬ ‫منها في‬
‫نكرها منهم أحدٌ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الف ِ‬
‫أهل ِ‬ ‫ِ‬
‫واإليمان بها أ ْد َركْنا َ‬
‫والبصر من مشايخنا‪ ،‬ال ُي ُ‬ ‫قه‬
‫يمتنع ِمن روايتِها»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وال‬
‫ِ‬ ‫ثابتة الس ِ‬ ‫أخبار ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫صحيحة‬ ‫ند‬ ‫َّ‬ ‫كر‬‫«باب‪ :‬ذ ُ‬ ‫محمد اب ُن خزيم َة‪ٌ :‬‬ ‫وقال اإلما ُم َّ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬في‬ ‫ِ‬
‫والعراق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َقوا ِم‪ ،‬رواها علما ُء‬
‫عن ِّ‬ ‫الحجاز‬
‫قر بلسانِه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫السماء الدُّ نيا َّ‬ ‫الرب َّ‬ ‫ن ِ‬
‫َشهدُ شهاد َة ُم ٍّ‬ ‫كل ليلة‪ :‬ن َ‬ ‫جل وعال إلى‬ ‫ُزول ِّ‬
‫غير‬ ‫الرب‪ِ ،‬من ِ‬ ‫ِّ‬ ‫األخبار ِمن ِذكر نُزول‬ ‫ِ‬ ‫ستيق ٍن بما في هذه‬ ‫مصدِّ ٍق بقلبِه‪ ،‬م ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نزول ِ‬
‫خالقنا إلى‬ ‫ِ‬ ‫ف لنا كيف َّي َة‬ ‫ألن نب َّينا المصطفى لم َي ِص ْ‬ ‫ف الكيف َّي َة؛ َّ‬ ‫نص َ‬‫أن ِ‬ ‫ْ‬
‫يترك وال نب ُّيه عليه السالم‬ ‫جل وعال لم ْ‬ ‫ْزل‪ ،‬والل ُه َّ‬ ‫ِ‬
‫سماء الدنيا‪ ،‬وأ ْع َل َمنا أنَّه َين ُ‬
‫قون‬‫قائلون ُمصدِّ َ‬ ‫َ‬ ‫بيان ما بالمسلمي َن الحاج ُة إليه ِمن أ ْم ِر ِدينِهم؛ فنح ُن‬ ‫َ‬
‫بص ِ‬
‫فة‬ ‫بصفتِه أو ِ‬ ‫القول ِ‬
‫َ‬ ‫غير ُمتك ِّلفي َن‬ ‫ِ‬ ‫األخبار ِمن ِذ ِ‬ ‫ِ‬
‫كر النُّزول‪َ ،‬‬ ‫بما في هذه‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم لم َي ِص ْ‬
‫ف لنا كيف َّي َة الن ِ‬
‫ُّزول‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكيف َّية؛ إذ ُّ‬
‫ِ‬
‫سماء‬ ‫جل وعال َ‬
‫فوق‬ ‫أن الله َّ‬ ‫وصح َّ‬ ‫األخبار ما َ‬
‫بان وث َب َت‬ ‫ِ‬ ‫وفي ِ‬
‫هذه‬
‫َّ‬
‫غة‬‫محال في ُل ِ‬
‫ٌ‬ ‫الدُّ نيا‪ ،‬الذي َأخ َب َرنا نب ُّينا ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أنَّه َين ُ‬
‫ْزل إليه؛ إذ‬
‫أن الن َ‬
‫ُّزول‬ ‫الخ ِ‬
‫طاب َّ‬ ‫أسفل إلى أ ْع َلى‪ ،‬ومفهوم في ِ‬ ‫قول‪َ :‬نز َل ِمن َ‬ ‫ب أن َي َ‬‫العر ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أس َف َل»(((‪.‬‬
‫من أ ْع َلى إلى ْ‬
‫((( «الرد على الجهمية» (ص ‪.)79‬‬
‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)289/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪371‬‬

‫«سياق ما ُر ِو َي عن ِّ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ُ‬ ‫الاللكائي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال أبو القاس ِم‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫تبارك وتعالى‪ ،‬رواه ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس َّل َم في‬
‫عن ِّ‬ ‫الرب َ‬‫نزول ِّ‬
‫شرون ن ْف ًسا»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِع‬

‫«فالرب‬ ‫سورة اإلخالص‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫تفسير‬ ‫شيخ اإلسال ِم ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬في‬ ‫وقال ُ‬
‫ُّ‬
‫كل ٍ‬
‫ليلة‪ ،‬وأنَّه َيدْ نو َعش َّي َة‬ ‫ِ‬
‫سماء الدُّ نيا َّ‬ ‫وص َفه رسو ُله بأنَّه َين ِْز ُل إلى‬
‫سبحانه إذا َ‬
‫ِ‬ ‫األيمن في الب ِ‬ ‫ِ‬ ‫الح َّجاج‪ ،‬وأنَّه ك َّلم موسى بالوادي‬
‫المباركة‬ ‫قعة‬ ‫ُ‬ ‫َع َرف َة إلى ُ‬
‫خان‪ ،‬فقال لها ولألرض‪ :‬ائت َيا‬ ‫ِ‬
‫السماء وهي ُد ٌ‬ ‫الشجرة‪ ،‬وأنَّه استوى إلى‬ ‫ِمن َّ‬
‫ُشاهدُ ه‬‫نس ما ن ِ‬ ‫األفعال ِمن ِج ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫تكون هذه‬ ‫َط ْو ًعا أو ك َْر ًها؛ لم يلز ْم من ذلك أن‬
‫ٍ‬
‫مكان‬ ‫المشهودة‪ ،‬حتى ُيقال‪ :‬ذلك يستلز ُم ت َ‬
‫َفريغ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األعيان‬ ‫ِ‬
‫نزول هذه‬ ‫من‬
‫وش ْغ َل َ‬
‫آخ َر»(((‪.‬‬ ‫َ‬

‫لمه ِمن‬ ‫القول فيما ُأ ِ ِ‬


‫در َك ع ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫«فصل‪:‬‬ ‫الطبري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ٍ‬
‫جرير‬ ‫وقال اإلما ُم اب ُن‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ً‬ ‫ِ ِ‬
‫كره إ َّيانَا‬
‫إخبار الله تعالى ذ ُ‬ ‫نحو‬
‫استدالل‪ :‬وذلك ُ‬ ‫خبرا ال‬ ‫صفات الصان ِع ً‬
‫دين بقوله‪ :‬بل يدَ اه مبسو َطت ِ‬
‫َان‪ ...‬وأنه َي ْهبِ ُط إلى‬ ‫وأن له َي ِ‬ ‫بصير‪َّ ،‬‬ ‫سميع‬ ‫أنَّه‬
‫َ َ ُ َُْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ماء الدنيا ِ‬
‫لخبر‬ ‫الس ِ‬
‫َّ‬

‫محم ِد بن‬
‫وي عن َّ‬
‫«ر َ‬
‫الكرجي مؤ ِّيدً ا له‪ُ :-‬‬
‫ِّ‬ ‫شيخ اإلسال ِم‪ً -‬‬
‫نقل عن‬ ‫وقال ُ‬
‫أن الل َه َيهبِ ُط‬
‫جاءت َّ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫األحاديث التي‬ ‫ِ‬
‫صاحب أبي َحنيف َة أنَّه قال‪ -‬في‬ ‫ِ‬
‫الحسن‬

‫((( «أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪.)434/3‬‬


‫((( «دقائق التفسير» (‪.)424/6‬‬
‫((( «التبصير في معالم الدين» (‪.)132‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪372‬‬

‫َ‬
‫األحاديث قد رواها‬ ‫ِ‬
‫األحاديث‪َّ :-‬‬
‫إن هذه‬ ‫َحو هذا ِمن‬ ‫إلى الس ِ‬
‫ماء الدنيا ون ِ‬ ‫َّ‬
‫ُفسرها»(((‪ ،‬وكذا اب ُن ال َق ِّيم نق ً‬
‫ل عن‬ ‫ِ‬ ‫ال ِّث ُ‬
‫قات؛ فنح ُن نَرويها ونُؤم ُن بها وال ن ِّ‬
‫الاللكائي(((‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أبي القاس ِم‬

‫َ‬
‫حديث‬ ‫ِ‬
‫والحديث‬ ‫السن َِّة‬
‫تأول قو ٌم من المنتسبي َن إلى ُّ‬
‫أيضا‪« :‬وقدْ َّ‬
‫وقال ً‬
‫ِ‬
‫كاإلتيان‬ ‫الرب الالز ُم‬
‫عل ِّ‬‫ُّصوص التي فيها فِ ُ‬
‫ِ‬ ‫َحوه من الن‬
‫الن ُُّزول‪ ،‬وما كان ن َ‬
‫ونحو ذلك»(((‪ ،‬ورد على ذلك مثبتًا هذه الص ِ‬
‫فات‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والهبوط‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والمجيء‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫تلخيص‬ ‫ِ‬
‫لحديث الن ُُّزول ‪« :-‬فهذا‬ ‫ابن َمندَ ه‬ ‫ِ‬
‫وايات ِ‬ ‫أن ذكَر ِر‬ ‫وقال ‪ -‬بعدَ ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحديث و َذكَر‬ ‫ب ُط َ‬ ‫الر ِ‬
‫رق هذا‬ ‫حمن ب ُن َمندَ ه مع أنَّه استو َع َ‬ ‫ما َذكَره عبدُ َّ‬
‫مضى ُث ُل ُث ال َّل ِ‬
‫يل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ألفا َظه ِم َثل قوله‪َ « :‬ين ُ‬
‫ْزل ر ُّبنا َّ‬
‫السماء الدُّ نيا إذا َ‬ ‫كل ليلة إلى َّ‬
‫الملك؛ َمن ذا الذي َيسأ ُلني ُفأعط َيه؟ َمن ذا الذي َيد ُعوني‬
‫ُ‬ ‫األو ُل فيقول‪ :‬أنَا‬
‫َّ‬
‫يزال كذلك إلى‬ ‫فأغفر له؟ فال ُ‬ ‫فأستجيب له؟ من ذا الذي ي ِ‬
‫ستغف ُرني‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يل ُث ُلثاه يهبِ ُط الرب إلى الس ِ‬
‫ماء الدُّ نيا»‪،‬‬ ‫لفظ‪« :‬إذا ِبق َي ِم َن ال َّل ِ‬
‫جر»‪ ،‬وفى ٍ‬ ‫ال َف ِ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َْ‬
‫أسأل عن‬ ‫«يقول‪ :‬ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫رواية‪:‬‬ ‫رتف َع»‪ ،‬وفي‬‫نشق الفجر ثم ي ِ‬ ‫وفى ٍ‬
‫لفظ‪« :‬حتَّى َي َّ‬
‫ُ َ‬
‫عمرو ِ‬
‫بن َع َبس َة‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫ِعبادي غيري؛ َمن ذا الذي يسأ ُلني فأعط َيه؟» وفى رواية ِ‬
‫ِ‬
‫السماء الدُّ نيا»(((‪.‬‬ ‫يل إلى‬ ‫ِ‬
‫جوف ال َّل ِ‬ ‫الرب َيتَدَّ لى في‬
‫َّ‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)186/4‬‬
‫((( «اجتماع الجيوش اإلسالمية» (‪.)139/1‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)397/5‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)394/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪373‬‬

‫قر َب منه»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫«أص ُل التد ِّلي‪ :‬الن ُ‬


‫ُّزول إلى الشيء حتى َي ُ‬ ‫قال الحافظ ابن حجر‪ْ :‬‬

‫ان َ‬
‫(بم ْعنَى الت َّْر ِك)‬ ‫النِّ ْس َي ُ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫ِصف ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـذا‪‬‬ ‫ـاه ْم ك ََمـا ن َُسـوا ل َقـا َء َي ْوم ِه ْ‬
‫ـم َه َ‬ ‫َنس ُ‬ ‫‪ -1‬قو ُلـه تَعا َلـى‪َ  :‬فا ْل َي ْ‬
‫ـو َم ن َ‬
‫[األعـراف‪.]51 :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله تَعا َلى‪َ  :‬ف ُذو ُقوا بِ َما ن َِسيت ُْم ل ِ َقا َء َي ْو ِمك ُْم َه َذا إِنَّا ن َِسينَاك ُْم‪‬‬
‫[السجدة‪.]14 :‬‬

‫‪ -3‬وقو ُله تَعا َلى‪ :‬ن َُسوا الل َه َفن َِس َي ُه ْم‪[ ‬التوبة‪.]67 :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫القيا َم ِة‪ ،‬وفيه‪َّ :‬‬
‫أن الل َه‬ ‫الله يوم ِ‬
‫َ‬
‫رضي الله عنه في ر ِ‬
‫ؤية ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫عز‬‫فيقول ‪ -‬أي‪ :‬الل ُه َّ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪ :‬ال‪،‬‬ ‫أفظننت أنَّك م ِ‬
‫الق َّي؟‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪:‬‬ ‫َيل َقى العبدَ ‪،‬‬
‫ُ‬
‫أنساك كما ن َِسيتَني‪.(((»...‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫وجل ‪ :-‬فإنِّي‬

‫َنساك ُْم ك ََما نَسيت ُْم لِ َقا َء َي ْو ِمك ُْم‬


‫قال اإلما ُم أحمدُ ‪« :‬أ َّما قو ُله‪َ  :‬فا ْل َي ْو َم ن َ‬
‫ِ‬
‫للقاء‬ ‫َ‬
‫العمل‬ ‫يقول‪ :‬نَتركُكم في الن َِّار؛ ‪‬ك ََما ن َِسيت ُْم‪‬؛ كما تركت ُُم‬ ‫َه َذا‪‬؛ ُ‬
‫ومكم هذا»(((‪.‬‬ ‫ي ِ‬
‫َ‬

‫((( «فتح الباري» (‪.)484/13‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2968‬‬
‫((( «الرد على الزنادقة والجهم َّية» (ص ‪.)21‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪374‬‬

‫َّـرك؛ قال اللـه َج َّل و َع َّـز‪ :‬ن َُسـوا ال َّل َه‬ ‫ٍ‬
‫فـارس‪« :‬الن ِّْسـيان‪ :‬الت ُ‬ ‫وقـال اب ُن‬
‫َفن َِس َي ُه ْم ‪.((( »‬‬

‫تفسير قوله تعالى‪ :‬ن َُسوا ال َّل َه َفن َِس َي ُه ْم‪« :‬معناه‪َ :‬تركوا‬‫ِ‬ ‫الطبري في‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫توفيقه وهدايتِه ورحمتِه‪ ،‬وقدْ‬ ‫ِ‬ ‫أن ُيطيعوه و َيتَّبعوا أ ْم َره‪ ،‬فت ََركَهم الل ُه ِمن‬
‫الل َه ْ‬
‫ِ‬
‫بشواهده»‪.‬‬ ‫أن معنى النِّسيان‪ :‬الت ُ‬
‫َّرك‪،‬‬ ‫مضى على َّ‬ ‫د َّل ْلنَا فيما َ‬

‫ف الل ُه تعالى بالن ِّْس َيان؟‬ ‫الشيخ اب ُن ُع َثيمين‪ :‬هل ُي َ‬


‫وص ُ‬ ‫ُ‬ ‫وس ِئل‬
‫ُ‬
‫شيء معلو ٍم؛ ِمثل‬ ‫ٍ‬ ‫الذ ُ‬
‫هول عن‬ ‫فأجاب‪« :‬للن ِّْس َيان معنيان‪ :‬أحدُ هما‪ُّ :‬‬ ‫َ‬
‫وضرب مجموع ًة من‬ ‫َ‬ ‫اخ ْذنَا إِ ْن ن َِسينَا َأ ْو َأ ْخ َط ْأنَا‪- »‬‬
‫قولِه تعالى‪ :‬ربنَا ال ت َُؤ ِ‬
‫َ َّ‬
‫وصف ِ‬
‫الله بالن ِّْس َيان بهذا‬ ‫ُ‬ ‫يجوز‬
‫ُ‬ ‫األمثلة لذلك ‪ -‬ثم قال‪« :‬وعلى هذا؛ فال‬
‫حال‪.‬‬‫كل ٍ‬ ‫المعنى على ِّ‬

‫والمعنى الثاني للن ِّْس َيان‪ :‬الت َّْر ُك عن ِعلم و َع ْم ٍد؛ ِمثل قولِه تعالى‪َ  :‬ف َل َّما‬
‫اب ك ُِّل َش ْي ٍء ‪ ...‬اآلية‪ ... ،‬وهذا المعنى‬ ‫ِ‬
‫ن َُسوا َما ُذك ُِّروا بِه َفت َْحنَا َع َل ْي ِه ْم َأ ْب َو َ‬
‫وجل؛ قال الله تعالى‪َ  :‬ف ُذو ُقوا بِ َما ن َِسيت ُْم‬
‫عز َّ‬ ‫ِمن الن ِّْس َيان ثابت لله تعالى َّ‬
‫لِ َقا َء َي ْو ِمك ُْم َه َذا إِنَّا ن َِسينَاك ُْم‪ ،‬وقال تَعالى في المنافقين‪ :‬ن َُسوا الل َه‬
‫(كتاب‬ ‫ون‪ .‬وفي «صحيح مسلم» في ِ‬ ‫َفن َِسيهم إِ َّن المنَافِ ِقين هم ا ْل َف ِ‬
‫اس ُق َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ْ‬
‫رسول ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الزهد والرقائق) عن َأبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه؛ قال‪ :‬قالوا‪ :‬يا‬ ‫ُّ‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫القيا َم ِة؟ فذكَر الحديث‪ ،‬وفيه‪َّ :‬‬
‫(أن الل َه تعالى َيل َقى العبدَ ‪،‬‬ ‫هل نرى ربنا يوم ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫أنساك كما ن َِسيتَني)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪ :‬فإنِّي‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪ :‬ال‪،‬‬ ‫أفظننت أنَّك م ِ‬
‫الق َّي؟‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فيقول‪:‬‬

‫((( «مجمل اللغة» (ص ‪.)866‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪375‬‬

‫ِ‬
‫التابعة‬ ‫الواقعة بمشيئتِه‬
‫ِ‬ ‫الفعل َّي ِة‬ ‫ِ‬
‫للشيء ِصف ٌة ِمن ِصفاتِه ِ‬ ‫وتَركُه سبحانه‬
‫ون‪ ،‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫ات ال ُي ْب ِص ُر َ‬ ‫لحكمتِه؛ قال الله تعالى‪ :‬وتَركَهم فِي ُظ ُلم ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫‪‬و َل َقد ت ََر ْكنَا ِمن َْها آ َي ًة‬
‫ض‪ ،‬وقال‪َ :‬‬ ‫وج فِي َب ْع ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫‪‬وت ََر ْكنَا َب ْع َض ُه ْم َي ْو َمئذ َي ُم ُ‬
‫َ‬
‫وغيره من أفعالِه المتع ِّلقة بمشيئتِه كثير ٌة‬
‫ِ‬ ‫ثبوت الت ِ‬
‫َّرك‬ ‫ِ‬ ‫ُّصوص في‬ ‫ُ‬ ‫َب ِّينَ ًة‪ ‬والن‬
‫كمال ُقدرتِه وسلطانِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫معلوم ٌة‪ ،‬وهي دا َّل ٌة على‬

‫شاركه‬ ‫فعال به سبحانه ال ُيماثِ ُل قيا َمها بالمخلوقي َن‪ْ ،‬‬


‫وإن َ‬
‫وقيام هذه ْالَ ِ‬
‫ُ‬
‫السنَّة»(((‪.‬‬
‫أهل ُّ‬ ‫في َأ ِ‬
‫صل المعنى؛ كما هو معلو ٌم عند ِ‬

‫النَّ ِص ُير‬
‫ان ُظر‪ِ :‬صف َة (الن ِ‬
‫َّاصر)‪.‬‬ ‫ْ‬
‫النَّ َظ ُر‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫وجل ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫قو ُلـه تَعا َلـى‪ :‬وال ي َك ِّلمهـم اللـه وال ي ْن ُظـر إِ َلي ِهـم يـوم ا ْل ِقيام ِ‬
‫ـة‪‬‬ ‫ُ َ َ ُ ْ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ ُ ُُ ُ‬
‫[آل عمـران‪.]77 :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫ِ‬
‫جسامكم‬ ‫«إن الل َه ال َين ُظ ُر إلى َأ‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ َ‬
‫وركم‪ ،‬ولكن َين ُظ ُر إلى ُقلوبِكم وأعمالِكم»(((‪.‬‬ ‫وال إلى ُص ِ‬

‫((( «مجموع الفتاوى و الرسائل» (‪.)56-54/3‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2564‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪376‬‬

‫القيا َم ِة إلى َمن‬


‫رضي الله عنه‪« :‬ال ين ُظر الله يوم ِ‬
‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫إزاره َب َط ًرا»(((‪.‬‬
‫جر َ‬ ‫َّ‬
‫أيضا‪« :‬ثالث ٌة ال ُيك ِّل ُمهم الل ُه يو َم‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه ً‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫َ َ‬
‫القيا َم ِة‪ ،‬وال ُيزكِّيهم‪ ،‬وال َين ُظ ُر إليهم‪.(((»...‬‬
‫ِ‬

‫ب ِصالتِه‬ ‫بحس ِ‬ ‫ٍ‬


‫َّظر له عدَّ ُة استعماالت َ‬
‫ِ‬
‫الحنفي‪« :‬الن ُ‬
‫ُّ‬
‫قال ابن أبي ِ‬
‫الع ِّز‬ ‫ُ‬
‫واالنتظار؛ ‪‬ا ْن ُظ ُرونَا َن ْقتَبِ ْس‬
‫ُ‬ ‫ف‬ ‫فإن عُدِّ ي بنَ ْف ِسه؛ فمعناه‪ :‬التو ُّق ُ‬
‫وتَعدِّ يه بن ْف ِسه‪ْ :‬‬
‫واالعتبار؛‬
‫ُ‬ ‫وإن عُدِّ ي بـ (في)؛ فمعناه‪ :‬التفك ُُّر‬ ‫ُورك ُْم‪[ ‬الحديد‪ْ .]13 :‬‬ ‫ِم ْن ن ِ‬

‫ض‪[ ‬األعراف‪.]185:‬‬ ‫ات َو ْالَ ْر ِ‬ ‫ُوت السمو ِ‬ ‫كقوله‪َ  :‬أو َلم ين ُظروا فِي م َلك ِ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ‬
‫باألبصار؛ كقوله تعالى‪ :‬ان ُظ ُروا إِ َلى‬ ‫ِ‬ ‫وإن عُدِّ ي بـ (إلى)؛ فمعناه‪ :‬المعاين ُة‬ ‫ْ‬
‫َث َم ِر ِه إِ َذا َأ ْث َم َر‪[ ‬األنعام‪.(((»]99 :‬‬
‫ِ‬
‫والجماعة يقولون‪:‬‬ ‫السن َِّة‬ ‫والنَّظر فيما س َب َق ِمن أد َّل ٍة ُمتعدٍّ بـ (إلى)؛ ُ‬
‫فأهل ُّ‬
‫ليق بشأنِه العظي ِم؛ ‪َ ‬ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه‬ ‫وجل يرى وي ِ‬
‫بصر و َين ُظر؛ كما َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫عز َّ َ‬ ‫َّ‬
‫إن الل َه َّ‬
‫يع ا ْل َب ِص ُير‪.‬‬ ‫َشيء وهو ِ‬
‫السم ُ‬
‫ْ ٌ َ ُ َ َّ‬

‫«أهل الجن َِّة َين ُظ َ‬


‫رون إلى ر ِّبهم و ُيك ِّلمونَه‬ ‫ِقيل لإلما ِم أحمدَ ِ‬
‫بن َح ٍ‬
‫نبل‪ُ :‬‬

‫و ُيك ِّل ُمهم؟ قال‪ :‬ن َع ْم‪َ ،‬ين ُظر إليهم و َين ُظرون إليه‪ ،‬و ُيك ِّل ُمهم و ُيك ِّلمونَه َ‬
‫كيف‬

‫شا َء وإذا شا َء»(((‪.‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)5788‬ومسلم (‪.)2087‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)107‬‬
‫((( «شرح العقيدة الطحاوية» (ص ‪.)190‬‬
‫((( «شرح العقيدة األصفهانية» البن تيمية (ص ‪.)68‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪377‬‬

‫و(الرؤية) و(ال َعين)‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫وان ُظر ِصفة‪( :‬ال َب َصر)‬

‫ت‬
‫‪ ‬النَّ ْع ُ‬
‫الله تعالى‪ ،‬فتقول‪َ :‬ن ْع ُت ِ‬
‫الله‪ ،‬أو‬ ‫إطالق هذه ال َّل ِ‬
‫فظة وإضافتُها إلى ِ‬ ‫ُ‬ ‫يصح‬
‫ُّ‬
‫الصفة ‪ -‬على الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُعوت ِ‬
‫اجح‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫النعت في ال ُّلغة بمعنى ِّ‬
‫َ‬ ‫ونحو ذلك؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ُ‬ ‫الله‪،‬‬ ‫ن ُ‬

‫وص ُفك الشي َء بما فيه ِمن‬ ‫ٍ‬


‫فارس في «مقاييس ال ُّلغة»‪« :‬الن ُ‬
‫َّعت‪ْ :‬‬ ‫قال اب ُن‬
‫ُ‬
‫الخليل»‪.‬‬ ‫ُح ْس ٍن؛ كذا قاله‬

‫وص ُف َك َّ‬
‫الشي َء؛ تَنعتُه بما‬ ‫َّعت‪ْ :‬‬ ‫ٍ‬
‫منظور في «لسان العرب»‪« :‬الن ُ‬ ‫وقال اب ُن‬
‫وص ِفه»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فيه‪ ،‬وتُبال ُغ في ْ‬

‫«الصف ُة ُلغ ًة‪ :‬الن ُ‬


‫َّعت»(((‪.‬‬ ‫وقال المناوي‪ِّ :‬‬

‫(الصفة) و(النَّعت)‪...:‬‬ ‫ُ‬


‫«الفرق َبي َن ِّ‬ ‫العسكري في «الفروق»‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال أبو ِه ٍ‬
‫الل‬
‫ألن (النَّعت) ُيفيد من المعاني‬ ‫َّعت هو ما يظهر من الص ِ‬
‫فات و َيشتهر‪َّ ...،‬‬ ‫الن ُ‬
‫ِّ‬ ‫َ َُ‬
‫تتداخ ُل (الصفة) و(النَّعت)‪ُ ،‬‬
‫فيقع‬ ‫َ‬ ‫التي َذك َْرناها ما ال تُفيده ِّ‬
‫(الصفة)‪ ،‬ثم قدْ‬
‫ٍ‬
‫(الصفة)‬ ‫ويجوز ْ‬
‫أن ُيقال‪ِّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ب َمعنَ ْييهما‪،‬‬ ‫اآلخ ِر؛ ُ‬
‫لتقار ِ‬ ‫موضع َ‬
‫َ‬ ‫واحد منهما‬ ‫ُّ‬
‫كل‬
‫ُلغ ٌة‪ ،‬و(النَّ ْعت) ُلغ ٌة ُأخرى‪ ،‬وال ْفر َق بينهما»‪.‬‬
‫ات والن ِ‬
‫ُّعوت‬ ‫الذ ِ‬ ‫ِ‬
‫صحيحه‪« :‬باب ما ُيذكَر في َّ‬ ‫خاري في‬ ‫قال اإلما ُم ال ُب‬
‫ُّ‬
‫واألسامي»(((‪.‬‬

‫((( «التوقيف على مهمات التعاريف» (فصل الفاء)‪.‬‬


‫((( انظر‪ :‬كتاب التوحيد من صحيح البخاري‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪378‬‬

‫فأوصاف الله‬
‫ُ‬ ‫األوصاف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يخ اب ُن ُع َثيمين‪« :‬أ َّما النُّعوت‪ :‬فهي‬ ‫ع َّلق َّ‬
‫الش ُ‬
‫فتقول‪ً -‬‬
‫مثل ‪َ :-‬ن َع َت الل ُه ن ْف َسه بكذا‬ ‫ُ‬ ‫ُسمى أوصا ًفا‪،‬‬
‫ُسمى نُعوتًا‪ ،‬كما ت َّ‬
‫ت َّ‬
‫ف»(((‪.‬‬
‫وكذا‪ ،‬أي‪َ :‬و َص َ‬

‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫الله َّ‬ ‫وقد َك ُثر في أقوال العلماء إضاف ُة الن ِ‬
‫َّعت إلى ِ‬

‫الله َأت ِ‬
‫َّخ ُذ‬ ‫تفسير قولِه تعالى‪ُ  :‬ق ْل َأ َغ ْير ِ‬
‫ِ‬ ‫ابن َج ٍ‬
‫قول ِ‬
‫‪ُ -1‬‬
‫َ‬ ‫رير ال َّط ِّ‬
‫بري في‬
‫ض‪[ ‬األنعام‪« :]14 :‬يقول الل ُه‪َ :‬أشي ًئا َغ َير ِ‬
‫فاطر‬ ‫ولِيا َفاطِ ِر السمو ِ‬
‫ات َو َْال ْر ِ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ًّ‬
‫وصفتِه؛‬
‫الله ِ‬
‫ت ِ‬ ‫وات‪ِ ‬من َنع ِ‬
‫أتخذ وليا؟ فـ ‪َ ‬فاطِ ِر السم ِ‬ ‫والَ ِ‬ ‫ِ‬
‫موات ْ‬
‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ ًّ‬ ‫رض‬ ‫الس‬
‫َّ‬
‫ولذلك ُخ ِف َض»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ابن تَيمي َة‪ِ :‬‬
‫اإلنسان‬ ‫األصول معرف ُة‬ ‫«ومن َأعظ ِم‬ ‫شيخ اإلسال ِم ِ َّ‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫قول ِ‬
‫ت الله بِه ن ْفسه من الص ِ‬
‫فات ‪.(((»...‬‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫بِ َما َن َع َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َل ُم؛ فهي‬
‫حيم‪ ،‬المل ُك‪ ،‬ال ُقدُّ وس‪َّ ،‬‬
‫الر ُ‬ ‫وقو ُله‪« :‬إذا قيل‪َّ :‬‬
‫الرحم ُن‪َّ ،‬‬
‫وإن كان ك ُُّل اس ٍم ُّ‬
‫يدل على‬ ‫ٍ‬
‫واحد سبحانَه وتعالى‪ْ ،‬‬ ‫لمسمى‬ ‫ُك ُّلها أسما ٌء‬
‫ًّ‬
‫االسم َ‬
‫اآلخ ُر»(((‪.‬‬ ‫دل عليه‬ ‫ت ِ‬
‫لله تعالى ال َي ُّ‬ ‫َنع ٍ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫بالله إيمانَهم ُبربوب َّيته‬ ‫َضم َن إيمانُهم‬ ‫ِ‬ ‫وقو ُله واص ًفا َ‬
‫أهل اإليمان‪« :‬وت َّ‬
‫الحسنى‪ ،‬و ُعمو ِم ُقدرتِه و َمشيئتِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وصفات كماله ونُعوت جالله وأسمائه ُ‬
‫ِ ِ‬

‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)366/8‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)372/16‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)160/5‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪379‬‬

‫والم ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحكمتِه؛ فباينوا بذلك‬


‫لمه ِ‬
‫وكمال ِع ِ‬
‫ِ‬
‫نكرين‬ ‫أهل البِد ِع ُ‬
‫طوائف ِ‬ ‫جميع‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫لشيء منه»(((‪.‬‬ ‫لذلك أو‬
‫ٍ‬
‫وثناء‬ ‫ٍ‬
‫وحمد‬ ‫«أسماؤه ك ُّلها أسما ُء َم ٍ‬
‫دح‬ ‫ابن ال َق ِّيم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الحافظ ِ‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫قول‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫كمال‪ ،‬ونُعوتُه ك ُّلها‬ ‫صفات‬
‫ُ‬ ‫كانت حسنى‪ِ ،‬‬
‫وصفاتُه ك ُّلها‬ ‫ٍ‬
‫وتمجيد؛ ولذلك‬
‫ْ ُ‬
‫جالل‪ ،‬وأفعا ُله ك ُّلها ِحكم ٌة ورحم ٌة‪ ،‬ومصلح ٌة وعدل»(((‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫نعوت‬
‫ُ‬
‫ت الله به ن ْفسه على أ ْل ِ‬
‫سنة ر ِ‬ ‫وقو ُله‪« :‬التوحيدُ‬
‫سله؛ فهم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الحق هو ما َن َع َ ُ‬‫ُّ‬
‫أذ َن لهم في َن ْعتِه به»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تلقاء َأن ُف ِسهم‪ ،‬وإنَّما َنعتوه بما ِ‬ ‫لم َين َعتُوه ِمن‬
‫َ‬
‫جل جال ُله داخل ٌة في مسمى ِ‬
‫اسمه‪،‬‬ ‫الرب َّ‬ ‫ِ‬ ‫وقوله‪« :‬والتَّحقيق‪َّ :‬‬
‫ُ َّ‬ ‫أن صفات ِّ‬
‫لذات مجر ٍ‬
‫دة ال ِصف َة لها ألبت َة؛‬ ‫ٍ‬ ‫والر ُّب‪ ،‬واإلل ُه‪ ،‬أسما ًء‬
‫َّ‬ ‫اسمه‪ :‬الل ُه‪َّ ،‬‬
‫فليس ُ‬
‫الذه ُن َف ْر َض‬ ‫فر ُضها ِّ‬ ‫مستحيل‪ ،‬وإنَّما َي ِ‬
‫ٌ‬ ‫المجرد َة وجو ُدها‬
‫َّ‬ ‫الذات‬
‫َ‬ ‫فإن هذه‬ ‫َّ‬

‫اسم‬ ‫و(الرب) ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫و(الله) ٌ‬ ‫َّ‬ ‫واسم (الله) سبحانه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ثم َيحكُم عليها‪،‬‬ ‫الممتنعات َّ‬
‫ِ‬
‫والحياة‬ ‫كالعلم وال ُق ِ‬
‫درة‪،‬‬ ‫ُعوت الجالل‪ِ ،‬‬ ‫فات الكمال‪ ،‬ون ِ‬ ‫لذات لها جميع ِص ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قاء ِ‬
‫والقدَ ِم‪،‬‬ ‫والبصر‪ ،‬والب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكمال الذي‬ ‫وسائر‬ ‫َ‬ ‫واإلرادة‪ ،‬والكال ِم َّ‬
‫والسم ِع‬
‫فات عن‬ ‫اسمه‪ ،‬فتجريدُ الص ِ‬ ‫فصفاتُه داخل ٌة في مسمى ِ‬ ‫يستح ُّقه الله لذاتِه؛ ِ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ٌ ِ ِ‬ ‫ات عن الص ِ‬ ‫والذ ِ‬ ‫الذ ِ‬
‫أمر‬‫وخيال ذهن ٌّي ال حقيق َة له‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫فرض‬
‫فات ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ات‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬

‫لم في‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫اعتباري ال فائد َة فيه‪ ،‬وال َيترتَّب عليه معرف ٌة وال‬
‫إيمان‪ ،‬وال هو ع ٌ‬ ‫ٌّ‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)135/14‬‬
‫((( «مدارج السالكين» (‪.)125/1‬‬
‫((( «المصدر السابق» (‪.)521/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪380‬‬

‫َعت لها وال ِصف َة وال فِ َ‬


‫عل وال وج َه وال‬ ‫ٍ‬
‫لذات ال ن َ‬ ‫ن ْفسه‪ ...‬فليس الل ُه ً‬
‫اسما‬
‫ِ‬
‫األعيان»(((‪.‬‬ ‫مفروض في األذهان‪ ،‬ال وجو َد له في‬
‫ٌ‬ ‫َي ِ‬
‫دين؛ ذلك إل ٌه معدو ٌم‬

‫والعلو‬ ‫ِ‬
‫واألفعال‪،‬‬ ‫فات والن ِ‬
‫ُّعوت‬ ‫الموصوف بهذه الص ِ‬
‫ُ‬ ‫وقو ُله‪ ...« :‬فهذا‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫والرحمة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والمغفرة‬ ‫ِ‬
‫والحمد‬ ‫كمة والم ِ‬
‫لك‪،‬‬ ‫والح ِ‬
‫والع َّز ِة ِ‬
‫فظ ِ‬ ‫والح ِ‬
‫ظمة‪ِ ،‬‬
‫والع ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الشاملة‪،‬‬ ‫درة التا َّم ِة‬ ‫ِ‬
‫وإحياء الموتَى‪ ،‬وال ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫والوالية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والمشيئة‬ ‫والكال ِم‬

‫البصير؛‬ ‫السميع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫ُ‬ ‫واألرض‪ ،‬وهو َّ‬ ‫السموات‬ ‫فاطر‬
‫والحكم بين عباده‪ ،‬وكونه َ‬‫ُ‬
‫وأسمائه وأفعالِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لكثرة نُعوتِه وأوصافِه‬
‫ِ‬ ‫فهذا هو الذي ليس ِ‬
‫كم ِثله شي ٌء؛‬

‫الكمال الذي ال ُيماثِ ُله فيه شي ٌء»(((‪.‬‬


‫ِ‬ ‫و ُثبوتها له على ِ‬
‫وجه‬

‫وع ْق ٍد َمتين‪ ،‬من‬


‫صل صحيح‪ِ ،‬‬
‫الذهبي‪« :‬فإنَّنا على َأ ٍ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الحافظ‬ ‫‪ُ -4‬‬
‫قول‬

‫وأن إيمانَنا بما ث َبت من نُعوتِه كإيمانِنا بذاتِه‬


‫اسمه ال ِم َثل له‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫أن الل َه تقدَّ َس ُ‬
‫َعقل وجو َد الباري‪ ،‬ون َُم ِّيز ذاتَه‬ ‫ِ‬
‫للموصوف‪ ،‬فن ُ‬ ‫فات تابع ٌة‬
‫الص ُ‬ ‫ِ‬
‫المقدَّ َسة؛ إذ ِّ‬
‫القول في ِصفاته؛‬
‫ُ‬ ‫أن نتع َّق َل الماهي َة‪ ،‬فكذلك‬
‫غير ْ‬ ‫ِ‬
‫األشباه من ِ‬ ‫المقدَّ س َة عن‬

‫أن نَتع َّقلها أو نُش ِّبهها‬ ‫َعقل وجودها ونَع َلمها في الج ِ‬
‫ملة‪ ،‬من ِ‬
‫غير ْ‬ ‫ُؤمن بها ون ِ‬
‫ن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫كبيرا»(((‪.‬‬ ‫أو نُك ِّيفها أو نُم ِّثلها بصفات َخ ْلقه‪ ،‬تعالى الل ُه عن ذلك ًّ‬
‫علوا ً‬
‫ِ‬
‫و(صفة‬ ‫نقول ِ‬
‫(صفة الله)‬ ‫َ‬ ‫كثير‪ ،‬لكن ْالَ ْولى ْ‬
‫أن‬ ‫وغيرهم ٌ‬
‫ُ‬ ‫وغيرهم‬
‫ُ‬

‫((( «مدارج السالكين» (‪.)362/3‬‬


‫((( «الصواعق المرسلة» (‪.)1029/3‬‬
‫للعلي الغ َّفار» (ص‪.)13‬‬
‫ِّ‬ ‫«العلو‬
‫ُّ‬ ‫(((‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪381‬‬

‫ِ‬
‫الحديث‬ ‫ِ‬
‫لورود‬ ‫الرحمن) أو ِ‬
‫(صفات الله) بدَ ل ( َن ْعت الله) أو (نُعوت الله)؛‬
‫الص ِ‬
‫حيح بذلك‪.‬‬ ‫َّ‬

‫ان ُظ ْر‪ِّ :‬‬


‫(الصفة)‪.‬‬

‫كون ال َف ِ‬
‫اء)‬ ‫س ُ‬
‫(بس ِ‬ ‫‪ ‬النَّ ْف ُ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪،‬‬ ‫ثبتون النَّ ْف َس ِ‬
‫لله تعالى‪ ،‬و َن ْف ُسه هي ذاتُه َّ‬ ‫ِ‬
‫والجماعة ُي َ‬ ‫السن َِّة‬ ‫ُ‬
‫أهل ُّ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬
‫تاب ُّ‬
‫وهي ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬


‫‪‬و ُي َح ِّذ ُرك ُُم الل ُه َن ْف َس ُه‪[ ‬آل عمران‪.]30 ،28 :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ت ْع َل ُم َما فِي َن ْف ِسي َو َل َأ ْع َل ُم َما فِي َن ْف ِس َ‬


‫ك‪[ ‬المائدة‪]116:‬‬
‫ِ ِ‬
‫َب َر ُّبك ُْم َع َلى َن ْفسه َّ‬
‫الر ْح َم َة‪[ ‬األنعام‪.]54 :‬‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪َ  :‬كت َ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫حرمت ال ُّظ َ‬
‫لم على‬ ‫ُ‬ ‫المشهور‪« :‬يا ِعبادي‪ ،‬إنِّي‬
‫ُ‬ ‫الحديث ال ُق ُّ‬
‫دسي‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َن ْف ِسي‪.(((»...‬‬
‫رضي الله عنها‪ ...« :‬وأعو ُذ بِ َك ِمنك‪ ،‬ال ُأ ِ‬
‫حصي ثنا ًء‬ ‫حديث عائش َة ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫َ ُ‬
‫أثنيت على َن ْف ِسك»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫أنت كما‬
‫عليك‪َ ،‬‬

‫ُ‬
‫«يقول الل ُه تعالى‪ :‬أنَا عندَ ظ ِّن‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫َ َ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2577‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)486‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪382‬‬

‫فإن َذكَرني في َن ْف ِسه‪َ ،‬ذكرتُه في َن ْفسي‪.(((»...‬‬


‫َع ْب ِدي بي‪ ،‬وأنا م َعه إذا َذكَرني؛ ْ‬

‫المقدَّ َس ُة»(((‪.‬‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة عن َن ْف ِ ِ‬


‫س الله‪« :‬و َن ْف ُسه هي ذاتُه ُ‬ ‫قال ُ‬

‫رأيت زيدً ا ن ْف َسه‬ ‫وقال أيضا‪« :‬ويراد بنَ ْفس َّ ِ‬


‫الشيء ذاته وعينُه؛ كما ُيقال‪ُ :‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ً‬
‫و َعينه‪ ،‬وقدْ قال تعالى‪َ  :‬ت ْع َل ُم َما فِي َن ْف ِسي َوال َأ ْع َل ُم َما فِي َن ْف ِس َك‪ ،‬وقال‬
‫ِ ِ‬
‫‪‬و ُي َح ِّذ ُرك ُُم الل ُه‬
‫الر ْح َم َة‪ ،‬وقال تعالى‪َ :‬‬ ‫َب َر ُّبك ُْم َع َلى َن ْفسه َّ‬ ‫تعالى‪َ  :‬كت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلت بعدَ ك َأ َ‬
‫ربع‬ ‫الصحيح‪ ،‬أنَّه قال أل ِّم المؤمني َن‪« :‬لقدْ ُ‬ ‫َن ْف َس ُه‪ ،‬وفي الحديث َّ‬
‫بحان ِ‬ ‫الله عدد َخ ِ‬ ‫كلمات لو و ِز َّن بما ِ‬
‫ٍ‬
‫الله ِزن َة‬ ‫لقه‪ُ ،‬س َ‬ ‫بحان ِ َ‬ ‫قلت َلوز َنتْه َّن‪ُ :‬س َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الله ِمدا َد كلماتِه»‪ ،‬وفي الحديث‬ ‫بحان الله ِرضا َن ْف ِسه‪ُ ،‬س َ‬
‫بحان ِ‬ ‫رشه‪ُ ،‬س َ‬ ‫َع ِ‬

‫ُ‬
‫«يقول الل ُه تعالى‪ :‬أنا عندَ‬ ‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪:‬‬
‫اإللهي عن ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الصحيحِ‬ ‫َّ‬
‫إن ذكَرني في َن ْف ِسه‪َ ،‬ذكرتُه في ن ْف ِسي‪،‬‬ ‫ظ ِّن َع ِبدي بي‪ ،‬وأنا معه ِحي َن َيذكُرني‪ْ ،‬‬

‫المواضع المرا ُد فيها‬ ‫خير منهم»؛ فهذه‬ ‫مأل ٍ‬ ‫مأل‪ ،‬ذكرتُه في ٍ‬ ‫وإن َذكَرني في ٍ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬
‫بصفاته‪،‬‬ ‫جمهور العلماء‪ :‬الله َن ْفسه‪ ،‬التي هي ذاتُه المت َِّصف ُة ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بلفظ النَّ ْفس عند‬
‫ُ ُ‬
‫الصفات‪ ،‬وال المرا ُد بها صف ًة للذات‪ ،‬وطائف ٌة‬
‫ليس المرا ُد بها ذاتًا منف َّك ًة عن ِّ‬
‫َّاس يجعلونها ِمن باب الص ِ‬
‫المجرد ُة‬
‫َّ‬ ‫الذات‬
‫ُ‬ ‫فات‪ ،‬كما يظ ُّن طائف ٌة أنَّها‬ ‫ِّ‬ ‫من الن ِ َ‬
‫خطأ»(((‪.‬‬ ‫عن الصفات‪ِ ،‬‬
‫وكال القولين ٌ‬ ‫ِّ‬
‫قول ِ‬
‫الله تعالى‪:‬‬ ‫«باب‪ُ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خاري»‪ٌ :‬‬
‫ِّ‬ ‫«صحيح ال ُب‬
‫وفي (كتاب التَّوحيد) من َ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7405‬ومسلم (‪.)2675‬‬


‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)196/14‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)293-292/9‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪383‬‬

‫كره‪َ  :‬ت ْع َل ُم َما فِي َن ْف ِسي َو َل َأ ْع َل ُم َما‬ ‫‪‬ويح ِّذركُم الله َن ْفسه‪ ،‬وقو ُله َّ ِ‬
‫جل ذ ُ‬ ‫َُ َ ُ ْ ُ َ ُ‬
‫فِي َن ْف ِس َك‪.»‬‬

‫«‪‬و ُي َح ِّذ ُرك ُُم الل ُه َن ْف َس ُه‪ ‬أي‪ :‬ذاتَه المقدَّ سة»‪.‬‬
‫القاسمي في التفسير‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫قال‬

‫‪‬و ُي َح ِّذ ُرك ُُم‬ ‫ِ‬


‫يخ اب ُن ُع َثيمين‪« :‬ن ْف ُس الشيء هو الشي ُء؛ فقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫آخر؛‬ ‫آخ َر‪ ،‬والل ُه شي ًئا َ‬ ‫ِ‬
‫وليست النَّ ْف ُس شي ًئا َ‬ ‫الل ُه َن ْف َس ُه‪ ‬أي‪ُ :‬ي ِّ‬
‫حذركم إ َّياه‪،‬‬
‫الل ُه هو النَّ ْف ُس‪ ،‬وكذلك قو ُله‪َ  :‬ت ْع َل ُم َما فِي َن ْف ِسي َو َل َأ ْع َل ُم َما فِي َن ْف ِس َك‪،‬‬
‫النفس‬ ‫ِ‬
‫فليست‬ ‫أعلم ما في ن ْف ِسك‪،‬‬ ‫تعلم ما ِعندي أنا في ن ْفسي‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أي‪ُ :‬‬
‫الذات َن ْف ُسها»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫صف ًة زائد ًة على الذات‪ ،‬بل هي‬

‫س في هذا‪ :‬الل ُه تعالى‬ ‫َيمان‪« :‬المرا ُد بالنَّ ْف ِ‬


‫يخ عبدُ الله ال ُغن ُ‬
‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ِ‬ ‫المت َِّص ُ ِ‬
‫قصدُ بذلك ذاتًا منف َّك ًة عن ِّ‬
‫الصفات‪ ،‬كما ال ُيرا ُد به‬ ‫ف بصفاته‪ ،‬وال ُي َ‬
‫بعض الناس»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الذات كما قاله ُ‬ ‫ِصف ُة‬

‫وجل؛ منهم اإلما ُم اب ُن‬ ‫عز َّ‬ ‫لله َّ‬‫لكن ِمن الس َلف من َي ُعدُّ (النَّ ْفس) ِصف ًة ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫كر ِص ِ‬
‫فات‬ ‫«فأو ُل ما نَبد ُأ به ِمن ِذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حيث قال في َّأو ِل ِك ِ‬‫ُخزيم َة؛ ُ‬
‫تاب التوحيد‪َّ :‬‬
‫َكون َن ْف ُسه‬
‫جل ر ُّبنا عن أن ت َ‬ ‫جل وعال في ِكتابِنا هذا‪ِ :‬ذك ُْر ن ْف ِسه‪َّ ،‬‬ ‫خالِ ِقنا َّ‬

‫يكون عَدَ ًما ال َن ْف َس له»(((‪.‬‬


‫َ‬ ‫وعز ْ‬
‫أن‬ ‫س َخ ِ‬
‫لقه‪َّ ،‬‬ ‫كنَ ْف ِ‬

‫وصح به ُ‬
‫النقل‬ ‫ُ‬
‫القرآن‬ ‫«ومما ن َط َق به‬ ‫المقدسي؛ قال‪:‬‬ ‫الغني‬ ‫ِ‬
‫ومنهم عبدُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)368/8‬‬
‫((( «شرح كتاب التوحيد» (‪.)249/1‬‬
‫((( «التوحيد» (‪.)11/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪384‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫إلثبات ذلك(((‪.‬‬ ‫واألحاديث‬ ‫اآليات‬ ‫بعض‬ ‫الصفات‪( :‬النَّ ْفس)»‪ ،‬ثم َ‬
‫سرد َ‬ ‫من ِّ‬

‫البغوي‪ .‬ان ُظ ْر‪ِ :‬صفة (األصابع)‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ومنهم‬
‫ُّ‬

‫وصح‬ ‫ُ‬
‫القرآن‬ ‫«ومما ن َط َق بها‬ ‫المتأخري َن ِصدِّ يق حسن خان؛ قال‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ومن‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الصفات‪( :‬النَّ ْفس)‪.(((»...‬‬ ‫بها الن ُ ِ‬
‫َّقل من ِّ‬

‫‪‬و ُي َح ِّذ ُرك ُْم الل ُه َن ْف َس ُه‪ ،‬قال‪ :‬أي‪ :‬ذاتَه‬ ‫ِ ِ‬


‫تفسير قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫لكنَّه في‬

‫المقدَّ س َة»‪ ،‬والل ُه ُ‬


‫أعلم‪.‬‬
‫ِ‬
‫النَّ َف ُس وال َّتنْف ُ‬
‫يس‬
‫والتفريج‪ ،‬ثابِت ٌة‬
‫ِ‬ ‫وجل؛ والنَّ َفس ِمن التَّنفيس؛ كال َف َر ِج‬
‫عز َّ‬ ‫ِصف ٌة فعلي ٌة ِ‬
‫لله َّ‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬ ‫الص‬
‫بالسنة َّ‬
‫ُّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫ٍ ِ‬ ‫بي ِ‬
‫يح؛‬ ‫كعب رض َي الل ُه عنه موقو ًفا عليه‪« :‬ال تَس ُّبوا ِّ‬
‫الر َ‬ ‫بن‬ ‫حديث ُأ ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫الرحمن ت َ‬
‫َبارك وتَعالى»(((‪.‬‬ ‫فإنَّها ِمن َن َف ِ‬
‫س‬

‫((( «االقتصاد في االعتقاد» (ص‪ ،)123‬و«عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي» (ص‪)40‬‬
‫كتاب واحد‪.‬‬
‫وهما ٌ‬
‫((( «قطف الثمر» (ص ‪.)65‬‬
‫والحاكم في «المستدرك»‬
‫ُ‬ ‫((( رواه النَّسائي في «عمل اليوم والليلة» (ص ‪/521‬رقم ‪ 935‬و‪،)936‬‬
‫ٍ‬
‫بإسناد صحيح؛ قال الحاكم‪:‬‬ ‫(‪ ،)272/2‬والبيهقي في «األسماء والصفات» (‪)210/2‬‬
‫الذهبي‪« :‬على شرط البخاري»‪.‬‬ ‫«صحيح على شرط الشيخين»‪ ،‬وقال َّ‬
‫يح ِمن ر ْو ِح ِ‬
‫الله)‪.‬‬ ‫(الر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫صحيح‪ِّ :‬‬ ‫بإسناد‬ ‫وقد تقدَّ م مرفو ًعا‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪385‬‬

‫ٍ‬
‫مؤمن كُرب ًة من‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َ « :‬من َن َّف َس عن‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫القيامة‪.((( »...‬‬ ‫ب الدُّ نيا؛ َن َّف َس الل ُه عنه كُرب ًة من ك َُر ِ‬
‫ب يو ِم‬ ‫ك َُر ِ‬

‫«أجد َن َف َس ر ِّبكم ِمن ِق َب ِل ال َي ِ‬


‫من»؛‬ ‫حديث‪ِ :‬‬ ‫َ‬ ‫أن َذكَر‬
‫األزهري بعدَ ْ‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫ِ‬ ‫«أجدُ تَنفيس ربكم عنكم ِمن ِج ِ‬
‫قال‪ِ :‬‬
‫ألن الل َه َج َّل و َع َّز َ‬
‫نص َرهم‬ ‫اليمن؛ َّ‬ ‫هة‬ ‫َ ِّ‬
‫حمن»‪ ،‬أي‪ِ :‬من‬ ‫الر ِ‬ ‫س َّ‬‫يح ِمن َن َف ِ‬ ‫بِهم‪ ،‬وأ َّيدَ هم ِبرجالهم‪ ،‬وكذلك قو ُله‪ِّ :‬‬
‫«الر ُ‬
‫الملهوفِي َن»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الله بها عن المكروبي َن‪ ،‬وت ِ‬
‫َفريجه عن‬ ‫تنفيس ِ‬
‫ِ‬

‫وقال ال َف ُير َ‬
‫وزابادي في «القاموس المحيط»‪« :‬وفي قوله‪« :‬وال تَس ُّبوا‬

‫اسم‬
‫من»؛ ٌ‬‫حمن»‪ ،‬و« َأ ِجدُ َن َف َس ر ِّبكم ِمن ِق َب ِل ال َي ِ‬‫الر ِ‬
‫س َّ‬ ‫الريح؛ فإنَّها ِمن َن َف ِ‬‫ِّ‬
‫َنفيسا و َن َف ًسا‪ ،‬أي‪َ :‬ف َّر َج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تفريجا»‪.‬‬
‫ً‬ ‫الحقيقي‪ ،‬من َن َّف َس ت ً‬
‫ِّ‬ ‫المصدر‬ ‫موضع‬
‫َ‬ ‫وض َع‬

‫الرحمن» ‪:-‬‬
‫س َّ‬‫يح ِمن َن َف ِ‬
‫«الر ُ‬ ‫َ‬
‫حديث‪ِّ :‬‬ ‫الفرا ُء ‪ -‬بعدَ ِذكره‬
‫وقال َأبو َيع َلى َّ‬
‫َ‬
‫يكون على‬ ‫َنع ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله َذكَر هذا‬ ‫شيخنا أبا ِ‬
‫أن َ‬‫«اعلم َّ‬
‫الحديث في كتابه‪ ،‬وامت َ‬ ‫ْ‬
‫ُ‬
‫ويكون‬ ‫يح ِصف ٌة ِ‬
‫ترج ُع إلى الذات‪ ،‬واأل ْم ُر على ما قا َله‪،‬‬ ‫الر َ‬ ‫ِ‬
‫ظاهره‪ ،‬في َّ‬
‫أن ِّ‬
‫ُ‬
‫فيكون‬ ‫ِ‬
‫المكروب والمغمو ِم؛‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بها عن‬ ‫مما ُي َف ِّر ُج الل ُه َّ‬
‫يح َّ‬
‫الر َ‬ ‫معناه َّ‬
‫أن ِّ‬
‫ٍ‬
‫فالن‪،‬‬ ‫معروف في قولهم‪َ :‬ن َّف ْس ُت عن‬
‫ٌ‬ ‫معنى النَّ َف ِ‬
‫س َمعنى التنفيس‪ ،‬وذلك‬
‫ِ‬
‫غريمه‪ ،‬و ُيقال‪ :‬ن َّفس الل ُه‬ ‫ِ‬
‫َّنفيس عن‬
‫وكلمت زيدً ا في الت‬
‫ُ‬ ‫أي‪َ :‬ف َّر ْج ُت عنه‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الخ ِبر‪َ « :‬من ن َّفس عن َم‬ ‫ٍ‬
‫كروب‬ ‫وروي في َ‬‫عن فالن كُرب ًة‪ ،‬أي‪َّ :‬فرج عنه‪ُ ،‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)2699‬‬
‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)9/13‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪386‬‬

‫أن الل َه َف َّر َج عن‬


‫وروي في الخبر‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫كُرب ًة؛ َن َّفس الل ُه عنه كُرب ًة يو َم القيامة»‪ُ ،‬‬
‫األحزاب‪ ،‬فقال سبحانه‪َ  :‬ف َأ ْر َس ْلنَا َع َل ْي ِه ْم ِر ً‬
‫يحا َو ُجنُو ًدا َل ْم‬ ‫ِ‬ ‫بالر ِ‬
‫يح يو َم‬ ‫نب ِّيه ِّ‬
‫ت ََر ْو َها‪[ ‬األحزاب‪.]9 :‬‬

‫ِ‬
‫األخبار؛‬ ‫تأويل ِ‬
‫غيره من‬ ‫الخبر على هذا‪ ،‬ولم ِ‬
‫يج ْب ُ‬ ‫ِ‬ ‫حم ُل هذا‬
‫وج َب ْ‬
‫وإنَّما َ‬
‫يدل على ذلك؛ وذلك أنَّه قال‪« :‬فإذا رأيتُموها؛‬ ‫ِ‬
‫الخبر ما ُّ‬ ‫ألنَّه قد ُروي في‬

‫لت به‪ ،‬ونعو ُذ‬ ‫وخ ِير ما ُأ ِ‬


‫رس ْ‬ ‫اللهم إنَّا نَسأ ُل َك ِمن َخ ِيرها َ‬
‫وخ ِير ما فيها َ‬ ‫ف ُقولوا‪:‬‬
‫َّ‬
‫شرا وأنَّها‬ ‫لت به»‪ ،‬وهذا يقتضي َّ‬ ‫بك ِمن شرها وشر ما فيها وشر ما ُأ ِ‬
‫َ‬
‫أن فيها ًّ‬ ‫رس ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫مرسل ٌة‪ ،‬وهذه ِص ُ‬
‫فات المحدَ ثات»(((‪.‬‬

‫ِ‬
‫وبنحو هذا الكال ِم قال اب ُن ُقتَيب َة(((‪.‬‬

‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫حمن‬ ‫شارحا لحديث‪« :‬إنِّي ألجدُ َن َف َس َّ‬
‫ً‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‬
‫وقال ُ‬
‫ِ‬
‫لليمن‬ ‫ِمن ِق َب ِل ال َي ِ‬
‫من»‪« :‬فقو ُله‪« :‬من ال َي َمن» ُيب ِّي ُن مقصو َد الحديث؛ فإنَّه ليس‬
‫فات ِ‬
‫الله تعالى حتى ُيظ َّن ذلك‪ ،‬ولكن منها جا َء الذين ُيح ُّبهم‬ ‫بص ِ‬
‫اختصاص ِ‬
‫ٌ‬
‫ف َي ْأتِي الل ُه بِ َق ْو ٍم‬
‫و ُيح ُّبونه‪ ،‬الذين قال فيهم‪َ  :‬م ْن َي ْرتَدَّ ِمنْك ُْم َع ْن ِدينِ ِه َف َس ْو َ‬
‫ِ‬
‫هؤالء؟‬ ‫نزلت هذه اآلي ُة‪ُ ،‬س ِئل عن‬ ‫ُي ِح ُّب ُه ْم َو ُي ِح ُّبو َن ُه‪ ،‬وقد ُروي أنَّه َل َّما‬
‫ْ‬
‫الصحيح ُة؛ ِمثل‬ ‫ُ‬
‫األحاديث َّ‬
‫ِ‬
‫وجاءت‬ ‫األشعري‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫فذكَر أنهم قو ُم أبي موسى‬
‫يمان‪ ،‬وا ْل ِحكْم ُة‬‫اإليمان ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أرق ُقلو ًبا‪ ،‬و َألي ُن أفئدةً؛‬ ‫قولِه‪َ « :‬أتاكم ُ‬
‫أهل ال َي ِ‬
‫من؛ ُّ‬

‫((( «إبطال التأويالت» (ص ‪.)250‬‬


‫((( «تأويل مختلف الحديث» (ص‪.)249‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪387‬‬

‫األمصار؛ فبِهم َن َّفس‬ ‫الر َّد ِة‪ ،‬وفتَحوا‬ ‫ِ‬


‫وهؤالء هم الذين قاتلوا َ‬ ‫يمانِ َي ٌة»‪،‬‬
‫َ‬ ‫أهل ِّ‬
‫الرحمن عن المؤمنين الكُر ِ‬
‫بات»(((‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬

‫يخ اب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬
‫الش ُ‬ ‫وبن ِ‬
‫َحوه قال َّ‬

‫والَ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫النُّور‪ ،‬ونُور السمو ِ‬
‫ات ْ‬ ‫ُ َّ َ َ‬ ‫ُ‬
‫والسن َِّة‪ ،‬وقدْ عدَّ ُ‬
‫بعضهم (النُّور)‬ ‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬

‫أسماء الله تَعالى‪ -‬كما سيأتي‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِمن‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ُور ِه ك َِم ْشك ٍ‬
‫َاة فِ َيها‬ ‫ض َم َث ُل ن ِ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬الله نُور السمو ِ‬
‫ات َو ْالَ ْر ِ‬ ‫ُ ُ َّ َ َ‬
‫اح‪[ ‬النور‪.]35 :‬‬ ‫ِ‬
‫م ْص َب ٌ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬و َأ ْشر َق ِ‬
‫ت ْالَ ْر ُض بِن ِ‬
‫ُور َر ِّب َها‪[ ...‬الزمر‪.]69 :‬‬ ‫َ َ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫ِ‬
‫واألرض‪ ،‬ولك الحمدُ ‪.(((»...‬‬ ‫أنت نور السم ِ‬
‫وات‬ ‫ُ‬
‫«اللهم لك الحمدُ ؛ َ ُ َّ َ‬
‫َّ‬ ‫حديث‪:‬‬
‫ِ‬ ‫يف في ِكتابه «اعتِقاد الت ِ‬
‫الله محمدُ بن َخ ِف ٍ‬ ‫ِ‬
‫بإثبات‬ ‫َّوحيد‬ ‫قال اإلما ُم َأبو َعبد ِ ُ َّ ُ‬
‫ور َد‬ ‫خاصتِهم وعا َّمتِهم َق ُ‬
‫بول ِّ‬ ‫ِ‬
‫كل ما َ‬ ‫والصفات»‪« :‬ف َعلى المؤمني َن َّ‬ ‫األسماء ِّ‬
‫َّصل به ص َّلى الل ُه عليه‬‫العدل‪ ،‬حتى يت َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العدل عن‬ ‫السالم‪ ،‬بنَ ْق ِل‬
‫عنه عليه َّ‬

‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)398/6‬‬


‫((( «القواعد المثلى» (ص‪.)57‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7499 ،7442 ،7385‬ومسلم (‪.)769‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪388‬‬

‫ِ‬
‫السنَّ ُة‬
‫ف به َن ْف َسه‪ ،‬ووردت ُّ‬‫وو َص َ‬ ‫مما قضى الل ُه علينا في كتابِه‪َ ،‬‬ ‫وس َّل َم‪َّ ،‬‬
‫وإن َّ‬
‫عقيب ذلك‪:‬‬ ‫ض‪ ،‬ثم قال‬ ‫أن قال‪ :‬الله نُور السمو ِ‬
‫ات َو ْالَ ْر ِ‬ ‫بص َّح ِة ذلك‪ْ :‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َّ َ َ‬
‫ِ‬
‫موات‬ ‫الس‬ ‫ُور‪ ،‬وبذلك دعاه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َ :‬‬ ‫ُور َع َلى ن ٍ‬
‫ُور َّ‬
‫(أنت ن ُ‬ ‫‪‬ن ٌ‬
‫ِ‬
‫واألرض)»(((‪.‬‬

‫وسن َِّة رسولِه قد َس َّمى‬ ‫ِ ِ‬


‫كتاب الله ُ‬ ‫وقال شيخ ُاإلسال ٍم‪ُّ ...« :‬‬
‫النص في‬
‫أيضا أنَّه‬
‫نور‪ ،‬وأخ َبر ً‬ ‫النص َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن الل َه ٌ‬ ‫واألرض‪ ،‬وقد أخ َب َر ُّ‬ ‫موات‬ ‫الس‬
‫ُور َّ‬
‫الل َه ن َ‬
‫األول‪ ،‬وأ َّما‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يحتجب بالنُّور؛ فهذه ثالث ُة‬
‫كر َّ‬‫َّص‪ ،‬وقد تقدَّ َم ذ ُ‬
‫أنوار في الن ِّ‬ ‫ُ‬
‫ُور ِه‪،‬‬
‫ُور َر ِّب َها‪ ‬وفي قولِه‪َ  :‬م َث ُل ن ِ‬
‫ت ْالَ ْر ُض بِن ِ‬‫ال َّثاني؛ فهو في قولِه‪ :‬و َأ ْشر َق ِ‬
‫َ َ‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫مرو؛ قال‪ :‬قال‬ ‫الله بن َع ٍ‬‫عبد ِ‬ ‫وفيما رواه مسلم في «صحيحه» عن ِ‬
‫ٌ‬
‫لمة‪ ،‬وأ ْل َقى عليهم ِمن‬ ‫«إن الله خ َل َق َخ ْل َقه في ُظ ٍ‬ ‫ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َ َّ :‬‬
‫ُّور اهتدَ ى‪ ،‬و َمن أخطأه َض َّل»(((‪.(((»...‬‬ ‫فمن أصا َبه ِمن ذلك الن ِ‬ ‫ن ِ‬
‫ُوره؛ َ‬
‫ُشر ُق ِ‬
‫بنور‬ ‫األرض ت ِ‬
‫َ‬ ‫آخ َر‪« :‬وقدْ أخ َب َر الل ُه في ِكتابِه َّ‬
‫أن‬ ‫وقال في موض ٍع َ‬
‫يجوز ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫نورا؟! وال‬
‫يكون هو ً‬ ‫ُ‬ ‫كيف ال‬‫نوره؛ َ‬ ‫ُشر ُق من ِ‬ ‫كانت ت ِ‬
‫ْ‬ ‫ر ِّبها‪ ،‬فإذا‬
‫ٍ‬
‫واصطفاء؛ كقوله‪ :‬نَا َق َة‬ ‫وم ٍ‬
‫لك‬ ‫المضاف إليه إضاف َة َخ ْل ٍق ِ‬ ‫النور‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫يكون هذا َ‬
‫ٍ‬
‫لوجوه‪( ...‬و َذكَرها)»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ونحو ذلك؛‬ ‫ِ‬
‫الله‪‬‬

‫((( ً‬
‫نقال عن «مجموع الفتاوى» البن تيمية (‪ ،)73/5‬ووافقه عليه‪.‬‬
‫((( وهم الشيخ رحمه الله‪ ،‬وحديث عبدالله بن عمرو ِ‬
‫رضي الل ُه عنهما لم يخرجه مسلم‪ ،‬وهو‬
‫عند أحمد في «المسند» (‪ ،)6644‬والترمذي في «السنن» (‪.)2130‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)386/6‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)392/6‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪389‬‬

‫ِ‬
‫الوجهين‪ :‬إضافة‬ ‫ضاف إليه سبحانه على ِ‬
‫أحد‬ ‫ُ‬ ‫«والنور ُي‬ ‫وقال اب ُن ال َق ِّيم‪:‬‬
‫ُ‬
‫فاألول كقولِه تعالى‪:‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫فاعله؛‬ ‫ٍ‬
‫فعول إلى‬ ‫فة إلى َموصوفِها‪ ،‬وإضافة َم‬
‫ِص ٍ‬

‫بنوره‬ ‫ِ‬
‫القيامة ِ‬ ‫‪‬و َأ ْشر َق ِ‬
‫ت ْالَ ْر ُض بِن ِ‬
‫ُور َر ِّب َها‪ ...‬اآلية؛ فهذا إشرا ُقها يو َم‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫القضاء‪.((( »...‬‬ ‫تعالى إذا جا َء ل َف ْص ِل‬
‫وقال ‪ -‬ر ِ‬
‫حمه الله ‪:-‬‬ ‫َ‬
‫ان ِذي ا ْلبر َه ِ‬
‫ان»‬
‫(((‬
‫ُْ‬ ‫َأ ْو َصافِ ِه ُســـ ْب َح َ‬ ‫ـــمائ ِه أ ْي ًضا َو ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ُّور ِمـــ ْن َأ ْس‬
‫«والن ُ‬
‫َ‬

‫أيضا ِصف ٌة‬ ‫ِ‬ ‫قال الهراس في «الشرح»‪ِ :‬‬


‫أسمائه سبحانه‪ :‬النُّور‪ ،‬وهو ً‬ ‫«ومن‬ ‫َ َّ ُ‬
‫بالمشتق(((‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تأويله‬ ‫اسما ُمخ َب ًرا به على‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫نور‪ ،‬فيكون ً‬
‫من صفاته؛ ف ُيقال‪ :‬الل ُه ٌ‬
‫نور‪ ،‬فيكون ِصف ًة؛ قال تعالى‪ :‬الله نُور السمو ِ‬
‫ات َو ْالَ ْر ِ‬
‫ض‪،‬‬ ‫و ُيقال‪ُ :‬ذو ٍ‬
‫ُ ُ َّ َ َ‬
‫وقال‪ :‬و َأ ْشر َق ِ‬
‫ت ْالَ ْر ُض بِن ِ‬
‫ُور َر ِّب َها‪.(((»‬‬ ‫َ َ‬
‫ابن عباس ِ‬
‫رض َي الل ُه عنهما؛ أنَّه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫عن ِ َّ‬ ‫حيح ِ‬ ‫الص ِ‬
‫وفي َّ‬
‫ِ‬
‫موات‬ ‫الس‬ ‫يل؛ ُ‬ ‫يستيقظ ِمن ال َّل ِ‬
‫ُ‬ ‫كان ِحي َن‬
‫ُور َّ‬
‫أنت ن ُ‬ ‫«اللهم لك الحمدُ ؛ َ‬ ‫َّ‬ ‫يقول‪:‬‬
‫ِ‬
‫واألرض و َمن فيه َّن»(((‪.‬‬

‫((( «اجتماع الجيوش اإلسالمية» (ص ‪.)45‬‬


‫((( «الكافية الشافية ‪ -‬القصيدة النونية» (‪ 733/3‬رقم ‪.)3364‬‬
‫((( أي‪ُ :‬م ِّنور‪.‬‬
‫((( «شرح القصيدة النونية» (‪.)105/2‬‬
‫((( وانظر‪« :‬مجموع الفتاوى» (‪ ،)396-374/6‬و«مختصر الصواعق المرسلة» (‪-192/2‬‬
‫‪ ،)206‬و«شرح الشيخ الغنيمان لكتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)177-170/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪390‬‬

‫ا ْله ِ‬
‫ادي‬ ‫َ‬
‫تاب‬ ‫وجل بأنَّه (الهادي)‪ ،‬وهي صف ٌة فِعلي ٌة ثابِت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫عز َّ‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫َّ‬ ‫ُي َ‬
‫اسم له ُسبحانَه وتَعا َلى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والسنَّة‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ُّ‬
‫ليل ِمن الكِ ِ‬
‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫‪‬و َقا ُلوا ا ْل َح ْمدُ لِ َّل ِه ا َّل ِذي َهدَ انَا لِ َه َذا‪[ ‬األعراف‪.]43:‬‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬إِن ََّك َل ت َْه ِدي َم ْن َأ ْح َب ْب َت َو َل ِك َّن الل َه َي ْه ِدي َم ْن َي َشا ُء‪‬‬
‫[القصص‪.]56 :‬‬
‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬و َك َفى بِرب َك ه ِ‬
‫اد ًيا َون َِص ًيرا‪[ ‬الفرقان‪.]31 :‬‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫حديث أبي َذر ِ‬
‫ُ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪...« :‬يا‬ ‫ٍّ‬ ‫المشهور؛‬
‫ُ‬ ‫الحديث ال ُق ُّ‬
‫دسي‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ضال َّإل َمن َهديتُه؛ فاست َْهدُ وني َأ ْه ِدكُم»(((‪.‬‬ ‫ِع ِ‬
‫بادي‪ ،‬ك ُّلكم ٌّ‬
‫رضي الله عنه‪ ...« :‬اللهم ِ‬
‫اص ِ‬ ‫حديث س ِ‬
‫عد ِ‬
‫بن أبي و َّق ٍ‬
‫اغف ْر لي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪-2‬‬
‫وار ُز ْقنِي»(((‪.‬‬ ‫وارحمني‪ِ ،‬‬
‫واهدني‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫الرحمن بن سعدي‪« :‬الهادي‪ :‬أي الذي يهدي وي ِ‬
‫رشدُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ ُ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ‬ ‫قال َّ‬
‫المضار‪ ،‬و ُي َع ِّل ُم ُهم ما ال َيعلمون‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫عبا َده إلى جمي ِع المناف ِع وإلى َد ْف ِع‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2577‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2696‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪391‬‬

‫ِ‬
‫َّسديد‪ ،‬و ُيلهمهم ال َّت ْقوى‪ ،‬و َيجعل قلو َبهم ُمنيب ًة‬ ‫ِ‬
‫التوفيق والت‬ ‫ِ‬
‫لهداية‬ ‫و َيهديهم‬
‫إليه‪ُ ،‬منقاد ًة أل ْم ِره»(((‪.‬‬

‫عز َّ‬ ‫ادي) ِ‬


‫وممن َأثب َت اسم (ا ْله ِ‬
‫الخ َّط ُّ‬
‫ابي(((‪ ،‬واب ُن َمنْدَ ه(((‪،‬‬ ‫وجل‪َ :‬‬ ‫لله َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫عدي(((‪.‬‬ ‫حجر(((‪ِّ ،‬‬
‫والس ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫والبيهقي(((‪ ،‬واب ُن‬
‫ُّ‬

‫ماء الدُّ نيا)‬ ‫َّ‬ ‫ا ْل ُه ُب ُ‬


‫وط (إلى الس ِ‬

‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫ِصف ٌة فِ ْع ِل َّي ٌة‪ ،‬ثابت ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬
‫بالسنَّة َّ‬
‫وجل ُّ‬

‫علو)»‪.‬‬ ‫الصعود (أي‪ٌ :‬‬


‫نزول من ٍّ‬ ‫نقيض ُّ‬ ‫ُ‬
‫«الهبوط ُ‬ ‫وفي «ال ِّلسان»‪:‬‬

‫انظر‪ِ :‬صفة (الن ُُّزول)‪.‬‬

‫ا ْل َه ْر َو َل ُة َ‬
‫والم ْش ُي‬
‫ِ‬
‫حيحة‪.‬‬‫الص‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫َتان ِ‬ ‫فتان فِعلي ِ‬
‫تان‪ ،‬ثابِت ِ‬ ‫ِص ِ‬
‫وجل باألحاديث َّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َّ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫وإن َأتاني َيمشي؛ أتيتُه‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪ْ ...« :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ َ‬
‫َه ْر َو َل ًة»(((‪.‬‬

‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)305/5‬‬


‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)95‬‬
‫((( «التوحيد» (‪.)198/2‬‬
‫((( «األسماء والصفات» (‪.)201/1‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)305/5‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ 7405‬و‪ )7536‬و مسلم (‪.)2675‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪392‬‬

‫إلي ُأ َه ِ‬
‫رو ْل‬ ‫ِ‬
‫وامش َّ‬ ‫ش َ‬
‫إليك‪،‬‬ ‫إلي َأ ْم ِ‬
‫دسي‪« :‬يا اب َن آ َد َم‪ُ ،‬ق ْم َّ‬
‫الحديث ال ُق ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫َ‬
‫إليك»(((‪.‬‬

‫أور َد‬ ‫َّ (((‬ ‫الهر َو َل ِة ِ‬ ‫َ‬


‫وجل» ‪ ،‬ثم َ‬ ‫عز‬
‫لله َّ‬ ‫«باب َ ْ‬
‫ُ‬ ‫الهروي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫إسماعيل‬ ‫قال أبو‬
‫الحديث‪.‬‬

‫رير َة ‪« :-‬قوله‪:‬‬ ‫َ‬


‫حديث أبي ُه َ‬ ‫الحربي ‪ -‬بعدَ ْ‬
‫أن أور َد‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫إسحاق‬ ‫وقال أبو‬
‫سريع»(((‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َه ْر َو َلة‪َ :‬م ٌ‬
‫شي‬

‫تبارك وتعالى‪َ « :‬من‬ ‫ِ‬


‫الحديث ِ ِ‬
‫عن الله َ‬ ‫المديني ‪ -‬في‬
‫ُّ‬ ‫وقال أبو موسى‬
‫ِ‬
‫المشي وال َعدْ و»(((‪.‬‬ ‫سريع‪َ ،‬بي َن‬
‫ٌ‬ ‫أتاني َيمشي؛ أتيتُه َه ْر َو َل ًة» ‪« :-‬وهي ٌ‬
‫مشي‬

‫المشي‬
‫ُ‬ ‫فة على حقيقتِها‪ ،‬وهي‬
‫إثبات ‪ -‬منهما رحمهما الله ‪ -‬للص ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وهذا‬
‫وجاللِه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ريع‪ ،‬وهي في َح ِّق ال َّل ِه تعا َلى على ما َي ُ‬
‫ليق بكَماله َ‬ ‫الس ُ‬
‫َّ‬
‫أن الحرك َة‬ ‫أج َم ْعنا على َّ‬ ‫ثمان بن س ٍ‬
‫الدارمي‪« :‬وقدْ ْ‬
‫ُّ‬ ‫عيد‬ ‫وقال اإلما ُم ُع ُ ُ َ‬
‫قديم‪،‬‬ ‫العرش وإلى الس ِ‬
‫ماء‬ ‫ِ‬ ‫والهرول َة‪ ،‬واالستوا َء على‬ ‫َ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫شي َ‬ ‫والم َ‬
‫والنزول‪َ ،‬‬
‫للذ ِ‬ ‫ِ‬
‫الذات َّ‬ ‫ب والمقت‪ ،‬ك ُّلها ٌ‬
‫ات‪،‬‬ ‫أفعال في‬ ‫والرضا وال َف َر َح وال َغضب‪ُ ،‬‬
‫والح َّ‬ ‫ِّ‬
‫وهي قديم ٌة»(((‪.‬‬

‫((( رواه أحمد في «المسند» (‪.)15925( )273/25‬‬


‫وصحح و ْق َفه اب ُن حجر في‬
‫َّ‬ ‫المنذري في «الترغيب والترهيب» (‪،)125/4‬‬
‫ُّ‬ ‫وصحح إسنا َده‬
‫َّ‬
‫األلباني في «صحيح الترغيب والترهيب»‬
‫ُّ‬ ‫وصححه مرفو ًعا‬
‫َّ‬ ‫«المطالب العالية» (‪،)353/3‬‬
‫(‪ )3153‬وفي «صحيح الجامع» (‪.)4340‬‬
‫((( «األربعون في دالئل التوحيد» (ص‪.)79‬‬
‫((( «غريب الحديث» (‪.)684/2‬‬
‫((( «المجموع المغيث» (‪.)96/3‬‬
‫((( «نقض الدارمي على المريسي» (‪.)561/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪393‬‬

‫وقال ابن القي ِم‪« :‬قال تعالى في ِ‬


‫آلهة المشركي َن المع ِّط ِلين‪َ  :‬أ َل ُه ْم َأ ْر ُج ٌل‬ ‫ُ ِّ‬
‫ون بِ َها َأ ْم َل ُه ْم آ َذ ٌ‬
‫ان‬ ‫ون بِ َها َأ ْم َل ُه ْم َأ ْي ٍد َي ْبطِ ُش َ‬
‫ون بِ َها َأ ْم َل ُه ْم َأ ْع ُي ٌن ُي ْب ِص ُر َ‬ ‫َي ْم ُش َ‬

‫ليل‬ ‫ِ‬
‫والبصر َد ً‬ ‫والسم ِع‬ ‫ِ‬
‫والمشي َّ‬ ‫ون بِ َها‪ ،‬فجعل سبحانه عد َم ال َب ْط ِ‬
‫ش‬ ‫َي ْس َم ُع َ‬

‫والمشي ِمن أنوا ِع‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فالبطش‬ ‫فات‪،‬‬
‫الص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫على عد ِم إله َّية َمن ُعد َم ْت فيه هذه ِّ‬
‫ف ن ْف َسه سبحانه‬
‫وص َ‬ ‫ِ‬
‫الصفات‪ ،‬وقد َ‬
‫والبصر من أنواع ِّ‬
‫ُ‬ ‫مع‬
‫والس ُ‬
‫األفعال‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫صفة أربابِهم وبضدِّ ما وص َفه به المع ِّطل ُة والجهم َّية»(((‪.‬‬ ‫بضدِّ‬
‫جنة الدَّ ِ‬
‫ائمة للبحوث العلم َّية واإلفتاء‬ ‫وقد ورد في فتوى من فتاوى ال َّل ِ‬
‫َ َ‬
‫بالسعود َّية ما يلي‪:‬‬

‫اله ْر َو َلة؟‬ ‫«س‪ :‬هل ِ ِ‬


‫لله صف ُة َ‬

‫وصحبِه ‪ ...‬وبعدُ ‪:‬‬


‫ْ‬ ‫والس َل ُم على رسولِه وآله‬ ‫ِ‬
‫ج‪ :‬الحمدُ لله‪ ،‬والصال ُة َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اله ْر َو َل ِة على ِ‬ ‫ِ‬
‫الشريف على‬ ‫القدسي‬
‫ِّ‬ ‫الحديث‬ ‫نحو ما جا َء في‬ ‫نعم؛ صف ُة َ‬
‫بت إليه ِذرا ًعا‪ ،‬وإذا‬
‫تقر ُ‬
‫شبرا؛ َّ‬
‫إلي العبدُ ً‬
‫َقر َب َّ‬
‫ليق به؛ قال تعالى‪« :‬إذا ت َّ‬
‫ما َي ُ‬
‫بت منه با ًعا‪ ،‬وإذا أتاني ماش ًيا؛ أتيتُه َه ْر َو َل ًة»‪ ،‬رواه‬
‫تقر ُ‬
‫إلي ذرا ًعا؛ َّ‬
‫َقر َب َّ‬
‫ت َّ‬
‫البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫وص ْحبِه وس َّلم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫التوفيق‪ ،‬وص َّلى الل ُه على نب ِّينا َّ‬
‫محمد وآله َ‬ ‫ُ‬ ‫وبالله‬

‫((( «الصواعق المرسلة» (‪.)915/3‬‬


‫((( الفتوى (رقم ‪ )6932‬من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (‪.)142/3‬‬
‫الرزاق عفيفي‪ ،‬عبد الله‬ ‫وقد و َّق َع على هذه الفتوى ٌّ‬
‫كل من المشايخ‪ :‬عبد العزيز بن باز‪ ،‬عبد َّ‬
‫بن ُغديان‪ ،‬عبد الله بن َقعود‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪394‬‬

‫العزيز بن باز‪ ...« :‬تقربه إلى ِع ِ‬


‫باده العابِدي َن له‬ ‫ُّ‬ ‫ِ ُ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ‬ ‫وقال َّ‬

‫وتقر ُبه إليهم ال ُيشابِ ُه ت ُّ‬


‫َقر َبهم‪ ،‬وليس ُقر ُبه منهم‬ ‫ُّ‬ ‫والمسارعي َن لطاعتِه‪،‬‬
‫كمشيهم‪ ،‬وال هرولتُه كهرولتِهم‪ ،‬بل هو شي ٌء‬ ‫ِ‬ ‫ك ُقربِهم منه‪ ،‬وليس َمش ُيه‬
‫كسائر الص ِ‬ ‫ليق ِ‬
‫أعلم‬
‫ُ‬ ‫فات‪ ،‬فهو‬ ‫ِ ِّ‬ ‫بالله ال ُيشابِ ُه فيه َخ ْل َقه سبحانه وتعالى‬ ‫َي ُ‬
‫ب‪،‬‬‫التقر ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫يجب إثباتُه لله من ُّ‬
‫وجل ‪ ...‬المعنى ُ‬ ‫وأعلم بكيفيتها َّ‬ ‫ُ‬ ‫بالصفات‪،‬‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الالئق به سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫يجب إثباتُه ِ‬
‫لله على‬ ‫ِ‬
‫والهرولة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والمشي‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫شيء من ذلك»(((‪.‬‬ ‫ِمن ِ‬
‫غير أن ُيشابِ َه َخ ْل َقه في‬
‫الهر َو َلة ثابت ٌة ِ‬ ‫ِ‬
‫لله تعالى‪ ،‬كما في‬ ‫محمد ال ُعثيمين‪« :‬صف ُة َ ْ‬
‫َّ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ‬ ‫وقال َّ‬
‫النبي‬ ‫ومسلم عن أبي ُه َر َير َة عن‬ ‫البخاري‬ ‫حيح الذي رواه‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫الحديث َّ‬
‫«يقول الل ُه تعالى‪ :‬أنا عند ظ ِّن َع ْب ِدي بي‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ قال‪:‬‬
‫اله ْر َو َل ُة ِصف ٌة‬ ‫ِ‬
‫وإن أتاني َيمشي؛ أتيتُه َه ْر َو َل ًة»‪ ،‬وهذه َ‬
‫(فذكَر الحديث‪ ،‬وفيه)‪ْ :‬‬ ‫َ‬

‫ٍ‬
‫تمثيل؛‬ ‫ٍ‬
‫تكييف وال‬ ‫اإليمان بها من ِ‬
‫غير‬ ‫ُ‬ ‫يجب علينا‬ ‫صفات أفعالِه التي‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ُ‬
‫ب علينا َقبو ُلها بدون تكييف؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫التكييف‬
‫َ‬ ‫ألن‬ ‫أخبر بها عن ن ْفسه‪َ ،‬‬
‫فوج َ‬ ‫ألنَّه َ‬
‫يقول‪َ  :‬ل ْي َس‬
‫ألن الل َه ُ‬ ‫ٍ‬
‫تمثيل؛ َّ‬ ‫الله بغير ِعل ٍم‪ ،‬وهو حرا ٌم‪ ،‬وبدون‬
‫قول على ِ‬
‫ٌ‬

‫يع ا ْل َب ِص ُير‪.(((»‬‬ ‫ك َِم ْث ِل ِه َشيء وهو ِ‬


‫السم ُ‬
‫ْ ٌ َ ُ َ َّ‬

‫نون َّ‬
‫بأن الل َه تعالى يأتي إتيانًا حقيق ًّيا‬ ‫لف ي ِ‬
‫ؤم َ‬ ‫وقال‪ِ :‬‬
‫«من المعلو ِم َّ‬
‫الس َ ُ‬
‫أن َّ‬

‫((( «فتاوى نور على الدرب» (‪.)67/1‬‬


‫((( «الجواب المختار لهداية المحتار» (ص ‪.)24‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪395‬‬

‫كتاب‬ ‫الل ِئق به‪ ،‬كما َّ‬ ‫ِ‬


‫الوجه َّ‬ ‫الق ِ‬
‫باده يوم ِ‬ ‫لل َفصل بين ِع ِ‬
‫دل على ذلك ُ‬ ‫يامة على‬ ‫َ‬
‫يكون هرول ًة لِ َمن‬
‫ُ‬ ‫دسي َّإل َّ‬
‫أن إتيانَه‬ ‫ِ‬
‫وليس في هذا الحديث ال ُق ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الله تعالى‪،‬‬

‫يكون شي ٌء‬ ‫َ‬ ‫شك ْل عليه ْ‬


‫أن‬ ‫إتيان الله تعالى حقيق ًة‪ ،‬لم ي ِ‬ ‫فمن أ ْث َب َت َ‬
‫ُ‬ ‫أتاه َيمشي‪َ ،‬‬
‫أن‬‫يمنع ِمن ْ‬ ‫وأي مان ٍع ُ‬ ‫الالئق به‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫ِ‬
‫الهرولة على‬ ‫بص ِ‬
‫فة‬ ‫ِ‬
‫اإلتيان ِ‬ ‫ِمن هذا‬

‫أخبر الل ُه تعالى به عن ن ْف ِسه‪ ،‬وهو‬ ‫َ‬ ‫بأن الله تعالى يأتي هرول ًة‪ ،‬وقدْ‬ ‫ن ِ‬
‫ُؤم َن َّ‬
‫ِ ِ‬
‫البصير؟!‬
‫ُ‬ ‫ميع‬
‫الس ُ‬
‫وليس كمثله شي ٌء وهو َّ‬ ‫سبحانَه وتعالى َيف َع ُل ما يشا ُء‪َ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫الل ِئق به بدون ت‬
‫َكييف‬ ‫ِ‬
‫الوجه َّ‬ ‫الله تعالى هرول ًة ‪ -‬على‬ ‫وليس في ِ‬
‫إتيان ِ‬ ‫َ‬
‫ظاهر الكال ِم‪ ،‬بل هو‬
‫َ‬ ‫ليس‬ ‫تمثيل ‪ -‬شي ٌء من الن ِ‬
‫َّقص؛ حتى ُيقال‪ :‬إنَّه َ‬ ‫ٍ‬ ‫وال‬
‫عل من أفعالِه َيفع ُله َ‬
‫كيف يشا ُء»(((‪.‬‬ ‫فِ ٌ‬

‫أيضا اخ َت َل َ‬
‫ف فيه‬ ‫(وإن أتاني ي ِ‬
‫مشي أتيتُه هرول ًة) فهذا ً‬ ‫ْ‬ ‫وقال‪« :‬أ َّما قو ُله‪:‬‬
‫َ‬
‫العلما ُء؛ هل هو على حقيقتِه‪ ،‬أو ال؟‬

‫فقيل‪ :‬إنَّه على حقيقتِه‪ ،‬ونحن إذا َم َش ْينا نعرف كيف نَمشي‪ ،‬أ َّما الله َّ‬
‫عز‬
‫أن الل َه َيمشي ُيقابِ ُل المت ِ‬
‫َّج َه إليه‪،‬‬ ‫مانع َّ‬ ‫َعرف كيف َّي َة َم ِ‬
‫شيه‪ ،‬وال َ‬ ‫وجل فإنَّنا ال ن ِ‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫بهرولة‪.‬‬ ‫ف ُيقابِله إذا أتَى يمشي‬

‫فة‪ ،‬وال بدَّ إذا كان الله يأتي حقيق ًة‬ ‫إن الذي يأتي سيأتي على ِص ٍ‬
‫و ُيقال‪َّ :‬‬
‫هرولة‪ ،‬فإذا قال عن ن ْف ِسه‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يأتي على صفة‪ ،‬هرول ًة أو َ‬
‫غير‬ ‫فإنَّه ال بدَّ أن َ‬
‫يكون إتيانُه هرول ًة‪ ،‬إذا كنَّا نؤمن بإتيانِه‬
‫َ‬ ‫(أتيتُه هرولة)‪ُ ،‬قلنا‪ :‬ما الذي ُ‬
‫يمنع أن‬

‫((( «مجموع الفتاوى والرسائل» (‪.)188/1‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪396‬‬

‫فة من الص ِ‬
‫فات‪،‬‬ ‫يكون إتيانُه على ِص ٍ‬
‫َ‬ ‫حقيق ًة؟! فإذا كان يأتي حقيق ًة فال بدَّ ْ‬
‫أن‬
‫ِّ‬
‫فإذا أخ َبرنا أنَّه يأتي هرول ًة‪ُ ،‬ق ْلنا‪ :‬آمنَّا ِ‬
‫بالله»(((‪.‬‬ ‫َ‬
‫ا ْل َه ْي َمنَ ُة‬
‫تاب ال َع ِ‬
‫زيز‪.‬‬ ‫ابت ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫هيمن) ال َّث ِ‬
‫اسمه (الم ِ‬
‫وجل‪ِ ،‬من ِ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة ل َّل ِه َّ‬
‫عز َّ‬
‫ُ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫الم َه ْي ِم ُن‪[ ‬الحشر‪.]23 :‬‬ ‫ِ‬
‫قو ُله تَعا َلى‪ُ :‬‬
‫‪‬الم ْؤم ُن ُ‬
‫اآلية ‪ 48‬من سورة المائدة ‪ُ ‬م َصدِّ ًقا لِ َما َب ْي َن َيدَ ْي ِه‬‫تفسير ِ‬
‫ِ‬ ‫جرير في‬ ‫ٍ‬ ‫قال اب ُن‬
‫«وأصل الهيمنَة‪ِ :‬‬ ‫َاب َو ُم َه ْي ِمنًا َع َل ْي ِه‪ ...‬اآلية‪:‬‬ ‫ِم ْن ا ْل ِكت ِ‬
‫واالرتقاب؛‬
‫ُ‬ ‫الح ُ‬
‫فظ‬ ‫ُ ََْ‬
‫فالن عليه‪ ،‬فهو‬ ‫ٌ‬ ‫يم َن‬ ‫وح ِف َظه َ‬
‫وش ِهده‪ :‬قدْ َه َ‬ ‫الر ُج ُل الشي َء َ‬ ‫ب َّ‬ ‫ُيقال‪ :‬إذا َر َق َ‬
‫يهيمن هيمنَ ًة‪ ،‬وهو عليه م ِ‬
‫هيم ٌن» اهـ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫ُ‬
‫أسماء ِ‬
‫الله‬ ‫ِ‬ ‫اسم ِمن‬ ‫ٍ‬
‫منظور في «لسان العرب»‪« :‬المهيم ُن‪ٌ :‬‬ ‫وقال اب ُن‬
‫تعالى في الكتُب القديمة‪ ...‬والمهيم ُن‪ :‬الشاهدُ ‪ ،‬وهو َمن آ َم َن َغ َيره من‬
‫الرقيب؛ ُيقال‪:‬‬ ‫الكسائي‪ :‬المهيم ُن َّ‬ ‫ِ‬
‫غيره‪َّ :‬‬
‫الشهيد‪ ،‬وقال ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الخوف‪ ...‬وقال‬
‫يء‪ ،‬وقيل‪ :‬مهيم ٌن في األصل‬ ‫الش ِ‬ ‫هيمن ي ِ‬
‫هيم ُن َه ْي َمنَ ًة‪ ،‬إذا كان رقي ًبا على َّ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫األمانة»‪.‬‬ ‫يعل من‬ ‫ؤيمن‪ ،‬وهو م َف ِ‬ ‫م ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يكون ِمنهم ِمن ٍ‬
‫قول‬ ‫ُ‬ ‫هيم ُن‪ :‬هو الشهيدُ على َخ ْل ِقه بما‬
‫وقال البيهقي‪« :‬الم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫قيب على‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫الر ُ‬ ‫عمل‪ ،‬وهو من صفات ذاته‪ ،‬وقيل‪ :‬هو األمي ُن‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َّ‬ ‫أو‬
‫ُ‬
‫والحافظ له»(((‪.‬‬ ‫يء‪،‬‬ ‫الش ِ‬
‫َّ‬

‫((( «شرح صحيح البخاري» (‪.)377/8‬‬


‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)55‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪397‬‬

‫اح ُد َوا ْل َو ْح َدانِ َّي ُة‬


‫ا ْلو ِ‬
‫َ‬
‫والسنَّة‪ ،‬وهي ِصف ٌة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالو ْحدَ انِ َّي ِة‬ ‫عز َّ‬
‫الكتاب ُّ‬ ‫بداللة‬ ‫وجل َ‬ ‫ف الل ُه َّ‬ ‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬‫ِ‬ ‫احد) ِمن‬‫ذاتي ٌة‪ ،‬و(الو ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬إِنَّما الله إِ َله و ِ‬
‫احدٌ ‪[ ‬النساء‪.]171 :‬‬ ‫َ ُ ٌ َ‬
‫اح ِد ا ْل َق َّه ِ‬
‫ار‪[ ‬غافر‪.]16 :‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪ :‬لِم ِن الم ْل ُك ا ْليوم لِ َّل ِه ا ْلو ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫َ‬
‫شريك‬ ‫‪ -1‬قو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪...« :‬ال إل َه َّإل الل ُه‪ْ ،‬‬
‫وحدَ ه ال‬
‫الصحيحة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َكرر في ٍ‬
‫كثير من األحاديث َّ‬ ‫له‪ »...‬وقد ت َّ‬
‫بل ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه َل َّما‬ ‫بن َج ٍ‬ ‫ِ‬
‫لمعاذ ِ‬ ‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫قول ِّ‬
‫وحدوا الل َه تعالى‪.(((»...‬‬
‫أن ُي ِّ‬ ‫َبع َثه إلى ال َي ِ‬
‫من‪ ...« :‬ف ْلي ُك ْن َّأو َل ما تَدعوهم إلى ْ‬

‫ٍ‬
‫شريك‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬ ‫وحدَ ه بال‬
‫البيهقي‪« :‬الواحدُ ‪ :‬هو الفر ُد الذي لم َي َزل ْ‬
‫ُّ‬ ‫قال‬

‫يك‪ ،‬وهذه صف ٌة يستح ُّقها بذاتِه»(((‪.‬‬


‫سيم لذاتِه وال شبي َه له وال َش ِر َ‬
‫الذي ال َق َ‬
‫الذات‪ِ ... :‬‬
‫العلم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫«مثال ِص ِ‬
‫فات‬ ‫ُ‬ ‫السلمان‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫العزيز َّ‬ ‫يخ عبدُ‬
‫عن ِ‬
‫الله»(((‪.‬‬ ‫َنفك ِ‬
‫الجالل‪ ،‬وهي التي ال ت ُّ‬ ‫ِ‬
‫الو ْحدَ ان َّية‪َ ،‬‬
‫الحياة‪َ ...‬‬

‫((( رواه البخاري (‪.)7372‬‬


‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)63‬‬
‫((( «الكواشف الجلية» (ص ‪.)429‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪398‬‬

‫ا ْل َو ِار ُ‬
‫ث‬
‫ِ‬
‫العزيز‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫ث‪ ،‬وهي ِصف ٌة ذات َّي ٌة ثابت ٌة‬ ‫وجل بأنَّه ِ‬
‫الوار ُ‬ ‫عز َّ‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬

‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬إِنَّا ن َْح ُن ن َِر ُ‬


‫ث ْالَ ْر َض َو َم ْن َع َل ْي َها‪[ ‬مريم‪.]40 :‬‬

‫ون‪[ ‬الحجر‪.]23:‬‬ ‫‪‬وإِنَّا َلن َْح ُن ن ُْح ِيي َون ُِم ُ‬


‫يت َون َْح ُن ا ْل َو ِار ُث َ‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬وهو الباقي‬ ‫فات ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ث‪ِ :‬صف ٌة ِمن ِص ِ‬ ‫ِ‬
‫«الوار ُ‬ ‫األزهري‪:‬‬ ‫قال‬
‫ُّ‬

‫الدَّ ِائم»(((‪.‬‬

‫البيهقي‪« :‬الباقي‪ :‬هو الذي دا َم وجو ُده‪ ،‬والبقا ُء له صف ٌة قائم ٌة بذاتِه‪،‬‬


‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫وفي معناه ِ‬
‫الوارث»(((‪.‬‬
‫اسع والم ِ‬
‫ِ‬
‫وس ُع‬ ‫ا ْل َو ُ َ ُ‬
‫ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب‬ ‫ثابت‬ ‫الواسع والم ِ‬
‫وسع‪ ،‬وهذا‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وجل بأنَّه‬ ‫عز‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫و(الواسع) من‬ ‫والسن َِّة‪،‬‬
‫ُّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬إِ َّن الل َه َواس ٌع َعل ٌ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪.]115 :‬‬

‫((( «تهذيب اللغة» (‪.)117/15‬‬


‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)66‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪399‬‬

‫‪‬و ِس َع َر ِّبي ك َُّل َش ْي ٍء ِع ْل ًما‪[ ‬األنعام‪.]80 :‬‬


‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫ون‪[ ‬الذاريات‪.]47 :‬‬ ‫‪ -3‬وقو ُله‪ :‬والسماء بنَينَاها بِ َأي ٍد وإِنَّا َلم ِ‬
‫وس ُع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫قضى يو َم القيامة‬ ‫ِ‬
‫الناس ُي َ‬ ‫«إن َّأو َل‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫المال‪.(((»...‬‬ ‫ِ‬
‫أصناف‬ ‫وسع الل ُه عليه وأ ْعطا َه ِمن‬ ‫ٌ‬ ‫َع ِ‬
‫ورجل َّ‬ ‫ليه‪...‬‬
‫حديث الدُّ ِ‬
‫عاء في ص ِ‬
‫الة ِ‬
‫الجنازة‪ ،‬وفيه‪ ...« :‬و َأك ِْر ْم ن ُُز َله‪َ ،‬‬
‫وو ِّس ْع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬

‫ُمدخ َله‪.(((»...‬‬
‫(الواسع)‪ ،‬وهو الغني‪ ،‬والسع ُة‪ِ :‬‬
‫الغنَى»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫«ومن ِصفاتِه‬
‫قال ابن ُقتيب َة‪ِ :‬‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الخلق أجمعين‪،‬‬
‫َ‬ ‫وسعت رحمتُه‬
‫ْ‬ ‫«الواس ُع‪:‬‬ ‫األصبهاني‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال َق َّوا ُم ُّ‬
‫السنَّة‬
‫الخلق أجمعين‪ ،‬ال ِ‬
‫تجدُ أحدً ا َّإل وهو يأك ُُل ِرز َقه‪ ،‬وال‬ ‫َ‬ ‫وقيل‪ِ :‬‬
‫وس َع ِرز ُقه‬ ‫ِ‬

‫غير ما َر َز َق»(((‪.‬‬ ‫أن َ‬ ‫ي ِ‬


‫قد ُر ْ‬
‫يأكل َ‬ ‫َ‬
‫فة ِ‬‫رجع معناه إلى ِص ِ‬ ‫ِ‬
‫العل ِم‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫العالم‪ ،‬ف َي ِ ُ‬
‫ُ‬ ‫«الواس ُع‪ :‬هو‬ ‫يهقي‪:‬‬
‫وقال ال َب ُّ‬
‫الخ ْل ِق»(((‪.‬‬ ‫وسع غناه م ِ‬
‫فاق َر َ‬ ‫الغني الذي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)1905‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)963‬‬
‫((( «تفسير غريب القرآن» (ص ‪.)15‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)150/1‬‬
‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)60‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪400‬‬

‫‪‬و ِس َع َر ِّبي ك َُّل‬


‫األصفهاني في «المفردات»‪« :‬وقو ُله‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫الراغب‬
‫ُ‬ ‫وقال‬

‫اط بِك ُِّل َش ْي ٍء ِع ْل ًما‪ ،‬وقوله‪َ :‬والل ُه‬


‫وصف له؛ نحو‪َ  :‬أ َح َ‬
‫ٌ‬ ‫َش ْي ٍء ِع ْل ًما‪:‬‬

‫لمه‬‫وع ِ‬‫عة ُقدرتِه ِ‬


‫اسعا ح ِكيما‪ ،‬فعبار ٌة عن س ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬وك َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َان الل ُه َو ً َ ً‬ ‫يم‪َ ،‬‬ ‫َواس ٌع َعل ٌ‬
‫ورحمتِه وإ ْفضالِه»‪.‬‬

‫عة‪ ،‬أي‪ِ :‬من‬


‫«الواسع‪ :‬الغنِي؛ يقال‪ :‬فالن يعطي ِمن س ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫اجي‪:‬‬
‫الز َّج ُّ‬
‫وقال َّ‬
‫وجدَ ٍة‪.(((»...‬‬
‫ِغنًى ِ‬

‫ُّعوت و ُمتع ِّلقاتِها‪،‬‬


‫فات والن ِ‬ ‫«الواسع الص ِ‬
‫ُ ِّ‬
‫ِ‬ ‫السعدي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫الرحمن‬ ‫الش ُ‬
‫يخ عبدُ‬ ‫وقال َّ‬
‫ِ‬
‫العظمة‬ ‫واسع‬ ‫حصي أحدٌ ثنا ًء عليه‪ ،‬بل هو كما َأ ْثنَى على ن ْف ِسه‪،‬‬ ‫بحيث ال ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الجود والكَر ِم»(((‪.‬‬ ‫عظيم‬ ‫ِ‬
‫واإلحسان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الفضل‬ ‫واسع‬ ‫والملك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والسلطان ُ‬

‫ا ْل ِو ْت ُر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حيحة‪،‬‬ ‫وجل بأنَّه ِوت ٌْر‪ ،‬وهي صف ٌة ذات َّي ٌة ثابت ٌة باألحاديث َّ‬
‫الص‬ ‫عز َّ‬
‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫و(الوتْر) من‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬

‫اسما‪َ ،‬من‬ ‫َ‬ ‫«لله تِسع ٌة وتِ‬


‫رضي الله عنه‪ِ :‬‬
‫حديث َأبي ُهرير َة ِ‬
‫ُ‬
‫سعون ً‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫يحب ِ‬
‫الوت َْر»(((‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫وإن الل َه ِوت ٌْر‬ ‫َح ِف َظها َ‬
‫دخ َل َ‬
‫الجنَّ َة‪َّ ،‬‬

‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)72‬‬


‫((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (‪.)305/5‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)6410‬ومسلم (‪.)2677‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪401‬‬

‫الوتر؛ َفأ ْوتِروا يا‬


‫َ‬ ‫يحب‬
‫ُّ‬ ‫«إن الل َه ِوت ٌْر‬ ‫حديث علي ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫أهل ال ُق ِ‬
‫رآن»(((‪.‬‬ ‫َ‬

‫الوتر في ِصفة ِ‬
‫الله َّ‬ ‫«الوتر‪ :‬الفر ُد‪ ،‬ومعنى ِ‬
‫جل وعال‪ :‬الواحدُ‬ ‫ُ‬ ‫قال الخ َّط ُّ‬
‫ابي‪:‬‬

‫بصفاتِه؛ فهو‬
‫ريك له‪ ،‬وال نظير له‪ ،‬المتفرد عن خ ْل ِقه‪ ،‬البائن ِمنهم ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫الذي ال َش َ‬
‫ِ‬ ‫سبحانه ِوت ٌْر‪،‬‬
‫أزواجا»(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫وجميع خ ْلقه ٌ‬
‫شفع‪ُ ،‬خلقوا‬ ‫ُ‬

‫نظير‪ ،‬وهذه صف ٌة‬


‫ريك له وال َ‬ ‫البيهقي‪ِ :‬‬
‫«الوت ُْر‪ :‬هو الفر ُد الذي ال َش َ‬ ‫ُّ‬ ‫قال‬

‫يستح ُّقها بذاتِه»(((‪.‬‬

‫َّ‬ ‫وممن َأثب َت اسم (ا ْل ِوتْر) ِ‬


‫الخ َّط ُّ‬
‫ابي(((‪ ،‬واب ُن َمنْدَ ه(((‪،‬‬ ‫وجل‪َ :‬‬ ‫عز‬
‫لله َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫والبيهقي(((‪ ،‬واب ُن حز ٍم(((‪ ،‬واب ُن الق ِّيم(((‪ ،‬واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬
‫ُّ‬

‫((( رواه أحمد (‪ ،)1224( )144/1‬وأبو داود (‪ ،)1416‬والترمذي (‪ )453‬واللفظ له‪ ،‬وابن‬
‫ماجه (‪ ،)1169‬والحاكم (‪.)441/1‬‬
‫الترمذي في ُسنَنه‪ ،‬واب ُن حجر في «هداية الرواة»‬
‫ُّ‬ ‫وحسنه‬
‫َّ‬ ‫والحديث سكَت عنه أبو داود‪،‬‬
‫وصححه‬
‫َّ‬ ‫(‪ ،)57/2‬وقال أحمدُ شاكر في «مسند أحمد» (‪ :)290/2‬إسنا ُده صحيح‪،‬‬
‫األلباني في «صحيح سنن الترمذي» (‪.)453‬‬
‫ُّ‬
‫((( «شأن الدعاء» (ص ‪.)30-29‬‬
‫((( «االعتقاد» (ص ‪.)68‬‬
‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)29‬‬
‫((( «التوحيد» (‪.)196/2‬‬
‫((( «األسماء والصفات» (‪.)48/1‬‬
‫((( «المحلى باآلثار» (‪.)282/6‬‬
‫((( «مدارج السالكين» (‪.)109/3‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪402‬‬

‫ا ْل َو ْج ُه‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫وجل‪ ،‬ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة لله َّ‬
‫عز َّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ون َّإل ا ْبتِ َغا َء َو ْج ِه ال َّلهِ‪[ ‬البقرة‪.]272 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬وما ت ِ‬
‫ُنف ُق َ‬ ‫َ َ‬

‫‪‬وا َّل ِذي َن َص َب ُروا ا ْبتِ َغا َء َو ْج ِه َر ِّب ِه ْم‪[ ‬الرعد‪.]22 :‬‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ٍ ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫ابن َمسعود رض َي الل ُه عنه قال‪َ « :‬ق َسم ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫إن هذه َل ِقسم ٌة ما ُأريدَ بها وج ُه ال َّل ِه‪.(((»...‬‬ ‫وس َّل َم َق ْس ًما‪ ،‬فقال ٌ‬
‫رجل‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫الثالثة ا َّلذين ُحبِ ُسوا في ِ‬ ‫ابن ُعمر ِ‬
‫الغار‪،‬‬ ‫رض َي الل ُه عنهما في‬ ‫حديث ِ َ‬‫ُ‬ ‫‪–2‬‬
‫فعلت ذلك ابتغا َء ِ‬ ‫«اللهم ْ‬ ‫ٍ‬ ‫فقال ُّ‬
‫وجهك؛ ِّ‬
‫ففر ْج عنَّا‬ ‫ُ‬ ‫كنت‬
‫إن ُ‬ ‫َّ‬ ‫واحد منهم‪:‬‬ ‫كل‬
‫ما نح ُن فيه‪.(((»...‬‬
‫اص ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪ ...« :‬إنَّك ل ْن تُخ َّل َ‬
‫ف‬ ‫حديث ِ‬
‫سعد ِ‬
‫بن أبي و َّق ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ازددت به درج ًة ِ‬
‫ورفع ًة‪.(((»...‬‬ ‫َ‬ ‫عمل تَبتغي به َو ْج َه ال َّل ِه‪َّ ،‬إل‬ ‫َ‬
‫فتعمل ً‬

‫فات جا َء بها كتا ُبه‬‫وص ٌ‬ ‫«لله تبارك وتَعالى أسماء ِ‬ ‫قال اإلمام الشافعي‪ِ :‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫وجها بقوله‪ :‬ك ُُّل َش ْي ٍء‬ ‫وأخ َبر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أ َّمتَه‪َّ ...‬‬
‫وأن له ً‬ ‫ْ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)3405‬ومسلم (‪.)2495‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)2272‬ومسلم(‪.)2743‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)6733‬ومسلم (‪.)1628‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪403‬‬

‫جل ِل َو ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫الك َْرام‪.(((» ...‬‬ ‫َهال ٌك َّإل َو ْج َه ُه‪ ،‬وقوله‪َ :‬‬
‫‪‬و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذو ا ْل َ‬

‫أن أورد جمل ًة ِمن اآليات تُثبت ِصف َة‬ ‫وقال اإلما ُم اب ُن ُخزيم َة بعدَ ْ‬
‫ِ‬
‫واليمن‬ ‫جاز وتِهام َة‬
‫الح ِ‬ ‫أهل ِ‬ ‫لمائنا من ِ‬ ‫لله تعالى‪« :‬فنحن وجميع ُع ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الو ْجه ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُقر بذلك‬‫والعراق والشا ِم ومصر؛ مذه ُبنا‪ :‬أنَّا نُثبِ ُت لله ما أثبتَه الل ُه لنَ ْفسه‪ ،‬ن ُّ‬
‫أن نُشبه وجه خالِ ِقنا بوج ِه ٍ‬ ‫بأ ْلسنِتنا‪ ،‬ونُصدِّ ق ذلك ب ُقلوبِنا؛ ِمن ِ‬
‫أحد من‬ ‫َ ْ‬ ‫غير ْ ِّ َ َ ْ َ‬
‫المع ِّطلين»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أن ُيشبه المخلوقين‪َّ ،‬‬
‫عز ر ُّبنا ْ‬
‫وجل ر ُّبنا عن مقالة ُ‬ ‫المخلوقي َن‪َّ ،‬‬

‫عز َّ‬ ‫فات ِ‬‫«ومن ِص ِ‬ ‫الحافظ ابن مندَ ه‪ِ :‬‬


‫ف بها‬‫وص َ‬ ‫وجل التي َ‬ ‫الله َّ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫وقال‬
‫ٍ ِ‬
‫ن ْف َسه قو ُله‪ :‬ك ُُّل َش ْيء َهال ٌك َّإل َو ْج َه ُه‪ ،‬وقال‪َ :‬‬
‫‪‬و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذو‬
‫ستعيذ َبو ْج ِه ِ‬
‫الله من‬ ‫ُ‬ ‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم َي‬ ‫جل ِل َو ْ ِ‬
‫ا ْل َ‬
‫الك َْرام‪ ،‬وكان ُّ‬
‫ٌ‬
‫«بيان‬ ‫ِ‬
‫بسنده‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫َ‬
‫أحاديث‬ ‫سر َد‬ ‫الن َِّار ِ‬
‫والفتن ك ِّلها‪ ،‬و َي ُ‬
‫سأل به‪ ،»...‬ثم َ‬
‫وجل»(((‪ ،‬وسرد ِ‬
‫بسنده‬ ‫عز َّ‬‫أن العبا َد َين ُظرون إلى َو ْجه ر ِّبهم َّ‬ ‫آخ ُر ُّ‬
‫يدل على َّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ما ُّ‬
‫يدل على ذلك‪.‬‬

‫وص َفه‬
‫وجل الذي َ‬ ‫عز َّ‬ ‫إثبات َو ْج ِه الله َّ‬
‫ِ‬ ‫وقال َقوام السنَّة األصبهاني‪ِ :‬‬
‫«ذكْر‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ُ ُّ‬
‫ِ‬
‫جل ِل‬
‫‪‬و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذو ا ْل َ‬ ‫بالجالل واإلكرا ِم والبقاء في قولِه َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫َو ْ ِ‬
‫الك َْرام‪.(((»‬‬

‫((( «طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪)282/1‬‬


‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)25/1‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪.)36/3‬‬
‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)199/1‬‬
‫السنَّة والجماعة» لاللكائي (‪ ،)412/3‬و«تفسير ابن جرير» =‬
‫وانظر‪« :‬أصول اعتقاد أهل ُّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪404‬‬

‫ا ْل ُ‬
‫وجو ُد‬
‫ان ُظ ْر‪( :‬الموجود)‪.‬‬

‫ا ْل َو ْح َدانِ َّي ُة‬


‫ِ‬
‫(الواحد)‪.‬‬ ‫ان ُظ ْر‪:‬‬

‫ا ْل َو ُدو ُد‬
‫الصالِحين‬ ‫ِ‬
‫ويحب عبا َده َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الو ُدو ُد‪ ،‬الذي َي َو ُّد‬
‫وجل بأنَّه َ‬ ‫عز َّ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه‬ ‫و(الو ُدو ُد) ِمن‬ ‫ِ‬
‫العزيز‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالكتاب‬ ‫و َيو ُّدونه‪ ،‬وهي ِصف ٌة فعل َّي ٌة ثابت ٌة‬
‫َ‬
‫تعالى‪.‬‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس َت ْغف ُروا َر َّبك ُْم ُث َّم تُو ُبوا إِ َل ْيه إِ َّن َر ِّبي َرح ٌ‬
‫يم َو ُدو ٌد‪‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫‪‬و ْ‬
‫[هود‪.]90 :‬‬

‫ور ا ْل َو ُدو ُد‪[ ‬البروج‪.]14 :‬‬


‫‪‬و ُه َو ا ْل َغ ُف ُ‬
‫‪ -2‬وقوله‪َ :‬‬
‫الود والمودة‪ :‬الحب والمحبة‪ ،‬والودود‪ِ :‬‬
‫ب‪ .‬ان ُظ ْر‪« :‬لسان العرب»‪.‬‬
‫المح ُّ‬
‫َ ُ ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ ُّ َ َ َّ‬

‫«الو ُدو ُد‪ :‬فيه قوالن‪:‬‬


‫اجي‪َ :‬‬ ‫قال أبو القاس ِم َّ‬
‫الز َّج ُّ‬
‫فور بمعنى غافِر‪ ،‬وكما‬ ‫ِ‬
‫عول بمعنى فاع ٍل؛ كقولك‪َ :‬غ ٌ‬
‫أحدُ هما‪ :‬أنَّه َف ٌ‬
‫ِ‬ ‫بور بمعنى صابِر‪َ ،‬‬
‫الو ُدو ُد في‬
‫كور بمعنى شاكر‪ ،‬فيكون َ‬
‫وش ٌ‬ ‫قالوا‪َ :‬ر ُج ٌل َص ٌ‬

‫‪‬و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك‪ ،‬وتفسير اآلية ن ْفسها من «أضواء البيان»‪ ،‬وانظر كال َم‬ ‫ِ‬
‫= لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫كثير في ِصفة (السمع)‪.‬‬ ‫غوي في ِصفة (األصابع)‪ ،‬وكال َم ِ‬
‫ابن ٍ‬ ‫ال َّب ِّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪405‬‬

‫الصالحي َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِصفات ِ‬


‫المذهب أنَّه َيو ُّد عبا َده َّ‬ ‫وجل على هذا‬ ‫الله تعالى َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل ودو ٌد‬ ‫و ُيح ُّبهم‪ ،‬والو ُّد والمو َّد ُة والمح َّبة في المعنى َسوا ٌء؛ فالل ُه َّ‬
‫ب لهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫والصالحين من عباده‪ ،‬وهو ُمح ٌّ‬ ‫ألوليائه َّ‬

‫وب‪ ،‬أي‪:‬‬
‫رجل َه ُي ٌ‬‫فعول؛ كما ُيقال‪ٌ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫اآلخر‪ :‬أنَّه َف ٌ‬
‫عول بمعنى َم‬ ‫ُ‬
‫والقول َ‬
‫وجل َمودو ٌد‪ ،‬أي‪ :‬يو ُّده ِعبا ُده و ُيح ُّبونه‪ ،‬وهما‬
‫َّ‬ ‫عز‬
‫فتقديره‪ :‬أنَّه َّ‬
‫ُ‬ ‫هيب‪،‬‬
‫َم ٌ‬
‫وجهان ج ِّيدان‪.‬‬
‫ولعبده‪ ،‬ف ُيقال‪ :‬العبدُ شكور ِ‬
‫لله‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‬ ‫لله َّ‬‫عل ِ‬ ‫وقد تأتي الصف ُة ِ‬
‫بالف ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫للعبد‪ ،‬أي‪َ :‬يشكُر له َع َم َله‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫أي‪َ :‬يشك ُُر نِعمتَه‪ ،‬والل ُه َّ‬
‫وجل َش ٌ‬
‫كور‬
‫مله‪ ،‬والعبدُ تواب إلى ِ ِ‬ ‫يجازيه على َع ِ‬
‫اب عليه‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫الله من َذنبِه‪ ،‬والل ُه ت ََّو ٌ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ُ‬
‫َي ُ‬
‫قبل توبتَه ويعفو عنه»(((‪.‬‬

‫تاب‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫المت ََو ِّد ُد إلى عباده بن َعمه‪ ،‬الذي َي َو ُّد َمن َ‬
‫«الو ُدو ُد ُ‬
‫وقال اب ُن الق ِّيم‪َ :‬‬
‫البخاري في‬
‫ُّ‬ ‫أيضا‪ ،‬أي‪ :‬المحبوب؛ قال‬
‫الو ُدو ُد ً‬ ‫إليه و َأ َ‬
‫قبل عليه‪ ،‬وهو َ‬
‫يدل على األمرين؛ على‬ ‫أن اللفظ ُّ‬
‫والتحقيق‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫الحبيب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الو ُدو ُد‪:‬‬
‫«صحيحه» َ‬
‫واآلخر بال ُّلزو ِم؛ فهو‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالوضع‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ألوليائه‪ ،‬و َم ْو ُدو ًدا لهم؛ فأحدهما‬ ‫كونِه وا ًّدا‬
‫ِ‬
‫ألوليائه‪ُ ،‬يح ُّبهم و ُيح ُّبونه»(((‪.‬‬ ‫المحب‬ ‫الحبيب‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬

‫الو ْص ُ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ان ُظر‪ِّ :‬‬
‫(الصفة)‪.‬‬

‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)152‬‬


‫((( «التبيان في أقسام القرآن» (ص‪ ،)59‬وانظر‪« :‬تفسير غريب القرآن» (ص ‪ )18‬البن قتيبة‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪406‬‬

‫ا ْل َو ْص ُل َوا ْل َق ْط ُع‬
‫َّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫عز‬ ‫ِ‬
‫بالله َّ‬ ‫ثابتتان بالسن َِّة الصحيحة‪ ،‬ت ِ‬
‫َليقان‬ ‫ِ‬ ‫فتان فِعلي ِ‬
‫تان‪،‬‬ ‫ِص ِ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫جران وال َقطعِ‪.‬‬ ‫والو ْص ُل‪ :‬ضدُّ ِ‬
‫اله‬ ‫َ‬

‫الدَّ ليل‪:‬‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ُ‬ ‫قالت‪ :‬قال‬ ‫حديث عائش َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنها ْ‬ ‫ُ‬

‫تقول‪َ :‬من َو َص َلني َو َص َله الل ُه و َمن َق َط َعني‬ ‫ِ‬


‫بالعرش‪ُ ،‬‬ ‫«الر ِح ُم ُمع َّلق ٌة‬
‫وس َّل َم‪َّ :‬‬
‫َق َط َعه الل ُه»(((‪.‬‬
‫وجل لِمن ي ِص ُل ِ‬
‫رح َمه ُّ‬ ‫«الوصل من ِ‬
‫يدل على‬ ‫عز َّ َ َ‬ ‫الله َّ‬ ‫ُ‬ ‫البراك‪:‬‬
‫يخ َّ‬‫الش ُ‬
‫قال َّ‬
‫وجل في ج ِ‬
‫زائه ثوا ًبا وعقا ًبا‪،‬‬ ‫عز َّ‬
‫الله َّ‬ ‫أن الجزا َء من ِج ِ‬
‫نس العمل‪ ،‬وهذه سنَّ ُة ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫دخ ُل في معنى‬
‫مما َي ُ‬ ‫ُ ِ‬
‫والوصل من الله تعالى يكون بما شا َء سبحانه وتعالى َّ‬
‫ِ‬
‫الوصل َّ‬
‫اللئق به سبحانه»(((‪.‬‬

‫جر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحافظ ابن َح ٍ‬ ‫الش ِ‬
‫بل على‬ ‫علي ِّ‬ ‫َعليق َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ُ‬
‫يخ ٍّ‬ ‫الشيخ اب ُن باز ت َ‬ ‫أقر‬
‫وقد َّ‬
‫الئقان به‪ِ ،‬من‬
‫ِ‬ ‫لله سبحانه‬ ‫ِ‬
‫ثابتان ِ‬ ‫والقطع فِعالن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫«الوصل‬ ‫الذي ُ‬
‫يقول فيه‪:‬‬
‫ِ‬
‫الواجب إثباتُها‬ ‫والمقابلة لِمن يستح ُّقهما‪ ،‬وهما ِمن الص ِ‬
‫فات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المجازاة‬ ‫باب‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫َين على ِ‬
‫الله في َحقيق َت ْيهما»(((‪.‬‬ ‫الصفات‪ ،‬وليستَا بمستحيلت ِ‬ ‫ِ‬
‫كسائر ِّ‬ ‫له سبحانه‬

‫((( رواه البخاري (‪ )5989‬ومسلم (‪ )4635‬واللفظ له‪.‬‬


‫((( «تعليقات على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص‪.)102‬‬
‫((( «التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص‪.)72‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪407‬‬

‫(((‬
‫الو ْط َأ ُة بِ َو ٍّج‬
‫‪َ ‬‬
‫آخ َر َو ْط َأ ٍة َوطِئَها الل ُه بِ َو ٍّج»(((‪.‬‬
‫«إن ِ‬ ‫ِ‬
‫الحديث‪َّ :‬‬ ‫جا َء في‬

‫«وطِئه‬ ‫يكون بال َقد ِم؛ قال ال َف ُير َ‬


‫وزابادي في «القاموس المحيط»‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫والو ْط ُء‬
‫َ‬
‫داسه»‪.‬‬
‫طؤه‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫بالكسر‪َ ،‬ي ُ‬

‫ُ‬
‫والحافظ اب ُن‬ ‫وجل‪ :‬أبو َيع َلى ال َف َّرا ُء(((‪،‬‬
‫عز َّ‬ ‫ثبت الوطأ َة ِصف ًة ِ‬
‫لله َّ‬ ‫وممن َأ َ‬
‫َّ‬
‫الق ِّي ِم(((‪.‬‬

‫ديني ُ‬
‫يقول في‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫الم ِّ‬ ‫علي ب َن َ‬
‫«سمعت َّ‬ ‫ُ‬ ‫الدارمي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫سعيد‬ ‫عثمان ب ُن‬ ‫قال‬
‫«إن ِ‬
‫آخ َر‬ ‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪َّ :‬‬ ‫رض َي الل ُه عنها‪ِ ،‬‬ ‫حديث خول َة ِ‬
‫عن ِّ‬
‫آخ ُر ِ‬
‫خيل‬ ‫سفيان‪ -‬يعني‪ :‬ابن ُعيين َة‪ -‬فسره‪ ،‬فقال‪ :‬إنَّما هو ِ‬
‫ُ‬ ‫و ْط ٍ‬
‫أة بِ َو ٍّج»‪ :‬قال‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫بوج»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الله ٍّ‬

‫واد بال َّط ِائف‪ ،‬أو هو ال َّطائف‪ُ .‬ينظر‪(( :‬مسند إسحاق بن راهويه)) (‪(( ،)47/5‬معجم‬
‫((( وج‪ٍ :‬‬
‫َ ٌّ‬
‫البلدان)) لياقوت (‪.)361/5‬‬
‫ضعيف‪ .‬رواه أحمد في «المسند» (‪ ،)17598( )172/4‬والطبراني في «المعجم‬ ‫ٌ‬ ‫((( إسنا ُده‬
‫الكبير» (‪ ،)14/16‬والبيهقي في «األسماء والصفات» (‪ ،)389/2‬من طريق سعيد بن أبي‬
‫راشد وهو مجهول‪.‬‬
‫ورواه أحمد في «المسند» (‪ ،)27355( )409/6‬والحميدي في «المسند» (‪،)382/1‬‬
‫وابن راهوية في «المسند» (‪ )47/5‬والطبراني في «المعجم الكبير» (‪ ،)477/17‬والبيهقي‬
‫في «األسماء والصفات» (‪ )388/2‬من طريق عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن خول َة ِ‬
‫بنت َحكي ٍم‪،‬‬
‫انقطاع‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وبينهما‬
‫((( «إبطال التأويالت» (‪.)379/2‬‬
‫((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (‪.)467/1‬‬
‫البيهقي بإسناده الصحيح إلى الدارمي في «األسماء والصفات» (‪.)390/2‬‬
‫ُّ‬ ‫((( أخرجه‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪408‬‬

‫أة َوطِ َئها الل ُه بِ َو ٍّج)‪ ،‬فإنِّي أراه ‪-‬‬


‫(آخر و ْط ٍ‬
‫وقال ابن ُقتيب َة‪« :‬وأما قوله ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫وو ٌّج هي ال َّطائف‪،‬‬ ‫والله أعلم ‪ِ َّ -‬‬
‫أوقع الل ُه بالمشركين بالطائف‪َ ،‬‬ ‫أن آخ َر ما َ‬ ‫ُ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫ُ‬ ‫آخر َغ ٍ‬
‫سفيان بن ُعيين َة‪ِ :‬‬
‫زاة غزاها‬ ‫ُ ُ‬ ‫وكذلك قال‬
‫وس َّل َم ال َّطائف»(((‪.‬‬

‫ضعيف ال تَث ُبت به ِصف ٌة‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫والحديث ‪ -‬كما َع ِل َ‬
‫مت ‪-‬‬ ‫ُ‬

‫ا ْل َوكِ ُ‬
‫يل‬
‫والسن َِّة‪ ،‬وهو‬
‫تاب ُّ‬
‫ثابت ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫الو ِكيل‪ ،‬وهذا ٌ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه َ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫اسم من‬
‫ٌ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫‪‬ح ْس ُبنَا الل ُه َونِ ْع َم ا ْل َوكِ ُ‬
‫يل‪[ ‬آل عمران‪.]173 :‬‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫‪‬و ُه َو َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َوكِ ٌ‬
‫يل‪[ ‬األنعام‪.]102 :‬‬ ‫‪ -2‬وقو ُله‪َ :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫الوكِيل‪،‬‬
‫عم َ‬
‫ِ‬
‫«ح ْس ُبنا الل ُه ون َ‬
‫اس رض َي الل ُه عنهما؛ قال‪َ :‬‬
‫ابن عب ٍ ِ‬
‫حديث ِ َّ‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫إبراهيم ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم حين ُأ ْلق َي في الن َِّار‪ ،‬وقا َلها َّ‬
‫محمدٌ ص َّلى‬ ‫ُ‬ ‫قالها‬
‫الل ُه عليه وس َّل َم‪.(((»...‬‬

‫الو ِكيل‪ :‬هو‬ ‫ِ‬


‫أسماء ِ‬ ‫قال اب ُن َم ٍ‬
‫الله تعالى َ‬ ‫نظور في «لسان العرب»‪« :‬وفي‬

‫الف ذلِك في كتابه «تأويل مختلف‬


‫((( «غريب الحديث» (‪ ،)409/1‬وتقدَّ م أنه مال إلى ِخ ِ‬
‫الحديث»‪.‬‬
‫((( رواه البخاري (‪.)4563‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪409‬‬

‫ستقل ِ‬
‫بأمر التوكُّل الموكَل إليه‪،‬‬ ‫الع ِ‬
‫باد‪ ،‬وحقيقتُه أنَّه َي ُّ‬ ‫بأرزاق ِ‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الكفيل‬ ‫المقيم‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫إسحاق‪:‬‬ ‫َّخ ُذوا ِم ْن ُدونِي َو ِك ًيل‪ ...‬وقال أبو‬
‫ْزيل العزيز‪َ  :‬أ َّل َتت ِ‬
‫وفي ال َّتن ِ‬
‫بجمي ِع ما َخ َلق»‪.‬‬
‫الله تعالى الذي تَوك ََّل بالقيا ِم َ‬ ‫الو ِكيل في ِصفة ِ‬ ‫َ‬

‫‪‬ح ْس ُبنَا الل ُه َونِ ْع َم ا ْل َو ِك ُيل‪:-‬‬ ‫ِ ِ‬


‫تفسير قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ٍ‬
‫جرير‪ -‬في‬ ‫وقال اب ُن‬
‫يقول‪ :‬ونِ ْع َم المولى لِ َمن َولِ َيه‬ ‫‪‬ونِ ْع َم ا ْل َو ِك ُيل‪‬؛ ُ‬
‫«ك َفانا الل ُه؛ يعني‪َ :‬يكفينا الل ُه َ‬
‫ِ‬
‫العرب‬ ‫الو ِك َيل في كالم‬ ‫ألن َ‬ ‫ف الل ُه تعالى ن ْف َسه بذلك؛ َّ‬ ‫وص َ‬‫و َك َفله‪ ،‬وإنَّما َ‬
‫فلما كان القو ُم الذين‬‫الم ْسنَدُ إليه القيا ُم بأ ْم ِر َمن َأسندَ إليه القيا َم بأ ْم ِره‪َّ ،‬‬
‫هو‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫اآليات قدْ كانوا َف َّو ُضوا أ ْم َرهم إلى الله‪،‬‬ ‫وص َفهم به في هذه‬ ‫وص َفهم الل ُه بما َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ف ن ْفسه ِ‬ ‫ِ‬
‫وتفويضهم‬ ‫بقيامه لهم بذلك‪،‬‬ ‫وص َ َ‬ ‫ووثقوا به‪ ،‬و َأسندُ وا ذلك إليه؛ َ‬ ‫َ‬
‫الو ِك ُيل الل ُه تعالى لهم»‪.‬‬ ‫عم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ْم َرهم إليه بالوكالة‪ ،‬فقال‪ :‬ون َ‬
‫ِ‬
‫الم ْو َلى (ا ْل َوال َي ُة َو ُ‬
‫الم َواالةُ)‬ ‫ا ْل َول ُّي َو َ‬
‫و(الول ِ ُّي)‬
‫َ‬ ‫وجل بأنَّه َول ِ ُّي الذين آ َمنوا وموالهم‪،‬‬
‫َّ‬ ‫عز‬
‫ف الل ُه َّ‬‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫والسن َِّة‪.‬‬ ‫ثابتان ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب ُّ‬
‫ِ‬ ‫لله تعالى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اسمان ِ‬ ‫و(الم ْو َلى)‪:‬‬
‫َ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫خ ِرجهم ِمن ال ُّظ ُلم ِ‬
‫ات إِ َلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬الل ُه َول ُّي ا َّلذ َ‬
‫ين آ َمنُوا ُي ْ ُ ُ ْ ْ‬
‫ُّور‪[ ‬البقرة‪.]257 :‬‬‫الن ِ‬

‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ذلِ َك بِ َأ َّن الل َه َم ْو َلى ا َّل ِذي َن آ َمنُوا َو َأ َّن ا ْلكَافِ ِري َن ال َم ْو َلى‬
‫َل ُه ْم‪[ ‬محمد‪.]11 :‬‬

‫واآليات في ذلك كثير ٌة جدًّ ا‪.‬‬


‫ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪410‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫عجزت عن‬ ‫ني‪ْ ،‬‬
‫إن‬ ‫ِ‬ ‫عبد ِ‬‫الزب ِير البنِه ِ‬ ‫‪ُ -1‬‬
‫َ‬ ‫الجمل‪« :‬يا ُب َّ‬ ‫الله يو َم‬ ‫قول ُّ َ‬
‫ِ‬
‫فوالله ما َد َر ْي ُت ما أرا َد حتى‬ ‫ِ‬
‫فاستع ْن عليه بموالي‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫منه (يعني‪َ :‬د ْينَه)؛‬
‫ُربة ِمن َدينِه‬
‫وقعت في ك ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫فوالله ما‬ ‫أبت‪َ ،‬من موالك؟ قال‪ :‬الل ُه! قال‪:‬‬ ‫قلت‪ :‬يا ِ‬ ‫ُ‬
‫قضيه‪.(((»...‬‬ ‫اقض عنه دينَه في ِ‬
‫ِ‬ ‫الز ِ‬
‫بير‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬يا مو َلى ُّ‬ ‫َّإل ُ‬
‫َ َ‬
‫آت ن ْف ِسي تَقواها‪،‬‬
‫رضي الله عنه‪ ...« :‬اللهم ِ‬
‫َّ‬ ‫َ ُ‬
‫بن َأرقم ِ‬
‫َ‬
‫حديث ِ‬
‫زيد ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫أنت ول ُّيها وموالها‪.(((»...‬‬
‫خير َمن زكَّاها‪َ ،‬‬
‫أنت ُ‬
‫وزكِّها َ‬
‫َ‬
‫تفسير قولِه تعالى‪ :‬الل ُه َولِ ُّي ا َّل ِذي َن آ َمنُوا‪[ ‬البقرة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫قال اب ُن جرير في‬
‫وتوفيقه»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يتولهم بعونِه‬ ‫وظهيرهم؛ َّ‬ ‫«نصيرهم‬ ‫‪:]257‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحنفي في ِصفة (ال َغ َضب)‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وان ُظ ْر كال َم ابن أبي ِّ‬
‫العز‬

‫الخطابي(((‪ ،‬واب ُن َمنْدَ ه(((‪ ،‬واب ُن‬ ‫عز َّ‬


‫وجل‪:‬‬ ‫لله َّ‬ ‫وممن َأثب َت اسم (ا ْلولِي) ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫َّ َ‬
‫حزم(((‪ ،‬واب ُن َح ٍ‬
‫جر(((‪.‬‬
‫طابي(((‪ ،‬واب ُن َح ٍ‬
‫جر(((‪،‬‬ ‫عز َّ‬
‫وجل‪َ :‬‬ ‫وممن َأثب َت اسم (ا ْلمو َلى) ِ‬
‫الخ ُّ‬ ‫لله َّ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫واب ُن ُع َثيمين(((‪.‬‬

‫((( رواه البخاري (‪.)3129‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)2722‬‬
‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)78‬‬
‫((( «التوحيد» (‪.)196/2‬‬
‫((( «المحلى باآلثار» (‪.)282/6‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫((( «شأن الدعاء » (ص ‪.)101‬‬
‫((( «فتح الباري» (‪.)219/11‬‬
‫الم ْث َلى» (ص‪.)19‬‬ ‫ِ‬
‫((( «القواعد ُ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪411‬‬

‫ا ْل َو َّه ُ‬
‫اب‬
‫ب ما يشا ُء لِ َمن يشا ُء‪ ،‬كيف شا َء‪،‬‬ ‫الو َّهاب‪َ ،‬ي َه ُ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل بأنَّه َ‬ ‫ف الل ُه َّ‬
‫وص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫أسمائه تعالى‪.‬‬ ‫و(الو َّهاب) ِمن‬ ‫والسن َِّة‪ ،‬وهي ِصف ٌة فِعل َّي ٌة‪،‬‬ ‫ثابت ِ‬
‫بالك ِ‬
‫َ‬ ‫تاب ُّ‬ ‫وهذا ٌ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ب َلنَا ِم ْن َلدُ ن َْك‬
‫‪‬ر َّبنَا َل ت ُِز ْغ ُق ُلو َبنَا َب ْعدَ إِ ْذ َهدَ ْي َتنَا َو َه ْ‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫اب‪[ ‬آل عمران‪.]8 :‬‬ ‫َر ْح َم ًة إِن ََّك َأن َ‬
‫ْت ا ْل َو َّه ُ‬

‫ُـور‪‬‬ ‫ـب لِ َمـ ْن َي َشـا ُء ُّ‬


‫الذك َ‬
‫ِ‬
‫ـب ل َمـ ْن َي َشـا ُء إِنَا ًثـا َو َي َه ُ‬
‫‪ -2‬وقو ُلـه‪َ  :‬ي َه ُ‬

‫[الشـورى‪.]49 :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫َ‬
‫ليمان‪:‬‬ ‫قول ِ‬
‫أخي ُس‬ ‫ذكرت َ‬
‫ُ‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪ ...« :‬ثم‬ ‫ُ‬
‫َ َ‬
‫ب لِي ُم ْلكًا َل َينْ َب ِغي ِلَ َح ٍد ِم ْن َب ْع ِدي‪.(((»...‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َر ِّب ا ْغف ْر لي‪َ ،‬و َه ْ‬

‫اله ِبة وال َعط َّي ِة‪ ،‬وف َّعال في‬


‫الكثير ِ‬
‫ُ‬ ‫«الو َّهاب‪:‬‬
‫اجي‪َ :‬‬ ‫قال أبو القاس ِم َّ‬
‫الز َّج ُّ‬
‫ٍ‬ ‫رب للمبالغة؛ فالله َع َّز وج َّل وهاب؛ يهب ِ‬
‫واحد‬ ‫لعباده واحدً ا بعدَ‬ ‫َّ ٌ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كال ِم ال َع ِ ُ‬
‫والهب ُة‪ :‬اإلعطا ُء‬ ‫ِ‬
‫فجاءت الصف ُة على ف َّعال؛ لكثرة ذلك وتر ُّدده‪ِ ،‬‬ ‫و ُيعطيهم‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مكافأة»(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫استحقاق وال‬ ‫َفض ًل وابتدا ًء ِمن ِ‬
‫غير‬ ‫ت ُّ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)541‬‬


‫((( «اشتقاق أسماء الله» (ص ‪.)126‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪412‬‬

‫ِ‬
‫األعواض‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬
‫منظور في «لسان العرب»‪« :‬الهب ُة‪ :‬العطي ُة الخالي ُة ِ‬ ‫وقال اب ُن‬

‫وها ًبا‪ ،‬وهو ِمن أبنية المبا َلغة‪،»...‬‬ ‫ِ‬


‫واألغراض‪ ،‬فإذا ك ُثرت؛ ُس ِّمي صاح ُبها َّ‬
‫ِ‬
‫المنعم‬ ‫فات ِ‬
‫الله تعالى‬ ‫وجل الوهاب؛ فهو ِمن ِص ِ‬
‫عز َّ‬ ‫ثم قال‪« :‬واسم ِ‬
‫الله َّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اهب»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العباد‪ ،‬والله تعالى الو َّهاب الو ِ‬ ‫على‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬

‫ا ْل َي َد ِ‬
‫ان‬
‫ٍ‬ ‫باقي ِصفاتِه؛ ِمن ِ‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة ِ‬
‫َحريف‬
‫غير ت‬ ‫وجل‪ ،‬نُثبتُها كما نُثبِ ُت َ‬
‫عز َّ‬
‫لله َّ‬

‫والسن َِّة‪.‬‬
‫تاب ُّ‬
‫َمثيل‪ ،‬وهي ثابت ٌة ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫ٍ‬
‫َكييف وال ت ٍ‬ ‫َعطيل‪ ،‬ومن ِ‬
‫غير ت‬ ‫ٍ‬ ‫وال ت‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ت ا ْل َي ُهو ُد َيدُ ال َّل ِه َم ْغ ُلو َل ٌة ُغ َّل ْت َأ ْي ِد ِيه ْم َو ُل ِعنُوا بِ َما‬
‫‪ -1‬قو ُله تَعا َلى‪ :‬و َقا َل ِ‬
‫َ‬
‫ف َي َشا ُء‪[ ‬المائدة‪.]64 :‬‬ ‫َان ُي ِنف ُق َك ْي َ‬
‫َقا ُلوا ب ْل يدَ اه مبسو َطت ِ‬
‫َ َ ُ َُْ‬
‫ِ‬
‫‪ -2‬وقو ُله‪َ  :‬ما َمنَ َع َك َأ ْن ت َْس ُجدَ ل َما َخ َل ْق ُت بِ َيدَ َّ‬
‫ي‪[ ‬ص‪.]75 :‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫بس ُط‬ ‫حديث أبي موسى األشعري ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه‪َّ :‬‬ ‫ُ‬
‫«إن الل َه تعالى َي ُ‬ ‫ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫ليتوب مسي ُء ال َّل ِ‬
‫يل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بسط يدَ ه بالن ِ‬
‫َّهار؛‬ ‫ليتوب ُمسي ُء الن ِ‬
‫َّهار‪ ،‬و َي ُ‬ ‫َ‬ ‫يل؛‬‫َيدَ ه بال َّل ِ‬
‫الشمس ِمن مغربِها»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حتى تَط ُل َع‬

‫أنت أبو ال َب َشر‪،‬‬ ‫الش ِ‬


‫فاعة‪ ،‬وفيه‪ ...« :‬فيأتونه فيقولون‪ :‬يا آ َد ُم‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫حديث َّ‬ ‫‪-2‬‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2760‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪413‬‬

‫وحه‪.(((»...‬‬ ‫ُ‬ ‫خل َق َك الل ُه بِ َي ِده‪ ،‬ون َفخ َ‬


‫فيك ِمن ر ِ‬

‫ُ‬
‫الميزان‬ ‫غيضها نفق ٌة‪ ...‬وب َي ِده األخرى‬
‫ملى ال َي ُ‬ ‫حديث‪« :‬يدُ ِ‬
‫الله ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ي ِ‬
‫خف ُض و َير َف ُع»(((‪.‬‬ ‫َ‬

‫فات جا َء بها‬
‫وص ٌ‬ ‫قال اإلمام الشافعي‪« :‬ل ِ ِ‬
‫له تبارك وتعالى أسماء ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫وأن له َي ِ‬
‫دين‬ ‫سميع‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫كتا ُبه‪ ،‬وأخ َبر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُأ َّمتَه‪ ...‬أنَّه‬
‫ات َم ْط ِو َّي ٌ‬
‫ات‬ ‫الس َم َو ُ‬ ‫َان‪َّ ،‬‬ ‫بقوله‪ :‬ب ْل يدَ اه مبسو َطت ِ‬
‫‪‬و َّ‬
‫وأن له يمينًا بقوله‪َ :‬‬ ‫َ َ ُ َُْ‬
‫بِ َي ِمينِ ِه‪.(((»...‬‬

‫جل‬ ‫ِ‬
‫البارئ َّ‬ ‫للخ ِ‬
‫الق‬ ‫اليد َ‬‫إثبات ِ‬
‫ِ‬ ‫كر‬ ‫ِ‬ ‫وقال اإلما ُم اب ُن ُخزيم َة‪:‬‬
‫«باب‪ :‬ذ ُ‬ ‫ٌ‬
‫دان كما أ ْع َلمنا في محكَم َتن ِ‬ ‫أن الله تعالى له ي ِ‬
‫ْزيله‪،»...‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والبيان َّ َ‬
‫ُ‬ ‫وعال‪،‬‬
‫البيان ِمن ُسن َِّة‬
‫ِ‬ ‫كر‬ ‫ِ‬
‫«باب‪ :‬ذ ُ‬
‫ِ‬
‫تدل على ذلك‪ ،‬ثم قال‪ٌ :‬‬
‫ِ‬
‫اآليات ُّ‬ ‫وسر َد ُجمل ًة ِمن‬ ‫َ‬
‫جل وعال‪ُ ،‬مواف ًقا لِ َما َت َل ْونا‬ ‫إثبات ِ‬
‫يد ِ‬
‫الله َّ‬ ‫ِ‬ ‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم على‬
‫ِّ‬
‫من َتن ِ‬
‫ْزيل ر ِّبنا ال مخال ًفا‪ ،‬قدْ ن ََّزه الل ُه نب َّيه وأ ْعلى درجتَه ور َفع َقدْ َره عن أن‬
‫أنزل الل ُه عليه ِمن ِ‬
‫وحيه»(((‪.‬‬ ‫موافق لِ َما َ‬
‫ٌ‬ ‫يقول َّإل ما هو‬‫َ‬

‫سم ُع ويرى‪،‬‬ ‫عز َّ‬


‫وجل َي َ‬ ‫«وأجمعوا على أنَّه َّ‬
‫َ‬ ‫األشعري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫الحسن‬ ‫وقال أبو‬
‫دين َمبسوطت ِ‬
‫َين»(((‪.‬‬ ‫وأن له تعالى َي ِ‬
‫َّ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)3340‬ومسلم (‪.)194‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)7411‬ومسلم (‪.)993‬‬
‫((( «طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪)282/1‬‬
‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)118/1‬‬
‫((( «رسالة إلى أهل الثغر» (ص ‪.)225‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪414‬‬

‫الس َل ُم بِ َي ِده‪ ،‬و َيدا ُه‬


‫«وخ َل َق آ َد َم عليه َّ‬
‫اإلسماعيلي‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال أبو ٍ‬
‫بكر‬
‫كتاب ِ‬
‫الله‬ ‫ُ‬ ‫كيف يداه؛ إذ لم َينطِ ْق‬
‫اعتقاد َ‬‫ِ‬ ‫مبسوطتان ُي ِنف ُق َ‬
‫كيف َيشا ُء‪ ،‬بال‬ ‫ِ‬

‫تعالى فيه بكَيف»(((‪.‬‬

‫لله تعالى ِصف ًة‬‫اليد ِ‬‫إثبات ِ‬ ‫ِ‬ ‫«فص ٌل‪ :‬في‬ ‫السن َِّة‬
‫األصبهاني‪ْ :‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال َق َّوا ُم ُّ‬
‫البيان ِمن‬
‫ِ‬ ‫كر‬ ‫ِ‬
‫تدل على ذلك‪ ،‬ثم قال‪« :‬ذ ُ‬
‫ِ‬
‫اآليات التي ُّ‬ ‫بعض‬ ‫له»‪ ،‬ثم أورد َ‬
‫إثبات ِ‬
‫اليد ُمواف ًقا لل َّتن ِ‬
‫ْزيل»((( ثم أور َد‬ ‫ِ‬ ‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم على‬ ‫ِ‬
‫ُسنَّة ِّ‬
‫تدل على ذلك‪.‬‬ ‫بسنده ُّ‬‫أحاديث ِ‬ ‫َ‬

‫َين به‪ ،‬ذات َّيت ِ‬


‫َين‬ ‫ختصت ِ‬
‫دين ُم َّ‬ ‫«إن ِ‬
‫لله تعالى َي ِ‬ ‫شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة‪َّ :‬‬
‫وقال ُ‬
‫ليق بجالله»(((‪.‬‬
‫له كما َي ُ‬

‫‪ ‬ا ْل َي َس ُار‬
‫ان ُظ ْر‪( :‬ال َي ِمين)‪.‬‬
‫ِ‬
‫ا ْل َيم ُ‬
‫ين‬
‫والسن َِّة‪.‬‬
‫تاب ُّ‬
‫ثابت ِ‬
‫بالك ِ‬ ‫وجل بأنَّها َي ِمي ٌن‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫عز َّ‬
‫ف َيدُ الله َّ‬
‫ُوص ُ‬
‫ت َ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬
‫ات َم ْط ِو َّي ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫‪‬و ْالَ ْر ُض َجمي ًعا َق ْب َض ُت ُه َي ْو َم ا ْلق َيا َمة َو َّ‬
‫الس َم َو ُ‬ ‫قو ُله تَعا َلى‪َ :‬‬
‫بِ َي ِمين ِ ِه‪[ ‬الزمر‪.]67 :‬‬

‫((( «اعتقاد أئمة الحديث» (ص ‪.)51‬‬


‫((( «الحجة في بيان المحجة» (‪.)185/1‬‬
‫((( «مجموع الفتاوى» (‪ .)263/6‬وانظر‪« :‬أصول االعتقاد» لاللكائي (‪.)412/3‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪415‬‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫ين ِ‬
‫الله َم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ألى‪ ،‬ال‬ ‫حديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ « :‬يم ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫غيضها نفق ٌة‪.((( »...‬‬
‫َي ُ‬

‫السما َء ب َي ِمينِه‪.(((»..‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫حديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪ ..« :‬و َيطوي َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫رسول ِ‬
‫الله ص َّلى الل ُه‬ ‫ُ‬ ‫رض َي الل ُه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫حديث أبي ُهرير َة ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫َ َ‬
‫ب ط ِّيب ‪ -‬وال َيص َعدُ إلى ِ‬
‫كس ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫الله‬ ‫عليه وس َّل َم‪َ « :‬من تَصدَّ َق ب َعدل تمرة من ْ‬
‫فإن الل َه َيتق َّب ُلها ب َي ِمينِه‪.(((»...‬‬
‫َّإل ال َّط ِّيب ‪َّ -‬‬

‫فات جا َء بها كتا ُبه‪،‬‬


‫وص ٌ‬ ‫قال اإلمام الشافعي‪ِ :‬‬
‫«لله تبارك وتعالى أسماء ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫وأن له َي ِ‬
‫دين بقوله‪َ  :‬ب ْل‬ ‫سميع‪َّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وأخ َبر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُأ َّمتَه‪ ..‬أنّه‬
‫ات بِ َي ِمينِ ِه‪.(((»..‬‬
‫ات َم ْط ِو َّي ٌ‬‫الس َم َو ُ‬
‫‪‬و َّ‬‫وأن له يمينًا بقوله‪َ :‬‬ ‫َان‪َّ ‬‬ ‫يدَ اه مبسو َطت ِ‬
‫َ ُ َُْ‬
‫وأن إحدى ي ِ‬
‫ديه‬ ‫دين‪َّ ،‬‬‫وجل َي ِ‬ ‫عز َّ‬ ‫أن ِ‬
‫لله َّ‬ ‫والجماعة ي ِ‬
‫ؤمنون َّ‬ ‫ِ‬ ‫السن َِّة‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فأهل ُّ‬
‫ديه َي ِمين؟‬
‫أن ِكلتا ي ِ‬
‫َ‬ ‫بالش ِ‬
‫مال؟ أم َّ‬ ‫ف ِّ‬ ‫ِ‬
‫َيمي ٌن؛ فهل األُخرى ت َ‬
‫ُوص ُ‬

‫القول في ِصفة ِّ‬


‫الشمال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫تحقيق‬
‫ُ‬
‫الشمال أو ال َي ِ‬
‫سار‬ ‫بإثبات ِص ِ‬
‫فة ِّ‬ ‫ِ‬ ‫أول‪ :‬القائِ َ‬
‫لون‬ ‫ً‬

‫وصدِّ يق حسن‬ ‫ٍ‬


‫سعيد الدارمي‪ ،‬وأبو يع َلى الفراء‪ِ ،‬‬ ‫منهم‪ :‬اإلما ُم ُع ُ‬
‫ثمان ب ُن‬
‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)7419‬ومسلم (‪.)993‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)7382‬ومسلم (‪.)2787‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)7430‬ومسلم (‪.)1014‬‬
‫((( «طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪)282/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪416‬‬

‫وإليك أد َّلتَهم وأقوا َلهم‪:‬‬


‫َ‬ ‫الهراس‪ ،‬وعبد الله ال ُغنيمان‪،‬‬
‫ومحمد خليل َّ‬
‫َّ‬ ‫خان‪،‬‬

‫أد َّلتهم‪:‬‬
‫عز‬ ‫الله بن ُعمر ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ « :‬يطوي الل ُه َّ‬ ‫عبد ِ‬‫حديث ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬
‫يامة‪ ،‬ثم يأخذهن ِ‬
‫بيده ال ُيمنى‪ ،‬ثم ُ‬ ‫الق ِ‬‫وات يوم ِ‬
‫وجل السم ِ‬
‫ُ‬
‫الملك!‬ ‫يقول‪ :‬أنا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ‬
‫(((‬ ‫بشمالِه‪ ،‬ثم ُ‬
‫يقول‪»...‬‬ ‫رون؟ ثم يطوي ْالَرضين ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المتك ِّب َ‬
‫ارون؟ أي َن ُ‬ ‫َأي َن َ‬
‫الج َّب َ‬

‫إلخ الحديث‪.‬‬

‫«خ َلق الل ُه آد َم ِحي َن‬


‫رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ :‬‬ ‫حديث أبي الدَّ ِ‬
‫رداء ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬

‫وضر َب كتِ َفه‬


‫َ‬ ‫فأخرج ُذر َّي ًة بيضا َء كأنَّهم ُّ‬
‫الذر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فضر َب كتِ َفه ال َي ِمي َن‬
‫خ َل َقه‪َ ،‬‬
‫الجن َِّة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫مم‪ ،‬فقال ل َّلتي في َيمينه‪ :‬إلى َ‬ ‫الح ُ‬ ‫فأخرج ُذر َّي ًة سودا َء كأنَّهم ُ‬
‫َ‬ ‫ال ُيسرى‬

‫ساره‪ :‬إلى الن َِّار وال ُأبالي»(((‪.‬‬


‫وال ُأبالي‪ ،‬وقال ل َّلتي في َي ِ‬

‫اليدين بال َي ِمين‪ -‬كما في األحاديث‬


‫ِ‬ ‫وصف إحدى‬
‫ُ‬ ‫‪ِ -3‬‬
‫ومن أد َّلتهم‬
‫ً‬
‫شمال‪ ،‬وفي‬ ‫ليست َي ِمينًا‪ ،‬فتكون‬
‫ْ‬ ‫وأن هذا َيقتضي َّ‬
‫أن األخرى‬ ‫السابقة‪َّ -‬‬
‫بعض األحاديث تُذكَر الي ِمين‪ ،‬ويذكر مقاب ُلها‪ِ :‬‬
‫«بيده األُخرى»‪ ،‬وهذا َيعني‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مال‪.‬‬ ‫ليست ال َي ِمي َن‪ ،‬فتكون ِّ‬
‫الش َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫أن األخرى‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2788‬‬


‫((( رواه أحمد (‪ ،)27528( )441/6‬والبزار في «البحر الزخار» (‪ ،)78/10‬والطبراني في‬
‫«مسند الشاميين» (‪.)261/3‬‬
‫قال البزار‪ :‬إسنا ُده حس ٌن‪ .‬وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (‪ :)188/7‬رواه أحمد والبزار‬
‫وصحح إسنا َده األلباني في «السلسلة الصحيحة» (‪.)49‬‬
‫َّ‬ ‫الصحيح‪.‬‬ ‫والطبراني ورجا ُله ُ‬
‫رجال َّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪417‬‬

‫أقوالهم‪:‬‬
‫ِ‬
‫الجاهل‬ ‫«وأعجب ِمن هذا ُ‬
‫قول ال َّث ْل ِج ِّي‬ ‫ُ‬ ‫الدارمي‪:‬‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫قال اإلما ُم أبو‬
‫قسطون يو َم‬ ‫الله ص َّلى الله عليه وس َّلم‪« :‬الم ِ‬
‫رسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث‬ ‫فيما ا َّدعى َ‬
‫تأويل‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وكلتا يديه َي ِمين»‪ ،‬فا َّدعى‬ ‫حمن‪ِ ،‬‬
‫الر ِ‬ ‫نور‪ ،‬عن َي ِم ِ‬
‫ين َّ‬ ‫منابر ِمن ٍ‬
‫القيامة على َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خرج من‬‫تأو َل كلتا يديه َيمين؛ أنَّه َ‬
‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم َّ‬ ‫لجي َّ‬
‫أن َّ‬ ‫ال َّث ُّ‬
‫ِ‬
‫اليدين إلى النِّعم؛ يعني‬ ‫وخرج ِمن معنى‬ ‫ِ‬
‫تأويل الغلول ِّيين أنَّها َيمين األيدي‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ف أحدٌ‬
‫وص ُ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون ألحد َيمينان‪ ،‬فال ُي َ‬ ‫السنة؛ يعني‪ :‬أنَّه ال‬
‫بالغلول ِّيين‪ :‬أهل ُّ‬
‫وشمال بز ْع ِمه‪.‬‬
‫بي ِمينَين‪ ،‬ولكن ي ِمين ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫رسول الله ص َّلى الل ُه‬
‫ُ‬ ‫سعيد‪ :‬وي َلك أ ُّيها المعارض! إنَّما عنَى‬‫ٍ‬ ‫قال أبو‬
‫الشمال‪ ،‬ولكن تأويله‪:‬‬ ‫مقابلة ال َي ِمين ِّ‬
‫ِ‬ ‫طل َق على التي في‬ ‫عليه وس َّلم ما قد ُأ ِ‬
‫َ‬
‫الشمال‬ ‫عف؛ كما في أيدينا ِّ‬ ‫والض ِ‬ ‫ديه َي ِمين»‪ ،‬أي‪ُ :‬من ََّزه على الن ِ‬
‫َّقص َّ‬ ‫«وكلتا ي ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ً‬
‫إجالل لله‪،‬‬ ‫حمن َي ِمين»؛‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫طش‪ ،‬فقال‪« :‬كلتا يدي َّ‬ ‫ِمن النَّقص وعدَ م ال َب ِ‬
‫مال واليسار‪ ،‬وكذلك‬ ‫بالشمال‪ ،‬وقد ُو ِصفت يداه ِّ‬
‫بالش ِ‬ ‫ف ِّ‬ ‫وص َ‬ ‫وتعظيما ْ‬
‫أن ُي َ‬ ‫ً‬
‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه‬
‫ُ‬ ‫طلق‬ ‫الش ِ‬
‫مال وال َيسار؛ َل َما َأ َ‬ ‫ُ‬
‫إطالق ِّ‬ ‫يجز‬
‫لو لم ْ‬
‫رسول ِ‬
‫الله‬ ‫ُ‬ ‫وس َّل َم‪ ،‬ولولم َي ُج ْز أن ُيقال‪ِ :‬كلتا يدَ ِي الرحمن َي ِمين؛ لم َي ُق ْله‬
‫الخ ْلق؛ فكيف ال ُي ِّ‬
‫جو ُز‬ ‫الناس في َ‬
‫ُ‬ ‫جوزه‬‫ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪ ،‬وهذا قد َّ‬
‫الله أنَّهما جمي ًعا َي ِمينان؟! وقد ُس ِّمي ِمن النَّاس ذا‬
‫اب ُن ال َّثلجي في يدَ ِي ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫مالين من‬ ‫خرج ذو ِّ‬
‫الش‬ ‫أيضا‪ ،‬و َي ُ‬
‫لجي ً‬ ‫نفي د ْعوى ِ‬
‫ابن ال َّث ِّ‬ ‫فجاز ُ‬
‫َ‬ ‫الشمالين‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫أصحاب األيدي»(((‪.‬‬ ‫معنى‬

‫((( «رده على بشر المريسي» (ص ‪.)155‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪418‬‬

‫رداء ِ‬‫حديث أبي الدَّ ِ‬


‫رض َي الل ُه عنه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫أن ذكَر‬ ‫الفرا ُء بعدَ ْ‬ ‫وقال أبو َيع َلى َّ‬
‫ِ‬
‫واليسار‬ ‫القبضة عليه‪ ،‬وال َي ِم ِ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إطالق‬ ‫جواز‬
‫َ‬ ‫الخبر ُيفيدُ‬
‫َ‬ ‫أن هذا‬‫«واعلم َّ‬
‫ْ‬
‫حيل ِصفاتِه؛ فهو‬ ‫قبل ِمن أ َّن ُه ال ُي ُ‬‫غير ممتنعٍ؛ لِ َما ب َّينَّا فيما ُ‬ ‫ِ‬
‫والمسح‪ ،‬وذلك ُ‬
‫والو ْجه وغيرهما»(((‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اليدين َ‬ ‫بمثابة‬

‫باب ِمن «كتاب التوحيد»‬ ‫اب في ِ‬


‫آخ ِر ٍ‬ ‫الوه ِ‬ ‫ِ‬
‫محمدُ ب ُن عبد َّ‬
‫يخ َّ‬‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫مر‬ ‫حديث ِ‬
‫َ‬ ‫الش ِ‬
‫«التصريح بتسميتها ِّ‬
‫ابن ُع َ‬ ‫مال»؛ يعني‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫السادسة‪:‬‬
‫في المسألة َّ‬
‫ِ‬
‫رض َي الل ُه عنه عند مسل ٍم‪.‬‬

‫«ومن صفاتِه سبحانه‪ :‬ال َيد‪ ،‬وال َي ِمين‪،‬‬


‫العلمة ِصدِّ يق حسن خان‪ِ :‬‬
‫َ‬ ‫وقال َّ‬
‫واإلصبع‪ِّ ،‬‬
‫والشمال‪.((( »...‬‬ ‫ْ‬ ‫والكف‪،‬‬
‫ُّ‬
‫المنع من إطالق ال َي ِ‬
‫سار‬ ‫َ‬ ‫ظهر َّ‬
‫أن‬ ‫هراس‪َ « :‬ي ُ‬ ‫محمد خليل َّ‬ ‫َّ‬ ‫الش ُ‬
‫يخ‬ ‫وقال َّ‬
‫إثبات ال َي ِمين وإسنا َد‬ ‫َ‬ ‫هة التأ ُّدب فقط؛ َّ‬
‫فإن‬ ‫وجل إنَّما هو على ِج ِ‬
‫عز َّ‬ ‫على ِ‬
‫الله َّ‬
‫ات بِ َي ِمينِ ِه‪،‬‬
‫ات َم ْط ِو َّي ٌ‬ ‫الس َم َو ُ‬
‫‪‬و َّ‬
‫ِ‬
‫بعض الشؤون إليها كما في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫يل والنهار»؛‬ ‫سحا ُء ال َّل ِ‬
‫الله مألى‪َّ ،‬‬ ‫«إن َي ِمي َن ِ‬ ‫السالم‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫وكما في قوله عليه َّ‬
‫ليست َي ِمينًا»(((‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أن اليدَ األخرى المقابل َة لها‬ ‫يدل على َّ‬‫ُّ‬

‫كتاب ِ‬
‫الله تعالى‬ ‫ِ‬ ‫النصوص ِمن‬
‫ُ‬
‫نيمان‪« :‬تنو ِ‬
‫عت‬ ‫َّ‬ ‫يخ عبدُ ِ‬
‫الله ال ُغ ُ‬ ‫الش ُ‬
‫وقال َّ‬
‫ِ‬
‫وإثبات‬ ‫اليدين ِ‬
‫لله تعالى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إثبات‬ ‫وسن َِّة رسولِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم على‬
‫ُ‬

‫((( «إبطال التأويالت» (ص ‪.)176‬‬


‫((( «قطف الثمر» (ص ‪.)66‬‬
‫((( التعليق على «كتاب التوحيد» البن خزيمة (ص ‪.)66‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪419‬‬

‫مر‪ ،‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫بض‪ ،‬وتَثنيتِهما‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬


‫وإثبات ال َق ِ‬ ‫األصاب ِع لهما‪،‬‬
‫وأن إحداهما َيمي ٌن كما َّ‬
‫بس ُط‬
‫مال؛ كما في «صحيح مسلم»‪ ،‬وأنَّه تعالى َي ُ‬ ‫كثيرة‪ ،‬واألخرى ِش ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫نصوص‬
‫ليتوب مسي ُء ال َّليل‪ ،‬وأنَّه تعالى‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫وبالنهار؛‬ ‫ليتوب مسي ُء النهار‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالليل؛‬ ‫يدَ ه‬
‫ِ‬ ‫ب الط ِّيب ب َي ِمينِه‪ ،‬ف ُيربيها لصاحبِها‪َّ ،‬‬ ‫الكس ِ‬ ‫ِ‬
‫المقسطي َن‬ ‫وأن‬ ‫َيتق َّب ُل الصدق َة من ْ‬
‫مما هو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫منابر ِمن ٍ‬
‫نور‪ ،‬عن َيمين الرحمن‪ ،‬وكلتا يديه َيمين‪ ،‬وغير ذلك َّ‬ ‫على َ‬
‫الله ورسولِه»(((‪.‬‬
‫عن ِ‬ ‫ثابت ِ‬
‫ٌ‬

‫الكف‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫كر‬ ‫كر األصابعِ‪ِ ،‬‬
‫وبذ ِ‬ ‫بذ ِ‬ ‫وقال‪« :‬وقدْ أتانا ص َّلى الله عليه وس َّلم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫واحدة أنَّه‬ ‫منصوصا على‬ ‫مال‪ ،‬وال َي ِ‬
‫دين؛ َم َّر ًة ُمثنَّاة‪ ،‬و َم َّر ًة‬ ‫كر ال َي ِمين‪ِّ ،‬‬
‫والش ِ‬ ‫ِ‬
‫وذ ِ‬
‫ً‬
‫ُّصوص بذلك»(((‪.‬‬ ‫وأن األخرى فيها كذا؛ كما تَقدَّ ِ‬
‫مت الن‬ ‫فعل بها كذا وكذا‪َّ ،‬‬‫َي ُ‬
‫ُ‬

‫سار فيهما‬ ‫ين ال ِش َ‬


‫مال وال َي َ‬
‫ِ‬ ‫بأن كلتا َي ِ‬
‫دي الله َيم ٌ‬ ‫ثان ًيا‪ :‬القائِ َ‬
‫لون َّ‬

‫واأللباني‪ ،‬وإليك‬
‫ُّ‬ ‫والبيهقي‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫منهم‪ :‬اإلمام اب ُن ُخزيم َة‪ ،‬واإلما ُم أحمدُ ‪،‬‬
‫أد َّلتَهم وأقوا َلهم‪:‬‬

‫أد َّلتهم‪:‬‬
‫العاص ِ‬
‫رض َي الل ُه عنهما مرفو ًعا‪َّ :‬‬
‫«إن‬ ‫ِ‬ ‫مرو ِ‬
‫بن‬ ‫بن َع ِ‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وجل‪ ،‬وكِلتا‬
‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫الرحمن َّ‬ ‫ُور‪ ،‬عن َي ِم ِ‬
‫ين‬ ‫الله على منابِ َر ِمن ن ٍ‬
‫المقسطي َن عندَ ِ‬

‫ين‪.(((»...‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َيديه َيم ٌ‬

‫((( «شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري» (‪.)311/1‬‬


‫((( (ص ‪ 318‬و‪.)319‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1827‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪420‬‬

‫ين ِ‬
‫الله مألى‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه مرفو ًعا‪َ « :‬يم ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫القبض؛ يرفع وي ِ‬ ‫ِ‬
‫خفض»(((‪.‬‬ ‫غيضها نفق ٌة‪ ...‬وب َيده األُخرى ُ َ ُ َ‬
‫َي ُ‬

‫أقوالهم‪:‬‬

‫جل‬ ‫ِ‬
‫لخالقنا َّ‬ ‫ُوضح َّ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬
‫ثامنة تُب ِّين وت ِّ‬ ‫قال اب ُن ُخزيم َة‪« :‬باب‪ِ :‬ذكر ُسن ٍَّة‬
‫ِ‬
‫صفة‬ ‫اليسار ِمن‬ ‫عز َّ‬
‫وجل؛ إذ‬ ‫ِ‬
‫لخالقنا َّ‬ ‫سار‬ ‫ِ ِ‬ ‫و َعال ي ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫دين‪ ،‬كلتاهما َيمينان‪ ،‬ال َي َ‬ ‫َ‬
‫يسار»(((‪.‬‬ ‫َ‬
‫يكون له ٌ‬ ‫المخلوقي َن‪َ ،‬ف َج َّل ر ُّبنا عن ْ‬
‫أن‬

‫بإحدى يديه يو َم‬ ‫األرض جمي ًعا َقبض ُة ر ِّبنا َج َّل وعال‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫أيضا‪ِ ...« :‬‬
‫بل‬ ‫وقال ً‬
‫وكلتا َيدي ر ِّبنا َي ِمين‪،‬‬
‫مطويات بي ِمينه‪ ،‬وهي اليدُ األخرى‪ِ ،‬‬
‫ٌ َ‬ ‫موات‬
‫والس ُ‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫اليدين‬ ‫سار؛ إذ ُ‬
‫كون إحدى‬ ‫َ‬
‫يكون له َي ٌ‬ ‫وعز عن أن‬ ‫شمال فيهما‪َّ ،‬‬
‫جل ر ُّبنا َّ‬ ‫َ‬ ‫ال‬

‫وعز عن َش ِبه َخ ْل ِقه»(((‪.‬‬


‫جل ر ُّبنا َّ‬ ‫ِ‬
‫عالمات المخلوقي َن‪َّ ،‬‬ ‫يكون ِمن‬
‫ُ‬ ‫سارا إنَّما‬
‫َي ً‬

‫الله ص َّلى‬ ‫ِ‬


‫رسول ِ‬ ‫الخبر عن‬ ‫صح‬‫حنبل‪« :‬وكما َّ‬ ‫ٍ‬ ‫وقال اإلما ُم أحمدُ ب ُن‬
‫ُ‬
‫اإليمان بذلك‪ ،‬فمن لم ي ِ‬
‫ؤم ْن‬ ‫ُ‬ ‫ديه َي ِمي ٌن»‪،‬‬
‫«وكلتا ي ِ‬
‫الله عليه وس َّلم؛ أنَّه قال‪ِ :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ فهو‬
‫ُ‬ ‫حق كما قال‬ ‫علم َّ‬
‫أن ذلك ٌّ‬ ‫بذلك‪ ،‬و َي ْ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫برسول ِ‬ ‫ُمك َِّذ ٌب‬

‫((( رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪ .‬وقد تقدَّ م َ‬


‫قبل قليل‪ .‬ورواه اب ُن خزيمة في «كتاب التوحيد»‪ ،‬وسندُ ه‬
‫صحيح؛ بلفظ‪« :‬وب َي ِمينه األُخرى ُ‬
‫القبض‪.»...‬‬ ‫ٌ‬
‫((( «كتاب التوحيد» (‪.)159/1‬‬
‫((( المصدر السابق (‪.)197/1‬‬
‫((( «طبقات الحنابلة» ألبي يعلى (‪.)313/1‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪421‬‬

‫األلباني‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫يخ‬ ‫وس ِئل َّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫ابن ُعمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫رض َي‬ ‫َيف نُو ِّفق بين رواية‪« :‬بشماله» الواردة في حديث ِ َ‬
‫«ك َ‬
‫الله عنهما في «صحيح مسلم»‪ ،‬وقولِه ص َّلى الله عليه وس َّلم‪ِ :‬‬
‫«وكلتا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ديه َي ِمين»؟‬
‫ي ِ‬
‫َ‬

‫دء؛ فقو ُله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫الحديثين بادئ ب ٍ‬


‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫تعار َض بين‬ ‫جواب‪ :‬ال ُ‬
‫يديه َي ِمي ٌن»‪ :‬تأكيدٌ لقولِه تعالى‪َ  :‬ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو‬
‫وكلتا ِ‬‫وس َّلم‪ِ ...« :‬‬
‫َ‬
‫الله ص َّلى الل ُه عليه‬ ‫رسول ِ‬ ‫ُ‬ ‫الوصف الذي َأخبر به‬ ‫يع ا ْل َب ِص ُير‪‬؛ فهذا‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫السم ُ‬ ‫َّ‬
‫البشر‪ :‬شمال و َي ِمين‪ ،‬ولكن ِكلتا‬ ‫ِ‬ ‫ليست ِ‬
‫كيد‬ ‫ْ‬ ‫ْزيه‪ ،‬فيدُ ِ‬
‫الله‬ ‫وس َّلم تأكيدٌ للتن ِ‬
‫َ‬
‫يديه سبحانه َي ِمين‪.‬‬
‫أن رواية‪ِ :‬‬
‫«بشماله»‪ :‬شا َّذة؛ كما ب َّينتُها في «تخريج المصطلحات‬ ‫آخ ُر؛ َّ‬
‫وأ ْم ٌر َ‬
‫األربعة الواردة في القرآن» (رقم ‪ )1‬للمودودي‪.‬‬

‫«بشمالِه»‪ ،‬وهو‬
‫أن أبا داود رواه وقال‪« :‬بيده األخرى»‪ ،‬بدَ ل‪ِ :‬‬
‫و ُيؤكِّد هذا َّ‬

‫ديه َي ِمين»‪ ،‬والله أعلم»(((‪.‬‬


‫«وكلتا ي ِ‬
‫َ‬
‫الموافق لقولِه ص َّلى الله عليه وس َّلم‪ِ :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ت ِصف َة ِّ‬
‫(الش ِ‬
‫مال) و(ال َي َسار)‪:‬‬ ‫مناقش ُة ِ‬
‫األد َّلة التي تُثبِ ُ‬
‫َفرد‬ ‫مر عندَ مسل ٍم(((‪ ،‬وفيه لفظ ُة ِّ‬ ‫بد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫حديث َع ِ‬
‫ُ‬
‫(الشمال)‪ ،‬ت َّ‬ ‫بن ُع َ‬ ‫‪-1‬‬
‫عن ِ‬
‫ابن‬ ‫اب‪ ،‬عن سال ٍم‪ِ ،‬‬ ‫الخ َّط ِ‬
‫بن َ‬ ‫مر ِ‬ ‫الله ِ‬ ‫بن ِ‬
‫عبد ِ‬ ‫عمر ب ُن َحمز َة ِ‬
‫بن ُع َ‬ ‫بها ُ‬
‫((( «مجلة األصالة» ( ع‪ ،4‬ص ‪.) 68‬‬
‫((( «صحيح مسلم» (‪.)24-2788‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪422‬‬

‫طريق ُعب ِ‬ ‫البخاري((( ِمن‬


‫يد‬ ‫ِ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫والحديث عند‬ ‫ضعيف‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫مر ب ُن حمز َة‬
‫مر‪ ،‬و ُع ُ‬
‫ُع َ‬
‫بن ِم ْق َس ٍم‬ ‫يد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫ريق ُعب ِ‬
‫مر‪ ،‬وعند مسل ٍم((( من َط ِ َ‬ ‫ِ‬
‫الله‪ ،‬عن نافعٍ‪ ،‬عن ِ‬
‫ابن ُع َ‬
‫مر‪ ،‬وليس عندهما لفظ ُة ِّ‬
‫(الشمال)‪.‬‬ ‫عن ِ‬
‫ابن ُع َ‬

‫مر ب ُن َحمزةَ‪ ،‬عن‬ ‫الحافظ البيهقي‪ِ :‬‬


‫«ذكر ِّ‬ ‫ُ‬
‫َفر َد به ُع ُ‬
‫(الشمال) فيه‪ ،‬ت َّ‬ ‫ُّ‬ ‫قال‬

‫مر؛‬ ‫نافع‪ ،‬و ُع َبيدُ الله ب ُن ِم ْق َسم عن ِ‬


‫ابن ُع َ‬ ‫َ‬
‫الحديث ٌ‬ ‫سالم‪ ،‬وقد َروى هذا‬
‫آخر في ِ‬
‫غير هذه‬ ‫ٍ‬
‫حديث َ‬ ‫وروى ِذكر ِّ‬
‫الشمال في‬ ‫يذكرا فيه ِّ‬
‫(الشمال)‪َ ،‬‬ ‫لم َ‬
‫َ‬
‫وباآلخر‪ :‬يزيد‬ ‫الز َبير‪،‬‬
‫جعفر بن ُّ‬ ‫تفرد بأحدهما‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الق َّصة؛ َّإل أنه‬
‫ُ‬ ‫بمرة‪َّ ،‬‬
‫ضعيف َّ‬
‫ٌ‬

‫النبي ص َّلى الل ُه‬


‫وصح عن ِّ‬
‫َّ‬ ‫يصح ذلك‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫الر َقاشي‪ ،‬وهما متروكان؛ وكيف‬
‫َّ‬
‫ديه َي ِمينًا؟!»(((‪.‬‬
‫عليه وس َّلم أنَّه سمى ِك ْلتَا ي ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬

‫رض َي الل ُه عنه المتقدِّ ُم‪ ،‬وفيه‪« :‬وقال ل َّلتي في‬ ‫حديث أبي الدَّ ِ‬
‫رداء ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬

‫ساره إلى الن َِّار وال ُأبالي»‪.‬‬


‫َي ِ‬

‫جا َء عندَ أحمدَ في «المسند» (‪« :)441/6‬وقال ل َّلذي في كتِ ِفه ال ُيسرى‬

‫السالم‪.‬‬
‫والضمير هنا يعو ُد على آ َدم عليه َّ‬
‫ُ‬ ‫إلى الن َِّار وال ُأبالي»‪،‬‬

‫صحيح‬
‫ٌ‬ ‫قول‬ ‫أن األخرى ِش ٌ‬
‫مال»‪ٌ :‬‬ ‫كر ال َي ِمين ُّ‬
‫يدل على َّ‬ ‫‪ -3‬قولهم‪ِ َّ :‬‬
‫«إن ذ َ‬
‫أن ِكلتا يدَ ِي الله َي ِمي ٌن‪.‬‬ ‫لو لم ِير ْد ما ُّ‬
‫يدل على َّ‬

‫((( «صحيح البخاري» (‪.)7412‬‬


‫((( «صحيح مسلم» (‪25-2788‬و‪.)26‬‬
‫((( «األسماء والصفات» (‪.)55/2‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪423‬‬

‫ِ‬ ‫دي ِ ِ‬ ‫مناقش ُة األد َّلة التي تُثبِ ُ‬


‫الله ك ْلتَيهما َيم ٌ‬
‫ين‪:‬‬ ‫أن َي ِ‬
‫ت َّ‬
‫ليست‬
‫ْ‬ ‫أن األُخرى‬ ‫ِ‬
‫العرب َّ‬ ‫بأن ِكلتيهما َي ِمي ٌن ال َيعني عندَ‬ ‫ِ‬
‫اليدين َّ‬ ‫ف‬‫وص ُ‬‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المرار‪:‬‬ ‫اإلنسان َّ‬
‫بأن يديه كلتَيهما َيمي ٌن كما قال َّ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫وص ُ‬‫َي َس ًارا‪ْ ،‬بل قد ُي َ‬

‫َفتًـــى ِك ْلتَـــا ال َيدَ ْي ِن َلـــ ُه َي ِمي ُن»‬


‫(((‬ ‫َـــة ِمـــ ْن َع ِق ٍ‬
‫يل‬ ‫«وإِ َّن َع َلـــى ْالَمان ِ‬

‫طائه ِشما ُله ك َي ِمينِه‪.‬‬


‫َرمه و َع ِ‬
‫شمال له‪ ،‬بل هو ِمن ك ِ‬
‫َ‬ ‫وال َيعني ْ‬
‫أن ال‬

‫بذي ال َي ِم ِ‬
‫ينين؛ كتَب له‬ ‫ب ِ‬ ‫سين ِ‬
‫بن ُمص َع ٍ‬ ‫الح ِ‬
‫طاهر ب ُن ُ‬
‫ُ‬ ‫ب أبو الط ِّي ِ‬
‫ب‬ ‫و ُل ِّق َ‬
‫أحدُ أصحابِه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الــــمـكَــنَّــــى بِــ َطـــ ِّي‬ ‫ــــذ ِ‬
‫ب‬ ‫ــه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ــــب‬ ‫ُ‬ ‫الــم َ‬
‫ُ‬ ‫ـــــــــير‬‫«لــألم‬
‫الح َســــ ْي ِن ِ‬
‫بن ُم ْصـ َع ِ‬
‫ـب»‬ ‫ِ‬ ‫ــاه ِ‬‫َــــين َط ِ‬
‫ِ‬ ‫ِذي الـي ِ‬
‫(((‬
‫ــــن ُ‬ ‫ــــر بـ‬ ‫ـمـيـن‬ ‫َ‬

‫عمرو‬ ‫ين‪ ،‬وقد سمي ُعمير بن ِ‬


‫عبد ِ‬ ‫الشما َل ِ‬
‫الرج َل ذا ِّ‬ ‫كما َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫العرب ت َُس ِّمي ُ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫رض َي الل ُه عنه بذلِك‪ ،‬وقيل‪ :‬بل هو ُذو ال َي ِ‬
‫دين‪ .‬راجع‪« :‬اإلصابة»‪.‬‬ ‫بن نَضل َة ِ‬
‫ِ‬

‫ين أنَّه ال َي ِمي َن له‪.‬‬


‫الشما َل ِ‬ ‫ُون ِ‬
‫بذي ِّ‬ ‫وال َيعن َ‬

‫التَّرجيح‪:‬‬
‫ٌ‬
‫شمال‪،‬‬ ‫وجل َي ِمي ٌن واألخرى‬
‫عز َّ‬ ‫إحدى َيدي ِ‬
‫الله َّ‬ ‫إن ت َ‬
‫َعليل القائلين َّ‬
‫بأن ْ‬ ‫َّ‬

‫َّقص‬ ‫مال ِمن ِص ِ‬


‫فات الن ِ‬ ‫الش ُ‬
‫وتعظيما؛ إذ ِّ‬ ‫وأنَّنا إنَّما نقول‪ِ :‬كلتاهما َي ِمين؛ تأ ُّد ًبا‬
‫ً‬

‫((( انظر البيت في‪« :‬مختلف تأويل الحديث» البن قتيبة (ص ‪.)247‬‬
‫((( انظر‪« :‬ثمار القلوب» (ص ‪.)291‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪424‬‬

‫فات ِ‬
‫الله توقيف َّية‪،‬‬ ‫إن ِص ِ‬ ‫قوي‪ ،‬وله َح ٌّظ من الن ِ‬
‫َّظر؛ َّإل أنَّنا نقول‪َّ :‬‬ ‫والض ِ‬
‫عف‪ٌ ،‬‬
‫قول ٌّ‬ ‫َّ‬
‫بالش ِ‬
‫مال‬ ‫عز َّ‬
‫وجل ِّ‬ ‫دليل صحيح صريح في وص ِ‬
‫ف إحدى يدي الله َّ‬ ‫وما لم ِ‬
‫يأت ٌ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫«كلتاهما َي ِمي ٌن»‪،‬‬
‫قول النبي ص َّلى الله عليه وس َّلم‪ِ :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫أو ال َي َسار؛ فإنَّنا ال نَتعدَّ ى َ‬
‫الش ِ‬
‫مال وال َي ِ‬
‫سار َأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ميل‪ ،‬وال َّل ُه ُ‬
‫أعلم‪.‬‬ ‫أحاديث ِّ‬ ‫َضعيف‬
‫والقلب إلى ت‬
‫ُ‬
‫(((‬ ‫ِ‬
‫اآلخ ِر َّي ُة‬
‫ثابت ِ‬
‫بالك ِ‬
‫تاب‬ ‫ِ‬
‫(اآلخر)‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫وجل‪ ،‬وذلِك ِمن ِ‬
‫اسمه‬ ‫ِصف ٌة ذات َّي ٌة للهِ َّ‬
‫عز َّ‬

‫والسنَّة‪.‬‬
‫ُّ‬

‫ليل ِمن الكِ ِ‬


‫تاب‪:‬‬ ‫الدَّ ُ‬

‫اه ُر َوا ْل َباطِ ُن َو ُه َو بِك ُِّل َش ْي ٍء‬


‫‪‬هو ْالَو ُل و ْال ِخر وال َّظ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫قول ِ‬
‫الله تعالى‪َ َّ َ ُ :‬‬ ‫ُ‬

‫يم‪[ ‬الحديد‪.]3 :‬‬ ‫ِ‬


‫َعل ٌ‬

‫السنَّة‪:‬‬ ‫الدَّ ُ ِ‬
‫ليل م َن ُّ‬
‫الح َيأ ُمرنا؛ إذا أرا َد أحدُ نا ْ‬
‫أن ينا َم‪:‬‬ ‫هيل؛ قال‪ :‬كان أبو َص ٍ‬ ‫حديث ُس ٍ‬ ‫ُ‬

‫ورب‬ ‫ِ‬
‫موات‪،‬‬ ‫الس‬ ‫ِ‬
‫األيمن‪ ،‬ثم ُ‬ ‫ضطجع على ِش ِّقه‬ ‫ْ‬
‫َّ‬ ‫رب َّ‬ ‫«اللهم َّ‬
‫َّ‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫أن َي‬
‫ٍ‬ ‫ورب ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب والنَّوى‪،‬‬ ‫الح ِّ‬
‫فالق َ‬
‫شيء‪َ ،‬‬ ‫كل‬ ‫العرش ال َعظي ِم‪ ،‬ر َّبنا َّ‬ ‫ورب‬ ‫األرض‪َّ ،‬‬
‫أنت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومن ِْز َل الت ِ‬
‫آخ ٌذ‬ ‫كل شيء َ‬ ‫شر ِّ‬‫واإلنجيل وال ُفرقان‪ ،‬أعو ُذ بِ َك من ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َّوراة‬ ‫ُ‬
‫وأنت ِ‬ ‫بناصيتِه‪،‬‬
‫اآلخ ُر فليس بعدَ ك‬ ‫َ‬ ‫أنت ْالَ َّو ُل َ‬
‫فليس َق ْب َلك شي ٌء‪،‬‬ ‫اللهم َ‬
‫َّ‬

‫سن ِ‬
‫الختا ِم‪.‬‬ ‫لح ِ‬ ‫ِ‬ ‫((( َخ ُ‬
‫الصفة؛ ُمراعا ًة ُ‬
‫تمت بهذه ِّ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪425‬‬

‫فليس ُدونَك شي ٌء؛‬


‫وأنت الباط ُن َ‬
‫َ‬ ‫الظاهر فليس فو َق َك شي ٌء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وأنت‬
‫َ‬ ‫شي ٌء‪،‬‬
‫قر»(((‪ ،‬وكان َيروي ذلِك عن أبي ُهريرة‪ِ ،‬‬
‫عن‬ ‫ض عنَّا الدَّ ْي َن‪ ،‬و َأ ِغنْنا من ال َف ِ‬
‫ا ْق ِ‬

‫النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم‪.‬‬


‫ِّ‬

‫المعنى‪:‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحديث‪.‬‬ ‫‪ -1‬أي‪ :‬ا َّلذي ليس َبعدَ ه شي ٌء كما في‬
‫ِ‬
‫األشياء ك ِّلها(((‪.‬‬ ‫‪ِ -2‬‬
‫الباقي بعدَ‬

‫(الَ َّولِ َّي ِة)‪.‬‬


‫وان ُظ ْر كال َم ابن الق ِّيم في ِصفة ْ‬

‫آخ ُر الكِ ِ‬
‫تاب‬ ‫ِ‬

‫أعلم‬
‫والل ُه ُ‬
‫ين‬ ‫وص َّلى الله وس َّلم على َنبِينا محم ٍد وعلى آلِ ِه وصحبِ ِه َأ ِ‬
‫جمع َ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)2713‬‬


‫((( «جامع األصول» البن األثير (‪« ،)181/4‬تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج‪ ،‬و«لسان‬
‫العرب» البن منظور‪.‬‬
‫َم َ خ‬
‫ِتا ال‬
‫‪427‬‬

‫م ُة‬ ‫ال َ‬
‫خا ِت َ‬
‫رضى‪،‬‬ ‫رب العا َلمين‪ ،‬حمدً ا ط ِّي ًبا مباركًا فيه كما ُي ُّ‬
‫حب ر ُّبنا و َي َ‬ ‫لله ِّ‬ ‫«الحمدُ ِ‬
‫كفور وال ُمو َّد ٍع وال‬ ‫ٍ‬ ‫غير َمك ِْف ٍّي وال َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج ِهه وع ِّز جالله‪َ ،‬‬ ‫وكما َينبغي لكَر ِم ْ‬
‫ِ‬
‫ألداء َح ِّقه‪ْ ،‬‬
‫وأن‬ ‫ِ‬ ‫وأن ُيو ِّف َقنا‬ ‫عمتِه‪ْ ،‬‬ ‫وز َعنا ُش ِ‬ ‫أن ُي ِ‬‫ُمس َت ْغنًى عنه ر ُّبنا‪ ،‬ونَسأ ُله ْ‬
‫كر ن َ‬ ‫َ‬
‫يجعل ما َق َصدْ نا له في هذا‬ ‫َ‬ ‫سن ِعبادتِه‪ْ ،‬‬
‫وأن‬ ‫وح ِ‬ ‫كره ُ‬ ‫وش ِ‬
‫كره ُ‬ ‫ُيعينَنا على ِذ ِ‬
‫ِ‬
‫لعباده‪.‬‬ ‫لوجهه الكري ِم‪ ،‬ونَصيح ًة‬ ‫ِ‬ ‫خالصا‬ ‫غيره‬‫الكتاب وفي ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫لك ثمرتُه وعليه تَبِ َعتُه‪،‬‬ ‫لك ُغن ُْمه وعلى مؤ ِّل ِفه ُغ ْر ُمه‪َ ،‬‬ ‫القارئ له‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫فيا أ ُّيها‬
‫انظر إلى‬ ‫بل ْ‬
‫تلتفت إلى ِ‬
‫قائله‪ِ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫وحق فا ْق َب ْله وال‬‫صواب ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫دت فيه ِمن‬ ‫وج َ‬ ‫فما َ‬ ‫َ‬
‫بغ ُضه‪،‬‬ ‫الحق إذا جاء به من ي ِ‬ ‫قال ال إلى َمن قال‪ ،‬وقدْ ذ َّم الل ُه تعالى َمن َي ُر ُّد َّ‬ ‫ما َ‬
‫َ َ ُ‬
‫بعض الص ِ‬
‫حابة‪:‬‬ ‫و َيق َب ُله إذا قا َله َمن ُيح ُّبه؛ فهذا ُخ ُل ُق األُ َّم ِة ال َغضب َّية؛ قال ُ‬
‫َّ‬
‫وإن كان‬ ‫الباطل على َمن قا َله ْ‬ ‫َ‬ ‫ور َّد‬
‫غيضا‪ُ ،‬‬ ‫وإن كان َب ً‬ ‫ممن قا َله ْ‬ ‫الحق َّ‬ ‫«اقبل َّ‬ ‫ِ‬
‫اإلصابة‪ ،‬و َيأبى‬‫ِ‬ ‫فإن قائ َله لم َي ُأل جهدً ا في‬ ‫وجدت فيه ِمن خطأٍ؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫َحبي ًبا» وما‬
‫بالكمال‪ ،‬كما قيل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫تفر َد‬ ‫الل ُه َّإل ْ‬
‫أن َي َّ‬
‫َفبنُـــو ال َّط ِ‬ ‫بيعة ِ‬
‫صـــل ال َّط ِ‬
‫ِ‬ ‫ص في َأ‬
‫هـــم ال ُي ْج َحدُ‬
‫ْ‬ ‫بيعة َن ْق ُص‬ ‫َ‬ ‫كام ٌن‬ ‫والنَّ ْق ُ‬
‫هول؟! ولكن َمن عُدَّ ْت‬ ‫وكيف ُي ْع َص ُم ِمن الخطأِ َمن ُخ ِل َق ظلو ًما َج ً‬
‫ممن عُدَّ ْت إصاباتُه‪ ،‬وعلى المتك ِّل ِم في هذا‬ ‫واب َّ‬ ‫الص ِ‬ ‫أقرب إلى َّ‬
‫ُ‬ ‫َغلطاتُه‬
‫بالحق‪ ،‬وغايتُه النَّصيح َة ِ‬ ‫كالمه عن ِ‬ ‫يكون مصدر ِ‬ ‫الباب ِ‬ ‫ِ‬
‫لله‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫العل ِم‬ ‫َ َ ُ‬ ‫وغيره أن‬
‫وإن ُج ِع َل ُّ‬
‫الحق تب ًعا للهوى‪َ ،‬ف َسدَ‬ ‫ولرسولِه‪ ،‬وإلخوانِه المسلمين‪ْ ،‬‬ ‫ولكتابِه‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫والطريق‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والحال‬ ‫لب وال َع ُ‬
‫مل‬ ‫ال َق ُ‬
‫والحمدُ ِ‬
‫رسلي َن‬ ‫وبار َك على خا َت ِم ُ‬
‫الم َ‬ ‫وص َّلى الل ُه وس َّل َم َ‬
‫لله َر ِّب العا َلمين‪َ ،‬‬
‫حم ٍد و َع َلى آله َأجمعي َن»(((‪.‬‬‫ُم َّ‬
‫ٍ‬
‫بتصرف يسير‪.‬‬ ‫((( «مدارج السالكين» (‪)522/3‬‬
‫الفهارس‬
‫تافصلا سرهف‬
‫‪431‬‬

‫فهرس الصفات‬

‫األَ َس ُ‬
‫ف (بمعنى ال َغ َضب) ‪68.........‬‬ ‫ِ‬
‫اآلخ ِر َّي ُة ‪424....................‬‬
‫األَ َصابِ ُع ‪69......................‬‬ ‫الم ِجي ُء ‪42.............‬‬
‫ان َو َ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْت َي ُ‬
‫اال ِّط َل ُع ‪72......................‬‬ ‫اإل َجا َب ُة ‪44.......................‬‬ ‫ِ‬

‫اض ‪73....................‬‬ ‫اإل ْع َر ُ‬‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اإل َحا َط ُة ‪46......................‬‬
‫اإل َل ِهي ُة واألُ ُل ِ‬
‫وه َّي ُة ‪74.............‬‬ ‫ِ َّ‬ ‫األَ َحدُ ‪46........................‬‬
‫األَ ْم ُر ‪75.........................‬‬ ‫ِ‬
‫اإل ْح َس ُ‬
‫ان ‪48.....................‬‬
‫اك على األَ َصابِ ِع ‪76........‬‬ ‫ِ‬
‫اإل ْم َس ُ‬ ‫اإل ْح َيا ُء ‪49.......................‬‬ ‫ِ‬

‫َام ُل ‪78.......................‬‬‫األَن ِ‬ ‫األَ ْخ ُذ بِال َي ِد ‪49...................‬‬


‫الم ْج ِر ِمي َن ‪80........‬‬ ‫ِ ِ‬
‫االنْت َقا ُم م َن ُ‬ ‫اإل ْخ َزا ُء‪51.......................‬‬ ‫ِ‬

‫األولِ َّي ُة ‪41.......................‬‬ ‫َّ‬ ‫األَ َذ ُن (بمعنى االستماعِ) ‪52..........‬‬


‫يم ‪81.......‬‬ ‫ِ‬
‫ابوالت َّْحل ُيلوالت َّْح ِر ُ‬
‫يج ُ‬ ‫ِ‬
‫اإل َ‬ ‫والم ِشي َئ ُة ‪55..............‬‬ ‫ِ‬
‫اإل َرا َد ُة َ‬
‫ي (بمعنى الجم ِع‬
‫والو ْع ُ‬
‫اإلي َعا ُء َ‬ ‫اإل ْر َشا ُد ‪57......................‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫واإلمساك) ‪83......................‬‬ ‫اإل َزا َغ ُة ‪59......................‬‬ ‫ِ‬

‫ار ُئ ‪84........................‬‬ ‫ال َب ِ‬ ‫االستِ ْح َيا ُء ‪60....................‬‬ ‫ْ‬


‫ال َباطِنِ َّي ُة وال ُب ُطون‪85..............‬‬ ‫اج الكافِري َن ‪61............‬‬ ‫استدْ َر ُ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ب ُء ‪86.......‬‬ ‫‪ ‬ال َبا َل ُة ُ‬
‫والم َباال ُة وال َع ْ‬ ‫الر َو ِائ ِح ‪62..............‬‬
‫است َطا َب ُة َّ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ض ‪89......‬‬ ‫ات واألَ ْر ِ‬ ‫ب ِديع السمو ِ‬
‫َ ُ َّ َ َ‬ ‫االستِ ْه َزا ُء بِالكَافِ ِري َن ‪64..........‬‬
‫ْ‬
‫البِ ُّر ‪90...........................‬‬ ‫االستِ َوا ُء َع َلى ال َع ْر ِ‬
‫ش ‪67.........‬‬ ‫ْ‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪432‬‬

‫يس ‪116....................‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َب َر َك ُة وال َّت َب ُار ُك ‪91...............‬‬


‫ال َّتنْف ُ‬
‫الت َّْو ُب ‪116......................‬‬ ‫ال َب ْس ُط وال َق ْب ُض ‪92...............‬‬
‫وت ‪118...........‬‬
‫الج َب ُر ُ‬
‫الج ْب ُر َو َ‬
‫َ‬ ‫اش ُة ‪95...........‬‬
‫ال َب ْش َب َش ُة أو ال َب َش َ‬
‫الج َل ُل ‪120.....................‬‬
‫َ‬ ‫ال َب َص ُر ‪97........................‬‬
‫الج ُل ُ‬
‫وس وال ُق ُعو ُد ‪121.......‬‬ ‫‪ُ ‬‬ ‫ال َب ْط ُش ‪97.......................‬‬
‫الج َم ُال‪122.....................‬‬
‫َ‬ ‫ال ُب ُط ُ‬
‫ون ‪99.......................‬‬
‫ْب‪125..................‬‬
‫الجن ُ‬‫‪َ ‬‬ ‫ال ُب ْغ ُض ‪99.......................‬‬
‫والمك ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال َب َقا ُء ‪100.......................‬‬
‫َان ‪128.........‬‬ ‫‪ ‬الج َه ُة َ‬
‫الجو ُد ‪131..................‬‬
‫‪ُ ‬‬ ‫الت َّْأ ِخ ُير ‪101.....................‬‬
‫ِ‬ ‫َّبار ُك ‪101.....................‬‬
‫الحك َُم ‪132............‬‬
‫الحاك ُم َو َ‬
‫َ‬ ‫الت ُ‬
‫الم َح َّب ُة ‪133.............‬‬
‫ب َو َ‬
‫الح ُّ‬
‫ُ‬ ‫الت ََّج ِّلي ‪102.....................‬‬
‫ِ‬
‫الح ْث ُو‪135.......................‬‬
‫َ‬ ‫الت َّْحل ُيل والت َّْح ِر ُ‬
‫يم ‪105..........‬‬
‫اب ‪136...............‬‬ ‫ِ‬ ‫التَّدَ ِّلي‪105......................‬‬
‫‪ ‬الح َج ُ‬
‫الح ْق ُو ‪139............‬‬
‫الح ْج َز ُة َو َ‬
‫ُ‬ ‫الم ْؤ ِم ِن‪105.‬‬
‫س ُ‬ ‫الت ََّر ُّد ُد فِي َق ْب ِ‬
‫ض َن ْف ِ‬
‫الحدُّ ‪142....................‬‬
‫‪َ ‬‬ ‫الت َّْر ُك ‪109.......................‬‬
‫يث ‪144....................‬‬ ‫الح ِد ُ‬
‫َ‬ ‫الت َّْش ِر ُ‬
‫يع ‪110....................‬‬
‫ف ‪144.....................‬‬
‫الح ْر ُ‬
‫َ‬ ‫ب ‪112....................‬‬ ‫ال َّت َع ُّج ُ‬
‫الح َر َك ُة ‪144.................‬‬
‫‪َ ‬‬ ‫يم والت َّْأ ِخ ُير ‪113............‬‬ ‫ِ‬
‫ال َّت ْقد ُ‬
‫يب ‪148...................‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َّت َق ُّر ُب وال ُق ْر ُب والدُّ ن ُُّو‪114.......‬‬
‫الحس ُ‬‫َ‬
‫تافصلا سرهف‬
‫‪433‬‬

‫ات ‪176..................‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫ِ‬


‫الح ْف ُظ ‪149.....................‬‬
‫الذ ُ‬
‫اع ‪179..................‬‬ ‫‪ِّ ‬‬
‫الذ َر ُ‬ ‫الح ِف ُّي‪151......................‬‬
‫َ‬
‫الذ َّم ُة ‪181.......................‬‬
‫ِّ‬ ‫الح ُّق ‪151.......................‬‬
‫َ‬
‫الر ْأ َف ُة ‪182.......................‬‬
‫َّ‬ ‫الح ْق ُو ‪152......................‬‬
‫َ‬
‫الر ْؤ َي ُة ‪183......................‬‬
‫ُّ‬ ‫الحك َُم ‪152.....................‬‬ ‫َ‬
‫ُر ْؤ َي ُت ُه ُسبحانَه َو َت َعا َلى ‪184.......‬‬ ‫ِ‬
‫الحك َْم ُة ‪153....................‬‬
‫الر ُبوبِ َّي ُة ‪186.....................‬‬ ‫ِ‬
‫الح ْل ُم ‪154......................‬‬
‫ُّ‬
‫الرج ُل وال َقدَ م ِ‬
‫ان ‪188............‬‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ َ‬ ‫الح ِميدُ ‪155.....................‬‬ ‫َ‬
‫الر ْح َم ُة ‪190.....................‬‬
‫َّ‬
‫َان (بمعنى الر ِ‬
‫حمة) ‪156........‬‬ ‫َّ‬ ‫الحن ُ‬ ‫َ‬
‫الر ْز ُق ‪191......................‬‬
‫َّ‬ ‫االستِ ْح َيا ُء ‪162..........‬‬
‫الح َيا ُء َو ْ‬
‫َ‬
‫الر َضا ‪193......................‬‬
‫ِّ‬ ‫الح َيا ُة ‪165......................‬‬
‫َ‬
‫الر ْف ُق ‪194.......................‬‬‫ِّ‬ ‫الخبِ ُير ‪166......................‬‬ ‫َ‬
‫يب ‪195.....................‬‬ ‫ِ‬
‫الرق ُ‬ ‫َّ‬ ‫اع لِ َم ْن َخا َد َع ُه ‪167.........‬‬ ‫ِ‬
‫الخدَ ُ‬
‫(بم ْعنَى َّالرحمة) ‪197.........‬‬
‫الر ْو ُح َ‬
‫َّ‬ ‫الخ ُّط‪169.......................‬‬
‫َ‬
‫وح ‪199..................‬‬
‫الر ُ‬
‫‪ُّ ‬‬ ‫الخ ْل ُق ‪169......................‬‬
‫َ‬
‫الز ِار ُع ‪203......................‬‬
‫َّ‬ ‫الخ َّل ُة ‪172.......................‬‬ ‫ُ‬
‫السآ َم ُة ‪203......................‬‬
‫َّ‬ ‫الدَّ َل َل ُة أو الدَّ لِ ُيل‪173............‬‬
‫اعدُ ‪204.....................‬‬‫الس ِ‬ ‫الدُّ ن ُُّو ‪174.......................‬‬
‫َّ‬
‫الس ُ‬
‫اق ‪205......................‬‬ ‫َّ‬ ‫الدَّ َّي ُ‬
‫ان ‪175......................‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪434‬‬

‫الص ْب ُر ‪236......................‬‬
‫َّ‬ ‫وح ‪208.....................‬‬
‫الس ُّب ُ‬
‫ُّ‬
‫الصدْ ُق ‪238.....................‬‬
‫ِّ‬ ‫الست ُْر ‪210.......................‬‬
‫َّ‬
‫الص َف ُة ‪239..................‬‬
‫‪ِّ ‬‬ ‫الس ْخ ِر َّي ُة‪212....................‬‬
‫ُّ‬
‫الص َمدُ ‪242.....................‬‬
‫َّ‬ ‫الس ْخ ُط‪214..........‬‬
‫الس َخ ُط أو ُّ‬
‫َّ‬
‫الصن ُْع ‪243......................‬‬
‫ُّ‬ ‫الس ْر َع ُة ‪215.....................‬‬
‫ُّ‬
‫الص ْو ُت ‪245....................‬‬
‫َّ‬ ‫ُوت ‪218...................‬‬
‫السك ُ‬
‫ُّ‬
‫ورةُ‪245.....................‬‬
‫الص َ‬
‫ُّ‬ ‫السال ُم ‪220.....................‬‬
‫َّ‬
‫الض ِح ُك‪247....................‬‬‫َّ‬ ‫الس ْل َط ُ‬
‫ان ‪221....................‬‬ ‫ُّ‬
‫ال َّطبِ ُ‬
‫يب ‪250.....................‬‬ ‫الس ْم ُع ‪222......................‬‬
‫َّ‬
‫ال َّط ُّي ‪251.......................‬‬ ‫الس ِّيدُ ‪224.......................‬‬
‫َّ‬
‫ب‪251......................‬‬ ‫ال َّط ِّي ُ‬ ‫الشافِي ‪226.....................‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫ال َّظاه ِر َّي ُة وال ُّظ ُه ُ‬
‫ور ‪253..........‬‬ ‫الش ْخ ُ‬
‫ص‪227................‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬ال ِّظ ُّل‪254....................‬‬ ‫ِّ‬
‫الشدَّ ُة (بمعنى ال ُق َّوة) ‪230...........‬‬

‫ال ُّظ ُه ُ‬
‫ور ‪258.....................‬‬ ‫ِشدَّ ُة ا ْل ِم َحال‪231................‬‬
‫ب ُء ‪258..................‬‬ ‫‪ ‬ا ْل َع ْ‬ ‫ُّ‬
‫الشك ُْر ‪231......................‬‬
‫َاب ِ‬ ‫ِ‬
‫أو ا ْل َعت ُ‬
‫ْب‪258............‬‬ ‫ا ْلعت ُ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫الش ُّم ‪233....................‬‬
‫ا ْل َع َج ُ‬
‫ب ‪259.....................‬‬ ‫الش َم ُال ‪233.................‬‬
‫‪ِّ ‬‬
‫ا ْل َعدْ ُل ‪263......................‬‬ ‫الش ِهيدُ ‪233.....................‬‬
‫َّ‬
‫ا ْل ِع ُّز َوا ْل ِع َّز ُة ‪264.................‬‬ ‫‪َ ‬شي ٌء‪234....................‬‬
‫تافصلا سرهف‬
‫‪435‬‬

‫ا ْل َف َر ُح ‪297......................‬‬ ‫ا ْل َع ْز ُم ‪267.......................‬‬
‫ا ْل َف ْط ُر ‪298.......................‬‬ ‫ا ْل َع َطا ُء َو َ‬
‫المن ُْع ‪268..............‬‬
‫ا ْل ِف ْع ُل ‪299......................‬‬ ‫ا ْل َع َظ َم ُة ‪269.....................‬‬
‫ا ْل َف ْو ِق َّي ُة ‪299.....................‬‬ ‫الم َعا َفا ُة ‪271.............‬‬‫ا ْل َع ْف ُو َو ُ‬
‫ا ْل َق ْب ُض َوال َّط ُّي ‪300..............‬‬ ‫ا ْل ِع ْل ُم ‪272.......................‬‬
‫ا ْل ُقدْ َر ُة ‪302......................‬‬ ‫ا ْل ُع ُل ُّو َوا ْل َف ْو ِق َّي ُة ‪274..............‬‬
‫‪ ‬ا ْل ِقدَ ُم ‪304...................‬‬ ‫ياة والب ِ‬
‫قاء) ‪276........‬‬ ‫َ‬
‫العمر (بمعنى الح ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ‬

‫ان ‪306....................‬‬‫ا ْل َقدَ م ِ‬


‫َ‬ ‫ا ْل َع َم ُل َوا ْل ِف ْع ُل ‪278..............‬‬
‫ِ‬
‫ا ْل ُقدُّ ُ‬
‫وس ‪306....................‬‬ ‫العندية ِ‬
‫(عند َّية ُقرب َمكان َّية) ‪279........‬‬ ‫َّ‬
‫ا ْل ُق ْر ُ‬
‫آن ‪307......................‬‬ ‫ا ْل َع ْين ُ‬
‫َان ‪283.....................‬‬
‫ا ْل ُق ْر ُب ‪307......................‬‬ ‫ا ْل َغ َض ُ‬
‫ب ‪285....................‬‬
‫ا ْل َق ْط ُع ‪308......................‬‬ ‫ا ْل ُغ ْف َر ُ‬
‫ان ‪287.....................‬‬
‫‪ ‬ا ْل ُق ُعو ُد ‪308..................‬‬ ‫ا ْل َغ َل َب ُة ‪287.......................‬‬
‫ا ْل َق ْه ُر ‪308.......................‬‬ ‫ا ْل ِغنَى‪288.......................‬‬
‫ا ْل َق ْو ُل‪309.......................‬‬ ‫ا ْل َغ ْي َر ُة ‪290......................‬‬
‫ا ْل ُق َّو ُة ‪309.......................‬‬ ‫ال َغ ْي ُظ‪293.......................‬‬
‫ِ‬
‫والقائ ُم ‪310...‬‬ ‫ا ْل َق ُّيو ُم وال َق ِّي ُم وال َق َّيا ُم‬ ‫ا ْل َفت ُْح ‪294.......................‬‬
‫ا ْلكَا فِي‪312.....................‬‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َفرا ُغ ِمن َّ ِ‬
‫إتمامه‬ ‫الشيء َ‬
‫(بم ْعنَى‬ ‫َ‬
‫ا ْل ِك ْب ُر َوا ْل ِك ْب ِر َيا ُء ‪313.............‬‬ ‫ِ‬
‫واالنتهاء ِمنه) ‪295..................‬‬
‫ا ْلكَبِ ُير ‪315......................‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪436‬‬

‫الم ِح ُ‬
‫يط ‪342....................‬‬ ‫ُ‬ ‫ا ْل ِكتَا َب ُة َوا ْل َخ ُّط ‪316..............‬‬
‫الم ِم ُ‬
‫يت ‪343..........‬‬ ‫الم ْح ِيي َو ُ‬
‫ُ‬ ‫ا ْلك ََر ُم‪318.......................‬‬
‫ان ‪344...................‬‬ ‫الم ْس َت َع ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا ْلك ُْر ُه ‪320.......................‬‬
‫الم ْس ُح بال َي ِد ‪345................‬‬ ‫َ‬ ‫َف ‪321......................‬‬‫ا ْلك ُّ‬
‫الم ِش ُي ‪346.....................‬‬ ‫َ‬ ‫ا ْلك َِف ُيل ‪323.....................‬‬
‫الم ِشي َئ ُة ‪346.....................‬‬‫َ‬ ‫ا ْلكَال ُم َوا ْل َق ْو ُل َوا ْل َح ِد ُ‬
‫يث‪324.........‬‬
‫الم َصا َف َحة ‪346..............‬‬
‫‪ُ ‬‬ ‫الص ْو ُت َوا ْل َح ْر ُ‬
‫ف ‪324.......‬‬ ‫َوالنِّدَا ُء َو َّ‬
‫الم َص ِّو ُر ‪347....................‬‬
‫ُ‬ ‫َف ‪328.....................‬‬ ‫ا ْل َكن ُ‬
‫الم َعا َفا ُة ‪348....................‬‬ ‫ُ‬ ‫ا ْل َك ْيدُ ألعْدَ ِائ ِه‪330...............‬‬
‫الم ِع َّي ُة ‪348......................‬‬ ‫َ‬ ‫ال ُّل ْط ُ‬
‫ف ‪331.....................‬‬
‫الم ْغ ِف َر ُة َوا ْل ُغ ْف َر ُ‬
‫ان ‪350...........‬‬ ‫َ‬ ‫ال َّل ْع ُن ‪333.......................‬‬
‫الم ْق ُت ‪352.....................‬‬
‫َ‬ ‫الم ْؤ ِم ُن ‪334.....................‬‬
‫ُ‬
‫الم ِق ُ‬
‫يت ‪353.....................‬‬ ‫ُ‬ ‫الم َباال ُة ‪336.................‬‬
‫‪ُ ‬‬
‫المك ُ‬
‫َان ‪354.................‬‬ ‫‪َ ‬‬ ‫الم َباها ُة ‪336....................‬‬
‫ُ‬
‫المك ُْر ( َع َلى َمن َيمك ُُر بِه)‪355........‬‬
‫َ‬ ‫المبِي ُن ‪338......................‬‬
‫ُ‬
‫الم َلك ُ‬
‫ُوت ‪357..........‬‬ ‫الم ْل ُك َو َ‬
‫ُ‬ ‫المتَا َن ُة ‪339......................‬‬
‫َ‬
‫والسآ َم ُة ‪358..............‬‬‫الم َل ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫الم ْجدُ ‪340......................‬‬
‫َ‬
‫اح َل ُة َوا ْل ِم َح ُال ‪361.........‬‬
‫الم َم َ‬
‫ُ‬ ‫الم ِجي ُء ‪341....................‬‬
‫َ‬
‫يت ‪362....................‬‬ ‫الم ِم ُ‬ ‫ُ‬ ‫الم َح َّب ُة ‪342.....................‬‬
‫َ‬
‫تافصلا سرهف‬
‫‪437‬‬

‫ا ْل َه ْي َمنَ ُة ‪396.....................‬‬ ‫المن ُْع ‪363.......................‬‬ ‫َ‬


‫احدُ َوا ْل َو ْحدَ انِ َّي ُة‪397..........‬‬
‫ا ْلو ِ‬
‫َ‬ ‫الم ُّن َوا ْل ِمنَّ ُة ‪363................‬‬
‫َ‬
‫ث ‪398.....................‬‬ ‫ا ْل َو ِار ُ‬ ‫الم َه ْي ِم ُن ‪364....................‬‬ ‫ُ‬
‫اسع والم ِ‬
‫ِ‬ ‫الم ْو ُجو ُد‪365................‬‬
‫وس ُع ‪398...........‬‬ ‫ا ْل َو ُ َ ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫الم ِ‬
‫ا ْل ِوت ُْر ‪400.......................‬‬ ‫وس ُع ‪367....................‬‬ ‫ُ‬
‫ا ْل َو ْج ُه ‪402......................‬‬ ‫الم ْو َلى ‪367.....................‬‬ ‫َ‬
‫وجو ُد ‪404.....................‬‬ ‫ا ْل ُ‬ ‫َّاص ُر َوالن َِّص ُير ‪367.............‬‬
‫الن ِ‬

‫ا ْل َو ْحدَ انِ َّي ُة‪404...................‬‬ ‫النِّدَ ا ُء ‪368.......................‬‬


‫وط والتَّدَ ِّلي (إلى الس ِ‬
‫ماء‬ ‫ول وا ْل ُه ُب ُ‬
‫الن ُُّز ُ‬
‫ا ْل َو ُدو ُد‪404......................‬‬ ‫َّ‬

‫ف ‪405....................‬‬ ‫الدُّ نيا) ‪368.......................‬‬


‫الو ْص ُ‬
‫َ‬
‫(بم ْعنَى الت َّْر ِك) ‪373.........‬‬
‫ان َ‬‫الن ِّْس َي ُ‬
‫ا ْل َو ْص ُل َوا ْل َق ْط ُع ‪406.............‬‬
‫الن َِّص ُير‪375......................‬‬
‫الو ْط َأ ُة بِ َو ٍّج ‪407.............‬‬ ‫‪َ ‬‬
‫النَّ َظ ُر ‪375.......................‬‬
‫ا ْل َو ِك ُيل ‪408.....................‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬النَّ ْع ُت ‪377..................‬‬
‫الم ْو َلى (ا ْل َوال َي ُة َو ُ‬
‫الم َواالةُ) ‪409..‬‬ ‫ا ْل َول ُّي َو َ‬ ‫‪ ‬النَّ ْفس (بس ِ‬
‫كون ال َف ِاء) ‪381......‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ا ْل َو َّه ُ‬
‫اب ‪411....................‬‬
‫ِ‬
‫ا ْليدَ ِ‬ ‫يس ‪384............‬‬ ‫النَّ َف ُس وال َّتنْف ُ‬
‫ان ‪412......................‬‬ ‫َ‬ ‫النُّور‪ ،‬ونُور السمو ِ‬
‫والَ ْر ِ‬
‫ض ‪387.‬‬ ‫ات ْ‬ ‫ُ َّ َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪ ‬ا ْل َي َس ُار ‪414..................‬‬ ‫ا ْله ِ‬
‫ادي ‪390.....................‬‬ ‫َ‬
‫ا ْل َي ِمي ُن ‪414......................‬‬
‫ماء الدُّ نيا) ‪391........‬‬ ‫َّ‬ ‫ا ْل ُه ُب ُ‬
‫وط (إلى الس ِ‬

‫ا ْل َه ْر َو َل ُة َ‬
‫والم ْش ُي ‪391............‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪438‬‬

‫فهرس األسماء‬

‫يب‪148...............‬‬ ‫‪ِ 1818‬‬ ‫‪ِ 1-1‬‬


‫الحس ُ‬
‫َ‬ ‫اآلخرُ ‪424...................‬‬
‫الح ُ‬
‫فيظ ‪149................‬‬ ‫‪َ 1919‬‬ ‫األحدُ ‪46.....................‬‬
‫‪َ 2-2‬‬
‫الحق ‪151..................‬‬
‫‪ُّ 2020‬‬ ‫األعز ‪264....................‬‬
‫‪ُّ 3-3‬‬
‫الحك َُم‪152.................‬‬
‫‪َ 2121‬‬ ‫‪4-4‬األَ ْعلى ‪274..................‬‬
‫كيم ‪153................‬‬
‫الح ُ‬
‫‪َ 2222‬‬ ‫‪5-5‬األَك َْر ُم ‪318...................‬‬
‫ليم‪154.................‬‬
‫الح ُ‬
‫‪َ 2323‬‬ ‫‪ِ 6-6‬‬
‫اإل َل ُه‪74.......................‬‬
‫الحميدُ ‪155................‬‬
‫‪َ 2424‬‬ ‫األو ُل ‪41.....................‬‬
‫‪َّ 7-7‬‬
‫الح ُّي ‪165..................‬‬
‫‪َ 2525‬‬ ‫‪8-8‬ال َب ِ‬
‫ار ُئ ‪84.....................‬‬
‫الح ِي ُّي ‪162.................‬‬
‫‪َ 2626‬‬ ‫ُ‬
‫الباسط ‪92....................‬‬ ‫‪9-9‬‬
‫‪2727‬الخالِ ُق ‪169................‬‬ ‫‪1010‬الباطِ ُن ‪85...................‬‬
‫الخبير ‪166.................‬‬
‫ُ‬ ‫‪2828‬‬ ‫‪1111‬ال َب ُّر ‪90......................‬‬
‫الخل ُق ‪169................‬‬
‫‪َّ 2929‬‬ ‫البصير ‪97...................‬‬
‫ُ‬ ‫‪1212‬‬
‫‪3030‬الدَّ َّي ُ‬
‫ان ‪175.................‬‬ ‫اب ‪116................‬‬
‫‪1313‬الت ََّّو ُ‬
‫وف ‪182...............‬‬
‫الر ُؤ ُ‬
‫‪َّ 3131‬‬ ‫الج َّب ُار ‪118.................‬‬
‫‪َ 1414‬‬
‫الر ِاز ُق ‪191.................‬‬
‫‪َّ 3232‬‬ ‫ُ‬
‫الجميل ‪122................‬‬‫‪1515‬‬
‫الر ُّب ‪186..................‬‬
‫‪َّ 3333‬‬ ‫الج َوا ُد((( ‪131..............‬‬
‫‪َ 1616‬‬
‫الرحم ُن ‪190...............‬‬
‫‪َّ 3434‬‬ ‫‪1717‬الحافِ ُظ ‪149................‬‬
‫حيم ‪190................‬‬
‫الر ُ‬
‫‪َّ 3535‬‬ ‫((( متو ّقف في إثباته‪.‬‬
‫مسألا سرهف‬
‫‪439‬‬

‫ليم ‪272.................‬‬
‫‪5555‬ال َع ُ‬ ‫الر َّز ُاق ‪191.................‬‬
‫‪َّ 3636‬‬
‫‪5656‬ال َغ َّف ُار ‪350.................‬‬ ‫فيق ‪194.................‬‬
‫الر ُ‬
‫‪َّ 3737‬‬
‫‪5757‬ال َغ ُف ُ‬
‫ور ‪350.................‬‬ ‫قيب ‪195................‬‬
‫الر ُ‬
‫‪َّ 3838‬‬
‫‪5858‬ا ْل َغنِ ُّي ‪288..................‬‬ ‫وح ‪208................‬‬
‫الس ُّب ُ‬
‫‪ُّ 3939‬‬
‫‪5959‬ال َفت ُ‬
‫َّاح ‪294.................‬‬ ‫الستِ ُير ‪210.................‬‬
‫‪َّ 4040‬‬
‫القابض ‪300................‬‬
‫ُ‬ ‫‪6060‬‬ ‫السال ُم ‪220.................‬‬
‫‪َّ 4141‬‬
‫‪ِ 6161‬‬
‫القاد ُر‪302..................‬‬ ‫ميع ‪222................‬‬
‫الس ُ‬
‫‪َّ 4242‬‬
‫‪ِ 6262‬‬
‫القاه ُر ‪308.................‬‬ ‫الس ِّيدُ ‪224..................‬‬
‫‪َّ 4343‬‬
‫‪6363‬ا ْل ُقدُّ ُ‬
‫وس ‪306...............‬‬ ‫الشافِي ‪226................‬‬ ‫‪َّ 4444‬‬
‫‪6464‬ال َق ِد ُير ‪302.................‬‬ ‫الش ِ‬
‫اك ُر ‪231.................‬‬ ‫‪َّ 4545‬‬
‫‪6565‬ال َق ُ‬
‫ريب ‪114................‬‬ ‫ُور ‪231................‬‬ ‫‪َّ 4646‬‬
‫الشك ُ‬
‫‪6666‬ال َق َّه ُار ‪308.................‬‬ ‫الش ِهيدُ ‪233.................‬‬
‫‪َّ 4747‬‬
‫القوي ‪309.................‬‬
‫ُّ‬ ‫‪6767‬‬ ‫الص َمدُ ‪242.................‬‬
‫‪َّ 4848‬‬
‫‪6868‬ال َق ُّيو ُم ‪310.................‬‬ ‫ب ‪251.................‬‬ ‫‪4949‬ال َّط ِّي ُ‬
‫‪6969‬الكَبِ ُير‪315..................‬‬ ‫‪5050‬ال َّظ ِ‬
‫اه ُر ‪253.................‬‬
‫‪7070‬الك َِر ُ‬
‫يم‪318.................‬‬ ‫زيز ‪264.................‬‬
‫‪5151‬ال َع ُ‬
‫‪7171‬ال َّل ُ‬
‫طيف ‪331................‬‬ ‫يم‪269.................‬‬ ‫ِ‬
‫‪5252‬ال َعظ ُ‬
‫‪7272‬ال َّل ُه ‪74......................‬‬ ‫‪5353‬ال َع ُف ُّو ‪271..................‬‬
‫الم ِّ‬
‫ؤخ ُر ‪113................‬‬ ‫‪ُ 7373‬‬ ‫‪5454‬ال َع ِل ُّي ‪274..................‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪440‬‬

‫الم ْو َلى ‪409................‬‬


‫‪َ 9292‬‬ ‫الم ْؤ ِم ُن ‪334................‬‬
‫‪ُ 7474‬‬
‫‪9393‬الن َِّص ُير ‪367.................‬‬ ‫المبِي ُن ‪338.................‬‬
‫‪ُ 7575‬‬
‫‪ِ 9494‬‬
‫الهادي ‪390................‬‬ ‫‪7676‬الم ِ‬
‫تعال ‪274................‬‬ ‫ُ‬
‫‪9595‬الو ِ‬
‫احدُ ‪397................‬‬ ‫الم َت َك ِّب ُر ‪313................‬‬
‫َ‬ ‫‪ُ 7777‬‬
‫‪ِ 9696‬‬
‫الواس ُع ‪398................‬‬ ‫المتِي ُن ‪339.................‬‬ ‫‪َ 7878‬‬
‫‪ِ 9797‬‬
‫الوت ُْر‪400...................‬‬ ‫جيب ‪44.................‬‬‫الم ُ‬ ‫‪ُ 7979‬‬
‫الو ُدو ُد ‪404.................‬‬
‫‪َ 9898‬‬ ‫الم ِجيدُ ‪340................‬‬ ‫‪َ 8080‬‬
‫‪9999‬ا ْل َو ِك ُيل‪408.................‬‬ ‫الم ْح ِس ُن((( ‪49..............‬‬
‫‪ُ 8181‬‬
‫الولِ ُّي ‪409................‬‬
‫‪َ 10100‬‬ ‫ُ‬
‫المحيط ‪342...............‬‬ ‫‪8282‬‬
‫اب ‪411..............‬‬
‫الو َّه ُ‬
‫‪َ 10101‬‬ ‫الم َص ِّو ُر ‪347...............‬‬
‫‪ُ 8383‬‬
‫المعطِي ‪268...............‬‬ ‫‪ُ 8484‬‬
‫الم ْقت َِد ُر ‪302................‬‬
‫‪ُ 8585‬‬
‫المقدِّ ُم‪113.................‬‬
‫‪ُ 8686‬‬
‫يت ‪353................‬‬‫الم ِق ُ‬
‫‪ُ 8787‬‬
‫الم ِل ُك ‪357.................‬‬
‫‪َ 8888‬‬
‫الم ُ‬
‫ليك ‪357................‬‬ ‫‪َ 8989‬‬
‫المن ُ‬
‫َّان ‪363.................‬‬ ‫‪َ 9090‬‬
‫‪9191‬الم ِ‬
‫هيم ُن ‪396...............‬‬ ‫ُ‬

‫((( متوقف في إثباته‪.‬‬


‫ارملا و رداصملا‬
‫‪441‬‬

‫المصادر و المراجع‬
‫‪«1-1‬إبطال التأويالت ألخبار الصفات»‪ :‬محمد بن الحسين أبو يعلى‬
‫الفراء‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد النجدي‪ ،‬مكتبة دار اإلمام الذهبي‪ -‬الكويت‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪1410 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«2-2‬إثبات صفة العلو»‪ :‬موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬بدر البدر‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪1406 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«3-3‬إثبات علو الله على خلقه»‪ :‬أسامة بن توفيق القصاص‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫عبد الرزاق الشايجي‪ ،‬الطبعة األولى‪1409 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«4-4‬اجتماع الجيوش اإلسالمية»‪ :‬محمد بن أبي بكر بن القيم‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫عواد المعتق‪ ،‬الطبعة األولى‪1408 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«5-5‬األحاديث المختارة»‪ :‬ضياء الدين محمد بن عبد الواحد‬


‫المقدسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الملك بن دهيش‪ ،‬الطبعة األولى‪1412 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«6-6‬اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان»‪ :‬عالء الدين بن بلبان‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى‪1412 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«7-7‬إحياء علوم الدين»‪ :‬محمد بن محمد أبو حامد الغزالي‪ ،‬تخريج‬


‫العراقي‪ ،‬مكتبة دار التراث بمصر‪.‬‬

‫‪«8-8‬اإلخوان»‪ :‬عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد طوالبة‬
‫ونجم عبد الرحمن خلف‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪442‬‬

‫‪«9-9‬األذكار»‪ :‬يحيى بن شرف الدين النووي‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشير محمد‬


‫عيون‪ ،‬مكتبة المؤيد‪ ،‬الطبعة األولى‪1408 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«1010‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل»‪ :‬محمد ناصر‬


‫الدين األلباني‪ ،‬طبع المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1399 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«1111‬األسماء والصفات»‪ :‬أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫عماد الدين حيدر‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1405 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«1212‬األسماء والصفات»‪ :‬أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫عبد الله بن محمد الحاشدي‪ ،‬مكتبة السوادي للتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪1413 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«1313‬األسنى في شرح أسماء الله الحسنى ط دار الصحابة»‪ :‬محمد‬


‫بن أحمد القرطبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حسن جبل‪ ،‬دار الصحابة للتراث‪،‬‬
‫طنطا‪ ،‬الطبعة األولى‪1416 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«1414‬اشتقاق أسماء الله»‪ :‬عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫عبد المحسن المبارك‪ ،‬الطبعة الثانية‪1406 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«1515‬االقتصاد في االعتقاد»‪ :‬عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬أحمد بن عطية الغامدي‪ ،‬الطبعة األولى‪1414 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«1616‬االعتقـاد والهداية إلى سبيل الرشاد»‪ :‬أبو بكر أحمد بن الحسين‬


‫ارملا و رداصملا‬
‫‪443‬‬

‫البيهقي‪ ،‬تعليق وتخريج أحمد عصام الكاتب‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪1401 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«1717‬اعتقاد أئمة الحديث»‪ :‬أحمد بن إبراهيم اإلسماعيلي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫محمد بن عبد الرحمن الخميس‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1412‬هـ‪.‬‬

‫‪«1818‬أعالم الموقعين عن رب العالمين»‪ :‬محمد بن أبي بكر ابن‬


‫القيم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪1397 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«1919‬إيثار الحق على الخلق»‪ :‬محمد بن إبراهيم الوزير‪ ،‬دار الكتب‬


‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1987 ،‬م‪.‬‬

‫‪«2020‬بدائع الفوائد»‪ :‬محمد بن أبي بكر ابن القيم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«2121‬بدائع الفوائد»‪ :‬محمد بن أبي بكر ابن القيم‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬

‫‪«2222‬بيان تلبيس الجهمية أو نقض تأسيس الجهمية»‪ :‬أحمد بن عبد‬


‫الحليم بن تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن قاسم‪.‬‬

‫‪«2323‬بيان تلبيس الجهمية أو نقض تأسيس الجهمية»‪ :‬أحمد بن عبد‬


‫الحليم بن تيمية‪ ،‬طبعة مجمع الملك فهد للمصحف الشريف‪.‬‬

‫‪«2424‬التاريخ الكبير»‪ :‬لمحمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬عناية محمد‬


‫عبد المعيد خان‪ ،‬مصورة من الطبعة الهندية‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪444‬‬

‫‪«2525‬تأويل مختلف الحديث»‪ :‬عبد الله بن مسلم بن قتيبة‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫محمد األصغر‪ ،‬الطبعة األولى‪1409 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«2626‬التدمرية»‪ :‬أحمد بن عبد الحليم بن تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد السعوي‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪1405 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«2727‬ترتيب األمالي الخميسية»‪ :‬يحيى بن الحسين الحسني الشجري‪.‬‬


‫رتبها‪ :‬القاضي محيي الدين محمد بن أحمد القرشي العبشمي‪ .‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد حسن محمد حسن إسماعيل‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ .‬الطبعة‬
‫األولى ‪1422‬هــ‪.‬‬

‫‪«2828‬التصديق بالنظر إلى الله تعالى في اآلخرة»‪ :‬محمد بن الحسين‬


‫اآلجري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد غياث الجنباز‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1406 ،‬هـ‬

‫‪«2929‬التعريفات»‪ :‬الشريف علي بن محمد الجرجاني‪ ،‬تصحيح‬


‫جماعة من العلماء دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1403 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«3030‬تفسير ابن جرير» = «تفسير الطبري» = «جامع البيان»‪ :‬محمد بن‬


‫جرير الطبري‪.‬‬

‫‪«3131‬تفسير أسماء الله الحسنى»‪ :‬إبراهيم بن السري الزجاج‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫أحمد يوسف الدقاق‪ ،‬طبع عام ‪1395‬هـ‪.‬‬
‫ارملا و رداصملا‬
‫‪445‬‬

‫‪«3232‬تفسير البغوي» = «معالم التنـزيل»‪ :‬الحسين بن مسعود البغوي‪.‬‬

‫‪«3333‬تفسير غريب القرآن»‪ :‬عبد الله بن مسلم بن قتيبة‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد‬


‫صقر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬طبعة ‪1398‬هـ‪.‬‬

‫‪«3434‬تفسير القرآن العظيم»‪ :‬أبو الفداء إسماعيل بن كثير‪ ،‬دار الشعب‪،‬‬


‫القاهرة‪.‬‬

‫‪«3535‬تفسير النسائي»‪ :‬أحمد بن شعيب النسائي تحقيق‪ :‬سيد الجليمي‪،‬‬


‫صبري الشافعي‪ ،‬الطبعة األولى‪1410 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«3636‬التلخيص الحبير»‪ :‬أحمد ابن حجر العسقالني‪ ،‬تصحيح عبد‬


‫الله هاشم اليماني‪ ،‬المدينة المنورة‪1384 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«3737‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد»‪ :‬يوسف بن عبد‬


‫الله بن عبد البر‪ ،‬الطبعة المغربية‪.‬‬

‫‪«3838‬التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري»‪ :‬علي بن عبد العزيز‬


‫الشبل‪ ،‬دار الوطن‪ ،‬الطبعة األولى ‪1421‬هـ‪.‬‬

‫‪«3939‬تهذيب اللغة»‪ :‬أبو منصور محمد األزهري‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم‬


‫هارون‪.‬‬

‫‪«4040‬التوحيد»‪ :‬محمد بن إسحـاق بن منده‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي الفقيهي‪،‬‬

‫الطبعة األولى‪1409 ،‬هـ‪.‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪446‬‬

‫عز َّ‬
‫وجل»‪ :‬محمد بن إسحاق بن‬ ‫‪«4141‬التوحيد وإثبات صفات الرب َّ‬

‫خزيمة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز الشهوان‪ ،‬دار الرشد بالرياض‪،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫عز َّ‬
‫وجل»‪ :‬محمد بن إسحاق بن‬ ‫‪«4242‬التوحيد وإثبات صفات الرب َّ‬

‫خزيمة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد خليل هراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1403 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«4343‬توضيح الكافية الشافية»‪ :‬عبد الرحمن بن ناصر السعدي‪ ،‬الطبعة‬

‫األولى‪1407 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«4444‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان»‪ :‬عبد الرحمن بن‬

‫ناصر السعدي‪ ،‬طبعة الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‪.‬‬

‫‪«4545‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان»‪ :‬عبد الرحمن بن‬

‫ناصر السعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى‪1420 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«4646‬ثمار القلوب في المضاف والمنسوب»‪ :‬عبد الملك بن محمد‬

‫الثعالبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬دار المعارف‪.‬‬

‫‪«4747‬جامع األصول في أحاديث الرسول»‪ :‬مجد الدين المبارك بن‬

‫محمد بن األثير‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القادر األرناؤوط‪ ،‬مطبعة ومكتبة البيان‪.‬‬

‫‪«4848‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن»‪ :‬محمد بن جرير الطبري‪ ،‬دار‬

‫الفكر‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫ارملا و رداصملا‬
‫‪447‬‬

‫‪«4949‬جامع بيان العلم وفضله»‪ :‬يوسف بن عبد الله بن عبد البر‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪1398 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«5050‬الجامع لشعب اإليمان»‪ :‬أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫عبد العلي عبد الحميد حامد‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬بومباي‪ ،‬الهند‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪.‬‬

‫‪«5151‬الجامع لشعب اإليمان»‪ :‬أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫محمد السعيد بسيوني زغلول‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ .‬الطبعة األولى‬
‫‪1410‬هـ‪.‬‬

‫‪«5252‬جالء األفهام في الصالة والسالم على خير األنام»‪ :‬محمد بن‬


‫أبي بكر ابن القيم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪1405 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«5353‬الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح»‪ :‬أحمد بن عبد الحليم‬


‫بن تيمية‪ ،‬مطابع المجد التجارية‪.‬‬

‫‪«5454‬الجوائز والصالت من جمع األسماء والصفات»‪ :‬صديق حسن‬


‫خان القنوجي‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬الطبعة األولى ‪1418‬هـ‪.‬‬

‫‪«5555‬الحجة في بيان المحجة»‪ :‬إسماعيل بن محمد األصبهاني (قوام‬


‫السنة)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بن ربيع المدخلي ومحمد أبو رحيم‪ ،‬دار الراية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪1411 ،‬هـ‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪448‬‬

‫‪«5656‬حجة القراءات»‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن زنجله‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫سعيد األفغان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1399 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«5757‬حلية األولياء وطبقات األصفياء»‪ :‬أبو نعيم أحمد بن عبد الله‬


‫األصبهاني‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ -‬بيروت‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1405‬هـ‪.‬‬

‫‪«5858‬خلق أفعال العباد»‪ :‬محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬بدر البدر‪،‬‬


‫الدار السلفية‪ ،‬الطبعة األولى‪1405،‬هـ‪.‬‬

‫‪«5959‬الدعاء»‪ :‬سليمان بن أحمد الطبراني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد سعيد البخاري‪،‬‬


‫دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1407 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«6060‬داللة القرآن واألثر على رؤية الله تعالى بالبصر»‪ :‬عبد العزيز بن‬
‫زيد الرومي‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرياض‪1405 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«6161‬الديات»‪ :‬أحمد بن عمرو الشيباني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الله الحاشدي‪،‬‬


‫دار األرقم‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪1406 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«6262‬ذكر أخبار أصبهان»‪ :‬أحمد بن عبد الله أبو نعيم األصبهاني‪،‬‬


‫الدار العلمية‪ ،‬الهند‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1405‬هـ‪.‬‬

‫‪«6363‬رد اإلمام الدارمي أبي سعيد على بشر المريسي العنيد»‪ :‬لإلمام‬
‫عثمان بن سعيد الدارمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حامد الفقي‪ ،‬مطبعة األشرف‬
‫الهور‪1402 ،‬هـ‪.‬‬
‫ارملا و رداصملا‬
‫‪449‬‬

‫‪«6464‬الرد على الجهمية»‪ :‬لإلمام عثمان بن سعيد الدارمي‪ ،‬تخريج‬


‫بدر البدر‪ ،‬الدار السلفية الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪1405 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«6565‬الرد على الزنادقة»‪ :‬اإلمام أحمد بن محمد بن حنبل‪ ،‬المطبعة‬


‫السلفية‪ ،‬القاهرة الطبعة الثالثة‪1403 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«6666‬رسالة في االستواء والفوقية والحرف والصوت»‪ :‬عبد الله بن‬


‫يوسف الجويني‪ ،‬ضمن مجموعة الرسائل المنبرية‪.‬‬

‫‪«6767‬الروح»‪ :‬محمد بن أبي بكر ابن القيم‪ ،‬تحقيق‪ :‬بسام العموش‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪1406 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«6868‬الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية»‪ :‬زيد بن عبد العزيز بن‬


‫فياض‪ ،‬الطبعة األولى‪1377 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«6969‬الزهد»‪ :‬أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك‪ ،‬تحقيق‪ :‬حبيب‬


‫الرحمن األعظمي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«7070‬سلسلة األحاديث الصحيحة»‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬المكتب‬


‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«7171‬السنة»‪ :‬أحمد بن عمرو بن أبي عاصم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ناصر‬


‫الدين األلباني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1400 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«7272‬السنن الكبرى»‪ :‬أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪450‬‬

‫‪«7373‬سنن ابن ماجه»‪ :‬محمد بن يزيد أبو عبد الله القزويني‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بيروت‪.‬‬

‫‪«7474‬سنن الترمذي»‪ :‬محمد بن عيسى الترمذي‪ .‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد‬


‫شاكر وآخرون‪ .‬دار إحياء التراث العربي ‪ -‬بيروت‪ .‬ومذيلة بأحكام الشيخ‬
‫األلباني عليها‪.‬‬

‫‪«7575‬شأن الدعاء»‪ :‬أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫أحمد الدقاق‪ ،‬الطبعة األولى‪1404 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«7676‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة»‪ :‬هبة الله بن الحسن‬


‫الاللكائي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد حمدان‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪«7777‬شرح السنة»‪ :‬الحسين بن مسعود البغوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب‬


‫األرناؤوط‪ ،‬محمد الشاويش‪1394 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«7878‬شرح صحيح مسلم»‪ :‬يحيى بن شرف الدين النووي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫خليل الميس‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪«7979‬شرح العقيدة الواسطية لشيخ اإلسالم ابن تيمية»‪ :‬محمد خليل‬


‫هراس‪ ،‬تخريج علوي السقاف‪ ،‬دار الهجرة‪ ،‬الثقبة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫َّ‬

‫علي بن محمد بن أبي العز الحنفي‪،‬‬


‫‪«8080‬شرح العقيدة الطحاوية»‪ّ :‬‬
‫تحقيق‪ :‬األلباني‪ ،‬الطبعة الثامنة‪1404 ،،‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫ارملا و رداصملا‬
‫‪451‬‬

‫‪«8181‬شرح القصيدة النونية»‪ :‬محمد بن أبي بكر ابن القيم‪ ،‬شرح محمد‬
‫خليل هراس‪ ،‬دار الفاروق الحديثة‪.‬‬

‫‪«8282‬شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري»‪ :‬عبد الله بن محمد‬


‫الغنيمان‪ ،‬الطبعة األولى‪1409 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«8383‬الشريعة»‪ :‬محمد بن الحسين اآلجري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حامد الفقي‪،‬‬


‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1403 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«8484‬الشفاعة»‪ :‬مقبل بن هادي الوادعي‪ ،‬دار األرقم‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة‬


‫األولى‪1402 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«8585‬صحيح ابن حبان» = «اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان»‪:‬‬


‫محمد بن أحمد بن حبان‬

‫‪«8686‬صحيح ابن خزيمة»‪ :‬أبو بكر محمد بن خزيمة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬


‫األعظمي‪ ،‬الطبعة األولى‪1399 ،‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«8787‬صحيـح الجامع الصغير وزيادته»‪ :‬تحقيق‪ :‬محمد ناصر الدين‬


‫األلباني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1399 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«8888‬صحيح سنن أبي داود»‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬مكتب‬


‫التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪«8989‬صحيح سنن ابن ماجه»‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬مكتب‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪452‬‬

‫التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪«9090‬صحيح سنن الترمذي»‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬مكتب‬


‫التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪«9191‬صحيح سنن النسائي»‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬مكتب‬


‫التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪«9292‬الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»‪ :‬مقبل بن هادي‬


‫الوادعي‪ ،‬مكتبة دار القدس بصنعاء‪ ،‬الطبعة األولى‪1411،‬هـ‪.‬‬

‫‪«9393‬الصواعق المرسلة»‪ :‬محمد بن أبي بكر ابن القيم‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي‬


‫الدخيل الله‪ ،‬دار العاصمة بالرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪1408 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«9494‬ضعيف سنن الترمذي»‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬مكتب‬


‫التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪«9595‬طريق الهجرتين»‪ :‬محمد بن أبي بكر ابن القيم‪ ،‬دار الكتاب‬


‫العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«9696‬عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين»‪ :‬محمد بن أبي بكر ابن القيم‪،‬‬


‫دار اليقين‪ ،‬تحقيق‪ :‬بدير محمد بدير‪ ،‬الطبعة الثانية‪1420 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«9797‬العرش وما روي فيه»‪ :‬محمد بن عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫محمد الحمود‪ ،‬مكتب المعال الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪1406 ،‬هـ‪.‬‬
‫ارملا و رداصملا‬
‫‪453‬‬

‫‪«9898‬عقيدة أهل اإليمان في خلق آدم على صورة الرحمن»‪ :‬حمود بن‬
‫عبد الله التويجري‪ ،‬الطبعة األولى‪1407 ،‬هـ‪ ،‬دار اللواء‪.‬‬

‫‪«9999‬عقيدة أهل السنة والجماعة»‪ :‬محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬من‬


‫مطبوعات جامعة اإلمام محمد بن سعود‪1404 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«10100‬عقيدة السلف أصحاب الحديث»‪ :‬عبد الرحمن بن إسماعيل‬


‫الصابوني‪ ،‬تحقيق‪ :‬بدر البدر‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1404‬هـ‪.‬‬

‫‪«10101‬العقيدة السلفية في كالم رب البرية»‪ :‬عبد الله بن يوسف الجديع‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪1408 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«10102‬عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي»‪ :‬تحقيق‪ :‬مصعب‬


‫بن عطا الله الحايك‪ ،‬الطبعة األولى‪1413 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«10103‬عالقة اإلثبات والتفويض بصفات رب العالمين»‪ :‬رضا بن نعسان‬


‫معطي‪ ،‬الطبعة األولى‪1402 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«10104‬العلو للعلي الغفار»‪ :‬محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي‪-‬‬


‫تحقيق‪ :‬عبد الرحمن محمد عثمان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة الثانية‪1388 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«10105‬عمل اليوم والليلة»‪ :‬أحمد بن محمد أبو بكر بن السني‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫بشير محمد عيون‪ ،‬مكتبة دار البيان‪ ،‬الطبعة األولى‪1407 ،‬هـ‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪454‬‬

‫‪«10106‬عمل اليوم والليلة»‪ :‬ألحمد بن شعيب النسائي‪ ،‬تحقيق‪ :‬فاروق‬


‫حمادة‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1406 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«10107‬عون المعبود شرح سنن أبي داود»‪ :‬محمد شمس الحق العظيم‬
‫آبادي‪ ،‬المكتبة السلفية‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1388 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«10108‬غاية المرام في تخريج أحاديث الحالل والحرام»‪ :‬محمد ناصر‬


‫الدين األلباني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1400 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«10109‬غريب الحديث»‪ :‬عبد الله بن مسلم بن قتيبة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬


‫بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1408 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«11110‬غريب الحديث»‪ :‬أبو عبيد القاسم بن سالم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬


‫بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1406 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«11111‬غريب الحديث»‪ :‬إبراهيم بن إسحاق الحربي‪ ،‬تحقيق‪ :‬سليمان‬


‫العايد‪ ،‬دار المدني‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة األولى‪1405 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«11112‬فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين»‪ :‬إعداد وترتيب أشرف‬


‫عبد المقصود‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪1411 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«11113‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري»‪ :‬أحمد ابن حجر العسقالني‪،‬‬


‫ترتيب وترقيم محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬المكتبة السلفية‪.‬‬

‫‪«11114‬الفتوحات الربانية على األذكار النووية»‪ :‬محمد بن عالن‬


‫ارملا و رداصملا‬
‫‪455‬‬

‫الصديقي‪ ،‬المكتبة اإلسالمية‪ ،‬لصاحبها الحاج رياض الشيخ‪ ،‬دار إحياء‬

‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«11115‬الفروق اللغوية»‪ :‬أبو هالل الحسن بن عبد الله العسكري‪،‬‬

‫ضبطه حسام الدين القدسي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1401 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«11116‬فضائل القرآن»‪ :‬أبو ُعبيد القاسم بن سالم‪ .‬تحقيق‪ :‬مروان‬

‫العطية‪ ،‬ومحسن خرابة‪ ،‬ووفاء تقي الدين‪ ،‬دار ابن كثير «دمشق ‪ -‬بيروت»‬

‫الطبعة األولى ‪1415‬هـ‪.‬‬

‫‪«11117‬فضـل علم السلف على علم الخلف»‪ :‬عبد الرحمن بن رجب‬

‫الحنبلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬يحيى الغزاوي‪ ،‬دار البشائر‪ ،‬الطبعة األولى‪1403 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«11118‬القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى»‪ :‬محمد بن‬

‫صالح العثيمين‪ ،‬حققه أشرف عبد المقصود‪ ،‬الطبعة األولى‪1411 ،‬هـ‪،‬‬

‫مكتبة السنة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪«11119‬الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف»‪ :‬أحمد ابن حجر‬

‫العسقالني‪ ،‬مطبوع مع الكشاف للزمخشري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«12120‬الكافية الشافية في االنتصار للفرقة الناجية»‪( :‬نونية ابن القيم)‪،‬‬

‫محمد بن أبي بكر ابن القيم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد العريفي‪ ،‬وناصر الحنيني‪،‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪456‬‬

‫وعبد الله الهذيل‪ ،‬وفهد المساعد‪ ،‬دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع‪ ،‬مكة‪،‬‬

‫الطبعة األولى‪1428 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«12121‬الكامل في ضعفاء الرجال»‪ :‬عبد الله بن عدي الجرجاني‪ ،‬دار‬


‫الفكر‪ ،‬الطبعة األولى‪1404 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«12122‬كشـف األستار عن زوائد البزار»‪ :‬علي بن أبي بكر الهيثمي‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬حبيب الرحمن األعظمي‪ ،‬الطبعة األولى‪1405 ،‬هـ‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«12123‬الكلم الطيب»‪ :‬أحمد بن عبد الحليم بن تيمية‪ ،‬تخريج األلباني‪،‬‬


‫المكتب اإلسالمي‪.‬‬

‫‪«12124‬الكليات»‪ :‬أبو البقاء أيوب بن موسى الكفوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عدنان‬


‫درويش ومحمد المصري‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى‪1412 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«12125‬الكواشف الجلية عن معاني الواسطية»‪ :‬عبد العزيز المحمد‬


‫السلمان‪ ،‬الطبعة السابعة عشر‪1410 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«12126‬لسان العرب»‪ :‬محمد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪«12127‬لوامع األنوار البهية وسواطع األسرار األثرية»‪ :‬محمد بن‬


‫أحمد السفاريني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫ارملا و رداصملا‬
‫‪457‬‬

‫‪«12128‬المجروحين»‪ :‬أبو حاتم محمد بن حبان البستي‪ .‬تحقيق‪ :‬محمود‬


‫إبراهيم زايد‪ ،‬دار الوعي ‪ -‬حلب‪.‬‬

‫‪«12129‬مجمع البحرين في زوائد المعجمين»‪ :‬علي بن أبي بكر الهيثمي‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬عبد القدوس نذير‪ ،‬الطبعة األولى‪1413 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«13130‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد»‪ :‬علي بن أبي بكر الهيثمي‪ ،،‬دار‬


‫الكتاب‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬

‫‪«13131‬مجمل اللغة»‪ :‬أبو الحسين أحمد بن زكريا بن فارس‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫زهير سلطان‪ ،‬الطبعة األولى‪1404 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«13132‬مجموع الفتاوى»‪ :‬أحمد بن عبد الحليم بن تيمية‪ ،‬جمع عبد‬


‫الرحمن بن قاسم‪ ،‬تصوير الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪«13133‬مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين»‪ :‬جمع وترتيب فهد السليمان‪،‬‬


‫دار الوطن‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪1412 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«13134‬المجمـوع المغيث في غريبي القرآن والحديث»‪ :‬محمد بن‬


‫أبي بكر المديني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الكريم العزباوي‪ ،‬الطبعة األولى‪1408 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«13135‬المحلى باآلثار»‪ :‬علي بن أحمد ابن حزم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪،‬‬


‫الطبعة‪ :‬بدون‪.‬‬

‫‪«13136‬مختصر زوائد مسند البزار»‪ :‬أحمد ابن حجر العسقالني‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪458‬‬

‫صبري أبو ذر‪ ،‬الطبعة األولى‪1412 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«13137‬مختصر العلو»‪ :‬محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي‪ ،‬اختصار‬


‫و تحقيق‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪1401 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«13138‬مختصر المستدرك للحاكم»‪ :‬عمر بن على ابن الملقن‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫عبد الله اللحيدان وسعد الحميد‪ ،‬الطبعة األولى‪1411 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«13139‬مدارج السالكين»‪ :‬محمد بن أبي بكر ابن القيم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬


‫حامد فقي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«14140‬المسائل والرسائل المروية عن اإلمام أحمد بن حنبل في العقيدة»‪:‬‬


‫جمع عبد اإلله بن سلمان األحمدي‪ ،‬دار طيبة بالرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1412‬هـ‪.‬‬

‫‪«14141‬مسند أبي داود الطيالسي»‪ :‬سليمان بن داود الطيالسي‪ ،‬دار‬


‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪«14142‬مسند أبي يعلى الموصلي»‪ :‬تحقيق‪ :‬حسين سليم أسد‪ ،‬دار‬


‫المأمون للتراث‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األولى‪1405 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«14143‬المسند»‪ :‬اإلمام أحمد بن محمد بن حنبل‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر‪،‬‬


‫الطبعة الثانية‪1391 ،‬هـ‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫ارملا و رداصملا‬
‫‪459‬‬

‫‪«14144‬المسند»‪ :‬اإلمام أحمد بن محمد بن حنبل (بهامشه منتخب كنز‬


‫العمال من سنن األقوال واألفعال)‪ ،‬طبع المكتب اإلسالمي ودار الفكر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1398 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«14145‬المسند»‪ :‬اإلمام أحمد بن محمد بن حنبل‪ ،‬مؤسسة قرطبة ‪-‬‬


‫القاهرة‪ ،‬مذ َّيلة بأحكام شعيب األرنؤوط عليها‪.‬‬

‫‪«14146‬مسند البزار أو البحر الزخار»‪ :‬أبو بكر أحمد بن عمرو البزار‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬محفوظ الرحمن زين الله‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة‪.‬‬

‫‪«14147‬مسند سعد بن أبي وقاص»‪ :‬أحمد بن إبراهيم النكري الدورقي‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬عامر صبري‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1407 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«14148‬مسند سعد بن أبي وقاص»‪ :‬ألبي بكر أحمد بن عمرو البزار‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬وتخريج أبي إسحاق الحويني‪ ،‬مكتبة ابن تيمية القاهرة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪1413 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«14149‬مسند الشاشي»‪ :‬أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي‪ .‬تحقيق‪:‬‬


‫د‪ .‬محفوظ الرحمن زين الله‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم ‪ -‬المدينة المنورة‪،‬‬
‫‪1410‬هـ‪.‬‬

‫‪«15150‬مسند الشام ّيين»‪ :‬سليمان بن أحمد الطبراني‪ ،‬تحقيق‪ :‬حمدي‬


‫السلفي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى‪1409 ،‬هـ‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪460‬‬

‫‪«15151‬مشارق األنوار على صحاح اآلثار»‪ :‬القاضي عياض بن موسى‬


‫السبتي‪ ،‬المكتبة العتيقة بتونس‪.‬‬

‫‪«15152‬المصنف»‪ :‬أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة‪ ،‬تصحيح مختار أحمد‬
‫الندوي‪ ،‬إدارة القرآن والعلوم اإلسالمية‪ ،‬كراتشي‪ ،‬باكستان‪1406 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«15153‬المصنف»‪ :‬أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عوامة‪.‬‬

‫‪«15154‬المصنف»‪ :‬عبد الرزاق بن همام الصنعاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬حبيب‬


‫الرحمن األعظمي‪ ،‬المكتب اإلسالمي ببيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1403 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«15155‬معارج القبول»‪ :‬حافظ بن أحمد الحكمي‪ ،‬تخريج عمر بن‬


‫محمود أبو عمر‪ ،‬دار ابن القيم‪ ،‬الدمام‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬

‫‪«15156‬معالم التنـزيل»‪ :‬الحسين بن مسعود البغوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬النمر و‬


‫ضميرية و الحرش‪ ،‬دار طيبة‪1411 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«15157‬معاني القرآن الكريم»‪ :‬أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل‬


‫النحاس‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي الصابوني‪ ،‬جامعة أم القرى‪.‬‬

‫الزجاج‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫‪«15158‬معاني القرآن وإعرابه»‪ :‬إبراهيم بن السري َّ‬
‫عبد الجليل شلبي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1408 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«15159‬المعجم األوسط»‪ :‬للحافظ سليمان بن أحمد الطبراني‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬الطحان‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الطبعة األولى‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫ارملا و رداصملا‬
‫‪461‬‬

‫‪«16160‬مقاييس اللغة»‪ :‬أبو الحسين أحمد بن زكريا بن فارس‪ ،‬دار‬


‫الفكر‪.‬‬

‫‪ «16161‬المفردات في غريب القرآن»‪ :‬الحسين بن محمد المعروف‬


‫بالراغب األصفهانى‪ ،‬تحقيق‪ :‬صفوان عدنان الداودي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪1412 ،‬هـ‬

‫‪«16162‬الموضوعات»‪ :‬جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد‬


‫الجوزي‪ .‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن محمد عثمان‪ .‬المكتبة السلفية ‪ -‬المدينة‬
‫المنورة‪ .‬الطبعة األولى ‪1386‬هــ‪.‬‬

‫‪«16163‬مناسك الحج والعمرة»‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬المكتبة‬


‫اإلسالمية‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1403 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«16164‬نقض أساس التقديس» = «بيان تلبس الجهمية»‪ :‬أحمد بن عبد‬


‫الحليم ابن تيمية‪.‬‬

‫‪«16165‬النهاية في غريب الحديث واألثر»‪ :‬مجد الدين المبارك بن‬


‫محمد بن األثير‪ ،‬تحقيق‪ :‬طاهر الزاوي ومحمود الطناحي‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪1399 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«16166‬النهج األسمى في شرح أسماء الله الحسني»‪ :‬محمد بن حمد‬


‫الحمود النجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام الذهبي الطبعة األولى‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫والسَّن ِة‬
‫تاب ُّ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ِص ُ‬
‫فات ا ِ‬
‫‪462‬‬

‫‪«16167‬نور على الدرب»‪ :‬محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬دار القاسم‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪1419 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪«16168‬األمد األقصى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى»‪:‬‬


‫محمد بن عبد الله ابن العربي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الله التوراتي وأحمد عروبي‪،‬‬
‫دار الحديث الكتانية‪ ،‬المغرب‪ ،‬الطبعة األولى‪1436 ،‬هـ‪.‬‬
‫يوتحملا سرهف‬
‫‪463‬‬

‫فهرس المحتويات‬
‫الخامسة ‪5..................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫مقدِّ م ُة ال َّط ِ‬
‫بعة‬ ‫ُ‬
‫تاب ‪7..........................................................‬‬ ‫الك ِ‬ ‫مقدِّ م ُة ِ‬
‫ُ‬
‫ف والنَّع ِ‬‫فة والوص ِ‬ ‫المبحث األو ُل‪ :‬معنى الص ِ‬
‫ت واالس ِم‪ ،‬وال َف ْر ُق بينها ‪18...‬‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َّ‬
‫فات ‪21..............................‬‬ ‫المبحث ال َّثاني‪ :‬قواعدُ عام ٌة في الص ِ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫فات ‪28.......................................‬‬ ‫الث‪ :‬أنواع الص ِ‬ ‫المبحث ال َّث ُ‬
‫ُ‬
‫ُ ِّ‬
‫عز َّ‬ ‫بصفات ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ابع‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وجل ‪31.................‬‬ ‫الله َّ‬ ‫اإليمان‬ ‫ثمرات‬
‫ُ‬ ‫الر ُ‬‫المبحث َّ‬
‫الص َف ُ‬
‫ات ‪39..............................................................‬‬ ‫ِّ‬
‫الخاتِ َم ُة‪427.............................................................‬‬
‫َ‬
‫الفهارس ‪429...........................................................‬‬
‫فهرس الصفات‪431.....................................................‬‬
‫فهرس األسماء ‪438.....................................................‬‬
‫المصادر والمراجع ‪441.................................................‬‬
‫مت الصف واإلخراج يف‬
‫مؤسسة الدرر السنية‬
‫‪nashr@dorar.net‬‬
‫هاتف‪0138680123 :‬‬
‫فاكس‪0138682848 :‬‬
‫جوال‪0556980280 :‬‬

You might also like