Professional Documents
Culture Documents
Akhlaq - Ustadz Hakam
Akhlaq - Ustadz Hakam
ردمك978-603-8154-68-7 :
م ــؤسـ ـس ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ـ ــدرر الـ ـسـ ـنـ ـي ـ ـ ـ ـ ــة -ال ـم ـم ـل ـك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـ ـعـ ـربـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الــســع ــودي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
ص .ب 39364ال ـظـهـ ــران - 31942جـ ـ ـ ـ ــوال0556980280 :
ت / 0138680123:فاكس - 0138682848:ب ـريد إلـك ــتروني nashr@dorar.net
مختصر
موسوعة األخالق
مق ِّدمة
مق ِّدمة
الناس على َب ٍ
عض في األرزاق ،وهدَ ى ِ الخ َّلقَّ ،
فضل َ العلي ِم َ ِ
بعض الحمدُ لله َ
حال االستِحقاق.
بم ِّ ِ ِ ِ
َمن شا َء ب َفضله إلى محاسن األخالق ،وهو ُ
أعلم َ
رسل الوفي بالميثاقُ ،
الم َ ِّ ِ
األمين ِ
الصادق محم ٍد
الم على نب ِّينا َّ والصال ُة َّ
والس ُ َّ
لصالح األخالق ،وداعي َة ِ الناس كاف ًة في َجمي ِع اآلفاقُ ،م ِّ
تم ًما ِ ونذيرا إلى
ً شيرا
َب ً
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
الشاهدة الرقاق،وفاق ال افتراق ،وعلى آله وأصحابِه وأتْباعه َذوي األفئدة ِّ
ِ
بأخالقهم بالعشي واإلشراق ،الدَّ اعين إلى ر ِّبهم الح َّق ِة ِ ِ
ِّ باإللهية َ
َّ لفاطرها
المغلقينالخ ِير ُ
ألبواب َِ الفاتحين
َ ِ
الخالئق باالسترقاق، خضع ِة ُلق ِ
لوب َ الم
ُ
الشر أ َّيما إغالق.ألبواب ِِّ
اللهأن َن َش ْرنا «موسوعة األخالق» في ِس َّتة ُمج َّلدات ،ون َفع ُ فقد َس َلف لنا ْ
ختصرها اختِصارا لطي ًفا ي ِ أن َن ِ َّ
الق َّرا َءناس ُب ُ ُ ً َ -جل ثناؤه -بها َخل ًقا ً
كثيرا ،وبدَ ا لنا ْ
كأ ِ وي المختصر َ ِ
صله على ُ وط َوالعامةُ . َّ تخصصين منهم والم ِّ كا َّفة؛ َطلب َة العل ِم ُ
األخالق ِ وآخر في المحمودة التي َينبغي أن ُيتح َّلى بهاَ ، ِ ينِ :قسم لألخالق سم ِ ِ
ق َ
كر بذ ِ واالحتراز منها .وفي ُك ِّل ِقسم يبدأ ِ ُ المذمومة التي َينبغي التخ ِّلي عنها ِ
ُ
تمي ُز عن ِ ِ ِ لق في ال ُّل ِ الخ ِ معنَى ُ
غيره ،ثم واالصطالح ،ثم إيراد َحدِّ ه وما به َي َّ غة
ِ
األخالق إن كان ِمن ِ
رغيب فيه ْ غيره ،ثم ال َّت وبين ِ ِ الغ َِكشْ ف ِ
الفارق َبينَه َ طاء عن
االستشهاد
ُ أضدادها ،و ُيقدَّ م في ذلك ِ إن كان ِمن ِ
الترهيب منه ْ ِ
المحمودة ،أو
المرس ِلين، َ أحاديث س ِّي ِد
ِ ور َد في الباب ِمن مما َ شيء َّ
ٌ الحكي ِمَ ،ي ْت َب ُعه
الذكر َ بآي ِّ ِ
7
مق ِّدمة
ِ
والعلماء الراسخين ،ثم بيان ِ الصالِحين ِ ِ ِ ٌ ِ
آثار َّ السلف َّطائفة من أحاس ِن أقوال َّ َيليه
وغ َر ٍر يون ِمن ِ
الح َكمُ ، ِ
إيراد ُع ٍ بيين ُص َو ِرهُ ،ث َّم
ضاره ،ثم َت ِ ِ ُ
الخلق وفوائده ،أو َم ِّ
عز ًّوا إلى ملية ،وجاء ُّ
كل ذلك َم ُ نماذج َع َّ
َ األشعار .مع ِذ ِ
كر ِ األمثال ،وم َلح ِمن
ِ ِمن
ِ
األصل. ِ
الموسوعة ِ
المأخوذة منه ،و َمن أرا َد ال َب ْس َط فلينشدْ ضا َّلتَه في ِ
المصادر
ِ
النحو اآلتي:ِ نهاجه على وقد َأ َد ْرنا م َ
وأقوال الس ِ
لف ِ والس َّن ِة ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َّ 4-4اقت ََص ْرنا على االستشهادات المباش َرة من القرآن ُّ
كل ِص ٍ
نف. ومباشر ِمن ِّ
ٍ واض ٍح ٍ
واحد ِ ٍ
بشاهد والش ِ
عر ،وقد نكتفي أحيا ًنا ِّ
ِ
المختلفة ،إذا كان الشاهدُ ِ
بأنواعها ِ
الشواهد ِ
التعليقات على َ 5-5
حذ ْفنَا
إيضاح ،مع اختصاره كذلك ْ
إن ٍ يحتاج منها إلى
ُ واضحا ومعبراَ ،
وأ ْب َق ْينا على ما ً
ِّ ً
أ ْم َك َن.
كل ِ
المذكورة تحت ِّ ِ
النماذج كل نو ٍع ِمنواحد ِمن ِّ
ٍ ٍ
نموذج 6-6أبقينا على
ُ
الحاجة إلى ذلك. تنموذج إذا مس ِ
ٍ أكثر ِمن خ ٍ
َّ ُلق ،وقد ُيذكر ُ
للخ ُلق. ِ
األشعار أجو َدها ،وأ ْق َر َبها ُ 7-7انت َق ْينَا من
8
مق ِّدمة
األهم واألبين.
َّ 8-8ذكرنا آثار الصفة باختصار ،وانتقينا من ذلك
ِ
الهوامش جم ِع ِ ِ ِ 9-9أ ْب َق ْينا على
توثيق ال ُّنقوالت في الهوامش كما هو ،مع ْ
ٍ
واحد ما أ ْم َك َن. المتقاربة في ِ
هام ٍ
ش ِ
َّفع به وال َق َ
بول جل َ
لين المولى َِّ
وعل الن َ سائ َ
9
األخالق اإلسالميَّ ِة
ِ مات في
مق ِّد ٌ
سر، ٍ
بسهولة و ُي ٍ ُ
األفعال س ِ
راس ٌ
خةَ ،تصدُ ُر عنها اصطالحاَ :ه ْي ٌئة لل َّن ْف ِ ُ
األخالق
ً
وط ًبعا ،وفي اس َغريز ًة َ ِ
بعض ال َّن ِ ورو َّي ٍة ،وقد َي ُ
كون في ِ ٍ
غير حاجة إلى ف ْك ٍر َِمن ِ
ياضة واالجتِ ِ كون َّإل بالر ِ ِ
والخ ُل ُق َّ
الس ِّي ُئ(((. الخ ُل ُق َ
الح َس ُنُ ، هاد .ومنها ُ ِّ بعضهم ال َي ُ
وموضوعه:
ُ األخالق
ِ لم ُ
تعريف ِع ِ
معاملة ال َّن ِ
اس ُ أن َت َ
كون عليه والش ِّر ،و ُيب ِّي ُن ما َينبغي ْ ِ
الخير َّ لم ِّ
يوض ُح معنَى ِ
هو ع ٌ
ِ ِ ِ
نير
اس في أعمالهم ،و ُي ُشر ُح الغاي َة ا َّلتي َينبغي أن َيقصدَ إليها ال َّن ُ بعضهم ً
بعضا ،و َي َ
بيل لِما َينبغي(((.
الس ََّ
األخالق:
ِ موضو ُع
وعالقتِه مع المسل ِم و َنشاطِه ،وما َيتع َّل ُق َبعالقتِه َبر ِّبهَ ، ِ
بعمل ْ هو ُك ُّل ما َي َّت ِص ُل
ٍ
وجماد(((. حيط به ِمن ح ٍ
يوان نسه ،وما ُي ُ غيره ِمن بني ِج ِ
وعالقتِه مع ِ ن ْف ِسهَ ،
َ َ
أهمي ُة األخالق(((:
َّ
مرات املُستفا َد ُة من ِد ِ
راسة األخالق(((: الث َُّ
ونفع ِ ُ َّ 1-1الدَّ عو ُة إلى ِ
كبيرٌ ،
أثر ٌ
فاالستقامة على األخالق لها ٌ وجل؛ عز
الله َّ
الفتح.
ُ المناطق ا َّلتي لم َي ِص ْلها
ِ ِ
بعض ين في ِ
انتشار هذا الدِّ ِ بليغٌ في
ِ ِ
س الش ِّر ،ح َّتى ُتصبِ َح َس َّ
جي ًة في ال َّن ْف ِ وترك َّ الخير س على ِ
فعل تمرين ال َّن ْف ِ
ُ 2-2
ِ
نحو الفضيلة؛ ح َّتى َتتح َّققَ َّ
السعاد ُة. َ
زام باألخالق(((: ُ
الغاية من االل ِت ِ
اس له؛ َّ
ألن كون هدَ ُفه َمدْ َح ال َّن ِ
الله ُسبحا َنه وتعالى ،وال َينبغي أن َي َ 1-1إرضاء ِ
ُ
ذلك يعدُّ ِمن الر ِ
ياء. ُ َ َ ِّ
اس. ِ
الخير لل َّن ِ وح ِّب ِ
واإليثارُ ، عاو ِن،
راح ِم ،وال َّت ُ جتم ٍع َي ُ
قوم على ال َّت ُ 2-2بِ ُ
ناء ُم َ
ِ
الحياة الدُّ نيا، ِ
ظروف ُ
تحقيقها في ِ
الممكن أقساط ِم َن الس ِ
عادة ٍ ُ
تحقيق 3-3
َّ
جلبها الجرائم ِِ أقساط ِم َن َّ ِ
ٍ جاة ِمن
وال َّن ِ
نايات.
والج ُ ُ الشقاوة ا َّلتي َت ُ
اإلسالمي ِة:
َّ َمصاد ُر األخالق
الكريم؛ قال تعالى :ﮋﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ [اإلسراء:
ُ ُ
القرآن َّأو ًل:
ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ [النحل.]90 :
الع ِ
باد. أعمال ِ
ِ 4-4أ َّنها ِمن ِ
خير
ِ
األعمار. 5-5أ َّنها َتزيدُ في
األولى في ال َّت ِ
ربية. والوسيلة ُ
ُ لي ِ 2-2
العم ُّ
األسلوب َ
ُ بادات؛ وهي
الع ُ
ُ
والعمل بما فيه. ِ
القرآن ،و َتد ُّب ُره، ِ 3-3قراء ُة
((( أخرجه البخاري ( )1469واللفظ له ،ومسلم ( )1053من حديث أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه.
((( ((الجواب الكافي)) البن القيم (ص.)126 :
((( ((األخالق اإلسالمية)) لحسن الشرقاوي (ص(( ،)26 ،20 :األخالق اإلسالمية)) لحسن
المرسي (ص.)80 :
14
األخالق اإلسالميَّ ِة
ِ مات في
مق ِّد ٌ
اإلسالمي ِة(((:
َّ األخالق
ِ املسلم َ
ني من موقف أعدا ِء ْ
لألخالق اإلسالمي ِة ِمن ِعدَّ ِة جب ٍ
هات: ِ غز ُوهم
لقد كان ْ
َ َّ
وسدِّ ُعيونِه، ِ ِ ِ 1-1ال َّتصميم على َكس ِر َم ِ
جاري نب ِع اإليمان بالله واليو ِم اآلخ ِرَ ، ْ
وقط ِع َشرايينِه.
ْ
ِ ِ ِ
مكرا ً
بالغا؛ وذلك ما المتع ِّلقة بها ً اإلسالمية ،وبالدِّ راسات ُ
َّ كر بالعلو ِمالم ُ َ 2-2
ٍ ٍ ٍ ِ وتالع ٍ ْبين َح ٍ
ضايقة بمفاهيمها أخرى ،و َتشويه لها أو ُجحود ُ
وم ب َ ُ جب لها تار ًة،
ستم َّر ٍة ال َت ِ
عر ُف َك َل ًل وال َم َل ًل. بم ِ
حر ٍ ُ
كل ذلك في ْ وم َب ِّلغيهاُّ ، ِ
ُلر َّوادها ُ
ِ
باالنحالل ٍ
شحونة ٍ
بيئات َم لمين في ِ لغ ِ
َ 3-3و َّجهوا ُجنو َدهم َ
المس َ
مس أبناء ْ
16
ُ
األخالق
المحمو َدة
اسحإلا األخالق المحمودة
اإلحسان
معنى اإلحسان:
حسن ِ
ِ الس ِّي ِئة؛ ُي ُ ِ
اإلساءة .والح ُ ِ اإلحسانُ ُلغ ًةِ :ضدُّ
وم ْح ٌ
سان. رج ٌل ُم ٌ
قالُ : سنة ضدُّ َّ َ
زال م ِ قالَ :أ ْح ِس ْن يا هذا؛ فإ َّنك ِم ْح ٌ
حسنًا(((. سان ،أي :ال َت ُ ُ و ُي ُ
اإلحسان واإلنعام(((:
ِ َ
الفرق بني
واإلنعام قولَ :أحس ْن ُت إلى ن ْفسي. ِ
ولغيره؛ َت ُ ِ
اإلنسان كون لن ْف ِ
س اإلحسان َي ُ
ُ
ُ
يكون َّإل ِ
لغيره. ُ ال
والسَّنة:
غيب فيه من القرآن ُّ األم ُر باإلحسان َّ
والت ُ
قال ُسبحانه :ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ
ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮊ [النحل.]90 :
عز ِمن ٍ
قائل :ﮋﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﮊ [األعراف.]56 : وقال َّ
تان ح ِف ْظ ُتهما عن رسول ِ
الله ص َّلى ِ ِ اد بن َأ ٍ وعن َشدَّ ِ
الله عنه قال :ث ْن َضي ُ وس َر َ
سان على ُك ِّل َش ْي ٍء))((( ،أي :أ َم َركم
اإل ْح َ َب ِ الله ع َل ِيه وس َّل َم؛ قالَّ :
((إن الل َه َكت َ ُ
ِ
الشام ُل لإلنسان موم ٍ شيء ،أو في ِّ ٍ ِ
باإلحسان إلى ُك ِّل
الع ُ والمراد منه ُ
ُ شيء، كل
ٍ اإلحسان ِّ َب على ال َّن ِ
شيء(((. لكل َ اس قديرَ :كت َ
حيا وم ِّي ًتا .وقيل :ال َّت ُ
ًّ
السلف وال ُعلماء يف اإلحسان:
أقوال َّ
ري هذه اآلي َة :ﮋ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮊ [النحل: َ -قرأ َ
الحس ُن ال َب ْص ُّ
والشر ك َّله في ٍ
آية واحدة؛ الخير ك َّله َّ َّ
َ لكم
جمع ُ ثم و َق َف ،فقالَّ :
(إن الل َه َ ]90اآلي َةَّ ،
ُ ِ
وجل َّإل َ
جم َعه ،وال َت َرك َّ عز ُ
واإلحسان شيئًا من طاعة الله َّ العدل فوالله ما َت َرك
كونون في مأ َم ٍن من الخوف
َ عظيم في اآلخرة؛ حيث َي أجر ِ
ٌ نين ٌ
للمحس َ 4-4
والحزن.
ِ
والمال واألهل. الع ُم ِر ِ ِ َ 5-5و ٌ
صول البركة في ُ لح
سيلة ُ
والمساكين.
4-4اإلحسان إلى اليتا َمى َ
المسيء إليك.
5-5اإلحسان إلى ُ
6-6اإلحسان في الكالم.
7-7اإلحسان في ِ
الجدال.
تي: ِ
الفتح ال ُب ْس ُّ -قال أبو
ُ
ســـرانالخ ِير ُخ
حض َِ ِ
ور ْب ُح ُه َغ َير َم ُ
ُقصان المرء فـــي ُدنيـــا ُه ن ِ زيـــاد ُة
اإلنســـان إِ َأ ِ
ُ
حسان َ فطا َل َما اســـتَع َبدَ هم َّاس ت َْســـتَعبِدْ ُقلو َب ُ حس ْن إلى الن ِ
ِ
لإلنســـان َفت ُ
َّـــان والم ُ
ـــال ِ
إ َليـــه َ َّـــاس قاطِب ًة
ُ مال النال َ من جـــا َد بالم ِ
َ َ
ِ
اإلنســـان إِمكان
ُ (((
فل ْن َيدو َم على مـــكان و َم ْق ِدر ٌة
ٌ َأ ْح ِســـ ْن إذا كان إِ
األُلْفة
معنى ُ
األلفة:
وألِ ْف ُت ُفال ًنا؛ واالجتماع مع االلتئا ِمُ ،يقالَ :ألِ ْف ُت َّ
الشي َء َ ُ األنس
ُ
ُ
األ ْلف ُة ُلغ ًة:
إذا َأنِ ْس َت به(((.
المعاش(((. اآلراء في المعاونة على َت ِ ِ اصطالحا :ا ِّت ُ األلفة ُ
دبير َ فاق ً
((( ((المفردات)) للراغب (ص(( ،)81 :لسان العرب)) البن منظور (.)10/9
((( ((التعريفات)) للجرجاني (ص.)34 :
((( ((تفسير الراغب األصفهاني)) (.)765/2
((( أخرجه أحمد ( ،)9198والحاكم (.)59
وحسن إسناده األلباني في ((سلسلة األحاديث الصحيحة))
صححه الحاكم على شرط الشيخينَّ ،
(.)426
23
فْ ل أُلا األخالق المحمودة
وبحبله.
ْ سبب لالعتِصا ِم بالله
فة ٌ ُ 3-3
األ ْل ُ
بسبب ُ ِ ِ
اإلجماع ْبين المسلمين.
ُ األ ْلفة َي ُ
حص ُل 4-4
عاشر ُة ال َّن ِ
اس. وم َعار ُف ُ
1-1ال َّت ُ
2-2ال َّتواضع.
السالم .
3-3إفشاء َّ
4-4الكالم ال َّل ِّين.
8-8ال َّتهادي.
األمانة
معنى األمانة:
ُ
األمان تار ًة جع ُل ِ ُ ُ األمانة ُلغ ًة:
واألمان في األصل َمصاد ُر ،و ُي َ واألمانة األمن
ُ
اسما لِما يؤ َم ُن ع َل ِيه ُ
اإلنسان في األمن ،وتار ًة ً كون ع َليها ِ
للحالة ا َّلتي َي ُ اسما
ً
حو َقولِه تعالى :ﮋ ﭬ ﭭ ﮊ [األنفال ،]27 :أي :ما ا ْئ ُت ِمن ُتم ُ
اإلنسانَ ،ن َ
ع َل ِيه ،و َقولِه :ﮋﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ [األحزاب.(((]72 :
أن ال َّ
تؤخ َر ُعقوب ُته عمال ْ (إن ِمن َأ ْجدَ ِر َ
األ ِ عي قال :كان ُي ُ
قالَّ : ٍ
الر َب ِّ
-وعن خالد َّ
واإلحسان ُي ْك َف ُر)(((.
َ قط ُع،والر ِح َم ُت َ
خانَّ ، عج َل ُعقوب ُته :-األمان َة ُت ُ
-أو ُي َّ
فوائد األمانة(((:
سن اإلسال ِم. وح ِ ِ
مال اإليمانُ ، األمانة ِمن َك ُِ 1-1
ِ
ِ
واألرض. موات السقوم ع َل ْيها أ ْم ُر َّ
َ 2-2ي ُ
جسامَ ، واألموالَ ،
ُ ينَ ، ِ
رواح،
واأل ُ ُ واأل عراض، ُ واأل 3-3باألمانة ُيح َف ُظ الدِّ ُ
والشهاد ُة وال َقضاء ِ
والك ُ والو ُ الية ِ والو ُ والم ِ
تابة. ُ صاية َّ لومَ ، والع ُ عار ُف ُ َ
اس. ِ مين ُي ِح ُّبه ُ َ 4-4
الله ،و ُيح ُّبه ال َّن ُ األ ُ
ٍ
وبركة. جتم ُع َخ ٍير األ ُ جتم ٌع َت ْفشو فيه َ
مانة ُم َ ُ 5-5م َ
ِمن ُص َور األمانة(((:
ِ
بادات ا َّلتي َك َّل َفهم بها. الله على ِعباده ِم َن ِ
الع 1-1األمانة فيما افت ََر َضه ُ
ِ ُ ِ ِ 3-3األمانة في َ
لإلنسان به َح ٌّق منها، عما ليسوتكون با ْلع َّفة َّ األعراض:
والغ ِ
يبة. ذف ِ
يء منها بسوء؛ كال َق ِ يل َش ٍ س وال ِّل ِ
سان عن َن ِ ف ال َّن ْف ِ
وك ِّ
َ
ُ
عر ِ
ض س وال َي ِد ِ
عن ال َّت ُّ ف ال َّن ْف ِ 4-4األمانة في األجسام واألرواح :وتكون َ
بك ِّ
رح أو ُض ٍّر أو أ ًذى.
تل أو َج ٍ لها بس ٍ
وء؛ ِمن َق ٍ ُ
أن ُت َ ِ
النصيحة ْ والعلومِ :من الم ِ
ضاف الفائد ُة التي ُت َ
ستغر ُب عارف ُ 5-5األمانة في َ
ور َك له في ِعلمه وحالِه ،و َمن أوهم ذلك وأوهم فيما
فعل ذلك ُب ِ
فمن َ ِ
إلى قائلها؛ َ
بار َك له في حال. ِ جدير ْ يأخ ُذه من كالم ِ
غيره أ َّنه له -فهو ُ
نتفع بعلمه ،وال ُي َ
أن ال ُي َ ٌ
ِ
الفوائد إلى قائلها. ِ
إضافة ضل على أهل ِ
العل ِم وال َف ِ ولم َيزَ ْل ُ
األعمال إلى م ِ
ستح ِّقيها ِ ِ
وإسناد قوق إلى ْأه ِلها،
الح ِ ِ
ُ 6-6األمانة في الوالية :بتَأدية ُ
وح ِ
فظ وعقولِهمِ ، وأ ِ جسامهم َ ِ اس َ ِ
أموال ال َّن ِ وح ِ األ ْك ِ
فياء لهاِ ، َ
رواحهم ُ وأ فظ
سرار الدَّ ِ
ولة ِّ فظ َأ ِوح ِوءِ ، أن ينا َله أحدٌ بس ٍ الدِّ ين ا َّلذي ار َتضاه ُ ِ ِ ِ
وكل ُ الله لعباده من ْ َ ُ
سر َب إلى األعداء ،إلى َغ ِير ذلك ِمن أمور. ِ ِ
ما َين َبغي كتما ُنه من أن ُي َّ
ِ
وبأدائها ُد َ
ون هي ع َل ِيه في الواقع، بحس ِ الشهادةِ َ : 7-7األمانة في َّ
ب ما َ بتح ُّملها َ
ٍ
قصان. ٍ
زيادة أو ُن ٍ
تحريف أو َت ٍ
غيير أو
العدل ا َّلتي اس ُت ِ
ؤم َن ِ ِ
بإصدار األحكا ِم َو ْفقَ أحكا ِم 8-8األمانة في ال َقضاء:
األمر فيها إليه.
ُ القاضي عليها ،و ُف ِّو َ
ض
فق ما ُي ْم ِليه ُم ْم ِليها ،وعلى َو ِ
فق كون على َو ِ 9-9األمانة في ِ
الكتابة :بأن َت َ
يادة وال َن ٍ بديل وال ِز ٍ نس ُخ عنه؛ من غير َت ٍ
قص ،وإذا كانت غيير وال َت ٍ األصل ا َّلذي ُت َ
ِ
28
نامألا األخالق المحمودة
ِ
كون َمضامينُها خالي ًة ِم َن الكذب وال َّت ُ
الع ِ
ب ُ
فاألمانة فيها أن َت َ إنشاء كاتِبِها ِمن
بالحقائق إلى َغ ِير ذلك.
ِ
إفشائها. اإلنسان على ِحفظها وعد ِم
ُ ِ
األسرار التي ُيستأ َم ُن 1010األمانة في
هلل عليه َّ
وسلم واألمم املاضية: النيب َّ
صلى ا ُ األمانة من َحيا ِة ِّ
ِ مناذج يف
ُ
الله ع َل ِيه وس َّل َم في ِ
أمور محمدٌ ص َّلى ُ نبينا َّ َ -أ َ
شه ُر َم ِن ات ََّصف باألمانة هو ُّ
باألمين ،و ُل ِّقب
ِ قبل َبعثتِه
ومه َ عثة وبعدَ ها؛ فقد ُع ِرف بين َق ِ
ْ َ
حياتِه ك ِّلهاَ ،قب َل الب ِ
ْ َ
الله عنهاضي ُبخديج َة َر َ الله ع َل ِيه وس َّل َم َ
واجه ص َّلى ُبب في َز ِ
الس ُ به ،ولقد كان َّ
قبل الب ِ ِ ِ
عثة ،وقد الله ع َليه وس َّل َم في مال َخديج َة َ َ
تاج َر ص َّلى ُ
هو األمان َة؛ فقد َ
ابن َ
األ ِ
ثير في هذا ِ
األمانةَ ،ي ُ وعظي ِم ات ََّصف في تِجارتِه ِ
بص ِ
قول ُ دق الحديثَ ،
دقالله ع َل ِيه وس َّل َم ِص ُ
الله ص َّلى ُ رسول ِ ِ (فلما َب َل َغها -أي :خديج َة -عن الصددَّ : َّ
خر َج في مالِها إلى ِ ِ َ
وك َر ُم األخالق ،أرس َل ْت إ َليه ل َي ُ
ِ
األمانةَ ، ظيم
وع ُ
ِ
الحديثَ ،
المها َم ْي َسر َةَ ،فأجا َبها،فض َل ما كانت ُتعطي َغيره مع ُغ ِ تاجرا ،و ُتعط َيه َأ َ الشا ِم َّ
َ ً
محم ٍد
َّ ص ع َليها َم ْي َسر ُة َأ َ
خبار وخ َرج معه َم ْي َسر ُة)((( ،و َل َّما عاد إلى َّ
مك َة ،و َق َّ َ
سول ص َّلى ُ الر ُ ِ الله ع َل ِيه وس َّلم قرر ِ ص َّلى ُ
الله واج به .وبعدَ ال َبعثةَّ :أدى َّ الز َت َّ َ َّ َ
داء، كون َ
األ ُ سالةَ -أ َ
عظ َم ما َي ُ الر ُ ع َل ِيه وس َّل َم األمان َة ُ
الك ْبرى ا َّلتي َتك َّف َل بها -وهي ِّ
المش َّق ِة.
عظ َم َأنوا ِع َ
و َتحم َل في ِ
سبيلها َأ َ َّ
الله ع َل ِيه وس َّل َم:الله ص َّلى ُ رسول ِ ُ الله عنه قال :قال
ضي ُ -عن أبي ُه َرير َة َر َ
قار ِه
ار في َع ِ الع َق َ
اشت ََرى َ الر ُج ُل ا َّلذي ْ فو َجدَ َّ
قارا ُلهَ ،
ِ
((اشت ََرى َر ُج ٌل من َر ُج ٍل َع ً
ْ
نك اشت ََر ْي ُت ِم َقارُ :خ ْذ َذ َه َب َك ِمنِّي؛ إ َّنما ْ
الع َ
اشت ََرى ََج َّر ًة فيها َذ َه ٌب ،فقال ُله ا َّلذي ْ
رض رض :إ َّنما بِ ْع ُت َك َ
األ َ األ َالذ َه َب .فقال ا َّلذي َشرى َ
َ نك َّ ولم َأ ْبت َْع ِم َ
رض ْاأل َ َ
((( ((السيرة النبوية)) البن هشام ((( ،)139/1الكامل)) البن األثير (.)26/2
29
نامألا األخالق المحمودة
اإليثار
معنى اإليثار:
واالختيار واالختِصاص،
ِ إيثارا ،بمعنَى ال َّتقدي ِم اإليثار ُلغ ًة :مصدَ ر ِمن :آ َثر ْ ِ
يؤث ُر ً َ َ ٌ
األ َثر ُة بمعنَى ال َّتقدُّ ِم واالختِصاص(((. ِ
وم ُنه َ
والسَّنة: ُّ
واحلث على اإليثار من القرآن ُّ َّ
التغيب
الله تبارك وتعالى :ﮋ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ
-قال ُ
ﯮﯯﯰ ﯱﯲﯳﯴ ﯵﯶﯷﯸﯹﯺ ﯻ
ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﮊ [الحشر ،]9 :أي:
ِ الم ِ
إيثارا ُلهم بها على َأ ُنفس ِهم ،ولو كان ِبهم َ
حاج ٌة رين َأموا َل ُهم؛ ً
هاج َ عط َ
ون ُ و ُي ُ
اقة إلى ما آ َث ُروا به ِمن َأموالِهم على َأ ُنف ِسهم(((.
و َف ٌ
الله ص َّلى ُ
الله رسول ِ
ُ الله عنه قال :قال ضي ُ -وعن أبي موسى َ
ري َر َ
شع ِّ
األ َ
زو أو َق َّل َطعام ِعيالِ ِهم بالم ِ
دينة ين إذا َأر َم ُلوا((( في َ
الغ ِ ع َل ِيه وس َّل َمَّ :
((إن َ
َ ُ شعر ِّي َ
األ َ
بالسو َّي ِة، ٍ ِ ٍ جمعوا ما كان ِعندَ ُهم في َث ٍ ِ ٍ
ثم اقت ََس ُمو ُه ْبي ُنهم في إناء واحد َّ
وب واحدَّ ، َ َُ
فه ْم ِمنِّي ،وأنا ِم ُنهم))(((. ُ
الله ص َّلىرسول ِِ الله رضي الله عنهماَ ،حدَّ َث عن عبد ِبن ِ جابر ِ ِ -وعن
ْصار ،إِ َّن ِمن ين َ
واألن ِ الم ِ
هاج ِر َ الله ع َل ِيه وس َّل َم أ َّنه َأرا َد ْ
أن َيغْ ُز َو ،فقال(( :يا َم ْع َش َر ُ ُ
ين ِ ِ َ ِ إِ ْخوانِ ُكم َق ْو ًما ليس َل ُه ْم ٌ
أو الثَّالث َة. مال وال َعشير ٌة ،ف ْل َي ُض َّم أ َحدُ ُك ْم إ َليه َّ
الر ُج َل ِ
لح ِدنا ِمن َظه ٍر يح ِم ُل ُه َّإل ُع ْقب ٌة َكع ْقب ِة -يعنيِ -: ِ
إلي ا ْثن َْي ِن أحدهمَ .
فض َم ْم ُت َّ َ ُ َ ْ َ ْ فما َ َ
أح ِد ِهم ِمن َج َملي))(((. ِ
كع ْقبة َأو َثالث ًة ،قال :ما لي َّإل ُع ْق ٌبة ُ
أقسام اإليثار:
أقسام اإليثار من حيث تع ُّل ُقه بالغير
ُ ً
أول:
سم ِ ِ ي ِ
ين: اإليثار من حيث تع ُّل ُقه بالغير إلى ق َ
ُ نقس ُم َ
أفضل أنوا ِع اإليثارَ ،
وأ ْعالها َم ِنزل ًة، ُ إيثار يتع َّل ُق بالخالق ،وهو ِ
األولٌ :
القسم َّ
المؤثِ ِر و ْقتَه.
َّ 1-1أل ُيض ِّي َع على ْ
إفساد حالِه.
ِ
َّ 2-2أل َي َّ
تسب َب في
هض َم له ِدينَه.َّ 3-3أل ي ِ
َ
المؤثِر. ِ
طريق َخ ٍير على ْ َّ 4-4أل َي ُ
كون سب ًبا في َسدِّ
للمؤثِ ِر وار ًدا.
َّ 5-5أل يمن ََع ْ
حيث باع ُثه والداعي إليه
أقسام اإليثار من ُ
ُ ثان ًيا:
اإليماني. ِ
الكمال ُ
تحقيق 3-3
ِّ
الل الح ِ ِ ِ ِ المر َء إلى َغ ِيره ِم َن َ
ميدة، الحسنة والخ ِ َ
َ خالق األ قود َاإليثار َي ُ
ُ 4-4
الس ِّيئة. ٍ ِ ِ
وترك جملة م َن األخالق َّ ْ
والممت َلكات. ِ كة في َّ 5-5اإليثار جالِب للبر ِ
والمال ُ الطعام َ ٌ ُ
وجود ِحس ال َّت ِ
ِ المجتم ِع ٌ ِ
عاون وال َّتكا ُف ِل َ
والمو َّدة، ُ ِّ دليل على َ اإليثار في وجود
ُ 6-6
ناء مجتم ٍ ِ ِ الر ِ ِ و َف ْقدُ ه ِم َن
عات الم ِه َّمة في بِ ُ َ كائز ُ دليل على ُخ ُل ِّوه من هذه َّ
المجتمع ٌ
َ
منة قو َّي ٍة ومتكاتِفة.
مؤ ٍ ْ
الحسن.
َ الذ ِ
كر اله َّم ِةُّ ،
والزهدُ في ِّ عف َِ 5-5ض ُ
ُ
الوسائل املُ ِع ُ
ينة على اك ِتساب اإليثار(((:
اإليثار ِّ
املتعل ِق باخلالق: ِ ••الوسائل املُ ِع ُ
ينة على اكتساب
ٍ
قاسية ،بل َت ُ
نقاد ٍ
بجافية وال كون طبيع ُته َل ِّين ًة ُمنقاد ًة َس ِلس ًة ،ليست
أحدُ ها :أن َت َ
معه بس ٍ
هولة. ُ
ِ
اإليمان ونتيج ُته. فإن هذا ثمر ُة يكون إيما ُنه ِ
راس ًخا ،و َيقينُه َقو ًّيا؛ َّ َ ال َّثاني :أن
لف
والس ِ
حابة َّ
والص ِ هلل ع َلي ِه َّ
وسل َم َّ النيب َّ
صلى ا ُ مناذج لإليثار من حيا ِة ِّ
ُ
وال ُعلما ِء:
الله ع َل ِيه وس َّل َم،
بي ص َّلى ُ ((أن ُ َ
رج ًل أ َتى ال َّن َّ الله عنهَّ ،ضي ُ -عن أبي ُه َرير َة َر َ
الله ع َل ِيه وس َّل َم: رسول ِ
الله ص َّلى ُ ُ الماء .فقال
ُ فق ْل َن :ما معنا إلَّ فبعث إلى نِ ِ
سائهُ ، ََ
فانط َلقَ به إلى امرأتِه،نصار :أناَ . األ ِ رج ٌل ِم َن َ
َمن َي ُض ُّم -أو ُي َض ِّي ُف -هذا؟ فقال ُ
فقالت :ما ِعندَ نا َّإل ُق ُ
وت ْ الله ع َل ِيه وس َّل َم، رسول ِ
الله ص َّلى ُ ِ يففقالَ :أ ْك ِرمي َض َ
رادواراج ِك ،و َن ِّومي ِص ْبيا َن ِك إذا َأ ُ ِ
وأ ْصبِحي س َ ِصبياني .فقالَ :ه ِّيئي َطعا َم ِكَ ،
ْ
ِ ِ فهي َأ ْت َطعا َمهاَ ،
قامت كأ َّنها
ْ ثمراجها ،و َن َّو َم ْت ص ْبيانهاَّ ، وأص َب َح ْت س َ َعشا ًءَّ َ .
فلما َأص َب َح فج َع َل ُي ِر َيانِه أ َّنهما َي ُأكالن ،فبا َتا َط ِ
او َي َي ِنَّ ، راجها َفأ ْط َف َأت ُْهَ ،
ُت ِ ِ
صل ُح س َ
الله ع َل ِيه وس َّل َم ،فقالَ :ض ِح َك ُ
الله ال َّليل َة -أوَ :ع ِج َب الله ص َّلى ُ رسول ِِ َغدَ ا إلى
الله :ﮋ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ِمن فِعالِ ُكماَ ،-فأنزَ َل ُ
ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﮊ [الحشر.((())]9 :
بقرية ِمن
ٍ رج ًل ِ َ
الحس ِن األن ِّ
ْطاكي :أ َّنه اجت ََمع عندَ ه َن ِّي ٌف وثالثون ُ َ -عن أبي
فانَ ،
وأط َفؤُ وا الر ْغ َ جميعهمَ ، فة َمعدود ٌة ال ُت ِ ُقرى الر ِّي ،ومعهم َأ ِ
رغ ٌ
فك َسروا ُّ َ شب ُع َّ َ
عام بحالِه ،لم ُ
يأك ْل منه أحدٌ َشيئًا؛ الط ُفلما ُرفِع فإذا َّ للطعامَّ ،راج ،وج َلسوا َّ الس َ
ِّ
يبتدر
ُ المجلس فسأ َله أحدُ الحاضرين إ َّياها فأعطاها إ َّياه ،بل ً
كثيرا ما ِ ُ
الهدية في
بالهدية التي ُتقدَّ ُم لسماحتِه ،بل ربما ُس ِئ َل َعباء َته التي َي ْل َب ُسها فأعطاها
ِ َمن بجانبِه
َمن سأ َله إياها)(((.
وشعر يف اإليثار:
كم ِ
وح ٌ
أقوال ِ
باإليثار ،وال ُت ِ
واك َل َّن َغ ًّنيا َّإل باألدب، واك َلن ِ
جائ ًعا َّإل ِ -قال أحدُ هم( :ال ُت ِ
َّ
مة واالنبِساط)(((. واك َلن َضي ًفا َّإل بال َّنه ِ
وال ُت ِ
ْ َّ ْ
فج َع ْل ُتها في َف ِم أخٍ ِمنأن الدُّ نيا ك َّلها لي َ
ارني( :لو َّ
مان الدَّ ُّ -وقال أبو ُس َل ْي َ
إخواني الس َت ْق َل ْل ُتها له)(((.
الب :
معنى ِ ِّ
وبار ،أي: ضل .و َبر َيبر بِرا َ ِ البِ ُّر -بالكسرُ -لغ ًةَ :
الخ ُير وال َف ُ
كعل َم ،فهو َب ٌّر ٌّ َّ َ ُّ ًّ
الفاجرِ .
وم ُنه َقو ُله للمؤَ ِّذ ِن :صدَ ْق َت و َب ِر ْر َت(((. ِ قي ،وهو ِخ ُ ٌ
الف صادق أو َت ٌّ
عل المرضي ا َّلذي هو في َت ِ ِ ِ وس ُع في فِ ِ البِ ُّر
زكية الخير والف ِ َ ْ ِّ عل اصطالحا :ال َّت ُّ
ً
غة في اإلحسان(((. والمبا َل ُ ِ الص ُ ال َّن ْف ِ
وإسداء المعروف ُ ُ لة س((( .وقيل :هو ِّ
الب واخلري(((:
الفرق بني ِ ِّ
ِ
فمط َل ٌق ،ح َّتى لو
الخير ُ
ُ عاجل قد ُقصدَ ْ
وج ُه ال َّنف ِع بهَّ ،
فأما ٍ عل البِ ُّر ُم َض َّم ٌن ُ
بج ٍ
حقاق الص ِ هو لم يخرج ِ ِ
الش ُّر ،و َن ُ
قيض ِ
الخير َّ فة به ،و َن ُ
قيض عن است ِ ِّ َو َقع عن َس ٍ َ ُ ْ
الع ُ
قوق. البِ ِّر ُ
والسَّنة:
الب يف القرآن ُّ ُّ
واحلث على ِ ِّ غيب َّ
الت ُ
-قال تعالى :ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ
ﭝﭞﭟﭠﭡﭢ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨ
ﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ ﭲ
ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ
ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ [البقرة.]177 :
الب:
لف وال ُعلما ِء يف ِ ِّ
الس ِ ُ
أقوال َّ
َ ِ
نفس ُكم في َ
الموتى، -قال أبو الدَّ ْرداء( :اع ُبدوا الل َه كأ َّن ُكم َت َر ْو َنهُ ،
وعدُّ وا أ َ
أن البِ َّر ال َي ْبلىَّ ،
وأن لهيكم ،واع َلموا َّ كثير ُي ُ نيكم َخ ٌير ِمن ٍ قليل ُيغْ ُ
أن ً واع َلموا َّ
نسى)(((.
اإلثم ال ُي َ
َ
وار ِحه بالدُّ نيا
جميع َج ِ
ُ ائي( :ال َب ُّر ِه َّم ُته ال َّتقوى ،فلو َتع َّل َق ْت داود َّ
الط ُّ -قال ُ
ِ
بعكس ذلك)(((. ُ
الجاهل َل َر َّدت ُْه َّني ُته يو ًما إلى َّني ٍة صالحة ،وكذلك
ِ أعمال البِ ِّر َت َنه ُ
َ ابن الق ِّيمَّ :
قوم به ،و َت َ
صعدُ إلى الله ض بالعبد ،و َت ُ (إن -وقال ُ
عوده مع ص ِ
عودها)(((. قو ِة َتع ُّل ِقه بها َي ُ
كون ُص ُ فبحس ِ
ُ ب َّ َ به،
َفضل ِ ِّ
الب وفوائدُه وآثا ُره:
الج َّن ِة.
موصل إلى َ ٌ ٌ
طريق 1-1البِ ُّر
الع ُمر. ِ ِ 2-2البِ ُّر ٌ
والبركة في ُ سبيل للزِّ يادة َ
المرء في الدَّ ِ
ارين. ِ ِ
سعادة ِ
أسباب 3-3البِ ُّر من
س واطمئنانِها. ِ
واستقرار ال َّن ْف ِ لراحة ِ
البال، ِ ٌ
طريق 4-4البِ ُّر
األ ِ
الناس وإلى ُ محب ِة
المجتمع.
َ المحبة في
َّ لفة ُ
وشيو ِع ُروحِ ِ 5-5البِ ُّر ُيؤ ِّدي إلى ْنيل َّ
حصنُها.
ِّعم و ُي ِّ
س الن َ 6-6البِ ُّر َي ُ
حر ُ
أقسام الرب:
الجهات المال في ِ
ِ لة :فهي ال َّت ُّبر ُع ب َب ْذ ِل الص ُ فأما ِّ ٌ
ومعروف؛ َّ البِ ُّر َن ْوعانِ :ص َل ٌة،
وسخاؤُ ها،
س َسماحة ال َّن ْف ِ
ُ ض مطلوب ،وهذا َي َبع ُث ع َل ِيه لغير ِع َو ٍ ِ
المحدودة ِ
الله تعالى :ﮋ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ و َيمن َُع ِم ُنه ُش ُّحها وإباؤُ ها؛ قال ُ
ً
وعمل؛ ينً :
قول وع ِأيضا َن َ
تنو ُع ً ُ
المعروف ،ف َي َّ ﰅ ﮊ [الحشرَّ .]9 :
وأما
ُ بجميل ال َق ِ
ِ سن البِ ِ ِ ُ
العمل: وأما
ولَّ . ود ُدشر ،وال َّت ُّ وح ُ يب الكال ِمُ ،
القول :فهو ط ُ فأما
َّ
عونة في ال َّنائبة ،وهذا َي َبع ُث ع َل ِيه ُح ُّب
والم ُ
سَ ،
ِ
الجاه ،والمساعد ُة بال َّن ْف ِ فهو َب ْذ ُل
الح لهم(((. الص ِ وإيثار َّ
ُ ِ
الخير لل َّناس،
الب:
ِمن ُص َور ِ ِّ
واإلحسان صور َت ِ
ِ ِ
ان: من َأ َبر ِز َ
صو ِر البِ ِّر
الب:
عل ِ ِّ
موانع ِف ِ
ُ
ِ
وعمل ِ
المرء الذ ِ
نوب ُت ُ
حيل ْبين 1-1ال ُبعدُ ِ
عن الله سبحانه وتعالى ،وكثر ُة ُّ
ِ
المعروف والبِ ِّر.
الق َر ِ
ب. ِ
ختلف ُ ِ
الخير ،وفي ُم و ِ
جوه ُ
بيحة ،ا َّلتي َت ِق ُف ً
حائل فات ال َق ِ
وغ ِيرها ِم َن الص ِ
ِّ
ِ
والحسد َ قد ِ
والغ ِّل الح ِ
َ 5-5ن ْز ُع ِ
ري: -وقال ٌ
سابق ال َبر َب ُّ
ٍ أنـــت ِ إن التُّقـــى َخيـــر ٍ
فض ُل َشـــيء نا َل ُه َب َش ُ
ـــر والبِ َّ
ـــر َأ َ حام ُله َ زاد َّ
(((
ُ
((( ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص(( ،)253 :زهر األكم)) لليوسي (.)180/1
((( ((صيد األفكار)) للقاضي المهدي (.)304/2
((( ((المصدر السابق)).
42
ُةشاشَبلا األخالق المحمودة
البَشاش ُة
معنى البشاشة:
ِ ِ
الوجه ،وقد َبششْ ُت بهَ ،أ َب ُّشَ ،بشاش ًةُ ،
ورج ٌل َه ٌّش َب ٌّش، ال َبشاش ُة ُلغ ًةَ :ط ُ
القة َ
ِ
الوجه ط ِّي ٌب(((. أيَ :ط ْل ُق
اإلقبال وال ُّل ِ
ِ وح ِ طالقة الو ِ
جه مع ال َف ِ ال َبشاش ُة
طف سن بس ِم ُ
رح وال َّت ُّ ُ َ اصطالحا:
ً
في المسألة(((.
والبشر(((: هل َ
شاش ِة ِ الفرق بني ال َبشاشة وا َ
وأما البِ ُ
شر: أخيراَّ . ً وسواء كان َّأو ًل أو
ٌ بمن َت ْلقاه، الس ِ
رور َ إظهار ُّ
ُ ال َبشاش ُة:
ِ رور ب ُلقي من ي ْلقاك .والهشاش ُة :هي ِ ِ
للمعروف، الخ َّف ُة الس ِ ِّ َ َ فهو َّأو ُل ما َي َ
ظه ُر م َن ُّ
ِ
العطاء قيل: سهلَ ُ
الرجل التناو ِل ،فإذا كان هل هش ،إذا كان َس َشيء ٌّ ِمن قول:
ُ ٌ
الهشاش َة.
هو َه ٌّش ب ِّي ٌن َ
والسَّنة:
القة الوجه يف ال ُقرآن ُّ
وط ِ دح ال َبشاشة َ
َم ُ
-قال تعالى :ﮋﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﮊ [القيامة.]23 ،22 :
أخاك بِ َو ْج ٍه َط ْل ٍق))(((.
َ َتح ِقر َّن ِم َن المعر ِ
وف َش ْيئًا ،ولو َأ ْن َت ْل َقى َ ُ ْ َ
الله ع َل ِيه وس َّل َم: سول ِ
الله ص َّلى ُ قالَ :
قال َر ُ الله عنهَ ، رض َي ُ وعن َأبِي َذر ِ
ٍّ ْ َ -
(( َت َب ُّس ُم َك فِي َو ْج ِه َأ ِخ َ
يك َل َك َصدَ َق ٌة))(((.
َّ
وجل. عز 4-4محب ُة ِ
الله َّ َ َّ
ساب ال َبشاشة:
موانع اك ِت ِ
ُ
والح ِ
قد. والغ ِّل ِ
الحسد ِ
ِ القبيحة فيها ِم َن
ِ س ،و َتغ ْل ُغ ُل الص ِ
فات ُ 1-1خ ْب ُث ال َّن ْف ِ
ِّ
اث على هذه الص ِ ِ
فة ِّ الله ع َليه وس َّل َم َ
الح ِّ بي ص َّلى ُ
2-2عدَ ُم ا ِّتبا ِع هدْ ِي ال َّن ِّ
بخ ُل ِقه و َقولِه.
ُ
ِ
الخير لهم. وك ُ
راهية غض ال َّن ِ
اسَ ، ُ 3-3ب ُ
ب على ال َّتح ِّلي بهذه الص ِ
فة. المتر ِّت ِ ِ 4-4عدَ ُم استِ ِ
ِّ األجر ُ شعار
ال َوسائل املُ ِع ُ
ينة على اكتساب ال َبشاشة:
المس ِلمين. ِ وح ِ ِ ِ
األجر ا َّلذي َر َّت َبه َّ ِ
سن ُمالقاة ْ رع على ال َبشاشة ُ
الش ُ شعار
1-1است ُ
شاشة ُخ ُل َقه،
ُ ِ الله ع َل ِيه وس َّل َم ،ا َّلذي
بي ص َّلى ُ
كانت ال َب باع هدْ ِي ال َّن ِّ2-2ا ِّت ُ
وع َّلمها ُألمتِه ب َقولِه وفِ ِ
الم.
والس ُ الصال ُة َّ عله عليه َّ َّ َ
جوه ِهم. اس يجع ُل َك َتب ُّش في و ِ
ُ َ ُ 3-3ح ُّب ال َّن ِ َ
ِ ِ ِ فات َّ ِ 4-4ال َّتخ ُّلص ِم َن الص ِ
مق ُتجع ُل المر َء َي ُ الذميمة كالحسد والحقد ا َّلتي َت َ ِّ ُ
جه َع ٍ
بوس. هامة وو ٍ القيهم بج ٍ من حو َله ويكره لهم الخير ،وي ِ
َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ ُ
كون ِس َم ًة دائم ًة ُ
حاولة أن َت َ وم ِ ِ
عو ُد على رس ِم االبتسامة على ْ
الوجهُ ، 5-5ال َّت ُّ
َّ
للشخص.
والسلف: هلل ع َلي ِه َّ
وسل َم َّ يب َّ
صلى ا ُ مناذج ِمن ال َبشاشة من حيا ِة َّ
الن ِّ ُ
ِ ِ -من ذلِك َبشاش ُته ص َّلى ُ
الله عنها؛ الله ع َليه وس َّل َم ألخت َخديج َة َر َ
ضي ُ
بنت ُخ َو ْي ِل ٍد الله عنها قالت(( :استأ َذ َن ْت ُ
هالة ُ وفا ًء لها ،كما ورد عن عائش َة َر َ
ضي ُ
ئذان َخديج َة، فع َر َف استِ َ ِ
الله ع َليه وس َّل َمَ ،
رسول ِ
الله ص َّلى ُ ِ أخت َخديج َة على
ُ
45
ُةشاشَبلا األخالق المحمودة
ً
موصول مسلم (.)2437 ((( أخرجه البخاري معل ًقا ( ،)3821وأخرجه
((( ((شذرات الذهب)) البن العماد (.)175/6
((( ((أعيان العصر وأعوان النصر)) للصفدي (.)137/1
((( ((روضة العقالء)) البن حبان (.)75/1
((( ((التذكرة الحمدونية)) البن حمدون (.)204/1
((( ((اإلشراف في منازل األشرا ف)) البن أبي الدنيا (.)225/1
46
نألا( وأ يِّنأَّتلا األخالق المحمودة
التَّأنِّي أو (األناة)
الت ِّأني:
معنى َّ
َ الحلم والوقارِ َ ،
واأل َنىِ :
األنا ُة َ
ال َّتأ ِّني ُلغ ًةَ :
واس ْتأ َنىَ :ت َّثب َتُ ،
ورج ٌل وأن َي و َتأ َّنى ْ ُ َ ُ
ناة ِ
والحل ِم(((. األ ِ
فاع ٍل ،أي :كثير َآن ،على ِ ٍ
ُ
الر ِ رك العج ِ
لة((( .وقيلَ :
فق المبا َل ُ
غة في ِّ األنا ُة :هي ُ اصطالحا :ال َّت ُّثب ُت و َت ُ َ َ
ً ال َّتأني
سب ِ
ب إليها(((. ُ
باأل ِ
مور ،وال َّت ُّ
الصفات(((:
وبعض ِّ
ِ َ
الف ْرق بني األناة
والت َؤدة: الفرق ْ
بي األناة ُّ •• َ
الخ َّف ِة
فارقة ِ سب ِ
ب إليها .وال ُّتؤَ دةُ :م ُ الر ِ
فق باألمور وال َّت ُّ المبا َل ُ
غة في ِّ
َ
األنا ُة :هي ُ
في األمور.
واحللم:
••الفرق بني األنا ِة ِ
ِ ٍ
واحد .وقيلَ :
األمور ،و َت ْر ُك ال َّت ُّ
عج ِل. التمه ُل في تدبير
األنا َة هي ُّ قيل :هما بمعنًى
ستحقِّ . ِ ِ ُ ِ
الم َ
العقاب ُ بتأخير اإلمهال لم :هووالح ُ
فكتَب إ َل ِيه ُم ُ
عاوية: العاص إلى ُمعاوي َة ُيعاتِ ُبه في ال َّتأ ِّنيَ ،
ِ بن َ -كتَب َع ُ
مرو ُ
الع َجلة،
عن َالراشدَ َمن َر َشدَ ِ ورشدٌ َّ ،
وإن َّ الخبر ِزياد ٌة ُ
ِ فه َم في (أما َبعدُ َّ ،
فإن ال َّت ُّ َّ
صيب أو كاد أن َي َ
كون ُمصي ًبا، ناةَّ ،األ ِ
عن َ
خاب ِ َّ
المتث ِّب َت ُم ٌ
وإن ُ الخائب َمن َ َ وإن
كون ُمخطِئًا)(((.
الع ِج َل ُمخطِ ٌئ أو كاد أن َي َ َّ
وإن َ
لة ِم َن َّ
الشيطان ،وما َع ِج َل والع َج ُ ِ مالك( :كان ُي ُ
قال :ال َّتأ ِّني م َن اللهَ ، -وقال ٌ
ِ آخر َفأ َ
خطأ َّإل كان ا َّلذي اتَّأ َد َأ َ امر ٌؤ َفأ َ
صو َب رأ ًيا ،وال َعج َل ُ
امر ٌؤ صاب واتَّأ َد َ ُ ُ
يس َر َخ َط ًأ)(((. َ خطأ واتَّأ َد َ َ َ
َفأ َ
آخ ُر فأخطأ َّإل كان ا َّلذي اتَّأ َد أ َ
ِ ِ
واب ما ال هي َأ له م َن َّ
الص ِ الحدَّ ادَ ( :من َتأ َّنى و َت َّثب َت َت َّ
بن َ -وقال أبو ُع َ
ثمان ُ
لصاحب الب ِ تهي ُأ
ديهة)(((. ِ َ َي َّ
الت ِّأني:
فوائد َّ
ِ
القلب. ِ
مأنينة وط فور الر ِ
زانةُ ، وو ِ ِ ِ َ 1-1د ٌ
َّ العقلُ ، جاحة اللة على َر
الت ِّأني:
عدم َّ
قوع يف ِ
أسباب ال ُو ِ
ُ
ُ
والحزن َّ
الشديدُ . الغضب
ُ 1-1
مور. نتائج ُ
األ ِ عجال ُِ 2-2استِ
ِ
هوات. ُ 4-4
إجابة داعي َّ
الش
بي ص َّلى ُ
الله عنهماَ (( :ل َّما َب َلغ أبا َذ ٍّر َم َبع ُث ال َّن ِّ
الله ُ
ضي ُ عب ٍ
اس َر َ ابن َّ -وقال ُ
ِ أل ِ ع َل ِيه وس َّل َم َّ
بمك َة قال َ
ارك ْب إلى هذا الوادي ،فاع َل ْم لي ع ْل َم هذا َّ
الر ُج ِل خيهَ :
َّ
وجل الواردة في الكتاب والسنة)) لعلوي عز
((( ((تفسير ابن كثير)) ((( ،)557/6صفات الله َّ
السقاف (.)180 ،139/1
51
نألا( وأ يِّنأَّتلا األخالق المحمودة
ثم ائْتِني .فانط َلقَ ِ ِ الخبر ِمن الس ِ ِ
َ
اآلخ ُر فاسم ْع من َقوله َّ
َ ماء، ا َّلذي َي ُ
زع ُم أ َّنه َيأتيه َ َ ُ َ َّ
ِ ِ ِ ح َّتى َق ِد َم َّ
ثم َر َجع إلى أبي َذ ٍّر ،فقال :رأ ْي ُته َي ُأم ُر َ
بمكار ِم وسم َع من َقولهَّ ،مك َةَ ،
عر .فقال :ما َش َف ْيتَني فيما َأ َر ْد ُت .فتَزَ َّو َد َ
وح َم َل َش َّن ًة بالش ِ
خالق ،وكال ًما ما هو ِّ ِ َ
األ
الله ع َل ِيه وس َّل َم
بي ص َّلى ُ س ال َّن َّ
مك َةَ ،فأ َتى َ ِ
المسجدَ فا ْلت ََم َ ماء ح َّتى َق ِد َم َّ
له فيها ٌ
عليفاض َط َج َع ،فرآ ُه ٌّ يلْ - در َكه -يعني :ال َّل َ سأل عنه ،ح َّتى َأ َ أن َي َ وك ِر َه ْ
عر ُفهَ ، وال َي ِ
سأل واحدٌ منهما صاحبه عن َش ٍ
يء ،ح َّتى َ ُ فلم َي ْفلما رآ ُه َتبِ َعهْ ،
غريبَّ ، ٌ فع َرف أ َّنه َ
بي
وم ،وال َي َرى ال َّن َّ ثم احت ََم َل ِقر َبتَه وزا َده إلى المسجدَ ،
فظ َّل ذلك ال َي َ َ
أص َب َحَّ ،
ِ ص َّلى ُ ِ
علي ،فقال :ما َ
آن فم َّر به ٌّ
ضجعهَ ،الله ع َليه وس َّل َم ،ح َّتى َأ ْمسى ،فعا َد إلى َم َ
منهما صاح َبه عن سأل واحدٌ ُفذ َهب به معه ،وال َي ُ أن َيع َل َم َم ِنز َله؟ َفأقا َمهَ ،
للر ُج ِل ْ
َّ
ثم قال لهَ :أل َ َّالث َف َع َل ِم َ
يء ،ح َّتى إذا كان يوم الث ِ َش ٍ
علي معهَّ ،ثل ذلك ،فأقا َمه ٌّ َ ُ
وميثا ًقا َل ُت ْر ِشدَ ِّني،
عطيتَني عهدً ا ِ ُت َحدِّ ُثني؟ ما ا َّلذي َأقدَ َمك هذا البلدَ ؟ قالَ ْ :
إن أ َ ْ
الله ع َل ِيه وس َّل َم، رسول ِ
الله ص َّلى ُ ُ حق ،وهو لت ،ف َف َع َلَ ،فأخ َب َره ،فقال :فإ َّنه ٌّ فع ُ َ
يكُ ،ق ْم ُت كأ ِّني ُأ ُ
ريق الما َء، إن رأ ْي ُت َشيئًا َأ ُ
خاف ع َل َ فإذا َأص َب ْح َت فاتَّبِ ْعني ،فإ ِّني ْ
فانط َلقَ َي ْق ُفوه ،ح َّتى َد َخل على فإن َم َض ْي ُت فاتَّبِ ْعني ح َّتى َت ُ
دخ َل َمدْ َخلي ،ف َف َعلَ ، ْ
الله ع َل ِيه وس َّل َم و َد َخل معه ،فس ِم َع ِمن َقولِهَ ،
وأس َل َم َمكا َنه))(((؛ بي ص َّلى ُ
َ ال َّن ِّ
ِ ِ فتأ َّنى ولم ُي ِ
بي ظه ْر ما ُيريدُ ه حتى َي َّ
تحصل على ُبغيته ،وتأنى في البحث عن ال َّن ِّ
ريش و ُتثن َيه عن هدفِه الذي ِ ص َّلى ُ ِ
الله ع َليه وس َّل َم والسؤال عنه؛ حتى ال َ
تعلم به ُق ٌ
والمتاعب. َّ
المشاق تحم َل من ِ
َ أجله َّ ْ
واحة ِّ
الشعر: ِّ
التأني يف ِ
((( أخرجه البخاري ( ،)3861ومسلم ( )2474واللفظ له.
52
نألا( وأ يِّنأَّتلا األخالق المحمودة
-قال ال َّنابِ ُ
غة:
(((
َجاحا ِ
ُـــاق ن َ َأن فـــي ِر ٍ
فـــق ت فت َّ ـــق ُي ْمـــ ٌن واألَنـــا ُة َســـعاد ٌة
الر ْف ُ
ِّ
اعر: -وقال َّ
الش ُ
(((الهـــوى فتَوك ِ
َّل وإذا َع َز ْم َت على َ ِ
مـــور َك ك ِّلهااســـت َْأ ِن تَظ َف ْر فـــي ُأ
التضحية
معنى َّ
التضحية:
بعمله أو بمالِه: ضحية مصدَ ر ضحى .يقال :ضحى ِ
بنفسه أو ِ
َّ َّ ُ ُ َ ْ ال َّتضحي ُة ُلغ ًة :ال َّت
دون ُمقابِل .وهي بهذا المعنى ُم ْحدَ ثة(((.
وتبرع به َ
َ َب َذ َل ُه
المال؛ ألج ِل ٍ ِ
ِ
وألجل غاية َأ ْسمى ِ ْ الوقت أو فس أواصطالحاَ :ب ْذ ُل ال َّن ِ
ً ال َّتضحي ُة
ُ
والمرادف عز َّ
وجل. َّواب على ذلك ِعندَ ِ
الله َّ ِ
األجر والث ِ هدف َأ ْرجى ،مع احتِساب ٍ
هاد. ذل ِ
والج ُ ومن معانيها :ال َب ُ الفداءِ ،
لهذا المعنىِ :
ُ
والسَّنة: ُّ
واحلث على التضحية يف القرآن ُّ َّ
التغيب
-قال تعالى :ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ [آل عمران.]140 :
هادة؛ ل َيكونوا ِم ً
ثال َلغ ِيرهم في بالش ِ
نكم َّ ناسا ِم ُ
كر َم ً
ِ
مي( :أي :ول ُي ِّ
ِ
قال القاس ُّ
لك ِلمتِه)(((.
س شهاد ًة للحقِّ ،واستِمات ًة ُدونه ،وإعال ًء َ تضحية ال َّن ْف ِ
أقسام َّ
التضحية:
ضحية بال َّن ْف ِ
س في سبيل الله. ُ 1-1ال َّتضحية المحمودة (المشروعة) ،ومنها :ال َّت
شرعا.
ب فيها ً الم َر َّغ ِ ِ ضحية بالمال في و ِ
ُ
الخير ُ جوه ُ وال َّت
الجاهلي ِة
َّ ُ
ضحية في سبيل المذمومة (غير المشروعة) :وهي ال َّت 2-2ال َّتضحي ُة َ
ِ
سبيل الله. صبي ِة ،التي هي في َغ ِير
الع َّ
ِ ِ
وميتة َ
فوائد َّ
التضحية:
ُ 1-1نصر ٌة للدِّ ين.
ِ
وي منها َّ
والضعيف. جتمعِ؛ ال َق ِّ تحقيق ال َّتكا ُف ِل ْبين َط َبقات ُ
الم َ ُ 2-2
حقيق َتماس ِكها؛ فيهابها أعداؤُ ها ،و ُتصبِح قوي َة الب ِ
نيان، األ َّم ِة ،و َت ُتقوية ُُ 3-3
ُ َّ ُ َ ُ ُ
ِ
الجانب. عزيز َة
اإلسالمي ك ِّله.
ِّ جتم ِع
الم َ ِ
نسيج ُ راح ِم ْبين ُ
تحقيق ال َّت ُ 4-4
الع َّز ِة.
تحقيق ِ
ُ 5-5
تحقيق الس ِ
عادة. ُ َّ 6-6
ِمن ُص َور َّ
التضحية:
ِ
مراتب ال َّتضحية. فس ،وهي ِمن أعلى
ضحية بال َّن ِ
ُ 1-1ال َّت
ُ
ضحية بالمال. 2-2ال َّت
قت لب ْذ ِل ِ
ضحية بالو ِ
العل ِم. َ ُ َ 3-3ال َّت
قر ِ
ب إليه. عف ال َّت ِ وض ُ اللهَ ،عن ِ3-3ال ُبعدُ ِ
عبد وال َّت ُّ
ُّ
ف والدَّ َع ِة. هو وال َّتر ِ
َ ماس في ال َّل ِ ِ
4-4االنغ ُ
الظن ،وعدَ م ال ِّث ِ
قة. ُ 5-5إساء ُة َّ ِّ
ِ
ضحية بالمال، ِ
اإلنفاق وال َّت قعدُ ه عن اإليمان وال َّتفكير في الرزق ا َّلذي ي ِ
ِ َ 6-6ض ُ
عف
ُ ِّ ُ
س. ِ
ضحية بال َّن ْف ِ ِ
الجهاد وال َّت عن وف ِم َن الموت ا َّلذي ي ِ
قعدُ ه ِ والخ ُ
َ
ُ
فة َّ
التضحية: ال َوسائل املُ ِع ُ
ينة على اكتساب ِص ِ
ِ
االنكباب على الدُّ نيا. 1-1عدَ ُم
االنهزامي ِة.
َّ الروح 2-2ال َّتخ ُّل ُ
ص من ُّ
رين. ُ 3-3ح ُّب َ
اآلخ َ
واإلقدام. ِ
جاعة ِ 4-4ال َّتح ِّلي َّ
بالش
الع ِ
والمال؛ الستلها ِم ِ
ِ لف الصالِحِ ،و َتضحياتِهم بال َّن ْف ِ
أخبار الس ِ ِ 9-9قراء ُة
برة. س ِ َّ
حابة:
والص ِ هلل ع َلي ِه َّ
وسل َم َّ يب َّ
صلى ا ُ الن ِّ مناذج َّ
للتضحية من حيا ِة َّ ُ
ِ
الناس ،وكان ِ
الناس ،وكان أجو َد ((أحسن
َ الله ع َل ِيه وس َّل َم:
-كان ص َّلى ُ
ِ ناس ِق َب َل ٍ ِ فز َع ُ الناس ،ولقدْ ِ
ِ
الصوت، ذات ليلة ،فانطلقَ ٌ المدينة َ أهل أشجع
َ
وت ،وهوالله ع َل ِيه وس َّلم راجعا وقد سب َقهم إلى الص ِ ُ
رسول الله ص َّلى ُ فتل َّقاهم
َّ َ ً َ
ِ
لم ُت ُ
راعوا ...لم ُ
يقولْ : يف ،وهو رس ألبي َط ْل َح َة ُع ْر ٍي ،في ُعنقه َّ
الس ُ على َف ٍ
فاس ُكنوا.
راعوا)) ،أي :ال َفزَ ع وال َر ْو َع عليكم؛ ْ
(((
ُت ُ
األ ِ
نصار قول(( :كان أبو َط ْلح َة َأك َثر َ
الله عنه َي ُ ضي ُ ٍ أنس ِ
-وعن ِ
َ بن مالك َر َ
خل ،وكان َأحب َأموالِه إليه بيرحاء ،وكانت مستقبِل َة الم ِ
سجد، مال ِمن َن ٍ بالم ِ
دينة ً
َ ُ َُْ ُ َ َّ َ
دخ ُلها ويشرب ِمن ٍ
ماء فيها َط ِّي ٍ الله ع َل ِيه وس َّل َم َي ُ رسول ِ
ُ
ب .قال َ َ ُ الله ص َّلى ُ وكان
اآلية :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ [آل عمران: َأ َن ٌسَّ :
فلما ُأ ِنز َل ْت هذه ُ
رسول ِ
اللهَّ ،
إن َ الله ع َل ِيه وس َّل َم فقال :يا رسول ِ
الله ص َّلى ُ ِ قام أبو َط ْلح َة إلى
َ ]92
قول :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﮊ [آل عمران: تبارك وتعالى َي ُالل َه َ
وذ ْخ َرها ِعندَ وإن َأحب َأموالي إلي بيرحاء ،وإ َّنها صدَ ٌقة ِ
لله َأ ْرجو بِ َّرها ُ َ َّ َ ْ ُ ُ ْ َّ َ َّ ،]92
الله ع َل ِيه رسول ِ
الله ص َّلى ُ ُ الله .قال :فقال
راك ُحيث َأ َ
الله ُرسول ِ
َ ِ
اللهَ ،
فض ْعها يا
رايح] ،وقد ِ ٍ
سم ْع ُت ما مال رابِ ٌح [وفي روايةٌ ِ : ذلك ٌ مال رابِ ٌحَ ،ذلك ٌ وس َّل َمَ :ب ٍخَ ،
رسول ِ َ
الله، َ ين .فقال أبو َط ْلح َةَ :أ َ
فع ُل يا قربِ َ
جع َلها في األ َ ُق ْل َت ،وإ ِّني َأ َرى ْ
أن َت َ
ف َق َس َمها أبو َط ْلح َة في َأ ِ
قاربِه و َبني َع ِّمه))(((.
وشع ٌر يف َّ
التضحية: ٌ
وأقوال ِ ِح َك ٌم
ِ
القليل الكثير إذا ُس ِئ ْل َت ،و َت ُ
ضيق في َ ٍ
جعفر( :إ َّنك َلت ُ
َبذ ُل لعبد ِ
الله ِ
بن -قيل ِ
توجر َت؟ فقال :إ ِّني َأ ُبذ ُل ماليَ ،
وأ َض ُّن بعقلي)(((. إذا ِ
ْ
سلم بن الو ِ
ليد: ِ
-قال ُم ُ ُ َ
ِ ((( ِ
الجود
قصى غاية ُـس َأ َ
والجو ُد بالنَّ ْف ِ
ُ س ،إ ْذ َضـــ َّن ال َب ُ
خيل بها َيجو ُد بالنَّ ْف ِ
الر ْفدُ ،بالكسر :العطاء والصلةُ .ينظر(( :لسان العرب)) البن منظور (.)181/3
((( ِّ
((( ((األدب الصغير واألدب الكبير)) البن المقفع (ص ،)98 :و ُينظر(( :عيون األخبار))
البن قتيبة (.)20/3
((( ((الكامل في اللغة واألدب)) للمبرد (.)124/2
((( ((نشوار المحاضرة)) للتنوخي (.)20/7
58
نواعتلا األخالق المحمودة
التعاون
معنى َّ
التعا ُو ِن:
الن ُفال ًنا ِ والمظاهر ُة على ِ
وبهَ :ط َلب َعان ُف ٌ
األمر ،واست َ ساعد ُة ُ
الم َعاونُ ُلغ ًةُ :
ال َّت ُ
وان :الحسن الم ِ
عونة لل َّن ِ ِ الع َ
كثيرها(((.
اس ،أو ُ ون .والم ْع ُ َ َ ُ َ منه َ
األجر ِم َن ِ
الله ُسبحا َنه(((. ِ الحقِّ ؛ ابتِغا َء
المساعد ُة على َ
َ اصطالحا:
ً عاونال َّت ُ
والسَّنة:
واحلث على التعا ُون من ال ُقرآن ُّ
ُّ َّ
التغيب
-قال تعالى :ﮋ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ
ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﮊ [المائدة.]2 :
-وقال ُسبحا َنه :ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮊ [آل عمران.]103 :
الله عليه وآلِه وس َّلم(( :الم ْؤ ِم ُن لِ ْلم ْؤ ِم ِن كا ْلب ْن ِ
يان؛ َي ُشدُّ بي ص َّلى ُ
ُ ُ ُ َ -وقال ال َّن ُّ
َب ْع ُضه َب ْع ًضا))(((.
((( ((مختار الصحاح)) للرازي (ص(( ،)222 :لسان العرب)) البن منظور ((( ،)298/13تاج
العروس)) للزبيدي ((( ،)431/35المعجم الوسيط)) (.)638/2
((( ((موسوعة األخالق)) لخالد الخراز (ص.)441 :
((( أخرجه البخاري ( ،)481ومسلم ( )2585من حديث أبي موسى األشعري رضي الله عنه.
59
نواعتلا األخالق المحمودة
ِ
القلب من األمراض. َ 6-6ت ُ
طهير
اإلخالص.
ُ 7-7
ـــــت األَقـــــدا َم ْ
إن ال َق ْينـــــا ِ َفأن ِْز َلــــــ ْن َســــــكين ًة َع َل ْينــــــا و َث ِّب
إذا َأرا ُدوا فِتْنــــــــــ ًة َأ َب ْينــــــــــا إن األُ َلـــى قـــدْ َب َغ ْ
ـــوا َع َل ْينـــا َّ
((( أخرجه البخاري ( )3364من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
63
نواعتلا األخالق المحمودة
عاون ِ
والوفاق. ِّ
الحث على ال َّت ُ ضر ُب في ض البازي ِ
بغير َج ٍ
ناح؟!ُ :ي َ -هل َي َنه ُ
عاض ِدهما
ساع ِد ِهما و َت ُ الر ُج َل ِ
ين و َت ُ ِ
تعاون َّ
ين َتبطِ ُش َ ِ
الك َّفانُ :ي َ
ضر ُب في ُ
-بالس ِ
اعدَ ِ َّ
في األمر.
ِ
باألموال، عاو ُن وفضيلة ال ُّت َّج ِ
ار ال َّت ُ ُ عاو ُن باألعمال، ضيلة ال َف َّل َ
حين ال َّت ُ َ -ف ُ
ِ
العلماء ال َّتعاو ُن ِ ُ ِ ُ
بالحكم. ُ وفضيلة عاو ُن باآلراء ِّ
والسياسة، وفضيلة الملوك ال َّت ُ
اعر: -قال َّ
الش ُ
أرض بع ِ ـــر َف ْت َّعاو ُن ب ْين الن ِ
مران ُ ن ْف ٌس وال از َد َه َ
ـــر ْت ٌ َّاس ما َش ُ لوال الت ُ
-وقال َش ْوقي:
جـــال و ُت ْب ِد ُع األَشـــيا َء
َ الر
َت ْبنـــي ِّ قـــــو ٌة ُع ْلو َّيـــــ ٌة
َّ َّعـــــاو َن
ُ َّ
إن الت
65
ل
ُضاوَّتا األخالق المحمودة
التَّواضُع
الت ُ
واضع: معنى َّ
قالَ :و َضع ن ْف َسه ،أيَ :أ َذ َّلها .و َت َ
واض َع واضع ُلغ ًة :ال َّتذ ُّلل وال َّت ُ
خاشعُ ،ي ُ ال َّت ُ
الر ُج ُل :إذا َت َذ َّل َل ،أو َذ َّل و َت َ
خاش َع(((. َّ
ُ
وكراهية ال َّتعظي ِم، الخ ِ
مول، وإظهار ُ
ُ س،اصطالحاْ :تر ُك ال َّترؤُّ ِ
ً ال َّت ُ
واض ُع
المباها َة بما فيه ِمن الفضائل، ُ
اإلنسان ُ والزِّ ياد ُة في اإلكرامْ ،
وأن َيتج َّن َب
وأن يتحر َز ِم َن اإلعجاب ِ
والك ْب ِر(((. ِ
فاخر َة بالجاه والمالَّ َ ْ ،والم َُ
الصفات(((: الت ُ
واض ِع وبعض ِّ الفرق ْ
بي َّ َ
والت ُّ
ذل ِل: ْ َّ ُ
واضع َّ َ
••الفرق بي الت ِ
واضع :إظهار ُق ِ ِ الع ِ أن ال َّتذ ُّل َل:
درة ُ جز عن ُمقاومة َمن َيتذ َّل ُل له .وال َّت ُ َ إظهار َ
ُ َّ
قالِ :
المل ُك واضع أو ال ،أال ترى أ َّنه ُي ُ تواضع له ،سواء كان ذا ُق ٍ
درة على ال َّت ِ َمن ُي َ
ٌ
لخدَ ِمه ،أي :ي ِ
عام ُلهم ُمعا َمل َة َمن لهم عليه ُقدر ٌة ،وال ُي ُ
قالَ :يتذ َّل ُل لهم؛ تواض ٌع َ م ِ
ُ ُ
قاه ٌر ،وليست هذه ِصف َة مة المتذ َّل ِل له وأ َّنه ِجز عن مقاو ِالع ِ ألن ال َّتذ ُّل َل َّ
ُ ُ َ إظهار َ
ُ
المل ِك مع خدَ ِمه. ِ
واضع ُ
واخلشوع: الت ُ
••الفرق بني َّ
قال باعتِ ِ
بار شوعُ :ي ُ الظ ِ
اهرة والباطنةُ .
والخ ُ ِ
واألفعال َّ ال َّت ُ
واض ُعُ :يعت َب ُر باألخالق
تواضع القلب َ ِ
وارح.
الج ُخش َعت َ ُ وارح؛ ولذلك قيل :إذا َ َ
الج َِ
والسَّنة: الت ُ
واض ِع من القرآن ُّ واحلث على َّ
ُّ َّ
التغيب
-قال الله تعالى :ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﮊ [الفرقان:
رين(((.
حين وال ُمتك ِّب َ عينَ ،غ َير َأ ِش َ
رين وال َم ِر َ ،]63أي :م ِ
تواض َ ُ
-وقال ُسبحا َنه :ﮋﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮊ [الشعراء،]215 :
أي :ألِ ْن جان َبك لِ َمن آ َمن بِ َك ،و َت َ
واض ْع لهم(((.
قص ْت َصدَ ٌقة ِمن ٍ
مال ،وما ِ
الله ع َليه وس َّل َم(( :ما َن َ
رسول ِ
الله ص َّلى ُ ُ َ -
وقال
واضع أحدٌ ِ ِ
لله َّإل َر َف َع ُه ُ
الله))(((. الله َع ْبدً ا بِ َع ْف ٍو َّإل ع ًّزا ،وما َت َ َ َ
زا َد ُ
واض ُعوا ،ح َّتى ال َي َ
فخ َر أن َت َ
إلي ْ َ الله ع َل ِيه وس َّل َمَّ :
((إن الل َه أ ْوحى َّ -وقال ص َّلى ُ
أح ٍد))(((. أحدٌ على َغي َ
أحدٌ على ٍ
أحد ،وال َي ْب َ
َ َ
الت ُ
واضع: لف وال ُعلما ِء يف َّ
الس ِ ُ
أقوال َّ
الع ِفض َل ِ
لون َأ َ الله عنها ،قالت( :إ َّن ُكم َل ُت ِ
بادة :ال َّت ُ
واض َع)(((. غف َ ضي ُ -عن عائش َة َر َ
ِ
اإليمان ح َّتى َي َ
كون الله عنه( :ال َيب ُلغُ ْ
عبدٌ ُذ َرى ضي ُبن ج َب ٍل َر َ
عاذ ُ -وقال ُم ُ
الش ِ
رف.((()... واض ُع َأ َح َّب إ َل ِيه ِم َن َّ
ال َّت ُ
الت ُ
واضع: ِمن ُص َور َّ
بأل َي ُظ َّن أ َّنه َأع َل ُم ِمن َغ ِيره ،أو أتْقى ِمن َغ ِيره،
اإلنسان في ن ْف ِسهَّ :
ِ واض ُعَ 1-1ت ُ
أن هناك َمن هو َش ٌّرور ًعا ِمن َغ ِيره ،أو َأك َث ُر َخشْ ي ًة لله ِمن َغ ِيره ،أو َي ُظ َّن َّ أو َأك َث ُر َ
بالغفران!. منه ،وال َي ُظ َّن أ َّنه قد َأ َخذ َص ًّكا ُ
دمة ِ
العل ِم ،و َت ُ
واض ِع وخ ِ
سِ ،
العل ِم ِبذ َّل ِة ال َّن ْف ِ
واضع في ال َّتع ُّلم :فمن ط َلب ِ
2-2ال َّت ُ
َ َ
س؛ َأف َل َح.
ال َّن ْف ِ
عظم ن ْفسه وي ِ اس ال َي ْق َبلون َ
حق ُرهم، قول َمن ُي ِّ ُ َ َ 3-3ال َّت ُ
واض ُع مع ال َّناس :فال َّن ُ
وإن كان ما َيقو ُله ح ًّقا.
و َير َف ُع ن ْف َسه و َي َض ُعهمْ ،
بس ِ
بب ِ واضع مع األقران :فكثيرا ما َت ُثور بين َ ِ
4-4ال َّت ُ
حاسد؛ َ
وح ال َّت ُ
األقران ُر ُ ُ ْ ً
الغ ِ
يرة. َ
ِ
اإلنسان مع َمن هو ُدو َنه. ُ 5-5
تواض ُع
الخ ْل ِق لل َّت ُ
واضعِ؛ َّ
ألن هذه الن َِّع َم َمدْ عا ٌة صاحب المال؛ فإ َّنه َأ َ
حو ُج َ ِ ُ 6-6
تواض ُع
كل نِ ٍ
عمة. واض ُع على صاحب ِّ نبغي ال َّت ُخر .وكذلك ي ِ إلى ِ
الك ْب ِر وال َف ِ
َ
واضع لهم كان َأقرب إلى ُن ِ ِ
فوسهم، َ َ تواض ُع القائد مع األفراد ،وك َّلما َت َ َ
ُ 7-7
حب ًبا إليهم؛ فأطاعوه عن ُح ٍّب وإخالص.
وكان أ ْم ُره لهم ُم َّ
الت ُ
واضع(((: األسباب َّاليت ُتع ُ
ني على َّ
الله؛ ِ
فالك ُبر كبير ٌة من الكبائر ،وال َي َّت ِص ُف بها ُ
أهل ال َّتقوى ،وال َّت ُ
واض ُع َ 1-1تقوى ِ
كون في ِ
أهل ال َّتقوى. وحتما وال ُبدَّ أ َّنه َي ُ
ً
ِ
األخالق، ِ
حاسن ِمن َم
والس َّنة الصحيحة)) (ص )32 ،31 :سليم الهاللي(( ،دروس إيمانية
((( ((التواضع في ضوء القرآن ُّ
في األخالق اإلسالمية)) (ص )57 :لخميس السعيد -بتصرف.
69
ل
ُضاوَّتا األخالق المحمودة
أخ ُذ فع ُل هذا؛ َتخ َل ُع ُخ َّف ْي َك و َت َض ُعهما على عاتِ ِقك ،و َت ُ أنت َت َ نينَ ، المؤ ِم َ أمير ْ يا َ
َشرفوك .فقال ِ أن َ المخاض َة؟! ما َي ُس ُّرني َّ ُ ِبزما ِم ناقتِك ،و َت
أهل البلد است َ خوض بها َ
الله ع َل ِيه
محم ٍد ص َّلى ُ ِ
كال ُأل َّمة َّ مرَّ :أو ْه! لو َي ُق ْل ذا َغ ُير َك أبا ُع َبيد َة َج َع ْل ُته َن ً ُع ُ
ب ِ
الع َّز َة َبغ ِير ما َأ َع َّزنا ُ
الله فم ْه َما َنط ُل ِ وس َّل َم! إ َّنا ُك َّنا َأ َذ َّل َقو ٍم َفأ َع َّزنا ُ
الله باإلسالمَ ،
به َأ َذ َّلنا ُ
الله)(((.
ٌ
خليفة، ٍ
يومئذ ِ
المسجد وهو ان َي ُ
قيل في بن َع َّف َ (رأيت ُع َ
ثمان َ ُ الحسن:
ُ -وقال
المرقوع؟! فقال: مرقوع ،فقيل لهَ :تل َبس إزار ٍ علي ِ ِ -
َ ٌ طالب ٌ بن أبي و(رئي على ِّ
ُ
القلب)(((.
ُ المؤمن ،و َي َ
خش ُع به ُ َيقتدي به
ٍ ِ بن ِ ِ
ذات َليلة في بعض ما َي ُ
حتاج إليه، وم َالعزيز َق ٌ عبد مر ِ
-و(كان عندَ ُع َ
المؤ ِم َ ِ َ
نينَ ،أل َنكفيك؟ قال: ِ
راجه ،فقام إ َليه فأص َل َحه ،فقيل له :يا َ
أمير ْ شي س ُ َ
فغ َ
ِ
العزيز)(((. العزيز ،ورجع ُت وأنا ُعمر بن ِ
عبد ِ وما َضرني؟ ُقم ُت وأنا ُعمر بن ِ
عبد
ُ ُ َ ْ ُ ُ ْ َّ
واضع يف واحة ِّ
الشعر: الت ُ
َّ
نـــك َأر َف ُعَ فك َْم تحتَها َقـــو ٌم ُهم ِم ِ
األرض َّإل ت ُ
َواض ًعا ـــو َق وال ت ِ
َمش َف ْ
ـــم ِم َ فكَم َ ِ يـــر ومن ٍ كنت في ِع ٍّ
نك َأمن َُع مات من َقو ٍم ُه ُ ْعة وخ ٍ َ ـــز َ ْ
فـــإن َ
(((
ْ
التَّو ُّدد
والسَّنة:
ود ِد من القرآن ُّ واحلث على َّ
الت ُّ ُّ َّ
التغيب
-قال تعالى :ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ
ﮛﮊ [فصلت.]34 :
-وقال تعالى :ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮊ [الروم ،]21 :أي:
ود ِد:
الت ُّ لف يف ْ
مدح َّ والس ِ
أقوال العلما ِء َّ
سن ط َل ِ
ب وح ُ ِ
العقلُ ، ود ُد نِ ُ
صف الك ِ
سب ،وال َّت ُّ قدير نِ ُ
صف َ الحس ُن( :ال َّت ُ
َ -قال
صف ِ
العل ِم)(((. الحاجة نِ ُ
ِ
ود ُد َن ِ
وعان: ال َّت ُّ
هولة في معام ِ
سر والس ِ الجانبَ ، 3-3الر ُ ِ
أحدُ َأه ِّم لة ال َّن ِ
اس َ ُ َ خذ بال ُي ِ ُّ
واأل ُ ِ ين
فق ول ُ ِّ
ود ِد لهم. ِ
األساليب لل َّت ُّ
الص ْب َ
يان. رح َم ِّ الم َ
شايخ ،و َي َ 6-6أن يو ِّق َر َ
ود ِد إىل َّ
الناس: ساب َّ
الت ُّ موا ِن ُع اك ِت ِ
الء. ِ 1-1
الك ْب ُر ُ
والخ َي ُ
2-2العبوس في و ِ
جوه ال َّن ِ
اس. ُ ُُ ُ
ِ
األلفاظ. ِ
بارات ،و ُف ْح ُ
ش ظاظة ِ
الع لظة في الكالم ،و َف ُ ِ 3-3
الغ ُ
الطبعِِّ ،
والشدَّ ُة في ال َّت ُ
عامل. ِ 5-5غ ُ
لظة َّ
سائل ا َّلتي َت ُح ُ
ول ُد َ الو ِ ِ ِ ِ صومات والنِّزاعاتَ ، ُ 6-6
ون وكثر ُة الخالف م َن َ ُ الخ
ف.صول إلى ال َّتوا ِّد وال َّتآ ُل ِ
ِ الو
ُ
حابة،
والص ِ هلل ع َلي ِه َّ
وسل َم َّ يب َّ
صلى ا ُ التود ِد من َحيا ِة َّ
الن ِّ مناذج على ُّ
ُ
الصال وال ُعلماء:
ِ والسلف
َّ
الله ع َل ِيه وس َّلم لِمن حو َله ب َتبس ِمه في و ِ
جوه أصحابِه ود ُده ص َّلى ُ ِ
ُ َ َ َ ْ َ ُّ -من ذلك َت ُّ
الله ع َل ِيه
بي ص َّلى ُ
الله عنه ،قال(( :ما َح َج َبني ال َّن ُّ
ضي ُ فعن َج ٍ
رير َر َ
ُ ِ
ودعائه لهمَ ،
75
ّدوَّتلا األخالق المحمودة
نذ َأس َل ْم ُت ،وال رآني َّإل َت َب َّس َم في َو ْجهي ،ولقد َش َك ْو ُت إ َل ِيه أ ِّني ال
وس َّل َم ُم ُ
ِ َأ ْث ُب ُت على َ
واج َع ْل ُه هاد ًيا فض َرب بيده في َصدْ ري ،وقال :ال َّل َّ
هم َث ِّب ْت ُهْ ، الخ ِ
يلَ ،
والسخاء ،والبَذْل
َّ الجُ ود ،والكرَم،
إعطاء ما َين َبغي لِ َمن َين َبغي ،أوَ :ب ْذ ُل ِ
ُ ود ،أو:الج ُخاءُ : الحاَّ :
الس ُ خاء اصط ً
الس َُّ
داعية إلى ب ْذ ِل المقتن ِ
َيات، ِ
لإلنسان ٌ السخا ُءَ :ه ْي ٌئة الس ِ ِ المؤ َّمل َق َ
ُ َ ائل .وقيلَّ : بل إلحاف َّ ُ
والسَّنة:
والسخا ِء من القرآن ُّ
والكر ِم َّ احلث على ُ
اجلو ِد َ ُّ
-قال تعالى :ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ
ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﮊ [الذاريات- 24 :
وعج َل لهم الضياف َة(((. ِ
السالم فخدَ َمهم بنفسهَّ ،
إبراهيم عليه َّ
ُ أكر َمهم
،]26أيَ :
-وقال تعالى :ﮋﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ
ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﮊ [البقرة.]274 :
جواد ي ِحب الجو َدِ ،
ويح ُّب الله ع َل ِيه وس َّل َمَّ : رسول ِ
الله ص َّلى ُ ُ
((إن الل َه ٌ ُ ُّ ُ -وقال
((( ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب (ص(( ،)286 :التوقيف على مهمات التعاريف))
للمناوي (ص.)192 :
((( ((كتاب العين)) للخليل ((( ،)187/8معجم ديوان األدب)) للفارابي ((( ،)138/2تهذيب
اللغة)) لألزهري ((( ،)312/14مختار الصحاح)) للرازي (ص.)31 :
((( ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص.)73 :
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)353 :الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب (ص:
(( ،)97الكليات)) للكفوي (ص.)53 :
((( ((تفسير ابن جزي)) (.)308/2
79
ْذَبلاو ،ءاخَّسلاو ،مَركلاو ،دوُ لجا األخالق المحمودة
((( أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) ( ،)27149والبيهقي في ((شعب اإليمان)) ()10840
الله عنه.
ضي ُ من حديث طلحة بن عبيدالله بن كريز َر َ
صححه األلباني في ((صحيح الجامع)) (.)1744
((( ((ربيع األبرار ونصوص األخيار)) للزمخشري (.)357/4
((( ((المصدر السابق)) (.)380/4
((( ((المستطرف في كل فن مستظرف)) لألبشيهي (ص.)168 :
((( ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب (ص.)288 :
80
ْذَبلاو ،ءاخَّسلاو ،مَركلاو ،دوُ لجا األخالق المحمودة
والسخاء: الكرم ُ
واجلو ِد َّ فوائد َ ِ
وح ِ
سن اإلسالم. ِ
كمال اإليمانُ ، والجو َد والعطا َء ِمن
الكرم ُ
َ َّ 1-1
أن
وقريب ِم َن َ
الخ ْل ِق َأ َ
جمعين. ٌ ِ
الخالق الكريم، حبوب ِم َن
ٌ الكريم َم
ُ 4-4
المجتم ِع الواحد.
َ الحاجات ِمن أفراد
ِ ِ
حاجات َذ ِوي ِ
مشكلة ُّ 8-8
حل
ِ
كالمجاهد ِ
ضحية بالحياة ك ِّلها؛ العطاء ح َّتى َي ِص َل إلى مستوى ال َّت 6-6و َير َتقي
ُ
صرة ِدينِه؛ ابتِغاء مر ِ
ضاة ر ِّبه. الله و ُن ِ
مة ِ ِ
إلعالء َك ِل ِ جود بحياته سبيل ِ
ِ المقاتِ ِل في
َ َْ الله َي ُ ُ
والسخاء:
واجلو ِد َّ األسباب املُ ِع ُ
ينة على الكرم ُ
1-1ن ْف ُسه َّ
الط ِّي ُبة.
الخ ِير.
عم ِل َ
ُ 2-2ح ُّب َ
ذل وال َّن ِ
فقة. توفيق ِ
الله له بالب ِ ُ 3-3
َ
ِ
والعطاء والكرم. الخير له على ال َّن ِ
فقة ِ َ 4-4ح ُّث ِ
أهل
كام ِل؛ الم ِل َّح ُة إلى ال َّت ُ
عاون وال َّت ُ اإلسالمي وحاجا ُته ُ
ِّ جتم ِع
الم َ
يات ُ
قتض ُُ 5-5م َ
وعزيزا. اإلسالمي بِنا ًء قو ًّيا صاد ِ
لبناء االقتِ ِ
ً ِّ
لف
والس ِ
والصحابة َّ
ِ الكرم واجلو ِد والسخا ِء ِمن حيا ِة األنبيا ِء
مناذج يف ِ
ُ
الصال:
ِ
الله ع َل ِيه وس َّل َم على اإلسال ِم َشيئًا َّإل َأ ْعطا ُه،
الله ص َّلى ُ ول ِ رس ُ ِ
((-ما ُسئل ُ
ومه ،فقال :يا َقو ِم َأ ِ ين ،فرجع إلى َق ِ
سلموا؛ رج ٌل َفأ ْعطا ُه َغن ًَما ْبين َج َب َل ِ َ َقال :فجا َء ُه ُ
محمدً ا ُي ْعطي َعطا ًء ال َي ْخ َشى الفاق َة))(((. َّ
فإن َّ
الله ع َل ِيه
الله ص َّلى ُ رسول ِ ُ اب رضي الله عنهَ :
((أ َم َرنا الخط ِ
َّ بنمر ُ -وقال ُع ُ
وم َأسبِ ُق أبا ٍ
بكر ْ
إن س َب ْق ُته فق ْل ُت :ال َي َ أن َنتصدَّ َق ،فوا َفقَ ذلك ِعندي ً
مالُ ، وس َّل َم ْ
الله ع َل ِيه وس َّل َم :ما َأب َق ْي َت
الله ص َّلى ُ رسول ِ
ُ صف مالي ،فقال ئت بنِ ِ فج َُيو ًما ،قالِ :
بكر ،ما َأب َق ْي َتبك ِّل ما ِعندَ ه ،فقال :يا أبا ٍ وأتى أبو ٍ
بكر ُ أله ِل َك؟ ُق ْل ُتِ :م ْث َلهَ ،
ْ
أله ِل َك؟ قالَ :أب َقي ُت لهم الله ورسو َلهُ ،ق ْل ُت :ال َأسبِ ُقه إلى َش ٍ
يء أبدً ا))(((. ْ ُ ُ َ َ ْ
اجلاهلي ِة:
َّ وجو ِدهم يف
العرب ُ
ِ كرم
ِ مناذج ِمن
ُ
ِ
بالجود والكر ِم ،حتى صار ِ
العرب أشهر َمن ُع ِرف عند
ِ الطائي من حاتم
ُّ كان ٌ
مضرب المثل في ذلك ،وكان من ِصفاتِه :أ َّنه ُّ
يفك العاني -األسير ،-و ُيشبع َ
قط(((. ٍ
حاجة ُّ طالب رد
َ السالم ،ولم َي َّ
َ الطعام ،و ُيفشي
َ طعم
الجائع ،و ُي ُ
َ
وشع ٌر يف الكرم ُ
واجلود: ٌ
وأمثال ِ ِح َك ٌم
ِ
جو ِدهم: ٍ ِ
يش؛ َض َربوه لثالثة من َأ َ ِ
أمثال ُق َر ٍ كب :وهو ِمن الر ِ ِ ِ َ
-أ ْق َرى من زاد َّ
الم َّط ِل ِ واألسو ِد ِ ِ ِ
ب ِ
بن بن عبد ُ المغيرةَ ْ َ ، بن ُبن ُأ َم َّي َة ،وأبي ُأ َم َّي َة ِ ِبن أبي َع ِ
مرو ِ مسافر ِ
كب؛ أل َّنهم كانوا إذا سا َفروا مع َقو ٍم لم َيتَزَ َّودوا الر ِ أس ِد ِ ِ
الع َّزىُ ،س ُّموا زا َد َّ بن عبد ُ َ
معهم.
ِ َ
تعر ْ
ض له. األسد :أل َّنه إذا َشبِع َتجافى َّ
عما َي ُم ُّر به ،ولم َي َّ كر ُم من َ
-أ َ
األنصاري:
ُّ بن ٍ
بالل -وقال الم ِ
نتص ُر ُ ُ
والجو ُد خل ِعندَ ِ
الله ال َيســـتوي ال ُب ُ ُ
خـــل َمب َغض ٌة كرمـــ ٌة وال ُب
ُ الجو ُد َم َ
ُ
ِ
المال َم ٌ
رزوق و َمحدو ُد َّاس في فيه ُشـــخوص ِ
والغنى َد َع ٌة وال َفقـــر ِ
(((
والن ُ ٌ ُ
ن َّ
الظ ِّ حُسنُ
سن ِّ
الظن: معنى ُح ِ
رج ٌل َح َس ٌن ،وامرأ ٌة َ
حسن ٌَة(((. بحُ ،ي ُ
قالُ : قيض ُ
الق ِ سن َن ُ سن ُلغ ًةُ :
الح ُ الح ُ
ُ
بيقين ِع ٍ
قين تَدَ ُّب ٍرَّ ،
فأما يان ،إ َّنما هو َي ُ ِ ويقينَّ ،إل أ َّنه ليس
ٌ الظ ُّن ُلغ ًةَّ :
الظ ُّن َش ٌّك َّ
ِ ان فال ُي ُ العي ِِ
الظ ِّن ا َّلذي
وجمع َّ
ُ اسما و َمصدَ ًرا، لم ،وهو َي ُ
كون ً قال فيه َّإل ع ٌ يقين َُ
االسمُ :ظن ٌ
ُون(((. ُ هو
ستعم ُل
قيض .و ُي َ اجح مع احتِ ِ
مال ال َّن ِ الر ِ الظ ُّن هو االعتِ ُ اصطالحاَّ : َّ
الظ ُّن
قاد َّ ً
ِ ِ ِ
الش ِّك بصفة ُّ
الر ْجحان((( .وقال ابن طر َف ِي َّ
أحدُ َ والش ِّك .وقيلَّ :
الظ ُّن َ اليقين َّ في
ٍّ
وشك(((. ينَ :ي ٍ
قين، ين ُم ِ
ختل َف ِ صحيح ،يدُ ُّل على َمع َن َي ِ ون ُأ َص ْي ٌل فارسَّ :
الظ ُاء وال ُّن ُ ٍ
ٌ
الغير ِمن
وقوعه من ِ
ُ تخي ُل ِ َ 2-2ظ ٍّن مذمومٍ :وهو ِضدُّ َّ ِ
األول المحمود ،وهو ما ُي َّ
اللسان من ِ غير م ٍ
سو ٍغ
غير ُم ِّ ُ القلب أو تك َّل َم به
ُ صمم عليه
يقيني عليه ،وقد َّ
ٍّ ستند ِ ُ
شر ًعا(((.
نهي عنه ْ
الم ُّ وء َّ
الظ ِّن َ شرعي ،وهو ُس ُ
ٍّ
سن َّ
الظ ِّن: فوائد ُح ِ
المتح ِّلي به. ِ
اإليمان في ِ ٌ
قلب ُ عالمة على كمال الظن
سن ُِّ 1-1ح ُ
ين ِمن َ
أه ِّم الدَّ عائ ِم وج ِ
الز َ فإحسان َّ
الظ ِّن ْبين َّ ُ وج ِ
ين؛ الز َ سن َّ
الظ ِّن ْبين َّ ُ 4-4ح ُ
((( ((روضة العقالء)) ألبي حاتم البستي (ص(( ،)127 :الزواجر)) للهيتمي (.)9/2
((( أخرجه مسلم( )2877من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
87
ُ نَّظ س
ا ُن ح ل األخالق المحمودة
والمستقر والم ِ
طمئ ُّن. ِ ائم ا َّلتي ُيبنى عليها ُ
ُّ ُ البيت الدَّ ُ
سن َّ
الظ ِّن: ساب ُح ِ
موانع اك ِت ِ
ُ
ِ
أفراده. الش ِ
كوك في شار ُِّ وء َّ يش في ُمجتم ٍع َي ِ
الع ُ
الظ ِّن ،وانت ُ غل ُب عليه ُس ُ َ َ 1-1
ِ ِ الظ ِّن ،و َت ِ نذ الص َغ ِر على س ِ
السالمة.
جانب ال ُّتهمة على َّ غليب وء َّ ُ ربية ُم ُ ِّ
2-2ال َّت ُ
تعاليمه الدَّ ِ
اعية إلى ُح ِ ِ ين الح ِ
سن واالبتعاد عن
ُ نيف، هل بأحكا ِم الدِّ ِ َ
الج ُ
َ 3-3
َّ
الظ ِّن.
88
ُ نَّظ س
ا ُن ح ل األخالق المحمودة
حابة
والص ِ هلل ع َلي ِه َّ
وسل َم َّ يب َّ
صلى ا ُ الن ِّ سن َّ
الظ ِّن من حياة َّ مناذج ُ
حل ِ ُ
والسلف:
َّ
ضوان ِ الله ع َل ِيه وس َّل َم أصحا َبه ِر رسول ِ
سنالله ع َل ِيهم ُح َ ُ الله ص َّلى ُ ُ َ -ع َّل َم
اإلنسان ال بدَّ له ِم َن
َ المةَّ ،
وأن الس ُ األصل في ْ ِ
المؤم ِن َّ َ وبين لهم َّ
أن الظ ِّنَّ ، َّ
دخ ُل في والريب َة التي قد َت ُ
كوك ِّ الش َ طر َد ُّأن َي ُاألعذار لِ َمن َح ْو َله ،وعليه ِْ التِ ِ
ماس
ِ
بي ص َّلى رج ٌل جاء إلى ال َّن ِّ حمدُ ُعقباه ،فهذا ُ قلبِه ف َيترت َُّب عليها م َن اآلثار ما ال ُي َ
نون الس ِ َ يبة في امرأتِه، ِ
وء فيها؛ وأحاط ْت به ُظ ُ ُّ الر ُ الله ع َليه وس َّل َم وقد داخ َل ْته ِّ ُ
الله ع َل ِيه وس َّل َم
بي ص َّلى ُ َ
فأزال ال َّن ُّ أل َّنها ولدَ ْت ُغال ًما َأ ْس َو َد على َغ ِير َلونِه و َلونِها،
((ح ْم ٌر .قال :هل فيها ِمن إبله ،فقالُ :
يبة؛ بسؤالِه عن َل ِ
ون ِ
ُ
ور ٍ
ما في قلبِه ِمن َظ ٍّن ِ
َك هذا َأ ْو َر َق؟ قالَ :نع ْم ،قالَ :فأ َّنى ذلك؟ قال :لع َّله َنزَ َع ُه ِع ْر ٌق ،قال :ف َل َع َّل ابن َ
َنزَ َع ُه ِع ْر ٌق))(((.
سن َّ
الظ ِّن حتذى بهم في ُح ِ ثال ُي َالله ع َل ِيهم ِم ً
ضوان ِ
ُ حابة ِر
الص ُ -وقد كان َّ
نين ،فهذا أبو أيوب ،خالدُ بن َز ٍ
وب، وب :يا أبا أيُّ َ قالت له امرأ ُته ُأ ُّم أيُّ َ
يدْ ، ُ ُّ َ بالمؤ ِم َ
ْ
أكنت ِ ِ الك ِذ ُب.
اس في عائش َة؟ قال :بلى ،وذلك َ سم ُع ما َي ُ
أنت يا قول ال َّن ُ أال َت َ
ِ
والله َخ ٌير ُ
فعائشة فع َله ،قال: كنت ِ َ ِ فاعل ًة ذلك؟ قالت :ال ُأم أيوب ِ
ل َ والله ما ُ َّ ُّ َ
ثم قال :ﮋ ﭲ ِ القرآن َذ َكر ُ
ُ فلما َنزَ َل ِ ِ
الله َمن قال في الفاحشة ما قالَّ ، منك .قالَّ :
ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ [النور،]12 :
وب وصاحب ُته(((. أيُ :
فقولوا كما قال أبو أ ُّي َ
الحكمة
ِ
احلكمة:
معنى ِ
الح ُ
كمة ساد .و ُتطلق ِ عن ال َف ِ األمرَ :أت َقنَه فاست َ
َحك َم و َمن ََعه ِ الحكم ُة ُلغ ًةَ :أ َ
حك َم ِ
َ
ِ
لألمور(((. الم ِتق ُن
كيمُ :
والح ُ بوة ،وغير ذلكَ .
والحل ِم ،وال ُّن ِ
َّ
والعل ِمِ ، العدلِ ، ِ على
وض ِعه .وفِ ُيء في م ِ الش ِ اس ٌم إلحكا ِم َو ْض ِع َّ الحكم ُة ِ
عل ما َين َبغي، َ اصطالحاْ :
ً
الوقت ا َّلذي َين َبغي(((.ِ على الو ِ
جه ا َّلذي َين َبغي ،في َ
احلكمة(((:
ِمن معاني ِ
عان ِعدَّ ٍة؛ منها ما يلي:
كمة على م ٍ
َ
ُت ْط َل ُق ِ
الح ُ
((( ((النهاية)) البن األثير ((( ،)419/1مختار الصحاح)) للرازي (ص(( ،)62 :لسان العرب))
البن منظور ((( ،)143-140/12القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص(( ،)1415 :المعجم
الوسيط)) (.)19/1
((( ((مدارج السالكين)) البن الق ِّيم (.)449/2
((( ((نضرة النعيم)) لمجموعة مؤلفين (.)1692/5
91
ةمكِحلا األخالق المحمودة
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ
ﭤﮊ [لقمان.]12 :
والسَّنة:
احلكمة يف ال ُقرآن الكريم ُّ
ِ
-قال تعالى :ﮋ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ
ِ
حيحة(((.الص بالمقالة الم َ ِ
ِ ﮯ ﮰ ﮱ ﮊ [النحل ،]125 :أي:
حكمة َّ ُ
-قال تعالى :ﮋ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ
ﯯ ﮊ [البقرة.]269 :
الله ع َل ِيه
بي ص َّلى ُ عنهما قال :قال ال َّن ُّ الله ُضي ُ بن َص ْع َصع َة َر َ مالك ِ ِ -وعن
الر ُج َل ِ ِ ِ ِ ِ
ين- رج ًل ْبين َّ وس َّل َمَ (( :ب ْينا أنا عندَ ال َبيت ْبين ال َّنائ ِم وال َي ْقظان -و َذ َكر -يعنيُ :
ب م ِلئ ِح ْكم ًة وإِيما ًناِ ُ ، ٍ ِ ُفأتِ ُ
فشقَّ م َن ال َّن ْح ِر إلى َم َر ِّاق ال َب ْط ِنَّ ،
ثم يت بِ َط ْست من َذ َه ٍ ُ َ
ثم ُم ِل َئ ِح ْكم ًة وإِيما ًنا))(((. ِ ِ
ُغس َل ال َب ْط ُن بماء َز ْمزَ َمَّ ،
احلكمة: ُ
وأقوال العلما ِء يف ِ السلف
آثا ُر َّ
ِ ِ
لم كال َينابي ِع ف َين َف ُع به ُ
الله َمن شا َء، َ -كتَب َس ْل ُ
مان إلى أبي الدَّ ْرداء( :إ َّنما الع ُ
هر ُب ِم َن
مت و َي ُ
الص َ الر ُج َل ُي ُ
طيل َّ ِ
العزيز( :إذا رأ ْي ُت ُم َّ
-وقال ُعمر بن ِ
عبد ُ ُ
اس فاقربوا منه؛ فإ َّنه ي َل َّقى ِ
الحكم َة)(((. ُ ال َّن ِ ُ
ول أو اإلتقان في َق ٍ
ُ اإلحكا ِم ،وهو در ِم َن ِ (الح ُ
كمة َم ْص ٌ
القرطِبيِ :
-وقال ُ ْ ُّ
الله ِح ٌ
كمة، فكتاب ِ
ُ
الجنسِ ،
ُ
كمة ا َّلتي هي ِ الح ِ وع ِم َن ِفكل ما ُذ ِكر فهو َن ٌ علُّ ، فِ ٍ
كمة.فصيل فهو ِح ٌ ِ وكل ما ُذ ِكر ِم َن ال َّتكمةُّ ، الله ع َل ِيه وس َّل َم ِح ٌ
وس َّن ُة َنب ِّيه ص َّلى ُ ُ
كمة؛ أل َّنه ُيمتن َُع به ِم َن للعل ِم ِح ٌ كمة ما يمتنَع به ِم َن الس َف ِه .فقيل ِ
َّ وأصل الح ُ ُ ُ
ُ ِ
وض ِعه(((.
يء في م ِ الش ِ
وض ُع َّ عم َّلي ٌة ،وهي ْ وع ال َّثانيِ :ح ُ
َ كمة َ ال َّن ُ
احلكمة:
َد َرجات ِ
الث در ٍ
جات: وهي على َث ِ
َ
عج َله عن َوقتِه، ٍ عطي َّ الدَّ رج ُة ُ
كل َشيء ح َّقه ،وال تُعدِّ َيه حدَّ ه ،وال ُت ِّ أن ُت َاألولىْ :
دادها: واألنا ُة .وآفا ُتها ْ
وأض ُ والحلمَ ، ِ لم، ٍ ِ ُ وال تؤَ ِّخ َره عنه .ولها
ُ ثالثة أركان :الع ُ
((( أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) ( )35811واللفظ له ،والدارمي ( )557بنحوه.
((( التبصرة البن الجوزي (.)289/2
((( ((تفسير القرطبي)) (.)330/3
((( ((مدارج السالكين)) البن الق ِّيم (.)478/2
93
ةمكِحلا األخالق المحمودة
والع َج ُ
لة. يشَ ، هلَّ ،
والط ُ الج ُ
َ
فوائد احلكمة:
قر ٌبة منه ،وحينها معرفة ِ
ِ
مو ِّص ٌلة إليهُ ،م ِّ َّ
وجلَ ، عز
الله َّ ٌ
طريق إلى 1-1أ َّنها
طم ُع في َغ ِيره. ِ ِ
عمن سواه ،وال َي ََينقط ُع العبدُ َّ
ِ المة للع ِ ِ
والصالِ َ 2-2أ َّنها ِسم ٌة ِمن ِس ِ
لين،
العام َ لماء وع ٌ ُحينَ ، َّ األنبياء مات َ
حين. ومزي ٌة للدُّ ِ
عاة الم ِ
صل َ ُ َ َّ
ِ ُ
داد في العمل. اإلصابة في ال َقولَّ ،
والس ُ 3-3
جات و ُت َش ِّر ُفه ،و َتزيدُ ِمن َمكانتِه ْبين ال َّن ِ
اس(((. اإلنسان در ٍ
َ َ 4-4أ َّنها َتر َف ُع
احلكمة:
موا ِنع اك ِتساب ِ
ماء فال َت ُ
سك ُن ق ْل ًبا فيه كمة َت ِنز ُل ِمن الس ِ ِ
(الح ُ اص: إبراهيم َ
َ َّ الخ َّو ُ ُ 1-1قال
وحسدُ َأخٍ )(((. ِ وح ُّب ُ ٍ ٌ
َ ضول، الف وه ُّم َغدُ ، الر ُ
كون إلى الدُّ نياَ ، أربعةُّ :
مور ،وتر ُك ال َّتأ ِّني في ا ِّت ِ
خاذ ال َق ِ
رار. عج ُل في ُ
األ ِ
ْ 2-2ال َّت ُّ
واقب ُ
األ ِ
مور. يق ُ
األ ُف ِق ،وعدَ ُم ال َّت ُّ
فك ِر في َع ِ ِ 3-3ض ُ
مور ،في َّت ِ
خ ُذ َقراره على َظ ِ ِ ُ صيرة الدَّ ا َّل ِة على
ِ
واه ِرها. َ حقائق األ ِ َ 4-4ف ْقدُ ال َب
الخ ِ
وأهل ِ الصالِ َ
برة في ُأ ِ
موره. ِ حين ِ 5-5عدَ ُم استِ ِ
عمال َمشورة َّ
ظر في سياساتِهم مع ال َّن ِ
اس. قين وال َّن ِ
السابِ َ ِ ِ ِ ِ ِ
6-6عدَ ُم االستفادة من خبرات َّ
ِ ِ 7-7ق َّل ُة ِّ
االطال ِع وال َّن ِ
ظر في ُعلو ِم الدِّ ِ
نجيه افع هو ا َّلذي ُي ِّ
حصنُه و ُي ِّ لم ال َّن ُ
ين؛ فالع ُ
الش ِ
دائد. ِعندَ َّ
والسلف:
والصحابة َّ احلكمة َ
عند األنبيا ِء َّ فة ِ مناذج َّ
دال ٌة على ِص ِ ُ
الله عليه وس َّلم:
الله ص َّلى ُرسول ِ ُ -عن أبي ُه َرير َة َر ِضي ُ
الله عنه ،قال :قال
إحداهما ،فقا َل ْت هذه
ُ فذ َهب ِ
بابن الذئ ُْبَ ،
ابناهما ،جا َء ِّ
أتان َم َعهما ُ ((بينَما امر ِ
َ َْ
خرى :إ َّنما َذ َهب بابنِ ِك ،فت َ
َحاك َمتا ِ ُ ِ ِ ِ ِ ِ
لصاح َبتها :إ َّنما َذ َهب بابنك أنت ،وقا َلت األ َ
الم،
الس ُداو َد عليهما َّ
بن ُ ليمان ِ
فخ َرجتا على ُس َ للك ْبرىَ ، داو َد ،ف َق َضى به ُإلى ُ
ِ بالس ِّك ِ
الصغْ َرى :الَ ،
يرح ُمك أش ُّقه بينَكما ،فقا َلت ُّ
ين ُ فأخ َبرتاه ،فقال :ائتوني ِّ ْ
ِ
لصغْ َرى))(((. ال َّل ُه ،هو ابنُها ،ف َق َضى به ل ُّ
وم كان َأ َشدَّ ِمن َيو ِم ُأ ُح ٍد؟ قال: يك َي ٌالله ع َل ِيه وس َّل َم(( :هل َأ َتى ع َل َ بي ص َّلى ُ لل َّن ِّ
الع َق ِبة ،إ ْذ َع َر ْض ُت
وم َ
يت ،وكان َأ َشدُّ ما َل ِق ُ ِ
يت م ُنهم َي َ وم ِك ما َل ِق ُ قيت ِمن َق ِلقد َل ُ
فانط َل ْق ُت وأناالل ف َل ْم ُي ِج ْبني إلى ما َأ َر ْد ُتَ ، بد ُك ٍ بن َع ِ يل ِ بد َيالِ َابن َع ِ
َن ْفسي على ِ
فر َف ْع ُت َر ْأسي فإذا أنا بَ ، فلم َأست َِفقْ َّإل وأنا بِ َق ْر ِن الثَّعالِ ِ موم على َو ْجهيْ ، َم ْه ٌ
ول إن الل َه قدْ َس ِم َع َق َ
بريل ،فناداني ،فقالَّ : حابة قدْ َأ َظ َّل ْتني ،فن ََظ ْر ُت فإذا فيها ِج ُ بس ٍ
َ
فيهم.ئت ِ َأم َر ُه بما ِش َ الج َ ِ
بال؛ لت ُ يك َم َل َك ِ يك ،وقد َب َع َث إ َل َ لك وما َر ُّدوا َع َل َ وم َك َ َق ِ
ئتْ ،
إن ذلك ،فيما ِش َ حمدُ ،فقال َ ثم قال :يا ُم َّ فس َّل َم ع َل َّيَّ ،
ِ ِ
فناداني َم َل ُك الجبالَ ،
أنبل َأ ْرجو ْ الله ع َل ِيه وس َّل َمْ :
بي ص َّلى ُ ين؟ فقال ال َّن ُّ خش َب ِاأل َ ئت أن ُأ ْطبِقَ ع َل ِيهم َ
ُ ِش َ
شر ُك ِبه َشيئًا))(((. الله ِمن َأ ْصالبِ ِهم َمن َيع ُبدُ الل َه َو ْحدَ ُه ،ال ُي ِ خر َج ُ ُي ِ
ثبيت الص ِ
حابة عنه ِحكمتَه العالي َة في َت ِ
الله ُ
ضي ُ الصدِّ ُ -وقد َأث َبت أبو ٍ
َّ يق َر َ بكر ِّ
فمن كان تشهدَ وقالَّ :
((أما َبعدُ َ ، حيث َّالله ع َل ِيه وس َّل َمُ ، بي ص َّلى ُ َل َّما ُت ُو ِّف َي ال َّن ُّ
الله ع َل ِيه وس َّل َم قد
محمدً ا ص َّلى ُ
فإن َّالله ع َل ِيه وس َّل َمَّ ،
محمدً ا ص َّلى ُ
َّ نكم َيع ُبدُ ِم ُ
الله تعالى :ﮋ ﭳ ﭴ
موت؛ قال ُ ومن كان َيع ُبدُ الل َهَّ ،
فإن الل َه َح ٌّي ال َي ُ ماتَ ،
َ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ إلى :ﮋ ﮐ ﮊ [آل عمران،]144 :
الله
ضي ُ أن الل َه َأنزَ َلها ح َّتى تالها أبو ٍ
اس لم َيكونوا َيع َلمون َّ والله َل َّ ِ
بكر َر َ كأن ال َّن َ
ِ
سم ُع َب َش ٌر َّإل َي ْت ُلوها))(((. عنه ،ف َت َل َّقاها م ُنه ال َّن ُ
اس ،فما ُي َ
ِ المل ِك ومعه ُعمر بن ِ عبد ِ يمان بن ِ
العزيز ،فأصا َبهم َب ْر ٌق عبد ُ ُ وح َّج ُس َل ُ ُ َ -
ضح ُك ،فقال مر وهو َي َ ور ْعدٌ ،ح َّتى كا َد ْت َت ِ
نخل ُع ُقلو ُبهم ،فن ََظر ُس َل ُ
يمان إلى ُع َ َ
عت بها؟ فقال :يا قط أو ِ
سم َ هذه ال َّل ِ
يلة ُّ ثل ِ فص ،هل رأ ْي َت ِم َيمان :يا أبا َح ٍ ُس َل ُ
عذاب ِ
الله؟ ِ وتعت َص َسم َالله ،فكيف لو ِ رحمة ِ ِ وت
منين ،هذا َص ُ المؤ َ أمير ْ َ
ِ ف ِد َ
المائة أ ْل ِ
ُ فقالِ :
أمير ره ٍم ،فتَصدَّ ْق بها .فقال ُع ُ
مر :أو َخ ٌير من ذلك يا َ هذه
ظالم ُلهم لم َي ِصلوا َ ِ
إليك، وم َصحبوك في َم َ منين؟ قال :وما هو؟ قالَ :ق ٌ المؤ َ
ْ
ظالم(((.
الم َفر َّد َ فج َلس ُس َل ُ
يمان َ َ
احلكمة:
ِشع ٌر عن ِ
قال الشاعر:
ُ
َقـــول و َق ِّو ِم ٍ
ُطـــق ما ت وز ْن َق َ
بـــل ن ِ بح ٍ
كمة ُّطـــق فانطِ ْق ِ
َ إذا ما َأر ْد َت الن
ِ ٍ قل ِعندَ ُه فمن لـــم َي ِز ْن ما قـــال ال َع َ
الم َح َّك ِمبـــوزن كالبِنـــاء ُ َ ُطـــق
ٌ ون َ
ُحمدْ وتَس َل ِم ِ بح ِ ِ ِ
الصمت ت َ سـن َّ َج َّم ْل ُت َ قـــال َحميد ًة فإن لـــم تَجدْ ُط ْر َق َ
الم ْ
ـــق يجني ثِ ِ صامت يل َقـــى الم ِ ٍ
ِ (((
مـــار التَّندُّ م
َ وكم ناط ٍ َ ْ دائما
ً حامدَ َ َ فكم
ْ
((( ((مناقب عمر)) البن الجوزي (ص(( ،)53-52 :سير أعالم النبالء)) للذهبي (.)121/5
((( ((موارد الظمآن لدروس الزمان)) للسلمان (.)341-340/1
98
ملِح لا األخالق المحمودة
الحلم
ِ
احللم:
معنى ِ
لم ُلغ ًةَ : ِ
وح ُل ٌ
وم(((. وجم ُعهَ :أ ْح ٌ
المُ ، الط ِ
يشْ ، خالف َّ
ُ ُ
والعقل ،وهو األنا ُة الح ُ
ِ والطب ِع عن َهي ِ
س َّ اصطالحاَ :ض ُ
بط ال َّن ْف ِ لم ِ
الغضب(((. جان َ ً الح ُ
الصفات(((:
وبعض ِّ لم الفرق ْ
َ
ِ احل ِ
بي ِ
والصرب:
لم َّ الف ْرق ْ
•• َ
احل ِ
بي ِ
الله تعالى ِ
عن والحلم ِم َن ِ
ِ ستحقِّ ، َأخير ِ
الع ِ اإلمهال بت ِ
ُ ِ
ُ الم َقاب ُ لم هوالح ُ
ِ قوبة ِم َن الن ِ عجيل الع ِ صاة في الدُّ نيا فِ ٌ الع ِ
والص ُبر:
َّ والعافية. ِّعمة َ ُ عل ُينافي َت ُ
الجزَ عِ، ِ
إظهار َ س ن ْف ِسه عن
الر ُج ِلَ :ح ْب ُ
وص ُبر َّ
ِ
المكروهَ ،
ِ
س ل ُمصادفة َ
حبس ال َّن ْف ِ ِ
َ ُ
ِ ِ
ضض. الم
صاب م َن َ
الم َ لح ُق ُ إظهار ما َي َ
ُ والجزَ ُع:
َ
والرفق: احللم َ
واألنا ِة ِّ ••الفرق ْ
بي ِ
قادر فإ َّنه
غض ٌب وهو ٌ حص َل َ ِ
الغضب ،إذا َ اإلنسان ن ْف َسه ِعندَ
ُ مل َك أن َي ِ
لمْ : ِ
الح ُ
ِ األنا ُة :فهي عدَ م الع ِ وأما َ ِ ِ
األمور، جلة في ُ َ بالعقوبةَّ . عج ُل ُ َيح ُل ُم وال ُيعاق ُب وال َي َ
الش ِ ِ
يء َق َ
بل أن َيتأ َّنى فيه حك َم على َّ األمور بظاه ِرها ف َي َّ
تعج َل و َي ُ َ ُ
اإلنسان أخ َذ َّ
وأل َي ُ
وإن استَح ُّقوا ما ي ِ ون ح َّتى ِ اس باله ِ و َي ُ
ستح ُّقون َ َ لة ال َّن ِ َ فق :فهو ُمعا َم ُ الر ُوأما ِّ
نظ َرَّ .
((( ((مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)93/2لسان العرب)) البن منظور (.)145/12
((( ((المفردات)) للراغب (ص.)253 :
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)575 ،199 ،179 :شرح رياض الصالحين)) البن
عثيمين (.)573/3
99
ملِح لا األخالق المحمودة
ِ
العقوبة وال َّن ِ
كال فإ َّنه َير ُف ُق بهم. ِم َن
والسَّنة:
لم من القرآن ُّ َّ
احل ِ
التغيب يف ِصفة ِ
-قال تعالى :ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ
ﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤ
ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ [آل عمران.]134 ،133 :
عز َّ
وجل :ﮋﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ [األعراف: -وقال َّ
.]199
الله َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه
ال َنبِي ِ
الله عنهَ (( :ق َ ُّ رض َي ُ وعن َأبِي س ِع ٍ
يد ا ْل ُخدْ ِر ِّي ِ
َ ْ َ -
واألنا ُة))(((. الحلمَ ، اللهِ :
َين ُي ِح ُّب ُهما ُ
لخصلت ِ إن َ
فيك َ سَّ : أل َش ِّج َع ْب ِد ا ْل َق ْي ِ
َو َس َّلم َ
ُ َ
احللم:
السلف والعلماء يف ِ
أقوال َّ
الخير أن َيك ُث َر ما ُلك وو َلدُ ك،
ُ الله عنه( :ليس ضي ُبن أبي طالب َر َ علي ُ
-قال ُّ
ِ
بعبادة َر ِّبك؛ ْ
فإن اس ولكن الخير أن يك ُثر ِعلمك وي ُ ِ ِ
تباهي ال َّن َ
َ لمك ،وأن عظ َم ح ُ َ َ َ َ ُ َّ
أسأت استغ َف ْر َت الل َه)(((. َ أحس ْن َت َح ِمدْ َت الل َهْ ،
وإن َ
ِ ليل ْ ِ ِ ٍ
والعقل َدلي ُله،
ُ زيره، لم َو ُ المؤم ِن ،والح ُ لم َخ ُ بن ُم َن ِّبه( :الع ُ
-وقال َو ْه ُب ُ
ين َأخو ُه)(((. ِ والعم ُل ِقيم ُتهَ َّ ،
فق َأبو ُه ،وال ِّل ُ
والر ُ
مير ُجنودهِّ ، والص ُبر أ ُ َ
الله للعافِ َ
ين ِ
عن ال َّن ِ
اس؛ قال تعالى :ﮋ ﭒ ﭓ َّواب ِم َن ِ ال َّثانيةَ :
تذ ُّك ُر الث ِ
ﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞ
ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ
ﭫ ﮊ [آل عمران.]134 ،133 :
= دمشق)) (.)388/63
((( أخرجه الدارمي ( )576واللفظ له ،والبيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (.)507
((( ((روضة العقالء)) البن حبان البستي (ص.)208 :
((( ((نضرة النعيم)) لمجموعة من العلماء ( - )1752/5بتصرف.
101
ملِح لا األخالق المحمودة
ِ
بالجاهل. الر ُ
حمة ال َّثالثةَّ :
در ،وال ِّث ِ
قة بال َّن ْف ِ
س، الص ِ ِ ِ ِ الرابعةُ :
القدر ُة على
االنتصار ،وهذا نات ٌج عن َسعة َّ َّ
الله عنه. ضي ُ ب ِ
بن أبي َب ْلتَع َة َر َ الله ع َل ِيه وس َّل َم عن حاطِ ِ ِ
ومن ذلك َع ْف ُوه ص َّلى ُ
ثل ،وهذا يدُ ُّل على شر ِ
ف ال َّن ْف ِ
س، عاملة السي ِئة ِ
بالم ِ ِ الم الخامسة :ال َّتر ُّف ُع ِ
َ َّ ِّ عن ُ
اله َّم ِة.
وع ُل ِّو ِ
ُ
فض ُل على الم ِ
سيء. السادسة :ال َّت ُّ
ُ َّ
الصاحل:
والسلف َّ
حابة َّ
والص ِ هلل ع َلي ِه َّ
وسل َم َّ يب َّ
صلى ا ُ مناذج ِمن حلم َّ
الن ِّ ُ
والع ِ ِ ِ
والس َّن ُة ال َّنبو َّي ُة
فوُّ ، الله ع َليه وس َّل َم غاي َة الحل ِم َبي ص َّلى ُ -لقد ب َلغَ ال َّن ُّ
ومن ذلك ِق َّص ُة الله ع َل ِيه وس َّلم في ِ
الحل ِمِ ،
َ سول الكري ِم ص َّلى ُ واقف الر ِ
َّ
حافِ ٌلة بم ِ
َ
أنس ِ الله ع َل ِيه وس َّلم ِبر ِ
بن دائه َج ْبذ ًة شديد ًة ،فعن ِ َ بي ص َّلى ُاألعرابي ا َّلذي َج َب َذ ال َّن َّ
ِّ
الله ع َل ِيه وس َّل َم،
الله ص َّلى ُ رسول ِ
ِ ((كنت َأ ْمشي مع
ُ الله عنه أ َّنه قال:
ضي ُمالك َر َ
ٍ
الحاشيةَ ،فأدر َكه أعرابي فجب َذه ِبر ِ
ِ راني َغ ُ ِ
دائه َج ْبذ ًة شديد ًة ح َّتى ٌّ َ َ َ ليظ وع َليه ُب ْر ٌد َن ْج ٌّ
ُ
حاشية الله ع َل ِيه وس َّل َم قد أ َّث َر ْت بها رسول ِ
الله ص َّلى ُ ِ فحة عاتِ ِقنظر ُت إلى ص ِ
َ َ ْ
الله ا َّلذي ِعندَ ك! فا ْل َت َف َت
مال ِالبر ِد؛ ِمن ِشدَّ ِة َجب َذتِه ،ثم قال :يا محمدُ ُ ،مر لي ِمن ِ
ْ َّ َّ ْ ُْ
الله ص َّلى الله ع َل ِيه وس َّلم ،ثم َض ِحك ،ثم َأمر له بع ٍ
طاء))(((. رسول ِ ُ إ َل ِيه
َّ َ ُ َ َ َّ ُ
للص ِ
لح فر ْط في َش ْت ِمنا ِ
وأبق ُّ بن َذ ٍّر ،فقال( :يا هذا ،ال ُت ِرج ٌل ُع َم َر َ َ -شتَم ُ
ِ م ِ
نكافئ َمن عصى الل َه فينا بأك َث َر من أن ُن َ
طيع الل َه فيه)(((. ُ وض ًعا؛ فإ َّنا ال َ
ِ ِ
(والله َ ِ مرو ِرج ٌل َلع ِ
ألت َف َّر َغ َّن لك ،قال :هنالك ْ
وقع َت العاص: بن -وقال ُ
الحياء
معنى َ
احلياء:
ٍ
واحدة ،واست َْحيا َحي ٍ
بياء قال :استَحى يست ِ
واالنزواء؛ ُي ُ ُ
االنقباض الحياء ُلغ ًة:
َ َ ُ ُ
الن َيست َْح ِيي بيا َء ِ
ين(((. ُف ٌ
ِ
قصير منع ِم َن ال َّت
بيح ،و َي ُ اصطالحاُ :خ ُل ٌق َي َبع ُث صاح َبه على اجتِ ِ
ناب ال َق ِ ً ياء
الح ُ
َ
ِ َ ِ
اإلنسان من َخوف ما ُي ُ
عاب وانكسار َيعتَري
ٌ في حقِّ ذي الحقِّ .وقيل :هو َت ُّ
غي ٌر (((
واخلج ِل(((:
َ الفرق ْ
بي احلياء َ
هاب ُح َّج ٍة ،أو ُظ ٍ
هور القلب ِعندَ َذ ِ
َ لح ُق ِ
الوجه َلغ ٍّم َي َ الخج ُل :معنًى َي َ
ظه ُر في َ َ
بقو ِة ياء :هو االرتِ ُ
داع َّ والح ُ
يبةَ . اله ُ يء َت َّ
تغي ُر به َ
ٍ
على ِريبة ،وما َأش َب َه ذلك؛ فهو َش ٌ
خج ُل فع َل كذا ،وال ُي ُ ِ قالُ :ف ٌ الح ِ
ياء؛ ولهذا ُي ُ
قالَ :ي َ الحال أن َي َ الن َيستَحي في هذا َ
فالخج ُل َّ
مما كان، َ فع َله، منه َق َ
بل أن َي َ تغي ُر ُ فع َله في هذه الحال؛ َّ
ألن َهيئتَه ال َت َّ أن َي َ
الخج ِل َت ُّ
وس ًعا. َ وضع
ياء َم َ ستعم ُل َ
الح ُ مما َي ُ
كون .وقد ُي َ والحياء َّ
ُ
((( ((لسان العرب)) البن منظور ((( ،)218/14المصباح المنير)) للفيومي (.)160/1
((( ((فتح الباري)) البن حجر (.)52/1
((( ((التبيان تفسير غريب القرآن)) البن الهائم (ص.)61 :
((( ((الفروق اللغوية)) ألبي هالل العسكري (ص.)244 :
104
ءايحلا األخالق المحمودة
ِ
وي
ياء ،كما ُر َ
الح ُ ﭿ ﮀ ﮁﮊ [األعراف]26 :؛ ُف ِّسر ل ُ
باس ال َّتقوى بأ َّنه َ
ٍ
ني(((. الحس ِن((( ،و َمع َبد ُ
الج َه ِّ َ عن
الزهدَ
وجدَ ا فيه ُّ القلبْ ، واألنس يطر ِ
الحيا َء ُ الس ِر ُّيَّ :
فإن َ َ قان َ َ ُ (إن َ -وقال َّ
والور َع َّ
وإل َر َح َل)(((. َ
كون فيه قو ُة ُخ ُل ِق الح ِ
ياء ،وق َّل ُة ِ ب ِ حس ِ
َ َّ القلب َي ُ حياة ابن ال َق ِّي ِم( :وعلى َ
-قال ُ
ياء َأ َت َّم)(((. الح ِ
ياء ِمن م ِ
القلب َأ ْح َيى كان َ
الح ُ ُ وح؛ فك َّلما كان
والر ِ ِ
القلب ُّ وت َ َ
أقسام َ
احلياء(((:
ِ ِ 1-1ح ِ
ياء طري :وهو الذي ُيو َلدُ مع اإلنسان ُم ِّ
تزو ًدا به ،ومن أمثلتهَ :ح ُ ياء ف ٌّ
َ ٌ
اس ،وهذا النوع ِمن الح ِ
ياء ِم ٌ أمام ال َّن ِ ِ ِّ
نحة أعطاها َ ُ فل عندما َتنكش ُف َعور ُته َ الط ِ
لع ِ
باده. الله ِ
ُ
منعه ِمن فِعل ما ِ ِ ِ
المسلم من دينه ،ف َي ُ
ُ
2-2حياء مكتَسب :وهو الذي ي ِ
كتس ُبه َ َ ٌ ُ َ
حيث أ َمره. حيث نهاه ،أو ي ِ
فقدَ ه ُ الله ُ شرعا؛ مخاف َة ْ
أن َيراه ُ ذم ً
َ ُي ُّ
ِمن فوائد احليا ِء وفضائِله:
ِ
اإليمان. ياء ِمن ِخ ِ
صال الح ُ
َ -
الله سبحا َنه وتعالى.عصية خج ًل ِم َن ِ ِ الم
َ َ -ه ْج ُر َ
َّ
وجل. عز بواز ِع الحب ِ
لله َّ اعة ِ الط ِ اإلقبال على َّ ُ
ُ ِّ -
ِ
واآلخرة. ضائ ِح الدُّ نيا بعدُ عن َف ِ -ي ِ
ُ
ِ
اإليمان. ب كل ُش َع ِأص ُل ِّ ْ -
يؤذي َمن خ ُّل بالم ِ
روءة وال َّت ِ
وقير ،وال ْ -ي ْكسو المرء الوقار ،فال يفع ُل ما ي ِ
ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ
اإلكرام(((. ي ِ
ستح ُّق
َ َ
((( أخرجه القشيري في ((رسالته)) ( )368/2عن أبي العباس المؤدب رحمه الله.
((( ((مدارج السالكين)) البن القيم (.)259/2
((( ((األخالق اإلسالمية)) لحسن المرسي (ص.)146 :
((( ((نضرة النعيم)) لمجموعة مؤلفين (.)1814/5
106
ءايحلا األخالق المحمودة
ِ
واآلخرة. الله في الدُّ نيا -م ِن استَحى ِم َن ِ
الله ست ََر ُه ُ َ
الله ِ
وعندَ ال َّن ِ
اس. حبوبين ِعندَ ِ الم ِ ِ
َ ُ -ي َعدُّ صاح ُبه م َن َ
كل َقبيحٍ م ٍ
كروه(((. حبوب ،وال َّتخ ِّلي عن ِّ
ٍ ٍ
جميل َم َ -يد َف ُع المر َء إلى ال َّتح ِّلي ِّ
بكل
َ
ِمن ُص َور َ
احليا ِء:
•• ِمن ص َو ِر َ
احليا ِء احملمو ِد:
عل ما َأ َمر ،واجتِ ِ
ناب ما ومراقبتِه ،وفِ ِ الله :وذلك َ ِ
بالخوف منهُ ،
-الحياء ِم َن ِ
َ ُ
َن َهى عنه.
أن المالئك َة معه، من َّ ِ الئكة :وذلك ِعندَ ما َي
ِ -الح ِ
المؤ ُستشع ُر ْ الم
ياء م َن َ َ ُ
أه َله. ِ ِ ِ كل أوقاتِه ،وال ُي ِ ُيرافِقو َنه في ِّ
فارقونه َّإل عندَ الغائط وعندَ ما يأتي ْ
من َيستَحي أن ِ دليل على م ِ اس :وهو ٌ ياء ِم َن ال َّن ِ
فالمؤ ُ
ْ اإلنسان؛ روءة ُ الح ُ
َ -
بيده ،وكذلك يستَحي ِمن أن َت ِ
نكش َ
ف َع ْورا ُته رين ،سواء ِبلسانِه أو ِ ذي َ
َ ٌ اآلخ َ يؤ َ ْ
ِ
اس.ف َي َّطل َع عليها ال َّن ُ
ِ
أنظار اإلنسان ُم ِ
نفر ًدا بعيدً ا عن ُ س :وذلك ِعندَ ما َي ُ
كون ياء ِم َن ال َّن ْف ِ
الح ُ
َ -
نوب واآلثا ِم؛ َحيا ًء ِمن ن ْف ِسه ا َّلتي ْبين َجن َب ِيه،
الذ ِ عن اقتِ ِ
راف ُّ اس ،ف َيستَحي ِ ال َّن ِ
َّ
وجل. عز وهذا الحياء يثبِ ُت حقيق َة الح ِ
ياء ِم َن ِ
الله َّ َ َ ُ ُ
ِ
بإكرامه. والمبادر ُة -الحياء ِم َن َّ ِ
الضيفُ ، َ ُ
ُ
يرفضه اإلسالم: ذموم الذيَ َ
•• ِمن ُص َور اخل َج ِل امل ِ
ُ
مدافعة هذا وخاص ًة إذا تع َّلق بأ ْمر ِديني؛ ف َينبغي
َّ
لب ِ
العلم: الخجل من َط ِ
َ -
عوة إلى ِ
الله، العلمي أو الدَّ ِ جل -الذي يسمى حياء -المان ِع من ال َّتحصيل ِ الخ ِ
َ
ُ َّ َ ً
وخوره
ُ فمن د َف َعه خج ُله
الشرع؛ َ
ُ -الخجل المؤ ِّدي إلى فِعل ٍ
أمر َن َهى عنه
واجب في الدِّ ين بزعم الح ِ
ياء ،فليس ٍ الشرع ،أو إلى ْترك إلى فِعل ٍ
أمر َنهى عنه
َ ُ
يتر َك الصال َة ِ َح ِي ًّيا
شرعا ،وإنما هذا ُي َعدُّ ضع ًفا ومهانة؛ فليس من الحياء أن ُ
ً
يوف ِعندَ ه حتى فات ْته الصال ُة ،وهكذا.(((...
بسبب ُض ٍ
ِ الواجب َة
((( ((المرأة المسلمة المعاصرة ..إعدادها ومسؤوليتها في الدعوة)) ألحمد أبا بطين (ص-388 :
.)389
((( ((األخالق اإلسالمية)) لحسن السعيد (ص.)155 :
108
ءايحلا األخالق المحمودة
-وقال َ
آخ ُر:
ِ
ضـــل الكَريـــ ِم َحياؤ ُه َيـــدُ ُّل على َف َ
يـــك فإنَّما َحيـــا َءك فاح َف ْظـــ ُه ع َل
وال َخيـــر في وج ٍ
ـــه إذا َق َّ ِ
جـــه َق َّ
ماؤ ُه
ـــل ُ َ ْ َ ياؤ ُه
ـــل َح ُ إذا َق َّل مـــا ُء َ
الو
((( أخرجه أحمد ( )25660واللفظ له ،والحاكم ( .)4402صححه الحاكم على شرط الشيخين،
وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) ( ،)29/8واأللباني في ((تخريج المشكاة)) (:)1712
رجاله رجال الصحيح.
110
محَّرلا األخالق المحمودة
الرَّحمة
محة:
الر ِ
معنى َّ
الر ُ
حمة، راد بها ما َت َق ُع به َّ عط ُف .وقد ُتط َل ُق َّ
الر ُ
حمة و ُي ُ الرحم ُة ُلغ ًةِّ :
الر َّق ُة وال َّت ُّ َّ
والغ ِ
يث(((. زق َ حمة على الر ِ كإطالق الر ِ
ِ
ِّ َّ
ستعم ُل تار ًة
المرحو ِم ،وقد ُت َ َ
اإلحسان إلى َ اصطالحاِ :ر َّق ٌة َتقتَضي
ً الرحم ُة َّ
الر َّق ِة((( .وقيل :هي ِر َّق ٌة في جر ِد ِ
عن ِّ
ِ
جردة ،وتار ًة في اإلحسان ُ
الم َّ
ِ ِ
الر َّقة ُ
الم َّ في ِّ
الخ ِير لِ َمن َتتعدَّ ى إليه(((.
وق َ فس َت َبع ُث على َس ِال َّن ِ
محة:
الر ِ َ
مقتضى َّ
ِ َ حمة ِص ٌ
(الر ُ
العبد ِ
صالح إلى المناف ِع َ
والم إيصال َ فة َتقتَضي ابن ال َق ِّي ِمَّ :
قال ُ
اس بك الحقيقي ُةَ ،فأ َ
رح ُم ال َّن ِ َّ الر ُ
حمة وإن ِ
كر َه ْتها ن ْف ُسه وش َّق ْت عليها ،فهذه هي َّ ْ
ِ ِ
ضار عنك)(((.الم ِّإيصال َمصالح َك ود ْف ِع َ َمن َشقَّ عليك في
والسَّنة: محة يف ال ُق ِ
رآن ُّ التغيب َ
واحل ُّث على َّ
الر ِ َّ
تبارك وتعالى :ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﮊ الله َ
-قال ُ
ين على ِص ِ ين الم ِ
شتم َل ِ
فة االسم ِ ُ
َ بهذ ِ
ين الله ن ْف َسه َ
سمى ُ [الفاتحة ،]3 ،2 :فقد َّ
حيم :وهو الر ُ عب ٍ ِ
الر ُ
قيقَّ ، (الرحمن :وهو َّ
ُ عنهما:
الله ُ ضي ُ اس َر َ ابن َّ
الرحمة ،قال ُ
َّ
((( ((الصحاح)) للجوهري ((( ،)1929/5مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)498/2لسان
العرب)) البن منظور (.)230/12
((( ((المفردات)) للراغب (.)347/1
((( ( (التحرير والتنوير)) البن عاشور (.)21/26
((( ((إغاثة اللهفان)) البن الق ِّيم (.)174/2
111
محَّرلا األخالق المحمودة
الرمحة:
أقسام َّ
املدح َّ
والذ ُّم: أقسامها ِمن حيث ُ
•• ُ
ذموم. إن في ُخ ُل ِق الر ِ
َّ
محمود -وهو األصل ،-وما هو َم ٌ
ٌ حمة ما هو َّ
وس َّن ِة المصطفى المحمود فهو ما َذ َكرناه آنِ ًفا واستَد َل ْلنا عليه ِمن ِك ِ ِ
تاب الله ُ ْ ُ َّأما
إعادة ِذ ِ
كره هنا. ِ الله ع َل ِيه وس َّل َم بما ُيغني عن
ص َّلى ُ
هاو ٌن في َت ِ ِ ٌ حص َل بسببِه
طبيق تعطيل لشر ِع الله أو َت ُ ذموم :فهو ما َ
الم ُوأما َ
َّ -
محة:
الر ِ
ِمن ُص َو ِر َّ
المش َّق َة لهم. شأنِه ْ ِ
قة اإلما ِم َبرعيتِه ،و َتج ُّن ُب ما ِمن ْ
1-1ش َف ُ
أن َيجل َب َ َّ
ِ
وإجهادها. ِ
اإلشقاق على ال َّن ْف ِ
س ِ
بادات ،وعدَ ِم ط في ِ
الع 2-2األمر بال َّتوس ِ
ُّ ُ
ِ ِ ِ
واإلحسان إليها. الح ُّث على االستيصاء بالمرأة ً
خيرا، َ 3-3
والح ُ
زن إذا أصابهم َمكرو ٌه. والع ُ ِ الش ُ
َّ 4-4
طف عليهمُ ، فقة على األوالدَ ،
وغ ِيرهم. والعم ِ
ال َ ِ حمة بمن ُهم َ ِ ِ
العبيد والخدَ ِم ُ َّ
تحت اليد م َن َ الر ُ ََّ 5-5
الرمحة: خلق ُ
خب ُل ِق َّ الت ُّ األسباب املُ ِع ُ
ينة على َّ
الله ع َل ِيه وس َّل َم ،وال َّتد ُّب ُر في َمعالِ ِمها،
الله ص َّلى ُرسول ِ ِ ِ
سيرة 1-1القراء ُة في
ف رحمتِه. واق ِ
الله ع َل ِيه وس َّلم في م ِ
َ َ أسي به ص َّلى ُ وال َّت ِّ
ِ الغ ِ عاد عن َذوي ِ ِ
ظاظة؛ لظة وال َف ومخا َلط ُت ُهم ،واالبتِ ُ الر َحماء ُ ُ 2-2مجا َل ُ
سة ُّ
سائه طِ َ
باع ُهم وأخال َق ُهم. كتسب ِمن ج َل ِ
ُ ُ
فالمرء ي ِ
ُ َ
حاولة َغ ِ ِ
رسه في ُقلوبِهم ،ومتى ُ الخ ُل ِق َ
العظي ِمُ ،
وم األبناء على هذا ُ ُ 3-3
تربية
جي ًة له. َت في ق ْلبِه، اشئ على الر ِ
حمة َثبت ْ َن َ ِ
وأصبح ْت َس َّ
َ َّ شأ ال َّن ُ
حمة ِديرون بر ِ ِ ِ
الله ُدون َ َ الرحماء و َثوابِهم ،وأ َّنهم ُه ُم َ
الج ُ
معرفة جزاء ُّ 4-4
114
محَّرلا األخالق المحمودة
َّإل ُّ
الرحما َء.
الرمحة:
مناذج يف َّ
ُ
الله ع َل ِيه وس َّل َم ،أ َّنها قالت
بي ص َّلى ُ الله عنها َز ِ
وج ال َّن ِّ ضي ُ -عن عائش َة َر َ
أح ٍد؟ قال: للنبي ص َّلى الله عليه وس َّلم :هل أتى عليك يوم كان َ ِ
أشدَّ من يو ِم ُ ٌ ِّ
الع َق ِبة ،إذ َع َر ُ
ضت يوم َ
لقيت منهم َ لقيت ،وكان َ
أشدُّ ما ُ قيت من َق ِ
ومك ما ُ ((لقد َل ُ
فانطلقت وأنا
ُ أردت،
ُ الل ،فلم ُي ِج ْبني إلى ما بن ِ
عبد ُك ٍ ياليل ِ
عبد َ ابن ِ
نفسي على ِ
115
محَّرلا األخالق المحمودة
الش َ
يخ َ -يعني ا ْب َن أن َّ علي ال َب َّز ُار( :وحدَّ َثني َمن َأثِ ُق به َّ
بن ٍّ مر ُ ُ
الحافظ ُع ُ -وقال
بعض ُ ِ األ ِز َّق ِة ،فدَ َعا له ُ
بعض َِ
وعر َف الفقراءَ ، مارا َيو ًما في الله عنه كان ًّضي ُ تيمي َةَ -ر َ
لده و َد َف َعه إليه ،وقال: الشيخِ ما يعطيه ،فنَزَ ع َثوبا على ِج ِ يخ حاجتَه ،ولم َي ُك ْن مع َّ الش َُّ
ً ُ
حضر ِعندَ ه َشيء ِم َن ال َّن ِ ِ ِ َ ِ
فقة)(((. ٌ يس َر وأنف ْق ُه ،واعت ََذ َر إليه من َكونه لم َي ُ ْ بِ ْع ُه بما َت َّ
الرمحة:
وشع ٌر عن َّ ٌ
أقوال ِ
ولكن ْبين َلفظِها و َمعناها ِم َنْ مة صغير ٌة... الرحم َة َك ِل ٌ لوطيَّ :
(إن َّ ُّ الم ْن َف
-قال َ
اس ِ والش ِ نظرهاَّ ، مس في َم ِ الش ِ ثل ما ْبين َّ ال َف ْر ِق ِم ُ
تراح َم ال َّن ُ
مس في حقيقتها؛ لو َ
المدامعِ، ت الج ُ ِ ولق َفر ِ
هضومَ َ ، جائع وال َمغْ ٌ َلما كان ْبي ُنهم
فون م َن َ ُ َ ٌ بون وال َم ٌ
ِ ِ ِ َ
جتم ِع كما الم َ حمة َّ
الشقا َء م َن ُ الر ُ نوب في المضاجعِ ،و َل َم َحت َّ الج ُ طمأ َّنت ُ ول َ
بح ِمدا َد َّ
الظال ِم)(((. الص ِ
سان ُّ َيمحو لِ ُ
الرِّفق
فق:
الر ِ
معنى ِّ
ف(((. ورفِقَ َ :ل َط َ
ور ُفقَ َ ِ
باألمر وله وعليهَ ،
فق ُلغ ًةِ :ضدُّ الع ِ
نفُ .ي ُ
قالَ :ر َفقَ ُ الر ُ
ِّ
ِ ُ ِ الجانب بال َق ِ
ِ ِ الر ُ
باألسهل((( ،وقيل: واألخذ والفعل، ول اصطالحا :ل ُ
ين ً فق ِّ
األمر َبأحس ِن الو ِ ِ طف في ِ ِ
الجانب ،وال ُّل ُ ِ ِ
جوه ُ َ أخذ ين المدارا ُة مع ُّ
الرفقاء ،ول ُ هو ُ
يس ِرها(((. َ
وأ َ
والسَّنة: التغيب َ
واحل ُّث على ِّ
الرفق يف القرآن ُّ َّ
-قال تعالى :ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ
ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ
ﭹ ﭺ ﮊ [آل عمران.]159 :
سول :ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ الر َ ِ
-وقال سبحا َنه ُمخاط ًبا َّ
وألِ ْن جان َبك لهم(((.
[الشعراء ،]215 :أي :ار ُفقْ بهمَ ،
السالم :ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ
وسى وهارون عليهما َّ -وقال سبحا َنه ً
آمرا ُم َ
فإن ال َق َ
ول ال َّل ِّي َن ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮊ [طه]44 -43 :؛ َّ
الغليظ ُمن ِّف ٌر عن صاحبِه(((.
َ ول الخ ِ
شية ،وال َق َ للتذك ِر أو َ
ُّ دا ٍع
الرفق:
السلف وال ُعلما ِء يف ِّ ُ
أقوال َّ
عيتِه اشت ََك ْوا ِمن ِ
أن جماع ًة من َر َّ الله عنه َّ
ضي ُ اب َر َ الخط ِ َّ بن َ -ب َلغ ُع َ
مر َ
َ أن يوا ُفوه ،فلما َأ َتوه قام ِ ِ
ثم قال( :أ ُّيها فحمد الل َه وأ ْثنى عليهَّ ، َّ ْ ُ َ َ ُع َّماله ،فأ َم َر ُهم ْ ُ
الخير ،إ َّنه ليسِ ُ
والمعاونة على ِ
بالغيب، ُ
صيحة إن لنا عليكم ح ًّقا :ال َّن الر ُ
عيةَّ ، َّ
الرعي ُة ،إ َّنه ليس ور ِ فعا ِمن ِحل ِم إما ٍم ِ ِمن ِحل ٍم أحب إلى ِ
َّ فقه .أ ُّيها أع َّم َن ً الله وال َ َ َّ
الرعي ُة ،إ َّنه من
َّ وخ ْر ِقه .أ ُّيهاهل إما ٍم ُ أع َّم َش ًّرا ِمن َج ِالله وال َ ض إلى ِ أبغ َهل َ ِمن ِج ٍ
الله العافي َة َمن َفو َقه)(((. بالعافية لِمن بين ظهرا َنيه يؤتي ُ ِ ُ
يأخذ
الح ِ
فق رأس ِ الز َب ِير قال( :كان ُي ُ -وعن ُع ْرو َة ِ
كمة)(((. الر ُ ُقالِّ : بن ُّ
فق:
الر ِ
ِمن ُص َور ِّ
س في ِ
أداء ما ُف ِرض عليه. فق بال َّن ْف ِ
الر ُ
ِّ 1-1
ِ ِ ِ ِ اس عام ًة؛ ِ
بل ِ
عام ُل الجانب ،وعدَ ِم الغلظة َ
والجفاء ،وال َّت ُ ين فق مع ال َّن ِ َّ
الر ُ
ِّ 2-2
ِ
ماحة. بالس
َّ
ين؛ قال تعالى :ﮋ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ
عو َ
بالمدْ ِّ
فق َ الر ُ
ِّ 3-3
ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮊ [النحل.]125 :
عية.
بالر َّ
فق َّالر ُ
ِّ 4-4
بالخاد ِم والمم ِ
لوك. ِ الر ُ
فق
َ ْ ِّ 5-5
لرج ٍل س َقى َكل ًبا، بالحيوان؛ ففي ُك ِّل َكبِ ٍد َر ْط ٍبة َأ ْج ٌر ،وقد َش َك َر ُ
الله ُ
ِ الر ُ
فق ِّ 6-6
فغ َف َر له(((.
َ
الله ع َل ِيه
الله ص َّلى ُ رسول ِِ ِ
المسجد مع ((بينما نحن في الله عنه قالْ : ضي ُ َر َ
الله ص َّلى رسول ِ ِ أصحاب ِ
المسجد ،فقال بول فيفقام َي ُ وس َّل َم إ ْذ جا َء
ُ أعرابيَ ،
ٌّ
الله ع َل ِيه وس َّل َم :ال ُت ْز ِر ُمو ُه،
الله ص َّلى ُ رسول ِ
ُ الله ع َل ِيه وس َّل َمَ :م ْه َم ْه .قال :قال ُ
الله ع َل ِيه وس َّل َم َدعا ُه ،فقال له: الله ص َّلى ُ رسول ِ
َ ثم َّ
إن بالَّ .َد ُعو ُه .فت ََركوه ح َّتى َ
لذ ْك ِر ِ ول ،وال ال َق َذ ِر ،إ َّنما هي ِ لشي ٍء ِمن هذا الب ِ إن هذه َ ِ
الله َ َ المساجدَ ال َتص ُل ُح َ ْ َّ
الله ع َل ِيه وس َّل َم.
الله ص َّلى ُ رسول ِ
ُ رآن .أو كما قال الق ِ وقرا َء ِة ُ
الةِ ،َع َّز وج َّل ،والص ِ
َّ َ
فش َّن ُه عليه))(((.ماء َ قالَ :فأمر رج ًل ِمن ال َقو ِم فجاء بدَ ْل ٍو ِمن ٍ
َ َ َ ُ
كل يو ِم ٍ الخط ِ
َّ
سبت، العوالي َّ َ
ذه ُب إلى َ
الله عنه َي َ
ضي ُ اب َر َ بن
مر ُ
-وكان ُع ُ
عنه(((. عم ٍل ال ُي ُ
طيقه َو َضع ُ عبدً ا في َ
فإذا َو َجد ْ
واحة ِّ
الشعر: الر ُ
فق يف ِ ِّ
بن ٍ
بالل: نتصر ُ
الم ُ -قال ُ
والز َل ُل والخ ْر ُق ِمنـ ُه َي ُ ِ مما َســـ ْي َلقى ال ُي ْمـــ َن
نـف َّ
كون ال ُع ُ ُ صاح ُب ُه الر ْف ُق َّ
(((
ِّ
-وقال ال َّنابِ ُ
غة:
(((
َجاحا ِ فاســـت َْأ ِن في ِر ْف ٍق ت
ُـــاق ن َ ْ فـــق ُي ْمـــ ٌن واألَنـــا ُة َســـام ٌة
الر ُِّ
الستر
َّ
ملخصا من(( :المفردات)) للراغب األصفهاني ((( ،)396/1جمهرة اللغة)) البن دريد (،)392/1
ً (((
((تهذيب اللغة)) لألزهري ((( ،)265/12مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)132/3المحكم))
البن سيده ((( ،)465/8مختار الصحاح)) للرازي ((( ،)142/1لسان العرب)) البن منظور
((( ،)343/4القاموس المحيط)) للفيروزابادي (.)404/1
((( ((الترغيب والترهيب)) للمنذري ((( ،)237/3فتح الباري)) البن حجر ((( ،)117/5فتح
القوي المتين)) للشيخ عبد المحسن العباد (ص.)122 :
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)288 :الكليات)) للكفوي (.)666/1
122
تَّسلا األخالق المحمودة
والسَّنة:
رت يف القرآن ُّ التغيب َ
واحل ُّث على َّ
الس ِ َّ
-قال تعالى :ﮋ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ
ختار َ
ون ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﮊ [النور ،]19 :أيَ :ي ُ
ِ
بالقبيح(((. ُظ َ
هور الكال ِم عنهم
-وقال تعالى :ﮋ ﭝ ﭞ ﮊ [الحجرات ،]12 :أيُ :خ ُذوا ما َظ َهر لكم،
الله(((.
و َد ُعوا ما َست ََر ُ
تر َك ِ
إنكار املن َك ِر: الس ُ
رت ال َيعين ْ َّ
نك ْر َت عليهوبينه ،وإذا َأ َ ِ
الس ُتر ْتر َك اإلنكار على َمن َتس ُت ُره فيما ْبينك ْ ال َيعني َّ
الشهاد ُة عليه بذلك كما ت َّ جاز ِ
جاه َر بهَ ، ثم َ ونصحتَه فلم َينت َِه عن ِ ِ ِ
قبيح فعلهَّ ، َ ْ
ٍ
عصية قد واإلنكار في َم ٍ
عصية قد ان َق َض ْت، والس ُتر َم َح ُّله في َم َذ َك َر ذلك
ُ العلماءَّ ، ُ
الغ ِ
وإل ر َفعه إلى الحاكم ،وليس ِم َن ِ س بها؛ ف َي ِج ُب
يبة اإلنكار عليهَ َ َّ ،
ُ حص َل ال َّت ُّلب ُ َ
ِ
الواجبة(((. ِ
صيحة مة ،بل ِم َن ال َّن المحر ِ
ُ َ َّ
رت:
الس ِ
فوائد َّ
فة بين ْ ِ
ُ ِ
نين.
المؤم َ الح ِّب واأل ْل ْ
شر َُ 1-1ن ُ
ِ
وحا، تدار َك ن ْف َسه ،و َي َ
توب إلى الله َتوب ًة َن ُص ً 2-2أ َّنه ُي ُ
عين العاصي على أن َي َ
وبالعكس.
ِ الس ِ
واآلخرة. اتر َت ْزكو ،و َي ْرضى عنه ُ
الله ،و َيس ُت ُره في الدُّ نيا أن ن ْف َ
س َّ َّ 4-4
رت:
الس ِ
ِمن ُص َو ِر َّ
ِ الخ ِ
ذك ُر َز َّلته َ
أمام لق ،وال َي ُ أمام َ َ 1-1س ُتر المسل ِم َن ْف َسه؛ فال ُي ِّ
شه ُر خطايا ُه َ
ؤال ُ
والف ْتيا(((. اس ،ولو كانوا أصدقاءهَّ ،إل على و ِ
جه الس ِ ال َّن ِ
ُّ َ َ
غس َله ورأى فيه َشيئًا َم ِعي ًبا فعليه أن َيس ُت َره و َيك ُت َم أ ْم َره. ِ
الم ِّيت؛ فإذا َّ
َ 3-3س ُتر َ
رت :
الس ِ
فة َّ
اكتساب ِص ِ
ِ ال ُوسائل املُ ِع ُ
ينة على
ِ
واآلخرة. الله في الدُّ نيا وأن َمن ستَر أخا ُه الم ِ
سل َم َست ََره ُ الس ِترَّ ، أن َتع َل َم َف َ
ْ 1-1
ُ َ َ ضل َّ
ِ
اإليمان. َشع َر معنَى ُأ ُخ َّو ِة
أن َتست ِ
ْ 2-2
بإصالح ن ْف ِسه.
ِ نش ِغ َل العبدُ
أن َي َ
ْ 4-4
السَّكينة
كينة:
الس ِمعنى َّ
حرك ُته(((. ِ
الحركة؛ َس َك َن َّ السكين ُة ُلغ ًةِ :م َن الس ِ
كون ،وهو ِضدُّ
يء :إذا ذه َب ْت َ
الش ُ ُّ َّ
بده ِعندَ
قلب َع ِ قار ا َّلذي ُينز ُله ُ
الله في ِ والو ُ اصطالحاُّ :
الط َم ُ
أنينة َ ً السكين ُة
َّ
ِ
ويوج ُب له زياد َة نزع ُج بعد ذلك لِما َي ِر ُد عليه،
ف ،فال ي ِ
َ
خاو ِ
الم ِ ِ ِ
اضطرابِه من شدَّ ة َ
اليقين والث ِ
َّبات(((. ِ وقو ِة ِ
اإليمانَّ ،
السَّنة: غيب َ
واحل ُّث على َّ
السكينة ِمن ُّ َّ
الت ُ
الله ع َل ِيه
الله ص َّلى ُ رسول ِ
َ عتسم ُ الله عنه قالِ : ضي ُ -عن أبي ُه َرير ًة َر َ
يكم ون وع َل ُ الصال ُة فال َت ْأ ُتوها َتس َع ْو َنْ ،
وأ ُتوها َت ْم ُش َ قول(( :إذا ُأ ِ وس َّل َم َي ُ
ْ قيمت َّ َ
فص ُّلوا ،وما فا َت ُكم َفأتِ ُّموا))(((. كينة ،فما َأ َ
در ْك ُتم َ الس ُ َّ
ابن عب ٍ ِ
النبي ص َّلى الله عليه وس َّلم
اس َرض َي الله عنهما(( :أ َّنه د َف َع مع ِّ -عن ِ َّ
يوم َعرف َةِ ،
وصو ًتا
زجرا شديدً ا وضر ًبا َ الله عليه وس َّلم وراءه ً النبي ص َّلى ُ
فسم َع َُّ َ َ
فإن البِ َّر ليس لإلبِ ِل ،فأشار بسوطِه إليهم وقال :أيها ال َّناس ،عليكم بالس ِ
كينة؛ َّ َّ ُ ُّ َ
باإليضاعِ))(((.
السكينة:
السلف والعلما ِء يف َّ
أقوال َّ
((( ((الصحاح)) للجوهري ((( ،)323/1مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)88/3لسان العرب))
البن منظور (.)211/13
((( ((مدارج السالكين)) البن القيم (.)503/2
((( أخرجه البخاري ( ،)908ومسلم ( )602واللفظ له.
((( أخرجه البخاري (.)1671
126
نيكَّسلا األخالق المحمودة
ِ
وتع َّلموا وع ِّلموه ال َّن َ
اسَ ، (تع َّلموا الع َ
لم َ الله عنهَ :
ضي ُ الخط ِ
اب َر َ بن َّ
مر ُ
-قال ُع ُ
والسكين َة)(((.
قار َّ
الو َ
له َ
ِ
االنفعاالت الثَّائر َة. القلوب الطائر َة ،و ُيهدِّ ُئ
َ كينة ِر ٌ
داء َي ِنز ُل ف ُيث ِّب ُت الس ُ َّ -
((السكين َة
َّ الله ع َل ِيه وس َّل َم: رسول ِ
الله ص َّلى ُ ِ المتح ِّل َي بها َيمتثِ ُل ِ
ألمر أن ُ َّ -
السكين َة))(((.
َّ
استقام وص َل َح ْت َأحوا ُله ،وص َل َح با ُله، ِ
َ الس ُ
كينة؛ -متى نزَ َل ْت على العبد َّ
عة والر ُ ِ
يب
احة وط ُ واألمن والدَّ ُ َّ
ُ رور رح َل عنه ُّ
الس ُ الس ُ
كينة َت َّ ترح َل ْت عنه َّ
وإذا َّ
يش(((.الع ِ
َ
والخشوع في الو ِ
ضوء السكين َة ُ خش ُع في َصالتِه؛ َّ -المتح ِّلي بالس ِ
كينة َي َ
ُ َ ألن َّ َّ ُ
للخشو ِع في الص ِ
الة. مة ُُمقدِّ ٌ
َّ
حب َة ال َّن ِ ِ ِ ِ أن ِمن ثِ ِ
اس له. حب َة الله للعبد ،ومن َّ
ثم َم َّ مارها َم َّ َّ -
ِ
المصيبة إذا نزَ َل ْت. حم ِل
قادرا على َت ُّجع ُل العبدَ ً َ -ت َ
المواقف الص ِ
عبة. ِ غضبِه في ِ
صاص َ َ -تجع ُل العبدَ قادرا على امتِ
َّ ً َ
كينة:
الس ِ خل ِق ُ
خب ُل ِق َّ الت ُّ الوسائل املُ ِع ُ
ينة على َّ
يكم بالس ِك ِ
ينة))(((. الله ع َل ِيه وس َّل َم(( :ع َل ُ ول الر ِ
سول ص َّلى ُ 1-1االمتِ ُ
ثال ل َق ِ
َّ َّ
((فالم ْر ُء على ِد ِ
ين َخ ِل ِيله ،ف ْل َي ُ
نظ ْر َأ َحدُ ُكم َ
ِ
الهاد ِئ؛ صاح ُبة َذوي َّ
الطب ِع ُ 2-2م َ
َمن ُيخالِ ُل))(((.
ً
مطول من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. ((( أخرجه مسلم ()1218
((( ((مدارج السالكين)) البن القيم (.)207/2
((( أخرجه البخاري ( )1671من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
((( أخرجه أبو داود ( ،)4833والترمذي ( ،)2378وأحمد ( )8417واللفظ له ،من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه .قال الترمذي :حسن غريب .وصحح إسناده النووي في ((رياض
الصالحين)) ( ،)177وحسن الحديث ابن حجر في ((األمالي المطلقة)) (.)151
128
نيكَّسلا األخالق المحمودة
ِ
وآثارها. فوائد الس ِ
كينة ِ ُ
معرفة 4-4
َّ
بالص ِبر.
5-5ال َّتح ِّلي َّ
السكينة:
مناذج يف َّ
ُ
الباعث على اله ِ ِ ِ -كان ص َّلى ُ ِ
يبة وال َّتعظي ِم، َ ُ الس ُ
كينة الله ع َليه وس َّل َم من ُخ ُلقه َّ
ارتاع ْت
َ فوس ح َّتىِ عظ ِم َم ٍ
هيب في ال ُّن اعية إلى ال َّتقدي ِم وال َّتسلي ِم ،وكان ِمن َأ َ
الدَّ ُ
رة الم ِ ِ ولة َ ِ ِ ارتياضهم بص ِ ِ ُر ُس ُل ِك ْسرى ِمن َهيبتِه حين َأ َت ْوه مع
لوك ومكا َث ُ األكاسرةُ ، َ
تعاظ ْم ُبأ ْه ٍبة،
وإن لم َي َ عظ َمْ ، فوسهم َأ ْه َي َب ،وفي َأع ُينِهم َأ َ رة ،فكان في ُن ِ الجبابِ ِ
َ
وبالو ِ
طاء َمعرو ًفا(((. ِ واض ِع َموصو ًفا، ولم يتطاو ْل بس ْط ٍ
وة ،بل كان بال َّت ُ َ َ َ
والو ِ ِ ٍ ِ
وذي، الم ُّر ِّ
قار ،فعن َ بالسكينة َ حنبل ُم َّتص ًفا َّ اإلمام أحمدُ ُ
بن ُ -وكان
ِ ِ س َأ َع َّز منه فيجل ٍقال( :لم َأر الفقير في َم ِ
قص ًرا مجلس أحمدَ ؛ كان مائ ًل إليهمُ ،م ِّ َ َ
واضعَِ ،ت ْع ُلوه
كثير ال َّت ُ ِ لم ،ولم ُ ِ عن ِ
بالعجول ،وكان َ يك ْن َ أهل الدُّ نيا ،وكان فيه ح ٌ
للف ْتيا ،ال َيتك َّل ُم ح َّتى ُي َ
صر ُالع ِ كينة والوقار ،وإذا ج َلس في م ِ ِ
سأل، جلسه بعدَ َ َ َ الس ُ َ ُ َّ
سج ِده لم َيتصدَّ ْر)(((.وإذا َخرج إلى َم ِ
َ
سالم ُة َّ
الصدرِ
در:
الص ِ مع َنى َس ِ
المة َّ
ِ ِ ِ
فالس ُ
المة: عظ ُم بابِه م َن ِّ
الص َّحة والعافية؛ َّ والميم ُم َ
ُ ين َّ
والل ُم السالم ُة ُلغ ًةِّ :
الس ُ َّ
ِ
العاهة واألذى(((. اإلنسان ِم َن
ُ وأن َيس َل َم ُ
العافيةْ ،
وكل ما واجه َك صدْ ر ،وصدْ ر ال َق ِ
ناةَ :أ ْعالها، كل ٍ
شيءُّ ، در ُلغ ًة :أعلى ُم َقدَّ ِم ِّ
َ َ َ ٌ َ ُ الص ُ
َّ
ِ
األمرَّ :أو ُله(((. وصدْ ُر
َ
ِ ِ
غضاء ِ قد ِ
والغ ِّل وال َب الح ِ
در اصطالحا :السالم ُة من ِالص ِ
أمراض ومن جمي ِع َّ ً سالم ُة َّ
عن ِ آفة ُت ِ
كل ٍ وأد ِ
الله تعالى(((. بعدُ ِ وائها ،ومن ِّ لوب َ ْ
الق ِ
ُ
اس َمن هو كذلك لسالمتِهم حمدُ ال َّن ُ نقص ،وإ َّنما َي َ حمدُ ؛ إ ْذ هو ٌمعرفة ،وهذا ال ُي َ
ٍ
والسَّنة:
در من القرآن ُّ التغيب َ
واحل ُّث على سالمة َّ
الص ِ َّ
((( ((مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)90/3لسان العرب)) البن منظور (.)289/12
((( ((العين)) للخليل ((( ،)94/7المحكم)) البن سيده ((( ،)282/8المعجم الوسيط)) لمجمع
اللغة العربية (.)509/1
((( ((في السلوك اإلسالمي القويم)) البن الشوكاني (ص.)121 :
((( ((الروح)) البن القيم (ص.)244 - 243 :
130
ل
دَّصا ُةمالس األخالق المحمودة
در:
الص ِ
السلف والعلما ِء يف سالمة َّ
أقوال َّ
عج ًبا
سليما إذا كان حقو ًدا حسو ًدا ُم َ
ً القلب
ُ العربي( :ال َي ُ
كون ِّ ابن
-قال ُ
أل ِاإليمان أن ُي ِح َّب َ
ِ الله ع َل ِيه وس َّل َم في
خيه ما ُمتك ِّب ًرا ،وقد َش َر َط ال َّن ُّ
بي ص َّلى ُ
در:
الص ِ
سالمة َّ
ِ ِمن ُص َور
ِ ِ عام ِة ال َّن ِ الص ِ
اس؛ فال َيحم ُل لهم في قلبِه غ ًّل وال َ
حسدً ا وال در مع َّ ُ
سالمة َّ 1-1
حب ِة ،و َت َ ِ ِ واأل ِ األمراض َ َغ َيرهما ِم َن
قط ُع القلبية ا َّلتي َتقضي على َأواص ِر َ
الم َّ َّ دواء ِ
ود ِة.الم َّ
ِ ِ
صالت َ
در مع خاص ِة إخوانِه ومقر ِ
بيه. الص ِ ُ
ُ َّ َّ سالمة َّ 2-2
ثير ِ ِ األمر ،فال ي ِ
حم ُل ِ ِ در مع و ِ الص ِ ُ
عليه ُم عليه ُم الحقدَ ،وال ُي ُ َ الة ُ سالمة َّ 3-3
كون َنصوحا لهم ،م ِ
شف ًقا عليهمًّ ،
غاضا اس ،و َي ُذك ُر َمثال َبهم ِعندَ ال َّن ِ
العام َة ،وال َي ُ
ُ ً َّ
در:
الص ِ
ساب سالمة َّ
موانع اك ِت ِ
ُ
ِ
وإفساد الص ِ
دور، حريص على ِ فالش ُ وو ِ
ساو ُسه؛ َّ ِ َ 1-1نزَ ُ
غات َّ
إيغار ُّ ٌ يطان الشيطان َ
ِ
القلوب.
ِ لة ،ا َّلتي ُت ِ
الخ ُلقي ِة القاتِ ِ ِ ِ ِ ُ
كالحسد القلب؛
َ فسدُ األمراض ُ َّ ببعض القلب إصابة 2-2
والح ِ
قد. والغ ِّل ِ
ِ
3-3ال َّتنا ُف ُ
س على الدُّ نيا.
((( ((معالم تربوية لطالبي أسنى الواليات الشرعية)) لمحمد المختار الشنقيطي (ص.)64 :
133
ل
دَّصا ُةمالس األخالق المحمودة
جع َل
افع ،ف َيدْ عو العبدُ َم ْواله أن َي َ
واء ال َّن ُ العالج ال َّن ِ
اج ُع ،والدَّ ُ ُ عاء؛ فهو
3-3الدُّ ُ
ِ
واألحقاد. الض ِ
غائن سليما ِم َن َّ قل َبه
ً
ِ المؤ ِم َ واأل ْل ِ
المحب ِة ُ ِ ِ
شاشة نين؛ كال َب فة ْبين ْ 4-4ال َّتخ ُّل ُق باألخالق ا َّلتي َتزيدُ م َن َ َّ
َ
األخالق َك ٌ وغ ِيرها؛ َّ الهد َّي ِةَ ، ِ ِ
فيلة فإن هذه السال ِم ،وإهداء َ بس ِم ،وإفشاء َّ وال َّت ُّ
الص ِ وأ ِ القلوبَ ، ِ بانتِزا ِع َس
دور ،ف ُتصبِ ُح َن َّ
قي ًة صافي ًة. عالق ُّ ِ خيمة
ِ 5-5رضا ِ
العبد بما َق َس َمه ُ
الله(((.
والسلف:
حابة َّ
الص ِ
در من حياة َّ
الص ِ
مناذج لسالمة َّ
ُ
وج ُهه ٌ بن َأس َل َم( ،أ َّنه َد َخل على ِ
ابن أبي ُدجان َة وهو يد ِ -عن َز ِ
مريض ،وكان ْ
يته َّل ُل ،فقال له :ما لك يته َّل ُل وجهك؟ قال :ما ِمن عم ِل َش ٍ
يء َأو َث ُق ِعندي ِم َن َ ْ ُ َ َ
ِ
األخرى :فكان ق ْلبي وأما ُفكنت ال َأتك َّل ُم بما ال َي ْعنينيَّ ،
ُ َينَّ :أما أحدُ ُهمااثن ِ
سليما)(((. مين
سل َ للم ِ
ً ُ
بعين ِمن أصحابِه، ِ ُِ
لس َ الله عنه أ َّنه كان َيدْ عو َ
ضي ُ -وأثر عن أبي الدَّ ْرداء َر َ
در(((.الص ِ ِ العمل َع ٌ
ِ ِ
المة على سالمة َّ بأسمائهم .وفي هذا سميهم
ُي ِّ
حة النَّ ِ
فْس سما َ
َ
ماحة:
الس ِمعنى َّ
ٍ ٍ
ساه ُلة(((.
الم َ
والمسا َمحةُ : السماح ُة ُلغ ًة :ما َّد ُة (سمح) تدُ ُّل على َسالسة ُ
وسهولةُ ، َّ
ماحة على َب ْذ ِل ما ال َي ِج ُب َت ُّ
فض ًل .وتأتي الس ُاصطالحاُ :تط َل ُق َّ
ً السماح ُة
َّ
ِ ِ ختل ِ ِ
عامالت الم ِ
األمور بتيسير كون ذلك فة ،و َي ُ ُ الغ ِير في ُ
الم سام ِح مع َ
بمعنَى ال َّت ُ
مين ا َّلتي ِ
وسماحة الم ِ ِ والم ِ
الينة فيها ا َّلتي َتتج َّلى في ال َّت ِ
يسير وعدَ ِم
سل َ ُ القهر، ُ
المختل ِ
فة مع ال َّن ِ ِ ِ
اس(((. هم
عامالت ُ َت ْبدو في َت ُ
والسَّنة:
السماحة ِمن ال ُقرآن ُّ
غيب يف َّ َّ
الت ُ
-قال تعالى :ﮋﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﮊ [األعراف.]199 :
((( ((مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)99/3لسان العرب)) البن منظور (.)99/3
((( ((التعريفات)) للجرجاني (ص(( ،)160 :نضرة النعيم)) لمجموعة مؤلفين (.)2287/6
((( ((تفسير السعدي)) (ص.)313 :
((( ((األخالق اإلسالمية)) لعبد الرحمن الميداني (.)467/2
136
سْفَّنلا ةَحام س
َ األخالق المحمودة
((ر ِح َم ُ
الله َر ُج ًل َس ْم ًحا إذا َ
باع ،وإذا اشت ََرى ،وإذا اقت ََضى))(((. وس َّل َم قالَ :
رسول ِ
الله ص َّلى ُ
الله ُ عنه قال :قال
الله ُ
ضي ُ ٍ عبد ِ
الله ِ -وعن ِ
بن مسعود َر َ
حر ُم ع َل ِيه ال َّن ُار؟ على
بمن َت ُ حر ُم على ال َّن ِ
ار أو َ بمن َي ُ ع َل ِيه وس َّل َمَ :
((أل ُأخبِ ُر ُكم َ
ريب هي ٍن سه ٍل))((( ،أي :سهل في َق ِ
وائج ال َّن ِ
اس ،أو َمعنا ُه :أ َّنه َس ْم ُح ضاء َح ِ َ ْ ُك ِّل َق ٍ َ ِّ َ ْ
الش ِ
راء(((. ضاء ،سمح االقتِ ِ
ضاءَ ،س ْم ُح ال َبيعَِ ،س ْم ُح ِّ ال َق ِ
َ ْ ُ
س(((: احة َّ ْ
النف ِ فوا ِئد َس ِ
وه ِ سط ِم َن الس ِ
س الهين ال َّلين يغنَم في حياتِه َأكبر ِق ٍ
ناءة عادة َ َّ ََ َ -س ْم ُح ال َّن ْف ِ َ ِّ ُ ِّ ُ َ ُ
الع ِ
يش. َ
ِ
فوس. بالرضا وال َّتسلي ِم مهما كانت َمكروه ًة لل ُّن
قادير ِّ -و َيستقبِ ُل َ
الم َ
اس له ،وثِ ِ
حب ِة ال َّن ِ َ ِ ٍ ِ
قة ال َّن ِ
اس به. -و َيظ َف ُر بأك َب ِر قسط من َم َّ
اله ِّي َن ِ َسام ِحه؛ َّ جل ُب لن ْف ِسه َ
-و َي ِ
المتسام َح َحبون ُ اس ُي ُّ ألن ال َّن َ وي بت ُ الخ َير الدُّ ن َي َّ
بكثرة ُم ِح ِّبيه والواثِ َ
ِ
قين به. عام ِل معه ،ف َيك ُث ُر عليه َ
الخ ُير ال َّل ِّي َن ،ف َيميلون إلى ال َّت ُ
والخير ُ ِ ِ جل ُب ل َن ْف ِسه -إذا َ
-و َي ِ
العظيم.
َ روي
األخْ َّ ابتغى وج َه اللهِ -رضا الله تعالى َ َ
السماحة:
ِمن ُص َور َّ
والغ ِ
لظة في شديد ِ
ِ كون بعدَ ِم ال َّت عام ِل مع َ
اآلخرين :و َي ُ الس ُ
ماحة في ال َّت ُ َّ 1-1
اس؛ فعن ٍ
أنس يه وس َّلمَ :قضاء ح ِ
وائ ِج ال َّن ِ الله ع َل ِ
ومن سماحتِه ص َّلى ُ
ِ -
ُ َ َ
وصار ِ
اآلفات ،أو كان َغ ًّنيا فاف َت َقر آفة ِم َن
العمل ،أو أصا َب ْت ُه ٌ
ِ ف ِ
عن ضع َ َش ٍ
َ يخ ُ
مال الم ِ ِ وع َ ِ
قون عليه ،طرح ُت ِج ْزيتَهِ ، أهل ِدينِه َيتصدَّ َ
مين هو
سل َ يل من َبيت ِ ُ َ ْ ُ
وعيا ُله)(((.ِ
ُ
(وانظ ْر الله َكتَب إلى َع ِد ِّي ِ
بن َأ ْرطأ َة: رحمه ُ العزيز ِ
ِ بن ِ
عبد مر ِ ِ
-وفي خالفة ُع َ
ِ وو َّل ْت عنه الذ َّم ِة قد كبِ َر ْت ِس ُّنهَ ، َمن ِق َب َل َك ِمن ِ
أهل ِّ
المكاس ُب، وض ُع َف ْت َّ
قو ُتهَ ،
سلمين ما ي ِ
صل ُحه)(((. الم يت ِ َفأج ِر عليه ِمن ب ِ
َ ُ مال ُ َ ْ
المحا َد ِثة.
سن ُوح ِ ِ
والمصا َفحةُ ،
والسال ِمُ ،
اس بال َّت ِ
حية ََّّ ُ 2-2مبا َدر ُة ال َّن ِ
ِ
األمور. رة ،وال َّتغاضي وعدَ ُم ال َّتشدُّ ِد في
عاش ِ
والم َ ِ
صاحبة ُ
الم َ
سن ُُ 3-3ح ُ
السماحة يف واحة ِّ
الشعر: َّ
ً
موصول ابن ماجه ( ،)4177وأحمد ((( أخرجه البخاري معل ًقا ( )6072واللفظ له ،وأخرجه
(.)13256
((( ((كتاب الخراج)) ألبي يوسف (ص.)157 :
((( ((األموال)) للقاسم بن سالم (ص.)56 :
139
سْفَّنلا ةَحام س
َ األخالق المحمودة
الشافعي:
ُّ اإلمام
ُ قال
الســـماح ُة ِ ِ
هـــوال َج ْلدً اـــا على األَ
رج ً
والوفـــا ُء
َ وشـــيمت َُك َّ و ُك ْن ُ
َّـــار لِل َّظم ِ
آن مـــا ُء فمـــا فـــي الن ِ الســـماح َة ِمـــن َب ٍ
خيل َـــر ُج َّ
وال ت ْ
(((
ْ
َّ
الشجاع ُة
جاعة:
الش ِمعنى َّ
ِ
البأس(((. ِ
القلب عندَ الشجاع ُة ُلغ ًةِ :شدَّ ُة
َّ
ِ
الحاجة إلى ذلك، المكار ِه والمهالِ ِك عندَ
ِ اإلقدام على اصطالحا: الشجاع ُة
َّ
ُ ً
ِ
بالموت(((. ُ
واالستهانة ِ
المخاوف، ِ
الجأش عندَ وثبات
ُ
الشجاعة و ال َبسا َل ِة ُ
واجلرأ ِة(((: ِ الفرق ْ
بي ُ
رام؛ ِ
المخاوف .وال َب ُ واستقراره عندَ القلب ،وهي ثبا ُت ُه ِ الشجاعة ِمن
ُ
الح ُ سلَ : ُ
ُ
جاعة: لشدَّ تِه فيها و ُق َّوتِهَّ .
والش بمكروه؛ ِ
ٍ ِ
الحرب صاب فيأن ُي َ حرام ْ
الباسل ٌ َ َّ
فكأن
ِ ِ
الحرب؛ ضعي ًفا كان أو قو ًّياُ ،
والجرأ ُة: الجريء الم ْق ُ
دام في ُ والشجاع:
ُ الجرأ ُة، ُ
فالشجاعة ُت ْنبِئ عن الج ِ المكار ِه؛
ِ ِ
رأة، ُ ُ ُ القلب الدَّ اعي إلى اإلقدا ِم على قو ُةَّ
دم ال َّن ِ ِ إقدام سب ُب ُه ق َّل ُة والجرأ ُة الشدَّ ِة.
بئ عن ِّ ُ
ظر في وع ُ
المباالةَ ، ٌ ُ والبسالة ُت ْن ُ
ِ
العارض؛ ِ
مالحظة عرض ًة عن غير موض ِع اإلقدا ِمُ ،م ِ النفس في ِ بل ُت ِ
قد ُم ِ
العاقبةْ ،
ُ
وإما لها.
فإما عليهاَّ ،
َّ
والسَّن ِة:
القرآن ُّ
ِ الشجاعة من
ِ الرتغيب يف
ُ
-قال تعالى :ﮋﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ
ﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯰ
((( ُينظر(( :الصحاح في اللغة)) للجوهري ((( ،)1235/3مختار الصحاح)) للرازي (ص:
(( ،)354لسان العرب)) البن منظور (.)173/8
((( ((تهذيب األخالق)) للجاحظ (ص .)27 :و ُينظر(( :التعريفات)) للجرجاني (ص.)125 :
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)99 :الروح)) البن القيم (ص )237 :بتصرف.
141
ةعاج َّشلا األخالق المحمودة
ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
قوي
بكل ما ُي ِّ أيُ :حثَّهم َ
وأن ِْه ْضهم إليه ِّ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮊ [األنفالْ ،]65 :
ِ
والترهيب ِ
األعداء، ِ
قارعة وم رغيب في ِ ِ
ِ نش ُط ِه َم َمهمِ ،من ال َّت
عزائمهم ،و ُي ِّ
الجهاد ُ َ
ذلك من ٍ
خير في والص ِبر ،وما َيترت َُّب على َ ِ ِ ِمن ضدِّ ذلكِ ،
وذ ْك ِر
فضائل الشجاعة َّ
نقص ِة للدِّ ِ
ين ُ
األخالق الر ِ
ذيلة الم ِ
َّ
ِ الج ِ
بن ،وأ َّنه من مضار ُ
ِّ
واآلخرةِ ،
وذ ْك ِر ِ الدُّ نيا
ِ
غيره ْم(((. أو َلى ِمن
بالمؤمنين ْ
َ وأن الشجاع َة ِ
والمروءةَّ ،
((المؤمن
ُ الله ع َل ِيه وس َّل َم: رسول ِ
الله ص َّلى ُ ُ -وعن أبي ُهرير َة قال :قال
المؤمن َّ ِ
ِ الله ِمن
القوي خير وأحب إلى ِ
الضعيف ،وفي ُك ٍّل ٌ
خير))(((. ُّ ُّ ٌ
ِ األودي قال(( :كان سعدٌ ُيع ِّل ُم بنِ ِيه هؤالء بن م ٍ -وعن َع ِ
الكلمات ِّ يمون مرو ِ َ
الله ع َل ِيه وس َّل َم رسول ِ
الله ص َّلى ُ َ ُ
ويقولَّ :
إن لمان ِ
الكتاب َة، كما يع ِّلم المع ِّلم ِ
الغ َ ُ َ ُ ُ
أن ُأ َر َّد
بك ْوأعوذ َ
ُ الج ِ
بن، أعوذ َ
ُ ِ
الصالة :ال َّل ُه َّم إ ِّني يتعو ُذ َ
بك من ُ منهن ُد َبر
َّ كان َّ
ثت عذاب ِ
القبرَ .فحدَّ ُ ِ بك منوأعوذ َ
ُ بك ِمن فِ ِ
تنة الدُّ نيا، وأعوذ َ
ُ مر، الع ِ إ َلى ِ
أرذل ُ
به ُمصع ًبا ،فصدَّ َق ُه))(((.
الشجاعة:
ِ ما ِقيل يف
ِ
وبالفعل، ِ
وتعليمه، وذلك بت ِ
َزيين الحقِّ َ ِ
بالقول، ومجاهد ُة ِ
الغير ِ ِ
الحميةُ .
َّ وتهذيب
ِ
بالحرب. ِ
َعاطيه
ومت ِ ِ َ
الباطل ُ دافعة وذلك ُبم
ِ
الفضائل. الشجاعة ُ
أصل ُ 2-2
ِ
األخالق ِّ
والش َي ِم. ِ
وإيثار معالي جاعة َت ْح ِم ُل صاح َبها على ِع َّز ِة الن ْف ِ
س، الش َُّ 3-3
حسن الظن ِ
بالله. ِ الر ُج ُل ُّ
َّ جاع ُي ُ
الش ُ َّ 4-4
ِ
بالشجاعة. اإلمارة والس ِ
ياسة َّإل ِ ُ
صلحة 5-5ال َتتِ ُّم َم
ِّ
لألمور ِ
الع َظا ِم. ِ والتأهل الكرائ ِه،
ِ حم ِل ِ 6-6ك ْب ُر ال َّن ْف ِ
ُّ واالقتدار على ْ
ُ س،
المخاوف ح َّتى ال ي ِ
ِ وهي ثِ ُ
قة الن ْف ِ
زع.
خام َرها َج ٌ ُ س عندَ 7-7ال َّنجد ُةَ ،
ِ وح ِ البدن بال َّت ِ
َ ِ
ستعم ُل قو ٌة للن ْف ِ
س بها َت ُ
العادة. سن مرين ُ احتمال الكدِّ ،وهو َّ 8-8
الشجاعة(((:
ِ ِمن ُص َور
ِ
بالموت. ُ
واالستهانة سبيل ِ
الله، ِ ِ
الجهاد في الوغى في ِ
احات َ اإلقدام في َس 1-1
ُ
المنك ِر ،وب ِ
يان الحقِّ . َ 2-2الجرأ ُة في إن ِ
ْكار
َ
ِ ور ِ المخاطرِ ،
ِ حم ِل ِ ُ
الجأش؛ باطة حتاج إلى َت ُّ
األعمال التي َت ُ جاعة في َّ 3-3
الش
وغير ِهم.
والممرضين ِ ال المناج ِم ،واألطب ِ
اء المطافئ ،وعم ِ
ِ ِ
كرجال
َ َّ َّ
ٍ
وعقل ٍ
حاضر، هن وثباتِ ،
وذ ٍ ٍ الشدائد ،ومقابل ُتها بر ٍ
زانة ِ هن عندَالذ ِ
ضور ِّ
َ ُ 4-4ح ُ
غير مش َّت ٍ
ت. ُ
الناس ،واالعتِ ُ
راف ُ وإن تأ َّل َم منه ٍ
بأدب ْ األدبي ُة ،وهي ُ
قول الحقِّ َّ ُ
الشجاعة 5-5
بالخطأِ ْ
وإن نا َل ْته ُع ٌ
قوبة.
الشجاعة:
ِ اكتساب ُخ ِ
لق ِ وسائل
ِ ِمن
والذ ْك ِر. الله بالدُّ ِ
عاء ِّ 1-1ال ُّلجوء إ َلى ِ
ُ
ِ ِ
بالقضاء والقدَ ِرَّ ، ِ ِ
لن ُيصي َبه َّإل ما كت َ
َب َ
اإلنسان ْ وأن اإليمان عقيدة ُ
ترسيخ2-2
الله له.
ُ
ِ
اآلخر. ِ
اإليمان باليو ِم ِ
عقيدة ُ
ترسيخ 3-3
ِ
سبيل للذين ُيقاتِ َ
لون في َ الله ِمن ال َّنعي ِم في الج َّن ِة ِ
اليقين بما أعدَّ ه ُ غرس
ُ 4-4
ِ
الله.
المواقف الم ِ ِ
ِ ِ
حر َجة التي ال َيتخ َّل ُ
ص ُ اإلنسان إلى العملي بد ْف ِع
ُّ التدريب
ُ 5-5
تشج َع. منها َّإل ْ
بأن َي َّ
أوهام ال حقيق َة لها. الج ِ
بن ال تعدُ و أ َّنها ِ اإلقناع َّ
ٌ عظم ُمثيرات ُ
بأن ُم َ ُ 6-6
جعانِ ،
وذ ْك ُر َق َص ِصهم. ِ ِ ُ الح ُ ُ 7-7
مشاهد ُّ
الش وعرض سنة، القدو ُة َ
ِ
أحس َنالله ع َليه وس َّل َم َ بي ص َّلى ُ َ
((كان ال َّن ُّ أنس رضي الله عنه قال: وعن ٍ ْ -
ذات ٍ
ليلة ،فانط َلقَ ِ
المدينة َ فز َع ُ
أهل الناس ،ولقدْ ِ
ِ وأشج َع ِ
الناس، الناس ،وأجو َدِ
َ
الناس إلىَ الله ع َل ِيه وس َّل َم قدْ س َبقَ
بي ص َّلى ُ فاس َت ْق َبلهم ال َّن ُّ
ِ
الصوتْ ،
ِ
الناس ق َب َل َّ
ُ
فرس ألبِي طلح َة ُع ْر ٍي، ٍ لن ُتراعوا .وهو على وت ،وهو ُ الص ِ
لن ُتراعواْ ، يقولْ : َّ
بحر))(((. بحرا ،أو إ َّن ُه َل ٌ
وجدْ ُت ُه ً فقال :لقدْ َ سيفَ ، رج ،في ُع ِنقه ٌ ما عليه َس ٌ
الله ع َل ِيه
الله ص َّلى ُ رسول ِ
ِ أصحاب
َ
بن ُعرو َة ،عن ِ
أبيهَّ :
(أن ْ وعن ِهشا ِم ِ ْ -
بير يوم الير ِ
إن َشدَ ْد ُت معك؟ فقال :إ ِّني ْ َ تشدُّ ُ
فنشدَّ موكَ :أل ُ للز ِ َ َ ْ وس َّل َم قا ُلوا ُّ
معه فجاو َزهم ،وما َ َ فح َم َل عليهم حتى شقَّ ُصفو َفهم، فع ُلَ ،
كذ ْب ُت ْم ،فقالوا :ال َن ََ
عاتق ِه ،بينهما َض ٌ
ربة فضربوه َضربتَين على ِ
ْ
ِ ِِ
رج َع ُمقبِ ًل َفأ َخذوا بلجامه َ ُ ثم َ أحدٌ َّ ،
ِ قال عرو ُةِ ُ :
عب وأنا الضربات أ ْل ُ أصابعي في تلك َّ كنت ُأدخ ُل َ بدرَ . يوم ٍُض ِر َبها َ
ٍ
يومئذ ،وهو ا ْب ُن عشْ ِر الز ِ ِ َ قال عرو ُة:صغيرَ ،
سنين،َ بير بن ُّمعه عبدُ الله ُ وكان َ ٌ
رجل)(((.وك َل به ً فرس ٍَّ فح َمله على َ
الله، عبد السال ِم ِ بن ِ ماء العزِّ ِ لطان الع َل ِالباجي موق ًفا عن س ِ -و َيحكي ِ
مه ُ رح ُ َّ ُ ُّ
ِ لطان في يو ِم ٍ ين مر ًة إلى الس ِ
فشاهدَ َ القلعة، عيد إلى ُّ عز الدِّ ِ َّ يخنا ُّ فيقول( :ط َل َع َش ُ
العيد ِمن ِ يوم المملكة وما الس ُ ِ
لطان فيه َ ُّ
ِ ومجلس
َ بين يدَ ْيه،
ين َ العساكر ُمصط ِّف َ
َ
ِ
المصرية، الطين الدِّ ِ
يار ِ عادة َسِ ومه في ِزينتِه على األبه ِة ،وقد خرج على َق ِ
َ َ َّ َ
الشيخ إلى الس ِ
لطان ُ لطان ،فا ْلت َف َتبين يدَ ي الس ِ َ األمراء ُتق ِّب ُل وأخذ ِ
َ
ُّ ُّ األرض َ ُ ت
ُ ِ
يح ثم ُتبِ ُ مصر َّ وب ،ما ُح َّج ُتك عندَ الله إذا قال لك :أ َل ْم أ ِّبو ْئ لك ُم ْل َك َ ونا َداه :يا أ ُّي ُ
الخمور،ُ اع فيها ُ
الفالنية ُي َب ُ ُ
الحانة الخمور؟! فقال :هل َجرى هذا؟ فقالَ :نع ْم؛ َ
بأع َلى ِ ِ ِ ِ ِ وغير َها ِمن
وأنت تتق َّل ُب في نعمة هذه المملكةُ ،ينَاديه كذلك ْ المنكراتَ ، ُ
ِ
زمان أبِي، عم ْل ُته ،هذا ِمن
واقفون ،فقال :يا سيدي ،هذا أنا ما ِ
ِّ َ والعساكر
ُ َصوتِه،
يقولون :ﮋ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﮊ [الزخرف!]22 : َ الذين
َ أنت من فقالَ :
الشيخ لما جاء ِمن ِ يقول ِ
الباج ُّي :سأ ْل ُت الحانةُ . ِ ِ الس ُ
عند َ َ َّ بإبطال تلك لطان فرس َم ُّ
َ
رأي ُته فيالحال؟ فقال :يا ُبنَيَ ،ُ الخبر :يا س ِّيديَ ،
كيف لطان وقدْ شاع هذا الس ِ
َّ ُ ُّ
فقلت :يا س ِّيدي ،أ َما ِخ ْفتَه؟ أن ُأ ِهينَه؛ َّ
لئل َتك ُب َر ن ْف ُسه ف ُت ْؤذ َيهُ ، ِ
العظمة فأر ْد ُت ْ َ
تلك
لطان قدَّ امي ِ
كالق ِّط)(((. الس ُ ضرت َهيب َة ِ ِ
فصار ُّ
َ الله تعالى، ُ والله يا ُبن ََّي ،است َْح فقال:
الشجاعة:
ِ ما َّ
يرتت ُب على
سبيل ِ
الله. ِ ِ
الجهاد في ِ
جاعة في َ
ستعان َّ
بالش ْ -
أن ُي
َّ
الشفق ُة
ُ
يخاف لم ْن ِ ٍ ِ ٌ ِ اصطالحا :هي ر َّق ُة الشفق ُة
َّ
خوف برحمة من الخائف َ الخوف ،وهو ً
ِ ِ
الرحمة ،فإ َّنها أ ْل َط ُف سبة الر ِ ِ ِ ِ
الرحمة وأر ُّقها(((. أفة إلى ع َليه ،فن ْسب ُته إلى الخوف ن ُ َّ
المشفقَ ُي ِح ُّب المش َفقَ ع َليه ،و َي ُ
خاف ما ِ بخوف؛ َّ
ألن ٍ ختل ٌ
طة وقيل :هي ِع ٌ
ناية ُم ِ
لح ُقه(((.
َي َ
والر َّق ِة:
فقة ِّ
الش ِ الفرق ْ
بي َّ ُ
شف ُق ع َليه؛ كا َّلذي َي ِئدُ المؤود َة ف َي ِر ُّق لها ال َمحال َة؛
اإلنسان لمن ال ي ِ
ُ َ ْ ُ قدْ َي ِر ُّق
لو أش َفقَ ع َليها ما َو َأ َدها(((. ِ ِ ِ َّ
طب َع اإلنسانية ُيوج ُب ذلك ،وال ُيشف ُق عليها؛ أل َّنه ْ ألن ْ
والسَّنة:
القرآن ُّ
ِ فقة يف
الش ِ غيب َ
واحل ُّث على َّ َّ
الت ُ
-قال تعالى :ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ
ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ [التوبةْ ،]128 :
أي:
الشفقة:
ِ لف وال ُع َلما ِء يف
الس ِ ْأق ُ
وال َّ
َعمل مو ًلى له ُيدْ عى: اب َر ِضي ُ
الله عنه است َ الخط ِ
َّ بن
عمر َ
(أن َأسلمَّ :َ عن
ْ -
المسلمين ،وات َِّق دعو َة ناحك عن الح َمى ،فقال :يا ُهن َُّيْ ، ُهنَيا على ِ
َ اض ُم ْم َج َ ًّ
ناحك) ِك ٌ
ناية عن ٌ
ستجابة)((( .وقولهْ :
(اض ُم ْم َج َ فإن دعو َة المظلو ِم ُمالمظلو ِم؛ َّ
ِ
والشفقة(((. ِ
الرحمة
الش ُ
فقة مملوء إيما ًنا ،فعالم ُت ُه َّ
ٌ (القلوب ُظ ٌ
روف؛ فق ْل ٌب ُ الخ ِير:
-وقال أبو َ
صالح ُه
ُ أن يعو َد ومعاون ُتهم على ْ
همهمُ ، واالهتمام بما َي ُّ
ُ المسلمين،
َ على جمي ِع
والحسدُ )(((. ُّ ِ
والغ ُّل إليهم ،وق ْلب مملوء نِفا ًقا ،فعالم ُته ِ
الحقدُ
والغش َ ٌ ٌ
الشفقة:
ِ أقسا ُم
حص ُل ُ
ذمومة ما َي ُ والم ُ
المذمومةَ . والش ُ
فقة قة المحمود ُةَّ ، الش َف ُ ِ
سمانَّ :فقة ِق
الش ُ
َّ
وأوامره؛ كمن ي ِ
ِ تطبيق ح ِ تعطيل لشر ِع ِ
شف ُق على َ ْ ُ دوده ِ ُ هاون فيالله ،أو َت ٌ ٌ ْ بسببِها
َ
ارتكب جرما ي ِ
أن ذلكحس ُب َّوالعفو عنه ،و َي َ
َ ُ
حاول إقالتَه ستح ُّق به حدًّ ا ،ف ُي َمن َ َ ُ ً َ
الط َّل ِ
ب يء .أو كمن ي ِ
شف ُق على ُّ الخ ْل ِق ،وهو ليس منها في َش ٍ ِ
الشفقة على َ ِمن
َ ْ ُ َ
أن َي ْر ُسبوا! ِ
االمتحان؛ َشفق ًة منه عليهم ْ ف َي ْت ُ
ركهم َي ُّ
غشون في
ومحب ِة ال َّن ِ
اس له. َّ للعب ِد، يل م ِ ِ
سبب في َن ِ َ َّ
حبة الله ْ ٌ 3-3
تماسك يعطِ ُف ُ
بعض ُه على ٌ ظيمة َي ْنبني عليها مجتمع ُم ِ
سل ٌم ُم ٌ 4-4أ َّنها َركيز ٌة َع ٌ
ٍ بعض ،وي ِ
بعض. شف ُق ُ
بعض ُه على ٍ ُ
أن َ -تبارك و َتعا َلى -وكري ِم ع ْف ِوه ،كما َّ لمغفرة ِ
ِ
سبب
نقيضها ٌ َ الله 5-5أ َّنها ٌ
سبب
في َسخطِه وعذابِه.
ُ
والحزن إذا أصا َبهم َمكرو ٌه. ُ
والعطف عليهم، ِ
األبناء، ُ
الشفقة على 2-2
ين على أو ِ
الدهما. فقة الوالدَ ِ
َ 3-3ش ُ
ْ
فقة على الن ِ
ِّساء. الش ُ
َّ 4-4
150
ةقفَّشلا األخالق المحمودة
َّ
الشفق ِة(((: اكتساب
ِ موانع
ُ
ِ
الناس. التكب ُر على
ُّ 1-1
رين. 2-2اإلساء ُة َ
لآلخ َ
أن الخ ْلقَ ك َّلهم ِش ٌ
باع. ظن َّ الشب ُع؛ أل َّنه إذا ِ
شب َعَّ ، َ ِّ 3-3
المسلمين. الش ِ
فقة على الح َس ِد ِمن ِق َّل ِة َّ عمة ِ
الله ،و َن ُ 4-4الحسدُ ؛ فإ َّنه عدُ و نِ ِ
َ تيجة َ ُّ
فقة: اكتساب َّ
الش ِ ِ ينة على ُ
الوسائل املُ ِع ُ
ِ
باإلحسان. 1-1ال َّتح ِّلي
عدم ِّ
الش َبعِ. ُ 2-2
ِ
الحسد. عدم
ُ 3-3
فإن رأ ِ
س اليتي ِم؛ َّ ِ
الحاجة ،ومس ُح ْ والمساكين و َذ ِوي
ِ بالض ِ
عفاء ُ
االختالط ُّ 4-4
ْ
وغ ِيرهم. والش ِ
فقة بهؤالء َ ِ
الرحمة َّ القلب ،و َيدْ عو إلى مما ُير ِّق ُق
َ ذلك َّ
حابة:
والص ِ واملرسل َ
ني َّ َ فقة من األنبيا ِء اذج يف َّ
الش ِ َن ُ
ِ
والرحمة الش ِ
فقة الله ع َليهمِ -من َأ ْس َمى الخ ْل ِق في َّ
-صلوات ِ
ُ األنبياء -كان
ُ
عبد ِ
الله قومهم لهم؛ فعن ِ إيذاء ِ شفقون بِهم بالرغ ِم ِمن ِ والح ْل ِم ب َقو ِمهم ،فكانوا ي ِ
ِ
ْ ُ ْ َّ ُ ْ
الله ع َل ِيه وس َّل َم
بي ص َّلى ُ أنظ ُر إلى ال َّن ِّ
ٍ
مسعود َر ِضي ُ
الله عنه قال(( :كأ ِّني ُ ِ
ابن
ُ
ويقول: وج ِهه ِ
األنبياء ضر َبه ُ َ نبيا ِم َن
مس ُح الدَّ َم عن ْ
قوم ُه ،فأ ْد َموه ،فهو َي َ َ َي ْحكي ًّ
رب ْاغ ِفر ل َق ِ
ومي؛ فإ َّنهم ال َيعلمون))(((. ْ ِّ
((( ((عيوب النفس)) للسلمي (ص(( ،)31 :إحياء علوم الدين)) للغزالي (.)87/3
((( أخرجه البخاري ( )6929واللفظ له ،ومسلم (.)1792
151
ةقفَّشلا األخالق المحمودة
الشاعر:
ُ -وقال
والـــد ع َلـــى ِ
ولد ٍ ـــفق ِمـــن
ْأش َ وكنـــت َله
ُ كان لِـــي
وصاحـــب َ
ٌ
ِ (((
أو كـــذرا ٍع نِي َط ْ
ـــت إلـــى َع ُضد ٍ
كســـاق ت َْســـعى بها َقـــدَ ٌم كنَّـــا
َّ
الشهام ُة
هامة:
الش ِمعنى َّ
هم ،وهو َّ الذ ِ
كاء؛ ُيقالٌ : تدل على َّالشهام ُة ُلغ ًة :مادة (شهم) ُّ
كي
الذ ُّ رجل َش ٌ
القيا ِم بما ي ِ
حم ُل ،الذي مول ،الجيدُ ِ
الح ُ ِ
الفؤاد المتو ِّقدُ ،الج ْلدُ .وقيلَّ :
َ ِّ همَ :
الش ُ
ال َت ْلقا ُه َّإل َح ً
مول ،ط ِّي َب الن ْف ِ
س بما َح َمل(((.
األمور الع ِ باش ِ عز ُة ال َّن ِ ِ
ظيمة؛ ِ َ رة رصها على ُم َ
فس وح ُ اصطالحاَ :
هي َّ ً الشهام ُة
َّ
ِ
الجميل(((. للذ ِ
كر تو ُّق ًعا ِّ
والسَّن ِة:
القرآن ُّ
ِ والرتغيب فيها ِمن
ُ الشهامة
ِ مدح
ُ
-قال تعالى :ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ
ﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ
الش ِ ُ كت ِ
هامة عوامل َّ فيه وتحر ْ
َّ وسى، ﮉ ﮊ ﮊ [القصصَ ( .]24 ،23 :ف َ
ثار ُم َ
بين ِد َل ِء الر ِ
جال ح َّتى َش ِر َبت ماشي ُت ُهما)(((. والر ِ
جولة ،وس َقى ُلهما ،وأ ْد َلى بدَ ْل ِوه َ
ِّ ُّ
الله ع َل ِيه
بي ص َّلى ُ الله عنه قالَّ :
((إن ال َّن َّ ضي ُ ٍ
بن مسعود َر َ
عبد ِ
الله ِ -وعن ِ
ْ
((( ((كتاب العين)) للخليل ((( ،)405/3الزاهر في معاني كلمات الناس)) ألبي بكر األنباري
((( ،)114/1معجم ديوان األدب)) للفارابي ((( ،)277/2مقاييس اللغة)) البن فارس
((( ،)223/3المحكم)) البن سيده ((( ،)196/4لسان العرب)) البن منظور (.)328/12
((( ((تهذيب األخالق)) البن مسكويه (ص(( ،)30 :المعجم الوسيط)) (ص.)498 :
((( ((التفسير الواضح)) للحجازي محمد محمود (.)825/2
153
ةماه َّشلا األخالق المحمودة
فأخذتْهم َس ٌنة
فَ ، وس َسب ٌع كسب ِع ُي ُ هم ْ إدبارا ،قال :ال َّل َّ
من ال َّناس ً لما َر َأى َ وس َّل َم َّ
نظر أحدُ ُهم إلى ِ
والج َي َ شيء ،ح َّتى َأكلوا الجلو َد والميت َة ٍ َح َص ْت َّ
ف ،و َي ُ كل
َ ان من الجوعِ ،فأ َتاه أبو ِ
السماء ،ف َي َرى الدُّ َخ َ
سفيان ،فقال :يا محمدُ ،إ َّنك ُ
تأم ُر
فلما جا َءه
لهم)) ؛ َّ
(((
وإن قو َم َك قدْ ه َلكواَ ،فا ْد ُع الل َه ْ الر ِح ِمَّ ، ِ
بطاعة الله ،وبص َلة َّ
ِ
لقه وشهامتِ ِه ،ورغبتِه في سن ُخ ِلح ِ ض؛ ُ سفيان َيط ُل ُب منه االستسقا َء ْ
لم َير ُف ْ َ أ ُبو
ِهدايتِهم.
الشهامة:
ِ فوائ ُد
الرجال الع ِ ومن ِص َف ِالفاضلةِ ،
ِ ِ هامة ِمن مكار ِم
ظماء. ِ ُ ات األخالق الش ُ َّ 1-1
ِ يل العداو َة بينفوس ،و ُت ِز ُ
ِ المحب َة في ال ُّن ِ
الناس. َّ ُ 2-2تش ُ
يع
األمن في المجتمعِ. ِ ِ
األعراض ،ونشْ ُر 3-3فيها ِح ُ
فظ
وش ِ
رف الن ْف ِ
س. اله َّم ِةَ ،
لو ِ ٌ
عالمة على ُع ِّ 4-4
الشهامة:
ِ اكتساب ِص َف ِة
ِ موانع
ُ
ِ
القلب. َ 1-1قسو ُة
واللمباال ُة ُبمعاناتِهم.
المسلمينَّ ،
َ الن األنانية ِ
وخ ْذ ُ ُ 2-2
ُ
والبخل. الجبن
ُ 3-3
عف الن ْف ِ
س. وض ُ ُ
والهوان َ ُّ 4-4
الذل
هامة(((:
الش ِاكتساب ِص َف ِة َّ
ِ ينة على ُ
الوسائل املُ ِع ُ
ُ
والشجاعة. الصبر،
ُ 1-1
وشرف الن ْف ِ
س. ُ الهم ِة
علو َّ
ُّ 2-2
ُ
واإلنصاف. ُ
العدل 3-3
الشهامة وال َّن ِ
جدة. ِ صاحبة َذ ِوي
ُ ُ 4-4م
ِ
بالقضاء وال َقدَ ِر. ُ
اإليمان 5-5
حابة:
والص ِ هلل ع َلي ِه َّ
وسل َم َّ يب َّ
صلى ا ُ هامة ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ الش ِاذج يف َّ
َن ُ
َ
فكان الله ع َل ِيه وس َّلم ال َّنصيب األو َفى ِمن هذه الص ِ
فة؛ بي ص َّلى ُ
ِّ ُ َ -كان لل َّن ِّ
ِ
الناس، وأشج َع
َ ِ
الناس، اس ،وأجو َد((أحسن ال َّن ِ
َ وسالم ُه عليه
ُ -صلوات الله
ُ
بي ص َّلى ُ ِ أنس :و َقدْ َف ِز َع ُ
الله معوا صو ًتا ،قال :فتَل َّقاهم ال َّن ُّ أهل المدينة ليل ًة َس ُ قال ٌ
لم ُت َراعوا،وه َو ُمتق ِّلدٌ سي َفه ،فقالْ : ألبِي طلح َة ُع ْر ٍيُ ، رس َ ع َل ِيه وس َّل َم على َف ٍ
ِ سول ِثم قال َر ُ
الله ع َليه وس َّل َم :وجدْ ُت ُه َب ً
حراَ .ي ْعني: الله ص َّلى ُ لم ُت َراعواَّ ،
ْ
الفرس))(((.
َ
يوم
الصف َ ِّ عوف رضي الله عنه قال( :إ ِّني َل ِفي ٍ حمن ِ
بن الر ِ ِ
وعن عبد َّ ْ -
ِ بدرِ ،
ٍ
الس ِّن ،فكأ ِّني لم آ َم ْن وعن َيساري َفتيان َحدي َثا ِّ
عن يميني ْ تفت ،فإ َذا ْ
إذ ا ْل ُّ
فقلت :ياُ جهل،ٍ عمَ ،أرنِي أ َبا ِ ِ ِ
بم َكانهما ،إ ْذ قال لي أحدُ ُهما س ًّرا من صاحبِه :يا ِّ
َ
أموت دو َنه ،فقال
َ أن أق ُت َله أو صنع بِه؟ قال :عاهدْ ُت الل َه ْ
إن رأي ُت ُه ْ ابن َأخي ،وما َت ُ َ
رجلين مكا َنهماَ ،فأ َش ُ
رت ُلهما ِ اآلخر ِس ًّرا ِمن صاحبِ ِه ِمث َله ،فما َس َّرني أ ِّني َ
بين ُ ليَ
الصبر ُ
َّ
رب:
الص ِ
معنى َّ
ِ
المصيبة َي ْصبِ ُر َص ْب ًرا(((. الجزَ عِ ،وقد َص َب َر ٌ
فالن عندَ الص ُبر ُلغ ًةَ :ح ْب ُس ال َّن ْف ِ
س عن َ َّ
حس ُن
عل ما ال َي ُ س ُي ْمتن َُع به ِمن فِ ِ ِ
أخالق ال َّن ْف ِ فاض ٌل ِمن اصطالحاُ :خ ُل ٌق ِ
ً الص ُبر
َّ
وام أ ْم ِرها(((. س التي بها صالح ْ ِ ِ قو ٌة ِمن ُقوى ال َّن ْف ِ
شأنها وق ُ ُ جم ُل ،وهو َّ وال َي ُ
واالحتمال:
ِ واالصطبار ،واملُصا َبر ِة،
ِ والتصب،
ُّ ِ رب،
الص ِ َ
الف ْر ُق بني َّ
حس ُن ُخ ُل ًقا له و َملك ًة ُس ِّم َي ِ ِ ِ
س ن ْفسه وم ْن ُعها عن إجابة داعي ما ال َي ُ حب ُ ْ
إن كان ْ
ِ ِ ٍ ٍ
االصطبار فهو
ُ وأما
تصب ًراَّ . جر ٍع ل َمرارته ُس ِّم َي ُّ وإن كان بتك ُّلف ُّ
وتمرن و َت ُّ َص ْب ًراْ .
ِ االكتساب؛ فال َّتصبر َمب ُ
ِ ِ للص ِبر ٌ صب ِر؛ فإ َّنه ِ
االصطبار، دأ ُّ ُ ْ بمنزلة افتعال َّ أبلغُ من ال َّت ُّ
اصطبارا.
ً تكر ُر ح َّتى َي ِص َير
صب ُر َي َّ االكتساب ،فال َي ُ
زال ال َّت ُّ ِ التكس َب ُمقدِّ ُ
مة ُّ كما َّ
أن
فاع ٌلة َت ْستدعي الص ِبر؛ فإ َّنها ُم َ ِ قاو ُ
مة َ
الخص ِم في َميدان َّ المصا َبر ُة فهي ُم َ وأما ُ َّ
والص ِبرَّ :
أن َّ ِ
االحتمال ُ
والفرق بين ضار ِبة.
والم َ
ِ
كالمشا َتمة ُ اثنينُ ، ِ قوعها بين ُو َ
س ال َّن ْف ِ الغيظ فيه ،والصبر على ِّ ِ ِ ِ ِ
للشيء ُي ِفيدُ َك ْظ َم َ
س عن حب َ الشدَّ ة ُيفيدُ ْ َّ ُ االحتمال
س عن فِ ِ
س الن ْف ِ والفعل ،والصبر عن َّ ِ ِ
ِ ِ المقاب ِ
عله(((. الشيء ُيفيدُ ْ
حب َ َّ ُ بالقول لة عليه ُ َ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ ُّ
واحلث عليه ِمن رب
الص ِ ُ
فضل َّ
الله تعالى :ﮋ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ
-قال ُ
ومحب َة ال َّن ِ
اس. 2-2يث ِْمر محب َة ِ
الله
َّ ُ ُ َ َّ
ِ
األرض. ِ
مكين في سبب لل َّت
ٌ 3-3
الفوز بالج َّن ِة وال َّنجا ُة ِمن ال َّن ِ
ار. ُ 4-4
ِ جولة الح َّق ِة،
مظاهر الر ِ ظهر ِمن
الخاتمة. وعالمة على ُح ِ
سن ٌ ِ ُّ َ 5-5م ٌ
رب:
الص ِ
مراتب َّ
ُ
الص ِبر ٌ
أربع: مراتب َّ
ُ
ِ
وبالله. مرتبة أولي العزائ ِم ،وهي الصبر ِ
لله ُ الك ِ
مال ،وهي مرتبة َ
ُ إحداها:
َّ ُ
المراتب وأر َد ُأ َ
الخ ْل ِق ،وهو ِ أخس َ
يكون فيه ال هذا وال هذا ،فهو ُّ الثاني ُةَّ :أل
وح ٍ
رمان. ذالن ِ
بكل ِخ ٍجدير ٌِّ
وقوتِه، ِ
توك ٌل على َحوله َّ ستعين ُم ِّ
ٌ بالله ،وهو ُم ِ ُ
مرتبة َمن فيه َص ْب ٌر الثالث ُة:
مراد
لله؛ إذ ليس َص ْب ُره فيما هو ُ متبر ٌئ ِمن حولِه هو وقوتِه ،ولكن صبره ليس ِ
َّ َ ْ َ َّ َ ُ ِّ
ولكن ال عاقب َة له ،ور َّبما كانت نال َمطلو َب ُه و َيظ َف ُر به، يني منه ،فهذا َي ُ ِ
ْ الله الدِّ ُّ
يطاني ِة؛
الش َّ
ِ
األحوال َّ وأرباب
ُ ارالك َّف ِ
فراء ُ
العواقب ،وفي هذا المقا ِم ُخ ُ ِ عاقب ُته َش َّر
لله وال في ِ
بالله ،ال ِ
فإن صبرهم ِ
الله. َّ َ ْ َ
وك ِل عليه،الص ِبر به وال َّت ُّ ضعيف ال َّن ِ ِ ُ الرابع ُة :من فيه صبر ِ
صيب من َّ لله لك َّنه َ ٌْ َ
ٌ
خذول ضعيف عاجزٌ َ ،م ٌ عاقبة َح ِميد ٌة ،ولك َّنه
ٌ ِ
واالعتماد عليه؛ فهذا له وال ِّث ِ
قة به
ف َنصيبِه ِمن ﮋ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ [الفاتحة: كثير ِمن مطالِبِه؛ لِ َضع ِ
ْ َ في ٍ
رب:
بالص ِ الت ِّ
حلي َّ موانع َّ
ُ
ُ
االستعجال. 1-1
الغضب.
ُ 2-2
ِ 3-3شدَّ ُة الح ِ
مك ُر به أعداؤُ ه. والض ِيق َّ
مما َي ُ زن ِّ ُ
رب:
الص ِ
ينة على َّ ُ
الوسائل املُ ِع ُ
تأم ٍل. ِ الكريم َو ُ َ
ينظ َر إلى آياته نظر َة ُّ َ القرآن المر ُء ْ 1-1
أن َيتد َّب َر ْ
أن ما أصاب ُه مقدَّ ر ِمن ِ
الله. ستعين ِ
بالله في ُمصابِه ،و َيع َل َم َّ ْ 2-2
أن َي
َ ُ ٌ َ
لف،
والس ِ
حابةَّ ،
والص ِ
وسالمه عليهمَّ ،
ُ هلل ُ
صلوات ا ِ مناذج ِمن َص ْ ِ
ب األنبيا ِء ُ
والعلماء:
الله ،هل أ َتى عليك رسول ِ َ الله عنها ،أ َّنها قالت(( :يا
رض َي ُ -عن عائش َة ِ
160
ربَّصلا األخالق المحمودة
ُ
المأمون قيد ْي ِن ،ومات
وح ُم َّبن ُن ٍ محمدُ ُ أيضا َّ وأ ِخ َذ معه ً ُّ
ِ
ببالد الرو ِمُ ، ِ
المأمون
الط ِ
نوح في َّ ِ ْقب َل ْ
ور َّد أحمدُريقُ ، بن ٍ محمدُ ُ أن َي ْلقاهماَ ،ف ُر َّدا في أقيادهما ،فمات َّ
بالر َّق ِة ِ
أهل الحديث َّ اظ ِ بعض ح َّف ِ
ُ ُ ودخ َل على اإلما ِم أحمدَ
قيدً اَ .إلى بغدا َد ُم َّ
ِ
األحاديث ،فقال أحمدُ : قي ِة ِمن ِ
فج َعلوا ُيذاكرونه ما ُي ْروى في ال َّت َّ
محبوسَ ،ٌ وهو
نشر أحدُ هم ِ
بالم ْن ِ ِ
شار، ((إن َمن كان ْقب َلكم كان ُي َ ُ خب ٍ
ابَّ : وكيف َت ْصنعون بحديث َّ
ثم ال َي ُصدُّ ه ذلك عن ِدينِه))(((؟! ف َي ِئسوا منه).
َّ
الص ُ
دق ِّ
دق :
الص ِ
معنى ِّ
نقيض ِ
َ
الحديث: وصدَّ َقهَ :قبِ َل قو َلهَ ،
وصدَ َق ُه الكذ ِ
بَ ، ُ دق ُلغ ًةِّ :
الصدْ ُق: الص ُِّ
بالص ِ
دق(((. َأ َ
نبأ ُه ِّ
ب(((. نقيض ِ
الكذ ِ الش ِ
يء على ما هو ِبه ،وهو ُ الخبر عن َّ اصطالحا :هو الص ُ
دق
ُ ً ِّ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ دق ِمن
الص ِ ُّ
احلث على ِّ
الله تعالـى :ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﮊ
-قـال ُ
[التوبة.]119 :
دق:
الص ِ
لف وال ُعلما ِء يف ِّ
الس ِ ُ
أقوال َّ
دق ٌ
أمانة، (...الص ُ ِ
للخالفة: الله عنه ِحينما ُبوي ِ َع يق ِ
رض َي ُ الصدِّ ُ -قال أبو َب ٍ
ِّ كر ِّ
والكذ ُب ِخ ٌ
يانة)(((. ِ
الله ِمن لِ ٍ
سان َص ٍ
دوق، ضغة أحب إلى ِ
ياض( :ما ِمن م ٍ
بن ِع ٍ الف ُ -قال ُ
َّ ُ ضيل ُ
الله ِمن لِ ٍ
سان َك ٍ
ذوب)(((. ض إلى ِ وما ِمن م ٍ
ضغة َ
أبغ َ ُ
ادقين.
الص َ وص ُ
حبة َّ الحين ُ
َ الص
حب َّ
ُّ 3-3
ِ
االستقامة. َّبات على
4-4الث ُ
الر َي ِ
ب. ِ
مواطن ِّ 5-5ال ُبعدُ عن
6-6الوفاء بالع ِ
هود. ُ ُ
دق:
الص ِ
ينة على ِّ ُ
الوسائل املُ ِع ُ
1-1مرا َق ُبة ِ
الله تعالى. ُ
الحياء.
ُ 2-2
ادقين.
الص َ ُ 3-3ص ُ
حبة َّ
األ ِ
سرة. الص ِ
دق في ُ ُ
إشاعة ِّ 4-4
عاء.
5-5الدُّ ُ
يد ِ
عرفة و ِع ِ
للكذابين وعذابِه ُ
للم ْف َ
ترين. الله َّ َ 6-6م ُ َ
دق:
الص ِ
مناذج ِمن ِّ
ُ
وأك َم َلهم ِع ْل ًما الله عليه وس َّل َم أصدَ َق ال َّن ِ
اس وأ َب َّرهمْ ، محمدٌ َص َّلى ُ
نبينا َّ -كان ُّ
دق في َق ِ بالص ِ
يش ُّك في ذلك أحدٌ منهم، ومه ،ال ُ وعم ًل ،وإيما ًنا وإيقا ًناَ ،معرو ًفا ِّ
َ
سأ َل ِه ُ ِ باألمين محم ٍد؛ ولهذا ((لما َ ِ بحيث ال ُيدْ عى ْبينهم َّإل
الرو ِم أبارقل َمل ُك ُّ َّ َّ
الله عليه وس َّل َم، رسول ِ
الله َص َّلى ُ ِ سأ َلها ِمن ِص َف ِة المسائل التي َِ ُس َ
فيان عن تلك
يقول ما قال؟ قال :ال .فقال َ ب ْقب َل ْ
أن ِ
بالكذ ِ كان فيما قال لهَ :أ َو ُكن ُتم َت َّت ِهمونه
وجل) َ)(((.
عز ّ كذب على ِ
الله َّ ِ الكذ َب على ال َّن ِ قل :فما كان لِيدَ َع ِ ِه َر ُ
ذهب ف َي َ
اس و َي َ َ
الطويل في تخ ُّل ِفه
ِ دق؛ وفي حديثِه بالص ِ
رض َي الل ُه عنه ِّ مالك ِ -وقد نجا كعب بن ٍ
ُ ُ َ
وط ِف ْق ُت
وج َه قافِ ًلَ ،ح َضرني َه ِّميَ ،((...فلما َب َلغني أ َّنه َت َّ
َّ كعب: عن َ
تبوك ،قال ٌ
خر ُج ِمن َس َخطِه غدً ا؟ واستَع ْن ُت على ذلك ِّ
بكل َ ُ
وأقول :بماذا أ ُ الك ِذ َب
أتذ َّك ُر َ
َ
الله عليه وس َّل َم قد َّ رسول ِ
الله َص َّلى ُ َ فلما ِقيلَّ : ذي ْ ِ
أظل قاد ًما، إن أهليَّ ، رأ ٍي من ْ
ِ أخرج منه أبدً ا َ ٍ ُ
فأج َم ْع ُت
بشيء فيه كذ ٌبْ ، لن ْ ُ َ وعر ْف ُت أ ِّني ْ
الباطل َ زاح عنِّي
تعالِ .
ثم قالَ : غض ِ ِ
فج ْئ ُت أ ْمشي بَّ ، الم َ
تبس َم ُ فلما س َّل ْم ُت عليه َّ
تبس َم ُّ صدْ َقهَّ ...،
((( أخرجه البخاري ( ،)7ومسلم ( .)1773و ُينظر(( :تفسير ابن كثير)) (.)604/4
165
قدِّصلا األخالق المحمودة
دق:
الص ِ
ِمن ُص َور ِّ
ِ 1-1صدْ ُق ال ِّل ِ
سان.
ِ
واإلرادة. ِ 2-2صدْ ُق ال ِّن َّي ِة
ِ 3-3صدْ ُق ْ
العز ِم.
ِ
ِ 4-4صدْ ُق الوفاء ْ
بالعز ِم.
ِ
األعمال. الصدْ ُق في
ِّ 5-5
ين. ِ
مقامات الدِّ ِ الص ُ
دق في ِّ 6-6
االبتداع.
ُ 2-2
وشهواتِها. ِ
أهوائها َ س في ُ
االسترسال مع ال َّن ْف ِ داه ُنة ال َّن ْف ِ
س ،وهي: ُ 4-4م َ
والعم ِل.
َ ض بين ال َق ِ
ول 5-5ال َّتنا ُق ُ
دق:
الص ِ
والشع ُر يف ِّ ُ
األمثال ِّ
والك ِذ ُب ُخ ُض ٌ
وع(((. الصدْ ُق ِع ٌّزَ ،
ِّ -
الشاعر:
ُ -قال
ِ فــالــص ُ ــــــــت َزاوج
ـاجــا
ـــهـــا نــتـ َ
ْـــر ُم َ
ــدق أك َ ِّ ْ األمــــــــور ت َ
ُ وإذا
بـــالـــص ِ ِ فـــوق َر ْأ ِ
َ ـــدق ي ِ
تــاجــا
ـــدق َ ِّ ــلــيــفــهَح س ــعــقــدُ الـــص ُ َ
ِّ
(((
ـــراجـــا
َ نــاحــيــة ِس
ٍ فــي ك ِّ
ُــــل ــــدق َيــــ ْقــــدَ ُح َزنْــــــدُ ُه
ُ والــــص
ِّ
الصمتُ
َّ
مت:
الص ِ
معنى َّ
وصما ًتاَ :س َكت .و ُيقال ِ
لغير مت ُلغ ًةَ :ص َمت َي ْص ُم ُت َص ْم ًتا ُ
وصمو ًتا ُ الص ُ
َّ
قالِ :
ساك ٌت(((. صامت ،وال ُي ُ
ٌ اطق:ال َّن ِ
انقطاع ال ِّل ِ
سان عندَ ُ بظ ِ
هور الحقِّ .وقيل: قوط ال ُّن ِ
طق ُ اصطالحاُ :س ُ مت
الص ُ
ً َّ
يان(((. هور ِ
الع ِ ُظ ِ
كوت:
والس ِ
مت ُّ
الص ِ ُ
الفرق بني َّ
عتبر ٍة في
غير ُم َ والقدر ُة على ال َّتك ُّل ِم ُ
الق ِ
درة عليهُ ، رك ال َّتك ُّل ِم مع ُكوت هو َت ُ
الس ُ
ُّ
ُ
يكون ول النِّسبي؛ فمن َضم َش ِ
فتيه آ ًنا الط ُ
مت ُيراعى فيه ُّ الص َ الصمت .كما َّ
َّ ُّ َ أن َّ َّ
ٌ
إمساك عن الكال ِم كوت
والس ُ يكون صام ًتا َّإل إذا طا َل ْت ُمدَّ ُة َّ
الض ِّمُّ . ُ ساك ًتا ،وال
دون الحقِّ (((. ِ
الباطل َ إمساك عن ِ
قول ٌ مت فهو
الص ُ ح ًّقا كان أو ً
باطلَّ ،أما َّ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ مت ِمن
الص ِ ُّ
واحلث على َّ غيب َّ
الت ُ
-قال تعالى :ﮋﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﮊ [ق.]18 :
َّ
وجل :ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ عز
-وقال َّ
ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊ [اإلسراء.]36 :
مت
الص ُ (أربع ال ُي َص ْب َن َّإل َبع َج ٍ بن ٍ
مالك ِ أنس ِ
-وعن ِ
بَّ : ٌ الله عنه قال:رض َي ُ
الش ِ اللهِ ،
وذ ْكر ِواضعِ ، ِ ِ
يء)(((. وق َّل ُة َّ ُ وهو َّأو ُل العبادة ،وال َّت ُ ُ
ٍ الله ،قال( :كان يقالِ : بن الور ِد ِ
أجزاء: عشر ُة الح ُ
كمة َ ُ مه ُرح ُ ب ِ ْ -وعن ُو َه ْي ِ
زلة ال َّن ِ
اس)(((. ِ
والعاشر ُة ُع ُ سعة منها في الص ِ
مت، فتِ ٌ
َّ
مت:
الص ِ
أقسا ُم َّ
الغ ِ
ثل ِ
الله و َنهى عنهِ ،م ُ صم َت عن ِّ
يبة حر َم ُ
كل ما َّ أن َت ُ
محمود ،وهوْ :
ٌ صم ٌت
ْ 1-1
ِ ميمة والب ِوال َّن ِ
الم ِ
باح الذي ُيؤ ِّدي بك مت عن الكال ِم ُ
الص ُ
وغيرها ،وكذلك َّ ذاءة َ
ِ
الباطل. إلى الكال ِم
س. ِ
وطهارة ال َّن ْف ِ الخ ِ
لق، سن ُدليل ُح ِ
ُ 2-2
ِ ِ ِ َش ٍ
يء ِمن ج ِ
سده أشدَّ َح َن ًقا أو َغ ً
يوم القيامة منه على لسانهَّ ،إل ما قال به ً
خيرا، يظا َ َ
خيرا)(((. َ
أو أ ْملى به ً
مت:
الص ِ
اكتساب َّ
ِ ينة على ال َو ُ
سائل املُ ِع ُ
واالقتداء بهم في َص ْمتِهم.
ُ الص ِ
الح، ِ
السلف َّ
ِ
ظر في سيرة َّ
1-1ال َّن ُ
والس ِّي ِئة للكال ِم الذي ال فائد َة فيه ،والذي ِ ِ
العواقب الوخيمة َّ التأم ُل في
ُّ 2-2
ِ
الباطل. ُي ْف ِضي إلى الكال ِم
مت(((:
الص ِ
وشع ٌر يف َّ ٌ
وأمثال ِ ِح َك ٌم
األدب ،فا ْلزَ ِم َّ
الص ْم َت(((. ُ -كان ُيقال :إذا فا َت َك
ِ
القول(((. خير ِمن ال َّند ِم على ِ
السكوت ٌ دم على ُّ -ال َّن ُ
يص ِة(((. قيصة ،وأنْفى َ ِ
للغم َ
ِ أخفى لل َّنمت ْ
الص ُ َّ -
القرشي: ٍ
جعفر -قال أبو
ُّ
مت راحـــ ًة للصم ِإن فـــي الص ِ العي ما اســـت َطع َت بصم ٍ ِ
وت َّ ُ َّ َّ ت َ ْ ْ اســـت ُِر َّ
ْ
ِ ((( ٍ
الســـكوت
ُر َّب قـــول جوا ُبه في ُّ يت جوا ًباإن َع ِي َ
مـــت ْ
َ الص
ـــل َّواج َع ِ
((( أخرجه أحمد في ((فضائل الصحابة)) ( ،)1846وأبو نعيم في ((حلية األولياء)) (،)327/1
والفاكهي في ((أخبار مكة)) (.)270
((( ((األمثال)) ألبي عبيد (ص(( ،)44 :عيون األخبار)) البن قتيبة ((( ،)192/2ربيع األبرار))
الغميزة. ُ
مصية بمعنَى َ للزمخشري (َ .)134/2
والغ
((( ((عيون األخبار)) البن قتيبة (.)192/2
((( ((األمثال)) ألبي عبيد (ص.)44 :
((( ((ربيع األبرار)) للزمخشري (.)134/2
((( أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (.)700
171
ُلدعلا األخالق المحمودة
العدلُ
معنى ْ
العد ِل:
األمور ،وهو ِضدُّ ا ْل َج ْو ِر(((.
ِ ُ
العدل ُلغ ًة :القصدُ في
((( ((الصحاح في اللغة)) للجوهري ((( ،)1760/5لسان العرب)) البن منظور (،)430/11
((المصباح المنير)) للفيومي (.)396/2
((( ((تهذيب األخالق)) للجاحظ (ص.)28 :
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص.)428 ،80 :
172
ُلدعلا األخالق المحمودة
والم ْل ِك.
ول ُ أساس الدُّ ِ
ُ ُ
العدل 4-4
ِ
البالد. 5-5بالعدْ ِل َيستتِ ُّب األ ْم ُن في
ِ
فوس. ُ
مأنينة في ال ُّن الط 6-6بالعدْ ِل َت ُ
حص ُل ُّ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ وم ْد ُح َمن يقو ُم به يف األم ُر ْ
بالعد ِل َ
الله تعالى :ﮋﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ
-قال ُ
ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ [النحل.]90 :
ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ
سول الله ص َّلى الله مرو َر ِض َي الله عنهما قال :قال َر ُبن َع ٍ عبد ِ
الله ِ -عن ِ
الر ِ
حمن َع َّز نور ،عن ِ طين عندَ الله على منابِ َر ِمن ٍ ((إن الم ِ
عليه وس َّلمُ َّ :
يمين َّ قس َ
عدلون في ح ِ
كمهم وأهليهم وما َو ُلوا))(((. وج َّل ،وكلتا يديه يمين؛ الذين ي ِ
ُ َ ٌ َ
وأعظم؛ َّ
ألن ِ
األمور آكدُ وأولى ٍ
شيء ،لك َّنه في حقِّ والة واجب في ِّ
كل ُ
فالعدل
ُ ٌ
الة األمور حص ِ
لت الفوضى والكراهة لهم؛ ُ
حيث لم يعدلوا(((. الظلم إذا و َقع ِمن و ِ
َ ُ
لف والعلما ِء يف ْ
العد ِل: الس ِ ُ
أقوال َّ
َ الله عنهَّ : اب ِ
الخط ِ
َّ
األمثال، لكم (إن الل َه إ َّنما َ
ضر َب ُ رض َي ُ بن
عمر ُ
-قال ُ
القلوب م ِّي ٌتة في ُص ِ
دورها ح َّتى ُي ْح ِي َيها َ القلوبَّ ،
فإن ُ القول؛ لِتَح َيا
َ وصر َف لكم
َّ
فالحياء األمارات: فأما ٍ إن للعدْ ِل الله ،من َع ِلم شيئًا ف ْلي ِ
نتف ْع به؛ َّ
ُ ُ وتباشير؛ َّ
َ أمارات َ َ ُ َ
لكل أ ْم ٍر با ًبا، جع َل ُ
الله ِّ فالر ُ
حمة .وقد َ باشير َّ
وأما ال َّت ُ والهين وال َّل ُ
ينَّ . ُ خاء
والس ُ
َّ
واالعتبار ِذ ْك ُر
ُ الزهدُ ،
ومفتاحه ُّ
ُ االعتبار،
ُ ِ
العدل فباب
مفتاحاُ ، ً لكل ٍ
باب ويس َر ِّ
َّ
واالستعداد بتَقدي ِم األعمال)(((.
ُ ِ
الموت
2-2العدْ ُل في ُ
الح ْك ِم بين ال َّن ِ
اس.
ِ
وجات. الز الز ِ
وجة أو ْبين َّ ُ
العدل مع َّ 3-3
واله َب ِة.
طي ِة ِ
الع َّ
ِ الع ُ
دل ْبين األوالد في َ َ 4-4
ِ
القول. ُ
العدل في 5-5
ِ
والميزان. العدل في َ
الك ِ
يل ُ 6-6
رض َي
حابة ِ
والص ِ هلل عليه َّ
وسل َم َّ يب َصَّلى ا ُ العدل ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ اذج يف َِن ُ
هلل عنهم:
ا ُ
أه َّمهم ْ
شأ ُن ريشا َ الله عليه وس َّل َمَّ :
((أن ُق ً بي َص َّلى ُ -عن عائش َة ِ
زوج ال َّن ِّ
ِ
غزوة الف ْت ِح ،فقالوا: الله عليه وس َّل َم في
بي َص َّلى ُ المرأة التي سر َقت في ِ ِ
عهد ال َّن ِّ ْ َ
الله عليه وس َّل َم؟ فقالوا :و َمن َي ِ
جتر ُئ عليه َّإل الله َص َّلى ُ رسول ِ
َ َمن ُيك ِّل ُم فيها
رسول ِ
الله َص َّلى ُ الله عليه وس َّل َمُ .فأتِ َي بها
الله َص َّلى ُرسول ِ
ِ زيد ِح ُّبأسامة بن ٍ
ُ ُ
الله َص َّلى ُرسول ِ ِ ٍ ُ الله عليه وس َّل َم ،فك َّل َمه فيها
الله وج ُهفتلو َن ْبن زيدَّ ، أسامة ُ ُ
أسامة :اس ِ دود ِ
عليه وس َّلم ،فقال :أ َتش َفع في حدٍّ ِمن ح ِ
تغف ْر لي ُ ْ الله؟! فقال له ُ ُ َ
َ
فاختط َب الله عليه وس َّل َم،الله َص َّلى ُ رسول ِ
ُ الله .فلما كان ِ
العش ُّي قام رسول ِ
َ يا
َّ
ثم قالَّ :أما بعدُ ،فإ َّنما أه َل َك الذين ِمن ْقب ِلكم :أ َّنهم
أه ُلهَّ ،
ِ
فأ ْثنى على الله بما هو ْ
عيف أقاموا عليه الحدَّ ، الض ُسر َق فيهم َّ
ريف َتركو ُه ،وإذا َ سر َق فيهم َّ
الش ُ كانوا إذا َ
ٍ وإ ِّني وا َّلذي ن ْفسي ب َي ِده ،لو َّ
ثم أ َم َر سر َقتَ ،ل ْ
قطع ُت َيدَ هاَّ . محمد َ
بنت َّ أن فاطم َة َ
فقطِ َعت َيدُ ها))(((.
سر َقت ُ ِ
بتلك المرأة التي َ
عر: واحة ِّ
الش ِ ال َع ُ
دل يف ِ
الزهاوي:
ُّ قال
الم ْل ِك ِم ْث ُل ِ
النارفيال َق ِ األرض َوابِ ُل ُه ِ العدْ ُل كال َغ
صب وال ُّظ ُ
لمفي ُ َ يـــث ُي ْحيي
(((
العزَّ ُة
ِ
يقالَ :ع َّز َي َع ُّز :إذا اشتَدَّ و َق ِو َي ،و َي ِع ُّز :إذا َق ِو َي وامتن ََع،
والح ِم َّي ُة واأل َن َف ُة؛ ُ
واالمتناعَ ،
ُ
و َي ُع ُّز :إذا غ َل َب َ
وقه َر(((.
ٌ
شريف(((. ثم اس ُت ْع ِم َل في َكر ِم ال َّن ِ
سب؛ فقيل للقرشي: ِ
القصرَّ ،
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ واحلث على ال ِع َّز ِة يف
ُّ غيب َّ
الت ُ
الله تعالى :ﮋﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﮊ [فاطر.]10 :
-قال ُ
((( ((الصحاح)) للجوهري ((( ،)885/3مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)38/4شمس العلوم))
لنشوان الحميري ((( ،)4310/7لسان العرب)) البن منظور ((( ،)375 ،374/5التوقيف
على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص(( ،)241 :تاج العروس)) للزبيدي ((( ،)219/15معجم
اللغة العربية المعاصرة)) (.)1492/2
((( ((معجم مقاليد العلوم)) للسيوطي (ص(( ،)203 :تاج العروس)) للزبيدي ((( ،)219/15المعجم
الوسيط)) (.)598/2
((( ((نضرة النعيم)) لمجموعة مؤلفين (.)2344/6
177
ةَّز ِعلا األخالق المحمودة
((( أخرجه أحمد ( )16957واللفظ له ،والطبراني ( .)1280( )58/2صححه الحاكم على شرط
الشيخين في ((المستدرك)) ( ،)477/4وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) ( :)17/6رجاله
رجال الصحيح .وقال األلباني في ((تحذير الساجد)) ( :)158على شرط مسلم وله شاهد
على شرط مسلم ً
أيضا.
((( ((إغاثة اللهفان)) البن القيم (.)181/2
178
ةَّز ِعلا األخالق المحمودة
الله عليه وس َّل َم في َهدْ ِيه ،وطاع ُته في أ ْم ِره ،و ُل ُ عة الر ِ
سول َص َّلى ُ
زوم ُ 3-3متا َب ُ َّ
ِ العب ِد في الدُّ نيا ُ ِ ُس َّنتِه؛ فإ َّنه ب َقدْ ِر ذلك
اآلخرة. وفالحه في
ُ تكون ع َّز ُة ْ
وأن دول َة ِ ِ أن ِد َ ِ
األرضَّ ، مكين في
لو وال َّت ُ ين الله قد ُكت َب له ُ
الع ُّ اليقين َّ
ُ 4-4
ٍ
وسراب. ٍ
باطل زوال؛ أل َّنها ُبنِ َيت على
ٍ وع َّز َتهم صائر ٌة إلىالكافرين ِ
َ
179
ةَّز ِعلا األخالق المحمودة
هلل عنهم:
رض َي ا ُ
حابة ِ مناذج ِمن ال ِع َّزة يف َّ
الص ِ ُ
الشا ِم ،ومعنا أبو اب إلى َّ الخط ِ
َّ بن
عمر ُ(خر َج ُ هاب ،قالَ :بن ِش ٍ ِ
طارق ِ -عن
خاض ٍة وعمر على ٍ
ناقة له ،فنزَ َل عنها وخ َل َع ُخ َّف ْيه، اح ،فأ َتوا على َم َ
َُ الجر ِ
بن َّ ُعبيد َة ُ
ِ فوض َع ُهما على عاتِ ِقهَ ،
خاض َة ،فقال أبو ُعبيد َة: الم َ وأخ َذ ِبزما ِم ناقته ،فخاض بها َ َ
ضعهما على عاتِ ِقكُ ،
وتأخ ُذ فع ُل هذا؛ تخ َل ُع ُخ َّف ْيك و َت ُالمؤمنين ،أنت َت َ
َ أمير
يا َ
اس َتشْ َرفوك ،فقال ِ أن َ المخاض َة؟! ما َي ُس ُّرني َّ ُ ِبزما ِم نا َقتِك،
أهل البلد ْ وتخوض بها َ
الله عليهمحم ٍد َص َّلى ُ عمر :أوه! لو ُيق ْل ذا غيرك أبا ُعبيد َة ،جع ْل ُته َن ً ِ ِ
كال ُل َّمة َّ َ ُ ُ َّ ْ
ب ِ
الع َّز َة ِ فم ْهما َنط ُل ِ وس َّل َم! إ َّنا ك َّنا َّ
أع َّزنا
بغير ما َ الله باإلسال ِمَ ، أذل قو ٍمَ ،
فأع َّزنا ُ
الله به أ َذ َّلنا ُ
الله)(((. ُ
وشع ٌر عن ال ِع َّز ِة:
كم ِ
ِح ٌ
بح ْك ٍم إن الل َه َ ستع َّز ِ
بع ٍّز َي ْفنىَّ . يكون لك ِع ٌّز ال ي ْفنى ،فال َت ِ
َ -إذا أر ْد َت ْ
حك َم ُ َ أن
أعز ُه ،وال َي ْعص َي ُه أحدٌ َّإل أ َذ َّل ُه(((.واألرضَّ :أل ُيطِ َيعه أحدٌ َّإل َّ
ِ ِ
موات السْقب َل خ ْل ِق َّ
الذ ِّل(((. ِ
الحياة في ُّ خير ِمن ِ ِ
الموت في مقا ِم الع َّزة ٌ
ُ -
المتن ِّبي:
-قال ُ
ـــق الب ِ ِع ْش
(((
نود وخ ْف ِ ُ ب ْين َط ْع ِ
ـــن ال َقنا((( َ كريم
ٌ عزيـــزا أو ُم ْت وأنـــت
ً
والعزمية :
ِ العزم
معنى ِ
وع ِزيم ًة .وعزَ َم عليه العز ُم والعزيم ُة ُلغ ًةِ :
الجدُّ ؛ َعزَ َم على األ ْم ِر َي ْع ِز ُم َع ْز ًما َ ْ
َل َيفع َل َّنَ :
أقس َم(((.
أي ،وعدَ م ال َّترد ِد بعدَ تبي ِن الس ِ
داد(((. الر ِ اصطالحا: الع ْز ُم والعزيم ُة
َّ ُّ ُّ ُ إمضاء َّ
ُ ً َ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ اخلري ِمن عل غيب يف ْ َّ
ِ ِ والعزمية يف ِف ِ
ِ العز ِم الت ُ
-قال تعالى :ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ
ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ
ﭹ ﭺﮊ [آل عمران.]159 :
العز ِم)(((.
وط ْ أجود ِمن س ِ أديب الجوزي( :ليس في ِس ِ
ياط ال َّت ِ ابن
َ ُ ِّ قال ُ
والعزمية:
ِ ِمن فوائ ِد ْ
العز ِم
بول الدُّ ِ
عاء. َ 1-1مظِ َّن ُة َق ِ
ِ
الفاضلة؛ قال تعالى :ﮋ ﯹ ِ
األخالق ِ
وتحصيل س ِ وسيلة لِت
َهذيب ال َّن ْف ِ ٌ 2-2
ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﮊ [الشورى.]43 :
ين على َت ِ
حقيق ال َّت ْقوى. ِ
ُ 3-3يع ُ
والكس ُل.
َ العج ُز
ْ 2-2
ِ
باألسباب. ِ
األخذ سويف وال َّتمنِّي و َت ْر ُك
ُ 3-3ال َّت
الخوف ِمن َ
الفش ِل. ُ 4-4
ِ
األهداف. ِ
ضوح رد ُد وعدَ ُم ُو
5-5ال َّت ُّ
الظن ِ
بالله ُسبحانه وتعالىْ ،
شاؤمي ُة
َّ ِ
األمل ،وال َّنظر ُة ال َّت واليأ ُس و ُف ُ
قدان وء َّ ِّ
ُ 6-6س ُ
ِ
للحياة.
ِ
النتائج. ُ
واستعجال الط ِ
ريق، واستطالة َّ
ُ ِ 7-7ق َّل ُة الص ِبر ،وعدَ م الث ِ
َّبات، ُ َّ
الين. َّ ِ ِ
أصحاب العزائ ِم ُ 8-8ص ُ
والبط َ الخاوية حبة
والعزمية:
ِ وية ْ
العز ِم ينة على ْ
تق ِ ُ
الوسائل املُ ِع ُ
الوصول للهدَ ِ
ِ وح ْس ُن َّ ِ
ف؛ قال الظ ِّن به ُسبحانه في وك ُل على الله ُ
1-1ال َّت ُّ
تعالى :ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﮊ [آل عمران.]159 :
عاء.
2-2الدُّ ُ
ِ
العقيدة. ُ
وسالمة ِ
اإليمان، ِ 3-3صدْ ُق
ِ
العمل؛ قال رد ِد بعدَ ع ْق ِد ْ
العز ِم على ِ سار ُ
عة في ال َّتنفيذ ،وعدَ ُم ال َّت ُّ الم َ
ُ 5-5
تعالى :ﮋﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ [محمد.]21 :
ِ
العمل؛ قال تعالى :ﮋ ﯬ ﯭ ﯮ ِ
عوبات أثنا َءالص
والص ُبر على ُّ 6-6الث ُ
َّبات َّ
ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﮊ [لقمان.]17 :
حابة:
والص ِ
والعزمية يف حيا ِة األنبيا ِء َّ
ِ قو ِة ْ
العز ِم مناذج ِمن َّ
ُ
قال تعالى :ﮋﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷﮊ [الكهف.]60 :
وط ِ
لب الع ْل ِم، ِ
الخير َ وشدَّ ِة َرغبتِه في (يخبِر تعالى عن َنبيه موسى عليه السالمِ ،
َّ ُ ِّ ُ ُ ُ
الش َّق ُة ،و َل ِح َق ْتني المش َّق ُة ،ح َّتى
علي ُّ أزال ُمسافِ ًرا ْ
وإن طا َل ْت َّ لخادم ِه :ال ُ
ِ أ َّنه قال
َجدُ فيه عبدً ا وحي إليه :أ َّنك ست ِ ُ ِ ُ ِ ِ
أص َل إلى َمجم ِع
المكان الذي أ َ البحرين ،وهو
الع ْل ِم ما ليس ِعندك ،ﮋ ﯵ ﯶ ﯷﮊ ،أي: باد الله العالمين ،عنده ِمن ِِمن ِع ِ
183
ُةميزعاو ُمْزعلا
ل األخالق المحمودة
ِ
االستمرار جازم ،فلذلك أمضا ُه)((( ،ولم َيمن َْعه ِمن
ٌ مساف ًة طويل ًة ،وهذا ْ
عز ٌم منه
في ِرحلتِه قو ُله :ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﮊ ،أيَ :تع ًبا ،وكذلك لم َيث ِْن
الطريقَ ؛ ﮋﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ الله عليه وس َّل َم أ َّنهم أخطؤوا َّ
عز َمه َص َّلى ُ ْ
لبلط ِ حلة نبي ِ
الله ُموسى َ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ [الكهف .]66-64 :وسبب ِر ِ
ِّ َ ُ
هل َتع َل ُم ٌ
رجل فقالْ : َ
إسرائيل ،جاء ُه إل ِمن بني
(بينما ُموسى في َم ٍ الع ْل ِم :أ َّنه ْ
عبدُ نا
وجل إلى ُموسى :بلىْ ، َّ عز أحدً ا أع َل َم منك؟ قال ُموسى :الَ .فأوحى ُ
الله َّ
الحوت آي ًة ،وقيل له :إذا ف َقدْ َت
َ فجع َل ُ
الله له بيل إليهَ ، الس َ
فسأل ُموسى َّ َ َخ ِض ٌر،
فار ِج ْع؛ فإ َّنك ستلقا ُه)(((.
الحوت ْ
َ
وزي:
الج ِّ خمدُ ها َّإل رضي الل ُه عنه ال ي ِ ضر ِبن ال َّن ِ
أنس ِ
-عزيمة ِ
ابن َالموت ،قال ُ
ُ ُ َ
ِ ِ ِ ِ (ولوال ِجدُّ ِ
أش َهدني لئن ْضر في َت ْرك هوا ُه ،وقد سم ْع َت من أ َث ِر َعزمتهْ : بن ال َّن ِ
أنس ِ
((( ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان)) السعدي (ص.)481-480 :
((( البخاري (.)74
((( ((صيد الخاطر)) ابن الجوزي (ص.)139 :
ً
موصول أبو داود ( ،)3645والترمذي ()2715 ((( أخرجه البخاري معل ًقا ( ،)7195وأخرجه
وصححه الحاكم في ((المستدرك))
َّ واللفظ له ،وأحمد ( .)21618قال الترمذي :حسن صحيح.
( ،)147/1وقال األلباني في ((صحيح سنن الترمذي)) ( :)2715حسن صحيح.
184
ُةميزعاو ُمْزعلا
ل األخالق المحمودة
واحة ِّ
الشعر: ُ
والعزمية يف ِ ال َع ْز ُم
المتن ِّبي:
قال ُ
الم ِ
كار ُم وتأتي علـــى َقدْ ِر الكـــرا ِم َ
ْ العـــز ِم ْتأتي ال َع ُ
زائم ْ على َقدْ ِر ِ
أهل
وتَص ُغ ُر في َع ِ ِ ِ وتَع ُظ ُم في َع ِ
يـــن العظي ِم ال َع ُ
ظائم غارها
غيـــر ص ُ الص
ين َّ
(((
ف ُة
الع َّ
ِ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ األم ُر بال ِع َّف ِة يف
ْ
-قال ُسبحانه :ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ
[النور.]33 :
-وقال تعالى :ﮋ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ
ﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫﮬ ﮭ
ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ [البقرة.]273 :
الله عليه وس َّل َم: رسول ِ
الله َص َّلى ُ ُ الله عنه ،أ َّنه قال :قال
رض َي ُ -عن أبي ُهرير َة ِ
والمكا َت ُب الذي ُي ِريدُ جاهدُ في س ِ ِ الله َعو ُنهم :الم ِ حق على ِ ٌ
بيل اللهُ ، َ ُ ((ثالثة ٌّ
قص ُم ظهر األمور الشا َّقة التي َت ِ
ِ فاف))(((؛ فهذه ِمن اكح الذي ُي ِريدُ َ
الع َ األدا َء ،وال َّن ُ
((( ((مختار الصحاح)) للرازي ((( ،)1405/4لسان العرب)) البن منظور (.)253/9
((( ((تهذيب األخالق)) للجاحظ (ص.)21 :
وصححه=
َّ حسنه الترمذي،
((( أخرجه الترمذي ( ،)1655والنسائي ( ،)3120وابن ماجه (َّ .)2518
186
ةَّفِعلا األخالق المحمودة
ِ ِ
ضب ُط ْ
الفر ِج عن الحرا ِم ،والثاني: فأ َّما الع َّف ُة عن المحار ِم فنوعان :أحدُ هماْ :
ِ
األعراض. سان عنكف ال ِّل ِ ُّ
رة ُّ
بالظل ِم ،والثاني: جاه ِ
الم َ ُّ ِ
فنوعان :أحدُ هما: الع َّف ُة عن المآثِ ِم
وأما ِ
الكف عن ُ َّ
ٍ
بخيانة(((. ِ
اإلسرار س عن َز ْج ُر ال َّن ْف ِ
مود َشهوتِه.
3-3أو لِج ِ
ُ
189
ةَّفِعلا األخالق المحمودة
والصفحُ
َّ العفْ ُو
فح: معنى ْ
والص ِ
العف ِو َّ
وعفوت عن الحقِّ :
ُ والطمس،
ُ المـحو
ُ مصدر َعفا َي ْعفو َع ْف ًوا ،وأص ُله
ُ الع ْف ُو ُلغ ًة:
س(((. َّ
والط ْم ُ
والص ُف ُ
وح: احَ :ع ُف ٌّوَّ ،
وص َّف ٌ الذن ِ
ْب ،وهو َص ُف ٌ
وح َ اإلعراض عن َّ
ُ الص ْف ُح ُلغ ًة:
َّ
عمن َجنى عليه ،واست َْص َف َحه ذ ْن َب ُه :استغ َف َر ُه إِ َّياه وط َل َب ْ
أن الكريم؛ أل َّنه َي ْص َف ُح َّ
ُ
َي ْص َف َح له عنه(((.
أنيب ،وهو أب َلغُ ِمن الع ْف ِو؛ فقد َي ُ
عفو وال َيص َف ُح(((. اصطالحا :هو َت ُ
رك ال َّت ِ ً فح
الص ُ
َّ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ فح ِمن احل ُّث على ْ
َ
ِ والص ِ
العف ِو َّ
-قال تعالى :ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ
ﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤ
ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ [آل عمران.]134-133 :
((( ُينظر(( :لسان العرب)) البن منظور ((( ،)72/15المصباح المنير)) للفيومي (.)419/2
((( ((تحفة األحوذي)) للمباركفوري (.)143/6
((( ((لسان العرب)) البن منظور (.)512/2
((( ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص.)457 :
192
ل
حفَّصلاو ُوْفع ا األخالق المحمودة
رجل شتَمني في أن ً الله تعالى عنهما( :لو َّ رض َي ُ بن علي ِ الحسن ُ
ُ -وقال
ٍّ
األخرىَ ،ل َقبِ ْل ُت ُع َ
ذره)(((. َ تذ َر في ُأذني ُأذني هذهْ ،
واع َ
ٌ
ثالثة :الع ْف ُو في األمور إلى ِ
الله ِ (أحب ِ
العزيز قال: بن ِ
عبد عمر ِ
ُّ -وعن َ
ٍ
بأحد في الدُّ نيا َّإل ِ
العبادة .وما ر َفقَ أحدٌ ِ ِ ُ ِ
فق في والر ُ القدرة ،والقصدُ في الجدَ ةِّ ،
ِ
القيامة)(((. يوم ر َفقَ ُ
الله به َ
حابة
والص ِ
وسل َم َّ يب َصَّلى ُ
اهلل عليه َّ الن ِّ مناذج يف ْ
العف ِو ِمن حيا ِة َّ ُ
وامللوك:
ِ لفوالس ِ
َّ
رسول ِ
الله َص َّلى ُ
الله عليه ُ الله عنهما قال(( :كان
رض َي ُ بن ٍ
زيد ِ -عن ُأسام َة ِ
الله ،و َيصبِرون
أمر ُهم ُ ِ
الكتاب كما َ ِ
وأهل المشركين
َ وس َّل َم وأصحا ُبه َي ْع ُفون عن
على األ َذى ،قال ُ
الله تعالى :ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﮊ اآلي َة
وغفرانِه. ِ
الله ،وط َل ٌب َلع ْف ِوه ُ
ِ وثيق للر ِ
ِ
الوهن واالنفصا ِم تعر ُ
ض إلى االجتماعية التي َت َّ
َّ وابط 2-2في الع ْف ِو َت ٌ َّ
ٍ
بعض(((. بعضهم على ناية ِوج ِ الناس إلى ِ
بعضهمِ ، ِ ِ
إساءة ِ
بسبب
مرضات ِ
ِ سبب لن ِ
الله ُسبحانه وتعالى. َيل اآلخرين ٌ
َ فح عن 3-3الع ْف ُو َّ
والص ُ
الشاعر:
ُ -وقال
َّفاض ُل ـــت ُأكافِ ِ
يـــه فأيـــ َن الت ُ وق ْل ُ ْب ِمن أخٍ
الذن ِ
كنت ال أ ْع ُفو عـــن َّ
إذا ُ
وأص َفـــح عمـــا رابنـــي و ُأ ِ
جام ُل ولكنَّني ُأ ْغضـــي ُجفوني على ال َقذى
َ ُ َّ ْ
يت وحيدً ا ليس لـــي من ُأ ِ
واص ُل َب ِق ُ كل َع ْث ٍ
رة اإلخوان فـــي ِّ
َ متى أ ْق َطـــ ِع
َ
َّجاه ُل ْ دار ِ
يـــه ْ ولكـــ ْن ُأ ِ
(((
وإن هـــو أ ْع َيا كان عنـــه الت ُ ـــرني
فإن َص َّح َس َّ
م ِة
اله َّ
عل ُّو ِ
ُ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ اهل َّم ِة ِمن
لو ِ ُّ
احلث على ُع ِّ
-قال تعالى :ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ
ِ
العالية. باله َّم ِة ﭚ ﭛ ﭜ ﮊ [آل عمران .]133 :وهو أمر ِمن ِ
الله ِ ٌ
العز ِم ِمن
العالية ،وفي ُمقدِّ متِهم ُأولو ْ
ِ أصحاب ِ
اله َم ِم ِ ناء على ِ
ففي هذه اآلية َث ٌ
الله عليه وس َّل َم ،وقد تج َّلت ِه َّم ُتهم
محمدٌ َص َّلى ُ سل ،وعلى ْ ِالر ِ
رأسهم خا َت ُمهم َّ ُّ
وجل(((. َّ عز هادهم و َدعوتِهم إلى ِ
الله َّ وج ِ العالية في ُمثا َبرتِهم ِ
ُ
واستعن ِِ
بالله وال ْ ((اح ِر ْ
ص على ما َين َف ُعك، الله عليه وس َّل َمْ :
-وقال َص َّلى ُ
َت ِ
عج ْز))(((.
ٍ
جميل، بكل ُخ ٍ
لق (فمن ع َل ْت ِه َّم ُته َ
وخش َع ْت ن ْف ُسه ،ات ََّص َف ِّ ابن الق ِّي ِمَ :
-وقال ُ
ذيل)(((. لق َر ٍ بكل ُخ ٍ
ف ِّ و َمن د َن ْت ِه َّم ُته َ
وط َغ ْت ن ْف ُسه ،ات ََّص َ
سؤولي ِة.
َّ الم
استشعار َ
ُ 6-6
ِ
احتقار ال َّن ْف ِ
س. ومن المبا َل ِ
غة في رورِ ، المة ِمن ُ
الغ ِ الس ُ
ُ َّ 7-7
حابة
والص ِ هلل عليه َّ
وسل َم َّ يب َصَّلى ا ُ اهل َّم ِة ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ لو ِ مناذج يف ُع ِّ
ُ
لف والعلما ِء: والس ِ
َّ
الع ِ
بادة؛ فعن عائش َة العالية في ِ
ِ اله َّم ِة
القدو َة في ِ
الله عليه وس َّل َم ُ
-كان َص َّلى ُ
يقوم ِمن ال َّل ِ
يل ح َّتى الله عليه وس َّل َم كان ُ
بي َص َّلى ُ الله عنها قالتَّ :
((إن ال َّن َّ
ِ
رض َي ُ
الله لك ما تقدَّ َم ِمن رسول ِ
الله ،وقد غ َف َر ُ َ تفط َر َقدما ُه ،فق ْل ُت له :لِ َم َتصن َُع هذا يا
َت َّ
عبدً ا َش ً
كورا))(((. أفل ُ
أكون ْ َذنْبِ َك وما َّ
تأخ َر؟ قالَ :
رسول ِ
الله ِ شغ ُلني عن الله عنه ،قال(( :إ َّنه لم ُ
يك ْن َي َ رض َي ُ -عن أبي ُهرير َة ِ
بحديثِه))(((.
منذ ِص َغ ِره؛ فكان اله َّم ِة في َط ِ
لب الع ْل ِم ُ الله عالِ َي ِ
مه ُ رح ُ -وكان ال َّنووي ِ
ُّ
هر ُب منهم و َي ْبكي؛ب معهم ،وهو َي ُبيان على ال َّل ِع ِ
الص ُ
كر ُه ُه ِّنين ُي ِابن عشْ ِر ِس َ
وهو ُ
ص عليه ،إلى ِ الحالة؛ ُ ِِ الق َقر ُأ ُ ِ
فح َر َ
فذك َر ذلك لوالدهَ ، رآن في هذه إلكراههم ،و َي َ
االحتالم(((.
َ ناهزَ َ
القرآن وقد َ ْ
أن خت ََم
اهل َّم ِة(((: ُ
دالئل عالي ِ
الزهدُ في الدُّ نيا.
ُّ 1-1
ِ ِ سار ُ
الحات.الص
س في َّ عة في الخيرات ،وال َّتنا ُف ُ الم َ ُ 2-2
الك ِ
مال ،وال َّتر ُّف ُع عن ال َّن ِ
قص. 3-3ال َّتط ُّل ُع إلى َ
وكماالتِها. ِ
األمور َ وصغائرها ،ونِشْ ُ
دان معالي ِ ِ
األمور 4-4ال َّتر ُّفع عن مح َّق ِ
رات ُ َ ُ
ُ
األخذ بالعزائ ِم. 5-5
الواجبات ،وتحم ُل المسؤولي ِ
ات. ِ أداء
َّ َ ُّ ُ 6-6
ِ ُ ِ
إلصالحه. عي االهتمام بواق ِع األ َّمةَّ ،
والس ُ ُ 7-7
ِ
األوقات. ِ
إدارة سنُ 8-8ح ُ
عر: اهل َّم ِة يف واحة ِّ
الش ِ لو ُِع ُّ
األندلسي:
ُّ ابن ٍ
هانئ قال ُ
أجدَ َرا ِ
بالم ْجد ْ
أســـ َعى كان َ فمن كان َْ نســـان إِ َّل اب َن َســـ ْع ِيه
َ أج ِد ِ
اإل ولم ِ
ْ
فمن كان ْأر َقى ِه َّمـــة كان أ ْظ َه َرا ياء َي ْرقـــى إِلى ال ُعال ـــة الع ْل ِ
وبالهم ِ
َ ِ َّ
(((
َ
ال َ
غير ُة
رسول الله ص َّلى الله عليه وس َّلم قال: َ الله عنهَّ ،
أن رضي ُ -وعن أبي هريرة ِ
((( ((مختار الصحاح)) للرازي (ص ،)232 :البن منظور ((لسان العرب)) (.)34/5
((( ((الكليات)) للكفوي (ص.)671 :
((( أخرجه البخاري (.)5225
((( أخرجه مسلم ( .)2761
202
ُةريَغلا األخالق المحمودة
ينة ل َت ِ
نمية ال َغري ِة: ال َو ُ
سائل املُ ِع ُ
باس ِ
وغيره. شمة والح ِ
ياء في ال ِّل ِ الح ِ
غار على ِ
الص ِ ِ ُ 1-1
َ تربية البنات ِّ
ِ الغ ِ ِ
بالحديث مع جع َل الو َلدَ هو الذي ُ
يقوم بأن َن َ
يرة؛ ْ األوالد على َ ُ 2-2
تربية
ِ
المرأة. ِ
البنت أو البائعَِ ،
دون
جل ِ
ت الهابط َة الم َّ أن ُن ِ ِ
األسباب التي ُتد ِّم ُر َ
الغير َة ،فال ُبدَّ ْ 3-3عدَ م َت ِ
خر َج َ رك ُ
ِ
وسائل الهدْ ِم. وغيرها ِمن
َ
ِمن الب ِ
يوت، ُ
فوس ال َّن ِ
اس. ِ وغر ُسها في ُن
ين ْجوع إلى ِق َي ِم الدِّ ِ
الر ُ
ُّ 4-4
الر ِ ِ
جل. 5-5ال َّتأكيدُ على َدور َّ
ِ والخ َط ِ المجتم ِع َتوعي ًة شامل ًة بجمي ِع
والمحاضرات. ب ِ
وسائل اإلعال ِم ُ َ 6-6توعي ُة ُ
وضياع(((.
ٌ ٌ
هالك المساس بها
َ وضيح َّ
أن ُ ِ
األعراض ،و َت عظيم قدْ ِر
َ 7-7ت ُ
((( انظر(( :الغيرة على المرأة)) لعبد الله المانع (صً )235 :
نقل عن شريط ((الغيرة على األعراض))
لخالد السبت ،بتصرف.
205
ُةريَغلا األخالق المحمودة
للط ِير:
ليمان َّ
مس ،فقال ُس ُ الش ُشأنِه وط َل َع ْت عليه َّ فر َغ ِمن ْ وحه ح َّتى َ ُقبِ َض ْت ُر ُ
األرض ،فقال لها ُ لم ْت عليهما أظ َ فأظ َّلت عليه َّ
الط ُير ح َّتى ْ أظِ ِّلي على داو َدَ ،
الله عليه الله َص َّلى ُ رسول ِ
ُ جناحا -قال أبو ُهرير َةُ :ي ِرينا جناحا ليمان :ا ْقبِضي
ُس ُ
ً ً
الله عليه وس َّل َم َيدَ ُه ،وغ َل َب ْت
الله َص َّلى ُ رسول ِ
ُ ض الط ُير -و َق َب َ ت َّ وس َّلم كيف فع َل ِ
َ
الم َص ِّر ِح َّي ُة((())(((. ٍ
عليه يومئذ ُ
((أن ن َف ًرا ِمن بني هاش ٍم
العاص رضي الله عنهَّ : ِ عمرو ِ
بن بن ِ عبد ِ
الله ِ -عن ِ
ٍ
يومئذ، يق ،وهي تحتَه الصدِّ ُ فدخ َل أبو ٍ سَ ، َد َخلوا على أسماء ِ
بنت ُع َم ْي ٍ
بكر ِّ َ
الله عليه وس َّل َم ،وقال :لم َأ َر الله َص َّلى ُ لرسول ِِ فذك َر ذلكفك ِر َه ذلكَ ، فرآهمَ ،
ُ
ِ رسول ِ
ُ
ثمإن الل َه قد َّبرأها من ذلكَّ . الله عليه وس َّل َمَّ : الله َص َّلى ُ خيرا ،فقالَّإل ً
رجل بعدَ َيوميدخ َل َّن ٌ الم ْن ِبر فقال :ال َي ُالله عليه وس َّلم على ِ رسول ِ
الله َص َّلى ُ ُ قام
َ
رجل أو ِ
اثنان))(((. يبةَّ ،إل ومعه ٌ هذا على م ِغ ٍ
ُ
ُ ِ
صفة غلبت عليه
ْ والتاء المصدريتان ،أي:
ُ الياء ِ
صريح ،لحقته ُ ٍ
فاعل من ال َّت الم َص ِّرح َّي ُةُ :
اسم ((( ُ
باإلشارة ِ
باليدُ .ينظر: ِ ويستعين عليه يوضح المرام بالكال ِم، ِ
البيان حتى ِ
واإليضاح في ِ
صريح ال َّت
ُ َ
((حاشية السندي على مسند أحمد)) (.)725/2
((( أخرجه أحمد ( .)9432جود إسناده وقواه ووثق رجاله ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (،)16/2
وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) ( :)209/8فيه المطلب بن عبد الله بن حنطب و َّثقه أبو زرعة
وغيره ،وبقية رجاله رجال الصحيح.
((( أخرجه مسلم (.)2173
206
ُةعانقلا األخالق المحمودة
القناع ُة
القناعة:
ِ معنى
ِ
-بالفتح- نوعا و َقناع ًة :إذا ِ
رض َي ،وقن ََع -بالك ِ
سرَ -يقن َُع ُق ً َ القناع ُة ُلغ ًةِ :من َقنِ َع
سأ َل(((.نوعا :إذا َ َيقن َُع ُق ً
ِ الرضا بما َ القناع ُة
الكفاية، دون الله .وقيلِّ :
الرضا بما أعطى ُ اصطالحا :هي ِّ
ً
ِ
بالموجود(((. واالستغناء ِ
المفقود، وترك ال َّتشو ِ
ف إلى ُ
ُ ُّ
الله َص َّلى ُ
الله عليه رسول َِ الله عنهماَّ ،
أن رض َي ُ عمرو ِ بن ٍ الله ِعبد ِ -عن ِ
القناعة:
ِ مراتب
ُ
ض لِ َما سوا ُه ،وهذاعر ِ غة ِمن ُدنيا ُه ،و َي ِ
صر َف ن ْف َسه عن ال َّت ُّ
أن يقنَع بالب ْل ِ
األولىُ َ َ ْ :
َ
الفضول الكفاية ،وي ِ
حذ َف ِ ُ
القناعة إلى أن َت ِ
نته َي به ِ
القناعة .ال َّثانيةْ : ِ
منازل أعلى
َ
ِ
الوقوف ُ
القناعة إلى نته َي به المقتنِعِ .ال َّثالث ُةْ :
أن َت ِ أوسط ِ ُ والزِّ ياد َة .وهذه
حال ُ
يسيرا.
وإن كان ً كثيرا ،وال َيط ُل ُب ما َّ
تعذ َر ْ وإن كان ً كر ُه ما أتا ُه ْ
على ما سن ََح ،فال َي َ
ِ
القناعة(((. أهل ِ
منازل ِ ُ
الحال أ ْدنى وهذه
القناعة:
ِ فوائ ُد
ِ
اإليمان. عالمة َك ِ
مال ُ 1-1
ِ
للبركة. سبب
ٌ 2-2
ِ
الحسنات. نوب والمعاصي التي ُتحبِ ُط
الذ ِ
اإلنسان عن ُّ
َ ُ 3-3ت ِ
بعدُ
القناعة:
ِ اكتساب
ِ موانع
ُ
جم ِعها.
هثين ورا َء ْ
والل َ ِ
األموال َّ ُ
جالسة ذويُ 1-1م
زو ِد منها.
لب الدُّ نيا وال َّت ُّ
ِ
هوات َ
لط ِ الش 2-2ا ِّت ُ
باع َّ
القناعة:
ِ اكتساب
ِ ُ
املعينة على األسباب
ُ
ِ
بالمستقبل. وعدم االهتما ِم ِ
اإلنسان بما ُر ِز َق، اكتفاء1-1
ُ ُ
وز ْه ِدهم و َقناعتِهم في الدُّ نيا ،واالقتدا ُء يرة الس ِ
لف الصالحِ ُ َّ
الع على ِس ِ ِّ 2-2
االط ُ
بهم.
ِ
اإلسراف وال َّت ِ
بذير. وعدم ِ
اإلنفاق، االقتصاد في
ُ 3-3
ُ
الر ُ
سول َص َّلى 4-4اإللحاح في الدُّ ِ
فع َل ذلك َّ رز َقه ُ
الله القناع َة ،كما َ عاء ْ
بأن َي ُ ُ
الله عليه وس َّل َم.
ُ
209
ُةعانقلا األخالق المحمودة
تموت
َ أن َيخ ُل َقناْ ،
ولن َ
األرزاق ْقب َل ْ َب الجازم َّ
بأن الل َه قد كت َ ُ ُ
اإليمان 5-5
ن ْف ٌس ح َّتى َتستوفِ َي ِرز َقها.
حابة
والص ِ هلل عليه َّ
وسل َم َّ يب َصَّلى ا ُ ناعة ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ الق ِمناذج يف َ
ُ
لف:والس ِ
َّ
الله عليه وس َّل َم رسول ِ
الله َص َّلى ُ ِ الله عنه(( :دخ ْل ُت على
رض َي ُ -قال عمر ِ
ُ
غيره ،وإذا ٍ ِ
إزاره ،وليس عليه ُ فجلس ُت ،فأ ْدنى عليه َ ْ حصير، ضطج ٌع على وهو ُم
الله عليه رسول ِ
الله َص َّلى ُ ِ الحصير قد أ َّثر في ج ْنبِه ،فنَظر ُت ببصري في ِخ ِ
زانة ْ َ َ ُ
الغ ِ ِ شعير نحو الصاعِِ ،
ومث ِْلها َق َر ًظا في بضة ِمن
وس َّلم ،فإذا أنا ب َق ٍ
رفة ،وإذا ناحية ُ ٍ َ َّ َ
قلت :يا َنبِ َّي
اب؟ ُ الخط ِ
َّ عيناي ،قال :ما ُي ْب ِكيك يا َ
ابن َ يق ُمع َّل ٌق ،قال :فا ْبت َ
َدر ْت َأفِ ٌ
الحصير قد أ َّث َر في ج ْنبِك ،وهذه ِخزان ُتك ال أرى فيها
ُ
ِ
الله ،وما لي ال أ ْبكي وهذا
رسول ِ
الله َص َّلى ُ
الله ُ ِ
واألنهار ،وأنت وكسرى في ال ِّث ِ
مار َّإل ما أرى ،وذاك َقيصر ِ
ُ
َ
تكون ابَ ،أل َترضى ْ
أن الخط ِ
ابن َّعليه وس َّل َم وصفو ُته ،وهذه ِخزان ُتك! فقال :يا َ
لنا اآلخر ُة ولهم الدُّ نيا؟ ُ
قلت :بلى.((())...
ينارا))(((. خمس َة َ ِ
عش َر د ً
القناعة(((:
ِ وشع ٌر يف ٌ
وأمثال ِ كم
ِح ٌ
بالغنى والث ِ
ظفر ِ ِ ِ ِ
َّروة. رص بال َقناعة َ
يفيَ :من باع الح َ -قال ْأك َث ُم ُ
بن َص ٍّ
وإن كان ُمقتِ ًرا ،و َمن لم َيقن َْع
غنيا ْ ِ ِ
الحكماءَّ : -وقال ُ
إن َمن قن َع كان ًّ بعض
وإن كان ُمكثِ ًرا.
فقيرا ْ
كان ً
القناعة ٌ
مال ال َين َفدُ . ُ -
ِ
الحارث: بن قال بِ ُ
شر ُ
ـــز ِمـــن القناعـــ ْه وال ِع َّ
ـــز أ َع ُّ ـــــز
ٍّ أي ِع
أفا َدتْنـــــا القناعـــــ ُة َّ
ـــر بعدهـــا التَّقـــوى بِضاع ْه رأس ٍ ِ
وص ِّي ْ
َ مال ـــذ منهـــا لن ْفســـك َ
فخ ْ ُ
الج ِ
نان بص ْب ِر ساع ْه وتَســـ َعدُ في ِ ٍ
بخيل ِ
حاليـــن ُت ْغنَى عـــن ـــز
َح ْ
(((
ت ُ
السر ِّ
ِّ كتمانُ
ِ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ الس ِّر يف
تمان ِّ
ك ِ َ
احل ُّث على ِ
للرؤْ يا التي َرآها بأ ْم ٍر ِمن
الم ُّ
الس ُ
ِ -قال َتعالى ِحكاي ًة ِعن ِك ِ
تمان ُي َ
وسف عليه َّ
أبيه :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ِ
ِ ِ ِ ﭠ ﮊ [يوسفِ .]5 :
وجدَ و َت َ
ظه َر(((. ؤخ ُذ ُ
األمر بكتمان النِّعمة حتى ُت َ ومن هذا ُي َ
الس ِّر(((:
تمان ِّ
ك ِ فوائ ُد ِ
ِ
المروءة وال ُّن ْب ِل. ِ
صفات فة ِمن
األسرار ِص ٌ
ِ ِ 1-1ح ُ
فظ
ِ
األعداء. أسباب ال َّن ِ
صر على ِ ِ 2-2من أعظ ِم
ِ
والحسد. الح ِ
قد فسدة ِ
ِ رء َم
َ 3-3د ُ
اإل ِ
خوة. الصل َة بين ِ
قوي ِّ ُ 4-4ي ِّ
ِ
وجين. قوي ال ِّثق َة بين َّ
الز ُ 5-5ي ِّ
األسرار:
ِ تمان
ك ِ ور ِ
ِمن ُص ِ
الط ِ
اعات؛ قال تعالى :ﮋﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ [األعراف.]55 : ِ 1-1ك ُ
تمان َّ
ثم ُيصبِ ُح وقدْ جل بال َّل ِ وإن ِمن الم ِ َّإل الم ِ
عم ًلَّ ،
يل َ عم َل َّ
الر ُ جانة ْ
أن َي َ َ رينَّ ، جاه َ ُ
ِ ُ
فالن ،عم ْل ُت البارح َة كذا وكذا ،وقدْ بات َي ُ
ستره ر ُّبه، ُ فيقول :يا الله،
ست ََر ُه ُ
كش ُف ِس ْتر ِ
الله عنه))(((. ويصبِح ي ِ
َ ُ ُ َ
((إن ِمن
الله عليه وس َّل َمَّ : رسول ِ
الله َص َّلى ُ ُ وجي ِة؛ قال
الز َّ ِ
األسرار َّ ِ 3-3ك ُ
تمان
ِ ِ ِ
القيامة الر َ ِ ِ أشر ال َّن ِ
جل ُي ْفضي إلى ا ْمرأته و ُت ْفضي إليه َّ
ثم َّ اس عندَ الله َمنزل ًة َ
يوم ِّ
نش ُر ِس َّرها))(((. َي ُ
الله عليه وس َّل َم ...(( :وإذا بي َص َّلى ُ ِ ِ 4-4ك ُ
الرؤ َيا المكروهة؛ قال ال َّن ُّتمان ُّ
يطان ،ف ْل َي ْست َِع ْذ ِمن َش ِّرها ،وال َي ْذ ُك ْرها
الش ِ كر ُه ،فإ َّنما هي ِمن َّ
مما َي َغير ذلك َّ رأى َ
َ
ٍ
ألحد؛ فإ َّنها ال َت ُض ُّره))(((.
حابة:
والص ِ هلل عليه َّ
وسل َم َّ يب َصَّلى ا ُ الس ِّر ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ تمان ِّ
ك ِ مناذج يف ِ
ُ
وامها ا ْثنَا َ َ ِ الله عليه وس َّل َم َس ِر َّي ًة ِمن
بي َص َّلى ُ
عش َر المهاجرين ،ق ُ َ -بع َث ال َّن ُّ
((( أخرجه البخاري ( )6069واللفظ له ،ومسلم ( )2990من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
((( أخرجه مسلم ( )1437من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
((( أخرجه البخاري ( )6985من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
214
رّسلا ُنامتِك
ِ األخالق المحمودة
الرسول َص َّلى ُ
الله ُ ٌ
رسالة ،أ َمر ُه األسدي ،ومعه ِّ بن َج ٍ
حش عبد الله ِ بقيادة ِ
ِ رجلً
سيره ،فإذا فت ََحها و َف ِه َم ما فيهاَ ،مضى يومين ِمن َم ِ ِ عليه وس َّل َم َّأل َيفت ََحها َّإل بعدَ
قوتِه على ُمراف َقتِه(((. ِ ِ
ستكره أحدً ا من أفراد َّ
ٍِ
في َتنفيذها َ
غير ُم ِ
حفصة ِمن ُ الله عنه حين تأ َّي َمت بِن ُته رض َي ُ ((أن عمر ِ
عمرَ َّ : بن َ الله ِ عبد ِ -عن ِ
الله عليه وس َّل َم الله َص َّلى ُ رسول ِ ِ ِ همي ،وكان ِمن َيس ِ ُخن ِ
أصحاب الس ِّبن ُحذاف َة َّ
فعر ْض ُت عليه انَ ، بن ع َّف َ ثمان َ يت ُع َ عمر :ف َل ِق ُ ِ
شهدَ بدْ ًراُ ،تو ِّف َي بالمدينة ،قال ُ قد ِ
عمر ،قال :سأن ُْظ ُر في أ ْمري ،ف َلبِث ُْت نت َ أنك ْح ُت َك حفص َة بِ َ إن ِش ْئ َت َ فقلتْ :حفص َةُ ،
إنفقلتْ : بكرُ ، يت أبا ٍ عمر :ف َل ِق ُ أتزو َج َيومي هذا ،قال ُ ليالي ،فقال :قد بدَ ا لي َّأل َّ َ
فكنت
ُ إلي شيئًا، ِ
بكر ،فلم َيرج ْع َّ فصم َت أبو ٍ عمرَ ، بنت َ أنك ْح ُت َك حفص َة َ ئت َ ِش َ
رسول ِ
الله عليه الله َص َّلى ُ ُ خط َبهاثم َ لياليَّ ، ثمان ،ف َلبِث ُْت َ أوجدَ منِّي على ُع َ عليه َ
عرض َت علي حين ْ وجدْ َت َّ بكر فقال :لع َّلك َ فأنك ْح ُتها إ َّيا ُه ،ف َل ِق َيني أبو ٍ وس َّل َمَ ،
أن ْأر ِج َع إليك منعني ْ نعم ،قال :فإ َّنه لم َي ْ قلتْ : علي حفص َة ،فلم ْأر ِج ْع إليك؟ ُ َّ
ذك َرها، الله عليه وس َّل َم قد َ الله َص َّلى ُ رسول ِ َ عل ْم ُت َّ
أن عرض َتَّ ،إل أ ِّني قد ِ فيما ْ
الله عليه وس َّل َم ،ولو َتر َكها َل َقبِ ْل ُتها))(((. الله َص َّلى ُ رسول ِ ِ أكن ِ ُل ْف ِش َي ِس َّر فلم ْ
يظ
غ ِكظمُ ال َ
َ
ظم ال َغ ِ
يظ: َ
معنى ك ِ
ٍ صحيح ُّ والميم ٌ الكاف َّ ُ ظم ُلغ ًة: َ
واحد ،وهو يدل على معنًى ٌ أصل ُ والظ ُاء الك ُ
كظم ُت ِ
القرب َة :إذا َم ْ اإلمساك والجمع َّ ِ ُ
أل ُتها(((. للشيء ،يقالْ َ : ْ ُ
س ِمن ص ْف ٍح أو َغ ٍ
يظ(((. ُ
اإلمساك على ما في الن ْف ِ اصطالحا: ْ
الكظ ُم
ً
ِ
الغضب. وقيل :هو أشدُّ ِمن للعاجزِ .
ِ كامن
غضب ٌ ٌ الغضب .وقيل: ُ يظ ُلغ ًة:الغ ُ َ
وأو ُله(((. وقيل :هو َسور ُته َّ
اإلنسان ِمن َث ِ
وران ُ الغضب ،وهو الحرار ُة التي َي ِجدُ ها
ِ اصطالحا :أشدُّ الغ ُ
يظ َ
ً
الحن َِق(((. المحيط َ ِ
بالكبِد ،وهو أشدُّ َ ُ الغضب
ُ َد ِم ق ْلبِه .وقيل :هو
ِ الغ ِ
إظهاره عدم واحتمال َسببِه َّ
والص ُبر عليه .وقيلُ : ُ اصطالحاَ :ت ُّ
جر ُعه ً يظ ظم ََك ُ
ِ
إيقاعه َبعدُ ِّوه(((. عل مع ُقدرتِه على
بقول أو فِ ٍ
ٍ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ ظم ال َغ ِ
يظ يف َ ُّ
ِ احلث على ك ِ
الله تعالى :ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ
-قال ُ
((( ((مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)184/5الكشف والبيان عن تفسير القرآن)) للثعلبي
((( ،)165/3لسان العرب)) البن منظور (.)519/12
((( ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص.)282 :
((( ((جمهرة اللغة)) البن دريد ((( ،)932/2الصحاح)) للجوهري ((( ،)1176/3النهاية)) البن
األثير ((( ،)402/3لسان العرب)) البن منظور (.)450/7
((( ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص.)282 :
((( ((معجم ديوان األدب)) للفارابي ((( ،)186/2تفسير القرطبي)) ((( ،)206/4فتح الباري))
البن حجر (.)179/1
216
ِظيَغلا ُمظَ
ك األخالق المحمودة
ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﮊ
[آل عمران.]134-133 :
ِ بن م ِ
عاذ ِ
الله عليه وس َّل َم
بي َص َّلى ُ
هني ،عن أبيه ،عن ال َّن ِّ الج ِّ بن ٍ
أنس ُ هل ِ ُ -عن َس ِ
ِ
ؤوس ِ
القيامة على ُر يوم أن ُي ِنف َذه ،دعا ُه ُستطيع ْ قالَ (( :من َ
كظ َم َغ ً
الله َ ُ يظا وهو َي
الح ِ
ور شاء))(((. أي ُ ِ
الخالئق حتى ُيخ ِّي َره في ِّ
ظم ال َغ ِ
يظ: َ ُ
لف والعلما ِء يف ك ِ
الس ِ
أقوال َّ
كظ ِم َ ِ
(د ْم على ْ -قال علي ِ
الغيظُ ،ت َ
حمدْ عواق ُبك)(((. الله عنهُ :
رض َي ُ ٌّ
وس ِل َم ْت كظ َم َغ َ
البرَ ( :من َ ِ
أخزى شيطا َنهَ ، ور َّد َ
غض ُبهْ ، يظهَ ، ابن عبد ِّ -وقال ُ
مروء ُته ِ
ودينُه)(((. ُ
فوائ ُد ْ
كظ ِم ال َغ ِ
يظ:
هي ٌأ للج َّن ِة.
وم َّ
1-1صاح ُبه ُم َعدٌّ ُ
ِ
العين. الح ِ
ور ِ
خيير من ُ
2-2ال َّت ُ
الش ِ
يطان. 3-3التغ ُّل ُب على َّ
((( أخرجه أبو داود ( ،)4777والترمذي ( )2021واللفظ له ،وابن ماجه ( ،)3394وأحمد (.)15637
قال الترمذي :حسن غريب .وذكر المنذري في ((الترغيب والترهيب)) ( )386/3أن فيه
وضعف إسناده ابن الملقن في ((شرح البخاري))
َّ عبد الرحيم بن ميمون ،عن سهل بن معاذ.
وصححه األلباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (.)2021
َّ (،)490/28
((( ((روض األخيار المنتخب من ربيع األبرار)) (ص.)342 :
((( ((التمهيد)) البن عبد البر (.)250/7
217
ِظيَغلا ُمظَ
ك األخالق المحمودة
ِ ِ
وإخماد ِ الغ ِ داعية ْ المخطِ ِئ َّ
والشفق َة عليه
الغضب. نار يظ، لكظ ِم َ ٌ إن رحم َة ُ
َّ 2-2
الص ِ ِ
در. المؤمن ن ْف َسه على َسعة َّ
ُ ْ 3-3
أن ُير ِّب َي
العرجي:
ُّ -قال
َســـم ُع ُبص ْر مـــا ُ
تقول وت ِ
للغيـــظ ت ِ كاظما قـــورا ـــت ف ُك ْن َو وإذا ِ
غض ْب َ
َ ً ً
َيرضى بها عنـــك اإللـــ ُه وتُر َف ُع
((( ٍ
ســـاعة فكَفـــى بـــه َشـــر ًفا تص ُّب ُر
المحبَّ ُة
معنى َ
املَّب ِة:
والمحب ُة ،وهي ُّ
تدل على ال ُّلزو ِم َّ داد والح ُّبِ :
الو ُ ضُ . المحب ُة ُلغ ًةَ :ن ِق ُ
يض ال ُبغْ ِ َّ
والث ِ
َّبات(((.
يل إلى َّ ِ
الم ُ المحب ُة
ار(((.
الس ِّ
الشيء َّ اصطالحاَ :
ً َّ
احلب وال ُو ِّد(((: ُ
الفرق بني ِّ
يل ِّ
والو َّد َم ُ ِ يل ِّ يكون فيما ُي ِ
وج ُبه َم ُ
الطبا ِع والحكم ُة َجم ًيعاُ ،
َ الطبا ِع ُ الحب
َّ َّ
أن
ْ
فقط.
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ احملب ِة يف ُّ
واحلث على َّ غيب َّ
الت ُ
-قال تعالى :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ
قلوب المؤمنين ف ُي ِح ُّبونهم(((.
ِ محبتَهم في ﭙ ﮊ [مريم ،]96 :أيَ :ي ُ
جعل َّ
-قال ُسبحانه :ﮋﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮊ [البقرة.]165 :
الله عليه وس َّلم(( :وا َّلذي َن ْفسي بِي ِده ،ال ي ِ
ؤم ُن -عن أبي ُهرير َة ،قال َص َّلى ُ
ُ َ َ
وو َل ِده))(((. ِِ ِ ِ
أحب إليه من والده َ
أكون َّ َ أحدُ كم ح َّتى
((( ((تهذيب اللغة)) لألزهري ((( ،)8/4لسان العرب)) البن منظور (.)290/1
((( ((المعجم الوسيط)) (ص.)151 :
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص.)122 -121 :
((( ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (.)640/2
((( أخرجه البخاري (.)14
220
ةَّبحملا األخالق المحمودة
ِ
األرواح ،وليس ذاء ِ ِ (المحب ُة هي حيا ُة ابن ق ِّي ِم الجوز َّي ِة:
القلوب وغ ُ َّ -وقال ُ
القلب كان أ َل ُمه
ُ فالح ،وال حيا ٌة َّإل بها ،وإذا ف َقدَ ها
عيم ،وال ٌ لذ ٌة ،وال َن ٌ ب َّللق ْل ِ
ذن إذا ف َقدَ ت سمعها ،واألن ِ
ْف إذا ف َقدَ واأل ِ
ورهاُ ، ِ أعظ َم ِمن أ َل ِم
َ
ْ َ العين إذا ف َقدَ ت ُن َ
ِ
وبارئه حب ِة فاطِ ِره القلب إذا َ ِ
ِ شم ُه ،وال ِّل ِ
سان إذا ف َقدَ ُن ْط َقهْ ،
خل من َم َّ فساد
ُ بل َّ
األمر ال ُيصدِّ ُق به َّإل الر ِ
وح ،وهذا البدن إذا َ ِ
ِ ِ أعظ ُم ِمن
وإلهه الحقِّ َِ
ُ خل من ُّ فساد
احملب ِة:
أقسا ُم َّ
ِ
أربعة أقسا ٍم: على
1-1محب ُة ِ
الله. َّ
محب ُة ما ُي ِح ُّب ُ
الله. َّ 2-2
3-3الحب ِ
لله وفيه. ُّ
الله ال ِ
وكل من أحب شيئًا مع ِ الش ُ
المحب ُة ِّ 4-4المحب ُة مع ِ
لله، َّ ركيةَ ُّ ، َّ الله ،وهي َّ
محب ُة المشركين. ِ ِ فقد ات َ ِ ِ وال ِمن أج ِله ،وال فيه؛ ِ
َّخذ ُه ندًّ ا من دون الله ،وهذه َّ ْ
فوائ ُد َّ
احملب ِة:
وح ِ
سن اإلسال ِم. ِ اللة على َك ِ
َ 1-1د ٌ
مال اإليمان ُ
ُ
العيون ،بل إ َّنها هي الحيا ُة والقلوب ،وبها ت َق ُّر
َ األرواح
َ غذيالمحب ُة ُت ِّ
َّ 2-2
ِ
األموات. التي يعدُّ من ح ِرمها ِمن ج ِ
ملة ُ َُ َ ُ َ
واضع لآلخرين.
ُ 3-3ال َّت
فة الصم ِ
ت. بص ِ
4-4ال َّتح ِّلي ِ
َّ ْ
ُ
واالبتسامة. ُ
شاشة5-5ال َب
بالسال ِم.
6-6ال َبدْ ُء َّ
هلل عليه َّ
وسل َم: يب َصَّلى ا ُ احملب ِة ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ مناذج يف َّ
ُ
الله عليه وس َّل َم رسول ِ
الله َص َّلى ُ َ الله عنهَّ ،
((أن رض َي ُ بل ِ بن َج ٍ -عن م ِ
عاذ ِ ُ
وصيك يا والله إ ِّني َ ُل ِحبك ،فقالُ :أ ِ
ِ والله إ ِّني َ ُل ِح ُّبك،
ِ أخ َذ ب َي ِده وقال :يا ُ
معاذ، َ
ُّ
وح ِ
سن كرك ُ تقول :ال َّل ُه َّم أعنِّي على ِذ ْك ِرك ُ
وش ِ الة ُ كل ص ٍ
دع َّن في ُد ِبر ِّ َ ُم ُ
عاذ ال َت َ
ِعبادتِك))(((.
الله عليه وس َّل َم النِّسا َء بي َص َّلى ُ أنس ِ -وعن ٍ
الله عنه ،قال(( :رأى ال َّن ُّ
رض َي ُ
الله عليهبي َص َّلى ُ حس ْب ُت أ َّنه قالِ :من ُع ٍ
رس -فقام ال َّن ُّ
قبلين -قالِ : بيان ُم َوالص َ ِّ
رار))(((.ثالث ِم ٍ
إلي .قالها َ أحب ال َّن ِ ِ ِ
وس َّل َم ُم ْمث ًل فقال :ال َّل ُه َّم أنتم من ِّ
اس َّ
ِحكم ٌة يف َّ
احملب ِة:
وإن َ ٍ وس َّل ٌم إلى ِّ وإن َ كل َش ٍ
ثم ُن ِّ
عل(((. شيء ْ كل غلُ ، يء ْ المحب ُة َ
َّ
((( أخرجه أبو داود ( ،)1522والنسائي ( ،)1303وأحمد ( .)22119صححه الحاكم على شرط الشيخين
وصحح إسناده النووي في ((المجموع)) ( ،)486/3وابن الملقن
َّ في ((المستدرك)) (،)407/1
في ((اإلعالم)) (.)14/4
((( أخرجه البخاري ( )3785واللفظ له ،ومسلم (.)2508
((( ((مجمع األمثال)) للنيسابوري (.)456/2
223
ُةارادُملا األخالق المحمودة
مدارا ُة
ال ُ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ احلث على املُدارا ِة يف
ُّ
-قال ُسبحانه :ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ
ﮯ ﮊ [طه.]44-43 :
بي َص َّلى ُ
الله أخبرت ُْه ((أ َّنه استأ َذ َن على ال َّن ِّ
أن عائش َة َبيرَّ ، الز ِ
بن ُّ -وعن ُعرو َة ِ
ِ
العشيرة -أو ابن الله عليه وس َّل َم :ائ َْذنوا له ،فبِ َ
ئس ُ رجل ،فقال َص َّلى ُ عليه وس َّل َم ٌ
رسول ِ دخل َأ َ ِ
قلت ما
اللهَ ، َ الكالم ،فق ْل ُت له :يا
َ الن له فلما َ ئس أخو العشيرةَّ ،- بِ َ
اس منزل ًة عندَ ِ شر ال َّن ِ ِ ثم أ َل َ
الله َمن إن َّ ُ
عائشةَّ ، أيالقول؟ فقالْ : نت له في ق ْل َتَّ ،
َّب ِ أصل في ندْ ِحشه))((( .وهذا ٌ تر َك ُه -أو و َد َع ُه -ال َّناس ا ِّتقاء ُف ِ
المداراة إذا ترت َ ب ُ َ ُ َ
عليها د ْف ُع ُض ٍّر أو ج ْل ُب ن ْف ٍع(((.
والعج ُز عن ُمقاومتِهم.
ْ الخوف ِمن الك َّف ِ
ار ُ 2-2
اس والس ِ ِ
لطان. 3-3في َدعوة ال َّن ِ ُّ
ِ
الوالدين. المدارا ُة مع
ُ 4-4
الز ِ
وجية. ِ
الحياة َّ الز ِ
وجة ُمحافظ ًة على المدارا ُة مع َّ
ُ 5-5
اس. ِ
الخير لل َّن ِ ِ
إرادة وض ُ
عف ِ 4-4
الك ْب ُر َ
والر ِ ِ ِ
فق. الص ِبر والحل ِم ِّ
5-5ق َّل ُة َّ
الناس ال َمن َي ِ
عتز ُلهم. ِ
حتاجها َمن ُيخال ُط َ
فالمدارا ُة إنما َي ُ ِ
الناس؛ ُ الع ُ
زلة عن ُ 6-6
مروء ُة
ال ُ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ واحلث على املُروء ِة ِمن
ُّ غيب َّ
الت ُ
الله تعالى :ﮋﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﮊ [األعراف:
-قال ُ
.]199
دروسا في
ً يع ُظ ابنَه و ُيعطِيه
قمان وهو ِ الله َتبارك وتعالى -على لِ ِ
سان ُل َ -قال ُ َ
روءة :-ﮋ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ القي ِم ،ومعالم في الم ِ
ِ
ُ َ َ
((( ((المخصص)) البن سيده ((( ،)245/1المصباح المنير)) ((( ،)569/2تاج العروس))
للزبيدي ((( ،)427/1المعجم الوسيط)) (.)860/2 َّ
((( ((أدب الدنيا والدين)) (ص.)325 :
((( ((أدب الدنيا والدين)) (ص(( ،)325 :مدارج السالكين)) البن القيم (.)340/ 2
228
ُةءو رُملا األخالق المحمودة
ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ
ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ
ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﮊ [لقمان.]19 -17 :
ُ
شروط املُروء ِة:
ف [أي :و َتتر َّف َع] عن اآلثا ِم، أن َت ِع َّف عن الحرا ِم ،و َتتص َّل َ شرائط الم ِ
روءةْ : ُ
ِ ِمن
يل ستح ُّق ،وال َتستطِ َ
الظل ِم ،وال َتطمع فيما ال َت ِ
َ َ وتك َّف عن ُّ الحك ِمُ ،
ف في ُ نص َو ُت ِ
عيف ،وال ُتؤثِر َدنِيا على َش ٍ ين قويا على َض ٍ ِ على َمن َت ِ
ريف ،وال ُت َس َّر َ ًّ ستر ُّق ،وال ُتع َ ًّ
واالسم(((.
َ كر فع َل ما ُيق ِّب ُح ِّ
الذ َ واإلثم ،وال َت َ
َ زر ما ُي ْع ِق ُب ِ
الو َ
واجتناب ما َي ِر ُمها:
ِ الت ِّ
حلي باملُروء ِة فوائ ُد َّ
المتنافِسون(((. والس ِبق إليه ْ
وإن ك ُث َر عليه ُ ِ
المطلوب العاليَّ ، ٌ 1-1
سبيل إلى َن ِ
يل
لح ُقها ندَ ٌم؛ فهي ُج َّن ٌة ٍ ألمِّ ، كل َّ ٍ
المر َء عن ِّ
وكل َشهوة َي َ لذة َيت َب ُعها ٌ َ 3-3ت ُ
حج ُز ْ
هل ِ
كة. هوات الم ِ ِ ذائذ المحر ِ
مةَّ ،
والش عن ال َّل ِ
ُ ُ َّ
دق؛ أل َّنها قد َتمن َُع ِمن فِ ِ
عل ما الص ِ
باعثة على ِّبٌ ، مانعة ِمن ِ
الكذ ِ ٌ 4-4المروء ُة
ستك َر ًهاَ ،فأولى ِمن فِ ِ
عل ما كان ُمستق َب ًحا(((. كان ُم ْ
سواء في ذلك َمن كان دو َنه ،أو جل لجمي ِع الخ ْل ِق،
الر ِ ِ ٌ 5-5
ٌ داعية إلى إنصاف َّ
فر ُق ْبين هؤالء وهؤالء.
َمن كان فو َقه ،ال ُي ِّ
ِ
واآلخرة ،وعدَ ِم ِ
والمنافسة في َخ ِ
يري الدُّ نيا لو، ِ ٌ 6-6
والع ِّ
الرفعة ُ داعية إلى ِّ
ِ
الشيء َّإل بأعال ُه وغايتِه. الرضا ِمن
ِّ
ومح َّقراتِها. ِ
األمور ُ
ِ
فاسف َ 7-7ت ِ
حم ُل صاح َبها على ال َّتر ُّف ِع عن َس
ور املُروء ِة ِ
وآدابها(((: ِمن ُص ِ
ِ
العبارة، واضح ِ
البيان، َ
ويكون َح َس َن يكون ذا أ َن ٍاة و ُتؤ َد ٍة في َك ِ
المه، َ ْ -
أن
َ
((( ((تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخالق الملك)) للماوردي (ص.)29 :
((( ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص.)327 :
((( ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) للماوردي (.)372/4
((( ((أدب الدنيا والدين)) البن قيم الجوزية (ص.)272 :
((( ((المرو َءة ومظاهرها الصادقة)) لمحمد الخضر حسين ،بتصرفً .
نقل عن كتاب ((المرو َءة
الغائبة)) لمحمد إبراهيم (ص - )123 -120 :بتصرف.
230
ُةءو رُملا األخالق المحمودة
أطايب الث ِ
َّمر. ِ
الحديث كما َي ْنتقي أطايب ف والتقع ِر ،ي ِ
نتقي بعيدً ا عن ال َّتك ُّل ِ
َ َ ُّ َ
َ
موقف وأن ِيق َ
ف الفر ِحْ ، ِ ِ
الغضب أو َدهشة َ
أن يضبِ َط ن ْفسه عن هي ِ
جان َ َ َ ْ -
والض َّر ِاء.
الس َّر ِاء َّ ِ
االعتدال في حا َل ِي َّ
راحة والتر ُّف ِع عن الموار ِبة والمجام ِ
لة والن ِ أن يتح َّلى بالص ِ
ِّفاق. ُ َ ُ َ َّ َ ْ -
ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ [المطففين.]26 :
س واستعفا ُفها ،ونزاه ُتها ِ
وصيان ُتها. رف الن ْف ِ
َ 3-3ش ُ
ِ خير ُم ِع ٍ ُ 4-4
روءات. ين على ُبلو ِغ ُ
الم الصالح ُ
ُ المال
-قال الشاعر:
((( ِ
األدب الحيا َء فقد ك ََمل وحوى مـع
َ المـــروء َة والتُّقى وإذا ال َفتـــى َ
جم َع ُ
المُزاحُ
املزاح:
معنى ِ
ِ نقيض ِ
الجدِّ ؛ َمزَ َح َي ْمزَ ُح َم ْز ًحا وم ً
زاحا ُ عابة ،وهو زاح ُلغ ًةَ :
الم ْز ُح :الدُّ ُ الم ُ
ُ
ومزاح ًة(((.
زاحا ُ
وم ًُ
ِ
واالستعطاف َ لط ِ
الغير على ِج َه ِة ال َّت ُّ
طة إلى ِ
باس ُ
دون ف اصطالحاُ :
الم َ ً المزاح
ُ
أذ َّي ٍة(((.
ون(((: الفرق بني املُزاح ْ
واهلز ِل ُ ُ
وامل ِ ِ
والمزاح ال ي ْقتضي
َ لمن َي ِ
هز ُل ْبين يدَ ْيه، الهازل َِ ُ
تواض َع َ
الهزل َي ْقتضي َّ
أن
ِ
الحياء. الوج ِه وق َّل ُة ُ والم َ
صالبة ْ جون هو ذلكُ .
املزاح: ُ ُ
األحاديث الواردة يف ِ
الله عليه وس َّل َم: رسول ِ
الله َص َّلى ُ ُ الله عنهما قال :قال
ضي ُ -عن ِ
عمر َر َ
ابن َ
((إ ِّني َلمزَ ُح ،وال ُ
أقول َّإل ح ًّقا))(((.
بي َص َّلى ُ
الله عليه الله عنه ،قالْ : ٍ
مالك ِ أنس ِ
-عن ِ
((إن كان ال َّن ُّ رض َي ُ بن
فع َل ال ُّن ُ
غير؟))((( ،وفيه صغير :يا أبا ُع ٍ
مير ،ما َ ٍ وس َّل َم َل ُيخالِ ُطنا ،ح َّتى َ
يقول ألخٍ لي
((( ((لسان العرب)) البن منظور ((( ،)593/2تاج العروس)) للزبيدي (.)117/7
((( ((تاج العروس)) للزبيدي (.)117/7
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)254 :التيسير بشرح الجامع الصغير)) للمناوي (.)367/1
حسن إسناده الهيثمي في ((مجمع الزوائد))
((( أخرجه الطبراني في ((المعجم الصغير)) (َّ .)779
وصحح الحديث األلباني في ((صحيح الجامع)) (.)2494
َّ (،)92/8
((( أخرجه البخاري ( ،)6129ومسلم (.)2510
233
ُحازُم ال األخالق المحمودة
جواز الم َ ِ
المز ِح(((. مازحة و َت ُ
كرير ْ ُ ُ
املزاح(((: ُ
لف وال ُعلما ِء يف ِ
الس ِ
أقوال َّ
رسول ِ
الله َص َّلى ُ
الله عليه ُ ُ
يقول(( :مزَ َح الله عنه
رض َي ُ -كان العباس ِ
َّ ُ
وس َّل َم ،فصار ْ
المز ُح ُس َّن ًة)).
فيان ِ ِ
فيمن الش َ
أن َ ولكن َّ
َّ بل ُس َّن ٌة،
زاح ُه ْج ٌنة؟ فقالْ : بن ُعيين َةُ :
(الم ُ لس َ -وقيل ُ
مواضعه). ي ِ
حسنُه و َي َض ُعه
َ ُ
ِ
بالمروءة الزبيدي( :اإلكثار منه والخروج عن الحدِّ م ِ
خ ٌّل ُ ُ ُ المرتضى َّ ُّ -وقال ُ
ِ يرة ال َّن ِخ ٌّل بالس ِنة والس ِ
ضم ِ ِ والو ِ
المأمور بوية ِّ ُّ بالمرة وال َّت ُّقب ُ ُ
َّ قار ،وال َّت ُّنز ُه عنه َ
أوس ُطها)(((. ِ ِ با ِّت ِ
األمور َ وخير
ُ واالقتداء، باعها
املزاح(((:
أقسا ُم ِ
المزاح إلى قسمين:
ُ ينقسم
ُ
ِ
صلحة لم ِ المحمود :الذي َيفع ُله المزاح القسم األول:
المرء على ال ُّندرة؛ َ
ُ ُ ُ ُ
ستحب ٌة.
َّ ؤانستِه ،وهو ُس ٌنة ُم
وم َ ب ُ الم َ
خاط ِ س ُ تط ِي ِ
يب ن ْف ِ ْ
الكذ َب ِمن ِ
أجل دخ ُل المازح فيه ِ
ُ
بصدْ ٍق ،وال ي ِ
ُ
يكون هذا المزاح ِ
ُ َ أنْ 3-3
ِ
إضحاك َمن حو َله.
ِ
المزاح معه. بقص ِد
خص ِْ الش ضرر على َ
اآلخرين؛ كتَروي ِع َّ َّ 4-4أل َيترت َ
َّب عليه ٌ
فوائ ُد ِ
املزاح احملمو ِد:
الناس ،وي ِ
كس ُبه ُو َّد ُهم ،و َيجع ُله مرغو ًبا َمحبو ًبا. ِ ُ الشخص إلى
َ ُ 1-1يح ِّب ُب
الس ِ
رور عليهم. ُ
وإدخال ُّ ِ
األصحاب، ُ
ؤانسة ُ 2-2م
لف:
والس ِ
حابة َّ
والص ِ هلل عليه َّ
وسل َم َّ يب َصَّلى ا ُ مناذج يف املزاح ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ ُ
ِ
الله عليه وس َّل َم، رسول ِ
الله َص َّلى ُ َ تحم َل ((أن ً
مالكَّ : بن ٍ أنس ِ
1-1عن ِ
اس َرجل ْ
ِ
الناقة؟ الله ،ما أصنَع بو ِ
لد رسول َِ ِ
الناقة ،فقال :يا حام ُلك على و َل ِد
فقال :إ ِّني ِ
ُ َ
اإلبل َّإل ال ُّن َ
وق؟))(((. ُ وهل ِتلدُ الله عليه وس َّل َمْ : رسول ِ
الله َص َّلى ُ ُ فقال
ُ
النُّبل
ِ
الفاضلة. ِ
األخالق بل ِمن مكار ِم
2-2ال ُّن ُ
ظماء والح ِ
كماء. فات الع ِ
بل ِمن ِص ِ
3-3ال ُّن ُ
ُ ُ
وش ِ
رف الن ْف ِ
س. اله َّم ِة َ
لو ِ ٌ 4-4ال ُّن ُ
عالمة على ُع ِّ بل
خل ُّ
والش ُّح. 4-4ال ُب ُ
ِ الح ِ
قصان ِ وء ال َّت ِ
األمور. كمة في ُ فكير ،و ُن وس ُ
مق ُ التعج ُل ُ
والح ُ ُّ -
بل: اكتساب ُّ
الن ِ ِ ُ
املعينة على ُ
الوسائل
تواضعا.
ً َ
يكون ُم ْ 1-1
أن
حليما.
ً صابرا
ً َ
يكون ْ 2-2
أن
لف:
والس ِ
الصحابة َّ
ِ بل ِمن مناذج ُّ
للن ِ ُ
رجل؛ أل ِّني ال ُأشاتِ ُم
كنت ً مذ ُ رجل ْ ِ
العاص( :ما شا َت ْم ُت ً 1-1قال سعيدُ ُ
بن
وإما َل ٌ
ئيم ،فأنا أولى َمن ر َف َع احتم َل ُهَّ ،
َ أحق َمنكريم ،فأنا ُّ ِ
رجلينَّ :إما ٌ َّإل أحدَ
238
ا
لبُّنل األخالق المحمودة
ن ْف َسه عنه)(((.
النَّزاه ُة
زاهة:
الن ِمعنى َّ
الخ ُل ِق النزاه ُة ُلغ ًة :البعدُ عن الس ِ
وء؛ َن ُز َه َنزاه ًة و َتن ََّز َه تن َُّز ًها :إذا َب ُعدَ ،و َن ْز ُه ُ ُّ ُ َّ
البيوت بن ْف ِسه وال
َ وحدَ ُه وال ُيخالِ ُط تك ِّر ٌم َي ُح ُّل ْعفيف ُم َ
ٌ و َن ِز ُه ُه ِ
وناز ُه ال َّن ْف ِ
س:
القبيحَ :ن َّحاها(((.
ِ مالِه .و َن َّز َه ن ْف َسه عن
غير م ٍ
هانة وال ُظل ٍم إلى ِ ال َّنزاه ُة اصطالحا :اكتساب ٍ ِ
الغير .وقيل :ال َّتباعدُ مال من ِ َ ُ ً
ِمن الدَّ ِ
ناءة واألوساخِ (((.
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ زاهة يف
الن ِواحلث على َّ
ُّ غيب َّ
الت ُ
ِ
القلب ،وطهار ُة -قال تعالى :ﮋ ﯖ ﯗ ﮊ [المدثر ،]4 :وهي َطهار ُة
والذ ِ
نوب(((. ونزاهة ال َّن ْف ِ
س عن الدَّ نايا واآلثا ِم ُّ ُ الج ِ
يب، َ
رسول ِ
الله َص َّلى ُ
الله َ الله عنهما قالِ :
سم ْع ُت رض َي ُ شير ِ بن َب ٍ -عن ال ُّن ِ
عمان ِ
لدينِه ِ
وع ِ هات استبر َأ ِ
الناس ،فمن اتَّقى المشب ِ ِمن
طالب له
ٌ رضه ،((())...أي: َ ُ َّ ِ َ
ِ
البراءة وال َّنزاه َة َّ
مما ُيد ِّن ُسه و َيش ُ
ين(((.
رسول ِ
الله َص َّلى ِ حف ْظ ُت ِمن
الله عنهما ،قالِ :
ضي ُ سن ِ
الح ِ
علي َر َ
بن ٍّ -عن َ
الله عليه وس َّل َمَ (( :د ْع ما َي ِري ُبك إلى ما ال َي ِري ُبك))(((.
ُ
زاهة:
الن ِلف والعلما ِء يف َّ
الس ِ ُ
أقوال َّ
العزيز( :إذا كان في القاضي خمس ِخ ٍ
صال فقد َك َم َل: ِ -قال عمر بن ِ
عبد ُ ُ
ْ ُ
ومشاور ُة ِ لم عن َ
الخص ِم، ِ ونزاهة عن َّ
ٌ ِع ْل ٌم بما كان ْقب َله،
باألئمةُ ،
َّ واقتداء
ٌ الطمعِ ،وح ٌ
أي)(((. أهل الع ْل ِم َّ
والر ِ ِ
جدة والج ِ
ود والعدْ ِل ترك ٌبة ِمن ال َّن ِ
فاضلة ُم ِّ
ٌ س ِص ٌ
فة (نزاهة الن ْف ِ
ُ حز ٍم:
ابن ْ
ُ -وقال ُ
وال َفهم)(((.
ريفة َتط ُلب الصيان َة ،و ُتراعي ال َّنزاه َة ،و َت ِ
حتم ُل الش ُالماوردي( :والن ْف ُس َّ -وقال
ُ ِّ ُّ
ومن ِّ ِ الضر ما احتم َل ْتِ ، ِ
صو ُنها)(((. حم ُلها ،و َي ُ
دوم َت ُّ الشدَّ ة ما طا َقت ،ف َيبقى َت ُّ من ُّ ِّ
زاهة:
الن ِأقسا ُم َّ
زاهة عن المطام ِع الدَّ نِ َّي ِة.
-ال َّن ُ
مواقف الر ِ
يبة. ِ -وال َّن ُ
زاهة عن
ِّ
((( أخرجه البخاري ( ،)52ومسلم (.)1599
((( ((فتح الباري)) البن رجب (.)230-229/1
((( أخرجه الترمذي ( ،)2518والنسائي (.)5711
وصححه ابن الملقن
َّ وحسنه النووي في ((المجموع)) (،)181/1
قال الترمذي :حسن صحيحَّ .
في ((شرح البخاري)) ( ،)42/14واأللباني في ((صحيح سنن النسائي)) (.)5711
((( ((العقد الفريد)) البن عبد ربه (.)78/1
((( ((رسائل ابن حزم)) (.)371/1
((( ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص.)193 :
241
ةهازَّنلا األخالق المحمودة
زاهة:
الن ِفوائ ُد َّ
ومحب ُة
َّ للعب ِد، ِ
محب ُة الله ْ
ومن ثِ ِ
مارها َّ
لله سبحانه وتعالىِ ،
ُ
طاعة ِ
ٌ 1-1ال َّن ُ
زاهة
ِ
الناس له.
ِ ِ سبب ِمن
واالنحراف. االنزالق س عن أسباب ال َّتقوى ،و َتح َف ُظ الن ْف َ
ِ زاهة ٌ 2-2ال َّن ُ
ِ لق ي ِ
ثم ُر أخال ًقا ُأخرى؛ 3-3ال َّن ُ
والورعِ.
َ كالقناعة زاهة ُخ ٌ ُ
الله عليه وس َّل َم. رسول ِ
الله َص َّلى ُ ُ لق تح َّلى بهبخ ٍ 4-4المتح ِّلي بال َّن ِ
زاهة يتح َّلى ُ ُ
زاهة:
الن ِور َّ
ِمن ُص ِ
المال المشْ ِ
بوه. ِ 1-1ال َّت ُّنز ُه عن
يبة؛ من باب ((إ َّنما هي َص ِف َّي ُة ُ
بنت ُح َي ٍّي))(((. مواقف الر ِ
ِّ
ِ 2-2ال َّت ُّنز ُه ِمن
ِ
الحالل َمخاف َة الوقو ِع في الحرا ِم. 3-3ال َّت ُّنز ُه عن أشيا َء ِمن
ِ
القول. الناس و ُف ِ
حش ِ 4-4ال َّت ُّنز ُه عن َذ ِّم
زاهة:
الن ِاكتساب َّ
ِ موانع
ُ
ِ
اآلخرة. مع في الدُّ نيا ونِ ُ
سيان َّ 1-1
الط ُ
ِ جم ِع َّ 2-2
األموال. وس ِع في ْ
وح ُّب ال َّت ُّ
الشر ُه ُ
زاهة:
الن ِاكتساب َّ
ِ ُ
املعينة على ُ
الوسائل
عاء.
1-1الدُّ ُ
والسلف:
ِ حابة
والص ِ هلل عليه َّ
وسل َم َّ يب َصَّلى ا ُ زاهة ِمن سري ِة َّ
الن ِّ للن ِمناذج َّ
ُ
الله عليه وس َّل َم قال(( :إ ِّنيبي َص َّلى ُ -عن أبي ُهرير َة ِ
الله عنه ،عن ال َّن ِّ
رض َي ُ
أخشى فأر َف ُعها ِل ُك َلها ،ثم ْ ِ ِ
أهلي ،فأجدُ ال َّتمر َة ساقط ًة على فراشيْ ،
َل ِ
نقل ُب إلى ْ
تكون َصدق ًة ُفأ ْل ِقيها))(((.
َ أنْ
الشاعر:
ُ -وقال
والســـل ِم أن َْج ُح َ ُأ ِّنزه ن ِ
َفســـي َعن َأ َذى ال َق ْو ِل
وإنِّي إلى اإلســـا ِم ِّ والخنا ُ
أص َف ُح الذ ِ الج ْه ِ
ـل لكنِّي عن َّ ِ
نـب ْ عـن َ والحيـــا ُء َي ُر ُّدني وع ْقلـــي ودينـــي َ
نض ُح ٍ
نـــاء با َّلـــذي فِ ِوكل إِ
ُّ َ
(((
يـــه َي َ الهوى
فشـــتَّان ما ب ْيني و َب ْينـــك في َ
النَّشاطُ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ شاط يف واحلث على َّ
الن ِ ُّ غيب َّ
الت ُ
-قال تعالى :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ
ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ
ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﮊ [البقرة .]25 :وهذا
ِ ِ ِ ِ ِ
األعمال بذ ْك ِر جزائها و َثمراتها؛ فإ َّنها بذلك تخ ُّف و َت ُ
سه ُل(((. فيه َت ُ
نشيطهم على
ِّ
((لكل الله عليه وس َّل َم:
الله َص َّلى ُرسول ِ
ُ عمرو قال :قال بن ٍ عبد ِ
الله ِ -وعن ِ
فمن كانت َفتر ُته إلى ُس َّنتي فقد أف َل َح ،و َمن كانت ِّ ِ ٍ عم ٍل ِش َّر ٌة،
ولكل ش َّرة َف ْتر ٌةَ ، َ
شاط ِ
واله َّمة(((. والش َّر ٌة :ال َّن ٌ
غير ذلك فقد ه َل َك))(((ِّ . إلى ِ
بالصالحين. ِ
االختالط والمث ِّبطين ،وعدَ ُم سة ُُ 3-3مجا َل ُ
َ الكسالى ُ
بالمسؤولي ِة.
َّ الش ِ
عور عدم ُّ
ُ 4-4
وزياد ِته(((:
شاط ِ اكتساب َّ
الن ِ ِ ُ
املعينة على ُ
الوسائل
وامتثال طاعتِه.
ُ الله ،وال َّتذكر ُة بآياتِه،
ِ 1-1ذكر ِ
ُ
ورحمتِه. ِ
بفض ِل الله َ
الفرح ْ
ُ 2-2
ِ
صص السابقين. 3-3ال َّت ُّأم ُل في َق
سن.
الح ُ ُ 4-4
الفأل َ
والسلف:
ِ حابة
والص ِ هلل عليه َّ
وسل َم َّ يب َصَّلى ا ُ شاط ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ للن ِ َن ُ
اذج َّ
الله عليه وس َّل َم، سول ِ
الله َص َّلى ُ الله عنها صال َة َر ِ رض َي ُ عائشة ِ
ُ -وص َف ْت
أه ِله قضى ٌ
حاجة إلى ْ إن كانت لهآخره ،ثم ْ ِ
الليل و ُي ْحيي َ نام َّأو َل
فقالت( :كان َي ُ
َ
فأفاض عليه الما َءْ ... األو ِل ...و َث َب... ِ
وإن ينام ،فإذا كان عندَ النِّداء َّحاجتَه ،ثم ُ
ِ ِ يك ْن ُجنبا َت َّ َ
لم ُ
كعتين)(((. للصالة ،ثم ص َّلى َّ
الر الر ِ
جل َّ وضأ ُوضو َء َّ ً
لطاعة ِ
الله؛ ِ أروع األمثلة في ال َّن ِ
شاط الله عنهم َ -وقد َضر َب األنصار ِ
رض َي ُ ُ َ
مامك حتى ِ
تص َل إلى الله ،إ َّنا برآء ِمن ِذ ِ
رسول ِ َ فحين بايعوه بالع ِ
قبة ،قالوا :يا
ُ ُ َ َُ
مما َنمن َُع منه أبناءنا ونِساءنا... ِ ِ
وص ْل َت إلينا فأنت في ذ َممناَ ،ن ْمن َُعك َّ ِ
دارنا ،فإذا َ
الحق،ئت به هو ُّ أن ما ِج َوش ِهدنا َّ وقال له سعدُ بن م ٍ
عاذ :فقدْ آم َّنا بك ،وصدَّ ْقناكَ ، ُ ُ
رسول ِ َ ِ
الله والطاعة ،فا ْم ِ
ض يا وأع َطيناك على ذلك ُعهو َدنا و َمواثي َقنا على َّ
السم ِع ْ
فخ ْضتَه، البحرُ ،
َ تعرض َت بنا هذا اس ْ ِ لِ َما أ َم َرك ُ
الله ،فوا َّلذي َبع َثك بالحقِّ ،إن ْ
أن َتلقى بنا َعدُ َّونا غدً ا ،إ َّنا كر ُه ْ َل ُخضنا ُه معك ،ما َيتخ َّل ُف م َّنا ٌ
رجل واحدٌ ،وما َن َ
ولعل الل َه ي ِريك م َّنا ما ت َقر به عينُكِ ،
فس ْر بِنا الحرب ،صدُ ٌق عندَ ال ِّل ِ َل ُص ُب ٌر في
ُّ ُ َّ قاء، ِ ُ
ونشطِه ذلك، بقول س ٍ
عدَ ، ِ َ الله عليه وس َّل َم رسول ِ
الله َص َّلى ُ ُ فس َّر ِ ِ
على َبركة اللهُ .
ِ
ائفتين، فإن الل َه قد َو َعدني إحدى َّ
الط الله وأ ْب ِشروا؛ َّ
بركة ِ ثم قالِ :سيروا على ِ
َّ
اآلن ُ
أنظ ُر إلى مصار ِع القو ِم(((. ِ
والله َلكأ ِّني َ
ِ
الحديث ِ
طلب ص على -وقال أبو حات ٍم :قال لي أبو ُزرع َة( :ما ُ
أح َر َ
رأيت ْ
حريص ،فقالَ :من أش َب َه أبا ُه فما ظ َل َم .قال
ٌ الرحمن ا ْبني َل
ِ فقلت لهَّ :
إن عبدَ منكُ ،
ِ وسؤاالتِه ِ ِ ِ الر َّق ُام :فسأ ْل ُت عبدَ
ألبيه ،فقال: الرحمن عن ا ِّتفاق كثرة َّ
السما ِع له ُ َّ
وأقر ُأ عليه ،و َي ُ
دخل دخل َ
الخال َء َ وأقر ُأ عليه ،و َي ُ
ويمشي َ
ُ
يأك ُل وأ ْق َرأ عليهْ ،
ر َّبما ُ
وأقر ُأ عليه)(((. ٍ ِ
طلب شيء َ البيت في
َ
النُّصر ُة
معنى ُّ
النصر ِة:
واالسم :ال ُّنصر ُة(((.
ُ ال ُّنصر ُة ُلغ ًةَ :ن َص َره على َع ِّ
دوه َي ْن ُصر ُه َن ْص ًرا ،أيَ :أعا َنه و َق َّواه،
ِ
أخيه المسلم لر ْف ِع ُّ
الظل ِم عن ُ
اإليمانية التي َتد َف ُع اصطالحاَ :
الغير ُة ال ُّنصر ُة
َ ً
المسل ِم المستضع ِ
ف(((. َ ُ
واإلعانة واملَ ِ
عونة: ِ النصر ِة ُ
الفرق بني ُّ
ِ
المشاغ ِ
ب ،واإلعان ُة الم ِ ب َ المناز ِع المغالِ ِ
ِ تكون َّإل على
ال ُّنصر ُة ال ُ
ناوئ والخص ِم ُ
ونص َره عليه، تقول :أعا َن ُه على َمن غا َل َبه َ
وناز َعه َ ُ تكون على ذلك وعلى ِ
غيره؛ ُ
نص َره على ِ
األحمال ،وال ُيقالَ : وأعا َن ُه على ف ْق ِره :إذا أعطا ُه ما ُي ِعينه ،وأعا َن ُه على
ِ ِ
األعداء، بالمعونة على ختص خاص ٌة .وال َّن ُ
صر َي ُّ عام ٌة ،وال ُّنصر ُة َّ ُ
فاإلعانة َّ ذلك؛
س(((. ِ ٌ نص ٍر شيء؛ ٍُّ عام ٌة في ِّ ُ
معونة وال َينعك ُ فكل ْ كل والمعونة َّ
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ احلث على ُّ
النصر ِة يف ُّ
َّ
وجل :ﮋ ﯜ ﯝ ﯞﮊ [الحجرات.]10 : عز
الله َّ
-قال ُ
ملخصا من ((العين)) للخليل ((( ،)35/2تهذيب اللغة)) لألزهري ((( ،)197/4لسان العرب))
ً (((
البن منظور ((( ،)210/5المصباح المنير)) للفيومي ((( ،)607/2القاموس المحيط))
للفيروزابادي ((( ،)621/1تاج العروس)) للزبيدي (.)3538/1
((( ((هذه أخالقنا)) لمحمود الخزندار (ص.)57 :
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص.)540 :
250
ل
ُةرصُّنا األخالق المحمودة
ِ
العمل. نسوالجزاء ِمن ِج ِ
ُ الله،
نص ُره ُ
المظلوم َي ُ
َ نص ُر
أن الذي َي َُّ 3-3
وتأخ ْذ على َي ِد
ُ المظلوم،
َ نص ِر َّ
األم ُة فإن لم َت ُ
العقابْ ، ِ األم ِة ِمن
َ 4-4نجا ُة َّ
ِ الظال ِم ،و َتمن َْعه ِمن ُّ
َّ
الجميع.
َ قاب
فس َي ُع ُّم الع ُ الظل ِمَ ،
ِ الله لل َّن ِ
الله في
توله ُ اصر َمن يق ُف إلى جانبِه و َي ُ
نصره في الدُّ نيا ،و َي َّ ُ 5-5ي ِّ
سخ ُر ُ
ِ
اآلخرة.
ِمن ُص َور ُّ
النصر ِة:
1-1ال ُّنصر ُة ْقب َل وقو ِع ُّ
الظل ِم.
بالش ِ
فاعة للمظلو ِم. 3-3ال ُّنصر ُة َّ
4-4ال ُّنصر ُة بد ْف ِع أذى الس ِ
لطان عنه. ُّ
ِ
الجهاد. 5-5ال ُّنصر ُة في
صفة ُّ
النصر ِة: اكتساب ِ
ِ ُ
املعينة على ُ
الوسائل
لله ورسولِه
لله ورسولِه ،فبِقدْ ِر حبك ِ
ُ ِّ
طاعة ِ
ٌ أن َتع َل َم َّ
أن ُنصر َة المظلو ِم هي ْ 1-1
ُ
تكون طاع ُتك لهما.
252
ل
ُةرصُّنا األخالق المحمودة
((( أخرجه أحمد ( ،)1655والبزار ( ،)1000من حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه.
صححه الطبري في ((التفسير)) ( ،)77/1/4وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (:)175/8
َّ
رجاله رجال الصحيح.
((( ((سيرة ابن هشام)) (.)133 ،134/1
((( أخرجه البخاري (.)4815
253
ةحيصَّنلا األخالق المحمودة
النَّصيح ُة
صيحة:
ِ معنى َّ
الن
وغ ِيره، الشيءَ :خ َلص ،وال َّناصح :الخالِ ِ
الع َس ِل َ
ص من َُ ُ َ ال َّنصيح ُة ُلغ ًةَ :ن َص َح َّ ُ
نقيض ِ ٍ
ش(((.الغ ِّ ُ وكل َشيء َخ َل َ
ص ،فقدْ َن َص َح ،وال ُّن ْص ُح ُّ
الفساد(((.
ُ عما فيه
هي َّ
الح ،وال َّن ُ
الص ُ اصطالحا :الدُّ ُ
عاء إلى ما فيه َّ ً ال َّنصيح ُة
الم :ﮋ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ
الس ُ -وكذلك قو ُله ِحكاي ًة عن ُش ٍ
عيب عليه َّ
ﯤ ﯥﮊ [األعراف.]93 :
صيحة:
ِ السلف يف َّ
الن ِ ُ
أقوال
ونه ِيه عن ِ ِ اس ِ ِ
الله عنهما عن أ ْم ِر ُّ
السلطان بالمعروف ْ رض َي ُ عب ٍ ُ -سئ َل ُ
ابن َّ
وبينه)(((. كنت ً
فاعل وال ُبدَّ ،ففيما ْبينك ْ نك ِر ،فقالْ :
(إن َ الم َ
ُ
فاألمر
ُ للهِ ،قيل:
أفضل؟ قال( :ال ُّنصح ِ
ُ ُ ِ
األعمال أي ِ
المباركُّ :
َ وسئ َل ُ
ابن ِ -
ُ
ِ
يأم َر وال َي ْنهى)(((.
أن ال ُ المنك ِر؟ قالُ :ج ْهدُ ه إذا َ
نص َح ْ َ هي عن
بالمعروف وال َّن ُ
صيحة:
ِ فوائ ُد َّ
الن
ِ
اإليمان. وجوهر صيحة ُل ُّب الدِّ ِ
ين، ُ 1-1ال َّن
ُ
صيحة:
ِ ِمن ُص َور َّ
الن
صيحة ِ
لله تعالى. ُ 1-1ال َّن
ِ
لكتابه ُسبحانه وتعالى. ُ
صيحة 2-2ال َّن
صيحة:
ِ الن ُ
ضوابط يف َّ
ِ
صيحة. اإلخالص في ال َّن 1-1
ُ
2-2الع ْل ُم بما َي َ
نص ُح به.
والخ ُ
لطة. الص ُ
حبة ُ ُّ 4-4
هلل عليه َّ
وسل َم يب َصَّلى ا ُ والتناصح ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ صيحة مناذج يف َّ
الن
ُ ِ ِ ُ
حابة:
والص ِ
َّ
الله عليه وس َّل َم رسول ِ
الله َص َّلى ُ ُ الله عنه ،قالَ :ب َعثني
رض َي ُ -عن م ٍ
عاذ ِ
ُ
أن ال إل َه َّإل ُ
الله الكتاب ،فاد ُعهم إلى َش ِ
هادة ْ ِ فقال(( :إ َّنك تأتي قو ًما ِمن ِ
أهل
ْ
س افتر َ فأع ِل ْمهم َّ اللهْ ،رسول ِ
ُ وأ ِّني
خم َ
ض عليهم ْ أن الل َه َ فإن هم أطاعوا لذلك ْ
افتر َ
ض عليهم فأع ِل ْمهم َّ ٍ
وليلةْ ، كل يو ٍم ٍ
صلوات في ِّ
أن الل َه َ فإن هم أطاعوا لذلك ْ
وكرائم أغنيائهم ف ُترد في ُف ِ
قرائهمْ ،
فإن هم أطاعوا لذلك فإ َّياك ِ ؤخ ُذ ِمن
َصدق ًة ُت َ
َ َ ُّ
ِ ِ ِ ِ
جاب))(((. أموالهم ،واتَّق دعو َة المظلو ِم؛ فإ َّنه ليس ْبينها ْ
وبين الله ح ٌ
صيحة:
ِ وشع ٌر يف َّ
الن ٌ
وأمثال ِ كم
ِح ٌ
صحه وزانه ،و َمن َ
وعظه َعالني ًة الشافعيَ ( :من َو َع َظ أخاه ًّ
سرا فقد َن َ ُّ -قال
فقد َف َ
ضحه وشا َنه)(((.
-اس َم ْع ممن ال ِ
يجدُ منك ُبدًّ ا ،أي :ا ْق َب ْل َنصيح َة َمن َيط ُل ُب ن ْف َعك ،يعني: َّ ْ
بل إلى ن ْف ِسك(((. نفعا إلى ن ْف ِسهْ ، ِ
ستجل ُب بنُصحك ً ِ ِ
األبوين و َمن ال َي
األصمعي:
ُّ -وقال
ناصح ن ُْص ًحـــا وال َت ُل ِم
ٍ َـــر ُد ْد على
ت ْ الر ُ
جال فال أرخص ما بـــاع ِّ
ُ ُّصح
الن ُ
ِ
األلباب وال َفه ِم على الر ِ
جـال ذوي َخفـــى م ِ
ناه ُجها َّصائـــح ال ت ْ َّ
إن الن
(((
ِّ َ َ
الشافعي:
ِّ نس ُب إلى
ومما ُي َ
َّ -
الور َعُ
الورع: ُ
لف والعلما ِء يف ِ
الس ِ
أقوال َّ
أن َي َّت ِقي الل َه العبدُ ،ح َّتى َي َّت ِقيه ِمن ِم ِ ِ
ثقال َ َ -قال أبو الدَّ رداءَ ( :ت ُ
مام ال َّتقوى ْ
يكون حرا ًماِ ،حجا ًبا ْبينه
َ حالل؛ خشي َة ْ
أن ٌ َذ َّر ٍة ،وحتى َي ُتر َك َ
بعض ما َيرى أ َّنه
وبين الحرا ِم)(((.
والز ِ
أه ُل الور ِع ُّ ِ
هد)(((. لساء الله غدً ا ْ
(ج ُ -قال أبو ُهرير َةُ :
الز ِ
أن القناع َة َّأو ُل ِّ
الرضا)(((. هد ،كما َّ (الور ُع َّأو ُل ُّ
َ اراني: -قال أبو ُس َ
ليمان الدَّ ُّ
الورعِ؛ ما حاك في ن ْف ِسك فات ُْر ْكه)(((. ِ
أسه َل من َ
رأيت َ
َّوري( :ما ُ -قال ُس ُ
فيان الث ُّ
ممن قال ُ ِ مبناها على الور ِع فتكون تلك ُّ
الظ ُ ُ ٍ
فيكون صاح ُبه َّ الفاسد، نون ْ كاذبة،
رع الله تعالى فيه :ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﮊ [النجمَ ،]23 :
وو ُ ُ
ِ
الباب. كثير منه ِمن هذا ِ
أهل البد ِع ٌ
فوائ ُد ِ
الورع وآثا ُره:
جلب محب َة ِ
الله ُسبحانه وتعالى. َّ َ 1-1ي ِ ُ
الش ِ
بهات وال ُبعدُ عنها. 2-2فيه ْتر ُك ُّ
ِ
طعم والمشْ ُ
رب. الم ُ يب َ 3-3به َيط ُ
الستجابة الدُّ ِ
عاء. ِ سببٌ 4-4
والع ِ
رض. ين ِ االستبراء للدِّ ِ 5-5
ُ
أسباب َك ِ
مال ال َّتقوى. ِ سبب ِمن
الورع ٌ
ُ 6-6
الورع: ُ
درجات ِ
ٍ
رجات: ِ
ثالث َد الورع على
ُ
ِ ِ ِ ِ القبائح؛ لص ِ
ون الن ْف ِ
اإليمان. وصيانة سنات الح
وتوفير َ س، ِ َ األولى :تج ُّن ُب
ِ ِ ال َّثاني ُةِ :ح ُ
وصعو ًدا
الصيانة وال َّتقوىُ ، فظ الحدود عندَ ما ال ْبأ َ
س به؛ إبقا ًء على ِّ
ِ
الحدود. عن الدَّ ِ
ناءة ،وتخ ُّل ًصا عن اقتحا ِم
ومظاه ِره:
ِ الورع
ور ِ ِمن ُص ِ
رسول ِ
ُ الورع في ال َّن ِ
الله عليه وس َّل َم ٍّ
لعلي رضي الله الله َص َّلى ُ ظر :قال ُ 1-1
السمعِ.
الورع في َّ
ُ 2-2
ثالث ِم ٍئة
َ رأيت ِ
البراء ِ الورع في ال َفتوى :عن
الله عنه ،قال( :لقد ُ رض َي ُ ُ 5-5
أن ي ِ ِ ٍ ِ ِمن ِ
كف َيه صاح ُبه ال َفتوى)(((. أهل بدْ ٍر ،ما منهم من أحد َّإل وهو ُيح ُّب ْ َ
الورع: ُ
اكتساب ِ
ِ وسائل
ورغبته فِيما له .وبت ُّ
َذك ِره ِ
َذك ِره منه ل َما عليهَ ،
ِ
بخمسة أشيا َء :بالع ْل ِم .وبت ُّ ُ
يكون
الجب ِ
ار. َّ الم ِل ِك ِ
َذك ِره استحيا َءه من َ
ِ
عظم َة الله وجال َله ،و ُقدر َته ُ
وسلطا َنه .وبت ُّ
ِ
الشبه(((. الله عليه ،وبقائه له على ب ِ غض ِ َذك ِره خو َفه ِمن َ
بت ُّ
والسلف:
ِ حابة
والص ِ
وسل َم َّ يب َصَّلى ُ
اهلل عليه َّ مناذج يف الورع ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ ُ
ِ
َ
تكون ٍ
سقوطة ،فقال :لوال ْ
أن الله عليه وس َّلم بتم ٍ
رة َم بي َص َّلى ُ
َ ْ ((مر ال َّن ُّ
َّ -
َصدق ًة َلك ْل ُتها))(((.
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ األم ُر بالوفا ِء بالعه ِد والوع ِد يف
-قال ُسبحانه :ﮋﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﮊ [اإلسراء.]34 :
عز ِمن ٍ
قائل :ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ -وقال َّ
ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ [الرعد.]20-19 :
أقسا ُم ْ
العه ِد:
فإن الل َه ُسبحانه وتعالى قال في كتابِه: َّ
وجل؛ َّ عز
الله َّ ِ
القسم األو ُل :عهدٌ مع ِ
ْ ُ َّ
ﮋ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ
الله العهدَ على ِع ِ
جميعا ْ
أن ً باده أخ َذ ُ ْ ﭵ ﭶﭷ ﭸﮊ [األعراف ،]172 :فقد َ
شركوا به شيئًا؛ أل َّنه ر ُّبهم وخالِ ُقهم.
َيع ُبدوه وال ُي ِ
ِ
اإلنسان العهود التي ت َق ُع ْبين ال َّن ِ
اس :بين ُ باد ِ
الله ،ومنه ِ
القسم ال َّثاني :العهدُ مع ِع ِ
ُ
ِ
المعروفة ،فقد ِ
العهود وغير ذلك ِمن ار، ِ
وأخيه المسل ِم ،بين المسلمين والك َّف ِ
ُ ْ
وجل :ﮋ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ َّ عز ِ
بالوفاء بالع ِ
هد؛ فقال َّ َ الله تعالى
أ َم َر ُ
ﯠ ﯡ ﮊ [اإلسراء.(((]34 :
فوائ ُد الوفا ِء ْ
بالعه ِد وآثا ُره:
ِ
مرات االلتزا ِمالله ،وثمر ٌة ِمن َث
هد ِ ِ
الوفاء بع ِ أثر ِمن ِ
آثار
َ 1-1ال َّتقوى ،وهي ٌ
بم ِ
يثاقه؛ قال تعالى :ﮋ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ِ
ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﮊ [البقرة.]63 :
حابة:
والص ِ هلل عليه َّ
وسل َم َّ يب َصَّلى ا ُ مناذج يف الوفا ِء ِمن حيا ِة َّ
الن ِّ ُ
ديقات َزوجتِه خديج َة ِ الله عليه وس َّل َم أ َّنه كان ُي ِ
كر ُم َص فائه َص َّلى ُ ِ -من و ِ
َ
بن ٍ
مالك ِ أنس ِ فعن ِ ِ ِ
بي الله عنه قال(( :كان ال َّن ُّ
رض َي ُ الله عنها بعدَ موتها؛ ْ رض َي ُ
ُ بالش ِالله عليه وس َّل َم إذا ُأتِ َي َّ
يقول :ا ْذ َهبوا به إلى ُفالن َة؛ فإ َّنها كانت يء َص َّلى ُ
يت ُفالن َة؛ فإ َّنها كانت ُت ِح ُّب خديج َة))(((. صديق َة خديج َة ،ا ْذ َهبوا به إلى ب ِ
َ َ
رسول ِ
ُ عبد ِ
الله ِ بن ِ ِ
جابر ِ ِ ِ
الله الله عنهما ،قال(( :قال لي
رض َي ُ وعدَ اته؛ ْ
فعن
أعط ْي ُتك هكذا وهكذا ،ثال ًثا، البحرين ،لقد َ ِ ى الله عليه وس َّل َم :لو قدْ جاء ُ
مال ُ َص َّل
فلما َق ِد َم على
الله عليه وس َّل َمَّ ،
الله َص َّلى ُ رسول ِ ُ ضالبحرين ح َّتى ُقبِ َ
ِ فلم َيقدَ ْم ُ
مال
ين أو ِعدَ ٌة،
الله عليه وس َّل َم َد ٌ
بي َص َّلى ُ ِ أبي ٍ
بكر أ َم َر ُمناد ًيا ،فنادىَ :من كان له عندَ ال َّن ِّ
الله عليه وس َّل َم قال: بي َص َّلى ُ ئت أبا ٍ
بكر ،فأخ َب ْر ُته َّ ف ْليأتِني .قال جابرِ :
أن ال َّن َّ فج ُ ٌ
جابر: أع َط ْي ُتك هكذا وهكذا» ثال ًثا .قالْ :
فأعطاني ،قال ٌ ِ
البحرين ْ «لو جاء ُ
مال
فلم ُيعطِني ،ثم أ َت ْي ُته الثَّالث َة ِ ف َل ِق ُ
يت أبا ٍ
بكر بعدَ ذلك ،فسأ ْل ُته فلم ُيعطني ،ثم أ َت ْي ُته ْ
ِ ِ فلم ُيعطِني،
ثم أ َت ْي ُتك ْ
فلم فلم ُتعطنيَّ ، ثم أ َت ْي ُتك ْ فقلت له :قد أ َتي ُتك ْ
فلم ُتعطنيَّ ، ُ
بخ ُل عنِّي؟ وأي ٍ
داء بخ َل عنِّي ،فقال :أق ْل َتَ :ت َ أن ُتعطِ َيني ،وإ َّما ْ
أن َت َ ُتعطِني ،فإ َّما ْ
ُّ
أن ُأعطِ َيك))(((.مر ٍة َّإل وأنا ُأ ِريدُ ْ ِ
خل؟! -قا َلها ثال ًثا -ما َم ْنع ُتك من َّأدو ُأ ِمن ال ُب ِ
َ
العام ِة التي َت ُ
دخل فيها َّ
ِ
العهود ُ
تكون في أكثر طاع ًة ِ
للهَّ ،إل َّ
أن هذه الحال َة ال ُ
ِ
الناس. لآلخرين ِمن
َ ٌ
حقوق ما ِّد ٌية ِ
العهود التي َترتبِ ُط بها ولي ٌة ،وال في ٌ
حقوق َد َّ
وبين ِ
غيره؛ فاض ُ
لة ْبينه ْ الم َ ِ
األمور ،فقد َت ْجري ُ الله في ا ْلتزا ِم أ ْم ٍر ِمن
أما العهدُ مع ِ
َّ
حقيق َمرضاتِه. طاعة ِ
الله و َت ِ ِ أقرب إلى ِ
الختيار ما هو ُ
ِ ِ لسبب ِمن
ٍ ِ
الوفاء، عجزَ عن
األسباب ،و َمن َ الوفاء الرابع ُةْ :
العج ُز عن الحال ُة َّ
عذور؛ َلعد ِم استطاعتِه. ِ ِ ِ
دق َرغبته به وحرصه عليه ،فهو َم ٌ مع ِص ِ
وس ،وكان ِمن ابن أبي ُبرد َة ِمن َد ٍ هط ِميل :وهي ِمن ر ِ
َ َ 2-2أوفى ِمن ُأ ِّم َج ٍ
رجل ِمن األزْ ِد ،فب َلغَ ذلك
المخزومي قت ََل ً
َّ
ِ
المغيرة بن ِ
الوليد ِ بن هشام َ
َ َوفائهاَّ :
أن
هري لِ َي ْقتلوه ،فعدَ ا حتى َ
دخ َل الف ِّاب ِ الخط ِ
َّ بن ِ
ضرار ِ فو َثبوا على ِ
بالسراةَ ،
قو َمه َّ
فمنَعوه لها. ِ بيت ُأ ِّم َج ٍ
ميل وعاذ بها ،فقامت في ُوجوههم ،و َد َعت قو َمها َ َ
الشاعر:
ُ -قال
ِ
اإلخالف وال ُّلـــؤ ُم َم ْق ٌ
رون بـــذي إن الوفـــا َء علـــى الكريـــ ِم فريض ٌة
َّ
ِ ((( ِ وتَـــرى الكريم لِمن ي ِ
عاشـــر م ِ
ـــب اإلنصاف
ئيم ُمجان َوتَرى ال َّل َ نص ًفا ُ ُ َ َ ُ
آخر:
وقال ُ
نعـــم ،فأتِ َّم ُه ٍ
واجب
ُ الح ِّر
«نعم» َدي ٌن علـــى ُ
ْ َّ
فإن ْ ـــيء: إذا ق ْل َ
ـــت في َش
ِ (((
الناس :إنَّـــك كاذ ُب
ُ َ
يقـــول لئلَّ َســـتر ْح وت ُِر ْح بها
ِ ـــل« :ال» ت َّ
وإل ف ُق ْ
الوقارُ
الوقار:
ِ معنى
ِ ٍ ِ
وقر: ٌ
ورجل ُم ٌ قور، ٌ
ورجل ذو ق َرة ،أيَ :و ٌ والس ُ
كون، والر ُ
زانة ُّ الوقار ُلغ ًة :الح ُ
لم َّ ُ
جر ٌب(((.
ُم َّ
ِ كات التي ُ س و َثبا ُتها عندَ الحر ِكون ال َّن ْف ِ
اصطالحاُ :س ُ قار
المطالب(((. تكون في َ َ ً الو ُ
َ
ِ
والحركة فيما ِ
اإلشارة ِ
وكثرة ث،ضول الكال ِم والعب ِ
ِ ُ
اإلمساك عن ُف وقيل :هوِ
َ
واإلصغاء عندَ االستفها ِم ،وال َّتو ُّق ُف عن ِ
الغضب، يستَغنى عن ال َّتحر ِك فيهِ ،
وق َّل ُة
ُ ُّ ُ
ِ
األمور(((. حف ُظ ِمن ال َّتسرعِ ،والم ِ
باكرة في جمي ِع ِ
الجواب ،وال َّت ُّ
ُ ُّ
كينة(((:
والس ِ
وقري َّ قار َّ
والت ِ ُ
الفرق بني ال َو ِ
ستعم ُل في معنى ال َّتعظي ِمُ ،يقال :و َّق ْر ُته :إذا َّ
عظ ْمتَه. وقير ُي َ
ال َّت ُ
ِ
الهيئة؛ والوقار :في كات ،واجتناب العب ِ
ث، كينة :هي ال َّتأ ِّني في الحر ِ
والس ُ
ُ َ ُ َ َ َّ
وعد ِم اال ْل ِ ض الص ِ ِ
تفات. وتَ ، البصر ،وخ ْف ِ َّ ِّ
كغض
نة:
والس ِ
القرآن ُّ
ِ قار يف ُّ
واحلث على ال َو ِ غيب َّ
الت ُ
بارك وتعالى :ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ -قال َت َ
مشون بس ٍ
كينة ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﮊ [الفرقان ،]63 :أيَ :ي ُ
َ
((( ((الصحاح)) للجوهري ((( ،)848/2مفردات القرآن)) للراغب (ص(( ،)880 :لسان
العرب)) البن منظور ((( ،)4891-4889/8المصباح المنير)) للفيومي (.)668/2
((( ((تهذيب األخالق)) لمسكويه (ص.)28 :
((( ((تهذيب األخالق)) للجاحظ (ص.)22 :
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)147 :شرح النووي على مسلم)) (.)100/5
273
ُراقولا األخالق المحمودة
خفقون بنِعالِهم َ
أش ًرا َ
وبط ًرا(((. دامهم ،وال ي ِ
َ
ضربون بأ ْق ِ وو ٍ
قار وتواضعٍ ،ال َي ِ َ
بارك وتعالى :ﮋﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ الله َت َ
-وقال ُ
ِ
تخي ًل ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﮊ [لقمان ،]19 :أي :ل َي ُك ْن َمشْ ُيك ْ
قصدً ا ،ال ُّ
كينة ،كقولِه :ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﮊ قار والس ِ
َّ بالو ِ
ش َ إسراعا .وقيل :ا ْم ِ
ً وال
[الفرقان.(((]63 :
الله عليه وس َّلم
النبي ص َّلى ُ -وعن عائش َة ِ
رأيت َّ الله عنها قالت(( :ما ُ رض َي ُ
ضاح ًكا حتى أرى منه َلهواتِه ،إ َّنما كان يت َب َّس ُم))(((.
ِ مست ِ
َجم ًعا َق ُّط ُ
عظ ِم أحوالِه
الله عليه وس َّل َم كان في ُم َ ِ
األحاديثُّ :
يدل أ َّنه َص َّلى ُ ومجموع
ُ
والمكرو ُه ِمن ذلك إ َّنما هو فضح َكَ ،
ال ي ِزيدُ على ال َّتبس ِم ،وربما زاد على ذلك َ ِ
َّ ُّ َ
الوقار(((. اإلفراط فيه؛ أل َّنه ي ِ
ذه ُب ُ اإلكثار منه أو
َ ُ ُ
قار: ْ ُ
لف والعلما ِء يف مد ِح ال َو ِ
الس ِ
أقوال َّ
الص ِ
غير، رح ُم على َّ ِ
الكبير ،وال َّت ُّ ِ
الوقارَ :ت ُ
عظيم (ثالثة ِمن أعال ِم
ٌ -قال ذو ال ُّن ِ
ون:
وال َّتح ُّل ُم على الوضيعِ)(((.
الله عنه قال( :تع َّلموا
رض َي ُ اب ِ الخط ِ
َّ بن
عمر َ
أن َ بن ُمسل ٍمَّ ، -عن ِع ْم َ
ران ِ
لمن ُيع ِّل ُمكم َ
وتواضعوا َ والسكين َة،
قار َّ الناس ،و َتع َّلموا له َ
الو َ َ الع ْل َم وع ِّل ُموه
ِ
العلماء ،فال َيقوم لمن ُتع ِّلمونه الع ْل َم ،وال تكونوا َجبابر َة َ الع ْل َم،
وتواضعوا َ
بج ِ ِ
هلكم)(((. ع ْل ُمكم َ
= قال البيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) ( :)153/2هذا هو الصحيح عن عمر من
مرفوعا وهو ضعيف.
ً قوله .وذكر أنه روي
((( ((اآلداب الشرعية)) البن مفلح (.)433/2
275
ُراقولا األخالق المحمودة
الح ُ
مق. ُ 2-2
الغضب.
ُ 3-3
ظهر و ُقبح الص ِ ِ
ورة. ُ ُّ الم ِ 4-4ال َبذاذ ُة ،ومن ُص َو ِرهاُ :س ُ
وء َ
الوقار؛ فقد قال عمر ِ
ِ زاح ُتؤ ِّدي إلى س ِ
الله عنهَ ( :من
رض َي ُ ُ قوط ُ 5-5كثر ُة ُ
الم ِ
مزَ ح اس ُت ِ
خ َّف به)(((. َ ْ
َّ 6-6
الط ُ
يش.
والم ُ
يل إليه. ِ
ماع الغناء َ
َ 7-7س ُ
والسلف:
ِ حابة
والص ِ
قار ِمن حيا ِة األنبيا ِء َّ
فة ال َو ِ
لص ِ
مناذج ِ
ُ
صم َت فعليه الله عليه وس َّل َمْ :بي َص َّلى ُ ٍ ِ ُ
(إن َ -جاء في َو ْصف أ ِّم َمع َبد لل َّن ِّ
وأحسنُه اس وأبهاه ِمن ٍ
بعيد، أجم ُل ال َّن ِ وإن تك َّل َم َسما ُه َ
الوقارْ ،
َ ُ البهاءَ ،
ُ وعال ُه ُ
كأن َمنطِ َقه َخ َر ُ
زات صل ،ال َن ْز ٌر وال َه َذ ٌرَّ ،
نطقَ ،ف ٌ الم ِ ٍ
قريبُ ،ح ْل ُو َ وأجم ُله ِمن
َ
نظ ٍم َيتحدَّ ْر َنَ ،ر ْب َع ٌة)(((. ْ
وأو َل الض َ اس أضاف َّ إبراهيم َّأو َل ال َّن ِ المس ِّي ِ عيد ِ -عن س ِ
يفَّ ، ُ ب قال :كان بن ُ َ
اس رأى وأو َل ال َّن َ
اس اختت ََنَّ ،وأو َل ال َّن ِ
واستحدَّ َّ ،
َ فار ُه
أظ َشار َبه وق َّل َم ْص ِ اس َق َّ
ال َّن َ
رب ِز ْدني َو ً
قارا(((. قار ،قالِّ : الو ُرب ،ما هذا؟ قالَ : يب ،فقال :يا ِّ الش ََّ
الله عنه يوم الس ِ
قيفة أح َل َم رض َي ُبكر ِ الله عنه( :كان أبو ٍ
رض َي ُ -قال عمر ِ
َ َّ ُ
أع َجبتني في َت ْز ِويريَّ ،إل قال في َبديهتِه ِمث َلها ٍ ِ ِ
منِّي وأو َق َر ،والله ما َتر َك من كلمة ْ
َ
الحديث)(((. أفض َل منها ح َّتى َ
سك َت... أو َ
ِ
الهجرة: إمام ِ
دار اإلمام ً بار ِك َيمدَ ُح
مالكا َ َ الم َ
ابن ُ
-قال ُ
ِ ـــع َهيب ًة ْيأبـــى
األذقـــان نــواكــس
ُ ـســائــلــون
فــالـ َّ راج ُالجـــواب فما ُي َ
َ
ِ ((( ِ الوقـــار ِ
ِ
الم ِه ُ
يب وليس ذا ُســـلطان فهـــو َ ـــلطان التُّقى وع ُّز ُس َهدْ ُي
الوقار(((:
ِ وشع ٌر عن ٌ
وأمثال ِ ِح َك ٌم
فتح َّل ْم و َت َو َّق ْر عط َ
ف به ذو الع ْل ِمَ ، ِ
الوقار والح ْل ِم أز َي ُن ما َت َّ إن ِردا َء
-قالواَّ :
ِ
جدائلك. وإن لم َيكو َنا ِمن
ْ
ِ
الملوك علماء مل ٍك َتر ًفا ،فقال :ليس ال َّتاج الذي ي ِ
فتخ ُر به -ورأى حكيم ِمن ِ
ُ َ ُ ٌ
ِ ِ بجواهر ِ
ِ ِ
بالبسطة عندَ الملوك وأحم ُق
َ الحل ِم، المك َّل ُل
قار ُ ف َّض ًة وال َذه ًبا ،لك َّنه َ
الو ُ
ظهور الس ِ
قطة َمن ات ََّسعت ُقدر ُته. ِ َّ
الشاعر:
ُ -قال
هو الوقار و َقـــر ُن ِ
الع ْلـــ ِم بال َع َم ِل ْ َ ُ ُ جال بِ ِه
الر ُ َ
َمـــال الذي ســـا َد ِّ َّ
إن الك
ص واأل َم ِل ـــر ِ ِ ِ
و َق ْل ُبه فـــي ُقيود الح ْ ـــا بمنْطِ ِقه
عجب ً
ِ
لمـــن َي ْزدهي ْ ف ُق ْل َ
ِ ((( ِ ٍ
ســـاه عـــ ْن تال ُعبِكُم
األجل
لك َّن َموعدَ كُم فـــي ُمنْتهى َ َم ْه ًل َ
فما الل ُه
((( ((من أعالم أهل السنة والجماعة -عبد الله بن المبارك)) للزهراني (.)41/1
((( ((مقامات الزمخشري)) (ص(( ،)179 :محاضرات األدباء)) للراغب (.)276/1
((( ((موارد الظمآن)) لعبد العزيز السلمان (.)82/4
277
ُ
األخالق
مذْ موم ُة
ال َ
ةءاسإلا األخالق المذمومة
اإلساء ُة
الف ْر ُق ْ
بي اإلساء ِة واملَ َض َّرة(((: َ
ِ ٌ
حس ُن؛ َن َ
حو كون َم َض َّر ٌة حسن ًة؛ إذا ُقصد بها ْ
وج ٌه َي ُ قبيحة ،وقد َت ُ اإلساء ُة
َ
وبالكدِّ لل َّتع ُّل ِم وال َّتعلي ِم. رب لل َّت ِ
أديب، الم َض َّر ِة َّ
بالض ِ َ
ِ
اإلساءة(((. وحذ َر ِم َنَّ
الله ع َل ِيه وس َّل َم َبع َثه
بي ص َّلى ُ الله عنهَّ ،
((أن ال َّن َّ ضي ُ بن ج َب ٍل َر َ
-وعن م ِ
عاذ ِ ُ
عام ...وإذا الم ،وا ْب ُذ ِل َّ وصني ،قالَ :أ ِ رسول ِ
اللهَ ،أ ِ َ إلى َقو ٍم فقال :يا
الط َ الس َ فش َّ
حسن ،و ْل ُت ِ ِ
حس ْن ُخ ُل َقك ما َ
استط ْع َت))(((. سأت َفأ ْ َأ َ
اللهَ ،أ َ
نؤاخ ُذ رسول ِ َ رج ٌل :يا ٍ وعن ِ ِ -
الله عنه قال(( :قال ُ ضي ُ ابن مسعود َر َ
يؤاخ ْذ بما َع ِم َل في حس َن في اإلسال ِم لم َ َ
الجاهلية؟ قالَ :من أ َ
ِ
َّ بما َع ِم ْلنا في
ِ
باإلساءة: والمراد
ُ ِ
واآلخ ِر))(((. باألو ِل الجاه َّلي ِة ،و َمن َأسا َء في اإلسال ِم ُأ ِخ َذ ِ
َّ
ِ
اإلساءة(((. فر ،وهو ُ
غاية ُ
الك ُ
السلف والعلما ِء يف اإلساءة:
أقوال َّ
الل بن ٍ ِ ِ َ
سعد، اس إلى االستسقاء ،فقام فيهم بِ ُ ُ (خرج ال َّن ُ زاعيَ :
-قال األ ْو ُّ
ِ عش َر َمن َح َضر ،أ َل ْس ُتم ُم ِق ِّر َ َ ِ
باإلساءة؟ ين ثم قال :يا َم َ فحمد الل َه وأ ْثنى عليهَّ ، َ
قول :ﮋ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ سم ُعك َت ُ
هم إ َّنا َن َهم َنعم ،قال :ال َّل َّ قالوا :ال َّل َّ
ور َفع ِ باإلساءةِ ،
ِ َ
وارح ْمنا ،واسقناَ ،َ فاغف ْر لنا قر ْرناﮧﮊ [التوبة ،]91 :وقد أ َ
ِ
فسقوا)(((. ور َفعوا أيد َي ُهمُ ، يدَ يهَ ،
من َج َمع إحسا ًنا وش َفق ًة،
المؤ َ
(إن ْ ُ
يقولَّ : الحس ِن ال َب ْص ِّ
ري أ َّنه كان َ ِ -
وعن
المنافِقَ َج َمع إساء ًة َ
وأ ْمنًا)(((. َّ
وإن ُ
وأقسامها:
ِ ِمن ُص َور اإلساء ِة
ِ
القاصر ُة ،وهي ٌ األو ُل :اإلساء ُة ِ
أنواع ،منها: سم َّالق ُ
سة ِ
أهل َّ
الش ِّر، الجاهلُ ،مجا َل ُ
ِ هاو ُن ،تقليدُ ِ ِ عر ُ
ض ألذية الله تعالى ،ال َّت ُ ال َّت ُّ
ُ
األكل بالذ ِ
هب، ب ،ال َّل ِعب بال َّن ِ
رد ،ال َّتخ ُّت ُم َّ س والك ْل ِالجر ِ ال َّتصوير ،استِ
ُ صحاب َُ ُ
والفض ِة.
َّ هبالذ ِ في َّ
ض الو ِ ُ
وقطيعة األرحا ِمَ ،ت ُ إفساد الو ِ ِ -غ ُّش الوالي ،تقصير الو ِ
الة باغ ُ ُ الة ُ ُ الة، ُ ُ
عاياهم.
ور ُ َ
ُ
اإلعانة على ِ
العدل، ئم ِة
عصية َأ َّ
ُ فاخر وال َّتكا ُثر ،ال َّلدَ ُد وكثْر ُة ِ
الخصا ِمَ ،م ُ -ال َّت ُ ُ
ِ
المعصية.
وإظهار ِ
العهد ،ال َّت ُّبر ُج ِ
أيمان اللهَ ،ن ُ
قض هادةِ ،ك ُ
تمان ما َأنزَ َل ُ الش ِ ِ -ك ُ
تمان َّ
ُ
الزِّ ِ
ينة.
ِ ُ ِ
اإلحسان، الحك ِمُ ،ك ُ
فر الهوى في ُ
باع َور وا ِّت ُ
الج ُ
والبخلَ ، الحقوقُّ ،
الش ُّح َ -ب ْخ ُس
سب ُب إلى َشت ِم األ َب َو ِ
ين. ال َّت ُّ
علي ُة ،وهي ٌ ِ سم ال َّث ُ ِ
أنواع ،منها: الث :اإلساء ُة الف َّ الق ُ
الم ْط ُل ِ الش ِ ِ
والجارَ ، ريك وعن َُت َّ
كار َ
الح ،االحت ُ المسل ِم ،اإلشار ُة ِّ
بالس ِ َ -ه ْج ُر ْ
مع ال َي ِ
سار.
ِ األرض وح ِ ِ الم ِ
بالمال الخيانة ،ال َّتصدُّ ُق
ُ دودها)، ِ ُ عالمات نار (أي: َ -ت ُ
غيير َ
الحرا ِم.
نين ،إظهار ِ
المؤ ِم َ
الض ِح ُك ِم َن ْ
الك ْب ِر. الطر ِ
ُ قاتَّ ، طر ُح األ َذى على ُّ ُ
ْ -
ِ ِ ِ
الكالب ،أذ َّي ُة الدَّ ِّ
واب. ناء
الع ْورات ،اقت ُ
ظر إلى َ حر ُ
مة ،ال َّن ُ الخ ْلو ُة ُ
الم َّ َ -
نك ِر
بالم َ جوز ،ال َّتناجي ْ ِ الش ُ
فاعة فيما ال َي ُ َّ -
األمر ُ
المؤذي ،ال َّتناجي بالمعاصيُ ،
283
ةءاسإلا األخالق المذمومة
اس َ
أشدُّ هم إساء ًة. أن َأ ْخ َ
وف ال َّن ِ َّ 6-6
ِ
جتمعِ. رين ُتس ِّب ُب العداو َة وال َبغضا َء ْبين أفراد ُ
الم َ 7-7اإلساء ُة إلى َ
اآلخ َ
اإلنسان إىل َغ ِ
ريه: ِ الوقوع يف إساءة
ِ ِمن أسباب
ِ
اإلساءة باإلساءة. ُ 1-مقا َب ُ
لة
ِ
القلب. 2-2قسو ُة
((( ((شجرة المعارف واألحوال)) للعز بن عبد السالم (ص )252-223 :بتصرف.
((( ((طريق الهجرتين)) البن ال َق ِّي ِم (ص.)272 :
284
ةءاسإلا األخالق المذمومة
((( ((أمثال العرب)) للمفضل الضبي ((( ،)119جمهرة األمثال)) للعسكري (ص،197 ،112 :
.)230
285
ةءاسإلا األخالق المذمومة
عنهما:
الله ُ
ضي ُ
علي َر َ
بن ٍّ
الحس ُن ُ
َ -قال
َ
عليك َشـــهيدُ ـــت في َيو ٍم
صبح َو َأ ْ ـك الماضي شهيدً ا ُمعدَّ ًل مضى َأ ُ
مس َ َ
(((
وأنـــت َحميدُ
َ ٍ
بإحســـان ف َثـــ ِّن ِ
باألمس اقتر ْف َت إســـاء ًة كنت ْ
فإن َ
اإلسراف والتَّبذير
والسَّنة:
بذير يف القرآن ُّ اإلسراف َّ
والت ِ ِ ذم
ُّ
-قال سبحانه :ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ
ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﮊ [األنعام.]141 :
س ما ِش َ
ئت ،ما (ك ْل ما ِش َ
ئت وا ْل َب ْ عنهماُ :
الله ُضي ُ عب ٍ
اس َر َ ابن َّ
-وقال ُ
خ ٌ
يلة)(((. تان :سر ٌف ،أو م ِ
ْك َخ َّل ِ َأ َ
خطأت َ
َ َ َ
ِ
بالبيت ،فقال :لو جاه ٍد
طوف مع م ِ (كنت َأ ُ األس ِ
ود قال: عثمان ِ ََ
ُ ُ بن ْ -وعن
ِ طاعة ِ
ِ آالف ِدره ٍم في
عشر َة ِ
سر ًفا ،ولو َأن َفقَ د ً
رهما واحدً ا في الله ما كان ُم ِ َأن َفقَ َ
فين)(((. الم ِ ِ ِ ِ
سر َ معصية الله كان م َن ُ
ظاه ِره:
وم ِاإلسراف َ
ِ ِمن ص َو ِر
اإلسراف على األن ُف ِ
س في المعاصي واآلثا ِم ،قال تعالى :ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ُ 1-
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮊ [الزمر.]35 :
فر ِ
الم ِ ِّ
األكل ِّ ُ
ط. والش َب ِع ُ اإلسراف في 2-2
اإلسراف في الو ِ
ضوء. ُ 3-3
ُ
ضاقت به
ْ الم ِ
سر َف ر َّبما بالكسب الحرا ِم؛ َّ
ألن ُ ِ ِ
المال ِ
طلب ُ 2-2ي ْفضي إلى
ِ
الكسب الحرا ِم إلشبا ِع هذه ثل ما َألِ َفه ،ف ُي ْض َط ُّر إلى
يعمل ِم َ
َ أن ُ
المعيشة و ُيريدُ ْ
ِ
الغريزة.
ِ
بالبدن. ِ
األكل َي ُض ُّر ُ
اإلسراف في 3-3
يطان في حياتِه.
الش ُ والم َب ِّذ ُر ُي ِ
شار ُكه َّ الم ِ
سر ُف ُ ُ 4-4
ِ
ياطين. ِ
إخوان َّ
الش اإلسراف وال َّتبذير ِمن ِص ِ
فات ُ 5-5
ُ
ٍ اإلسراف يجر إلى م َذم ٍ
كثيرة. ات َ َّ ُ َ ُ ُّ 6-6
290
ذبَّتلاو فارسإلا األخالق المذمومة
على ال َّن ِ
قيض تما ًما(((.
الغفلة ِ
عن اآلخرة. ُ 4-4
االفتراء والبهتان
معنى االفرتاء:
بالعج ِ
ب الن َي ْفري ال َف ِر َّي ،إذا كان يأتي
الكذ ُب واالختالق .و ُف ٌ االفتِراء ُلغ ًةِ :
َ
يتَ :د ِهشْ ُت ِ
وح ْر ُت(((. في ِ
عمله .و َف ِر ُ
العظيم ِمن
ُ
الغير بما ال ير َت ِ
ضيه .وقيل :هو َ ِ الك ِذ ُب في حقِّ
اصطالحاَ :
ً االفتِراء
َ
يكون(((. يصح ْ
أن ُ
واختالق ما ال ُّ ُ
وافتعال ِ
الكذب،
ِ
وباهتَه :استَق َب َله
فع ْل ُهَ .الر ُج َل ،أي :قال عليه ما لم َي َ ال ُبهتان ُلغ ًة :االفت ُ
راءَ ،ب َه َت َّ
جل َأ َبه ُته َب ْه ًتا ،إذا ٍ ِ
ريء ،ال َيع َل ُمه ،ف َي َبه ُت منه .و َب َه ُّت َّ
الر َ بأمر َيقذ ُفه به وهو منه َب ٌ
ِ
ب .و َب ِه َت و ُب ِه َت إذا َت َّ
حي َر(((. بالكذ ِ قا َب ْلتَه
وجه المكاب ِ
الك ِذب ا َّلذي يواج ُه به صاحبه على ِ
رة له. ُ َ ُ ُ َ اصطالحا :هو َ ُ ً ال ُبهتان
بريء(((.
ٌ ٍ
بذنب وهو منه اإلنسان ب َق ْذفِه
ِ أو استِ ُ
قبال
والسَّنة:
هتان يف القرآن ُّ
ذم االفرتا ِء وال ُب ِ
ُّ
-قال تعالى :ﮋﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮊ [العنكبوت.]68 :
هتان:
ذم االفرتا ِء وال ُب ِ
السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
ذك َر ِمن أخيك َشيئًا
يبة :أن َت ُ عنهِ :
(الغ ُ الله ُ
ضي ُ ٍ ِ
-قال عبدُ الله ُ
بن مسعود َر َ
َتع َل ُمه منه ،فإذا َذ َك ْر َته بما ليس فيه ،فذلك ال ُب ُ
هتان)(((.
ِ ِ
وهم؛ فإ َّنهم َ
فاحذ ُر ُ يل( :في آخ ِر الزِّ مان َق ٌ
وم َب َّهاتونَ ،ع َّيابون، -وقال ُف َض ٌ
رتفع لهم إلى ِ ِ
الله أشرار ،ال َي ُ
ٌ نور اإلسال ِمُ ،
وهم أشرار الخ ْل ِق ،ليس في ُقلوبِهم ُ
ُ
عم ٌل)(((.
َ
هتان:
أنواع االفرتا ِء وال ُب ِ
ِ
نوعان: أشدُّ أنوا ِع الب ِ
هتان ،وهو 1-االفتِراء على ِ
الله ،وهو َ
ُ ُ
الله كذا .وهو ي ِ األو ُل :أن َ
الله شيئًا.
كذ ُب؛ ما قال ُ َ يقول :قال ُ وع َّال َّن ُ
الله؛ َّ
ألن المقصو َد بغير ما أراد ُ وع ال َّثاني :أن يفسر -متعمدً ا -كالم ِ
الله ِ وال َّن ُ
َ ِّ ُ ِّ َ
كاذب على ِ
اللهِ ،
شاهدٌ الله بكذا كذا وكذا ،فهو ِ
من الكال ِم َمعنا ُه ،فإذا قال :أراد ُ
ٌ
وجل.َّ عز
الله َّ على ِ
الله بما لم ُي ِر ْد ُه ُ
هتان:
قصص يف االفرتاء وال ُب ِ
ٌ
ِ (شكا ُ بن َس ُمر َة ،قالَ : 1-عن ِ
جابر ِ
الله
ضي ُ مر َر َ أهل الكوفة سعدً ا إلى ُع َ
فش َكوا ح َّتى َذ َكروا أ َّنه ال ي ِ
حس ُن ُيص ِّلي! واستعم َل ِ فعزَ َله،
ُ اراْ َ ، عم ًعليهم َّ َ عنهَ ،
حس ُن ُتص ِّلي،زعمون أ َّنك ال ُت ِ ِ َ
إسحاقَّ ، فأرس َل إليه ،فقال :يا أبا
إن هؤالء َي ُ َ
رسول ِ
الله ص َّلى ُ
الله ِ كنت ُأص ِّلي بهم َصال َة والله فإ ِّني ُِ َ
إسحاقَّ :أما أنا قال أبو
وأ ِخ ُّف في الع ِ
شاءَ ،فأ ُ خرم عنها؛ ُأص ِّلي صال َة ِ ِ
ين ُ ركدُ في ُ
األو َل َي ِ َ ع َليه وس َّل َم ،ما َأ ِ ُ
جال إلىرج ًل أو ِر ً فأرس َل معه ُ إسحاقَ ، َ ين ،قال :ذاك َّ
الظ ُّن بك يا أبا خر َي ِ ُ
األ َ
ْنون معرو ًفا، ِ
الكوفة ،ولم َيدَ ْع َمسجدً ا َّإل َسأل عنه ،و ُيث َ فسأل عنه َ
أهل ِ
الكوفةَ ،
بن َقتاد َةُ ،ي ْكنى أبا ُ
أسامة ُ رج ٌل منهم ُي ُ
قال له س ،فقام ُ ح َّتى َد َخل َمسجدً ا ل َبني َع ْب ٍ
وج َعلوه
صغيراَ ،
ً ٍ
حاس صنما ِمن ُن
ً حملوا معهم واطؤوا على أن َ وكانوا قد َت َ
وخ َرجوا ،وقام إلى َخ ْل َوتِه ،و َد َخلوا على يخَ ، حراب تحت سج ِ
ادة َّ
الش ِ َ َّ ِ في ِ
الم
ِ الس ِ
األنصاري ،وأ َّنه ُم َج ِّس ٌم ،وأ َّنه َي ُتر ُك في محرابِه ً
صنما ِّ لطان ،واستَغا ُثوا من ُّ
فع ُظم ذلك على لطان َي ِجدْ ُهَ .
الس ُ اآلن ُّإن َب َعث َ أن الل َه على صورتِهْ ، زع ُم َّ
َي ُ
حراب، جماعة ،فدَ َخلوا الدَّ ار ،و َقصدوا ِ
الم ٌ الس ِ
لطان ،و َب َعث ُغال ًما ومعه
َ َ َ ُّ
نصاري،
َّ حضر َ
األ َ
لطان َمن أ َ َ الس ُ
بالصن ِم ،ف َب َعث ُّ
الم َّ ور َجع ُ
الغ ُ نمَ ، َفأ َخذوا َّ
الص َ
الس ُ
لطان له :ما لطان قد اشتَدَّ َ والس َ َفأ َتىَ ،
غض ُبه؛ فقال ُّ والعلما َءُّ ،
نم ُ الص َ
فرأى َّ
لست عن ذا َأسأ ُلك، فرِ ،شب َه ال ُّل ِالص ِ ِ
عبة؛ قالُ : عم ُل م َن ُّ
هذا؟ قال :هذا صن ٌَم ُي َ
زعمون أ َّنك َتع ُبدُ هذا ،وأ َّنك َت ُ ِ
قول: إن هؤالء َي ُ الس ُ
لطان؟ قالَّ : فع َّم َيسأ ُلني ُّ
قالَ :
ريُ :سبحا َنك هذا ولة وص ٍ
وت َج ْه َو ٍّ األنصاري بص ٍ إن الل َه على صورتِه ،فقال َ َّ
َ ُّ َ
خر َج إلى ِ قلب الس ِ
لطان أ َّنهم َك َذبوا عليهَ ،فأ َمر به ُفأ ِ
داره عظيم! فوقع في ِ ُّ ٌ ُب ٌ
هتان
الر ُج ِل في َب ِل َّي ٍة ِ
نحن في يد هذا َّ وهدَّ َدهم ،فقالواُ : اصدُ قونيَ ، كر ًما ،وقال لهمْ :
ُم َّ
ٍ
واحد ووك َل ِّ
بكل قط َع َش َّره ع َّناَ ،فأ َم َر بهمَّ ،
فأر ْدنا أن َن َ ِ ِ ِم َن
بالعامةَ ،
َّ استيالئه علينا
منهم ،وصا َد َر ُهم ،وأها َن ُهم)(((.
هتان يف األمثال ِّ
والشعر(((: االفرتاء وال ُب ُ
لف ِ ِ
يكة: َ -قو ُلهم :يا َل ْ َ
اإلفك ،وهو ِ
الكذ ُب. ِ عيلة ِم َن
وهي َف ُ
-وقو ُلهم :يا َل ْلب ِه ِ
يتة :وهي ال ُب ُ
هتان. َ
((( ((سير أعالم النبالء)) ((( ،)512/18تذكرة الحفاظ)) للذهبي (.)252 -251/3
((( ((مجمع األمثال)) ألبي الفضل الميداني (.)412/2
297
اتهبلاو ءارتفالا األخالق المذمومة
بعض الح ِ
كماء: -قال ُ ُ
بيح و ُي ِ
ظه ُر اإلحســـانَا ُي ْخفـــي ال َق َ َقضــــــى ُو ُّد ُه
الكريــــــم إذا ت َّ
َ َّ
إن
ــــر ال ُبهتانَا
(((
ظه ُ ميل و ُي ِ
الج َ
ُي ْخفي َ َصـــر َم َح ْب ُل ُه
َّ ئيـــم إذا ت
َ وتـــرى ال َّل
َ
السر ِّ
إفشاء ِّ
الس ِّر:
معنى إفشا ِء ِّ
يء ،أي :ات ََّس َعَ ،
وظ َهر(((. واالنتشار ،و َت َف َّشى َّ
الش ُ ُ يوع اإلفشاء ُلغ ًةُّ :
الذ ُ
شخص ائ ُت ِم َن عليه في ِ
ٍ بس ٍّر ِمن ِ
اإلفضاء ِ
غير اصطالحا :هو ُّ
تعمدُ ً اإلفشاء
ُ
اإلسالمي ُة اإلفضا َء أو ُت ِج ُيزه(((.
َّ الش ُ
ريعة األحوال ا َّلتي ِ
توج ُب فيها َّ ِ
ِ
األمور ا َّلتي َعزَ م عليها(((. المرء في ن ْف ِسه ِمن
ُ اصطالحا :ما ُي ِس ُّره
ً الس ُّر
ِّ
والسَّنة:
هي عنه يف القرآن ُّ الس ِّرَّ ،
والن ُ ذم إفشا ِء ِّ
ُّ
-قال تعالى :ﮋﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ
ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ [النساء.]83 :
الس ِّر:
ِمن ُص َور إفشا ِء ِّ
الس ِّر املذموم:
•• ِمن ُص َور إفشا ِء ِّ
وجي ِة.
الز َّ ِ
األسرار َّ إفشاء
ُ 1-
أسرار الدَّ ِ
ولة. ِ إفشاء 2-2
ُ
((( ((عيون األخبار)) البن قتيبة ( ،)98/1و((العقد الفريد)) البن عبد ربه (.)62/1
((( ((اآلداب الشرعية)) البن مفلح (.)275-174/2
301
رِّسلا ءاشفإ األخالق المذمومة
نوب ا َّلتي ي ِ
رتك ُبها. الذ ِ
وإعالن ُّ
ُ إفشاء 3-3
َ ُ
المس ِل َ
مين. ِ
إفشاء أسرار ْ
ُ 4-4
الس ِّر َ
املمو ِد: •• ِمن ُص َور إفشا ِء ِّ
هادة ِعندَ القاضي.
الش ِأداء َّ
ُ 1-
سك َت س؛ فال َي ِح ُّق له ْ
أن َي ُ جس ٍ ب ِمن الم َ ِ
نكرات دون َت ُّ ُ
2-2ما يظهر للم ِ
حتس ِ َ َُ ُ
تغييرها وإزال ُتها.
يجب عليه ُ ض َّ
الط ْر َف عنها ،بل ُ أو َي ُغ َّ
الس ِّر:
أضرا ُر إفشا ِء ِّ
ِ هو عن ي َق ِ
والس ِ ِ ِ
األذكياء. ظة فط ِن العقالءَّ ،
الغفلة عن َت ُّ الس ِّر ُ
دليل إفشاء ِّ
ُ 1-
ِ
للعهد. ض ِ
لألمانة ،ون ْق ٌ ٌ
خيانة الس ِّر
إفشاء ِّ
ُ 2-2
للخط ِر.
َ عر ٌ ارتكاب َ ِ
ض للغ َرر ،و َت ُّ ٌ الس ِّر فيهإفشاء ِّ ُ 3-3
وفساد الم ِ
روءة. ِ الطبعِ، دليل على ُل ْؤ ِم َّ الس ِّر ٌ
ُ إفشاء ِّ ُ 4-4
الص ِ ِ ِ
در. الص ِبر ،وض ِيق َّ دليل على ق َّلة َّ الس ِّر ٌ إفشاء ِّ ُ 5-5
س صاحبِه. دم والحسر َة في ن ْف ِ ِ ِ -خاص ًة ِعندَ
الغضبُ -يعق ُب ال َّن َ َّ الس ِّر إفشاء ِّ ُ 6-6
وإفساد للص ِ
داقة ،و َمدْ عا ُة لل َّتنا ُف ِر(((. ِ
بالمروءة، ٌ
إخالل ِ
األسرار إفشاء 7-7
ٌ َّ ُ
احلاالت الَّيت يَوزُ فيها إفشا ُء ِّ
الس ِّر:
ٍ
محدودة ،منها: ٍ
أحوال ِ
الواجب كتما ُنه َّإل في الس ِّر ال َي ُ
إفشاء ِّ
ُ جوز
الس ِّر. ِ ِ
انقضاء حالة كتمان ِّ
ُ -
الخط ِر(((.
َ دفع
ُ -
الس ِّر:
تر ِك إفشا ِء ِّ األسباب املُ ِع ُ
ينة على ْ
سان. ِ
خطورة ال ِّل ِ ُ 1-
إدراك
الت َ
الية: مينة َّ
الث َنس الوصايا َّ
ال َت َ
ِ الله ع َل ِيه وس َّل َمَ : بكل ما ِ
إثما ((ك َفى َ
بالمرء ً عت؛ قال ص َّلى ُ
سم َ 1-ال ُت َحدِّ ْث ِّ
بك ِّل ما َس ِم َع))(((.
أن ُي َحدِّ َث ُ
ْ
الله ع َل ِيه وس َّلمِ :
((من ُح ِ ِ
األسرار؛ قال ص َّلى ُ بح ْث ِ
سن إسال ِم َ عن 2-2ال َت َ
الم ِ
رء َت ْر ُكه ما ال َي ْعنِ ِيه))(((. َ
ِ
الله ع َليه وس َّل َم(( :ال َيس ُت ُر ْ
عبدٌ ْ
عبدً ا في واجب؛ قال ص َّلى ُ
ٌ المسل ِم
َ 3-3س ُتر ْ
((( ((الرؤية اإلسالمية لبعض الممارسات الطبية)) لمجموعة باحثين (ص )101-99 :بتصرف.
((( أخرجه مسلم في المقدمة في (باب النهي عن الحديث بكل ما سمع).
((( أخرجه الترمذي ( ،)2317وابن ماجه ( )3976من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .قال
الله ع َل ِيه وس َّل َم
بي ص َّلى ُ
الترمذي :غريب ال نعرفه من حديث أبي سلمة ،عن أبي ُه َرير َة ،عن ال َّن ِّ
وصححه األلباني في ((صحيح َّ إال من هذا الوجه .وحسنه النووي في ((األذكار)) (،)502
سنن الترمذي)) (.)2317
303
رِّسلا ءاشفإ األخالق المذمومة
((( أخرجه مسلم ( )2590من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
((( أخرجه أبو داود ( ،)4868والترمذي ( ،)1959وأحمد ( )14514من حديث جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما .حسنه الترمذي ،واأللباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (.)1959
((( ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص.)306 :
((( ((األمثال)) البن سالم (ص.)57 :
((( ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص.)307-306 :
((( ((غذاء األلباب في شرح منظومة اآلداب)) للسفاريني (.)117/1
304
رِّسلا ءاشفإ األخالق المذمومة
-قال أنس بن ٍ
أسيد: ُ ُ
َصيحـــا ٍ
َصيـــح ن َ ِّ
لـــكل ن َّ
فـــإن ــــــر َك َّإل َ
إليك َّ ُفــــــش ِس
ِ وال ت
صحيحا
(((
َ تركـــون َأ ً
ديمـــا َ ِل ال َي الرجـــا
رأيـــت ُوشـــا َة ِّ
ُ فإنِّـــي
((( ((الحيوان)) للجاحظ ((( ،)101/5أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص.)307 :
305
اقتنالا األخالق المذمومة
االنتقام
االنتقام:
ِ مع َنى
األمر و َن ِق ْم ُته، ِ
َ الله منه ،أي :عا َق َبه .و َن َق ُ
مت قوبة؛ ُيقال :ان َت َقم ُ االنتقام ُلغ ًةُ :
الع ُ
معَ :ن ِق ٌ
مات، واالسم منه :ال ِّن ْق ُ راهة لس ِ
وء فِ ِ الك ِ إذا ِعبتَه وكرهتَه أشدَّ َ
والج ُ
مةَ ، ُ عله، ُ
و َن ِق ٌم(((.
تصل إلى حدِّ الس ِ ٍ إنزال الع ِ
خط. ُّ ُ بكراهية قوبة َمصحو ًبا ُ ُ اصطالحا:
ً االنتقام
ِ
بالعذاب(((. وس ْلب الن ِ
ِّعمة َ ُ
قاب(((: الفرق ْ
االنتقام وال ِع ِ
ِ بي
ِ
بالعذاب؛ َّ
ألن الجر ِم ِ االنتقام س ْلب الن ِ
جزاء على ُ
ٌ والعقاب
ُ بالعذاب. ِّعمة ُ ُ
ُ
نقيض اإلنعا ِم. واالنتقام نقيض الث ِ
َّواب، ُ قاب ِ
َ الع َ
((( ((الصحاح)) للجوهري ((( ،)2045/5لسان العرب)) البن منظور ((( ،)590/12المصباح
المنير)) للفيومي (.)623/2
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)77 :نضرة النعيم)) لمجموعة مؤلفين (.)4007/9
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص.)77 ،43 :
306
اقتنالا األخالق المذمومة
االنتقامَ ،-أ َمر تعالى ب ُلزو ِم َت ْقوا ُه ،ا َّلتي هي ِ
المعاقبة؛ لط َلبِها ال َّتش ِّف َي -أي: لها في
َ
وأخ َب َر تعالى أ َّنه ﮋﮝ ﮞ ﮟﮊ [البقرة: جاو ِزهاَ ، ِ ُ ِ
الوقوف عندَ حدوده ،وعدَ ُم َت ُ
صر ،وال َّت ِ
أييد ،وال َّت ِ
وفيق)(((. ون ،وال َّن ِ ]194أي :بالع ِ
َ
نته َك ُح ُ
رمة الله ع َل ِيه وس َّل َم لن ْف ِسهَّ ،إل ْ
أن ُت َ
رسول ِ
الله ص َّلى ُ ُ اس منه ،وما ان َت َقم ال َّن ِ
نتقم ِ
لله بها))(((. ِ ِ
الله ،ف َي َ
نتهك ح ُ ِ ِ ٍ ِ
رمة الله ،أيُ :تر َت َ
كب، ألج ِل َح ِّظ ن ْفسه َّإل أن ُت َ ُ
أي :ما انت َق َم من أحد ْ
بسبب تِلك الح ِ
رمة(((. ِ ٍ
حينئذ في ِ
عاق َب
ُ ُ
الر ُج ُل ِ ٍ -وعن ِع ِ
ياض ِ
نبي اللهَّ ، الله عنه قالُ :ق ْل ُت(( :يا َّضي ُبن حمار َر َ
الله ع َل ِيه وس َّل َم:
بي ص َّلى ُ َ ِ
من َقومي َيش ُت ُمني وهو ُدوني ،أفأنتق ُم منه؟ فقال ال َّن ُّ
ِ
ران ويتكا َذ ِ
بان))(((. يطانان ،يتها َت ِ
ِ المستَب ِ
ان َش
َ َ ُ ْ َّ
السلف وال ُعلما ِء يف االنتقام:
أقوال َّ
-قال م ُ ِ
ني وال َّتش ِّف َي َّ
ممن ال ضرب ُغال ًما له( :إ َّياك يا ُب َّ
عاوية البنه ،وقد رآه َ ُ
وبين َذوي تِراتِه ،ولهذا قيل: القدر ُة ْبين أبيك ْ
ِ
حالت ُ ِ
فوالله لقد َيمتنِ ُع منك،
غائن.
والض َ يو ِّلدُ ْبين ال َّن ِ
اس األحقا َد َّ َ 4-4
قوع يف االنتقام:
ِمن أسباب ال ُو ِ
والص ِبر. ِ
1-عدَ ُم ال َّتح ِّلي بالحل ِم َّ
والص ِ
فح. ِ
بالعفو َّ 2-2عدَ ُم ال َّتح ِّلي
الغ ِ
يظ. ِ
القدرة على َكظ ِم َ 3-3عدَ ُم
((( ((جمهرة األمثال)) للعسكري (ص(( ،)494 :مجمع األمثال)) للميداني ((( ،)421/1معجم
ال ُّلغة العربية المعاصرة)) ألحمد مختار (.)309/1
((( ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص.)203 :
310
حُّشلاو لخب لا األخالق المذمومة
البخل والشُّحُّ
خل ُّ
والش ِّح: معنى ال ُب ِ
تين:--بضم ِ
َّ البخل ُلغ ًة :ال ُب ْخ ُل ،وال َب ْخ ُل بالفتح ،وال َب َخ ُل -بفتحتين -وال ُب ُخ ُل
قتنيات َعما ال ي ِح ُّق حبسها عنه .وقد ب ِ
خ َل ِ الم ُ ٍ ك ُّله بمعنًى
َ َُْ َ َّ إمساك ُ واحد ،وهو:
بكذا :أي َض َّن بما ِعندَ ه ولم َي ُجدْ (((.
البخل اصطالحا :م ْنع ما يط َلب مما يقتَنى ،وشره ما كان طالبه م ِ
ستح ًّقا، ُ ُ ُّ ً َ ُ ُ ُ َّ ُ ُ
ِ
سؤول(((. الم غير ِ
مال َ إن كان ِمن ِ
وال سيما ْ
َّ
تقولَ :ش ِح ْح ُت -بالكسرَ -ت َش ُّحَ ،
وش َح ْح َت ُ خل مع ِح ٍ
رص. الش ُّح ُلغ ًة :ال ُب ُ
ُّ
وأ ِش َّح ٌة(((.
حاح َ ِ
ور ُج ٌل َش ٌ
حيح ،و َق ْو ٌم ش ٌ
ِ
أيضا َت ُش ُّح و َتش ُّحَ .
ً
ُ
اإلفراط رص على ما ليس له((( .أو ِ ِ خل ِ اصطالحا :ال ُب ُ ُّ
الش ُّح
الحقوق ،والح ُ بأداء ً
الش ِ
يء(((. الح ِ
رص على َّ في ِ
((( ((المفردات)) للراغب ((( ،)109/1مختار الصحاح)) للرازي ((( ،)73/1المعجم الوسيط))
(.)42 -41/1
((( ((فتح الباري)) البن حجر (.)457/10
((( ((الصحاح)) للجوهري (.)378/1
((( ((شرح النووي على صحيح مسلم)) (.)222/16
((( ((تفسير الطبري)) (.)282/9
311
حُّشلاو لخب لا األخالق المذمومة
ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ
ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﮊ [آل عمران( .]180 :أي :يجع ُل ما ب ِ
خلوا به َ ُ َ
ِ
أعناقهمُ ،ي َّ
عذبون به)(((. َطو ًقا في
البخل:
ِ جات ُّ
أشد د َر ِ
اإلنسان على ن ْف ِسه مع
ُ بخ َل
أن َي َ خل ْ ِ
رجات ال ُب ِ (وأشدُّ َدابن ُقدام َةَ :
قال ُ
َ مس ُكبخيل ي ِ فكم ِمن ِ
الشهو َة
تداوى ،و َيشتَهي َّ ض فال َي َ مر ُ
المال ،و َي َ ٍ ُ الحاجةْ ،
الحاجة ،و َمن ُي ْؤثِ ُر على
ِ بخ ُل على ن ْف ِسه مع فكم ْبين َمن َي َ ُ
البخلْ . ف َيمن َُعه منها
شاء)(((. َّ ُ ِ ن ْف ِسه مع
وجل حيث َي ُ عزالله َّ
ضعها ُ فاألخالق عطا َيا َي ُ الحاجة،
جيم.
الر ُ الش ُ
يطان َّ الفقر ا َّلذي َي ِعدُ به َّ
واله َل ُع ِم َن ِ ُ ِ
الخوف م َن المستق َب ِل وما فيهَ ، 6-6
وعدَ
وأن ْ وعدٌ َش ْي ٌّ
طانيَّ ، َ
خويف منه إ َّنما هو ْ ِ
بالفقر وال َّت أن اإليحا َء ُ
معرفة َّ 3-3
ِ
الفضل. نوب ،وزياد ُةللذ ِ ِ
الله هو المغفر ُة ُّ
ِ
البخل. بالله ِم َن
4-4االستِعاذ ُة ِ
ِ
األقران. ظر في ِ
موت ِ
الموت ،وال َّن ِ باإلكثار ِمن ِذ ِ
كر ِ ِ
األمل جة ِ
طول 5-5معا َل ُ
ِ
والحرص عليه، ِ
المال ِ
البخالء ا َّلذين َت ِعبوا في جم ِع 6-6ال َّت ُّأم ُل في ِ
حال
طاعة ِ
ِ ور َّبما اس َتخدَ موه في ِ ِ
الله؛ فكان َو ً
بال غير الور ُثةُ ، ثم َترك ِهم له َي َ
تقاس ُمه َ َّ
ِ
عليهم.
واحل َكم ِّ
والشعر: ال ُبخل ُّ
األمثال ِ ِ
ِ والش ُّح يف
رج ٌل َب َلغ ِمن ب ِ ِ ِ ُ -ي ُ َ
خله أ َّنه َك َوى ُ قال :أ ْب َخ ُل من َص ٍّ
بي ومن َكسع :قالوا :هو ُ
الله عنه:
ضي ُ طالب َر َ ٍ بن أبي
علي ُ -قال ُّ
علـــى الن ِ إِذا جاد ِ
ـــرا إنَّهـــا تَتق َّل ُ
ب َّاس ُط ًّ فجدْ بها َ
عليـــك ُ ت الدُّ نيا َ
ب وال الب ُ ِ هـــي َأق َب َل ْت الجـــو ُد ُيفنِيها إذا
َذه ُ
خل ُيبقيهـــا إذا هي ت َ ُ َ فال ُ
والكراهي ُة
َ البُغضُ
غض وال َك ِ
راهية: مع َنى ال ُب ِ
ِ
شديدَ -فأ َبغ ُضوه. الله تعالى لل َّن ِ
اس -بال َّت الح ِّب ،و َبغَّ َضه ُ غض ُلغ ًةَ :ن ُ
ال ُب ُ
قيض ُ
ض ُ
بعضهم القومَ :أ َبغ َ
ُ ض والبغضاءِ :شدَّ ُة ال ُب ِ
غض .و َت َ
باغ َ ُ غضة -بالكسر- والبِ ُ
ً
بعضا(((.
ِ الش ِ
يء ا َّلذي ُي َ س ِفور ال َّن ْف ِ ال ُب ُ
الح ِّب(((.
رغ ُب عنه ،وهو ضدُّ ُ عن َّ اصطالحاُ :ن ُ
ً غض
ستعم ُل فيه
ستعم ُل فيما ال ُي َ فإن الكراه َة ُت َ كر ُهه ،بهذا المعنى ...ومع هذا َّ َ
أ َ
بغ ُضه. قالُ :أ ِ
عام ،وال ُي ُ كر ُه هذا َّ غض ،في ُ َ
الط َ قال :أ َ ال ُب ُ ُ
الش ِ الطب ِع ِضدُّ َّفور َّ ِ ُ ِ
رب اإلنسان ُش َ
ُ هوة ،وقد ُيريدُ والكراهة ضدُّ اإلرادة ،و ُن ُ
ِ الطب ِع كراه ًة َلما اجت ََمع مع
فور َّ فور ِالم ِّر مع ُن ِ ِ
اإلرادة. طبعه منه ،ولو كان ُن ُ ْ الدَّ واء ُ
والسَّنة:
رآن ُّ غض وال َك ِ
راهية يف ال ُق ِ عن ال ُب ِ
هي ِ َّ
الن ُ
-قال تعالى :ﮋﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﮊ [المائدة.]91 :
الكراهة:
ِ السلف وال ُعلما ِء يف
أقوال َّ
اس ،وال ِ دين ،ف ْلي ِ بعض الص ِ
يوق ْع صل ْح ْبين ال َّن ِ فض َل العابِ َ ُ
حابةَ ( :من أرا َد ْ -قال ُ َّ
غض والكراهية:
جتن ِب ال ُب ِ الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ُّ
ُ
اإلحسان؛ قال تعالى :ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ 1-
ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮊ [فصلت.]43 :
الحقد والكراه َي ِة؛ لت َُح َّل َمح َّلها ِص ُ
فات ِ فات ِ
فباإلنصاف ُتنتزَ ُع ِص ُ ُ
اإلنصاف: 2-2
ِ والح ِّب وال َّتنا ُف ِ
الخيرات. س في االحترا ِم ُ
المحب َة ُ
واأل ْلف َة. ِ فوس ِم َن َّ
الش ِّر والكراهية ،و َتزيدُ َ َّ فالمعا َت ُبة ُتن ِّقي ال ُّن َ
المعا َت ُبةُ :
ُ 3-3
األ ِ
دباء :بالص ِبر على مواق ِع ُ ِ بعض ُ
ظوظ)(((. در ُك ُ
الح ُ الكره ُت َ َ َّ الص ُبر( :قال ُ
َّ 4-4
ِ كل ما ِمن شأنِه ْ
5-5ال ُبعدُ عن ِّ
بالكراهية؛ فوس
شح َن ال ُّن َ
فو ،و َي َ أن ُيكدِّ َر َّ
الص َ
ِ
واألمراض. األ ِ
دواء وغ ِيرها ِم َن َ ِ
والحسدَ ، يبة ،وال َّن ِ
ميمة، والغ ِ
والشت ِمِ ،
دالَّ ، ِ
كالج ِ
المؤ ِم َ
الت ،و ُتح ِّب ُب ْ القات ،وترس ُخ الص ِ ِ بالوسائل ا َّلتي ِّ
ِ ُ
نين ِّ ِّ توطدُ َ
الع اإلتيان 6-6
وغ ِيرها. عاو ِن ،وال َّتكا ُف ِلَ ، السال ِم ،وال َّتهادي ْبين ال َّن ِ ِ ِ
اس ،وال َّت ُ إلى بعضهم؛ كإفشاء َّ
ِ
غضاء ِ
أسباب ال َب الفانية؛ فإ َّنه ِمن ِ
أكبر ِ س المذمو ِم على الدُّ نيا 7-7ال ُبعدُ ِ
عن ال َّتنا ُف ِ
ِ
والكراهية.
والكراهية(((:
ِ والشع ُر يف ال ُبغض ُ
األمثال ِّ
الغنَى مع البِ ِ
غضة. الحاجة مع المحب ِةَ ،خير ِمن ِ ُ
ٌ َ َ َ َّ -
غض. ِ -
الك ْب ُر قائدُ ال ُب ِ
تابِ ،
توج ُب ال َبغضا َء. الع ِ -كثر ُة ِ
التَّجسُّسُ
س:
جس ِ مع َنى َّ
الت ُّ
الخ َب َر ،أيَ : س َ ٌ ِ س ُلغ ًة:
س: جس ُص ،وال َّت ُّ وفح َبحث عنه َ مأخوذ م َن َج َّ جس ُ ال َّت ُّ
س قال في َّ وأكثر ما ُي ُ بواطن ُ
األ ِ ِ ال َّت ُ
تج َّس ُين َي َ
الع ُ
وسَ : والجاس ُ
ُ الش ِّر. ُ مور، فتيش عن
ِ
الخير(((. سرصاحب ِّ
ُ اموس
ُ صاحب ِس ِّر َّ
الش ِّر ،وال َّن ُ ثم َيأتي بها ،وهو األخبار َّ
َ
والم ِ ِ حث ِ
وكشْ ُف ما ست ََره ال َّن ُ
اس(((. عايبَ ، الع ْورات َ
عن َ اصطالحا :ال َب ُ
ً جس ُس
ال َّت ُّ
س(((: س َّ الفرق ْ
بي َّ
حس ِ
والت ُّ جس ِ
الت ُّ
س -بالجي ِمِ -مث ُله؛ ِ الش ِ ِ
-بالحاء :-ط َل ُب َّ
جس ُ
بالحاسة ،وال َّت ُّ
َّ يء سحس ُال َّت ُّ
رات الن ِ البحث عن َعو ِ ُ
ِّساء، ْ س -بالجيم:- جس ُقيلَ :معناهما واحدٌ .وقيل :ال َّت ُّ
عنهما ُس ِئل
الله ُ
ضي ُ اس َر َ عب ٍابن َّ
أن َ االستماع لح ِ
ديث ال َقو ِم .و ُيروى َّ ُ َ وبالحاء:
الخ ِير، ِ
س في َ اآلخ ِر :ال َّت ُّ
حس ُ عن َ الفرق ْبي ُنهما ،فقال( :ال َي ُبعدُ أحدُ هما ِ ِ
عن
األخبار بن ْف ِسك، ستم َع ِ
-بالحاء :-أن َت ِ س س في َّ
َ حس ُ الش ِّر) .وقيل :ال َّت ُّ جس ُوال َّت ُّ
ِ ِ ص عنها ِ
أخباره طلب
س -بالحاء :-هو ُ حس ُ بغيرك .وقيل :ال َّت ُّ تفح َ وبالجي ِم :أن َت َّ
سن حالِه،
وح ِ ِ
أخباره ُ َطيب ن ْف ُسه لطِ ِ
يب ً
واحتياطا ،فت ُ تش عنه؛ شفق ًة و ُن ً
صحا وال َف ُ
س :أن ُتفت َ
ِّش ٍ ٍ أو لِ ُيرفِدَ ه ْ
إن كان في أ ْم ِره خ َل ٌل؛ بن ٍ
جس ُ
ُصح واحتياط و َمعونة .وال َّت ُّ
((( انظر ((تهذيب ال ُّلغة)) لألزهري ((( ،)242/10لسان العرب)) البن منظور((( ،)38/6تاج
للزبيدي (.)499/15العروس)) َّ
((( ((التفسير المنير)) للزحيلي (.)247/26
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)118 :تنبيه الغافلين)) البن النحاس (ص.)46 -45 :
322
ُّسجَّتلا األخالق المذمومة
الله ع َل ِيه
الله ص َّلى ُ رسول ِ ُ الله عنه قال :قال
ضي ُ -وعن أبي ُه َرير َة َر َ
ِ
الحديث ،وال َت َح َّس ُسوا ،وال َت َج َّس ُسوا، الظ َّن َأ َ
كذ ُب فإن َّ وس َّل َم(( :إ َّي ُاكم َّ
والظ َّن؛ َّ
-عبا َد ِ وكونوا ِ حاسدُ وا ،وال َت َ
باغ ُضوا ،وال َتدا َب ُرواُ ،
الله- وال َتنا َف ُسوا ،وال َت َ
إخوا ًنا))(((.
ْ
الله ع َل ِيه الله ص َّلى ُ رسول ُِ الله عنه ،قال ضي ُ مي َر َ
َ
-وعن أبي َب ْرز َة األ ْس َل ِّ
ِ ِ
مين، المس ِل َاإليمان َق ْل َبه ،ال َتغتا ُبوا ُْ دخ ِل ولم َي ُ
عش َر َمن آ َم َن بلسانه ْ وس َّل َم(( :يا َم َ
وال َت َّتبِعوا َع ْوراتِ ِهم؛ فإ َّنه َم ِن ا َّت َبع َع ْوراتِهم َي َّتبِ ِع ُ
الله َع ْو َر َته ،و َمن َي َّتبِ ِع ُ
الله َع ْو َر َت ُه
َي ْف َض ْح ُه في َبيتِه))(((.
س:
جس ِ ذم َّ
الت ُّ السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
((( أخرجه البخاري ( ،)6064ومسلم (.)2563
((( أخرجه أبو داود ( ،)4880وأحمد ( .)19776جود إسناده العراقي في ((تخريج اإلحياء))
( ،)175/3وقال األلباني في ((صحيح سنن أبي داود)) ( :)4880حسن صحيح.
323
ُّسجَّتلا األخالق المذمومة
املمنوع(((: س
جس ِ آثار َّ
الت ُّ
ِ
آثاره ،فهو متو ِّلدٌ عن وأثر ِمن ِ سوء َِّ ظه ٌر ِمن َم ِ
الظ ِّنٌ ، ظاهر س َم َ جس ُ 1-ال َّت ُّ
ُ ٍ ٍ ٍ
الحنيف. صفة مذمومة س ِّيئة َن َهى عنها الدِّ ُ
ين
حالة ِم َن َّ
الش ِّك ا َّلذي ال َينتهي. المرء في ٍ
ُ
شخص ما َّ
أن ودافع إلى االنتقا ِم ،فإذا َع ِلم ِ
الكراهية، س ٌ
سبيل إلى
ٌ ٌ جس ُ
5-5ال َّت ُّ
سعى هو ِمن جانبِه إلى س عليه و ُيريدُ أن َيهتِ َك ِس ْت َره و َي َ
فض َح أ ْم َره َ ُفال ًنا َي َّ
تجس ُ
وفض ِحه وهكذا. س عليه ْ جس ِال َّت ُّ
وانتشار الس ِ ِ ِ
وء ْبي ُنهم، ِ ُّ لمين،
المس َ
سبيل إلى إشاعة الفاحشة ْبين ْ جس ُس ٌ 6-6ال َّت ُّ
وإظهار لِما َخفي ِم َن السو ِ
ءات. ٍ ِ
الفضائح، نشر لِما اس ُتتِ َر ِم َن
حص ُل ِمن ٍ
َّ ْ َ وذلك بما َي ُ
الطوي ِة ،وعلى نِ ٍ
ش في فاق ُي ِّ
عش ُ واضح على سوء َّ ٌَّ س َد ٌ
ليل ب ِّي ٌن جس ُ
7-7ال َّت ُّ
وإن َتز َّيا
عن ال َّتقوى ْ اإليمان ِ
وإن َّادعا ُهَ ،ق ِص ٌّي ِ ِ وأن صاح َبه بعيدٌ ِ
عن القلبَّ ،ِ
ِبل ِ
باسها.
عر ِ
داره. ِ
العورة ،ح َّتى ولو كان في َق ِ وك ِ
شف ِ
بالفضيحة َ توعدٌ َّ 8-8
أن صاح َبه ُم َّ
الله واستِ ِ
حقاق لغضب ِ
ِ ض ن ْف َسه
عر ُ جس ِ
س ُسو ًءا َّ
أن صاح َبه ُي ِّ وحس ُب ال َّت ُّ
ْ 9-9
بغوضا ِم َن ال َّن ِ
اس، مكروها َم ً
ً ِ
اآلخرةَّ ،أما في الدُّ نيا ف َيبقى ِ
العذاب األلي ِم ،هذا في
ِ
بحضوره. يبة ،ال َيأ َنسون به ،وال َيرتاحون محل ِر ٍدائما في ِّ
فهو ً
س:
جس ِ ِمن ُص َور َّ
الت ُّ
س املمنوع:
جس ِ •• ِمن ص َو ِر َّ
الت ُّ
الع على َع ْوراتِهم. ِّ
واالط ُ لمين،
المس َ ِ
س على بيوت ْ
جس ُ
-ال َّت ُّ
ِ
بالمعصية، سين وات بحج ِة َض ِ والخ َل ِ
َ ِ
بط َمن فيها ُمتل ِّب َ ُ َّ البيوت اقتحام
ُ -
رع وال َي ْق َب ُله. بيحه َّ
الش ُ مما ال ُي ُ
أن هذا َّ َّ
وال شك َّ
ٍ والبحث عن َم ٍ
عاص وس ِّيئات اق ُتر َف ْت في الماضي ،وال َّت ُّ
جس ُس على ُ قصي -ال َّت ِّ
أصحابِها لمعرفتِها.
325
ُّسجَّتلا األخالق المذمومة
ين. ِ
أعداء الدِّ ِ ِ
لصالح لمين
المس َ
س على ْ
جس ُ
-ال َّت ُّ
س املشروع:
جس ِ ••ص َو ُر َّ
الت ُّ
وع ِ
تاد ِهم. لمعرفة ِ
ِ األم ِة؛ ِ
عددهم َ س على أعداء َّ
جس ُ
-ال َّت ُّ
الر َي ِ
ب. ِ
وأهل ِّ الخطِ َ
رين المجرمين َ
َ َ -ت ُّتب ُع
ِ ِ رعيتِه؛ ِ َ -ت ُّ
وتأمين حتاجين،
َ والم
المظلومين ُ
َ لمعرفة فقدُ الوالي ألحوال َّ
احتياجاتِهم؛ إ ْذ ُهم ٌ
أمانة في ُعن ُِق الوالي(((.
املمنوع: س
جس ِ أسباب َّ
الت ُّ ُ
ِ
الم ُ
حض. الف ُ
ضول َ ُ 1-
ِ
والفضيحة. ِ
اإليذاء َ 2-2قصدُ
سوء َّ
الظ ِّن. ُ 3-3
شخصا ما س عليه َّ
أن ِ والمعاملة ِ
بالم ِ ُ
ً تجس ُ
الم َّ
ثل :وذلك إذا َعلم ُ االنتقام
ُ 4-4
خصوصياتِه.
َّ س على تتب ُع َع ْور َته و َي َّ
تجس ُ َي َّ
ِ
بمقابل قصي جس ِ ٍ ً ِ المادي :بأن َي َ
س وال َّت ِّ مدفوعا من جهة ما لل َّت ُّ كون ُّ افع
5-5الدَّ ُ
ٍ
إغراء ما ِّد ٍّي.
س:
جس ِ
الت ُّ الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك َّ
ٍ ِ
أليم عقابِهَّ ،
وقو َة كل شيء ،و َيخشى َ تبارك وتعالى َ
قبل ِّ 1-أن ُيراق َب الل َه َ
ِ
انتقامه.
رين. ِ
فتيش واالستطال ِع على َ
اآلخ َ اإلنسان ُفضو َله ُ
وح َّبه لل َّت ُ 2-2أن َي ُتر َك
َ
والخوف لمين و َترا ُبطِهم،
المس َ ِ
الحرص على َوحدة ْ َ نم َي في ن ْف ِسه 3-3أن ُي ِّ
ِ
األواصر ْبينهم. فك ِكهم و َت ُّ
قط ِع ِمن َت ُّ
وآثار الس ِ ِ ِ ِ
لف صوص القرآنية واألحاديث ال َّنبو َّية ِ َِّ خص في ال ُّنالش ُ 4-4أن َيتد َّب َر َّ
وعالجا ِ حذر ِمن هذه الص ِ
ناج ًعا. ً رادعا قو ًّيا،
فإن في ذلك ً فة؛ َّ ِّ ا َّلتي ُت ِّ ُ
ِ
المقاييسَّ ،
وأن أذ َّيت َُهم ال لمين ِّ
بكل للمس َ
ْ فع ُله هو أذ َّي ٌة
أن ما َي َ 5-5أن َي ِ
عر َف َّ
شرعا. َت ُ
جوز ً
رسول ِ
ُ ِ 6-6أن يخشى المتجس ِ
الله ص َّلى ُ
الله وعدَ بها س م َن الفضيحة ا َّلتي َت َّ ُ ِّ ُ َ
فض ُحهم ولو في ِ
قعر وأن الل َه س َي َاسَّ ، ع َل ِيه وس َّلم ا َّلذين يتتبعون َعو ِ
رات ال َّن ِ ْ َ َّ َ
ُد ِ
ورهم.
واحة ِّ
الشعر: س يف ِ
جس ُ َّ
الت ُّ
اعر: قال َّ
الش ُ
ـــترا ِمن َمساويكَاَّاس س ً
ِ ِ
ف َيهت َك الن ُ َلتم ْس ِمن َمساوي الن ِ
َّاس ما َستَروا ال ت ِ
ـــب أحدً ا َع ْي ًبا بمـــا فيكَا ِ حاســـ َن ما فيهم إذا ُذ ِكروا
واذكُر م ِ
(((
وال تَع ْ ْ َ
التَّعسير
عسري:
الت ِمع َنى َّ
ذات ِنقيض اليس ِر .والعسر ُةِ :ق َّل ُة ِ الع ْس ِر ،وهو ِ
اليد .وكذلك ُ ْ ُ ُْ عسير ُلغ ًة :من ُ
ال َّت ُ
والعسرىُ : ِ
مور ا َّلتي َت ُ
عس ُر وال َت َّ
تيس ُر ،وال ُي ْسرى :ما است َْي َس َر منها(((. األ ُ سارْ ُ .
اإل ْع ُ
ين؛ بالزِّ ِ غيره في ِ
أمر الدِّ ِ اإلنسان على ن ْف ِسه أو ِ
ُ اصطالحا :أن ُيشدِّ َد عسير
يادة ً ال َّت ُ
يس ِر ما لم َي ُك ْن ً
إثما(((. ِ َ على المشروعِ ،أو في ِ
أمر الدُّ نيا؛ بترك األ َ
عسري:
الت ِذم َّ
السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
ُ
ويقول: ٍ
قارورة، بول في ِ
البول ،و َي ُ الله عنه ُي َشدِّ ُد في
ضي ُ ((-كان أبو موسى َر َ
قاريض ،فقال ُح َذ ُ ِ أحدهم َب ٌ إسرائيل كان إذا أصاب ِج ْلدَ ِ َ
يفة ول َق َر َضه َ
بالم َ َّ
إن َبني
َ
ورسول أن صاح َب ُكم ال ُيشدِّ ُد هذا ال َّتشديدَ ؛ فلقد رأ ْي ُتني أنا الله عنهَ :ل َو ِد ْد ُت َّ
ضي ُ َر َ
ٍ ِ ِ
قوم
فقام كما َي ُ الله ع َليه وس َّل َم َنتماشىَ ،فأتى ُسباط ًة َخ ْل َف حائطَ ، الله ص َّلى ُ
ئتُ ،فق ْم ُت ِعندَ َع ِقبِه ح َّتى َف َر َغ))(((.
فج ُفأشار إليِ ،
َ َّ فبال ،فانت َب ْذ ُت منه،أحدُ ُكمَ ،
رة فنَظِر ٌة إلى ميس ٍ
الله( :من كان ذا ُعس ٍ الضح ُ ِ
رة ،وكذلك َْ َ َ ْ اك رحمه ُ َ -وقال َّ َّ
ِ
أخيه َيع َل ُم منه ُع ْسر ًة أن ِ كل َد ٍ
ين على المسل ِم ،فال َيح ُّل ْ
لمسل ٍم له َد ٌ ين على ْ ُّ
الله عليه)(((. سجنَه ،وال َيط ُل َبه ح َّتى ُي ِّ
يس َره ُ َي ُ
ِ
والله اللهَ ( :من لم َي ُك ْن له َّإل َم َ
سك ٌن فهو العزيز ِ
رحمه ُ ِ -وقال ُعمر بن ِ
عبد ُ ُ
ِ
بإنظاره)(((. الله
ممن أ َم َر ُ ِ
ُمعس ٌرَّ ،
عسري:
الت ِضار َّ
َم ُّ
األفعال المحر ِ
مة؛ ِ ِ
بعض وحرج قد َيد َف ُعهم إلى
ٍ اس في ِض ٍيق ِ
بعض ال َّن ِ وضع
َّ ُ 1-
لدف ِع ذلك ال َّت ِ
عسير الواق ِع عليهم.
ِ
عس ِر والواق ِع عليه ذلك ال َّت ُ
عسير. الم ِّ ظهور ال ُب ِ
غض والعداوة ْبين ُ ُ 2-2
والر ِ أواصر الم ِ
يبحث َّإل َّ
عما ُ المرء ال
ُ اس؛ ف ُيصبِ ُح
فق ْبين ال َّن ِ حبة ِّ ِ َ َّ ْ 3-3نز ُع
عين.
جم َ اس َأ َ
ضر بال َّن ِ َ
وحدَ ه ولو أ َّ َين َف ُعه ْ
الش ِ وعبادة ِ
الله ،ود ْف ُعهم إلى ُط ُر ِق َّ ِ ِ ِ اس ِمن
نفير ال َّن ِ
يطان. الخير طريق َ 4-4ت ُ
330
يسعَّتلا األخالق المذمومة
331
يسعَّتلا األخالق المذمومة
ِ
العبادة. االقتصاد في
ُ 2-2
عام َل المرء غيره بما ي ِحب أن ي ِ
أن ي ِ
عاملوه به. ُ ُ ُّ ُ َ ُ ْ 3-3
غير أنغيره ِمن ِ
ألجل نف ِع ِ ِ المرء ما َله
ُ
أن ِمن معالِ ِم الج ِ
ود والكر ِم أن َيد َف َع ُ َ َّ 4-4
لكن َم ِدينَه
أخ ُذ ما َله َّبمن ُيعطِي و َيع َل ُم أ َّنه س َي ُ كورا ،فكيف َ
ِ
َينتظ َر منهم جزا ًء أو ُش ً
سق ْط عنه المال. بإنظاره ،بل َأولى أن ي َضع عنه ِمن َدينِه إن لم ي ِ ِ عس َر ،فهو َأ ْولى َ
ُ َ َ ْ أ َ
ري يف واحة ِّ
الشعر: َّ
التعس ُ
اعر: قال َّ
الش ُ
كنت ذا ُع ِ
سـر فأصبح َت ذا ُي ٍ
سـر وقد َ ْ الرحم ُن أعطـــاك َثرو ًة فإن َيك ِ
ُـــن َّ ْ
ِ
الفقر ـــز ْد َك وتأ َم ْن يا أخي ِمـــ َن
َي ِ ـــكرا مع ال َّثنا
ً وشحمدً ا ُ ِ
فتاب ْع لـــه ْ
ِ (((
قريب وذي عسرٍ لِ َمن كان ذا ٍ
فقر الله منهـــا م ِ
باد ًرا لحـــق ِ
ِّ و َأ ِ
خر ْج
ُ
التَّنفير
معنى َّ
التنفري:
فر ُق ،وأص ُله َيدُ ُّل ِ
والح ُ ِ نفير ُلغ ًةَّ :
رود ،وال َّن ْف ُر :ال َّت ُّ ران ُّ
والش ُ رار
هاب والف ُ
الذ ُ ال َّت ُ
فارا إذا َف َّر َو َذ َه َب(((.ِ ِ وتباع ٍد؛ ُي ُ على َت ٍ
قالَ :ن َف َر َي ْنفر ُن ُف ً
ورا ون ً ُ جاف
مما ِ
ونحو ذلك َّ والشدَّ ِة بالغ ِ
لظة ِّ اس أو معامل ُتهم ِ
قاء ال َّن ِ ُ
ِ
اصطالحا :هو ل ُ
ً ال َّتنفير
المباحات و َمصالِح الدُّ نيا
ِ نفير ِمن فور ِم َن اإلسال ِم والدِّ ِ
ين ،وال َّت ِ ي ِ
حم ُل على ال ُّن ِ َ
تبذير(((.
ٌ ٌ
إسراف أو التي ليس فيها
والسَّنة:
هي عنه من القرآن ُّ نفري َّ
والن ُ ذم َّ
الت ِ ُّ
-قال تعالى ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
((( ((الصحاح)) للجوهري ((( ،)833/2مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)459/5لسان العرب))
البن منظور (.)227/5
((( ((نضرة النعيم)) (.)4297/9
333
يفنَّتلا األخالق المذمومة
ِ فإن ِ
فيه ُم َ اس ف ْلي ِ
الحاجة))((( ،يعني: عيف وذا والض ََّ بير
الك َ وج ْز؛ َّ ما َص َّلى بال َّن ِ ُ
ين ِ اس عن ِد ِ
الله(((. ُين ِّفرون ال َّن َ
الله ع َل ِيه وس َّل َم
بي ص َّلى ُ الله عنهَّ ،
أن ال َّن َّ ضي ُري َر َ شع ِّ -عن أبي موسى َ
األ َ
اليم ِن ،فقالَ (( :ي ِّس َرا وال ُت َع ِّس َرا ،و َب ِّش َرا وال ُت َن ِّف َرا ،و َت َ
طاو َعا وال ومعا ًذا إلى َ
َب َع َثه ُ
َتخت َِل َفا))(((.
ذم َّ
التنفري: السلف والعلماء يف ِّ
أقوال َّ
ِ ِ ِ ٍ ِ
بالرخصة من ث َقةَّ ،
فأما ال َّتشديدُ 1-عن َم ْع َم ٍر قال( :إ َّنما الع ُ
لم أن َت َ
سم َع ُّ
كل ٍ
أحد)(((. في ِ
حسنُه ُّ ُ
اس
فاجر؛ هذا َيدْ عو ال َّن َ
ٌ ناس ٌك ،وعالِ ٌم
جاهل ٌِ فسدَ ال َّن َ
اس ٌ َ
حكيم( :أ َ 2-2قال
لمه ِبف ِ
سقه)(((. إلى جه ِله بنُس ِكه ،وهذا ين ِّفر ال َّناس عن ِع ِ
َ ُ ُ ُ ْ
ِ سول ِ ف َر ِ3-3جاء في وص ِ
صدرا،
ً اس الله ع َليه وس َّل َمَ :أ َ
وس ُع ال َّن ِ الله ص َّلى ُ ْ
ِ وألينُهم جانباَ ، َ
اس وال ُين ِّف ُرهم، كرمهم عشر ًة ،يؤ ِّل ُف ال َّن َوأ ُ ً قولَ ، وأصد ُقهم ً
ْ
جليس نصي َبه،ٍ عليهمَ ،يتف َّقدُ أصحا َبه ،و ُيعطِي َّ
كل كل َقو ٍم ،ويو ِّل ِيه ِ
كريم ِّ و ُي ِ
كر ُم َ
َ ح َّتى ال ي ِ
جليسه أحدً ا أ َ
كر َم عليه منه(((. ُ حس ُب َ
نفري املذموم(((:
الت ِمن صور َّ
وأخ ُذهم
لو في ذلكْ ، ين ،وال َّتشدُّ ُد فيهُ ،
والغ ُّ أخ ِذ ال َّن ِ
اس بالدِّ ِ 1-المبا َل ُ
غة في ْ
تبارك وتعالى ص تخفي ًفا عليهم ،مع َّ
أن الل َه َ الر َخ ِ
وخي ُّ بالعزائ ِم ً
دائما ،وعدَ ُم َت ِّ
عزائمه.
ُ تؤ َتى ُر َخ ُصه ،كما ُي ِح ُّب أن ْ
تؤ َتى ُي ِح ُّب أن ْ
ِ ِ ِ ِ ِ قنيط ال َّن ِ ِ
َ 2-2ت ُ
راء
يئيسهم م َن ال َّتوبة ،وازد ُ تبارك وتعالى ،و َت ُ
اس من رحمة الله َ
بالشت ِم واألذ َّي ِة البدَ َّني ِة. ِ
لالعتداء عليهم َّ ُ
الحال َ
وصل المذنِ َ
بين و َن ْب ُذهم ،ور َّبما ْ
ِ
تذكير ال َّن ِ
اس ِ
والعقاب ،وعدَ ُم ِ
بالعذاب ِ
خويف ِ
الوعيد وال َّت ِ
مواعظ اإلكثار ِمن 3-3
ُ
الج ِ
زيل. وخ ِيره َ وفض ِله َ
العمي ِمَ ، وع ِدهْ ، وح ِ
سن ْ تبارك وتعالىُ ،
ِ ِ
بسعة رحمة الله َ
ِ
َ
ِ الف ِ ِ
المتك ِّل َ
مين وأقوال ُ قهاء كاالختالفات ْبين ُ تحملو َنه؛ خاطبة ال َّن ِ
اس بما ال َي َّ ُ ُ 4-4م
فهمونها على ُ
البعض أو َي َ ِ
األمور ا َّلتي قد ال َيستَوع ُبها وغيرها ِم َن
دات ِ في المعت َق ِ
ُ
ِ ِ
الص ِ
حيح. غير َفهمها َّ
بح ْم ِلهم على جمي ِع ِ
أمور الدِّ ِ
ين َدفع ًة واحد ًة، عوة ِ5-5ال َّتنفير في َد ِ
لمين؛ َالمس َ
غير ْ ُ
عن المحر ِ ِ
مات. رائض وال ُبعد ِ ُ َّ
ِ طيقون من ال َف
َ التدر ِج معهم بما ُي
دون ُّ
المساج ِد،
ِ ِ
إتيان كتنفيرهم ِمن
ِ ِ
الطاعة؛ ِ
وأعمال الخ ِير ِ
األطفال عن َ تنفير
ُ 7-7
الخ ِير. لظة في َت ِ
عليمهم و َتدريبِهم على َ والغ ِ
ِ
التنفري:
ِ أنوا ُع
أكثر ِ ِ ُ
ويكون بالكال ِم الس ِّيئ ال َبذيء، القولي: التنفير
والترهيب َ وكالتخويف ُّ ُ
335
يفنَّتلا األخالق المذمومة
ِ
والترغيب. ِ
االطمئنان ِ
استعمال ِمن
336
يفنَّتلا األخالق المذمومة
ِ
طبائعهم. ِ
واختالف اس ِ
أحوال ال َّن ِ ِ
مراعاة عدم
ُ 2-2
الصواب َبعينِه.
ُ أن ما َيفع ُله هو
وظ ُّنه َّ 3-3اغترار المن ِّف ِر ِبف ِ
علهَ ، ُ
ِ
بأنفسهم ،وظ ُّنهم أ َّنهم واغترارهم ِ
الدعوة المحسوبين على ِ
بعض َ 4-4تعالِي
ُ َ
خير ِمن غيرهم. ٌ
بس ِ
بب ِ ِ
المواعظ وال ُّن ِ المبا َلغُ فيه ِمن
صح؛ مما يدفع إلى ال ُّنفرة َ اإلكثار ُ
ُ 5-5
الم َل ِل والس ِ
آمة. َّ َ
وجفاء َّ
الطبعِ. ُ الخ ُلق،
سوء ُ
ُ 6-6
الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك َّ
التنفري:
ِ
لقلوب ِ
وتأليفه الله صلى عليه وسلم في دعوتِه
رسول ِ
ِ ِ
بطريقة أسي
1-ال َّت ِّ
ال َّن ِ
اس.
اله ِّي ِن ال َّل ِّي ِن ،ا َّلذي ِ اس إلى الدَّ ِ
اعية حاج َة ال َّن ِ
ستشع َر الدَّ ُِ
البصيرَ ، اعية 2-2أن َي
يقربهم ِم َن ِ
الله ،و ُيح ِّب ُبهم إليه. ُ ِّ ُ
اعية وعدَ م َت ِ
تواضع الدَّ ِ
عاليه. ُ ُ ُ 3-3
عن الدِّ ِ
ين، ِ
وإبعادهم ِ ِ
ضالل ال َّن ِ
اس اعية ِمن أن َي َ
كون سب ًبا في خوف الدَّ ِ
ُ 4-4
تبارك وتعالى ِ ِ عر ُضه ِ
الغليظَّ ، تعام ِله ِّ ِ
لعقاب الله َ وأن ذلك قد ُي ِّ الفظ بسبب ُ
ِ
وانتقامه.
الجُبْنُ
نب: معنى ُ
اجل ِ
كل بان ِم َن الر ِ
جال :ا َّلذي َي ُ
هاب ال َّتقدُّ َم على ِّ والج ُ ِ
الشجاعةَ ،بن ُلغ ًةِ :ضدُّ َّ
الج ُ
ُ
ِّ
ٍ
شيءَ ،ل ًيل كان أو َن ً
هارا(((.
مما ال َينبغي أن ُي َ
خاف منه(((. ُ
الخوف َّ اصطالحا:
ً الج ْبن
ُ
والسَّنة:
نب يف القرآن ُّ ذم ُ
اجل ِ ُّ
الله تعالى :ﮋﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ
-قال ُ
ﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯰ
ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﮊ [األنفال.]16 ،15 :
ِ
الحروب أمام المنافِ َ
قين بأ َّنهم ُج َبنا ُء ،وأ َّنهم ال َي ُ
صمدون َ ووص َف ُ
الله سبحا َنه ُ َ -
والمعارك ،فقال :ﮋﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ِ
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ
ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ
ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﮊ [األحزاب.]20 ،19 :
الله ع َل ِيه وس َّل َم: رسول ِ
الله ص َّلى ُ ُ الله عنه قال :قال
ضي ُ -وعن أبي ُه َرير َة َر َ
ِ ِ
وج ْبنُه بن خال ٌع))((( ،أيُ :ش ُّحه ُم ْل ٍق له في َ
اله َلعُ ، ((ش ُّر ما في َر ُج ٍل ُش ٌّح هال ٌعُ ،
وج ٌ َ
نفع بمالِه ،وال ببدنِه(((. ِ ِ
قد َخ َلع ق ْل َبه من َمكانه؛ فال سماح َة وال شجاع َة ،وال َ
ذم اجلنب:
السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
الط ِير ،ك َّلما ِ
كقلوب َّ لله خ ْل ًقاُ ،قلو ُبهم(إن ِ الله عنهاَّ : ضي ُ ُ
عائشة َر َ -قالت
ناءُ ،أ ٍّف للج ِ
بناء)(((. ت الريح خ َف َقت معهاُ ،فأ ٍّف للجب ِ َخ َف َق ِ
ُ ُ َ ْ ِّ ُ
الجاهلي ِة
َّ (حض ْر ُت كذا وكذا َز ْح ًفا في الله عنهَ : ضي ُ ِ
بن الوليد َر َ -وقال خالدُ ُ
ضربة بس ٍ موضع َّإل وفيه َط ٌ
يف ،وها أنا ذا ٌ َ عنة ُبر ٍ
مح ،أو ٌ واإلسال ِم ،وما في جسدي
موت على فِراشي؛ فال نامت َأعين الج ِ
بناء)(((. ْ ُُ ُ َأ ُ
ِ
بالمال خل َق ِ
رينان؛ أل َّنهما عدَ ُم ال َّنف ِع بن وال ُب ُ ابن ال َق ِّي ِم:
(والج ُ ُ -وقال ُ
حات فر ٌ وم ِ حبوبات ُ ٌ الج َ
بان َتفو ُته َم ألن َ أسباب األل ِم؛ َّ ِ وه َما ِمن ِ
والبدنُ ،
أيضا، حول ْبينه ُدو َنها ً والبخل َي ُ
ُ ِ
جاعة، ذل َّ
والش نال َّإل بالب ِ عظيمة ال ُت ُ ٌ ذوذات
ٌ و َم ْل
َ
أسباب اآلال ِم)(((. ِ قان ِمن أعظ ِم الخ ُل ِ ِ
فهذان ُ
ضاره(((:
وم ُّ
اجلنب َ
ِ آثا ُر
وغ ِيرهم. ِ
األنذال َ ِ
طبقات وطم ُع الع ِ إهانة ال َّن ْف ِ
ُ 1-
يشَ ، وسوء َ
ُ س،
ِ والص ِبر في ِ ِ
َّبات.
جب فيها الث ُالمواطن ا َّلتي َي ُ 2-2ق َّل ُة الثَّبات َّ
ِعالج ُ
اجلنب:
إزالة ِع َّلتِهِ ،
وع َّل ُته؛ عالجه ُ ِ خص جبا ًنا ،و َيلزَ ُم في أسباب َت ُ
جعل َّ
الش َ ٌ بن له الج ُ
ُ
مر ًة بعدَ ِ ِ ِ عف ف َي ُ وإما َض ٌ زول بال َّت ِ ِ
جهل ف َي َُّإما ٌ
المخوف َّ الفعل َ بارتكاب زول جربةَّ ،
وطبعا(((. صير ذلك له عاد ًة ُ
ً أخرى ،ح َّتى َي َ
نب: والشع ُر يف ُ
اجل ِ األمثال ِّ
بان ح ْت ُفه ِمن َف ِ الج ِ ِ ِ
وقه) الج َ َ بنَّ :
(إن َ -من أمثالهم في ُ
حذره وجبنَه ليس بداف ٍع عنه المني َة إذا َنزَ ل به َقدَ ر ِ
الله. ُ َ َّ أن َّ َ ُ
أيَّ :
ِ
(ع َصا الجبان َأ َ
طو ُل). -وقو ُلهمَ :
المتن ِّبي:
-قال ُ
وحـــدَ ُه والن َ
ِّزال
(((
ط َل َ
ب ال َّطعـــ َن ْ ٍ
بأرض ُ
الجبـــان وإذا مـــا َخ َ
ـــا
اجلدل واملِراء:
ِ معنى
بالح َّج ِة؛ ِ
الح َّجة ُ لة ُ ومقا َب ُ ِ
الخصومة ،والقدر ُة عليهاُ ، الج ُ
دل ُلغ ًة :هو ال َّلدَ ُد في ُ َ
صومة لشدَّ تِه(((.
ِ وس ِّم َي ُ
بالخ مة؛ ُخاص ُ ناظر ُة ُ
والم َ الم َ
والمجا َد ُلةُ :
ُ
والمغا َل ِبة(((.
نازعة ُ
بيل الم َ ِ
ضة على َس ِ ُ المفاو ُ
َ اصطالحا :هو ً الج ُ
دل َ
الش ِّك والر ِ ِ المجا َد ُلة على الج ُراء ُلغ ًةِ : ِ
يبة، ِّ مذهب َّ والممارا ُةُ :
دال ،وال َّتماري ُ الم ُ
ناظ ِ
رةُ :ممارا ٌة(((. للم َ و ُي ُ
قال ُ
ِ لبيان غ َلطِه
خص؛ ِ ِ ِ ِ
ُ
والباعث وإفحامه، للشالحاة َّ اصطالحا :هو َكثر ُة ُ
الم ً راء
الم ُ
على ذلك ال َّتر ُّف ُع(((.
دال:
للج ِ ٌ
ألفاظ ُمرا ِدف ٌة ِ
ٍ ين ي ِ الم َ
تصحيح
َ واحد منهما قصدُ ُّ
كل شخص ِ َ
َ ناظر ُة :هي ُّ
ترد ُد الكال ِم ْبين ُ
كل منهما في ُظ ِ
هور الحقِّ . قول صاحبِه ،مع ِ
رغبة ٍّ وإبطال ِ
َ َقولِه،
ضرب
ٌ جاو ُب ،وهي
حاو ُر ،أي :ال َّت ُ ُ
المراجعة في الكال ِم ،ومنه ال َّت ُ حاور ُة :هي
الم َ
ُ
سلوب ِمن أساليبِه(((.
ٌ األدب الرفيعُِ ،
وأ ِ َّ ِم َن
((( ((مجمل ال ُّلغة)) البن فارس ((( ،)179/1لسان العرب)) البن منظور (.)105/11
((( ((المفردات)) للراغب األصفهاني (ص.)189 :
((( ((لسان العرب)) البن منظور ((( ،)278/15المصباح المنير)) للفيومي (.)569/2
((( ((التعريفات االعتقادية)) لسعد آل عبد اللطيف (ص.)265 :
((( ((مناهج الجدل في القرآن الكريم)) لزاهر األلمعي (ص.)25 :
341
ءارِملاو لادجلا األخالق المذمومة
واحلجاج(((:
اجلدال واملِرا ِء ِ الفرق ْ
بي
ِ
خاص ٌ واحد ،غير َّ ٍِ ِ
والج ُ ِ
مة في ذموم؛ أل َّنه ُم َ
أن المرا َء َم ٌ َ دال بمعنًى راء
الم ُ
بخ ِ
الف اعتراضاِ ،
ً راء َّإل دال .وال ي ُ ِ هوره ،وليس كذلك ِ
الج ُ الحقِّ بعد ُظ ِ
كون الم ُ َ
كون ابتدا ًء واعتِ ً
راضا. ِ
الج ِ
دال؛ فإ َّنه َي ُ
جوع ِ
عن الر ُ ِ ِ
والمطلوب بالجدالُّ :
ُ الح َّج ِة. جاج هو ُظ ُ
هور ُ
والمطلوب ِ
بالح ِ ُ
ِ
المذهب.
-وقال َّ
جل شأ ُنه :ﮋﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
ِ
الجدال ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮊ [البقرة ،]204 :أي :شديدُ
لمين(((. ِ ِ ُ
للمس َ
والعداوة ْ
والخصومة َ
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)159 -158 :المصباح المنير)) للفيومي (.)569/2
((( ((عمدة القاري)) للعيني (.)114/18
((( أخرجه الترمذي ( ،)3253وابن ماجه ( ،)48وأحمد ( .)22164قال الترمذي :حسن صحيح.
وحسنه األلباني في ((صحيح الجامع)) (.)5633
َّ
342
ءارِملاو لادجلا األخالق المذمومة
دال واملِراء:
اجل ِ
ذم ِ
السلف وال ُعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
مار أخاك؛ َّ ِ
عنهما قال( :ال ُت ِ عب ٍ عن ِ
ِ -
فإن المرا َء ال ُت َ
فه ُم الله ُ
ضي ُ اس َر َ ابن َّ
تؤمن ِ
غائل ُته.((()... ِ
حكم ُته ،وال ْ َ ُ
ِ
اإليمان ح َّتى رج ٌل َحقيق َة
صيب ُعنهما( :ولن ُي َ الله ُضي ُمر َر َ ابن ُع َ -وقال ُ
الكذب في الم ِ صادق ،ويتر َك ِ المرا َء وهو َيع َل ُم أ َّنه يتر َك ِ
زاحة)(((. ُ َ ٌ َ ُ َ ُ
الض ِ
غائ َن)(((. القلوبِ ،
ويور ُث َّ قسي ِ بن ٍ -وقال ُ
َ راء ُي ِّ
أنس( :الم ُ مالك ُ
جهل العالِ ِم ،وبها َيبتغي ِ ُ
ساعة سار( :إي ُاكم ِ
والمرا َء؛ فإ َّنها بن َي ٍ َّ لم ُ مس ُ -وقال ْ
يطان َز َّلتَه)(((.
الش ُ
َّ
اجلدال:
أقسام ِ
سم ِ
ين: ِ الج ُ ي ِ
نقس ُم ِ
دال إلى ق َ َ
القسم األولِ :
الجدال المحمود ُ
ِ
راهين على بإقامة األد َّل ِة وال َب
ِ ِ
وإظهاره؛ قوم على َت ِ
قرير الحقِّ وهو ا َّلذي َي ُ
ألن فيه الدَّ عو َة إلى ِ
اللهَّ ، لمين؛ َّ ِ ِ
والذ َّب عن للمس َ وعز ٌة ْ
خير لإلسال ِمَّ ،
صدقه .وفيه ٌ
ِ
بإظهار الج ِ
دال ،وهي ا َّلتي َتتع َّل ُق تأمر بهذا ال َّنو ِع ِم َن ِ جاءت ُن دينِه ،وقد
صوص ُ ٌُ ْ
لمين لح ُق باإلسال ِم اللة عليه ،والدَّ ِ
عوة إليه ،و َتد َف ُع َّ الحقِّ ،والدَّ ِ
والمس َ
ْ كل ما َي َ
ٍ
باطلة. ِ
وإلصاق ُت َه ٍم ِمن أ ًذى
القسم ال َّثانيِ :
الجدال المذموم ُ
ِ ِ الباطل ،وط َل ِ ِ ُ
ويقوم على ُ والجاه، المال ب ِ تقرير الجدال ا َّلذي ُ
يقوم على هو
الغيبي ِ ِ ِ الشه ِ ِ
الحقوق ،و َن ِ ِ الز ِ
ات والش ُبهات ،وال َّتشكيك في َ َّ
وات ُّ شر َّ َ وإضاعة ور، ُّ
وأسماء ِ
الله ِ الو ِ
حي، ِ ِ ِ
باإليمان بها وال َّتسلي ِم وال َّت ا َّلتي ُأ ِم ْرنا
كأخبار َ صديق؛
شور والج َّن ِة وال َّن ِ
ار. ِ
والبعث وال ُّن ِ وصفاتِه، ِ
344
ءارِملاو لادجلا األخالق المذمومة
وظنونِه.
العقل ُ
ِ ِ
صوصه على تقديم ال َّن ِ
قل و ُن ُ 4-4
هذ ِ
ب، الم َّ ِ
القول ُ دال؛ ِم َن ِ
العالية أثنا َء ِ
الج ِ اإلسالمي ِة
َّ
ِ
باألخالق 5-5ال َّتح ِّلي
األشخاص أو َلم ِزهم واالستِ ِ
هزاء بهم. ِ الط ِ
عن في رين ،وعدَ ِم َّ واحترا ِم َ
ْ اآلخ َ
ِ
الباطل عن ِ
االبتعاد ِ وإقناع ال َّن ِ
اس به ،مع َ إظهار الحقِّ ، ُ
الغاية أن َت َ
كون َّ 6-6
َ
ِ
وتلبيسه على ال َّن ِ
اس.
ِح َك ٌم وأمثال ِ
وشع ٌر يف اجلدال واملِراء(((:
لؤ ٌم.
راء ْ ِ
-الم ُ
يؤ ِذيك.
والسفي َه ْ ِ
الحكيم َيغل ُبكَّ ،
َ فيها؛ َّ
فإن كيما وال َس ً قال :ال ُت ِ
مار َح ً ُ -ي ُ
الع ْر َز ُّ
مي: -قال َ
ب
واج ُوذلك َح ٌّق فـــي المـــو َّد ِة ِ ُـــك فيمـــا ُق ْلتُـــ ُه و َذك َْر ُت ُه
َصحت َ
ن ْ
َ
ِ ِ ال تَر َكنَـــن إلـــى ِ
ب ـــر َد َّعا ٌء ولل َغ ِّ
ـــي جال ُ إلى َّ
الش ِّ ـــراء فإنَّـــ ُه الم َّ
((( ((مكارم األخالق)) للخرائطي (ص(( ،)295 :األمثال المولدة)) للخوارزمي (ص،)123 :
جزَع
ال َ
معنى اجلزع:
الوادي ،إذا قطعته عرضا ،وهو
َ الص ِبر ،مصدر َجزَ ْع ُتقيض َّ الجزَ ُع ُلغ ًةَ :ن ُ َ
الم َّن ِة عن َح ْم ِل ما َنزَ ل(((.
انقطاع ُ
ُ
والغ ِّم .وقيلٌ :
ض َ الم َض ِ ِ
حزن صاب م َن َ
الم َ لح ُق ُ إظهار ما َي َ
ُ اصطالحا:
ً الجزَ ع
َ
بصدَ ِده ،و َي َ
قط ُعه عنه(((. عما هو َ َ
اإلنسان َّ َي ِ
صر ُف
ور َّق ِة ِ
القلب(((: الفرق بني َ
اجل َزع َ
والف َزع ِ
مما َيعتَري ِم َن يء الم ِ الش ِ
اإلنسان ِم َن َّ
َ ال َفزَ ُع :ما َيعتَري
والجزَ ُعَّ :
َ خيف، ُ
ً
حاصل ارة و َد ٍ
اللة ،أو عار ًضا عن أم ٍ
سواء كان ِ عام، المؤلِ ِم ،وال َفزَ ُع ٌ َّ ِ
َ ٌ لفظ ٌّ الشيء ْ
ال عن ذلك.
ِ
والحرص، الطم ِع ِ
القلبَ ،ي ُمدُّ ه شدَّ ُة َّ وف في وخ ٌ
سَ ، عف في ال َّن ْف ِ
والجزَ ُع َض ٌ
َ
القلب فإ َّنها ِم َن الر ِ
حمة. ِ ِ
اإليمان بال َقدَ ِرَّ ...أما ِر َّق ُة ويتو َّلدُ ِمن َض ِ
عف
َّ َ
والسَّنة: هي عنه يف ال ُق ِ
رآن ُّ ذم اجل َزع َّ
والن ُ ُّ
ِ
أهل ِ
النار :ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ -قال تعالى حكاي ًة عن ِ
ﮊ ﮋ ﮊ [إبراهيم.]21 :
((( ((تهذيب ال ُّلغة)) لألزهري ((( ،)221/1الصحاح)) للجوهري ((( ،)1196/3مقاييس ال ُّلغة))
البن فارس (.)453/1
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)200 :المفردات)) للراغب (ص.)195-194 :
((( ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب (ص(( ،)234 :الروح)) البن ال َق ِّيم (ص.)250 :
347
عَزَجلا األخالق المذمومة
ضاره(((:
وم ُّ آثا ُر َ
اجل َزع َ
عاء على ال َّن ْف ِ
س. 1-الدُّ ُ
يور ُث الحسر َة. ِ 2-2
3-3بقاء ال َّن ِ
دامة. ُ
ِ
األجر. فوات
ُ 4-4
ِ
المصيبة. ضاع ُف
َ 5-5ت ُ
ِ
البالء. 6-6زياد ُة
ِمن ص َو ِر َ
اجل َزع:
ِ
الموت. َ 1-تمنِّي
الخ ِ
دود. ضر ُب ُ
ْ 2-2
َ 3-3ش ُّق ال ِّث ِ
ياب.
الش ِ
عور. َ 4-4نشْ ُر ُّ
يل والث ِ
ُّبور. بالو ِ
عاء َ
5-5الدُّ ُ
أسباب ال ُوقوع يف َ
اجل َزع(((: ِ ِمن
ِ
عز ُب عنه ،وال َي ِجدُ ِم َن ِ
المصاب ح َّتى ال َيتناسا ُه ،و َت ُّ
صو ُره ح َّتى ال َي ُ َ 1-ت ُّ
ذك ُر
صو ِر تعزي ًة. ِ ال َّت ْذ ِ
كار َس ْلو ًة ،وال َيخل ُط مع ال َّت ُّ
ِ
لمفقوده الحسرة ،فال َي َرى ِمن ُمصابِه َخ َل ًفا ،وال َي ِجدُ
ِ ُ
األسف وشدَّ ُة 2-2
ِ
وبالحسرة َه َل ًعا. ِ
باألسف َو َل ًها، بدَ ًل؛ ف َي ُ
زداد
ترك َ
اجل َزع(((: ينة على ِ ال َو ُ
سائل املُ ِع ُ
ِ
اإليمان. قو ُة
َّ 1-
ِ 2-2ذكر ِ
الله. ُ
ٍ
كروه. 3-3أن َيصبِ َر على ما َنزَ ل به ِمن َم
ِ
المصائب. ِ
حدوث َ 4-4تو ُّق ُع
وم(((.
شر ُيجزَ ُع منه ال َي َ
ال َّ
الشافعي ِ
الله:
رحمه ُ اإلمام َّ ُّ
ُ -قال
َـــم ال َقضا ُء ِ َد ِع األ َّيـــا َم تَف َع ُ
ب َن ْف ًســـا إذا َحك َوط ْ ـــل مـــا تَشـــا ُء
ِ
لحـــوادث الدُّ نيـــا َبقـــا ُء فمـــا ِ
لحادثـــة ال َّليالـــي َجـــز ْع
َ وال ت
وليـــس َيزيدُ فـــي الـــر ِ
زق ال َعنا ُء ـــك ليـــس َين ُق ُصـــ ُه التَّأنِّي ور ْز ُق َ ِ
ِّ
بـــؤ ٌس عليـــك وال َرخـــا ُء
(((
وال ْ ـــرور
ُ ـــز ٌن َيـــدو ُم وال ُس
وال ُح ْ
الجفاء
معنى َ
اجلفاء:
فاءِ :خ ُ عن َّ ِ الش ِ أصل الج ِ
الف والج ُ
الشيءَ . يء ِ فاء ُّ
يدل على ُن ُب ِّو َّ الجفاء ُلغ ًةَ ُ :
قاق الج ِ ِ
فاء(((. يل ،ومنه اشت ُ َ الس ُفاء :ما نفا ُه َّ البِ ِّرُ ،
والج ُ
الر ِ ِ الع ِ
الغ َل ُظ في ِ
الجفاء اصطالحاِ :
فق في وتر ُك ِّ
رق في المعا َملةْ ، والخ ُ
شرةُ ، ً َ ُ
ِ
األمور(((.
والسَّنة:
هي عنه من القرآن الكريم ُّ
والن ُ ذم َ
اجلفا ِء َّ ُّ
-قال تعالى ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﮊ [آل عمران.]159 :
((( ((مقاييس ال ُّلغة)) البن فارس ((( ،)465/1النهاية في غريب الحديث واألثر)) البن األثير
((( ،)281 ،280 /1لسان العرب)) البن منظور (.)147 /14
((( ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص.)128 :
((( أخرجه البخاري ( ،)4387ومسلم (.)51
352
ءافجلا األخالق المذمومة
ياء
((الح ُ
َ الله ع َل ِيه وس َّل َم قال:
بي ص َّلى ُ الله عنهِ ،
عن ال َّن ِّ ضي ُكر َة َر َ
-وعن أبي َب َ
فاء في ال َّن ِ
ار))(((. ِ واإليمان في الج َّن ِة ،والب ِ
ُ ِ ِم َن
والج ُالجفاءَ ، ذاء م َن َ َ ُ َ اإليمان،
ذم َ
اجلفاء: السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
أنس( :ما َق َّل ِ
األهواء ،وإذا
ُ اآلثار في َقو ٍم َّإل ك ُث َر ْت ُ
فيهم ُ ت بن ٍ -قال ُ
مالك ُ
فاء)(((. العلماء َظ َهر في ال َّن ِ َق َّل ِ
الج ُ
اس َ ُ ت
أهل جل مع ِ
غير ِ الر ِ
لة َّ َ
ومؤاك ُ قضي َصال َته؛ جل جبهتَه َ
قبل أن َي َ ُيص ِّلي؛ و َم ْس ُح َّ
الر ِ
ِدينِه)(((.
((( أخرجه ابن ماجه ( ،)4184وابن حبان ( ،)5704والطبراني في ((المعجم األوسط)) (.)5055
قال البخاري في ((العلل الكبير)) ( :)315محفوظ .وصححه الحاكم في ((المستدرك))
( )118/1وقال :على شرط الشيخين .واأللباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (.)4184
((( أخرجه الخطيب البغدادي في ((الفقيه والمتفقه)) ( )383/1عن ابن أبي أويس.
((( أخرجه أبو نعيم في ((حلية األولياء)) (.)47/7
((( أخرجه البيهقي في ((شعب اإليمان)) (.)9380( )42/7
((( ذكره الراغب األصفهاني في ((محاضرات األدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء)) (.)411/2
353
ءافجلا األخالق المذمومة
من ص َو ِر َ
اجلفاء(((:
والم َّط ِل ُع عليه. ِ
فاء العبد مع ر ِّبه ،وهو َم ْوال ُه ُ
َ 1-ج ُ
ومن ذلك أ َّنه ال ُيص ِّلي عليه إذا ُذ ِكر ِعندَ ه.
2-2الجفاء مع َنبيهِ ،
ِّ َ ُ
القول لهما ،أو َق ِ
طع ِهما و َن ِ
حوه، ِ ظ وغ َل ِ
ف ِ ين ،بال َّتأ ُّف ِ
فاء مع الوالدَ ِ
الج ُ
َ 3-3
العقوق َبع ْينِه.
ُ وأشدِّ ه ،بل هو فاء َعظ ِم الج ِ
وهذا ِمن َأ َ
َ
ِ
وأبنائه. جل مع زوجتِه
الر ِ
فاء َّ
َ 4-4ج ُ
ِ
األسباب. كائن ِم َن
سبب ٍألي ٍ الص ِ
ديق ِّ فاء مع َّ
الج ُ
َ 5-5
رين.
اآلخ َ القو ِة ا َّلتي َينبغي َت ُ
عاهدُ ها مع َ َ ِ
الفعل هو م َن َّ بأن هذا الش ِ
يطان له َّ تزيين َّ
ُ 2-2
ويوس ُع ال َّن ْفر َة ْبينهم. دين، ِ 3-3الحسدُ قد يو ِّلدُ الجفا َء ْبين
ِّ المتحاس َ
جماعي ٍة.
َّ ٍ
أضرار بالمنفعة الفرد َّي ِة ،ولو َّأد ْت إلى
ِ االهتمام
ُ 4-4
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
بالحسنى
والمعاتبة ُ انعدام َشعيرة ال ُّنصحِ وال َّتوجيه ل َمن ات ََّصف بهذه ِّ
الصفةُ ، ُ 5-5
وي.
ح َّتى َي ْر َع َ
ِ ِ الشخص على هذه الص ِ
جتم ِع
الم َ الص َغ ِر ،أو َيكتس َبها م َن ُ فة ُ
منذ ِّ ِّ 6-6أن َيتر َّبى َّ ُ
صع َب عليه َت ْر ُكها. نشأ عليها ،و َت َّ
تجذ َر فيه ،ف َي ُ ا َّلذي َحو َله؛ في َ
َ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ 7-7
الك ْب ُر ا َّلذي َي َق ُع في
اس الجفاة ،و َيد َف ُعهم إلى أن ُيعاملوا ال َّن َ
بعض ُ قلوب
بالج ِ
فاء. َ
الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك اجلفاء:
ِ
بترقيق َّ
الطبعِ، ِ
فيالن باإليمان ،وال َّتض ُّلع ِمن ِ
العل ِم ال َّنافعِ؛ فإ َّنهما َك ِ زو ُد
ُ َ 1-ال َّت ُّ
الخ ُل ِق.
وتحسين ُِ
رب على َ
اجلفا ِء: الص ُ
َّ
قدر عليك وال َت ِ
قد ُر عليه. ِ
عمن َي ُ
َ 1-ص ٌبر َّ
قدر عليه وال ي ِ
ِ
قد ُر عليك. َ عمن َت ُ
وصبر َّ
ٌ 2-2
قدر عليه وال ي ِ
ِ
قد ُر عليك. َ عمن ال َت ُ
وصبر َّ
ٌ 3-3
الفضائل ،والر ُ ِ
ِ هانة ،وليس ِم َنفاألو ُل ُذ ٌّل و َم ٌ
مماشي ما هو أشدُّ َّأي ل َمن َخ َ َّ َّ
ِ ِ
الحقيقة، لم علىفضل وبِ ٌّر ،وهو الح ُ ٌ باعد ُة .والثَّاني:
والم َ
كة ُ تار ُ َيصبِ ُر عليه ُ
الم َ
سم ِ ِ ِ
ين: ضالء .والث ُ
َّالث َينقس ُم ق َ ُ الف وهو ا َّلذي َ
يوص ُف به ُ
ِ
سبيل الغلط ،و َيع َل ُم ُق َ
بح ما ِ ممن لم َي َق ْع منه َّإل على
فاء َّ
الج ُ َّ 1-إما أن َي َ
كون َ
ِ ِ
الحقيقة. لم على ٌ
وفرض ،وهو ح ٌ فالص ُبر عليه ٌ
فضل َأتى به ،و َيندَ ُم عليهَّ ،
ُ
ستطيل به فال َيندَ ُم قدار ن ْف ِسه و َي ُظ ُّن َّ
أن لها ح ًّقا َي ِ
وأما َمن كان ال َيدري م َ
َّ 2-2
ِ
صبور عليه؛ أل َّنه َيزيدُ للم
وإفساد َ
ٌ للص ِ
ابر، فالص ُبر عليه ُذ ٌّل َّ
ف منهَّ ،على ما س َل َ
واب إعالمه بأ َّنه كان ممكنًا أن ي ِ
نتص َر ضة له ُس ٌ
قار ُ ِ
َ ْ ُ والص ُ
َّ خف، والم َاستشرا ًءُ ،
زاد على رذال له فقط ،وصيان ًة عن مراجعتِه ،وال ُي ُ
منه ،وأ َّنه إ َّنما َت َرك ذلك استِ ً
وحدَ ه(((. ذلك ،وأما جفاء الس ِ
فلة فليس جزاؤُ ه َّإل ال َّن َ
كال ْ َّ َ ُ ِّ
األمثال(((:
ِ َ
اجلفا ُء يف
الظ ِّن بإخوانِه نصي ًبا ،أراح ق ْل َبه. َ -من َج َعل لن ْف ِسه ِمن ُح ِ
سن َّ
إخوان الص ِ
ِ عن الج ِ
فاء ،فذلك ِمن ِ
فاء. َّ َ -من َتح َّلى بالوفاء ،و َتخ َّلى ِ َ
((( ((األخالق والسير في مداواة النفوس)) البن حزم (ص.)27 -26 :
((( ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص(( ،)371 :غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص:
(( ،)42مجمع الحكم واألمثال)) ألحمد قبش (ص.)7 :
356
ءافجلا األخالق المذمومة
357
دسحلا األخالق المذمومة
الحسد
معنى احلسد:
تحو َل إليه نِعم ُته وفضيل ُته ،أو ُيس َل َب ُهما(((.
حسدُ ه :أيَ :تم َّنى أن َت َّ الحسدُ ُلغ ًةَ :
حسدَ ه َي ُ
ِ
الحاسد(((. ِ
المحسود إلى وال ِ
نعمة اصطالحاَ :تمنِّي َز ِ الحسد
ً
واملنافسة واملسابقة(((: ني وال ِغ ْبطة بي َالفرق ْ
ِ احلس ِد وال َع ِ
خبيث َّ
الطبعِ. َ اظر ِ
الحسد ،و َي ُ شيء ِم َن ٍ ِ
كون ال َّن ُ نظر باستحسان قد َيشو ُبه ٌ
ين ٌالع ُ
َ
من لزَ والِها عن ثل ا َّلتي َأعج َب ْت ُهِ ،من ِ
غير َت ٍّ نعمة ِم ِ
للحصول على ٍ
ِ ِ
الغ ُ
بطة َت َم ٍّن
صاحبِها.
إباحة المنا َف ِ
سة قو ُله ِ غة مشت َّق ٌة ِم َن ال َّن ِ
فاسة ،وا َّلذي يدُ ُّل على ِ
ُ المنافسة في ال ُّل ُ
ُ
المسا َب ُ
قة تعالى :ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ [المطففين ،]26 :وإ َّنما ُ
ِ ين يتساب ِ ِ ِ ِ
والهما ،إ ْذ َيجزَ ُع ُّ
كل خدمة َم ُ قان إلى عندَ َخوف ال َفوت؛ وهو كالعبدَ ِ َ َ
ٍ
بمنزلة ال َي َ
حظى هو بها. واحد أن َيسبِ َقه صاح ُبه ف َيحظى ِعندَ َموال ُه
ٍ
والسَّنة:
هي عنه يف القرآن ُّ ذم احلسد َّ
والن ُ ُّ
-قال تعالى :ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ
الله ِ
لعبده نعم ًة ،بل كر ُه أن ُي ْح ِد َث ُ ِ ِ َ 2-2تمنِّي استِ
صحاب عدَ ِم النِّعمة ،فهو َي َ
عن ِ
الله، عفه ،أو َش ِ
تات قلبِه ِ قره ،أو َض ِ ي ِحب أن َيبقى على حالِه؛ ِمن ِ
جهله ،أو َف ِ ُ ُّ
أو ق َّل ِة ِدينِه.
غير أن َت َ
زول المحسودِ ،من ِ
ِ ثل ِ
حال كون له ِم ُ الغ ِ
بطة؛ وهو َتمنِّي أن َي َ 3-3حسدُ ِ
ِّعمة عنه ،فهذا ال بأس به ،وال يعاب صاحبه ،بل هذا قريب ِم َن المنا َف ِ
سة(((. الن ُ
ُ ٌ ُ ُ ُ َ
حص ْل فال ُي ِح ُّب َزوا َلها عنه ،وهذا هو شتهي لن ْف ِسه ِمث َلهاْ ،
فإن لم َت ُ َ 4-4أن َي
إن كان في الدِّ ِ
ين(((. ندوب إليه ْ
ُ والم الم ْع ُف ُّو عنه ْ
إن كان في الدُّ نياَ ، َ
مساوي َ
احلس ِد:
ِ
الجسد. قام في
وس ٌ
رات َ حس ٌ 1-الحسدُ َ
اس عنه ،و ُن ِ
فورهم منه، ِ
النحراف ال َّن ِ ِ
المرتبة؛ ُ
وانحطاط ِ
المنزلة، ُ
انخفاض 2-2
وقد قيل في م ِ ِ
سود.
سود ال َي ُ الح ُ نثور الح َك ِمَ : َ
اس له ،حتى ال َي ِجدَ فيهم ُم ِح ًّبا ،وعداو ُتهم له ،حتى ال َيرى فيهم َ 3-3م ْق ُت ال َّن ِ
زجورا. قت َمبالعداوة مأثورا ،وبالم ِ
ِ صير
ً َ ً َو ًّليا ،ف َي َ
األوزار في ُمخا َلفتِه؛ إ ْذ ليس
ِ ناءِ
عارضته ،واجت ُ
ِ ُ ِ
إسخاط الله تعالى في ُم َ 4-4
أهل(((. الله عدْ ًل ،وال لِنِ َع ِمه ِم َن ال َّن ِ
اس ً يرى َقضاء ِ
َ َ
أسباب الوقوع يف َ
احلس ِد(((: ُ
ِ
غضاء.
ُ 1-العداو ُة وال َب
((( انظر ((أدب الدنيا والدِّ ين)) للماوردي ((( ،)270-269/1إحياء علوم الدِّ ين)) للغزالي
((( ،)199-196/3التبيان في أقسام القرآن)) البن القيم (ص.)415 :
((( ((بدائع الفوائد)) البن القيم (ص )245-238 :بتصرف.
361
دسحلا األخالق المذمومة
ُ
ستعيذ منه. عليم بما َي ِ ِ
الستعاذتهٌ ،
ولم الله ِح َ
فظهْ ، فم ِن اتَّقى الل َه َتو َّلى ُ فظه ِعندَ أ ْم ِره و َن ِ
هيه؛ َ
اللهِ ،
وح ُ 2-2تقوى ِ
َ
غيره ،قال تعالى :ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﮊ َي ِك ْل ُه إلى ِ
[آل عمران.]120 :
شكوه ،وال ُيحدِّ َث ن ْف َسه َبأذا ُه ً ِ
أصل، وأل ُيقات َله ،وال َي َ
الص ُبر على عدُ ِّوهَّ ،
َّ 3-3
وك ِل على ِ
الله. الص ِبر عليه ،وال َّت ُّ حاس ِده وعدُ وه ِ
بم ِ إنسان على ِ ٌ فما ُن ِص َر
ثل َّ ِّ
محو ُه ِمن بالِه ِ االشتغال به ِ
والف ِ
كر فيه ،وأن َيقصدَ أن َي َ ِ القلب ِم َن
ِ ُ 4-4
فراغ
ك َّلما َخ َطر له.
ِ حبتِه و َت َر ِّض ِيه اإلقبال على ُِ
واإلنابة إليه في وجع ُل َم َّ
واإلخالص لهْ ،
ُ الله، 5-5
خواطر ن ْف ِسه وأمانيها.
ِ ِّ
محل
الله ِم َن ُّ
الذ ِ
نوب. وبة إلى ِ
6-6تجريدُ ال َّت ِ
ِ
البالء ،ودف ِع تأثيرا عجي ًبا في دف ِع واإلحسان ما َأ َ
مكنَه؛ َّ ُ الص ُ
فإن لذلك ً دقة َّ 7-7
ِ
الحاسد. وشر الع ِ
ين ِّ َ
ِ
باإلحسان إليه. والمؤذي
ْ ِ
الحاسد والباغي إطفاء ِ
نار 8-8
ُ
مناذج من ُ
احل َّساد: ُ
إبليس:
َ ••حس ُد
جل وعال آدم -عليه السالم -وشر َفه وكرمه ،وأمر المالئك َة بالس ِ
جود خ َلقَ ُ
الله َّ
ُّ ََ َّ َ َّ َّ ُ َ
نزلة؛ قال تعالى :ﮋ ﯝ ﯞ
له ،ولكن إبليس َتكبر وب َغى وحسدَ ه على هذه الم ِ ِ
َ َ َ َّ َ َ َّ
ﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧﯨ ﯩ ﯪﯫﯬﯭ ﭑﭒ
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﮊ [األعراف:
الم -ما َأعطا ُه ِم َن
الس ُ
إبليس آ َد َم -عليه َّ
ُ
،]12 ،11قال َقتاد ُة( :حسدَ عدُ و ِ
الله ُّ َ
362
دسحلا األخالق المذمومة
ِ ِ
الله
صي ُ (أو ُل ما ُع َ
عطي َةَّ :
يني) ،وقال ابن َّ
ناري ،وهذا ط ٌّ
الكرامة ،وقال :أنا ٌّ
(((
إبليس)(((.
َ وظ َهر ذلك ِمن ِ
بالحسدَ ،
َ
هابيل: •• َحس ُد َ
قابيل ألخيه
قال تعالى :ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ
ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ
ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ
ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ
ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ
ﭝ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫ ﭬﭭ
ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼﮊ
[النساء.]54 - 51 :
كالم ال ُبلغا ِء ُ
واحلكما ِء ُّ َ
والشعرا ِء: احلس ُد يف َ ِ
أعدائك ال ُت ِح ُّب أن َيعو َد لك َصدي ًقا؟ قال:
ِ أي ِ ُ -س ِئل ُ
الحكماءُّ : بعض ُ
وال نِعمتي)(((.ودتي َّإل َز ُ
(الحاسدُ ا َّلذي ال َي ُر ُّده إلى َم َّ
ديق على الن ِ
للص ِ (من ِص َغ ِر ِ ِ
-وقيلِ :
ِّعمة)(((. اله َّمة ،الحسدُ َّ
ِ ِ ِ
شم َت -وقيل( :من عالمات الحاسد أن َيتم َّلقَ إذا َش ِهد ،و َي َ
غتاب إذا غاب ،و َي َ
بالم ِ
صيبة إذا نز َل ْت)(((. ُ
الو َّر ُ
اق: محمود َ
ٌ -قال
الــحــســو َد فــإنَّــه َأ ْعــيــانــي َّإل كل الن ِ ِ
أعط ْي ُت َّ
َ َّاس من ن ْفسـي ِّ
الرضا
الحقد
ِ
معنى احلقد:
وإمساك الع ِ ِ
الحقدُ ُلغ ًةِ :
والجمع:
ُ ص، داوة في ال َق ِ
لب وال َّتر ُّب ُ ُ َ الح ْقدُ ِّ :
الضغْ ُن،
َأ ْح ٌ
قاد(((.
ِ ألج ِل ِ الظ ِّن في ال َق ِ
وء َّ ِ
الحقدُ
وإضمار
ُ العداوة(((، الخالئق ْ لب على اصطالحاُ :س ُ
ً
الف ِ ِ
إمكان ُ الشر إلى ِ
رصة(((. وقت َّ ِّ
ْ
واحلقد: الفرق بي املَ ِ
وجد ِة ِ
ٌ
كمال. س في ر ْف ِعه؛ فهو
وتحر ُك ال َّن ْف ُ
ُّ لم به، ِ
بالمؤل ِم ،والع ُ
ْ اإلحساس
ُ الو ْجدُ :
َ
فيمن َو َجدْ َت عليه ،فال ُي ُ
زايل ٍ الش ِّر ،و َتو ُّق ُعه َّ
إضمار َّ وأما ِ
الحقدُ فهو
كل وقت َ ُ َّ
القلب أ َث ُره.
َ
فالم ِ ِ ِ أن الم ِ ِ
وجد ُة وجد َة لما َينا ُل َك منه ،والحقدَ لما َينا ُله منكَ ، آخ ُر :وهو َّ َ وفر ٌق َ
ْ
َو ْجدُ ما نا َلك ِمن َأذا ُه(((.
والسَّنة:
احلق ِد يف القرآن ُّ
ذم ُِّ
-قال تعالى :ﮋ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ
ﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆﮇﮈ
َّ
وجل :ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ عز
-وقال َّ
ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﮊ [الحجر.]48 ،47 :
ذم احلقد:
لف وال ُعلما ِء يف ِّ
الس ِ ُ
أقوال َّ
مريض ،وكان ٌ (د ِخل على أبي ُدجان َة وهو
اللهُ : رحمه ُ -قال َزيدُ بن َأس َلم ِ
َ ُ
جهك يته َّل ُل؟ فقال :ما ِمن عم ِل َش ٍ
يء َأو َث ُق ِعندي ِم َن ِ
َ وج ُهه َيته َّل ُل ،فقيل له :ما ل َو ِ َ
ْ
سليما)(((. كنت ال َأتك َّلم فيما ال َيعنيني ،أما األخرى فكان ق ْلبي للم ِ اثنت ِ
مين ً سل َ ُ َّ ُ َينُ :
ِ
نتائج والحقدُ ِمن
ِ الح ِ
قد، نتائج ِ
ِ َمي( :الحسدُ ِمن حج ٍر َ
اله ْيت ُّ ابن َ
-وقال ُ
الغض ِ
ب)(((. َ
((( أخرجه ابن ماجه ( )4216واللفظ له ،والبيهقي في ((شعب اإليمان)) (.)6604
صحح إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) ( ،)33/4والبوصيري في ((زوائد ابن
ماجه)) ( ،)325/2والعراقي في ((تخريج اإلحياء)) ( ،)18/3وصححه األلباني في ((صحيح
سنن ابن ماجه)) (.)4216
((( أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) ( ،)557/3وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ص.)95 :
((( ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) (.)83/1
((( ((روضة العقالء)) (ص.)134 :
367
دقِحلا األخالق المذمومة
ضاره:
وم ُّ
احلق ِد َ
آثا ُر ِ
وال الن ِحم َلك الحقدُ على أن َتتم َّنى َز َ ثمر الحسدَ ،وهو أن ي ِ ِ ِ
ِّعمة َ (1-الحقدُ ُي ُ
إن نزَ َل ْت به. ٍ
بمصيبة ْ إن َأصا َبها ،و ُت َس َّر ٍ
بنعمة ْ َغتم
عنه ،فت َّ
صغارا له. الحاقد استِ
ِ واإلعراض ِ
عن ُ قاط ُ
عة، والم َ اله ُ ِ 2-2
ً جران ُ
تك ِس ٍتر،
وه ِ ِ ِ ٍ ح ُّل؛ ِمن ِ
كذ ٍ 3-3ال َّتك ُّلم فيه بما ال ي ِ
سرَ ، ب ،وغيبة ،وإفشاء ٍّ َ ُ
ِ
وغيره)(((.
ِ ظاهر د ُنو الهم ِة ،فهو ال يصدُ ر ِمن الن ِ ِ
بالعقالء(((. بالء ،وال َي ُ
ليق َ ُ َ ُّ 4-4الحقدُ من َم ِ ُ ِّ َّ
رات ،والهمزَ وال َّلمزَ ِ ،
الظن ،و َتتبع العو ِ
والغيب َة وال َّنميم َة. َ ُّ َ َ ْ ُ 5-5ينبِ ُت سو َء َّ ِّ
6-6جحدُ الحقِّ ،وعدَ م ا ِّت ِ
باعه. ُ َ ْ
عالج احلقد: ُ
وسائل ِ
عاء.
1-الدُّ ُ
الص ِ
در. ُ
سالمة َّ 2-2
3-3ال َّت ُ
واض ُع.
والغ َّل ال ي ِ
جتم ِ األخو َة اإليماني َة ِ اإليماني ِة؛ َّ خو ِة تنمية ِ
عان في َ َّ فإن ُ َّ َّ
رابط ُ
األ َّ ُ 4-4
ٍ
واحد. ٍ
قلب
رين. ِ
الخير َ ِ بالمحب ِة ِ ِ 5-5م ْل ُء
لآلخ َ وإرادة َّ القلب
أل ِ
خيه. ِ
المرء َ اعتذار 6-6
ُ
الهد َّي ِة.
تقديم َ
ُ 7-7
الخ ُل ِق(((.
وسوء ُ يشِ :
الحقدُ ،والحسدُ ، ثالثة ال َي ُ
هنأ لصاحبِها َع ٌ قالٌ : -و ُي ُ
ُ
اعر: -قال َّ
الش ُ
ـــس ِ
بالع َل ِل ِ ٌ
هـــول َملي ُء النَّ ْف َّإل َج الحقـــدُ داء دفيـــن ليـــس ي ِ
حم ُل ُه ِ
َ ٌ ٌ َ
الح َي ِإذن ل َغبـــي فاقـــدُ ِ إنِّـــي ْ قد يشـــقيني و َأ ِ
حم ُل ُه ِ ِ ِ
ـــل ٌّ ما لـــي وللح ُ
الم ْج ِد َأ ْحلى لـي ِم َن َّ
الز َل ِل ـب َ
ِ
و َمرك ُ ب لي رح ُ الص ِ
در َأ ُ
هنأ لـي و َأ َ سلام ُة َّ
الخُبث
معنى اخلبث:
الر ُ
جل وخ ُب َث َّ زق والو َل ِد وال َّن ِ
اسَ . ب ِم َن الر ِ
ِّ بيث ِضدُّ َّ
الط ِّي ِ الخ ْب ُث ُلغ ًةَ :
الخ ُ ُ
بث(((. والم ْخبِ ُث :ا َّلذي ُيع ِّل ُم ال َّن َ
اس ُ
الخ َ ديءُ ... ُخب ًثا فهو َخ ٌ
بيث ،أيَ :خ ٌّب َر ٌ
ِ
المكر الخير له ،واستِ ُ
عمال ِ وإظهار
ُ ِ
للغير، إضمار َّ
الش ِّر ُ اصطالحا:
ً بث ُ
الخ ُ
والخديعة في المعام ِ
الت(((. ِ
ُ َ
والسَّنة:
بث يف القرآن ُّ در ،و َذ ُّم ُ
اخل ِ الص ِ
المة َّ َ
احل ُّث على َس ِ
ِ ِ
ِ
واألنصار: رين الم ِ
هاج َ المؤ ِم َ
نين ا َّلذين جاؤُ وا من بعد ُ -قال تعالى ُمثْنِ ًيا على ْ
ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ
ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﮊ [الحشر.]10 :
ِ ِْ ِ الله ع َل ِيه وس َّل َم:
والفاجر َخ ٌّب َلئ ٌ
يم))(((. ُ كريم،
((المؤم ُن غ ٌّر ٌ -قال ص َّلى ُ
بث: ذم ُ
اخل ِ ما قيل يف ِّ
ٌ
إخوان لكم ِعبا َد ِ
الله ال َتحا ُّبون وأنتم الله عنه( :ما ُ ِ
ضي ُ -قال أبو الدَّ ْرداء َر َ
ِ
سرائر ُكم)(((. ِ
أهوائكم َّإل ُخ ُ
بث على الدِّ ين؟! ما َّ
فرق ْبين
ِ
القلب َّإل لم ا َّلذي هو عباد ُة ِ ِ
صح الع ُ ابن َجماع َة الك ُّ
ناني( :ال َي ُّ -وقال ُ
ورديئِها)(((. ِ
األخالق َ ث َمساوي فات ،وحدَ ِ
بث الص ِ
ِّ
بطهارتِه عن ُخ ِ
عم ُله)(((.
عم ُله ،و َمن خ ُب َث ْت ن ْف ُسه َخ ُبث َ طابت ن ْف ُسه َ
طاب َ ْ -وقيلَ ( :من
ضاره:
وم ُّ
بث َ آثا ُر ُ
اخل ِ
والف ِ
حش. سان ُ بث سبب لب ِ
ذاءة ال ِّل ِ ُ 1-
الخ ُ
ٌ َ
ِ
للحسد. سبب ُ 2-2
الخ ُ
بث ٌ
لهم َّ
الش َّر ِ الخير ِ س ال ُي ِح ُّب
خبيث ال َّن ْف ِ
ُ 3-3
الخير ،و ُيح ُّب ُ
َ لهم
كر ُه ُ
لغيره ،ف َي َ َ
واأل َذى.
دائما.
غموم ً
هموم َم ٌ راحة ِ
البال ،فهو َم ٌ ُ خبيث ال َّن ْف ِ
س ليس له ُ 5-5
ِ
وأخطائهم. اس منشغ ٌل بتَتب ِع َعو ِ
رات ال َّن ِ ِ ُ
الخبيث 6-6
ُّ ْ
س: بث َّ ْ
ص ِمن ُخ ِ الت ُّ ال َو ُ
سائل املُ ِع ُ
ينة على َّ
النف ِ خل ِ
الله عنه هذا الخ ُلقَ َّ
الس ِّي َئ. عاء له بأن َير َف َع ُ
1-الدُّ ُ
الص ِ ِ ِ ِ
األجر والث ِ
در. بسبب سالمة َّ َّواب ا َّلذي َي ُ
حص ُل الر ُ
غبة في َّ 2-2
ِ 3-3أن ي ِ
جاهدَ ن ْف َسه على أن َي َ
القلب. كون َن َّ
قي ُ
كل ٍ
شهر: ثالثة أ َّيا ٍم ِمن ِّ
ِ وم
َ 4-4ص ُ
كل ٍ
شهر، وثالثة أ َّيا ٍم ِمن ِّ
ُ الص ِبر، وم َش ِ
هر َّ
ِ
الله ع َليه وس َّل َمَ :
((ص ُ قال ص َّلى ُ
الص ِ
در))(((. ِ
ُيذه ْب َن َو َح َر َّ
ِ
الخير لل َّن ِ
اس. الص َغ ِر على ُح ِّب ربية ُ
منذ ِّ 5-5ال َّت ُ
ِ
الفاضلة. ِ
األخالق ِ
الخير ،و َذوي صاح ُبة ِ
أهل ُ 6-6م َ
األمثال ِّ
والشعر: ِ ضر ِب
بث يف َم ِ ُ
اخل ُ
رارة ُخ ٍ
بث. الن ُعصار ُة ُل ْؤ ٍم ،في َق ِ
ُ -ف ٌ
ئب و َقع في ِ الخ ِ
بث ِّ -و ُي ُ
الم ْعزَ ى(((. كالذ ِ َ قال :هو في ُ
الخداع
ِ
معنى اخلداع:
المكرو َه ِمن داعا ،أيَ :خ َت َله َ داع ُلغ ًةَ :خدَ َعه ي ْخدَ ُعه َخدْ ًعاِ ، ِ
الخ ُ
وأرا َد به َ وخ ً َ
إظهار ِخ َ
الف ما ُتخفيه(((. ُ حيث ال َيع َل ُمَ ،
والخدْ ُع: ُ
إبطان ِخالفِه؛
ِ ِ
الخير مع ِ
بإظهار راو ُ
غة، ُ اصطالحا: داع
الخ ُِ
والم َ
االحتيال ُ ً
مقصود الم ِ
خاد ِع(((. حص َل
ُ ُ ل َي ُ
ﮁ ﮂ ﮊ [البقرة.]9 :
ِ ظين ِمن ِخدا ِع
نين ح َّتى َيكونوا َي ِق َ
والمؤ ِم َ
األعداء لهم: نبيه ِ
ْ -وقال تعالى ُمخاط ًبا َّ
ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞﮊ
[األنفال.]62 :
داع:
اخل ِ
أقسا ُم ِ
فإن كان بحقٍّ فهووخدا ٍع َمذمو ٍم؛ ْمحمودِ ،
ٍ ينِ :خدا ٍع
سم ِ ِ نقسم ِ ِ
داع إلى ق َالخ ُ َي ُ
ِ
حمودَ :قو ُله ص َّلى ُ ِ ٍ حمودْ ،
الله تعالى ذموم .وم َن ال َّنو ِع َ
الم بباطل فهو َم ٌ وإن كان ٌ َم
عة))(((.((الح ْر ُب َخدْ ٌ
َ ع َل ِيه وآلِ ِه وس َّل َم:
الله عنه ،ا َّلذي
ضي ُ ٍ
بن حمار َر َ ياض ِحديث ِع ِ ِ المذمو ِمَ :قو ُله في
وم َن ال َّنو ِع َ
ِ
((( أخرجه أبو داود ( ،)4790والترمذي ( ،)1964وأحمد ( )9107من حديث أبي ُه َرير َة َر َ
ضي
الله عنه.
ُ
حسنه األلباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (.)4790
((( أخرجه البخاري معل ًقا بصيغة الجزم قبل حديث ( .)6964قال ابن حجر في ((تغليق التعليق))
( :)264/5قال وكيع في مصنفه :ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب بهذا.
((( أخرجه البخاري معل ًقا بصيغة الجزم قبل حديث (.)2142
((( أخرجه البخاري ( ،)3030ومسلم (.)1739
375
عادخلا
ِ األخالق المذمومة
376
عادخلا
ِ األخالق المذمومة
ناع(((. ف ِ
الق َ كش َ
داعَ ،من َ -وقو ُلهم :تر َك ِ
الخ َ َ
-وقو ُلهمَ :أخدَ ُع ِمن َض ٍّب(((.
الشاعر:
ُ -قال
ـــش ُي ِ
داجيني ـــح َأ ْم على ِغ ٍّ ِ
أناص ٌ لســـت َأ ْدري ِمـــن َت َل ُّونِ ِه
ُ ُق ْل لِ َّلذي
ـــج و ُأخرى ِم َ ِ
نك ت َْأ ُســـوني َيدٌّ ت َُش ُّ عج ًبا
ـــمتَني َ ممـــا ُس ْ إنِّـــي َلُكث ُر َّ
عنـــك َي ْأتيني
َ وكلآخريـــ َن ٌّفـــي َ َت ْغتا ُبني ِعنـــدَ َأقـــوا ٍم وتَمدَ ُحني
(((
ف لسـان ََك عن َذ ِّمـي وت َْزييني
فاك ُف ْ ـــو ِن ب ْينِهما ِ ِ
هـــذان أ ْمران َشـــتَّى َب ْ
الخذالن
ِ
اخلذالن:
معنى ِ
ِ
الخذالنُ ُلغ ًةَ :خ َذ َل ُه ِخ ْذال ًنا ،إذا َتر َك َع ْو َنه و ُنصر َته .وال َّت
خذيلَ :ح ْم ُل َّ
الر ُج ِل ُ
الم ِ ِ ِ ذالن صاحبِه ،و َت ُ على ِخ ِ
نهز ُم(((. ثبيطه عن ُنصرته .والخاذ ُلُ :
ِ ِ صر َته ،و َت ْر ُك ِ
واإلغاثة(((. العون اصطالحاَ :ت ْر ُك َمن ُي َظ ُّن به أن َي ُ
نص َر ُن َ ً الخذالن
((( ((تهذيب ال ُّلغة)) لألزهري ((( ،)140/7الصحاح)) للجوهري ((( ،)1683/4لسان العرب))
البن منظور (.)202/11
((( ((المفردات)) للراغب (ص(( ،)277 :فتح القدير)) للشوكاني ( )451/1و(.)85/4
((( أخرجه مسلم (.)2564
378
الذخلا
ِ األخالق المذمومة
اخلذالن:
لف وال ُعلما ِء يف ِ
الس ِ
أقوال َّ
ُ ِ ِ لمحم ِد ِ
عالمة الخذالن؟ قال( :أن َيستقبِ َح َّ
الر ُج ُل ظي :ما
الق َر ِّ بن ٍ
كعب ُ َّ -قيل
ِ ِ ِ
حسنًا ،و َيستحس َن ما كان عندَ ه ً
قبيحا)(((. ما كان عنده َ
(العقل والهوى ِضدَّ ِ
ُ
وفيق ،و َق ُ
رين ِ
العقل ال َّت ُ ان ،فمؤ َّيدُ َ بن عبيد َة: علي ُ
-وقال ُّ
كانت في َح ِّي ِزه)(((. س ْبي ُنهما ،فأ ُّي ُهما َظ ِفر ْ الهوى ِ
الخ ُ
ذالن ،وال َّن ْف ُ َ
فون على َّ
أن ال َّتوفيقَ ِ
العار َ فينَ :أ َ
جم َع ِ
العار َ ابن ال َق ِّي ِم( :قال ُ
بعض -وقال ُ
أن ِ الله إلى ن ْف ِسكَ ،
أن ال َي ِك َلك ُ
ذالن أن ُيخ ِّل َي ْبينك ْ
وبين الخ َ جمعوا على َّوأ َ
ن ْف ِسك)(((.
ضاره:
وم ُّ
ذالن َ
اخل ِآثار ِ
الذ ِ
ات. وح ِّب َّ ِ
انتشار عدْ َوى األنانية ُ
ُ 1-
العام ِة. ِ ِ
الخاصة على المصلحة َّ
َّ
ِ
المصلحة وتقديم
ُ
2-2إيثار الر ِ
احة، ُ َّ
ِ ِ ِ ِ 3-3انعدام َّ ِ
نكوب.الم الشهامة ،و َنجدة َ
الملهوف ،وإغاثة َ ُ
األ ِ
لمين.
المس َ انقطاع ُع َرى ُ َّ
خوة ْبين ْ ُ 4-4
ِ
الهزيمة. ِ
أسباب ذالن ِمن
الخ ُِ 5-5
اخلذالن:
من ص َو ِر ِ
القدرة على ُنصرتِه(((. ِ ذالن المظلو ِم معِ 1-خ ُ
ف عن ُظ ِ
لمه. صحه بال َّتو ُّق ِ
الظال ِم بعدَ ِم ُن ِ ِ 2-2خ ُ
ذالن َّ
فة ِمن ِص ِ
فات الجهاد ،وعدَ ُم ُنصرتِهم ،وهذه ِص ٌ ِ لمين في ِ 3-3خ ُ
المس َذالن ْ
المنافِ َ
قين. ُ
اخلذالن:
الوقوع يف ِ
ِ من أسباب
ِ
اإليمان. 1-البعدُ عن ِخ ِ
الل ُ
بغير ِ
الله. االستعانة ِ
ُ 2-2
والمنافِ َ
قين. الكافرين ُ
َ ُ 3-3
طاعة
اإلخوة في ِ
الله. ِ فار ُ
قة ُ 4-4م َ
الظالِ َ
مين. كون إلى َّ
الر ُ
ُّ 5-5
ب الر ِ واإلغراق في ال َّل ِ ِ
احة. هو وط َل ِ َّ ُ الموت، ُ
وكراهية 6-6ال َّتكا ُل ُب على الدُّ نيا،
جب.
الع ُ
ُ 7-7
الر ِ
أي. وسوء َّ
ُ بن،
الج ُ
ُ 8-8
ِ
بالقضاء وال َقدَ ِر. 9-9عدَ ُم ِّ
الرضا
واالفتقار ِ
ِ الذ َّل ِة
وإظهار ِّ الع ِ
لله. ُ جب، 3-3عدَ ُم ُ
بواجب ال ُّن ِ
صرة. ِ الخوف ِم َن القيا ِم
ِ ِ
بالقضاء والقدَ ِر ،وعدَ ُم الرضا
ِّ 4-4
لة األرحا ِم وال َق ِ
رابة. ِ 5-5ص ُ
وق َّلتِه(((.
يش ِ
الج ِ ِ
يعني :في كثرة َ
فاز بالسه ِم َ
األخ َي ِ ٍ
ب. فاز ُبفالنَّ َ ،
َ -من َ
ِ
الحاجة(((. خذ ُل في ِ
وقت لِ َمن ُي َ
نبري:
الع ُّ
-قال عبد َ
اله َوى والتَّخا ُذ ِل ِ ٍ
بيلــــة إذا مــــا َأرا َد اللــــ ُه ُذ َّل َق
(((
ماها بتَشـــتيت َ
َر َ
الخيانة
معنى اخليانة:
ُ والخ ْو ُن ْ ِ
األمانةَ ، ُ ِ
الخيان ُة ُلغ ًة:
اإلنسان فال َي ْن َص ُح(((. أن ُي ْؤ َت َ
من نقيض
ٌ
شاملة لجمي ِع الس ِّر ،وهي ِ ِ اصطالحا :مخا َل ُ
فة الحقِّ الخيانة
بنقض العهد في ِّ ً
ِ
األموال اإلنسان عليه ِم َن
ُ يؤ َت ُ
من رعي ِة .وقيل :هي االستِ ُ
بداد بما ْ ِ
كاليف َّ
الش َّ ال َّت
ود ِعه(((.واألعراض والحر ِم ،و َتم ُّل ُك ما يستَو َد ُع ،ومجاحد ُة م ِ
ُ َ ُ ُ ِ ُ َ
والس ِرقة ِّ
والنفاق(((: يانة َّ
اخل ِ رق ْ
بي ِ َ
الف ُ
وج ٍه كانُ ،ي ُ
قال: بأي ْسر َقك ِس ًّرا ِّ والس ُ
ارق َمن َ الخائن ا َّلذي ائ ُت ِم َن َ
فأخ َذَّ . ُ
جاه َرك ولم َيستَتِ ْر،
والغاصب :ا َّلذي َ
ُ سار ٍق خائنًا.
كل ِسار ٌق ،وليس ُّ خائن ِ
ٍ ُّ
كل
صب.والغ ِ ِ
الخيانة َ قة ُدون والقطع في الس ِر ِ
َّ ُ
ِ
واألمانة ،والن َ
ِّفاق ِ
بالعهد باراالخيان َة ُت ُ ِ
أن ِِّفاق واحدٌ َّ ،إل َّ
يانة والن ُ ِ
والخ ُ
قال اعت ً
بارا بالدِّ ِ
ين. ي ُ ِ
قال اعت ً ُ
والسَّنة: يانة َّ
والتحذي ُر منها يف القرآن ُّ اخل ِ
ذم ِ
ُّ
-قال تعالى :ﮋ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ
ﰊﰋﮊ [الحج.]38 :
((( ((المفردات)) للراغب (ص(( ،)305 :لسان العرب)) البن منظور (.)144 /13
((( ((تهذيب األخالق)) للجاحظ ((( ،)31مرعاة المفاتيح)) للمباركفوري (.)229/8
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)228 :المفردات)) للراغب (ص.)305 :
382
ةنايخلا األخالق المذمومة
كانت
ْ صلة ِم ُنه َّن كانت ِ
فيه َخ ٌ ْ فيه كان ُمنافِ ًقا خالِ ًصا ،و َمن
((أربع من ُكن ِ
َّ قالَ ٌ َ َ :
ِّفاق ح َّتى َيدَ َعها :إذا اؤْ ُت ِم َن َ
خان ،وإذا َحدَّ َث َك َذ َب ،وإذا َ
عاهدَ صلة ِم َن الن ِ
فيه َخ ٌ
اخليانة(((:
السلف والعلما ِء يف ِ
أقوال َّ
البيت ِخ ٌ
يانة ،ذه َب ْت ِ الله عنه ،قال( :إذا كانت في
ضي ُ ٍ أنس ِ
بن مالك َر َ -عن ِ
منه ال َب َر ُ
كة).
ِ
األعمال أن ال َّ
تؤخ َر ُعقوب ُته (إن ِمن َأجدَ ِر
قالَّ : عي قال :كان ُي ُالر َب ِّ
ٍ
-وعن خالد َّ
واإلحسان ُيك َف ُر).
َ والر ِح َم ُت َ
قط ُع، خانَّ ،عج َل عقوب ُته :األمان َة ُت ُ
أو ُي َّ
ِ
أخالق ار ،وليس ِمن يانة في ال َّن ِ ديعة ِ
والخ ُ والخ ُ كر َ (الم ُ
ٍ
-وعن ُمجاهد ،قالَ :
الخ ُ
يانة). المؤ ِم ِن المكر وال ِ
ْ
َ ُ
ضارها:
وم ُّ
اخليانة َ
ِ آثا ُر
وجل على ِ
العبد. َّ سخ ُط الل َه َّ
عز ُ 1-ت ِ
هيم ورا َء وج َعله َو ً ِ جر َده ِمن ِ داء َو ٌ
حشا َي ُ إنسانيتهَ ،
َّ َشرى باإلنسان َّ بيل إذا است َ ٌ 2-2
لذاتِه.
َم َّ
ِ
اآلخرة. العار في الدُّ نيا ،وال َّن ِ
ار في موص ٌل إلى ِ طريق ِ ٌ 3-3
ُ
اإلنسان. أسوأ ما ُيبطِ ُن
ُ 4-4
حين ِ
اليهود ْبين ٍ الخيان َة ِمن الص ِ
فات ا َّلتي َت ُبر ُز في أن ِ اآلية تدُ ُّل على َّ
فهذه ُ
َ ِّ
لة ال َّن ِ شأ ُنهم و َديدَ ُنهم ،وطريق ُتهم في معام ِ
يانة ْ وآخر؛ ِ
فالخ ُ
اس. ُ َ ْ َ َ
الله ع َل ِيه وس َّل َم ،وقد كان ْبينه اغتيال الر ِ
سول ص َّلى ُ َ َّ
ِ
فمن خيانتهمُ :محاو َل ُت ُ
هم ِ
ٍ
أمان. وبينَهم عهدُ
ْ
األحزاب ،وقد كان بينَهم وبين الر ِ
سول عهدٌ َّ ْ ْ ِ ومن خيانتِهمُ :
تواطؤُ هم مع ِ
ٌ
وأمان)(((.
اخليانة يف واحة ِّ
الشعر:
اعر:
الش ُقال َّ
ِ
وادث ريـــع َح أن ال ُيـــرى َّإل َص ضي الخيان َة ِشـــيم ًة َأ ِ
َ بمن َر َ ـــق َ
خل ْ
ِ ((( ـــة أو ِ
بغـــاد ِر ذم ٍ
ِ
ناكـــث َّ أبـــدً ا ـــت األَ ْرزا ُء ُت ْل ِح ُق ُب ْؤ َســـها
ما زا َل ِ
الذُّلُّ
الذ ِّل:
تعريف ُّ
وض َر َع ،وا َّت َقى وات ََّضع، وخ َضع ،واست َ
َخذى َ الذ ُّل ُلغ ًةِ :من َذ َّل َ
وخ َشع ،واست َ
َكان َ ُّ
وخن ََع ،وامت ََه َن واستَس َل َم(((.
و َب َخ َع َ
س واستِ ٌ
كانة، ضوع في ال َّن ْف ِ
وخ ٌ الضع ِ
ف عن المقاومةَ ، الذ ُّل ِّ
والذ َّلةْ َّ : اصطالحاُّ :
ً الذ ُّل
ُّ
عن الدَّ ف ِع(((.جز ِالع ِ ِ ِ
من َج َّراء َ
الصفات(((:
وبعض ِّ الذ ِّل الف ْر ُق ْ
بي ُّ َ
ِ
زي: الذ ِّل ِ ••الفرق ْ
بي ُّ
واخل ِ
حياء؛ ِ والخ ُ
الفعلَ ،ِ ماع؛ ُلقبحِ الخ ْز ُيُ :ذ ٌّل مع افتِضاحٍ ،وقيل :هو ِ ِ
زاية :االست ُ االنق ُ
ُ
اإلقامة َويهِ :
الخ ْز ُي: يب .قال ابن َدرست ِ الع ِ ِ عن َّ ِ ِ انقماع ِ أل َّنه
ُ َ ْ الشيء؛ لما فيه م َن َ ٌ
عله أو ُف ِعل به قيلَ :خ ِز َي وءَ ،خ ِزي يخزَ ى ِخزيا ،وإذا استَحيا ِمن ِ
سوء فِ ِ على الس ِ
ْ َ ًْ َ َ ُّ
ألن اإلقام َة على الس ِ
وء ٍ
بشيء؛ َّ واحد ،وليس ذلك ٍ َي ْخزَ ى َخزاي ًة؛ أل َّنهما في معنًى
ُّ
ٍ
واحد. واالستِحياء ِمن الس ِ
وء ليسا بمعنًى َ َ ُّ
واإلهانة:
ِ اإلذالل ••الفرق ْ
بي
ِ
ُ ره ،أو في حك ِم الم ِ
الك ِ
جع َله ُمنقا ًدا على ُ ُ
واإلذالل نقاد. ُ ُ للر ُج ِل :أن َي َ
الر ُج ِل َّ
إذالل َّ
((( ((األلفاظ المختلفة في المعاني المؤتلفة)) البن ٍ
مالك الطائي (.)125/1
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)251 :تفسير ابن عاشور)) (.)119/9
((( ) ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص.)251-248 :
386
ا
لُّذل األخالق المذمومة
الله ص َّلى ُ
الله رسول ِ َ عت
سم ُ الله عنه ،قالِ : ضي ُ -وعن َتمي ٍم الدَّ ِّ
اري َر َ
هار ،وال َي ُتر ُك ُ ِ
يت
الله َب َ يل وال َّن ُ األمر ما َب َلغَ ال َّل ُ
ُ ع َليه وس َّل َم يقولَ (( :ليب ُل َّ
غن هذا
ليل؛ ِع ًّزا ُي ِع ُّز ُ
الله به ٍ
عزيز أو بِ ُذ ِّل َذ ٍ ينِ ،
بعزِّ دخ َله ُ
الله هذا الدِّ َ َمدَ ٍر وال َو َب ٍر َّإل َأ َ
ُ
يقول: الله عنه
ضي ُ اري َر َ فر)) .وكان َت ٌ
ميم الدَّ ُّ الك َ وذ ًّل ُي ِذ ُّل ُ
الله به ُ اإلسالمُ ،
َ
رف ِ ِ َ
والع ُّز، والش ُ نهم َ
الخ ُير َّ أهل َب ْيتي؛ لقد َأ َ
صاب َمن أس َل َم م ُ عر ْف ُت ذلك في ِ (قد َ
زية)(((. غار ِ
والج ُ الذ ُّل َّ
والص ُ كافرا ُّ
أصاب َمن كان منهم ً َ ولقد
الذ ِّل:
أقسام ُّ
ٍ
محمود ومذمومٍ: الذ ُّل إلى ي ِ
نقس ُم ُّ َ
ذموم:
الم ُالذ ُّل َ
ُّ
المحمود:
ُ الذ ُّل
ُّ
فمحمود؛
ٌ اإلنسان ن ْف ِسه لن ْف ِسه
ِ (الذ ُّل متى كان ِمن ِ
جهة هانيُّ : قال الر ُ َ
اغب األص َف ُّ َّ
نحو َقولِه تعالى :ﮋ ﮪ ﮫ ﮬ ﮊ [المائدة.((()]54 : َ
المحمود:
ُ شم ُل ُّ
الذ ُّل و َي َ
صر في الدُّ نيا والش ِ
رف وال َّن ِ عنوان ِ
العزِّ َّ ُ الذ ُّل الذ َّل ِ
لله ُسبحا َنه وتعالى :وهذا ُّ ُّ 1-
ِ
واآلخرة.
واض ِع والع ِ
طف ،وليس بمعنَى َ راح ِم وال َّت ُ للمؤمنِ َ
ين :وهو بمعنَى ال َّت ُ الذ َّل ْ
ُّ 2-2
والخ َو ِر.
عف َ الض ِوج ِه َّ ِ ال َّتذ ُّل ِل
واالنكسار على ْ
الذ َّل للوالِدَ ِ
ين :قال تعالى :ﮋﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ُّ 3-3
ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ [اإلسراء.]24 :
للذ ِّل:
لبي ُة ُّ
الس َّ
اآلثار َّ
وهوا ُنها.
س َعف ال َّن ْف ِ
َ 1-ض ُ
بالذ ِ
ليل. قار ،واالستِ ُ
هانة َّ ِ
رين ،واالحت ُ ضعاف ِم َن َ
اآلخ َ ُ 2-2االستِ
الذ ِ
ليلة. واألم ِة َّ ليل ِ
باإلنسان َّ
الذ ِ ِ
والعار حوق ِ
الخ ِ
زي ُ 3-3ل ُ
َّ
ِ
الحقوق. َ 4-4ض ُ
ياع
باغ ِ
ض. دوث ال َّتنا ُف ِر والو ِ
حشة وال َّت ُ ُ 5-5ح ُ
َ
ُ
والهزيمة. ِ
األعداء، َ 6-6تغ ُّل ُب
الذ ِّل:
أسباب الوقوع يف ُّ
ِ ُ
سويف ال َّت ِ
وبة. ُ مراء المعاصي ،و َتِ
1-است ُ
فة أ ْم ِر ِهما.
ومخا َل ُ ِ ِ
حار ُبة الله ورسولهُ ،
ُ 3-3م َ
بغير ِ
الله سبحا َنه وتعالى. ِّفاق ،واالعتِ ُ
زاز ِ 4-4الن ُ
فة عن َق ِ
بول الحقِّ . الكبر َ
واأل َن ُ ِ
ُ ْ 5-5
الهوى.
باع َ6-6ا ِّت ُ
الذ ِّل:
ص ِم َن ُّ الت ُّ
خل ِ من الوسائل املُ ِع ِ
ينة على َّ
الص ِ
الح. ِ داو ُ ِ ُ
العمل َّ مة على والم َ
اإليمان باللهُ ، 1-
وتطبيق شريعتِه.
ُ بدينِه،
بالله ،وال َّتمس ُك ِ
ُّ
االعتزاز ِ
ُ 2-2
صول ِ
ِ
العزِّ . الذ ِّلُ ،
وح عاء بارتفا ِع ُّ
3-3الدُّ ُ
389
ا
لُّذل األخالق المذمومة
الذ ِّل:
وشع ٌر يف ُّ ٌ
وأمثال ِ ٌ
أقوال
ٍ
خلوق َذ َّل)(((. الحكيمَ ( :م ِن اعت ََّز َ
بم ُ -قال
ناصرا(((.
ً ُ -ذ ٌّل لو َأ ِجدُ
-وقال المتنبي:
ِ َّ
كر ِم الذ َّل َ
غير ُم َّ ت َُم ْت وتُقاســـي ُّ كر ًما
الســـيوف ُم َّ
تحت ُّ
َ وإل ت َُم ْت
(((
((( ((تهذيب ال ُّلغة)) لألزهري ((( ،)77/7لسان العرب)) البن منظور (.)352/4
((( ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (ص(( ،)192 :التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي
(ص.)192 :
((( ((تاج العروس)) للزبيدي ( )509/1بتصرف يسير.
((( ((الفتاوى الكبرى)) البن تيمية (.)22/6
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص.)493 ،275 ،50 :
391
زهِتسالاو ةيرخُّسلا األخالق المذمومة
السخرية َّ
والل ِعب: ••الفرق بني ُّ
كون َّإل ِبذي ٍ نقاصا لِ َمن ُي َِ ِ
حياة .وأ َّما سخ ُر به ،وال َي ُ السخريةَ :خديع ًة واست ً َّ
أن في ُّ
ماد؛ ولذلك َأس َندَ سبحا َنه السخري َة إلى الك َّف ِار بالن ِ
كون بج ٍ ِ
ِّسبة إلى ُّ ُ ال َّلع ُب :فقد َي ُ َ
األنبياء ،كقولِه ُسبحا َنه :ﮋ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﮊ [هود.]38 : ِ
والسَّنة:
السخرية واالس ِتهزا ِء يف القرآن ُّ
هي عن ُّ َّ
الن ُ
-قال تعالى :ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ
ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ
ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﮊ [الحجرات.]11 :
كل َم ِن افت ََخر على إخوانِه ،واح َت َقر أحدً ا ِمن أقرانِه (إن َّ الس َّف ُّ
ارينيَّ : -وقال َّ
المبين)(((.
زر ُ المؤ ِمنين؛ فقد با َء باإلث ِم ِ
والو ِ بأحد ِم َن ْ
َهزأ ٍ خر أو است َ ِ َ ِ
وأخدانه ،أو َس َ
ضارها(((:
وم ُّ
خرية َ
الس ِآثار ُّ
= صححه ابن دقيق العيد في ((االقتراح)) ( ،)118واأللباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (.)4875
((( أخرجه أحمد ( ،)3991وابن حبان (.)7069
قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) ( :)292/9رجاله رجال الصحيح .وصحح إسناده أحمد
شاكر في تحقيق ((المسند)) ( ،)39/6وصححه األلباني في ((سلسلة األحاديث الصحيحة))
( )2750بطرقه الكثيرة.
((( أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) ( ،)35704وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) ()170/33
واللفظ له.
((( أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (.)26057
((( ((تفسير القرطبي)) (.)328/16
((( ((غذاء األلباب)) للسفاريني (ص.)134 :
((( مستفاد من كتاب ((األخالق اإلسالمية)) لعبد الرحمن الميداني (.)223/2
393
زهِتسالاو ةيرخُّسلا األخالق المذمومة
األ ِ
راح ِم. االجتماعي َة القائم َة على ُ َّ
خوة وال َّتوا ِّد وال َّت ُ َّ الر َ
وابط ُ 1-ت ِّ
قط ُع َّ
ِ بذر بذور الع ِ
غضاء.داوة وال َب َ 2-2ت ُ ُ ُ َ َ
رين. ِ
إضحاك َ ُ
اآلخ َ وح ُّب
الفراغُ ، 5-5
حمقُ
السفهُ وال ُ
َّ
السف ِه:
معنى َّ
والحركة .و َتس َّف ْه ُت ُفال ًنا عن مالِه ،إذا
ُ الحل ِم ،وأص ُلهِ :
الخ َّف ُة ْ
الس َف ُه ُلغ ًةِ :ضدُّ ِ
َّ
خدَ ْعتَه عنه(((.
ِ
األمور، يش ِمن ِ
يسير والط ُ ِ
الغضبَّ ، رعة قيض ِ
الحل ِم ،وهو ُس ُ اصطالحاَ :ن ُ
ً السف ُه
َّ
الجزَ ِع ِ والس ُ طش ،واإليقا ِعوالمبا َدر ُة في ال َب ِ
وإظهار َ
ُ العقوبة، رف في بالمؤذيَّ ،
ْ ُ
ِ َ
ُ
الفاحش(((. ضر ٍرَّ ،
والس ُّب من أ ْدنى َ
ِ
العقل(((. مق ُلغ ًةِ :ق َّل ُة
الح ُ
ُ
العل ِم ُبق ِ
وض ِعه ،مع ِ
غير م ِ وضع َّ ِ
بحه(((. الشيء في ِ َ اصطالحاُ ْ :
ً الح ُ
مق ُ
الصفات(((:
وبعض ِّ
ِ السفه واحلمق
الفرق بني َّ
هل: مق َ
واجل ِ ني ُ
احل ِ •• َ
الف ْرق ب َ
بصورة الم ِ
مك ِن، ِ الممتنِ َع وفيه وج ِ
ُ أن األحمقَ هو ا َّلذي َي َّ
تصو ُر ُ هان :أحدُ هماَّ : ْ
والوج ُه الثَّانيَّ :
أن األحمقَ عر ُف الممتنِع ِم َن الم ِ
مك ِن. والجاهل هو ا َّلذي ال َي ِ
َ
ْ ُ ُ َ
واب،
الص َ والجاهل هو ا َّلذي ال َي ِ
عر ُف َّ َ عم ُل به،
واب وال َي َ عر ُف َّ
الص َ هو ا َّلذي َي ِ
ولو عر َفه ِ
لعم َل به. َ
يش: السفه َّ
والط ِ ••الفرق بني َّ
قالَ :س ِف َه عليه؛ إذا
بيح ،ف ُي ُ
ستعار في الكال ِم ال َق ِ
ُ
الح ِ
كمة ،و ُي نقيض ِ ُ الس َف ُه:
َّ
ِ
الفعل. يشِ :خ َّف ٌة معها َ
خط ٌأ في فيهَّ .
والط ُ ِ
للجاهلَ :س ٌ بيح ،و ُي ُ
قال َأ َ
سم َعه ال َق َ
والسَّنة: هي عنهما يف ال ُق ِ
رآن ُّ مق َّ
والن ُ السف ِه ُ
واحل ِ ذم َّ
ُّ
-قال تعالى :ﮋ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ [البقرة.]282 :
َ ِ
وبانت
ْ عص ْي َت ر َّبك، [الطالق ،]2 :وإ َّنك لم َت َّت ِق الل َه ،فال أجدُ لك َم َ
خر ًجاَ ،
منك امرأ ُتك)(((.
(اهج ِر األحمقَ ؛
ُ الصحاب َة ،-قال:
أدرك َّ
مرو -وكان قد َ بن َع ٍ
-عن ُي َس ْي ِر ِ
لألحمق َخ ٌير ِمن ِهجرانِه)(((.
ِ فليس
السف ِه:
أقسام َّ
ِ ِ
األموال بال َّت ِ ِ ِ
واإلسراف، بذير َ 1-س َف ٌه في األمور الدُّ نيو َّية ،وهو ال َّت ُّ
صر ُف في
الله تعالى :ﮋ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﮊ [النساء.]5 :
قال ُ
2-2س َف ٌه في الدِّ ِ
ين ،قال تعالى :ﮋ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﮊ [البقرة ،]13 :وقال
تعالى :ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﮊ [البقرة،]142 :
ِ
لسان ِ
الج ِّن :ﮋ ﭴ الك َّف ُار والمنافِ َ
قون .وقال ُسبحا َنه على والمراد بالس ِ
فهاء هناُ : ُ َّ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ [الجن.]4 :
السفي ِه:
عالمات َّ
ِ من
ُّ 1-
الش ُّح.
عادات(((.
ٌ الحم َقى ِعبادا ُتهم
َ 5-5
سان. فيه ِ
بذيء ال ِّل ِ الس ُ
ُ َّ 1010
السف ِه ُ
واحلمق: أسباب الوقوع يف َّ
جب. ِ
والع ُ
1-الك ْب ُر ُ
س. جه ُل ُع ِ
يوب ال َّن ْف ِ ْ 2-2
ِ
بالمال. جب
الع ُ
ُ 3-3
سوء الخ ُل ِق.
ُ 4-4
السف ِه واحلمق: الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك َّ
1-ال َّتح ِّلي ِ
بالحل ِم.
واالنكسار.
ُ 2-2ال َّت ُ
واض ُع
ِ
األمور ،ومنها: ُ
االعتدال وال َّتأ ِّني في 3-3
ِ
الجواب. أ -ال َّتأ ِّني في
السفه واحلمق(((:
والشعر يف َّ ُ
واألمثال ِّ احل َكم
ِ
وصديقه عق ُله.
ُ الر ُج ِل ُح ْم ُقه،
-عدُ ُّو َّ
ِ
األحمق. ِ
صادقة خير ِمن ُم ِ ُ -معادا ُة
العاقل ٌ
((( ((روضة العقالء)) البن حبان (ص )119 :بتصرف يسير.
((( ((األمثال)) البن سالم (ص.)125 :
399
قمُح ل وا ُهفَّسلا األخالق المذمومة
الصفات(((:
وبعض ِّ
ِ الفرق بني سو ِء َّ
الظ ِّن
واالحرتاز:
ِ ••الفرق بني سوء َّ
الظ ِّن
األسباب ا َّلتي بها َينجو ِم َن
ِ وأخ ِذ
عداد ْب واالستِ ِ أه ِ الم ِ
حتر َز َي ُ
كون مع ال َّت ُّ أن َُّ
الس ِّي ِئة بال َّن ِ
اس ح َّتى َيط َف َح الظ ِّن فهو امتِالء قلبِه ُّ ِ
بالظنون َّ ُ سوء َّ
وأما ُ
ِ
المكروهَّ ... َ
يب وال ُب ِ والع ِ والط ِ مز َّ مز وال َّل ِ
اله ِ على لسانِه وج ِ ِ
غض. عن َ فهم معه أبدً ا في َ وارحهُ ، َ
راسة وسو ِء َّ
الظ ِّن: ••الفرق بني ال ِف ِ
ٍ َ وس ْمتَه ِمن َّ ِ
شاهد َيبدُ و منه ،أو ظه ُر لك ،أو ٍ
بدليل َي َ أخيك؛ أن الفراس َة ما َت َّ
والسَّنة:
هي عنه يف القرآن ُّ
والن ُ ذم سوء َّ
الظ ِّن َّ ُّ
ُ ِ الظ ِّن بمن ِ ِ
لمين :ﮋ ﭑ
المس َ
العدالة م َن ْ ظاه ُره ذم سوء َّ َ -قال ُسبحا َنه في ِّ
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ
[الحجرات.]12 :
والض ِ
الل. ِ
والبدعة َّ الش ِ
رك سبب للوقو ِع في ِّ
ٌ 1-
الله تعالى.
هم ُ حب ُ ِ 2-2ص ُ
فة َمن ال ُي ُّ
وغضبِه. لعنة ِ
الله َ حقاق ِ
سبب في استِ ِ
ٌ 3-3
غير الحقِّ ِ اللهَ ،يظ ُّن َ ابن ال َقي ِمَ :
(أك َث ُر الخ ْل ِق ،بل ك ُّلهم َّإل َمن شا َء ُ
ون بالله َ قال ُ ِّ
ِّ
الحظ ،وأ َّنه ناقص بخوس الحقِّ ، فإن غالِب بني آدم ي ِ
عتقدُ أ َّنه َم وء؛ َّ َظن الس ِ
ُ ُ َ َ َ َ َّ َّ
قولَ :ظ َلمني ربي ومنَعني ما َأ ِ
ستح ُّقه! ولسان حالِه َي ُ ُ وق ما َأعطا ُه ُ
الله، ي ِ
ستح ُّق َف َ
َ ِّ َ َ
ِ ِ
صريح به ،و َمن ِ شهدُ عليه بذلك ،وهو بلسانه ُينك ُره ،وال َي َ
تجاس ُر على ال َّت ون ْف ُسه َت َ
مون ال َّن ِ
ار وطواياها رأى ذلك فيها ِ
كامنًا ُك َ دفائنِها َ
معرفة ِ
ِ ش ن ْف َسه و َتغ ْل َغ َل فيَف َّت َ
ئت ينبِ ْئ َك َشراره عما في ِز ِ ِ ِ
ناده ،ولو ف َّتشْ َت َمن ف َّتشْ تَه ُ َّ في الزِّ ناد ،فاقدَ ْح ِزنا َد َمن ش َ ُ
جرى به ،وأ َّنه واقتراحا عليه ِخ َ
الف ما َ ً لرأيت ِعندَ ه َتع ُّت ًبا على القدَ ِر ،و َمالم ًة له،
َ
الص ِ
الح. ِ ِ وصفاتِه على
الله ِ ِ
أسماء ِ ُ
السلف َّ
منهج َّ معرفة 2-2
سيء َّ
الظ َّن. ِ ُ ِ
الخوف من عقوبة َمن ُي ُ 3-3
ِ
قصير. الظ ِّن بال َّن ْف ِ
س ،وا ِّت ُ
هامها بال َّت سوء َّ
ُ 4-4
س ،واالستِ ِ
غفار. حاس ِبة ال َّن ْف ِ ُ
المداومة على ُم َ 5-5
معرفة حك ِم ِ
سوء َّ
بالمسل ِم.
ْ الظ ِّن ُ ُ 6-6
((( ((روضة العقالء)) البن حبان ال ُبستي ((( ،)100/1قوت القلوب)) ألبي طالب المكي (،)371/2
((إحياء علوم الدين)) ألبي حامد الغزالي ((( ،)119/2ظاهرة الغلو في الدين في العصر الحديث))
لمحمد عبد الحكيم (.)202-201/1
((( ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) البن القيم (.)211-206/3
404
نَّظلا ءوس األخالق المذمومة
سوء َّ
الظ ِّن يف واحة ِّ
الشعر:
الط ِّي ِ
ب: قال أبو َّ
ِ ســـاءت ُظنو ُن ُه ِ إذا سا َء فِ ُ
وصـــدَّ َق ما َيعتـــا ُد ُه مـــن ت ُّ
َوه ِم َ ْ المرء عل
ْ ِ ِ (((
يـل ِم َن َّ
الش ِّ
ـك ُمظلم ـح في َل ٍ و َأص َب َ بقـــول ِعداتِ ِه
ِ وعـــادى محب ِ
يـــه َ ُ ِّ
َّ
الشماتة
معنى َّ
الشماتة:
الشمات ُة ُلغ ًة :الفرح بِ َب َّلي ِة العدُ ِّو(((.
َّ
سرور ال َّن ْف ِ
س َ
عاديك((( .وقيل: الشمات ُة اصطالحا :الفرح ببلي ِة من ُت ِ
عاديه و ُي َّ
ُ َ ُ َ َّ َ ً
ِ ِ حص ُل ِم َن ِ غيرها ِم َن
والحسد(((. العداوة األضرار ،وإ َّنما َت ُ صيب َ
بما ُي ُ
والسَّنة:
هي عنها يف القرآن ُّ ماتة َّ
والن ُ ذم َّ
الش ِ ُّ
-قال تعالى :ﮋ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ [األعراف.]150 :
اس. ِ
بمصائب ال َّن ِ الفرح
ُ 4-4
ِ
اآلخرة. 5-5نِ ُ
سيان
اس. ِ
مصائب ال َّن ِ ُ
الحزن على3-3
بأن الدُّ نيا ٌ
زائلة. واليقين َّ ِ
اآلخرة، َ 4-4ت ُّ
ذك ُر
ُ
اس. ِ
الخير لل َّن ِ ُ 5-5ح ُّب
وأصحابه:
ِ هلل ع َلي ِه َّ
وسل َم يب َّ
صلى ا ُ ني َّ
بالن ِّ مشاتة املُنا ِفق َ
الله ع َل ِيه
بي ص َّلى ُ الشمات َة بال َّن ِّ والمنافِ َ
قون َّ اليهود ُ
ُ ظه َر ِ ٍ
-في غزوة ُأ ُحد َأ َ
ِ الله ع َل ِيه وس َّل َم المدين َة -بعد
غزوة وص َل ص َّلى ُ وس َّل َم وأصحابِه :فحينما َ
ِ ظهرون َأق َب َح ٍ
القول، وصاروا ُي ِ ُ رور،
والس َالشمات َة ُّ
واليهود َّ
ُ َ
نافقون الم
ظه َر ُ ُأ ُحدَ -أ َ
صيب في بدَ نِه قط؛ ُأ َ نبي ُّ ثل هذا ٌّ
لك ،ما ُأصيب ِ
بم ِ َ
ومنه :ما محمدٌ َّإل طالب م ٍ
ُ ُ َّ
منكم ِعندَ نا ما ُقتِل .واستَأ َذ َنه قولون :لو كان َمن ُقتِل ُ َ صيب في أصحابِه! و َي وأ َ ُ
ِ
المنافِ َ
قين ،فقال :أليس ُي ِ ص َّلى ُ ِ
رون َشهاد َة ظه َ قتل هؤالء ُ مر في ِ الله ع َليه وس َّل َم ُع ُ
يف ،فقد َ
بان الله؟ قال :بلى ،ولكن َتعو ًذا ِم َن الس ِ رسول ِ ُ الله وأ ِّني
إل ُ أن ال إل َه َّ
َّ ْ ُّ
-قال َن ْه َش ُل ُ
بن َح ِّري:
ِ عـــر َة يـــو ٍم ال ت ـــر باألقـــوا ِم َيو ًمـــا َي َر ْو َن ُه
كواك ُبه ُـــوازى
َ َم َّ و َمن َي َ
ِ
شـــار ُبه أنت ال ُبدَّ
كأس َ َ
ســـيأتيك ٌ جاه ًل الشـــمات َة ِ ف ُق ْل لِ َّلذي ُيبدي َّ
مع َّ
الط َ
معنى َّ
الطمع:
حريص(((.
ٌ لط ِم ٌع: َ ِ ِ
الط َم ُع ُلغ ًةَ :طم َع َط َم ًعا فهو طام ٌع ،وأ ْط َم َعه ُ
غيره ،وإ َّنه َ َّ
الرجاء َّ
والطمع: ••الفرق بني َّ
أن َظ َّنه
الش ُّك فيهَّ ،إل َّ ِ
الخير ا َّلذي َيعتري صاح َبه َّ الرجا َء هو َّ
الظ ُّن ُبوقو ِع َّ
أن َّ
سبب َيدْ عوٍ كون ِمن ِ
غير مع ما َي ُ العل ِمَّ ...
والط َ
بيل ِ
فيه َأغ َل ُب ،وليس هو ِمن َق ِ
غير أن َي َ
كون هناك الش ِ
يء فكأ َّنك حدَّ ْث َت ن ْف َسك به ِمن ِ إليه ،فإذا َط ِم َ
عت في َّ
سبب َيدْ عو إليه.
ٌ
والسَّنة: مع يف ال ُق ِ
رآن ُّ ُّ َّ
ذم الط ِ
طم ًعا -قال تعالى :ﮋﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮊ [البقرة .]41 :أي :ال َت ُ
أخذوا َ
َّمن هو َّ ِ ً
الط َم ُع(((. قليل و َتك ُتموا َ
اسم الله ،وذلك الث ُ
الله ع َل ِيه
بي ص َّلى ُ الله عنهِ ،
عن ال َّن ِّ ضي ُ نصاري َر َِّ األ ٍ
مالك َ كعب ِ
بن ِ -عن
والش ِ ِ رص الم ِ ِ ِ َ ِ ُِ ِ
رف المال َّ رء على فسدَ لها من ح ِ َ وس َّل َم(( :ما ذئْبان أرس َل في َغ َن ٍم ،بأ َ
لض ِ الم َش َّب ِه َ ِ ِ ِ لدينِه))(((.أيِ َّ : ِ
عفه، بالغن ِم؛ َ رص المرء ع َل ِيهما َأك َث ُر فسا ًدا لدينه ُ (أن ح َ
الذئ َب ِ
ين للغ َن ِم)(((. ِ
إفساد ِّ رصه ِمن
نب ِح ِ
بج ِ
َ
ذم َّ
الطمع: السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
اليأس
َ وأن أن َّ
الط َم َع َف ٌ
قرَّ ، علم َّن َّ
الله عنهَ ( :ت َ
ضي ُ الخط ِ
اب َر َ َّ بن
مر ُ
-قال ُع ُ
ِغنًى)(((.
روق الم ِ
تحت ُب ِ الع ِ الله عنهَ :
طامعِ)(((. َ قول َ (أك َث ُر َمصار ِع ُ ضي ُ علي َر َ
-وقال ٌّ
ساده َّ
الط َم ُع)(((. الور ُع ،و َف ُ
ين َ الح الدِّ ِ
(ص ُصريَ :
الحس ُن ال َب ُّ
َ -وقال
أنواع َّ
الطمع:
والطم ِع في ِ
لإلنسانَّ ، مغفرة ِ
الله ِ كالطم ِع في ط َل ِ
ب المحمودَّ :
ُ األولَّ :
الط َم ُع َّ
والطم ِع في كر ِم ِ
الله تعالى. دخول الج َّن ِةَّ ،
ِ
((( أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) ( ،)354/1ووكيع في ((الزهد)) (ص ،)426 :وأحمد في
((الزهد)) (ص.)97 :
((( ((المستطرف)) لألبشيهي (ص.)83 :
((( ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (.)3304/8
412
َمَّطل ا األخالق المذمومة
ار. طريق ِ
موص ٌل إلى ال َّن ِ ٌ 6-6
رين.
اآلخ َ 7-7يجع ُل صاحبه حقيرا في ُع ِ
يون َ ً َ َ َ
ِّية إىل َّ
الطمع: األسباب املؤد ُ
الس ِّي ِئة َّ
للط َمعِ. ِ
باآلثار َّ ُ
الجهل 1-
ِ
الموت. ُ
وكراهية ُ 2-2ح ُّب الدُّ نيا،
ِ
اإليمان. َ 3-3ض ُ
عف
س وتهذيبِها. ِ
بتزكية ال َّن ْف ِ 4-4عدَ ُم االهتِما ِم
ناصبِ ،
وغيرها. َ ٍ
أموال ،و َم يات؛ ِمن
غر ِالم ِ ُ
االنجراف ورا َء ُ5-5
أهل َّ
الطم ِع ُ
ومصاح َب ُتهم. ُ 6-6مجا َل ُ
سة ِ
ين الح ِ غير ُم ِ ٍ
فاسد ِ ِ
نيف. لتز ٍم بتعالي ِم الدِّ ِ َ جتم ٍع ُ 7-7ن ُ
شوء الفرد في ُم َ
ينة على ترك َّ
الطمع: الوسائل املُ ِع ُ
الط ِالص ِبر في َّ ِ ِ
بتهذيب ال َّن ْف ِ
اعات. س و َترويضها على َّ االهتمام
ُ 1-
العواقب الو ِ
خيمة ا َّلتي َتن ُت ُج ِ
عن َّ
الطمعِ. ِ َ 2-2ال َّت ُّأم ُل في
413
َمَّطل ا األخالق المذمومة
الطمعِ. ِ
االبتعاد ِ
عن َّ الله ،واالستِ ُ
عانة به في 7-7ال ُّلجوء إلى ِ
ُ
وشع ٌر يف َّ
الطمع: ِح َك ٌم وأمثال ِ
ِ
طم ُع من َأ َ
شع َب(((. -هو َأ َ
أعناق الر ِ َ -ق َطع
طامع.
الم ُجال َ َ ِّ
ئب ِعندَ َّ
الط َمع(((. ِ َ -ع ٌ ِ
تود عندَ ال َفزَ ع ،ذ ٌ
الظُّ لْمُ
الظ ْل ِم:
مع َنى ُّ
غير م ِ
وضعه؛ يقالَ :ظ َلمه َي ِ وضع َّ ِ
ظل ُمه َظ ْل ًما ُ
وظ ْل ًما َ الشيء في ِ َ الظ ْل ُم ُلغ ًةُ ْ :
ُّ
و َم ِ
ظلم ًة(((.
ٍ
ُقصان أو َص به؛ َّإما بن ِ يء في ِ الش ِ
وض ُع َّ
اصطالحاْ : ُّ
الظ ْل ُم
المخت ِّ
غير َموضعه ُ ً
عن الحقِّ دول عن وقتِه أو َمكانِه .وقيل :هو ِعبار ٌة ِ
عن ال َّتعدِّ ي ِ وإما ُبع ٍ
بزيادة؛ َّ
ٍ
جاوز ُة الحدِّ (((. لك ِ الباطل ،وهو الجور .وقيل :هو ال َّتصر ُف في م ِ
ِ
وم َ الغيرُ ، ُ ُّ َ ُ إلى
هل ْضم)(((:
(اجل ْور -ا َ الظ ْل ِم ُ
ومرتادفا ِته َ ي ُّالف ْر ُق َب ْ َ
َ
عق ُب ِع ً
وضا، ستحق وال ي ِ
ُ ُّ ضر ٌر ال ُي
لم َ الحك ِمُّ .
والظ ُ
ِ ور ِخ ُ
الف االستقامة في ُ الج ُ
َ
سواء كان ِمن س ٍ
لطان أو حاك ٍم أو ِ
غيرهما. ُ ٌ
ضاره: الظ ْل ِم َ
وم ُّ آثا ُر ُّ
اله ِ
داية. عن ِ
صروف ِ
ٌ الم َم َّ 1-
الظ ُ
الظالم ال ي ِ
فل ُح أبدً ا. ُ ُ َّ 2-2
عنة ِم َن ِ
الله. الم عليه ال َّل ُ َّ 3-3
الظ ُ
الش ِ
فاعة. حر ُم ِم َن َّ َّ 4-4
الم ُي َ
الظ ُ
المظلو ِم وال ُتخطِئُه.
ُ 5-5تصي ُبه َدعو ُة َ
بالظ ْل ِم ي ِ
األمن.
ُ رتف ُع َ ُّ 6-6
قاب. ِ
للبالء ِ
والع ِ سبب ُّ 7-7
لم ٌالظ ُ
ار. ِ
خول ال َّن ِ الم بدُ وعدَ َّ
ُ 8-8ت ِّ
الظ ُ
لم: ُّ
ِمن ُص َور الظ ِ
لم العب ِد ْ
نف َسه أُ -ظ ُ
رك ِ
بالله. الش ُ َ 1-أ َ
عظ ُمهِّ :
حدود ِ
الله. ِ 2-2ال َّتعدِّ ي على
اسمه. مساجد ِ
الله أن ُي َ ِ
ذك َر فيها ُ الصدُّ عن
َّ 3-3
ري في ((التفسير)) (.)231/17 ((( أخرجه ابن أبي الدنيا في ((العقوبات)) (َّ ،)269
والط َب ُّ
((( ((العقد الفريد)) البن عبد ربه (.)31/1
417
مْلُّظلا األخالق المذمومة
الش ِ
هادة. َ 4-4ك ْت ُم َّ
ِ
أحكامها. ِ
بتعطيل آيات ِ
الله اإلعراض عن ِ
ُ 5-5
الكذب على ِ
الله. ِ 6-6
ُ
لبعض:
ٍ بعضهم ب ُ -ظ ُ
لم ال ِعبا ِد ِ
نقسم إلى ُظل ٍم َقوليِ ُ ،
ِ
وظل ٍم ف ٍّ
علي: ٍّ و َي ُ
صو ِر ُّ ِ
الظل ِم ال َق ِّ
ولي: من َ
والشت ِم ،واالحتِ ِ
قار ،وال َّتنا ُب ِز باب َّ والس ِ ِ ض إلى ال َّن ِ ِ ِ
اس بالغيبة ،وال َّنميمةِّ ، عر ُ
ال َّت ُّ
بالباطلِ ...
وغيرها. ِ ِ
والقذف واال ِّتها ِم خرية واالستِ ِ
هزاء، باأللقاب ،والس ِِ
ُّ
ِ صور ُّ ِ
الظل ِم الف ِّ
علي: من َ
القتل ِ
بغير حقٍّ . ُ 1-
418
مْلُّظلا األخالق المذمومة
ظال: ُّ َ
رد امل ِ ِ
ِ
بأخذ ٍ الظل ِم وال َّتس ُّل ِ ٍ
بشيء ِم َن ُّ
مال ،أو سواء كان
ٌ ط على ال َّن ِ
اس؛ َم ِن اب ُت َ
لي
ِ ِ ِ ِ بغيره ِمن أنوا ِع ُِّ
الظل ِم ،ف ْل َيتح َّل ْل منه في هذه الدُّ نيا الفانية؛ فليس في اآلخرة د ٌ
ينار
وإن ظلمتِه و ُي َ
عطى للمظلو ِمْ ، يؤخ ُذ منه ب َقدْ ِر َم ِ
صالح َ ٌ عم ٌل
رهم ،وإ َّنما هو َ
وال د ٌ
ِ
رسول ِ ِ ِ ِ
الله ُ الم؛ قال وحم َلها َّ
الظ ُ صالح ُأخذ من َس ِّيئات المظلو ِم َ
ٌ عم ٌللم َي ُك ْن له َ
يتح َّل ْله ٍ ٍ ِ ِ ِ الله ع َل ِيه وس َّلمَ (( :من كانت له َم ِ
مة ألحد من عرضه أو َشيء ،ف ْل َ ظل ٌ َ ص َّلى ُ
صالح ُأ ِخ َذ منه ب َق ِ
در ٌ رهم؛ إن كان له َع َم ٌل ِ
ينار وال د ٌ
َ ِ
يكون د ٌ اليوم قبل َّأل
َ منه
فح ِم َل عليه))(((. ِ ِ تكن له حس ٌ ِ ِ
نات ُأخ َذ من َس ِّيئات صاحبِه ُ ظلمتِهْ ،
وإن لم ُ ْ َ َ
َم ِ
وع ٌ
ظات: ب ِ
لمِ ...ع َ ٌ ُّ َّ ُ
قصة يف الظ ِ
((أن َأ ْر َوى بِ َ
نت ُأ َو ْي ٍ ٍ ِ
س الله عنه؛ ففي الصحيحَّ :ضي ُ قص ُة سعيد بن َزيد َر َ َّ
بن وان ِفخاص َم ْت ُه إلى َم ْر َ
َ يد أ َّنه َأ َخذ شيئًا ِمن ِ
أرضها، بن َز ٍ ِ
سعيد ِ َّاد َع ْت على
ِ
رسول عت ِمنسم ُأرضها شيئًا بعد ا َّلذي ِ
آخ ُذ ِمن ِكنت ُ الح َك ِم .فقال سعيدٌ :أنا ُ
َ
الله ع َل ِيه رسول ِ
الله ص َّلى ُ ِ عت ِمن الله ع َل ِيه وس َّلم؟! قال :وما ِ
سم َ َ
ِ
الله ص َّلى ُ
((( أخرجه البخاري ( )2449من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
419
مْلُّظلا األخالق المذمومة
العُجْبُ
مع َنى ال ُع ِ
جب:
ِ ِ
الح ْم ِق َ
صرفها صاح ُبها جبَ :ف ْض ٌلة م َن ُ
الع ُ جب ُلغ ًةَّ :
الز ْه ُو والك ْب ُر .وقيلُ : الع ُ
ُ
الع ِ
جب(((. إلى ُ
كون م ِ ِ اصطالحاَ :تصو ُر استِ ِ
ستح ًّقا لها(((. خص ُرتب ًة ال َي ُ ُ حقاق َّ
الش ُّ ً جب
الع ُ
ُ
سيان إضافتِها إلى الم ِ
نع ِم(((. كون إليها ،مع نِ ِ
والر ُ ِ ِ
ُ عظام النِّعمةُّ ،
وقيل :هو است ُ
ب ْ ُ ْ
واإلدالل)(((: جب ومرادفا ِته (ال ِك ْ ِ
الفرق بي ال ُع ِ
الع ِ
جب؛ َّ
فإن نفص ُل ِ
الك ْب ُر ِ ِ
الكبر يستَدعي متكبرا عليه ومتكبرا به ،وبه ي ِ
عن ُ َ ُ َّ ً ُ َّ ً ُْ َ
اإلنسان َّإل ْ
وحدَ ه ُت ِّ
صو َر ُ ب ،بل لو لم ُيخ َل ِق الم ِ
عج ِ غير ُ
جب ال َيستَدعي َ
الع َ
ُ
عج ُب
والم َ كون مع ِ
غيرهُ . كون ُمتك ِّب ًرا َّإل أن َي َ تصو ُر أن َي َ كون ُمعج ًبا ،وال ُي َّ أن َي َ
ُيصدِّ ُق ن ْف َسه فيما َي ُظ ُّن بها َو ْه ًما ،وال َّت ِائ ُه ُيصدِّ ُقها َق ْط ًعا.
للزبيدي (.)318/3
((( ((لسان العرب)) البن منظور ( ،)582/1و((تاج العروس)) َّ
((( ((التعريفات)) للجرجاني (ص.)147 :
((( ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (.)371/3
((( ((الرعاية لحقوق الله)) للمحاسبي (ص(( ،)344-343 :إحياء علوم الدين)) للغزالي
للزبيدي (.)318/3
((( ،)341/3تاج العروس)) َّ
421
ل
ُبْجُع ا األخالق المذمومة
والسَّنة:
هي عنه يف القرآن ُّ ذم ال ُع ْجب َّ
والن ُ ُّ
تبارك وتعالى :ﮋﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ
الله َ
-قال ُ
ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ
ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﮊ [التوبة.]25 :
هلكوا فيه ُ
ثالث يكم أن َت ِخاف ع َل ُ خو ُف ما َأ ُ الله عنهَ :
(أ َ ضي ُ مر َر َ -وقال ُع ُ
ِ
المرء بن ْف ِسه)(((. ِخ ٍ
وإعجاب
ُ وه ًوى ُم َّت َب ٌع، اللُ :ش ٌّح ُم ٌ
طاعَ ،
ابن المبار ِك :ما ِ -وقال أبو َو ٍ
ريأن َتز َد َالك ْب ُر؟ قالْ : َ روزي( :سأ ْل ُت َُّ الم
هب َ
أن ِعندَ ك شيئًا ليس ِعندَ َغ ِيرك ،ال َأع َل ُم جب؟ قال :أن َت َرى َّ الع ِ اس .فسأ ْل ُته ِ
عن ُ ال َّن َ
ِ
جب)(((.الع ِ ين شيئًا َش ًّرا م َن ُ المص ِّل َ
في ُ
جب:
آثار ال ُع ِ
1-أ َّنه يدْ عو إلى ِ
الك ْب ِر؛ أل َّنه أحدُ أسبابِه(((. َ
وازد ِ
راء ِّيهِ ،
ديئة؛ كالت ِ
فات الر ِ
األخالق السي ِئة ،والص ِ
ِ الكثير ِم َن 2-2أ َّنه يتو َّلدُ عنه
َّ ِّ َّ ِّ ُ
رين(((. َ
اآلخ َ
((( أخرجه ابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (.)960( )568/1
((( ((سير أعالم النبالء)) للذهبي (.)407/8
((( ((الرعاية في حقوق الله)) للمحاسبي (ص .)337
((( ((غذاء األلباب شرح منظومة اآلداب)) للسفاريني (.)223/2
((( ((الرعاية في حقوق الله)) للمحاسبي (ص.)337 :
((( ((البحر الرائق في الزهد والرقائق)) ألحمد فريد (ص )153 :بتصرف.
423
ل
ُبْجُع ا األخالق المذمومة
جب:
ِمن ُص َو ِر ال ُع ِ
والذ ِ
كاء(((. اجحَّ ،
الر ِ ِ
بالعقل َّ -1اإلعجاب
ُ
ِ فو ِق على ِ ِ
األقران فيه. اإلعجاب بالعل ِم ،وغزارته ،وال َّت ُّ
ُ -2
ِ
والبأس. والقو ِة،
َّ
ِ
جاعة ،واإلقدا ِم، -3اإلعجاب َّ
بالش ُ
الم ِ
ظهر. وح ِ ِ ِ
سن َ الصورةُ ،
بجمال ُّ -4اإلعجاب
ُ
والمال ِ
والغنَى. ِ نصب ،والر ِ
ئاسة وال َّتصدُّ ِر، والم ِ ِ
ِّ -5اإلعجاب بالجاه َ
ُ
والط ِ
اعة. ِ
بالعبادة َّ اإلعجاب -6
ُ
ٍ
ومنفعة لل َّن ِ
اس. -7اإلعجاب بما ُيقدِّ ُمه ِمن َخ ٍير
ُ
ِ أو الع ِ ب َّ ِ
والقبيلة. شيرة والشرفَ ِ ، اإلعجاب بال َّن َس ِ
ُ -8
ِ
األبناء. ِ
بكثرة اإلعجاب -9
ُ
جب(((:
أسباب ال ُع ِ
ُ
بحقيقة ن ْف ِسه ،وغفل ُته عنها.
ِ ِ
المرء -1جه ُل
ْ
ِ
الوجه. واإلطراء في َّناء
ُ -2المدح والث ُ
ُ
اس َه ْل َكى والفضل ،واعتِ ُ
قاده َّ
أن ال َّن َ ِ ِ
العمل ِ
-3مقار َن ُته لن ْفسه َ
بمن هو ُدو َنه في َ
بغيره. كبير إذا ِ
قور َن ِ خير ٍنوب والمعاصي ،وأ َّنه على ٍ بالذ ِ
ُّ
جب ِ
والك ْب ِر، ٍ ربية؛ فقد َي ُ
الع ِ
بع ُاإلنسان في بيئة َغ َلب عليها َط ُ
ُ نشأ -4ال َّنشأ ُة وال َّت ُ
بع منها ،و َيتأ َّث ُر ُبمحيطِه و َمن َح ْو َله. أخ ُذ هذا َّ
الط َ ف َي ُ
((( ((البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء األمصار)) البن المرتضى (.)491/6
((( ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص(( ،)239 :مدارج السالكين)) البن القيم (،)192/1
((آفات على الطريق)) لسيد محمد نوح (.)121-118/1
424
ل
ُبْجُع ا األخالق المذمومة
ِ سيان ِذ ِ
كون إليها ،مع نِ ِ
والر ُ ِ ِ
المنع ِم َ
تبارك وتعالى. كر ُ رار بالنِّعمةُّ ،
-6االغت ُ
ِ
وغير ٍ
إشراف، ٍ
إدارة ،أو ٍ
قضاء ،أو المناصب القيادي ِة؛ ِمن س ٍ
لطة ،أو ِ َ -7تو ِّلي
ُ َّ
ات.ذلك ِم َن المسؤولي ِ
َّ
جب:
عالمات ال ُع ِ
فع ِمن شأنِها.
والر ُ تزكية ال َّن ْف ِ
سَّ ، ُ 1-
ِ
واإلرشاد. صيحة ،واالستِعصاء على ال َّت ِ
وجيه ِ 2-2عدَ ُم سما ِع ال َّن
ُ
َ
األقران. خاص ًة
رينَّ ،
اآلخ َ الفر ُح بسما ِع ُع ِ
يوب َ َ 3-3
لداع ِيه.
االستجابة ِ
ِ رد الحقِّ ،وال َّتر ُّف ُع ِ
عن ُّ 4-4
صعير َ
الخدِّ لهم. قار ال َّن ِ
اس ،و َت ِ
ُ 5-5احت ُ
ِ
ضالء. شارة الع ِ
قالء ُ
والف عن استِ ِ 6-6االستِ ُ
نكاف ِ
ُ
الم ِ
شي. ُ
االختيال وال َّتبخ ُت ُر في َ 7-7
والم َّن ُة على ِ
الله بها. اعة واستِكثارهاِ ،
الط ِ
عظام َِّ
ُ 8-8است ُ
والجدَ ِل. ِ 9-9المباها ُة ِ
وجع ُله وسيل ًة ُ
للمماراة َ بالعل ِم ،وال َّت ُ
فاخ ُر بهْ ، ُ
الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك ال ُعجب:
عاما الع ِ
جب ،ف َي ُ ِ يتك َّلم اإلمام ابن حز ٍم ِ
عالجا ًّ
ً جعل له عالج ُ الله عن
رحمه ُ ُ ُ َ ُ
ِ ِ الع ِ ِ
كم ُن
العالج َي ُ
ُ القاتلة ،وهذا واآلفة ضال، كل َمن ُأ َ
صيب بهذا الدَّ اء ُ تداوى به ُّ
َي َ
الله
رحمه ُ قول ِ عفها ،ف َي ُوض ِ ظر إلى ن ْق ِصها َ
س ،وال َّن ِ فك ِر في ُع ِ
يوب ال َّن ْف ِ في ال َّت ُّ
ِ
بفضائ ِله ف ْل ُيفت ْ فإن ُأ ِ
فك ْر في ُعيوبِهْ :جب ف ْل ُي ِّ ِ
ِّش عج َب بالع ِ تعالىَ ( :م ِن ام ُتحن ُ
فإن َخ ِف ْ
يت عليه ُعيو ُبه جمل ًة ح َّتى َي ُظ َّن أ َّنه ال َع َ
يب األخالق الدَّ َّني ِةْ ،
ِ ما فيه ِم َن
425
ل
ُبْجُع ا األخالق المذمومة
وأ ُعظم ُهم عيو ًباَ ، نقصاَ ، أتم ال َّن ِ ِ ٌ فيه ،ف ْل َيع َل ْم أ َّنه
ضعف ُهم وأ ُ اس ً مصيبة لألبد ،وأ َّنه ُّ
ِ
اإلعجاب بها غال بذلك ِ
عن بالبحث عن عيوبِه ،واالشتِ ِ ِ تدار ْك ن ْف َسه
تمييزا ...ف ْل َي َ ً
ِ
اآلخرة... يوب ِ
غيره ا َّلتي ال َت ُض ُّره ال في الدُّ نيا وال في وعن ُع ِ
ِ بِ : عج ِ ثم ُ
ارج ْع إلى ن ْفسك ،فإذا َم َّي ْز َت ُعيو َبها فقد َ
داو ْي َت ُعج َبك، للم َ
تقول ُ َّ
الر َ ِ وبين َمن هو َأك َث ُر منها عيو ًبا فت ِ
ذائل، َستسه َل َّ وال ُتم ِّي ُل [توازن] ْبين ن ْفسك ْ
ِ
ألهل َّ
الش ِّر)(((. كون مق ِّلدً ا
و َت َ
الر ُج ِل ن ْف َسه َأ َ
صو ُب)(((. ُ
ومعرفة َّ جب َأ َ
كذ ُب، الع ُ
-وقيلُ ( :
الش ِ
عراء: -قال أحدُ ُّ
ِ
َـــمـــاديـــه ُ
طـــــول ت ــــــــر ُه و َغ جـــب والت ِ
ِّيه ِ يـــا َمن َغال فـــي ال ُع
َّ
ِ (((
ـــب َمعاصيه َخ ْ ِ ولـــم ت َ فــبــار ْزتَــ ُه َأ ْمـــ َلـــى لــك الــلــ ُه
ـــف غ َّ َ
العدوان
ُ
الصفات(((:
وبعض ِّ
ِ ُ
الفرق بني ال ُعدوان
رق بني ال ُعدوان ُّ
والطغيان: •• َ
الف ُ
الم ِ
قدار دوان :تجاو ُز ِ
والع ُ تجاو ُز الحدِّ ا َّلذي كان عليه ِمن َق ُ ُّ
الطغيانُ :هو
ُ بلُ . ُ
قوف ِعندَ ه. ِ
باالنتهاء إليه والو ِ ِ
المأمور به
ُ
غي: •• َ
الف ُ
دوان وال َب ِ
رق بني ال ُع ِ
ِ ِ ِ ِ الم ِالعدوانُ :تجاو ُز ِ
والوقوف عندَ ه ...وال َب ُ
غي: المأمور به باالنتهاء إليه ُ قدار ُ ُ
المتك ِّب ِر. جاو ِز قدْ ِر االستِ ِ
ط َل ُب َت ُ
ستعم ُل في ُ جاو َزه أو لم َي َ
تجاوزْ ُه ،و ُي َ حقاقَ ،ت َ
والظ ْلم:
رق بني ال ُعدوان ُّ •• َ
الف ُ
ِ الظ ْل َم ما كان ِ الظ ْل ِم والع ِ
الع ُ
دوان بغير حقٍّ بالك ِّل َّية .وأ َّما ُ بأن ُّ
دوان َّ ُ فر ُق ْبين ُّ
وقد ُي َّ
ِ
أص ُله ُم ٌ
باح. جاوز ُة الحدود و َتعدِّ يها فيما ْ فهو ُم َ
((( ((الصحاح)) للجوهري ((( ،)2421 /6لسان العرب)) البن منظور (.)31/15
((( ((فتح القدير)) للشوكاني (.)64/2
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)16 :المفردات)) للراغب (ص(( ،)64 :شرح حديث
لبيك)) البن رجب (ص.)103 :
427
ناودُعلا األخالق المذمومة
والسَّنة:
هي عنه يف القرآن ُّ العدوان َّ
والن ُ ِ ذم
ُّ
-قال تعالى :ﮋﯭﯮﯯﯰﯱﯲ ﯳﯴﯵ ﯶﮊ [المائدة.]2 :
الع ُ
دوان)(((. ُ
ِ
الع ُ
دوان على المعادُ :
الز ُاد إلى َ عامل له( :بِ َ
ئس َّ ٍ بن يحيى إلى ُ
الفضل ُ َ -كتَب
الع ِ
باد)(((. ِ
أقسام ال ُعدوان:
الع ُ ِ ِ ِ األو ُل :على ِ
حر ُم.
الم َّ
داون ُ سبيل االبتداء ،وهو ُ سم َّالق ُ
ِ الع ُ ِ ِ سم ال َّثاني :على ِ
الجائز. دوان المجازاة ،وهو ُ
سبيل ُ والق ُ
ضاره:
وم ُّ
دوان َ
آثا ُر ال ُع ِ
ِ
العاجلة في الدُّ نيا. ِ
للعقوبة بب الع ُ
دوان َس ٌ ُ 1-
ار. ِ
خول ال َّن ِ ُ 2-2ت ِّ
وعدَ ُ
المعتدي بدُ
والق ِ
رب منه. 3-3المعتدي بعيدٌ عن محب ِة ِ
الله ُ َّ ُ
ِمن ص َور ال ُعدوان:
س ِ
بغير حقٍّ . 1-ق ْت ُل ال َّن ْف ِ
الغير ِ
بغير حقٍّ . أكل ِ
مال ِ ُ 2-2
ِ
القول. الع ُ
دوان في ُ 3-3
ِ
األعراض. الع ُ
دوان على ُ 4-4
الط ِ
هور. دوان في ُّ
الع ُُ 5-5
((( أخرجه أبو نعيم في ((حلية األولياء)) ( ،)123/9والبيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى))
(.)415/1
((( ((التذكرة الحمدونية)) البن حمدون (.)177/3
429
ناودُعلا األخالق المذمومة
دوان في الدُّ ِ
عاء. الع ُُ 6-6
الوقوع يف ال ُعدوان:
ِ أسباب
أوامر ِ
الله. ِ 1-مخا َل ُ
فة
2-2ا ِّت ُ
باع الهوى.
ومخا َلف ُتهم.
الر ُس ِل ُ
تكذيب ُّ
ُ 3-3
ِ
الموت. الغفلة ِ
عن ُ 4-4
ِ ِ ِ
للعداوة ْبين ال َّن ِ
اس. الميس ِر ٌ
سبب َ 5-5لع ُب َ
والبغضاء.
ُ ُ
الكراهية6-6
الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك ال ُعدوان:
َّ
وجل. عز أوامر ِ
الله َّ ِ ُ 1-
طاعة
وز َّل ِ
ت ال َّن ْف ِ
س. الهوىَ ، 2-2ال ُبعدُ ِ
عن َ
ِ
والعاقبة. ِ
الموت َ 3-3ت ُّ
ذك ُر
عاء.
ضر ُع والدُّ ُ
4-4ال َّت ُّ
ِ
األمور. ِ
ساوس في جمي ِع الو
عن َ 5-5ال ُبعدُ ِ
الش ِ
ريفة. سة ِ
غير َّ عن المنا َف ِ
6-6ال ُبعدُ ِ
ِ
والحسد. ِ
والحقد ِ
الكراهية َ 7-7تج ُّن ُب
وأعدَ ى ِم َن ِّ
الذ ِ
ئب(((. َ -
ُ
اإلخوان(((. الع ُ
دوانَ ،جنَح عليه -وقيلَ :من َج َمح به ُ
ِ
القادر: الله بن علي آل ِ
عبد -وقال عبدُ ِ
ُ ٍّ
َنس ُع ْقبا ُه ِ ِ
الخيـــر َأق َب َل ْن ونـــاد م ٍ
باغي ال ُعـــدوان ال ت َ
َ ويا باغـــي
َ ناد َ ُ
ال َ
غدْرُ
مع َنى ِ
الغدر:
ِ ِ وتر ُكه ،وهو ِضدُّ اإلخالل َّ ِ
ُ در ُلغ ًة: َ
بالعهد(((. الوفاء بالشيء ْ الغ ُ
وتر ُكه(((. واإلخالل َّ ِ
ُ ِ اصطالحا :ن ْق ُ در َ
بالشيء ْ العهد، ض ً الغ ُ
َ
الف ُ
رق بني املكر وال َغدر:
كون ابتِدا ًء ِمن ِ
غير والمكر :قد َي ُ
َ الوفاء به.
ُ
ِ
العهد ا َّلذي َي ِج ُب در :ن ْق ُ
ض أن َ
الغ َ َّ
ٍ
عقد(((.
والسَّنة:
هي عنه يف القرآن ُّ الغدر َّ
والن ُ ذم ِ ُّ
-قال تعالى :ﮋﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮊ [النحل.]91 :
الله ص َّلى ُ
الله رسول ِ
ُ عنهما ،قال :قال بن َع ٍ عبد ِ
الله ِ -وعن ِ
الله ُضي ُ مرو َر َ
صلة ِم ُنه َّن
كانت فيه َخ ٌ
ْ ((أر َب ٌع َمن ُك َّن فيه كان ُمنافِ ًقا خالِ ًصا ،و َمن
ع َل ِيه وس َّل َمَ :
ذم الغدر:
السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
كر ُك ٌ
فر)(((. والم ُ
كرَ ،
در َم ٌ الله عنهَ :
(الغ ُ ضي ُ علي َر َ
-قال ٌّ
ِ ِ
در ،وهو ا َّلذي ال َيحتم ُله أحدٌ ،وال ُيغضي عليه ٌ
كريم، ابن حز ٍمَ :
(الغ ُ -قال ُ
وج ٍه كان ،ناس ًيا أو ُمتص ِّب ًراِ ،
بل أي ْ السالي عنه على ِّ المسال ُة ح ًّقا وال ُي ُ
الم َّ وهو َ
قة لِ َمن َص َبر عليه)(((. مة ِ
الح ٌ الل ِئ ُ
َّ
غير وق ِخ ٍ
زي فهو على َف ِّكه ُ وط َّو َقه َغدْ ُره َط َ سيحات الم ِ
صادرَ ، ُ َ
وارد اله َل ِ
كات َف َ
م ِ
َ
ِ
قادر)(((.
ضاره:
وم ُّ
الغدر َ
آثا ُر ِ
سين به
المتل ِّب َ َّأو ًلُ :
آثاره على ُ
والض ُ
الل. الغ ُ
واية َّ َ 1-
ِ
القلب. َ 2-2قسو ُة
ِ يبة ،و َت ُروءة ،و َذهاب اله ِ ياع الم ِ
األعداء. سليط ُ َ َ 3-3ض ُ ُ
ِ المتر ِّت ِ ِ
الغدر. ب على حم ُل الجزاء ُ َ 4-4ت ُّ
ِ
الغدر. الله ع َل ِيه وس َّل َم ِمن ِ
أهل بي ص َّلى ُ 5-5براء ُة ال َّن ِّ
المنافِ َ
قين. ِ ِ ِ
ظام في سلك ُ 7-7االنت ُ
ِ
األشهاد. ِ
ؤوس ُ
ضيحة على ُر 8-8ال َف
اإلسالمي
ِّ ِ
العمل آثاره على
ثان ًياُ :
رقة. القطيعة ُ
والف ُ ُ 1-
ِ
كاليف. الط ِ
ريق ،وكثر ُة ال َّت ُ 2-2ط ُ
ول َّ
الوقوع يف الغدر:
ِ أسباب
ِ ِ ِ
تحميل اإلنسان ن ْف َسه م َن األعمال َأك َث َر َّ
مما ُت ُ
طيق. ُ 1-
ُ 2-2ح ُّب الك َّف ِ
ار ومواال ُتهم.
ِ
بالغدر. حبة ا َّلذين اش ُت ِهروا
ُ 3-3ص ُ
اإليمان ِ
بالله. ِ َ 4-4ض ُ
عف
ِ
للغدر. ِ
خيمة الو ِ 5-5عدَ ُم ال َّت ُّأم ِل في
العواقب َ
لذاتِها.
هث ورا َء الدُّ نيا و َم َّ
6-6ال َّل ُ
الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك الغدر:
اإليمان ِ
لله ُسبحا َنه وتعالى ،وتقوي ُته. ِ إخالص 1-
ُ
ِ
األعمال ما ال ُت ُ
طيق. اإلنسان ن ْف َسه ِم َن
ُ حم َل
2-2أن ال ُي ِّ
434
ُرْدَغلا األخالق المذمومة
ِ
الوفاء. ِ
الغدر وعدَ ِم حذ َر ْت ِم َن
القرآني ِة ا َّلتي َّ ِ
اآليات 4-4تد ُّب ُر
َّ
الطم ِع وال َّل ِ
هث ورا َء الدُّ نيا. ْ 5-5تر ُك َّ
والص ِ ِ
دق. س ،وتربي ُتها على ال َّتح ِّلي بالوفاء ِّ
مجاهد ُة ال َّن ْف ِ
َ 6-6
435
ُرْدَغلا األخالق المذمومة
ِح َك ٌم وأمثال ِ
وشع ٌر يف الغدر(((:
والغدر ِمن ِه َم ِم ال ِّلئا ِم.
ُ الوفاء ِمن ِش َي ِم الكرا ِم،
ُ -
ِ
الوفاء و َمدْ ِحه. ِّ ِ
الغدر :و ُت ُ
الحث على قال في -ال َتل َب ْ
س ثيا َبك على
ِ بالغدر مغلول ،وال َّن ِ
قوت َم ْخذول).
للعهد َم ْم ٌ اك ُث ِ َ (الغالب
ُ -قالوا:
ليد ال ُّن ِ
صرة). ثرة ،قاطع ِ
ضامن الع ِ
-وقالوا( :الغدر ِ
ٌ ُ َ ُ
ثابت ُق ْطنَة:
-وقال ُ
تَر َّق ْت بـــه األقدام يومـــا َفز َّل ِ
ت ُ َ ً ال تَحســـ َب َّن ال َغ َ
در َحز ًمـــا ُفر َّبما
(((
الغشُّ
ِ
مع َنى ال ِغ ِّ
ش:
صحَ ، ِ صحَ . ِ
الغ ُّش ُلغ ًة:
ظه َر له وأ َ وغ َّشه َي ُغ ُّشه غ ًّشا :لم َي َ
مح ْضه ال ُّن َ نقيض ال ُّن ِ ُ
الف ما َأ َ
ضم َره(((. ِخ َ
بتاع َك ِر َهه .وقيل :أن يع َلم ُذو الس ِ
لعة الم ُ ِ اصطالحاَ :ك ْت ُم ِّ ِ
الغ ُّش
ِّ َ َ كل ما لو َعل َمه ُ ً
أخ ِذها ما َأ َخ َذها بذلك اط َلع عليه ُمريدُ ْ لو َّ نحو بائ ٍع أو ُمشت ٍَر فيها شيئًا ِ ِمن ِ
المقابِ ِل(((.
ُ
والسَّنة:
هي عنه يف القرآن ُّ ش َّ
والن ُ ذم ال ِغ ِّ
ُّ
-ﮋﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﮊ [الحشر.]10 :
ِ ِ ِ ِ
العداو ُة، دي( :في الغ ِّل ْ
وجهان :أحدُ هما :الغ ُّش ،قاله ُمقات ٌل .الثَّانيَ : الماو ْر ُّ
قال َ
ش)(((. عم ُ قاله َ
األ َ
-قو ُله تعالى :ﮋﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﮊ [النساء.]58 :
الودائ ِع إلى أربابِها ،وعدَ ُم العبد مع ال َّن ِ ِ
قال المراغي( :أمان َة ِ
رد َاس ،ومن ذلك ُّ َ
ونحو ذلك)(((. الس ِّر، شِ ،
وح ُ ِ
الغ ِّ
ُ فظ ِّ
((( ((النهاية)) البن األثير ((( ،)369/3لسان العرب)) البن منظور ((( ،)323/6تاج العروس))
للزبيدي (.)290-289/17
((( ((الذخيرة)) للقرافي ((( ،)172/5الزواجر)) للهيتمي (.)396/1
((( ((النكت والعيون)) (.)507/5
((( ((تفسير المراغي)) (.)70/5
437
ّشِغ ا
ل األخالق المذمومة
واله َ
وان ألوا ًنا)(((. العذاب َ
َ
ِمن أنواع ال ِغ ِّ
ش وص َو ِره: ِ
المالي ِة. وغيرها ِم َن المعام ِ
الت راء ِوالش ِ ِ 1-
الغ ُّش في البي ِع ِّ
َّ َ
ِ
بالعقود. ِ
الوفاء 6-6عدَ ُم
ضاره:
وم ُّ آثار ال ِغ ِّ
ش َ
جريمة ِ
الغ ِّ ِ ِ
مرتك ِ الله ع َل ِيه وس َّل َم ِمن
بي ص َّلى ُ
ش. ب َ 1-براء ُة ال َّن ِّ
عن ِ
الله. اس ،بعيدٌ ِ عن ال َّن ِ الغاش بعيدٌ ِ ُّ 2-2
قين. ِ ِ ِ ُّ
المناف َ الغاش في عداد ُ 3-3
الهم ِة.
نيء َّحصيلَ ،د ُ ِ قليل ال َّتالغاش ُ
ُّ 4-4
بنظر ِ
الله إليه. تهاو ٌن ِ الغاش ُم ِ ُّ 5-5
الكبائر المحر ِ مرتك ٌب كبير ًة ِم َن ِ
مة. ِ ُ َّ الغاش ُّ 6-6
محوق البر ِ
كة. ُ َ الغاش َم ُّ 7-7
بح ْم ِلها. ُ ِ
لألمانة ا َّلتي ُك ِّلف ٌ الغ ُّش ِ 8-8
اإلنسان َ خيانة
ِ
اإليمان. دليل َض ِ
عف ِ 9-9
الغ ُّش ُ
أسباب ُ ِ
ِ سبب ِمن ِ
لمين.
المس َ
الفرقة ْبين ْ 1010الغ ُّش ٌ
ِّية إىل ِّ
الغش: األسباب املؤد ُ
الخ ِ
وف منه. اإليمان ِ
بالله ،وق َّل ُة َ ِ َ 1-ض ُ
عف
ِ
الكبائر. ش ،وأ َّنه ِم َن رمة ِ
الغ ِّ الفرد بح ِ
ُ
ِ ُ 2-2
جهل
ِ
العمل. اإلخالص ِ
لله في ِ 3-3عدَ ُم
ٍ
طريق كان. األموال ِمن ِّ
أي ِ وجم ِع 4-4ال َّل ُ
هث ورا َء الدُّ نيا َ
ِ
جريمة ِّ
الغش. تطبيق األحكا ِم لمعا َق ِبة م ِ
رتكبي ِ 5-5عدَ ُم
ُ ُ
الس ِّي ُئة. الر ُ
فقة َّ ُّ 6-6
اإلسالمي ِة.
َّ ِ
واآلداب ِ
األخالق ربية غير الس ِ
ليمة ،ا َّلتي َتتنا َفى مع 7-7ال َّت ُ ُ َّ
الله. ِ
القناعة بما َق َسم ُ انعدام 8-8
ُ
اآلخ ِ
رة. الموت والدَّ ِار ِ ِ ذك ِر
9-9عدَ ُم َت ُّ
األسباب املُ ِع ُ
ينة على ترك ِّ
الغش:
ِ
حرامه. الله بحاللِه عن ِ االبتهال وال َّتضر ُع إلى ِ ُ
الله بالدُّ عاء بأن ُيغن َيه ُ ُّ 1-
وعال. جل َلله َّ العمل ِ ِ إخالص 2-2
ُ
نك ِر.
الم َ هي ِ ِ
بالمعروف ،وال َّن ِ ِ ِ ُ
عن ُ األمر فريضة تفعيل 3-3
نيف وآدابِه.الشر ِع الح ِ الفرد على االلتزا ِم بأحكا ِم َّ ِ ُ 4-4
تربية
َ
شعار ُمراقبتِه. ِ ِ ِ
تقوية ال ِّثقة بالله ،واست ُ ُ 5-5
الموت واليو ِم ِ
اآلخ ِر. ِ ذك ُر ِ
القبور ،و َت ُّ 6-6زيار ُة
َ
بالوسائل الم ِ ِ تحصيل الر ِ
باحة. ِ ُ الحالل زق ِ ِّ الص ُبر في َّ 7-7
440
ّشِغ ا
ل األخالق المذمومة
فقة الص ِ
سة الر ِ
الحة. َّ ُ 8-8مجا َل ُ ُّ
موقف َت ٌّ
ربوي: ٌ
مر ِ َ عن َز ِ
يد ِ َ
ابالخط ِ
بن َّ بن أس َل َم ،عن أبيه ،عن جدِّ ه أس َل َم ،قالَ ( :ب ْينَا أنا مع ُع َ
دار في ج ِ
وف جانب ِج ٍِ َّكأ إلى الله عنه وهو َي ُعس المدين َة ،إ ْذ َع ِيي ،فات َ ضي ُ
َ َ ُّ َر َ
ِ
بالماء. تقول البنتِها :يا ابنَتاهُ ،قومي إلى ذلك ال َّلب ِن فام ُذ ِ
قيه ُ يل ،فإذا امرأ ٌة ال َّل ِ
ْ َ ْ ُ
المؤ ِم َ
قالت:وم؟ ْ زمة ِ ت ما كان ِمن َع ِ فقالت لها :يا ُأماه ،أو ما َع ِلم ِ
نين ال َي َ أمير ْ ْ َّ ُ َ ْ
ِ شاب ال َّل َب ُن ِ ِ
بالماء. وما كان من َعزمته يا ُب َّني ُة؟ قالت :إ َّنه أ َم َر ُمناد َيه فنا َدى :أن ال ُي َ
بالماء؛ فإ َّنك بموض ٍع ال ي ِ
راك ِ فقالت لها :يا بني ُةُ ،قومي إلى ذلك ال َّلب ِن فام ُذ ِ
قيه
َ ْ َ ُ َّ
ِ ِ
كنت ُأل َ
طيعه في والله ما ُ الص َّبي ُة ُأل ِّمها :يا ُأ َّمتا ُه،
مر ،فقالت َّ مر وال ُمنادي ُع َُع ُ
الخ ِ
الء)(((. وأعص َيه في َ الم ِ
أل َ َ
ُّ
الغش يف واحة ِّ
الشعر:
اعر:
الش ُ قال َّ
الح ِّق َيف ُل ُج
حوض و ُذو َ و ُذو ال َّط ُ
يش َمدْ ٌ ُّصح ِآم ٌن
رهوب و ُذو الن ِ
ٌ
و ُذو ِ
الغ ِّش َم
على ُطر ِ الص ِ
عو ُجالحـــق وال َغب ُن َأ َ
ِّ قات ُ قائم ُ
والعدل ٌ يرتاب
ُ دق ال و ُذو ِّ
الغضب
الغضب:
ِ مع َنى
ِ
الص ْل ُبة .قالوا :ومنه اشتُقَّ َ
الغ َض ُب؛ والغ ْض ُبةَّ :
الصخر ُة ُّ الر َضاَ ، الغضب ُلغ ًة :ضدُّ ِّ
ُ
داد الس ِ ِ
خط(((. أل َّنه اشت ُ ُّ
خشية و ِ
قوعه، ِ القلب؛ ط َل ًبا لدف ِع ْ
المؤذي عندَ ِ اصطالحاَ :غ َل ُ
يان َد ِم الغضب
ُ ً ُ
أو طلبا لالنتقا ِم ممن حصل له منه األذى بعدَ و ِ
قوعه(((. ُ َ َّ ً
الصفات(((:
عض ِّ
ضب و َب ِ َ
الف ْر ُق بني ال َغ ِ
والسخط:
الغضب ُّ
ِ •• ُ
الفرق بني
والس َ
خط الص ِ ِ الكبيرِ ،
ِ الص ِ أن الغضب ي ُ ِ َّ
غيرُّ . الكبير على َّ وم َن غير على كون م َن َّ َ َ
الحاجب ،والُ ي ُ خ َطقال :س ِ الص ِ ِ كون َّإل ِم َن
قال: ِ األمير على
ُ غيرُ ،ي ُ َ الكبير على َّ ال َي ُ
خط إذا عدَّ ْيتَه بن ْف ِسه
والس ُ
الغضب فيهماُّ .ُ ستعم ُل ِ
األمير .و ُي َ الحاجب على
ُ خط س ِ
َ
قال :ر ِضيه وس ِ
خ َطه ،وإذا عدَّ ْيتَه بعلى فهو بمعنَى فهو ِخ ُ
ِ
الغضب. الرضاُ ،ي ُ َ َ َ
الف ِّ
الغضب وال َغيظ:
ِ •• ُ
الفرق بني
غض َب عليها؛ وذلك َّ
أن جوز أن َي َغتاظ ِمن ن ْف ِسه ،وال َي ُ
جوز أن َي َ َ
اإلنسان َي ُ َّ
أن
رر لن ْف ِسه، ُ
اإلنسان َّ
الض َ جوز أن ُيريدَ ِ
للمغضوب عليه ،وال َي ُ الض ِ
رر الغضب إراد ُة َّ
َ
((( ((مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)428/4لسان العرب)) البن منظور ((( ،)648/1تاج
العروس)) لمرتضى الزبيدي (. ،)485/3
((( ((جامع العلوم والحكم)) البن رجب (.)396/1
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص.)391 ،386 ،54 :
442
بضغلا األخالق المذمومة
جنون))(((.ٍ بم
لست َالله ع َل ِيه وس َّل َم؟ قال :إ ِّني ُ بي ص َّلى ُ َي ُ
قول ال َّن ُّ
ذم الغضب(((:
السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
ِ ِ -قال ُعمر بن ِ
والطمعِ). ِ
والغضبَّ ، العزيز( :قد َأف َل َح َمن ُعص َم م َن َ
الهوى، ِ عبد ُ ُ
وحرمه على
َّ
الش ِ
يطان، الله ِم َن َّ (أربع َمن ُك َّن فيه َ
عص َمه ُ ٌ الحس ُن:
َ -وقال
والش ِ غبة ،والر ِار :من م َلك ن ْفسه ِعندَ الر ِ
ِ
والغضب). هوة، هبةَّ ، َّ َّ َ ال َّن ِ َ َ
الغضب:
ِ أقسا ُم
ِ
األحاديث ا َّلتي ور َد ْت ،وهو وذ َّم في ذموم :ا َّلذي ُن َ
هي عنه ُ الم ُ الغضب َ ُ 1-
ِ
لإلنسان مع ذلك ين ِمن سياستِهما ،فال َيبقى َ
العقل والدِّ َ لق َس ِّي ٌئ؛ (أل َّنه ُي ِ
خر ُج ُخ ٌ
ضاره:
وم ُّ
ذموم َِ َ
الغضب امل ِ آثا ُر
ِ وشدَّ ُة ِر ِ ونِ ،
اهرَ :تغير ال َّل ِ (ومن ِ ِ
وخروج
ُ األطراف، عدة الظ ِ ُّ ُ ِ
الغضب في َّ آثار هذا
األ ِ
الز َبدُ على َ ِ ِ
األفعال ِ
شداق، واضطراب الحركة والكال ِم ،ح َّتى َي َ
ظه َر َّ ُ عن االنتظا ِم،
ُ ستحيل ِ
الخ ُ َ ناخ ُر ،و َتنقلب الم ِِ ِ
الغضبان لقة ،ولو َيرى و َتشتَدَّ ُحمر ُة األحداق ،و َت َ َ
حالة ِخلقتِه،
بح صورتِه الستِ ِ لس َكن غض ُبه؛ حيا ًء ِمن ُق ِ ِ ِ
في حال غضبِه صور َة ن ْفسه َ
الباطن ،إ ْذ ُقب ُح ذاك إ َّنما َ
نشأ ْ ِ اهر ُع ُ
نوان ظاه ِره؛ َّ
فإن َّ
الظ َ
بح ِ عظ ُم ِمن ُق ِ
بح باطنِه َأ َ و ُق ُ
ِ ِ
الباطن .هذا أ َث ُره في غي ِر الظ ِ َغي ُر َّ عن ُق ِ
الجسد. اهر ثمر ُة َت ُّ بح هذا ،فت ُّ
وأما أ َثره في ال ِّل ِ
وغ ِيرهما َّ
مما حشَ ،والف ِ كالشت ِمُ ،
بالقبائح؛ َّ
ِ سان :فانطال ُقه َّ ُ
ِ العقول ُم ْطل ًقا ،وقائ ُله ِعندَ ُف ِ
ِ ي ِ
تور غضبِه ،على أ َّنه ال َينتظ ُم ُ
كالمه، ستحي منه َذ ُوو َ
لفظه.رب ُ تخب ُط َن ْظ ُمه ،و َي ْض َط ُ
بل َي َّ
مك ِنْ ،
فإن َع َجز القتل عند ال َّت ُّ
ِ رب فما َفو َقه إلى ِ
األعضاءَّ : وأما أ َث ُره في
فالض ُ َّ
َ
الحيوان وغيره ،ح َّتى
َ وض َرب ن ْف َسه فم َّز َق َثو َبهَ ، ِ
عن ال َّتش ِّفي َر َجع غض ُبه عليه َ
جنون الح ِِ ِ ِ ِ ِ ِ
يران ،ور َّبما َ والم
السكرانَ ، وعدَ ا َعدْ َو الواله َّ
وغيرهَ ، بالكسر والجما َد
ِ ِ شية؛ لشدَّ ِة
الغ ِ الحركة ،واعتَرا ُه ِم ُ
ِ وع َجز ِ
الغضب عليه. استيالء ثل َ عن َس َقط َ
الش ِ
ماتة وإظهار َّ وحسدُ ه، ِ
المغضوب عليه ِ
القلب :فالحقدُ على وأما أ َث ُره في
ُ َ َّ
ِ ِ
إفشاء ِسرهِ ِ َ ، بس ِ ِ
وهتك س ِتره ،واالست ُ
هزاء ِّ والعزم على
ُ روره، والح ُ
زن ُ بمساءتهُ ، َ
ِ
القبائح)(((. وغير ذلك ِم َن
ُ به،
والسلف
حابة َّ
والص ِ هلل ع َلي ِه َّ
وسل َم َّ يب َّ
صلى ا ُ مناذج ِمن هدي َّ
الن ِّ ُ
عند الغضب:
الله ع َل ِيه
بي ص َّلى ُ ِ ِ
الله عنه عن صفات ال َّن ِّ
ضي ُ ُ -يحدِّ ُث ِهندُ ُ
ابن أبي هال َة َر َ
الله ع َل ِيه وس َّلم أ َّنه ...(( :ال ُت ِ
غض ُبه الدُّ نيا وما ذك ُر ِمن ِصفاتِه ص َّلى ُ
وس َّل َم ،ف َي ُ
َ
عر ْف ُه أحد ،ولم ي ُقم لغضبِه َشيء ح َّتى ي ِ
نتص َر له، عوطي الحقَّ لم َي ِ كان لها ،وإذا ُت
َ ٌ َ ْ َ
غضب لن ْف ِسه وال ي ِ
نتص ُر لها.((())... َ والَ ي َ ُ
ِ الخ َّط ِ الله عنهِ :
فوالله ما اب! ابن َ
(ه ْي يا َ ضي ُ رج ًل قال ُلع َ
مر َر َ وي َّ
أن ُ ُ -ر َ
دل! َ ِ
بالع ِ الج ْز َل ،وال َت ُ
الح ُّر:
فغض َب ُع َم ُر حتى َه َّم به ،فقال له ُ حك ُم بيننا َ ُتعطينا َ
الله عليه وس َّلم :ﮋﭵ ﭶ ﭷ
إن الله تعالى قال لنب ِّيه ص َّلى ُ
أمير المؤمنينَّ ،
يا َ
لين. ِ
الجاه َ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ [األعرافَّ .]199 :
وإن هذا من
كتاب ِ
الله)(((. ِ جاو َزها ُع َم ُر حين تالها عليه ،وكان و َّقا ًفا عند ِ
والله ما َ
الله:-
مهما ُ ِ العزيز ،فقال له ابنُه عبدُ ِ ِ
ِ (غ ِضب يوما ُعمر بن ِ َ -
الملك -رح ُ عبد ُ ُ َ ً
ضب؟ فقال
الغ َ وفض َلك به َت َ
غض ُب هذا َ الله َّ َ
أعطاك ُ المؤ ِم َ
نين مع ما أمير ْ
أنت يا َ
َ
أسباب الغضب:
والض ُيم ،واالستِهزا ُء،
زاح ،والتِّي ُهَّ ،
والم ُ
جاجُ ،
ِ
واالفتخار ،والمرا ُء ،وال َّل ُ
ُ جب،
(الع ُ
ُ
در ،وشدَّ ُة (والمضا َّد ُةَ ،
والغ ُ ُ وط َل ُب ما فيه ال َّتنا ُف ُس ،وال َّت ُ
حاسدُ ،وشهو ُة االنتقا ِم)(((،
شرعا)(((. ٌ
ذمومة ً ديئة َم ٌ
أخالق َر ٌ ِ
والجاه ،وهذه ِ
المال ِ
ضول ِ
الحرص على ُف
عالج الغضب:
ضوء.
الو ُ
ُ 1-
واالضطِ ُ
جاع إن كان قاعدً ا(((. ْ قائما، عود ْ
إن كان ً ُ 2-2
الق ُ
كوت.
الس ُ
ُّ 6-6
واحة ِّ
الشعر: ذم ال َغ ِ
ضب يف ِ ُّ
الغيبة
ِ
مع َنى ال ِغ ِ
يبة:
واغتا َبه ْاغتِيا ًباَ :و َق َع فيه(((. ِ
قيعة في ال َّن ِ
اسْ ، الو ُالغيب ُة ُلغ ًةَ :
يب .وقيل :التك ُّل ُم َخ ْل َالغ ِهر َ بظ ِكر ُهه َ ِ ِ ِ
الغيب ُة
ف اصطالحا :ذ ُ
كر المرء بما َي َ ً
ِ فإن كان ِصد ًقا ُس ِّم َي ِغيب ًةْ ،
ستور بما َي ُغ ُّمه لو َس ِمعهْ ،
إنسان َم ٍٍ
وإن كان َكذ ًبا ِّ
سم َي
ُبهتا ًنا(((.
الصفات(((:
وبعض ِّ الف ْر ُق ْ
بي ال ِغيبة َ
ِ
واإلفك وال ُبهتان:
ِ يبة الفرق ْ
بي ال ِغ ِ •• ُ
اإلفك فأن َت َ
قول فيه ما َب َل َغك ُ وأما َ يبة هي أن َت َ ِ
الغ ُ
أخيك ما هو فيهَّ . قول في
هتان فأن َت َ
قول فيه ما ليس فيه. وأما ال ُب ُ
عنهَّ .
مز َّ الفرق ْ
•• ُ
مز:
والل ِ ميمة وال َغ ِ يبة َّ
والن ِ بي ال ِغ ِ
شخص ِ
ٍ ميمة :ن ْق ُل ِ ِ ِ الغ ُ ِ
ِ
لغيره على حال كر اإلنسان في َغيبته بما َي َ
كر ُه .وال َّن ُ يبة :ذ ُ
فسدة ِ
إلقاء ِ لمه؛ لِما فيها ِمن َم
بغير ِع ِ
لمه ْأم ِ بع ِ
بغير ِرضاه ،سواء كان ِ ِ
اإلفساد ِ ِج ِ
هة
ٌ ُ
الغ ِ
يبة. اإلفساد ،وال يشتر ُط ذلك في ِ
ِ ِ
بقصد ت ال َّن ُ
ميمة فامتاز ِ
َ اس؛ ِ
غضاء ْبين ال َّن ِ ال َب
ُ َ
يأخ ُذ ما َلك في ِ
وقت كذا، أن ُفال ًنا ي ِ
قصدُ ق ْت َلك في موض ِع كذا ،أو ُ و ُيستثنَى منها َّ
َ
ِ
الواجبة. ِ
صيحة ونحو ذلك؛ أل َّنه ِم َن ال َّن
ُ
ِ
بالعكس. مز َبغيبتِه .وقيل بح ِ
ضوره .وال َّل ُ َ
اإلنسان ُ مز :أن َت َ
عيب َ
والغ ُ
والسَّنة:
هي عنها يف ال ُقرآن ُّ ذم ال ِغيبة َّ
والن ُ ُّ
-قال تعالى :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ
ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ
ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ [الحجرات.]12 :
ذم ال ِغيبة:
السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
أخاك إذا غاب عنك بما ُت ِح ُّب أن
َ عنهماُ :
(اذك ْر الله ُ ضي ُ اس َر َ عب ٍابن َّ -قال ُ
ذك َرك به ،و َد ْع منه ما ُت ِح ُّب أن َيدَ َع منك)(((.
َي ُ
رج ٍل ْ
مسل ٍم)(((. ُ
ِ
كرا لخطايا َ (إن َأك َث َر ال َّن ِ
اس َخطا َيا أ ُ
كثر ُهم ذ ً بن ِس َ
يرين أ َّنه قالَّ : محم ِد ِ
-وعن َّ
ال َّن ِ
اس)(((.
أقسام ال ِغيبة:
كر ُهَ ،بع ٍ ِ َ ِ ِ
يب فيه لم في َغيبته بما َي َ الم ْس َ
أخاك ُ كركحرم ُة :وهي ذ ُ
الم َّ 1-الغيب ُة ُ
لقه ،في ِدينِه أو ُدنيا ُه ،وال َّ
بشيء في ِخلقتِه أو ُخ ٍِ سواء ِعبتَه
شك أ َّنه ُم َّ
حر ٌم ٌ خفي،
َم ٍّ
ِ
الباب. ِ
الواردة س َل ًفا في هذا والس َّن ِة واإلجماعِ؛ لألد َّل ِة في ِ
الك ِ
تاب ُّ
ِ ِ 2-2
الغيب ُة الواجب ُة :هي ِ
حمدُ ُعقبا ُه حص ُل للفرد نجا ٌة َّ
مما ال ُي َ يبة ا َّلتي بها َي ُ
الغ ُ
ِ ِ الوقو ِع بهِ ،م ُ
ثل ا َّلتي ُتط َل ُب لل َّن ٍ
اإلقبال على صيحة عندَ أو ُمصيبة كانت ُمحتمل َة ُ
ٍ
شخص حذ ًرا له ِمن
آلخ َر ُم ِّ
شخص ٌَ كأن َي َ
قول وج ،أو ْ
الز ِ حال َّ ِ
لمعرفة ِ الز ِ
واج َّ
الفالني ،أو يريدُ س ِرق َة مالِ َك في الس ِ ِ شر ٍيرَّ :
اعة َّ َ ُ إن ُفال ًنا ُيريدُ ق ْت َلك في المكان ُ ِّ ِّ
ِ
صيحة. الني ِة ،وهذا ِمن ِ
باب ال َّن ُ
الف َّ
الو ُ ِ لغر ٍ (الغ ُ ِ 3-3
الغيب ُة المباح ُةِ :
صول إليه صحيح َش ٍّ
رعي ال ُيمك ُن ُ ٍ ض يبة ُت ُ
باح َ ُ
ٍ
أبواب: َّإل بها ،وهو س َّت ُة
ٌ
والية أو قدر ٌة على مما له ِ األو ُل :ال َّتظ ُّلم إلى الس ِ
وغيرهما َّ لطان والقاضي ُّ ُ َّ
قولَ :ظ َل َمني ُف ٌ
الن كذا. إنصافِه ِمن ظالِ ِمه ،ف َي ُ
للمفتيَ :ظ َل َمني أبي أو أخي أو َز ْوجي أو ُف ٌ فتاء ،ف َي ُِ ال َّث ُ
الن بكذا. قولُ : الث :االست ُ
لمين ِم َن َّ
الش ِّر ،ونصيح ُتهم. المس َ
تحذير ْ
ُ ابع:
الر ُ
َّ
مر ومصا َد ِ سقه أو بِدعتِه ،كالم ِ
جاهرا ِبف ِ
كون م ِ
رة الخ ِ ُ
رب َ جاه ِر ُ
بش ِ ُ ً الخامس :أن َي َ ُ
ُ
وغ ِيرها.
كس َالم ِ اس ْ ِ
ال َّن ِ
وأخذ َ
ِ
واألعرج، ِ
كاألعمش، ب، اإلنسان معرو ًفا بل َق ٍ
ُ عريف ،فإذا كان ادس :ال َّت ُ
الس َُّ
ُ
تعريفهم بذلك، ِ
األلقابَ ،
جاز ونحو ذلك ِم َن
ِ حو ِل،
واأل َ واألصم ،واألعمىَ ،
َ ِّ
ِ
نقيص)(((. ويحرم إطال ُقه على ِ
جهة ال َّت َ ُُ
تم ِع: يبة على الفرد ُ
وامل َ أضرا ُر ال ِغ ِ
••أضرا ُرها على الفرد:
ِ ِ ص ِمن ِ ِ ِ 1-
الغ ُ
الحسنات. رصيد الس ِّيئات ،و َت ُنق ُ
يبة َتزيدُ في رصيد َّ
ِ
القيامة. يوم الغ ِ
يبة ُم ِ 2-2صاحب ِ
فل ٌس َ ُ
يبة ُتس ِّب ُب َه ْج َر صاحبِها. ِ 3-3
الغ ُ
ِ 4-4
الغ ُ
وم.
الص َ يبة َت َ
جر ُح َّ
وف ْبيتِه.
فضحه ولو في ج ِ
َ الم ِ
غتاب ،و َي َ ُ الله َعور َة ُ
تتب ُع ُ
َ 5-5ي َّ
أهل ال َّن ِ
ار. ون ُهم في ِع ِ
داد ِ المغتا ُب َ
ُ 6-6
الج ِ
يفة. يبة َأنت َُن ِم َن ِ ِ 7-7
الغ ُ
فوائ ُد ِ
ترك ال ِغيبة:
لمين.
المس َ ِ
أفضل ْ يبة ِمن
الغ ِ
تارك ِ
ُ 1-
يبة ي ِ
دخ ُل الج َّن َة. ِ ِ ُ 2-2
ترك الغ ُ
عالمات ال َّت ِ
وبة(((. ِ يبة ِمن
الغ ِ
َ 3-3قطع ِ
ُ
الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك ال ِغيبة:
األعمال الص ِ ِ 1-ال َّتقرب إلى ِ
الحة ،وتقدي ِم ِرضا ُه ِ َّ بكثرة الله ُسبحا َنه وتعالى ُّ ُ
خلوقين.
َ على ِر َضا َ
الم
الص ِ
الح. ِ اإليمان ،و َتقوي ُته ِ
بالعل ِم ال َّنافعِ، ِ ِ 2-2زياد ُة
والعمل َّ رصيد
ِ
بالبحث عن ُعيوبِه. ُ
اإلنسان 3-3أن ي ِ
نشغ َل َ
حبة الص ِ
الحة. 4-4اختيار الص ِ
َّ ُ ُّ
اإلسالمي ِة.
َّ ِ
اآلداب وال َّتعالي ِم 5-5ال َّت ُ
ربية على
ِ ُ
استغالل وقت الفراغِ ،بما َين َف ُع الفر َد و ُي ِّ
قوي إيما َنه. 6-6
الفُ تور
مع َنى ال ُف ِ
تور:
تارا؛ َس َكن بعد ِحدَّ ٍة، عفُ ،ي ُ
قالَ :فت ََر َيف ُت ُر ُف ً
تورا و ُف ً والض ُ
االنكسار َّ
ُ تور ُلغ ًة: ُ
الف ُ
والن بعد شدَّ ٍة(((.َ
والسَّنة:
الفتور يف القرآن ُّ
ِ ذم
ُّ
ِ
المالئكة :ﮋﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖﮊ [األنبياء: -قال تعالى عن
الل(((. تور َ
والك ُ هم ُ
الف ُ لح ُق ُ
،]20أي :ال َي َ
الم :ﮋﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ
الس ُ
-وقال تعالى عن موسى عليه َّ
قصير(((.
ُ تور وال َّت الو َنىُ :
الف ُ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮊ [طهَ .]43-42 :
الله ع َل ِيه وس َّل َم كان رسول ِ
الله ص َّلى ُ َ الله عنهاَّ ،
أن ضي ُ -وعن عائش َة َر َ
ِ هم إ ِّني َأ ُ
غر ِم))(((. والم ْأ َث ِم َ
والم َ الكس ِل َ
واله َر ِمَ ، عوذ بك م َن َ تعو ُذ و َي ُ
قول(( :ال َّل َّ َي َّ
((( انظر ((لسان العرب)) البن منظور ( ،)43/5و((تاج العروس)) للزبيدي (.)293/13
((( انظر ((الفتور المظاهر األسباب العالج)) لناصر العمر (ص.)22 :
((( ((غرائب القرآن)) للنيسابوري (.)9/5
((( ((الكشاف)) للزمخشري (.)65/3
((( أخرجه البخاري ( )6368واللفظ له ،ومسلم ( .)589
455
روتُفلا األخالق المذمومة
جب)(((.
والع َ
ُ
الله عنه( :ال ُتغالِبوا هذا ال َّل َ
يل؛ فإ َّن ُكم لن ُتطيقو ُه، ضي ُ ٍ
ابن مسعود َر َ -وقال ُ
نصر ْف إلى فِ ِ
راشه؛ فإ َّنه َأس َل ُم له)(((. س أحدُ ُكم ف ْل َي ِ
فإذا َن َع َ
ُ ِ ُ بعض الس ِ
والعمل على جاء،
الر ُ
المخافة قد ُيغ ِّي ُره َّ
العمل على َ لف: -و(قال ُ َّ
تور)(((.
الف ُ حب ِة ال َي ُ
دخ ُله ُ الم َّ
َ
أقسام ال ُف ِ
تور:
ره لها ،وعدَ ِم ر ٍ
اعات ،مع ُك ٍ
الط ِ عام في جمي ِع َّ
غبة فيها ،وهذه َ تور ٌّكس ٌل و ُف ٌ
َ 1-
فورا. اس ً
كسل و ُف ً
تورا و ُن ً المنافِ َ
قين؛ فإ َّنهم من أشدِّ ال َّن ِ ُ
حال ُ
ون ُك ٍ صاحبه عدَ م ٍ
اعات ،ي ِ
الط ِ ِ
بعض َّ
ره لها ،أو رغبة فيها ُد َ ُ ُ ُ كس ٌل و ُف ٌ
تور في َ 2-2
ِ ِ حال ٍ ِ غبة مع و ِ
جودها ،وهذه ُ عف في الر ِ َض ٌ
وأصحاب لمين
المس َ كثير من ُف َّساق ْ ُ َّ
ِ
هوات. َّ
الش
ِ
العمل. 6-6ال َف ْو َضو َّي ُة في
ِ
باالنشغال وهو ٌ
فارغ)(((. ِ 7-7خدَ ُاع ال َّن ْف ِ
س؛
حارم ِ
الله(((. الغضب إذا ان ُت ِه َك ْت َم ِ ُ
ِ 8-8عدَ ُم
بالمسؤولي ِة(((.
َّ عورالش ِ 9-9عدَ ُم ُّ
أسباب الفتور:
كر ِ
الله. الغفلة عن ِذ ِ
ُ 1-
ِ
العبادة. 2-2ال َّتشدُّ ُد في
ِ
باألشخاص ،وال َّتع ُّل ُق بهم. داءِ
3-3االقت ُ
4-4ال َّتع ُّل ُق بالدُّ نيا وزينتِها.
ِ
اآلخرة. ِ
الموت والدَّ ِار ذك ِر
5-5ق َّل ُة َت ُّ
عف في ال َّت ِ
ربية(((. الض ُ
َّ 6-6
عالج ال ُفتور:
وسائل ِ
1-الدُّ عاء بالث ِ
َّبات على الدِّ ِ
ين. ُ
ِ
والمساء. الص ِ
باح ِ مع االلتزا ِم ِ
بأذكار َّ ذكر اللهَ ،
ُ 2-2
الص ُ
الحة. الر ُ
فقة َّ ُّ 3-3
ِ
االستغفار. 4-4كثر ُة
اإلكثار ِم َن ال َّن ِ
وافل. ُ 5-5
تور. ِ
خاتمة َمن أصا َبه ُ الع َظ ُة ِمن
ِ 6-6
الف ُ
ِ
القيامة. 7-7ال َّت ُّ
فك ُر في يو ِم
459
روجُفلا األخالق المذمومة
الفُجور
عز َّ
وجل :ﮋﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ [االنفطار: -وقال َّ
.]14 ،13
ضار الفجور:
َم ُّ
ار. الموص ِ
لة إلى ال َّن ِ ِ رق جور ِم َن ُّ
الط ِ ُ 1-
الف ُ
س ودناءتِها. دليل على ِخ َّس ِة ال َّن ْف ِ جور ٌ ُ 2-2
الف ُ
ِ
لكراهية صاحبِه. جور خ ُل ٌق َيدْ عو ُ 3-3
الف ُ
ِ ِ الف ِ
جتمعِ. جور قد ُتلح ُق األ َذى باألفراد ُ
والم َ داعيات ُ
ُ َ 4-4ت
كأن َي َ
كون ِ
الفجور؛ ْ قوع في
الو َ ِ ِ
الظواه ِر 2-2قد ُتس ِّب ُب ُ
االجتماعية ُ
َّ بعض
نشئة وال َّت ُ
ربية هي كون ال َّت ُ
الشرعِ ،وقد َت ُ ِ
بضوابط َّ المجتمع مجتمعا غير منضبِ ٍ
ط َ ُ َ ُ ُ َ ً
الظ ِ
اهرة. ِ
ظهور هذه َّ بب في
الس َ
َّ
نك ِر.
الم َ ِ
بالمعروف ،وال َّن ِ ِ ِ
هي عن ُ األمر فريضة غياب
ُ 3-3
فتر ِ
قان أبدً ا: ِ
واثنان ال َي ِ نوع ،والحسدُ . عانُ :
الق ُ (اثنان ال ي ِ
جتم ِ ِ -كان ُي ُ
قال:
َ
جور)(((. رصُ ، ِ
والف ُ الح ُ
ِ
واآلخرة في وشر الدُّ نيا ِ ِ
واآلخرة في َخصلت ِ
َين :ال ُّتقى والغنَىُّ . (خير الدُّ نيا
ُ -
ِ
والفقر)(((. الف ِ
جور، َخصلت ِ
َينُ :
الح َك ِم:
بن َ -وقال َم ْر ُ
وان ُ
(((
األصابع
ُ ِ
جـــورُشـــير إليهم بال ُف
ُ ت بســـلبِ ِهم عر َ
فون َ ٌ
أهـــل ُي َ ـــر َّ
وللش ِّ
مع َنى ال ُف ِ
حش والبذاءة:
ِ
والفاح ُ
شة: حشاءحش وال َف فاحش(((ُ ،
والف ُ ٌ جاو َز حدَّ ُه فهو ٍ حش ُلغ ًةُّ :
ال ُف ُ
ُ كل شيء َ
ِ
الفواح ُ
ش(((. وج ْم ُعها: ِ ِ القبيح ِم َن
والفعلَ ، القول ُ
اهرة ،كما ي ِ
الظ ِ ِ
األعمال َّ ِ بع ِمن كر ُهه َّ الف ُ ُ
نك ُره ُ رذائل الط ُ اصطالحا :ما َي َ
ً حش
ِ
والعقل َّالثِ ،م َن َّ
الشر ِع آيات ِ
الله الث ُ كمه ُ رع؛ في َّت ِف ُق في ح ِ
ُ الش ُ َالعقل ،و َيستخبِ ُثه َّ
ُ
ُ
الفعل(((. فح ُ
ش َّ
والطبعِ ،وبذلك َي ُ
سان ،والمرأ ُة ب ِذي ٌةِ ...من الب ِ
الن ب ِذ ُّي ال ِّل ِ ال َبذاء ُة ُلغ ًةُ :
الكالم
ُ ذاء ،وهو َ َ َ َّ حش .و ُف ٌ َ
الف ُ
القبيح(((.
ُ
بارات الص ِ
ِ حةِ ،األمور المستقب ِ
ريحة(((. َّ بالع ِ ُ َ عبير ِ
عن اصطالحا :ال َّت ُ
ً ال َبذاء ُة
القبيح. فاحش ،وليس كذلكٌ جاوز ًة شديد ًة فهو ِ جاو َز حدَّ ٍ
ُ االعتدال ُم َ شيء َ
والشتم أن ي ِ ٍ عن الم َ ِ ِ ٍ
نس َب واحدً ا إلى َ باشرة بعبارة قبيحةُ َّ ، حش أن ُيع ِّب َر ِ ُ ُ
والف ُ
ذلك.
والسَّنة: ذم ال ُف ِ
حش وال َبذاء ِة يف القرآن ُّ ُّ
-قال ُسبحا َنه :ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ
ﭠ ﭡ ﮊ [النساء.]148 :
عز ِمن ٍ
قائل :ﮋﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ -وقال َّ
ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ
[األعراف.]33 :
رسول ِ
الله ص َّلى ُ
الله ُ الله عنه قال :قال
ضي ُ ٍ عبد ِ
الله ِ -وعن ِ
بن مسعود َر َ
ش ،وال الب ِ ِ
الفاح ِ ان ،وال ال َّلع ِ
بالطع ِ ع َل ِيه وس َّلم(( :ليس ْ ِ
ذيء))(((. َ ان ،وال َّ المؤم ُن َّ َّ َ
ذم ال ُف ِ
حش وال َبذاء ِة(((: السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
المؤ ِم ِنُ :
الف ُ
حش). (أ ْ َ
ل ُم ُخ ُل ِق ْ الله عنهَ :
ضي ُ ٍ ِ
-قال عبدُ الله ُ
بن مسعود َر َ
((( أخرجه الترمذي ( ،)1977وابن حبان ( .)192قال الترمذي :حسن غريب .وصححه على
شرط الشيخين الحاكم في ((المستدرك)) ( ،)57/1وصحح إسناده العراقي في ((تخريج
اإلحياء)) (ص.)1010 :
((( أخرجه من طرق أبو داود ( ،)4799والترمذي ( )2002واللفظ له.
قال الترمذي :حسن صحيح .وصححه األلباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (.)2002
((( ((الصمت)) البن أبي الدنيا (ص.)185 ،89 :
465
ل
ةءاذَباو ُشحُفلا األخالق المذمومة
شي ِ
بغ ُضه ُ
الله. تفح ُ ُ
الم ِّ ُ
الفاحش ُ 5-5
مت.
الص َ
2-2أن َيلزَ َم َّ
ِ
الجميل. 3-3تعويدُ ال ِّل ِ
سان على الكال ِم
وإن كانت ِصد ًقا ،و َي ْكني ً
بدل المستق َبح َة ْ َ
األلفاظ ُ 4-4أن َيتج َّن َب في عباراتِه
عنها(((.
بة لل ُف ِ
حش وال َبذا َءة(((: األسباب اجلا ِل ُ
ُ
بث وال ُّل ُ
ؤم. ُ 1-
الخ ُ
ِ
اإليذاء. قصدُ
ْ 2-2
الفس ِ ِ
اق. االعتياد على ُمخا َلطة ُ َّ
ُ 3-3
َذ ُّم ال ُف ِ
حش وال َبذاء ِة يف ِّ
الشعر:
يد ِ لحة بن ُعب ِ
الله: قال َط ُ ُ َ
ٍ
أحـــد ب ُظ ْل ٍم َعج ْ
خيـــم
ُ فـــإن ال ُّظ ْل َ
ـــم َمر َت ُعـــ ُه َو َّ ـــل علـــى فال ت َ
ُ (((
َ
حـــش لو ُم فـــإن ال ُف
َّ على ٍ
أحد وإن ُم ِّل ْئ َ
ـــت َغي ًظـــا وال ُت ْف ِح ْ
ـــش ْ
((( ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب (ص(( ،)284 :آفات اللسان)) إلبراهيم المشوخي
(ص.)109 -108 :
((( ((الحلم)) البن أبي الدنيا (ص.)73 :
467
ةظاظَفلاو ُةظلِغلاو ُةوسَقلا األخالق المحمودة
والغلظ ُة وال َ
فظاظة ِ ال َ
قسو ُة
ظاظة:
ِ لظة َ
والف مع َنى َ
القسو ِة وال ِغ ِ
ٍ
شيء .و َق َسا قل ُبه َقسو ًة و َقساو ًة و َقسا ًء ،وهي ِغ َل ُظ البة في ِّ
كل الص ُال َقسو ُة ُلغ ًةَّ :
ِ
القلب وشدَّ ُته(((.
ين والر ِ
حمة ُ
والخشو ِع منه(((. هاب ال ِّل ِ َّ
اصطالحاَ :ذ ُ
ً ال َقسو ُة
ِ الر َّق ِة في ُ ِ ِ ِ
يش(((. والمنط ِق َ
والع ِ ِ
والفعل َ لق َّ
والطب ِع الخ ِ الغلظ ُة ُلغ ًة :الغ َل ُظ ضدُّ ِّ
ِ
للخير(((. إشفاقه ،وعدَ ُم انفعالِه
ِ ِ
القلب ،وق َّل ُة اصطالحاَ :قساو ُة ِ
الغلظ ُة
ً
ِ ِ ٍ
جه ٌم ،وال َف ُ
ظاظة ال َفظاظ ُة ُلغ ًةُ :
رج ٌل َف ٌّظ ُذو َفظاظة :أي :فيه غ َل ٌظ في َمنطقه و َت ُّ
وال َف َظ ُظُ :خ ُ
شونة الكال ِم(((.
الخ ِش ُن الكال ِم(((. الخ ِ
لق ،القاسي َ الس ِّي ُئ ُ ِ
الجانبَّ ، ُ
الغليظ اصطالحا :ال َف ُّظ:
ً ال َفظاظ ُة
الصفات(((:
وبعض ِّ
ِ لظة َ
والفظاظة َ
الف ْر ُق بني ال ِغ ِ
((( ((لسان العرب)) البن منظور (.)180/15
((( ((المصدر السابق)).
((( ((المصدر السابق)) (.)449/7
((( ((فتح القدير)) للشوكاني (.)451/1
((( ((العين)) للخليل (.)153/8
((( ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص.)697 :
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص(( ،)429 :طلبة الطلبة)) للنسفي ((( ،)316/3زاد المسير))
البن الجوزي (ص(( ،)340 :تفسير الرازي)) ((( ،)407/9تفسير ابن عبد السالم)) لعز الدين
ابن عبد السالم (ص(( ،)697 :الروح)) البن القيم (.)241/1
468
ةظاظَفلاو ُةظلِغلاو ُةوسَقلا األخالق المذمومة
البة:
والص ِ
القسو ِة َّ •• َ
الف ُ
رق بني َ
وإن لم َي ُك ْن
القلب ْ
ُ يوص ُف بها
العالج؛ ولهذا َ
َ ستعم ُل فيما ال َيق َب ُل
ال َقسو ُةُ :ت َ
ُصل ًبا.
والسَّنة:
ظاظة يف ال ُقرآن ُّ
ِ لظة َ
والف َذ ُّم َ
القسو ِة وال ِغ ِ
-قال تعالى :ﮋ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ
ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﮊ [البقرة.]74 :
ُ
الموعظة(((. عدي :ﮋﮗ ﮘﮊ أي :اشتَدَّ ْت وغ ُل َظ ْتْ ،
فلم تؤ ِّث ْر فيها الس ُّ
-قال َّ
-قال تعالى :ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧﭨ ﭩ ﭪﮊ [آل عمران.]159 :
الله ع َل ِيه وس َّلم ِ
بيده بي ص َّلى ُ ٍ
َ أشار ال َّن ُّ
الله عنه قالَ : ضي ُ -عن أبي مسعود َر َ
وغ َل َظ ُ
الق ِ
لوب في وإن ال َقسو َة ِ
ينَ ،-أل َّ -مر َت ِ ُ نحو ال َي ِ
هاهنا َّ
((اإليمان ُ من ،وقال: َ
((( ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان)) للسعدي (ص.)55 :
469
ةظاظَفلاو ُةظلِغلاو ُةوسَقلا األخالق المحمودة
لظة َ
والفظاظة(((: باح ِم َن القسوة وال ِغ ِ
ما ُي ُ
ِ
الجهاد. 1-في
أهل ِ
الك ِ
تاب. عتدي ِمن ِ
الظال ِم الم ِ
ُ 2-2مجاد َل ُة َّ
ُ
للض ِ
رورة. ِ
لألجانب َّ ِ
المرأة ُ 3-3م َ
خاط ُبة
ِ
الحدود. ِ
إقامة ِ 4-4عندَ
ناد واالستِ ِ
هزاء بالدِّ ِ
ين. الع ِظهور ِ
ِ 5-5عند
دور مخا َل ِ
الشر ِع لدَ ى َمن ال ُيتو َّق ُع منه ذلك.
فة َّ 6-6عند ُب ِ ُ
لظة(((:
لب وال ِغ ِ عالمات َقسو ِة َ
الق ِ ُ
ِ
بالقرآن الكري ِم. 1-عدَ ُم ال َّتأ ُّث ِر
خشية ِ
الله. ِ ين ،وق َّل ُة د ْم ِعها ِمن
الع ِ
مود َ
ُ 2-2ج ُ
ِ
القبور. والض ِح ُك ِعندَ ِ
بالموتَّ ، ِ
االعتبار 3-3عدَ ُم
لظة َ
والفظاظة(((: آثار قسو ِة القلب وال ِغ ِ
القصدِ ،
وكالهما ِ ِ
وسوء واض ِعه ،وذلك ِمن ِ
سوء ال َفه ِم الك ِل ِم عن م ِ
تحريف َ
ُ 1-
َ
ِ
القلب. ِ
قسوة ناشئ عن
ٌ
ِ ِ 2-2نِ ُ
وعم ًل. سيان ما ُذ ِّكر به ،وهو ْتر ُك ما ُأمر به ع ً
لما َ
ِ
والهالك. ِ
المصائب وال ِّن َق ِم ُ
ونزول َ 3-3ز ُ
وال الن َِّع ِم،
قوعا
وو ً ِ وأسرعها َق ً
بول ُّ ِ
القلوب إيما ًنا، ُ
للشبهاتُ ، ُ أضعف القلب القاسي
ُ 4-4
((( ُينظر(( :إحياء علوم الدين)) للغزالي ((( ،)484/4فيض القدير)) للمناوي ( )122/1و(.)482/4
((( ((فيض القدير)) للمناوي (.)122/1
((( انظر ((شفاء العليل)) البن القيم (.)106/1
471
ةظاظَفلاو ُةظلِغلاو ُةوسَقلا األخالق المحمودة
والض ِ
الل. الف ِ
تنة َّ في ِ
((( ُينظر(( :إحياء علوم الدين)) ألبي حامد الغزالي(( ،عمدة القاري)) للعيني ((( ،)274/15فيض
القدير)) للمناوي ((( ،)417/5بريقة محمودية)) ألبي سعيد الخادمى (.)97/4
472
ةظاظَفلاو ُةظلِغلاو ُةوسَقلا األخالق المذمومة
َّ
وجل. عز
الله َّكر ِ اإلكثار ِمن ِذ ِ 3-3
ُ
االستغفار وال َّت ِ
وبة. ِ اإلكثار ِم َن 4-4
ُ
ِ
القبور. الموت ،وزيار ُة ِ َ 5-5ت ُّ
ذك ُر
ِ ِ
الص ِ
الح. ومجا َلس ُتهم ،وقراء ُة س َي ِر َّ
السلف َّ حينُ ، الصالِ َ صاح ُبة َّ ُ 6-6م َ
الض ِ
عفاء. اإلحسان إلى ُّ ُ 7-7
لظة َ
والفظاظة: َق ٌ
صص يف َ
القسوة وال ِغ ِ
صديق له قد مات ٍ بن ُخ َثي ٍم إذا َو َجد في ق ْلبِه َقسو ًة َأ َتى َ
منزل بيع ُ
الر ُ
(-كان َّ
يقولَ :ل ْي َت ِشعري ،ما
ثم ُ ٍ
بن ُفالنَّ ،
بن ُف ٍ
الن ،يا ُف ُ
الن ُ الن ُ في ال َّل ِ
يل ،فنادى :يا ُف ُ
عر ُف ذاك فيه إلى ِم ِثلها)(((.موعه ،ف ُي َ ثم َيبكي ح َّتى َت َ
سيل ُد ُ ِ
فع ْل َت؟ وما ُفعل بك؟ َّ َ
نكد ِر سيدَ القر ِاء ،وكان كثير الب ِ
كاء عند مالك( :كان محمدُ بن الم ِ -وقال ٌ
َ ُ َّ ِّ َّ ُ ُ
نظ ُر إليه ،فأت َِّع ُظ به)(((.وجدْ ُت ِمن ن ْفسي َقسو ًة آتِ ِيه َفأ ُ
وكنت إذا َ
ُ ِ
الحديث،
واحة ِّ
الشعر: ُ
ظاظة يف ِ لظة َ
والف القسوة وال ِغ ُ
َ
ِ
اإلحسان واإلنعا ِم: الش ِ
كر على اعر في عدَ ِم ُّ قال َّ
الش ُ
غليـــظ ال َّطب ِع لـــم َين َف ْعـــ ُه َو ْع ُظ
ُ و َمن لـــم َيشـــك ُِر النَّعمـــا َء َف ُّظ
ُّ ((( ِ
بالعجـــز َحظ ـــت ال َفتىولم ي ُف ِ ُ
فـــظ ـــكر لإلنعـــا ِم ِح الش َّ
ألن ُّ
َ َ
الكبْر ُ
ِ
مع َنى ال ِك ِ
رب:
اسم ِمن َك ُب َر ِ ِ ِ
والذن ُْب ُك ًبرا؛ إذا َع ُظ َم.
األمر َّ
ُ كب ِر ،وقيل :الك ْب ُر ٌ الك ْب ُر ُلغ ًة :م َن ال َّت ُّ
غالب ُته ُمغا َلب ًة وعا َندْ ُته(((. الع َظ ُ ِ
مة ،وكا َب ْر ُته ُمكا َبر ًةْ : والكبرياءَ :
ُ والك ْب ُر
ِ
الفضائل، حسان ما فيه ِم َنُ اإلنسان ن ْفسه ،واستِ
َ
ِ ِ
اصطالحا :است ُ
عظام ً الكِ ُبر
صغارهم ،وال َّتر ُّف ُع على َمن َي ِج ُب ال َّت ُ
واض ُع له(((. اس ،واستِ واالستِ ُ
هانة بال َّن ِ
ُ
اجل َبوت َ
واجل ْب َّية)(((: (الزهو -الكربياء َ -
ومرادفا ِته َّ
رب ُ ال َف ُ
رق بني ال ِك ِ
هو فوق االستِ ِ س َ خاص ًة ر ْف ُع ال َّن ْف ِ الكبر :إظهار ِع َظ ِم َّ ِِ
والز ُ
حقاقَّ ، الشأن ،وهو فينا َّ ُ ُْ
مال أو ٍ
جاه وما َأش َب َه ذلك. شيء إ َّياها؛ ِمن ٍ ٍ ُ
االستعمال :ر ْف ُع على ما يقت ِ
َضيه َ
الك ْب ِر. الك ِبر في ٍ
شيء ،وأما ال َّتكبر فهو إظهار ِ لك ،وليست ِمن ِ
والم ُ ِ ِ
ُ ُّ ُ َّ َ والكبرياء الع ُّز ُ
خامة ل ْفظِها،
روت؛ ويدُ ُّل على هذا َف ُ ِ ِ
والج ْبر َّي ُة َأب َلغُ م َن الك ْب ِر ،وكذلك َ
الج َب ُ َ
ِ ِ
جرى. وفخامة ال َّلفظ تدُ ُّل على فخامة المعنى فيما َيجري هذا َ
الم َ ُ
والسَّنة:
هي عنه يف القرآن ُّ ب َّ
والن ُ ذم ال ِك ْ ِ
ُّ
آلدم :ﮋ ﮦ ﮧ ﮨ ِ إبليس ِ سبب امتنا ِع
السجود َ
عن ُّ َ -قال الل ُه تعالى مب ِّينًا َ
ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔﮊ [البقرة.]34 :
الر ُج َل
إن َّْقال َذ َّر ٍة ِمن ِك ْب ٍر .فقال َر ُج ٌلَّ :الج َّن َة َمن كان في َقلبِه ِمث ُ دخ ُل َ قال(( :ال َي ُ
الج َ إن الل َه ج ٌ ِ ُي ِح ُّب أن َي َ
مال، ميل ُيح ُّب َ َ حسن ًة؟ قالَّ : حسنًا ،و َن ْع ُله َ كون َثو ُبه َ
ِ
اس))(((. الك ْب ُرَ :ب َط ُر َ
الحقِّ َ ،و َغ ْم ُط ال َّن ِ
الله ع َل ِيه
بي ص َّلى ُ عن ال َّن ِّ الله عنهِ ، ضي ُ اعي َر َ الخزَ ِّ ب ُ بن َو ْه ٍ -عن حارث َة ِ
ف؛ لو َأقسم على ِ
الله تضاع ٍ
ِ ٍ
ضعيف ُم بأهل الج َّن ِة؟ ُك ُّل
وس َّل َم قال(( :أال ُأخبِ ُر ُكم ِ
َ َ
اظ ُمستكبِ ٍر))(((. ار؟ ُك ُّل ُع ُت ٍّل جو ٍ ل َب َّر ُهَ .أل ُأخبِ ُر ُكم ِ
بأهل ال َّن ِ ََ
َ َّ
واملتكب َ
ين: ِّ السلف والعلما ِء يف ال ِك ْ ِ
ب أقوال َّ
تواضع ِ
لله ر َف َع ُ الله عنهَّ : الخط ِ
َّ
الله (إن العبدَ إذا َ َ ضي ُاب َر َ بن مر ُ -قال ُع ُ
حقير ،وفي َأع ُي ِن ال َّن ِ ِ ح َكمتَه ،وقال لهِ :
كبير،
اس ٌ ش َن َع َش ُك الله ،فهو في ن ْفسه ٌ انتع ْ َ
الله ،فهو في ن ْف ِسه أك ُ اخس ْأ َخ َس َ ِ
األرض ،وقال لهَ : الله إلى
وعتَا َو َه َص ُه ُ وإذا َت َّ
كب َر َ
نزير)(((.الخ ِ كون ِعندَ هم َأح َقر ِم َن ِ
حقير ،ح َّتى َي َ كبير ،وفي َأع ُي ِن ال َّن ِ
اس
َ ٌ ٌ
البن آ َد َم َيتكبر وقد خر َج ِمن َمجرى الب ِ
ول (عج ًبا ِ بن ٍ
قيسَ : ُ
األحنف ُ -وقال
َ َ َ َّ ُ
مر َت ِ
ين!)(((. َّ
امرئ شيء ِم َن ِ
الك ْب ِر ُّ ٍ علي( :ما َد َخل ق ْل َب سين ِ
الح ِ
قط ٌ بن ٍّ بن ُ محمدُ ُ -وقال َّ
عقله ب َقدْ ِر ما َد َخل ِمن ذلكَ ،ق َّل أو َك ُث َر)(((.
َّإل َن َقص ِمن ِ
أقسام ال ِك ْ ِ
ب:
ٍ
بعض ،وإن كانت ك ُّلها مذموم ًة بعضها أشدُّ ِمن الكبر إلى ِ
ثالثة أقسا ٍمُ ، ُ
نقسم ِ
ِ
َي ُ
جميعا:
ً الله ع َل ِيه وس َّل َم وال َّن ِ
اس الله ورسولِه ص َّلى ُ
ِعندَ ِ
وأضراره:
ِ رب
آثار ال ِك ِ
ِمن ِ
ِ
واالعتبار. رمان ِم َن ال َّن ِ
ظر الح ُِ 1-
ْ ِ
راب ال َّن ْف ُّ
سي. واالضط ُ ُ 2-2
القلق
ِ
قائص. ِ
للعيوب وال َّن ُ
المالزمة 3-3
العذاب في ال َّن ِ
ار. ِ ُ
حقاقرمان ِم َن الج َّن ِة ،واستِ
الح ُِ 4-4
والشعور بالع ِ ِ ِ 5-5ق َّل ُة
زلة. مز ُقُ ُ ُّ ،
رقة وال َّت ُّ األنصار ،بل ُ
والف ُ كسب
اإللهي(((. ون وال َّت ِ
أييد رمان ِم َن الع ِ ِ 6-6
الح ُ
ِّ َ
أسباب ال ِك ْ ِ
ب: ُ
ِ ِ يور ُث ِ
جب؛ فهو ِ
كب َر
الباطن ،والك ْب ُر ُيثم ُر ال َّت ُّ
َ الك َبر المتك ِّب ِر :وهو ُ
الع ُ سبب في ُ
ٌ 1-
ِ
واألحوال. ِ
واألقوال ِ
األعمال اهر في َّ
الظ َ
2-2وسبب في المتكب ِر عليه :وهو ِ
الحقدُ والحسدُ . ُ َّ ٌ
الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك ال ِك ْ ِ
ب:
واآلثار المتر ِّت ِبة على ال َّتكب ِر ،سواء كانت ِ
عواق َب ٌ ُّ ِ ُ ِ
بالعواقب ذكير ال َّن ْف ِ
س َ 1-ت ُ
وسواء كانت ُدنيو َّي ًة أو ُأخرو َّي ًة.
ٌ اإلسالمي،
ِّ ِ
بالعمل ذاتي ًة أو ُم َّت ِصل ًة
َّ
ِ ِ ِ الم َ
الجنائز، وأهل البالء ،و َت ُ
شييع رين
حتض َ شاهد ُة ُوم َ
المرضىُ ، 2-2عياد ُة َ
ِ
القبور. وزيار ُة
عين ِ
أحضان الم ِ ِ ُ ِ
تواض َ ُ واالرتماء في
ُ رين،
المتك ِّب َ
االنسالخ من ُصحبة ُ 3-3
الم ْخبِ َ
تين. ُ
ِ
العاهات منهم. اس و ُف ِ
قرائ ِهم ،و َذوي سة ِض ِ
عاف ال َّن ِ ُ 4-4مجا َل ُ
كب ِر ُذ ٌّل(((.
عز ُز بال َّت ُّ
-ال َّت ُّ
كب َر على ال َّن ِ ِ -وكان ُي ُ
ور َجا
اس َ دام له إخاؤُ ه ،و َمن َت َّ
عرف حقَّ أخيه َ
قالَ :من َ
صديق فقد َغ َّر ن ْف َسه.
ٌ أن َي َ
كون له
َ
الك ِذب
ِ
والكذ ُب: الله تعالى :ﮋﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮊ [الجاثية.]7 : الوج ِه؛ قال ُ
هذا ْ
ش الكذب ِ
فاح َ للخبر ا َّلذي ال مخبِر له على ما هو به ،وسواء كان ِ
ِ موضوع
ٌ اسم
ُ ٌ ُ َ ٌ
بح. فاحش ُ
الق ِ ِ غير ُ
الق ِ
بح أو َ
والسَّنة:
ذم الكذب يف القرآن ُّ
ُّ
الله تعالى :ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ
-قال ُ
ﭺ ﭻ ﭼﮊ [النحل.]105 :
-وقال ُسبحا َنه :ﮋﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮊ [الجاثية.]7 :
باح ِم َن ِ
الكذ ِب: ما ُي ُ
حاالت يباح فيها ِ
الكذ ُب ،وهي لكن هنالك ِ ب عدَ ُم األصل في ِ
الكذ ِ ُ
ٌ ُ ُ الجواز؛ ْ
كاآلتي:
ِ
األعداء، ومقتَضيا ُتها َتستَدعي ال َّتموي َه على الحرب َخدْ ٌ ِ
الحرب؛ َّ
عةُ ، َ ألن (1-في
فسي ِة ما ِ
الحرب ال َّن َّ ِ
أساليب كون موجود ًة ،واستِ َ
عمال وإيها َمهم بأشيا َء قد ال َت ُ
قة.بصورة ذكي ٍة َلبِ ٍ
ٍ ولكن َأ َ
مك َن،
َّ ْ
إن ذلك َيستَدعي أحيا ًنا أن ُي ِ
حاو َل ين؛ حيث َّ تخاصم ِ
َ الم
لح ْبين ُ الص ِ 2-2في ُّ
ٍ ِ الم ِ
أسباب
َ طرف وأقوا َله بما ُيح ِّق ُق ال َّت ُ
قار َب ،و ُي ُ
زيل أعمال ِّ
كل َ تبرير
َ صل ُح ُ
الحسنة في حقِّ صاحبِه ما لم َي ُق ْل ُه، ِ ِ
األقوال كل ِم َن
نس ُب إلى ٍّقاق ،وأحيا ًنا ي ِ الش ِ
ِّ
َ
والخصا ِم.ِ ِ
الخالف لح و َيزيدُ ُش َّق َة بعض ما قاله؛ وهو ما َي ُ و َينفي عنه َ
الص َ
عوق ُّ
الز ُ
وجة الزوجي ِة؛ حيث يحتاج األمر أحيا ًنا إلى أن َت ِ
كذ َب َّ ِ
ُ ُ 3-3في الحياة َّ َّ
اآلخ ِر ما
عن َ كل منهما ِوج على َزوجتِه ،و ُيخفي ٌّالز ُ
وجها ،أو ي ِ
كذ َب َّ َ على َز ِ
قاق ْبين والش َ ِّزاع ِّ يوغر الصدور ،أو يو ِّلدَ ال ُّنفور ،أو يثير ِ
الفت ََن والن َ ِمن شأنِه أن ِ
ُ َ َ َ ُّ َ
الح َّب، ِ
القول ما َيزيدُ ُ ِ
معسول لآلخ ِر ِمن
كل منهما َ جوز أن َي ُز َّف ٌّ
وجين ،كما َي ُ ِ الز
َّ
الر َ قال ِجم ُل الحيا َة بينهما ،وإن كان ما ُي ُ
باط ألن هذا ِّ كذ ًبا؛ َّ س ،و ُي ِّ و َي ُس ُّر ال َّن ْف َ
الخطير ي ِ
الجهدُ الكافي ل َي َظ َّل قو ًّيابذ َل ُ
ستح ُّق أن ُيهت ََّم به غاي َة االهتما ِم ،وأن ُي َ َ َ
جميل م ِ
ثم ًرا)(((. ً ُ
ضاره:
وم ُّ
الكذ ِب َ
آثار ِ
لدمار صاحبِه ُأ َم ًما وأفرا ًدا.
ِ ٌ
وسيلة ِ 1-
الكذ ُب
2-2الكذب سراب يقرب البعيد ويبعد القريب.
والج َ ِ ِ
مال وال َبها َء. المروء َة َ 3-3الكذ ُب ُيذه ُب ُ
هان ٌ
ذليل. ِ 4-4
الكاذ ُب ُم ٌ
ِ مصيرها ِم َن الدَّ ِ ِ ُ
والهالك. مار َ 5-5األ َم ُم ا َّلتي َك َّذ َبت ُّ
الر ُس َل ال َق ْت
ين والدُّ نيا. يور ُث َفسا َد الدِّ ِِ 6-6
س ودناءتِها.
دليل على ِخ َّس ِة ال َّن ْف ِ
ٌ 7-7
قار ال َّن ِ
اس له ،و ُب ْعدُ هم عنه(((. ِ
8-8احت ُ
الكذب(((:
من ص َو ِر ِ
عظم أنوا ِع ِ َ ِ ِ ِ
الكذ ِ
ب. 1-الكذ ُب على الله تعالى ورسوله ،وهذا أ َ ُ
اس.الكذ ُب على ال َّن ِ ِ 2-2
اس. ِ
الحديث ْبين ال َّن ِ الكذ ُب في ِ 3-3
الش ِ
عوب. الح َّكا ِم على ُّ ِ
4-4كذ ُب ُ
ِ
إلضحاك ال َّن ِ
اس. الكذ ُب ِ 5-5
ِ
األوالد. الكذ ُب على ِ 6-6
الز ِ
ور. َ 7-7شهاد ُة ُّ
بيان ِسلعتِه.
اجر في ِ ِ 8-8
كذ ُب ال َّت ِ
الوقوع يف الكذب:
ِ أسباب
الب ال َّنفعِ ،واستِ ُ
دفاع ُّ
الض ِّر. ِ
-اجت ُ
ستظر ًفا ،فال َي ِجدُ ِصد ًقا َي ُ
عذ ُب َ وكالمه ُم
ُ ستعذ ًبا، يؤثِ َر أن َي َ
كون حدي ُثه ُم َ -أن ْ
عوز ًة ،وال َظ ُ
رائفه ليست غرائ ُبه ُم ِ
ْ وال حدي ًثا يستظر ُف ،فيستحلي ِ
الكذ َب ا َّلذي َ َ ُ
ُم ِ
عجز ًة.
الكسل
َ
الكسل:
ِ مع َنى
الكس ُل ُلغ ًة :ال َّتثا ُق ُل َّ
عما ال َين َبغي أن ُيتثا َق َل عنه(((. َ
ِ الق ِ الكس ُل
انبعاث درة ،أو هو عدَ ُم اصطالحا :ال َّتثا ُق ُل وال َّتراخي َّ
عما َين َبغي مع ُ ً َ
ِ
الخير(((. ِ
لفعل ال َّن ْف ِ
س
والكس ِل:
َ الفرق بني ْ
العج ِز
الق ِ ِ ِ ترك َّ ِ
درة(((. عم ِلهَ ،
والع ْجزُ :عدَ ُم ُ الشيء مع القدرة على األخذ في َ الكس ُلُ :
َ
والسَّنة: ذم ال َك ِ
سل يف القرآن ُّ ُّ
َّ
وجل :ﮋ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ عز
الله َّ
-قال ُ
ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋﮊ [النساء.]142 :
((( ((العين)) للخليل ((( ،)310/5تهذيب ال ُّلغة)) لألزهري ((( ،)37/10لسان العرب)) البن
منظور (.)587/11
((( ((زاد المسير في علم التفسير)) البن الجوزي ((( ،)489/1فيض القدير)) للمناوي (.)154/2
((( ((فتح الباري)) البن حجر (.)36/6
((( ((تفسير السعدي)) (.)337/1
484
لَسكلا األخالق المذمومة
الكسل(((:
أقسام َ
ره لها ،وعدَ ِم ٍ اعات ،مع ُك ٍ
الط ِ عام في جمي ِع َّ
رغبة فيها ،وهذه تور ٌّ كس ٌل و ُف ٌَ 1-
كس ًل و ُف ً
تورا و ُن ً
فورا. قين؛ فإ َّنهم ِمن أشدِّ ال َّن ِ
اس َ المنافِ َ ُ
حال ُ
ون ُك ٍ صاحبه عدَ م ٍ اعات ،ي ِ
الط ِ ِ
بعض َّ
ره لها ،أو رغبة فيهاُ ،د َ ُ ُ ُ كس ٌل و ُف ٌ
تور في َ 2-2
ِ ِ حال ٍ ِ جودها ،وهذه ُ غبة مع و ِ عف في الر ِ َض ٍ
وأصحاب لمين
المس َ كثير من ُف َّساق ْ ُ َّ
ِ
هوات. َّ
الش
ِ ِ ِ
حب َة الرغب َة في العبادةَ ،
والم َّ بي؛ فتَجدُ عندَ ه َّني ال ق ْل ٌّ
عام سب ُبه بدَ ٌّ كس ٌل و ُف ٌ
تور ٌّ َ 3-3
حال ٍ كس ِله و ُف ِ
توره ،وهذه ُ ِ
كثير للقيا ِم بها ،وقد َيحزَ ُن إذا فا َت ْت ُه ،ولك َّنه ُمستم ٌّر في َ
رون ِمن ناس صالِ َ ِ ِ
وآخ ُ
حونَ ، لمين ا َّلذين ُيصا ُبون بهذا الدَّ اء ،ومنهم ُأ ٌ المس َم َن ْ
سق. هوة ِ
والف ِ الش ِ ِ
أصحاب َّ
وآخر ،ولك َّنه ال ي ِ اإلنسان ْبين ٍ
ستم ُّر َ حين َ َ ُ شع ُر به ٌ
عارض َي ُ كس ٌل و ُف ٌ
تور َ 4-4
ٍ ٍ
معصية ،وال ُي ِ طول مدَّ ُته ،وال ِ
طاعة .وهذا ال َيس َل ُم خر ُج عن يوق ُع في معه ،وال َت ُ ُ
ب ِ
أو عارض؛ كت ََع ٍ
ٌ تون فيه ً
أيضا ،وسب ُبه -غال ًبا -أ ْم ٌر تفاو َ
اس َي َ منه أحدٌ َّ ،إل َّ
أن ال َّن َ
ِ
ونحوها. مر ٍ
ض ٍ
انشغال أو َ
ضار الكسل:
َم ُّ
قل أثناء ٍِ ِ ِ ِ
بادات َّ عن ِكاس ُل ِ
أدائها. والطاعات ،مع َضعف وث ٍ َ الع 1-ال َّت ُ
ورانت ِ
والمواعظ، ِ
بالقرآن وخشونتِه ،فلم َي ُعدْ َيتأ َّث ُر ِ
القلب ُ ِ
بقسوة عور ُّ 2-2
ْ الش ُ
نوب والمعاصي. عليه ُّ
الذ ُ
ِ قاة على عاتِ ِقه ،وال َّت ُ
استشعار المسؤولي ِة الم ْل ِ
ِ
باألمانة ساه ُل وال َّت ُ
هاو ُن َّ ُ 3-3عدَ ُم
((( هذه األقسام من كتاب ((الفتور)) للدكتور ناصر العمر (ص )26 -23 :باختصار.
486
لَسكلا األخالق المذمومة
حم َله ُ
الله إ َّياها. ا َّلتي َّ
َ
األجيال. األم َة ،و َين َف ُع
عم ٍل ُيفيدُ َّ 4-4كثر ُة الكال ِم ُد َ
ون َ
الوسائل املُ ِع ُ
ينة على ترك الكسل:
الله ع َل ِيه وس َّل َم:
بي ص َّلى ُ الله باالستِ ِ
عاذة ،كما ورد ِ
عن ال َّن ِّ
1-ال ُّلجوء إلى ِ
ُ
الع ِ ِ هم إ ِّني َأ ُ
والكس ِل))(((.
َ جز عوذ بك م َن َ ((ال َّل َّ
ِ ٍ طي ِة؛ َّ
نهج حياة؛ لذا ُوص َف ْت بها َّ
األم ُة. سطي َة َم ُ
الو َّ
فإن َ الو َس َّ 2-2ا ِّت ُ
باع َ
والمسا َب ُ
قة إليها. ِ سار ُ
عة إلى الخيراتُ ، الم َ
ُ 3-3
والس ِ ِ ِ ُ 4-4مجا َل ُ
عي. أرباب الجدِّ َّ سة
الص ِ
الح ِ
والعمل َّ العل ِم ال َّنافِ ِع
عرفون قيم َة ِ
ين ا َّلذين َي ِ ِ
المجتهد َ
ِ
ظر في س َي ِر ُ
5-5ال َّن ُ
ِ
والوقت(((.
الله عنه.
ضي ُ ((( أخرجه البخاري ( ،)2823ومسلم ( )2706من حديث أنس بن مالك َر َ
((( ((موارد الظمآن لدروس الزمان)) لعبد العزيز السلمان (.)34/3
المؤ ِمنين)) لجمال الدين القاسمي (.)185/1
((( ((موعظة ْ
((( ((روح البيان)) إلسماعيل حقي الخلوتي (.)449/3
488
ؤُّللا األخالق المذمومة
اللُّؤم
والسَّنة:
هي عنه يف القرآن ُّ ذم اللؤم َّ
والن ُ ُّ
الله تعالى :ﮋ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﮊ [القلم.]13 :
-قال ُ
ٍ
الفاحش ال َّل ُ
ئيم ،قاله ُ َّامن :هو
الوج ُه الث ُ
أوجهْ ... ُ
تسعة ُ دي( :وفيه
الماو ْر ُّ
َ قال
عم ٌر)(((.
َم َ
الله ع َل ِيه وآلِه وس َّل َم قال:
بي ص َّلى ُ الله عنهَّ ،
أن ال َّن َّ ضي ُ -عن أبي ُه َرير َة َر َ
ِ ِْ ِ
كريم ،والفاج ُر َخ ٌّب َل ٌ
ئيم))(((. ((المؤم ُن غ ٌّر ٌ
غول في والو َ
الخ َّب والدَّ ها َء ُ الفاجر َمن كانت عاد ُته َ َ ابيَّ ...( :
إن الخ َّط ُّ
قال َ
الش ِّر ،وليس ذلك منه ع ْق ًل ،لك َّنه َخ ٌّب و ُل ْؤ ٌم)(((. ِ
معرفة َّ
الله ع َل ِيه رسول ِ
الله ص َّلى ُ َ عت سم ُالله عنه قالِ : ضي ُ كعب َر َ ٍ -عن ُأ َب ِّي ِ
بن
الع َجب... الله ع َلينا وعلى موسى ،لوال أ َّنه َع ِج َل َ رحمة ُِ وس َّل َم ُ
لرأى َ ْ يقول...(( :
قرية لِئا ًما))(((.
أهل ٍ فانط َل َقا ح َّتى إذا َأ َت َيا َ
َ
بدليل َقولِه تعالى :ﮋ ﭳ ِ الضياف َة؛ (والمراد به هنا :أ َّنهما َس َأل ِّ
ُ بي: الق ُ
رط ُّ قال ُ
ِ
أهل القرية أن ُي َذ ُّموا و ُي َ
نسبوا إلى ال ُّلؤ ِم ﭴ ﭵﮊ [الكهف]77 :؛ فاستَحقَّ ُ
الله ع َل ِيه وس َّل َم)(((.
نبينا ص َّلى ُ وص َفهم بذلك ُّ كما َ
ؤم: السلف والعلما ِء يف ِّ ُّ
ذم الل ِ أقوال َّ
دخ َل
كريما و َت ُ
كون ًابن آ َد َم ،أ َم َرك ر ُّبك أن َت َ بن َأس َل َم ُ
يقول( :يا َ -كان زيدُ ُ
دخ َل ال َّن َ
ار)(((. لئيما و َت ُ
كون ًالج َّن َة ،ونهاك أن َت َ
ِ ِ
تباعدُ
ممن َي َ
تقر َب َّ (ط ِبع ُ
ابن آ َد َم على ال ُّلؤ ِم ،فمن َشأنه أن َي َّ افعيُ : -وقال َّ
الش ُّ
تقر ُب منه)(((. تباعدَ َّ
ممن َي َّ منه ،و َي َ
ف َّعر ِ
ابن ال َق ِّي ِمَ ( :من لم َي ِ
تعر ْفها ،فهذا هو ال َّل ُ
ئيم الطريقَ إلى ر ِّبه ولم َي َّ -وقال ُ
ا َّلذي قال ُ
الله تعالى فيه :ﮋ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮊ [الحج.((()]18 :
ضاره(((:
وم ُّ
ؤم َ ُّ
آثار الل ِ
ود ًةَ ، ِ َّ 1-
سرع ُهم َعداو ًة.
وأ ُ اس َأبطؤُ ُهم َم َّ
ئام ال َّن ِ
أن ل َ
ئيم ال َيقضي الحاج َة ديان ًة وال ُمروء ًة ،وإ َّنما َيقضيها إذا َقضاها ط َل ًبا2-2ال َّل ُ
كر والمحم ِ
دة في ال َّن ِ
اس. للذ ِ َ َ ِّ
صبرا في
اس ً وش َهواتِهمُّ ،
وأقل ال َّن ِ ِ
أهوائهم َ ِ
طاعة ئام َأص َب ُر ال َّن ِ
اس في 3-3ال ِّل ُ
ِ
طاعة ر ِّبهم.
عن الحس ِ
واإلعراض ِ
ُ باع اله َف ِ
نات. َ وات، 4-4ا ِّت ُ َ
حش والسب وب ِ
ذاءة ال ِّل ِ
سان. الف ِ َّ ِّ َ 5-5ال ُّل ُ
ؤم يؤ ِّدي إلى ُ
قيق الم ِ
روءة. 6-6ال َّل ُ
ئيم َر ُ ُ
ِ
اإلنسان إلى َأخ َبث َ
المطامعِ. َ سوق 7-7ال ُّل ُ
ؤم َي ُ
ؤم(((: ُّ
ِمن ُص َور الل ِ
ُ 1-ظ ْلم ال َق ِ
رابة. ُ
2-2السب وبذاء ُة ال ِّل ِ
سان. َّ ُّ َ
3-3ال ُب ُ
خل.
الس ِّر.
إفشاء ِّ
ُ 4-4
بالص ِ
دق. 5-5ال َّن ُ
ميمة ولو ِّ
((( ((روضة العقالء)) البن حبان (ص(( ،)73 ،58 :عدة الصابرين)) البن القيم (ص،)53-52 :
((صيد األفكار)) للقاضي حسين المهدي (.)604/1
((( ((صيد األفكار)) للقاضي حسين المهدي (.)609/1
((( ((روضة العقالء)) البن حبان (ص.)249 :
((( ((المستقصى)) للزمخشري (.)298/1
492
ؤُّللا األخالق المذمومة
َ
والكي ُد مكر ُ
ال َ
ِ ِ
َ
سبيل مكور به حيث ال َيع َل ُمَّ ،
فلما كان هذا بالم
المكرو َه َ أن الماك َر ُي ِنز ُل َ
وذلك َّ
كرا. ِ
العذاب َس َّما ُه َم ً وعدَ هم به ِم َن
ما َت َّ
كون ابتِدا ًء ِمن ِ
غير كر :قد َي ُ
والم ُ
الوفاء بهَ .
ُ
ِ
العهد ا َّلذي َي ِج ُب در َن ُ
قض َ
والغ ُ
َع ٍ
قد.
ذم املَ ِ
كر وال َكيد: لف وال ُعلما ِء يف ِّ
الس ِ ُ
أقوال َّ
ٍ ُ ِ بن ٍ
(ثالث خصال َمن ُك َّن فيه ُك َّن عليه :ال َب ُ
غي، ظي: كعب ُ
الق َر ُّ محمدُ ُ
-قال َّ
كر .وقرأ( :ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﮊ [فاطر ،]43 :ﮋ ﮠ وال َّن ْك ُثَ ،
والم ُ
وسائل َّ
النجا ِة من كيد الكائدين:
الص ُبر وال َّتقوى.
َّ 1-
دين. ِ الله بها عن َأع ُي ِن 2-2إخفاء الن ِ
ِّعمة ا َّلتي َ
رز َقك ُ
الحاس َ ُ
ٍ
وإخالص. دق وجل ِ
بص ٍ َّ عز 3-3دعاء ِ
الله َّ ُ
َّ
وجل. عز وك ُل على ِ
الله َّ 4-4ال َّت ُّ
اللي:
اله ُّين ِ قي الدِّ ِ
-قال َت ُّ
ِ
الغدر َيســـ ُق ُط في البِ ِئر وحافر ِ
بئر ُ بأه ِل ِه
كـــر َّإل ْ
ُ الم
يـــق َوليس َي ِح ُ
الح ِ ِ حافر َلحـــدً ا لِ َيدفِـــ َن َغ َير ُهوكـــم ٍ
فر على ن ْفســـه قد ُج َّر في ذلك َ
ِ ((( بذاك السه ِم في ُث ِ
غرة النَّحر صيب َ َّ ُأ َ ـــهما ل َيصطـــا َد َغ َير ُه
ً ٍ
رائش َس وكم
عهد
نقْض ال َ
األمانةِ ،
ُ ِ الغدرِ ، ِ ِ قض َ ِ َث َّم َي ُ
وضدُّ الخيانة: وضدُّ أع َّم م َن الخيانة ،و ُيراد ُفه َ ُ كون ال َّن ُ
اإلبرام(((.
ُ ال َّن ِ
قض:
والسَّنة:
نقض العهد يف القرآن ُّ
هي عن ِ َّ
الن ُ
-قو ُله تعالى :ﮋ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮊ [البقرة.]27 :
قال السعدي( :وهذا يعم العهدَ ا َّلذي بينهم وبينه ،وا َّلذي بينهم وبين ِع ِ
باده ْ ْ ْ ْ َ ُ ُّ َّ ُّ
ِ
واإللزامات)(((. بالمواثيق الث ِ
َّقيلة ِ ا َّلذي َّأكدَ ه عليهم
َ
رسول بخ ٍ
مس ،قيل :يا مس َ الله ع َل ِيه وس َّل َمَ :
((خ ٌ
رسول ِ
الله ص َّلى ُ ُ -قال
الله ع َل ِيهم َعدُ َّو ُهم،
العهدَ َّإل َس َّل َط ُ بخ ٍ ِ
ض َق ٌ
وم َ مس؟ قال :ما َن َق َ مس َالله ،وما َخ ٌ
فيهم ال َفقر ،وما َظهر ِ بغير ما َأنزَ َل ُ
وما َح َكموا ِ
الفاحشة فيهم َّإل
ُ ت ََ ُ الله َّإل َف َشا ِ ُ
نين ،وال َمنَعوا يل َّإل منِعوا ال َّن َ ُ ِ وت ،وال َط َّف ُفوا َ
الك َ َف َشا ِ
بالس َ بات وأخذوا ِّ ُ الم ُ
فيه ُم َ
طر))(((.
الم ُ
عنه ُم َ
س ُ الزكا َة َّإل ُحبِ َ
َّ
ذم ْ
نقض ال َعهد: ُ
أقوال العلما ِء يف ِّ
بي ص َّلى ِ ض ُق َر ٍعاقبة ن ْق ِ حج ٍر( :كان
يش العهدَ مع ُخزاع َة ُحلفاء ال َّن ِّ ُ ابن َ -قال ُ
ِ
طلب واض ُط ُّروا إلى مك َةْ ، لمون ح َّتى َفتَحوا َّ
الم ْس َ أن َغ ُ
زاهم ُ الله ع َل ِيه وس َّل َم ْ
ُ
هن ،إلى أن َد َخلوا في اإلسال ِم، الو ِ ِ الع َّز ِة
األمان ،وصاروا بعد ِ ِ
والقوة في غاية َ َّ ُ
َ
وأك َث ُرهم لذلك ِ
كار ٌه)(((.
نقض العهد:
آثار ِ
ض عهدَ ِ
الله. ُ 1-ك ْف ُر َمن ن َق َ ْ
بعه ِده ،و َن َقض ِميثا َقه.
عاقبة َمن َن َك َث ْ
ُ الخ ُ
سران ُ 2-2
بع عليها.
والط ُ ِ
القلوب َّ 3-3ال َّل ُ
عن وقسو ُة
ِ
والبغضاء. ِ
بالعداوة اإلغراء 4-4
ُ
الجناية على ال َّن ْف ِ
س. ُ 5-5
جتمعِ. ِ ِ ِ الس ِّي ِئة ِ تأم ُل
والم َ
لنقض العهد على الفرد ُ اآلثار َّ ُّ 2-2
ِ ِ ِ
بالعهد. بالوفاء جتم ِع َ 3-3تح ِّلي أفراد ُ
الم َ
ِ
والميثاق. ِ
العهد ِ
نقض حذ َر ْت ِمن
رآني ِة ا َّلتي َّ ِ
اآليات ُ تأم ُل
الق َّ ُّ 4-4
الطم ِع وال َّل ِ
هث ورا َء الدُّ نيا. ْ 5-5تر ُك َّ َ
ِ
بالعهد. ِ
بالوفاء س وتربي ُتها على ال َّتح ِّلي
جاهد ُة ال َّن ْف ِ
ُ 6-6م َ
ِح َك ٌم ِ
وشع ٌر يف نقض العهد(((:
خير ِعندَ ه.
عهدَ ه ،و َمنَع ِر ْفدَ ه ،فال َ
ض ْ -قالواَ :من ن َق َ
ٌ
خذول. مقوت َم
ٌ ِ
للعهد َم غلول ،وال َّن ِ
اك ُث ِ
بالغدر َم ٌ -وقالوا :الغالِ ُب
النَّميمة
ميمة:
الن ِمع َنى َّ
اتُ ،ي ُ ب .و ُي ُ
قال لل َّن َّما ِم :ال َق َّت ُ ِ
بالكذ ِ زيين َ ال َّنميم ُة ُلغ ًة:
قال: الكال ِم اإلغراء ،و َت ُ ُ
ميمة ،و َن َّم ٌام ُمبا َل ٌ
غة(((. مشى بال َّن ِ َق َّت؛ إذا َ
جهة اإل ْف ِ
ساد الحديث ور ْفعه ِمن َقو ٍم إلى قو ٍم على ِ ِ اصطالحاَ :ن ْق ُل ال َّنميم ُة
َ ُ ً
كر ُه َكشْ ُفه(((. الس ِتر َّ
عما ُي َ وه ْت ُك ِّ
الس ِّرَ ،
إفشاء ِّ
ُ َّ
والش ِّر .وقيل:
ات َّ
والن َّم ِام: الق َّت ِ
بي َالفرق ْ
ٍ
جماعة َيتحدَّ ثون كون مع ٍ
واحد .وقيل :ال َّن َّم ُام ا َّلذي َي ُ ال َق َّت ُ
ات وال َّن َّم ُام بمعنًى
ثم َينِ ُّم(((. وهم ال َيع َل َ
مون َّ تسم ُع عليهم ُ حدي ًثا ف َينِ ُّم عليهم .وال َق َّت ُ
ات :ا َّلذي َي َّ
والسَّنة:
هي عنها يف القرآن ُّ ذم النميمة َّ
والن ُ ُّ
-قال تعالى :ﮋﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ
ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﮊ [القلم.]13 - 10 :
الله ع َل ِيه بي -ص َّلى ُ الله عنهما قالَ (( :م َّر ال َّن ُّ ضي ُ اس َر َ عب ٍ بن َّ
عبد ِ
الله ِ -وعن ِ
أحدُ ُهما :فكان ال بان في َك ٍ عذ ِ بان ،وما ُي َّعذ ِين ،فقال :إ َّن ُهما َل ُي َّوس َّل َم -ب َق َبر ِ
بير؛ َّأما َ
فش َّقها يمةَ .فأخَذَ جَريدةً رَطْب ًةَ ، َمشي بالن َِّم ِ َول ،وأما اآلخَرُ :فكان ي ِ يَستَتِرُ ِمنَ الب ِ
َّ
الله ،لِ َم َف َع ْل َت هذا؟ قالَ :ل َع َّل ُه رسول ِ
َ واحد ًة ،فقا ُلوا :يا فغر َز في ُك ِّل َق ٍبر ِ
ينَ َ ، نِص َف ِ
لم َي ْي َب َسا))(((. ُي َخ َّف ُف ُ
عنهما ما ْ
ذم َّ
النميمة: السلف والعلما ِء يف ِّ
أقوال َّ
نينَ ، الله عنه( :يا أمير ْ ِ الخط َِّ مر ِ
احذ ْر المؤم َ َ ضي ُ اب َر َ بن رج ٌل ُلع َ -قال ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
بالحديث اإلمام
َ قات َل الثَّالثة ،قالَ :و ْي َلكَ ،من قات ُل الثَّالثة؟! قالَّ :
الر ُج ُل يأتي
كون قد قت ََل ن ْف َسه،
اب؛ ل َي َالكذ ِ ِ
بحديث هذا َّ الر ُج َل ب ،ف َيق ُت ُل ِ
الكذ ِ
اإلمام ذلك َّ
ُ
وصاح َبه ،وإما َمه)(((.
الحس ُنَ ( :من َن َّم إليكَ ،ن َّم عليك)(((.
َ -وقال
ِ ِ الش ِ ِ
سوسة،بالو عم َل َّ
الشيطان َ يطان؛ َّ
فإن َ (عم ُل ال َّن َّما ِم َأ َض ُّر من َ
عم ِل َّ -و ُي ُ
قالَ :
هة)(((. وعم َل ال َّنما ِم بالمواج ِ
َ َّ َ
وطبيعة ٍ
لئيمة، ٍ ٍ
سقيمة، الذ ِ
ميمة ،تدُ ُّل على ن ْف ٍ
س صال َّ ميمة ِم َن ِ
الخ ِ -وقيل( :ال َّن ُ
ِ
األسرار)(((. وك ِ
شف ِ
األستارَ ، شغوفة به ِ
تك ٍ َم
َ
أقسام َّ
النميمة:
حرمة: -1ال َّنميم ُة ُ
الم َّ
كر رين ،وذلك ِ
بذ ِ َ كون الكالم فيها سلبيا ي ِ
لح ُق َّ وهي ا َّلتي َي ُ
باآلخ َ رر
الض َ ًّ ُ ُ
ِ
ساويهم. ِ
فضائح ِهم و َم وس ْر ِد ِ ِ
الخاصةَ ،
َّ هم
أسرار ُ
-2ال َّنميم ُة الواجبة:
ِ
اإلصالح ميمة( :فأما إذا كانت على ِ
وجه عن ال َّن ِ ابن ٍ
كثير وهو َيتحدَّ ُث ِ
َّ قال ُ
اب َمن بالكذ ِ
َّ ِ
الحديث(( :ليس لمين ،كما جاء في المس ِ بين ال َّن ِ ِ ِ ِ ِ
اس وائْتالف كلمة ْ ْ
ِ
الكفرة ،فهذا أ ْم ٌر خذيل وال َّت ِ
فريق ْبين ُجمو ِع ِ كون على ِ
وجه ال َّت َينِ ُّم َخ ًيرا))((( ،أو َي ُ
رب َخدْ ٌ
عة))((()(((. ((الح ُ
َ مطلوب ،كما جاء في الحديث:
ٌ
أسباب الوقوع يف َّ
النميمة:
والوقيعة ْبين ال َّن ِ
اس ،ف ُيحاكيها و َيتأ َّث ُر ُ ميمة الفرد في ٍ
بيئة َد ْأ ُبها ال َّن ُ ُ 1-أن َي َ
نشأ
بها.
ضارها:
وم ُّ
ميمة َ
الن ِآثا ُر َّ
وصل إلى ال َّن ِ
ار. طريق ُم ٌٌ 1-
المتآلِ َ ِ
فين. نار العداوة ْبين ُ ُ 2-2ت ْذكي َ
ِ وتؤلِم ،و َت ِ
فور.
صام وال ُّن َ
جل ُب الخ َ ضرُ ْ ، تؤذي و َت ُّ
ْ 3-3
506
ميمَّنلا األخالق المذمومة
الص ِ
الح. ِ اإليمان ِ
بالعل ِم ال َّنافعِ، ِ ُ 7-7
والعمل َّ تقوية
رين.
اآلخ َ السما ِع لكال ِم ال َّن َّما ِم ا َّلذي َينِ ُّم به ِ
عن َ 8-8عدَ ُم َّ
اإلسالمي ِة.
َّ ِ
اآلداب وال َّتعالي ِم إسالمي ًة سليم ًة ،قائم ًة على
َّ
ِ
الفرد تربي ًة ُ 9-9
تربية
ِ ِ
وقعت عليه ال َّن ُ
ميمة. ْ حاسن ا َّلذي إحراج ال َّن َّما ِم بأن ُيط َل َب منه ذ ُ
كر َم ُ 1010
ِح َك ٌم وأمثال ِ
وشع ٌر يف َّ
النميمة(((:
ميمة ُأر َث ُة الع ِ
داوة). َ -في المثل( :ال َّن ُ ْ
سيف ٌ
قاتل). ميمة ٌ نثور ِ
الح َك ِم( :ال َّن ُ -وقيل في َم ِ
ٍ
واش). شر ِمن ٍ ِ
األدباء( :لم َي ِ -وقال ُ
ماشٌّ ، مش بعض
يكون صدَ َق؛
َ َين َقبيحت ِ
َينَّ :إما أن (الساعي ْبين َمنزلت ِ ِ -وقال ُ
بعض الحكماءَّ :
المروء َة).
ف ُ كون قد َك َذب؛ فخا َل َوإما أن َي َفقد خان األمان َةَّ ،
الش ِ
عراء: قال أحدُ ُّ
أج ِ
ـــر كل ْ َّـــم ُيحبِ ُ
ـــط َّ َّ
فـــإن الن َّ َّميمـــة واجتَنِ ْبهـــا
ِ ِ
عـــن الن َنـــح
ت َّ
للخالئـــق َّ ِ
ِ وي ِ شـــر ِ
َّميمـــة َّ
كل ثيـــر َأخـــو الن
ـــر
كل س ِّ ـــف
كش ُ َ ٍّ ُي ُ
((( ِ
أفعـــال ُح ِّر وليـــس الن َُّّم ِمـــن ِ و َيقت ُ
ُـــل ن ْف َســـ ُه وســـوا ُه ُظ ً
لمـــا
((( ((مقاييس اللغة)) البن فارس ((( ،)93/1أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص.)268 :
((( ((موارد الظمآن)) لعبد العزيز السلمان (.)10/5
508
نْهولا
َ األخالق المذمومة
ال َوهْن
((( ((تهذيب ال ُّلغة)) لألزهري ((( ،)377/2الصحاح)) للجوهري ((( ،)297/2مقاييس اللغة))
البن فارس ((( ،)149/6لسان العرب)) البن منظور (.)453/13
((( ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (.)1617/1
((( ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص.)331 :
509
نْهولا
َ األخالق المذمومة
الس ِ
يل، ومن ِق َّل ٍة نحن يوم ِئ ٍذ؟ قال :بل أنتم يوم ِئ ٍذ كثير ،ولكن ُكم ُغثاء ُ ِ ِ
كغثاء َّ ٌ َّ ٌ ُ َ َ ُ َ َ
نكم ،و َلي ِ
المهاب َة ِم ُ الله ِمن ُص ِ
و َل َي ِنز َع َّن ُ
الو ْه َن. الله في ُقلوبِ ُ
كم َ قذ َف َّن ُ َ دور عدُ ِّو ُك ُم َ
راهية الم ِ هن؟ قالُ :ح ُّب الدُّ نياَ ، َ ِ فقال ٌ
وت))(((. وك ُ َ الو ُ
رسول الله ،وما َ قائل :يا
هن:
أسباب ال َو ِ
بالذ ِّل.
والرضا ُّ ِ ِ ِ ِ َ 1-ض ُ
الهوانِّ ،
سبب الستمراء َ
عف اإليمان؛ فهو ٌ
وشهواتِها.
لذاتِها َ
واالنغماس في َم َّ
ُ
ِ
ُ 2-2ح ُّب الدُّ نيا ،وال َّتع ُّلقُ بها ،والح ُ
رص عليها،
فين.
رج َللم ِ لين ،واالستِ ُ
ماع ُ خذ َالم ِّ
صاح ُبة ُ
ُ 7-7م َ
هن:
أضرا ُر ال َو ِ
غض رسولِه غض ِ
الله ُسبحا َنه وتعالى ،و ُب ِ ض ل ُب ِ
عر ِ ِ
أسباب ال َّت ُّ سبب ِمن ٌ 1-
الله ع َل ِيه وس َّل َم.
ص َّلى ُ
هب َخيراتِها،
األم ِة ،و َتكا ُلبِه عليها ،وإذاللِها ،و َن ِ ِ
سبب لتَس ُّلط العدُ ِّو على َّ
ٌ 2-2
لمقدَّ ساتِها.
ض ُعر ِ
وال َّت ُّ
ِ ِ سه ُل َه َ هن َيق ُت ُل َ
صاب
األعراض ،واغت َ تك هو ُن أ ْم َرها ،و ُي ِّ
الغير َة ،و ُي ِّ الو ُ
َ 3-3
ِ
واألموال. الح َر ِم ِ
الحقوق ،وال َّتعدِّ ي على ُ
أبنائها ،واختِ ِ
الف يحها ،و َتفر ِق ِ
هاب ِر ِ
شرذ ِمها ،و َذ ِ سبب في ضيا ِع األ َّم ِة ،و َت ُ
ُّ ٌ 4-4
قادتِها.
وإهالك الح ِ
رث وال َّن ِ
سل؛ ِ ِ
عمورة،الم ِ ِ ِ
َ وخراب َ األرض، لدمار سبب
هن ٌ الو ُ
َ 5-5
وطغيانِهم.
رين ُ
المتج ِّب َ
ِ ِ
بسبب َتس ُّلط ُ وذلك
هن:
عالج ال َو ِ
قلب ْ ِ
فاإليمان َجذو ٌة َت َّت ِقدُ في ِ ِ
المؤم ِن؛ فت ُ
َطر ُد منه ُ اإليمان وزياد ُته؛ ُ 1-
تقوية
زمه وعزيمتِه. وتشدُّ ِمن َع ِ
هنُ ،الو َ
َ
ِ
المسافر؛ فذلك الزهدُ في الدُّ نيا ،وعدَ م ال َّتع ُّل ِق بها ،وال َّتزو ُد منها ِ
بزاد ُّ 2-2
ُّ ُ
ِ
هن.
الو َ القلب ،و ُيبعدَ عنه ََ قو َي
حري أن ُي ِّ
ٌّ
ين ،و َذبا عن ِح ِ ُ ِ
ياضه، دفاعا عن الدِّ ِ ًّ
واإلقبال عليه إذا كان ً بالموت، رحيب
ُ 3-3ال َّت
وحماي ًة ل َبيضتِه.
َصر ِ
الله واليقين بن ِ ِ
االبتالء، والص ُبر على ِ ِ
استعجال ال َّن ِ 4-4عدَ ُم
ُ مكينَّ ، صر وال َّت
ِ نده ،وتمكينِه وإعزازه لج ِ
ألوليائه. ِ ُ
أن ما أصاب ُ
ومعرفة َّ ِ
األعداء، ِ
بأحوال ِ
واالبتالء ِ
اإلصابة الحال ِعندَ
ِ ُ 5-5م ُ
قارنة
ساويهم مع نين ِعندَ َت ِ
المؤ ِم َ
أن ْ لمين ِم َن األل ِم قد أصاب األعدا َء ِمث ُلهَّ ،إل َّ
المس َ
ْ
الظ َف ِر ِ
وانتظار َّ بل م ِ ِ عون ِ ِ ِ
سلكهم، بقوة إيمانهم ،و ُن ِ َ أعدائهم في درجة األل ِمَ ،يتم َّت َ َّ
أو الج َّن ِة؛ قال تعالى :ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ [النساء.]104 : ِ
511
نْهولا
َ األخالق المذمومة
اليأس والقُنوط
مع َنى ِ
اليأس وال ُقنوط:
ِ قيض الر ِ
جاء .أوْ : اليأس ُلغ ًةُ :
الق ُ
األمل(((. قط ُع اليأس َن ُ َّ
ُ نوط .وقيل: ُ
الش ِ
يء(((. الطم ِع ِم َن َّ
انقطاع َّ اصطالحا: اليأس
ُ ً ُ
َّ
-بالض ِّم:- والقن ُ
ُوط الش ِ
يءُ . س ِم َن َّ
اليأ ِ اليأ ُس ِم َن َ
الخ ِير .وقيلَ :أشدُّ ْ نوط ُلغ ًةْ :
ال ُق ُ
المصدَ ُر)(((.
َ
نوط اصطالحا :اليأس ِم َن الر ِ
حمة(((. الق ُ
ُ
َّ ُ ً
يبة:
واخل ِ رق ْ
بي اليأس َ َ
الف ُ
كون َ
قبل واليأس :قد َي ُ
ُ يل ما ُأ ِّم َل. أمل؛ أل َّنها امتِ ُ
ناع َن ِ كون َّإل بعد ٍ الخ ُ
يبة ال َت ُ َ
ِ
األمل ،وقد َي ُ
كون َبعدَ ه(((.
((( ((جمهرة ال ُّلغة)) البن دريد ( )238/1بتصرف يسير(( ،لسان العرب)) البن منظور (259/6
(( ،)260 -القاموس المحيط)) للفيروزابادي (.)582/1
((( ((معجم الفرووق اللغوية)) للعسكري (ص.)436 :
((( انظر(( :لسان العرب)) البن منظور (.)386/7
((( ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص.)275 :
دي (.)422/1
للماو ْر ّ
َ ((( انظر ((الفروق اللغوية)) للعسكري ((( ،)245/1النكت والعيون))
513
طونُقلاو سأيلا األخالق المذمومة
ضار ُهما(((:
وم ُّ اليأس وال ُق ِ
نوط َ آثا ُر ِ
((( أخرجه البزار كما في ((كشف األستار)) (.)106
حسن إسناده العراقي في ((تخريج اإلحياء)) (ص ،)1352 :واأللباني في ((سلسلة األحاديث
الصحيحة)) (.)2051
((( أخرجه الدارمي ( ،)305وأبو داود في ((الزهد)) (ص.)115 :
((( ((الزواجر)) للهيتمي (.)121/1
((( ((تفسير البغوي)) (.)217/1
((( ((تفسير ابن أبي حاتم)) ( )2268/7برقم (.)12406
((( ((تفسير البغوي)) ( )217/1و((( ،)579/3تفسير ابن عطية)) ((( ،)338/4تفسير القرطبي))
((( ،)160/5مدارج السالكين)) البن القيم ((( ،)133/1صالح األمة في علو الهمة)) لسيد
العفاني (.)673/5
514
طونُقلاو سأيلا األخالق المذمومة
المؤ ِم َ
نين. فات ْنوط ليسا ِمن ِص ِ
والق ُ
اليأس ُ
ُ 2-2
لله ولرسولِه.
نوط فيهما تكذيب ِ
ٌ والق ُ
اليأس ُ
ُ 3-3
أدب مع ِ
الله ُسبحا َنه وتعالى. سوء ٍ
اليأس فيه ُ
ُ 4-4
الذ ِ
نوب والمعاصي. االستمرار في ُّ
ُ 5-5
الله ومغفرتِه.
رحمة ِ
ِ الحرمان ِمن
ِ سبب في
ٌ 6-6
ِ
القلب. ِ
لفساد سبب
ٌ 7-7
((( ((تفسير الرازي)) ((( ،)323-322/17مدارج السالكين)) البن القيم ((( ،)371/2تفسير
ابن عادل)) ((( ،)471/11فيض القدير)) للمناوي ((( ،)296/2الهمة العالية)) لمحمد بن
إبراهيم الحمد (.)50/1
515
طونُقلاو سأيلا األخالق المذمومة
الخوف ِم َن ِ
الله ُسبحا َنه وتعالى. ِ لو في ُ 2-2
الغ ُّ
سين والقانِ َ
ِّطين. 3-3مصاح ُبة ِ
والمقن َ
طين ُ اليائ َ ُ َ
ِ
باألسباب. 4-4ال َّتع ُّل ُق
ِ
المشروعة. بالر َخ ِ
ص ِ ُ 5-5ال َّتشدُّ ُد في الدِّ ِ
وترك األخذ ُّ ين،
ُ
واستعجال ال َّن ِ
تائج. الص ِبر،
6-6ق َّل ُة َّ
عف الر ِ ِ ِ
غبة في ال َّتغيير. وض ُ َّ
سالم للواقعَِ ،
الهمة ،واالست ُ
ُ 7-7د ُّنو َّ
ص من اليأس والقنوط(((: للت ُّ
خل ِ الوسائل املُ ِع ُ
ينة َّ
وصفاتِه.
الله ِ ِ
بأسماء ِ ُ
اإليمان 1-
ورجاء رحمتِه.
ُ
الظن ِ
بالله، سن َّ ِّ
ُ 2-2ح ُ
القلب ِ
بالله ،وال ِّث ُ
قة به. ِ َ 3-3تع ُّل ُق
الخوف والر ِ
جاء. ِ حال ِ
العبد ْبين كون ُ
4-4أن َي َ
َّ
ِ
البالء. ِ
حدوث الص ُبر عند
َّ 5-5
ِ
باإلجابة. ِ
اإليقان عاء مع
6-6الدُّ ُ
قصص يف اليأس وال ُقنوط:
ٌ
الصال ُة يوسف ِ
عليهما َّ َ الم ِعندَ ف ْق ِد ابنِه
الس ُ
يعقوب عليه َّ
َ
-قص ُة نبي ِ
الله ِّ َّ
ِ
البالء، والص ِبر على ِ سن َّ وح ِ ِ والسالم درس عظيم في ِ
الظ ِّن باللهَّ ، اليأسُ ، ترك ٌ ٌ َّ ُ
مواضع؛ منها: الله؛ في عدَّ ِة ِ
ورجاء الفر ِج ِم َن ِ
َ َ
ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮊ [يوسف.]18 :
ُ ِ ِ عظم ِ
الفر ِج صبرهُ ،
وعظ َم رجاؤُ ه في َ المصيبة بفقد ابنه الثاني ازدا َد ُ ت -و َل َّما ُ َ
ألبنائه :ﮋ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ِ ِم َن ِ
الله ُسبحا َنه ،فقال
ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﮊ [يوسف.]83 :
الز ِ
مان ،وانقطا ِع الم بعد ِ
طول َّ الصال ُة َّ
والس ُ َ
يوسف عليه َّ -حين ُعوتِ َب في َت ُّ
ذك ِر
وعد ِ
الله برف ِع الواثق في ِ
ِ المؤ ِم ِن ِ
بلسان ْ اليأس في ر ِ
جوعه ،قال ِ وح ِ
صول ِ
ُ األملُ ،
ِ ِ ِ
الم ْض َط ِّر َ
ين :ﮋ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ابرين ،وإجابة دعوة ُ
الص َ البالء ِ
عن َّ
ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﮊ [يوسف.]86 :
ِ
ألبنائه: َ
يوسف وأخيه ،فقال ِ
والبحث عن الس ِ
عي ِ َ -
وأ َخذ
باألسباب في َّ
ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﮊ [يوسف.]87 :
ُ ِ ِ
تسخ ْط؛ قال تعالى :ﮋ ﭑ ﭒ
ضي ولم َي َّ
ور َ العاقبة ل َمن َص َبر وأ َّم َل َ فكانت -
َ القريب ﮋ ﭕﮊ ِ بشرا بال ِّل ِ ِ ﭓ ﭔﮊ ِمن ِ
يوسف قميص
َ قاء الحبيب ُم ِّ ً عند
وحصل
َ الكرب،
ُ البصر ،وبلغ األمل ،وزال
ُ فرجع
َ ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﮊ
وأناب ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ضي ِ
َ ور َ
َّواب ل َمن َص َبر َ
الث ُ
ﭥ ﭦ ﮊ [يوسف.]96 :
تاب. ِ
ل َمن َ
عذ َب ،بل لِ ُيصط َفى و ُي َّ
هذ َب. -ليس َدو ًما ُيبت َلى العبدُ لِ ُي َّ
َ
فاحذ ْر. َ -ي ِئس َمن َقب َلك فضاع ُع ُم ُره ،و َف َسد قل ُبه ،و َت َّ
نكدَ ْت حيا ُته؛
ٍ
طريق إلى إما ٍم في الدِّ ِ يل بن ِع ٍ ِ ِ تحو ُل ُ
ين. ص قاط ِع
ياض من ل ٍّ الف َض ُ ُ -و َي َّ
الشاعر:
ُ -قال
ِ ِ ناز ٍ
ـــر َّب ِ
خر ُج َذ ْر ًعا وعنـــدَ الله منهـــا َ
الم َ ضيق بهـــا ال َفتى
لـــة َي ُ و َل ُ
(((
ُف ِر َج ْ
ـــت وكان َي ُظنُّهـــا ال ت َ
ُفر ُج فلما اســـتَحك ََم ْت َح َلقاتُها
ك ََم َل ْت َّ
فهرس الموضوعات
ِّ
مقدمة ������������������������������������������������������������7
اإلسالمي ِة�����������������������������������10
َّ ِ
األخالق مات في ِّ
مقد ٌ
معنَى األخالق ��������������������������������������������������������10
وموضوعه ��������������������������������������10
ُ ِ
األخالق تعريف ِعل ِم
ُ
ِ
األخالق �����������������������������������������������������10 موضوع
ُ
أهمي ُة األخالق �������������������������������������������������������10
َّ
َّمرات المستفا َد ُة من ِد ِ
راسة األخالق ��������������������������������11 الث ُ ُ
الغاية من االلتِزا ِم باألخالق �������������������������������������������11
ُ
اإلسالمي ِة ��������������������������������������������12
َّ صادر األخالق
ُ َم
األخالق باعتِبار َعالقاتِها ���������������������������������������12
ِ تقسيم
ِ
األخالق ������������������������������������������������12 ُ
ضائل َمكار ِم َف
المس ِل َ
مين�����������������������������������������13 ْ األخالق ِعندَ
ِ َأ ُ
صالة
اإلسالمية�������������������������������������������13
َّ اكتِساب األخالق
األخالق الح ِ وسائل اكتِ ِ
ميدة �������������������������������������13 ِ َ ساب ُ
اإلسالمي ِة �����������������������������14
َّ
ِ
األخالق االنح ِ
راف عن ِ أسباب
ُ
الحس ِن��������������������������������������15
َ َح ُّث اإلسال ِم على الخ ُل ِق
اإلسالمي ِة ������������������������15 ِ
األخالق لمين من ِ
َّ المس َ
موقف أعداء ْ
521
فهرس الموضوعات
ُ
األخالق المحمو َدة
اإلحسان �������������������������������������������������������19
معنى اإلحسان ��������������������������������������������������������19
ِ
اإلحسان واإلنعام�������������������������������������������19 ال َفرق بين
والس َّنة �����������������������19
رغيب فيه من القرآن ُّ
األمر باإلحسان وال َّت ُ
ُ
والعلماء في اإلحسان �����������������������������������20
السلف ُ
أقوال َّ
آثار اإلحسان وفوائدُ ه �������������������������������������������������20
ُ
ِمن ُص َور اإلحسان ����������������������������������������������������21
األمثال ِّ
والشعر في اإلحسان�������������������������������������������21
ُ
األ ْلفة ����������������������������������������������������������23
معنى ُ
األلفة �����������������������������������������������������������23
والس َّنة�������������������������23 والحث على ُ
األ ْلفة من ُ ُّ
القرآن ُّ ال َّترغيب
لف والع ِ
لماء في ُ أقوال الس ِ
األلفة ��������������������������������������24 ُ ُ َّ
فوائدُ األلفة �����������������������������������������������������������24
أسباب ُ
األ ْلفة����������������������������������������������������������24
ُ
األ ْلفة في واحة ِّ
الشعر �������������������������������������������������25
األمانة����������������������������������������������������������26
معنى األمانة�����������������������������������������������������������26
والس َّنة �����������������������������26 األمانة ِمن ُ ِ
ِ الترغيب في َأ ِ
القرآن ُّ داء ُ َّ
522
فهرس الموضوعات
ِ
والعلماء في األمانة��������������������������������������27 السلف
أقوال َّ
فوائد األمانة�����������������������������������������������������������27
ِمن ُص َور األمانة �������������������������������������������������������27
الله عليه وس َّلم واألمم الماضية ��29
النبي ص َّلى ُ ِ ِ
نماذج في األمانة من َحياة ِّ
ُ
األمانة في واحة ِّ
الشعر�������������������������������������������������30
اإليثار ����������������������������������������������������������31
معنى اإليثار�����������������������������������������������������������31
ِ
والجود ������������������������������������31 ال َف ْرق بين اإليثار َّ
والسخاء ُ
والس َّنة ������������������������31 ُّ
والحث على اإليثار من القرآن ُّ ال َّترغيب
أقسام اإليثار ����������������������������������������������������������32
فوائد اإليثار�����������������������������������������������������������34
اكتساب صفة اإليثار ��������������������������������������������34ِ موانع
اإليثار املتع ِّل ِق باخلالق �������������������������������34
ِ ِ
اكتساب موانع
اكتساب اإليثار املتع ِّل ِق باخلَ ْلق ��������������������������������35
ِ موانع
ينة على اكتِساب اإليثار ����������������������������������35 الم ِع ُ ُ
الوسائل ُ
اإليثار املتع ِّل ِق باخلالق ������������������35
ِ الوسائل ا ُمل ِعين ُة عىل اكتساب
ِ
اإليثار املتع ِّلق باخلَ ْلق �������������������36 الوسائل ا ُمل ِعينة عىل اكتِساب
حابة والس ِ
لف يه وس َّلم والص ِ الله ع َل ِ
النبي ص َّلى ُ ِ
حياة نماذج لإليثار من
َّ َّ َ ِّ ُ
والع ِ
لماء ��������������������������������������������������������������36 ُ
وحكم ِ
وشعر في اإليثار �����������������������������������������37 أقوال ِ
ٌ
523
فهرس الموضوعات
524
فهرس الموضوعات
التضحية��������������������������������������������������������54
معنى ال َّتضحية ��������������������������������������������������������54
والس َّنة ����������������������54 ُّ
والحث على التضحية في القرآن ُّ ال َّترغيب
أقسام ال َّتضحية ��������������������������������������������������������55
525
فهرس الموضوعات
526
فهرس الموضوعات
ودد ����������������������������������������������������������72
ال َّت ُّ
ود ِد �����������������������������������������������������������72
معنى ال َّت ُّ
والح ِّب������������������������72 الفرق بين ال َّتوا ِّد ،وال َّت ُ ِ
راحمُ ،
عاطف وال َّت ُ ْ
والس َّنة ������������������������72 والحث على ال َّت ِ
ُّ
ودد من القرآن ُّ
ُّ ال َّترغيب
ود ِد ���������������������������������73 ِ ِ
والسلف في مدْ ح ال َّت ُّ
أقوال العلماء َّ
527
فهرس الموضوعات
528
فهرس الموضوعات
الجاهلي ِة ��������������������������83
َّ
العرب وج ِ
ودهم في ِ ُ نماذج ِمن كر ِم
ُ
والجود����������������������������������83 ٌ ِ ِح َك ٌم
عر في الكر ِم ُ
وأمثال وش ٌ
سن َّ
الظ ِّن �����������������������������������������������������85 ُح ُ
الظن������������������������������������������������������85
سن ِّمعنى ُح ِ
529
فهرس الموضوعات
أنواع ِ
الحكمة ���������������������������������������������������������93
َدرجات ِ
الحكمة ������������������������������������������������������93 َ
فوائد الحكمة ���������������������������������������������������������94
ِ
اكتساب الحكمة�����������������������������������������������95 وسائل
موانِع اكتِساب ِ
الحكمة ������������������������������������������������96
ِ ِ ِ ِ
والسلف ���������96 نماذج دا َّل ٌة على صفة الحكمة عندَ األنبياء َّ
والصحابة َّ ُ
ِشعر عن ِ
الحكمة������������������������������������������������������98 ٌ
ِ
الحلم ����������������������������������������������������������99
معنى ِ
الحلم �����������������������������������������������������������99
الصفات �������������������������������������99 ِ ال َفرق بين ِ
الحل ِم
وبعض ِّ ْ
ِ
ال َف ْرق ْبي احلل ِم َّ
والصرب ��������������������������������������������99
ِ ِ
الفرق ْبي احللم واألَناة ِّ
والرفق �������������������������������������99
ِ ِ
ال َّترغيب في صفة الحل ِم من القرآن ُّ
والس َّنة���������������������������100
أقوال السلف والعلماء في ِ
الحلم ������������������������������������100 َّ
آثار ُخ ُل ِق ِ
الحل ِم وفوائدُ ه���������������������������������������������101
بصفة ِ
الحلم ��������������������������������101 الم ِع ُ
ينة لل َّتخ ُّل ِق ِ
الوسائل ُ
ِ ِ ِ
الصالح ��102
والسلف َّ بي ص َّلى الل ُه ع َليه وس َّل َم َّ
والصحابة َّ نماذج من حلم ال َّن ِّ
ُ
والشعر في ِ
الحلم �������������������������������������������103 األمثال ِّ
الحياء���������������������������������������������������������104
530
فهرس الموضوعات
الحياء���������������������������������������������������������104
معنى َ
والخج ِل�������������������������������������������104
َ ال َفرق ْبين الحياء
والس َّنة ����������������������104 ِ ِ
والح ُّث على َ
الحياء م َن القرآن ُّ ال َّترغيب َ
السلف والعلماء في الحياء������������������������������������105
أقوال َّ
الحياء ��������������������������������������������������������106
أقسام َ
ِ
وفضائله ��������������������������������������������106 ِ
الحياء ِمن فوائد
ِمن صور الح ِ
ياء �����������������������������������������������������107 ُ َ َ
ِ
املحمود ������������������������������������������107 ِمن صو ِر احل ِ
ياء َ َ
ِمن ُص َور اخلَ َج ِل ا َملذمو ِم الذي ُ
يرفضه اإلسالم ��������������������107
ظاه ِر ق َّل ِة الح ِ
ياء ������������������������������������������������108 ِمن م ِ
َ َ
ساب الح ِِ ِ
ياء ��������������������������������������������108 من َموان ِع اكت ِ َ
ِ
الحياء �����������������������������109 ينة على اكتِساب
من الوسائل الم ِع ِ
ُ
نماذج للحياء��������������������������������������������������������109
ُ
الحياء في واحة ِّ
الشعر�����������������������������������������������110 َ
الرحمة ��������������������������������������������������������111
َّ
معنى الر ِ
حمة ��������������������������������������������������������111 َّ
مقتضى الر ِ
حمة �����������������������������������������������������111 َ
َّ
والس َّنة ���������������������111 ال َّترغيب والح ُّث على الر ِ
حمة في ُ ِ
القرآن ُّ َّ َ
الرحمة �������������������������������������������������������112
أقسام َّ
531
فهرس الموضوعات
املدح َّ
والذ ُّم ������������������������������������112 ِ
أقسا ُمها من حيث ُ
ساب ����������������������������113ِ ِ
أقسا ُمها من حيث ال َغريز ُة واالكت ُ
وآثارها������������������������������������������������113 فوائدُ الر ِ
حمة
ُ َّ
ِمن صو ِر الر ِ
حمة ����������������������������������������������������114 ُ َ َّ
بخ ُلق َّ
الرحمة �������������������������114 الم ِع ُ
ينة على ال َّتخ ُّلق ُ ِ األسباب ُ
الرحمة���������������������������������������������������115
نماذج في َّ
ُ
الرحمة���������������������������������������������116 ٌ ِ
عر عن َّ
أقوال وش ٌ
الرفق ���������������������������������������������������������118
ِّ
الر ِفق����������������������������������������������������������118
معنى ِّ
والس َّنة �����������������������118 والح ُّث على ِّ
الرفق في القرآن ُّ ال َّترغيب َ
الرفق�������������������������������������119 ِ ُ
والعلماء في ِّ
السلف ُ
أقوال َّ
الرفق����������������������������������������������������������119
فوائد ِّ
الر ِفق ������������������������������������������������������120 ِ
من ُص َور ِّ
الله ع َل ِيه وس َّل َم وصحابته�����������������120
بي ص َّلى ُ َن ُ ِ ِ ِ
ماذج من رفق ال َّن ِّ
الشعر������������������������������������������������121 ِ
واحة ِّ الر ُ
فق في ِّ
الستر����������������������������������������������������������122
َّ
الس ِتر ����������������������������������������������������������122
معنَى َّ
والغ ِ
والحجاب ِ
وبين الستر ِ رق بين الس ِتر ُ ِ
طاء �����������122 والغفرانِّ َ ، َّ ال َف ُ ْ
الس ِتر في القرآن ُّ
والس َّنة �����������������������123 والح ُّث على َّ
ال َّترغيب َ
532
فهرس الموضوعات
533
فهرس الموضوعات
الص ِ
در �������������������������������������������������132 ِ
فوائد سالمة َّ
الص ِ
در����������������������������������������������132 ِ ِ
من ُص َور سالمة َّ
الص ِ
در ����������������������������������������133 موانع اكتِ ِ
ساب سالمة َّ ُ
الم ِع ُ
ينة على اكتساب سالمة الصدر�������������������������133 الوسائل ُ
والسلف ��������������������134 ِ الص ِ
الصحابة َّ
در من حياة َّ نماذج لسالمة َّ
ُ
الصدر في واحة ِّ
الشعر���������������������������������������135 سالمة َّ
ماحة ال َّن ْف ِ
س �������������������������������������������������136 َس َ
ِ
ماحة ������������������������������������������������������136 الس
معنى َّ
والس َّنة������������������������������136 السماحة ِمن ُ
القرآن ُّ رغيب في َّ
ال َّت ُ
ِ
ماحة ال َّن ْف ِ
س �������������������������������������������������137 ِ
فوائد َس
السماحة���������������������������������������������������137 ِ
من ُص َور َّ
ِ
سماحة ال َّن ْف ِ
س ���������������������������������138 اكتساب ُخ ُل ِق
ِ ُ
وسائل
ِ سماحة ال َّنبي ص َّلى ُ ِ
ِ نماذج ِمن
والسلف����138 الله ع َليه وس َّل َم َّ
والصحابة َّ ِّ ُ
عالمات سمح ال َّن ْف ِ
س �����������������������������������������������139 ُ
السماحة في واحة ِّ
الشعر ��������������������������������������������139 َّ
الشجاع ُة ������������������������������������������������������141
َّ
ِ
جاعة ������������������������������������������������������141 معنى َّ
الش
الشجاعة و البسا َل ِة والج ِ
رأة �������������������������������141 ِ ُ
الفرق ْبين
ُ َ
والس َّن ِة �����������������������������141 ِ ِ
الترغيب في الشجاعة من القرآن ُّ
ُ
534
فهرس الموضوعات
ِ
الشجاعة��������������������������������������������������142 ما ِقيل في
ِ
الشجاعة ������������������������������������������������������143 أقسام
ُ
وآثار َها ����������������������������������������������144
ُ فوائدُ الشجاعة
ِ
الشجاعة���������������������������������������������������144 ِمن ُص َور
ِ
الشجاعة �����������������������������������145 اكتساب ُخ ِ
لق ِ ِ
وسائل ِمن
حابة والع ِ
الله ع َل ِيه وس َّلم والص ِ ِ
لماء ���145 ُ َّ َ بي ص َّلى ُ
نماذج من شجاعة ال َّن ِّ
ُ
ِ
الشجاعة ���������������������������������������������147 ما يترت َُّب على
الش ِ
عر ��������������������������������������������147 ِ
واحة ِّ ُ
الشجاعة في
الشفق ُة ��������������������������������������������������������148
َّ
الش ِ
فقة ��������������������������������������������������������148 معنى َّ
والر َّق ِة ���������������������������������������������148 الفرق بين َّ ِ
الشفقة ِّ ُ ْ
والس َّنة����������������������148 ِ ال َّترغيب والح ُّث على َّ ِ
الشفقة في القرآن ُّ َ ُ
ِ لف والع َل ِ
وال الس ِ
الشفقة �����������������������������������149 ماء في ُ أ ْق ُ َّ
ِ
الشفقة ��������������������������������������������������������150 أقسام
ُ
وآثارها ������������������������������������������������150 ِ
الشفقة فوائدُ
ُ
الش ِ
فقة�����������������������������������������������������150 ِمن ُص َور َّ
اكتساب الشف َّق ِة �����������������������������������������������151
ِ موانع
ُ
الش ِ
فقة ��������������������������������151 ِ
اكتساب َّ الم ِع ُ
ينة على ُ
الوسائل ُ
لين والص ِ ِ الش ِ
حابة ������������������151 َّ والمرس َ
َ األنبياء فقة من َن ُ
ماذج في َّ
535
فهرس الموضوعات
والشعر�������������������������������������������152 ِ
األمثال ِّ الش ُ
فقة في َّ
الشهام ُة �������������������������������������������������������153
َّ
الش ِ
هامة �������������������������������������������������������153 معنى َّ
والس َّن ِة �����������������������153 ِ ِ
والترغيب فيها من القرآن ُّ
ُ
ِ
الشهامة مدح
ُ
ِ
الشهامة �������������������������������������������������������154 فوائدُ
ِ
الشهامة�����������������������������������������154 اكتساب ِص َف ِة
ِ موانع
ُ
الش ِ
هامة �������������������������155 اكتساب ِص َف ِة َّ
ِ الم ِع ُ
ينة على ُ
الوسائل ُ
الله ع َل ِيه وس َّلم والص ِ
حابة ����155 بي ص َّلى ُ ِ َنماذج في َّ ِ ِ
َّ َ الشهامة من حياة ال َّن ِّ ُ
536
فهرس الموضوعات
الش ِ
عر �����������������������������������������������162 ِ
واحة ِّ الص ُبر في
َّ
الص ُ
دق ��������������������������������������������������������163 ِّ
الص ِ
دق �������������������������������������������������������163 معنى ِّ
ِ
والوفاء �������������������������������������������163 الص ِ
دق ُ
الفرق بين ِّ
والس ِنة��������������������������������163 ِ ِ ِ
الصدق من القرآن ُّ ُّ
الحث على ِّ
الص ِ
دق�����������������������������������164 ِ ِ ُ
والعلماء في ِّ
السلف ُأقوال َّ
وآثاره �������������������������������������������������164
ُ الص ِ
دق فوائدُ ِّ
الص ِ
دق ����������������������������������������164 الم ِع ُ
ينة على ِّ ُ
الوسائل ُ
الص ِ
دق ���������������������������������������������������165 ِ
نماذج من ِّ
ُ
الص ِ
دق ����������������������������������������������������166 ِ
من ُص َور ِّ
بالص ِ ِ
دق �������������������������������������������167 األمور التي ُتخ ُّل ِّ
ُ
الص ِ
دق ������������������������������������������167 عر في ِّ ُ
األمثال ِّ
والش ُ
مت �������������������������������������������������������168
الص ُ
َّ
معنى الص ِ
مت �������������������������������������������������������168 َّ
مت والس ِ
كوت ���������������������������������������168 الفرق بين الص ِ
ُ
ُّ َّ
والس ِنة ��������������������168 ِ ِ ِ
الصمت من القرآن ُّ ُّ
والحث على َّ رغيب
ال َّت ُ
ِ
والعلماء في الص ِ أقوال الس ِ
مت ����������������������������������169 َّ لف ُ َّ
أقسام الص ِ
مت ������������������������������������������������������169 ُ َّ
فوائدُ الص ِ
مت �������������������������������������������������������170 َّ
537
فهرس الموضوعات
538
فهرس الموضوعات
539
فهرس الموضوعات
540
فهرس الموضوعات
541
فهرس الموضوعات
حابة��������������������������205 ِ
األنبياء والص ِ يرة ِمن ِ
حياة الغ ِ
نماذج في َ
َّ ُ
القناع ُة ��������������������������������������������������������207
ِ
القناعة ��������������������������������������������������������207 معنى
والز ِ
هد �����������������������������������207 ِ
والقصد ُّ ِ
القناعة ُ
الفرق بين
والس ِنة��������������������������������207 ِ ِ
رغيب في القناعة في القرآن ُّ
ال َّت ُ
ِ لف والع ِ
أقوال الس ِ
القناعة �����������������������������������208 لماء في ُ ُ َّ
ِ
القناعة �������������������������������������������������������208 مراتب
ُ
ِ
القناعة ��������������������������������������������������������209 فوائدُ
ِ
القناعة �����������������������������������������������209 ِ
اكتساب موانع
ُ
ِ
القناعة �������������������������������209 ِ
اكتساب ُ
المعينة على األسباب
ُ
الله عليه وس َّلم والص ِبي َص َّلى ُ ِ ِ ِ
حابة َّ َ نماذج في ال َقناعة من حياة ال َّن ِّ
ُ
لف �������������������������������������������������������210 والس ِ
َّ
ِ
القناعة ���������������������������������������211 عر في ٌ ِ ِ
وأمثال وش ٌ كم
ح ٌ
ِ
كتمانُ ِّ
الس ِّر ����������������������������������������������������212
ِ
واالختفاء �����������������������212 والس ِّر وال َّنجوى ِ ِ ُ
الفرق بين الكتمان ِّ
والس ِنة ����������������������������213 ِ ِ ِ
الح ُّث على كتمان ِّ
الس ِّر في القرآن ُّ َ
الس ِّر �������������������������������213 ِ ِ ِ ِ ُ
السلف والعلماء في كتمان ِّ
أقوال َّ
الس ِّر ����������������������������������������������������213 ِ ِ
فوائدُ كتمان ِّ
ِ
األسرار ���������������������������������������������214 ور ِك ِ
تمان ِمن ُص ِ
542
فهرس الموضوعات
المحب ُة ��������������������������������������������������������220
َّ
حب ِة ��������������������������������������������������������220
الم َّ
معنى َ
والو ِّد ����������������������������������������������220
الحب ُ
ِّ ُ
الفرق بين
والس ِنة����������������������220 ِ ِ
المحبة في القرآن ُّ
َّ ُّ
والحث على رغيب
ال َّت ُ
حب ِة �����������������������������������221 ِ ِ ُ
الم َّ
والعلماء في َ
السلف ُأقوال َّ
المحب ِة��������������������������������������������������������222
َّ أقسام
ُ
المحب ِة ��������������������������������������������������������222
َّ فوائدُ
والم ِ
وج ُبة لها�������������������������������222 ِ ُ
للمحبة ُ
َّ الجالبة األسباب
ُ
الله عليه وس َّل َم ���������������223
بي َص َّلى ُ ِ ِ ِ
المحبة من حياة ال َّن ِّ
َّ نماذج في
ُ
543
فهرس الموضوعات
المحب ِة����������������������������������������������������223
َّ ِح ٌ
كمة في
المدارا ُة �������������������������������������������������������224
ُ
معنى الم ِ
داراة �������������������������������������������������������224 ُ
ِ
داهنة ����������������������������������������224 والم ِ ُ
المداراة ُ
الفرق بين ُ
والس ِنة �������������������������������224 ِ ِ
المداراة في القرآن ُّ ُّ
الحث على ُ
ِ
والعلماء في الم ِ أقوال الس ِ
داراة ����������������������������������225 ُ لف ُ َّ
فوائدُ الم ِ
داراة �������������������������������������������������������225 ُ
ِمن صور الم ِ
داراة ��������������������������������������������226 ُ َ ُ
اكتساب الم ِ
داراة ����������������������������������������������226 ِ ُ موانع
ُ
اكتساب ِص َف ِة الم ِ
داراة �������������������������227 ِ ُ
المعينة على ُ
الوسائل
ُ
ِشعر في الم ِ
داراة ����������������������������������������������������227 ُ ٌ
المروء ُة �������������������������������������������������������228
ُ
معنى الم ِ
روءة �������������������������������������������������������228 ُ
والف ِ ِ ُ
والع ِ
قل �����������������������������������228 توة َالمروءة ُ َّ
الفرق بين ُ
والس ِنة���������������������228 ِ ِ ِ
المروءة من القرآن ُّ ُّ
والحث على ُ رغيب
ال َّت ُ
ِ
والعلماء في الم ِ أقوال الس ِ
روءة ����������������������������������229 ُ لف ُ َّ
أقسام الم ِ
روءة �������������������������������������������������������229 ُ ُ
شروط الم ِ
روءة������������������������������������������������������229 ُ ُ
واجتناب ما َي ِ
خر ُمها ��������������������������230 ِ فوائدُ ال َّتح ِّلي بالم ِ
روءة ُ
544
فهرس الموضوعات
545
فهرس الموضوعات
ِ
اكتساب ال ُّن ِ
بل ����������������������������������238 ُ
المعينة على ُ
الوسائل
الصحابة والس ِ
لف�����������������������������������238 ِ بل ِمن
نماذج لل ُّن ِ
َّ ُ
546
فهرس الموضوعات
فوائدُ ال َّن ِ
شاط ��������������������������������������������������������246
ور ال َّن ِ
شاط ����������������������������������������������������247 ِمن ُص ِ
اكتساب ال َّن ِ
شاط �����������������������������������������������247 ِ موانع
ُ
وزيادتِه �����������������������247 اكتساب ال َّن ِ
شاط ِ ِ ُ
المعينة على ُ
الوسائل
ِ
والسلف ��248 حياة ال َّنبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّلم والص ِ
حابة شاط ِمن ِ
َنماذج لل َّن ِ
َّ َ ِّ َ ُ
547
فهرس الموضوعات
ِ
صيحة ������������������������������������������������������255 فوائدُ ال َّن
ِ
صيحة ���������������������������������������������������256 ِمن ُص َور ال َّن
ِ
صيحة�������������������������������������������������256 ُ
ضوابط في ال َّن
ِ
صيحة وأسالي ُبها�������������������������������������������257 ُ
وسائل ال َّن
الله عليه وس َّل َم
بي َص َّلى ُ ِ ِ ِ
والتناص ِح من حياة ال َّن ِّ
ُ صيحة نماذج في ال َّن
ُ
حابة �������������������������������������������������������257 والص ِ
َّ
ِ
صيحة �������������������������������������258 عر في ال َّن ٌ ِ ِ
وأمثال وش ٌ كم
ح ٌ
الور ُع ���������������������������������������������������������260
َ
الور ِع ���������������������������������������������������������260
معنى َ
الز ِ
هد والور ِع ���������������������������������������������260 ُ
الفرق بين ُّ
الس ِنة�����������������������������������260 ُّ
والحث عليه في ُّ ُ
فضل الور ِع
ِ أقوال الس ِ
والعلماء في الور ِع ������������������������������������261 لف ُ َّ
الور ِع ���������������������������������������������������������261
أقسام َ
ُ
وآثاره���������������������������������������������������262
ُ فوائدُ الور ِع
درجات الورعِ�������������������������������������������������������262
ُ
ِ
ومظاه ِره ��������������������������������������������262 ِمن ُص ِ
ور الور ِع
ِ
اكتساب الور ِع �����������������������������������������������264 ُ
وسائل
ِ
والسلف ��264 حياة ال َّنبي ص َّلى الل ُه عليه وس َّلم والص ِ
حابة نماذج في الور ِع ِمن ِ
َ َّ ِّ َ ُ
الش ِ
عر �����������������������������������������������265 رع في واحة ِّ
الو ُ
َ
548
فهرس الموضوعات
بالعه ِد���������������������������������������������������266
الوفاء ْ
ُ
ِ
الوفاء ���������������������������������������������������������266 معنى
والص ِ
دق �������������������������������������������266 ِ ُ
الفرق بين الوفاء ِّ
والس ِنة������������������������267 ِ ِ ِ ِ
األمر بالوفاء بالعهد والوعد في القرآن ُّ
ُ
ِ
الوفاء �����������������������������������������������������267 ما ِقيل في
العه ِد ���������������������������������������������������������268
أقسام ْ
ُ
وآثاره��������������������������������������������268 بالعه ِد ِ
ُ فوائدُ الوفاء ْ
ِ
الوفاء������������������������������������������������������269 ِمن ُص َور
الله عليه وس َّلم والص ِ
حابة ������269 بي َص َّلى ُ ِ ِ ِ
َّ َ نماذج في الوفاء من حياة ال َّن ِّ
ُ
ِ
والوعد �������������������������������������270 ِ
بالعهد ِ
اإلخالف ُ
أحوال
ِ
الوفاء �����������������������������������������������271 عر في ٌ ِ
أمثال وش ٌ
الوقار ���������������������������������������������������������273
ُ
ِ
الوقار ���������������������������������������������������������273 معنى
وقير والس ِ الو ِ
كينة ����������������������������������273 قار وال َّت ِ َّ ُ
الفرق بين َ
والس ِنة�����������������������273 ِ الو ِ
قار في القرآن ُّ ُّ
والحث على َ رغيب
ال َّت ُ
الو ِ
قار �������������������������������274 ِ ِ ُ
السلف والعلماء في مدْ ِح َ
أقوال َّ
ِ
الوقار ���������������������������������������������������������275 فوائدُ
ِ
بالوقار ���������������������������������275 المعينة على ال َّتح ِّلي
ُ ُ
الوسائل
الو ِ
قار�������������������������������������������275 ِ ِ ِ
اكتساب صفة َ موانع
ُ
549
فهرس الموضوعات
ِ
والسلف��������������276 حابة ِ
األنبياء والص ِ قار ِمن ِ
حياة الو ِ ِ ِ
َّ نماذج لصفة َ
ُ
ِ
الوقار ���������������������������������������277 عر عن ٌ ِ ِح َك ٌم
وأمثال وش ٌ
550
فهرس الموضوعات
ِ
اإلسراف وم ِ
ظاه ِره�����������������������������������������289 صو ِر ِ
َ من َ
بذير ���������������������������������������������289 ِ
اإلسراف وال َّت ِ ضار
َم ُّ
الم ِع ُ
ينة لترك اإلسراف وال َّتبذير �����������������������������290 الوسائل ُ
بذير��������������������������������������������290 ِ
اإلسراف وال َّت ِ أسباب
ُ
االفتراء والبهتان���������������������������������������������������292
معنى االفتراء��������������������������������������������������������292
والز ِ
ور ��������������������������������������������292 الفرق بين الب ِ
هتان ُّ ْ ُ
والس َّنة��������������������������������293 ِ ِ
ذم االفتراء وال ُبهتان في القرآن ُّ
ُّ
ِ
االفتراء والب ِ
هتان �����������������������293 ذم ِ
ُ السلف والعلماء في ِّ
أقوال َّ
هتان �����������������������������������������������294 ِ
االفتراء والب ِ أنواع
ُ
اآلثار السلبي ُة لالفتراء والب ِ
هتان���������������������������������������295 ُ ُ َّ َّ
أسباب الوقو ِع في االفتراء وال ُبهتان ����������������������������������295
ُ
قصص في االفتراء والب ِ
هتان �����������������������������������������296 ُ ٌ
االفتراء وال ُب ُ
هتان في األمثال ِّ
والشعر ���������������������������������297
الس ِّر ��������������������������������������������������������299
إفشاء ِّ
الس ِّر ����������������������������������������������������299 ِ
معنى إفشاء ِّ
والس َّنة�������������������������299 ِ
هي عنه في القرآن ُّ
الس ِّر ،وال َّن ُ
ذم إفشاء ِّ
ُّ
الس ِّر ����������������������������300 ِ ِ ِ ُ
ذم إفشاء ِّ
والعلماء في ِّ
السلف ُأقوال َّ
الس ِّر�����������������������������������������������������301 ِ
أنواع إفشاء ِّ
551
فهرس الموضوعات
552
فهرس الموضوعات
553
فهرس الموضوعات
س ����������������������������������������������������������322
جس ُ
ال َّت ُّ
جس ِ
س ������������������������������������������������������322 معنَى ال َّت ُّ
حس ِ
س ��������������������������������������322 جس ِ
س وال َّت ُّ الفرق ْبين ال َّت ُّ
والس َّنة ���������������������������323
هي عنه في القرآن ُّ جس ِ
س وال َّن ُ ذم ال َّت ُّ
ُّ
جس ِ
س ������������������������������323 ِ
ذم ال َّت ُّ
السلف والعلماء في ِّ
أقوال َّ
جس ِ
س الممنوعِ�����������������������������������������������324 آثار ال َّت ُّ
جس ِ
س ��������������������������������������������������325 ِ
من ُص َور ال َّت ُّ
ِ
س املمنوع ���������������������������������������325 صو ِر الت ُّ
َّجس ِ من َ
َّجس ِ
س املرشوع ������������������������������������������326 صو ُر الت ُّ
َ
جس ِ
س الممنو ِع �������������������������������������������326 أسباب ال َّت ُّ
ُ
جس ِ
س����������������������������������326 الم ِع ُ
ينة على ترك ال َّت ُّ الوسائل ُ
الشعر �������������������������������������������327 ِ
واحة ِّ س في
جس ُ
ال َّت ُّ
ال َّتعسير �����������������������������������������������������������328
معنَى ال َّت ِ
عسير��������������������������������������������������������328
والس َّنة�����������������������������328 عسير وال َّنهي عنه من ُ ِ
ذم ال َّت ِ
القرآن ُّ ُ ُّ
ذم ال َّت ِ
عسير��������������������������������329 ِ
السلف والعلماء في ِّ
أقوال َّ
ِمن ُص َور ال َّت ِ
عسير ����������������������������������������������������329
ضار ال َّت ِ
عسير �������������������������������������������������������330 َم ُّ
أسباب الوقوع في ال َّتعسير�������������������������������������������331
الم ِع ُ
ينة على ترك ال َّتعسير �����������������������������������331 الوسائل ُ
554
فهرس الموضوعات
الج ْب ُن �������������������������������������������������������������338
ُ
الج ِ
بن ���������������������������������������������������������338 معنى ُ
والس َّنة ������������������������������������������338 الج ِ
بن في القرآن ُّ ذم ُ
ُّ
ذم الجبن���������������������������������339 ِ
السلف والعلماء في ِّ
أقوال َّ
ضاره��������������������������������������������������339 ِ
الجبن و َم ُّ آثار
ُ
الجبن���������������������������������������������������������340 ِ
عالج ُ
الج ِ
بن �������������������������������������������340 عر في ُ األمثال ِّ
والش ُ
الجدال ِ
والمراء ���������������������������������������������������341
الجدل ِ
والمراء ������������������������������������������������341 ِ معنى
555
فهرس الموضوعات
ألفاظ م ِ
راد ٌفة ِ
للج ِ
دال ������������������������������������������������341 ٌ ُ
راء ِ
والحجاج ��������������������������������342 والم ِ
الجدال ِ
ِ الفرق ْبين
والس َّنة���������������������������������342 والم ِ
راء في ُ ِ دال ِ َذ ُّم ِ
الج ِ
القرآن ُّ
دال ِ
والمراء �����������������������343 ذم ِ
الج ِ ِ
والعلماء في ِّ
السلف ُ
أقوال َّ
أقسام ِ
الجدال �������������������������������������������������������343
وأضرارهما ��������������������344 المحمو َد ِ
ين الج ِ ِ ِ آثار ِ
ُ دال والمراء غير َ ُ
ِ
المحمود ������������������������������������������344 الج ِ
دال ِمن ِ
آداب ِ
وشعر في الجدال ِ
والمراء ������������������������������345 ِح َكم وأمثال ِ
ٌ ٌ
الجزَ ع ������������������������������������������������������������347
َ
معنى الجزع���������������������������������������������������������347
ِ
القلب ��������������������������������347 ور َّق ِة
الجزَ ع وال َفزَ ع ِ
الفرق بين َ
والس َّنة ������������������������������347 ذم الجزَ ِع وال َّنهي عنه في ُ ِ
القرآن ُّ ُ ُّ
الجزَ ع������������������������������������348 ِ ُ
السلف والعلماء في َ
أقوال َّ
الجزَ ع ��������������������������������������������������������348
أقسام َ
ضاره��������������������������������������������������349
الجزَ ع و َم ُّ
آثار َ
ُ
ِ
صو ِر َ
الجزَ ع �����������������������������������������������������349 من َ
الجزَ ع ����������������������������������������349
الوقو ِع في َ ِ
أسباب ُ ِمن
الجزَ ع ������������������������������������350 ِ الم ِع ُ الو ُ
ينة على ترك َ سائل ُ َ
الجزَ ع �������������������������������������������350
عر في َ األمثال ِّ
والش ُ
556
فهرس الموضوعات
الجفاء ������������������������������������������������������������352
الجفاء���������������������������������������������������������352
معنى َ
والس َّنة ����������������������352 ِ
هي عنه من القرآن الكريم ُّ
الجفاء وال َّن ُ
ذم َُّ
الجفاء ��������������������������������353 ِ
ذم َالسلف والعلماء في ِّ
أقوال َّ
صو ِر َ
الجفاء�����������������������������������������������������354 من َ
آثار الج ِ
فاء ����������������������������������������������������������354 ُ َ
الجفاء��������������������������������������������354
أسباب الوقوع في َ
الم ِع ُ
ينة على ترك الجفاء ������������������������������������355 الوسائل ُ
الصبر على الج ِ
فاء ���������������������������������������������������356 َ َّ ُ
ِ
األمثال ���������������������������������������������������356 فاء في
الج ُ
َ
الحسد ������������������������������������������������������������358
معنى الحسد ��������������������������������������������������������358
ِ
والمنافسة والمسابقة ��������������358 ين ِ
والغ ْبطة والع ِ ِ
الحسد َالفرق ْبين َ
والس َّنة������������������������������358
هي عنه في القرآن ُّ
ذم الحسد وال َّن ُ
ُّ
سد ��������������������������������359 ِ
والعلماء في ذم الح ِ السلف
ِّ َ أقوال َّ
أقسام الح ِ
سد ��������������������������������������������������������359 ُ َ
مساوي الح ِ
سد ������������������������������������������������������360 َ
أسباب الوقو ِع في الح ِ
سد �������������������������������������������360 َ ُ
ينة على َترك الح ِ
سد ��������������������������������361 من الوسائل الم ِع ِ
َ ْ ُ
شر الحاسد عن المحسود �����������������361 الم ِع ُ
ينة على دفع ِّ الوسائل ُ
557
فهرس الموضوعات
558
فهرس الموضوعات
الخ ِ
بث ������������������������������������������������371 ذم ُ
ما قيل في ِّ
ضاره�������������������������������������������������372 آثار ُ ِ
الخبث و َم ُّ ُ
ص ِمن ُخ ِ
بث ال َّن ْف ِ
س ����������������������372 الم ِع ُ
ينة على ال َّتخ ُّل ِ الو ُ
سائل ُ َ
والشعر ����������������������������������373 ِ
األمثال ِّ ب بث في َم ِ
ضر ِ ُ
الخ ُ
ِ
الخداع������������������������������������������������������������374
معنى الخداع��������������������������������������������������������374
والغرور َ
والكيد�����������������������������������374 الفرق بين ِ
الخدا ِع ُ ْ
والس َّنة �����������������������������374 ذم ِ
الخدا ِع وال َّنهي عنه من ُ ِ
القرآن ُّ ُ ُّ
أقوال السلف والع ِ
لماء في ذم ِ
الخدا ِع ��������������������������������375 ِّ ُ َّ
أقسام ِ
الخدا ِع �������������������������������������������������������375 ُ
ِمن صو ِر ِ
الخدا ِع المذموم �������������������������������������������376 َ
ينة على ترك ِ
الخداع������������������������������������376 الم ِع ُ
الوسائل ُ
داع في األمثال ِّ
والشعر ������������������������������������������377 ِ
الخ ُ
ِ
الخذالن ����������������������������������������������������������378
معنى ِ
الخذالن ������������������������������������������������������378
والس َّنة��������������������������378 الخ ِذم ِ
حذير منه في القرآن ُّ
ُ ذالن وال َّت ُّ
الخذالن ���������������������������������379 لف والع ِ
لماء في ِ أقوال الس ِ
ُ َّ
ضاره �����������������������������������������������379 ِ ِ
آثار الخذالن و َم ُّ
من صو ِر ِ
الخذالن���������������������������������������������������380 َ
559
فهرس الموضوعات
الصفات�������������������������������������386 ِ
وبعض ِّ الذ ِّل
ال َف ْر ُق ْبين ُّ
زي ������������������������������������������386 الذ ِّل ِ
واخل ِ الفرق ْبي ُّ
ِ
واإلهانة ���������������������������������������386 ِ
اإلذالل الفرق ْبي
والس َّنة �������������������������������������������387 الذ ِّل في ُ ِ
ذم ُّ
القرآن ُّ ُّ
560
فهرس الموضوعات
السخرية واالستِهزاء�����������������������������������������������391
ُّ
السخرية واالستِهزاء�������������������������������������������391
معنى ُّ
الصفات ���������������������391 ِ رق بين االستِهزاء والس ِ ال َف ُ
وبعض ِّ خرية ُّ
والسخرية�����������������������������������391 ِ ال َف ْر ُق َ
بني االستهزاء ُّ
السخرية وال َّل ِعب ��������������������������������������392
الفرق بني ُّ
زاح واالستِهزاء ��������������������������������������392
الفرق بني ا ُمل ِ
والس َّنة���������������������392 ِ ِ
السخرية واالستهزاء في القرآن ُّ
هي عن ُّ
ال َّن ُ
السخرية واالستِهزاء����������������������393 ِ
السلف والعلماء في ُّ
أقوال َّ
ضارها ����������������������������������������������393 ِ
السخرية و َم ُّ
آثار ُّ
السخرية واالستِهزاء ���������������������������������������394 ِ
من ُص َور ُّ
السخرية واالستِهزاء �����������������������������������������394
أسباب ُّ
ُ
والح ُ
مق ����������������������������������������������������395 السف ُه ُ
َّ
معنى الس ِ
فه����������������������������������������������������������395 َّ
الصفات���������������������������395 ِ
وبعض ِّ السفه والحمق
الفرق بين َّ
561
فهرس الموضوعات
جل ِ
هل �����������������������������������������395 حل ِ
مق وا َ ال َف ْرق َ
بني ا ُ
السفه وال َّط ِ
يش �����������������������������������������396 الفرق بني َّ
والس َّنة �������������������396 مق وال َّنهي عنهما في ُ ِ
والح ِ ِ
القرآن ُّ ُ السفه ُذم َّ
ُّ
والحمق ���������������������������396 ِ
السفه ُ
السلف والعلماء في َّ
أقوال َّ
أقسام الس ِ
فه ���������������������������������������������������������397 َّ
عالمات الس ِ
فيه ��������������������������������������������������397 ِ من
َّ
من عالمات األحمق ������������������������������������������������398
ضاره �������������������������������������������������398
آثار الحمق و َم ُّ
والحمق������������������������������������399 ِ
السفه ُأسباب الوقوع في َّ
ينة على ترك الس ِ
فه والحمق ����������������������������399 الم ِع ُ
َّ الوسائل ُ
السفه والحمق ��������������������������399 ُ
واألمثال ِّ ِ
الح َكم
والشعر في َّ
سوء َّ
الظ ِّن���������������������������������������������������������401
معنى ِ
سوء َّ
الظ ِّن �����������������������������������������������������401
الصفات�������������������������������401 ِ الفرق بين ِ
سوء َّ
وبعض ِّ الظ ِّن
ِ
واالحرتاز�����������������������������������401 الفرق بني سوء ال َّظ ِّن
ِ
وسوء ال َّظ ِّن������������������������������������401 الف ِ
راسة الفرق بني ِ
562
فهرس الموضوعات
ِمن صور ِ
سوء َّ
الظ ِّن �������������������������������������������������403 ُ َ
أسباب الوقو ِع في سوء َّ
الظ ِّن ����������������������������������������404
الظ ِّن���������������������������������404 الم ِع ُ
ينة على ترك سوء َّ الوسائل ُ
سوء َّ
الظ ِّن في واحة ِّ
الشعر�������������������������������������������405
َّ
الشماتة �����������������������������������������������������������406
الشماتة��������������������������������������������������������406
معنى َّ
والس َّنة����������������������������406 ذم َّ ِ
هي عنها في القرآن ُّ
الشماتة وال َّن ُ ُّ
الشماتة �������������������������������406
ذم َّ ِ
السلف والعلماء في ِّ
أقوال َّ
ضارها �����������������������������������������������407 آثار َّ ِ
الشماتة و َم ُّ ُ
الشماتة ���������������������������������������407
أسباب الوقوع في آفة َّ
الشماتة �����������������������������������408 الم ِع ُ
ينة على ترك َّ الوسائل ُ
الله ع َل ِيه وس َّل َم وأصحابِه���������������408
بي ص َّلى ُ
قين بال َّن ِّ
ِ
المناف َ
شماتة ُ
الشماتة��������������������������������������409
عر في َّ ِ
أقوال وأمثال وش ٌ
َّ
الط َمع�������������������������������������������������������������410
معنى َّ
الطمع���������������������������������������������������������410
الصفات �����������������������������������410 ِ
وبعض ِّ الفرق بين َّ
الطم ِع
الفرق بني ِ
احل ْرص وال َّطمع ���������������������������������������410
الفرق بني األ َمل وال َّط َمع �����������������������������������������410
الرجاء وال َّطمع ����������������������������������������410
الفرق بني َّ
563
فهرس الموضوعات
564
فهرس الموضوعات
الع ْج ُب �����������������������������������������������������������421
ُ
الع ِ
جب��������������������������������������������������������421 معنَى ُ
جب ومرادفاتِه ِ
(الك ْب ِر واإل ْدالل)�����������������������421 الع ِ ُ
الفرق ْبين ُ
والس َّنة�����������������������������422
هي عنه في القرآن ُّ
الع ْجب وال َّن ُ
ذم ُُّ
العجب �������������������������������422 ِ
ذم ُالسلف والعلماء في ِّ
أقوال َّ
الع ِ
جب ���������������������������������������������������������423 آثار ُ
ِ
من ُص َو ِر ُ
الع ِ
جب ����������������������������������������������������424
الع ِ
جب ������������������������������������������������������424 أسباب ُ
ُ
الع ِ
جب ����������������������������������������������������425 عالمات ُ
العجب �����������������������������������425 الم ِع ُ
ينة على ترك ُ الوسائل ُ
والشعراء �����������������������������426
العجب عند الحكماء واألدباء ُّ
ُ
العدوان �����������������������������������������������������������427
ُ
العدوان �������������������������������������������������������427
معنَى ُ
الصفات ���������������������������������427
وبعض ِِّ العدوان ُ
الفرق بين ُ
رق بني ال ُعدوان وال ُّطغيان �������������������������������������427
ال َف ُ
غي ����������������������������������������427 رق بني الع ِ
دوان وال َب ِ ال َف ُ
ُ
رق بني ال ُعدوان وال ُّظ ْلم����������������������������������������427
ال َف ُ
ضاره������������������������������������������������429 ِ
العدوان و َم ُّ
آثار ُ
ُ
العدوان ���������������������������������������������������429 ِ
صور ُ
من َ
العدوان ������������������������������������������430
أسباب الوقو ِع في ُ
العدوان�����������������������������������430 الم ِع ُ
ينة على ترك ُ الوسائل ُ
العدوان���������������������������������430 ُ
واألمثال ِّ ِ
الح َكم
والشعر في ُ
َ
الغدْ ُر �������������������������������������������������������������432
ِ
الغدر����������������������������������������������������������432 معنَى
ال َف ُ
رق بين المكر َ
والغدر���������������������������������������������432
والس َّنة �������������������������������432
هي عنه في القرآن ُّ ِ
ذم الغدر وال َّن ُ
ُّ
ذم الغدر ���������������������������������433 ِ
السلف والعلماء في ِّ
أقوال َّ
ضاره ��������������������������������������������������433 ِ
الغدر و َم ُّ آثار
ُ
أسباب الوقو ِع في الغدر���������������������������������������������434
الم ِع ُ
ينة على ترك الغدر �������������������������������������434 الوسائل ُ
بالمسلمين ����������������������������������������������435 ِ
اليهود غدْ ُر
ْ
ِ ِ
ح َك ٌم وأمثال وش ٌ
عر في الغدر ����������������������������������������436
ِ
الغ ُّش �������������������������������������������������������������437
معنَى ِ
الغ ِّش ���������������������������������������������������������437
والس َّنة�������������������������������437 ذم ِ
الغ ِّ
هي عنه في القرآن ُّ
ش وال َّن ُ ُّ
أقوال السلف والع ِ
لماء في ذم ِ
الغ ِّش ���������������������������������438 ِّ ُ َّ
566
فهرس الموضوعات
الغضب �����������������������������������������������������������442
ِ
الغضب �������������������������������������������������������442 معنَى
الصفات����������������������������������442
عض ِّضب و َب ِ
الغ ِ
ال َف ْر ُق بين َ
والسخط��������������������������������������442 ِ
الغضب ُّ ُ
الفرق بني
ِ
الغضب وال َغيظ����������������������������������������442 ُ
الفرق بني
الس َّنة ال َّنبو َّية ����������������������������������443 ِ
الغضب في ُّ هي عن
ال َّن ُ
ذم الغضب �������������������������������443 ِ
السلف والعلماء في ِّ
أقوال َّ
ِ
الغضب�������������������������������������������������������443 أقسام
ُ
ضاره���������������������������������������444
المذمو ِم و َم ُّ ِ
الغضب َ آثار
ُ
والسلف عند يه وس َّلم والص ِ
حابة الله ع َل ِ
بي ص َّلى ُ ِ
َّ َّ َ نماذج من هدي ال َّن ِّ
ُ
الغضب ���������������������������������������������������������445
أسباب الغضب �����������������������������������������������������446
عالج الغضب�������������������������������������������������������446
567
فهرس الموضوعات
568
فهرس الموضوعات
آثار الفتور�����������������������������������������������������������457
ِمن ُص َور ُ
الفتور �����������������������������������������������������457
أسباب الفتور �������������������������������������������������������458
عالج ُ
الفتور �������������������������������������������������458 ِ وسائل
ُ
الفجور �����������������������������������������������������������460
معنَى ُ
الفجور��������������������������������������������������������460
الفرق بين ِ
الف ِ
سق ُ
والفجور�������������������������������������������460 ُ ْ
والس َّنة �����������������������������460 ذم الفجور وال َّنهي عنه في ُ ِ
القرآن ُّ ُ ُّ
ضار الفجور �������������������������������������������������������461
َم ُّ
ِ
والعلماء في الفجور�����������������������������������461 السلف
أقوال َّ
أسباب الوقوع في الفجور �������������������������������������������462
ينة على اجتِناب ُ
الف ِ
جور ��������������������������������462 الم ِع ُ
الوسائل ُ
وأمثال ِ
وش ْع ٌر في ُ
الفجور��������������������������������������462 ٌ ٌ
أقوال
ُ
الف ُ
حش وال َبذاءة���������������������������������������������������464
الف ِ
حش والبذاءة�����������������������������������������������464 معنَى ُ
والشت ِم �����������������������������������464
بح َّ حش ُ
والق ِ الف ِ ُ
الفرق ْبين ُ
569
فهرس الموضوعات
570
فهرس الموضوعات
الكِ ْب ُر ��������������������������������������������������������������474
معنَى ِ
الك ِبر ����������������������������������������������������������474
والج ْبر َّية) �474
الج َبروت َ ومرادفاتِه َّ
(الزهو -الكبرياء َ -
ِ
رق بين الك ِبر ُ
ال َف ُ
ِ
والس َّنة �������������������������������474 ذم الك ْب ِر وال َّن ُ
هي عنه في القرآن ُّ ُّ
ِ
والعلماء في ِ
الك ْب ِر والمتك ِّب َ
رين�������������������������475 السلف
أقوال َّ
أقسام ِ
الك ْب ِر ���������������������������������������������������������476
ِ
وأضراره ����������������������������������������������476 آثار ِ
الك ِبر ِمن ِ
أسباب ِ
الك ْب ِر ��������������������������������������������������������477 ُ
كب ُر؟ �������������������������������������������477 ُ
يكون ال َّت ُّ بماذا
ينة على ترك ِ
الك ْب ِر��������������������������������������477 الم ِع ُ
الوسائل ُ
ِ األدباء ُّ ِ
ِ
رين ����������������������478 والشعراء في َذ ِّم الك ِبر ُ
والمتك ِّب َ ُ
أقوال
الك ِذب������������������������������������������������������������479
َ
الك ِذ ِب ��������������������������������������������������������479
معنَى َ
572
فهرس الموضوعات
الم ِع ُ
ينة على ترك ال ُّلؤم��������������������������������������492 الوسائل ُ
عر في ال ُّلؤم���������������������������������������������492 األمثال ِّ
والش ُ
كر َ
والكيدُ ������������������������������������������������������494 الم ُ
َ
والك ِيد��������������������������������������������������494
كر َ الم ِ
معنَى َ
والغدْ ِر �����������������������������494 يد ِ
والح َي ِل َ والك ِ
المكر َ
الفرق ْبين َ
والس َّنة�����������������������������������495 المكر َ ِ
ِ
والكيد في القرآن ُّ ذم
ُّ
كر َ
والكيد��������������������������495 الم ِ ِ ِ ُ
ذم َوالعلماء في ِّ
السلف ُأقوال َّ
ِ
المكر���������������������������������������������������������496 أقسام
الك ِيد ���������������������������������������������������������496
أقسام َ
وسائل ال َّن ِ
جاة من كيد الكائدين ��������������������������������������497
عر في المكر�����������������������������������497 ُ
واألمثال ِّ ِ
الح َكم
والش ُ
ن ْقض َ
العهد �������������������������������������������������������498
العهد ���������������������������������������������������498
ض َ معنَى ن ْق ِ
هد والو ِ
عد ���������������������������������������������498 بين الع ِ ال َف ُ
َ رق َ َ
والخ ِ
يانة ������������������������������������������498 ِ الفرق بين ال َّن ِ
قض
والس َّنة �����������������������������499 ِ
نقض العهد في القرآن ُّ هي عن
ال َّن ُ
العهد�������������������������������������499 ِ ُ
ذم ن ْقض َ
أقوال العلماء في ِّ
ِ
نقض العهد �����������������������������������������������������500 آثار
ِ
العهد ������������������������������������������������500 ِ
نقض ِمن ُص َور
573
فهرس الموضوعات
574
فهرس الموضوعات
الو ِ
هن��������������������������������������������������������510 أضرار َ
ُ
الو ِ
هن ��������������������������������������������������������511 عالج َ
الوهن ���������������������������������������������512 ٌ
وأمثال عن َ أقوال
اليأس ُ
والقنوط ����������������������������������������������������513
والقنوط ������������������������������������������������513 ِ
اليأس ُ معنَى
والخ ِ
يبة ��������������������������������������������513 ال َف ُ
رق ْبين اليأس َ
575
مت الصف واإلخراج يف
مؤسسة الدرر السنية
nashr@dorar.net
هاتف0138680123
فاكس0138682848
جوال0556980280