You are on page 1of 24

‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‬

‫‪١٤٣٩‬ﻫـ ـ ‪٢٠١٨‬م‬
‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎق وﻋﻘﺪ‬

‫ﺑﻴﺮوت ـ ﻟﺒﻨﺎن‬
‫ﻫﺎﺗﻒ وﻓﺎﻛﺲ‪٠٠٩٦١١٦٦٠١٦٢ :‬‬
‫ﺟﻮال‪٠٠٩٦١٧١٥٨٧٣٥٣ :‬‬
‫اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪Dar.alrayaheen@gmail.com :‬‬

‫ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺎﺷﺮ‬


‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻻ ّ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ ،‬ﻻ ﻳﺴـــﻤﺢ ﺑﺈﻋﺎدة إﺻﺪار ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب أو أي ﺟﺰء ﻣﻨﻪ أو ﺗﺨﺰﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق‬
‫ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل أو رﻓﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ دون إذن ﺧﻄﻲ ﺳـﺎﺑﻖ‬
‫اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت أو ﻧﻘﻠﻪ ّ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺷﺮ‪.‬‬
‫ً‬
‫وﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﺮار ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳــﻼﻣﻲ ﻓﻲ‬ ‫ً‬
‫وﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‬ ‫ً‬
‫ﺷـﺮﻋﺎ‬ ‫ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺣﻘﻮق ﺧﺎﺻـﺔ‬
‫اﻟﺘﺼــﺮف‬
‫ﱡ‬ ‫ً‬
‫ﺷﺮﻋﺎ‪ ،‬وﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺣﻖ‬ ‫دورﺗﻪ اﻟﺨﺎﻣﺴـﺔ ﻓﺈن ﺣﻘﻮق اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻻﺧﺘﺮاع أو اﻻﺑﺘﻜﺎر َ ُ ٌ‬
‫ﻣﺼﻮﻧﺔ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﺠﻮز اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫‪All rights reserved. No part of this book may be reproduced,‬‬
‫‪stored in a retrieval system or utilized in any from or by any means‬‬
‫‪without prior permission in writing from the publisher.‬‬
‫ﺑﻴﺮوت ـ ﻟﺒﻨﺎن‬
‫تقديم الشيخ إسماعيل بن محمد بن بدران‬

‫ﲜﲝﲞﲟ‬

‫إلى أخينا وشيخنا‬


‫(‪)1‬‬

‫مبارك الحثالن‬

‫أدام اهلل علمه وبارك فيه وفي عمله‬

‫خيرا وبارك‬
‫ما قدمته في هذه الرسالة المباركة يمثل اعتقاد الحنابلة وجزاك اهلل ً‬
‫في عملك واجتهادك‪.‬‬

‫أخوكم في اهلل خادم العلم‬


‫إسماعيل بن محمد بن بدران‬

‫‪1439/11/1‬ﻫ‬

‫‪‬‬

‫((( هذا من تواضع شيخنا ـ حفظه اهلل ـ مع طالبه ومحبيه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تقديم الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الشامي‬

‫ﲜﲝﲞﲟ‬

‫الحمـد هلل رب العالميـن‪ ،‬وأفضـل الصلاة وأتـم التسـليم علـى سـيدنا محمد‬
‫وعلـى آلـه وصحبه أجمعيـن‪ ،‬الحمد هلل الذي علـم عباده المؤمنين أصـول التوحيد‪،‬‬
‫فقـال فـي محكـم كتابـه مخاط ًبـا رسـوله صلـى اهلل عليـه وسـلم والمؤمنيـن‪﴿ :‬ﭑ‬
‫ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ‬
‫ﭢ﴾ وقـال تعالـى‪﴿ :‬ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ﴾ الشـورى مبينًـا‬
‫لهـم القاعـدة العظيمـة التـي تحمـي هذا العلـم مـن الزيغ واالنحـراف‪ ،‬وجـزى اهلل‬
‫عنـا سـيدنا محمـدً ا صلـى اهلل عليه وسـلم ما هـو أهلـه‪ ،‬ب َّي َن لنـا طريق الحـق عقيدة‬
‫وشـريعة وعبـادة‪ ،‬ووضعنـا علـى المحجـة البيضـاء ليلها كنهارهـا ال يزيـغ عنها إال‬
‫سـليما من‬
‫ً‬ ‫هالـك ورضـي اهلل عن الصحابـة الكرام الذيـن فهموا الديـن وطبقوه نق ًيا‬
‫كل خطـأ أو انحـراف وبعد‪:‬‬

‫فإن من أهم ما يجب على المسلم معرفته ما يتعلق بأمور عقيدته وأن يتلقى‬
‫ذلك من طريق العلماء الذين عرفوا بعلمهم وورعهم وحرصهم الشديد على اتباع‬
‫ما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة والدقة فيما يحتاج إلى اجتهاد ونظر‪ ،‬ومن‬
‫هؤالء علماء الحنابلة الذين اتبعوا نهج اإلمام أحمد بن حنبل رضي اهلل عنه وعن‬
‫جميع أئمة المسلمين المجتهدين من أهل السنة والجماعة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وألهمية هذا األمر فقد أحب الشيخ الفاضل األستاذ مبارك بن راشد الحثالن‪،‬‬
‫مختصرا في العقيدة اإلسالمية منتق ًيا ذلك من كتب علماء حنابلة‬
‫ً‬ ‫وأن يقدم للناس‬
‫ُعرفوا بالعلم والفضل وهذه الكتب كما ذكر أهل العلم كتب معتمدة مقبولة عند‬
‫الحنابلة‪ ،‬وقد ذكرها الشيخ مبارك بقوله في المقدمة إنها «العين واألثر» للشيخ‬
‫عبد الباقي بن عبد الباقي الحنبلي ت ‪1071‬ﻫ‪ ،‬و«قالئد العقيان» للشيخ محمد ابن‬
‫بلبان ت ‪1083‬ﻫ‪ ،‬و«نجاة الخلف في اعتقاد السلف» للشيخ عثمان بن قايد النجدي‬
‫ت ‪1097‬ﻫ‪ ،‬و«منظومة الدرة المضيئة» لإلمام محمد الـسـفـاريـنـي ت ‪1188‬ﻫ‬
‫رحم اهلل الجميع رحمة واسعة‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه أنه مما يجب على علماء المسلمين الذين يكتبون‬
‫بعضا بسبب اختالف األئمة في االجتهاد‬
‫أو يدرسون العقيدة أن ال يطعن بعضهم ً‬
‫بعضا فالمؤمنون إخوة كما قال ربنا تبارك‬
‫بعضا ويحب بعضهم ً‬
‫بل يعذر بعضهم ً‬
‫وتعالى وفقنا اهلل جمي ًعا لما يحب ويرضى وجزى اهلل الشيخ مبارك الحثالن خير‬
‫الجزاء ونفع بمؤلفه المسلمين‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪ 20‬رمضان المبارك ‪1439‬ﻫ‬

‫عبد الرحمن بن أحمد الشامي‬

‫‪‬‬

‫‪8‬‬
‫ﲜﲝﲞﲟ‬

‫ود ِه‪،‬‬
‫ود ِه‪ ،‬الم َت َف ِّض ِل َع َلينَا بِكَر ِم ِه وج ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ث َع َلى وج ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ت الحو ِ‬
‫اد ُ‬ ‫َ َ‬
‫الحمدُ هللِ ا َّل ِذي د َّل ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ٍ ِ‬
‫الم ْخ ُلو َقات‪َ ،‬ت َعا َلى‬ ‫َأ ْح َمدُ ُه َح ْمدَ َم ْن َأ ْث َب َت َل ُه ِّ‬
‫الص َفات‪َ ،‬و َن َفى َعنْ ُه ُم َشا َب َه َة َشيء م َن َ‬
‫ياس‪ ،‬وج َّل َع ِن الحدُ ِ‬
‫ود َواألَ ْجن ِ‬
‫َاس‪َ ،‬و ُأ َص ِّلي َو ُأ َس ِّل ُم َع َلى‬ ‫سبحا َنه َع ِن األَ ْشك ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َال َوالق ِ َ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ‬
‫َاد‪َ ،‬و َع َلى آلِ ِه َو َص ْحبِ ِه َأ ِئ َّم ِة‬
‫العن ِ‬
‫يل ال ُك ْف ِر و ِ‬
‫َ‬ ‫اد‪َ ،‬ون ََهى َع ْن َسبِ ِ‬ ‫يح اال ْعتِ َق ِ‬
‫َم ْن َدعا إِ َلى َص ِح ِ‬
‫الهدَ ى والر َش ِ‬
‫اد‪.‬‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬
‫ـاب‬‫ُـب األَ ْص َح ِ‬ ‫ـري َف ٌة َو ِر َسـا َل ٌة َلطِي َفـ ٌة‪َ ،‬ل َّخ ْصت َُهـا ِمـ ْن ُكت ِ‬
‫ـذ ِه َع ِقيـدَ ٌة َش ِ‬
‫وبعـدُ ‪َ :‬فه ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ‬
‫ـر» ُح ْسـ َن األثـر‪،‬‬ ‫ـذ ُت ِمـ َن «ال َع ِ‬
‫يـن َواألَ َث ِ‬ ‫ب َف َأ َخ ْ‬ ‫لا ِ‬ ‫ـه َل َتنَاو ُل َهـا َع َلـى َج ِميـ ِع ال ُط َّ‬
‫يس ُ‬
‫ل ْ‬
‫ِ‬
‫ـاة الخَ َل ِ‬
‫يـه ِمـن المعانِي‪ ،‬و ِمـن «نَج ِ‬ ‫اسـن مـا جاء فِ ِ‬ ‫ـر الب ْلبانِـي» مح ِ‬ ‫ِ‬
‫ف»‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫«مخْ ت ََص ِ َ َ‬
‫َومـ َن ُ‬
‫ـت النَّ َظ َر فِي ُكتُبِ ِهـ ِم َوا ْن َت َق ْي ُت ِم ْن ك ََل ِم ِه ِم َما َي ُسـر َذ ِوي‬ ‫يـق منْه ِج السـ َل ِ‬
‫ف‪ُ ،‬ث َّم َأ َج ْل ُ‬ ‫َّ‬ ‫َط ِر َ َ َ‬
‫ـاب‪ ،‬وجع ْلتُـه فِـي َأربع ِ‬
‫ـة َأ ْب ٍ‬
‫واب‪:‬‬ ‫ََْ‬ ‫األَ ْل َب ِ َ َ َ ُ‬
‫يـه‪ :‬فِـي َأس ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ـت فِ ِ‬ ‫اإل َل ِه ِ‬
‫ول‪ :‬فِـي ِ‬
‫ـماء اهلل َوص َفاتـه‪َ ،‬ما َي ِج ُ‬
‫ـب‪َ ،‬و َما‬ ‫ْ َ‬ ‫يـات‪َ ،‬و َب َح ْث ُ‬ ‫األَ ُ‬
‫ـال‪ ،‬وال َقض ِ‬
‫اء‬ ‫ين فِـي‪ :‬األَ ْف َع ِ َ َ‬ ‫َح ُيل فِـي ح ِّق ِ‬
‫ـه َت َعا َلـى‪َ ،‬و َخت َْمتُـ ُه بِ َف ْص َل ِ‬ ‫َ‬
‫ـوز‪ ،‬ومـا يسـت ِ‬
‫َي ُج ُ َ َ َ ْ‬
‫َو ال َقدَ ِر ‪.‬‬
‫وز‪ ،‬وما يسـت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ْي ُل َع َلى‬ ‫َوال َّثانـي‪ :‬فـي النُّ ُبـوات‪َ ،‬و َب َح ْث ُت فيـه‪َ :‬ما َي ِج ُ‬
‫ب‪َ ،‬و َمـا َي ُج ُ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫لا ُم‪.‬‬ ‫األَنْبِياء َع َل ْي ِه ُم َّ‬
‫الس َ‬

‫‪9‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات‪ ،‬وبح ْث ُ ِ ِ‬ ‫الـث‪ :‬فِي السـم ِعي ِ‬‫وال َّث ِ‬
‫ـم ُع‬ ‫ـت فيه‪ :‬ال َغيبِ َّيـات ا َّلتي َط ِر ُيق الع ْل ِم بِ ِها َّ‬
‫الس ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َّ ْ َّ‬ ‫َ‬
‫َاب والسـن َِة ِممـا َليس لِ ْلع ْق ِل فِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يـه َم َج ٌال‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫الـوار ُد في الكت ِ َ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫والرابِ ِ‬
‫الج ْه ُل‬
‫ـف َ‬‫الم َك َّل َ‬
‫ـع ُ‬‫ـع‪ :‬فـي َم َسـائ َل ُم َت َف ِّر َقات‪َ ،‬ب َح ْث ُت فيه‪ :‬مسـائ َل َل َي َس ُ‬
‫َ َّ ُ‬
‫بِ َها ‪.‬‬

‫ول َوال َع ِم ِل(‪.)1‬‬


‫إل ْخ َل َص فِي ال َق ِ‬
‫ول وا ِ‬ ‫َو ْاس َأ ُل اهللَ التَّوفِ َيق لِ ْل َّص ِ‬
‫واب َوال َق ُب َ‬

‫‪‬‬

‫((( «العين واألثر» للشيخ عبد الباقي الحنبلي ت ‪1071‬ﻫ‪ ،‬و«قالئد العقيان» للشيخ محمد‬
‫ابن بلبان ت ‪1083‬ﻫ‪ ،‬و«نجاة الخلف في اعتقاد السلف» للشيخ عثمان بن قايد النجدي‬
‫ت ‪1097‬ﻫ‪ ،‬وهذه الكتب الثالثة من الكتب العقدية المعتمدة عند األصحاب‪ ،‬ومؤلفوها‬
‫من كبار علماء المذهب في عصرهم بال منازع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫َه ِ‬ ‫اب َ‬
‫يات‬ ‫ول ِفي ا ِ‬
‫إلل ِ‬ ‫األ ُ‬ ‫ال َب ُ‬

‫ـود وا ْلموج ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬ت ِ‬
‫ـود‪َ ،‬ع َلى ك ُِّل‬ ‫ـب َم ْع ِر َفـ ُة اهلل َت َعا َلـى َش ْـر ًعا بِالنَّ َظ ِر فـي ا ْل ُو ُج َ َ ْ ُ‬
‫َج ُ‬
‫ـف َق ِ‬
‫اد ٍر‪.‬‬ ‫م َك َّل ٍ‬
‫ُ‬
‫ود ذاتِ ِه بِ ِص َف ِ‬
‫ات ا ْلكَم ِ‬ ‫وب وج ِ‬
‫ال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ َوا ْل ُم َرا ُد‪َ :‬م ْع ِر َف ُة ُو ُج ِ ُ ُ‬
‫ون َم ْع ِر َف ِة َح ِق َي ِق ِة َذاتِ ِه ِال ْستِ َحا َل ِة َذلِ َك؛ ِلَن ََّها ُم َخالِ َف ٌة لِ َس ِائ ِر ا ْل َح َق ِائ ِق‪.‬‬
‫ـ ُد َ‬

‫احدٌ َل َيت ََج َّز ُأ َو َل َينْ َق ِس ُم‪َ ،‬أ َحدٌ َل ِم ْن عَدَ ٍد‪َ ،‬ف ْر ٌد‪،‬‬ ‫‪ ‬ي ِجب ا ْلج ْزم بِ َأ َّنه َتعا َلى‪ :‬و ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ َ‬
‫َص َمدٌ ‪َ ،‬ل ْم َي ِلدْ َو َل ْم ُيو َلدْ ‪َ ،‬و َل ْم َي ُك ْن َل ُه ُك ُف ًوا َأ َحدٌ ‪.‬‬

‫يم ٌة ت َْو ِق ِيف َّي ٌة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪َ ‬أ ْس َما ُء اهلل َت َعا َلى َوص َفا ُت ُه َقد َ‬
‫السـن َِّة‪َ ،‬أ ْو َعـ ْن‬ ‫ـم َي ُه َأ ْو ن َِص َفـ ُه إِ َّل بِ َمـا َو َر َد فِـي ا ْل ِكت ِ‬
‫َـاب‪َ ،‬أ ِو ُّ‬ ‫ـوز َأ ْن ن َُس ِّ‬‫لا َي ُج ُ‬‫ـ َف َ‬
‫ج ِميـ ِع ع َلم ِ‬
‫ـاء األُ َّم ِة‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫‪‬‬

‫‪11‬‬
‫ِ‬ ‫الص َف ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫الواج َب ِة هلل تَ َعالَى‬
‫ِ‬ ‫ات‬ ‫َف ْ‬
‫ص ٌل ِفي ِّ‬
‫[ص َف ُة ِ‬
‫الع ْل ِم]‬ ‫ِ‬

‫ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ب ا ْل َج ْز ُم بِ َأ َّن ُه َت َعا َلى‪َ :‬عال ٌم بِع ْل ٍم َواحد‪َ ،‬قدي ٍم‪َ ،‬باق‪َ ،‬ذ ٍّ‬
‫اتي‪.‬‬
‫ب‪ ،‬وج ِائ ٍز‪ ،‬ومست ِ‬ ‫ـ م َت َع ِّل ٍق بِك ُِّل‪َ :‬و ِ‬
‫َح ٍ‬
‫يل‪.‬‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫اج ٍ َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪‬‬
‫[ص َف ُة ُ‬
‫الق ْد َر ِة]‬ ‫ِ‬

‫ـة‪َ ،‬ذاتِ َّي ٍة‪،‬‬


‫ـة‪َ ،‬ق ِديم ٍ‬
‫َ‬
‫ودي ٍ‬‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ـب ا ْل َج ْـز ُم بِ َأنَّـ ُه َت َعا َلى‪َ :‬قـاد ٌر بِ ُقـدْ َرة َواحـدَ ة‪ُ ،‬و ُج َّ‬
‫َباِ َق ٍية ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الم ْسـ َت ْق َب ِل‬ ‫الماضي‪َ ،‬و َل ُي َ‬
‫وجدُ في ُ‬ ‫ـ ُم َت َع ِّل َقـة بِـك ُِّل‪َ :‬جائ ٍز؛ َف َل ْم ُي َ‬
‫وجدْ َش ْ‬
‫ـي ٌء فـي َ‬
‫إِ َّل بِ َها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫اد ِة]‬ ‫[ص َف ُة ا ِ‬


‫إل َر َ‬ ‫ِ‬

‫اق َي ٍة‪.‬‬
‫ودي ٍة‪َ ،‬ق ِديم ٍة‪َ ،‬ذاتِي ٍة‪ ،‬ب ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬
‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ب ا ْل َج ْز ُم بِ َأ َّن ُه َت َعا َلى‪ُ :‬م ِريدٌ بِإِ َرا َدة َواحدَ ة‪ُ ،‬و ُج َّ‬
‫وجدُ إِ َّل بِ َها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ـ ُم َت َع ِّل َقة بِك ُِّل‪َ :‬جائ ٍز‪َ ،‬ف َل ْم ُي َ‬
‫وجدْ َش ْي ٌء َو َل ُي َ‬
‫‪‬‬

‫((( تسمى هذه الصفات السبع بالصفات الثبوتية‪ ،‬وقد حصل االتفاق على إثباتها بين الحنابلة‬
‫وغيرهم‪ ،‬وقد جمعها اإلمام محمد السفاريني الحنبلي ت ‪1188‬ﻫ بقوله‪:‬‬
‫ِ‬
‫ـم ٌع»‪« ،‬إِ َرا َدةٌ»‪َ ،‬و«ع ْلـ ٌ‬
‫ـم»‪َ ،‬و«ا ْق َتــدَ ْر»‬ ‫«سـ ْ‬
‫َ‬ ‫َل ـ ُه‪َ :‬‬
‫«الحيــاةُ»‪َ ،‬و«ال ـ َك َ‬
‫ال ُم»‪َ ،‬و«ال َب َصـ ْـر»‬

‫‪12‬‬
‫[ص َف ُة َ‬
‫الح َي ِ‬
‫اة]‬ ‫ِ‬

‫اق َي ٍة‪.‬‬
‫ودي ٍة‪َ ،‬ق ِديم ٍة‪َ ،‬ذاتِي ٍة‪ ،‬ب ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬
‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ب ا ْل َج ْز ُم بِ َأ َّن ُه َت َعا َلى‪َ :‬ح ٌّي بِ َح َياة َواحدَ ة‪ُ ،‬و ُج َّ‬
‫‪‬‬

‫صرِ]‬
‫مع وال َب َ‬ ‫[ص َف ُة َّ‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬

‫ـن‪َ ،‬ذاتِ َّي ْي ِن‪،‬‬


‫يم ْي ِ‬ ‫ـميع ب ِصير‪ ،‬بِسـم ٍع وبص ٍ ِ‬
‫ـر‪َ ،‬قد َ‬
‫ِ‬
‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ـب ا ْل َج ْـز ُم بِ َأنَّـ ُه َت َعا َلى‪َ :‬س ٌ َ ٌ َ ْ َ َ َ‬
‫وج ِ‬
‫ود َّي ْي ِن ‪.‬‬ ‫ُ ُ‬
‫ـ ُم َت َع ِّل َق ْي ِن بِك ُِّل‪َ :‬م ْس ُمو ٍع و ُم ْب َص ٍر‪.‬‬

‫‪‬‬
‫[ص َف ُة َ‬
‫الك َل ِم]‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬ي ِجب ا ْلج ْزم بِ َأ َّنه َتعا َلى‪ :‬م َت َك ِّلم بِك ََل ٍم َق ِدي ٍم‪َ ،‬ذاتِي‪ ،‬وج ِ‬
‫ود ٍّي‪َ ،‬غ ْي ِر‪ :‬م ْخ ُل ٍ‬
‫وق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ٍّ ُ ُ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ َ‬
‫يل‪ ،‬و َل َتك ِْي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يف‪.‬‬ ‫َو َل ُم ْحدَ ث‪َ ،‬و َل َحادث‪َ ،‬ب َل ت َْشبِيه‪َ ،‬و َل ت َْمث ٍ َ‬
‫ب‪ ،‬وج ِائ ٍز‪ ،‬ومست ِ‬ ‫ـ م َت َع ِّل ٍق بِك ُِّل‪َ :‬و ِ‬
‫يل‪.‬‬‫َح ٍ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫اج ٍ َ َ‬ ‫ُ‬
‫‪‬‬
‫ات الَّ ِتي ُي ْثب ُِت َها ُعلَماء َ‬
‫األ َث ِر‬ ‫الص َف ِ‬ ‫َف ْ‬
‫ص ٌل ِفي ِّ‬
‫َ ُ‬

‫ِه ْم َو َم ْن َه ِج ِه ْم ِفي َذلَك‬


‫ون َغير ِ‬
‫ُد َ‬

‫ـح َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ـن َا ْل ُم ْص َط َفى صلى اهلل عليه وسـلم كَـ‪:‬‬ ‫‪ ‬ك ُُّل َمـا َجـا َء فـي َا ْل ُق ْـرآن‪َ ،‬أ ْو َص َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ان‬‫يم ُ‬
‫ل َ‬ ‫الو ْجه وغيرها‪َ ،‬ي ِج ُ‬
‫ـب‪َ :‬ا ْ ِ‬ ‫والر ْح َمة‪َ ،‬وال َيـد‪َ ،‬و َ‬ ‫ِ‬
‫آ َيـة اال ْسـت َواء‪َ ،‬و َحديث الن ُُّـزول‪َّ ،‬‬
‫ـير‪َ ،‬و ْه َو ِم َن‬
‫يل‪ ،‬وال َّت ْف ِس ِ‬
‫يـل‪َ ،‬والت َّْشـبِ ِيه‪َ ،‬والت َّْمثِ ِ‬ ‫الـر ِّد‪َ ،‬والت َّْأ ِو ِ‬
‫ض َل ُه بِـ‪َّ :‬‬
‫بِ ِ‬
‫ـه‪َ ،‬وت َْر ُك َال َّت َع ُّـر ِ‬
‫ِ ِ‬
‫المت ََشـابِه ا َّلـذي َل َي ْع َل ُم ُه إِ َّل ا ُ‬
‫هلل‪.‬‬ ‫ُ‬

‫‪13‬‬
‫ارها‪ :‬إِ َّل بِص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد ٍر َع ِن النَّبِ ِّي صلى اهلل عليه‬ ‫َ‬ ‫‪َ ‬ي ْح ُر ُم ت َْأ ِو ُيل آ َيات ِّ‬
‫الص َفات َو َأ ْخ َب ِ َ‬
‫الص َحا َب ِة‪.‬‬
‫ض َّ‬ ‫وسلم‪َ ،‬أ ْو َب ْع ِ‬

‫‪‬‬

‫[ما َي ُجو ُز ِفي َح ِّق ِه تَ َعالَى]‬


‫َ‬

‫الر ُس ِل‪،‬‬ ‫وز فِي َح ِق اهللِ َت َعا َلى فِ ْع ُل ك ُِّل ُم ْم ِك ٍن َأ ْو ت َْر ُك ُه كَـ‪َ :‬‬
‫الخ ْل ِق‪َ ،‬وإِ ْر َس ِل ُّ‬ ‫‪َ ‬ي ُج ُ‬
‫َوإِن َْز ِ‬
‫ال ال ُكت ِ‬
‫ُب‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ستَ ِح ْي ُل ِفي َح ِّق ِه تَ َعالَى]‬


‫[ما َي ْ‬
‫َ‬

‫الج ْه ِل‪،‬‬‫ف بِ َهـا كَـ‪َ :‬‬ ‫ات ا َّلتِي ات ََّص َ‬


‫ـق اهللِ َتعا َلى َأ ْضـدَ اد الص َف ِ‬
‫ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َح ْي ُل فِي َح ِ‬‫‪ ‬يسـت ِ‬
‫َْ‬
‫ـوت‪ ،‬والصمـ ِم‪ ،‬والعمـى‪ ،‬والبكَـ ِم‪ ،‬وال َفن ِ‬
‫َـاء‪َ ،‬وال َعـدَ ِم‪َ ،‬وال َف ْق ِ‬ ‫ـز‪ ،‬والم ِ‬
‫ـر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َوال َع ْج ِ َ َ‬
‫واد ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫ـة لِ ْلح ِ‬ ‫والمما َث َل ِ‬
‫َ‬ ‫َ ً َ‬
‫‪‬‬
‫ِ‬
‫الم ْح َد َث ِ‬
‫ات‬ ‫ات ُ‬‫س َم ِ‬
‫اهلل َع ْن ِ‬ ‫َف ْ‬
‫ص ٌل ِفي تَ ْنز ِ‬
‫ِيه‬

‫هلل َت َعا َلى‪َ :‬ل ْي َس بِ َج ْو َه ٍر‪َ ،‬و َل ِج ْس ٍم‪َ ،‬و َل َع َر ٍ‬


‫ض‪.‬‬ ‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ب ا ْل َج ْز ُم بِ َأ َّن ا َ‬
‫اد ٍ‬‫ث‪ ،‬و َل يح ُّل فِي ح ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‪َ ،‬و َل‬ ‫َ‬ ‫َح ُّل ُه ا ْل َح َواد ُ َ َ ُ‬ ‫ب ا ْل َج ْز ُم بِ َأ َّن اهللَ َت َعا َلى‪َ :‬ل ت ُ‬ ‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫َين َْح ِص ُر فِ ِيه‪.‬‬

‫َان» َفكَافِ ٌر‪.‬‬ ‫َان» َأو‪« :‬فِي مك ٍ‬


‫َ‬ ‫ْ‬
‫ـ َفم ِن ا ْع َت َقدَ َأو َق َال‪« :‬إِ َّن اهلل َتعا َلى بِ َذاتِ ِه فِي ك ُِّل مك ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ب ا ْل َج ْز ُم بِ َأ َّن ُه ُس ْب َحا َن ُه َو َت َعا َلى‪َ :‬ب ِائ ٌن ِم ْن َخ ْل ِق ِه َفك َ‬
‫َان َو َل َمك َ‬
‫َان ُث َّم َخ َل َق‬ ‫ـ َب ْل َي ِج ُ‬
‫َان َقب َل َخ ْل ِق المك ِ‬
‫َان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َان َو ُه َو ك ََما ك َ ْ‬ ‫المك َ‬
‫َ‬

‫‪14‬‬
‫ال‬ ‫ص ٌل ِفي َ‬
‫األ ْف َع ِ‬ ‫َف ْ‬

‫هلل ُس ْب َحا َن ُه َخ َل َق ُه َو َأ ْو َجدَ ُه َوا ْبتَدَ َأ ُه‬ ‫‪ ‬ك ُُّل َشي ٍء ِسوى اهللِ و ِص َفاتِ ِه‪ :‬ح ِ‬
‫اد ٌ‬
‫ث‪َ ،‬وا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِم َن ا ْل َعدَ ِم‪.‬‬
‫ـاب‪َ .‬و ِق َيل‪َ :‬يك ُ‬
‫ُون‬ ‫يـر ِم َن األَ ْص َح ِ‬
‫ول كَثِ ٍ‬
‫ُـون لِ ِع َّل ٍة فِي َق ِ‬
‫‪ ‬فِ ْع ُـل اهللِ َت َعا َلـى َل َيك ُ‬
‫ارينِي‬
‫السـ َف ِ‬
‫الج َب ِل‪َ ،‬و َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َـار ُه ا ْب ُن َت ْيم َّيـ َة‪َ ،‬وا ْب ُن ال َقيـ ِم‪َ ،‬وال ُطوفي‪َ ،‬وا ْبـ ُن َقاضي َ‬
‫اخت َ‬ ‫ـة‪ْ ،‬‬‫لِ ِع َّل ٍ‬

‫َو َم ْن َوا َف َق ُه ْم‪.‬‬

‫ب َل ُه ْم؛ َو ِه َي َم ْخ ُلو َق ٌة هللِ َخ ْي ُرها َو َش ُّر َها‪.‬‬ ‫‪ ‬ج ِميع َأ ْفع ِ ِ ِ‬


‫ال ا ْلع َباد‪ :‬ك َْس ٌ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ـاب المعص َي ِة‪ ،‬غ ْي ُـر ُمك َْر ٍه‪،‬‬
‫ـة‪َ ،‬واكْتِ َس ِ‬
‫ـب ال َّطا َع ِ‬
‫يس ٌـر فِي ك َْس ِ‬ ‫‪ ‬ا ْل َع ْبـدُ ُم ْخت ٌ‬
‫َـار ُم َّ‬
‫َوالَ ُم ْج َب ٍر‪.‬‬
‫ِ‬
‫ور‪،‬‬ ‫هلل ُسـ ْب َحا َن ُه ا ْل َخال ُق َما ك ََسـ َب ُه ا ْل َع ْبدُ ‪َ ،‬وا ْكت ََسـ َب ُه‪َ ،‬و َف َع َل ُه‪َ ،‬وا ْل ُقـدْ َر َة َوا ْل َم ُقدُ َ‬
‫‪‬ا ُ‬
‫اال ْختِ َي َار َوا ْل ُم ْخت ََار‪.‬‬
‫و ِ‬
‫َ‬
‫ب َع َلى َو ْف ِق إِ َرا َدتِ ِه فِي ك َْسبِ ِه‪.‬‬ ‫هلل فِي َم َح ِّل ُقدْ َر ِة ا ْل ُم ْكت َِس ِ‬‫ب‪َ :‬ما َخ َل َقه ا ُ‬ ‫ـ ا ْلك َْس ُ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ـ ا ْل ُقدْ ر ُة ِهي‪ :‬التَّم ُّكن ِمن التَّصر ِ‬
‫َ ُ َ َ ُّ‬ ‫َ َ‬
‫َان َم ْع ِص َي ًة‬‫هلل َأ َرا َد ُو ُجو َد ُه َوإِ ْن ك َ‬ ‫ود ِمن َأ ْفع ِ ِ ِ‬ ‫‪ ‬ك ُُّل موج ٍ‬
‫ال ا ْلع َباد َو َغ ْي ِر َها‪َ ،‬فا ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫َو َم َض َّرةً‪.‬‬

‫‪ ‬هللِ َت َعا َلى إِ َيال ُم ا ْل َخ ْل ِق‪َ ،‬و َت ْع ِذي ُب ُه ْم ِم ْن َغ ْي ِر ُج ْر ٍم َسابِ ٍق‪.‬‬

‫ـيء‪َ ،‬و َل فِ ْع ُـل األَ ْص َل ِح‬ ‫ِ‬


‫ـي ٌء‪َ ،‬و َل ف ْع ُل َش ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ل َي ِج ُ‬
‫ـب َع َلـى اهلل َت َعا َلى ل َخ ْلقه َش ْ‬
‫َو ْالَ ْن َفـ ِع َل ُه ْم‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪15‬‬
‫ِيح‬ ‫ين َو َّ‬
‫الت ْقب ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ص ٌل ِفي َّ‬
‫الت ْح ِ‬ ‫َف ْ‬

‫الش ْر ِع ِّي؛ َف َل ُح ْس َن َو َل ُق ْب َح‪َ ،‬و َل ُشك َْر‬


‫‪ ‬ا ْل َع ْق ُل ا ْل َم ْر ِع ُّي َت َب ٌع َو ُم َوافِ ٌق للنَّ ْق ِل َّ‬
‫َو َل ُك ْف َر‪َ ،‬و َل َمدْ َح َو َل َذ َّم‪َ ،‬و َل َأ ْم َر َو َل ن َْه َي؛ َّإل ِم َن َّ‬
‫الش ْرعِ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫َ‬
‫والق َد ِر‬ ‫ضا ِء‬
‫الق َ‬ ‫َف ْ‬
‫ص ٌل ِفي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان بِال َق َضاء وال َقدَ ِر‪َ :‬خ ْي ِره َو َش ِّره‪َ ،‬و َأ َّن َما َأ َص َ‬
‫اب ا ْل َع ْبدَ َلم َي ُك ْن‬ ‫يم ُ‬ ‫ال َ‬‫ب ِْ‬ ‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫لِ ُي ْخطِ َئ ُه َو َما َأ ْخ َط َأ ُه َل ْم َي ُك ْن لِ ُي ِصي َب ُه‪.‬‬

‫اص َي َوا ْل َمك ُْرو َه‪َ ،‬و َقدَّ َر َذلِ َك‪َ ،‬و َك َت َب ُه َع َلى َخ ْل ِق ِه‪َ ،‬و َل ْم‬‫ـ و َأ َّن اهلل َتعا َلى َق َضى ا ْلمع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الر َضا بِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َي ْأ ُم ْر ُه ْم بِه‪َ ،‬و َل َأ ْل َز َم ُه ْم إِ َّيا ُه‪َ ،‬ب ْل ن ََه ُ‬
‫اه ْم َعنْ ُه َو َع ِن ِّ‬
‫‪‬‬

‫‪16‬‬
‫اني ِفي ال ُن ُب ِ‬
‫وات‬ ‫الباب َّ‬
‫الث ِ‬ ‫َ ُ‬

‫ُون َو َس ِائ َط َب ْين َُه ْم‬


‫اد؛ لِ َتك َ‬
‫ال الرس ِل إِ َلى ا ْل ِعب ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ ُ‬
‫وز َأ ْن َي َت َف َّض َل اهللُ َت َعا َلى بِإرس ِ‬
‫ْ َ‬ ‫‪َ ‬ي ُج ُ‬
‫وبين رب ِهم ا ْلك َِري ِم ا ْلجو ِ‬
‫اد‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ِّ‬
‫ـ َو َب ْع ُض ُه ْم َأ ْف َض ُل من َب ْع ٍ‬
‫ض‪.‬‬
‫‪ ‬ن َْج ِز ُم بِ َأ َّن ُم َح َّمدَ ْب َن َع ْب ِد اهللِ صلى اهلل عليه وسلم َر ُس ُ‬
‫ول اهللِ َح ًّقا إِ َلى ا ْل ِج ِّن‬
‫َو ِ‬
‫اإلن ِ‬
‫ْس كَا َّف ًة‪.‬‬
‫ـ وأ َّنه خاتَم ْالَنْبِي ِ‬
‫اء‪َ ،‬و َأ ْف َض ُل ُه ْم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ـ وأنَّه م ْخصوص بِا ْلم َقا ِم ا ْلمحم ِ‬
‫ود‪.‬‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ٌ‬
‫ين َق ْو ِم ِه َب ْل ُولِدَ ُم ْس ِل ًما ُم ْؤ ِمنًا‪.‬‬
‫ـ َوأ َّن ُه َل ْم َي ُك ْن َق ْب َل ا ْلبِ ْع َث ِة َع َلى ِد ِ‬

‫ُبوتِ ِه‪ُ ،‬م ْقت َِر َن ًة بِدَ ْع َوتِ ِه‪،‬‬ ‫ِ ِ ِِ‬


‫الم ْع َت َبر َة لصدْ قه ُو ِجدَ ْت َدا َّل ًة َع َلى ن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـ َو َأ َّن ا ْل ُم ْعج َز َة ال َقاط َعة ُ‬
‫َو ِه َي‪َ :‬ما َخ َر َق ا ْل َعا َدة ِم ْن َق ْو ٍل َأ ْو فِ ْع ٍل‪.‬‬

‫يغ َما ُأ ِم ُروا بِ ِه‪.‬‬ ‫الصدْ ُق‪َ ،‬واألَ َما َن ُة‪َ ،‬و َت ْب ِل ُ‬ ‫ِ‬
‫الر ُس ِل َعل ْي ِه ُم َّ‬
‫الس َل ُم‪َّ :‬‬ ‫ب في َح ِّق ُّ‬
‫اج ِ‬
‫الو ِ ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫َح ُيل فِي ح ِّق الرس ِل َع ِلي ِهم الس َلم‪ :‬ال ُك ْفر‪ ،‬والك َِذب‪ ،‬و ِ‬
‫الخ َيا َن ُة‪.‬‬ ‫‪ ‬المست ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ُ َّ ُ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫اض ال َب َش ِر َّي ُة كَالنَّو ِم‪َ ،‬والنِّك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َاح‪.‬‬ ‫الر ُس ِل َعل ْي ِه ُم َّ‬
‫الس َل ُم‪ :‬األَ ْع َر ُ‬ ‫الجائ ُز في َح ِّق ُّ‬ ‫‪َ ‬‬
‫‪‬‬

‫‪17‬‬
‫الس ْم ِعي ِ‬
‫َّات‬ ‫الث ِفي َّ‬ ‫الباب َّ‬
‫الث ِ‬ ‫َ ُ‬

‫وح ِه إِ َلى َج َس ِد ِه‪،‬‬


‫ت فِي َقب ِر ِه‪ ،‬و َض ْغ َطتِ ِه فِ ِيه‪ ،‬ورد ر ِ‬ ‫ِ‬
‫اء ا ْلمي ِ‬
‫َ َ ِّ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫إح َي َ ْ‬ ‫مان بِ ْ‬‫ال َي ُ‬ ‫ب ِْ‬ ‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ال منْك ٍَر ون ِ‬
‫َك ٍير َل ُه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َو ُس َؤ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يسى‪َ ،‬و َي ْأ ُج َ‬
‫وج‬ ‫ِ‬
‫بالسا َعة َو َأ ْش َراط َها م َن‪ :‬الدَّ َّجال‪َ ،‬ون ُُزول ع َ‬ ‫مان َّ‬ ‫ال َي ُ‬ ‫ب ِْ‬ ‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫وج الدَّ ا َّب ِة‪َ ،‬و ُخ ُر ِ‬
‫وج الن َِّار‪.‬‬ ‫س ِم ْن َم ْغ ِربِ َها‪َ ،‬و ُخ ُر ِ‬
‫الش ْم ِ‬‫ان‪َ ،‬و ُط ُلو ِع َّ‬ ‫وم ْأجوج‪ ،‬والدُّ َخ ِ‬
‫َ َ ُ َ َ‬
‫‪‬‬
‫َ‬
‫الم َع ِ‬
‫اد‬ ‫َف ْ‬
‫ص ٌل ِفي أ ْم ِر َ‬

‫الص ْع َق ِة‪َ ،‬وا ْل َح ْش ِر َوالن َّْش ِر لِك ُِّل ِذي ُر ٍ‬


‫وح‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مان بِال َب ْعث‪َ ،‬و َّ‬ ‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ب ِْ‬
‫ال َي ُ‬

‫‪‬‬
‫س ِ‬
‫اب‬ ‫الح َ‬ ‫َف ْ‬
‫ص ٌل ِفي ِ‬

‫الجنَّ َة بِ َغ ْي ِر ِح َس ٍ‬
‫اب‪.‬‬ ‫ون َّإل َم ْن َشا َء اهللُ َأ ْن َيدْ ُخ َل َ‬
‫الم َك َّل ُف َ‬
‫ون ُ‬‫ب ا ْل ُم ْس ِل ُم َ‬
‫اس ُ‬
‫‪ُ ‬ي َح َ‬
‫ُوز ُن َص َح ِائ ُف ُه ْم‪.‬‬
‫ون َف َل ت َ‬ ‫‪ ‬ا ْل ُك َّف ُار الَ ُي َح َ‬
‫اس ُب َ‬

‫ـ َوإِ ْن َف َع َل كافِ ٌر ُق ْر َب ًة ِم ْن ن َْح ِو‪َ :‬صدَ َق ٍة‪َ ،‬أ ْو ُظ ِل َم َر َج ْونَا َل ُه َأ ْن ُي َخ َّف َ‬


‫ف َعنْ ُه ا ْل َع َذ ُ‬
‫اب‪.‬‬
‫ان و ِك َّفت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُوز ُن بِ ِه ا ْل َح َسن ُ‬
‫ان ا َّل ِذي ت َ‬‫‪ ‬ن ُْؤ ِم ُن بِ َأ َّن ا ْل ِم َيز َ‬
‫َان‬ ‫ات َح ٌّق‪َ ،‬و َل ُه ل َس ٌ َ‬
‫الس َّي َئ ُ‬
‫َات َو َّ‬
‫ف ْالَ ْعم ِ‬
‫ال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُوز ُن بِ ِه َما َص َح ِائ ُ‬
‫ت َ‬

‫‪18‬‬
‫َّـم‪َ ،‬و َأ َّن ُع ُب َ‬
‫ـور ُه‬ ‫ـق َو ُه َ ِ‬
‫ـو ج ْس ٌـر َم ْمـدُ و ٌد َع َلـى َج َهن َ‬ ‫الص َ‬
‫ـراط‪َ :‬ح ٌّ‬ ‫‪ ‬ن ُْؤ ِمـ ُن بِ َ‬
‫ـأ َّن ِّ‬
‫ال‪.‬‬‫بِ َقـدْ ِر ْالَ ْعم ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬ن ُْؤم ُن بِ َأ َّن َ‬
‫الح ْو َض‪َ :‬ح ٌّق‪.‬‬

‫الش َهدَ ِاء َو َب ِق َّي ِة ا ْل ُم ْؤ ِمنِي َن‪.‬‬ ‫اء وا ْلع َلم ِ‬


‫اء َو ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ ‬ن ُْؤ ِم ُن بِ َّ‬
‫الش َفا َعة م َن ْالَنْبِ َي َ ُ َ‬
‫َان ْال َن‪ُ ،‬ه َما َو َما فِ ِيه َما ِم َن الن َِّعي ِم‬
‫أن الجنَّ َة والنَّار‪ :‬ح ٌّق و ُهما م ْخ ُلو َقت ِ‬
‫‪ ‬ن ُْؤم ُن بِ َّ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫اب ُخ ِل َقتَا لِ ْلب َق ِ‬
‫اء‪.‬‬ ‫َوا ْل َع َذ ِ‬
‫َ‬
‫‪‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اآلخ َر ِة‬ ‫ؤي ِة اهلل تَ َعالَى ِفي‬ ‫َف ْ‬
‫ص ٌل ِفي ُر َ‬
‫‪ ‬ن َْج ِز ُم بِ َأ َّن ا ْل ُم ْؤ ِمنِي َن َي َر ْو َن َر َّب ُه ْم َت َعا َلى َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة بِ ْاألَ ْب َص ِ‬
‫ار‪َ ،‬و ُي َك ِّل ُم ُه ْم َع َلى‬
‫َما َي ِلي ُق بِ ِه َت َعا َلى فِ ِيه َما‪.‬‬

‫ـ َو َل ت ََرا ُه ا ْل ُك َّف ُار‪.‬‬

‫‪‬‬

‫َف ْ‬
‫ص ٌل‬

‫اس ِه بِا ْل ُك ْف ِر َوا ْل َم ْع ِص َي ِة َو َأن ََّها‪َ :‬ح ٌّق‪.‬‬


‫‪ ‬ن ُْؤ ِمن بـ‪ :‬المال َِئك َِة‪ ،‬وإب ِليس‪ ،‬و ِوسو ِ‬
‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ون فِي ا ْل ُج ْم َل ِة‪َ ،‬يدْ ُخ ُل ُم ْؤ ِمن ُُه ُم ا ْل َجنَّ َة َوكَافِ ُر ُهم الن ََّار َك َغ ْي ِر ِه ْم‪.‬‬
‫‪ ‬ا ْل ِج ُّن ُم َك َّل ُف َ‬

‫‪‬‬

‫‪19‬‬
‫ائ َل ُمتَ َفر َِّق ٍ‬
‫ات‬ ‫س ِ‬‫اب الرَّاب ُِع ِفي َم َ‬
‫ال َب ُ‬

‫ان]‬
‫يم ُ‬ ‫(‪ِ ْ )1‬‬
‫[ال َ‬
‫ان‪ ،‬و َعم ٌل بِاألَرك ِ‬
‫ِ‬ ‫ان‪َ :‬ع ْقدٌ بِا ْلجن ِ‬ ‫‪ِْ ‬‬
‫َان‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ول بِال ِّل َس َ َ‬
‫َان‪َ ،‬و َق ٌ‬ ‫َ‬ ‫يم ُ‬
‫ال َ‬
‫ص ُه َو َو َث َوا ُب ُه بِا ْل َم ْع ِص َي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ـ َي ِزيدُ بِا ْل َّطا َعة‪َ ،‬و َينْ ُق ُ‬
‫الح ِ‬
‫ال‪.‬‬ ‫ـ و َقو ُل‪« :‬إِ ْن َشاء اهلل» فِ ِيه سنَّ ٌة‪َ ،‬ل َع َلى َّ ِ ِ‬
‫الشك في َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫‪‬‬
‫ات ْ َ‬
‫ال ْو ِل َيا ِء]‬ ‫ام ُ‬ ‫(‪َ )2‬‬
‫[ك َر َ‬
‫‪ ‬كَرامات ْالَولِي ِ‬
‫اء‪َ :‬ح ٌّق‪.‬‬ ‫َ َ ُ ْ َ‬
‫ـ و ِهي‪َ :‬خر ُق ا ْلعاد ِة الَ ع َلى وج ِه االستِدْ ع ِ‬
‫اء َل َها‪َ ،‬والت ََّحدِّ ي بِ َها َوالدُّ َعاِء إِ َل ْي ِه‪،‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫والَ ِعنْدَ استِدْ ع ِ‬
‫اء َذلِ َك ِمنْ ُه َع ْن َن ْف ِس ِه َأ ْو َع ِن اهللِ‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫رت َع َلى َيدَ ْي ِه‪َ ،‬والَ َع َلى ِوالَيتِ ِه لِ َج َو ِاز‬ ‫‪َ ‬ل تَدُ ُّل الك ََرا َم ُة َع َلى ِصدْ ق َم ْن َظ َه ْ‬
‫اجا َو َمك ًْرا بِ ِه‪.‬‬ ‫ُون ِ‬
‫استدْ َر ً‬ ‫َس ْلبِها‪َ ،‬و َأ ْن َتك َ ْ‬
‫‪‬‬

‫ام ٍُة]‬
‫إل َم َ‬
‫(‪[ )3‬ا ِ‬

‫الما ِم َش ْر ًعا‪َ ،‬و ِه َي ُر ْت َب ٌة ِدينِ َّي ٌة َعا َّم ٌة‪َ ،‬و ِهي‪َ :‬ف ْر ُض ِك َفا َي ٍة‪.‬‬ ‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ب إِقا َم ُة ْ ِ‬

‫‪20‬‬
‫ش فِي‪ :‬إِ َقام ِة َقان ِ‬
‫ُون‬ ‫ال َما ُم َم ْن َقا َم َم َقا َم النَّبِ ِّي صلى اهلل عليه وسلم ِم ْن ُق َر ْي ٍ‬
‫‪ِْ ‬‬
‫َ‬
‫اف ا ْلم ْظ ُلو ِم‪ ،‬و ْالَم ِر بِا ْلمعر ِ‬ ‫ود‪ ،‬وإِنْص ِ‬
‫الشرعِ‪ ،‬وا ْلحج‪ ،‬وال َغ ْز ِو‪ ،‬وإِ َقام ِة ا ْلحدُ ِ‬
‫وف‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ْ َ َ ِّ َ‬
‫مال فِي ِج َهاتِ ِه‪.‬‬ ‫كاة ونَح ِوها‪ ،‬وصر ِ‬
‫ف ا ْل ِ‬
‫الز َ ْ َ َ َ ْ‬
‫والنَّه ِي َع ِن ا ْلمنْك َِر‪ ،‬و َأ ْخ ِذ َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫الما ِم في ال َّطا َع ِة‪ ،‬وتَحرم في المع ِ‬ ‫‪‬ت ِ‬
‫صية‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫ب َطا َع ُة ْ ِ َ‬ ‫َج ُ‬
‫َار ًة ِم َّم ْن َي ْص ُل ُح َل َها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اال ْختِ َي ِ‬
‫ار‪َ ،‬وبِ ْال َغ َل َبة ت َ‬
‫اد و ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫االجت َه َ‬ ‫َّص َو ْ‬ ‫بت ْ ِ‬
‫ال َما َم ُة بِالن ِّ‬ ‫‪َ ‬ت ْث ُ‬
‫اق َأ ْه ِل ا ْل َح ِّل َوا ْل َع ْق ِد َع َل ْي ِه‪.‬‬ ‫ـ َتنْ َع ِقدُ بِا ِّت َف ِ‬

‫اس ًقا‪َ ،‬ب ْل ن َُص ِّلي َخ ْل َف ُه َون َُح ُّج َم َع ُه‪،‬‬ ‫َان َف ِ‬‫ال َما ِم َوإِ ْن ك َ‬ ‫وج َع َلى ْ ِ‬ ‫‪َ ‬ل َي ُج ُ‬
‫وز ا ْل ُخ ُر ُ‬
‫الزكَاةَ‪َ ،‬ونَدْ ُعو َل ُه‪.‬‬ ‫َو ُن ْعطِ ِيه َّ‬
‫‪‬‬
‫اب ِة]‬ ‫ب ِل ْل َ‬
‫ص َح َ‬ ‫[ما َي ِج ُ‬
‫(‪َ )4‬‬
‫َّاس بعدَ رس ِ ِ‬
‫الصدِّ ُيق‪،‬‬‫ول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪َ ،‬و َأ ْف َض ُل ُه ْم‪َ :‬أ ُبو َبك ٍْر ِّ‬ ‫‪َ ‬خ ْي ُر الن ِ َ ْ َ ُ‬
‫لب‪ُ ،‬ث َّم َب ْعدُ ُه ْم فِي‬ ‫ان‪ُ ،‬ث َّم َع ِل ُّي ْب ُن َأبِي َطاِ ٍ‬
‫ان ْب ُن َع َّف َ‬ ‫اب‪ُ ،‬ث َّم ُع ْث َم ُ‬ ‫ُث َّم ُع َم ُر ْب ُن ا ْل َخ َّط ِ‬
‫لى قدْ ِر ا ْل ِه ْج َر ِة َّأو ًل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َف ْض ِل َبق َّي ُة ا ْل َع َش َرة‪ُ ،‬ث َّم َأ ْه ُل َبدْ ٍر م َن ا ْل ُم َهاج ِري َن‪ُ ،‬ث َّم األَن َْص ُار َع َ‬
‫َب‪ُ ،‬ث َّم التَّابِ ُع َ‬ ‫اب رس ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫ول اهلل صلى اهلل عليه وسلم َو َل ُه ْم ُرت ٌ‬ ‫أو ًل‪ُ ،‬ث َّم َسائ ُر َأ ْص َح ِ َ ُ‬ ‫َف َّ‬
‫ٍ‬
‫وه ْم بِإِ ْح َسان‪ُ ،‬ث َّم ا ُ‬
‫هلل َأ ْع َل ُم‪.‬‬ ‫تَابِ ُع ُ‬
‫الصحا َب ِة‪َ ،‬وا ْلك ُّ‬
‫َف َع َّما َج َرى َب ْين َُه ْم‪.‬‬ ‫ب ك ُِّل َّ‬‫ب ُح ُّ‬‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ـم‪َ ،‬وا ْعتِ َقا ُد‬
‫َـر ُك الت ََّحا ُم ِل َع َل ْي ِه ْ‬
‫ـم‪َ ،‬وت ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ْـر َم َحاسـن ِه ْم والت ََّر ِّضي َعن ُْه ْ‬
‫ِ‬
‫ـب ذك ُ‬ ‫‪َ ‬ي ِج ُ‬
‫ـذ ِر َل ُه ْم‪.‬‬
‫ال ُع ْ‬
‫َح ًّل‪َ :‬ك َف َر‪َ ،‬وإِ ْن َل ْم َي ْستِ ِح َّل‪َ :‬ف َس َق‪.‬‬
‫‪َ ‬فمن سب أحدً ا ِمنْهم مست ِ‬
‫ُ ْ ُ ْ‬ ‫َ ْ َ َّ َ‬
‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫وب َو ُمتَ َعلَّ َق ُ‬
‫ات َها]‬ ‫(‪ُّ )5‬‬
‫[الذ ُن ُ‬

‫الص ِغ َير ِة‪.‬‬


‫االص َر ِار َع َلى َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْسل ُم بِـ‪ :‬الكَبِيرة‪َ ،‬و ْ‬
‫‪َ ‬ي ْف ُس ُق ُ‬
‫اإليم ِ‬ ‫ِ‬
‫ان بِ َّ‬
‫الذن ِ‬
‫ْب‪.‬‬ ‫الم ْسل ُم من ِ َ‬
‫‪َ ‬ل َي ْخ ُر ُج ُ‬
‫اجب ٌة َع َلى ا ْلم َك َّل ِ‬ ‫‪ ‬التَّوب ُة ِمن ك ُِّل َذن ٍ ِ‬
‫ف َف ْو ًرا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْب َصغ ٍير‪َ ،‬أ ْو كَبِ ٍير‪َ :‬و ِ َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪‬‬

‫ف َأ ْه ِل ُّ‬
‫السن َِة]‬ ‫وائ ُ‬
‫[ط ِ‬‫(‪َ )6‬‬
‫اعرةٌ‪ ،‬وحنَابِ َل ٌة‪ ،‬ومات ُِر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫يد َي ٌة‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫السنَة َث َل َث ُة َطوائف‪َ :‬أ َش َ َ َ‬
‫‪َ ‬أ ْه ُل ُّ‬
‫اع َر ِة فِي َم َس ِائ َل ِمن َْها‪:‬‬
‫ف بين الساد ِة الحنَابِ َل ِة والساد ِة األَ َش ِ‬
‫َّ َ‬
‫ِ‬
‫‪َ ‬و َق َع الخ َل ُ َ َ َّ َ َ‬
‫الو ْج ِه َو َغ ِير ِها‪ ،‬ن َْح ُن ن ُْؤ ِم ُن‬ ‫ِ‬ ‫االستِ َو ِاء‪َ ،‬والن ُُّز ِ‬
‫ِ‬ ‫ـ ِ‬
‫ول‪َ ،‬وال َيد‪َ ،‬و َ‬ ‫الخ َب ِر َّي ُة كَـ‪ْ :‬‬ ‫ات َ‬ ‫الص َف ُ‬
‫بِ َها‪َ ،‬ون َُح ِر ُم ت َْأ ِوي َل َها‪َ ،‬و ُه ْم‪َ :‬يت ََأ َّو ُلون ََها‪.‬‬

‫ـ َم ْس َأ َل ُة الك ََل ِم‪ :‬ن َْح ُن ن ُْؤ ِم ُن بِـ‪َ :‬أ َّن ك ََل َم اهللِ َت َعا َلى َق ِد ْي ٌم ُح ُرو ُف ُه َو َم َعانِ ِيه‪َ ،‬و َأ َّن ُه‬
‫ف والص ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت‪ ،‬وهم‪ :‬ينْ ُف َ ِ‬ ‫ف وص ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وت‪.‬‬ ‫الح ْر َ َ‬ ‫ون ات َصا َف ُه بِ َ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫بِ َح ْر َ َ‬
‫‪‬‬
‫[خ ِ‬
‫ات َم ٌة]‬ ‫(‪َ )8‬‬

‫ار ُك ُه فِ ِيه َم ْخ ُل ٌ‬
‫وق‪،‬‬ ‫وق َث َل َث ٌة‪َ :‬ح ٌّق هللِ َل ُي َش ِ‬
‫الح ُق َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ ‬من ت ِ‬
‫َحق ِيق التَّوحيد َأ ْن ُي ْع َل َم َأ َّن ُ‬‫َ ْ ْ‬
‫َو َح ٌّق لِ َر ُسولِ ِه صلى اهلل عليه وسلم َو َح ٌّق ُم ْشت ََر ٌك َبين َُه َما‪.‬‬

‫الخ ْش َي ِة‪َ ،‬وال َّت ْقوى‪،‬‬


‫وف‪َ ،‬و َ‬ ‫الخ ِ‬ ‫ُل‪َ ،‬و َ‬ ‫َالع َبا َد ِة‪َ ،‬والتَّوك ِ‬
‫ـ َأما ح ُّق اهللِ َتعا َلى وحدَ ه َفك ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫االستِ َعان َِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و ِ ِ‬
‫الر َجاء‪َ ،‬و ْ‬
‫اإلنَا َبة َو َّ‬ ‫َ‬

‫‪22‬‬
‫َّوق ِير‪َ ،‬واالتِ َبـاعِ‪َ ،‬واال ْلتِ َزا ِم‬
‫يـر‪ ،‬والت ِ‬ ‫ِ‬
‫َص بِه َفكَال َّت ْع ِز ِ َ‬‫الم ْخت ُّ‬
‫ـول ﷺ ُ‬ ‫ـ َو َأ َّمـا َح ُّق َّ‬
‫الر ُس ُ‬
‫لِ ُحك ِْم ِه ‪.‬‬

‫يـق‪،‬‬‫ـان‪َ ،‬والت َّْص ِد ِ‬ ‫اإليم ِ‬ ‫ِ‬


‫َالم َح َّبـة َو ِ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْشـت ََر ُك َبيـ َن اهلل َو َر ُسـوله َفك َ‬
‫ـق ُ‬ ‫ـ َو َأ َّمـا َ‬
‫الح ُّ‬
‫َو ال َّطا َع ِة ‪.‬‬

‫قال العبد الفقير إلى عفو ربه مبارك بن راشد الحثالن الحنبلي مذه ًبا واعتقا ًدا‪،‬‬
‫بدأت في تأليف هذا المختصر ليلة النصف من شعبان سنة ‪1439‬ﻫ‪ ،‬وتم االنتهاء منه‬
‫ُ‬
‫في صباح أول شهر رمضان المبارك من العام نفسه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪23‬‬
‫يصدر قري ًبا‬

‫الرياض النجدية‬

‫في شرح‬

‫مختصر العقائد الحنبلية‬

‫تأليف‬

‫مبارك بن راشد الحثالن‬

You might also like