Professional Documents
Culture Documents
الواردة في الكتاب والسنة
ح مؤسسة الدرر السنية للنشر ـ 1436هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
السقَّاف ،علوي عبد القادر
َّ
صفات اهلل عز وجل الواردة في الكتاب والسنة /علوي عبد القادر
السقَّاف -ط - 5الظهران1436 ،هـ
َّ
464ص 17 ،سم × 24سم
ردمك978-603-8154-24-3 :
أ -العنوان -2األلوهية -1األسماء والصفات
1436/1172
ديوي 241
ردمك978-603-8154-24-3 :
مـ ــؤس ـ ـس ـ ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ـ ــدرر الـ ـسـ ـنـ ـي ـ ـ ـ ـ ــة -الـ ـمـ ـمـ ـلـ ـك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـ ـعـ ـربـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـ ـسـ ـع ــودي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
ص .ب 39364الظهـران - 31942جـ ـ ـ ـ ــوال0556980280 :
ت / 0138680123:فاكس - 0138682848 :ب ـريد إلـك ــتروني nashr@dorar.net
صفات اهلل عز وجل
الواردة في الكتاب والسنة
تأليف
الس َّقاف
علوي بن عبد القادر َّ
بسم اهلل الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة اخلامسة
5
الخامسة
ِ بعة ُمق ِّدم ُة َّ
الط ِ
رس ِلين، ِ ِ
والسال ُم على خا َت ِم األنبياء ُ
والم َ والصال ُة َّالحمدُ لله َر ِّب العا َلمينَّ ،
َ
وص ْحبِه َأ ْج َم ِعين. ِ
حمد وعلى آله َ
نبينا م ٍ
ِّ ُ َّ
أ َّما بعدُ :
وجل ِ
الوار َد ُة في عز َّ فات ِ
الله َّ «ص ُ ِ
الخامس ُة من كتابِ : فه ِذه هي ال َّطبع ُة
َ
قمت فيها بعة الر ِ
ابعة؛ ُ نوات على ال َّط ِ
ثالث س ٍ
ِ والسن َِّة» بعدَ ُم ِ
رور ِ
الكت ِ
َّ َ َاب ُّ
ب َع ِ
مل اآلتي:
السنَّة. ابتة ِ
بالك ِ لله تعالى ال َّث ِ
فات ِ
دد من الص ِ
-2إضافِ ِة َع ٍ
تاب أو ُّ ِّ
ِ ِ
َع َلوي ْبن عبدالقادر َّ
الس َّقاف
saggaf@dorar.net
غرة حمرم 1437هـ
َ يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َمنُوا ا َّت ُقوا ال َّل َه َو ُقو ُلوا َق ْو ًل َس ِديدً ا * ُي ْص ِل ْح َلك ُْم َأ ْع َما َلك ُْم
ِ ِ ِ
يما[ األحزاب: َو َي ْغف ْر َلك ُْم ُذنُو َبك ُْم َو َم ْن ُيط ْع ال َّل َه َو َر ُسو َل ُه َف َقدْ َف َاز َف ْو ًزا َعظ ً
.]71- 70
ِ ِ ِ
ونتعو َذ به من عل ٍم ال ين َف ُع؛ فقال -فيما رواه عنه ُ
جابر ب ُن َّ لما ناف ًعا،
الل َه ع ً
بالله ِمن ِعل ٍم ال
رضي الله عنهما« :س ُلوا الله ِعلما نافعا ،وتَعوذوا ِ
َّ ً َ ً َ ُ
الله ِ
عبد ِِ
ين َف ُع»((( ،وكان ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُيع ِّل ُمنا ذلك ،فيقول« :ال َّل َّ
هم إنِّي أعو ُذ
ٍ س ال تشبعِ ، يخشعِ ،
ومن َن ْف ٍ بك ِمن ِعل ٍم ال ين َفعِ ،
ومن ٍ
دعوة ومن َُ قلب ال َ ُ ُ
ستجاب لها»(((.
ُ ال ُي
ِ
األسماء والص ِ ِ ِ ِ واع َل ْم َّ
فات؛ ِّ لم
لم التَّوحيد ،ومنه ع ُ أن أن َف َع العلو ِم ع ُ
ِ ِ ألن« :شر َ ِ وذلك َّ
المعلومات؛ ف بشرف المعلو ِم ،والباري َ
أشر ُ ف العل ِم َ َ
ف العلو ِم»(((. أشر ُ ِ ِ ِ
لم بأسمائه (وصفاته) َ فالع ُ
((( رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» ( ،)9171وابن ماجه ( ،)3843وأبو يعلى في «المسند»
( ،)1927وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» ( ،)162/1والبيهقي في «الجامع
لشعب اإليمان» ( ،)1644وحسنه األلباني في «صحيح ابن ماجه».
((( رواه مسلم ( )2722من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.
((( «أحكام القرآن» ( )993/2البن العربي ،بدون زيادة« :وصفاته».
((( «فضل علم السلف على الخلف» البن رجب (ص .)67
مقدمة الكتاب
9
ِ
أمرين: َّافع يدُ ُّل على ِ
لم الن ُ
و«الع ُ
األسماء الحسنى ،والص ِ
فات ِ يستح ُّقه ِمن
ِ الله ،وما ِ
معرفة ِ أحدُ هما :على
ِّ ُ
ِ
الباهرة؛ وذلك يستلز ُم إجال َله ،وإعظا َمه ،وخشيتَه ،و َمهابتَه، ِ
واألفعال ال ُعلى،
بقضائه ،والصبر على ِِ
بالئه. َّ َ والرضاومح َّبتَه ،ورجا َءه ،والتَّوك َُّل عليهِّ ،
ب لها
فأوج َ
َ الحال ِمن الدُّ نيا ،وشبِ َع ْت به؛
ِ ِ
بيسير وانكسر له ،قنِع ِ
ت النَّ ْف ُس َ َ
ِ
والجاه، ِ
المال، فان ال يبقى؛ ِمن
وكل ما هو ٍ والزهدَ في الدُّ نياُّ ، ذلك القناع َة ُّ
ِ الله ِمن نعي ِم
حظ صاحبِه عند ِ ِ ِ
اآلخرة ْ
وإن العيش ا َّلذي ين ُق ُ
ص به ُّ وفضول
كان كريما على ِ
الله» (((. ً
ابن الق ِّيمِ:
ولذلك قال ُ
«إن َأولى ما يتنا َفس فيه المتنافِسون ،وأحرى ما يتساب ُق في ح ْلب ِة ِ
سباقه َّ
َ َ َ ُ
كفيل ،وعلى ِ
طريق هذه عاده ًعاشه وم ِ
العبد في م ِ
بسعادة ِ
ِ المتسابِقون :ما كان
َ َ
ِ
للعبد ذان ال سعاد َةالعلم النَّافع ،والعم ُل الصالح ،ال َّل ِ دليل ،وذلك ِ الس ِ
عادة ً
َّ ُ َ ُ ُ َّ
فمن ُر ِز َقهما فقد فاز و َغنِ َم ،و َمن
َّإل بهما ،وال نجا َة له َّإل بالتَّع ُّل ِق بسببِهماَ ،
العباد إلى َم ْرحو ٍم و َم ْحرو ٍم، ِ فالخير ك َّله ُح ِر َم ،وهما ِ
مور ُد انقسا ِم ُح ِر َمهما
َ
الم ِمن المظلو ِم ،و َل َّما َّقي من ال َغ ِو ِّي ،وال َّظ ُ
الفاجر ،والت ِ
ُّ ِ وبهما يتم َّي ُز ال َب ُّر ِمن
ِ ِ ِ ِ
فأشر َ لشرف معلومه تاب ًعا ،كان َ وشر ُفه َللعمل قرينًا وشاف ًعاَ ، لم
كان الع ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
العبيد ،وال أفعال لم أحكا ِم لم التَّوحيد ،وأن َف َعها ع ُ العلو ِم على اإلطالق ع ُ
شكاة َمن ِ لمين َّإل ِمن ِم الع ِ هذين ِ ِ هذين الن ِ
ُّورين وتل ِّقي ِ ِ
اقتباس سبيل إلىَ
ِ
بوجوب السماو َّي ُة ِ ت األد َّل ُة القاطع ُة على ِعصمتِه، قام ِ
ُتب َّ وصرحت الك ُ َّ َ
إن هو الهوىْ ، عن َ المصدوق ،ا َّلذي ال ينطِ ُق ِ ُ الص ُ
ادق ِ
طاعته و ُمتابعته ،وهو َّ
ِ
َّإل َو ْح ٌي َ
يوحى»(((.
الباب كتبا ومصن ٍ لذلك فقد أفرد كثير ِمن الس َل ِ
وخاص ًة
َّ َّفات، ِ ً ف في هذا َّ َ َ ٌ
ِ
الكثرة -ال وشرحا((( ،إلَّ أنَّه -ومع هذه وجل ،إحصا ًء عز َّ ِ
أسماء ِ
ً الله َّ في
رح كر والت ِ
َّدليل َّ
والش ِ بالذ ِ
وجل ِّ عز َّصفات الله َّ ِ ص ف كتا ًبا أحصى َ ِ
وخ َّ أعر ُ
ِ ُ ِ السن َِّة فيُ :معت َق ِد ِ ِ
أسماء الحال في والجماعة ،كما هو أهل ُّ الس َل ِّ
على المعت َقد َّ
فات ال علىوإن كانت هناك كُتب قد أورد ْت جمل ًة ِمن الص ِ ِ
الله تعالىْ ،
ِّ َ ُ ٌ
عثمان ِ
بن سعيد ،على َ ِ
كتاب « َن ْق ُض اإلما ِم مثل: ِ
والحصرُ ، ِ
اإلحصاء ِ
سبيل
«السنَّة» ِ
وكتابُّ : مي ال َعنيد» لإلما ِم الدَّ ِّ
ارمي (ت218هـ)، الج ْه ِّ
يسي َ
المر ِّ
ِّ
وكتاب« :التَّوحيد» لإلما ِم ِ
ابن ُخزيم َة ِ البن أبي عاص ٍم (ت 287هـ)، ِ
ِ
وكتاب: ابن َمنْدَ ْه (ت395هـ)، ِ
للحافظ ِ ِ
وكتاب« :التَّوحيد» (ت311هـ)،
ينالح َس ِ
بن ُ حم ِد ِ ِ
الصفات» للقاضي أبي يعلى ُم َّ ِ
ألخبار ِّ
ِ
َّأويالت ُ
«إبطال الت
وكتاب« :الحجة في ِ ٍ بن الفر ِاء (ت458هـ) -على ه َف ٍ
بيان ُ َّ ِ يسيرة فيه، وات ِ َّ
ِ
وكتابَ « :ق ْطف ال َّث َمر ،في األصبهاني (ت535:هـ)،
ِّ السن َِّة
حجة» ل َق َّوا ِم ُّ
الم َّ َ
وغيرها.لصدِّ يق حسن خان (ت1307هـ) … ِ أهل األ َثر» ِبيان معت َق ِد ِ ِ
((( أورد جملة من هذه الكتب الشيخ محمد الحمود في كتابه« :النهج األسمى في شرح أسماء
الله الحسنى» ( ،)11/1فلتراجع.
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
12
َّبي ص َّلى
عن الن ِّ اشتر ْط ُت على نفسي َّأل ُأ ِ
ور َد َّإل حدي ًثا ثابتًا ِ وإنِّي َ
ومسلم أو أحدُ هما بما تث ُب ُت
ٌ البخاري
ُّ الل ُه عليه وس َّل َم ،وأكتفي بما رواه
واشتر ْط ُت َّأل
َ أور ْد ُت حدي ًثا أو أك َث َر ِمن ِ
غيرهما، ِ
فإن لم أجدْ َ ،الصف ُةْ ،
به ِّ
مقدمة الكتاب
13
ِ
الكتاب كما يلي: عملي في
وكان َ
ِ
واليدين ،واألصابعِ، ِ
كالوجه، الذاتِ َّي ِة: -1أحصي ُت جميع الص ِ
فات َّ َ ِّ َ ْ
مينِ ،
وغيرها. والس ِ
اق ،والقدَ ِ َّ
ِ
َّوعين. البعض ِ
بأحد الن ُ بعضهم من الصفات الذاتية ِ
الفعل َّية ،واكت َفى ((( وهذا غال ًبا فيما عدَّ ه ُ
َّ ِّ
ِ ِ
لم بكونها ذات َّي ًة أو فعل َّية َّ
مما ال يلز ُم اعتقا ُده. واعلم أنَّ الع َ
ْ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
14
ِ
كلفظة: عن ِ
الله به؛ اإلخبار ِ وجل ِ
ويص ُّح عز َّ
لله َّ ٍ
بصفة ِ أور ْد ُت ما ليس
ُ َ -6
ونحوها؛ لثبوتِها بالدَّ ِ
ليل ،وللت ِ
َّمييز بينها وبين ِ (شيء) ،و(ذات) و(شخص)،
الص ِ
فة. ِّ
ِ
َّفصيل؛ عن ِ
الله به بعد الت اإلخبار ِ ويص ُّح ٍ
بصفةِ ، أور ْد ُت ما ليس
ُ َ -7
أن األَولى استخدام ال َّل ِ ِ ِ
فظ ُ كلفظة( :الجهة) و(الحركة) ،مع التَّنبيه على َّ ْ
جم ِل ِ ِ ول؛ لثبوتِه بالدَّ ِ
لو والن ُُّز ِ
ليل -بدَ ًل من هذا ال َّلفظ ُ
الم َ رعي -كال ُع ِّ َّ
الش ِّ
الحاد ِ
ث. َ
بعضهم إضاف َة ٍ
صفة عز َّ
وجل وظنَّه ُ -8أور ْد ُت ما ثبت َْت إضافتُه إلى ِ
الله َّ َ
(الجن ِ
ْب) و(ال ِّظ ِّل) ،ون َّب ْه ُت على ٍ
موصوف ،وهو ليس كذلك؛ كـ: إلى
َ
عن ِ
العالمة []؛ لتتم َّي َز ِ ذلك ،وج َع ْل ُت هذه ال َّثالث َة األخير َة مسبوق ًة بهذه
ِ
مصادرها َ
األقوال إلى ِ
واآلثار ،وأح ْل ُت ِ
األحاديث جميع جت
خر ُ
َ َّ -10
موض ِع ِ
باإلحالة على ِ فاكتفيت -غال ًبا-
ُ ِ
التفاسير؛ بالجزء والصفحةَّ ،إل في
زء والص ِ كر الج ِ ِ ِ
فحة ،وفي المعاج ِم ال ُّلغوية أحيانًا أكتفي َّ تفسير اآلية دون ذ ِ ُ ِ
ِ
بذكر ما َّدة الكلمةَّ ،إل عند الحاجة.
َ
مباحث: ِ
بأربعة -11قدَّ م ُت الص ِ
فات ِّ ْ
ف ،والن ِ
َّعت ،واالس ِم ،وال َف ْر ِق فة ،والوص ِ
المبحث األو ُل في (معنى الص ِ
َ ْ ِّ ُ َّ أ-
بينها).
المبحث ال َّثاني في (قواعدَ عام ٍة في الص ِ
فات) ،ذك َْر ُت فيه إحدى ُ ب-
ِّ َّ
ِ
جميعها عليها. وعشرين قاعدةً ،مدار الص ِ
فات ُ ِّ
الث في (أنوا ِع الص ِ
فات). المبحث ال َّث ُ
ُ ج-
ِّ
عز َّ
وجل). الله َّ ِ
بصفات ِ ِ
اإليمان ِ
(ثمرات ابع في ُ
الر ُ
المبحث َّ د-
ب ِ ِ عدد ِمن
وقد عر ْضتُه على ٍ
فاستحسنوه ،وما ِز ُ
لت َ العل ِم، وطل ِ
العلماء َّ َ
وبنصيحة ذا ،حتَّى ظهر بالص ِ
ورة ِ أخذا ِ
برأي هذا، ضيف إليه؛ ً
ُ ف منه و ُأ ِ
أحذ ُ
َ َ ُّ
وأسه َم في
َ الكتاب
َ ا َّلتي تراها بين يديك ،وإنِّي ألشك ُُر َّ
كل َمن خدَ َم هذا
عز َّ
وجل أن ين َف َع به كات َبه وقارئَه. َ
وأسأ ُل الل َه َّ ِ
نشره،
مقدمة الكتاب
17
سم ْيتُه:
وقد َّ
السنَّ ِة» الكت َ ِ
اب َو ُّ وجل ال َوارِ َد ُة ِفي ِ
َّ هلل عزَّ
ات ا ِ
ف ُ«ص َ
ِ
وجل ،وما كان فيه ِمن خطأٍ
عز َّ بتوفيق ِ
الله َّ ِ ٍ
صواب ،فهو فما كان فيه ِمن
راجع عنه إلى ما وا َف َق َّ
الحق، واب ،فإنِّي أبر ُأ إلى ِ
الله منه ،وأنا للص ِ ٍ
ٌ َ ومجانبة َّ
الحائط ،وال ِ
تلتف ْت إليه، ِ فاضر ْب به ُع ْر َضِ الكريم القارئ
ُ أنت أ ُّيها
وأ َّما َ
ُ
إلي؛ فقد أبى الل ُه أن َيتِ َّم َّإل كتا ُبه.
تنس ْبه َّوال ُ
ِ
األشياء هي دل على معنًى في َن ْف ِسه»((( ،و«أسما ُء االسم فـ« :هو ما َّ أ َّما
ُ
ِ العلم َّي ِة
للبحوث ِ
ِ وس ِئلت ال َّلجن ُة الدَّ ائم ُة
واإلفتاء األلفاظ الدَّ ا َّل ُة عليها» ُ ،
ُ
(((
فة؟ فأجا َب ْت بما يلي: رق بين االس ِم والص ِ بالسعود َّي ِة ِ
عن ال َف ِ
ِّ
ِ
القائمة به، ِ
الكمال ِ
صفات ذات ِ
الله مع دل على ِ كل ما َّ «أسماء ِ
اللهُّ : ُ
فإن هذه األسما َء د َّل ْت ِ
البصير؛ َّ ِ
القادر ،العلي ِم ،الحكي ِمَّ ،
السميعِ، ِم ُثل:
والبص ِر ،أ َّما ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َ على ذات الله ،وعلى ما قام بها من العل ِم والحكمة َّ
والسم ِع
ِ ِ ِ الكمال القائم ُة َّ ِ
ِ
بالذات؛ كالعل ِم والحكمة َّ
والسم ِع ُعوت
فات فهي ن ُ الص ُ ِّ
قال: ٍ
واحد ،و ُي ُ والصف ُة د َّل ْت على ٍ
أمر ِ
أمرين، دل على فاالسم َّ والبص ِر؛
ِّ ُ َ
والصف ُة ُم ِ
ستلزم ٌة لالس ِم.(((»... ِ
للصفةِّ ، تضم ٌن ِّ
االسم ُم ُِّ
والصف َة ِ ِ االسم ِ
عن االس ِمٌ :
أمور؛ منها: الصفةِّ ، عن ِّ َ و ُيم ِّي ُز
فات فال ُيشت َُّق منها أسما ٌء؛ الص ُ صفات ،أ َّما ِّ
ٌ َّأو ًلَّ :
أن األسما َء ُيشت َُّق منها
حمة وال ُق ِ
درة صفات :الر ِ ِ ِ
والقادر والعظي ِم، الرحي ِم ِ ِ ِ
َّ فنشت َُّق من أسماء اللهَّ :
جيء والمك ِْر ،اسم :الم ِ
ريد اإلرادة والم ِ ِ ِ
صفات: مة ،لكن ال نشت َُّق ِمنوالع َظ ِ
َ ُ َ َ َ
ِ
والماكر(((. والج ِائي
َ
أوصاف؛ كما قال اب ُن الق ِّي ِم في «النُّون َّي ِة»: ٌ فأسماؤه ُسبحانَه وتعالىُ
(((
ـــت لِ َم َعانِي
ُم ْشـــ َت َّق ٌة َقـــدْ ُح ِّم َل ْ ـــاف َمـــدْ ٍح ُك ُّل َها
ُ اؤ ُه َأ ْو َص َأ ْس َ
ـــم ُ
المبحث الثَّاني
ُ
فات
ِ قواع ُد عا َّم ٌة في ِّ
الص
القاعد ُة األُولى:
«إثبات ما أث َبتَه الل ُه لنَ ْف ِسه في كتابِه ،أو أث َبتَه له رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه
ُ
ومن ِ
غير تعطيلِ ،
ٍ ٍ
تحريف وال وس َّل َم ،أو أصحا ُبه َر ِضي الل ُه عنهمِ ،من ِ
غير
ٍ
تمثيل»(((. ٍ
تكييف وال
غيره ،ورسو َله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أع َل ُم ألن الل َه أع َل ُم بنَ ْف ِسه ِمن ِ
َّ
ومن ِ
بعده أصحا ُبه َر ِضي الل ُه عنهم. الخ ْل ِق بربهِ ،
َ
ِّ
((( «عقيدة السلف أصحاب الحديث» للصابوني (ص « ،)4مجموع الفتاوى» البن تيم َّي َة
(.)515/6 ،38/6 ،26/5 ،182/4 ،3/3
((( «العقيدة التَّد ُمرية» البن تيم َّي َة (ص « ،)58الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» له
أيضا (.)139/3 ً
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
22
عن َن ْف ِسه ،أو نفاه عنه رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»(((.
الرابع ُة:
القاعد ُة َّ
لة ا َّلتي لم ِير ْد إثباتُها وال َن ْف ُيها ،أ َّما معناها األلفاظ المجم ِ
ِ «التَّو ُّق ُ
ف في
ُ َ
حق ال يمتنِ ُعوإن ُأريدَ به ٌّ فإن ُأريدَ به ٌ
باطل ُين ََّز ُه الل ُه عنهُ ،ر َّدْ ، تفص ُل عنهْ ،
َف ُي ْس َ
الشرع َّي ِة، ِ
األلفاظ َّ واب ِمن
الص ِ ِ
اللهُ ،قبِ َل ،مع بيان ما يدُ ُّل على المعنى َّ على ِ
الحاد ِ
ِ جم ِل ِ عوة إلى استعمالِه
والدَّ ِ
ث»(((. مكان هذا ال َّلفظ ُ
الم َ َ
َ
ونسأ ُل قائ َلها :ماذا ف في إثباتِها و َن ْف ِيها، ِ
(الجهة) :نتو َّق ُ مثا ُله :لفظ ُة
مكان َيحويهُ ،ق ْلنا :هذا معنًى ٌ
باطل ٍ فإن قالَ :أعني أنَّه في هة؟ ْ بالج ِ
تَعني ِ
السادس ُة:
القاعد ُة َّ
وال ُي ِحي ُط َ
ون ِ ِ ِ ِ
« َق ْط ُع ال َّطم ِع عن إدراك حقيقة الكيف َّية»(((؛ لقوله تعالىَ :
بِ ِه ِع ْل ًما.
السابع ُة:
القاعد ُة َّ
ِ
وجه ِ
َّفصيل ،وتُن َفى على ِ
وجه الت َّ
وجل تُث َب ُت على عز
الله َّ«صفات ِ
ُ
ِ
اإلجمال»(((.
ِ ِ والبص ِر ِ
َّفي
الصفات ،والن ُ
وسائر ِّ َ فص ُل :كإثبات َّ
السم ِع الم َّ
فاإلثبات ُ
ُ
ليس ك َِم ْث ِل ِه َش ْي ٌء.
َ المثل َّي ِة في قولِه تعالى:
المجم ُل :كنَ ْف ِي ِ
ُ َ
((( «منهج ودراسات آليات األسماء والصفات» لمحمد األمين الشنقيطي (ص.)26
((( «مجموع الفتاوى» ( 37/6و.)515
((( «بدائع الفوائد» ( )162/1البن الق ِّي ِم« ،القواعد المثلى» (ص )30البن عثيمين.
((( «مجموع الفتاوى» (« ،)206/5مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (،)232/1
«بدائع الفوائد» (.)168/1
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
24
القاعد ُة العاشرةُ:
الفعل َّي ُة ُمتع ِّلق ٌة بأفعالِه،
فات ِ عز َّ ِ ِ
وجل ذات َّي ٌة وفعل َّي ٌةِّ ،
والص ُ «صفات ِ
الله َّ ُ
وأفعا ُله ال ُم َ
نتهى لها»(((َ ،و َي ْف َع ُل الل ُه َما َي َشا ُء.
وبمعافاتِ َك ِ ومنها قو ُله ص َّلى الله عليه وس َّلم« :أعو ُذ ِبر َ ِ
ضاك من َس َخط َكُ ، َ ُ
كتاب األَي ِ
مان ِ ْ خاري في
ُّ مسلم ()486؛ وقد َّبو َب ال ُب
ٌ ِمن ُعقوبتِ َك»..؛ رواه
وكلماتِه».الله وصفاتِه ِبعز ِة ِ
ف َّالح ِل ُ
«بابَ :
ُّذورٌ :والن ِ
لقوام
((( «الكالم على الصفات» للخطيب البغدادي (ص« ،)20الحجة في بيان المحجة» َّ
السنة (« ،)174/1التَّد ُمرية» (ص« ،)43مجموع الفتاوى» (.)355/6 ،330/5
((( «التَّد ُمرية» (ص« ،)31مجموع الفتاوى» (.)212/5
((( «مجموع الفتاوى» (.)212/5
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
26
ضيف إلى
َ كل ما ُأ
مخلوق؛ فليس ُّ
ٌ ضيف إلى ِ
الله بائ ٌن عنه ،فهو َ ٍ
شيء ُأ ُّ
وكل
يكون صف ًة له»(((.
َ ِ
يستلز ُم أن ِ
الله
السادس َة َع ْشرةَ:
القاعد ُة َّ
ِ
رسول ِ
االعتقاد تث ُب ُت بما ث َب َت عن ِ
مسائل وسائر عز َّ
وجل «صفات ِ
الله َّ ُ
ُ
وإن كان حدي ًثا واحدً اْ ،
وإن كان آحا ًدا»(((. ِ
الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمْ ،
السابع َة َع ْشرةَ:
القاعد ُة َّ
ِ ِ وجل ال َّث ِ
عز َّ ِ
صفات ِ
السنَّة :معلوم ٌة ،وت َّ
ُفس ُر بالكتاب أو ُّ ابتة الله َّ «معاني
مجاز وال استعار َة فيها الب َّت َة ،أ َّما الكَيف َّي ُة فمجهول ٌة»(((.
َ ِ
الحقيقة ،ال على
((( «الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح» (« ،)145/3مجموع الفتاوى» ( )290/9له
أيضا« ،مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين» (.)166/1 ً
((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي ( 332/2و 412و.)433
((( «التَّد ُمرية» (ص « ،)44-43مجموع الفتاوى» (« ،)42-36/5مختصر الصواعق
المرسلة» البن الموصلي ( 106/2 ،238/1وما بعدها).
((( «التَّد ُمرية» (« ،)65مجموع الفتاوى» (.)298/5
يناَّثلا ُثحبملافِّص ال يف ٌ َةّماع دُ ق
عاو
27
المبحث الثَّ ُ
الث ُ
(((
فات
ِ الص
ع ِّأنوا ُ
ِ
ثالثة أقسا ٍم(((: عز َّ
وجل إلى الله َّ ِ
صفات ِ تقسيم ي ِ
مك ُن
ُ ُ
باعتبار إثباتِها و َن ْف ِيها.
ِ ً
أول:
ِ
نوعان: وأفعا ُله ُسبحانَه وتعالى
ِ
ونحو ذلك. ِ
واإلتيان... ول، ِ
كاالستواء ،والن ُُّز ِ -1الزم ٌة:
ِ
ونحو ذلك. ِ
واإلعطاء... كالخ ْل ِق،
َ ُ -2متعدِّ َي ٌة:
وأفعا ُله سبحانَه وتعالى ال منتهى لها ،وي ْفع ُل الله ما ي َشاءِ ،
ومن َث َّم ُ َ َ ََ َ ُ َ ُ
الله ِ
الفعل َّي ُة ال َح ْص َر لها. صفات ِ
ُ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
30
ومنذاتِ ،
صفات ٍ
ِ ُسمى: الفعلي ُة ِمن حيث قيامها َّ ِ فات ِ
بالذات ت َّ ُ َّ والص ُ ِّ
ٍ ِ ِ ِ ِ
أفعال، صفات ينش ُأ عنها من األقوال واألفعال ت َّ
ُسمى: حيث تع ُّل ُقها بما َ
ِ
ونوعه: باعتبار ِ
أصله ِ عز َّ
وجل الله َّ ِ
أمثلة ذلك :صف ُة الكال ِم؛ فكالم ِ ِ
ومن
ُ
وأفراده :صف ُة فِ ٍ
عل. ِ ِ
آحاد الكال ِم ِ
وباعتبار صف ُة ٍ
ذات،
لت عن ذلِك
الصفة خبر َّي ًة أو عقل َّية ،ثم عدَ ُ
السابقة في كون ِّ
ِ
لت في ال َّطبعات َّفص ُ
كنت قد َّ ((( ُ
هذه ال َّطبعةِ.
في ِ
ث
ُتارم ُعباَّرلا ُثحبلاّزع ِهللا تِافصب ِن اميإلا
م
31
ُ
المبحث الرَّاب ُ
ع
َّ
وجل هلل عزَّ
بصفات ا ِ
ِ اإليمان
ِ ثمرات
ُ
َ
واإليمان عز َّ
وجل، الله َّ ِ
بصفات ِ لم اع َلم -و َّفقني الله وإياكِ َّ -
أن الع َ ُ َّ ْ
ٍ
ثمرات عظيم ًة ،وفوائدَ جليل ًة، يليق به ُسبحانَه ،وتد ُّب َرهاُ :ي ِ
ور ُ
ث بها على ما ُ
اإليمان ،وقد ح ِرمها قوم كثيرون؛ ِمن المع ِّط ِ
لة ِ تج َع ُل صاح َبها ُ
يذ ُ
وق حالو َة
ُ ٌ ُ َ
ِ
مرات: ِ
الفوائد وال َّث بعضا ِمن هذه والمؤو ِلة والمشب ِ
هة ،وإليك ً ُ ِّ ُ ِّ
وجل :أن يع َل َم العبدُ َّ
أن الل َه عز َّ بصفات ِ
الله َّ ِ ِ
اإليمان ِ
ثمرات ِ -1
فمن
ِ ب آثارها وم ِ ِ ِ ِ
ب وج َبها؛ فهو ِوت ٌْر ُيح ُّ ُ ب أسما َءه وصفاته ُيح ُّ َ ُسبحانَه كما ُيح ُّ
ِ ب ال َع ْف َو، ِ الج َ ٌ ِ ِ
الشاكري َن، ب َّ شاكر ُيح ُّ
ٌ مالَ ،ع ُف ٌّو ُيح ُّ ب َ جميل ُيح ُّ الوت َْر،
القو ِة ِمن ِ ِ ِ ِ ِ
ب َ
أهل َّ الس ِترٌّ ،
قوي ُيح ُّ ب َ
أهل َّ أهل الحياءَ ،ست ٌير ُيح ُّ ب َ َح ِي ٌّي ُيح ُّ
ب عباده ،بر ي ِحب األبرارِ ٌ ، العل ِم ِمن ِ
أهل ِ ب َ ِ
عدل ُيح ُّ َ َ ٌّ ُ ُّ عليم ُيح ُّ
ٌ المؤمني َن،ُ
ِ
العدل. َ
أهل
ب والمح َّب ِة) ِ
لله تعالى ،وأنَّه (الح ِّ
ِ ِ -2
ومنهاَّ :
أن العبدَ إذا آ َم َن بصفة ُ
وتقر َب إليه بما َيزيدُ ُح َّبه َو ُو َّده (رحيم َو ُدو ٌد) ،استأن ََس لهذا َّ
الر ِّبَّ ، ٌ ُسبحانَه
َ
يكون َّوافل حتَّى ُأ ِح َّبه» ،وسعى إلى أن
إلي بالن ِ يتقر ُب َّ
زال العبدُ َّ له« ،وال َي ُ
بريل،فأح َّبه ،ف ُيح ُّبه ِج ُبريل ،إنِّي ُأ ِحب فالنًا ِ يقول الل ُه فيهم« :يا ِج ُ ممن ُ
ُّ َّ
أهل الس ِ ِ ِ ثم ينادي في الس ِ
ماء ،ثم ب فالنًا فأح ُّبوه ،ف ُيح ُّبه ُ َّ ماءَّ :
إن الل َه ُيح ُّ َّ ُ
ِ
العظيمةَّ :
أن اإليمان بهذه الص ِ
فة ِ ومن ِ
آثار األرض»ِ ،
ِ بول في وض ُع له ال َق ُُي َ
ِّ
يكون محبو ًبا عند ِ
الله ،ف ْليتَّبِ ْع نب َّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ ُ ق ْل َ َمن أراد أن
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
32
األح ِد، ِ ِ
الوكيل ،وتوك ََّل على (الواحدَ ، ُ ِ
وكيل) ،قالَ :ح ْس ُبنا الل ُه ون َ
عم ٌ
ال ،والقو ِة ،والمن ِ
َعة) مانِ ُعه والشدَّ ِةِ ،
والم َح ِ أن الل َه ذا (العز َِّةِّ ، الصم ِد)ِ ،
وعل َم َّ
َ َّ َّ َ
ِ صيب ٍ ِ ِ ِ ِ
بصفات: بفقر دعا الل َه من أعدائه ،ولن يصلوا إليه بإذنه تعالى ،فإذا ُأ َ
ٍ ِ ِ
بمرض دعاه؛ ألنَّه هو (ال َّط ُ
بيب، والكرمِ ،والعطاء) ،فإذا ُأ َ
صيب َ (الغنى،
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
34
الصالح َة؛
الذ ِّر َّي َة َّ
ويه َبه ُّ
يرز َقه َ
سأل الل َه أن ُ الشافي ،الكافي) ،فإن ُمنِ َع ُّ
الذ ِّر َّي َة َ َّ
ِ
بصفات ِ ثمرات ِ
العل ِم ِ فإن ِمن
اب) ...وهكذاَّ ، (الرز ُ
الله الوه ُ
َّاقَّ ، ألنَّه هو َّ
ِ
واإليمان بهاُ :دعا َءه بها.
والقو ِة،
َّ ِ
والجالل، اللهِ ،من (الع َظ ِ
مة، َ صفات ِ ِ -7ومنهاَّ :
أن العبدَ إذا تد َّب َر
أن الل َه عل َم َّوعلم حقارتَها ،وإذا ِمنة) ،استص َغر نفسهِ ، روت ،والهي ِ والجب ِ
َ َ َْ َ َ
أح ٍد ،ولم ِ ِ ِ ِ
ص يناز ِع الل َه فيما َخ َّ َص بصفة( :الك ْبرياء) لم يتك َّب ْر على َ مخت ٌّ
ك، (الغنى ،والم ْل ِ
بصفةِ :ِ أن الل َه مت َِّص ٌ
ف فات ،وإذا ِ
عل َم َّ به نفسه ِمن الص ِ
ُ ِّ َ
لك ،ا َّلذي ُيعطي َمن والعطاء) استشعر افتقاره إلى مواله ال َغني ،مالِ ِك الم ِ ِ
ُ ِّ َ ََ
يشا ُء ،ويمن َُع َمن يشا ُء.
ِ
َّحليل ،والتَّحريمِ)؛ فال يحك ُُم َّإل بما (الحكمِ ،واألُلوه َّي ِة ،والتَّشريعِ ،والت
ُ
أح َّل الل ُه ،وال ُي ِح ُّل أنز َل الل ُه ،وال يتحاك َُم َّإل إلى ما َ
أنز َل الل ُه؛ فال ِّ
يحر ُم ما َ َ
حر َم الل ُه.
ما َّ
ِ
والخداعِ) إذا ِ
واالستهزاء، والمك ِْر، ِ ِ -10ومنهاَّ :
أن صفات( :الكيدَ ،
أحدَ الله وجاللِه وع َظمتِهِ ،
عل َم ْ ِ
بذات ِ
أن ال َ يليق
آ َم َن بها العبدُ على ما ُ
خير الماكري َن ُسبحانَه ،كما أنَّه ال
يستطيع أن َيكيدَ الل َه أو يمك َُر به ،وهو ُ
ُ
ث
ُتارم ُعباَّرلا ُثحبلاّزع ِهللا تِافصب ِن اميإلا
م
35
ِ ِ
سيستهزئ به
ُ يستهزئ به أو يخدَ َعه؛ َّ
ألن الل َه َ أحدَ من َخ ْلقه ٌ
قادر على أن َ
ب عليه ،ويم ُقتَه ،و ُي ِّ
عذ َبه؛ ِ ِ
استهزاء ِ خاد ُعهِ ،
ومن أ َث ِر وي ِ
يغض َبالعبد :أن َ الله ُ
وغضبِه. ت ِ
الله َ للعبد ِمن الوقو ِع في م ْق ِ
ِ اإليمان بهذه الص ِ
فات وقاي ًة ُ فكان
َ ِّ
ِ أن العبدَ ِ
فإن الل َه ويتر َك ذ َ
كره؛ َّ ص على َّأل ينسى ر َّبه ُ يحر ُ -11ومنهاَّ :
ِ بصفة (الن ِ ِ مت َِّص ٌ
يتركَه؛قادر على أن ينساه ،أيُ : ِّسيان ،والت َّْرك)؛ فالل ُه ٌ ف
ونواه ِيه.
ِ ِ
ألوامره دائم التَّذك ُِّر ِ
ن َُسوا ال َّل َه َفنَس َي ُه ْم ،فيج َع ُله ذلك َ
(السالمِ، ِ أن الل َه مت َِّص ٌأن العبدَ ا َّلذي يع َل ُم َّ
-12ومنهاَّ :
ف بصفةَّ :
ِ ِ والص ِ ِ
السال ُم،َّفسي؛ فالل ُه هو َّدق) ،يش ُع ُر بال ُّطمأنينة والهدوء الن ِّ والمؤم ِنِّ ،
ُ
ؤم ُن ا َّلذي َأ ِم َن َ
الخ ْل ُق فينشر السالم بين المؤمنين ،وهو الم ِ
ُ َ ُ السال َمَ َّ ُ ُ ،ب َّ
ِ
و ُيح ُّ
دق) ،وأنَّه وعَدَ ه (الص ِ ِ أن الل َه مت َِّص ٌ ِمن ُظ ِ
لمه ،وإذا اعت َقدَ العبدُ َّ
ف بصفةِّ :
ٌ
صادق َّات تجري ِمن تحتِها األنهارِ ،
عل َم َّ
أن الل َه عم َل صالحا -جن ٍ -إن هو ِْ
ُ ً
عامل يثِ ُق في
ٍ طاعة ٍ
عبد ِ زيد ِمن ال َّط ِ
اعة، خ َلفه ،فيد َفعه هذا لِم ٍ
َ ُ
وعده ،لن ي ِ
ُ
في ِ
ِ
مستأج ِره :أنَّه ُمو ِّفيه ح َّقه وزيادةً. ٍ
وأجير في س ِّي ِده،
فوزا فات َ -من هذا إيمانُه و ُمعت َقدُ ه فقد فاز ً درة وبين هذه الص ِ والحياة وال ُق ِ
ِ
ِّ
حيح ،وأو َل هذه الص ِ قيم على الن ِ
فات، ِّ َّ الص َِّقل َّ الس َ عظيما ،و َمن قدَّ َم عق َله ًَّ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
36
جاز ،و َأ ْلحدَ فيها ،وع َّطلها وحرفها -فقد ِ الم ِ ِ
خسر ُخسرانًا َ َّ َ وج َع َلها من َ
ف به َن ْف َسهَّ ،
وكذ َب وص َ ٍ
وصفةَّ ، ٍ ُمبِينًا؛ إذ َّفر َق بين
وكذ َب الل َه فيما َ صفة
اإليمان بهذه الص ِ
فات ِ رسو َله ص َّلى الله عليه وس َّلم ،فلو لم ي ُكن ِمن ِ
ثمرة
ِّ ْ َ ُ
ِ ِ
وحدي َن ،لكفى بها ثمرةً ،ولو لم الم ِّ َّإل أن تُدخ َل صاح َبها في ُزمرة ُ
المؤمني َن ُ
لله ورسولِهوحدَ المصدِّ َق ِ
ُ الم ِّ
الحق ُ
ؤم َن ََّمي ُز الم ِ ِ ِ
ي ُك ْن من ثمراتها َّإل أنَّها ت ِ ُ
ِ
نصوصهما،
َ ف تجر َأ عليهماَّ ،
وحر َ ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم من ذاك ا َّلذي َّ
ثمرات أخرى ٍ أن هناك عل ْم َت َّواستدر َك عليهما -لكفى؛ فكيف إذا ِ
َ
وجها
ً أن ِ
لله فات الخ َبر َّي ِة؛ منها :أنَّك إذا آ َمن َْت َّ
لإليمان بهذه الص ِ
ِّ
ِ عظيم ًة
نعم الله على ِ ِ ِ بجاللِه وع َظمتِهَّ ،
عبده يو َم َّظر إليه من أع َظ ِم ما ُي ُ ُ وأن الن َ يليق َ ُ
َّظر إلى ِ الصالحي َن َ - ِ
وجهه الكري ِم، سأ ْل َت الل َه الن َ القيامة ،وقد وعَدَ به عبا َده َّ
الخير بين
َ يضها نفق ٌةَّ ،
وأن لى ال َي ِغ ُ أن ِ
لله يدً ا َم ْ َ فأعطاكه ،وأنَّك إذا آ َمن َْت َّ
عين ِمن
أن قل َبك بين إِص َب ِ
عل ْم َت َّ سأ ْلتَه مما بين يدَ ي ِه ،وإذا ِ
ْ َّ يدَ ْي ِه ُسبحانَهَ ،
ِ
واالستواء على لو ،والفوق َّي ِة، ِ ِ ِ ِ
-16ومن ثمرات اإليمان بصفة( :ال ُع ِّ
الح ِ
لول عن ُ أن الل َه ُم َّنز ٌه ِ أن العبدَ يع َل ُم َّ رب ،والدُّ ن ُِّو)َّ :ُول ،وال ُق ِالعرش ،والنُّز ِ
ِ
شيء ،بائ ٌن عن َخ ْل ِقهُ ،مست ٍَو كل ٍ كل ٍ
شيءُ ،م َّط ِل ٌع على ِّ فوق ِّ ِ
بالمخلوقات ،وأنَّه َ
وجدَ ه قري ًبا ِ ِ ِ ِ على ِ
قريب من عبده بعلمه ،فإذا احتاج العبدُ إلى ر ِّبه َ ٌ عرشه ،وهو
اآلخ ِر ِمن
لث ِ ماء الدُّ نيا في ال ُّث ِ وينز ُل إلى الس ِ فيستجيب دعا َءهِ ، منه ،فيدعوه،
َّ ُ
ث ذلك فأستجيب له ،ف ُي ِ
ور ُ َ ُ
فيقولَ :من َيدْ عوني ليق به ُسبحانَه، يل ،كما َي ُال َّل ِ
ِ
القريب منه؛ فهو ِ
األوقات ا َّلتي يخلو فيها مع ر ِّبه العبد بتف ُّق ِد هذه
حرصا عند ِ
ً
لوه ،بعيدٌ في ُد ِّنوه.
قريب في ُع ِّ
ٌ ُسبحانَه
رآن كالم ِ
الله يج َع ُل وأن ال ُق َ
بصفة( :الكالمِ)َّ ، ِ َ
اإليمان -17ومنهاَّ :
أن
ُ
نس ُ
ان رآن أنَّه يقر ُأ كالم ِ
الله ،فإذا َقر َأ :يا َأ ُّي َها ِ يقر ُأ ال ُق َ ِ
اإل َ َ َ العبدَ يستشع ُر وهو َ
طير قل ُبه
ث إليه ،ف َي ُ أن الل َه ُيك ِّل ُمه ويتحدَّ ُ َما َغ َّر َك بِ َر ِّب َك ا ْلك َِري ِمَ ،
أح َّس َّ
ِ ِ
أن الل َه س ُيك ِّل ُمه
حيح َّ
الص ِ وقر َأ في الحديث َّ
الصفةَ ، وج ًل ،وأنَّه إذا آ َم َن بهذه َِّ
يعصي الل َه في الدُّ نيا ،وأعَدَّ ٌ
َرجمان ،استح َيا أن ِ
القيامة ،ليس بينه وبينه ت يو َم
َ
الحساب والس ِ
ؤال جوا ًبا. ِ لذلك
ُّ
وآثار ثمرات عظيم ٌة، ٌ ِ
ولإليمان بها لله تعالى َّإل ٍ
صفة ِ وهكذا ،فما ِمن
ٌ
ِ
والجماعة السن َِّة اإليمان؛ فما أع َظم نِ َعم ِ
الله على ِ ِ كبير ٌة ُمترتِّب ٌة على ذلك
أهل ُّ َ َ
الوجه ا َّلذي يليق ِ
بالله تعالى! ِ ا َّلذين آ َمنوا ِّ
بكل ذلك على
َ
ات
الص َف ُ
ِّ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
41
(((
األولِ َّي ُة
َّ
ِ
الكتاب اسمه( :األو ِل) ،ال َّث ِ
ابت في وجل ،وذلك ِمن ِ عز َّصف ٌة ذات َّي ٌة للهِ َّ
َّ
والسن َِّة ،ومعناه :ا َّلذي ليس ق ْب َله شي ٌء.
ُّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
اه ُر َوال َباطِ ُن َو ُه َو بِك ُِّل َش ْي ٍء َع ِليم قو ُله تعالى :هو األَو ُل و ِ
اآلخر وال َّظ ِ
ُ َ ُ َ َّ َ
[الحديد.]3 :
كل ما ِسواه، وجل سابق ٌة على َّأول َّي ِة ِّ عز َّ «فأول َّي ُة ِ
الله َّ قال اب ُن الق ِّي ِمَّ :
وآخر َّيتُه: ٍ
شيءِ ، فأول َّيتُهَ :س ْب ُقه ِّ
لكل آخر َّي ِة ِّ
وآخريتُه ثابت ٌة بعد ِ ِ
كل ما سواه؛ َّ َّ
شيء ،ومعنى ٍ كللوه على ِّ ٍ بقاؤه بعد ِّ
كل شيء ،وظاهر َّيتُه ُسبحانَه :فوق َّيتُه و ُع ُّ ُ
وأحاط بباطنِه ،وبطونُه َ يء :هو ما عال منه الش ِوظاهر َّ لو، ال ُّظ ِ
ُ هور يقتضي ال ُع َّ
ِ ِ ٍ ُسبحانَه :إحاطتُه ِّ
ربأقر َب إليه من نفسه ،وهذا ُق ٌ ُ
يكون َ شيء ،بحيث بكل
ِ
األربعة ِ
األسماء فمدار هذه لون وهذا ٌ
لون؛ حب ِمن حبيبِه ،هذا ٌ غير ُق ِ
ُ الم ِّ
رب ُ ُ
وآخر َّيتِه
إحاطتان :زماني ٌة ،ومكاني ٌة؛ فإحاط ُة أوليتِه ِ
َّ َّ َّ َّ
ِ ِ
اإلحاطة ،وهي على
آخر َّيتِه؛
آخر انتهى إلى ِ وكل ٍسابق انتهى إلى َّأول َّيتِهُّ ،
ٍ بال َق ْب ِل وال َب ْع ِد؛ ُّ
فكل
لحسن االستهالل.
بدأت بهذه الصفة مراعا ًة ُ
ُ (((
((( رواه مسلم (.)2713
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
42
يء
ج ُالم ِ
ان َو َ ا ِ
إل ْت َي ُ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ
ِ
ثابتتان صفتان فِعلي ِ
تان، َّ
ِ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ون إِال َأ ْن َي ْأتِ َي ُه ُم الل ُه فِي ُظ َل ٍل ِم ْن ال َغ َما ِم
-1قو ُله تعالىَ :هل َين ُظ ُر َ
والم ِ
الئ َك ُة َو ُق ِض َي األَ ْم ُر[ البقرة.]210 : َ َ
عز َّ
وجل يجي ُء يو َم «وأجمعوا على أنَّه َّ
َ األشعري:
ُّ الحس ِن
َ وقال أبو
والم َل ُك َص ًّفا َص ًّفا.(((»... ِ
القيامة َ
يخ محمد خليل الهراس -مع ِّل ًقا على استِ ِ
يخ اإلسال ِم
دالل َش ِ ُ َّ الش ُ ُ َّ
وقال َّ
ِ
اآليات جيء« :-في هذه اإلتيان والم ِِ ابقة على إ ْث ِ
بات ِصفت َِي باآليات الس ِ
ِ
َ َّ
اإلتيان والم ِ
جيء ،وا َّلذي ِ الفعل ،وهما صفتا ِ ِ
صفات فتين ِمن
إثبات ِص ِ
َ ُ
((( رواه البخاري ( ،)7405ومسلم (.)2675
((( رواه البخاري ( ،)7439ومسلم (.)183
((( «رسالة إلى أهل الثغر» (ص.)227
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
44
ا ِ
إل َجا َب ُة
جيب) ٌ
اسم و(الم ُ
ُ والسن َِّة، ِ
بالكتاب ُّ َّ
وجل عز صفة فِعل َّي ٌةٌ ،
ثابتة لله َّ ٌ
ِ
أسمائه تعالى. ِمن
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
يع َع َم َل َع ِام ٍل ِمنْك ُْم ِ
اب َل ُه ْم َر ُّب ُه ْم َأنِّي ال ُأض ُ -1قو ُله تعالىَ :ف ْ
است ََج َ
[آل عمران.]195 :
بن ع َّب ٍ
اس رضي الل ُه عنهما مرفو ًعاَ ...« :أل وإنِّي حديث ِ
عبد ِ
الله ِ ُ -2
عز كوع ف َع ِّظموا فيه َّ
الر َّب َّ الر ُ أقر َأ ال ُق َ
رآن راك ًعا أو ساجدً ا ،فأ َّما ُّ ن ُِه ُ
يت أن َ
ستجاب لكم»(((. وجل ،وأما السجود فاجت َِهدوا في الدُّ ِ
عاء؛ َف َق ِم ٌن أن ُي َّ
َ ُ َّ ُّ
ُ
الحافظ اب ُن الق ِّي ِم: قال
ومن ِ
آثاره :اإلجاب ُة للدَّ اعي َن، يخ عبدُ الرحمن السعديِ ...« :
الش ُ
وقال َّ
ُّ
أيمهما كانوا ،وعلى ِّ جيب إجاب ًة عا َّم ًة للدَّ اعي َن َ
الم ُ واإلناب ُة للعابدي َن؛ فهو ُ
ِ ٍ
خاص ًة
جيب إجاب ًة َّ الم ُالمط َل ِق ،وهو ُ حال كانوا؛ كما وعَدَ هم بهذا الوعد ُ
للم ْض َط ِّري َن ،و َم ِن للمستجيبين له ،المنقادين َ ِ
أيضا ُ
جيب ً
الم ُ لشرعه ،وهو ُ َ ُ َ ُ
طم ًعا ورجا ًء وخو ًفا»(((. وقو َي تع ُّل ُقهم به َ رجاؤهم ِمن المخلوقي َنِ ، ُ انق َط َع
ا ِ
إل َحا َط ُة
ان ُظ ْرُ :
(المحيط).
األَ َح ُد
ِ ف الل ُه َّ
األحدُ ،وهو صف ٌة ذات َّي ٌة ،واألحد ٌ
اسم له جل وعال بأنَّه َ وص ُ
ُي َ
ُسبحانَه وتعالى.
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
قو ُله تعالىُ :قل ُه َو الل ُه َأ َحدٌ [ اإلخالص.]1 :
األحدُ َّ
الص َمدُ .((( »... أنتَ ،
َ
معناه:
ان ا ِ
إل ْح َس ُ
ِ الفعلي ِة ال َّث ِ
الذاتية ِ عز َّ ِ
صفات ِ صف ٌة ِمن
بالكتاب العزيز، ابتة َّ وجل َّ َّ الله َّ
بم ِ
عنيين: ُ
واإلحسان يأتي َ
الغير ،وهو زائدٌ على ال َعدْ ِل.
-1اإلنعا ُم على ِ
ُ
اإلتقان واإلحكا ُم. -2
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ان ِم ْن
اإلنس ِ الذي َأ ْح َس َن ك َُّل َش ْي ٍء َخ َل َق ُه َو َبدَ َأ َخ َ
لق ِ َ
-1قو ُله تعالىِ :
طِ ٍ
ين[ السجدة.]7 :
رطبي((( ،واب ُن تيم َّي َة(((، عز َّ وممن َأثب َت اسم (المح ِسن) ِ
وجل :ال ُق ُّ لله َّ َ ُ ْ َ َّ
واب ُن الق ِّي ِم((( ،واب ُن ٍ
باز((( ،وأث َبته اب ُن ُع َث ْيمين تار ًة((( ،وتر َّد َد فيه تار ًة أخرى(((.
اء ا ِ
إل ْح َي ُ
ان ُظ ْرُ :
(المحيي).
الم ِل ُك»(((.
َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم) أنا َ أي :الن ُِّ
ٍ ِ
بصدقة حديث أبي ُه َرير َة َرضي الل ُه عنه مرفو ًعا« :وما تَصدَّ َق َ
أحدٌ ُ -2
حمن بيمينِه.(((»... أخ َذها َّ
الر ُ بَّ ،إل َ ِمن ط ِّي ٍ
ب ،وال يق َب ُل الل ُه َّإل ال َّط ِّي َ
ِ
كالعطاء ،وإ َّما باليد ِ
العطاء ،وهو ما كان ِ خالف
َ َ
يكون فاألَ ْخ ُذ إ َّما أن
اآلخ َر ِة َواألُو َلى ،وقولِه تعالى:
َال ِقهر؛ كقولِه تعالىَ :ف َأ َخ َذ ُه الل ُه َنك َ
أخ َذ ٍ
ْ
ِ
العهود األرواح ،و َأ ْخ ُذ
ِ وك ََذلِ َك َأ ْخ ُذ َر ِّب َك إِ َذا َأ َخ َذ ال ُق َرى ،ومنهَ :أ ْخ ُذ
َ
الر ِ ِ ِ
والمعني هنا
ُّ ظاهر،
ٌ اغب» ،وهذا المعنى والمواثيق ،وان ُظ ْرُ « :م َ
فردات َّ
األو ُل ،وكالهما صف ٌة ِ
لله تعالى. المعنَى َّ
رآن والسن َِّة وكال ِم الص ِ اليد في ال ُق ِ لفظ ِ
«ورد ُ
حابة والتَّابعي َن َّ ُّ قال اب ُن الق ِّي ِمَ :
متصر ًفا فيه ،مقرونًا بما يدُ ُّل على أنَّها ِ ِ ِ
َّ أكثر من مئة موض ٍع ُورو ًدا ِّ
متنو ًعا في َ
ط ...و َأ ْخ ِذ الص ِ
دقة ض ،والبس ِ ِ
اإلمساك ،وال َّط ِّي ،وال َق ْب ِ يدٌ حقيق َّي ٌة؛ ِمن
َّ َْ
يأخ ُذهن ِ
بيده ال ُي ْمنى.((( »... ثم ُ ِ ِ ِ
َّ السموات يو َم القيامةَّ ، بيمينه ...وأنَّه َيطوي َّ
ُ ِ ِ ِ
واإلتيان، يخ اب ُن ُع َث ْيمين« :من صفات الله تعالىَ :
المجي ُء، الش ُ
وقال َّ
ف الل َه
فنص ُ غير ذلك ِمن الص ِ
فاتِ ... واإلمساك ،وال َب ْط ُش ،إلى ِ
ُ واألَ ْخ ُذ،
ِّ
ِ
الوارد»(((. ِ
الوجه فات علىتعالى بهذه الص ِ
ِّ
ا ِ
إل ْخ َز ُاء
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ عز َّ
وجل لله َّ الفعلي ِة ال َّث ِ
ابتة ِ َّ
فات ِ
ِمن الص ِ
ِّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ر َّبنَا إِن ََّك َم ْن تُدْ ِخ ِل الن ََّار َف َقدْ َأ ْخ َز ْي َت ُه َو َما لِل َّظالِ ِمي َن ِم ْن
قو ُله تعالىَ :
َأن َْص ٍ
ار[ آل عمران.]192:
خز َ
يك الل ُه أبدً ا»(((. ِ
فوالله ال ُي ِ «كلِ ،
أبش ْر؛ وس َّل َمَّ :
واالنكسار ،وأخزاه الل ُه :أ َذ َّله وأهانَه و َم َقتَه وأب َعدَ ه(((. ِ
ُ ان الذ ُّل َ
والهو ُ زيُّ :
والخ ُ
ان على الكافري َن ِمن ِ
أهل والذ ِّل والهو ِ
َ زي ُّ الله :إيقاع ِ
الخ ِ ُ فاإلخزاء ِمن ِ
ُ
الن َِّار.
األَ َذ ُ
ن (بمعنى االستماعِ)
الص ِ
حيح. ِ عز َّ صف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
وجل بالحديث َّ لله َّ
الدَّ ُ
ليل:
ٍ
لشيء َ ِ حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا« :ما َأ ِذ َن الل ُه
كأ َذنه ٍّ
لنبي ُ
ِ
يتغنَّى بال ُقرآن َ
يجه ُر به»(((.
ون فِ ِيه يض َ ون ِم ْن َع َم ٍل إِال ُكنَّا َع َل ْيك ُْم ُش ُهو ًدا إِ ْذ ت ُِف ُ ِمنْه ِمن ُقر ٍ
آن َوال َت ْع َم ُل َ ُ ْ ْ
ُ ِ
أنبيائه أب َل ُغ؛ كما َّ ِ
العظيم،
ُ الحديث دل عليه هذا لقراءة ثم استما ُعهاآلي َةَّ ،
واألو ُل َأ ْولى؛ لقولِه« :ما َأ ِذ َن الل ُه
َّ ِ
باألمر، فس َر األَ َذ َن ها هنا
ومنهم َمن َّ
ِ يجه ُر به ،واألَ َذ ُن: ِ ٍ
لشيء َ ِ
لداللة االستماع؛
ُ لنبي يتغنَّى بال ُقرآن» ،أيَ : كأ َذنه ٍّ
جيد عن َفضال َة بسند ٍ حديث رواه ابن ماجه ٍ ٍ ياق عليه ...ولهذا جاء فيالس ِ
ُ َ ْ ِّ
رسول ِ بن ُعب ٍ
الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمَ « :لل ُه َأشدُّ َأ َذنًا إلى ُ يد((( ،قال :قال ِ َ
صاحب ال َق ْي ِنة إلى َق ْينتِه»(((.
ِ رآن ِمن الرج ِل الحس ِن الص ِ
وت بال ُق ِ
َّ َ َّ ُ
ٍ
لشيء الحديث« :ما َأ ِذ َن الل ُه
ِ غة»« :وفي «تهذيب ال ُّل ِ
ِ زهري في قال األَ
ُّ
ٍ
لشيء استمع الل ُه رآن» ،قال أبو ُعب ٍ
يد :يعني :ما كأ َذنِه لنبي يتغنَّى بال ُق ِ
َ
َ َ ٍّ
قالَ :أ ِذنْت َّ ِ
رآنُ ،ي ُ ِ
كاستماعه لنبي يتغنَّى بال ُق ِ
للشيء آ َذ ُن له :إذا َ
استم ْع ُت له». ُ ٍّ
ب»« :قال اب ُن ِسيدَ ْه :وأِ ِذ َن إليه َأ َذنًا: العر ِ ِ
نظور في «لسان َ وقال اب ُن َم ٍ
ُ
يكون». االستماع ،وقيلَ :أ َذ ٌن؛ ألنَّه باألُ ُذ ِن
ُ واألَ َذ ُن:
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
-1قو ُله تعالىَ :فمن ي ِر ِد الله َأ ْن ي ِ
هد َي ُه َي ْش َر ْح َصدْ َر ُه لِ ِ
إل ْسال ِم َو َم ْن ُي ِر ْد ُ َ َ ْ ُ
َأ ْن ُي ِض َّل ُه َي ْج َعل َصدْ َر ُه َض ِّي ًقا َح َر ًجا اآلية [األنعام.]125 :
-2وقو ُله :إِ َّن الل َه َي ْحك ُُم َما ُي ِريدُ ( المائدة.]1 :
ون إِال َأ ْن َي َش َ
اء الل ُه[ اإلنسان.]30 : -3وقو ُلهَ :
و َما ت ََشا ُء َ
ِ ِ ِ
لك اء َو َتن ِْز ُع ُ
الم َ الم َ
لك َم ْن ت ََش ُ الملك ت ُْؤتي ُ -4وقو ُلهُ :قل ُ
الله َّم َمال َك ُ
ِ ِ ِ
اء[ آل عمران.]26 : اء َوتُذ ُّل َم ْن ت ََش ُ
اء َوتُع ُّز َم ْن ت ََش ُ
م َّم ْن ت ََش ُ
ٍ
«وإرادة لم َيز ْل بها ُم ِريدً ا.(((»... َيز ْل بها ح ًّيا »...إلى أن قال:
ِ ِ وقال ُ
وغيرها...« :-
بعض اآليات السابقة َ سر َد َشيخ اإلسال ِم -بعد أن َ
ِ ِ
فوص َ ف عبدَ ه بالمشيئة ...وكذلك َووص َف َن ْف َسه بالمشيئةَ ، وص َ وكذلك َ
الله ليست ِم َثل
أن مشيئ َة ِ ِ
باإلرادة ...ومعلو ٌم َّ ف عبدَ هووص َ ِ
َن ْف َسه باإلرادةَ ،
العبد ،وال إرادتُه ِم َثل إرادتِه.(((»...
مشيئة ِ
ِ
ا ِ
إل ْر َشا ُد
ِ ِ عز َّ ِصف ٌة ذاتي ٌة فعلي ٌة ِ
حيحة.الص وجل ،ثابت ٌة ُّ
بالسنَّة َّ لله َّ َّ َّ
الدَّ ُ
ليل:
ِ
واغف ْر األئم َة،
َّ هم َأ ْر ِش ِد
والمؤ ِّذ ُن ُمؤت ََم ٌن ،ال َّل َّ
ِ ُ
حديث« :اإلما ُم ضام ٌنُ ،
للمؤ ِّذني َن»(((.
ُ
= وابن حجر في «نتائج األفكار» ( ،)338/1وصحح إسناده أحمد شاكر في «مسند أحمد»
( ،)155/12وقال األلباني في «صحيح أبي داود» :حديث صحيح.
والحديث ُر ِوي عن عائش َة ،وابن عمر ،وأبي ُأمامة ،وأبي محذورة رضي الله عنهم أجمعين،
ٍ
متقاربة. ٍ
بألفاظ
((( «شأن الدعاء» (ص .)97
((( «الكافية الشافية -القصيدة النونية» ( 727/3رقم .)3332
((( «تفسير أسماء الله الحسنى» (.)205
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
59
ا ِ
إلزَا َغ ُة
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ عز َّ
وجل لله َّ الفعلي ِة ال َّث ِ
ابتة ِ َّ
فات ِ
ِمن الص ِ
ِّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
قو ُله تعالىَ :ف َل َّما َزا ُغوا َأزَا َغ الله ُق ُلو َب ُه ْم[ الصف.]5:
((( رواه أحمد ( ،)26721والترمذي ( )3522واللفظ له ،وقال( :حديث حسن ،وفي الباب
والنواس بن سمعان ،وأنس ،وجابر ،وعبد الله بن عمرو ،و ُن َعيم بن َه َّمار)، َّ عن عائشة،
وصححه األلباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (.)3522
ورواه أحمد ( ،)26618وعبد بن حميد ( ،)1532والطبراني ( )785( )338/23من
وإن شاء الله أزا َغه، وجل أقا َمهْ ،عز َّ حديث أ ِّم َس َلم َة رضي الله عنها بلفظْ ..( :
فإن شا َء الله َّ
َ
فنسأ ُل الل َه ر َّبنا َّأل ُي َ
زيغ قلو َبنا)...؛ الحديث.
الهيثمي في ((مجمع ُّ وحسن إسنا َده َّ حسنه ابن حجر في ((نتائج األفكار)) (،)13/3 َّ
الزوائد)) (.)179/10
وروى أحمد ( ،)17667وابن ماجه ( ،)199والنسائي في ((السنن الكبرى)) (، )7738
وابن ِح َّبان في صحيحه ( ،)943من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه ،بلفظ(( :إن
قيمه أقامه ،وإن شاء أن ُيزي َغه أزاغه)) ،قال ابن َمنْدَ ْه في ((الرد على الجهمية)) شاء أن ُي َ
وجود إسناده ٍ
(ثابت ،رواه األئمة المشاهير ممن ال يمكن الطع ُن على واحد منهم)َّ ، ٌ (:)87
العراقي في ((تخريج اإلحياء)) ( ،)56/3وصححه األلباني في ((صحيح سنن ابن ُّ ِ
بنحوه
ماجه)) (.)166
وروى ابن أبي عاصم في ((السنة)) ( ،)221والطبراني في ((مسند الشاميين)) (= ،)1233
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
60
بري« :قو ُلهَ :ف َل َّما َزا ُغوا َأ َزا َغ ال َّل ُه ُق ُلو َب ُه ْمُ ،
يقول: قال اب ُن َج ٍ
رير ال َّط ُّ
يقولَ :
أمال الل ُه الس ِ
بيل ،أزا َغ الل ُه قلو َبهمُ ، ِ
وجاروا عن قصد َّ
ُ فلما عدَ لوا
َّ
قلو َبهم عنه».
عز َّ
وجل. العبد ،واإلزاغ ُة ِمن ِ
الله َّ يغ ِمن ِ
فالز ُ
َّ
اء ِ
االست ْح َي ُ
ْ
عز َّ
وجل. ِصف ٌة ثابت ٌة ِ
لله َّ
= وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) ( ،)6397من حديث نُعيم بن َه َّمار رضي الله عنه،
إص َبعين ٍ
امرئ َّإل قل ُبه بين ْ سمعت رسول الله ص َّلى الله عليه وس َّل َم يقول(( :ما من
ُ قال:
ِ
الهيثمي
ُّ قيمه أقا َمه)) ،و َّثق رجا َله وإن شاء ْ
أن ُي َ أن ُيزي َغه أزاغهْ ،إن شا َء ْ من أصابِ ِع َّ
الرحمنْ ،
في ((مجمع الزوائد)) ( ،)214/7وصححه األلباني في ((تخريج كتاب السنَّة)) (.)221
((( «الفروق اللغوية» (.)213/1
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
61
رينِ ِ
اج الكاف َ
ْاست ْد َر ُ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ عز َّ
وجل صف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
لله َّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
قليل ،فال ِ
يباغ َت وال قليل ًفية ً الش ِ
يء في ُخ ٍ يتدر َج إلى َّ
االستدراج :أن َّ
ُ
در َج ِ قار ُب بين ُخطا ُه في ِ
المشي ،ومنهَ : بي :إذا َالص ُّ
در َج َّ ُيجاه َر ،ومنهَ :
ٍ
شيء». الكتاب :إذا َطواه شي ًئا بعد
َ
الدَّ ُ
ليل:
أطيب
ُ الصائ ِم حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا« :و َل ُخ ُل ُ
وف َف ِم َّ ُ
ك»(((.المس ِ الله ِمن ِريحِ ِ
عندَ ِ
ْ
َّاس ِمن الر ِ ب ما عند الن ِ الحافظ ابن القي ِمِ :
«من المعلو ِم َّ
ائحة َّ أن أط َي َ ُ ُ ِّ قال
وف عند ِ الخ ُل َ
َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم هذا ُ ِ ِ
الله رائح ُة الم ْسك؛ فم َّث َل الن ُّ
ِ
استطابة ذلك إليه ُسبحانَه الم ْس ِك عندنا وأ ْع َظ َم ،ونسب ُة
رائحة ِ ِ تعالى بطِ ِ
يب
سائر صفاتِه وأفعالِه إليه؛ فإنَّها استطاب ٌة ال تُماثِ ُل استطاب َة ِ ِ
كنسبة وتعالى
االستطابة َ ِ
ِ
كرضا المخلوقي َن،
رضا ليس َ يلز ُم مث ُله في ِّ
الرضا ،فإن قالً :
ِ
جميع ما يجي ُء
ُ كاستطابة المخلوقي َن ،وعلى هذا فقولوا :استطاب ٌة َ
ليس ْت
ِ
الباب»(((. ِمن هذا
ابن ِ
الحافظ ِ ِ
تأويل الش ِ
بل على علي ِّ تعليق َّ
الش ِ ُ
يخ ٍّ َ الشيخ اب ُن باز أقر
وقد َّ
جنس ِ
سائر ِ لرائحة ُخ ِ
لوف ف ِم الصائ ِم من ِ َح َج ٍر ،الذي ُ
يقول فيه« :االستطاب ُة
ِ
صفات المخلوقين ،ومع ِ
مماثلة ُ
اإليمان بها مع عد ِم يجب ِ
الصفات ال ُعلىُ ، َّ
ِ
ستبعدات النُّقول ،والذي ُيفضي بها ِ
العقول و ُم بتأويلها ِ
بآراء ِ فعد ِم التك ُّل ِ
ِ ِ
االست ْه َز ُاء بِالكَاف ِر َ
ين ْ
ِ
العزيز. وجل في كتابِه
عز َّ صف ٌة فِعل َّي ٌة ثابت ٌة ِ
لله َّ
ُ
الدليل:
وإِ َذا َل ُقوا ا َّل ِذي َن آ َمنُوا َقا ُلوا آ َمنَّا َوإِ َذا َخ َل ْوا إِ َلى َش َياطِينِ ِه ْم
قو ُله تعالىَ :
ُون الل ُه َي ْست َْه ِزئُ بِ ِه ْم َو َي ُمدُّ ُه ْم فِي ُط ْغ َيانِ ِه ْم َقا ُلوا إِنَّا َم َعك ُْم إِن ََّما ن ْ
َح ُن ُم ْست َْه ِزئ َ
َي ْع َم ُه َ
ونا[ البقرة.]15-14 :
واستهز َأ»(((.
َ قالِ :
هز َئ به السخر َّي ُةُ ،ي ُ
«اله ْز ُءُّ : ٍ
فارسُ : قال اب ُن
ِ ِ وقال اب ُن َج ٍ
االختالف في
َ اآلية -بعد أن ذك ََر تفسير رير ال َّط ُّ
بري في
القول والت ِ
َّأويل عندناَّ :
أن معنى ِ واب في ذلك ِمن ِ ِ
«والص ُ
َّ االستهزاء :- صفة
ِ ِ المستهز ِئ للمست َْه َزأِ به ِمن
ِ العر ِ ِ
والفعل القول إظهار
ُ ب: االستهزاء في كال ِم َ
ور ُثه َمسا َء ًة باطنًا ،وكذلك ِ ِ ِ ِ ِ
ظاهرا ،وهو بذلك من قيله وفعله به ُم ِّ
ً ما ُيرضيه
((( «تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص.)15
((( «مجمل اللغة» (ص .)904
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
65
يكون صوابا ِ
وحكم ًة»(((. ُ ُ
يكون منه ما
ً
جازا في ال ُق ِ
رآن: أن هناك َم ً شيخ اإلسال ِم ر ًّدا على ا َّلذين يدَّ عون َّ وقال ُ
ِ (المك ِْر) ِ ِ
و(االستهزاء) مجاز في ال ُقرآن كلفظ َ ٌ «وكذلك ما ا َّد َع ْوا أنَّه
سمى باس ِم ما ُيقابِ ُله على ِ ِ ِ
المضاف إلى الله ،وز َعموا أنَّه ُم ًّ و(السخر َّية) ُ
ُّ
ِ ِ الم ِ ِ
يات هذه األسماء إذا ُفع َل ْت َ
بمن ال سم ُ
جاز ،وليس كذلك ،بل ُم َّ طريق َ
ِ ِ
جني عليه، بالم ِّبمن ف َع َلها َ لما له ،وأ َّما إذا ُفع َل ْت َ
يستح ُّق العقوب َة ،كانت ُظ ً
ِ ِ ِ بم ِ ِ ِ عقوب ًة له ِ
ف، وس َ ثل ف ْعله ،كانت عَدْ ًل؛ كما قال تعالى :ك ََذل َك كدْ نَا ل ُي ُ
اك َع َلى إِ ْخ َوتِ َك ص ُر ْؤ َي َ
فكا َد له كما كا َد ْت إخوتُه َل َّما قال له أبوه :ال َت ْق ُص ْ
ون َك ْيدً ا * َو َأ ِكيدُ َك ْيدً ا ،وقال
َف َي ِكيدُ وا َل َك َك ْيدً ا ،وقال تعالى :إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ
فك َ
َان و َمك َُروا َمك ًْرا َو َمك َْرنَا َمك ًْرا َو ُه ْم ال َي ْش ُع ُرون * َفان ُظ ْر َك ْي َتعالىَ :
الم ْؤ ِمنِي َن فِي ِ ِ
الم َّط ِّوعي َن م ْن ُ
ون ُ الذي َن َي ْل ِم ُز َ
اقب ُة مك ِْر ِهم ،وقال تعالىِ :
ْ
ِ
َع َ َ
خ َر الل ُه ِمن ُْه ْم.
ون ِمنْهم س ِ
ون إِال ُج ْهدَ ُه ْم َف َي ْس َخ ُر َ ُ ْ َات َوا َّل ِذي َن ال َي ِجدُ َ
الصدَ َق ِ
َّ
عن ِ
ابن االسم؛ كما ُر ِو َي ِ ِ
يستح ُّق هذا ولهذا كان االستهزا ُء بهم فِ ً
عل
َ
عون إليه ،ف ُيغ َل ُق،
سر َ باب ِمن الجن َِّة وهم في الن َِّار ،ف ُي ِ ع َّب ٍ
اس :أنَّه ُيفت َُح لهم ٌ
َ
المؤمنون. فيضح ُك منهم
َ عون إليه ،ف ُيغ َل ُق،
سر َ آخ ُر ،ف ُي ِ
باب َ
ثم ُيفت َُح لهم ٌ
ف بهم.
خس ُ اإلهال ُة ِمن ِ
الق ِ ِ
در ،فيمشون ،ف ُي َ
بس ٍ ِ
باب،
ور له ٌ المؤمنين ُ
َ ب بينهم وبين وعن ُمقات ٍل :إذا ُض ِر َ
ون في ال ُّظ ِ
لمة ،ف ُي ُ
قال العذاب ،ف َيب ُق َ وظاه ُره ِمن ِق َب ِله
ِ الرحم ُة،
ُ باطنُه فيه َّ
نورا. ِ ِ
لهم :ارجعوا ورا َءكم فالتمسوا ً
ِ
استهزائهم ،ور ُّد إيقاع استدراجه لهم ،وقيل: استهزاؤه:
ُ بعضهم: وقال ُ
ُ ُ
خالف ما أب َط َن في
َ ظه ُر لهم في الدُّ نيا ِخ ِ
داعهم و َمك ِْرهم عليهم ،وقيل :إنَّه ُي ِ
اآلخ ِ
رة ،وقيل :هو تجهي ُلهم وتخطئتُهم فيما ف َعلوه ،وهذا ك ُّله ٌّ
حق ،وهو ِ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
الر ْح َم ُن َع َلى ال َع ْر ِ
ش ْاست ََوى[ طه.]5: -1قو ُله تعالىَّ :
ـم ْاسـت ََوى َع َلـى ال َع ْـر ِ
ش[ األعـراف ،54 :يونس،3 : -2وقو ُلـهُ :ث َّ
الرعـد ،2 :الفرقـان ،59 :السـجدة ،4 :الحديـد.]4 :
األَ َس ُ
ف (بمعنى الغ ََضب)
ِ
العزيز. ِ
بالكتاب عز َّ
وجل صف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
لله َّ
الدَّ ُ
ليل:
آس ُفونَا ان َت َق ْمنَا ِمن ُْه ْم[ الزخرف.]55 :
قو ُله تعالىَ :ف َل َّما َ
ب،
الغض ُ
فَ : واألس ُ
َ آس ُفونَا ،أيَ :
أغض ُبونا، قال اب ُن ُقتَيب َةَ « :ف َل َّما َ
ف َأس ًفا ،أيِ : ي ُ ِ
غض ْب ُت»(((. آس ُ َ قالَ :أس ْف ُت َ ُ
الذهبي في كتاب
ُّ ((( رواه الخلَّل في «كتاب السنة» ،وصحح إسنا َده على شرط البخاري:
«العرش» (ص ،)62وابن الق ِّي ِم في «اجتماع الجيوش اإلسالمية» (ص .)107
((( «الكافية الشافية -القصيدة النونية» ( 361/2رقم .)1356-1353
انظر« :شرح القصيدة النونية» للهراس (« ،)215/1أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة»
لاللكائي ( ،)387/3 -216/2و«دقائق التَّفسير» البن تيم َّي َة (-436/6 ،244-237/5
أيضا :صفة (العلو) ،وكال َم البغوي في صفة (األصابع). ،)439وانظر ً
((( «تفسير غريب القرآن» (ص .)399
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
69
وصفات جاء بها كتا ُبه، تبارك وتعالى أسما ٌء ِ قال اإلما ُم َّ
ٌ افعي« :لله َ
الش ُّ
ِ
وأن له إِص َب ًعا بقول الن ِّ
َّبي ص َّلى وأخ َب َر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أ َّمتَهَّ ...
الر ِ قلب َّإل وهو بين إِصب ِ ِ
الل ُه عليه وس َّل َم( :ما ِمن ٍ
عز
حمن َّ عين من أصاب ِع َّ َ َ
َّ
وجل).(((»...
عين ِ
الخالئق بي َن إِص َب ِ قلوب ِ
اإليمان َّ
بأن «باب وقال أبو ٍ
َ اآلج ِّر ُّيُ :
بكر ُ
وجل ،بال َكي ٍ ِ
ف»(((. ْ عز َّ من َأ َصابِ ِع َّ
الر ِّب َّ
ابق:
الس َ بن ٍ عبد ِ
الله ِ حديث ِ
َ وقال اب ُن ُقتَيب َة بعد أن ذك ََر
عمرو َّ
عين ِمن أصابِ ِع ؤمن بي َن إِص َب ِ الم ِ قلب ُ«إن َ نفس َك؟ فقالَّ : الله على ِ رسول ِ َ
الله تعالى ،فهو نعمتين ِمن نِ َع ِم ِ
ِ القلب عندهم بي َن
ُ فإن كانوجل»ْ ، عز َّ ِ
الله َّ
ِ
المرأة َّثبيت؟ ولِ َم احت ََّج على ٍ
شيء دعا بالت ِ فألي ِ
ِّعمتين؛ محفوظ ب َت ْينِ َك الن
ٌ
ِّ
(أتخاف على ِ
نفس َك؟) بما ُيؤ ِّكدُ قو َلها؟ وكان ينبغي َّأل ُ ا َّلتي قالت له:
ِ
عمتين.يخاف إذا كان القلب محروسا بنِ
َ
ً ُ
فإن قال لنا :ما ِ
اإلص َب ُع عندَ ك ها هنا؟ ْ
كل نقول :إِص َب ٌع كأصابِ ِعنا ،وال َيدٌ كأيدينا ،وال َق ْب َض ٌة ك َقبضاتِنا؛ َّ
ألن َّ وال ُ
وجل ال ُيشبِ ُه شي ًئا منَّا»(((.
عز َّ ٍ
شيء منه َّ
ِ الس ِ ِ وي بعد ِذ ِ
«واإلص َب ُع المذكور ُة في ابق: كر الحديث َّ وقال ال َب َغ ُّ
عز َّ
وجل»(((. صفات ِ
الله َّ ِ الحديث صف ٌة ِمن
ِ
المخلوقات ،و َن ْف ِي ِ
العل ِم ِ اإلثبات مع َن ْف ِي مما َث ِ
لة ُ ذلك ِمن الص ِ
فات ،وهو
ُ ِّ
بالكيف َّي ِة»(((.
الدَّ ُ
ليل:
يك ل َع َّل طالب َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا« :ما ُي ِ
در َ ٍ علي ِ
بن أبي ُ
حديث ِّ -1
اعملوا ما ِش ْئتُم»(((.
أهل َبدْ ٍر فقالَ :
الل َه ا َّط َل َع على ِ
((( «تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري» (ص.)87
((( رواه البخاري ( ،)3081ومسلم (.)2494
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
73
الص ُ
راط.(((»... سل َالم ِ
وض ُع ِّ
مون ،و ُي َ ُ
هور ِمن ُع ْل ٍو(((.
الع :ال ُبدُ ُّو وال ُّظ ُ
واال ِّط ُ
َ
عليك»(((. باد لك ِمن ُع ْل ٍو فقد َط َل َع
و«كل ٍ
ُّ
ا ِ
إل ْع َر ُ
اض
ِ
حيحة.الص ِ عز َّ صف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
بالسنَّة َّ
وجل ُّ لله َّ
الدَّ ُ
ليل:
يثي َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا …« :وأ َّما َ ٍ
اآلخ ُر فاست َْح َيا، حديث أبي واقد ال َّل ِّ
ُ
فأعر َض الل ُه عنه»(((.
فأعر َضَ ، فاست َْح َيا الل ُه منه ،وأ َّما َ
اآلخ ُر َ
ابن َح َج ٍر لهذه ِ
الحافظ ِ ِ
تأويل اك علىالبر ُ الر ِ ع َّلق َّ
الش ُ
حمن َّ يخ عبدُ َّ
ِ
كالقول ِ
واإلعراض ِ
االستحياء ُ
«القول في «فتح الباري» ،بقولِه:
فة في ِ الص ِ
ِّ
وجل لنَ ْف ِسه ،وأث َبتَه له رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه
َّ عز ِ
سائر ما أث َبتَه الل ُه َّ في
اإلثبات مع َن ْف ِي مما َث ِ
لة ُ والواجب في جمي ِع ذلك هو وس َّلم ِمن الص ِ
فات،
ُ ُ ِّ َ
ِ
المخلوقات»(((.
ِ
الحافظ ِ
تأويل الش ِ
بل على علي ِّ تعليق َّ
الش ِ ُ
يخ ٍّ َ الشيخ اب ُن باز أقر
وقد َّ
ِ
باالستحياء ف ر ُّبنا ُسبحانَه وتعالى وص ُ ُ ابن َح َج ٍر ،الذي
ِ
يقول فيهُ « :ي َ
ٍ ِ ِ ِ
ص فيه ،بل علىالشرع َّية -على وجه ال َن ْق َ
ُّصوص َّ واإلعراض -كما في الن
ٍ
تمثيل ،وال ٍ
تحريف وال ٍ
تعطيل ،وال ٍ
تكييف وال الل ِئقِ ،من ِ
غير ِ
الوجه َّ
لواز ِمهماِ ،
وغير ذلك»(((. اهر ِمن ِ
بغير معناهما ال َّظ ِ
يجوز تأوي ُلهما ِ
ُ
إل َل ِهي ُة واألُ ُل ِ
وه َّي ُة ا ِ َّ
ِ
اسمان (اإل َل ِه) ،وهما ِ
واسمهِ : وجلِ ،من ِ
اسمه( :الله)، ِصف ٌة ثابت ٌة للهِ َّ
عز َّ
عز َّ
وجل. كتاب ِ
الله َّ ِ عديدة ِمن
ٍ ِ
مواض َع ِ
ثابتان في
ِ ِ ِ
الفوائد»، وأصل كلمة (الله) :إِ َل ٌه ،كما َّ
رج َحه اب ُن الق ِّي ِم في «بدائ ِع ُ
ٍ
مكتوب. تاب بمعنى معبود؛ ِ
كك ٍ ٍ وإِ َله بمعنى م ٍ
ألوه ،أي: َ ٌ
االسم ْي ِن.
َ ِ
هذين واإلله َّي ُة أو األُلوه َّي ٌة :صف ٌة مأخوذ ٌة ِمن
ِ
ِ ِ ِ ِ ُ
(الر ِّب)،الحافظ اب ُن الق ِّي ِم عندَ الحديث عن أسماء الله تعالى (الله)َّ ، قال
مظه ُره وقيا ُمه ِمن َّهي َ واألمر والن ُ
ُ رعوالش ُ حمن) ،قال ...« :فالدِّ ي ُن َّ (الر ِ َّ
الربوب َّي ِة ،والجزا ُء ِ
عل من صفة ُّ
والف ُ ِ
والخ ْل ُق واإليجاد والتَّدبير ِ
ُ ُ صفة اإلله َّي ِةَ ، ِ
السعدي« :الل ُه :هو المألو ُه المعبو ُد ذو األلوه َّي ِة ُّ الر ِ
حمن يخ عبدُ َّ الش ُ
وقال َّ
صفات األُلوه َّي ِة ا َّلتي هي
ِ ف به ِمن والعبود َّي ِة على َخ ْل ِقه أجمعي َن؛ لِ َما ات ََّص َ
ِ
الكمال»(((. صفات
ُ
األَ ْم ُر
األمر قال في مح َك ِم ت ِ
َنزيلهَ :أال َل ُه َ وجل؛ كما َ عز َّ صف ٌة ِ
لق َو ْ الخ ُ ُ لله َّ
ِ
الكتاب أن هذا ال يعني أنَّه ك َّلما ُذ ِك َر ْت كلم ُة (األَ ْم ِر) في[األعرافَّ ،]54 :إل َّ
لله)؛ أنَّها صف ٌة له.الله) أو (األَم ِر ِ اللهِ ،م ُثلَ ( :أم ِر ِ
أو السن َِّة مضاف ًة إلى ِ
ْ ْ ُّ ُ
هذهفة ومنبها على ِ شيخ اإلسال ِم ابن تَيمي َة مثبِتًا لهذه الص ِ لذلك قال ُ
ُ ِّ ً ِّ ُ َّ ُ
فإن الل َه تعالى َل َّما أخ َب َر بقولِه :إِن ََّما َأ ْم ُرهُ ِ
(األمر)؛ َّ القاعدة بقولِه ...« :لفظ ُة ِ
لق َواأل ْم ُر ،واستدَ َّل الخ ُُون ،وقالَ :أال َل ُه َ إِ َذا َأ َرا َد َش ْي ًئا َأ ْن َي ُق َ
ول َل ُه ُك ْن َف َيك ُ
مخلوق ،بل هو كال ُمه ،وصف ٌة ِمن
ٍ غير
األمر ُ
َ ف على َّ
أن طوائف ِمن الس َل ِ
َّ ُ
ِ َّاس يطرد ذلك في ِ ِ ِ صفاتِه بهذه ِ
األمر لفظ كثير من الن ِ ُ ُ وغيرها -صار ٌ اآلية
غير الص ِ ِ
فة َن ْق ًضا ور َد ،فيج َع ُله صف ًة؛ َط ْر ًدا للدَّ اللة ،ويج َع ُل داللتَه على ِ ِّ
حيث َ
أن األمر وغيره ِمن الص ِ
فات بعض رسائلي َّ ِ األمر كذلك؛ فب َّين ُْت في
ِّ َ َ لها ،وليس ُ
ِ ِ ِ
سمى ما فالرحم ُة صف ٌة لله ،و ُي َّ الصفة تارةً ،وعلى متع ِّلقها أخرى؛ َّ ُيط َل ُق على ِّ
ِ ِ ِ ِ
سمى المقدور ُقدرةً ،و ُي َّ
ُ سمىُخل َق رحم ًة ،وال ُقدر ُة من صفات الله تعالى ،و ُي َّ
ِ ِ بالمقدور قدرةًِ َ ، ِ
ُ
(المخلوق) سمى والخ ْل ُق من صفات الله تعالى ،و ُي َّ تع ُّل ُقها
ِ ِ ِ والع ِ َخ ْل ًقاِ ،
المتع ِّل ُق ع ً
لما؛ فتار ًة ُيرا ُد سمى المعلو ُم أو ُ لم من صفات الله ،و ُي َّ ُ
الصف ُة ،وتار ًة ُيرا ُد ُمتع ِّل ُقها ،وتار ًة ُيرا ُد َن ْف ُس التَّع ُّل ِق»(((.
ِّ
حل غير ِ ِ ِ
الله كان وقال« :أ َّما ما كان صف ًة ال تقو ُم بنَفسها ولم ُيذك َْر لها َم ٌّ ُ
المصدر ِمن هذا
ُ المصدر كان
ُ
فكالقول ِ
والعلم ،واأل ْمر إذا ُأريد به ِ ِصف ًة له،
المكو ِن
َّ ُ
المخلوق وإن ُأريدَ به الباب ،كقوله تعالىَ :أال َل ُه ا ْل َخ ْل ُق َو ْالَ ْم ُرْ ،
ِ
األو ِل ،كقولِه تعالىَ :أتى َأ ْم ُر ال َّل ِه َفال ت َْس َت ْع ِج ُلو ُه.(((» كان من َّباأل ْم ِر َ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ك السمو ِ ِ
ات َواألَ ْر َض َأ ْن ت َُز َ
ول -1قو ُله تعالى :إِ َّن الل َه ُي ْمس ُ َّ َ َ
[فاطر.]41:
اإلرسال؛ كما في قولِه تعالى :ال َّل ُه َيت ََو َّفى ْالَ ْن ُف َس
ُ الح ْب ُس ،و ُيقابِ ُله
َ -2
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
حي َن َم ْوت َها َوا َّلتي َل ْم ت َُم ْت في َمنَام َها َف ُي ْمس ُك ا َّلتي َق َضى َع َل ْي َها َ
الم ْو َت
َو ُي ْر ِس ُل ْالُ ْخ َرى إِ َلى َأ َج ٍل ُم َس ًّمى[ الزمر.]42:
الدَّ ُ
ليل:
عز َّ بل َر ِضي الل ُه عنه ...« :فإذا أنا بر ِّبي َّ حديث م ِ
عاذ ِ
بن َج ٍ
وجل (يعني: ُ ُ
ٍ ِ
فيم أحس ِن صورة ،فقال :يا ُم َّ
حمدُ َ ، حق) في َ األنبياء ٌّ في المنا ِمُ ،
ور َؤى
ِ
يختص ُم فيم ِ
يختص ُم الم ُ
حمدُ َ ،رب! قال :يا ُم َّ قلت :ال أدري ِّ أل األعلى؟ ُ
يختص ُم الم ُ
أل ِ فيم الم ُ
حمدُ َ ، رب! قال :يا ُم َّ قلت :ال أدري ِّ أل األعلى؟ ُ
ِ رب! فر َأ ْيتُه َ
وض َع ك َّفه بين كَت َف َّي ،حتَّى َ
وجدْ ُت َب ْر َد قلت :ال أدري ِّ
األعلى؟ ُ
أناملِه في صدري.(((»...
ِ
ثم قال...« :إنَّه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ذك ََر ثالث َة أشيا َء؛ حيث قال:
َّ
رواية« :برد ِ
أنام ِله على ٍ ِ
َْ َ «فوض َع يدَ ه بين كَت َف َّي حتَّى َ
وجدْ ُت َب ْر َدها» ،وفي َ
يده بين كتِ َف ْيه،
ب» ،فذكَر و ْضع ِ
َ َ َ ِ
والمغر ِ المشر ِق
ِ صدريِ ،
فعل ْم ُت ما بين
ثان ،وهو وجو ُد أنام ِله بين َثدْ يي ِه ،وهذا معنًى ٍ
وذكَر غاي َة ذلك :أنَّه وجدَ برد ِ
َْ َ َْ َ َ
ب ذلك بِأ َث ِر ٍ مح ٍّل ٍ ٍ هذا ال َب ْر ِد عن
مخصوص ،وع َّق َ مخصوص في َ شيء
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
يـز ُذو انتِ َقامٍ
ـم الل ُه ِمنْـ ُه َواللـ ُه َع ِز ٌ ِ
-1قو ُلـه تعالـىَ :و َمـ ْن َعـا َد َف َينتَق ُ
[المائـدة.]95 :
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ونحوهما هو َح ِل ٌ
ف ِ َّذر وال َّط ِ
الق ف بالن ِ «الح ِل ُ
َ ُ
شيخ اإلسال ِم: قال
ِ الح ُّج ،فقد ح َل َ ِ
بصفات ِ
بإيجاب ف الله ،فإنَّه إذا قال :إن ف َع ْل ُت كذا فع َل َّي َ
الله تعالى ،وهو ِمن الح ِّج عليه ُحكْم ِمن أحكا ِم ِ
ٌ وإيجاب َُ الحج عليه،
ِّ
طالق وعبديرقبة ،وإذا قال :فامرأتي ٌ صفاتِه ،وكذلك لو قال :فع َلي تحرير ٍ
ُ َّ
ِ
صفات َّحريم ِمن تحريمه عليه ،والت بإزالة ِم ْل ِكه ا َّلذي هو
ِ فحر ،فقد ح َل َ
ُ ُ ٌّ
صفات ِ
الله»(((. ِ اإليجاب ِمن أن ِ
الله ،كما َّ
َ
ِ
واإلمساك) ي (بمعنى الجم ِع
والو ْع ُ
اء َ اإلي َع ُ
الص ِ
حيح. ِ عز َّ ثابت ِ
وجل بالحديث َّ لله َّ وهذا ٌ
الدَّ ُ
ليل:
مك ََر مك ََر به ،و َمن خا َد َع خدَ َعه ،وهكذا َمن أو َعى أو َعى الل ُه عليه ،وهذا
ئ ال َب ِ
ار ُ
اسم له ُسبحانَه وتعالى ،وهذه
البارئ ،وهو ٌ
ُ وجل بأنَّهعز َّف الل ُه َّ وص ُُي َ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ الصف ُة ثابت ٌة
ِّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
الخالِ ُق ال َبارئُ [ الحشر.]24 : -1قو ُله تعالىُ :
ه َو الل ُه َ
الخالقُ ،يقال:
ُ ِ
(البارئ): (البارئ) ،ومعنى
ُ «ومن صفاتِه:
قال ابن ُقتَيب َةِ :
ُ
الخ ْل َق َي ْب َر ُؤهم ،وال َب ِر َّي ُةَ :
الخ ْل ُق»(((. َب َر َأ َ
ِ قالَ :ب َر َأ الل ُه الن ََّس َم َةَ ، ِ ُستعم ُل في ِ
موات وخ َل َق َّ
الس الحيوان ،ف ُي ُ غير وق َّلما ت َ
واألرض»(((.
َ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
اه ُر َوال َباطِ ُن [ الحديد.]3 : قو ُله تعالى :هو األَو ُل و ِ
اآلخر وال َّظ ِ
ُ َ ُ َ َّ َ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
اؤك ُْم َف َقدْ ك ََّذ ْبت ُْم َف َس ْو َ
ف قول ِ
الله تعالىُ :ق ْل َما َي ْع َب ُأ بِك ُْم َر ِّبي َل ْو َل ُد َع ُ ُ
ُون لِ َزا ًما[ الفرقان.]77 :َيك ُ
تفسير ِ
اآليةُ « :ق ْل َما َي ْع َب ُأ بِك ُْم َر ِّبي ،أي :ال ُيبالي ِ وقال اب ُن ٍ
كثير في
ً
وأصيل». و ُيس ِّبحوه ُبكر ًة
َّووي(« :ال ُيبالِيهم الل ُه َبال ًة) ،يقال :ال ُأبالي زيدً ا ً
بال وال بال ًة، وقال الن ُّ
مقصور ،أي :ال ِ
أكتر ُ
ث به ،وال أهت َُّم له»(((. وبِ ًلى بكَس ِر ِ
الباء
ٌ ْ َ
وي« :وقو ُله( :ال ُيبالِيهم الل ُه َبال ًة) ،أي :ال ير َف ُع لهم َقدْ ًرا ،وال وقال ال َب َغ ُّ
قال :ليس هذا ِمن بالش ِ
يء ُمباال ًة و َبالِي ًة و َبال ًةُ ،ي ُ قال :با َل ْي ُت َّ
يم لهم وزنًاُ ،ي ُ ِ
ُيق ُ
مما ُأبالِيه»(((.
بالي ،أيَّ :
وزي« :وقو ُله( :ال ُيبالِيهم الل ُه َبال ًة) ،أي :ال ُيبالي بهم ،وال
الج ِّ
وقال اب ُن َ
بالش ِ
يء َبال ًة و ُمباالةً، قال :با َل ْي ُت َّ ي ِقيم لهم و ْزنًا ،والبال ُة مصدر كالم ِ
باالة ،و ُي ُ ٌ ُ َ ُ ُ
وتقول :ال ُأبالي بكذا :أي :ال َيجري على بالي ...
ُ
ٍ
بفالن :أي :ما كان له قال :ما ع َب ْأ ُت
اجُ :ي ُ وقو ُله( :يع َب ُأ بهم) ،قال َّ
الز َّج ُ
عندي َو ْز ٌن وال َقدْ ٌر»(((.
ِ
الحافظ اب ُن َح َج ٍر« :قوله( :ال ُيباليهم الل ُه بال ًة) قال الخ َّط ُّ
ابي: ُ وقال
ٍ
بفالن ،وما با َل ْي ُت قال :با َل ْي ُت
يم لهم َو ْزنًاُ ،ي ُ ِ
قدرا ،وال ُيق ُأي :ال ير َف ُع لهم ً
ت اليا ُء تخفي ًفا،الة :بالي ٌة ،فح ِذ َف ِ ٍ غيرهُ :
ُ أصل َب َ به ُمباال ًة وبالي ًة و َبال ًة ،وقال ُ
ِ
مصدره، مصدرا لبا َل ْيت ،وإنَّما هو ُ
اسم ً بأن بالي ًة ليس
ابي َّ ب ُ
قول الخ َّط ِّ و ُت ُع ِّق َ
بلفظ( :ال ِ بن يونُس عن ٍ
بيان رواية عيسى ِِ لت :تقدَّ َم في المغازي ِمن ُ ...ق ُ
َ
الواحد( :ال ُيبالي الل ُه عنهم) ،وكذا في ِ رواية ِ
عبد ِ يع َب ُأ الل ُه بهم شي ًئا) ،وفي
قال :ما با َل ْي ُت به ،وما با َل ْي ُت ان ،و(عن) هنا بمعنى ِ
الباءُ ،ي ُ خالد ال َّطح ِ رواية ٍِ
َّ
مهموز :أي( :ال ُيبالي)، ٌ اكنة والموح ٍ
دة لة الس ِ عنه ،وقو ُله( :يعب ُأ) بالمهم ِ
ُ َّ َّ ُ َ َ
فكأن معنى: َّ مهموز ،وهو ال ِّث َق ُل،
ٌ بالكسر ثم الموح ِ
دة ِ َّ ُ َّ ب ِء ِ ِ
وأص ُله من الع ْ
(ال يع َب ُأ به) أنَّه ال َو ْز َن له عنده»(((.
يخ اب ُن ُع َث ْيمين« :ال ُيبالي بهم الل ُه َب ًال ،بمعنى أنَّه ال ُيبالي َ
بمن الش ُ
وقال َّ
يعتني الل ُه بهم»(((. عذ ُبهم؛ ألنَّهم ليسوا ً
أهل ألن ي ِ
عاق ُبهم أو ُي ِّ
َ ُ
ب ِديع السمو ِ
ات واألَ ْر ِ
ض َ ُ َّ َ َ
ِ
واألرض ،وهي صف ٌة ثابت ٌة له ِ
موات الس عز َّ
بديع َّ
وجل بأنَّه ُ ف الل ُه َّ وص ُ
ُي َ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ض َوإِ َذا َق َضى َأ ْم ًرا َفإِن ََّما َي ُق ُ
ول َل ُه -1قو ُله تعالى :ب ِديع السمو ِ
ات َواألَ ْر ِ َ ُ َّ َ َ
ُك ْن َف َيك ُ
ُون[ البقرة.]117 :
ض َأنَّى َيك ُ
ُون َل ُه َو َلدٌ َو َل ْم َت ُك ْن َل ُه ات َواألَ ْر ِ -2وقو ُله :ب ِديع السمو ِ
َ ُ َّ َ َ
ٍ ِ ٍ ِ
يم[ األنعام.]101 : َصاح َب ٌة َو َخ َل َق كُل َش ْيء َو ُه َو بِك ُِّل َش ْيء َعل ٌ
المعنى:
ِ
واألرض، ِ
موات الس ِ ِ ِ قال اب ُن ٍ
واألرضُ :مبد ُع َّ موات الس
«بديع َّ
ُ كثير:
البِ ُّر
ِ
أسمائه والسن َِّة ،و(ال َب ُّر) ِمن ِ عز َّ
وجل ثابت ٌة صف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة ِ
بالكتاب ُّ لله َّ َّ َّ
تعالى.
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
يم[ الطور.]28: قو ُله تعالى :إِنَّا ُكنَّا ِمن َقب ُل نَدْ ُعوه إِ َّنه هو البر ِ
الرح ُ
ُ ُ ُ َ َ ُّ َّ ْ ْ
((( «الكافية الشافية -القصيدة النونية» ( 728/3رقم .)3338وانظر« :شرح القصيدة النونية»
للهراس (.)99/2
((( رواه البخاري (.)279
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
92
المعنى:
ختص ٌة به تعالى؛ كما أط َل َقها
فم َّ قال اب ُن الق ِّي ِم ...« :وأ َّما صفتُه َ
تباركُ ،
على َن ْف ِسه.(((»...
ذات له ،وصف ُة فِ ٍ
عل.((( »... وقال ...« :فتباركُه سبحانَه صف ُة ٍ
ُ ُ
الخ ِير
كة؛ وهي َدوا ُم َ الشيخ الهراس( :معنَى َ تبار َكِ من البر ِ
وقال َّ
َ ََ َ َ َّ
و َك ْث َرتُه)(((.
َّوع ِ ِ الس ُ ِ الش ُ
وقال َّ
لمان في شرحه للواسط َّية ...« :والن ُ العزيز َّ يخ عبدُ
عل منها: والع َّز ِةِ ،
والف ُ حمة ِ ُضاف إليه إضاف َة الر ِ ُ ال َّثاني ،برك ٌة :هي صفتُه ت
َّ
وجل؛ فهو ُسبحانَه عز َّلغيره كذلك ،وال يص ُل ُح َّإل له َّ قال ِ تبار َك؛ ولهذا ال ُي ُ
َ
و َج َع َلنِي ُم َب َاركًا،سيحَ : الم ُ بار ُك؛ كما قال َ الم َبار ُك ،وعبدُ ه ورسو ُله ُ الم ُِ
ختص ٌة به؛ كما أط َل َق على فم َّ بار ُك ،وأ َّما صفتُه ُ الم َبار َك الل ُه فيه ،فهو ُ فمن َ َ
َن ْف ِسه بقولِه تعالىَ :ت َب َار َك الل ُه َر ُّب ال َعا َل ِمي َن.(((»
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
والل ُه َي ْقبِ ُض َو َي ْب ُس ُط َوإِ َل ْي ِه ت ُْر َج ُع َ
ون[ البقرة.]245 : -1قو ُله تعالىَ :
- 2وقو ُلهَ :بل َيدَ ا ُه َم ْب ُسو َطت ِ
َان[ المائدة.]64 :
وس ُع ب َب ْسطِه
«ويبس ُط»ُ :ي ِّ
ُ عمن يشا ُء ِمن َخ ْل ِقه ،ويعني بقولِه: الر َ
زق َّ
ِ
ب َق ْبضه ِّ
الر َ
زق على َمن يشا ُء». ِّ
يء :ن َْش ُره ،ويدٌ بِ ْس ٌط ،أيُ :مط َلق ٌة، الش ِ نقيض ال َق ْب ِ
ض ،و َب ْس ُط َّ فال َب ْس ُطُ :
و َزا َد ُه َب ْس َط ًة فِي ا ْل ِع ْل ِم
والسع ُة ،ومنه قو ُله تعالىَ : َّ وال َب ْسط ُةِّ :
الزياد ُة
لعباده ،ويوسعه عليهم بج ِ ِ َوا ْل ِج ْس ِم،
وده ُ ُ ِّ ُ زقالر َ والباسط :هو ا َّلذي ُ
يبس ُط ِّ ُ
ِ
الحياة(((. ِ
األجساد عند األرواح في ويبس ُط ِ
َ ورحمتهُ ،
ف َن ْفسه ببس ِ
ط اليدَ ْي ِن ،فقالَ ... :بل َيدَ ا ُه شيخ اإلسال ِم: قال ُ
«ووص َ َ َ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
وال ت َْج َعل بعض َخ ْلقه ب َب ْسط اليد في قوله تعالىَ : ف َ ووص ََم ْب ُسو َطتَانَ ،
ط ،وليس ال َيدُ كال َي ِد ،وال يدَ َك م ْغ ُلو َل ًة إِ َلى ُعن ُِق َك وال َتبس ْطها ك َُّل البس ِ
َْ َ ُْ َ َ َ
ط.((( »... البس ُط كالبس ِ
َْ َْ
وان ُظ ْر صف َة( :ال َق ْب ِ
ض).
اش ُة
ال َب ْش َب َش ُة أو ال َب َش َ
ِ عز َّ صف ٌة فِعل َّي ٌة ِ
حيح. وجل ،ثابت ٌة بالحديث َّ
الص ِ لله َّ
الدَّ ُ
ليل:
َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم قال: حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنهَّ :
أن الن َّ ُ
والذ ِ
كرَّ ،إل َت َب ْش َب َش الل ُه له كما الة ِّ المساجدَ للص ِ
ِ «ما تو َّطن رج ٌل م ِ
سل ٌم
َّ َ ُ ُ
قد َم عليهم»(((.الغائب بغائبِهم إذا ِ
ِ َي َت َب ْش َب ُش ُ
أهل
ِ
شاشة ،وهو (يت َف َّع ُل)» (((. قال اب ُن ُقتَيب َة« :قو ُلهَ :ي َت َب ْش َب ُش ،هو ِمن ال َب
يالسي (،)2334
ُّ ((( رواه أحمد ( ،)8332( )328/2وابن ماجه ( )800واللفظ له ،وال َّط
والحاكم ( ،)332/1وقال :هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ،ووافقه
الذهبي ،وصحح إسناده البوصيري في «مصباح الزجاجة» ( ،)102/2وأحمد شاكر
في تحقيق «مسند أحمد» ( ،)204/15وصححه األلباني في «صحيح سنن ابن ماجه»
( ،)659والوادعي في «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين» (/322/2رقم
وصحح َو ْق َفه الحافظ ابن حجر في «المطالب العالية» (.)178/1
َّ ،)1268
((( «غريب الحديث» (.)160/1
((( «إبطال التأويالت» (.)243/1
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
96
هري عن
والز ِّ
هريُّ ،
الز ِّ ٍ
منصور عن ُّ َّكذيب بهاِ ،م ُثلُ :س َ
فيان عن ُ
ي ِ
مك ُن الت ُ
َّبي
جابر عن الن ِّ بن ٍ
دينار عن ٍ ِ
وعمرو ِ ابن ِسيري َن، ٍ
عوف عن ِ سال ٍم ،وأ ُّي َ
وب بن
يسي :ال ُتر ُّدوه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ...وما أش َب َهها؟» ،قال« :فقال ِّ
المر ُّ
ف؛ إذ لم َّأويل ،فتكونوا قد رددتُموها ب ُل ْط ٍ
تُفت ََضحوا ،ولكن غالِ ُطوهم بالت ِ
َْ
الم ِ ٍ ِ
عار ُض سوا ًء. ُيمكنْكم ر ُّدها ب ُعنف؛ كما ف َع َل هذا ُ
ض والس َخ ِ
ط ب وال ُب ْغ ِ ِ ِ بعض ما ُر ِو َي في هذه
وسنن ُق ُل َ
َّ الح ِّ
األبواب من ُ
ثم ثم ال ُب ْغ ِ ِ َ ِ
ضَّ ، بَّ ، الح ِّ
أحاديث في صفة ُ (ثم ذك ََر
والكراه َية وما أش َب َههَّ ...
َ ثم ال َع َج ِ ِ ِ
ابق في الس َ
حديث أبي ُه َرير َة َّ ثم ال َف َر ِحَّ ،
ثم بَّ ، ثم الك ُْرهَّ ،الس َخطَّ ،
َّ
ت روايات كثير ٌة أك َثر مما ُذ ِكر ،لم ن َْأ ِ ِ
األبواب ثم قال :وفي هذه ِ
َ َ َّ ٌ ال َبشاشةَّ ،
ِ بها مخاف َة الت
َّطويل»(((.
ٍ
شيء ،بل هو ف َّع ٌال لِما ُيريدُ »(((. أح ٍد في
يحتاج إلى َ
ُ تعالى ال
ال َب َص ُر
اسم ِ ِ عز َّ
وجل ،ثابت ٌة صف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة لِ ِ
صير)ٌ :
والسنَّة ،و(ال َب ُ
بالكتاب ُّ له َّ َّ َّ
ِ
أسمائه تعالى. ِمن
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
َان َس ِمي ًعا َب ِص ًيرا
ظك ُْم بِ ِه إِ َّن الل َه ك َ
-1قو ُله تعالى :إِ َّن الل َه نِ ِع َّما َي ِع ُ
[النساء.]58 :
ال َب ْط ُش
ِ
العزيز ،ومعناه :االنتقا ُم ،واألَ ْخ ُذ ِ
بالكتاب عز َّ
وجل صف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
لله َّ
القوي َّ
الشديدُ . ُّ
مواضع ِمن ال ُق ِ
رآن ِ ِ
ثالثة وقد ور َد ال َب ْط ُش مضا ًفا إلى ِ
الله تعالى في
َ ُ َ
الكري ِم:
ُ ِ ِ ِ
واإلتيان، يخ اب ُن ُع َث ْيمين« :من صفات الله تعالىَ :
المجي ُء، الش ُ
وقال َّ
ف الل َه غير ذلك ِمن الص ِ
فات ...فن َِص ُ واإلمساك ،وال َب ْط ُش ،إلى ِ
ُ واألَ ْخ ُذ،
ِّ
ِ
الوارد»(((. ِ
الوجه فات علىتعالى بهذه الص ِ
ِّ
ال ُب ُط ُ
ون
انظر :ال َباطِنِ َّية.
الدَّ ُ
ليل:
ب عبدً ا...
أح َّ حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنهَّ :
«إن الل َه تعالى إذا َ ُ -1
بغ ْضه ،في ِ
بغ ُضه فيقول :إنِّي ُأ ِ
بغ ُض فالنًاَ ،فأ ِ ُ وإذا أبغ ََض عبدً ا ،دعا ِج َ
بريل،
ُ
بغ ُضوه ،في ِ إن الله ي ِ
بغ ُض فالنًاَ ،فأ ِ ِ ثم ُينادي في ِ ِج ُ
بغ ُضه ُ السماءُ َ َّ :أهل َّ بريلَّ ،
ِ
األرض»(((. ُوض ُع له ال َبغضا ُء في ِ ُ
ثم ت َ
السماءَّ ،
أهل َّ
رسول ِ
الله ص َّلى الل ُه عليه َ حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنهَّ :
أن ُ -2
البالد إلى ِِ ِ ب البال ُد إلى ِ
الله مساجدُ ها ،وأبغ َُض الله وس َّل َم قالَ :
«أح ُّ
أسوا ُقها»(((.
ِ ِ ُ
ف الل ُه ُسبحانَه به َن ْف َسه من المح َّبة ِّ
والرضا وص َ يقول اب ُن الق ِّي ِمَّ :
«إن ما َ
ب»(((.
الح ِّ
نقيض ُ وقال« :وقال ال َّل ُ
يث :ال ُب ْغ ُضُ :
ِ
صفة: وابن ٍ
كثير في ِ (الغض ِ
ب)، َ ِ
صفة: ابن أبي ِ
الع ِّز في وان ُظ ْر كال َم ِ
ِ
الكتاب. (السمعِ) ِمن هذا
َّ
ال َب َق ُ
اء
ِ
العزيز. ِ
بالكتاب عز َّ
وجل ،ثابت ٌة خاص ٌة ِ
بالله َّ صف ٌة ذات َّي ٌة َّ
الدَّ ُ
ليل:
اإلك َْرا ِم[ الرحمن.]27 : الج ِ
الل َو ِ قو ُله تعالىَ :
و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َ
ك ُذو َ
ِ
بالبقاء ،ا َّلذي ال ِ
الموصوف
ُ ائم،
السنَّة« :معنى الباقي :الدَّ ُ قال َق َّوا ُم ُّ
ِ
ودوامهما؛ ِ
كبقاء الجن َِّة والن َِّار ِ
ودوامه يستولي عليه ال َفناء ،وليست صف ُة ِ
بقائه ُ
لي ما
فاألز ُّ
َ غير أزلِ ِّي؛ ِ ِ
لي ،وبقا َء الجنَّة والن َِّار أبد ٌّي ُ
ِ
أن بقا َءه أبد ٌّي َأز ٌّ وذلك َّ
بار ُك
ال َّت ُ
ِ
(البركة). ان ُظ ْر صف َة:
َّبي ص َّلى الل ُه عليه مالك َر ِضي الل ُه عنهِ ، ٍ أنس ِ حديث ِ ُ
عن الن ِّ بن -1
وس َّل َم في قولِه تعالىَ :ف َل َّما ت ََج َّلى َر ُّب ُه لِ ْل َج َب ِل ،قال :قال هكذا ،يعني أنَّه
نص ِر ،قال أحمدُ :أراناه معا ٌذ ،قال :فقال له ُح َميدٌ ال َّط ُ
ويل: ف ِ
الخ ِ أخر َج َط َر َ
َ
صدره ضرب ًة شديدةً ،وقالَ :من فضرب ما تُريدُ إلى هذا يا أبا م ٍ
َ حمد؟ قالَ :
ُ َّ
َّبي ص َّلى أنت يا حميدُ ؟ يحدِّ ُثني به أنس بن ٍ
مالك ِ
عن الن ِّ ُ ُ ُ أنت يا ُح َميدُ ؟ وما َ ُ َ
َ
أنت :ما تُريدُ إليه؟»(((. ُ
فتقول َ الل ُه عليه وس َّل َم
المشهور(((. ِ
القيامة ِ
لعباده يو َم عز َّ
وجل حديث تج ِّلي ِ
الله َّ ُ -2
ُ
((( رواه أحمد في «المسند» ( )12282( )125/3واللفظ له ،ورواه الترمذي ( )3074وقال:
حسن غريب صحيح ،والحاكم في «المستدرك» ( ،)351/2وقال :صحيح على شرط
مسلم ،وكذا قال اب ُن الق ِّي ِم في «مدارج السالكين» ( ،)596/3والشوكاني في «فتح القدير»
( )345/2واأللباني في «ظالل الجنة» ( ،)480والوادعي في «الصحيح المسند» (.)101
((( رواه البخاري ( ،)7437ومسلم ( ،)191والترمذي (.)2557
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
103
صحيح ،وقد ُر ِو َي ِ
عن ٌ حس ٌن ٌ
حديث َ ِّرمذي في سننه« :هذا
ُّ قال اإلما ُم الت
روايات كثيرةٌِ ،م ُثل هذا ما يذكَر فيه أمر الر ِ
ؤية؛ َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم
ُ ُّ ُ ُ ٌ الن ِّ
ِ
والمذهب في
ُ َّاس َير ْو َن ر َّبهم ،وذ ُ
كر القدَ ِم ،وما أش َب َه هذه األشيا َء، َّ
أن الن َ
أنسِ ، ِ
ومالك ِ
بن ٍ األئم ِة ِ -م ِ هذا عند ِ ِ ِ
وابن فيان ال َّث ِّ
وري، ثل ُس َ أهل العل ِم من َّ
ثم قالوا:
رو ْوا هذه األشيا َءَّ ، ِ
وغيرهم -أنَّهم َ بار ِكِ ،
وابن ُع َيين َة ،ووكيعٍ، الم َ
ُ
كيف؟ وهذا ا َّلذي اختاره ُ
أهل قالَ : األحاديثِ ،
ونؤم ُن بها ،وال ُي ُ ُ ُروى هذه
ت َ
أن تُروى هذه األشيا ُء كما جا َء ْت ،و ُيؤ َم ُن بها ،وال ُت َف َّس ُر ،وال ِ
الحديث؛ ْ
كيف؟ وهذا أمر ِ ِ
أهل العل ِم ا َّلذي اختاروه َ
وذهبوا إليه، ُ ُتت ََو َّه ُم ،وال ُي ُ
قالَ :
تج َّلى لهم». ِ ِ
عر ُفهم َن ْف َسه» يعنيَ :ي َ
ومعنى قوله في الحديث« :ف ُي ِّ
ِ
واألرض وما بينهما في
َ موات أحمدُ « :وهو ا َّلذي خ َل َق َّ
الس وقال اإلما ُم َ
َج َّلى ِ
العرش ،وهو ا َّلذي َك َّلم موسى ِ
تكليما ،وت َ
ً ثم استوى على ستَّة أ َّيا ٍم َّ
شيء ِمن صفاتِه، ٍ ِ
األشياء في للجبل فج َعله َدكًّا ،وال ُيماِ ُثله شي ٌء ِمنِ
الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمَ « :ي ِنز ُل ِ
رسول ِ ُ
«وقول وقال ابن ِ
عبد ال َب ِّر: ُ
َج َّلى َر ُّب ُه قول ِ ربنا إلى الس ِ
ماء الدُّ نيا» عندَ همِ :م ْث ُل ِ
وجلَ :ف َل َّما ت َ
عز َّ
الله َّ َّ ُّ
((( انظر« :مجموع الفتاوى» لشيخ اإلسالم ابن تيم َّي َة (.)257/5
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
104
الم ْؤ ِم ِن
س ُ ال َّت َر ُّد ُد فِي َق ْب ِ
ض َن ْف ِ
ليق به؛ َ ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه َش ْي ٌء. صف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
لله تعالى على ما َي ُ
الدَّ ُ
ليل:
«إن الل َه قالَ :من عا َدى ليحديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعاَّ : ُ
بالحرب ...وما تردد ُت عن شيءٍ أنا ِ
فاع ُله َتر ُّددي عن َن ْف ِ
س ِ ول ًّيا ،فقد آ َذ ْنتُه
َّ ْ
ِ
أكر ُه َم َسا َءتَه»(((.
الموت ،وأنا َ
َ المؤم ِن؛ َ
يكر ُه ُ
ِ
الحديث؟ شيخ اإلسال ِم -رحمه الله -عن معنى تر ُّد ِد ِ
الله في هذا ُس ِئ َل ُ
فأجاب:
حديث أبي ُه َريرةَ ،وهو ِ خاري ِمن شريف ،قد رواه ال ُب
ٌ ٌ
حديث «هذا
ُّ
األولياء ،وقد ر َّد هذا الكال َم طائف ٌة ،وقالوا: ِ ِ
صفة حديث ُر ِوي في ٍ أشرف
ُ
ِ ِ ِ
األمور ،والل ُه ف بالتَّر ُّدد ،وإنَّما يتر َّد ُد َمن ال يع َل ُم عواق َ
ب وص ُإن الل َه ال ُي َ َّ
المتر ِّد ِد. ِ
إن الل َه ُيعام ُل ُمعا َمل َة ُ
بعضهمَّ : ِ
بالعواقب ،ور َّبما قال ُ أع َل ُم
ِ
والمفاسد ،ف ُيريدُ ِ
صالح الم الف ِ ِبالعواقب ،وتار ًة لِما في ِ
ِ لعد ِم ِ
العل ِم
علين من َ
ٍ
لجهل منه المصلحة ،ويكرهه لِما فيه ِمن المفس ِ
دة ،ال ِ عل لِما فيه ِمنالف َِ
َ َ َ ُ
وجه؛ كما قيل: وجه ،ويكره ِمن ٍ
الواحد ا َّلذي يحب ِمن ٍ
ِ بالش ِ
يء َّ
ُ َُ ُ َ ُّ
ِ فاعج ِ ٍ ُـــر ٌه َأ ْن ُأ َف ِ
ب ل َش ْيء َع َلى ال َب ْغ َضاء َم ْح ُب ُ
وب ْ َ ْ ار َق ُه ُـــر ٌه ،وك ْ
بك ْ َّ
الشـــ ْي ُ
جميع ما ُيريدُ ه العبدُ ِمن
ُ
لدوائه الك ِ
َريه ،بل ِ ِ
المريض ِ
إرادة وهذا ِم ُثل
الص ِ
حيح: الباب ،وفي َّ ِ َّفس هو ِمن هذا تكر ُهها الن ُ
ِ
الصالحة ا َّلتي َ
ِ
األعمال َّ
ب ِ ت الجنَّ ُة بالم ِ ِ هوات ،وح َّف ِ
ِ ت الن َُّار َّ «ح َّف ِ
كاره» ،وقال تعالى :كُت َ َ ُ بالش ُ
َع َليكُم ِ
القت َُال َو ُه َو ك ُْر ٌه َلك ُْم اآلي َة. ْ ُ
ِ
الحديث؛ فإنَّه قال: ِ
المذكور في هذا يظه ُر معنى التَّر ُّد ِد ِ ِ
الباب َ ومن هذا
َّوافل حتَّى ُأ ِح َّبه»؛ َّ
فإن العبدَ ا َّلذي هذا حا ُله يتقر ُب إ َل َّي بالن ِ
يزال عبدي َّ «ال ُ
ثم ِ ِ يتقر ُب إليه َّأو ًل
بالفرائض وهو ُيح ُّبهاَّ ، للحقُ ،مح ًّبا لهَّ ،
ِّ صار محبو ًبا
يقد ُر عليه ِمن بكل ما ِ فاع َلها ،فأتى َِّّوافل ا َّلتي ي ِحبها وي ِحب ِ
ُ ُّ ُ ُّ اجتهدَ في الن ِ َ
ِ
اإلرادة؛ صد ات ِ
ِّفاق الجانبين ب َق ِ
ِ عل محبوبِه ِمن الحق ِلف ِ فأح َّبه ُّ ِ
الحقَ ، محبوب ِّ
يكر ُه أن يسو َء عبدَ ه
والر ُّب َ يكر ُهه محبو ُبهَّ ، ويكر ُه ما َ َ ب ما ُي ِح ُّبه، ِ
بحيث ُيح ُّ
حاب محبوبِه ،والل ُه ِ ومحبوبهِ ِ ،
الموت؛ ليزدا َد من َم ِّ َ يكر َه
فلز َم من هذا أن َ َ
فكل ما قضى به فهو ُيريدُ ه ،وال بدَّ منه؛ بالموتُّ ، ِ ُسبحانَه وتعالى قد قضى
عبده، قضاؤه ،وهو مع ذلك كاره لِمساء ِة ِ ُ فالر ُّب ُمريدٌ لموتِه؛ لِما س َب َق به
ٌ َ َ َّ
للحق ِمن ٍ ِ تحص ُل له
وجه، ِّ الموت ُمرا ًدا
ُ بالموت ،فصار المسا َء ُة ا َّلتي ُ وهي َ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
108
ِ
األشخاص ،والل ُه أع َل ُم»(((. فهو في
ِ
وجه وجل على َّ عز «إثبات التَّر ُّد ِد ِ
لله َّ ابن ُع َث ْيمين: الش ُ
وقال َّ
ُ يخ ُ
ِ
المسألة« :ما ألن الل َه تعالى ذكَر التَّر ُّد َد في هذه يجوز؛ َّ ُ ِ
اإلطالق ال
س عبدي الم ِ
ؤم ِن»، فاع ُله كتَر ُّددي عن َق ْب ِ
ض َن ْف ِ شيء أنا ِ ٍ ت عن
ُ تر َّد ْد ُ
الش ِّك فيأجل َّالمصلحة ،وال ِمن ِ ِ الش ِّك فيأجل َّوليس هذا التَّر ُّد ِد ِمن ِ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ُور ِهم وتَركَهم فِي ُظ ُلم ٍ
ات ال ُي ْب ِص ُر َ
ون َ ب الل ُه بِن ِ ْ َ َ ُ ْ
-1قو ُله تعالىَ :ذ َه َ
[البقرة.]17 :
يء صف ٌة ِمن صفاتِه للش ِ يخ اب ُن ُع َث ْيمين ...« :وت َْركُه ُسبحانَه َّ الش ُ
قال َّ
وت ََرك َُه ْم فِي ِ ِ ِ ِ
الفعل َّية الواقعة بمشيئته التَّابعة لحكمته؛ قال الل ُه تعالىَ :
ِ ِ
ال َّت ْش ِر ُ
يع
خصائص ُربوب َّيتِه،
ِ والسن َِّةِ ،من ِ
بالكتاب ُّ عز َّ
وجل صف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
لله َّ
«الم َش ِّر ُع» ،وليسا هما ِمن
ارع» ،وهو ُ نازعه فيها فقد ك َف َر ،والل ُه هو َّ
«الش ُ َمن َ
ِ
أسمائه ُسبحانَه.
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ُوحا َوا َّل ِذي َأ ْو َح ْينَا ِ قو ُله تعالىَ :ش َر َع َلك ُْم ِم َن الدِّ ِ
ين َما َو َّصى بِه ن ً
إِ َل ْي َك ...اآلي َة [الشورى.]13 :
ِ ِ
الهدَ ى ،وإن َُّه َّن من ُسن َِن ُ
الهدَ ى.(((»... لنب ِّيكم ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُسنَ َن ُ
لله سبحانَه وتعالىِ ،
ِ ِ ِ
ومن ذلك: وقد ك ُث َر في أقوال العلماء إضاف ُة التَّشري ِع ُ
غير حمدٌ األمي ُن ِّ قول َّ ِ ُ -1
ممن يحك ُِّم َ
ب َّ
«والعج ُ
َ نقيطي:
ُّ الش العلمة ُم َّ
ِ
تشري ِع الله َّ
ثم يدَّ عي اإلسال َم»(((.
يظه ُر غاي َة ال ُّظ ِ ِ ِ
هور: السماوية ا َّلتي ذك َْرنا َُّصوص َّ -2وقو ُله« :وبهذه الن
ِ ِ أن ا َّلذي َن يتَّبِ َ
أوليائه ألسنة الش ُ
يطان على شرعها َّ عون القواني َن الوضع َّي َة ا َّلتي َ َّ
سله ص َّلى الل ُه عليهم وس َّل َم، ِ
ألسنة ر ِ شرعه الل ُه َّ ِ ِ
ُ جل وعال على مخالف ٌة لما َ
طم َس الل ُه بصيرتَه ،وأعماه عن ِ ِ ِ يش ُّك في ك ِ
نور ُفرهم وش ْركهم َّإل َمن َ أنَّه ال ُ
الو ْح ِي ِم ْث َلهم»(((.
َ
ُي ِر ْد ُه ِدينًا»(((.
وجل ِمن
عز َّ «الشارعِ» و«الم َشرعِ» على ِ
الله َّ ُ ِّ
ِ
لكلمة َّ كما ك ُث َر إطال ُقهم
باب الص ِ
فة. ِ ِّ
ِ ِ
(اإليجاب والتَّحري ِم والت
َّحليل). ِ
صفات: وان ُظ ْر
ب
ال َّت َع ُّج ُ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ صف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
وجل
((( انظر« :الحاكمية في تفسير أضواء البيان» للشيخ عبد الرحمن السديس (ص.)52
((( (.)516/1
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
113
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
وحكمتِه ،وهما ً
أيضا َّابعة لمشيئتِه تعالى ِ
األفعال الت ِ
ِ ِ
صفات صفتان ِمن
ِ
ِ
األفعال ِ
صفات كل بغيرها ،وهكذا ُّ بالذ ِ
ات ال ِ ات؛ إ ْذ ِقيا ُمهما َّ
للذ ِ ِ
صفتان َّ
ومن حيث ات مت َِّصف ٌة بهاِ ، إن َّ
الذ َ صفات ٍ
ذات؛ حيث َّ ُ ِ
الوجه هي ِمن هذا
ٍ ِ ِ ِ ِ
أفعال»(((. صفات ينش ُأ عنها من األقوال واألفعال ت َّ
ُسمى تع ُّل ُقها بما َ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ِ ِ
يب ُأ ِج ُ
يب َد ْع َو َة وإِ َذا َس َأ َل َك ع َبادي َعنِّي َفإِنِّي َق ِر ٌ
-1قو ُله تعالىَ :
ان[ البقرة.]186 : الدَّ ِ
اعي إِ َذا د َع ِ
َ
ِ
على أن ُفسكم؛ إنَّكم ال تَدْ عون َ
أص َّم وال غائ ًبا ،ولكن تَدْ عون سمي ًعا قري ًبا،
أح ِدكم ِمن ُعن ُِق راحلتِه»(((. إن ا َّلذي تَدْ عون َ
أقر ُب إلى َ َّ
حديث عائش َة َر ِضي الل ُه عنها مرفو ًعا« :ما ِمن يو ٍم أك َث َر ِمن أن ُيعتِ َق ُ -3
ِ ِ
ثم ُيباهي بهم المالئك َة»(((. الل ُه فيه عبدً ا من الن َِّار من يو ِم َع َرف َة ،وإنَّه َل َيدْ نُو َّ
ِ وأه ِل ِ ِ ِ ِ
الحديث يعتقدون َّ
أن الس َلف ْ السنَّة والجماعة من َّ أهل ُّ أن َ اع َل ْم َّ
بجاللِه وع َظمتِه ،وهو ُم ْست ٍَو ِ
قريب من عباده حقيق ًة ،كما َيليق َ
ِ
ٌ عز َّ
وجل الل َه َّ
ِ ِ ِ
يتقر ُب إليهم حقيق ًة ،و َيدْ نو منهم حقيق ًة، على عرشه ،بائ ٌن من َخ ْلقه ،وأنَّه َّ
السن َِّة بقرب ذاته؛ فقد ِ
ب َو َر َد لف ُظه في ال ُقرآن أو ُّ كل ُق ْر ٍرون َّفس َ ولكنَّهم ال ُي ِّ
سياق ال َّل ِ
ب ِ ِ
فظ. حس َرب ُق ْر َب المالئكة ،وذلك َ يكون ال ُق ُ ُ
ِ
عباده، ِ
بعض وتقر ُبه ِمن شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّي َة« :وأ َّما ُدن ُُّو ُه يقول ُ ُ
ُّ
ِ
القيامة، األفعال االختيار َّي ِة بنَ ْف ِسه ،و َمجي َئه يو َم ِ فهذا ُيثبِتُه َمن ُيثبِ ُت قيا َم
وأئم ِة اإلسال ِم ِ
الس َلف َّ أئمة َّ
العرش ،وهذا مذهب ِ
ُ َّ ِ ونزو َله ،واستوا َءه على
متواتر»(((. َّقل عنهم بذلك ِ
الحديث ،والن ُ ِ
وأهل المشهوري َن
ٌ
َ
يكون رب عليه أن ِ
جواز ال ُق ِ يلز ُم ِمن
آخ َر ...« :وال َ ويقول في موض ٍع َ ُ
ِ
الجائزة، ِ
األمور كل موض ٍع ذك ََر فيه ُقر َبه ُيرا ُد به ُقر َبه بنَ ْف ِسه ،بل يبقى هذا ِمن ُّ
دل على هذا دل على هذا ُح ِم َل عليهْ ،
وإن َّ فإن َّ
الوارد؛ ْ ِ
و ُين َظ ُر في الن ِّ
َّص
اإلتيان والم ِ
جيء»(((. ِ ح ِم َل عليه ،وهذا كما تقدَّ م في ِ
لفظ
َ َ ُ
ِ
المسألة بما ال َمزيدَ عليه(((. وقد أطال الكال َم -رحمه الله -على هذه
طابي((( ،واب ُن َمنْدَ ه(((، عز َّ
وجلَ : وممن َأثب َت اسم (ا ْل َق ِر ِيب) ِ
الخ ُّ لله َّ َ َ َّ
واب ُن حزم((( ،واب ُن الق ِّيم((( ،واب ُن حجر((( ،واب ُن ُع َثيمين(((.
يس ِ
ال َّتنْف ُ
انظرِ :صف َة (النَّ َفس).
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
َاب َع َل ْي ِه إِ َّن ُه ُه َو الت ََّّواب ِ ِ ٍ ِ
-1قو ُله تعالىَ :ف َت َل َّقى آ َد ُم م ْن َر ِّبه كَل َمات َفت َ
يم[ البقرة.]37 : ِ
الرح ُ
َّ
ان ْ
والتَّـــوب فِـــي َأوصافِ ِ
ـــه نَو َع ِ
ْ َ ْ ُ َ اب ِمـــ ْن َأ ْو َصافِ ِه «وك ََذلِ َ
ـــك الت ََّّو ُ َ
َـــاب بِ ِمن َِّة المن ِ
َّـــان» ِ المت ِ
ـــده َو َق ُبو ُل َهـــا إِ ْذ ٌن بِتَوب ِ
ـــة َع ْب
َب ْعـــدَ َ َْ
(((
َ
الكثير
ُ اب فهو ِ
البيتين« :وأ َّما الت ََّّو ُ ِ
هذين اس في شرحِ الهر ُ
يخ َّ الش ُ
قال َّ
َّوبة ...وتوبتُه ُسبحانَهبول الت ِ ِ
بالمغفرة ،و َق ِ التَّو ِب؛ بمعنى :الرجو ِع على ِ
عبده ُّ ْ
ِ
نوعان: على ِ
عبده
ب ما ق ْب َلها»(((.
تج ُّ التَّوب َة الن َ
َّصوح ُ
وت
والج َب ُر ُ
الج ْب ُر َ
َ
اسم له و(الج َّب ِ
ار) ٌ َ والسن َِّة،
ُّ ِ
بالكتاب َّ
وجل ،ثابت ٌة عز ِصف ٌة ذاتي ٌة ِ
لله َّ َّ
ُسبحانَه وتَعا َلى.
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
الم َت َك ِّب ُر[ الحشر.]23 : قو ُله تعالى :ال َع ِز ُيز َ
الج َّب ُار ُ
ف هنا ِ
األبيات« :وقد ذك ََر المؤ ِّل ُ ِ
شرحه لهذه اس في الش ُ
قال َّ
الهر ُ
يخ َّ
ار) ثالث َة م ٍ
عان ،ك ُّلها داخل ٌة فيه ،بحيث ِ
يص ُّح إرادتُها منه: ِ
السمه (الج َّب ِ
َ
ِ
القلوب عباده ،ويج ُب ُر ك َْس َر ضعف الض ِ
عفاء ِمن ِ أحدُ ها :أنَّه ا َّلذي يج ُب ُر
َ ُّ
ويس َر ِمن َع ٍ
سير! ٍ ِ
ليل ،وأزال من شدَّ ةَّ ، وأعز ِمن َذ ٍ
َّ َسير ،وأغنَى ِمن ٍ
فقير، ك ٍ
الج َل ُل
َ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ صف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
اإلك َْرام[ الرحمن.]27: ِ
جالل َو ِ تعالى:و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذو ا ْل
َ -1قو ُله
ِ
جالل َواإلك َْرا ِم[ الرحمن.]78 : اس ُم َر ِّب َك ِذي ا ْل
-2وقو ُلهَ :ت َب َار َك ْ
ِ
وكبريائي وع َظ َمتي ،ألُ ِ
خر َج َّن منها َمن قال :ال إل َه َّإل الل ُه»(((.
رسول ِ
الله ص َّلى الل ُه ُ حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه ،قال :قال ُ -2
بجاللي؟ اليو َم المتحا ُّب َ ِ «إن الل َه تعالى ُ عليه وس َّل َمَّ :
ون َ يقول يو َم القيامة :أي َن ُ
ُأظِ ُّلهم في ظِ ِّلي يو َم ال ظِ َّل َّإل ظِ ِّلي»(((.
ـــا ِن»
ِل َلـــ ُه ُم َح َّق َقـــ ٌة بِ َل ُب ْط َ ِ الج ِل ُ
(((
يـل َفك ُُّل ْأو َصـاف َ
الج َل ـو َ«و ُه َ
َ
الج ُل ُ
وس وال ُق ُعو ُد ُ
ِ ِ ِ عز َّ ِ الج ِ
واإلتيان االستواء كإضافة وجل والقعود إلى الله َّ لوس إضاف ُة ُ
ِ
يستوح ُش تستحيل عليه ُسبحانَه ،وال ُ وغيرها ِمن الص ِ
فات ،ال ِ والم ِ
جيء
ِّ َ
يستوح ُش ِمن
ِ ليق به ُسبحانَه لو َثبت َْت ،إنَّما وحدُ ِمن إضافتِها إليه بما َي ُ الم ِّ
ُ
السن َِّة ،لكن لم أئم ِة ِ
أهل ُّ
ِ ِ
َّعطيل ،وقد أث َبتَها عد ٌد من َّ َّجه ِم والت
أهل الت ُّذلك ُ
موقوف على
ٌ َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ،وال
عن الن ِّصحيح ٌِ ٌ
حديث يث ُب ْت فيها
ِ
إسناده ن َظ ٌر؛ لذلك فهو ليس ور َد في ذلك ففي أح ٍد ِمن الص ِ
حابةُّ ،
وكل ما َ َّ َ
ِ
الكتاب(((. ِ
تأليف هذا ِ
شرط على
الج َم ُال
َ
ِ ِ ِ ِ وجلِ ،من ِ
عز َّ صف ٌة ذاتي ٌة ِ
حيحة.الص (الجميل) ،ال َّثابت ُّ
بالسنَّة َّ اسمه لله َّ َّ
الدَّ ُ
ليل:
َّبي ص َّلى الل ُه عليه ٍ
مسعود َر ِضي الل ُه عنهِ ، عبد ِ
الله ِ حديث ِ
ُ
عن الن ِّ بن
جميل ي ِحب الجم َالِ ،
الحق ،و َغ ْم ُط
ِّ الك ْب ُرَ :ب َط ُر ٌ ُ ُّ َ َ َّ
«...إن الل َه وس َّل َم قال:
الن ِ
َّاس»(((.
آثار جمالِه،
بعض ِ
ِ كثرة ألوانِه وتعدُّ ِد فنونِه -هو ِمن
ِ ِ
الموجودات -على
الج ِ
مال واهب َ
َ فإن ٍ
جميل؛ َّ الوصف ِمن ِّ
كل ِ فيكون هو ُسبحانَه َأ ْولى بذلك
ُ
ِ
الغايات ،وهو ِ
الوصف أعلى يكون بال ًغا ِمن هذا
َ ِ
للموجودات ال بدَّ أن
وأسمائه ،وصفاتِه وأفعالِه.
ِ الجميل بذاتِه
ُ ُسبحانَه
ٍ
شيء منه ،أو ٍ
لمخلوق أن ُيع ِّب َر عن ات ،فهو ما ال ي ِ
مك ُن الذ ِ ُ
جمال َّ أ َّما
ُ
المقي ِم، ِ ِ أن َ بعض ُكن ِْهه ،وحس ُبك َّ يب ُل َغ َ
أهل الجنَّة مع ما هم فيه من النَّعي ِم ُ
بجمالِه
قدرها ،إذا ر َأ ْوا ر َّبهم ،وتمتَّعوا َ والس ِ
رور ا َّلتي ال ُيقدَ ُر ُ
ِ وأفانِ ِ
ين ال َّل َّذات ُّ
وو ُّدوا لو تدو ُم لهم هذه واضم َح َّل عندهم هذا الن ُ
َّعيمَ ، َ كل ما هم فيه، نسوا َُّ
ِ ِ ِ ب إليهم ِمن ُ
الجمال، شهود هذا االستغراق في أح َّالحال ،ولم ي ُك ْن شي ٌء َ
مال إلى َجمالِهم ،وب ُقوا في ٍ
شوق دائ ٍم واكتسبوا ِمن َجمالِه ِ
ونوره ُسبحانَه َج ً َ
ِ يفر َ ِ
القلوب.
ُ تطير له حون بيو ِم َ
المزيد َفر ًحا تكا ُد ُ إلى رؤيته ،حتَّى إنَّهم َ
وأجم ُلها ِ ِ
َ األسماء مال األسماء ،فإنَّها ك َّلها ُحسنَى ،بل هي َ
أحس ُن وأ َّما َج ُ
والج ِ الحم ِد والم ْج ِد والجم ِ ِ ِ
الل، َ ال َ َ على اإلطالق؛ فك ُّلها دال ٌة على كمال َ ْ
ٍ
جميل. بحس ٍن وال
ليس فيها أبدً ا ما ليس َ
كمال ومج ٍد ،ونُعوت ٍ فإن صفاتِه ك َّلها مال الص ِ
ثناء ُ ٍ َ ْ صفات
ُ فاتَّ ، وأ َّما َج ُ ِّ
فات وأ َعمها ،وأكم ُلها آثارا وتع ُّل ٍ
قات ،ال س َّيما وحم ٍد ،بل هي أوسع الص ِ
ً َ ُّ ُ ِّ َ ْ
ِ
واإلحسان ،واإلنعا ِم. حمة ،والبِر ،والكر ِم ،والج ِ
ود، صفات الر ِِ
ُ َ ِّ َّ
ِ ِ ِ
مال األفعال ،فإنَّها دائر ٌة بين أفعال البِ ِّر واإلحسان ،ا َّلتي ُي َ
حمدُ وأ َّما َج ُ
ِ حمدُ عليها؛ لموافقتِها ِ ِ
للحكمة عليها و ُيشك َُر ،وبين أفعال ال َعدْ ل ،ا َّلتي ُي َ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
124
ِ ِ
ظلم ،بل ك ُّلها ٌ
خير والح ْمد؛ فليس في أفعاله َع َب ٌث وال َس َف ٌه وال َج ْو ٌر وال ٌ َ
وحكم ٌة؛ قال تعالى :إِ َّن ربي َع َلى ِصر ٍ
اط ورحم ٌة ورشدٌ وهدً ى وعَدْ ٌل ِ
َ َ ِّ ُ ُ
َ
األفعال ات والص ِ
فاتَّ ،
فإن الذ ِ ِ
لكمال َّ تابع ِ وألن َ َّ ُم ْست َِقي ٍم،
ِّ األفعال ٌ كمال
تكون أفعا ُله
َ فات؛ فال َغ ْر َو أنفات ،وصفاتُه -كما ُق ْلنا -أكم ُل الص ِ أ َثر الص ِ
ِّ َ ُ ِّ
ِ
األفعال»(((. أكم َل
َ
األصبهاني:
ُّ السن َِّة أبو القاس ِم
الحافظ َق َّوا ُم ُّ
ُ وقال
ِ
(الجميل) .وال ف الل ُه بـ: يوص َ
يجوز أن َ
ُ أهل الن ِ
َّظر :...ال بعض ِ «قال ُ
َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم، صح ِ
عن الن ِّ ِ
إلنكار هذا االس ِم ً
أيضا؛ ألنَّه إذا َّ وج َه
صح أنَّه قال ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمَّ :
«إن الل َه ِ
للمعارضة ،وقد َّ فال معنَى ُ
ُ
واإليمان»(((. َّسليم الج َ ج ٌ ِ
مال»؛ فالوج ُه إنَّما هو الت ُ ب َ ميل ُيح ُّ َ
طابي((( ،واب ُن َمندَ ه(((، وجلَ : عز َّ وممن َأثب َت اسم (ا ْلج ِميل) ِ
الخ ُّ لله َّ َ َ َ َّ
العربي((( ،واب ُن
ِّ األصبهاني((( ،واب ُن
ُّ السنة
وقوام ُّ
والبيهقي((( ،واب ُن حزم(((َّ ،
ُّ
الق ِّيم((( ،واب ُن ُع َثيمين(.((1
ب
الج ْن ُ
َ
الذات َّي ِة؛ ُمستد ِّلي َن بقولِه
الله َّ ِ
صفات ِ ْب) صف ًة ِمن
(الجن َ
بعضهم َ
ج َعل ُ
ْب ِ
الله[ الزمر: اح ْس َرتَا َع َلى َما َف َّر ْط ُت فِي َجن ِ تعالىَ :أ ْن َت ُق َ
ول َن ْف ٌس َي َ
خالف ذلكِ ،
ومن هؤالء ا َّلذين أث َبتوا ِ والس َل ُ
ف على ٌ
خطأَّ ، ،]56وهذا
أيضا
هبي ،وأث َبته ً
الذ ُّ الصف َة أبو ُع َم َر ال َّط َل َمن ُّ
ْكي ،وقد أنك ََر عليه اإلما ُم َّ هذه ِّ
ِصدِّ يق حسن خان(((.
َ
يقولون ورا على قو ٍم أنَّهمأيضا ُز ًعار ُض ً الم ِ مي« :وا َّدعى ُ وقال الدَّ ِار ُّ
الله ،قال :يعن َ
ُون ْب ِاح ْس َرتَا َع َلى َما َف َّر ْط ُت فِي َجن ِ قول ِ
اللهَ :ي َ تفسير ِ ِ في
ْب ا َّلذي هو ال ُع ْض ُو ،وليس على ما َّ
يتوهمونَه. الجن َ
بذلك َ
ِ
والفضائل ِ
اإليمان تحس ُر الك َّف ِ
ار على ما َّفرطوا في تفسيرها عندَ همُّ :
ُ إنَّما
((( انظر« :سير أعالم النبالء» للذهبي ( ،)567/17و«قطف الثمر» لصدِّ يق حسن خان (ص.)67
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
126
ِ
بأولياء ِ ِ ِ
الله، والسخر َّي َة ا َّلتي تدعو إلى ذات الله تعالى ،واختاروا عليها الك َ
ُفر ُّ
َ
أنبأك أنَّهم قالوا: فمن (الجن ِ
ْب) عندَ همَ ، تفسير َ
ُ الساخري َن ،فهذافسماهم َّ َّ
نوب؟! فإنَّه [ال] يجه ُل هذا المعنى كثير ِمن عوام الم ِ
سلمي َن، الج ِ جن ِ
ِّ ُ ٌ َ ْب من ُ َ ٌ
ِ
علمائهم»(((. ً
فضل عن
ِ عبد ِ شيخنا أبو ِ
-رح َمه الله -في الله ُ وقال أبو َيع َلى َّ
الفرا ُء« :حكى
ْب صف ًة الجن ِ ِ ِ ِ َ جماعة ِمن أصحابِنا
ٍ كتابِه عن
بظاهر اآلية في إثبات َ األخذ
ِ
بذات مكي :قال اب ُن َب َّط ُة :قو ُله: خط أبي َح ٍ له ُسبحانَه ،ون َق ْل ُت ِمن ِّ
فص ال َب ْر ِّ
الله ،وهذا منه يمن َُع أن أمر ِ الله ،يعني :في ِ ْب ِتقول :في َجن ِ
الله ،كما ُ الله ،أمر ِ
ِ
ُ
حيح عنديَّ ، ٍ
َّقصير
وأن المرا َد بذلك الت ُ ْب صف َة ذات ،وهو َّ
الص ُ الجن ُ
يكون َ َ
ْب الص ِ َّفريط في عبادتِه؛ َّ طاعة ِ ِ
فة، َّفريط ال ي َق ُع في َجن ِ ِّ
ألن الت َ الله ،والت ُ في
ْبفالن في َجن ِ
كالمهمٌ : والعبادة ،وهذا مستعم ٌل في ِ ِ وإنَّما ي َقع في ال َّط ِ
اعة
َ ُ ُ
ب منه»(((. َّقر ِ ِ ِ َ ٍ
ريدون بذلك :في طاعته وخدمته والت ُّ فالنُ ،ي
ف عالِم مشهور عندَ الم ِ ُ
ويقول ُ
سلمي َن ،وال ُ ٌ ٌ عر ُ شيخ اإلسال ِم...« :ال ُي َ
ِ نظير َجن ِ ِ ِ ِ ِ
اإلنسان، ْب المسلمي َن ،أث َبتوا لله َجنْ ًبا َ طائف ٌة مشهور ٌة من طوائف ُ
اح ْس َرتَا َع َلى َما َف َّر ْط ُتول َن ْف ٌس َي َ رآن في قولِهَ :أ ْن َت ُق َفظ جاء في ال ُق ِ
وهذا ال َّل ُ
َ
يكون ِ
يستلز ُم أن ِ
اإلضافة ما مجر ِد فِي َجن ِ ِ
ْب الله[ الزمر ،]56:فليس في َّ
المخلوقة وصفاتِها ِ ِ
األعيان ضاف إليه ِمن الله صف ًة له ،بل قد ُي ُ ضاف إلى ِ الم ُ ُ
أن الت َ
َّفريط ظاهره َّ ُ
يكون ِ
المخلوق ال ضيف إلى
َ فظ إذا ُأ
فإذا كان هذا ال َّل ُ
ُ
ِ
يالص ْقه، ِ
بأضالعه ،بل ذلك الت ُ
َّفريط لم المت ِ
َّصل ِ س َجن ِ في َن ْف ِ
ْب اإلنسان ُ
َّفريط كان في ذاتِه؟!»(((.
أن الت َ حق ِ
الله َّ ظاهره في ِّ َ فكيف ُي َظ ُّن َّ
أن
َّفس الموصوف ُة عما تقو ُله هذه الن ُ إخبار َّ
ٌ ُ
ويقول اب ُن الق ِّي ِم ...« :فهذا
لله َجنْ ًبا ،وال ت ُِق ُّر بذلك؛ أن ِ ِ
ُّفوس ال تع َل ُم َّ بما ُو ِص َف ْت به ،وعا َّم ُة هذه الن
أن الل َه أخ َب َر يكون ظاهر ال ُق ِ
رآن َّ ُ كما هو الموجو ُد منها في الدُّ نيا؛ فكيف
ُ
الله ْب ِ عنهم بذلك ،وقد قال عنهمَ :يا َح ْس َرتَا َع َلى َما َف َّر ْط ُت فِي َجن ِ
بذات ِ
الله؛ ِ قائما ُ عل أو ت َْر ُك فِ ٍَّفريط :فِ ٌ
[الزمر ،]56:والت ُ
يكون ً عل ،وهذا ال
الله ،وهذا معلوم ِ عن ِ نفص ًل ِ يكون م ِ ْب ،وال في ِ ال في َجن ٍ
بالح ِّس ٌ ُ ُ غيره ،بل
ِ
القائلَ :يا َح ْس َرتَا َع َلى َما أن َ
قول يدل على َّ دة ،وظاهر ال ُق ِ
رآن ُّ والمشاه ِ
ُ ُ َ
يكون ِمن
ُ الله ،ليس أنَّه ج َع َل فِع َله أو ت َْركَه في َجن ٍ
ْب ْب ِ َف َّر ْط ُت فِي َجن ِ
ِ
وأبعاضه»(((. فات ِ
الله ِص ِ
األبعاض إلى ِ
الله تعالى. ِ قلت :ال ِ
يص ُّح إضاف ُة ُ
اآلية الس ِ
ابقة خمس َة ِ ِ
تفسير الم ِ
سير» عندَ ِ
َّ وزي في «زاد َ
الج ِّ
وذكَر اب ُن َ
الله ،و ُقر ُب ِ
الله. اللهِ ،
وذكْر ِ الله ،وأمر ِ
وحق ِ الله :طاع ُة ِ
اللهُّ ، ْب ِلجن ِ ٍ
ْ ُ ُ أقوال َ
َان
والمك ُ ِ
الج َه ُة َ
الكتاب والِ ِ
(المكان)؛ ال إثباتًا وال نف ًيا ،ال في هة) وال(الج ِ
لفظ ِلم َي ِر ْد ُ
لو وال َفوق َّي ُة، ِ
َّفصيل ،و ُيغني عنهما ال ُع ُّ اإلخبار بِهما بعد الت
ُ ويجوز
ُ السن َِّة،
في ُّ
وأنَّه سبحانَه وتعالى في الس ِ
ماء. َّ ُ
ُ
إطالق ٌ
تفصيل ،أ َّما لله فيه ِ
«فالجه ُة إثباتُها ِ يخ اب ُن ُع َث ْيمين:الش ُ
وقال َّ
أن الله في ٍ لفظِها َن ْف ًيا وإثباتًا فال ُ
جهة ،وال أنَّه ليس في نقول به؛ ألنَّه لم ِير ْد َّ َ
سول ص َّلى الل ُه الر َ لو؛ َّ ِ ُ
فنقولَّ : ُفص ُل، ٍ
ألن َّ إن الل َه في جهة ال ُع ِّ جهة ،ولكن ن ِّ
إثبات
ُ الله: ِ
صفات ِ الجارية ِمن
ِ ِ
حديث يخ اب ُن ُع َث ْيمين« :وفيالش ُوقال َّ
لله ،وأنَّه في الس ِ
ماء»(((. ِ
المكان ِ
َّ
عز َّ
وجل ،على لله َّ ِ
والمكان ِ الج ِ
هة يجوز اإلخبار عن ِ
ُ والخالص ُة :أنَّه
ُ
((( «مجموع الفتاوى والرسائل» (.)1131/10
((( «نقض الدارمي على المريسي» (.)509/1
((( المصدر السابق (.)229/1
((( رواه الخالل في كتاب «السنة» ،وابن بطة في «اإلبانة»؛ انظر« :مجموع الفتاوى» لشيخ
اإلسالم ابن تيم َّي َة (.)376/5
«خ ْلق أفعال العباد» لإلمام البخاري (ص.)19 ((( انظر :كتاب َ
((( «مجموع الفتاوى والرسائل» (.)287/4
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
131
الجو ُد
ُ
عت عليه األ َّم ُة ،بل ال أج َم ْ ِ
مما ْ
الوجو َد ،وهذا َّ عم ُ ُجو ُد الله وكَر ُمه قدْ َّ
قول ُ
شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّية(((. الم َل ِل ُك ِّلها -كما َي ُ أهل ِيب في ذلِك ِعندَ ِ َر َ
والجود :هو كَثر ُة الع ِ
طاء(((. َ ُ ُ
ب :معناه :الكَثير الع ِ الج َوا ُد في كال ِم ال َع َر ِ و «قال ُ ِ
طاء»(((. ُ َ أهل العل ِمَ :
وقال اب ُن الق ِّي ِم:
اإلحس ِ ِ
ـــان» َد َجمي َع ُه بِال َف ْض ِل َو ِ ْ َ الج َوا ُد َف ُجـــو ُد ُه َع َّم ُ
الو ُجو «و ُه َو َ
َ
(((
بن ك ٍ يد ِ
الله ِ بن ُعب ِ
َريز(((. ِ َ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
الله َأ ْبت َِغي َحك ًَما[ األنعام.]114 :
-1قو ُله تعالىَ :أ َف َغ ْير ِ
َ
ِِ
اصبِ ُروا َحتَّى َي ْحك َُم الل ُه َب ْينَنَا َو ُه َو َخ ْي ُر ا ْل َحاكم َ
ين - 2قو ُله تعالىَ :ف ْ
[األعراف.]87 :
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
الم ْح ِسنِي َن[ البقرة.]195 : ِ ِ
ب ُ و َأ ْحسنُوا إِ َّن الل َه ُيح ُّ
-1قو ُله تعالىَ :
ف ي ْأتِي الله بِ َقو ٍم ي ِ
ح ُّب ُه ْم َو ُي ِح ُّبونَه[ المائدة.]54 : ُ ْ ُ - 2وقو ُلهَ :ف َس ْو َ َ
الح ْث ُو
َ
ِ
حيحة.الص ِ عز َّ صف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
بالسنَّة َّ
وجل ُّ لله َّ
الدَّ ُ
ليل:
الباهلي َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعا« :وعَدَ ني ر ِّبي أن
ِّ حديث أبي ُأمام َة
ُ -1
كل ٍ
ألف عذاب ،مع ِّ حساب عليهم وال دخ َل الجنَّ َة ِمن أ َّمتي سبعي َن أل ًفا ال
ي ِ
َ َ ُ
ات ِمن ح َثي ِ وثالث ح َثي ٍ
ات ر ِّبي»(((. َ َ ُ َ َ سبعون أل ًفا،
َ
مي َر ِضي الل ُه زيد البِكَالي ،عن ُعتب َة ِ ٍ بن ٍ حديث ِ
عامر ِ
الس َل ِّ
بن عبد ُّ ِّ ُ -2
دخ َل«إن ربي وعَدَ ني أن ي ِ رسول ِ
ُ الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمِّ َّ : ُ عنه ،قال :قال
ٍ حساب ،ثم ُيتبِ ُع َّ
ٍ ِمن أ َّمتي الجنَّ َة سبعي َن أل ًفا ِ
ثمكل ألف سبعي َن أل ًفاَّ ، بغير
َ
الحديث(((. ثالث ح َثي ٍ
ات ،فك َّب َر ُع َم ُر»... َ َ َ َي ْحثِي بك ِّفه
اب ِ
الح َج ُ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ ب ،عن َخ ْل ِقه ،ثابت ٌة
حجاب ،بل ُح ُج ٌ
ٌ عز َّ
وجل ِ
لله َّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
َان لِ َب َش ٍر َأ ْن ُي َك ِّل َم ُه ال َّل ُه إِالَّ َو ْح ًيا َأ ْو ِم ْن َو َر ِاء -1قو ُله تعالىَ :
و َما ك َ
ِح َج ٍ
اب[ الشورى.]51:
-2وقو ُله :ك ََّل إِن َُّه ْم َع ْن َر ِّب ِه ْم َي ْو َم ِئ ٍذ َل َم ْح ُجو ُبونَ[ المطففين.]15:
جاب، فيكش ُ ِ
ُدخ ْلنا الجنَّ َة وتُنجنا ِمن الن َِّار؟ قالِ :
تُبي ْض وجوهنا؟ أ َلم ت ِ
ف الح َ ِّ ْ َ ِّ
ٍ ب إليهم ِمن الن ِ
رواية :وزاد: عز َّ
وجل ،وفي َّظر إلى ر ِّبهم َّ فما ُأع ُطوا شي ًئا َ
أح َّ
ثم تال هذه اآلي َة :لِ َّل ِذي َن َأ ْح َسنُوا ا ْل ُح ْسنَى َو ِز َيا َدةٌ[ يونس.(((»]26 :
َّ
ِ
القيامة»(((. مون بذلك ،بل هو أعلى ِ
نعيمهم يو َم الن ِ
َّظر إليه تعالى ،ف ُين َّع َ
الح ْق ُو
الح ْج َز ُة َو َ
ُ
ِ
حيحة.الص ِ ِ ِ ِ
بالسنَّة َّ
صفتان ذات َّيتان ،ثابتتان ُّ
الدَّ ُ
ليل:
وص َلها، آخذ ٌة بحجز َِة الر ِ ِ
«إن الر ِحم ِشجنَ ٌة ِ
حمن؛ يص ُل َمن َ َّ ُ ْ حديثْ َ َّ َّ : ُ -1
ويق َط ُع َمن ق َط َعها»(((.
فلما َفر َغ منه، حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه« :خ َلق الل ُه َ
الخ ْل َقَّ ، ُ -2
ِ الر ِح ُم َ ِ
العائذ َ
بك الرحمنِ ،فقالَ :م ْه! قالت :هذا َمقا ُمفأخ َذ ْت بِ َح ْق ِو َّ قا َمت َّ
ِ
القطيعة.(((»... ِمن
ِ
اإلزار َ
وشدِّ ه. موضع ِ
عقد والح ْقو والحجزةُِ :
ُ ُ ْ َ ُ
الر ِح َم َ
أخ َذ ْت «إن َّ
ِ
الحديثَّ : ديني« :وفي
الم ُّ ُ
الحافظ أبو موسى َ قال
وإجراؤه على ثم قال: ِ ِ الر ِ ِ
ُ تفسيرين للحديثَّ - -ثم ذكَر
حمن» َّ بح ْج َزة َّ
ُ
ِ
ظاهره َأ ْولى»(((.
أن هذا شيخ اإلسال ِم -رحمه الله -في رده على الرازي في ِ
زعمه َّ «قال ُ
َّ ِّ ِّ
يجب تأوي ُله:
ُ المتقدِّ َم) َ
حديث أبي ُه َرير َة ُ َ
الحديث( :يعني:
ِ ِ قال له :بل هذا ِمن
ِّزاع فيه
نظيره ،والن ُ األخبار ا َّلتي ُي ُّ
قرها َمن ُيق ُّر َ قال :ف ُي ُ
تخصه :ال ِ ٍ واك أنَّه ال بدَّ فيه ِمن الت ِ كالنِّزا ِع في ِ
نظيره؛ فدَ ْع َ
تص ُّح. حجة ُ ُّ
َّأويل بال َّ
ِ ِ ِ ِ
األئم ُة
نص َّ الصفات ،ا َّلتي َّ ُ
الحديث في الجملة من أحاديث ِّ وقال :وهذا
ِ
وغيره
ابي ُعلى أنَّه ُي َم ُّر كما جاء ،ور ُّدوا على َمن نفى ُموج َبه ،وما ذكَره الخ َّط ُّ
لمه؛ حيث لم يب ُل ْغه فيه ب ِع ِ بحس ِ ِ
تأو ُل باالتِّفاق ،فهذا َ
مما ُي َّ َ
الحديث َّ َّ
أن هذا
أحاديث الص ِ
فات ا َّلتي ت َُم ُّر كما جا َء ْت. ِ ِ
العلماء أنَّه ج َعله ِمن أح ٍد ِمن
ِّ عن َ
أن ِ
لله َح ْق ًوا. َّصديق بهَّ :
ب الت ٍ
حامد :ومما ِ
ُ يج ُ َّ قال اب ُن
ِ ِ ِ ِ
حديث أبي وذيَ :قر ْأ ُت على أبي عبد الله كتا ًباَ ،ف َم َّر فيه ذ ُ
كر الم ُّر ُّ
قال َ
الر ِح َم ،حتَّى إذا َفر َغ
«إن الل َه خ َلق َّ َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمَّ : ُه َرير َة ِ
عن الن ِّ
َ
تكون أخاف أن
ُ رأسه ،وقال:
ث َ المحدَّ ُ
حمن» ،فر َفع ُ الر ِ أخ َذ ْت بِ َح ْق ِو َّ
منها َ
الله :هذا َج ْه ِم ٌّي.
عبد ِ ك َفر َت ،قال أبو ِ
ْ
عم ٍ
ار، ِ
حديث هشا ِم ِ سأ ُل عن عبد ِ
الله ُي َ سمع ُت أبا ِ ِ ٍ
بن َّ طالبْ : وقال أبو
بالر ِ ِ حديث ِ أنَّه ُق ِر َئ عليه
حمن تعالى،»... الرح ِم« :تَجي ُء يو َم القيامة ف َت َع َّل ُق َُّ َّ
قلت :فما
شامي ،ما له ولهذا؟ ُ
ٌّ تكون قد ك َف ْر َت ،فقال :هذا
َ أخاف أن
ُ فقال:
ٍ
حديث على ما جاء. كلتقول؟ قال :يمضي ُّ
ُ
ظاهره،ِ ِ
الخبر على حمل هذاغير ُممتنِ ٍع ُ
وقال القاضي أبو َي ْعلى :اع َل ْم أنَّه ُ
ضَّ ، ِ
الجارحة وال َب ْع ِ ذات ،ال على ِ وأن (الح ْقو) و(الحج َزةَ) صف ُة ٍ
وأن وجه ُ ْ َّ َ َ
ُطل ُق ذلك تسمي ًة ِّصال والمماس ِة ،بل ن ِ
وجه االت ِ آخذ ٌة بها ،ال على ِ الر ِحم ِ
ُ َّ َّ َ
َ
الحديث الله -رحمه الل ُه -هذا شيخنا أبو ِ
عبد ِ رع ،وقد ذكَر ُ كما أط َلقها َّ
الش ُ
ظاهر كال ِم أحمدَ .
ُ ِ
بظاهره ،وهو في كتابِهَ ،
وأخ َذ
أن ِ
الحديث َّ ظاهر هذا واضح ،وليس بحاجة إليه؛ فهو ٍ خال منه ،وليس هو ٍ
ُ ٌ
مما ُيصن َُع ِمن ِ إزارا وردا ًء ِمن ِج ِ
نس األُ ُز ِر واألَ ْرد َية ا َّلتي يل َب ُسها الن ُ
َّاسَّ ، لله ً
ِ
الح ُّد
َ
السن َِّة ،وال ِ
الكتاب وال في ُّ (الحدِّ ) ال إثباتًا وال نف ًيا ،ال في
لفظ َلم َي ِر ْد ُ
ِ
إطالقه على ِ
الله أع َلم أحدً ا ِمن السلف أثبتَه صف ًة ِ
لله ،لكن اخت َلفوا في َ َّ ُ َ
ثات
المحدَ ُ
الت ُ
جم ُ
الم َ ُ
إطالق هذه ُ شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة« :إذا ُمنِ َع
قال ُ
الس ِ
بيل»(((. االستفسار والت ُ ِ
واإلثبات ،وو َقع في الن ِ
َّفصيل ،تب َّي َن سوا ُء َّ ُ َّفي
ِ
الكتاب فظ لم نُثبِ ْت به صف ًة زائد ًة على ما في
شيخ اإلسال ِم« :هذا ال َّل ُ
قال ُ
لخ ْل ِقه،
الر ِّب تعالى و ُمبا َينتِه َ ِ والسن َِّة ،بل بينَّا به ما ع َّطله المبطِ َ ِ
لون من وجود َّ ُ َّ ُّ
بوت حقيقتِه»(((.
و ُث ِ
ٍ
محدود ،فإنَّها كلم ٌة ِ
كالجس ِم ،لم ِتر ْد يخ اب ُن ُع َث ْيمين« :أ َّما كلم ُة الش ُ
وقال َّ
رآن ،وال في السن َِّة ،وال في كال ِم الص ِ
حابة ،ال نف ًيا وال إثباتًا ،وور َد ْت في ال ُق ِ
َّ ُّ
بعض أن َ ِ
اإلقرار ،يعنيَّ : األئم ِة في
بعض َِّ ِ
اإلنكار ،وعن األئم ِة في
بعض َّ ِ عن
أنوبعضهم أنك ََر ذلك ،والحقيق ُة َّ َ إن الل َه محدو ٌد ،أو له َحدٌّ ، األئم ِة قالواَّ :
َّ
الح ِد ُ
يث َ
ِ
كالقول. عز َّ
وجل، صف ٌة ذاتي ٌة ِفعلي ٌة ِ
لله َّ َّ َّ
ان ُظ ْر :صف َة (الكال ِم).
ف
الح ْر ُ
َ
ان ُظ ْر :صف َة (الكال ِم).
الح َر َك ُة
َ
ِ
واإلتيان إثبات الن ِ
ُّزول ُ والسن َِّة ،و ُيغني عنه ِ
الكتاب ُّ لم ِير ْد هذا ال َّل ُ
فظ في
ونحو ذلك.ِ والم ِ
جيء، َ
(الح َرك َِة) ،هلَ ُ
«لفظ: شرح حديث الن ِ
ُّزول: ِ شيخ اإلسال ِم في قال ُ
وغيرهم ِمنُ سل َ
مون، ف الله بها أم يجب نفيه عنه؟ اختلف فيه الم ِ
ُ ُ ُ يوص ُ ُ َ
ِ ِ ِ ِ الم َل ِل ِمن ِ
أهل ِ وغير ِ ِ ِ
الفلسفة وأهل وأهل الكال ِم الحديث أهل أهل الم َل ِلُ ،
ِ
األربعة األئم ِة ِ أقوال ،وهذه ال َّثالث ُة موجود ٌة فيِ وغيرهم على ِ
أصحاب َّ ثالثة
وغيرهم»(((. ِ ِ
أصحاب اإلما ِم أحمدَ ِمن
ِ
والفالسفة المتك ِّلمي َن ِ شرع -رحمه الله -في ِذ ِ
كر معنى الحركة عند ُ ثم َ
َّ
َّاس الحركة ...إلى أن قال« :والمقصو ُد هناَّ :ِ وأصحاب َأ ِر ْس ُطو ،وأنوا ِع
ِ
أن الن َ
الموصوف ِمن
ِ تتناول ما يقوم ِ
بذات ُ ُ الحركة العا َّم ِة ا َّلتي
ِ عون في ِج ِ
نس ِ
متناز َ
ِ
واالستواء والفر ِح ،وكالدُّ ن ُِّو وال ُق ْر ِ
ب، والرضا كالغض ِ األمور االختيار َّي ِة؛
ِ
َ ب ِّ َ
وغير ذلك ،على ِ
ثالثة واإلحسان ِِ المتعدِّ َي ِة؛ َ
كالخ ْل ِق ِ ِ
والنُّزول ،بل واألفعال ُ
ٍ
أقوال:
أول َمن ُع ِر َ
ف به وبكل معنًى ...وهذا ُ
قول َمن َينفي ذلك ُمط َل ًقا ِّ
أحدُ هاُ :
والم ِ
عتزل ُة... الجهم َّي ُة ُ
هم َ
وغيرهم ِمن
ِ الهشام َّي ِة والك ََّرام َّي ِة،
قول ِإثبات ذلك ،وهو ُ
ُ ُ
والقول ال َّثاني:
ِ
الحركة... أهل الكال ِم ،ا َّلذين صرحوا ِ
بلفظ ِ
طوائف ِ
َّ
كتاب ِ
نقضه على ِ ِ
الحركة في إثبات ِ
لفظ ارمي ٍ ُ
َ عثمان ب ُن سعيد الدَّ ُّ وذك ََر
حرب ِ
والحديث ،وذك ََره السن َِّة قول ِ
ونص َره على أنَّه ُ بِ ٍ
ُ أهل ُّ يسيَ ، المر ِّ
شر ِّ
السن َِّة واأل َث ِر -عن ِ
أهل مذهب ِ
أهل ُّ َ ماني َ -ل َّما ذكَر َ
إسماعيل الك َْر ُّ ب ُن
ممن ِلق َي منهم على ذلك :أحمدَ ب َن َح ٍ
نبل، ِ ِ
السنَّة والحديث قاطب ًة ،وذك ََر َّ ُّ
ٍ
منصور، الزب ِير الحم ِ
يد َّي ،وسعيدَ ب َن وإسحاق ب َن ر َاه َو ْي ِه ،وعبدَ ِ
َ
ُ َ الله ب َن ُّ َ َ
حامد ِ
وغيره. ٍ عبد ِ
الله ِ
بن قول أبي ِ وهو ُ
ِ
رسائله كثير ِمن
شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّي َة -رحمه الله -في ٍ
وقد تك َّل َم ُ
الحق
ُّ أقوال الن ِ
َّاس فيها ،وما هو َ ِ
الحركة ،وب َّي َن ِ
مسألة في الص ِ
فات على ِّ
جز َم بإثباتِها ،ومنهم َمن تو َّق َ
ف ،ومنهم َمن وأن ِمن الن ِ
َّاس َمن َ ِمن ذلكَّ ،
الله ِ
أفعال ِ والسنَّ ُة ِمن
الكتاب ُّ
ُ أن ما َّ
دل عليه واب في ذلك َّ
والص ُ جز َم بن ِ
َفيهاَّ ، َ
((( «مجموع الفتاوى» ( ،)578-575/5وانظر كال َمه رحمه الله في «االستقامة» (.)78-70/1
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
148
يب ِ
الحس ُ
َ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ ثابت
اسم له ٌ
يب ،وهو ٌ
ِ
الحس ُ عز َّ
وجل بأنَّه َ ف الل ُه َّ
يوص ُ
َ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
َان َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َح ِسي ًبا[ النساء.]86:
-1قو ُله تعالى :إِ َّن الل َه ك َ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
الح ِف ُّي
َ
ِ
العزيز. ِ
بالكتاب وجل بأنَّه َح ِف ٌّي ،وهذا ٌ
ثابت عز َّ
ف الل ُه َّ
يوص ُ
َ
الدَّ ُ
ليل:
َان بِي َح ِف ًّيا
الم َع َل ْي َك َس َأ ْس َت ْغ ِف ُر َل َك َر ِّبي إِ َّن ُه ك َ
قو ُله تعالىَ :ق َال َس ٌ
[مريم.]47 :
الح ُّق
َ
ثابت
اسم له ٌ
الحق ُسبحانَه وتعالى ،وهو ٌ
ُّ عز َّ
وجل بأنَّه ف الل ُه َّ يوص ُ
َ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
-1قو ُله تعالىَ :ذلِ َك بِ َأ َّن الل َه ُه َو ا ْل َح ُّق [ الحج.]6 :
المتح ِّق ُق كونُه ووجو ُده، ِ قال َقوام السن َِّةِ :
الحق ،وهو ُ
أسمائه تعالىُّ : «ومن َّ ُ ُّ
حق»(((.
صح وجو ُده وكونُه فهو ٌّ ٍ ُّ
وكل شيء َّ
ِ
األثير(((. ِ
وبنحوه قال اب ُن
ِ
الوجود، واجب «الحق في ذاتِه وصفاتِه؛ فهو
ُّ السعدي: العلم ُة
وقال َّ
ُ ُّ
ٍ
لشيء ِمن ُّعوت ،وجو ُده ِمن لواز ِم ذاتِه ،وال وجو َد
فات والن ِ كامل الص ِ ُ
ِّ
ِ
والكمال بالجالل والجم ِ
ال ِ ِ
األشياء َّإل به؛ فهو ا َّلذي لم َيز ْل وال ُ
يزال
َ
حق ،وفِع ُله ٌّ
حق، ِ
باإلحسان معرو ًفا ،فقو ُله ٌّ موصو ًفا ،ولم َيز ْل وال ُ
يزال
الح ْق ُو
َ
(الح ْج َز ِة).
ان ُظ ْر صف َةُ :
الحك َُم
َ
ان ُظ ْر صف َة( :الحاك ِم).
ِ
الحك َْم ُة
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ (الحكيم) الثابت ِ عز َّ
وجل ،من اسمه َ
ِصف ٌة ذاتي ٌة ِ
لله َّ َّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ِ
بأفضل العلو ِم»(((. ِ
األشياء ِ
أفضل الح ِ
كمة ،وهي معرف ُة وقيل :الحكيم ذو ِ
ُ
ِ
الح ْل ُم
ِ
أسمائه اسم ِمن والسن َِّة، ِ صف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة له
ليم) ٌ
و(الح ُ
َ بالكتاب ُّ
تعالى.
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
وف َو َم ْغ ِف َر ٌة َخ ْي ٌر ِم ْن َصدَ َق ٍة َي ْت َب ُع َها َأ ًذى َوالل ُه
-1قو ُله تعالىَ :ق ْو ٌل َم ْع ُر ٌ
ِ ِ
يم[ البقرة.]263 : َغن ٌّي َحل ٌ
-2وقو ُله :إِ َّنه ك َ ِ
يما َغ ُف ً
ورا[ فاطر.]41 : َان َحل ً ُ
ألخ َذهم بالعقوبة؛ رجا َء أن يتُوبوا ،ولو شاء َ ِ عاج ْلهمأمه َلهم ولم ُي ِ
حيث َ
آثارها عليهاِ ،من ُّب ِ نوب تقتضي ترت َ الذ َ فإن ُّ
صدورها منهم؛ َّ ِ بذنوبِهم َ
فور
لمه ُسبحانَه هو ا َّلذي اقتضى إمها َلهم؛ ِ ِ ِ ِ
تنوعة ،ولك َّن ح َ الم ِّالعقوبات العاجلة ُ
َّاس بِ َما ك ََس ُبوا َما ت ََر َك َع َلى َظ ْه ِر َها ِم ْن ِ
و َل ْو ُي َؤاخ ُذ الل ُه الن َ
كما قال تعالىَ :
اد ِه
َان بِ ِعب ِ ٍ ِ
َدا َّبة َو َلك ْن ُي َؤ ِّخ ُر ُه ْم إِ َلى َأ َج ٍل ُم َس ًّمى َفإِ َذا َجا َء َأ َج ُل ُه ْم َفإِ َّن الل َه ك َ َ
َب ِص ًيرا.(((»
الح ِم ُيد
َ
اسم
و(الحميدُ ) ٌ
َ الحميدُ ،وهو صف ٌة ذات َّي ٌة له،
وجل بأنَّه َعز َّ
ف الل ُه َّ
يوص ُ
َ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ ثابت ِ
أسمائهٌ ، ِمن
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
وا ْع َل ُموا َأ َّن الل َه َغنِ ٌّي َح ِميدٌ [ البقرة.]267 :
-1قو ُله تعالىَ :
المعنى:
«الحميدُ ِمن صفاته ُسبحانَه ِ
العرب»َ :
ِ
«لسان ٍ
منظور في -1قال اب ُن
ٍ
مفعول». فعيل بمعنى كل ٍ
حال ،وهو ٌ ِ
المحمود على ِّ وتعالى بمعنى
األثير« :الحميدُ :المحمود ا َّلذي استح َّق الحمدَ ِبف ِ
عله، ِ -2وقال اب ُن
َ ُ َ
ٍ
مفعول»(((. وهو ٌ
فعيل بمعنى
ان (بمعنى الر ِ
الحنَ ُ
حمة) َّ َ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ عز َّ
وجل ِصف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
لله َّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
َاب بِ ُق َّو ٍة َوآ َت ْينَا ُه ا ْل ُحك َْم َصبِ ًّيا * َو َحنَانًا ِ
قو ُله تعالىَ :يا َي ْح َيى ُخ ْذ ا ْلكت َ
َان ت َِق ًّيا[ مريم.]13-12 :
ِم ْن َلدُ نَّا َو َزكَا ًة َوك َ
ورواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (/176/13رقم )16039من طريق عبد األعلى بن
عبد األعلى عن محمد بن إسحاق به.
ورجال إسناده ثقات ،عدا عبيد الله بن المغيرة ،قال عنه الحافظ في «التقريب»« :صدوق»،
صرح بالتَّحديث.
ومحمد بن إسحاق َّ
قال الحاكم في «المستدرك» ( :)585/4هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم
يخرجاه ،وسكت عنه الذهبي ،وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة» ( :)62/8رواه
السفارييني في «لوائح األنوار» (،)238/2
ثقات ،وصحح إسناده َّ
أحمد بن منيع ،ورواته ٌ
وحسنه الوادعي في «الشفاعة» (ص .)159
َّ
مختصرا ( )4280بدون الشاهد ،وصححه األلباني في (صحيح
ً والحديث رواه ابن ماجه
دري رضي سنن ابن ماجه) ،وأصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأبي سعيد ُ
الخ ِّ
الله عنهما.
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
158
(الض ِ
رير) ،عن هشا ِم سل ٍم عن أبي ُمعاوي َة َّ
القاسم ب ُن َّ وروى أبو ُع ٍ
بيد
ُ َ
وحنا َن ْي َك ،وهذا إسنا ٌد ِ ِ
بن ُعروةَ ،عن أبيه :أنَّه كان ُ
يقول في تلبيته :ل َّب ْي َك ر َّبنا َ
ِ
بالمدينة ،قال هاء الس ِ
بعة صحيح ،وعرو ُة بن الزب ِير تابعي ثق ٌة ،أحدُ ال ُف َق ِ
َّ َ ٌّ ُ ُّ َ ٌ
َّانِ :من
األعرابي ،أنَّه قال :الحن ُ
ِّ عن ِ
ابن اس ِ
«روى أبو الع َّب ِ
األزهريَ :
ُّ وقال
ِ
َّخفيف:- الرحي ِم ،قال :والحن ُ
َان -بالت ِ ِ ِ ِ
أسماء الله -بتشديد النُّون -بمعنىَّ :
الهيب ُة ،والحن ُ
َان: َان :البرك ُة ،والحن ُ
َانَ : الر ْز ُق ،والحن ُ الرحم ُة ،قال :والحن ُ
َانِّ : َّ
الو َق ُار»(((.
َان :الرحم ُةِ ،
والف ُ األزهري« :وقال ال َّل ُ
عل التَّحنُّ ُن ،قال: يث :الحن ُ َّ ُّ ثم قال
َّ
و َحنَانًا ِم ْن َلدُ نَّا، ِ
حيم بعباده ،ومنه قو ُله تعالىَ :
الر ُ َّان المن ُ
َّان َّ والل ُه الحن ُ
ِ َّان ِمن
أسماء ِ
الله تعالى، األزهري) :والحن ُ
ُّ أي :رحم ًة ِمن لدُ نَّاُ ،
قلت (أي:
ِ
مشايخنا أنك ََر التَّشديدَ بعض
صحيح ،وكان ُ ُّون ِ
بتشديد الن ِ جاء على ف َّع ٍ
ال
ٌ
ِ
صفات ِ
الله الحني ُن ِمن َ فاستوح َش أن الحنِ ِ
يكون َ َ ين، ب به إلى َ
ذه َ
فيه؛ ألنَّه َ
واسع»(((.
ٌ باب ال ق ْب َل الس ِ
ؤال» ،وهذا ٌ َّان ا َّلذي يبدَ ُأ بالن ََّو ِ
والمن َ
ُّ
ُفاة الص ِ
فات: وقال ابن القي ِم رادا على ن ِ
ِّ ًّ ُ ِّ
ـــف يـــدَ ِ ـــم ٌع َو َل َب َص ٌر ِ
ان َو َل َو ْجـــ ٌهَ ،ف َك ْي َ َ « َقا ُلواَ :و َل ْي َس ل َر ِّبنَا َس ْ
ـــة وحن ِ
َـــان َ َ
ر ٍة وإِراد ٍة َأو رحم ٍ
َ َ َ َ ْ َ ْ َ ـــس لِ َر ِّبنَـــا ِمـــ ْن ُقدْ َـــذ َ
اك َل ْي َ َوك َ
(((
ات ُم َج َّر َد ٍة بِ َغ ْي ِر َمعانِي»
ِســـوى َذ ٍ
َ
ـــف ي ُقـــوم بِ ِ
ـــه ُ ك ََّل َو َل َو ْص ٌ َ
فائدةٌ:
ِ
األحاديث، ِ
بعض ِ
لوروده في عز َّ
وجل؛ َّان) اسما ِ
لله َّ بعضهم (الحن َ
أث َب َت ُ
ً
ِ
األحاديث: وفي ذلك ن َظر؛ لعد ِم صحتِهاِ ،
ومن هذه َّ ٌ
صحيح،
ٌ ٌ
حديث ٌ
قرآن وال االسم لم ِير ْد به
ُ العربي« :وهذا
ِّ وقال اب ُن
وتأولوه، أن جماع ًة ِمن الن ِ
َّاس قبِلوه َّ عو ُل عليهَ ،
غير َّ ٍ
طريق ال ُي َّ وإنَّما جاء ِمن
َّأويل والو ْع ِ و َك ُث َر إيرا ُده في ِ
ظ»(((. كتب الت ِ َ
اء ِ
االست ْح َي ُ
اء َو ْ
الح َي ُ
َ
ِ
أسمائه تعالى. و(الح ِي ُّي) ِمن والسن َِّة، ِ عز َّ
وجل ،ثابت ٌة ِصف ٌة ِ
َ بالكتاب ُّ لله َّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ِ
خائبتين»(((. فرا ِ
ُير َّدهما ص ً
ِ
االستحياء ِمن الس َل ِ
الحس ِن ُم َّ
حمدُ ب ُن َ ف :اإلما ُم أبو َّ وممن أث َبت صف َة
َّ
شيخ اإلسال ِم((( موافِ ًقا له. َرجي ،فيما ن َق َله عنه ُ ِ ِ ِ
عبد الملك الك ُّ
وقال اب ُن الق ِّي ِم:
ِ
العصي ِ ِعنْـــدَ التَّجاه ِ ِ
ان ـــر منْـــ ُه بِ ْ َ َ ُ الح ِي ُّي َف َل ْي َ
ـــس َي ْف َض ُح َع ْبدَ ُه «و ُهو َ
َ
ِ
احب ال ُغ ْفر ِ ِ َل ِكنَّـــه ي ِ
لقـــي َع َل ْيـــ َه َســـت َْر ُه
ان» َف ُه َو َّ
الســـت ُير َو َص ُ ُ ُ
(((
َ
ِ
كحياء ليق به ،ليس وصف َي ُ «وحياؤه تعالى الش ِ
رح: اس في َّ
ٌ ُ الهر ُقال َّ
عاب ِ وانكسار يعتري َّ المخلوقي َن ا َّلذي هو تغ ُّي ٌر
خص عند خوف ما ُي ُ الش َ ٌ
وكر ِمه، ِ ِ ِ
ب مع َسعة رحمته ،وكمال ُجوده َ
ِ
يتناس ُ
ترك ما ليس َ أو ُي َذ ُّم ،بل هو ُ
ٍ
شيء إليه أفقر ِ ِ ِ ِ وعظي ِم َع ِ
فوه وحلمه؛ فالعبدُ ُيجاه ُره بالمعصية مع أنَّه ُ
ِ ِ ِ ِ
كمال وأض َع ُفه لديه ،ويستعي ُن بنعمه على معصيته ،ولك َّن َّ
الر َّب ُسبحانَه مع
ْك ِس ِتره وفضيحتِه ،فيست ُُره بما ُيه ِّي ُئهِغناه وتما ِم قدرتِه عليه يستحي ِمن هت ِ
َ ُ
أسباب الس ِتر ،ثم بعد ذلك يعفو عنه ِ له ِمن
ويغف ُر»((( اهـ. َّ ِ َّ
ِ
يث :الحيا ُء ِمن االستحياء ،ممدو ٌدُ ...
قلت: األزهري« :وقال ال َّل ُ ُّ وقال
ٍ فالن يستحيٍ ، ِ ِ ِ
واحدة، بياء استحى ٌ َ َ لغتانُ :يقال: الحرف وللعرب في هذا
رآن َنزل بال ُّل ِ
غة التَّا َّم َة( ،يعني ال َّثاني َة)»(((. فالن يست َْح ِيي ،بيا َء ْي ِن ،وال ُق ُ
واست َْح َيا ٌ
ٍ ِ ِ
يثي« :في هذايخ اب ُن ُع َث ْيمين في شرحه لحديث أبي واقد ال َّل ِّالش ُ
قال َّ
كحياء المخلوقي َن ،بل هوِ عز َّ
وجل ،ولكنَّه ليس ِ
الحياء ِ ِ
لله َّ إثبات
ُ الحديث
َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم: عز َّ ليق ِ ِ
وجل ،وقد قال الن ُّ بالله َّ الكمالَ ،ي ُ حيا ُء
والل ُه ال َي ْست َْح ِيي ِم ْن ا ْل َح ِّق ،والل ُه (إن الل َه َح ِي ٌّي ٌ
كريم) ،وقال الل ُه تعالىَ : َّ
فة ،لكن ليس ِم ْث َل المخلوقي َن»(((. ف بهذه الص ِ
ِّ يوص ُ
ُسبحانَه وتعالى َ
ابن ِ
الحافظ ِ ِ
تأويل بل علىالش ِ
علي ِّ َعليق َّ
الش ِ ُ
يخ ٍّ الشيخ اب ُن باز ت َ أقر
وقد َّ
ِ
واإلعراض ِ
باالستحياء ف ر ُّبنا ُسبحانَه وتعالى«يوص ُ حج ٍر ،الذي ُ
يقول فيه
َ َ
الل ِئق ِ
الوجه َّ ٍ ِ ِ
ص فيه ،بل على الشرع َّية -على وجه ال َن ْق َ
ُّصوص َّ -كما في الن
يجوز تأوي ُلهما ِ
بغير ُ ٍ
تمثيل ،وال ٍ
تحريف وال ٍ
تعطيل ،وال ٍ
تكييف وال ِمن ِ
غير
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
-1قو ُله تعالى :الل ُه ال إِ َل َه َّإل ُه َو ا ْل َح ُّي ا ْل َق ُّيو ُم[ آل عمران.]2 :
وت ََوك َّْل َع َلى ا ْل َح ِّي ا َّل ِذي ال َي ُموت[ الفرقان.]58 :
-2وقو ُلهَ :
َ
يموتون»(((. واإلنس
ُ يموتِ ،
والج ُّن ُ الح ُّي ا َّلذي ال
أنت َ
َ
لمه و ُقدرتِه»(((.
كع ِ
الله؛ ِ ِ
صفات ِ شيخ اإلسال ِم« :كال ُمه وحياتُه ِمن
قال ُ
الخبِ ُير
َ
ِ
أسمائه و(الخبير) ِمن والسن َِّة، ِ عز َّ ِصف ٌة ذاتي ٌة ،ثابت ٌة ِ
ُ بالكتاب ُّ وجل لله َّ َّ
تعالى.
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ِ ِ
-1قو ُله تعالىَ ... :ق َال َن َّب َأني ا ْل َعل ُ
يم ا ْلخَ بِ ُير[ التحريم.]3 :
الخبير»(((.
ُ ُخبِريني أو َل ُيخبِ َرنِّي ال َّل ُ
طيف ال شي َء ،قالَ « :لت ْ
ِ
(الخبير): معنى
ُ
يكون(((. العالم بما كان وما
ُ -1
لع على حقيقتِه»(((. -2وقال الخ َّطابي« :هو العالم ب ُكن ِْه َّ ِ
الم َّط ُ
الشيءُ ، ُ ُّ
الل العسكري« :ال َفر ُق بين ِ ِ
أن ُ
الخ ْب َر هو والخ ْب ِرَّ :
ُ العل ِم َ ْ ُّ -3وقال أبو ه ٍ َ
حقائقها ،ففيه معنًى زائدٌ على ِ
العل ِم»(((. ِ ِ
المعلومات على لم ب ُكن ِْه ِ
الع ُ
الدَّ ُ
ليل:
ـم ِ قـول اللـه تعالـى :إِ َّن المنَافِ ِقيـن ي َخ ِ
اد ُع َ ُ
ـو َخاد ُع ُه ْ
ـون اللـ َه َو ُه َ َ ُ ُ
[النسـاء.]142:
أصوب :-بل
ُ َع َل ْيك ُْم َفا ْعتَدُ وا َع َل ْي ِه بِ ِم ْث ِل َما ا ْعتَدَ ى َع َل ْيك ُْم ،وقيل -وهو
ِ
بطريق الغير الش ِ
يء إلى ِ ُ
إيصال َّ المكر تسميتُه بذلك حقيق ٌة على بابِه؛ َّ
فإن
َ
والمخا َدع ُة.((( ».. َخ ٍّ
في ،وكذلك ال َكيدُ ُ
إثبات
ُ واب:
والص ُ
ارحَّ ، ليق ِمن َّ
الش ِ خطأ ال َي ُ ِ
صفات ِ
الله« :-هذا ٌ صف ًة ِمن
كسائر الص ِ الل ِئق به ُسبحانَه ِ وصف ِِ
فات، ِ ِّ الوجه َّ الله بذلك حقيق ًة على
ثل ِ َ ِ
فمن َمك ََر َمك ََر الل ُه به ،و َمن خا َد َععمله؛ َ العامل بم ِ َ وهو ُسبحانَه ُيجازي
ِ
والجماعة؛ السن َِّة قول ِ خا َد َعه ،وهكذا َمن َأ ْوعى َأ ْوعى الل ُه عليه ،وهذا ُ
أهل ُّ
المو ِّف ُق»(((. ِ ِ
فالز ْمه ت ُف ْز بالنَّجاة َّ
والسالمة ،والل ُه ُ َ
ِ ِ وس ِئل َّ
والخدا ِع كما قال الل ُه بالخيانة ف الل ُه يخ ال ُع َث ْيمين :هل َ
يوص ُ الش ُ ُ
اد ُع ُه ْم؟ فأجاب بقولِه:
ون الله وهو َخ ِ ِ
تعالىُ :ي َخاد ُع َ َ َ ُ َ
بكل ٍ
حال؛ إذ إنَّها َمك ٌْر في ف الل ُه بها أبدً ا؛ ألنها ذ ٌّم ِّ «أ َّما الخيان ُة فال َ
يوص ُ
َخانُوا الل َه ِم ْن َق ْب ُل َف َأ ْم َك َن ِمن ُْه ْم[ األنفال ،]71 :ولم ي ُق ْل :فخانَهم.
ِ
ُ
يكون َمدْ ًحا ،وال ف الل ُه تعالى به حي َن كالمك ِْرَ ،
يوص ُ داع فهو َ وأ َّما الخ ُ
ون اإلطالق؛ قال الله تعالى :إِ َّن المنَافِ ِقين ي َخ ِ
اد ُع َ ِ ِ
سبيل ف به على يوص ُ
َ ُ ُ ُ َ
الله وهو َخ ِ
اد ُع ُه ْم[ النساء.((( »]142 : َ َ ُ َ
ِ
(االستهزاء)؛ فإنَّه ُم ِه ٌّم ،وكال َم ِ ابن َج ٍ
وان ُظ ْر كال َم ِ
صفة بري فيرير ال َّط ِّ
(الم َلل). ِ حم ِد ِ َّ
إبراهيم في صفة َ َ بن الشيخ ِ ُم َّ
الخ ُّط
َ
(الك ِ
تابة). ان ُظر :صف َة ِ
ْ
الخ ْل ُق
َ
والسن َِّة ،وهي مأخوذ ٌة ً
أيضا ِ
بالكتاب ُّ وجل ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة
عز َّ ِصف ٌة ِ
لله َّ
و(الخل ِق).َّ ِ
(الخالق) اسم ْي ِه:
من َ
ِ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
(خ َل َق) ،أو ات عديدةً ،تار ًة ِ
بالف ِ
علَ : رآن مر ٍورد ْت هذه الصف ُة في ال ُق ِ
َّ ِّ َ
ومن ذلك:(الخل ِق)ِ ،
َّ ِ
(الخالق) أو ِ
باسمه: ِ
بمصدره ،وتار ًة
تجوز هذه
ُ والخ َّل ُق ،وال
َ الخالق
ُ صفات ِ
الله: ِ قال األزهريِ :
«ومن ُّ
وعز.
جل َّ لغير ِ
الله َّ والل ِم ِ ِ
باأللف َّ الصف ُة
ِّ
الش ِ
يء على ٍ العر ِ
مثال لم ُيس َب ْق إليه. ابتداع َّ
ُ ب: والخ ْل ُق في كال ِم َ
َ
ب على ضر َب ِ
ين: العر ِ
الخ ْل ُق في كال ِم َ
ْباريَ : وقال أبو َب ِ
كر ب ُن األَن ِّ
َّقدير. َ أحدُ هما :اإلنشاء على ٍ
واآلخ ُر :الت ُ مثال أبدَ َعه، ُ
الله َج َّل و َع َّزَ :ف َت َب َار َك الل ُه َأ ْح َس ُن ا ْل َخالِ ِقي َن :معناه:
قول ِوقال في ِ
المقدِّ ري َن»(((.
أحس ُن ُ
َ
ٍ
بشيء ِمن مخلوقاتِه ،بل ف
يوص ُ وقال في ِ
موض ٍع َ
آخ َر« :والل ُه تعالى ال َ
سلمي َن ِمن
وجمهور الم ِ
ِ ُ
أصول الس َل ِ
ف َّ
ِ صفاتُه قائم ٌة بذاتِه ،وهذا ُم َّط ِر ٌد على
ِ ِ ِ ِ السن َِّة ِ
واألرض ليس هو موات إن َخ ْل َق الله َّ
للس ويقولونَّ :
َ وغيرهم، أهل ُّ
مذهب الس َل ِ ِ ِ ِ
ف ِ َّ المخلوق ،ال س َّيما الخ ْل ُق ُ
غير بل َواألرضِ ، موات َن ْف َس َّ
الس
المنفصل ُة عنه»(((.
المخلوقات ُ
ُ ُ
والمخلوق هو به،
فالخ ْل ُق
نبليَ ...« :
الح ِّ الص ِ
غير َ وقد ن َق َل -رحمه الل ُهَ -
قول أبي َيعلى َّ
أصلنا،والمخلوق الموجود المخترع ،وهذا بِناء على ِ
ً ُ ُ َ ُ ُ صف ٌة قائم ٌة بذاتِه،
موصوف بها في ِ ِ وأن الص ِ
فات [النَّاشئ َة] ِ
القدَ ِم ،وإن كانت ٌ األفعال عن َّ ِّ
حيح»(((.
الص ُ المفعوالت ُمحدَ ث ًة»َّ ...،
ثم قال :وهذا هو َّ ُ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
يم َخلِ ًيل[ النساء.]125 : ِ
واتَّخَ َذ الل ُه إِ ْب َراه َ
قو ُله تعالىَ :
لشدَّ ِة
الله؛ ِ
خليل ِ
َ اآلية ِ
نفسها« :وإنَّما ُس ِّمي ِ ِ
تفسير وقال اب ُن ٍ
كثير في
وجل له ،لِ َما قام له ِمن ال َّطاعة ا َّلتي ُيح ُّبها و َيرضاها». مح َّب ِة ر ِّبه َّ
عز َّ
والخ َّل ِة ٌ
جائز عليها ال َك ْي ُ
ف.((( »... الخ ْل ِق ِمن المح َّب ِة ُ
َ
الدلِ ُ
يل الد َل َل ُة أو َّ
َّ
طريق الر ِ
شاد، ليل ،يدُ ُّل عبا َده و َيهديهم
وجل بأنَّه الدَّ ُ
عز َّ
ف الل ُه َّ
يوص ُ
َ َّ َ
(بفتح الدَّ ِ
ال ِ ليل :الهادي ،والدَّ الل ُة ِ
أسمائه تعالى ،والدَّ ُ ليل ِمن
وليس الدَّ ُ
وك ِ
َسرها) :الهداي ُة.
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
قو ُله تعالىَ :يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن َءا َمنُوا َه ْل َأ ُد ُّلك ُْم َع َلى تِ َج َار ٍة ُتن ِْجيك ُْم ِم ْن
اب َألِي ٍم[ الصف.]10 : َع َذ ٍ
قلت« :الهادي» من أسماء الله كما ذكر شيخ اإلسالم وكما سيأتي ،أما
ُ
صح عنه -فليس الدليل فليس من أسمائه تعالى وأ َّما دعا ُء اإلما ِم َ
أحمدَ -إن َّ
بصفة ِمن صفاتِه،
ٍ عز َّ
وجل ليل) ،إنَّما فيه منادا ُة ِ
الله َّ فيه تسمي ُة ِ
الله بـ( :الدَّ ِ
ِ دليل الحيارى ،كقولِ َك :يا فارج الهم ،ويا ِ
ونحو ف ال َغ ِّم،
كاش َ َ َ ِّ فقولك :يا َ َ َ
ِ
أسمائه تعالى ،والل ُه أع َل ُم. والكاشف ِمن
ُ الفارج ذلك ،وليس
ُ
الدن ُُّو
ُّ
ان ُظ ِر( :ال َّت َق ُّر َب).
ان
الد َّي ُ
َّ
اسم ان ا َّلذي يجازي عباده ِ عز َّ
وجل بأنَّه الدَّ َّي ُ
بعملهم ،وهو ٌ
َ َ ُ ف الل ُه َّيوص ُ
َ
ِ
حيحة. الص ِ
بالسنَّة َّ
ثابت ُّله ٌ
الدَّ ُ
ليل:
رسول ِ س ر ِضي الله عنه قالِ : حديث ِ
عبد ِ
الله ِ
الله ص َّلى َ «سم ْع ُت ُ بن ُأ َن ْي ٍ َ ُ
القيامة -أو قال :العبا ُدُ -عرا ًة ُغ ْر ًل ِ َّاس يو َم يقولُ :ي َ الل ُه عليه وس َّل َم ُ
حش ُر الن ُ
ٍ
سم ُعه
ثم ُيناديهم بصوت َي َ ُب ْه ًما ،قالُ :ق ْلنا :وما ُب ْه ًما؟ قال :ليس معهم شي ٌءَّ ،
ألح ٍد ِمن ِ
أهل ان ،وال ينبغي َ
من بعدَ كَما يسمعه من قرب :أنا ِ
المل ُك ،أنا الدَّ َّي ُ َ ُ َ ُ َ َ ُ َ
حق حتَّى أ ُق َّص ُه.(((».... أهل الجن َِّة ٌّ أح ٍد ِمن ِ يدخ َل الن ََّار وله عند َ الن َِّار أن ُ
َ
ثالث «إن إبراهيم لم ِ
يكذ ْب َّإل حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنهَّ :
ُ -1
َ
اثنتين في ِ
ذات اللهِ»(((. ِ ك ََذ ٍ
بات،
األنصاري
ِّ مقتل ُخ َب ٍ
يب ِ قص ِة ِ ُ
حديث أبي ُه َرير َة َرضي الل ُه عنه في َّ -2
َر ِضي الل ُه عنه((( ،وقو ُله:
الله َم ْص َر ِعي
َان فِي ِ َع َلى َأ ِّي ِش ٍّ
ـــق ك َ ـــت ُأ َبالِي ِحي َن ُأ ْقت َُل ُم ْس ِل ًما
«و َل ْس ُ
َ
الذ ِ بيان ِذ ِ
كر َّ «فصل في ِ
ٌ الذ ِ السن َِّة ً
فصل في َّ
ات»، ات ،فقال: أفر َد َق َّوا ُم ُّ
وقد َ
بعضهم :انق َط َع
الله :حقيقتُه ،وقال ُ ذات ِ العل ِمُ :أهل ِ
ثم قال« :قال قو ٌم ِمن ِ َّ
معرفة ذاتِه ،وقيل:
ِ ُ
العقول واألوها ُم في قت العلم دونَها ،وقيل :استغر ِ
َ ُ
ِ
ِ
باألبصار في باإلحاطة ،وال َمرئ َّي ٍة
ِ درك ٍَة ِ
ذات الله موصوف ٌة بالعل ِمُ ،
غير ُم َ ُ
إدراك ،بلٍ ِ
إحاطة ِ
اإليقان بال ِ
اإليمان على ِ
بحقائق ِ
دار الدُّ نيا ،وهو موجو ٌد
رئي مجهول ،وموجود غير م ٍ ٍ هو أع َل ُم بذاتِه ،وهو
درك ،و َم ٌّ ٌ ُ ُ َ غير
موصوف ُ
ٌ
ٍ
لي األعلى ،وعلى غير محاط به؛ ل ُقربِه ،كأنَّك تراهَ ،
يسم ُع و َيرى ،وهو ال َع ُّ ُ
ب ِ ِ ِ ِ
عن ظاهر في ُملكه و ُقدرته ،قد َح َج َ ٌ تبارك وتعالى،العرش استَوىَ ،
ُ
والعقول ال تُك ِّي ُفه، فالقلوب ِ
تعر ُفه، ُ الخ ْل ِق ُكنْ َه ذاتِه ،ود َّلهم عليه بآياتِه؛
َ
قدير»(((. ٍ محيط ،وعلى ِّ
ٌ ٍ وهو ِّ
كل شيء ٌ شيء بكل
(الله) إذا قيل :الحمدُ ِ
لله ،أو قيل :بس ِم ِ
الله، شيخ اإلسال ِم« :اسم ِ
وقال ُ
ُ
ٍ ِ مجرد ًة ِ ِ
مجرد ًة
الصفات ،وال صفات َّ عن ِّ يتناو ُل ذاتًا َّ يتناو ُل ذاتَه وصفاته ،ال َ َ
أن صفاتِه داخل ٌة
وغيره -على َّ ِ -كأحمدَ
َ السن َِّة
أئم ُة ُّ
نص َّ
عن َّ ِ
الذات ،وقد َّ ِ
متناقض؛
ٌ س ِ
األمر ،فهو كال ٌم ِ
الموجودة في َن ْف ِ الذ ِ
ات وإن أراد أنَّها زائد ٌة على َّ
إن الص ِ جرد ٌة حتَّى ُي َ ِ ألنَّه ليس في َن ْف ِ
فات زائد ٌة عليها، قالِّ َّ : ذات ُم َّ
األمر ٌ س
فات ،وال ي ِ
مك ُن ات َّإل بما به تصير ذاتًا ِمن الص ِ الذ ِ
مك ُن وجو ُد َّبل ال ي ِ
ُ ِّ ُ ُ
وجود ِ
أحدهما ِ فتخ ُّي ُل الذ ِ
اتَ ، صفات ِمن َّ
ٍ تصير وجود الص ِ
فات َّإل بما به
ُ ُ ِّ
اآلخ ِر عليه :تخ ُّي ٌل ٌ ِ
باطل»(((. زيادة َ اآلخ ِرَّ ،
ثم َ
دون َ
ِ
باألسماء ِ
واإلخبار عنه؛ فال ُيد َعى َّإل أيضا« :ويفر ُق بين ِ
دعائه ُ َّ وقال ً
ُ
يكون باس ٍم يكون باس ٍم س ِّي ٍئ ،لكن قد
ُ اإلخبار عنه ،فال
ُ الحسنى ،وأ َّما
ُ
بحسنِهِ ،م ُثل اس ِم :شيء ،وذات،
حس ٍن ،أو باس ٍم ليس بس ِّي ٍئ ،وإن لم ُيحك َْم ُ
َ
وموجود.(((»...
الذ ِ
ات إطالق ََّ أن «بعض الن ِ
َّاس ي ُظ ُّن َّ ُ يخ عبدُ ِ
الله ال ُغن ُ
َيمان: الش ُ
وقال َّ
وصف له ،في ِ كإطالق الص ِ
نك ُر ذلك بِنا ًء على ُ ٌ فات ،أي :إنَّه ِ ِّ على ِ
الله تعالى
األمر كذلك ،وإنَّما المرا ُد التَّفرق ُة
ُ ور َد ،وليس ُ
ويقول :هذا ما َ هذا ال َّظ ِّن،
قون هذا ال َّل َ
فظ؛ أنَّهم طل َ ِ
والموصوف ،وقد تبين مراد ا َّلذين ي ِ بين الص ِ
فة
ُ ُ َّ َ ِّ
وض َحه
إنكار عليهم في ذلك؛ كما َّ ِ
الموصوف وحقيقتَه ،فال ريدون َن ْف َس
َ ُي
َ
ابن الق ِّي ِم»(((. ِ
وتلميذه ِ شيخ اإلسال ِم
كال ُم ِ
ِ
وغيرها والكف واألصابِ ِع
ِّ كإثبات ِ
اليد ِ َّ
وجل عز الذرا ِع ِ
لله َّ وإثبات ِّ
ُ
عما تستح ُّقه»((( ،كما َّبو َب اب ُن أبي عاص ٍم في حيل صفاتِه ،وال ُي ِ
خر ُجها َّ ُي ُ
((( رواه أحمد في «المسند» ( ،)8410وابن أبي عاصم في «السنة» ( ،)611وابن ِح َّبان في
صحيحه ( ،)7486والحاكم في مستدركه (.)8760
ِ
قال الحاكم( :هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ لتوقيفه على أبي هريرة
الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» ( ،)431/11وصححه ُ رضي الله عنه) ،وصحح إسنا َده
األلباني في «صحيح الجامع» (.)3888
أي من كُتبه المطبوعة! ((( انظر« :فيض القدير» للمناوي ( ،)255/4ولم ِ
أجدْ كال َمه هذا في ٍّ
= ((( «إبطال التأويالت» (.)203/1
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
180
ِ
أحاديث الحديث ِمن
َ أجدْ َمن ج َع َل العلماء المعاصري َن لم ِ ِ وكذا ِمن
ُ
بن ِصدِّ يق حسن خان ِ
القن َّْو ِج ِّي؛ ين ِ وجدْ تُه ِمن كال ِم ِ
نور الدِّ ِ ِ
الصفات َّإل ما َ ِّ
ِ أن المرا َد بالج َّب ِاهر َّ
القه ُار ُسبحانَه وتعالى، ار في هذا الحديث َّ قال« :وال َّظ ُ
«واأل ْولى ُّويجريَ :ُّ يخ حمود الت تأويل»((( ،وكال ِم َّ
الش ِ ٍ يحتاج إلى
ُ والكال ُم ال
ار ،والل ُه بيان معنَى ذرا ِع الج َّب ِ ف في ِ الحديث كما جاء ،وتَر ُك التَّك ُّل ِ ِ إمرار
َ ْ ُ
بمراد رسولِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم». ِ أع َل ُم
فات: ِ
العلماء المثبِتين للص ِ فات ِمنأحاديث الص ِ
ِ وممن لم ي ُعدَّ ه ِمن
ُ َ ِّ ِّ َّ
واألزهري
ُّ إسحاق((( ،واب ُن ُقتَيب َة الدِّ ين ََو ِر ُّي(((،
َ وشيخه أبو ِ
بكر ب ُن ُ الحاكم(((،
ُ
ِ
حسن الع َّبا ُد(((.الم والش ُ
يخ عبدُ ُ هبي(((َّ ،
والذ ُّ ال ُّل ُّ
غوي(((َّ ،
ِ
بمراد بيان معنى ِذرا ِع الج َّب ِ
ار ،والل ُه أع َل ُم ف في ِ فاألَولى تَر ُك التَّك ُّل ِ
ْ ْ
رسولِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم.
ِّ
الذ َّم ُة
الله :عهدُ ه ،وميثا ُقه ،وأمانُه ،وضمانُه ،ورعايتُهِ ،
وحف ُظه ،وحمايتُه، ذم ُة ِ
َّ
ِ
حيحة. الص ِ عز َّ وهي ثابت ٌة ِ
وجل باألحاديث َّ لله َّ
الدَّ ُ
ليل:
حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعاَ « :من ص َّلى صالتَنا، ُ -1
وذ َّم ُة رسولِه، سل ُم ا َّلذي له ِذ َّم ُة ِ
الله ِ واستقب َل ِقبلتَنا ،وأك ََل ذبيحتَنا ،فذلك الم ِ
ُ َ
ُخفروا الل َه في ذ َّمتِه»(((.
فال ت ِ
الله َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعاَ « :من ص َّلى عبد ِ بن ِ ب ِ حديث ُجندُ ِ
ُ -2
ٍ
بشيء ف ُي ِ
دركَه ف َي ُك َّبه في بح فهو في ِذ َّم ِة ِ
الله ،فال َيط ُل َبنَّكم الل ُه ِمن ِذ َّمتِه الص َ
ُّ
ِ
نار جهن ََّم»(((.
ُ
األمان»(((. وقال اب ُن َح َج ٍر« :قو ُلهِ :ذم ُة ِ
الله :أي :ضمانُه ،وقيلِّ :
الذما ُم: َّ
الر ْأ َف ُة
َّ
ِ
بالكتاب ثابت اسمه( :الر ُؤ ِ
وف) ،وهو ٌ وجل ،وذلك ِمن ِ
عز َّ صف ٌة ثابت ٌة ِ
لله َّ
َّ
ِ
العزيز.
الدَّ ُ
ليل:
وف و َل ْوال َف ْض ُل ِ
الله َع َل ْيك ُْم َو َر ْح َم ُت ُه َو َأ َّن الل َه َرؤُ ٌ -1قو ُله تعالىَ :
يم[ النور.]20 : ِ
َرح ٌ
َج َع ْل فِي ُق ُلوبِنَا ِغ ًّل لِ َّل ِذي َن آ َمنُوا َر َّبنَا إِن ََّك -2وقو ُله تعالىَ :
وال ت ْ
رؤُ ٌ ِ
يم[ الحشر.]10 :وف َرح ٌ َ
وأبلغ ِمن الر ِ
حمة. ُ والرأف ُة أشدُّ
َّ َّ
الحج :إِ َّن الل َه بِالن ِ
َّاس ِ
سورة اآلية ِ 65منِ ِ
تفسير رير في قال اب ُن َج ٍ
ِّ
والرأف ُة أعلى معاني ٍ ِ يمَّ : َلر ُؤ ٌ ِ
«إن الل َه بجمي ِع عباده ذو رأفةَّ ، وف َرح ٌ َ
ِ
اآلخرة». ِ
ولبعضهم في الخ ْل ِق في الدُّ نيا،
حمة ،وهي عا َّم ٌة لجمي ِع َالر ِ
َّ
العاطف برأفتِه على ِ
عباده ،وقال ُ حيم
الر ُ ؤوف :هو َّ «الر ُ ابيَّ : وقال الخ َّط ُّ
وأر ُّقها ،و ُي ُ ِ
والرحم َة
صَّ ، أخ ُّالرأف َة َ
إن َّ قالَّ : الرحمة َ الرأف ُة أب َل ُغ َّ
بعضهمَّ : ُ
ُ الرأف ُة ِ ِ
تكون في الرحم ُة في الكراهة للمصلحة ،وال تكا ُد َّ ُ
تكون َّ أ َع ُّم ،وقد
موضع ال َف ْر ِق بينهما»(((. ِ
الكراهة ،فهذا
ُ
عز
الله َّ ِ
صفات ِ غة» (ِ :)238/15
«ومن «تهذيب ال ُّل ِ
ِ األزهري في وقال
ُّ
الرؤْ َي ُة
ُّ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ عز َّ
وجل الرؤي ُة صف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
لله َّ ُّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
-1قو ُله تعالى :إِنَّنِي َم َعك َُما َأ ْس َم ُع َو َأ َرى[ طه.]46 :
وس ْم ُع ِ ِ ُ ِ أث َبته الل ُه لنَ ْف ِسه في كتابِه؛ فرؤي ُة
تكون كرؤية المخلوقَ ، الخالق ال
أيضا
((( رواه البخاري ( ،)50ومسلم ( ،)9من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ،ورواه مسلم ً
عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
من حديث َ
((( رواه البخاري ( ،)2805ورواه مسلم ( )1903بلفظ« :ليراني الله».
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
184
المخلوق؛ قال الل ُه تعالىَ :ف َس َي َرى الل ُه َع َم َلك ُْم ِ كس ْم ِع ُ ِ
يكون َ الخالق ال
ِ ِ َ ُون ،وليس رؤي ُة ِ الم ْؤ ِمن َ
رسول كرؤية أعمال بني آ َد َم الله تعالى َو َر ُسو ُل ُه َو ُ
ؤية ي َق ُع على الجميعِ، الله ص َّلى الله عليه وس َّلم والمؤمنين ،وإن كان اسم الر ِ ِ
ُ ُّ َ َ ُ ُ
جل وتعالى عن أن ت لِ َم َت ْع ُبدُ َما ال َي ْس َم ُع َوال ُي ْب ِص ُرَّ ، وقال تعالى :يا َأب ِ
َ َ
أح ٍد ِمن َخ ْل ِقه َفع َله؛ فالله تعالى شيء ِمن َخ ْل ِقه صفتَه ،أو فِ ُ ٍ ُيشبِ َه صف ُة
عل َ
مواتِ الس ِ ِ تحت ال َّثرى ،وما َ
السفلى ،وما في َّ السابعة ُّاألرض َّ تحت َيرى ما َ
ِ
البحار جوف ِ بصره شي ٌء ِمن ذلك وال يخ َفى؛ يرى ما في غيب عن ِ ال ُعال ،ال َي ُ
ِ
أبصارهم، موات ،وبنو آ َد َم َير ْو َن ما ُقر َب ِمن
ِ ِ
و ُل َججها كما يرى ما في َّ
الس
ُ
يكون أح ٍد ِمن اآل َدم ِّيي َن ما در ُك َ
بص ُر َ أبصارهم ما يب ُعدُ منهم ،ال ُي ِ
ُ وال ت ِ
ُدر ُك
ف المعاني»(((. ِ
وتختل ُ حجاب ،وقد تت َِّف ُق األسامي
ٌ بينَه وبينَه
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
َاض َر ٌة * إِ َلى َر ِّب َها نَاظِ َرةٌ[ القيامة.]23-22 :
قو ُله تعالى :وجوه يوم ِئ ٍذ ن ِ
ُ ٌَْ َ
وصفات ،جاء بها كتا ُبه، تبارك وتعالى أسما ٌء ِ قال اإلما ُم َّ
ٌ افعي« :لله َ
الش ُّ
المؤمني َن َير ْو َن ر َّبهم يو َم
وأن ُوأخ َب َر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أ َّمتَه َّ ...
القم َر ليل َة ال َبدْ ِر.(((» ... ِ ِ
بأبصارهم كما َير ْو َن َ القيامة
((( رواه البخاري ( ،)554ومسلم (ِ ،)633من حديث َجرير بن عبد الله رضي الله عنه.
((( رواه مسلم (.)181
((( «طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (.)282/1
((( «رسالة إلى أهل الثغر» (ص .)237
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
186
ِ
رسول ِ
الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم، تواتر ْت عن ِ
في اآلخرة كثير ٌة جدًّ ا ،وقد َ
َ
ويسأ ُله أن وانشراح لها ،وك ُّلهم يرجو ر َّبه
ٍ ٍ
وارتياح بكل َق ٍ
بول وتل َّقاها أتبا ُعه ِّ
يكون ممن يراه في جن ِ
َّات عَدْ ٍن يو َم يلقاه»(((. َ َّ
الر ُبوبِ َّي ُة
ُّ
ِ
بالكتاب اسمه( :الرب) ،ال َّث ِ
ابت وجل ،وذلك ِمن ِ عز َّ ِصف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
لله َّ
َّ ِّ
عر ًفا ٍ ِ ٍ والسن َِّة في
ور َد فيهما بص َي ٍغ َعديدة؛ فتار ًة يأتي ُم َّ
مواضع عديدة ،وقدْ ََ ُّ
ِ ِ باأللِ ِ
(رب خاص بالله تعالى ،وتار ًة ُمضا ًفا ،م ُثلِّ : ٌّ (الر ُّب) ،وهو
واللم َّ ف َّ
المشر َق ْي ِن).
و(رب َ
ِّ العا َلمي َن)،
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
-1قو ُله تعالى :ا ْل َح ْمدُ لله َر ِّب ا ْل َعا َل ِمي َن[ الفاتحة.]2 :
الثة، ِ
األسماء ال َّث ِ ِ
واألمر بهذه الخ ْل ِق َ
ارتباط َ وقال اب ُن الق ِّي ِم« :وتأ َّم ِل
السعدا ُء ،وأ َق ُّروا له َط ْو ًعا بأنَّه الل ُه ا َّلذي ال إل َه ِ ِ
بصفة اإلله َّية ،فأ َّل َهه وحدَ ه ُّ
ب واإلناب ُة
والح ُّ
والخوف ُ
ُ َّإل هو ،ا َّلذي ال تنبغي العباد ُة والتَّوك ُُّل َّ
والرجا ُء
ين ،فأ َمرهم بإله َّيتِه ،وأعانهم وو َّف َقهم المل ِك ،وهو ِ
مل ُك يو ِم الدِّ ِ صفة ِِ
الدَّ ُ
ليل:
تحاج ِج الجن َِّة والن َِّار ،وفيه:
ُ حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه في
ُ -1
يضع الله تبارك وتعالى ِرج َله (وعندَ م ِ
سل ٍم: ِ
ُ ْ «فأ َّما النَّار فال تمتل ُئ حتَّى َ َ ُ َ
ُ
فتقولَ :ق ْط َق ْط.(((»... َقدَ َمه)،
اس ر ِضي الله عنهما ،قال« :الكُرسي ِ أثر ِ
موض ُع ال َقدَ ِ
مين، ُّ ُ ابن ع َّب ٍ َ ُ -2
أحدٌ َقدْ َره»(((. ِ ُ
والعرش ال َيقد ُر َ
وصفات جاء بها كتا ُبه، تبارك وتعالى أسما ٌء ِ قال اإلما ُم َّ
ٌ افعي« :لله َ
الش ُّ
َّبي ص َّلى ِ وأخ َب َر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أ َّمتَه َّ ...
وأن له َقدَ ًما ،بقول الن ِّ
الر ُّب فيها َقدَ َمه) يعني جهن ََّم .(((» ... الل ُه عليه وس َّل َم( :حتَّى َ
يض َع َّ
ِ
ظاهره، غير ممتنِ ٍع ُ
حمل هذا الخ َب ِر على الفرا ُء« :اع َل ْم أنَّه ُ
قال أبو َي ْعلى َّ
الر ْج ُل»(((. ِ ِ
وأن المرا َد به ( َقدَ ٌم) هو صف ٌة لله تعالى ،وكذلك ِّ
َّ
الر ِ
جل وال َقدَ ِم له ِ البر ُ الر ِ الش ُ
وقال َّ
إثبات ِّ
الحديث ُ اك« :في هذا حمن َّ يخ عبدُ َّ
الحديث على حقيقتِه، ِ لله ما جاء في هذا السن َِّة ُيثبِ َ
تون ِ ُسبحانَه وتعالىُ ،
وأهل ُّ
فات ،كما ُيثبِ َ تون سائر الص ِ
-سبحانَه وتعالى، تون اليدَ ْي ِن والعينَ ْي ِن له ُ كما ُيثبِ َ َ ِّ
عن ِ
ابن ع َّب ٍ
اس في ِ
المشهور ِ إن له تعالى َقدَ َم ْي ِن ،كما جاء في ِ
األثر ويقولونَّ :
َ
ِ ِ
ُرسي :أنَّه موض ُع القدَ َم ْي ِن ،أيَ :قدَ َم ِي َّ
الر ِّب ُسبحانَه وتعالى»(((. تفسير الك ِّ
= الذهبي في «العلو» ( :)76رواتُه ثقات ،وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» (:)11/1
محفوظ ،والصواب :موقوف ،قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» ( :)323/6رواه الطبراني،
ورجا ُله رجال الصحيح ،وقال األلباني في «مختصر العلو» ( :)45صحيح موقوف.
((( رواه ابن أبي شيبة في «العرش» (ص ،)67وعبد الله بن أحمد في «السنة» (،)302/1
والطبري في تفسيره ( ،)398/5وأبو الشيخ في «العظمة» ( ،)627/2وابن َمنْدَ ْه في «الرد
على الجهمية» (ص ،)21والبيهقي في «األسماء والصفات» (.)859( )296/2
صحح إسناده اب ُن حجر في «فتح الباري» ( ،)47/8واأللباني في «مختصر العلو» (.)75
((( «طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (.)282/1
((( «إبطال التأويالت» (.)195/1
((( «توضيح مقاصد العقيدة الواسطية» (ص.)173
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
190
الر ْح َم ُة
َّ
و(الرحم ُن)
َّ والسن َِّة،
ُّ ِ
بالكتاب َّ
وجل عز
لله َِّصف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة ،ثابت ٌة ِ
َّ َّ
ٍ
مرات عديدةً. والسن َِّة ِ ِ ِ
الكتاب ُّ تكر َرا في
حيم) من أسمائه تعالىَّ ، و(الر ُ
َّ
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
الر ِحيمِ.
الر ْح َم ِن َّ
ِ ِ ُ -1
قول الله تعالى :ا ْل َح ْمدُ لله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن * َّ
حيـم
ـور َر ٌ
ِ
ـون َر ْح َمـ َة اللـه َواللـ ُه َغ ُف ٌ -2قو ُلـه تعالـىُ :أ ْو َل ِئ َ
ـك َي ْر ُج َ
[البقـرة.]218 :
الرز ُْق
َّ
و(الر ِاز ُق) ِ ِ عز َّ صف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة ،ثابت ٌة ِ
و(الر َّز ُاق) َّ
والسنَّةَّ ،
بالكتاب ُّ وجل لله َّ َّ َّ
ِ
أسمائه تعالى. ِمن
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
-1قو ُله تعالىَ :ف ُك ُلوا ِم َّما َر َز َقك ُُم الل ُه َح ً
الل َط ِّي ًبا [ النحل.]114:
ِ
ين ـم اللـ ُه ِر ْز ًقـا َح َسـنًا َوإِ َّن اللـ َه َل ُه َو َخ ْي ُـر َّ
الر ِازق َ -2وقو ُلـهَ :ل َي ْر ُز َقن َُّه ُ
[الحج.]58 :
القابض
ُ المس ِّع ُر أنس َر ِضي الل ُه عنه مرفو ًعاَّ :
«إن الل َه هو ُ حديث ٍ
ُ -2
الر ُ
ازق…»(((. ُ
الباسط َّ
سمى خال ًقا؛ قال تعالى :الل ُه ا َّل ِذي َخ َل َقك ُْم ُث َّم َر َز َقك ُْم ُث َّم ُي ِمي ُتك ُْم ُث َّم
ال ُي َّ
قة، األرزاق والمرت َِز ِ ِ الله وحدَ ه ،فهو خالِ ُق بيد ِ فاألرزاق ك ُّلها ِ
ُ ُي ْح ِييك ُْم؛
ُ
(الر َّزاق)،
((( رواه أحمد ( ،)12613( )156/3وأبو داود ( ،)3451والترمذي ( )1314بلفظ َّ
وابن ماجه ( ،)2200والدارمي ( ،)2545( )324/2وابن ِح َّبان (،)4935( )307/11
والبيهقي (.)10928 ،10927( )29/6
حسن صحيح ،وقال ابن عبد البر في «االستذكار» (:)423/5قال الترمذي :هذا حديث َ
ٍ
صحيحة ال بأس بها ،وصححه اب ُن دقيق العيد في «االقتراح» (ص،)113 ُر ِو َي من وجوه
وابن المل ِّقن في «البدر المنير» ( ،)507/6وقال ابن كثير في «إرشاد الفقيه» ( )33/2وابن
حجر في «التلخيص الحبير» ( :)93/1إسناده على شرط مسلم ،وصححه األلباني في
«غاية المرام» (.)323
((( «الكافية الشافية -القصيدة النونية» ( 729/3رقم .)3346
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
193
الر َضا
ِّ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ
الفعلي ِة ال َّث ِ
ابتة َّ
وجل ِ
عز َّ
الله َّ ِ
صفات ِ صف ٌة ِمن
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
ر ِض َي الل ُه َعن ُْه ْم َو َر ُضوا َعنْ ُه[ المائدة.]119 :
-1قو ُله تعالىَ :
ِِ ِ
الم ْؤمني َن إِ ْذ ُي َب ِايعون ََك ت ْ
َح َت -2وقو ُله تعالىَ :ل َقدْ َرض َي الل ُه َع ْن ُ
الش َج َر ِة[ الفتح.]18 :
َّ
إثبات ِ
صفة ِ ِ
ببعض ما مضى على َ ((( استشهدَ ُ
شيخ اإلسال ِم اب ُن تيم َّية وقد
َ
ليق به. الرضا ِ
لله تعالى ،على ما َي ُ ِّ
الر ْف ُق
ِّ
اسم ِ ِ عز َّ ِصف ٌة ذاتي ٌة فِعلي ٌة ،ثابت ٌة ِ
فيق) ٌ
و(الر ُ
َّ حيحة،الص
بالسنَّة َّ
وجل ُّ لله َّ َّ َّ
ِ
أسمائه تعالى. ِمن
الدَّ ُ
ليل:
إن الل َه َرفِ ٌيق،
حديث عائش َة َر ِضي الل ُه عنها مرفو ًعا« :يا عائش ُةَّ ،
ُ -1
ِ
األمر ك ِّله .(((»... فق في
الر َ ِ
ب ُِّيح ُّ
هم َمن َولِ َي ِمن ِ
أمر ُأ َّمتي ِ
حديث عائش َة َرضي الل ُه عنها مرفو ًعا« :ال َّل َّ
ُ -2
شي ًئاَ ،ف َش َّق عليهم ،فاش ُق ْق عليه ،و َمن َولِ َي ِمن ِ
أمر ُأ َّمتي شي ًئا ،فر َف َق بهم،
فار ُف ْق به»(((.
بالر ِ ِ
فق؛ ألنَّه ليس في غير ممتن ٍع َو ْص ُفه ِّ الفرا ُء« :اع َل ْم أنَّه ُ
قال أبو َي ْعلى َّ
ُ
اإلحسان واإلنعا ُم ،وهو فق هو الر َ حيل على صفاتِه؛ وذلك َّ
أن ِّ ذلك ما ُي ُ
إجماع األ َّم ِة»(((.
ُ وألن ذلك َّ ِ
المدح، موصوف بذلك؛ لِما فيها ِمن
ٌ
ـــو َق َأ َمانِي»
(((
الر ْف ِق َف ْ
ِ
ُي ْعط ِيه ُ
ـــم بِ ِّ الر ْف ِق َب ْل
ـــب َأ ْه َل ِّ
ِ «وهو ِ
الرف ُيق ُيح ُّ
َ ُ َ َّ
فيق»(((.
وصاح ُبه َر ٌ
َّ
وجل :اب ُن َمنْدَ ه((( ،واب ُن حزم(((، عز ثبت اسم (الرفِ ِيق) ِ
لله َّ وممن َأ َ
َ َّ َّ
وال ُق ُّ
رطبي((( ،واب ُن الق ِّيم((( ،واب ُن ُع َثيمين(((.
يب ِ
الرق ُ
َّ
قيب): الذ ِ ِ
صفات َّ قيب ،وهو ِمن عز َّ
و(الر ُ
َّ ات، الر ُ
وجل بأنَّه َّ ف الل ُه َّ
يوص ُ
َ
بالكتاب ال َع ِزيز.
ِ الله ال َّث ِ
ابتة ِ
أسماء ِ اسم ِمن
ٌ
الدَّ ُ
ليل:
َان َع َل ْيك ُْم َر ِقي ًبا[ النساء.] 1 :
-1قو ُله تعالى :إِ َّن الل َه ك َ
«الحافظ ا َّلذي ال َي ُ
غيب عنه شي ٌء»(((. ُ ِ
األثير: وقال اب ُن
ِ
القائم على
ُ دور، الم َّطل ُع على ما أ َكنَّ ْت ُه ُّ
الص ُ قيبُ :«الر ُ
السعديَّ :
ُّ وقال
أحس ِن نظا ٍم، ِ ِ كل َن ْف ٍ
كس َب ْت ،ا َّلذي حف َظ المخلوقات ،وأجراها على َ س بما َ ِّ
ٍ
تدبير»(((. وأكم ِل
َ
صفات ذاتِه ،راجع ٌة إلى ِ «رقيب بمعنىَ :ر ِاقب ،فهو ِمن ٌ قال ال ُق ُّ
رطبي:
المقدَّ ِ ِ ِ ِ والبص ِر؛ َّ ِ
س رقيب على األشياء بعلمه ُ ٌ فإن الل َه تعالى َ العل ِم َّ
والسم ِع
تأخ ُذه ِسنَ ٌة وال نو ٌم،
ببص ِره ا َّلذي ال ُ ِ
بصرات َ للم َورقيب ُ ٌ ِّسيان، ِ
مباشرة الن ِ عن
رقيب حركة وكال ٍم؛ فهو ُسبحانَه ٍ در ِك ِّ
لكل الم ِ ِ ِ
ٌ ورقيب للمسموعات بسمعه ُ ٌ
ات في والجزئيات وجميع الخفي ِ ُ ات تحت ِرقبتِه ال ُك ِّل َّي ُ فاتَ ، عليها بهذه الص ِ
َّ ُ ِّ
ِ
الموجودات ك ِّلها على ِ
جميع
ُ في عندَ ه ،بل والسموات ،وال َخ َّ األرضي َن َّ َ
تحت ِرقبتِه ا َّلتي هي ِمن صفتِه»(((. واحد ،في أنَّها َ ٍ ٍ
نمط
الرحمة) ح َ
(بم ْعنَى َّ الر ْو ُ
َّ
حمةِ ،صف ٌة ِ
لله تعالى الواو -بمعنى :الر ِ
َّ ِ ِ
وسكون الر ِاء ِ
-بفتح َّ الر ْو ُح
َّ
والسن َِّة. ِ
بالكتاب ُّ ثابِت ٌة
ِ
الكتاب: ليل ِمن
الدَّ ُ
األلباني(((. ِ
وبنحوه قال ِ
بعباده»(((، أيِ :من رحمتِه
ُّ
((( رواه أحمد ( ،)7619( )267/2أبو داود ( )5097وسكت عنه ،وابن ماجه (،)3727
حسن ،وقال ابن حجر في «الفتوحات الربانية»
قال النووي في «األذكار» ( :)232إسناده َ
ثابت بن قيس ،وصححه األلباني
( :)272/4حسن صحيح ،ورجاله رجال الصحيح ،إال َ
مما ليس في في «صحيح سنن أبي داود» ( ،)5097والوادعي في «الصحيح المسند َّ
الصحيحين» (.)1417
((( «النهاية» (.)272/2
((( «األذكار» (ص .)232
((( «عون المعبود» (.)3/14
((( «شرح المسند» (.)144/13
((( «تخريج أحاديث الكلم الطيب البن تيمية» (.)153
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
199
(ر ٍ
وح) ِ ِ ِ تفسير َ ولشيخ اإلسال ِم
ِ
كره في لفظةُ :
آخ ُر للحديث ،سيأتي ذ ُ ٌ
وح ِ
الله». يح ِمن ُر ِ
«الر ُ
ِ بالض ِّم ،وكأنَّه ج َع َل َ
لفظ الحديثِّ : َّ
وح
الر ُ
ُّ
وجلُ ،أضي َف ْت إلى ِ
الله عز َّالله َّ ِ
مخلوقات ِ -بالض ِّمَ :-خ ْل ٌق ِمن
َّ الروح
ُّ
ف؛ فهو خال ُقها ومالكُها ،يقبِ ُضها متى وتشريف ،ال إضاف َة وص ٍ
ٍ إضاف َة ِم ٍ
لك
َ ْ
والسن َِّة مضاف ًة إلى ِ
الكتاب ُّ رس ُلها متى شاء ُسبحانَه ،وقد ور َد ْت في شاء ،وي ِ
ُ
ِ
مواض َع. وجل في عدَّ ِة
عز َّ ِ
الله َّ
ِ
الكتاب: كرها في ِ
ذ ُ
وح ِمنْ ُه[ النساء.]171 : وك َِل َم ُت ُه َأ ْل َق َ
اها إِ َلى َم ْر َي َم َو ُر ٌ -1قو ُله تعالىَ :
يـه ِمـن ر ِ
ـت فِ ِ
وحـي[ الحجر،]29: ْ ُ -2وقو ُلـهَ :فـإِ َذا َس َّ
ـو ْي ُت ُه َو َن َف ْخ ُ
[ص.]72:
السنَّة: ِ
كرها في ُّ
ذ ُ
استفتاح الجن َِّة ،وفيه...« :
ِ حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه في
ُ -1
ِ
كلمة يسى ِ ُ َ
اذهبوا إلى ع َ فيقولَ : السال ُم،
ثم موسى عليهما َّ فيأتون آ َد َم َّ ...
وحه.(((»...الله ور ِ ِ
ُ
أنت الش ِ
فاعة ،وفيه...« :يا آ َد ُمَ ، حديث أبي ُه َرير َة َر ِضي الل ُه عنه في َّ
ُ -2
َ
فيقولون: يسى، َ ِ وحه...فيك ِمن ر ِ
بيده ،ون َف َخ َ البش ِر ،خ َل َقك الله ِ
أبو َ
فيأتون ع َ ُ ُ
وح منه.(((»... ُ ِ ِ
ور ٌ
مريمُ ،
رسول الله وكلمتُه ألقاها إلى َ أنت
يسىَ ، يا ع َ
وح الله» ،أي: يح ِمن ُر ِ َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمِّ :
«الر ُ وقال« :قال الن ُّ
الله إضاف ُة ِم ْل ٍ
وح إلى ِ ِ
ك ،ال إضاف ُة الر ِ وح ا َّلتي خ َلقها الل ُه؛ فإضاف ُة ُّ الر ِ من ُّ
الله إن كان عينًا قائم ًة بنَ ْف ِسها فهو ِم ْل ٌك له، ضاف إلى ِ ُ وصف؛ إذ ُّ
كل ما ُي ٍ
يه ِمن ر ِ
وحنَا ،وقال عن آ َد َمَ :فإِ َذا َس َّو ْي ُت ُه خنَا فِ ِا َّلتِي َأ ْح َصن َْت َف ْر َج َها َفنَ َف ْ
ْ ُ
اج ِدي َن.(((»
وحي َف َق ُعوا َل ُه س ِ
َ
يه ِمن ر ِ
ْ ُ
خ ُت فِ َِو َن َف ْ
السابع َة َع ْشرةَ ،وهي :هل «فصل :وأ َّما المسأل ُة ٌَّ -2وقال اب ُن الق ِّي ِم:
وح قديم ٌة أم ُمحدَ ث ٌة مخلوق ٌة؟ وإذا كانت ُمحدَ ث ًة مخلوق ًة ،وهي ِمن ِ
أمر الر ُ ُّ
الله ُمحدَ ًثا مخلو ًقا؟ وقد أخ َب َر ُسبحانَه أنَّه ن َف َخ في يكون أمر ِ ِ
ُ ُ الله ،فكيف
وحه ،فهذه اإلضاف ُة إليه هل تدُ ُّل على أنَّها قديم ٌة أم ال؟ وما حقيق ُة آدم ِمن ر ِ
ُ ََ
وحه ،فأضاف بيده ،ون َف َخ فيه ِمن ر ِاإلضافة؛ فقد أخبر عن آدم أنَّه خ َل َقه ِِ هذه
ُ ََ ََ
وح إليه إضاف ًة واحدةً؟
والر َ
ال َيدَ ُّ
طوائف ِمن بني آ َد َم! وهدى
ُ وضل فيها َّ زل فيها عالِ ٌم،فهذه مسأل ٌة كم َّ
سل الر ُ ِ ِ والص ِ الم ِ ِ
فأجمعت ُّ
َ ستبين؛ الم
واب ُ بين َّ للح ِّق ُ
أتباع رسوله فيها َالل ُه َ
الله وسال ُمه عليهم على أنَّها ُمحدَ ث ٌة مخلوق ٌة مصنوع ٌة مربوب ٌة صلوات ِ
ُ
صلوات ِ
الله وسال ُمه عليهم، ُ الر ِ
سل ين ُّ باالضطرار ِمن ِد ِ
ِ ُمد َّبرةٌ ،هذا معلو ٌم
واقع، ِ
وأن َمعا َد األبدان ٌ حادثَّ ،
ٌ العالم
َ باالضطرار ِمن ِدينِهم َّ
أن ِ كما ُيع َل ُم
مخلوق له ،وقد انطوى عصر الص ِ
حابة ٌ الخالقَّ ،
وكل ما سواه ُ وأن الل َه وحدَ هَّ
ُ َّ
ٍ
اختالف فضل ُة -على ذلك ِمن ِ
غير الم َّ ُ
القرون ُ والتَّابعي َن وتابعيهم -وهم
ِ
فهمه في
قص َر ُ ممن ُ بينهم في حدوثها ،وأنَّها مخلوق ٌة ،حتَّى ن َب َغ ْت نابغ ٌة َّ
أمر ِ
الله، مخلوقة ،واحت ََّج بأنَّها ِمن ِ
ٍ ِ
والسنَّة ،فز َعم أنَّها قديم ٌة ُ
غير الكتاب ُِّ
لمه وكتا َبه ِ ٍ
مخلوقَّ ،
وبأن الل َه تعالى أضافها إليه كما أضاف إليه ع َ غير
وأمره ُ
ُ
اتكثير « :وروح ِمنْه كقولِه :وس َّخر َلكُم ما فِي السمو ِ -3وقال اب ُن ٍ
َّ َ َ َ َ َ ْ َ َُ ٌ ُ
عنده ،وليس ْت ِ ومن ِ ض ج ِميعا ِمنْه ،أيِ :من َخ ْل ِقه ِ ِ
(من) َ َو َما في األَ ْر ِ َ ً ُ
ِ
البتداء المتتابع ُة ،بل هي ِ َّبعيض ،كما ُ ِ
تقول النَّصارى عليهم لعائ ُن الله ُ للت
ورسول منه ،وقال ٌ وح ِمنْ ُه ،أي: و ُر ٌ
ِ
الغاية ،وقد قال ُمجاهدٌ في قولهَ :
ِ
ِ
حياة ِ ِ أحدٌ ِمن
الله األنبياء عن شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َةَ « :ل ْم ُيع ِّب ْر َقال ُ
الر ِ
وح أنَّه ُيرا ُد به حيا ُة ِ ِ الله ،فمن حمل كالم ٍ ِ وح ِ
أحد من األنبياء بلفظ ُّ َ َ َ َ بأنَّها ُر ُ
ِ
الله -فقد َ
كذ َب»(((.
رع إليه
والز َ ث ِ
إليه ْم َّ «أضاف ا ْل َح ْر َ
َ ِ
تفسير هذه اآلية: قال ال ُق ْر ُطبِ ُّي في
رع ِم ْن فِ ْعل الله اختيار ِه ْمَّ ،
والز َ ِ ث فِع ُل ُه ْم ،و َي ْج ِري على
ألن ا ْل َح ْر َ
تعالى؛ َّ
تعالى ،و َينْ ُبت على اختياره ،ال على اختيارهم…» اهـ.
الحارث»؛ فال أع َل ُم ً
اسما ُ أن الل َه هو ائل في ُس َؤالِه «مع َّ الس ِ قول َّ «… أ َّما ُ
ِ
الز ِارع ،وال ُي َّ
سمى به؛ كما وجل بأنَّه َّ عز َّ ف َّ لله تعا َلى بهذا ال َّل ْفظ ،وإنَّما ُي َ
وص ُ
الز ِار ُع َ
ون.(((» ون * َأ َأ ْنت ُْم ت َْز َر ُعو َن ُه َأ ْم ن َْح ُن َّ في قوله تعالىَ :أ َف َر َأ ْيت ُْم َما ت ْ
َح ُر ُث َ
الس ِ
اع ُد َّ
أتيت النَّبِ َّي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم،ص عن أبيه ،قالُ : َروى أبو األَ ْح َو ِ
ِ ِ ِ ِ
وسى فت ْق َط ُعالم َ
احا آذانُها ،فت ْعمدُ إلى ُ فقال« :هل ُتنْت ُج إِبِ ُل َق ْوم َك ص َح ً
فتحر ُم َها
ِّ وتقولَ :ه ِذ ِه ُص ُرم،
ُ فتقولَ :ه ِذ ِه ُب ُح ٌر ،أو ت َُش ُّق ُج ُلو َد َها،
ُ آذانَها،
لك ِح ٌّل؛ أه ِل َك؟» قالُ :ق ْل ُتَ :ن َع ْم ،قال« :فك ُُّل ما آت َ
َاك الله َ َع َل ْي َك وعلى ْ
وساك»(((. ِ اع ِد َك ،وموسى ِ الله َأشدُّ ِمن س ِ س ِ
اعدُ ِ
أحدُّ م ْن ُم َ
الله َ ُ َ ْ َ َ
واألصابِعِِ ،
وغير َها َ َف كص َفة ال َي ِد والك ِّوجل ِ
عز َّاع ِد لله َّ
فة الس ِ
َّ
وإثبات ِص ِ
ُ
الموحدُ من إثباتِ َها
ِّ َستحيل عليه سبحانه ،وال َي ْست َْو ِح ُش ُ الص َفات؛ ال تمن ِّ
أجدْ أحدً ا من ليق به سبحانه ،إنما َيست َْو ِح ُش ِمن ذلك الم َع ِّط َل ُة ،لك ْن لم ِ بما َي ُ
ُ ْ
وجل إِ َّل ال َف َّرا َء في كتاب «إبطال عز َّ فة الس ِ
بإثبات ِص ِ
ِ ِ
اعد لله َّ َّ صرح الس َلف َّ َّ
الج ْه ِم َّية»((( بباب:
«الر ُّد على َ
ِ
التَّأويالت» ،كما َّبوب ا ْب ُن َمنْدَ ْه في كتابِه َّ
(((
َ
الحديث ،وأورده آخ َر يدُ ُّل على ما تقدَّ َم في معنَى ال َي ِد ،و َذك ََر ِذك ُْر َخ ٍبر َ
ِ
إثبات ِص َفة والر ُّد على أهل األَ ْه َواء والبِدَ ع»((( في ِ
الملط ُّي في كتابه «ال َّتنْ َبي ُه َّ
لله سبحانه وتعالى. ِ
اليد ِ
ائي في «السنن الكبرى» أحمدُ في «المسند» ( ،)15888والن ََّس ُّ ((( إسناده صحيح :رواه َ
«المستدرك»
َ ( ،)87/10وابن ِح َّبان في صحيحه ( )432/12واللفظ له ،والحاكم في
( ،)7364وقال :هذا حديث صحيح اإلسناد ولم ُي َخ ِّر َجاه ،ووافقه الذهبي .وقال ابن كثير
األلباني في
ُّ في التفسير ( :)211/4هذا حديث ج ِّيدٌ َق ِو ُّي اإلسناد .والحديث َّ
صح َحه
«الصحيح المسنَد» ()1107
«صحيح موارد الظمآن» ( ،)898والوادعي في َّ
((( «إبطال التَّأويالت» ()345/2
الجه ِم َّية» (ص)80
((( «الرد على ْ
والر ُّد» (ص)144((( «ال َّتنْبيه َّ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
205
الس ُ
اق َّ
السنَّة ِ الذات ،ثابت ٌة ل َّل ِه تعالى بالكت ِ ِ
صفات َّ ِصف ٌة من
وصريح ُّ َاب
يحة. ِ
الصح َ َّ
كل ُم ْؤ ِم ٍن»(((.
فيسجدُ له ُّ
ُ
ادس :أنَّه ِم ْن أي َن في ظاهر شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة« :الوج ُه َّ
الس ُ قال ُ
اق، ف َع ْن س ٍ لله سا ًقا ،وليس معه إِ َّل قو ُل ُهَ :ي ْو َم ُيك َْش ُ [أن] ِ ا ْل ُق ْرآن َّ
َ
ف عن ِّ
الشدَّ ة، المرا ُد به الك َْش ُ هل َ تفسير اآل َي ِة؛ ِ
ِ والصحاب ُة قد تَنازعوا في َّ
الص َحاب ُة والتَّابِعون ِِ أو المرا ُد به أنَّه َيك ِْش ُ
ِ
الر ُّب عن ساقه؟ ولم تتناز ِع َّ ف َّ
بخالف قوله :لِ َما َخ َل ْق ُت آيات الص َفات إِ َّل في هذه اآلية؛ ِ
ِّ
فيما يذكَر من ِ
ُ
الص َحاب ُة بِ َيدَ َّيَ ،
و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك …ونحو ذلك؛ فإنَّه لم َي َ
تناز ْع فيها َّ
ابن ال َق ِّي ِم كال ٌم َشبي ٌه بهذا؛ قال َر ِح َمه الله« :ال َّث ِام ُن :أن نقول
يذ ِه ِ
ولتلم ِ
ِ
لله سا ًقا؟ وليس َم َع َك إِ َّل قو ُل ُه تعالىَ :ي ْو َم ِم ْن أي َن في ظاهر ا ْل ُق ْرآن َّ
أن ِ
تفسير ِ
اآلية؛ َه ِل ِ تناز ُعون في والص َحا َب ُة ُم ِ ف َع ْن س ٍ
ُيك َْش ُ
اق[ القلمَّ ،]42 : َ
ساق ِه؟
ف عن ِ أن الرب تعالى ِ
يكش ُ ف عن ِّ ِ
الشدَّ ة ،أو المرا ُد بها َّ َّ َّ المرا ُد الك َْش ُ
ِ
الص َفات أم ال في الص َحابة والتَّابِعي َن ٌ
نزاع فيما ُي ْذك َُر أ َّن ُه من ِّ وال ُي ْح َف ُظ عن َّ
أن ذلك ِص َف ُة الله؛ ظاه ِر ا ْل ُقر ِ
آن ما يدُ ُّل على َّ غير هذا المو ِضعِ ،وليس في ِ
ِ
ْ ْ
مجر ًدا عن اإلضا َف ِة ُمنَك ًَّرا،
اق إليه ،وإنَّما َذك ََره َّ
الس َ ِ ِ
ألنَّه ُسبحا َن ُه لم ُيضف َّ
اه ِر ال ُق ِ
رآن، يأخ ُذوا ذلك من َظ ِ
واإلصب ِع لم ُ ذلك ِص َف ًة كاليدَ ْي ِن
والذي َن أثبتُوا َ
ْ
ُ
حديث عيد ا ْل ُخدْ ِر ِّي الم َّت َف ِق على ِص َّحتِ ِه ،وهو
وإنَّما أ ْثبتُوه بحديث أبي س ٍ
َ َ
خ ُّرون له ُس َّجدً ا» ،و َم ْن اق ِه ،في ِ
ف الرب عن س ِ ِ الش َف ِ
اعة ال َّط ُ َّ
َ َ ويل ،وفيه« :ف َيكْش ُ َّ ُّ
ف َع ْن س ٍ
اق َو ُيدْ َع ْو َن َح َمل اآلي َة على ذلك؛ قال :قو ُل ُه َت َعالىَ :ي ْو َم ُيك َْش ُ
َ
ف طابق لقولِ ِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم« :ف َيك ِْش ُ ود[ القلمُ :]42 :م ٌ إِ َلى السج ِ
ُّ ُ
ف َّفخي ِم ،كأنَّه قالُ :يك َْش ُ خرون له سجدً ا» وتنكيره للتَّعظِي ِم والت ِ ِِ ِ
ُُ ُ َّ عن َساقه ،ف َي ُّ
نظير أو َمثِ ٌيل أويكون لها ٌ َ ساق َع ٍ
ظيمة؛ َج َّل ْت َع َظ َمتُها ،وتَعا َلى شأن َُها ْ
أن عن ٍ
وح
الس ُّب ُ
ُّ
حيح ِة،
الص َ
ِ
بالسنَّة َّ
ثابت ُّ
ٌ وح ،وهذا
الس ُّب ُ َّ
وجل بأ َّن ُه ُّ عز
ف الله َّ وص ُ
ُي َ
والسبوح ِمن أس ِ
ماء الله تَعالى. ْ ُّ ُّ ُ
الدَّ ليل:
ول الله ص َّلى الل ُه عليه
رس ُ ِ
حديث عائش َة َرض َي الله عنها؛ قالت :كان ُ
ُ
ِ ِ ِِ ِِ وس َّل َم ُ
والر ِ
وح»(((. «س ُّبوح ُقدُّ ٌ
وس َر ُّب المالئكَة ُّ وس ُجودهُ :
يقول في ُركُوعه ُ
المعنَى:
وزابادي في «القاموس المحيط»« :سبوح ُقدُّ وس -وي ْفتَح ِ
ان- قال ال َف ُير َ
ُ َ ُ ُّ
من ِصفاتِ ِه َت َعا َلى؛ ألنَّه ُي َس َّب ُح و ُي َقدَّ س».
ان ِ
الله ،أي: بح َ وبرأه من ك ُِّل ٍ
عيب ،ومنه قيلُ :س َ من (س َّبح الل َه) :إذا ن ََّز َه ُه َّ
ْزيها للهِ ،
وتبر َئ ًة له من ذلك»(((. َتن ً
ِ
بلفظ ُف ُّع ٍ كل ٍ«الس ُّبوح :المن ََّز ُه عن ِّ
ول ،من عيب ،جاء وقال الخ َّط ُّ
ابيُّ :
قولِ َك :س َّب ُ
حت الل َه ،أيَّ :نز ْه َت ُه»(((.
ِ
الحديث المت َقدِّ ِم« :قو ُل ُهُ :س ُّبوح ُقدُّ وس» :هما َّووي في َش ْر ِح
وقال الن ُّ
الجوه ِر ُّي أفص ُح وأك َث ُر؛ قال ِ
والقاف ،وب َفتحهما،
َ والض ُّم َ َّ السين
بضم ِِّّ
الجوه ِر ُّي فيَ في (فصل :ذرح) :كان ِسي َب َو ْي ِه يقو ُل ُهما بالفت ِْح .وقال
اس ٍم على ثعلبُّ : (فصل :سبح) :سبوح من ِص َف ِ
كل ْ ٌ ات الله تعالى؛ قال ُ ُّ
َف ُّع ٍ
الض َّم فيهما أك َث ُر،
فإن َّ وس؛ َّ وح وال ُقدُّ َ األول؛ إِ َّل ُّ
الس ُّب َ فتوح َّ ول؛ َفهو َم ُ
واد تَطِير ،وهي من َذو ِ الذروح ،وهي دويب ٌة حمراء منَ َّق َط ٌة بس ٍ ِ
ات َ َ َ ْ ُ ُ َُ وكذل َك ُّ ُّ ُ
وجل؛ عز َّ وح هو الله َّ والز ِ ٍ الس ُمو ِم .وقال اب ُن
وغير ُهماُ :س ُّب ٌ
ُ بيد ُّي فارس َّ ُّ
المس َّب ُح الم َقدَّ ُس؛ فكأنَّه قالُ :م َس َّب ٌح ُم َقدَّ ٌس ُّ
رب وس َ وح ال ُقدُّ ِ
بالس ُّب ِ
فالمرا ُد ُّ
ُ
ريك ِّ
وكل ما ال والش ِ ص َّ وح ،ومعنَى سبوح :المبر ُأ من الن ِ
َّقائ ِ والر ِ ِ ِ
ُ َّ ُ ُّ المالئكَة ُّ
ِ ِ ِ ِ
روي: ليق باإل َل ِه َّية ،و ُقدُّ وس :الم َط َّه ُر من ك ُِّل ما ال َيل ُيق بالخال ِق ،وقال َ
اله ُّ َي ُ
وسا على وحا ُقدُّ ً
ياض :وقيل فيهُ :س ُّب ً القاضي ِع ٌ ِ المبار ُك .قال
َ قيل :ال ُقدُّ وس
وحا ،أو َأ ْذك ُُر ،أو ُأ َع ِّظ ُم ،أو َأ ْع ُبدُ »(((. ِ
تقديرُ :أ َس ِّب ُح ُس ُّب ً
الس ْت ُر
َّ
ِ ِ ِصف ٌة فِعلي ٌة ِ
الست ُِّير)
و(الست ُير أو ِّ
َّ يحة،
الصح َ وجل ،ثابِ َت ٌة ُّ
بالسنَّة َّ عز َّ
لله َّ َّ
(((
الدَّ ليل:
بن ُأمي َة ِ
رض َي الل ُه عنه َمر ُفو ًعا: َ -1ح ِد ُ
يث َي ْع َلى ِ َ َّ
ِ ِ
والست َْر((( ،فإذا ا ْغت َْس َل ليمَ ،ح ِي ٌّيَ ،ست ٌيرُ ،يح ُّ
ب الح َيا َء َّ عز َّ
وجل َح ٌ َّ
«إن الل َه َّ
يث َأبِي ُه َر َير َة َر ِض َي الله َعنْ ُه« :ال َي ْست ُُر الل ُه على َع ْب ٍد في الدُّ نيا،
َ -2ح ِد ُ
القيا َم ِة»(((. َّإل ستَره الله يوم ِ
َ َُ ُ َْ َ
قال اب ُن ال َق ِّيم:
ـــر ِمنْـــه بِا ْل ِعصي ِ ِ
ان ْ َ ُ اه ِ عنْـــدَ الت ََّج ُ «وهو ا ْل َح ِي ُّي َف َل ْي َ
ـــس َي ْف َض ُح َع ْبدَ ُه
ِ
احب ا ْل ُغ ْفر ِ ِ لِ َكنَّـــه ي ْل ِقـــي َع َلي ِ
ان» َف ُه َو َّ
الســـت ُير َو َص ُ ـــه َســـت َْر ُه ْ ُ ُ
(((
َ
األثير« :أيِ :من َش ْأنِه وإِرادتِ ِه حب الست ِْر والص ِ
ون»(((. ِ قال اب ُن
َّ َ ُ ُّ َّ
وست َْر ِ ِِ ِِ ِ
الست َْر لعباده المؤمني َن؛ َست َْر َع ْوراتهمَ ،
ب َّوالم ْعنَى :أنَّه ُيح ُّ
ِ
عاصيهم في الدُّ نيا، بم ِ
وأل ُيجاهروا َ عو َراتِهمَّ ، ُذنوبِ ِهمْ ،
فيأ ُم ُرهم ْ
أن َي ْستُروا ْ
وهو يستُرها عليهم في ِ
اآلخ َرة. َْ ُ
ثبت اسم (الستِير) ِ
رطبي((( ،واب ُن الق ِّيم(((. عز َّ
وجل :ال ُق ُّ لله َّ وممن َأ َ ْ َ َّ
َّ
عز َّ
وجل: خاطب الل َه َّ
ُ أه ِل ا ْل َجن َِّة ُد ً
خول فيها ،وفيه أنَّه قال ُي ِ
منها ،وآخ ِر ْ
الم َج َازا َة َل ُه ْم ،فقال :الل ُه ب ،وت ََو َّلى ُوص ُفوا بِ َص َف ِة َع ْي ٍ فأج َّل أ ْقدَ َارهم أن ُي َ
َ
ِ ِ ِ
َي ْست َْه ِز ُئ بِ ِه ْم ،وقالَ :سخ َر الل ُه من ُْه ْم؛ لَ َّن ها َت ْي ِن ِّ
الص َف َت ْي ِن إذا كا َنتَا من
ُ
يكون الس َفه ،بل ما يم َل َي ُ ِ الله؛ لم تكونَا َس َف ًها؛ ألَ َّن الل َه
فعل َّ والحك ُ
حكيمَ ، ٌ
وحك َْم ًة»(((. يكون صوابا ِ ُ منه
ً
أن هناك مج ًازا في ال ُق ِ
الر ِّد على َمن َز َع َم َّ وقال ُ
رآن:- َ َ اإلسال ِم -عند َّ
شيخ ْ
و(ال ْستِ ْه َز ِاء)
ِ (المكْر) ِ ِ
«وكذلك ما ا َّد َع ْوا أنَّه َم َج ٌاز في ا ْل ُق ْرآن؛ َك َل ْفظ َ
باس ِم ما يقابِ ُله على َط ِر ِيق ِ
سمى ْ و(الس ْخ ِر َّية) المضاف إلى الله ،وز َعموا أنَّه ُم ًّ ُّ
ِ
يستح ُّق اء إذا ُف ِع َل ْت بِ َم ْن ال جاز ،وليس كذلك ،بل مسميات هذه األسم ِ الم ِ
ْ َ ُ َ َّ َ ُ َ
بالم ْجنِ ِّي عليه عقوب ًة له بمن َف َع َلها َ
ِ
ظلما له ،وأ َّما إذا ُفع َل ْت َ كانت ً ْ ال ُعقوب َة؛
ِ ِ ِ بِ ِمثل فِ ْع ِله؛ ْ
ف ،فكا َد له كما وس َ كانت عَدْ ًل؛ كما قال تعالى :ك ََذل َك كدْ نَا ل ُي ُ
اك َع َلى إِ ْخ َوتِ َك َف َي ِكيدُ وا َل َك ص ُر ْؤ َي َ ِ
إخ َوتُه ل َما قا َله له أبوه :ال َت ْق ُص ْ كادت ْ ْ
ون َك ْيدً ا * َو َأ ِكيدُ َك ْيدً ا ،وقال تعالىَ :و َمك َُروا َك ْيدً ا ،وقال تعالى :إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ
َان َع ِاق َب ُة َمك ِْر ِه ْم ،وقال فك َ ون * َفا ْن ُظ ْر َك ْي َ َمك ًْرا َو َمك َْرنَا َمك ًْرا َو ُه ْم َل َي ْش ُع ُر َ
ات َوا َّل ِذي َن َل ون الم َّطو ِعين ِمن الم ْؤ ِمنِين فِي الصدَ َق ِ
َّ َ تعالى :ا َّلذي َن َي ْلم ُز َ ُ ِّ َ َ ُ
ِ ِ
والمك ِْر ،وال َي ُخوضون في كيف َّيتِها ،وال ِ لنفس ِه ،كما ي ْثبِ َ ِ
تون ص َف َة ال َك ْيد َ ُ
ِ
يع ا ْل َب ِص ُير. وق؛ فالله َ ليس ك َِم ْث ِل ِه َشيء وهو ِ بس ْخ ِر َّي ِة ْ
المخ ُل ِ
السم ُ
ْ ٌ َ ُ َ َّ ْ َ ُي َش ِّبهونها ُ
الس ْخ ُط
الس َخ ُط أو ُّ
َّ
الفعلية ،ثاب َت ٌة ِ
بالك ِ ِ ِ ِ ِ ِ
والسنَّة.
تاب ُّ صف ٌة من ص َفات ال َّله ْ َّ
-2قو ُله تَعا َلىَ :ذلِ َك بِ َأن َُّه ُم ا َّت َب ُعوا َما َأ ْسخَ َط ال َّل َه َوك َِر ُهوا ِر ْض َوا َن ُه
[محمد.]28 :
اآليات ا َّلتِي
ِ ضتعلي ًقا على َب ْع ِ يخ محمد خليل الهراسِ -
َّ َّ الش ُ
وقال َّ
لبعض ِصفات ِ
الله ِ شيخ اإلسال ِم اب ُن َت ْيم َّي َة في العقيدَ ِة الواسطِ َّي ِة أوردها ُ
الس ْر َع ُة
ُّ
يحة. ِ ِ ِصف ٌة فعل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله تعالى بالكتِ ِ
الصح َ
والسنَّة َّ
اب ُّ
((( رواه أحمد ( ،)22989( )346/5وأبو داود ( )4977وسكت عنه ،والبخاري في «األدب
المفرد» ( ،)760والن ََّسائي في «السنن الكبرى» (.)10073( )70/6
ِ
اإلشبيلي في «األحكام الصغرى» ( )820والمنذ ِر ُّي في عبدالحق صحح إسناده
ُّ ِّ والحديث َّ
«التَّرغيب والتَّرهيب» ( ،)44/4والنَّووي في «األذكار» (صِ ،)449
والع َراقي في «تخريج ُّ
األلباني في «صحيح ُسنن أبي داود» (.)4977
ُّ َ
الحديث وصح َح
َّ اإلحياء» (،)200/3
السلف أصحاب الحديث» (ص.)5 ((( «عقيدة َّ
((( «شرح الواسطية» (ص .)108
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
216
ديث أبي ُه َر َير َة َر ِض َي الل ُه عنه مرفو ًعا« :إِ َّن الل َه قال :إذا َت َل َّقانِي
َ -2ح ُ
َع ْب ِدي بِ ِش ْب ٍر؛ َت َل َّقيتُه بِ ِذراعٍ ،وإذا َت َل َّقاني بِ ِذراعٍ؛ َت َل َّقيتُه بِباعٍ ،وإذا َت َل َّقاني بِباعٍ؛
ِج ْئتُه َأ َت ْيتُه بِ َأ ْس َر َع»(((.
ف ِ
البقرة« :وإنَّما َو َص َ قال اب ُن َج ِر ٍير فِي َت ْف ِس ِير اآلية [ ]202من سورة
ساب؛ ألنَّه -ج َّل ِذكْره -يح ِصي ما ي ِ
حصي من ثناؤه َن ْف َسه بِ ُس ْر َع ِة ا ْل ِح ِ
َج َّل ُ
ُ ُ ُ ْ َ
الض َع َف ِة ِم َن باد ِه بِ َغي ِر عقد أصابِع ،وال فِك ٍْر ،وال ر ِوي ٍة ،فِع َل العج ِ
زة َّ َ َ َ َّ ْ َ ْ
مال ِع ِ
أ ْع ِ
اء ،وال َي ْع ُز ُب ض وال في السم ِ لق ،ولكنَّه ال َي ْخ َفى عليه َش ْي ٌء في األَ ْر ِا ْل َخ ِ
َّ َ
س بِ َما
ُج َزى ك ُُّل َن ْف ٍ ِ ِِ
تأويل َق ْوله تَعا َلى :ا ْل َي ْو َم ت ْ ُ
«القول في أيضا: وقال ً
اب …إِ َّن الل َه ُذو سرعة في يع ا ْل ِح َس ِ
ك ََس َب ْت َل ُظ ْل َم ا ْل َي ْو َم إِ َّن الل َه َس ِر ُ
محاسبة عباده يو َم ِئ ٍذ على أعمالِ ِه ُم التي َع ِم ُلوها في الدُّ ْن َيا».
أن ِحسابه لِ ِع ِ
باده في السابِ َق ِة« :والمعنَى َّ وقال َّ ِ
َُ الش ْوكَان ُّي في تفسير اآلية َّ
القيامة سريع مجي ُئه؛ ِ
فبادروا ذلك بأ ْعم ِ ِ
نفسه
ف َ وص َ ال ا ْل َخ ْي ِر ،أو أ َّن ُه َ َ ُ ٌ َ يو ِم
شأن عن ٍ
شأن، كثرة عَدَ ِد ِهم ،وأنَّه ال َي ْش َغ ُله ٌ
الئ ِق على ِ ساب ا ْل َخ ِ
بسرعة ِح ِ
ِ
واحدَ ٍة»(((.
حالة ِ
فيحاسبهم في ٍ
ُُ
ُوت
السك ُ
ُّ
كوت كما يليق به سبحا َن ُهَ ،ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِهوجل بالس ِ
ُّ عز َّ ف ر ُّبنا َّوص ُُي َ
حيح ِة ،وهي صف ٌة فعل َّي ٌة الص َ
ِ
بالسنَّة َّ يع ا ْل َب ِص ُير ،وهذا ٌ
ثابت ُّ
َشيء وهو ِ
السم ُ
ْ ٌ َ ُ َ َّ
ُم َت َع ِّل َق ٌة بِ َمشي َئتِه سبحانَه وتَعا َلى.
الدَّ ليل:
رض َي الله عنه مرفو ًعا« :ما َأ َح َّل الل ُه في كتابِه حديث أبي الدَّ رد ِاء ِ ُ -1
ْ َ
َت عنه َف ُهو َع ْف ٌو ،فا ْق َب ُلوا ِم َن ِ
الله فه َو ا ْل َحرا ُم ،وما سك َ
الل ،وما َح َّرم ُ َف ُه َو ا ْل َح ُ
َعافِ َيتَه…»(((.
الفار ِسي ِ
الل ما َأ َح َّل الل ُه في رض َي الل ُه عنه« :ا ْل َح ُ مان ِ ِّ حديث َس ْل َ
ُ -2
حر َم الل ُه في ِكتابِه ،وما سكَت عنه؛ فهو ِم َّما َع َفا َلك ُْم»(((.
كتابِه ،وا ْل َحرا ُم ما َّ
إسماعيل األَن ِ
ْصار َّي): َ قال اب ُن تَيم َّي َةَ :
«قال َش ْي ُخ اإلسال ِم (يعني :أبا
الما ِم أبي َبك ِْر ِ
بن ُخ َز ْي َم َة الف ْتن َِة (يعني :ا َّلتي َو َق َع ْت بين ْ ِ فطار لتِلك ِ
َ
ِ
ِّف في يح بتشويهها ،و ُيصن ُ و َأ ْصحابِه) ذاك اإلما ُم أبو بكر ،فلم َي َز ْل َيص ُ
الس َر ِائ ِر ،و ُل ِّق َن ِ
ش ،حتى ُد ِّو َن في الدَّ َفات ِر ،وت ََم َّك َن في َّ نذ ُر َج ْي ٍردها ،كأنَّه م ِ
ُ ِّ
إن الل َه ُم َت َك ِّل ٌمْ ،
إن شا َء َت َك َّل َمْ ، ِ
حاريبَّ : ِ في الكَتاتِ ِ
وإن َشا َء يب ،ونُق َش في َ
الم
ارع- ِ
والمسكوت ،وهو ما َن َطق به َّ ِ ويقول الفقهاء في د ِ
ُ
الش ُ المنطوق اللة ُ َ
ِ
السكوت َأ ْولى ُ
بالحك ِم وهو الل ُه ورسو ُله -وما سكَت عنه :تار ًة تكون دالل ُة ُّ
المنطوق ،وهو مفهو ُم الموا َف َقة ،وتار ًة تخالِ ُفه ،وهو مفهو ُم المخا َل َف ِة،
ِ من
المحض.
ُ القياس
ُ وتار ًة تشبِ ُهه ،وهو
َّ
المهذب» ( :)25/9إسناده حسن .وقال ابن كثير في النووي في «المجموع شرح
ُّ = وقال
وصححه األلباني في «غاية المرام» (ص.)34
َّ «إرشاد الفقيه» ( :)367/1إسناده صحيح.
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
220
كوت يكون
الس َ
بالسكوت ،لك َّن ُّوصف ُّ بالسنَّة واإلجما ِع َّ
أن الل َه ُي َ فث َبت ُّ
ِ
وإعالمه»(((. ِ
إظهار الكال ِم تار ًة عن التك ُّل ِم ،وتار ًة عن
السال ُم
َّ
والسنَّة. ِ
بالكتاب ُّ ثابت
اسم له ٌ
السالم ،وهو ٌ عز َّ
وجل بأنَّه َّ ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
كل ٍ
آفة، عيب ،و َب ِر َئ من ِّ
كل ٍ«السالم :هو الذي َس ِل َم من ِّ
البيهقيَّ :
ُّ وقال
وهذه صف ٌة يستح ُّقها بذاتِه»(((.
ِ
العيوب «السال ُم ،أيِ :من جمي ِع ِ
السابقةَّ :
ِ وقال اب ُن ٍ
كثير في تفسير اآلية َّ
وصفاتِه وأفعالِه».
والنقائص؛ لكمالِه في ذاتِه ِ
ِ
كل ٍ
عيب، السالم ،أي :الذي َس ِل َم من ِّ
«السالم :ذو َّ ِ
األثيرَّ : وقال اب ُن
وب ِر َئ ِمن كل ٍ
آفة»(((. ْ َ
وقال السعدي« :ال ُقدُّ وس السالم ،أي :المع َّظم المن ََّزه عن ِص ِ
فات ُ َّ ُّ
ِ
العيوب، وأن ُيماثِ َله أحدٌ من َ
الخلق؛ فهو المتن َِّز ُه عن جمي ِع ِ
النقص ك ِّلهاْ ،
ِ
الكمال»(((. ٍ
شيء من أن يقار َبه أو يماث َله أحدٌ فيوالمتن َِّز ُه عن ْ
الس ْل َط ُ
ان ُّ
والسلطان صف ٌة من ِصفاتِه عز َّ
وجل بأنَّه (ذو سلطان)ُّ ، ف الل ُه َّوص ُُي َ
وبسائر ِصفاته ،وهذا ٌ
ثابت في ِ يستعيذ ِ
بالله ُ كما ُ
اإلنسان بها َ ُ
يستعيذ الذات َّي ِة
الصحيح. ِ
الحديث َّ
الدَّ ليل:
العاص َر ِض َي الله عنهماِ ،
عن النَّبِ ِّي ص َّلى ِ حديث عبد الله بن َع ِ
مرو بن ُ
بالله العظي ِم،ِ ُ
يقول« :أعو ُذ الل ُه عليه وس َّل َم؛ أنَّه كان إذا َ
دخل المسجدَ
الرجي ِم…» (((. ِ ِ ِ
وسلطانه القدي ِم ،من الشيطان َّ
وبوجهه الكري ِمُ ،
الس ْم ُع
َّ
و(السميع) من
َّ والسنَّة، ِ
بالكتاب ُّ وجل صف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
مائ ِه تعالى.
أس ِ
ْ
((( رواه أبو داود ( )466وسكَت عنه ،والبيهقي في «الدعوات الكبير» (.)129/1
النووي في «األذكار» (ص ،)46وابن حجر في «نتائج األفكار» (،)277/1
ُّ حسنَه
والحديث َّ
وصححه األلباني في «صحيح سنن أبي داود» (.)466
َّ
((( «تهذيب اللغة» (.)336/12
((( «رسالة إثبات االستواء والفوقية» (ص.)175
((( «الكافية الشافية -القصيدة النونية» ( 331/2رقم .)1224
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
223
سميع بسم ٍع يليق بجاللِه ٌ السنَّة والجماعة يقولون :إِ َّن الل َه ُ
فأهل ُّ
يع ا ْل َب ِص ُير. و َعظمتِه ،كما أنَّه بصير ببصر؛ َ ليس ك َِم ْث ِل ِه َشيء وهو ِ
السم ُ
ْ ٌ َ ُ َ َّ ْ َ ٌ
((( رواه البخاري تعلي ًقا ( ،)372/13والن ََّسائي ،وابن ماجه ،وأحمدَ ،
وو َصله الحافظ ابن
وصححه األلباني في «صحيح سننَّ وصححه،
َّ حجر في «تغليق التعليق» ()339/5
النَّسائي» ( ،)3460والوادعي في «الصحيح المسنَد» (.)1583
((( رواه البخاري ( ،)3231ومسلم (.)1795
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
224
العزيز،
ُ الكتاب
ُ كثير في ِرسالتِه ((ال َعقائد))« :فإذا ن َط َق
الحافظ اب ُن ٍ
ُ وقال
والوجهِ ،
والع ْلم ِ ِ ِ ِ ِ
والعين والبصر، الصحيح ُة ،بإثبات َّ
الس ْم ِع األخبار َّ
ُ ووردت
ِ ِ ِ
والقوة وال ُقدْ رة والعظمة ،والمشيئة واإلرادة ،والقول والكال ِمِّ ،
والرضا َّ
ب اعتقا ُد حقيقتِه؛ من والس َخط ،وا ْلحب والب ْغض ،وال َفرح َّ ِ
والضحك؛ َو َج َ َ ُ ِّ ُ َّ
فات المربوبين المخلوقين ،واالنتها ُء إلى ما بص ِ
بشيء من ذلك ٍِ ٍ
تشبيه ِ
غير
قاله الل ُه سبحانه وتعالى ورسو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ وال ِزياد َة عليه ،وال
ٍ َ
تغيير وإزال َة لفظ َّ
عما تبديل ،وال َ تحريف ،وال
َ َكييف له ،وال تشبي َه ،وال
َ ت
عما سوى ذلك»(((. ُ
واإلمساك َّ العرب وت َْص ِر ُفه عليه،
ُ ت ِ
َعر ُفه
ِ
االشتقاق، بكل ِص َيغ اآليات ِّ
ُ الس ْم ُع فقد ع َّبرت عنه
الهراس« :أ َّما َّ وقال َّ
وأس َم ُع ،فهو صف ٌة حقيق َّي ٌة للهُ ،ي ُ
درك بها ِ ِ
يعْ ،
وسم ٌ وهيَ :سم َع ،و َي ْس َم ُعَ ،
األصوات»(((.
الدَّ ليل:
انطلقت في ِ
وفد ُ خ ِير ِ
رض َي الل ُه عنه؛ قال: الش ِّ
بن ِّ عبد ِ
الله ِ حديث ِ
ُ
ِ ِ
«الس ِّيدُ إذا ُأ ْطل َق عليه تعالى فهو بمعنى :المالك ،والمو َلىَّ ،
والرب، وقالَّ :
ال بالمعنَى الذي ُيط َل ُق على المخلوق ،والل ُه سبحانه وتعالى ُ
أعلم»(((.
الشافِي
َّ
َّ
و(الشافي) الشافي ،الذي َي ْش ِفي عبا َده من األسقا ِم، عز َّ
وجل بأنَّه َّ ف الل ُه َّ وص ُ
ُي َ
يح ِة. ِ
الصح َ
الثابتة بِ ِ
السنَّة َّ
ُّ
ِ مائ ِه تعالى
اسم من أس ِ
ْ ٌ
يث َع ِائ َش َة َر ِض َي الله عنها -في ِس ْح ِر النَّبِي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم-
َ -2ح ِد ُ
ِ
الناس َش ًّرا»(((. ثير ذلك على أن ُي َ يت َّ مرفو ًعا« :أ َّما أنا فقدْ َشفانِي الل ُهَ ،
وخ ِش ُ
َّ
الش ْخ ُص
ُ
اللفظ وجل ،وقد ور َد هذاعز َّ خص) على ِ
الله َّ (ش ْ إطالق ِ
لفظ َ ُ يجوز
ُ
عز َّ ومنهم من عَدَّ ه ِصف ًة ِ
حيح السنَّةِ ،
وجل. لله َّ َ في َص ِ ُّ
الدَّ ليل:
رأيت ً عد بن ُعبا َد َة َر ِض َي الله عنه؛ قال :لو ُ حديث س ِ
رجل مع امرأتي؛ ُ َ
الله ص َّلى الل ُه عليهرسول ِ َ غير ُم ْص ِف ٍح عنه ،فب َلغ ذلك بالسيف َ
ِ
لضر ْبتُه ََّ
ِ ِ ٍ
تعجبون من َغ ْي َرة سعد؟! فوالله َلَنَا ُ
أغير منه ،والل ُه أغ َي ُر َ وس َّل َم ،فقالَ « :أ
ظهر منها وما ب َطن ،وال َشخْ َص َ أجل َغ ِ
يرة ِ مني؛ ِمن ِ
الفواحش ما َ الله َح َّرم
أج ِل ذلك ب َعث الل ُه العذ ُر من الله؛ من ْأحب إليه ْشخص ُّ َ الله ،وال أ ْغ َير من ِ
ُ
الله؛ ِمنأحب إليه ا ْل ِمدْ َح ُة من ِ
ُّ خص ِ
بشري َن ومنذ ِرين ،وال َش َ المرسلين ُم ِّ
َ
أج ِل ذلك َوعَدَ الله َ
الجنَّ َة»(((. ْ
مرو البخاري بلفظ« :ال أحدَ » ،لِ َكنَّه قال« :وقال عُبيدُ ِ
الله ب ُن َع ِ ُّ ورواه
شخص أ ْغ َي ُر من الله»(((. ِ
الملك (أحد رواة الحديث) :ال بن ِ
عبد ِ
َ
شخص أغ َي ُر من
َ البخاري« :باب :قول النَّبِي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم« :ال
ُّ وقال
الله»(((.
ِ
خص ،وغير وت َّ
والش وقال ابن أبي عاصم« :بابِ :ذكر الكَال ِم والص ِ
َّ ُ ٌ ُ
ذلك»(((.
ِ الفراء -بعدَ ِذكر
حديث ُمسل ٍم السابق:- وقال أبو َي ْع َلى َّ
إطالق ِص ِ
فة ال َغ ْي َرة ُ ِ
فصلين :أحدهما: «اعلم َّ
أن الكال َم في هذا الخبر في ْ
الش ْخص. ِ
إطالق َّ عليه.والثاني :في
الشيخ عبدُ الله ال ُغنيمان« :قال (أي :البخاري) :باب :قول النَّبِي
ُ وقال
أغير من الله» .ال َغ ْي َرة بفتح الغين …،شخص ُ
َ ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم« :ال
ومقصدُ البخاري َِّ ص وبان عن َغ ِيره،
أن هذين والشخص :هو ما َش َخ َ َّ
الرسول ص َّلى الل ُه عليه
َ االسمين ُيطل َقان على ِ
الله تعالى وص ًفا له؛ َّ
ألن
الخ ْل ِق بال َّل ِه تعا َلى»(((. ِ
وس َّل َم أثبتَهما ل َّله ،وهو َأ ُ
علم َ
ِمن هذا الحديث (يعني :حديث مسلم) »؛ قال َح ِفظه الله« :وبهذا َيتب َّين
يجوز ْ
أن ُ أن الله تعالى ال ابن ب َّطال في قوله« :أجمع ِ
ت األ َّم ُة على َّ ُ
خطأ ِ
َ
الحافظ .وهذهُ ألن التوقيف لم َي ِر ْد به» اهـ .ذكره
شخص؛ ٌَّ وصف بأنَّه ُي َ
اإلجماع المزعوم؟! و َمن قاله
ُ مجاز َف ٌة ،ودعوى عاري ٌة من الدَّ ليل؛ فأين هذا
َ
وابن َفوركِ ،
وابن َب َّطال؛ عفا ابيِ ، سوى المتأ ِّثرين ببد ِع ِ
أهل الكالم؛ كالخ َّط ِّ
الله عنَّا وعنهم؟!
ِ
ثبوت هذا «ألن التَّوقيف لم َي ِر ْد به»ُ :ي ْبطِ ُله ما تقدَّ م ِمن ِذكر
َّ وقوله:
ٍ
صحيحة ال َم ْط َعن فيها، الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّلم ب ُط ٍ
رق رسول ِ ِ فظ عن ال َّل ِ
َ
ُ
العمل به برسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ َو َج َ ِ ُ
الحديث عن صح
وإذا َّ
صح ِ ِ بموجبِه ،سواء كان فيِ ُ
مسائل االعتقاد أو في العمل َّيات ،وقد َّ والقول
إطالق هذا االسم -أعني :الشخص -على ِ
الله ُ عنه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم
رسول الله ،وهو ص َّلى
ُ تعالى؛ فيجب اتِّبا ُعه في ذلك على من ِ
يؤم ُن بأنَّه َ ُ
يمتنع عليه تعالى ِمن ِ
غيره من ُ يجب له وما
ُ الل ُه عليه وس َّل َم أع َل ُم بر ِّبه وبما
ِ
سائر ال َبشر.
ِ
الظهور واالرتفاعِ ،والقيا ِم يدل على ِ
الشخص ُّ ُ
«لفظ وقال َّ
الشيخ ال َب َّراك:
ِ
الموج ِ
ب لذلك ،بل لو بالنَّ ْفس ،فلو لم َي ِر ْد في الحديث َل َما َّ
صح نف ُيه؛ لعدم
ِّ
الش َّد ُة (بمعنى ال ُق َّوة)
ُّ
الشك ُْر
َّ
و(الشكُور) َّ
و(الشاكر) والسنَّة، ِ عز َّ
وجل ،ثابت ٌة ِصف ٌة فعلي ٌة ِ
بالكتاب ُّ لله َّ َّ
مائ ِه تعالى.
من أس ِ
ْ
ِ
الحقيقة؛ فإنه ُيعطي ُور على الشكْر من ِّ
كل َشكُور ،بل هو َّ َأ ْولى بصفة ُّ
الشك ُ
ِ ِ ِ
العبدَ ،ويو ِّف ُقه ل َما يشكُره عليه»((( .إلى آخر كالمه ،وهو ٌ
نفيس جدًّ ا.
َّ
الش ُّم
الروائح) ِ ِ
انظر صفة( :استطابة َّ
الش َم ُال
ِّ
الله يمي ٌن واألخرى ِشمال؟ أم َّ
أن أن ُيقال :إحدى َيدَ ِي ِ
يصح َّ
ُّ هل
كلتيهما يمي ٌن؟
الش ِه ُيد
َّ
مائ ِه تعالى،
والشهيدُ اسم من أس ِ
ْ ٌ عز َّ
وجل بأنَّه (شهيد)َّ ، ف الل ُه َّ وص ُ ُي َ
والسنَّة. وهذه الصف ُة ثابت ٌة ِ
بالك ِ
تاب ُّ ِّ
-2وقو ُله تَعا َلىُ :ق ْل َأ ُّي َش ْي ٍء َأ ْك َب ُر َش َها َد ًة ُق ِل الل ُه َش ِهيدٌ َب ْينِي َو َب ْينَك ُْم
[األنعام.]19 :
المعنَى:
َ
غيب عنه شي ٌء ،يقال :شاهدٌ«الشهيد :هو الذي ال َي ُقال اب ُن األثيرَّ :
حاضر ي ِ
شاهدُ األشيا َء ويراها»(((. وشهيدٌ ؛ كعالِم وعليم ،أي :إنَّه ِ
ٌ ُ
السعدي« :الشهيدُ ،أي :الم َّط ِلع على جمي ِع األشياء، ُّ ُ
الشيخ وقال
الموجودات د ِ
ِ وج ِل ِّيها، ِ ِ َس ِم َع
قيق َها َ جميع
َ وأبصر
َ جميع األصوات َخف ِّيها َ
َ
ِ
لعباده شهدبكل شيء ،الذي ِلمه ِّ ِ ِ ِ
وجليلهاَ ،ص ِ
وكبيرها ،وأحاط ع ُ غيرها
عباده بما ِ
عملوه»(((. وعلى ِ
و(شهد الله)؛ بمعنىَ :ع ِل َم ،وكتَب ،و َق َضى ،وأظهر ،وب َّين(((.
َ ش ٌ
يء
وجل أو على ِص َف ٍة من ِصفاتِه،
عز َّ إطالق لفظة (شيء) على ِ
الله َّ ُ يصح
ُّ
مائ ِه تعالى.
(الشيء) اسم من أس ِ
ْ لك ْن ال ُيقالَّ :
-2وقوله :ك ُُّل َش ْي ٍء َهالِ ٌك َّإل َو ْج َه ُه[ القصص .]88 :والوجه صف ٌة
ذات َّي ٌة لله تعالى.
لس َو ٍر َّ
سماها(((. ُ
الح ْسنى، ِ ِ ِ شي ٌء ،وكذلك ِصفاتُه ،وليس معنى ذلك َّ
أن َّ
الشيء من أسماء الله ُ
ولكن ُيخ َبر عنه تعالى بأنَّه شي ٌء ،وكذا ُيخ َبر عن صفاتِه بأنَّها شيء؛ َّ
ألن َّ
كل
يصح ْ
أن ُيقال :إنَّه شي ٌء»(((. موجود ُّ
ِ
واإلخبار عنه؛ فال ُيد َعى شيخ اإلسال ِم ابن تَيمي َة« :ويفر ُق بين د ِ
عائه قال ُ
ُ ُ َّ ُ َّ
ِ
ُ
يكون باس ٍم س ِّيئ ،لكن قد اإلخبار عنه؛ فال
ُ َّإل باألسماء ُ
الحسنى ،وأ َّما
يكون باس ٍم َح َسن ،أو باس ٍم ليس بس ِّيئ ،وإن لم ُيحكَم بِ ُحسنه؛ مثل اسم
شيء ،وذات ،وموجود…»(((.
َوقيفي،
ٌّ وقال ابن ال َق ِّيم ...« :ما ُيط َلق عليه في باب األسماء ِّ
والصفات ت
والش ِ
يء، َ
يكون توقيف ًّيا؛ كالقدي ِمَّ ، جب ْ
أن ِ وما ُيط َل ُق عليه من
األخبار ال َي ُ
ِ
وجود.(((»...والم
َ
الص ْب ُر
َّ
الصحيحة ،أ َّما
السنَّة َّ
ثابت في ُّ
بالصبر؛ كما هو ٌ عز َّ
وجل َّ ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
نظر. ِ
اسم لله تعالى ٌ
(الصبور)؛ ففي إثبات أنَّه ٌ
الدَّ ليل:
رض َي الله عنه« :ما َأحدٌ أص َب َر على أ ًذى َس ِم َعه من
حديث أبي موسى ِ
ُ
رزقهم»(((. ِ
الله؛ َيدَّ عون له الولدَ ،ثم ُيعافيهم و َي ُ
المازري: ِ
حديث أبي موسى َر ِض َي الله عنه؛ حيث قال شرح
ُّ النووي في ْ
ُّ
فالص ْبر نتيج ُة االمتناع، الصبر :من ُْع النَّ ْف ِ
س من االنتقا ِم أو غيره؛ َّ «حقيقة َّ
حق ِ
الله تعالى» -قال الغنيمان: الص ْبر على االمتنا ِع في ِّ
اسم َّ
فأطلق َ
الص ْد ُق
ِّ
والسنَّة. ِ
بالكتاب ُّ وجل ِصف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
الص َف ُة
ِّ
إطالق هذه ال َّل ِ
فظة وإضافتُها إلى الله تعالى ،فتقولِ :صف ُة الله، ُ يجوز
ُ
ومن صفاتِه وأوصافِه :كذا … ونحو ذلك ،وهذا ٌ
ثابت وصف ُة الرحمنِ ،
ِ
ِ ِ
بمفهوم ال ُقرآن ومنطوق ُّ
السنَّة.
ــز ِة َع َّمــا َي ِص ُف َ
ــون ــك َر ِّب ا ْل ِع َّ ســ ْب َح َ
ان َر ِّب َ -1قولــه تعالــىُ :
[الصافــات.]180:
ِ
لآلية. ابن َح َج ٍر
وسيأتي توجي ُه ِ
ِ
وأحاديث إيراده جمل ًة من ِ
آيات ِ الش ُ
يخ عبدُ الله ال ُغنيمان -بعد وقال َّ
الصفات ،منها حديث عائش ُة رضي الله عنها -قال:
ِّ
ون وهذا من ان َر ِّب َك َر ِّب ا ْل ِع َّز ِة َع َّما َي ِص ُف َ
س ْب َح َ
«وقال الل ُه تعالىُ :
أن ِ
لله ُّصوص -وغيرها كثيرَّ - ِ ِ
الموصوف إلى ِصفته؛ فث َبت بهذه الن ِ
إضافة
الصفة»(((. َسمى الله به ُّ وأن َّ ٍ
صفاتَّ ،
يدل على ِّ كل اسم ت َّ
وانظر( :النَّ ْعت).
الص َم ُد
َّ
والسنَّة. ِ عز َّ ِصف ٌة ذات َّي ٌة ِ
بالكتاب ُّ ثابت
اسم له ٌ
وجل ،وهو ٌ لله َّ
الص َمد:
معنى َّ
ٍ
أقوال كثيرة؛ منها -كما في «تفسير ابن اختَلفوا في معنى الص ِ
مد على َّ
جرير ال َّطبري»:-
جوف له.
َ الم ْص َم ُت الذي ال
ُ -1
-2الذي ال َيأكُل وال يشرب.
الصنْ ُع
ُّ
والسنَّة، ِ
بالكتاب ُّ ثابت صانع ِّ
كل شيء ،وهذا ٌ ُ عز َّ
وجل بأنَّه ف الله َّ
وص ُ
ُي َ
مائ ِه تعالى.
وليس (الصانع) من أس ِ
ْ
«السنَّة» (357و،)358
((( رواه البخاري في «خلق أفعال العباد» ( ،)117وابن أبي عاصم في ُّ
والبيهقي في «األسماء
ُّ «المستدرك»،
َ وابن منده في «التوحيد» ( ،)115والحاكم في
والصفات» ،وغيرهم؛ وعند بعضهم (خلق)؛ بدل (صنع).
صححه ابن حجر في «فتح الباري» قال الحاكم :صحيح على شرط مسلم .والحديث َّ
واأللباني في «السلسلة الصحيحة» (.)1637
ُّ (،)507/13
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
244
َّركيب»(((.
ُ االختراع والت
ُ الصنع:
األصبهاني« :قيلُّ :
ُّ قال َق َّوا ُم ُّ
السنَّة
ِ
تفسير آية النمل« :قوله الجوزي في كتابه «زاد المسير» عند
ِّ وقال اب ُن
َخ َل َقك ُْم َوا َّل ِذي َن ِم ْن َق ْب ِلك ُْم َل َع َّلك ُْم َت َّت ُق َ
ون [ البقرة.]21 :
فاعها وات ِ
موات في ارتِ ِ
ِ
ِّساعها وما فيها آخرونَ :من تأ َّم َل هذه َّ
الس «وقال َ
ِ
والنبات الحيوانات المتنو ِ
عة، ِ ِ
األرض من ذر َأ في ِ
ِّ من الكواكب… وما َ
بيعة الت ِ
ُّربة ِّحاد َط ِ
واأللوان ،مع ات ِ
ِ ِ
واألشكال ِ
واألراييج ِ
ختلف ال ُّطعو ِمالم
ُ
وحكمتِه ورحمته
العظيمةِ ،
ِ الصان ِع و ُقدرتِه ِ َّ ِ
استدل على وجود َّ والماء؛
ِ َ ِ
رب سواه ،عليه بخ ْلقه و ُلطفه بهم ،وإحسانه إليهم ،وبِ ِّره بهم؛ ال إل َه ُ
غيره وال َّ
واآليات في ا ْل ُقر ِ
آن الدَّ ا َّل ُة على هذا المقا ِم كثير ٌة جدًّ ا». ُ توكلت وإليه ُأنيب،
ُ
ْ
ِ
جواز إطالق كلمة الصانع على يخ عبدُ الله بن ِجبرين عن وس ِئل َّ
الش ُ ُ
الصفة ،فنعتقد َّ
أن الله الصانع، ِ عز َّ
تجوز على وجه ِّ
ُ وجل فقال« :هذه الله َّ
بمعنى أنَّه الم ِ
بد ُع للكون ،وهو الذي صن ََع الكون بذاته وأبدعه؛ فلذلك ُي ْك َث ُر ُ
من إطالقها في الكتُب؛ كما ذكَر ذلك ابن كثير في تفسير اآلية الكريمة:
ا ْع ُبدُ وا َر َّبك ُُم ا َّل ِذي َخ َل َقك ُْم َوا َّل ِذي َن ِم ْن َق ْب ِلك ُْم[ البقرة ،]21:وأط َلق ذلك
الص ْو ُت
َّ
ٍ
بصوت مسموعٍ. أن الله يتك َّل ُم
عتقدون َّ
َ السن َِّة والجماعة َي ُ
أهل ُّ
انظر :صفة (الكالم).
ور ُة
الص َ
ُّ
ِ
حيحة.الص ِ ِصف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
وجل باألحاديث َّ
الدَّ ليل:
الطويل في ِ
ُ الخدري ِ ٍ ُ
رؤية المؤمني َن رض َي الل ُه عنه حديث أبي سعيد ُ ِّ -1
لر ِّبهم يو َم القيامة ،وفيه« :فيأتيهم الج َّب ُار في ُصورتِه التي رأوه فيها َّأو َل َم َّر ٍة،
فيقول :أنا ر ُّبكم ،فيقولون :أنت ر ُّبنا…»(((.
أحسن ص ٍ
ورة»(((. ِ ُ ُ
حديث« :رأيت ر ِّبي في -2
ِ
أحسن «رأيت ر ِّبي في
ُ وقال أبو َيع َلى َّ
الفرا ُء في التعليق على حديث:
جواز
ُ أن الكالم في هذا الخبر يتع َّل ُق به فصول :أحدها:
«اعلم َّ ٍ
صورة»:
ْ
الصورة عليه»(((. ِ
إطالق ُّ
األحاديث مع آيات ال ُق ِ
رآن َ شيخ اإلسالم« :والوج ُه الخامسَّ :
أن وقال ُ
وصف ،وعند هؤالء هو ِ ِ
أخ َب َر ْت بأنَّه يأتي عبا َد ُه يوم القيامة على الوجه الذي َ
الخاص -كالذين ِ
والحلول ِ
اإللحاد أهل ِ
واآلخرة ،وأ َّما ُ كل ٍ
آت في الدُّ نيا ُّ
ِّ
ِ
بعض ِ
المشايخ أو ِ
بعض علي أو الم ِ يقولون باالت ِ
ِّحاد أو ُ ِ
سيح أو ٍّ الحلول في َ
غير هذا الم ِ
وضعِ -فقدْ القول عليهم في ِ
َ مما قد َب َس ْطنا
َ الملوك ،أو غير ذلك َّ
والح ُلول الم ْط َلق؛ لكونه تأو َله ُ
أهل االتِّحاد ُ َ
الحديث كما َّ أيضا هذا
يتأولون ً
َّ
«السنة» (ص -465
((( رواه أحمد ( ،)243/5والترمذي ( ،)3235وابن أبي عاصم في ُّ
،)471وغيرهم؛ عن جمع من الصحابة ،قال الترمذي( :هذا حديث حسن صحيح ،سألت
ٌ
حديث حس ٌن صحيح)، ِ
الحديث فقال :هذا البخاري -عن هذا محمد بن إسماعيل-
َّ
وصححه ابن العربي في «أحكام القرآن» ( ،)73/4وأحمد شاكر واأللباني.
َّ
((( «تأويل مختلف الحديث» (ص .)261
((( «إبطال التأويالت» (.)126/1
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
247
ِ
كسائر الصور َة ِصف ٌة من ِصفات الله َّ
عز َّ
وجل الذات َّية وبهذا يت َِّض ُح َّ
أن ُّ
الصحيحة.
الصفات الثابتة باألحاديث َّ
ِّ
ِ ورتِه»؛ فلم ُأ ِ
ور ْده في األد َّلة؛
لالختالف «خ َل َق الل ُه آ َد َم على ُص َ ُ
حديثَ : أ َّما
الله أهل ِ
العلم :هل الضمير في (صورته) عائدٌ على آدم أم على ِ القائ ِم بين ِ
َ ُ
عز َّ
وجل(((. وإن كان كثير من السلف َيجعلونه عائدً ا على ِ
الله َّ تعالىْ ،
َّ ٌ
ورد حديث« :إِ َّن الله َخ َل َق آدم على ص ِ
ورة الرحمن»، ُ َ َ كما أنِّي لم ُأ ِ ْ
إثبات الص ِ
ون على ِ صحتِه ،لِ َكنَّهم ك َّل ُهم ُم ْج ِم ُع َ ِ
عز َّ
وجل. ورة لله َّ ُّ الختالف ِهم في َّ
ك الض ِ
ح ُ َّ
الصحيحة. ِ عز َّ ِصف ٌة فعل َّية ،ثابت ٌة ِ
وجل باألحاديث َّ لله َّ
الدَّ ليل:
ضحك الل ُه إلى َر ُج ِ
لين ُ َ -1ح ِد ُ
يث َأبِي ُه َر َير َة َر ِض َي الله عنه مرفو ًعاَ « :ي
الجنَّ َة»(((. اآلخرِ ،كالهما ُ
يدخ ُل َ َيقتُل أحدُ هما َ
ُ
ضحك :اعلموا- عز َّ
وجل َي بأن الله َّ ِ
اإليمان َّ «باب
اآلج ِّر ُّيُ :
وقال أبو بكر ُ
الحق َي ِصفون الله َّ
عز أهل ِّ أن َ ِ
القول والعملَّ - و َّفقنا الله وإياكم للر ِ
شاد من َّ َّ
وص َفه به رسو ُله ص َّلى الل ُه عليه
وجل ،وبما َ عز َّ
ف به ن ْف َسه َّوص َ َّ
وجل بما َ
ِ
العلماء ِم َّمن مذهب رض َي الله عنهم .وهذاوس َّلم ،وبما وص َفه به الصحابة ِ
ُ َّ َ َ َ
أن الله َّسليم له ،واإليمان به؛ َّ ِ
اتَّبع ولم يبتد ْع ،وال ُيقال فيه :كيف؟ بل الت ُ
َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم وعن صحابتِه ضح ُك ،كذا ُر ِو َي ِ
عن الن ِّ عز َّ
وجل َي َ َّ
رض َي الل ُه عنهم؛ فال ُين ِْك ُر هذا إِ َّل َمن ال ُي ْح َمدُ حا ُله عند أهل ِّ
الحق»(((. ِ
ُ
األحاديث التي ت ُْر َوى؛ القاسم بن َس َّلمَ -ل َّما قيل له :هذه وقال أبو ُعب ٍ
يد
ُ َ
و«ض ِحك ربنا ِمن ُقنوط ِ
عباده»، موضع القدمين»َ ، في :الرؤية ،و«الكرسي ِ
ُّ
ِ
األحاديث؟ قال رحمه الله« :هذه لتمتلئ…» ،وأشباه هذه َّ
و«إن جهنَّم
ُ
ٍ
بعض»(((. بعض ُهم عن
الثقات ُ
ُ حق ال َّ
شك فيها؛ رواها ُ
األحاديث ٌّ
ال َّطبِ ُ
يب
الصحيح. ِ وجل بأنَّه (ال َّطبِيب) ،وهذا ٌ
عز َّ
ثابت بالحديث َّ ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
الدَّ ليل:
َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم: -1حديث أبي ِرم َث َة ِ
رض َي الله عنه؛ أنَّه َ
قال للن ِّ ْ
يب ،بل أنت ٌ
رجل رجل طبيب ،قال« :الل ُه ال َّطبِ ُ َأ ِرنِي هذا الذي بِ َظ ْه ِرك؛ فإنِّي ٌ
رفيق ،طبي ُبها الذي خ َل َقها»(((.
ٌ
رفيق»، أنت ٌ
رجل ٌ الحق آبادي« :الل ُه ال َّطبِ ُ
يب ،بل َ ِّ شمس الدِّ ين
ُ وقال
أي :أنت تَر ُفق بالمريض ،وتتل َّطفه ،والل ُه هو ُي ِبرئُه و ُيعافيه»(((.
الدَّ ليل:
ب ال َيق َب ُل إِ َّل ِ
إن الل َه َط ِّي ٌ
الناسَّ ، ُ
حديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه« :أ ُّيها ُ
َط ِّي ًبا.(((»...
ب في ِصفة ِ
الله تعالى بمعنَى المن ََّزه عن النووي« :قال القاضي :ال َّط ِّي ُ
ُّ قال
ُ
وأصل الطيب :الزكاة وال َّطهارةَّ ،
والسالمة ِ
النقائص ،وهو بمعنى ال ُقدُّ وس،
من ُ
الخبث»(((.
أطيب وصفاته وقال« :واألسماء لله وحدَ ه ،فهو طيب ،وأفعاله طيبةِ ،
ُ ِّ ِّ ْ ُ
واسمه ال َّط ِّيب ،ال َيصدُ ُر عنه إِ َّل ط ِّيب، ِ
األسماء، أطيب ٍ
شيء ،وأسماؤه
ُ ُ
قر ُب منه إِ َّل ط ِّي ٌ
ب ،فك ُّله ط ِّي ٌ
ب ،وإليه َيص َعدُ وال َي ْص َعدُ إليه َّإل َط ِّي ٌ
ب ،وال َي َ
الكلم ال َّط ِّيب»(((.
ُ
ب ضدُّ ا ْل َخبِيث،
المباركفوري« :قال القاضي رحمه الله :الط ِّي ُ
ُّ وقال
فإذا ُو ِص َ
ف به تعالى ُأريدَ به أنَّه ُمن ََّز ٌه عن النقائصُ ،م َقدَّ ٌس عن اآلفات،
ِ
وقبائح ِ
األخالق ِ
رذائل المتعري عن
ِّ وإذا ُو ِص َ
ف به ال َعبدُ مطل ًقا ُأريد به أنَّه
ً
حالل المال ُأريد به كونِه
ف به ُ ِ
بأضداد ذلك ،وإذا ُو ِص َ ِ
األعمال ،والمتح ِّلي
ِ
األموال»(((. من ِ
خيار
ِ
ال َّظاه ِر َّي ُة وال ُّظ ُه ُ
ور
والسنَّة. ِ ِ وجل ،من ِ
اسمه (ال َّظاهر) ِصف ٌة ذات َّي ٌة للهِ َّ
عز َّ
بالكتاب ُّ الثابت
المعنَى:
ِ
الظاه َر بقوله« :ليس فو َقك شي ٌء» ،وليس َف َّسر النَّبِ ُّي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم
فسرها فوجدتُهم ك َّل ُهم َي ْر ِج ُعون ِ
أغلب َمن َّ نظر ُت في
تفسير ،وقد ْ ٌ ِ
تفسيره بعدَ
جوامع الك َِلم!
َ َ
فسبحان َمن أعطاه ِ
تفسير النَّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ إلى
الذ ِ
ات»(((. الظاه ِر والباطن« :-هما ِمن ِص ِ
فات َّ ِ ِ
تفسير البيهقي -بعد قال
ُ ُّ
ٍ
وباطن ،فما ٍ
ظاهر وقال اب ُن الق ِّي ِم« :وأحا َط ْت ظاهر َّيتُه وباطن َّيتُه ِّ
بكل
باطن َّإل والل ُه دونَه ،وما ِمن َّأو ٍل َّإل والل ُه
ٍ ظاهر َّإل والل ُه َفو َقه ،وما ِمن
ٍ ِمن
َشتم ُل على آخ ٍر َّإل والله بعدَ ه؛ .....فهذه األسماء األربع ُة ت ِ قب َله ،وما ِمن ِ
ُ ُ ْ
ِ
العرش ثان ًياُّ :
الظل ُمضا ًفا إلى
ظل إِ َّل ظ ُّله…»(((. الله في ظِ ِّل ال َع ْر ِ
ش يو َم ال َّ حديث« :المتحا ُّبون في ِ
ُ -1
ِ ِ
حديث أبي َقتا َد َة رض َي الل ُه عنهَ « :من َن َّف َس عن َغريمه أو َ
محا عنه، ُ -2
الق ِ
يامة»(((. العرش يوم ِ
ِ َ كان في ظِ ِّل
رض َي الله عنه مرفو ًعاَ « :من أنظر ُم ْع ِس ًرا ،أو َ -3ح ِد ُ
يث أبي ُهرير َة ِ
َ َ
ظل إِ َّل ظِ ُّله»(((. تحت ظِ ِّل ِ
عرشه ،يو َم ال َّ وضع له ،أظ َّله الله يوم ِ
القيامة َ ُ َ َ
ِ
األحاديث: ِ
الوارد في معنى (ال ِّظل)
أن للعرش ًّ
ظل آخر ُّ
يدل على َّ ٌ الحافظ أبو ِ
ُ
«بيان ُ عبد الله ب ُن َمنْدَ ه: قال
باده»((( ،ثم ذكَر ِ
بسنده إلى أبي ُهرير َة ِ
رض َي َظل فيه من يشاء الله ِمن ِع ِ
يست ُّ
َ َ ُ ُ َ
رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم« :إِ َّن الل َه ُ
يقول يو َم ُ الله عنه؛ قال :قال
القيامة :أي َن المتحا ُّبون بجاللي ،اليوم أظ ُّل ُهم في ظِ ِّل عرشي يو َم ال ظِ َّل
إِ َّل ظِ ِّلي» ،ثم أور َد حديث« :سبع ٌة ُيظِ ُّل ُه ُم الله في ظِ ِّله يو َم ال َّ
ظل إِ َّل ظ ُّله»،
ظل العرش الظل في حديث الس ِ
بعة هو ُّ أن َّ
شير إلى َّ
َّ وكأنَّه -رحمه اللهُ -ي ُ
الوار ُد في حديث المتحا ِّبين في الله.
الس َ ِ ِ ِ
ؤال وسئ َلت ال َّلجن ُة الدَّ ائم ُة للبحوث العلم َّية واإلفتاء بالسعود َّية ُّ
ُ
التالي:
المذكور في حديث النَّبِي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم: ِ «ما المرا ُد بال ِّظ ِّل
«سبع ٌة ُيظِ ُّلهم الل ُه في ظِ ِّله يو َم ال ظِ َّل إِ َّل ظ ُّله» الحديث؟
حمن تباركالر ِظل َع ْرش َبالظل في الحديث :هو ُّ ِّ فأجابت :المرا ُد
(سنن سعيد ِ ِ
مفس ًرا في حديث سلمان َرض َي الله عنه في ُ وتعالى ،كما جاء َّ
حسن إسنا َده ِ «سبع ٌة ُيظ ُّلهم الله في ِّ
ظل عرشه» الحديثَّ . بن منصور) ،وفيهَ :
الحافظ اب ُن حجر رحمه الله تعالى … وقد أشار اب ُن ال َق ِّيم رحمه الله تعالى
ُ
آخر كتابه (روضة المح ِّبين) إلى هذا المعنَى» في (الوابل الصيب) وفي ِ
(((
َّ ِّ
مخلوق ،وإضافتُه إلى ِ
الله ٌ ِ
الرحمن البراك« :ال ِّظ ُّل يخ عبدُ الش ُ
قال َّ
ُ
والحافظ رحمهما الله عياض
ٌ ٍ
وتشريف ،كما قال سبحانه إضاف ُة ِم ْل ٍك
الله ظِ ًّل؛ ً
أخذا إن لذات ِ تعالى ،وليس إضاف َة ِص ٍ
فة إلى موصوف؛ فال ُيقالَّ :
ٌ
مخلوق»(((. ألن َّ
الظل من هذا الحديث؛ َّ
الشيخ عبد العزيز بن باز أث َب َت ِصف َة ال ِّظ ِّل ِ
لله تعالى ،وفي هذا َ إِ َّل َّ
أن
نظر!
ٌ
ُسئل -رحمه الله:-
وجل في ظِ ِّل ِه يو َم ال ظِ َّل إِ َّل ظِ ُّله؛ الس ْب َع ِة الذين ُيظِ ُّل ُهم الل ُه َّ
عز َّ َح ُ
ديث َّ
بأن له ظِ ًّل؟ ف الله تعالى َّ وص ُ
فهل ُي َ
ِ
وايات (في ِّ
ظل الر ِ
بعض ِّ «نعم ،كما جا َء في الحديث ،وفيْ فأجاب:
نعلم
يليق به سبحانه ال ُ الصحيحين (في ظ ِّله) ،فهو له ظِ ٌّل ُ
عرشه) لكن في َّ
ِ
ِ
والجماعة ،والله السنَّة كيف َّيته ،مثل ِ
سائر الصفات ،الباب واحدٌ عند أهل ُّ
(((
ولي التوفيق»
ُّ
ال ُّظ ُه ُ
ور
انظر :صفة (ال َّظ ِ
اه ِر َّية).
ا ْل َع ْ
ب ُء
والم َ
بالة). انظر( :ال َبا َلة ُ
اب ِ ِ
أو ا ْل َع ْت ُ
ب ا ْلع َت ُ
جل وعال. يح ِة كما َي ُ
ليق بر ِّبنا َّ ِ
الصح َ
ِصف ٌة فعلي ٌة ،ثابت ٌة بِ ِ
السنَّة َّ
ُّ َّ
الدَّ ليل:
رض َي الله عنهما مرفو ًعا« :قام موسى خطي ًبا في اس ِ
حديث ابن ع َّب ٍ
ُ -1
َب الل ُه عليه؛ إ ْذ ِ ِ
أعلمَ ،ف َعت َ
أعلم؟ فقال :أنا ُ
الناس ُ َبني إسرائيلَ ،ف ُسئلُّ :
أي
العلم إليه…»(((.
َ لم َي ُر َّد
قص ما جرى بين النَّبِي قول ُعمر بن الخ َّط ِ ِ ُ -2
اب رض َي الله عنه وهو َي ُّ َ
َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم من َ
«فاعتزل الن ُّ ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم وزوجاتِه:
الحديث حي َن َأ ْف َشتْه حفص ُة إلى عائش َة ،وكان قد قال :ما أنا ِ أجل ذلك ْ
شهرا؛ من ِشدَّ ة َم ْو ِجدَ تِه عليه َّن حين عا َت َبه الل ُه…»(((. ِ
بداخ ٍل ِ
عليه َّن ً
والس َخ ِط وال َغ َض ِ
ب وال َّلوم». ِ ِ
العتاب على الموجدَ ة َّ
ُ وفي «القاموس»ُ « :يط َلق
ا ْل َع َج ُ
ب
والسنَّة. ِ عز َّ ِصف ٌة فعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
بالكتاب ُّ وجل لله َّ
والكسائي:
ُّ بن َزنْج َل َة« :قر َأ حمز ُة ِ
الرحمن ُ وقال أبو ُز َ
رعة عبدُ
بضم التاء ،وقرأ الباقون ب َفت ِْح التاء…»، ون؛خ ُر َ
ت َو َي ْس َ ج ْب َُ ب ْل َع ِ
ِّ
ون؛ بالنَّصب :بل خ ُر َ
ت َو َي ْس َ ثم قال« :قال أبو ُعبيد :قولهَ :ب ْل َع ِ
ج ْب َ
محمدُ ِ -من جهلهم وتكذيبِهم ،وهم يسخرون منك ،و َمن َّ بت -يا ِ
عج َ
وجل»(((. إخبار عن الله َع َّز َّ ت؛ فهو ج ْب ُع ِقرأَ :
ٌ
وقد صح ِ
ت القراء ُة بالضم عن ابن مسعود ِ
رض َي الله عنه -كما سيأتي. ِّ َّ
َ
يدخلون ب اللهُ ِمن قو ٍم
ج َ َ -2ح ِد ُ
يث َأبِي ُه َر َير َة َر ِض َي الله عنهَ « :ع ِ
ِ
السل»(((. الجنَّ َة في َّ
الس َ
بن َسلم َة؛ قال« :قرأ عبدُ الله (يعني :ابن مسعود) وائل ِ
شقيق ِ -3عن أبي ٍ
يعجب من ون؛ قال ُشريحَّ :
إن الل َه ال ت َو َي ْس َخ ُر َ رض َي الله عنهَ :ب ْل َع ِ
ج ْب ُ ِ
ُ
فذكرت إلبراهيم ،فقالَّ :
إن ُ
األعمش: يعلم؛ قال ٍ
ُ ب َمن ال ُ عج ُ
شيء ،إنما َي َ
أعلم ِمن ُشريح ،وكان عبدُ الله َ
إن عبدَ ِ
الله كان عج ُبه رأ ُيهَّ ، شريحا كان ُي ِ
ً
يقرؤهاَ :ب ْل َع ِج ْب ُت.(((»
إثبات ِص ِ
ِ
فة ال َع َجب: أن ذكر ثالث َة أحاديث في قال أبو َيع َلى َّ
الفرا ُء بعد ْ
الحديث (يعني :الحديث الثالث) كالكال ِم فيِ أن الكال َم في هذا «اعلم َّ
ْ
ظاهره؛ إذ ليسِ وح ْمله على
إطالق ذلك عليه َُ يمتنع
ُ الذي قبله ،وأنَّه ال
عما تستح ُّقه؛ ألنَّا ال نثبت َع َج ًبا هو في ذلك ما ي ِ ِ ِ
حيل صفاته ،وال ُيخرجها َّ ُ
بصفاتِه ،بل يليق ِ
مما ال ُ ِ
َعظيم أل ْم ٍر َد َه َمه استع َظ َم ُه لم يكُن عال ًما به؛ ألنَّه َّ
ت ٌ
غيرها من صفاتِه»(((.ُن ْثبِ ُت ذلك صف ًة كما أث َبتْنا َ
ب؛
وصف الل ُه بأنَّه َي ْع َج ُ
األصبهاني« :وقال قوم :ال ُي َ
ُّ السنَّة
قوا ُم ُّ
وقال َّ
واحتج مثبِ ُت هذه الصفة بالحديث،
َّ علم ما لم يكُن َيع َلم،
ممن َي ُ َّ
ألن ال َع َجب َّ
عز
إخبار من الله َّ
ٌ أهل الكوفةَ :ب ْل َع ِج ْب ُت َو َي ْس َخ ُر َ
ون؛ على أنَّه وبقراءة ِ
وجل عن ن ْف ِسه»(((.
َّ
ا ْل َع ْد ُل
الصحيحة. ِ ِصف ٌة ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
وجل باألحاديث َّ
الدَّ ليل:
إن هذه ِق ْس َم ٌة ما ُع ِد َل ِ
والله؛ َّ َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم للذي قال: ُ
قول الن ِّ
«فمن َي ْع ِد ُل إذا لم َي ْع ِد ِل الل ُه ورسو ُله»(((.
فيهاَ :
قال ابن ال َق ِّيم:
الم ِ
يزان»
((( ـــه والح ْك ِم فِـــي ِ
َ ُ
وم َقالِ ِ
َ َ «وال َعدْ ُل ِمـــ ْن ْأو َصافِ ِه فِـــي فِ ْع ِل ِه
وت ُِع ُّز َم ْن ت ََشا ُء َوت ُِذ ُّل َم ْن ت ََشا ُء[ آل عمران.]26 :
-2وقو ُلهَ :
-3وقو ُلهَ :فإِ َّن ا ْل ِع َّز َة لِ َّل ِه َج ِمي ًعا[ النساء ،]139 :إِ َّن ا ْل ِع َّز َة لِ َّل ِه
ولِ َّل ِه ا ْل ِع َّز ُة ِ ِ ِ ِ
َجمي ًعا[ يونس ،]65 :فل َّله ا ْلع َّز ُة َجمي ًعا[ فاطرَ ،]10 :
ِ
فمن ُي ِ
نازعني؛ َع َّذ ْبتُه»(((. إزاري ،والكبريا ُء ِردائيَ ،
رضي الله عنهما ..« :اللهم أعو ُذ ِ
بعزَّتك.(((».. اس ِ الله ِ
بن ع َّب ٍ حديث ِ
عبد ِ ُ -2
َّ َ ُ
مزيد؟ حتى تزال جهنَّم تقول :هل ِمن ٍ رض َي الل ُه عنه« :ال ُ أنس ِ
حديث ٍ
ُ -3
ْ ُ
ٍ
بعض»(((. بعضها إلىوعزَّتِ َك ،و ُي ْز َوى ُالعزَّة فيها َقدَ مه ،فتقولَ :ق ْط َق ْط ِ
َ
يضع رب ِ
َ َ ُّ
الله بن ُعمر ِ
رض َي الل ُه عنهما؛ أنَّهما ِ
وعبد ِ ٍ
مسعود، عبد ِ
الله بن -4أثر ِ
َ ُ
عما
وتجاو ْز َّ
َ وارحم،
ْ «رب ا ْغ ِف ْر
الصفا والمروةِّ : السعي َبي َن َّ
ِ
كانا يقوالن في َّ
أنت األع ُّز األكر ُم»(((.
تعلم؛ إنَّك َ
ُ
فع
الر ِ ِ بالسنَّة َّ
كم َّ
أن (األ َع َّز) من أسماء الله؛ وهذا له ُح ُ قلت :فث َبت ُّ
ِ
الوزير والقرطبي((( ،واب ُن
ُّ وممن َأثبتَه اب ُن حز ٍم(((،
ومما ال ُيقال بالرأيَّ ،
َّ
نعاني(((.
الص َُّّ
المعنَى:
يمان والنُّذور بقوله: بوب البخاري الباب الثاني عشر من كتاب األَ ِ
َ َ ُ َّ َ
«باب:ٌ وصفاتِه وكَلماتِه» ،وفي كتاب التوحيد: بع َّزة الله ِ ف ِ الح ِل ُ
«بابَ : ٌ
ان َر ِّب َك َر ِّب ا ْل ِع َّز ِة َع َّما
س ْب َح َ
يمُ ،
ِ
و ُه َو ا ْل َع ِز ُيز ا ْل َحك ُ
قول الله تعالىَ : ُ
وصفاتِه». بع َّزة الله ِ ون ،ولِ َّل ِه ا ْل ِع َّز ُة ولِرسولِ ِه ،ومن ح َلف ِ
َ َ َ َ ُ َ َي ِص ُف َ
ُ
الحافظ: وجل؛ ولذلك قال َّ عز فأنت تَرى أنَّه ي ْثبِ ُت ِصف َة ِ
الع َّزة لله َّ ُ
إثبات ِ
الع َّزة لله ،را ًّدا على َمن ُ البخاري بالترجمة أن ُمرا َديظهر َّ «والذي
ِّ ُ
العليم بال ِعلم»(((.
ُ عزيز بال ِع َّزة؛ كما قالوا:
قال :إنَّه ٌ
إثبات ِ
الع َّزة َ «قلت :ال َي ْق ِصد
ُ يخ ال ُغ ُ
نيمان -حفظه الله -تعقي ًبا: الش ُ
قال َّ
ظاهر»(((.
ٌ الصفات؛ كما هو بخصوصها ،بل مع ِ
سائر ِّ
«والع َّزة ِمن ِصفات ذاته تعالى التي ال تن َف ُّك عنه ،ف َغ َلب
ِ أيضا:
وقال ً
ِ ِ ٍ ِ
لخلقه؛ فهي منه…» (((. لت
حص ْكل شيء ،وك ُُّل ع َّزة َ
هر بها ِّ
بع َّزته ،و َق َ
ا ْل َع ْز ُم
يح ِة. ِ
الصح َ
وجل بِ ِ
السنَّة َّ
ُّ ِصف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
الدَّ ليل:
قالت …« :فلما ت ُُو ِّف َي أبو سلم َة؛ ُ حديث أم س َلم َة ِ
قلت: رض َي الله عنهاْ ، ُ ِّ َ َ
ِ
رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؟! ُث َّم َع َز َم ِ
صاحب َم ْن َخ ْي ٌر من أبي َسلم َة؛
رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»(((.
َ «فتزوج ُت
ْ الل ُه لي ،فق ْلتُها» .قالت:
سألت
َ َيعني اب ُن تيم َّية بِ ُخ ْط َبة اإلما ِم مسل ٍم قو َله في المقدِّ َمة« :ولِ َّل ِذي
إن شاء الله ،عاقب ٌة ُ
الحال ْ رجعت إلى تد ُّبره وما ت َُؤول به
ُ أكْر َمك الل ُه حين
أن لو ُع ِز َم ننت حين سألتَنِي ُّ
تجش َم ذلك ْ محمودةٌ ،ومنفع ٌة موجودةٌ ،و َظ ُ
نفع ذلك إ َّياي خاص ًة َ ِ
قبل لي ،عليه و ُقضي لي تما ُمه ،كان َّأو ُل َمن ُيصيبه ُ
الوصف…».اهـ فقو ُله( :لو ُ بذكرها يطول ِ
كثيرة ُ ٍ ٍ
ألسباب غيري من الناس؛
ُع ِز َم لي) أي :لو َع َز َم الله لي.
ِ
إمضاء األ ْمر ،وال حق المخلوقين عقدُ القلب على قلت :وال َع ْز ُم في ِّ
يليق بجالله وعظمتِهَ ،ل ْي َس حق الله :كيف؟ بل ُن ْثبِتُه على ٍ
وجه ُ ُ
نقول في ِّ
ك َِم ْث ِل ِه َشيء .ومعناه في اللغة :ا ْل ِجدُّ وإراد ُة ِ
الفعل. ْ ٌ
المنْ ُع ا ْل َع َط ُ
اء َو َ
ِ
أسماء ِ
الله تعالى. والسنَّة ،و(المعطي) من ِ ِ ِصفتان فِعلي ِ
بالكتاب ُّ ثابتتان تان، َّ
-2وقو ُلهَ :ق َال َر ُّبنَا ا َّل ِذي َأ ْع َطى ك َُّل َش ْي ٍء َخ ْل َق ُه ُث َّم َهدَ ى[ طه.]50:
«الله َّم
ُ َّبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم؛ أنَّه قال: أحدهما :ما ُر ِو َي ِ
عن الن ِّ
وجل ُيعطِي َم ِن
عز َّ طي لِ َما من ْع َت» ،فكان َّ أعطيت ،وال ُم ْع َ
َ مانع لِ َما
ال َ
المنع ،و ُيعطي َمن يشا ُء ،ويمنع ِ
يستح َّق إِ َّل ويمنع َمن لم استحق العطا َء،
َّ
َ ُ
ُ
العادل في جميع ذلك. َمن َيشا ُء ،وهو
ا ْل َع َظ َم ُة
اسم من ِ َّ ِصف ٌة ذاتي ٌة ،ثابت ٌة ِ
والسنَّة ،و(العظيم) ٌ
بالكتاب ُّ وجل عز
لله َّ َّ
أس ِ
مائه تعالى. ْ
ا ْل َع ْف ُو َو ُ
الم َعا َفا ُة
الص ْف ُح
والسنَّة ،ومعناها َّ ِ عز َّ
وجل ،ثابت ٌة له ِصف ٌة َذات َّي ٌة فعل َّي ٌة ِ
بالكتاب ُّ لله َّ
لله تعالى. الذنوب ،و(ال َع ُف ُّو) اسم ِ عن ُّ
ٌ
ا ْل ِع ْل ُم
مائ ِه (العليم).
بالكتاب والسنَّة ،ومن أس ِ
ْ ُّ ِ ِصف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة للهِ َّ
عز َّ
وجل
ِ ِ
واألد َّلة إلثبات هذه ِّ
الص َفة كثير ٌة جدًّ ا.
الله تعالى: قول ِ «باب ِ البخاري في «صحيحه» «كتاب التوحيد»ُ : ُّ قال
السا َع ِة، ِ ِ ِ
ب َف َل ُي ْظ ِه ُر َع َلى َغ ْيبِه َأ َحدً ا ،وإِ َّن الل َه عنْدَ ُه ع ْل ُم َّ الم ا ْل َغ ْي ِ
َ ع ُ
َح ِم ُل ِم ْن ُأ ْن َثى َو َل ت ََض ُع َّإل بِ ِع ْل ِم ِه ،إِ َل ْي ِه ُي َر ُّد ِع ْل ُم ِ ِِ
وَ أن َْز َل ُه بِع ْلمهَ ،
و َما ت ْ
السا َع ِة.»
َّ
ثبوت ِعلم ِ
الله ِ البخاريَ -ر ِح َمه اللهَ -
بيان ُّ يخ ال ُغ ُ
نيمان« :أراد الش ُ
قال َّ
لمه تعالى من لواز ِم ن ْف ِسه المقدَّ َسة ،وبراهي ُن ِعلمه تعالى ظاهر ٌة ِ
تعالى ،وع ُ
أن الخ ْل َق يستلز ُم اإلرادةَ، ٍ
عاقل َّ رع ِه ،ومعلو ٌم عند ِّ
كل وش ِ شاهدَ ٌة في َخ ْل ِقه َُم َ
بالمراد؛ كما قال تعالىَ :أ َل َي ْع َل ُم َم ْن َخ َل َق َو ُه َوِ لإلرادة من ِع ْل ٍم
ِ وال بدَّ
بالعل ِم كثيرةٌ ،وال الله ِ وصف ِ ِ يف ا ْل َخبِ ُير ،»…ثم قال« :واألد َّل ُة على ال َّلطِ ُ
ضال أو معانِدٌ ُمكابِر»(((. ي ِ
نك ُرها إِ َّل ٌّ ُ
والرسائل المرو َّية عن اإلمام أحمدَ بن حنبل في العقيدة» (.)284 ،283/1 ِ
((( انظر« :المسائل َّ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
275
السن َِّة:
ليل من ُّ الدَّ ُ
السن َِّة ً
أيضا كثير ٌة جدًّ ا؛ منها: ِ
واألد َّل ُة من ُّ
حديثَ « :أ َل ت َْأمنونِي و َأنا َأمين من في الس ِ
ماء؟!»(((. ُ -1
َّ ُ َ َ ُ
َ كل َل ٍ
يلةَ « :ين ِْز ُل ر ُّبنا السماء الدُّ نيا َّ ِ ُ
تبارك وتعالى حديث النُّزُول إلى َّ -2
اآلخر ُ ،
يقول :من َيدعوني ِ الليل ِ
السماء الدنيا ،حي َن َي ْب َقى ُث ُل ُث ِ كل ٍ
ليلة إلى َّ
(((
ستجيب ل ُه ،من َي ْس َأ ُلنِي ُفأ ْعطِ ِيه ،من َيستغفرني َفأ ْغ ِف ُر ل ُه»
ُ َفأ
((( رواه البخاري ( ،)4351ومسلم ( )1064من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
((( رواه البخاري ( )1145من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
276
النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمَ « :أي َن الل ُه؟» حديث الج ِ
ارية التي َ
سأ َلها ُّ ُ َ -4
سول ِ
الله ص َّلى الل ُه عليه قالتَ :أ َ
نت َر ُ قالت :في الس ِ
ماء .قالَ « :من َأنَا؟» ْ ْ
َّ
وس َّل َم ،قالَ « :أ ْعتِ ْقها؛ فإنَّها ُمؤمن ٌة»(((.
الله ِ
إثبات ُع ُل ِّو ِ آثار كثير ٌة في سار على ن ِ ِ
َهجهم ٌ وللصحابة والتَّابعي َن و َمن َ
َّ
تاب «إثبات ِص ِ
فة ال ُع ُل ِّو» ح َّققه َبدر ال َبدر، جم َعها اب ُن ُقدا َم َة في ِك ِ ِ ِ
و َفوق َّيتهَ ،
والذهبي في كتاب «الع ُلو» ،وح َّققه واختصره األلباني ِ
رح َمه الل ُه ،وذكَر ُّ َ َ ُ ُّ َ
الله على َخ ْل ِقه
اص رحمه الله في ِكتابه «إثبات ُع ُل ِّو ِ
كثيرا منها أسام ُة ال َق َّص ُ
ً
ولموسى ِ فراج ْعه إن ِش َ
ِ
عظيم الفائدةُ ،
ُ ئت؛ فإنَّه والرد على المخالفين»؛
َّ
ِ تاب « ُع ُل ُّو ِ الدُّ و ِ ِ
الله على َخ ْلقه» ٌ
نافع جدًّ ا. يش ك ُ َ
العمر (بمعنى الح ِ
ياة والب ِ
قاء) َ َ َ ْ ُ َ ْ
الص ِ
حيح. ِ عز َّ ِصف ٌة ذاتي ٌة ،ثابِت ٌة ِ
وجل بالحديث َّ لله َّ َّ
رسول ِ
الله، َ رض َي الل ُه عنه :يا اإلفك« :قال سعدُ بن م ٍ
عاذ ِ ِ ِ
حديث ِ
ففي
ُ ُ
وإن كان ِمن إخوانِنا ِ
األوس؛ َضر ْبنا ُعن َقهْ ، كان ِم َن
إن َ رك منهْ ، والله َأ ِ
عذ ُ ِ أنَا
الخزرج؛ أمرتَنا ،ف َفع ْلنا فيه أمر َك ،فقال سعدُ بن ُعباد َة ِ
رض َي الل ُه عنه: َ ُ َ َ ِ َْ ِمن
كون (باب ِ
قول الر ُج ِلَ :ل َعمر ِ
الله) أيَ :ه ْل َي ُ خاري ُ -
ِّ وقال« :قوله -أي :ال ُّب
ُْ َّ
اج :ال َع ْم ُر: ِ
القاس ِم َّ َي ِمينًا؟ ،وهو َم ْبنِ ٌّي على ت ِ
َفسير « َل َع ْمر» ...وقال أبو
الز َّج ُ
والخبر الله ،والالم للت ِ
َّوكيد، قاء ِالله ،كأنَّه ح َلف بِب ِ
الحياة ،فمن قالَ :ل َعمر ِ
ُ ُ َ َ ُْ َ
((( رواه البخاري ( ،)2661ومسلم ()2770
((( «مشارق األنوار» (.)87/2
((( «االعتقاد» (ص ،)83وبنحوه قال في «األسماء والصفات» (.)194/1
((( «مجموع الفتاوى» (.)273/35
((( «فتح الباري » (.)472/8
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
278
ا ْل َع َم ُل َوا ْل ِف ْع ُل
والسن َِّة. وجل ِ
بالك ِ
تاب ُّ
ِ
ثابتتان ل َّل ِه َّ
عز َّ فتان فِعل َّيتان،
ِص ِ
- 2وقوله تَعا َلى :إِ َّن الل َه َي ْف َع ُل َما ُي ِريدُ [ الحج.]14 :
َفسير قولِه تعالىَ :م ْن َذا ا َّل ِذي َي ْش َف ُع ِعنْدَ ُه إِ َّل بِإِ ْذنِ ِهَّ :
إن وقال عندَ ت ِ
ٍ
مكان؛ ففيه الر ُّد على ليس في ِّ
كل فيها «إثبات ِ
العند َّية ،وهذا ُّ
يدل على أنَّه َ
الحلول َّية»(((.
ُ
ِ
واالستواء لو السنَّة المثبِ َ الر ِ
حمن ال َب َّراكُ : الش ُ
قال َّ
تون لل ُع ِّ «أهل ُّ يخ عبدُ َّ
ظاهره ،وليس عندَ هم بم ِ
شك ٍل ،فهذا ِ الحديث((( وأمثا َله على
َ جر َ
ون هذا
ُ ُي ُ
العرش كما َأخ َبر به سبحانه عن
ِ فوق ال َع ِ
رش ،والل ُه َ
فوق الكتاب عندَ ه َ
ُ
الخ ِ
لق به ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم»(((. أعلم َ
وأخبر به ُ
َ َن ْف ِسه،
ظ ِ
ابن تأويل الحافِ ِ
ِ الش ِ
بل على علي ِّ َعليق َّ
الش ِ ُ
يخ ٍّ الشيخ اب ُن باز ت َ أقر
وقد َّ
تكون العند َّي ُة مكان َّي ًة،
َ لمه ،ون ِ
َفيه ْ
أن ِ ِ َح ٍ
كره أو ع ُ
جر في «الفتح» العند َّية بأنَّها ذ ُ
ِ
التأويل؛ ِ
ظاهره ،وال حاج َة إلى هذا إمراره على
ُ الواجب
ُ يقولِ :
«بل حيث ُ
ا ْل َع ْي َن ُ
ان
ِ
والجماعة السن َِّة والسن َِّةُ ، وجل ِ
بالك ِ عز َّ ِصف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
وأهل ُّ تاب ُّ لله َّ
َليقان به سبحانه؛ َ ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو
َين ت ِ أن الله ي ِ
بص ُر ب َعين ِ عتقدون َّ َ ُ َ َي
يع ا ْل َب ِص ُير[ الشورى.]11 : ِ
السم ُ
َّ
((( رواه أبو داود ( ،)4728وابن حبان ( ،)265( )498/1والطبراني في «المعجم األوسط»
(.)9334( )132/9
قوي
والحديث سكَت عنه أبو داود ،وقال اب ُن حجر في «فتح الباري» ( :)385/13إسنا ُده ٌّ
صحيح.
ٌ األلباني في «صحيح سنن أبي داود» ( )4728إسنا ُده
ُّ شرط مسلم .وقال
على ْ
((( رواه البخاري (.)7407
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
284
ِ
اثنتان، ِ
العينين السن َِّة على َّ
أن «وأجم َع ُ
أهل ُّ َ الشيخ اب ُن ُع َثيمين:
ُ وقال
بأعور»(((.
َ ليس
أن ِ
لله َعين ِ ِ
وإثبات َّ ِ طولة َ
َين(((؛ الصفة، حول هذه وله -رحمه الل ُه -إجاب ٌة ُم َّ
ف ْلت َ
ُراجع.
ا ْلغ ََض ُ
ب
والسن َِّة. وجل ِ
بالك ِ
تاب ُّ عز َّ ِصف ٌة فعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
لله َّ
إثبات
ُ األئم ِة ِ
وسائر َّ
الع ِّز الحنفي« :ومذهب الس ِ
لف ُ َّ َ ُّ
الشارح ابن َأبي ِ
قال َّ ُ ُ
ِ
ونحو ذلك غض، ب وال ُب ِ داوة والو ِ ضب والرضا ،والع ِ ِص ِ
فة ال َغ ِ
والح ِّ
ُ الية، َ َ ِّ
والسنَّة»(((. ِ
الكتاب ُّ
ُ ور َد بها
الصفات التي َ
من ِّ
ف الل ُه بال َغ ِ
ضب ،وال وص ُ
لماؤناُ :ي َ
األصبهاني« :قال ُع ُ
ُّ السن َِّة
قوا ُم ُّ
وقال َّ
يظ(((»(((. ف بال َغ ِ
وص ُ
ُي َ
((( رواه البخاري ( ،)3194ومسلم ()2751؛ من حديث أبي ُهريرة ِ
رضي الل ُه عنه. َ َ
((( رواه البخاري ( ،)3340ومسلم (.)194
((( «العقيدة الطحاوية» (ص .)463
ُ
الحديث. ولعل َمن قال ذلك منهم لم َيب ُل ْغه
وصف به ،انظر صفة :الغيظَّ ،
((( بل ُي َ
((( «الحجة في بيان المحجة» (.)457/2
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
287
ا ْل ُغ ْف َر ُ
ان
(الم ْغ ِفرة). ِ
ان ُظر :صف َة َ
ا ْل َغ َل َب ُة
غالب على أ ْم ِره،
ٌ والسن َِّة؛ فالل ُه وجل ِ
بالك ِ
تاب ُّ ِصف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
ب له. ِ
وال غال َ
األحزاب
َ وحدَ ه ،أ َع َّز ُجندَ ه ،ون ََص َر عَبدَ ه ،وغ َل َ
ب يقول« :ال إل َه َّإل الل ُه ْ
كان ُ
َو ْحدَ ه؛ فال شي َء َبعدَ ه»(((.
ورسلي. َّ
ألنتصرن أنا ُ لَ ْغ ِل َب َّن َأنَا َو ُر ُس ِلي ،أي:
ومعنىَ :
ا ْل ِغنَى
ِ
أسماء ِ والسن َِّة ،و(ا ْلغَن ِ ُّي) من وجل ِ
بالك ِ عز َّ
الله تاب ُّ صف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
تَعا َلى.
ف ُيع َّف ُه الخدري ر ِضي الله عنه ...« :ومن ي ِ ٍ ُ
ستعف ْ َ َ ُ حديث أبي َسعيد ُ ِّ َ -2
الل ُه ،و َمن َيس َت ْغ ِن ُيغْنِه الل ُه.(((»...
الش ِ
ركاء حديث َأبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنه« :قال الل ُه تَعا َلىَ :أنَا َأ ْغنَى ُّ ُ -3
َ َ
الش ِ
رك.((( »... ِ
عن ِّ
ف َل ُه َذاتِي»
((( كَما ِ
الغنَى َأبـــدً ا َو ْص ٌ َ
ـــف َذ ٍ
ات َل ِز ٌم أ َبدً ا «وال َف ْق ُر لِي َو ْص ُ
ٍ
وحاجة بحيث ال تَشو ُبه شائب ُة َف ٍ
قر ُ كل ٍ
وجه؛ المط َل ُق ِمن ِّ ِ
سبحانه الغنى التا ُّم ُ
قتضى ذاتِه ،وما نفك عنه؛ ألنَّه ُم َ وصف الز ٌم له ،ال َي ٌُّ ألن ِغنا ُه
أصل؛ وذلك َّ ً
يكون َّإل بالذ ِ
َ متنع ْ
أن يكون َّإل غن ًّيا كما َي ُ
َ متنع ْ
أن يزول؛ ف َي َ ات ال ُيمك ُن أن َ َّ
كريما» جوادا م ِ
رحيما ً ً حسنًاًّ ،برا َ ً ُ
(((
ِ
(الواسع). جاجي فيِ :صفة وان ُظ ْر :كَال َم َّ
الز
ِّ
ا ْل َغ ْي َر ُة
َليق بجاللِه و َعظمتِه، وجل بال َغي ِ
رة ،وهي ِصف ٌة فعل َّي ٌة ت ُ ْ عز َّ
ف الل ُه َّ
وص ُُي َ
ِ ِ ِِ ِ
يع
السم ُال تُشب ُه َغ ْي َر َة المخلوق ،وال نَدري كيف؛ َ ل ْي َس كَم ْثله َش ْي ٌء َو ُه َو َّ
ا ْل َب ِص ُير.
الدَّ ُ
ليل:
غار ،و َغ ْير ُة ال َّل ِه
«إن الل َه تَعا َلى َي ُ
حديث أبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنهَّ : َ َ ُ -1
أتي المر ُء ما َح َّرم الل ُه عليه»(((. تعالى ْ
أن َي َ
يرة ٍ
ون من َغ ِ
رض َي الل ُه عنهَ « :أتَعج ُب َ بن ُعباد َة ِعد ِحديث س ِ
سعد؟! ُ َ -2
الفواحش ما َظ َه َر
َ فوالله ألَنَا أغير ،والله أغير منِّي؛ ِمن أج ِل َغ ِ
يرة ال َّل ِه َح َّر َم ِ
ْ ُ ُ ُ
أغير ِمن ال َّل ِه.(((»...
ص ُ منها وما َب َط َن ،وال َش ْخ َ
«اعلم َّ
أن الكال َم ْ الس ِ
ابقين :- ِ
الحديثين َّ قال أبو َيع َلى ال َف َّرا ُء -بعدَ ِذكر
ِ
صلين: ِ
الخبر في َف في هذا
فة ال َغي ِ
رة عليه. إطالق ِص ِ
ُ أحدهما:
ْ
ِ
خص. ِ
إطالق َّ
الش وال َّثاني :في
النبي ص َّلى
أن َّ الصحيح عن عائش َةَّ : شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة« :في َّ وقال ُ
زني عَبدُ ه أو الل ُه عليه وس َّلم قال« :يا ُأم َة محم ٍد ،ما أحدٌ أغير من ِ
الله ْ
أن َي َ ُ َّ ُ َّ َ
يرة ،بل ب َّين أنَّه التزني َأمتُه» ،فلم يص ْفه ص َّلى الله عليه وس َّلم بمط َلق ال َغ ِ
َ ُ ُ ْ َ َ
ِ
أغير من المؤمنين، رسول الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُ َ أغير منهَّ ،
وأن أحدَ ُ
ِ
وأسمائه ،بل ما شيء ِمن صفاتِه ٍ ساوى في غير َم َّر ٍة َّ
أن الل َه ال ُي َ وقدْ قدَّ ْمنا َ
ِ
َّقائص فهو أنز ُه ب النأكمل فيه ،وما كان ِمن َس ْل ِ الكمال فهو ُ ِ كان ِمن ِص ِ
فات
الع ِ
باد ،وأنَّه منه؛ إذ له الم َث ُل األعلى سبحانه وتعالى ،فوص َفه بأنَّه أغير ِمن ِ
ُ َ َ ُ َ
أغير منه»(((.
ال َ
حص َل و ُيريدُ ت َ
َغييره؛ كر ُه ما َ الغائر [كذا ،ويعني :الغيور] َي َ َ اشتقاق ال َغ َير ِة؛ َّ
أن ِ
ف الله بال َغ ِ
يرة؟ وص ُ ْ
فهل ُي َ
والض ِح ِك
َّ ِ
بالفرح فوص ُ ِ
ف الل ُه بال َغيرة ،كما ُي َ وص ُالجواب :ن َع ْمُ ،ي َ
الفعل َّية التي تتع َّلق بمشيئتِه؛فات ِ ب ،وما َأشبهه ،وهذه الصف ُة من الص ِ
ِّ ِّ وال َع َج ِ
فالض ِح ُك فات ِ
الفعل َّيةَّ ، فة لها سبب ،فهي ِمن الص ِ
ِّ ٌ
كل ِص ٍأن َّ الضابطَّ :
َ َّ
ألن
سبب ِصف ٌة فِعلية ،والفرح ِصف ٌة فِعلية ،والعجب ِصف ٌة فِعليةِ ُّ ،
فكل صفة لها ٌ َّ َ ُ َّ ُ َّ
كل ِصفة أن َّ ِ
العلماءَّ : ِ
المعروف عند ِ
الضابط فإنَّها ِصف ٌة فِعل َّية؛ لدخولها في
ال َغ ْي ُظ
ِ
حيحة.الص ِ ِصف ٌة فعل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
بالسنَّة َّ
وجل ُّ
بمل ِك
الله رج ٌل يسمى ِ
ُ ُ َّ
رجل على ِ
ٍ الحافظ اب ُن الق ِّيمَ «« :أ ُ
غيظ ُ وقال
قت ِ
الله و َغض ُبه على َمن تَش َّبه به في االس ِم الذي ال َينبغي األَ ِ
مالك» :فهذا َم ُ
َّإل له»(((.
عز َّ
وجل؛ يظ ِ
لله َّ إثبات ال َغ ِ
ُ ُ
«أغيظ» :فيه يخ اب ُن ُع َثيمين« :قو ُله:
الش ُ
وقال َّ
والظاهر أنَّها أشدُّ من كغيرها من الص ِ
فات، وجلِ ، عز َّ َليق ِ
بالله َّ فهي ِصف ٌة ت ُ
ُ ِّ
ِ
الغضب»(((.
ا ْل َف ْت ُح
اسم ِمن ِ
والسنَّة ،و(ال َفت ُ
َّاح) ٌ تاب ُّ
وجل ،ثابت ٌة ِ
بالك ِ َّ عز ِصف ٌة فِعلي ٌة ِ
لله َّ ْ َّ
ِ
أسمائه تعالى.
ر َّبنَا ا ْفت َْح َب ْينَنَا َو َب ْي َن َق ْو ِمنَا بِا ْل َح ِّق[ األعراف.]89 :
-2وقو ُلهَ :
ان َْ
وال َفتْـــح فِـــي أوصافِ ِ
ـــه أمر ِ
ْ َ ُ ـــم ِائ ِه ِ
َّـــاح م ْن َأ ْس َ «وكَذلِ َ
ـــك ال َفت ُ
ـــدار َفتْـــح َث ِ
ِ ـــر ُع ِ
ـــان ٌ ْـــح بِاألَ ْق
وال َفت ُ إلهنَا ْـــح بِ ُح ْك ٍم َو ْه ُ
ـــو َش ْ َفت ٌ
الر ْح ِ ِ يـــن ِك َل ْي ِه َما
َّـــاح بِ َذ ِ
من»
(((
عَدْ ًل ْ
وإح َســـانًا مـــ َن َّ والـــر ُّب َفت ٌ
َّ
والفتح ضدُّ ال َغ ِ
لق والفتح بمعنى الحك ِم وال َق ِ
ضاء كما في اآلية الثانية،
ُ ُ ُ
الس ِ
ابقين. ِ
ديثين َّ الح
والفتح بمعنى النَّصر كما في َ
ُ كَما في اآلية ال َّثالِثة،
ا ْل َفرا ُغ ِمن َّ ِ
واالنتهاء ِمنه) الشيء َ
ِ ِ
إتمامه (بم ْعنَى َ
ِ ِ عز َّ ِصف ٌة فِعل َّي ٌة ِ
حيحة.الص وجل ،ثابت ٌة ُّ
بالسنَّة َّ لله َّ
الدَّ ليل:
رسول ِ
الله َ «سمعت
ُ رض َي الل ُه عنه؛ قال: بن الن ِ
ُّعمان ِ حديث َقتاد َة ِ
ُ -2
لقه؛ استوى على َع ِ
يقولَ :لما َفر َغ الله ِمن َخ ِ
رشه» ُ ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُ َّ َ
(((.
أسرع
ُ باده بن ْف ِسه ،و َينتهي من ذلك ،وهو -تعالى- تعالى يتو َّلى محاسب َة ِع ِ
كثير من النُّصوص ،وهو ِمن وصف الله تعالى بذلك في ٍ ُ الحاسبين ،وجا َء
(((.
الفعل ،وهي كثيرةٌ» أوصاف ِ
ِ
الش ِ
يء ،فرا ًغا وفرو ًغا :أتممتُه. فرغت من َّ وفي ال ُّلغة:
ُ
ا ْل َف َر ُح
ِ
حيحة.الص ِ عز َّ
صف ٌة فعل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
وجل باألحاديث َّ
الدَّ ليل:
بتوبة َعبده »...وفي ٍ
لفظ« :أشدُّ َفر ًحا»(((. حديثَ « :ل َّله أفرح ِ
ُ
ُ ُ
َ
يقولون (أي :اإلثبات) في جمي ِع الصابوني« :وكذلِك
ُّ َ
إسماعيل قال َأبو
ث عبدُ ُه التوب َة واإلنا َب َة إليه ،وهو ُمستلز ٌم ِلرضاه عن بالفرح عندما ي ِ
حد ُ ِ
ُ
التائب ،و َقبولِه توبتَه.
ِ َع ِ
بده
ٍ
وسرور فرح ِخ َّف ٍة ُ
يكون َ ِ
المخلوق على أنواعٍ؛ فقد الفرح في
ُ وإذا كان
ٍ
مسعود، ِ
حديث عبد الله بن ((( رواه البخاري ( 6308و ،)6309ومسلم ( .)4933-4927من
وأنس بن مالك ،وأبي ُهريرة ،والن ِ
ُّعمان بن بشير ،والبراء بن عازبِ ،
رضي الل ُه عنهم. َ َ َ َ
السلف أصحاب الحديث» (ص.)5 ((( «عقيدة َّ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
298
أحد ِمن خ ْلقه؛ ال في ذاته ،وال في َأسبابِه ،وال في غاياتِه؛ فسب ُبه
ال يشبِه فرح ٍ
ُ ُ َ
تعرضوا لها ،وغايتُه إتما ُم ِ ِ ِ كمال رحمتِه وإحسانِه التي ُ
يحب من عباده أن َي َُّّ
المنيبِي َن. ِ ِ
نعمته على التَّائبي َن ُ
واب؛ ِ
بإرادة ال َّث ِ الرضا ِ ِ
وتفسير ِّ
ُ الرضا،
الفرح بالزمه ،وهو ِّ تفسير
ُ وأ َّما
ورضاه سبحانهَ ،أ ْو َجبه سو ُء ظ ِّن هؤالء لفر ِحه ِ ٌ
وتعطيل َ نفي
فكل ذلك ٌ ُّ
تكون فيه كما هي في ُ أن هذه المعانيتوهموا َّ ُ المع ِّط ِ
حيث َّ لة بر ِّبهم؛
َشبيههم وت ِ
َعطيلهم»(((. ِ
المخلوق ،تعالى الل ُه عن ت ِ
(السمعِ). ِ ِ ابن ٍالبغوي في ِصفة (األصابِع) ،وكال َم ِ وان ُظ ْر :كال َم
كثير في صفة َّ ِّ
ا ْل َف ْط ُر
ِ ِ فات َأفعالِه تعالى أنَّه َف َط َر َ
ِمن ِص ِ
واألرض، موات الس الخ ْل َق ،وهو ُ
فاطر َّ
والسن َِّة. ثابت ِ
بالك ِ
تاب ُّ وهذا ٌ
المعنى:
َ
واالختراع .ف َط َركم َّأو َل َم َّر ٍة ،أي :ابتد َأ
ُ َف َط َر ،أيَ :ش َّق ،وال َف ْط ُر :االبتدا ُء
ِ
أن كانتَا َر ْت ًقا،
واألرض ،أي :ش َّقهما و َف َت َقهما بعدَ َْ موات َخ ْل َقكم .ف َطر َّ
الس
بتدئُها وخالِ ُقها(((.بد ُعها وم ِ
ُ
وهو م ِ
ُ
ا ْل ِف ْع ُل
ان ُظرِ :صف َة (ال َع َمل).
ا ْل َف ْو ِق َّي ُة
كل ثبتون ُع ُل َّو الله و َف ْو ِق َّيته ،وأنَّه سبحانه َ
فوق ِّ أهل السن َِّة والج ِ
ماعة ُي َ َ ُ ُّ
ٍ
شيء.
ٌ
معقول والفاعل ال بدَّ له ِمن فِعل ،وليس هناك فِ ٌ
عل َ ٍ
فاعل، عل ال بدَّ له ِمن ِ
الف َ
ِ
كالقبض بالفاع ِل ،سوا ًء كان الز ًما كالن ُُّزول والمجيء ،أو ُمتعدِّ ًيا ِ َّإل ما قام
تابع لِ َما يفع ُله من أفعالِه ِ
فحدوث ما ُيحد ُثه تعالى من المخلوقات ٌ
ِ ُ والطي؛
ِّ
أنكر ِ
فمن َ حي ق ُّيو ٌم ،ف َّعال ل َما ُيريدَ ، االختيار َّية القائمة به تعالى؛ وهو تعالى ٌّ
نك ُر َخل َقه لهذا العا َلم فإن معنى ذلك أنَّه ي ِ ِ
األفعال االختيار َّية به تعالىَّ ، قيا َم
ُ
ُ
فالعقل المشاهد ،و ُينكر قو َله :إِ َّن ُه َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير؛
َ المشاه ِد وغير
َ
رع.
الش ُ َّ
دل على ما جا َء به َّ
ا ْل ُق ْد َر ُة
ِ
أسمائه تعالى: تاب والسن َِّةِ ،
ومن وجل ِ
بالك ِ عز َّ
صف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
ُّ
و(الم ْقت َِدر).
ُ
ِ
و(القادر) (ال َق ِدير)
-1قو ُله تَعا َلى :إِ َّن ال َّل َه َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير[ البقرة ]20:وغيرها.
-2وقو ُلهُ :ق ْل هو ا ْل ِ
قاد ُر َع َلى َأ ْن َي ْب َع َث َع َل ْيك ُْم َع َذا ًبا[ األنعام.]65: ُ َ
َّات ونَه ٍر * فِي م ْقع ِد ِصدْ ٍق ِعنْدَ م ِل ٍ
ٍ ِ ِ
يك َ َ َ -3وقو ُله :إِ َّن ُ
المتَّقي َن في َجن َ َ
ُم ْقت َِد ٍر[ القمر.]55 :
ا ْل ِق َد ُم
اسما له.
و(القديم) ليس ً
ُ قديم ،ال ِصف ًة له، عز َّ
وجل بأنَّه ٌ
عن ِ
الله َّ ُي ْخ َب ُر ِ
فات ِ
األسماء والص ِ طلق عليه في ِ
باب الحافظ اب ُن ال َق ِّي ِم ...« :ما ُي ُ
ُ قال
ِّ
َ
يكون توقيف ًّيا؛ كالقديم، يجب ْ
أن ُ ِ
األخبار ال توقيفي ،وما ُيط َل ُق عليه منٌّ
والقائم بنَ ْف ِسه»(((.
ِ َّ
والشيء ،والموجود،
قوام السنَّة ...« :ف َب َّين (أي :النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّلم) مرا َد ِ
الله وقال َّ
َ ُّ ُّ
أن ن ْفسه قديم غير ٍ ِ
فوص ُ فانَّ ،
وأن ذاته ال ُي َ ٌ تعالى فيما َأخبر عن ن ْفسه ،وب َّين َّ َ
النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم.(((»... َّإل بما َو َصفَ ،
وو َص َفه ُّ
وسلطانِه ال َقديمِ؛ بالله العظي ِم ،وبِ َو ِ
جهه الكري ِمُ ،
ِ
الحديث« :أعو ُذ ِ وفي
الرجي ِم»(((. ِ من َّ
الشيطان َّ
وجل ِ
بالقدَ ِم. عز َّ
الله َّ فس ِ
لطان ِ
وص ُ ُ
وفيه ْ
«واإليمان بال َق ِ
در ُ شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة: الله ِ
بالقدَ م؛ قال ُ وصف ِع ْلم ِ و ُي
ُ ُ
عليم اإليمان َّ
ُ شيئين؛ فالدرج ُة األُولى:
ِ ٍ على َدرجت ِ
َينُّ ،
بأن الل َه ٌ تتضم ُن
َّ درجة كل
موصوف به ً
أزل وأبدً ا.(((»... ٌ بع ِ
لمه القدي ِم ،الذي هو عاملون ِ
لق وهم ِ بالخ ِ
َ
متنازعون؛ هل يسمى الله بما صح معناه في ال ُّل ِ
غة «والناس ِ أيضا:
وقال ً
َّ ُ ُ َّ ُ
طلق َّإل ما َأ ْط َل َق
إجماع ،أم ال ُي ُ نص وال ِ ِ
والعقل َّ
ٌ والشرعِ ،وإن لم ير ْد بإطالقه ٌّ
نص في َ
طلقون ما ال َّ مشهورين ،وعا َّمة النُّ َّظ ِ
ار ُي ِ ِ
قولين نص أو إجماع؟ على
ٌّ
ِ
الناس إطالقه وال إجماع؛ كلفظ (القديم) و(الذات) ...ونحو ذلكِ ،
ومن ِ
فصل بين األسماء التي ُيد َعى بها ،وبين ما ُيخ َب ُر به عند الحاجة؛ فهو َمن ُي ِّ
ولِ َّل ِه األَ ْس َما ُء ا ْل ُح ْسنَى، ِ
الحسنى؛ كما قالَ :
سبحانه إنَّما ُيدْ َعى باألسماء ُ
ٍ
موجود، اإلخبار عنه؛ ِم ُثل أن ُيقال :ليس هو بقدي ٍم ،وال ِ يج إلى ِ
وأ َّما إذا احت َ
تحقيق اإلثباتْ :بل هو ِ ذات قائمة بنَ ْفسها ...ونحو ذلك؛ فقيل فيوال ٍ
ٍ
بشيء ،فقيل: ذات قائم ٌة بنَ ْف ِسها ،وقيل :ليس
قديم ،موجو ٌد ،وهو ٌ
سبحانه ٌ
ٌ
سائغ.((( »... بل هو شي ٌء؛ فهذا
أوسع ِ
اإلخبار باب اإلخبار به عنه؛ كما قلناَّ : ِ
أسمائهْ ،
ُ إن َ ُ يصح
ُّ وإن كان
ِ
اإلنشاء ،والله أعلم»(((. من باب
ا ْل َق َد َم ِ
ان
ِ
ان ُظ ْر :صف َة ِّ
(الر ْجل).
ا ْل ُق ُّد ُ
وس
وس ،وهي صف ٌة ذات َّي ٌة له، َّ
وجل بأنَّه سبحانه ال ُقدُّ ُ عز
ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
والسن َِّة.
تاب ُّ
ثابت ِ
بالك ِ اسم لهٌ ،
وس) ٌ و(ال ُقدُّ ُ
والروح»(((. ِ
المالئكة ُّ
ا ْل ُق ْر ُ
آن
عز َّ
وجل ،أ َّما ما في فات ِ
الله َّ الله ،وهو ِصف ٌة من ِص ِ
القرآن كالم ِ
ُ
ُ
ٌ
مخلوق. وم ٍ
داد فهو ورق ِ
المصحف ِمن ٍ
َ
محاج ِة آ َد َم
َّ َ
حديث ساق ِ
القديمة»((( ،ثم َ فات ِ
الله القرآن ِمن ِص ِ
َ ُّ
يدل على َّ
أن
السالم -المشهور.
وسى– عليهما َّ
لم َ
ُ
ف بها ن ْف َسه»(((.
وص َ ِ
صفات ِ «القرآن صف ٌة ِمن
ُ وقال اب ُن تَيم َّي َة:
الله َ
ٍ
مخلوق، غير ِ َ
القرآن كال ُم الله ُ أن السن َِّة ُمت َِّف َ
قون على َّ أيضاُ :
«أهل ُّ وقال ً
القائمة بنَ ْف ِسه ،ليس من مخلوقاتِه»(((.
ِ وأن كال َمه ِمن صفاتِه
َّ
ا ْل ُق ْر ُب
ان ُظ ْرِ :صف َة (ال َّت َق ُّرب).
ا ْل َق ْط ُع
(الوصل).
ْ ان ُظ ْرِ :صف َة
ا ْل َق ْه ُر
القاهر، ف الل ُه بأنَّه
وص ُ ِ
بالك ِ َّ
وجل ،ثابت ٌة ِصف ٌة ذات َّيةٌ ل َّله َّ
ُ تاب ،و ُي َ عز
لله تعالى. ِ
اسمان ِ وه َما وال َق َّهارُ ،
الدَّ ليل:
اد ِه[ األنعام.]61 ،18 : ِ
اهر َفو َق ِعب ِ
َ و ُه َو ا ْل َق ُ ْ
-1قو ُله تَعا َلىَ :
-2قو ُله تَعا َلى :وهو ا ْلو ِ
احدُ ا ْل َق َّه ُار[ الرعد.]16 : َ ُ َ َ
ولم ِير ْد في القرآن «ال َق َّهار» َّإل مسبو ًقا بـ «الواحد» ،وذلك في ِست َِّة
السابقة ،و[يوسف ،39:إبراهيم ،48 :ص ،65:الزمر ،4:غافر.]16:
مواضع :اآلية َّ
َ
قال اب ُن ال َق ِّي ِم:
ون بِالســـ ْل َط ِ
ان ُّ الخ ْل ُق َم ْق ُه ُ
ـــور َ َف َ ـــار ِمـــ ْن ْأو َصافِ ِه «وكذلِ َ
ـــك ال َق َّه ُ َ
َان ِمن َقه ٍر وال ســـ ْل ِ يـــزا ِ ـــم َيكُـــ ْن َح ًّيا ِ
طان» َمـــا ك َ ْ ْ قاد ًرا عز ً َل ْو َل ْ
(((
ُ
لبة واألَ ْخ ِذ ِمن ُ
فوق. وال َقهر بمعنى ال َغ ِ
ُ
اد ِه...« :
اهر َفو َق ِعب ِ
َ
ِ
و ُه َو ا ْل َق ُ ْ
ِ قال اب ُن َج ٍ
رير عند تفسير قوله تَعا َلىَ :
ا ْل ُق َّو ُة
الله. ِ
أسماء ِ و(القوي) من بالكتاب ال َع ِ
زيز، ِ عز َّ
وجل ،ثابت ٌة ِصف ٌة ذاتي ٌة ِ
ُّ لله َّ َّ
الدَّ ليل:
ي ا ْل َع ِز ُيز[ الشورى.]19 :
و ُه َو ا ْل َق ِو ُّ
قوله تَعا َلىَ :
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
310
ِ
واألرض و َمن فيه َّن.(((»... أنت َقيمُ السم ِ
وات تهج ِدهَ ...« :
لك الحمدُ ؛ َ ِّ َّ َ في ُّ
واألرض» ،وفي الر ِ
واية الثانية: ِ قال النووي« « :أنت قيام السم ِ
وات
ِّ َّ ُ َّ َ ُّ
ُ
الحديث، « َق ِّي ُم»؛ قال العلما ُءِ :من صفاتِه :ال َق َّيا ُم والق ِّيم؛ كما َص َّرح به هذا
ومنه قو ُله تعالىَ :أ َف َم ْن ُه َو َق ِائ ٌم َع َلى ك ُِّل
القرآن وقائمِ ،
ٌ
ِ
وال َق ُّيو ُم ِّ
بنص
زول. الهروي :و ُيقالَ :ق َّوام .قال اب ُن ع َّب ٍ
اس :ال َق ُّيو ُم الذي ال َي ُ ُّ س؛ قالَن ْف ٍ
ِ
سائغان ٍ
شيء ،ومعناهُ :مدَ ِّب ُر أ ْم ِر َخ ْل ِقه ،وهما القائم على ِّ
كل غيره :هو
ُ وقال ُ
ِ
والحديث»(((. تفسير ِ
اآلية ِ في
ور ِ
زقه وت ِ
َدبيره، شيءِ ، ٍ فظ ِّ
كل بح ِ
رير(« :ال َقيوم) :ال َقيم ِ
قال اب ُن َج ٍ
ِّ ُّ ُ
ٍ
وزيادة و َن ْقص» ،ثم ذكَر ٍ
وتبديل، ٍ
تغيير وأحبِ ،من ِ
َصريفه فيما شا َء وت
َّ
واب ما قال مجاهدٌ بالص ِ قولين في معنى ال َق ُّيوم ،ثم قال« :و َأ ْولى التأويلين َِّ
«ومن ِصفاتِه( :ال َق ُّيو ُم) و(ال َق َّيا ُم) ،و ُق ِرئ بهما جمي ًعا، وقال ابن ُقتَيب َةِ :
ُ
بالش ِ
يء :إذا وليتَه ،كأنَّه الق ِّي ُم ِّ
بكل مت َّ وهما ( َف ْي ُعول) و( َف ْي َعال)ِ ،من ُق ُ
ور و َد َّي ٌار»(((. ومثله في الت ِ ٍ
شيءِ ،
َّقديرَ :د ُّي ٌ
((( رواه البخاري ( ،)7499 ،7442 ،7385ورواه مسلم ( )769بلفظ« :ق َّيام».
((( «شرح صحيح مسلم».
((( تفسير اآلية األولى من سورة آل عمران (-158/6شاكر).
((( «تفسير غريب القرآن» (ص .)7
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
312
ِ
أوصاف اجي« :ال َق ُّيو ُمَ ( :ف ْيعول) ِمن قام َي ُقوم ،وهو ِمن
الز َّج ُّ
وقال َّ
المبالغة في ِ
الفعل»(((. ِ
ا ْلكَا فِي
حتاجون إليه ،وهي ِصف ٌة ثابت ٌة
َ كاف ِعبا َده ما َي
وجل بأنَّه ٍ
عز َّ
ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
والسن َِّة. ِ
بالك ِ
تاب ُّ
الم ْست َْه ِز ِئي َن[ الحجر.]95 : -2وقو ُله :إِنَّا َك َف ْين َ
َاك ُ
-3وقو ُلهَ :أ َليس الله بِك ٍ
َاف َع ْبدَ ُه[ الزمر.]36 : ُ ْ َ
َأوى إلى فِ ِ
راشه قال« :الحمدُ ِ
فكم لله الذي َأ ْط َع َمنا وس َقانا ،و َك َفانَا َ
وآوانَا؛ ْ َ
ؤوي»(((.
كافي له وال ُم َ
ممن ال َ
َّ
ئت»(((. ِش َ
َ
حتاجونجميع ما َي
َ السعدي« :الكافي ِعبا َده
ُّ الر ِ
حمن الش ُ
يخ عبدُ َّ قال َّ
اءي ِ
ر ب ا ْلكِبر وا ْلكِ
ُ َ ْ ُْ َ
ِ
أسماء و(الم َت َك ِّبر) ِمن والسن َِّة، وجل ِ
بالك ِ عز َّ ِصف ٌة ذاتي ٌة ،ثابت ٌة ِ
ُ تاب ُّ لله َّ َّ
ِ
الله تعالى.
ا ْل َكبِ ُير
كل َش ٍ
يء ،وهي ِصف ٌة أكبر ِمن ِّ عز َّ
الكبير ،وهو ُ
ُ وجل بأنَّه ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
ِ
أسمائه تعالى. والسن َِّة ،و(الكَبِ ُير) ِمن ذاتي ٌة ،ثابت ٌة ِ
بالك ِ
تاب ُّ َّ
ور ِم ْن َب ْع ِد ِّ
الذك ِْر[ األنبياء]105: و َل َقدْ َك َت ْبنَا فِي َّ
الز ُب ِ -3وقو ُلهَ :
السالم ،وفيه ُ
قول آد َم لموسى: ِ
احتجاج موسى وآ َد َم عليهما َّ ُ
حديث -2
وجل خ َل َق آ َد َم عليه
عز َّ بأن ِ
الله َّ ِ
اإليمان َّ «باب اآلج ِّر ُّي: قال أبو ٍ
ُ بكر ُ
الس َل ُم بِ َي ِده.(((»...
وخ َّط التورا َة لموسى عليه َّ
الس َلم ِ
بيدهَ ، َّ ُ
َ
يكون يجوز ْ
أن ُ الله ال ُغنَيمان« :قو ُله« :كتَب في ِكتابِه»:
يخ عبدُ ِ
الش ُ
وقال َّ
َ
يكون على ويجوز أن
ُ ُ
الحافظ - ُب -كما قال القلم ْ
أن َيكت َ َ المعنى :أ َم َر
ِ
فكانت َ
يكون قال :كُن؛ ويجوز أن ٍ
واسطة، َب تعالى بدون ِ
ظاهره؛ ْ
ُ بأن كت َ
بالحق.(((»...
ِّ عليه وس َّل َمَ ...« :ب َلى ،والذي َأك َْر َمك
معاني صفات فِ ِ
عله ،(((»...وذكر ِ فيكون ِمن
ُ واد ِ
الم ْفضال، بمعنى الج ِ
َ َ َ
ً
وأقوال أخرى.
فوح.
الص ُ
والكريمَّ :
ُ العزيز،
ُ والكريم:
ُ «الكريم :الجوا ُد،
ُ اجي:
الز َّج ُّ
وقال َّ
عز َّ ف ِ العرب ،ك ُّلها ٌ ٍ
وجل الله َّ جائز َو ْص ُ هذه ثالث ُة أوجه للكري ِم في كال ِم َ
والبيهقي في
ُّ ((( رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» ( ،)68/4والطبراني في «الدعاء» (،)870
رضي الل ُه عنه ،ورواه ابن أبي شيبة ()69/4 ٍ
مسعود ِ «السنن» ()95/5؛ موقو ًفا على ابن
موقوف ًا على ابن عمر ِ
رضي الل ُه عنهما.
العراقي في «تخريج إحياء علوم الدين» ( ،)321/1وابن حجر في «الفتوحات ُّ وصحح
َّ
ِ ٍ ِ
الربانية» ( )402-401/4إسنا َد الموقوف على ابن مسعود رضي الل ُه عنه.
األلباني -رحمه الله -في «مناسك الحج والعمرة» (ص « :)28رواه اب ُن أبي َشيب َة عن
ُّ وقال
صحيح ِ ِ وابن ُعمر ِ ٍ
ين». َ بإسنادين رضي الل ُه عنهم ابن مسعود ِ َ
((( «الفروق» (ص .)143
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
320
ِ
بالمفعول به؛ ألنَّه ال بدَّ فوح ،تَع َّل َق بها ،فإذا ُأريدَ بالكري ِم الجوا ُد أو َّ
الص ُ
غير ُم ٍ
قتض ٍ
موجود ،وإذا ُأريد به ٍ تكر ٍم عليه
العزيز ،كان َ
ُ ومصفوح عنه من ُم َّ
والصفوح؛ فهي ِصف ُة
ُ مفعول»(((َ .يعني -رحمه الله :-إذا ُأريدَ به الجوا ُد
ً
ٍ ِ فِ ٍ
عل ،وإذا ُأريدُ به
العزيز ،فهي صف ُة ذات .والل ُه ُ
أعلم. ُ
ا ْلك ُّ
َف
النبي ِ ِ ِ ِصف ٌة ذات َّي ٌة ،ثابت ٌة ل َّل ِه َّ
عز َّ
الصحيحة الثابتة عن ِّ
وجل باألحاديث َّ
ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم.
الدَّ ليل:
بصدقة ِمن َط ِّي ٍ
ب- ٍ حديث أبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنه« :ما تَصدَّ َق أحدٌ َ َ ُ -1
وجدت برد ِ
أنام ِله في َصدْ ِري.(((»... َبي َن كتِفي ،حتى
ُ ْ َ
ِ ِ
و(األنامل). ان ُظ ْر :صفة ُّ
(الصورة)
والكف
َّ الكف ،ورا ًّدا على َمن َأ َّو َل ُّ
الصور َة َّ قال أبو َيع َلى ال َف َّرا ُء ُمثبتًا
الكف بين
ِّ ووض ِع
ورةْ ، حديث الصورة بقوله« :ال َّثالث :أنَّه وص َفه بالص ِ ِ في
ُّ َ ُّ
والم َل ُك.(((»... ُ الصف ُة ال تت ُ ِ ِ
األفعال َ َّصف بها كَت َفيه ،وهذه ِّ
أحاديث الص ِ
ِ لجملة ِمن
ٍ األصبهاني َبعدَ َس ْر ِده
فات: ِّ ُّ وقال َق َّوام ُّ
السنَّة
ِ
الرحمن» ،وقوله: بصدقتِه ف َي َض ُعها في ِّ
كف «وقو ُلهَّ :
«إن أحدَ كم يأتي َ
ضين على إِ ْص َبعٍ».. ِ
ُ
وأمثال هذه السموات على إِ ْصبعٍ ،واألَ َر َ ضع َّ « َي ُ
بان له ِص َّح ُة ذلكَّ ،
وأن تعصب؛ َ ِ
األحاديث ،فإذا تَد َّبره متد ِّب ٌر ،ولم َي َّ
البحث عن كَيف َّي ِة ذلك ٌ
باطل»(((. َ واجبَّ ،
وأن ٌ َ
اإليمان به
ضع الج َّب ُار فيها قدَ َمه» ،وقوله« :حتَّى ِ
ثم قال« :وكذلك قوله« :حتَّى َي َ
معان ،وليس ي ِ
حتم ُل ٍ وللكف
ِّ ٍ
معان، الرحمن» ،وللقدَ ِمِ كف
َيض َعه في ِّ
َ
العر ِ
ب؛ فهو معلو ٌم معروف في كال ِم َ ٌ الحديث شي ًئا من ذلِك؛ َّإل ما هوُ
«السنة» (ص -465
والترمذي ( ،)3235وابن أبي عاصم في ُّ
ُّ ((( رواه أحمد (،)243/5
سألت
ُ ٌ
حديث حس ٌن صحيح، الترمذي( :هذا
ُّ جمع من الصحابة ،قال
،)471وغيرهم؛ عن ْ
ٌ
حديث حس ٌن صحيح)، ِ
محمدَ ب َن إسماعيل-البخاري -عن هذا الحديث فقال :هذا َّ
العربي في «أحكام القرآن» ( ،)73/4وأحمد شاكر واأللباني.
ِّ وصححه اب ُن
َّ
((( «إبطال التأويالت» (.)131/1
((( «الحجة في بيان المحجة» (.)259/2
((( المصدر السابق (ص .)262
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
323
والكف،
ُّ «ومن ِصفاتِه سبحانه :اليدُ ،وال َيمي ُن،
وقال ِصدِّ يق حسن خانِ :
َ
ِْ
وال ْص َبع.(((»...
ا ْلك َِف ُ
يل
الكفيل ،الذي َيك ُف ُل ِعبا َده و َي ْح َف ُظهم ،وهي
ُ عز َّ
وجل بأنَّه ف الل ُه َّ وص ُ ُي َ
والسنَّة. ِ
بالكتاب ُّ ِصف ٌة فِعل َّي ٌة ثابت ٌة له
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
سول ِ
الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم: رضي الل ُه عنه ،عن ر ِحديث أبي ُهرير َة ِ
ُ
َ َ َ َ
أن ُيسل َفه َ
ألف َ
إسرائيل ْ بعض بني
سأل َإسرائيلَ ،
َ رج ًل ِمن بني
«أنَّه ذكَر ُ
بالله َشهيدً ا ،قال :فأتِني شهدْ هم ،فقال :ك َفى ِ بالش ِ
هداء ُأ ِ ِدينار ،فقال :ائتِني ُّ
َفيل ،قال :ك َفى ِ
بالله ك ً
َفيل ،قالَ :ص َ
دقت.(((»... بالك ِ
و َقدْ َج َع ْلت ُُم الل َه َع َل ْيك ُْم ك َِف ًيل: ِ
تفسير قوله تَعا َلىَ : ٍ
جرير في قال اب ُن
ِ ِ
وفي
الم َ«وقد جعلتُم الل َه بالوفاء بما تَعاقدتُم عليه على أن ُفسكم راع ًياَ ،ير َعى ُ
والناقض». ِ
الوفاء به، عاهدَ على ِ
َ منكم بعهد الله الذي َ
ُ
والكفيل ُ
الضمان... األصفهاني في «المفردات»« :الكَفال ُةُّ اغب
الر ُ
قال َّ
الحظ الذي فيه ِ
الكفاية ،كأنَّه تك َّفل بأ ْمره». ُّ
ِ
أسماء الله تَعالى. بعضهم (الك َِفيل) من
وقد عدَّ ُ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل من ُّ
َ
اصطفاك وسى ،وفيه« :قال له آ َد ُم :يا ُموسى، ِ
احتجاج آ َد َم و ُم َ ُ
حديث -1
الله بك ِ
َالمه»(((.
َرضيتُم؟.(((»...
ُخر َج ِمن
أن ت ِ
إن الل َه َيأ ُم ُرك ْ ٍ
بصوتَّ : ُ
فيقول :ل َّب ْي َك َ
وس ْعدَ يك ،ف ُينا َدى آ َد ُم،
لماء في ذلِك:
أقوال الع ِ
ِ ُ
ِ
ومن
سم ُعه َمن ٍ ِ عز َّ َّ
وجل ُينادي بصوت َي َ «وإن الل َه َّ خاري:
ُّ -1قال اإلما ُم ال ُب
كره ،وفي هذا (يعني: الله َّ ِ
لغير ِ
سم ُعه َمن َق ُرب ،فليس هذا ِ
جل ذ ُ َب ُعدَ كما َي َ
صوت ِ
الله ال ُيشبِ ُه َيس َذكره بعد ِ َ ِ ِ
َ دليل َّ
أن كالمه هذا) ٌ حديث عبد الله بن ُأن ٍ َ
سم ُع َمن َق ُرب،سمع من بعدَ كما ي ِ ِ صوت ِ
الله َّ الخ ْلق؛ َّأصوات َ
ُ ذكره ُي ُ َ َ ُ
جل ُ َ ألن َ
قون من َصوتِه؛ فإذا تَنا َدى المالئك ُة ،لم َيص َعقوا»(((. وأن المالئك َة َيص َع َ َّ
أن َح ً
نبل حدَّ ثهم؛ علي ب ُن ِعيسى َّ
الخ َّل ُلَ « :أخ َبرني ُّ كر َ -2وقال أبو َب ٍ
ِ ِ ِ
فمن َيقضي قلت ألبي عبد الله :الل ُه ُيك ِّل ُم عبدَ ه يو َم القيامة؟ قال :ن َع ْم؛ َ قالُ :
وجل؟! ُيك ِّلم عَبدَ ه و َيسأ ُله ،الل ُه متك ِّلم ،لم ِ
يزل عز َّ ِ
الخالئق َّإل الل ُه َّ بين
ُ ٌ ُ
عدل وال ِم ٌثلَ ،
كيف الل ُه ُمتك ِّل ًما؛ يأ ُم ُر بما يشا ُء ،و َيحكُم بما يشا ُء ،وليس له ٌ
شا َء ،وأي َن شا َء»(((.
«سألت َأبي-
ُ -3وقال عبدُ ِ
الله اب ُن اإلما ِم أحمدَ -رحمهما الله :-
وجل موسى ،لم َيتك َّل ْم
عز ََّر ِحمه الله -عن قو ٍم يقولونَ :ل َّما ك َّل َم الل ُه َّ
ُ
األحاديث ٍ
بصوت؛ هذه وجل تك َّل َم
عز َّ ٍ
بصوت ،فقال أبي :ب َلى! َّ
إن ر َّب َك َّ
جاءت»(((.
ْ نَرويها كما
ِ
خص، وت َّ
والش عاص ٍم« :بابِ :ذكر الكال ِم والص ِ
-4وقال ابن أبي ِ
َّ ُ ٌ ُ
ِ
وغير ذلك»(((.
عز
الله َّ ِ
حياة ِ ِ
إثبات شعري« :و َأ ْج َمعوا علىسن األَ
الح ِ
ُّ -5وقال أبو َ
زل به ُمتك ِّل ًما.(((»...
يزل بها ح ًّيا ...وكال ًما لم َي ْ
وجل ،لم ْ
َّ
بكر ِ
رض َي الل ُه عنه األصبهاني« :وخا َط َر أبو ٍ
ُّ السن َِّة
-6وقال َق َّوا ُم ُّ
القرآن ،فقالوا :هذا ِمن كال ِم
َ راه َن قو ًما من ِ
أهل َم َّك َة) ،فقرأ عليهم (أيَ :
الله تعالى، ِ
صاحبي ،ولكنَّه كالم ِ ِ
بكالمي وال كال ِم صاحبِك ،فقال :ليس
ُ
اب ِ
رض َي الل ُه عنه بن الخ َّط ِ ِ ِ
مر ُ
الصحابة ،وقال ُع ُ ولم ُينك ْر عليه أحدٌ من َّ
القرآن كال ُم ال َّل ِه».
َ على المنبرَّ :
«إن هذا
الم َس َّي ِ
ب، حابة وإجماع التابِعين بعدَ همِ ،مثل :س ِ
عيد ِ فهو إجماع الص ِ
بن ُ َ ُ ُ َّ
وغيرهم ممن ُ ِ
عبيِ ، ِ
كرهم ،أشاروا
يطول ذ ُ َّ والش ِّ بن ُج َب ٍيرَ ،
والحسنَّ ، وسعيد ِ
ِ
والمصاحف. ِ
المحاريب المتلو في أن كالم ِ
الله هو إلى َّ
ُّ َ
عز َّ
وجل»(((. إثبات الن ِ
ِّداء ِصف ًة ِ ِ وقال ِ -
رحمه الل ُه َ « :-ف ٌ َ -7
لله َّ صل في
ِ
واألحاديث. ِ
اآليات ثم َس َر َد جمل ًة من
َّ
النبي ص َّلى اآلثار ِ ِ شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة: -8وقال ُ
عن ِّ ُ «واستفاضت
السنَّة؛ أنَّه سبحانه حابة والتَّابعين ومن بعدَ هم ِمن ِ الله عليه وس َّلم والص ِ
أئمة ُّ َّ َ َ َّ َ ُ
ٍ
بصوت ،و َيتك َّل ُم الق ِ
يامة بصوت؛ نادى موسى ،وينادي ِعباده يوم ِ ٍ ي ِ
نادي
َ َ ُ َ ُ
إن الل َه َيتك َّل ُم باللف أنه قالَّ : أحد ِمن الس ِ بصوت ،ولم ين َق ْل عن ٍ ٍ ِ
بالوحي
َّ ُ
ٍ
بحرف»(((. ٍ
بصوت أو أن َيتك َّل َم الل ُهحرف ،وال أنَّه أ ْنك ََر ْ ٍ ٍ
صوت ،أو بال
ٍ
بصوت؛ ولهذا أن الل َه تعالى َيتك َّل ُم
«إثبات َّ
ُ يخ اب ُن ُع َثيمين:
الش ُ
-9وقال َّ
النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم و ُيك ِّل ُمه ليل َة ِ ِ
ب َّ ب موسى و ُيك ِّل ُمه ،و ُيخاط ُ
ُيخاط ُ
عون َصوتَه و َير ُّد َ
ون عليه»(((. فهم َي ْس َم َ ِ
المعراج؛ ُ
ا ْل َكنَ ُ
ف
الص ِ
حيح. ِ ِصف ٌة ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
وجل بالحديث َّ
الدَّ ليل:
رض َي الل ُه عنهماَ ...« :يدْ نو َأحدُ كم ِمن ر ِّبه
بن ُعمر ِ ِ ِ
حديث عبد الله ِ َ
ُ
ُ
فيقول.(((»... ضع َكنَ َفه عليه
حتَّى َي َ
فس ًرا نيمان« :قو ُله« :حتَّى َي َض َع َكنَ َفه عليه» :جا َء ال َكن ُ
َف ُم َّ يخ ال ُغ ُ
الش ُ
وقال َّ
الخ ْلق له؛ في الحديث بأنَّه الستر ،والمعنى :أنَّه تعالى يستُر عبدَ ه عن ر ِ
ؤية َ ُ َ ُ ُ
((( انظر «خلق أفعال العباد» (ص .)103
((( انظر« :بيان تلبيس الجهمية» البن تيمية (.)193/8
((( «المجموع المغيث» (.)78/3
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
330
ا ْل َك ْي ُد أل ْع َدائِ ِه
ف به َّإل ُم َق َّيدً ا في
وص ُ ِ عز َّ ِصف ٌة ِ
فعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ل َّل ِه َّ
بالكتاب ،وال ُي َ وجل
ِ
المخلوق. قابلة َك ْي ِد
م ِ
ُ
الدَّ ليل:
ِ ِ ِ
ف[ يوسف.]76 : -1قو ُله تَعا َلى :ك ََذل َك كدْ نَا ل ُي ُ
وس َ
المك َْر
أن َ الله ِخال ُفه م َن الن ِ
َّاس ،كما َّ إسحاق الحربي« :الكيدُ ِمن ِ
ُّ َ قال أبو
منه خال ُفه ِم َن النَّاس»(((.
مجازا:
ً ِ
القرآن أن فيشيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة را ًّدا على َمن ز َع َم َّ وقال ُ
(المكْر) و(االستِ ْهزاء)، مجاز في القرآن؛ كلفظَ : ٌ «وكذلك ما ا َّدعوا أنَّه
سمى باسم ما ُيقاب ُله على ِ ِ
و(السخر َّية) المضاف إلى الله ،وز َعموا أنَّه ُم ًّ ُّ
ِ
بمن ال
لت َ هذه األسماء إذا ُف ِع ْ يات ِ سم ُ ِ
المجاز ،وليس كذلك ،بل ُم َّ ِ ِ
طريق
ِ
ني عليه بمن َف َعلها َ
بالم ْج ِّ ظلما له ،وأ َّما إذا ُفعلت َ كانت ًْ ستحق العقوب َة؛ ُّ َي
ِ ِ ِ كانت ً بمثل فِ ِ عقوب ًة له ِ
ف، وس َ عدل ،كما قال تَعالى :ك ََذل َك كدْ نَا ل ُي ُ عله؛ ْ
اك َع َلى إِ ْخ َوتِ َك ص ُر ْؤ َي َ
كادت إخوتُه َل َّما قال له أبوه :ال َت ْق ُص ْ
ْ فكا َد له كما
ون َك ْيدً ا * َو َأ ِكيدُ َك ْيدً ا.(((»
َف َي ِكيدُ وا َل َك َك ْيدً ا ،وقال تعالى :إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ
ِ
ف عبدَ ه وص َ بالمكْر والكيد ،كما َ ف ن ْف َسه َ وص َ أيضا« :وهكذا َ وقال ً
ون َك ْيدً ا * َو َأ ِكيدُ
ون َو َي ْمك ُُر الل ُه ،وقال :إِن َُّه ْم َي ِكيدُ َ
و َي ْمك ُُر َ
بذلك ،فقالَ :
ِ ِ
كالكيد»(((. كالمكر ،وال الكيدُ َك ْيدً ا ،وليس َ
المك ُْر
ال ُّل ْط ُ
ف
والسنَّة. ابت ِ
بالك ِ اسمه (ال َّلطيف) ال َّث ِ
وجل ،من ِ ِصف ٌة ثابت ٌة للهِ َّ
عز َّ
تاب ُّ
((( «مجموع الفتاوى» (.)111/7
((( «التدمرية» (ص .)26وانظر كالم ابن القيم في «مدارج السالكين» ( ،)415/3و«مختصر
الصواعق المرسلة» البن الموصلي (.)34-32/2
((( «شرح الواسطية» (ص .)123
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
332
السنَّة: الدَّ ُ
ليل من ُّ
للنبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم َل َّما ِ
حديث عائش َة رض َي الل ُه عنها في تت ُّبعها ِّ
ُ
خرج من ِعندَ ها ُخفي ًة؛ ِلز ِ
يارة البقيعِ ،وفيه :قال ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمَ « :ما َ
ريني أو ُخبِ ِ
قلت :ال شي َء .قال« :لت ْ عائشَ ،ح ْش َيا رابي ًة(((؟!»ْ .
قالتُ : لك يا ُ ِ
ِ
أسمائه ،ومعناه- واسم ِمن فات ِ
الله، والتَّح ِّفي ...ال َّلطيفِ :صف ٌة ِمن ِص ِ
ٌ
بع ِ
باده». فيق ِ
الر ُ
أعلم َّ :-
والله ُ
ال َّل ْع ُن
والسنَّة. ِ عز َّ ِصف ٌة ِ
فعل َّي ٌة ،ثابت ٌة ِ
بالكتاب ُّ وجل لله َّ
-2وقو ُله :إِ َّن الل َه َل َع َن ا ْلكَافِ ِري َن َو َأعَدَّ َل ُه ْم َس ِع ًيرا[ األحزاب.]64:
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
ِ ِ
ستوصل َة»(((. والم حديثَ « :ل َعن الل ُه َ
الواصل َة ُ ُ -1
إثبات ِص ِ
ِ ب الل ُه َع َل ْي ِه َو َل َعنَ ُه على ِ ِ ِ
فة ُم َت َع ِّمدً ا َف َج َز ُاؤ ُه َج َهن َُّم َخالدً ا ف َيها َو َغض َ
ال َغ ِ
ضب وال َّل ْعن.
نت هذه
َضم ْ ٍ ِ ٌ الش ُ
وقال َّ
الهراس عن هذه اآلية وآيات معها« :ت َّ
خليل َّ يخ
ضب ،وال َّل ْعن، الفعل؛ ِمن الرضا ِ
لله ،وال َغ ِ بعض ِصفات ِ ِ إثبات
َ اآليات
ُ
ِّ
الله ،وال َّلعي ُن ِ
رحمة ِ والك ُْره ،»...ثم قال« :وال َّل ْعن :هو ال َّطر ُد واإلبعا ُد عن
والملعونَ :من ح َّق ْت عليه ال َّلعن ُة ،أو ُد ِعي عليه بِها».
الم ْؤ ِم ُن
ُ
زيز. ثابت ِ
بالكتاب ال َع ِ اسم له ٌ عز َّ
وجل بأنَّه المؤم ُن ،وهو ٌ ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
َّصديق...
ُ ِ
اإليمان :الت ُ
وأصل «ومن ِصفاتِه (المؤمن)، قال ابن ُقتَيب َةِ :
ُ
فالعبدُ مؤمن ،أي :مصدِّ ٌق مح ِّق ٌق ،والله ِ
مؤم ٌن ،أيُ :مصدِّ ق ما وعَدَ ه ُ ُ ٌ
و ُمح ِّق ُقه ،أو ٌ
قابل إيمانَه.
يكون (المؤمن) من األَمان ،أي :ال َيأ َم ُن َّإل َمن أ َّمنَه الل ُه ...وهذه
ُ وقد
ِ
أن ُيط َلق كما ُأطل َق ُ
غيره»(((. األئم ِة؛ َ
جاز ْ ِ
ص َّلى الله عليه وعلى آله أو َع ِن َّ
عز َّ
وجل؛ ألنَّه َصدَّ َق بقوله ما َد َعا إليه لله َّ هذه الص ِ
فات ِ وكل ِ
ما وعَدَ همُّ ،
ِّ
والجن َِّة ِ ِ الخ َ ِ
لق من ُظلمه ،وما َوعَدَ نا من ال َبعث َ
ٍ
توحيد ،وكأنَّه َأ َّم َن َ ِعبا َده من
لِ َمن آ َمن به ،والن َِّار لِ َمن ك َف َر به ،فإنَّه ُمصدِّ ٌق َوعْدَ ه ،ال َش َ
ريك له».
ِ
جهين: عز َّ
وجل على َو فات ِ
الله َّ الزجاجي« :المؤمن في ِص ِ
وقال َّ
ُ ُّ
أيضا ُيقال :الل ُه المؤم ُن ،أيُ :ي َؤ ِّم ُن ِعبا َده المؤمنين ،فال
إليه ويأم َن ،فكذلك ً
َي ْأ َم ُن َّإل َم ْن آ َمنَه...
ُ
فيكون َّصديق،
ُ ِ
اإليمان ،وهو الت َ
يكون المؤم ُن من اآلخرْ :
أن والو ْجه َ
َ
أن ُيقال :الل ُه المؤم ُن ،أيُ :م َصدِّ ٌق ِعبا َده
أحدهماْ :ربين؛ َذلك على َض ِ
ِ
صدق ِهم بولفيكون تصدي ُقه إ َّياهم َق َ
ُ المؤمنين ،أيُ :يصدِّ ُقهم على إيمانِهم،
وجل ،فال ُي ُ
قال :آ َم َن الل ُه؛ كما فة ِمن ِصفاتِه َّ
عز َّ عل هذه الص ِ
ِّ ف فِ ُ
صر ُ
وال ُي َّ
َبار َك الل ُه ،وال ُيقال :الل ُه ُيؤم ُن؛ كما ُي ُ
قال :الل ُه َيح ُلم ُيقال :تَقدَّ َس الل ُه ،وت َ
تبار ٌك ،وإنَّما ِ ِ
َبار َك الل ُه ،ولم ي ُقل :هو ُم َ
ستعم ْل ذلك؛ كما قيل :ت َ
و َيغف ُر ،ولم ُي َ
ُستعمل صفات ُه على ما استعملتْها األُ َّم ُة و َأطل َقتْها»(((.
ُ ت
الدَّ ليل:
سول ِ
الله ص َّلى «أن َر َ الخدري ِ
رض َي الل ُه عنهَّ : ٍ ُ
حديث أبي َسعيد ُ ِّ -1
ٍ ِ
خر َج على َح ْلقة من أصحابِه ،فقال :ما َأ ْج َ
لسكُم؟ قالوا: الل ُه عليه وس َّل َم َ
ج َلسنا نَذكُر الله ونَحمدُ ه على ما هدانا لإلسال ِم ،ومن به علينا ،قالِ :
آلله! َ َّ َ َ ُ َ َ ْ
ِ
والله ،ما َأ ْج َل َسنا َّإل ذاك .قال :أ َما إنِّي لم ما َأ ْج َل َسكم َّإل ذاك؟ قالوا:
وجل ي ِ جبريل َفأخبرني َّ َأس ِ
باهي عز َّ ُ
أن الل َه َّ ُ تحل ْفكم تُهم ًة لكم ،ولكنَّه أتاني ْ
بكم المالئك َة»(((.
وكيف؛ َّ
ألن َ كيف نتوهم في ِ
الله َ «ليس لنا ْ
أن َّ َ قال ال ُف َض ُيل ب ُن ِع ٍ
ياضَ :
الص َمدُ * َل ْم َي ِلدْ َو َل ْم
فأبلغ فقالُ :ق ْل ُه َو الل ُه َأ َحدٌ * الل ُه َّ
َ ف ن ْف َسه وص َ الل َه َ
وجل به عز َّ ف الل ُه َّوص َمما َ ُيو َلدْ * َو َل ْم َي ُك ْن َل ُه ُك ُف ًوا َأ َحدٌ ،فال ِصف َة ُ
أبلغ َّ
المباهاة ،وهذا اال ِّطالع ،كما شا َء ُّزول َّ ِ
وكل هذا؛ الن ُ ن ْف َسهُّ ،
والضح ُك ،وهذه ُ
ضح َك،
أن َي َ أن َ
ينزل ،وكما شا َء أن ُيباهي ،وكما شا َء أن َي َّطلع ،وكما شا َء ْ
ِ
األعمال»(((. غيره من كر ِعندَ ه ،ومح َّبته لهَّ ،
وأن له مزي ًة على ِ الذ ِ
ِّ
ِ ِ
فاخرة. المباهاة في ال ُّلغةُ :
الم َ و َمعنى ُ
المبِ ُ
ين ُ
ِ ثابت ِ
العزيز. بالك ِ
تاب المبِي ُن ،وهو ٌ
اسم له ٌ عز َّ
وجل بأنَّه ُ ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
الدَّ ُ
ليل:
-1قو ُله تَعا َلىَ :ي ْو َم ِئ ٍذ ُي َو ِّف ِيه ُم الل ُه ِدين َُه ُم ا ْل َح َّق َو َي ْع َل ُم َ
ون َأ َّن الل َه ُه َو
المبِ ُ
ين[ النور.]25 : ا ْل َح ُّق ُ
ٍ
يومئذ َّ
أن الل َه هو «يقول :و َيع َل َ
مون ُ تفسير هذه ِ
اآلية: ِ قال اب ُن َج ٍ
رير في
ٍ
حينئذ زول ِ
العذاب ،و َي ُ حقائق ما كان َي ِعدُ هم في الدُّ نيا من
َ الحق الذي ُيب ِّين لهم
ُّ
كان َي ِعدُ هم في الدُّ نياَ -يمت َُر َ
ون». ِّفاق الذين كانوا -فيما َ أهل الن ِ
الشك فيه عن ِ ُّ
الدَّ ُ
ليل:
ين[ الذاريات.]58 :قو ُله تَعالى :إِ َّن الله هو الر َّز ُاق ُذو ا ْل ُقو ِة ِ
المت ُ
َّ َ َ ُ َ َّ
رفع من ِصفة ِ
الله تبارك ِ
المتي ُنٌ ،
الناس َ
ُ «وقرأ
الفرا ُءَ :
قال أبو َزكر َّيا َّ
وتعالى»(((.
الم ْج ُد
َ
والسنَّة. ت ِ
بالك ِ وجلِ ،من اسمه (الم ِجيد) ال َّثابِ ِعز َّ
صف ٌة ذات َّي ٌة للهِ َّ
تاب ُّ َ
ِ
أسمائه تعالى. (الماجد) ِمن
ِ وليس
َ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
حم ٍد ،كما َص َّل َ
يت ِ حديث« :قولوا :اللهم ص ِّل على م ٍ
حمد و َعلى آل ُم َُّ َّ َّ َ ُ
باركت على ِ
آل َ حم ٍد ،كما ِ وبار ْك ع َلى م ٍ
حمد وعلى آل ُم َّ
ُ َّ براهيمِ ،
َ
على ِ
آل إِ
يء
ج ُالم ِ
َ
ان ُظ ْرِ :صف َة ْ ِ
(ال ْت َيان).
ح ُ
يط الم ِ
ُ
ٍ
شيء ،وهي ِصف ٌة ذات َّي ٌة، أحاط ِّ
بكل َ عز َّ
وجل بأنَّه ُم ٌ
حيط ،قدْ ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
بالكتاب ال َع ِ
زيز. ِ ثابت ِ
أسمائه تعالىٌ ، اسم من ُ
و(المحيط) ٌ
الدَّ ليل:
الم ِم ُ
يت الم ْحيِي َو ُ
ُ
ِ
بالكتاب ثابت
ميت ،وهذا ٌ والم ُ
حيي ُ الم ِ
وجل بأنَّه َُّ عز
ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
ِ
أسمائه. وجل ،و َل ْي َستا ِمن
عز َّ تان ِ
بالله َّ تان خاص ِفتان فِعلي ِ
والسنَّة ،وهما ِص ِ
َّ َّ ُّ
و ُه َو ا َّل ِذي َأ ْح َيا ُكمْ ُث َّم ُي ِمي ُت ُكمْ ُث ّ َم ُي ْحيِيك ُْم[ الحج.]66:
-2وقو ُلهَ :
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
االستيقاظ ِمن النَّو ِم« :الحمدُ
ِ رضي الله عنه في د ِ
حديث ح َذيف َة ِ
عاء ُ َ ُ ُ ُ -1
ِ
لله ا َّلذي َأحيانَا بعدَ ما َأماتَنا وإليه الن ُ
ُّشور»(((.
ِ أنس ِ
«اللهم َأ ْحيِني ما كانت الحيا ُة ً
خيرا لي، َّ رض َي الل ُه عنه: حديث ٍ
ُ -2
ِ
وتَو َّفني إذا كانت الوفا ُة ً
خيرا لي»(((.
«الم ْح ِيي :هو الذي ُيحيي النُّ ْطف َة الميت َة ،ف ُي ُ
خرج منها الن ََّسم َة البيهقيُ :
ُّ قال
األرواح إليها عندَ ال َب ْعث ،و ُيحيي ِ ِ
بإعادة الح َّي َة ،و ُيحيي األجسا َم البالي َة
ِ
وإنبات بإنزال ال َغ ِ
يث، ِ األرض بعدَ موتِها؛ َ ِ
المعرفة ،و ُيحيي القلوب ِ
بنور َ
ِ ِ
األقوياء»(((. بالموت ُق َّو َة الم ِميت :هو الذي ُي ُ
ميت األحيا َء ،و ُيوهي الر ْزقُ .
ِّ
ان
الم ْس َت َع ُ
ُ
ستعي ُن به ِعبا ُده ف ُيعينهم،
وجل بأنَّه المستعان ،الذي ي ِ
َ ُ عز َّ
ف ال َّل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
والسن َِّة.
تاب ُّ
ثابت ِ
بالك ِ وهذا ٌ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
«...اللهم َأعنِّي على ِذ ِ
كر َك، َّ
جبل ِ
رض َي الل ُه عنه: بن ٍ معاذ ِِ ُ
حديث -1
وح ْس ِن ِعبا َدتِ َك»(((. وش ِ
كر َكُ ، ُ
ِ
فاسأل الل َه ،وإذا سألت
َ اس ِ
رض َي الل ُه عنهما...« :إذا ابن ع َّب ٍ حديث ِ ُ -2
فاستع ْن بال َّل ِه.(((»...
ِ استعنت
َ
الدَّ ليل:
ِ
حديث َأبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه مرفو ًعاَ « :ل َّما َخ َل َق الل ُه آ َد َم َم َس َح َظ َ
هره، ُ
القيا َم ِة.(((»...
مة هو خال ُقها ِمن ُذريتِه إلى يو ِم ِ
ِّ َّ
كل نَس ٍ قط ِمن ِ
ظهره ُّ َ فس َ
َ
القرآن والسنَّة وكال ِم الص ِ
حابة ِ اليد فيلفظ ِ«وور َد ُ قال اب ُن الق ِّيم:
َّ ُّ َ
متصر ًفا فيه ،مقرونًا بما ُّ ِ ِ ِ
يدل َّ أكثر من مئة موض ٍع ُورو ًدا ِّ
متنو ًعا والتابعي َن في َ
ظه َر والطي وال َق ِ ِ على أنَّها يدٌ حقيق َّي ٌة من
بض وال َبسط ...وأنَّه َم َس َح ْ ِّ اإلمساك
آدم ِ
بيده.(((»... ََ
الم ِش ُي
َ
(اله ْر َو َلة). ِ
ان ُظ ْر :صف َة َ
«السنَّة» ( ،)205والحاكم (.)354/2 ((( رواه الترمذي ( ،)3076وابن أبي عاصم في ُّ
النبي ص َّلى الله ٍ صحيح ،وقد ُروي من ِ
غير وجه عن أبي ُه َر َيرة عن ِّ ٌ الترمذي :حس ٌن
ُّ قال
صححه اب ُن َمنْدَ ه في «الرد على الجهمية» ( ،)50واب ُن العربي عليه وس َّل َم .والحديث َّ
واأللباني في «صحيح سنن الترمذي» ( .)3076وقال ُّ في «أحكام القرآن» (،)333/2
أيضا عن
الذهبي ،والحديث ُروي ً ُّ شرط مسل ٍم ولم ُيخرجاه ،ووافقه صحيح على ْ
ٌ الحاكم:
ُعمر ِ
رضي الل ُه عنه. َ
((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (.)171/2
دي في «الكامل في الضعفاء» ( )557/1من طريق إسحاق = ((( ُمنك ٌَر مرفو ًعا .رواه ابن َع ٍّ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
347
(فمن صا َف َحه وق َّبله فكأنَّما صا َف َح شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة« :قو ُلهَ :
قال ُ
مصافحا ِ
لله وال ُمق ِّب ًل ً أن ُمصافِ َحه و ُمق ِّب َله ليس
صريح في َّ ٌ الل َه ،وق َّبل يمينَه)
ألن المش َّب َه ليس هو المش َّب َه به ،وقد أتَى بقوله( :فكأنَّما) ،وهي ليمينِه؛ َّ
صريح ٌة في الت ِ
َّشبيه»(((.
ُ
الحديث ُ
يكون الشيخ اب ُن ُع َثيمين بقولهُ :
«قلت :وعلى هذا فال ُ َع َّل َق عليه
َ
تأويل فيه الظاهر؛ فال
َ لت إلى معنًى ُيخالِ ُ
ف فات ِ
الله تعالى التي ُأ ِّو ْ من ِص ِ
ً
أصل»(((.
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
الجن َِّة؛ َتركَه ما
صور الل ُه آ َد َم في َ
حديث ٍ ِ
أنس رض َي الل ُه عنهَ « :ل َّما َّ ُ -1
شا َء الل ُه ْ
أن َي ُتركَه.(((»...
صف ال َعظي ِم»(((. زال على هذا الو ِ زل وال َي ُ َي ْ
َ
الم َعا َفا ُة
ُ
ان ُظ ْرِ :صف َة (ا ْل َع ْفو).
السنَّة: الدَّ لِ ُ ِ
يل م َن ُّ
رضي الله عنهما« :إذا قام َأحدُ كم إلى الص ِ ابن ُعمر ِ
الة؛ فال َّ َ َ ُ حديث ِ َ ُ -1
وج ِهه»(((. ِ وج ِهه؛ َّ ِ
فإن ال َّل َه ق َب َل ْ َي ْب ُص ْق ق َب َل ْ
دسي« :أنَا عندَ ظ ِّن َع ْب ِدي بي ،وأنا َم َعه إذا َذكَرني.(((»...
الحديث ال ُق ُّ
ُ -2
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
رضي الله عنه...« :بل قولواِ :
سم ْعنا و َأ َط ْعنا، حديث أبي ُهرير َة ِ
ُ -1
َ ُ َ َ
المصير»(((.
ُ َ
وإليك ُغفرانَك ر َّبنا
ِ
حيم»(((. الغفور َّ
الر ُ ُ أنت أنت ،فا ْغف ْر لي مغفر ًة من عندَ كْ ،
وار َح ْمني؛ إنَّك َ
عزذكرت لك -من أبنية المبا َلغة؛ فالل ُه َّ ُ «...غفور -كما
ٌ اجي:
الز َّج ُّ وقال َّ
فجاءت
ْ مر ٍة إلى ما ال ُي ْح َصى،
مر ًة بعدَ َّ
ِ
فعل ذلك لعباده َّ غفور؛ ألنَّه َي ُ ٌ َّ
وجل
الستر قع ِ هذه الصف ُة على ِ
أبنية المبا َلغة لذلك ،وهو متع ِّل ٌق
ُ بالمفعول؛ ألنَّه ال َي ُ
الذات ،إنما هي ِ
المبالغة في َّ ِ
أوصاف وليست من
ْ ٍ
بمستور ُيست َُر و ُي َغ َّطى، َّإل
المبالغة في ِ
الف ِ
عل»(((. ِ ِ
أوصاف ِمن
الم ْق ُ
ت َ
والسنَّة. ِ عز َّ ِصف ٌة ِ
فعل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
بالكتاب ُّ وجل
-2وقو ُله تعا َلىَ :ك ُب َر َم ْقتًا ِعندَ ال َّل ِه َأن َت ُقو ُلوا َما ال َت ْف َع ُل َ
ون[ الصف.]3 :
َان َف ِ
اح َش ًة َو َم ْقتًا َو َسا َء َسبِ ًيل[ النساء.]22: -3وقو ُله تعا َلى :إِ َّن ُه ك َ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل من ُّ
«...وإن الل َه ن َظ َر إلى ِ
أهل َّ رض َي الل ُه عنه: حمار ِ
ٍ ياض ِ
بن حديث ِع ُِ
الك ِأهل ِوعج َمهم؛ َّإل َبقا َيا ِمن ِ ِ
تاب.(((»... فم َقتَهم؛ َ
عر َبهم َ األرضَ ،
«الم ْق ُت :أشدُّ ال ُبغض»(((.
قال الزجاجَ :
(الم ْقت) بقولِه تَعالىَ :ك ُب َر ِ ِ ِ
شيخ اإلسال ِم إلثبات صفة َ ُ وقد استشهدَ
م ْقتًا ِعنْدَ ِ
الله َأ ْن َت ُقو ُلوا َما ال َت ْف َع ُل َ
ون. َ
نت هذهَضم ْ
شارحا هذه اآليات« :ت َّ
ً الهراس محمد خليل َّ
يخ َّ الش ُ
وقال َّ
والَس ِ ِ الرضا لله وال َغ ِ الف ِ ِ
بعض ِصفات ِ
ف، ضب...والم ْقت ْ َ عل؛ من ِّ اآليات َ
ُ
ليق به»(((. عز َّ
وجل ،على ما َي ُ صفات حقيق َّي ٌة ِ
لله َّ ٌ الحق وهي عندَ ِ
أهل ِّ
الم ِق ُ
يت ُ
لع ِ
باده قيت ،أي :ال َقدير ،ا َّلذي يقدِّ ر ِ
الم ُ َّ
ُ ُ ُ وجل بأنَّه ُ عز
ف الل ُه َّ وص ُُي َ
و(الم ِقيت)
ُ ِ
العزيز، ِ
بالكتاب وت ،و َيح َف ُظ عليهم ِرز َقهم ،وهذا ٌ
ثابت ال ُق َ
ِ
أسمائه تعالى. ِمن
الدَّ ليل:
َان الل ُه َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء ُم ِقيتًا[ النساء.]85 : قو ُله تَعا َلىَ :
وك َ
تأويل قولِه:
ِ ِ
التأويل في َلف ُ
أهل ِ
اآلية« :اخت َ ِ
تفسير جرير فيٍ قال اب ُن
ٍ
وكان الل ُه على ِّ
كل َ َان الل ُه َع َلى ك ُِّل َش ْيء ُم ِقيتًا؛ قال ُ
بعضهم :تأوي ُله: وك َ
َ
ٍ
ومجاهد ...- ِ
بإسناده هذا َ
القول عن ابن ع َّباس شيء حفي ًظا وشهيدً ا -ون َقلٍ
آخرون: ِ
بالتدبير ...وقال َ ٍ
شيء كلالقائم على ِّ آخرون :معنى ذلك: وقال َ
ُ
والصواب ِمن
ُ يد ...- وابن َز ٍ
السدِّ ِّي ِ ِ
القدير -ون َقل ذلك بإسناده عن ُّ ُ هو
القدير»(((.
ُ (الم ِقيت): هذه األقوال ُ
قول َمن قال :معنى ُ
اج -
الز َّج ُ َ
إسحاق َّ الم ِقيت بمعنى ال َقدير :أبو ِ
وممن قال من أهل ال ُّلغةُ :
َّ
َان
المك ُ
َ
ان ُظرِ :
الج َهة. ْ
((( «تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (ص « ،)48اشتقاق أسماء الله» للزجاجي -نسب ًة إلى
الز َّجاج( -ص ،)136و«معاني القرآن» للفراء (.)280/1 شيخه َّ
للنحاس (.)147/2 للزجاج (« ،)85/2معاني القرآن الكريم» َّ((( «معاني القرآن وإعرابه» َّ
((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (.)275/1
((( «شأن الدعاء » (ص .)68
((( «األسماء والصفات» (.)170/1
((( «الحجة في بيان المحجة» (.)161/1
((( «األسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (.)273/1
((( «فتح الباري» (.)219/11
((( «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان» (.)302/5
الم ْث َلى» (ص.)19 ِ
(« ((1القواعد ُ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
355
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
ِ ابن عب ٍ ِ
وانصرني «رب َأعنِّي وال تُع ْن َّ
عليُ ، اس رض َي الل ُه عنهماِّ : حديث ِ َّ
ُ
علي.((1(»...
علي ،وامك ُْر لي وال ت َْمك ُْر َّ
َنصر َّ
وال ت ُ
الله َّإل ا ْل َق ْو ُم وص ًفا مطل ًقا؛ قال الل ُه تعالىَ :أ َف َأ ِمنُوا مكْر ِ
الله َف َل َي ْأم ُن مكْر ِ ْ
َ َ َ َ َ
التوص ُل والمك ُْر هو دليل على َّ ِ ون ،ففي هذه ِ
اآلية ٌ ا ْل َخ ِ
اس ُر َ
ُّ مكراَ ،
أن لله ً
ِ الخص ِم ِمن ُ
حيث ال َيش ُعر ،ومنه جا َء في الحديث الذي َأ َ
خر َجه إلى إيقا ِع َ
إن ِمن
سمى الل ُه به؛ فال ُيقالَّ :
ف بها ،وكذلك ال ُي َّ
وص ُ
مدحا؛ ال ُي َ ُ
تكون ً ال
ِ
الماكر. ِ
أسماء ِ
الله:
ِ
بمشيئة ِ
الله سبحانه»(((. والمكْر ِمن الص ِ
فات الفعل َّية؛ ألنَّها تتع َّل ُق ِّ َ ُ
الم َلك ُ
ُوت الم ْل ُ
ك َو َ ُ
و(الم ُ
ليك) و(الم ِل ُك) والسنَّة، ِ ِ ِمن ِص ِ
َ َ بالكتاب ُّ الثابتة فات اللهِ الذات َّية،
ِ
أسمائه تَعا َلى. من
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
ِ
تبارك وتعالىحديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنهَ « :يقبِ ُض الل ُه َ
ُ -1
ُ
ملوك ُ
الملك ،أي َن السما َء بيمينِه ،ثم ُ
يقول :أنا ِ ِ
األرض يوم القيا َمة ،و َيطوي َّ
َ
ِ
األرض؟!»(((.
ِ
بروت الج َ مالك ِبن ٍ ِ
عوف ِ ُ
سبحان ذي َ رض َي الل ُه عنه…« : حديث -2
ِ
والعظمة»(((. والك ِ
برياء ِ
والملكوت ِ
لك ِ
الله و َملكوتُهُ :سلطانُه وعظمتُه». ٍ
منظور في «لسان العرب»ُ « :م ُ قال اب ُن
والس ُ
لطان». العز ُّ
«الملكوتُّ :
ُ وقال ال َف ُير َ
وزابادي في «القاموس المحيط»:
ين ،ويو ُملك يو َم الدِّ ِ الزجاجي« :فأما الم ِلك؛ فتأوي ُلهُ :ذو الم ِ
ُ َّ َ وقال َّ َّ ُّ
الم ِل ُك ِ ِ
ف الل ُه ن ْف َسه َج َّل و َع َّز بأنَّه َ
فوص َ
والحساب؛ َ الجزاء الدِّ ين هو يو ُم
يو َم ال َم ِل َك سواه.((( »...
الم َل ُل َّ
والس َآم ُة َ
حيح قو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمَ « :عليكُم بما الص ِ ِ
ور َد في الحديث َّ َ
ِ
فوالله ،ال َي َم ُّل الل ُه حتى ت ََم ُّلوا»(((. َ
ُطيقون؛
ت
َسأموا». ِ
«فوالله؛ ال َيسأ ُم الل ُه حتى ت َ ٍ
رواية لمسل ٍم: وفي
الحربي« :قوله« :ال َي َم ُّل الل ُه حتَّى تم ُّلوا» :أخ َب َرنا َسلم ُة
ُّ َ
إسحاق قال أبو
لت أ َم ُّلَ :ض ِج ُ
رت ،وقال أبو زيدَ :م َّل َي َم ُّل مالل ًة ،و َأ ْم َللتُه عن ال َف َّر ِاء؛ ُي ُ
قالَ :م ِل ُ
العمل»(((.ِ ثواب أعمالِكم حتَّى تم ُّلوا ِمن فكأن المعنى ال َي َم ُّل من ِ َّ ً
إمالل،
َليق ِ
بالله سبحانَه وتعالى على حق ت ُ
صفات ٍّ
ُ وجل ،وك ُّلها
عز َّ كتاب ِ
الله َّ ِ في
ُ
الشيخ عبد ُ
الشيخ عبدُ العزيز بن باز، ((( «فتاوى اللجنة الدائمة» ( .)402/2و َّقع على الفتوى:
الشيخ صالح الفوزان. الله بن ُغديان ،الشيخ عبد العزيز آل َّ
الشيخَّ ،
((( «فتاوى نور على الدرب» (.)158/3
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
361
فةكل ِص ِ
أن الله تعالى ُمن ََّز ٌه عن ِّ حال يجب علينا أن ن ِ
َعتقدَ َّ كل ٍ وعلى ِّ
الم ِ
لل؛ فالمرا ُد الحديث ٌ
َ لل و َغ ِيره ،وإذا ث َب َت َّ
الم ِ ٍ ِ
دليل على َ أن هذا نقص من َ
ِ
المخلوق»(((. كم ِ
لل به ٌ
ملل ليس َ
الدَّ ليل:
ال[ الرعد]13: الله َو ُه َو َش ِديدُ ا ْل ِم َح ِ
ون فِي ِ
اد ُل َقو ُله تَعا َلى :وهم يج ِ
َ ُ ْ ُ َ
و ُه َو َش ِديدُ ا ْل ِم َح ِ
ال، قول ال ُقتيبي في ِ
قول ِ
الله َج َّل و َع َّزَ : األزهري َ
ُّ ن َقل
ِّ
فإثبات وص ِ ِ
اآليات يخ زيدُ ب ُن َف َّياض رحمه الله« :وفي هذه الش ُ
وقال َّ
ُ ْ
صفات فِعل َّية تُث َب ُت ِ ِ ِ
ليق
لله كما َي ُ ٌ والم َماحلة ،وهذه بالمك ِْر والكيد ُالله َ
وقو ٍة، ال ،أيٍ ِ ِ ْ :
األخذ بشدَّ ة َّ و ُه َو َش ِديدُ ا ْل ِم َح ِ ِ ِ
بجالله و َعظمته .قو ُلهَ :
والم َماحل ُة :المماكر ُة والمغا َلب ُة»(((. ِ
والم َح ُال ُ
الم ِم ُ
يت ُ
ان ُظ ْرُ :
(الم ْحيي).
الم ْن ُع
َ
ان ُظ ْرِ :صفة (ال َع َطاء).
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
الحمدَ ،ال إل َه «اللهم أسأ ُل َك َّ
بأن َ أنس ِ
حديث ٍ
ُ
لك َ َّ رض َي الل ُه عنه: -1
ِ
واألرض…»(((. َّان ،بديع السم ِ
وات َّإل َ
أنت ،المن ُ
ُ َّ َ
رسول ِ
الله ص َّلى َ الخدري ِ
رض َي الل ُه عنهَّ …« : ٍ ُ
إن حديث أبي َسعيد ُ ِّ -2
قة ِمن أصحابِه ،فقال :ما َأ ْج َل َسكم؟ قالوا: الله عليه وس َّلم خرج على ح ْل ٍ
َ َ َ َ ُ
وم َّن به َع َلينا.(((»...
َج َل ْسنا نذك ُُر الل َه ون َْح َمدُ ه على ما َهدانا لإلسال ِم َ
[آل عمران ،]164:ك ََذلِ َك كُنت ُْم ِم ْن َق ْب ُل َف َم َّن الل ُه َع َل ْيك ُْم[ النساء]94:
ون[ الصافاتَ ،]114 :ي ُم ُّن َع َلى َم ْن وسى َو َه ُار َ و َل َقدْ َمنَنَّا َع َلى ُم َ
َ
است ُْض ِع ُفوا[ القصص: ِ
ون ُِريدُ َأ ْن ن َُم َّن َع َلى ا َّلذي َن ْ
َي َشا ُء[ إبراهيمَ ،]11 :
َ
يكون ذلك لله تعالى .والثانيْ :
أن يكون َّإل ِ ُ ِ
الحقيقة ال ،]5وذلك على
َّاسَّ ،إل عندَ ك ِ
ُفران النِّعمة». ِ
بالقول ،وذلك مستق َب ٌح فيما بي َن الن ِ
الم َه ْي ِم ُن
ُ
ِ
ان ُظ ْر :صف َة َ
(اله ْي َمنَة).
الجواب:
وصحبِه ،وبعدُ :
ْ والس َل ُم على رسولِه وآلِه
والصال ُة َّ
وحدَ هَّ ، «الحمدُ ِ
لله ْ
لله بإجما ِع المسلمينْ ،بل رورة ،وهو صف ٌة ِبالض ِ ين َّ ُوجو ُد ِ
الله معلو ٌم من الدِّ ِ
دهري،
ٌّ ناز ُع في ذلِك َّإل ُم ْل ِحدٌ
المشركين ،ال ُي ِ
ِ ِصف ٌة ِ
لله عند جمي ِع ال ُعقالء ،حتى
ِ وجدٌ ؛ َّيكون له م ِ ِ
الوجود ِصف ًة ِ وال يلزم ِمن ِ
نوعان: ألن الوجو َد َ ُ لله أن إثبات ُ
ذاتي ،وهو ما كان وجو ُده ثابتًا له في ن ْف ِسه ،ال مكسو ًبا
األول :وجو ٌد ٌّ
َّ
الله سبحانَه وصفاتِه؛ َّ
فإن وجو َده لم َيسبِ ْقه له ِمن ِ
غيره ،وهذا هو وجو ُد ِ
كان حاد ًثا بعدَ َعد ٍم؛ فهذا الذي ال ُبدَّ حادث ،وهو ما َ ٌ الثاني :وجو ٌد
وجدُ ه ،وخالِ ٍق ُي ْح ِد ُثه ،وهو الل ُه سبحانه؛ قال تعالى :الل ُه وج ٍد ُي ِ
له ِمن م ِ
ُ
كل َشي ٍء وهو َعلى ك ُِّل َشي ٍء و ِك ٌيل * َله م َقالِيدُ السمو ِ
ات َو ْالَ ْر ِ ِ
ض َّ َ َ ُ َ ْ َ َخال ُق ِّ ْ َ ُ َ
[الزمر ،]63 -62 :وقال تعالىَ :أ ْم ُخ ِل ُقوا م ْن َغ ْي ِر َش ْي ٍء َأ ْم ُه ُم ا ْل َخالِ ُق َ
ون
ات و ْالَر َض ب ْل َل ي ِ ِ
ُون[ الطور.]36 -35 : وقن َ ُ َ * َأ ْم َخ َل ُقوا َّ
الس َم َو َ ْ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
367
ف الل ُه تعالى بأنَّه موجو ٌد ،و ُيخ َب ُر عنه بذلك في الكال ِم، وص ُ
وعلى هذا ُي َ
اس ًما ،بل ِصفة.قال :الل ُه موجو ٌد ،وليس الوجو ُد ْ ف ُي ُ
الم ْو َلى
َ
لي). ان ُظ ْرَ :
(الو َّ
اص ُر َوالنَّ ِص ُير
النَّ ِ
َّصر بِ َي ِده ،وهذا ٌ
ثابت َّصيرَّ ،
وأن الن َ الناصر والن ُ
ُ عز َّ
وجل بأنَّه ف الل ُه َّوص ُ
ُي َ
ِ
بخالف (الن ِ
َّاصر) فهو ِ
أسماء ِ
الله تعالى، والسن َِّة ،و(الن َِّصير) ِمن ِ
بالك ِ
تاب ُّ
ِ
أسمائه تعالى. ليس ِمن
ليل ِم َن الكِ ِ
تاب: الدَّ ُ
-1قو ُله تعالى :إِ ْن ت ُ
َنص ُروا ال َّل َه َي ُ
نص ْرك ُْم[ محمد.]7 :
((( «فتاوى ال َّلجنة الدَّ ائمة للبحوث العلم َّية واإلفتاء» (/138/3فتوى رقم .)6245بتوقيع
الرزاق عفيفي ،عبد الله بن ُغديان ،عبد الله بن َقعود. ٍّ
كل من َّ
الشيخ :عبد العزيز بن باز ،عبد َّ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
368
ِ
-3وقولهَ :ب ِل الل ُه َم ْو َلك ُْم َو ُه َو َخ ْي ُر النَّاص ِر َ
ين[ آل عمران.]150:
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
(((
وحدَ ه»
األحزاب ْ
َ يثَ ...« :صدَ ق وعْدَ ه ،ون ََص َر َع ْبدَ هَ ،
وهز َم َح ِد ُ
النِّ َد ُاء
عز َّ
وجل. صف ٌة ثابِت ٌة ِ
لله َّ
ول وا ْل ُه ُب ُ
وط وال َّت َد ِّلي (إلى الس ِ
ماء الدُّ نيا) َّ النُّ ُز ُ
ِ
حيحة.الص فات فِ ْع ِل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ ِص ٌ
بالسنَّة َّ
وجل ُّ
الدَّ ليل:
يلة ِحي َن
كل َل ٍ المشهور« :ين ِْز ُل ربنا إلى الس ِ حديث الن ِ
ماء الدُّ نيا َّ َّ ُّ ِ َ ُّزول ُ -1
يل ِ
اآلخ ُر.(((»... َيب َقى ُث ُل ُث ال َّل ِ
يل األو ُل هب َط الله تعالى إلى الس ِ
ماء َّ ُ َ مضى ُث ُل ُث ال ِّل ِ َّ ُ
حديث« :إذا َ -2
الفجر.(((»...
ُ َ
هناك حتى َيط ُل َع فلم َيز ْل
الدُّ نياْ ،
ِ
أحاديث أن ذك ََر ما ُيثبِ ُت الن َ
ُّزول من الدارمي بعدَ ْ ٍ
سعيد وقال اإلما ُم أبو
ُّ
وأكثر جاءت ك ُّلها
ْ ُ
األحاديث قد رسول ِ
الله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم« :فهذه ِ
ُ
ِ
َصديقها تبارك وتعالى في هذه المواطِن ،وعلى ت ِ
الرب َ ِّ نزول منها في
نكرها منهم أحدٌ ، ِ ِ ِ الف ِ
أهل ِ ِ
واإليمان بها أ ْد َركْنا َ
والبصر من مشايخنا ،ال ُي ُ قه
يمتنع ِمن روايتِها»(((.
ُ وال
ِ ثابتة الس ِ أخبار ِ ٍ ِ
صحيحة ند َّ كر«باب :ذ ُ محمد اب ُن خزيم َةٌ : وقال اإلما ُم َّ
النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ،في ِ
والعراق ِ ِ ال َقوا ِم ،رواها علما ُء
عن ِّ الحجاز
قر بلسانِه، ٍ ِ
السماء الدُّ نيا َّ الرب َّ ن ِ
َشهدُ شهاد َة ُم ٍّ كل ليلة :ن َ جل وعال إلى ُزول ِّ
غير الربِ ،من ِ ِّ األخبار ِمن ِذكر نُزول ِ ستيق ٍن بما في هذه مصدِّ ٍق بقلبِه ،م ِ
ُ ُ
نزول ِ
خالقنا إلى ِ ف لنا كيف َّي َة ألن نب َّينا المصطفى لم َي ِص ْ ف الكيف َّي َة؛ َّ نص َأن ِ ْ
يترك وال نب ُّيه عليه السالم جل وعال لم ْ ْزل ،والل ُه َّ ِ
سماء الدنيا ،وأ ْع َل َمنا أنَّه َين ُ
قونقائلون ُمصدِّ َ َ بيان ما بالمسلمي َن الحاج ُة إليه ِمن أ ْم ِر ِدينِهم؛ فنح ُن َ
بص ِ
فة بصفتِه أو ِ القول ِ
َ غير ُمتك ِّلفي َن ِ األخبار ِمن ِذ ِ ِ
كر النُّزولَ ، بما في هذه
النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم لم َي ِص ْ
ف لنا كيف َّي َة الن ِ
ُّزول. ِ
الكيف َّية؛ إذ ُّ
ِ
سماء جل وعال َ
فوق أن الله َّ وصح َّ األخبار ما َ
بان وث َب َت ِ وفي ِ
هذه
َّ
غةمحال في ُل ِ
ٌ الدُّ نيا ،الذي َأخ َب َرنا نب ُّينا ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أنَّه َين ُ
ْزل إليه؛ إذ
أن الن َ
ُّزول الخ ِ
طاب َّ أسفل إلى أ ْع َلى ،ومفهوم في ِ قولَ :نز َل ِمن َ ب أن َي َالعر ِ
ٌ َ
أس َف َل»(((.
من أ ْع َلى إلى ْ
((( «الرد على الجهمية» (ص .)79
((( «كتاب التوحيد» (.)289/1
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
371
«سياق ما ُر ِو َي عن ِّ
النبي ص َّلى الل ُه عليه ُ الاللكائي:
ُّ وقال أبو القاس ِم
النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم تبارك وتعالى ،رواه ِ ِ وس َّل َم في
عن ِّ الرب َنزول ِّ
شرون ن ْف ًسا»(((.
َ ِع
محم ِد بن
وي عن َّ
«ر َ
الكرجي مؤ ِّيدً ا لهُ :-
ِّ شيخ اإلسال ِمً -
نقل عن وقال ُ
أن الل َه َيهبِ ُط
جاءت َّ
ْ ِ
األحاديث التي ِ
صاحب أبي َحنيف َة أنَّه قال -في ِ
الحسن
َ
األحاديث قد رواها ِ
األحاديثَّ :-
إن هذه َحو هذا ِمن إلى الس ِ
ماء الدنيا ون ِ َّ
ُفسرها»((( ،وكذا اب ُن ال َق ِّيم نق ً
ل عن ِ ال ِّث ُ
قات؛ فنح ُن نَرويها ونُؤم ُن بها وال ن ِّ
الاللكائي(((.
ِّ أبي القاس ِم
َ
حديث ِ
والحديث السن َِّة
تأول قو ٌم من المنتسبي َن إلى ُّ
أيضا« :وقدْ َّ
وقال ً
ِ
كاإلتيان الرب الالز ُم
عل ُِّّصوص التي فيها فِ ُ
ِ َحوه من الن
الن ُُّزول ،وما كان ن َ
ونحو ذلك»((( ،ورد على ذلك مثبتًا هذه الص ِ
فات، ِ ِ
والهبوط، ِ
والمجيء
ِّ ُ َّ
تلخيص ِ
لحديث الن ُُّزول « :-فهذا ابن َمندَ ه ِ
وايات ِ أن ذكَر ِر وقال -بعدَ ْ
ُ
ِ
الحديث و َذكَر ب ُط َ الر ِ
رق هذا حمن ب ُن َمندَ ه مع أنَّه استو َع َ ما َذكَره عبدُ َّ
مضى ُث ُل ُث ال َّل ِ
يل ِ ٍ ألفا َظه ِم َثل قولهَ « :ين ُ
ْزل ر ُّبنا َّ
السماء الدُّ نيا إذا َ كل ليلة إلى َّ
الملك؛ َمن ذا الذي َيسأ ُلني ُفأعط َيه؟ َمن ذا الذي َيد ُعوني
ُ األو ُل فيقول :أنَا
َّ
يزال كذلك إلى فأغفر له؟ فال ُ فأستجيب له؟ من ذا الذي ي ِ
ستغف ُرني
َ َ َ َ
يل ُث ُلثاه يهبِ ُط الرب إلى الس ِ
ماء الدُّ نيا»، لفظ« :إذا ِبق َي ِم َن ال َّل ِ
جر» ،وفى ٍ ال َف ِ
َّ ُّ َْ
أسأل عن «يقول :ال ُ ُ ٍ
رواية: رتف َع» ،وفينشق الفجر ثم ي ِ وفى ٍ
لفظ« :حتَّى َي َّ
ُ َ
عمرو ِ
بن َع َبس َةَّ :
أن ِعبادي غيري؛ َمن ذا الذي يسأ ُلني فأعط َيه؟» وفى رواية ِ
ِ
السماء الدُّ نيا»(((. يل إلى ِ
جوف ال َّل ِ الرب َيتَدَّ لى في
َّ
((( «مجموع الفتاوى» (.)186/4
((( «اجتماع الجيوش اإلسالمية» (.)139/1
((( «مجموع الفتاوى» (.)397/5
((( المصدر السابق (.)394/5
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
373
ان َ
(بم ْعنَى الت َّْر ِك) النِّ ْس َي ُ
والسن َِّة. وجل ِ
بالك ِ
تاب ُّ ِصف ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
-2وقو ُله تَعا َلىَ :ف ُذو ُقوا بِ َما ن َِسيت ُْم ل ِ َقا َء َي ْو ِمك ُْم َه َذا إِنَّا ن َِسينَاك ُْم
[السجدة.]14 :
-3وقو ُله تَعا َلى :ن َُسوا الل َه َفن َِس َي ُه ْم[ التوبة.]67 :
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
القيا َم ِة ،وفيهَّ :
أن الل َه الله يوم ِ
َ
رضي الله عنه في ر ِ
ؤية ِ
ُ َ ُ
حديث أبي ُهرير َة ِ
َ َ ُ
عزفيقول -أي :الل ُه َُّ ُ
فيقول :ال، أفظننت أنَّك م ِ
الق َّي؟ َ ُ
فيقول: َيل َقى العبدَ ،
ُ
أنساك كما ن َِسيتَني.(((»...
َ َّ
وجل :-فإنِّي
َّـرك؛ قال اللـه َج َّل و َع َّـز :ن َُسـوا ال َّل َه ٍ
فـارس« :الن ِّْسـيان :الت ُ وقـال اب ُن
َفن َِس َي ُه ْم .((( »
تفسير قوله تعالى :ن َُسوا ال َّل َه َفن َِس َي ُه ْم« :معناهَ :تركواِ الطبري في
ُّ وقال
توفيقه وهدايتِه ورحمتِه ،وقدْ ِ أن ُيطيعوه و َيتَّبعوا أ ْم َره ،فت ََركَهم الل ُه ِمن
الل َه ْ
ِ
بشواهده». أن معنى النِّسيان :الت ُ
َّرك، مضى على َّ د َّل ْلنَا فيما َ
والمعنى الثاني للن ِّْس َيان :الت َّْر ُك عن ِعلم و َع ْم ٍد؛ ِمثل قولِه تعالىَ :ف َل َّما
اب ك ُِّل َش ْي ٍء ...اآلية ... ،وهذا المعنى ِ
ن َُسوا َما ُذك ُِّروا بِه َفت َْحنَا َع َل ْي ِه ْم َأ ْب َو َ
وجل؛ قال الله تعالىَ :ف ُذو ُقوا بِ َما ن َِسيت ُْم
عز َّ ِمن الن ِّْس َيان ثابت لله تعالى َّ
لِ َقا َء َي ْو ِمك ُْم َه َذا إِنَّا ن َِسينَاك ُْم ،وقال تَعالى في المنافقين :ن َُسوا الل َه
(كتاب ون .وفي «صحيح مسلم» في ِ َفن َِسيهم إِ َّن المنَافِ ِقين هم ا ْل َف ِ
اس ُق َ َ ُ ُ ُ َُ ْ
رسول ِ
الله، َ الزهد والرقائق) عن َأبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنه؛ قال :قالوا :يا ُّ
َ َ َّ
القيا َم ِة؟ فذكَر الحديث ،وفيهَّ :
(أن الل َه تعالى َيل َقى العبدَ ، هل نرى ربنا يوم ِ
َ َّ َ
أنساك كما ن َِسيتَني).
َ ُ
فيقول :فإنِّي ُ
فيقول :ال، أفظننت أنَّك م ِ
الق َّي؟ ُ َ فيقول:
ِ
التابعة الواقعة بمشيئتِه
ِ الفعل َّي ِة ِ
للشيء ِصف ٌة ِمن ِصفاتِه ِ وتَركُه سبحانه
ون ،وقال تعالى: ات ال ُي ْب ِص ُر َ لحكمتِه؛ قال الله تعالى :وتَركَهم فِي ُظ ُلم ٍ ِ
َ َ َ ُ ْ ُ
و َل َقد ت ََر ْكنَا ِمن َْها آ َي ًة
ض ،وقالَ : وج فِي َب ْع ٍ ٍِ
وت ََر ْكنَا َب ْع َض ُه ْم َي ْو َمئذ َي ُم ُ
َ
وغيره من أفعالِه المتع ِّلقة بمشيئتِه كثير ٌة
ِ ثبوت الت ِ
َّرك ِ ُّصوص في ُ َب ِّينَ ًة والن
كمال ُقدرتِه وسلطانِه.
ِ معلوم ٌة ،وهي دا َّل ٌة على
النَّ ِص ُير
ان ُظرِ :صف َة (الن ِ
َّاصر). ْ
النَّ َظ ُر
والسن َِّة. وجل ِ
بالك ِ
تاب ُّ ِصف ٌة ذات َّي ٌة فِعل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
ِ
جسامكم «إن الل َه ال َين ُظ ُر إلى َأ حديث أبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنهَّ : ُ -1
َ َ
وركم ،ولكن َين ُظ ُر إلى ُقلوبِكم وأعمالِكم»(((. وال إلى ُص ِ
ض[ األعراف.]185: ات َو ْالَ ْر ِ ُوت السمو ِ كقولهَ :أو َلم ين ُظروا فِي م َلك ِ
َّ َ َ َ َ ْ َ ُ
باألبصار؛ كقوله تعالى :ان ُظ ُروا إِ َلى ِ وإن عُدِّ ي بـ (إلى)؛ فمعناه :المعاين ُة ْ
َث َم ِر ِه إِ َذا َأ ْث َم َر[ األنعام.(((»]99 :
ِ
والجماعة يقولون: السن َِّة والنَّظر فيما س َب َق ِمن أد َّل ٍة ُمتعدٍّ بـ (إلى)؛ ُ
فأهل ُّ
ليق بشأنِه العظي ِم؛ َ ل ْي َس ك َِم ْث ِل ِه وجل يرى وي ِ
بصر و َين ُظر؛ كما َي ُ ُ عز َّ َ َّ
إن الل َه َّ
يع ا ْل َب ِص ُير. َشيء وهو ِ
السم ُ
ْ ٌ َ ُ َ َّ
و ُيك ِّل ُمهم؟ قال :ن َع ْمَ ،ين ُظر إليهم و َين ُظرون إليه ،و ُيك ِّل ُمهم و ُيك ِّلمونَه َ
كيف
ت
النَّ ْع ُ
الله تعالى ،فتقولَ :ن ْع ُت ِ
الله ،أو إطالق هذه ال َّل ِ
فظة وإضافتُها إلى ِ ُ يصح
ُّ
الصفة -على الر ِ ِ ُعوت ِ
اجح. َّ النعت في ال ُّلغة بمعنى ِّ
َ ونحو ذلك؛ َّ
ألن ُ الله، ن ُ
وص ُف َك َّ
الشي َء؛ تَنعتُه بما َّعتْ : ٍ
منظور في «لسان العرب»« :الن ُ وقال اب ُن
وص ِفه». ِ
فيه ،وتُبال ُغ في ْ
فأوصاف الله
ُ األوصاف،
ُ يخ اب ُن ُع َثيمين« :أ َّما النُّعوت :فهي ع َّلق َّ
الش ُ
فتقولً -
مثل َ :-ن َع َت الل ُه ن ْف َسه بكذا ُ ُسمى أوصا ًفا،
ُسمى نُعوتًا ،كما ت َّ
ت َّ
ف»(((.
وكذا ،أيَ :و َص َ
عز َّ
وجل ،ومن ذلك: الله َّ وقد َك ُثر في أقوال العلماء إضاف ُة الن ِ
َّعت إلى ِ
الله َأت ِ
َّخ ُذ تفسير قولِه تعالىُ :ق ْل َأ َغ ْير ِ
ِ ابن َج ٍ
قول ِ
ُ -1
َ رير ال َّط ِّ
بري في
ض[ األنعام« :]14 :يقول الل ُهَ :أشي ًئا َغ َير ِ
فاطر ولِيا َفاطِ ِر السمو ِ
ات َو َْال ْر ِ َّ َ َ َ ًّ
وصفتِه؛
الله ِ
ت ِ واتِ من َنع ِ
أتخذ وليا؟ فـ َ فاطِ ِر السم ِ والَ ِ ِ
موات ْ
ْ َّ َ ُ ًّ رض الس
َّ
ولذلك ُخ ِف َض».
ِ ِ ابن تَيمي َةِ :
اإلنسان األصول معرف ُة «ومن َأعظ ِم شيخ اإلسال ِم ِ َّ ُ -2
قول ِ
ت الله بِه ن ْفسه من الص ِ
فات .(((»... ِّ َ بِ َما َن َع َ ُ
ِ ِ
الس َل ُم؛ فهي
حيم ،المل ُك ،ال ُقدُّ وسَّ ،
الر ُ وقو ُله« :إذا قيلَّ :
الرحم ُنَّ ،
وإن كان ك ُُّل اس ٍم ُّ
يدل على ٍ
واحد سبحانَه وتعالىْ ، لمسمى ُك ُّلها أسما ٌء
ًّ
االسم َ
اآلخ ُر»(((. دل عليه ت ِ
لله تعالى ال َي ُّ َنع ٍ
ُ ْ
ِ
بالله إيمانَهم ُبربوب َّيته َضم َن إيمانُهم ِ وقو ُله واص ًفا َ
أهل اإليمان« :وت َّ
الحسنى ،و ُعمو ِم ُقدرتِه و َمشيئتِه ِ ِ ِ ِ
وصفات كماله ونُعوت جالله وأسمائه ُ
ِ ِ
اسم و(الرب) ْ ِ ِ ِ
و(الله) ٌ َّ واسم (الله) سبحانه، ُ ثم َيحكُم عليها، الممتنعات َّ
ِ
والحياة كالعلم وال ُق ِ
درة، ُعوت الجاللِ ، فات الكمال ،ون ِ لذات لها جميع ِص ِ ٍ
ُ
ِ ِ قاء ِ
والقدَ ِم، والبصر ،والب ِ
ِ ِ
الكمال الذي وسائر َ واإلرادة ،والكال ِم َّ
والسم ِع
فات عن اسمه ،فتجريدُ الص ِ فصفاتُه داخل ٌة في مسمى ِ يستح ُّقه الله لذاتِه؛ ِ
ِّ َّ
ٌ ِ ِ ات عن الص ِ والذ ِ الذ ِ
أمروخيال ذهن ٌّي ال حقيق َة له ،وهو ٌ فرض
فات ٌ ِّ اتَّ ، َّ
لم في ِ ٌ اعتباري ال فائد َة فيه ،وال َيترتَّب عليه معرف ٌة وال
إيمان ،وال هو ع ٌ ٌّ
((( «مجموع الفتاوى» (.)135/14
((( «مدارج السالكين» (.)125/1
((( «المصدر السابق» (.)521/3
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
380
والعلو ِ
واألفعال، فات والن ِ
ُّعوت الموصوف بهذه الص ِ
ُ وقو ُله ...« :فهذا
ِّ ِّ
ِ
والرحمة، ِ
والمغفرة ِ
والحمد كمة والم ِ
لك، والح ِ
والع َّز ِة ِ
فظ ِ والح ِ
ظمةِ ،
والع ِ
ُ َ
ِ
الشاملة، درة التا َّم ِة ِ
وإحياء الموتَى ،وال ُق ِ ِ
والوالية، ِ
والمشيئة والكال ِم
أن نَتع َّقلها أو نُش ِّبهها َعقل وجودها ونَع َلمها في الج ِ
ملة ،من ِ
غير ْ ُؤمن بها ون ِ
ن ِ
ُ ُ ُ َ
ِ ِ ِ ِ
كبيرا»(((. أو نُك ِّيفها أو نُم ِّثلها بصفات َخ ْلقه ،تعالى الل ُه عن ذلك ًّ
علوا ً
ِ
و(صفة نقول ِ
(صفة الله) َ كثير ،لكن ْالَ ْولى ْ
أن وغيرهم ٌ
ُ وغيرهم
ُ
ِ
الحديث ِ
لورود الرحمن) أو ِ
(صفات الله) بدَ ل ( َن ْعت الله) أو (نُعوت الله)؛
الص ِ
حيح بذلك. َّ
كون ال َف ِ
اء) س ُ
(بس ِ النَّ ْف ُ
عز َّ
وجل، ثبتون النَّ ْف َس ِ
لله تعالى ،و َن ْف ُسه هي ذاتُه َّ ِ
والجماعة ُي َ السن َِّة ُ
أهل ُّ
والسن َِّة.
تاب ُّ
وهي ثابت ٌة ِ
بالك ِ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
حرمت ال ُّظ َ
لم على ُ المشهور« :يا ِعبادي ،إنِّي
ُ الحديث ال ُق ُّ
دسي ُ -1
َن ْف ِسي.(((»...
رضي الله عنها ...« :وأعو ُذ بِ َك ِمنك ،ال ُأ ِ
حصي ثنا ًء حديث عائش َة ِ
ُ -2
َ ُ
أثنيت على َن ْف ِسك»(((.
َ أنت كما
عليكَ ،
ُ
«يقول الل ُه تعالى :أنَا عندَ ظ ِّن حديث أبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنه: ُ -3
َ َ
ُ
«يقول الل ُه تعالى :أنا عندَ النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم:
اإللهي عن ِّ
ِّ الصحيحِ َّ
إن ذكَرني في َن ْف ِسهَ ،ذكرتُه في ن ْف ِسي، ظ ِّن َع ِبدي بي ،وأنا معه ِحي َن َيذكُرنيْ ،
المواضع المرا ُد فيها خير منهم»؛ فهذه مأل ٍ مأل ،ذكرتُه في ٍ وإن َذكَرني في ٍ ْ
ُ
بصفاته، جمهور العلماء :الله َن ْفسه ،التي هي ذاتُه المت َِّصف ُة ِِ ِ
بلفظ النَّ ْفس عند
ُ ُ
الصفات ،وال المرا ُد بها صف ًة للذات ،وطائف ٌة
ليس المرا ُد بها ذاتًا منف َّك ًة عن ِّ
َّاس يجعلونها ِمن باب الص ِ
المجرد ُة
َّ الذات
ُ فات ،كما يظ ُّن طائف ٌة أنَّها ِّ من الن ِ َ
خطأ»(((. عن الصفاتِ ،
وكال القولين ٌ ِّ
قول ِ
الله تعالى: «بابُ : ِ ِ
خاري»ٌ :
ِّ «صحيح ال ُب
وفي (كتاب التَّوحيد) من َ
كرهَ :ت ْع َل ُم َما فِي َن ْف ِسي َو َل َأ ْع َل ُم َما ويح ِّذركُم الله َن ْفسه ،وقو ُله َّ ِ
جل ذ ُ َُ َ ُ ْ ُ َ ُ
فِي َن ْف ِس َك.»
«و ُي َح ِّذ ُرك ُُم الل ُه َن ْف َس ُه أي :ذاتَه المقدَّ سة».
القاسمي في التفسيرَ :
ُّ قال
وجل؛ منهم اإلما ُم اب ُن عز َّ لله َّلكن ِمن الس َلف من َي ُعدُّ (النَّ ْفس) ِصف ًة ِ
َ َّ
كر ِص ِ
فات «فأو ُل ما نَبد ُأ به ِمن ِذ ِ ِ حيث قال في َّأو ِل ِك ُِخزيم َة؛ ُ
تاب التوحيدَّ :
َكون َن ْف ُسه
جل ر ُّبنا عن أن ت َ جل وعال في ِكتابِنا هذاِ :ذك ُْر ن ْف ِسهَّ ، خالِ ِقنا َّ
وصح به ُ
النقل ُ
القرآن «ومما ن َط َق به المقدسي؛ قال: الغني ِ
ومنهم عبدُ
َّ َّ ُّ ِّ
((( «شرح صحيح البخاري» (.)368/8
((( «شرح كتاب التوحيد» (.)249/1
((( «التوحيد» (.)11/1
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
384
وصح ُ
القرآن «ومما ن َط َق بها المتأخري َن ِصدِّ يق حسن خان؛ قال:
ِّ ِ
ومن
َّ َّ
الصفات( :النَّ ْفس).(((»... بها الن ُ ِ
َّقل من ِّ
الدَّ ليل:
ٍ ِ بي ِ
يح؛ كعب رض َي الل ُه عنه موقو ًفا عليه« :ال تَس ُّبوا ِّ
الر َ بن حديث ُأ ِّ
ُ -1
ِ
الرحمن ت َ
َبارك وتَعالى»(((. فإنَّها ِمن َن َف ِ
س
((( «االقتصاد في االعتقاد» (ص ،)123و«عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي» (ص)40
كتاب واحد.
وهما ٌ
((( «قطف الثمر» (ص .)65
والحاكم في «المستدرك»
ُ ((( رواه النَّسائي في «عمل اليوم والليلة» (ص /521رقم 935و،)936
ٍ
بإسناد صحيح؛ قال الحاكم: ( ،)272/2والبيهقي في «األسماء والصفات» ()210/2
الذهبي« :على شرط البخاري». «صحيح على شرط الشيخين» ،وقال َّ
يح ِمن ر ْو ِح ِ
الله). (الر ُ ٍ ٍ
َ صحيحِّ : بإسناد وقد تقدَّ م مرفو ًعا
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
385
ٍ
مؤمن كُرب ًة من حديث أبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنهَ « :من َن َّف َس عن ُ -2
َ َ
ِ
القيامة.((( »... ب الدُّ نيا؛ َن َّف َس الل ُه عنه كُرب ًة من ك َُر ِ
ب يو ِم ك َُر ِ
وقال ال َف ُير َ
وزابادي في «القاموس المحيط»« :وفي قوله« :وال تَس ُّبوا
اسم
من»؛ ٌحمن» ،و« َأ ِجدُ َن َف َس ر ِّبكم ِمن ِق َب ِل ال َي ِالر ِ
س َّ الريح؛ فإنَّها ِمن َن َف ِِّ
َنفيسا و َن َف ًسا ،أيَ :ف َّر َج ِ ِ ِ
تفريجا».
ً الحقيقي ،من َن َّف َس ت ً
ِّ المصدر موضع
َ وض َع
الرحمن» :-
س َّيح ِمن َن َف ِ
«الر ُ َ
حديثِّ : الفرا ُء -بعدَ ِذكره
وقال َأبو َيع َلى َّ
َ
يكون على َنع ْ
أن ِ َ عبد ِ
الله َذكَر هذا شيخنا أبا ِ
أن َ«اعلم َّ
الحديث في كتابه ،وامت َ ْ
ُ
ويكون يح ِصف ٌة ِ
ترج ُع إلى الذات ،واأل ْم ُر على ما قا َله، الر َ ِ
ظاهره ،في َّ
أن ِّ
ُ
فيكون ِ
المكروب والمغمو ِم؛ عز َّ
وجل بها عن مما ُي َف ِّر ُج الل ُه َّ
يح َّ
الر َ معناه َّ
أن ِّ
ٍ
فالن، معروف في قولهمَ :ن َّف ْس ُت عن
ٌ معنى النَّ َف ِ
س َمعنى التنفيس ،وذلك
ِ
غريمه ،و ُيقال :ن َّفس الل ُه ِ
َّنفيس عن
وكلمت زيدً ا في الت
ُ أيَ :ف َّر ْج ُت عنه،
ٍ الخ ِبرَ « :من ن َّفس عن َم ٍ
كروب وروي في َعن فالن كُرب ًة ،أيَّ :فرج عنهُ ،
((( رواه مسلم (.)2699
((( «تهذيب اللغة» (.)9/13
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
386
ِ
األخبار؛ تأويل ِ
غيره من الخبر على هذا ،ولم ِ
يج ْب ُ ِ حم ُل هذا
وج َب ْ
وإنَّما َ
يدل على ذلك؛ وذلك أنَّه قال« :فإذا رأيتُموها؛ ِ
الخبر ما ُّ ألنَّه قد ُروي في
ِ
وبنحو هذا الكال ِم قال اب ُن ُقتَيب َة(((.
الر ِ ِ
حمن شارحا لحديث« :إنِّي ألجدُ َن َف َس َّ
ً شيخ اإلسال ِم اب ُن تَيم َّي َة
وقال ُ
ِ
لليمن ِمن ِق َب ِل ال َي ِ
من»« :فقو ُله« :من ال َي َمن» ُيب ِّي ُن مقصو َد الحديث؛ فإنَّه ليس
فات ِ
الله تعالى حتى ُيظ َّن ذلك ،ولكن منها جا َء الذين ُيح ُّبهم بص ِ
اختصاص ِ
ٌ
ف َي ْأتِي الل ُه بِ َق ْو ٍم
و ُيح ُّبونه ،الذين قال فيهمَ :م ْن َي ْرتَدَّ ِمنْك ُْم َع ْن ِدينِ ِه َف َس ْو َ
ِ
هؤالء؟ نزلت هذه اآلي ُةُ ،س ِئل عن ُي ِح ُّب ُه ْم َو ُي ِح ُّبو َن ُه ،وقد ُروي أنَّه َل َّما
ْ
الصحيح ُة؛ ِمثل ُ
األحاديث َّ
ِ
وجاءت األشعري،
ِّ فذكَر أنهم قو ُم أبي موسى
يمان ،وا ْل ِحكْم ُةاإليمان ٍ ُ أرق ُقلو ًبا ،و َألي ُن أفئدةً؛ قولِهَ « :أتاكم ُ
أهل ال َي ِ
من؛ ُّ
يخ اب ُن ُع َثيمين(((.
الش ُ وبن ِ
َحوه قال َّ
والَ ْر ِ
ض النُّور ،ونُور السمو ِ
ات ْ ُ َّ َ َ ُ
والسن َِّة ،وقدْ عدَّ ُ
بعضهم (النُّور) وجل ،ثابت ٌة ِ
بالك ِ
تاب ُّ ِصف ٌة ذات َّي ٌة لله َّ
عز َّ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
ِ
واألرض ،ولك الحمدُ .(((»... أنت نور السم ِ
وات ُ
«اللهم لك الحمدُ ؛ َ ُ َّ َ
َّ حديث:
ِ يف في ِكتابه «اعتِقاد الت ِ
الله محمدُ بن َخ ِف ٍ ِ
بإثبات َّوحيد قال اإلما ُم َأبو َعبد ِ ُ َّ ُ
ور َد خاصتِهم وعا َّمتِهم َق ُ
بول ِّ ِ
كل ما َ والصفات»« :ف َعلى المؤمني َن َّ األسماء ِّ
َّصل به ص َّلى الل ُه عليهالعدل ،حتى يت َِ ِ
العدل عن السالم ،بنَ ْق ِل
عنه عليه َّ
ِ
السنَّ ُة
ف به َن ْف َسه ،ووردت ُّوو َص َ مما قضى الل ُه علينا في كتابِهَ ، وس َّل َمَّ ،
وإن َّ
عقيب ذلك: ض ،ثم قال أن قال :الله نُور السمو ِ
ات َو ْالَ ْر ِ بص َّح ِة ذلكْ : ِ
َ ُ ُ َّ َ َ
ِ
موات الس ُور ،وبذلك دعاه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمَ : ُور َع َلى ن ٍ
ُور َّ
(أنت ن ُ ن ٌ
ِ
واألرض)»(((.
((( ً
نقال عن «مجموع الفتاوى» البن تيمية ( ،)73/5ووافقه عليه.
((( وهم الشيخ رحمه الله ،وحديث عبدالله بن عمرو ِ
رضي الل ُه عنهما لم يخرجه مسلم ،وهو
عند أحمد في «المسند» ( ،)6644والترمذي في «السنن» (.)2130
((( «مجموع الفتاوى» (.)386/6
((( المصدر السابق (.)392/6
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
389
ِ
الوجهين :إضافة ضاف إليه سبحانه على ِ
أحد ُ «والنور ُي وقال اب ُن ال َق ِّيم:
ُ
فاألول كقولِه تعالى:
َّ
ِ
فاعله؛ ٍ
فعول إلى فة إلى َموصوفِها ،وإضافة َم
ِص ٍ
بنوره ِ
القيامة ِ و َأ ْشر َق ِ
ت ْالَ ْر ُض بِن ِ
ُور َر ِّب َها ...اآلية؛ فهذا إشرا ُقها يو َم َ َ
ِ
القضاء.((( »... تعالى إذا جا َء ل َف ْص ِل
وقال -ر ِ
حمه الله :- َ
ان ِذي ا ْلبر َه ِ
ان»
(((
ُْ َأ ْو َصافِ ِه ُســـ ْب َح َ ـــمائ ِه أ ْي ًضا َو ِم ْن
ِ ُّور ِمـــ ْن َأ ْس
«والن ُ
َ
ا ْله ِ
ادي َ
تاب وجل بأنَّه (الهادي) ،وهي صف ٌة فِعلي ٌة ثابِت ٌة ِ
بالك ِ عز َّ
ف الل ُه َّ
وص ُ
َّ ُي َ
اسم له ُسبحانَه وتَعا َلى. ِ
والسنَّة ،وهو ٌ
ُّ
ليل ِمن الكِ ِ
تاب: الدَّ ُ
و َقا ُلوا ا ْل َح ْمدُ لِ َّل ِه ا َّل ِذي َهدَ انَا لِ َه َذا[ األعراف.]43:
-1قو ُله تَعا َلىَ :
-2وقو ُله :إِن ََّك َل ت َْه ِدي َم ْن َأ ْح َب ْب َت َو َل ِك َّن الل َه َي ْه ِدي َم ْن َي َشا ُء
[القصص.]56 :
-3وقو ُله :و َك َفى بِرب َك ه ِ
اد ًيا َون َِص ًيرا[ الفرقان.]31 : َ ِّ َ َ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
حديث أبي َذر ِ
ُ
رض َي الل ُه عنه...« :يا ٍّ المشهور؛
ُ الحديث ال ُق ُّ
دسي ُ -1
ضال َّإل َمن َهديتُه؛ فاست َْهدُ وني َأ ْه ِدكُم»(((. ِع ِ
بادي ،ك ُّلكم ٌّ
رضي الله عنه ...« :اللهم ِ
اص ِ حديث س ِ
عد ِ
بن أبي و َّق ٍ
اغف ْر لي، َّ َ ُ ُ َ -2
وار ُز ْقنِي»(((. وارحمنيِ ،
واهدنيْ ،
ْ ْ َ ْ
الرحمن بن سعدي« :الهادي :أي الذي يهدي وي ِ
رشدُ ُ َ ٍّ ِ ُ الش ُ
يخ عبدُ قال َّ
المضار ،و ُي َع ِّل ُم ُهم ما ال َيعلمون،
ِّ عبا َده إلى جمي ِع المناف ِع وإلى َد ْف ِع
ِ
َّسديد ،و ُيلهمهم ال َّت ْقوى ،و َيجعل قلو َبهم ُمنيب ًة ِ
التوفيق والت ِ
لهداية و َيهديهم
إليهُ ،منقاد ًة أل ْم ِره»(((.
ِ
حيحة.الص ِ ِصف ٌة فِ ْع ِل َّي ٌة ،ثابت ٌة لله َّ
عز َّ
بالسنَّة َّ
وجل ُّ
ا ْل َه ْر َو َل ُة َ
والم ْش ُي
ِ
حيحة.الص ِ عز َّ َتان ِ فتان فِعلي ِ
تان ،ثابِت ِ ِص ِ
وجل باألحاديث َّ لله َّ َّ
الدَّ ليل:
وإن َأتاني َيمشي؛ أتيتُه حديث أبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنهْ ...« : ُ -1
َ َ
َه ْر َو َل ًة»(((.
إلي ُأ َه ِ
رو ْل ِ
وامش َّ ش َ
إليك، إلي َأ ْم ِ
دسي« :يا اب َن آ َد َمُ ،ق ْم َّ
الحديث ال ُق ُّ
ُ -2
َ
إليك»(((.
المشي
ُ فة على حقيقتِها ،وهي
إثبات -منهما رحمهما الله -للص ِ
ِّ ُ ٌ وهذا
وجاللِه. ِِ ريع ،وهي في َح ِّق ال َّل ِه تعا َلى على ما َي ُ
ليق بكَماله َ الس ُ
َّ
أن الحرك َة أج َم ْعنا على َّ ثمان بن س ٍ
الدارمي« :وقدْ ْ
ُّ عيد وقال اإلما ُم ُع ُ ُ َ
قديم، العرش وإلى الس ِ
ماء ِ والهرول َة ،واالستوا َء على َ
ٌ َّ شي َ والم َ
والنزولَ ،
للذ ِ ِ
الذات َّ ب والمقت ،ك ُّلها ٌ
ات، أفعال في والرضا وال َف َر َح وال َغضبُ ،
والح َّ ِّ
وهي قديم ٌة»(((.
ليل ِ
والبصر َد ً والسم ِع ِ
والمشي َّ ون بِ َها ،فجعل سبحانه عد َم ال َب ْط ِ
ش َي ْس َم ُع َ
ٍ
تمثيل؛ ٍ
تكييف وال اإليمان بها من ِ
غير ُ يجب علينا صفات أفعالِه التي
ِ من
ُ
ب علينا َقبو ُلها بدون تكييف؛ َّ ِ
التكييف
َ ألن أخبر بها عن ن ْفسهَ ،
فوج َ ألنَّه َ
يقولَ :ل ْي َس
ألن الل َه ُ ٍ
تمثيل؛ َّ الله بغير ِعل ٍم ،وهو حرا ٌم ،وبدون
قول على ِ
ٌ
نون َّ
بأن الل َه تعالى يأتي إتيانًا حقيق ًّيا لف ي ِ
ؤم َ وقالِ :
«من المعلو ِم َّ
الس َ ُ
أن َّ
أخبر الل ُه تعالى به عن ن ْف ِسه ،وهو َ بأن الله تعالى يأتي هرول ًة ،وقدْ ن ِ
ُؤم َن َّ
ِ ِ
البصير؟!
ُ ميع
الس ُ
وليس كمثله شي ٌء وهو َّ سبحانَه وتعالى َيف َع ُل ما يشا ُءَ ،
ٍ الل ِئق به بدون ت
َكييف ِ
الوجه َّ الله تعالى هرول ًة -على وليس في ِ
إتيان ِ َ
ظاهر الكال ِم ،بل هو
َ ليس تمثيل -شي ٌء من الن ِ
َّقص؛ حتى ُيقال :إنَّه َ ٍ وال
عل من أفعالِه َيفع ُله َ
كيف يشا ُء»(((. فِ ٌ
أيضا اخ َت َل َ
ف فيه (وإن أتاني ي ِ
مشي أتيتُه هرول ًة) فهذا ً ْ وقال« :أ َّما قو ُله:
َ
العلما ُء؛ هل هو على حقيقتِه ،أو ال؟
فقيل :إنَّه على حقيقتِه ،ونحن إذا َم َش ْينا نعرف كيف نَمشي ،أ َّما الله َّ
عز
أن الل َه َيمشي ُيقابِ ُل المت ِ
َّج َه إليه، مانع َّ َعرف كيف َّي َة َم ِ
شيه ،وال َ وجل فإنَّنا ال ن ِ
َّ
ٍ
بهرولة. ف ُيقابِله إذا أتَى يمشي
فة ،وال بدَّ إذا كان الله يأتي حقيق ًة إن الذي يأتي سيأتي على ِص ٍ
و ُيقالَّ :
هرولة ،فإذا قال عن ن ْف ِسه: ٍ ٍ
يأتي على صفة ،هرول ًة أو َ
غير فإنَّه ال بدَّ أن َ
يكون إتيانُه هرول ًة ،إذا كنَّا نؤمن بإتيانِه
َ (أتيتُه هرولة)ُ ،قلنا :ما الذي ُ
يمنع أن
فة من الص ِ
فات، يكون إتيانُه على ِص ٍ
َ حقيق ًة؟! فإذا كان يأتي حقيق ًة فال بدَّ ْ
أن
ِّ
فإذا أخ َبرنا أنَّه يأتي هرول ًةُ ،ق ْلنا :آمنَّا ِ
بالله»(((. َ
ا ْل َه ْي َمنَ ُة
تاب ال َع ِ
زيز. ابت ِ
بالك ِ هيمن) ال َّث ِ
اسمه (الم ِ
وجلِ ،من ِ ِصف ٌة ذات َّي ٌة ل َّل ِه َّ
عز َّ
ُ
الدَّ ليل:
الم َه ْي ِم ُن[ الحشر.]23 : ِ
قو ُله تَعا َلىُ :
الم ْؤم ُن ُ
اآلية 48من سورة المائدة ُ م َصدِّ ًقا لِ َما َب ْي َن َيدَ ْي ِهتفسير ِ
ِ جرير في ٍ قال اب ُن
«وأصل الهيمنَةِ : َاب َو ُم َه ْي ِمنًا َع َل ْي ِه ...اآلية: ِم ْن ا ْل ِكت ِ
واالرتقاب؛
ُ الح ُ
فظ ُ ََْ
فالن عليه ،فهو ٌ يم َن وح ِف َظه َ
وش ِهده :قدْ َه َ الر ُج ُل الشي َء َ ب َّ ُيقال :إذا َر َق َ
يهيمن هيمنَ ًة ،وهو عليه م ِ
هيم ٌن» اهـ. ُ ُ ََْ ُ
أسماء ِ
الله ِ اسم ِمن ٍ
منظور في «لسان العرب»« :المهيم ُنٌ : وقال اب ُن
تعالى في الكتُب القديمة ...والمهيم ُن :الشاهدُ ،وهو َمن آ َم َن َغ َيره من
الرقيب؛ ُيقال: الكسائي :المهيم ُن َّ ِ
غيرهَّ :
الشهيد ،وقال ُ ُّ الخوف ...وقال
يء ،وقيل :مهيم ٌن في األصل الش ِ هيمن ي ِ
هيم ُن َه ْي َمنَ ًة ،إذا كان رقي ًبا على َّ َ َ َ ُ
ِ
األمانة». يعل من ؤيمن ،وهو م َف ِ م ِ
ُ ُ
يكون ِمنهم ِمن ٍ
قول ُ هيم ُن :هو الشهيدُ على َخ ْل ِقه بما
وقال البيهقي« :الم ِ
ُ ُّ
قيب على ِ ِ ِ ٍ
الر ُ عمل ،وهو من صفات ذاته ،وقيل :هو األمي ُن ،وقيل :هو َّ أو
ُ
والحافظ له»(((. يء، الش ِ
َّ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
َ
شريك -1قو ُله ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم...« :ال إل َه َّإل الل ُهْ ،
وحدَ ه ال
الصحيحة. ِ َكرر في ٍ
كثير من األحاديث َّ له »...وقد ت َّ
بل ِ
رض َي الل ُه عنه َل َّما بن َج ٍ ِ
لمعاذ ِ النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُ -2
قول ِّ
وحدوا الل َه تعالى.(((»...
أن ُي ِّ َبع َثه إلى ال َي ِ
من ...« :ف ْلي ُك ْن َّأو َل ما تَدعوهم إلى ْ
ٍ
شريك ،وقيل :هو وحدَ ه بال
البيهقي« :الواحدُ :هو الفر ُد الذي لم َي َزل ْ
ُّ قال
ا ْل َو ِار ُ
ث
ِ
العزيز. ِ
بالكتاب ث ،وهي ِصف ٌة ذات َّي ٌة ثابت ٌة وجل بأنَّه ِ
الوار ُ عز َّ
ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
الدَّ ليل:
عز َّ
وجل ،وهو الباقي فات ِ
الله َّ ثِ :صف ٌة ِمن ِص ِ ِ
«الوار ُ األزهري: قال
ُّ
الدَّ ِائم»(((.
ون[ الذاريات.]47 : -3وقو ُله :والسماء بنَينَاها بِ َأي ٍد وإِنَّا َلم ِ
وس ُع َ ُ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
قضى يو َم القيامة ِ
الناس ُي َ «إن َّأو َل حديث أبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنهَّ : ُ -1
َ َ
ِ
المال.(((»... ِ
أصناف وسع الل ُه عليه وأ ْعطا َه ِمن ٌ َع ِ
ورجل َّ ليه...
حديث الدُّ ِ
عاء في ص ِ
الة ِ
الجنازة ،وفيه ...« :و َأك ِْر ْم ن ُُز َلهَ ،
وو ِّس ْع َ ُ -2
ُمدخ َله.(((»...
(الواسع) ،وهو الغني ،والسع ُةِ :
الغنَى»(((. ِ «ومن ِصفاتِه
قال ابن ُقتيب َةِ :
َّ ُّ ُ
ِ
الخلق أجمعين،
َ وسعت رحمتُه
ْ «الواس ُع: األصبهاني:
ُّ وقال َق َّوا ُم ُّ
السنَّة
الخلق أجمعين ،ال ِ
تجدُ أحدً ا َّإل وهو يأك ُُل ِرز َقه ،وال َ وقيلِ :
وس َع ِرز ُقه ِ
ا ْل ِو ْت ُر
ِ ِ
حيحة، وجل بأنَّه ِوت ٌْر ،وهي صف ٌة ذات َّي ٌة ثابت ٌة باألحاديث َّ
الص عز َّ
ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
ِ
أسمائه تعالى. ِ
و(الوتْر) من
الدَّ ليل:
الوتر في ِصفة ِ
الله َّ «الوتر :الفر ُد ،ومعنى ِ
جل وعال :الواحدُ ُ قال الخ َّط ُّ
ابي:
بصفاتِه؛ فهو
ريك له ،وال نظير له ،المتفرد عن خ ْل ِقه ،البائن ِمنهم ِ
ُ ِّ ُ َ الذي ال َش َ
ِ سبحانه ِوت ٌْر،
أزواجا»(((.
ً وجميع خ ْلقه ٌ
شفعُ ،خلقوا ُ
((( رواه أحمد ( ،)1224( )144/1وأبو داود ( ،)1416والترمذي ( )453واللفظ له ،وابن
ماجه ( ،)1169والحاكم (.)441/1
الترمذي في ُسنَنه ،واب ُن حجر في «هداية الرواة»
ُّ وحسنه
َّ والحديث سكَت عنه أبو داود،
وصححه
َّ ( ،)57/2وقال أحمدُ شاكر في «مسند أحمد» ( :)290/2إسنا ُده صحيح،
األلباني في «صحيح سنن الترمذي» (.)453
ُّ
((( «شأن الدعاء» (ص .)30-29
((( «االعتقاد» (ص .)68
((( «شأن الدعاء » (ص .)29
((( «التوحيد» (.)196/2
((( «األسماء والصفات» (.)48/1
((( «المحلى باآلثار» (.)282/6
((( «مدارج السالكين» (.)109/3
الم ْث َلى» (ص.)19 ِ
((( «القواعد ُ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
402
ا ْل َو ْج ُه
والسن َِّة. وجل ،ثابت ٌة ِ
بالك ِ
تاب ُّ ِصف ٌة ذات َّي ٌة لله َّ
عز َّ
وا َّل ِذي َن َص َب ُروا ا ْبتِ َغا َء َو ْج ِه َر ِّب ِه ْم[ الرعد.]22 :
-2وقو ُلهَ :
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
النبي ص َّلى الل ُه عليه ٍ ِ حديث ِ
ابن َمسعود رض َي الل ُه عنه قالَ « :ق َسم ُّ ُ -1
إن هذه َل ِقسم ٌة ما ُأريدَ بها وج ُه ال َّل ِه.(((»... وس َّل َم َق ْس ًما ،فقال ٌ
رجلَّ :
ِ
الثالثة ا َّلذين ُحبِ ُسوا في ِ ابن ُعمر ِ
الغار، رض َي الل ُه عنهما في حديث ِ َُ –2
فعلت ذلك ابتغا َء ِ «اللهم ْ ٍ فقال ُّ
وجهك؛ ِّ
ففر ْج عنَّا ُ كنت
إن ُ َّ واحد منهم: كل
ما نح ُن فيه.(((»...
اص ِ
رض َي الل ُه عنه ...« :إنَّك ل ْن تُخ َّل َ
ف حديث ِ
سعد ِ
بن أبي و َّق ٍ ُ -3
ازددت به درج ًة ِ
ورفع ًة.(((»... َ عمل تَبتغي به َو ْج َه ال َّل ِهَّ ،إل َ
فتعمل ً
فات جا َء بها كتا ُبهوص ٌ «لله تبارك وتَعالى أسماء ِ قال اإلمام الشافعيِ :
ٌ َ ُّ ُ
وجها بقوله :ك ُُّل َش ْي ٍء وأخ َبر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم أ َّمتَهَّ ...
وأن له ً ْ
جل ِل َو ْ ِ ِ
الك َْرام.(((» ... َهال ٌك َّإل َو ْج َه ُه ،وقولهَ :
و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذو ا ْل َ
أن أورد جمل ًة ِمن اآليات تُثبت ِصف َة وقال اإلما ُم اب ُن ُخزيم َة بعدَ ْ
ِ
واليمن جاز وتِهام َة
الح ِ أهل ِ لمائنا من ِ لله تعالى« :فنحن وجميع ُع ِ
ُ ُ الو ْجه ِ
َ
ِ ِ ِ ِ
ُقر بذلكوالعراق والشا ِم ومصر؛ مذه ُبنا :أنَّا نُثبِ ُت لله ما أثبتَه الل ُه لنَ ْفسه ،ن ُّ
أن نُشبه وجه خالِ ِقنا بوج ِه ٍ بأ ْلسنِتنا ،ونُصدِّ ق ذلك ب ُقلوبِنا؛ ِمن ِ
أحد من َ ْ غير ْ ِّ َ َ ْ َ
المع ِّطلين»(((. ِ أن ُيشبه المخلوقينَّ ،
عز ر ُّبنا ْ
وجل ر ُّبنا عن مقالة ُ المخلوقي َنَّ ،
وص َفه
وجل الذي َ عز َّ إثبات َو ْج ِه الله َّ
ِ وقال َقوام السنَّة األصبهانيِ :
«ذكْر ُّ َّ ُ ُّ
ِ
جل ِل
و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذو ا ْل َ بالجالل واإلكرا ِم والبقاء في قولِه َّ
عز َّ
وجلَ : ِ
َو ْ ِ
الك َْرام.(((»
ا ْل ُ
وجو ُد
ان ُظ ْر( :الموجود).
ا ْل َو ُدو ُد
الصالِحين ِ
ويحب عبا َده َّ ُّ الو ُدو ُد ،الذي َي َو ُّد
وجل بأنَّه َ عز َّ ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
ِ
أسمائه و(الو ُدو ُد) ِمن ِ
العزيز، ِ
بالكتاب و َيو ُّدونه ،وهي ِصف ٌة فعل َّي ٌة ثابت ٌة
َ
تعالى.
الدَّ ليل:
ِ ِ ِ
اس َت ْغف ُروا َر َّبك ُْم ُث َّم تُو ُبوا إِ َل ْيه إِ َّن َر ِّبي َرح ٌ
يم َو ُدو ٌد -1قو ُله تَعا َلىَ :
و ْ
[هود.]90 :
و َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َك ،وتفسير اآلية ن ْفسها من «أضواء البيان» ،وانظر كال َم ِ
= لقوله تعالىَ :
كثير في ِصفة (السمع). غوي في ِصفة (األصابع) ،وكال َم ِ
ابن ٍ ال َّب ِّ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
405
وب ،أي:
رجل َه ُي ٌفعول؛ كما ُيقالٌ : ٍ اآلخر :أنَّه َف ٌ
عول بمعنى َم ُ
والقول َ
وجل َمودو ٌد ،أي :يو ُّده ِعبا ُده و ُيح ُّبونه ،وهما
َّ عز
فتقديره :أنَّه َّ
ُ هيب،
َم ٌ
وجهان ج ِّيدان.
ولعبده ،ف ُيقال :العبدُ شكور ِ
لله، ِ عز َّ
وجل لله َّعل ِ وقد تأتي الصف ُة ِ
بالف ِ
ٌ ِّ
للعبد ،أيَ :يشكُر له َع َم َله ،أي: ِ عز َّ أيَ :يشك ُُر نِعمتَه ،والل ُه َّ
وجل َش ٌ
كور
مله ،والعبدُ تواب إلى ِ ِ يجازيه على َع ِ
اب عليه ،أي: الله من َذنبِه ،والل ُه ت ََّو ٌ َّ ٌ ُ
َي ُ
قبل توبتَه ويعفو عنه»(((.
تاب ِ ِ ِ
المت ََو ِّد ُد إلى عباده بن َعمه ،الذي َي َو ُّد َمن َ
«الو ُدو ُد ُ
وقال اب ُن الق ِّيمَ :
البخاري في
ُّ أيضا ،أي :المحبوب؛ قال
الو ُدو ُد ً إليه و َأ َ
قبل عليه ،وهو َ
يدل على األمرين؛ على أن اللفظ ُّ
والتحقيقَّ :
ُ الحبيب.
ُ الو ُدو ُد:
«صحيحه» َ
واآلخر بال ُّلزو ِم؛ فهو
َ ِ
بالوضع، ِ
ألوليائه ،و َم ْو ُدو ًدا لهم؛ فأحدهما كونِه وا ًّدا
ِ
ألوليائهُ ،يح ُّبهم و ُيح ُّبونه»(((. المحب الحبيب
ُّ ُ
الو ْص ُ
ف َ
ان ُظرِّ :
(الصفة).
ا ْل َو ْص ُل َوا ْل َق ْط ُع
َّ
وجل. عز ِ
بالله َّ ثابتتان بالسن َِّة الصحيحة ،ت ِ
َليقان ِ فتان فِعلي ِ
تان، ِص ِ
َّ ُّ َّ
ِ
جران وال َقطعِ. والو ْص ُل :ضدُّ ِ
اله َ
الدَّ ليل:
رسول ِ
الله ص َّلى الل ُه عليه ُ قالت :قال حديث عائش َة ِ
رض َي الل ُه عنها ْ ُ
جر، ِ
الحافظ ابن َح ٍ الش ِ
بل على علي ِّ َعليق َّ
الش ِ ُ
يخ ٍّ الشيخ اب ُن باز ت َ أقر
وقد َّ
الئقان بهِ ،من
ِ لله سبحانه ِ
ثابتان ِ والقطع فِعالن
ُ ُ
«الوصل الذي ُ
يقول فيه:
ِ
الواجب إثباتُها والمقابلة لِمن يستح ُّقهما ،وهما ِمن الص ِ
فات ِ ِ
المجازاة باب
ِّ َ
َين على ِ
الله في َحقيق َت ْيهما»(((. الصفات ،وليستَا بمستحيلت ِ ِ
كسائر ِّ له سبحانه
(((
الو ْط َأ ُة بِ َو ٍّج
َ
آخ َر َو ْط َأ ٍة َوطِئَها الل ُه بِ َو ٍّج»(((.
«إن ِ ِ
الحديثَّ : جا َء في
ُ
والحافظ اب ُن وجل :أبو َيع َلى ال َف َّرا ُء(((،
عز َّ ثبت الوطأ َة ِصف ًة ِ
لله َّ وممن َأ َ
َّ
الق ِّي ِم(((.
ديني ُ
يقول في ٍ ُ
الم ِّ علي ب َن َ
«سمعت َّ ُ الدارمي:
ُّ سعيد عثمان ب ُن قال
«إن ِ
آخ َر النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َمَّ : رض َي الل ُه عنهاِ ، حديث خول َة ِ
عن ِّ
آخ ُر ِ
خيل سفيان -يعني :ابن ُعيين َة -فسره ،فقال :إنَّما هو ِ
ُ و ْط ٍ
أة بِ َو ٍّج» :قال:
َّ َ َ َ
بوج»(((. ِ
الله ٍّ
واد بال َّط ِائف ،أو هو ال َّطائفُ .ينظر(( :مسند إسحاق بن راهويه)) ((( ،)47/5معجم
((( وجٍ :
َ ٌّ
البلدان)) لياقوت (.)361/5
ضعيف .رواه أحمد في «المسند» ( ،)17598( )172/4والطبراني في «المعجم ٌ ((( إسنا ُده
الكبير» ( ،)14/16والبيهقي في «األسماء والصفات» ( ،)389/2من طريق سعيد بن أبي
راشد وهو مجهول.
ورواه أحمد في «المسند» ( ،)27355( )409/6والحميدي في «المسند» (،)382/1
وابن راهوية في «المسند» ( )47/5والطبراني في «المعجم الكبير» ( ،)477/17والبيهقي
في «األسماء والصفات» ( )388/2من طريق عمر بن عبد العزيز ،عن خول َة ِ
بنت َحكي ٍم،
انقطاع.
ٌ وبينهما
((( «إبطال التأويالت» (.)379/2
((( «مختصر الصواعق المرسلة» البن الموصلي (.)467/1
البيهقي بإسناده الصحيح إلى الدارمي في «األسماء والصفات» (.)390/2
ُّ ((( أخرجه
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
408
ا ْل َوكِ ُ
يل
والسن َِّة ،وهو
تاب ُّ
ثابت ِ
بالك ِ الو ِكيل ،وهذا ٌ عز َّ
وجل بأنَّه َ ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
ِ
أسمائه تعالى. اسم من
ٌ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
الوكِيل،
عم َ
ِ
«ح ْس ُبنا الل ُه ون َ
اس رض َي الل ُه عنهما؛ قالَ :
ابن عب ٍ ِ
حديث ِ َُّ
ِ
إبراهيم ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم حين ُأ ْلق َي في الن َِّار ،وقا َلها َّ
محمدٌ ص َّلى ُ قالها
الل ُه عليه وس َّل َم.(((»...
ستقل ِ
بأمر التوكُّل الموكَل إليه، الع ِ
باد ،وحقيقتُه أنَّه َي ُّ بأرزاق ِِ ُ
الكفيل المقيم
ُ
َ
إسحاق: َّخ ُذوا ِم ْن ُدونِي َو ِك ًيل ...وقال أبو
ْزيل العزيزَ :أ َّل َتت ِ
وفي ال َّتن ِ
بجمي ِع ما َخ َلق».
الله تعالى الذي تَوك ََّل بالقيا ِم َ الو ِكيل في ِصفة ِ َ
-2وقو ُلهَ :ذلِ َك بِ َأ َّن الل َه َم ْو َلى ا َّل ِذي َن آ َمنُوا َو َأ َّن ا ْلكَافِ ِري َن ال َم ْو َلى
َل ُه ْم[ محمد.]11 :
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
ٍ
شيء عجزت عن نيْ ،
إن ِ عبد ِالزب ِير البنِه ِ ُ -1
َ الجمل« :يا ُب َّ الله يو َم قول ُّ َ
ِ
فوالله ما َد َر ْي ُت ما أرا َد حتى ِ
فاستع ْن عليه بموالي ،قال: منه (يعنيَ :د ْينَه)؛
ُربة ِمن َدينِه
وقعت في ك ٍ ُ ِ
فوالله ما أبتَ ،من موالك؟ قال :الل ُه! قال: قلت :يا ِ ُ
قضيه.(((»... اقض عنه دينَه في ِ
ِ الز ِ
بير، قلت :يا مو َلى ُّ َّإل ُ
َ َ
آت ن ْف ِسي تَقواها،
رضي الله عنه ...« :اللهم ِ
َّ َ ُ
بن َأرقم ِ
َ
حديث ِ
زيد ِ ُ -2
أنت ول ُّيها وموالها.(((»...
خير َمن زكَّاهاَ ،
أنت ُ
وزكِّها َ
َ
تفسير قولِه تعالى :الل ُه َولِ ُّي ا َّل ِذي َن آ َمنُوا[ البقرة:
ِ قال اب ُن جرير في
وتوفيقه». ِ يتولهم بعونِه وظهيرهم؛ َّ «نصيرهم :]257
ُ ُ
الحنفي في ِصفة (ال َغ َضب). ِّ وان ُظ ْر كال َم ابن أبي ِّ
العز
ا ْل َو َّه ُ
اب
ب ما يشا ُء لِ َمن يشا ُء ،كيف شا َء، الو َّهابَ ،ي َه ُ عز َّ
وجل بأنَّه َ ف الل ُه َّ
وص ُ
ُي َ
ِ
أسمائه تعالى. و(الو َّهاب) ِمن والسن َِّة ،وهي ِصف ٌة فِعل َّي ٌة، ثابت ِ
بالك ِ
َ تاب ُّ وهذا ٌ
[الشـورى.]49 :
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
َ
ليمان: قول ِ
أخي ُس ذكرت َ
ُ حديث أبي ُهرير َة ِ
رض َي الل ُه عنه ...« :ثم ُ
َ َ
ب لِي ُم ْلكًا َل َينْ َب ِغي ِلَ َح ٍد ِم ْن َب ْع ِدي.(((»... ِ ِ
َر ِّب ا ْغف ْر ليَ ،و َه ْ
ِ
األعواض عن ٍ
منظور في «لسان العرب»« :الهب ُة :العطي ُة الخالي ُة ِ وقال اب ُن
ا ْل َي َد ِ
ان
ٍ باقي ِصفاتِه؛ ِمن ِ ِصف ٌة ذات َّي ٌة ِ
َحريف
غير ت وجل ،نُثبتُها كما نُثبِ ُت َ
عز َّ
لله َّ
والسن َِّة.
تاب ُّ
َمثيل ،وهي ثابت ٌة ِ
بالك ِ ٍ
َكييف وال ت ٍ َعطيل ،ومن ِ
غير ت ٍ وال ت
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
بس ُط حديث أبي موسى األشعري ِ
رض َي الل ُه عنهَّ : ُ
«إن الل َه تعالى َي ُ ِّ -1
ليتوب مسي ُء ال َّل ِ
يل، َ بسط يدَ ه بالن ِ
َّهار؛ ليتوب ُمسي ُء الن ِ
َّهار ،و َي ُ َ يل؛َيدَ ه بال َّل ِ
الشمس ِمن مغربِها»(((.
ُ حتى تَط ُل َع
ُ
الميزان غيضها نفق ٌة ...وب َي ِده األخرى
ملى ال َي ُ حديث« :يدُ ِ
الله ْ َ ُ -3
ي ِ
خف ُض و َير َف ُع»(((. َ
فات جا َء بها
وص ٌ قال اإلمام الشافعي« :ل ِ ِ
له تبارك وتعالى أسماء ِ
ٌ َ ُّ ُ
وأن له َي ِ
دين سميعَّ ،
ٌ كتا ُبه ،وأخ َبر بها نب ُّيه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ُأ َّمتَه ...أنَّه
ات َم ْط ِو َّي ٌ
ات الس َم َو ُ َانَّ ، بقوله :ب ْل يدَ اه مبسو َطت ِ
و َّ
وأن له يمينًا بقولهَ : َ َ ُ َُْ
بِ َي ِمينِ ِه.(((»...
جل ِ
البارئ َّ للخ ِ
الق اليد َإثبات ِ
ِ كر ِ وقال اإلما ُم اب ُن ُخزيم َة:
«باب :ذ ُ ٌ
دان كما أ ْع َلمنا في محكَم َتن ِ أن الله تعالى له ي ِ
ْزيله،»... ُ َ َ والبيان َّ َ
ُ وعال،
البيان ِمن ُسن َِّة
ِ كر ِ
«باب :ذ ُ
ِ
تدل على ذلك ،ثم قالٌ :
ِ
اآليات ُّ وسر َد ُجمل ًة ِمن َ
جل وعالُ ،مواف ًقا لِ َما َت َل ْونا إثبات ِ
يد ِ
الله َّ ِ النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم على
ِّ
من َتن ِ
ْزيل ر ِّبنا ال مخال ًفا ،قدْ ن ََّزه الل ُه نب َّيه وأ ْعلى درجتَه ور َفع َقدْ َره عن أن
أنزل الل ُه عليه ِمن ِ
وحيه»(((. موافق لِ َما َ
ٌ يقول َّإل ما هوَ
لله تعالى ِصف ًةاليد ِإثبات ِ ِ «فص ٌل :في السن َِّة
األصبهانيْ :
ُّ وقال َق َّوا ُم ُّ
البيان ِمن
ِ كر ِ
تدل على ذلك ،ثم قال« :ذ ُ
ِ
اآليات التي ُّ بعض له» ،ثم أورد َ
إثبات ِ
اليد ُمواف ًقا لل َّتن ِ
ْزيل»((( ثم أور َد ِ النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم على ِ
ُسنَّة ِّ
تدل على ذلك. بسنده ُّأحاديث ِ َ
ا ْل َي َس ُار
ان ُظ ْر( :ال َي ِمين).
ِ
ا ْل َيم ُ
ين
والسن َِّة.
تاب ُّ
ثابت ِ
بالك ِ وجل بأنَّها َي ِمي ٌن ،وهذا ٌ
عز َّ
ف َيدُ الله َّ
ُوص ُ
ت َ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
ين ِ
الله َم َ ِ ِ ُ
ألى ،ال حديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه مرفو ًعاَ « :يم ُ -1
غيضها نفق ٌة.((( »...
َي ُ
أد َّلتهم:
عز الله بن ُعمر ِ
رض َي الل ُه عنه مرفو ًعاَ « :يطوي الل ُه َّ عبد ِحديث ِ
ُ -1
َ
يامة ،ثم يأخذهن ِ
بيده ال ُيمنى ،ثم ُ الق ِوات يوم ِ
وجل السم ِ
ُ
الملك! يقول :أنا َّ َ َّ َّ َ
((( بشمالِه ،ثم ُ
يقول»... رون؟ ثم يطوي ْالَرضين ِ
َ َ َ المتك ِّب َ
ارون؟ أي َن ُ َأي َن َ
الج َّب َ
إلخ الحديث.
أقوالهم:
ِ
الجاهل «وأعجب ِمن هذا ُ
قول ال َّث ْل ِج ِّي ُ الدارمي:
ُّ
ٍ
سعيد قال اإلما ُم أبو
قسطون يو َم الله ص َّلى الله عليه وس َّلم« :الم ِ
رسول ِ ِ ِ
حديث فيما ا َّدعى َ
تأويل
ُ َ ُ
وكلتا يديه َي ِمين» ،فا َّدعى حمنِ ،
الر ِ نور ،عن َي ِم ِ
ين َّ منابر ِمن ٍ
القيامة على َ
ِ ِ
ِ ِ
خرج منتأو َل كلتا يديه َيمين؛ أنَّه َ
النبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم َّ لجي َّ
أن َّ ال َّث ُّ
ِ
اليدين إلى النِّعم؛ يعني وخرج ِمن معنى ِ
تأويل الغلول ِّيين أنَّها َيمين األيديَ ، ِ
ف أحدٌ
وص ُ ٍ ِ ُ
يكون ألحد َيمينان ،فال ُي َ السنة؛ يعني :أنَّه ال
بالغلول ِّيين :أهل ُّ
وشمال بز ْع ِمه.
بي ِمينَين ،ولكن ي ِمين ِ
َ َ ْ
رسول الله ص َّلى الل ُه
ُ سعيد :وي َلك أ ُّيها المعارض! إنَّما عنَىٍ قال أبو
الشمال ،ولكن تأويله: مقابلة ال َي ِمين ِّ
ِ طل َق على التي في عليه وس َّلم ما قد ُأ ِ
َ
الشمال عف؛ كما في أيدينا ِّ والض ِ ديه َي ِمين» ،أيُ :من ََّزه على الن ِ
َّقص َّ «وكلتا ي ِ
ِ
َ
ً
إجالل لله، حمن َي ِمين»؛
الر ِ ِ
طش ،فقال« :كلتا يدي َّ ِمن النَّقص وعدَ م ال َب ِ
مال واليسار ،وكذلك بالشمال ،وقد ُو ِصفت يداه ِّ
بالش ِ ف ِّ وص َ وتعظيما ْ
أن ُي َ ً
رسول الله ص َّلى الل ُه عليه
ُ طلق الش ِ
مال وال َيسار؛ َل َما َأ َ ُ
إطالق ِّ يجز
لو لم ْ
رسول ِ
الله ُ وس َّل َم ،ولولم َي ُج ْز أن ُيقالِ :كلتا يدَ ِي الرحمن َي ِمين؛ لم َي ُق ْله
الخ ْلق؛ فكيف ال ُي ِّ
جو ُز الناس في َ
ُ جوزهص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم ،وهذا قد َّ
الله أنَّهما جمي ًعا َي ِمينان؟! وقد ُس ِّمي ِمن النَّاس ذا
اب ُن ال َّثلجي في يدَ ِي ِ
ِّ
ِ
مالين من خرج ذو ِّ
الش أيضا ،و َي ُ
لجي ً نفي د ْعوى ِ
ابن ال َّث ِّ فجاز ُ
َ الشمالين، ِّ
ِ
أصحاب األيدي»(((. معنى
كتاب ِ
الله تعالى ِ النصوص ِمن
ُ
نيمان« :تنو ِ
عت َّ يخ عبدُ ِ
الله ال ُغ ُ الش ُ
وقال َّ
ِ
وإثبات اليدين ِ
لله تعالى، ِ ِ
إثبات وسن َِّة رسولِه ص َّلى الل ُه عليه وس َّل َم على
ُ
الكف،
ِّ كر كر األصابعِِ ،
وبذ ِ بذ ِ وقال« :وقدْ أتانا ص َّلى الله عليه وس َّلم ِ
َ ُ
ٍ
واحدة أنَّه منصوصا على مال ،وال َي ِ
دين؛ َم َّر ًة ُمثنَّاة ،و َم َّر ًة كر ال َي ِمينِّ ،
والش ِ ِ
وذ ِ
ً
ُّصوص بذلك»(((. وأن األخرى فيها كذا؛ كما تَقدَّ ِ
مت الن فعل بها كذا وكذاَّ ،َي ُ
ُ
واأللباني ،وإليك
ُّ والبيهقي،
ُّ منهم :اإلمام اب ُن ُخزيم َة ،واإلما ُم أحمدُ ،
أد َّلتَهم وأقوا َلهم:
أد َّلتهم:
العاص ِ
رض َي الل ُه عنهما مرفو ًعاَّ :
«إن ِ مرو ِ
بن بن َع ِ عبد ِ
الله ِ حديث ِ
ُ -1
وجل ،وكِلتا
عز َّ ِ
الرحمن َّ ُور ،عن َي ِم ِ
ين الله على منابِ َر ِمن ن ٍ
المقسطي َن عندَ ِ
ين.(((»... ِ ِ
َيديه َيم ٌ
ين ِ
الله مألى ،ال ِ ِ ُ
حديث أبي ُه َر َير َة رض َي الل ُه عنه مرفو ًعاَ « :يم ُ -2
القبض؛ يرفع وي ِ ِ
خفض»(((. غيضها نفق ٌة ...وب َيده األُخرى ُ َ ُ َ
َي ُ
أقوالهم:
جل ِ
لخالقنا َّ ُوضح َّ
أن ٍ
ثامنة تُب ِّين وت ِّ قال اب ُن ُخزيم َة« :بابِ :ذكر ُسن ٍَّة
ِ
صفة اليسار ِمن عز َّ
وجل؛ إذ ِ
لخالقنا َّ سار ِ ِ و َعال ي ِ ِ
ُ دين ،كلتاهما َيمينان ،ال َي َ َ
يسار»(((. َ
يكون له ٌ المخلوقي َنَ ،ف َج َّل ر ُّبنا عن ْ
أن
بإحدى يديه يو َم األرض جمي ًعا َقبض ُة ر ِّبنا َج َّل وعالْ ،
ُ أيضاِ ...« :
بل وقال ً
وكلتا َيدي ر ِّبنا َي ِمين،
مطويات بي ِمينه ،وهي اليدُ األخرىِ ،
ٌ َ موات
والس ُ ِ
القيامةَّ ،
ِ
اليدين سار؛ إذ ُ
كون إحدى َ
يكون له َي ٌ وعز عن أن شمال فيهماَّ ،
جل ر ُّبنا َّ َ ال
األلباني:
ُّ يخ وس ِئل َّ
الش ُ ُ
ابن ُعمر ِ ِ ِ ِ ِ
رض َي َيف نُو ِّفق بين رواية« :بشماله» الواردة في حديث ِ َ
«ك َ
الله عنهما في «صحيح مسلم» ،وقولِه ص َّلى الله عليه وس َّلمِ :
«وكلتا َ ُ ُ
ديه َي ِمين»؟
ي ِ
َ
«بشمالِه» ،وهو
أن أبا داود رواه وقال« :بيده األخرى» ،بدَ لِ :
و ُيؤكِّد هذا َّ
ت ِصف َة ِّ
(الش ِ
مال) و(ال َي َسار): مناقش ُة ِ
األد َّلة التي تُثبِ ُ
َفرد مر عندَ مسل ٍم((( ،وفيه لفظ ُة ِّ بد ِ
الله ِ حديث َع ِ
ُ
(الشمال) ،ت َّ بن ُع َ -1
عن ِ
ابن اب ،عن سال ٍمِ ، الخ َّط ِ
بن َ مر ِ الله ِ بن ِ
عبد ِ عمر ب ُن َحمز َة ِ
بن ُع َ بها ُ
((( «مجلة األصالة» ( ع ،4ص .) 68
((( «صحيح مسلم» (.)24-2788
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
422
رض َي الل ُه عنه المتقدِّ ُم ،وفيه« :وقال ل َّلتي في حديث أبي الدَّ ِ
رداء ِ ُ -2
جا َء عندَ أحمدَ في «المسند» (« :)441/6وقال ل َّلذي في كتِ ِفه ال ُيسرى
السالم.
والضمير هنا يعو ُد على آ َدم عليه َّ
ُ إلى الن َِّار وال ُأبالي»،
صحيح
ٌ قول أن األخرى ِش ٌ
مال»ٌ : كر ال َي ِمين ُّ
يدل على َّ -3قولهمِ َّ :
«إن ذ َ
أن ِكلتا يدَ ِي الله َي ِمي ٌن. لو لم ِير ْد ما ُّ
يدل على َّ
بذي ال َي ِم ِ
ينين؛ كتَب له ب ِ سين ِ
بن ُمص َع ٍ الح ِ
طاهر ب ُن ُ
ُ ب أبو الط ِّي ِ
ب و ُل ِّق َ
أحدُ أصحابِه:
ِ الــــمـكَــنَّــــى بِــ َطـــ ِّي ــــذ ِ
ب ــه َّ ِ ِ
ــــب ُ الــم َ
ُ ـــــــــير«لــألم
الح َســــ ْي ِن ِ
بن ُم ْصـ َع ِ
ـب» ِ ــاه َِــــين َط ِ
ِ ِذي الـي ِ
(((
ــــن ُ ــــر بـ ـمـيـن َ
التَّرجيح:
ٌ
شمال، وجل َي ِمي ٌن واألخرى
عز َّ إحدى َيدي ِ
الله َّ إن ت َ
َعليل القائلين َّ
بأن ْ َّ
((( انظر البيت في« :مختلف تأويل الحديث» البن قتيبة (ص .)247
((( انظر« :ثمار القلوب» (ص .)291
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
424
فات ِ
الله توقيف َّية، إن ِص ِ قوي ،وله َح ٌّظ من الن ِ
َّظر؛ َّإل أنَّنا نقولَّ : والض ِ
عفٌ ،
قول ٌّ َّ
بالش ِ
مال عز َّ
وجل ِّ دليل صحيح صريح في وص ِ
ف إحدى يدي الله َّ وما لم ِ
يأت ٌ
ْ ٌ ٌ
«كلتاهما َي ِمي ٌن»،
قول النبي ص َّلى الله عليه وس َّلمِ :
َ ُ ِّ أو ال َي َسار؛ فإنَّنا ال نَتعدَّ ى َ
الش ِ
مال وال َي ِ
سار َأ ُ ِ ِ
ميل ،وال َّل ُه ُ
أعلم. أحاديث ِّ َضعيف
والقلب إلى ت
ُ
((( ِ
اآلخ ِر َّي ُة
ثابت ِ
بالك ِ
تاب ِ
(اآلخر) ،وهو ٌ وجل ،وذلِك ِمن ِ
اسمه ِصف ٌة ذات َّي ٌة للهِ َّ
عز َّ
والسنَّة.
ُّ
السنَّة: الدَّ ُ ِ
ليل م َن ُّ
الح َيأ ُمرنا؛ إذا أرا َد أحدُ نا ْ
أن ينا َم: هيل؛ قال :كان أبو َص ٍ حديث ُس ٍ ُ
ورب ِ
موات، الس ِ
األيمن ،ثم ُ ضطجع على ِش ِّقه ْ
َّ رب َّ «اللهم َّ
َّ يقول: َ أن َي
ٍ ورب ِّ ِ ِ
ب والنَّوى، الح ِّ
فالق َ
شيءَ ، كل العرش ال َعظي ِم ،ر َّبنا َّ ورب األرضَّ ،
أنت ِ ٍ ِ ِ ومن ِْز َل الت ِ
آخ ٌذ كل شيء َ شر ِّواإلنجيل وال ُفرقان ،أعو ُذ بِ َك من ِّ ِ َّوراة ُ
وأنت ِ بناصيتِه،
اآلخ ُر فليس بعدَ ك َ أنت ْالَ َّو ُل َ
فليس َق ْب َلك شي ٌء، اللهم َ
َّ
سن ِ
الختا ِم. لح ِ ِ ((( َخ ُ
الصفة؛ ُمراعا ًة ُ
تمت بهذه ِّ
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
425
المعنى:
َ
ِ
الحديث. -1أي :ا َّلذي ليس َبعدَ ه شي ٌء كما في
ِ
األشياء ك ِّلها(((. ِ -2
الباقي بعدَ
آخ ُر الكِ ِ
تاب ِ
أعلم
والل ُه ُ
ين وص َّلى الله وس َّلم على َنبِينا محم ٍد وعلى آلِ ِه وصحبِ ِه َأ ِ
جمع َ
َ َ ْ ِّ ُ َّ َ ُ َ
م ُة ال َ
خا ِت َ
رضى، رب العا َلمين ،حمدً ا ط ِّي ًبا مباركًا فيه كما ُي ُّ
حب ر ُّبنا و َي َ لله ِّ «الحمدُ ِ
كفور وال ُمو َّد ٍع وال ٍ غير َمك ِْف ٍّي وال َم ِ ِ
وج ِهه وع ِّز جاللهَ ، وكما َينبغي لكَر ِم ْ
ِ
ألداء َح ِّقهْ ،
وأن ِ وأن ُيو ِّف َقنا عمتِهْ ، وز َعنا ُش ِ أن ُي ُِمس َت ْغنًى عنه ر ُّبنا ،ونَسأ ُله ْ
كر ن َ َ
يجعل ما َق َصدْ نا له في هذا َ سن ِعبادتِهْ ،
وأن وح ِ كره ُ وش ِ
كره ُ ُيعينَنا على ِذ ِ
ِ
لعباده. لوجهه الكري ِم ،ونَصيح ًة ِ خالصا غيرهالكتاب وفي ِ ِ
ً
لك ثمرتُه وعليه تَبِ َعتُه، لك ُغن ُْمه وعلى مؤ ِّل ِفه ُغ ْر ُمهَ ، القارئ لهَ ، ُ فيا أ ُّيها
انظر إلى بل ْ
تلتفت إلى ِ
قائلهِ ، ْ وحق فا ْق َب ْله والصواب ٍّ ٍ دت فيه ِمن وج َ فما َ َ
بغ ُضه، الحق إذا جاء به من ي ِ قال ال إلى َمن قال ،وقدْ ذ َّم الل ُه تعالى َمن َي ُر ُّد َّ ما َ
َ َ ُ
بعض الص ِ
حابة: و َيق َب ُله إذا قا َله َمن ُيح ُّبه؛ فهذا ُخ ُل ُق األُ َّم ِة ال َغضب َّية؛ قال ُ
َّ
وإن كان الباطل على َمن قا َله ْ َ ور َّد
غيضاُ ، وإن كان َب ً ممن قا َله ْ الحق َّ «اقبل َّ ِ
اإلصابة ،و َيأبىِ فإن قائ َله لم َي ُأل جهدً ا في وجدت فيه ِمن خطأٍ؛ َّ َ َحبي ًبا» وما
بالكمال ،كما قيل: ِ تفر َد الل ُه َّإل ْ
أن َي َّ
َفبنُـــو ال َّط ِ بيعة ِ
صـــل ال َّط ِ
ِ ص في َأ
هـــم ال ُي ْج َحدُ
ْ بيعة َن ْق ُص َ كام ٌن والنَّ ْق ُ
هول؟! ولكن َمن عُدَّ ْت وكيف ُي ْع َص ُم ِمن الخطأِ َمن ُخ ِل َق ظلو ًما َج ً
ممن عُدَّ ْت إصاباتُه ،وعلى المتك ِّل ِم في هذا واب َّ الص ِ أقرب إلى َّ
ُ َغلطاتُه
بالحق ،وغايتُه النَّصيح َة ِ كالمه عن ِ يكون مصدر ِ الباب ِ ِ
لله، ِّ العل ِم َ َ ُ وغيره أن
وإن ُج ِع َل ُّ
الحق تب ًعا للهوىَ ،ف َسدَ ولرسولِه ،وإلخوانِه المسلمينْ ، ولكتابِهَ ،
ِ
والطريق...
ُ ُ
والحال لب وال َع ُ
مل ال َق ُ
والحمدُ ِ
رسلي َن وبار َك على خا َت ِم ُ
الم َ وص َّلى الل ُه وس َّل َم َ
لله َر ِّب العا َلمينَ ،
حم ٍد و َع َلى آله َأجمعي َن»(((.ُم َّ
ٍ
بتصرف يسير. ((( «مدارج السالكين» ()522/3
الفهارس
تافصلا سرهف
431
فهرس الصفات
األَ َس ُ
ف (بمعنى ال َغ َضب) 68......... ِ
اآلخ ِر َّي ُة 424....................
األَ َصابِ ُع 69...................... الم ِجي ُء 42.............
ان َو َ ِ
اإل ْت َي ُ
اال ِّط َل ُع 72...................... اإل َجا َب ُة 44....................... ِ
الص ْب ُر 236......................
َّ وح 208.....................
الس ُّب ُ
ُّ
الصدْ ُق 238.....................
ِّ الست ُْر 210.......................
َّ
الص َف ُة 239..................
ِّ الس ْخ ِر َّي ُة212....................
ُّ
الص َمدُ 242.....................
َّ الس ْخ ُط214..........
الس َخ ُط أو ُّ
َّ
الصن ُْع 243......................
ُّ الس ْر َع ُة 215.....................
ُّ
الص ْو ُت 245....................
َّ ُوت 218...................
السك ُ
ُّ
ورةُ245.....................
الص َ
ُّ السال ُم 220.....................
َّ
الض ِح ُك247....................َّ الس ْل َط ُ
ان 221.................... ُّ
ال َّطبِ ُ
يب 250..................... الس ْم ُع 222......................
َّ
ال َّط ُّي 251....................... الس ِّيدُ 224.......................
َّ
ب251...................... ال َّط ِّي ُ الشافِي 226..................... َّ
ِ
ال َّظاه ِر َّي ُة وال ُّظ ُه ُ
ور 253.......... الش ْخ ُ
ص227................ َّ
ال ِّظ ُّل254.................... ِّ
الشدَّ ُة (بمعنى ال ُق َّوة) 230...........
ال ُّظ ُه ُ
ور 258..................... ِشدَّ ُة ا ْل ِم َحال231................
ب ُء 258.................. ا ْل َع ْ ُّ
الشك ُْر 231......................
َاب ِ ِ
أو ا ْل َعت ُ
ْب258............ ا ْلعت ُ َّ
الش ُّم 233....................
ا ْل َع َج ُ
ب 259..................... الش َم ُال 233.................
ِّ
ا ْل َعدْ ُل 263...................... الش ِهيدُ 233.....................
َّ
ا ْل ِع ُّز َوا ْل ِع َّز ُة 264................. َ شي ٌء234....................
تافصلا سرهف
435
ا ْل َف َر ُح 297...................... ا ْل َع ْز ُم 267.......................
ا ْل َف ْط ُر 298....................... ا ْل َع َطا ُء َو َ
المن ُْع 268..............
ا ْل ِف ْع ُل 299...................... ا ْل َع َظ َم ُة 269.....................
ا ْل َف ْو ِق َّي ُة 299..................... الم َعا َفا ُة 271.............ا ْل َع ْف ُو َو ُ
ا ْل َق ْب ُض َوال َّط ُّي 300.............. ا ْل ِع ْل ُم 272.......................
ا ْل ُقدْ َر ُة 302...................... ا ْل ُع ُل ُّو َوا ْل َف ْو ِق َّي ُة 274..............
ا ْل ِقدَ ُم 304................... ياة والب ِ
قاء) 276........ َ
العمر (بمعنى الح ِ
َ َ ْ ُ َ ْ
الم ِح ُ
يط 342.................... ُ ا ْل ِكتَا َب ُة َوا ْل َخ ُّط 316..............
الم ِم ُ
يت 343.......... الم ْح ِيي َو ُ
ُ ا ْلك ََر ُم318.......................
ان 344................... الم ْس َت َع ُ ُ ا ْلك ُْر ُه 320.......................
الم ْس ُح بال َي ِد 345................ َ َف 321......................ا ْلك ُّ
الم ِش ُي 346..................... َ ا ْلك َِف ُيل 323.....................
الم ِشي َئ ُة 346.....................َ ا ْلكَال ُم َوا ْل َق ْو ُل َوا ْل َح ِد ُ
يث324.........
الم َصا َف َحة 346..............
ُ الص ْو ُت َوا ْل َح ْر ُ
ف 324....... َوالنِّدَا ُء َو َّ
الم َص ِّو ُر 347....................
ُ َف 328..................... ا ْل َكن ُ
الم َعا َفا ُة 348.................... ُ ا ْل َك ْيدُ ألعْدَ ِائ ِه330...............
الم ِع َّي ُة 348...................... َ ال ُّل ْط ُ
ف 331.....................
الم ْغ ِف َر ُة َوا ْل ُغ ْف َر ُ
ان 350........... َ ال َّل ْع ُن 333.......................
الم ْق ُت 352.....................
َ الم ْؤ ِم ُن 334.....................
ُ
الم ِق ُ
يت 353..................... ُ الم َباال ُة 336.................
ُ
المك ُ
َان 354................. َ الم َباها ُة 336....................
ُ
المك ُْر ( َع َلى َمن َيمك ُُر بِه)355........
َ المبِي ُن 338......................
ُ
الم َلك ُ
ُوت 357.......... الم ْل ُك َو َ
ُ المتَا َن ُة 339......................
َ
والسآ َم ُة 358..............الم َل ُل َّ َ الم ْجدُ 340......................
َ
اح َل ُة َوا ْل ِم َح ُال 361.........
الم َم َ
ُ الم ِجي ُء 341....................
َ
يت 362.................... الم ِم ُ ُ الم َح َّب ُة 342.....................
َ
تافصلا سرهف
437
ا ْل َه ْر َو َل ُة َ
والم ْش ُي 391............
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
438
فهرس األسماء
ليم 272.................
5555ال َع ُ الر َّز ُاق 191.................
َّ 3636
5656ال َغ َّف ُار 350................. فيق 194.................
الر ُ
َّ 3737
5757ال َغ ُف ُ
ور 350................. قيب 195................
الر ُ
َّ 3838
5858ا ْل َغنِ ُّي 288.................. وح 208................
الس ُّب ُ
ُّ 3939
5959ال َفت ُ
َّاح 294................. الستِ ُير 210.................
َّ 4040
القابض 300................
ُ 6060 السال ُم 220.................
َّ 4141
ِ 6161
القاد ُر302.................. ميع 222................
الس ُ
َّ 4242
ِ 6262
القاه ُر 308................. الس ِّيدُ 224..................
َّ 4343
6363ا ْل ُقدُّ ُ
وس 306............... الشافِي 226................ َّ 4444
6464ال َق ِد ُير 302................. الش ِ
اك ُر 231................. َّ 4545
6565ال َق ُ
ريب 114................ ُور 231................ َّ 4646
الشك ُ
6666ال َق َّه ُار 308................. الش ِهيدُ 233.................
َّ 4747
القوي 309.................
ُّ 6767 الص َمدُ 242.................
َّ 4848
6868ال َق ُّيو ُم 310................. ب 251................. 4949ال َّط ِّي ُ
6969الكَبِ ُير315.................. 5050ال َّظ ِ
اه ُر 253.................
7070الك َِر ُ
يم318................. زيز 264.................
5151ال َع ُ
7171ال َّل ُ
طيف 331................ يم269................. ِ
5252ال َعظ ُ
7272ال َّل ُه 74...................... 5353ال َع ُف ُّو 271..................
الم ِّ
ؤخ ُر 113................ ُ 7373 5454ال َع ِل ُّي 274..................
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
440
المصادر و المراجع
«1-1إبطال التأويالت ألخبار الصفات» :محمد بن الحسين أبو يعلى
الفراء ،تحقيق :محمد النجدي ،مكتبة دار اإلمام الذهبي -الكويت ،الطبعة
األولى1410 ،هـ.
«2-2إثبات صفة العلو» :موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي،
تحقيق :بدر البدر ،الدار السلفية ،الكويت ،الطبعة األولى1406 ،هـ.
«8-8اإلخوان» :عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا ،تحقيق :محمد طوالبة
ونجم عبد الرحمن خلف.
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
442
البيهقي ،تعليق وتخريج أحمد عصام الكاتب ،دار اآلفاق الجديدة ،الطبعة
األولى1401 ،هـ.
«2020بدائع الفوائد» :محمد بن أبي بكر ابن القيم ،دار الفكر ،بيروت.
«2121بدائع الفوائد» :محمد بن أبي بكر ابن القيم ،دار الكتاب العربي،
بيروت.
عز َّ
وجل» :محمد بن إسحاق بن «4141التوحيد وإثبات صفات الرب َّ
عز َّ
وجل» :محمد بن إسحاق بن «4242التوحيد وإثبات صفات الرب َّ
األولى1407 ،هـ.
الفكر1405 ،هـ.
ارملا و رداصملا
447
«4949جامع بيان العلم وفضله» :يوسف بن عبد الله بن عبد البر ،دار
الكتب العلمية1398 ،هـ.
«6060داللة القرآن واألثر على رؤية الله تعالى بالبصر» :عبد العزيز بن
زيد الرومي ،مكتبة المعارف ،الرياض1405 ،هـ.
«6363رد اإلمام الدارمي أبي سعيد على بشر المريسي العنيد» :لإلمام
عثمان بن سعيد الدارمي ،تحقيق :محمد حامد الفقي ،مطبعة األشرف
الهور1402 ،هـ.
ارملا و رداصملا
449
«7373سنن ابن ماجه» :محمد بن يزيد أبو عبد الله القزويني ،تحقيق:
محمد فؤاد عبد الباقي ،دار الفكر -بيروت.
«8181شرح القصيدة النونية» :محمد بن أبي بكر ابن القيم ،شرح محمد
خليل هراس ،دار الفاروق الحديثة.
«9898عقيدة أهل اإليمان في خلق آدم على صورة الرحمن» :حمود بن
عبد الله التويجري ،الطبعة األولى1407 ،هـ ،دار اللواء.
«10107عون المعبود شرح سنن أبي داود» :محمد شمس الحق العظيم
آبادي ،المكتبة السلفية ،المدينة المنورة ،الطبعة الثانية1388 ،هـ.
العطية ،ومحسن خرابة ،ووفاء تقي الدين ،دار ابن كثير «دمشق -بيروت»
محمد بن أبي بكر ابن القيم ،تحقيق :محمد العريفي ،وناصر الحنيني،
والسَّن ِة
تاب ُّ عز َّ
وجل الوارد ُة يف ال ِك ِ هلل َّ ِص ُ
فات ا ِ
456
وعبد الله الهذيل ،وفهد المساعد ،دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ،مكة،
«15152المصنف» :أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة ،تصحيح مختار أحمد
الندوي ،إدارة القرآن والعلوم اإلسالمية ،كراتشي ،باكستان1406 ،هـ.
«15153المصنف» :أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة ،تحقيق :محمد عوامة.
الزجاج ،تحقيق:
«15158معاني القرآن وإعرابه» :إبراهيم بن السري َّ
عبد الجليل شلبي ،عالم الكتب ،بيروت ،الطبعة األولى1408 ،هـ.
فهرس المحتويات
الخامسة 5.................................................. ِ مقدِّ م ُة ال َّط ِ
بعة ُ
تاب 7.......................................................... الك ِ مقدِّ م ُة ِ
ُ
ف والنَّع ِفة والوص ِ المبحث األو ُل :معنى الص ِ
ت واالس ِم ،وال َف ْر ُق بينها 18... ْ َ ْ ِّ ُ َّ
فات 21.............................. المبحث ال َّثاني :قواعدُ عام ٌة في الص ِ ُ
ِّ َّ
فات 28....................................... الث :أنواع الص ِ المبحث ال َّث ُ
ُ
ُ ِّ
عز َّ بصفات ِِ ِ ابع: ُ
وجل 31................. الله َّ اإليمان ثمرات
ُ الر ُالمبحث َّ
الص َف ُ
ات 39.............................................................. ِّ
الخاتِ َم ُة427.............................................................
َ
الفهارس 429...........................................................
فهرس الصفات431.....................................................
فهرس األسماء 438.....................................................
المصادر والمراجع 441.................................................
مت الصف واإلخراج يف
مؤسسة الدرر السنية
nashr@dorar.net
هاتف0138680123 :
فاكس0138682848 :
جوال0556980280 :