Professional Documents
Culture Documents
3 Qaed
3 Qaed
١٤٣٩ﻫـ ـ ٢٠١٨م
ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎق وﻋﻘﺪ
ﺑﻴﺮوت ـ ﻟﺒﻨﺎن
ﻫﺎﺗﻒ وﻓﺎﻛﺲ٠٠٩٦١١٦٦٠١٦٢ :
ﺟﻮال٠٠٩٦١٧١٥٨٧٣٥٣ :
اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲDar.alrayaheen@gmail.com :
ﲜﲝﲞﲟ
مبارك الحثالن
خيرا وبارك
ما قدمته في هذه الرسالة المباركة يمثل اعتقاد الحنابلة وجزاك اهلل ً
في عملك واجتهادك.
1439/11/1ﻫ
5
تقديم الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الشامي
ﲜﲝﲞﲟ
الحمـد هلل رب العالميـن ،وأفضـل الصلاة وأتـم التسـليم علـى سـيدنا محمد
وعلـى آلـه وصحبه أجمعيـن ،الحمد هلل الذي علـم عباده المؤمنين أصـول التوحيد،
فقـال فـي محكـم كتابـه مخاط ًبـا رسـوله صلـى اهلل عليـه وسـلم والمؤمنيـن﴿ :ﭑ
ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ
ﭢ﴾ وقـال تعالـى﴿ :ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ﴾ الشـورى مبينًـا
لهـم القاعـدة العظيمـة التـي تحمـي هذا العلـم مـن الزيغ واالنحـراف ،وجـزى اهلل
عنـا سـيدنا محمـدً ا صلـى اهلل عليه وسـلم ما هـو أهلـه ،ب َّي َن لنـا طريق الحـق عقيدة
وشـريعة وعبـادة ،ووضعنـا علـى المحجـة البيضـاء ليلها كنهارهـا ال يزيـغ عنها إال
سـليما من
ً هالـك ورضـي اهلل عن الصحابـة الكرام الذيـن فهموا الديـن وطبقوه نق ًيا
كل خطـأ أو انحـراف وبعد:
فإن من أهم ما يجب على المسلم معرفته ما يتعلق بأمور عقيدته وأن يتلقى
ذلك من طريق العلماء الذين عرفوا بعلمهم وورعهم وحرصهم الشديد على اتباع
ما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة والدقة فيما يحتاج إلى اجتهاد ونظر ،ومن
هؤالء علماء الحنابلة الذين اتبعوا نهج اإلمام أحمد بن حنبل رضي اهلل عنه وعن
جميع أئمة المسلمين المجتهدين من أهل السنة والجماعة.
7
وألهمية هذا األمر فقد أحب الشيخ الفاضل األستاذ مبارك بن راشد الحثالن،
مختصرا في العقيدة اإلسالمية منتق ًيا ذلك من كتب علماء حنابلة
ً وأن يقدم للناس
ُعرفوا بالعلم والفضل وهذه الكتب كما ذكر أهل العلم كتب معتمدة مقبولة عند
الحنابلة ،وقد ذكرها الشيخ مبارك بقوله في المقدمة إنها «العين واألثر» للشيخ
عبد الباقي بن عبد الباقي الحنبلي ت 1071ﻫ ،و«قالئد العقيان» للشيخ محمد ابن
بلبان ت 1083ﻫ ،و«نجاة الخلف في اعتقاد السلف» للشيخ عثمان بن قايد النجدي
ت 1097ﻫ ،و«منظومة الدرة المضيئة» لإلمام محمد الـسـفـاريـنـي ت 1188ﻫ
رحم اهلل الجميع رحمة واسعة.
ومما تجدر اإلشارة إليه أنه مما يجب على علماء المسلمين الذين يكتبون
بعضا بسبب اختالف األئمة في االجتهاد
أو يدرسون العقيدة أن ال يطعن بعضهم ً
بعضا فالمؤمنون إخوة كما قال ربنا تبارك
بعضا ويحب بعضهم ً
بل يعذر بعضهم ً
وتعالى وفقنا اهلل جمي ًعا لما يحب ويرضى وجزى اهلل الشيخ مبارك الحثالن خير
الجزاء ونفع بمؤلفه المسلمين ،والحمد هلل رب العالمين.
8
ﲜﲝﲞﲟ
ود ِه،
ود ِه ،الم َت َف ِّض ِل َع َلينَا بِكَر ِم ِه وج ِ
َ َ ُ ْ ُ
ث َع َلى وج ِ
ُ ُ
ت الحو ِ
اد ُ َ َ
الحمدُ هللِ ا َّل ِذي د َّل ِ
َ َ ْ
ٍ ِ
الم ْخ ُلو َقاتَ ،ت َعا َلى َأ ْح َمدُ ُه َح ْمدَ َم ْن َأ ْث َب َت َل ُه ِّ
الص َفاتَ ،و َن َفى َعنْ ُه ُم َشا َب َه َة َشيء م َن َ
ياس ،وج َّل َع ِن الحدُ ِ
ود َواألَ ْجن ِ
َاسَ ،و ُأ َص ِّلي َو ُأ َس ِّل ُم َع َلى سبحا َنه َع ِن األَ ْشك ِ ِ
ُ َال َوالق ِ َ َ ُ ْ َ ُ
َادَ ،و َع َلى آلِ ِه َو َص ْحبِ ِه َأ ِئ َّم ِة
العن ِ
يل ال ُك ْف ِر و ِ
َ ادَ ،ون ََهى َع ْن َسبِ ِ يح اال ْعتِ َق ِ
َم ْن َدعا إِ َلى َص ِح ِ
الهدَ ى والر َش ِ
اد. َ َّ ُ
ـابُـب األَ ْص َح ِ ـري َف ٌة َو ِر َسـا َل ٌة َلطِي َفـ ٌةَ ،ل َّخ ْصت َُهـا ِمـ ْن ُكت ِ
ـذ ِه َع ِقيـدَ ٌة َش ِ
وبعـدُ َ :فه ِ
َ ََْ
ـر» ُح ْسـ َن األثـر، ـذ ُت ِمـ َن «ال َع ِ
يـن َواألَ َث ِ ب َف َأ َخ ْ لا ِ ـه َل َتنَاو ُل َهـا َع َلـى َج ِميـ ِع ال ُط َّ
يس ُ
ل ْ
ِ
ـاة الخَ َل ِ
يـه ِمـن المعانِي ،و ِمـن «نَج ِ اسـن مـا جاء فِ ِ ـر الب ْلبانِـي» مح ِ ِ
ف» َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ «مخْ ت ََص ِ َ َ
َومـ َن ُ
ـت النَّ َظ َر فِي ُكتُبِ ِهـ ِم َوا ْن َت َق ْي ُت ِم ْن ك ََل ِم ِه ِم َما َي ُسـر َذ ِوي يـق منْه ِج السـ َل ِ
فُ ،ث َّم َأ َج ْل ُ َّ َط ِر َ َ َ
ـاب ،وجع ْلتُـه فِـي َأربع ِ
ـة َأ ْب ٍ
واب: ََْ األَ ْل َب ِ َ َ َ ُ
يـه :فِـي َأس ِ ِ ِ ِ ِ ـت فِ ِ اإل َل ِه ِ
ول :فِـي ِ
ـماء اهلل َوص َفاتـهَ ،ما َي ِج ُ
ـبَ ،و َما ْ َ يـاتَ ،و َب َح ْث ُ األَ ُ
ـال ،وال َقض ِ
اء ين فِـي :األَ ْف َع ِ َ َ َح ُيل فِـي ح ِّق ِ
ـه َت َعا َلـىَ ،و َخت َْمتُـ ُه بِ َف ْص َل ِ َ
ـوز ،ومـا يسـت ِ
َي ُج ُ َ َ َ ْ
َو ال َقدَ ِر .
وز ،وما يسـت ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َح ْي ُل َع َلى َوال َّثانـي :فـي النُّ ُبـواتَ ،و َب َح ْث ُت فيـهَ :ما َي ِج ُ
بَ ،و َمـا َي ُج ُ َ َ َ ْ
ِ
لا ُم. األَنْبِياء َع َل ْي ِه ُم َّ
الس َ
9
ِ ِ ِ ات ،وبح ْث ُ ِ ِ الـث :فِي السـم ِعي ِوال َّث ِ
ـم ُع ـت فيه :ال َغيبِ َّيـات ا َّلتي َط ِر ُيق الع ْل ِم بِ ِها َّ
الس ْ ََ َ َّ ْ َّ َ
َاب والسـن َِة ِممـا َليس لِ ْلع ْق ِل فِ ِ ِ ِ ِ
يـه َم َج ٌال. َ َ َ الـوار ُد في الكت ِ َ ُّ
ِ ِ ِ ٍ ِ والرابِ ِ
الج ْه ُل
ـف َالم َك َّل َ
ـع ُـع :فـي َم َسـائ َل ُم َت َف ِّر َقاتَ ،ب َح ْث ُت فيه :مسـائ َل َل َي َس ُ
َ َّ ُ
بِ َها .
((( «العين واألثر» للشيخ عبد الباقي الحنبلي ت 1071ﻫ ،و«قالئد العقيان» للشيخ محمد
ابن بلبان ت 1083ﻫ ،و«نجاة الخلف في اعتقاد السلف» للشيخ عثمان بن قايد النجدي
ت 1097ﻫ ،وهذه الكتب الثالثة من الكتب العقدية المعتمدة عند األصحاب ،ومؤلفوها
من كبار علماء المذهب في عصرهم بال منازع.
10
َه ِ اب َ
يات ول ِفي ا ِ
إلل ِ األ ُ ال َب ُ
ـود وا ْلموج ِ
ِ ِ ِ ت ِ
ـودَ ،ع َلى ك ُِّل ـب َم ْع ِر َفـ ُة اهلل َت َعا َلـى َش ْـر ًعا بِالنَّ َظ ِر فـي ا ْل ُو ُج َ َ ْ ُ
َج ُ
ـف َق ِ
اد ٍر. م َك َّل ٍ
ُ
ود ذاتِ ِه بِ ِص َف ِ
ات ا ْلكَم ِ وب وج ِ
ال. َ ـ َوا ْل ُم َرا ُدَ :م ْع ِر َف ُة ُو ُج ِ ُ ُ
ون َم ْع ِر َف ِة َح ِق َي ِق ِة َذاتِ ِه ِال ْستِ َحا َل ِة َذلِ َك؛ ِلَن ََّها ُم َخالِ َف ٌة لِ َس ِائ ِر ا ْل َح َق ِائ ِق.
ـ ُد َ
احدٌ َل َيت ََج َّز ُأ َو َل َينْ َق ِس ُمَ ،أ َحدٌ َل ِم ْن عَدَ ٍدَ ،ف ْر ٌد، ي ِجب ا ْلج ْزم بِ َأ َّنه َتعا َلى :و ِ
َ َ ُ َ ُ ُ َ
َص َمدٌ َ ،ل ْم َي ِلدْ َو َل ْم ُيو َلدْ َ ،و َل ْم َي ُك ْن َل ُه ُك ُف ًوا َأ َحدٌ .
11
ِ الص َف ِ
()1
الواج َب ِة هلل تَ َعالَى
ِ ات َف ْ
ص ٌل ِفي ِّ
[ص َف ُة ِ
الع ْل ِم] ِ
ٍ ِ ٍ ِ ِ ِ
َ ي ِج ُ
ب ا ْل َج ْز ُم بِ َأ َّن ُه َت َعا َلىَ :عال ٌم بِع ْل ٍم َواحدَ ،قدي ٍمَ ،باقَ ،ذ ٍّ
اتي.
ب ،وج ِائ ٍز ،ومست ِ ـ م َت َع ِّل ٍق بِك ُِّلَ :و ِ
َح ٍ
يل. َ ُ ْ اج ٍ َ َ ُ
[ص َف ُة ُ
الق ْد َر ِة] ِ
اق َي ٍة.
ودي ٍةَ ،ق ِديم ٍةَ ،ذاتِي ٍة ،ب ِ
َّ َ َ
ِ ٍ ِ ٍ
َ ي ِج ُ
ب ا ْل َج ْز ُم بِ َأ َّن ُه َت َعا َلىُ :م ِريدٌ بِإِ َرا َدة َواحدَ ةُ ،و ُج َّ
وجدُ إِ َّل بِ َها. ِ ٍ
ـ ُم َت َع ِّل َقة بِك ُِّلَ :جائ ٍزَ ،ف َل ْم ُي َ
وجدْ َش ْي ٌء َو َل ُي َ
((( تسمى هذه الصفات السبع بالصفات الثبوتية ،وقد حصل االتفاق على إثباتها بين الحنابلة
وغيرهم ،وقد جمعها اإلمام محمد السفاريني الحنبلي ت 1188ﻫ بقوله:
ِ
ـم ٌع»« ،إِ َرا َدةٌ»َ ،و«ع ْلـ ٌ
ـم»َ ،و«ا ْق َتــدَ ْر» «سـ ْ
َ َل ـ ُهَ :
«الحيــاةُ»َ ،و«ال ـ َك َ
ال ُم»َ ،و«ال َب َصـ ْـر»
12
[ص َف ُة َ
الح َي ِ
اة] ِ
اق َي ٍة.
ودي ٍةَ ،ق ِديم ٍةَ ،ذاتِي ٍة ،ب ِ
َّ َ َ
ِ ٍ ِ ٍ
َ ي ِج ُ
ب ا ْل َج ْز ُم بِ َأ َّن ُه َت َعا َلىَ :ح ٌّي بِ َح َياة َواحدَ ةُ ،و ُج َّ
صرِ]
مع وال َب َ [ص َف ُة َّ
الس ِ ِ
[ص َف ُة َ
الك َل ِم] ِ
ي ِجب ا ْلج ْزم بِ َأ َّنه َتعا َلى :م َت َك ِّلم بِك ََل ٍم َق ِدي ٍمَ ،ذاتِي ،وج ِ
ود ٍّيَ ،غ ْي ِر :م ْخ ُل ٍ
وق، َ ٍّ ُ ُ ُ ٌ َ ُ َ ُ ُ َ
يل ،و َل َتك ِْي ٍ ِ ٍ ِ ٍ ٍ
يف. َو َل ُم ْحدَ ثَ ،و َل َحادثَ ،ب َل ت َْشبِيهَ ،و َل ت َْمث ٍ َ
ب ،وج ِائ ٍز ،ومست ِ ـ م َت َع ِّل ٍق بِك ُِّلَ :و ِ
يل.َح ٍ َ ُ ْ اج ٍ َ َ ُ
ات الَّ ِتي ُي ْثب ُِت َها ُعلَماء َ
األ َث ِر الص َف ِ َف ْ
ص ٌل ِفي ِّ
َ ُ
13
ارها :إِ َّل بِص ِ ِ ِ
اد ٍر َع ِن النَّبِ ِّي صلى اهلل عليه َ َ ي ْح ُر ُم ت َْأ ِو ُيل آ َيات ِّ
الص َفات َو َأ ْخ َب ِ َ
الص َحا َب ِة.
ض َّ وسلمَ ،أ ْو َب ْع ِ
الر ُس ِل، وز فِي َح ِق اهللِ َت َعا َلى فِ ْع ُل ك ُِّل ُم ْم ِك ٍن َأ ْو ت َْر ُك ُه كَـَ :
الخ ْل ِقَ ،وإِ ْر َس ِل ُّ َ ي ُج ُ
َوإِن َْز ِ
ال ال ُكت ِ
ُب.
14
ال ص ٌل ِفي َ
األ ْف َع ِ َف ْ
هلل ُس ْب َحا َن ُه َخ َل َق ُه َو َأ ْو َجدَ ُه َوا ْبتَدَ َأ ُه ك ُُّل َشي ٍء ِسوى اهللِ و ِص َفاتِ ِه :ح ِ
اد ٌ
ثَ ،وا ُ َ َ َ ْ
ِم َن ا ْل َعدَ ِم.
ـابَ .و ِق َيلَ :يك ُ
ُون يـر ِم َن األَ ْص َح ِ
ول كَثِ ٍ
ُـون لِ ِع َّل ٍة فِي َق ِ
فِ ْع ُـل اهللِ َت َعا َلـى َل َيك ُ
ارينِي
السـ َف ِ
الج َب ِلَ ،و َّ
ِ ِ ِ
َـار ُه ا ْب ُن َت ْيم َّيـ َةَ ،وا ْب ُن ال َقيـ ِمَ ،وال ُطوفيَ ،وا ْبـ ُن َقاضي َ
اخت َ ـةْ ،لِ ِع َّل ٍ
15
ِيح ين َو َّ
الت ْقب ِ س ِ ص ٌل ِفي َّ
الت ْح ِ َف ْ
َ
والق َد ِر ضا ِء
الق َ َف ْ
ص ٌل ِفي َ
ِ ِ ِ
ان بِال َق َضاء وال َقدَ ِرَ :خ ْي ِره َو َش ِّرهَ ،و َأ َّن َما َأ َص َ
اب ا ْل َع ْبدَ َلم َي ُك ْن يم ُ ال َب ِْ َ ي ِج ُ
لِ ُي ْخطِ َئ ُه َو َما َأ ْخ َط َأ ُه َل ْم َي ُك ْن لِ ُي ِصي َب ُه.
اص َي َوا ْل َمك ُْرو َهَ ،و َقدَّ َر َذلِ َكَ ،و َك َت َب ُه َع َلى َخ ْل ِق ِهَ ،و َل ْمـ و َأ َّن اهلل َتعا َلى َق َضى ا ْلمع ِ
َ َ َ َ َ
الر َضا بِ ِه. ِ
َي ْأ ُم ْر ُه ْم بِهَ ،و َل َأ ْل َز َم ُه ْم إِ َّيا ُهَ ،ب ْل ن ََه ُ
اه ْم َعنْ ُه َو َع ِن ِّ
16
اني ِفي ال ُن ُب ِ
وات الباب َّ
الث ِ َ ُ
يغ َما ُأ ِم ُروا بِ ِه. الصدْ ُقَ ،واألَ َما َن ُةَ ،و َت ْب ِل ُ ِ
الر ُس ِل َعل ْي ِه ُم َّ
الس َل ُمَّ : ب في َح ِّق ُّ
اج ِ
الو ِ ُ َ
َح ُيل فِي ح ِّق الرس ِل َع ِلي ِهم الس َلم :ال ُك ْفر ،والك َِذب ،و ِ
الخ َيا َن ُة. المست ِ
ُ َ ُ َ ْ ُ َّ ُ ُّ ُ َ ُ ْ
اض ال َب َش ِر َّي ُة كَالنَّو ِمَ ،والنِّك ِ ِ ِ ِ
َاح. الر ُس ِل َعل ْي ِه ُم َّ
الس َل ُم :األَ ْع َر ُ الجائ ُز في َح ِّق ُّ َ
17
الس ْم ِعي ِ
َّات الث ِفي َّ الباب َّ
الث ِ َ ُ
س ِ
اب الح َ َف ْ
ص ٌل ِفي ِ
الجنَّ َة بِ َغ ْي ِر ِح َس ٍ
اب. ون َّإل َم ْن َشا َء اهللُ َأ ْن َيدْ ُخ َل َ
الم َك َّل ُف َ
ون ُب ا ْل ُم ْس ِل ُم َ
اس ُ
ُ ي َح َ
ُوز ُن َص َح ِائ ُف ُه ْم.
ون َف َل ت َ ا ْل ُك َّف ُار الَ ُي َح َ
اس ُب َ
18
َّـمَ ،و َأ َّن ُع ُب َ
ـور ُه ـق َو ُه َ ِ
ـو ج ْس ٌـر َم ْمـدُ و ٌد َع َلـى َج َهن َ الص َ
ـراطَ :ح ٌّ ن ُْؤ ِمـ ُن بِ َ
ـأ َّن ِّ
ال.بِ َقـدْ ِر ْالَ ْعم ِ
َ
ِ
ن ُْؤم ُن بِ َأ َّن َ
الح ْو َضَ :ح ٌّق.
َف ْ
ص ٌل
19
ائ َل ُمتَ َفر َِّق ٍ
ات س ِاب الرَّاب ُِع ِفي َم َ
ال َب ُ
ان]
يم ُ (ِ ْ )1
[ال َ
ان ،و َعم ٌل بِاألَرك ِ
ِ انَ :ع ْقدٌ بِا ْلجن ِ ِْ
َان. ْ ول بِال ِّل َس َ َ
َانَ ،و َق ٌ َ يم ُ
ال َ
ص ُه َو َو َث َوا ُب ُه بِا ْل َم ْع ِص َي ِة. ِ
ـ َي ِزيدُ بِا ْل َّطا َعةَ ،و َينْ ُق ُ
الح ِ
ال. ـ و َقو ُل« :إِ ْن َشاء اهلل» فِ ِيه سنَّ ٌةَ ،ل َع َلى َّ ِ ِ
الشك في َ ُ َ ُ َ ْ
ات ْ َ
ال ْو ِل َيا ِء] ام ُ (َ )2
[ك َر َ
كَرامات ْالَولِي ِ
اءَ :ح ٌّق. َ َ ُ ْ َ
ـ و ِهيَ :خر ُق ا ْلعاد ِة الَ ع َلى وج ِه االستِدْ ع ِ
اء َل َهاَ ،والت ََّحدِّ ي بِ َها َوالدُّ َعاِء إِ َل ْي ِه، ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ
والَ ِعنْدَ استِدْ ع ِ
اء َذلِ َك ِمنْ ُه َع ْن َن ْف ِس ِه َأ ْو َع ِن اهللِ. ْ َ َ
رت َع َلى َيدَ ْي ِهَ ،والَ َع َلى ِوالَيتِ ِه لِ َج َو ِاز َ ل تَدُ ُّل الك ََرا َم ُة َع َلى ِصدْ ق َم ْن َظ َه ْ
اجا َو َمك ًْرا بِ ِه. ُون ِ
استدْ َر ً َس ْلبِهاَ ،و َأ ْن َتك َ ْ
ام ٍُة]
إل َم َ
([ )3ا ِ
الما ِم َش ْر ًعاَ ،و ِه َي ُر ْت َب ٌة ِدينِ َّي ٌة َعا َّم ٌةَ ،و ِهيَ :ف ْر ُض ِك َفا َي ٍة. َ ي ِج ُ
ب إِقا َم ُة ْ ِ
20
ش فِي :إِ َقام ِة َقان ِ
ُون ال َما ُم َم ْن َقا َم َم َقا َم النَّبِ ِّي صلى اهلل عليه وسلم ِم ْن ُق َر ْي ٍ
ِْ
َ
اف ا ْلم ْظ ُلو ِم ،و ْالَم ِر بِا ْلمعر ِ ود ،وإِنْص ِ
الشرعِ ،وا ْلحج ،وال َغ ْز ِو ،وإِ َقام ِة ا ْلحدُ ِ
وف َ ُْ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َّ ْ َ َ ِّ َ
مال فِي ِج َهاتِ ِه. كاة ونَح ِوها ،وصر ِ
ف ا ْل ِ
الز َ ْ َ َ َ ْ
والنَّه ِي َع ِن ا ْلمنْك َِر ،و َأ ْخ ِذ َّ ِ
َ ُ َ ْ
الما ِم في ال َّطا َع ِة ،وتَحرم في المع ِ ت ِ
صية. َ ْ َ ُْ ُ ب َطا َع ُة ْ ِ َ َج ُ
َار ًة ِم َّم ْن َي ْص ُل ُح َل َها. ِ اال ْختِ َي ِ
ارَ ،وبِ ْال َغ َل َبة ت َ
اد و ِ ِ ِ
االجت َه َ َّص َو ْ بت ْ ِ
ال َما َم ُة بِالن ِّ َ ت ْث ُ
اق َأ ْه ِل ا ْل َح ِّل َوا ْل َع ْق ِد َع َل ْي ِه. ـ َتنْ َع ِقدُ بِا ِّت َف ِ
اس ًقاَ ،ب ْل ن َُص ِّلي َخ ْل َف ُه َون َُح ُّج َم َع ُه، َان َف ِال َما ِم َوإِ ْن ك َ وج َع َلى ْ ِ َ ل َي ُج ُ
وز ا ْل ُخ ُر ُ
الزكَاةََ ،ونَدْ ُعو َل ُه. َو ُن ْعطِ ِيه َّ
اب ِة] ب ِل ْل َ
ص َح َ [ما َي ِج ُ
(َ )4
َّاس بعدَ رس ِ ِ
الصدِّ ُيق،ول اهلل صلى اهلل عليه وسلمَ ،و َأ ْف َض ُل ُه ْمَ :أ ُبو َبك ٍْر ِّ َ خ ْي ُر الن ِ َ ْ َ ُ
لبُ ،ث َّم َب ْعدُ ُه ْم فِي انُ ،ث َّم َع ِل ُّي ْب ُن َأبِي َطاِ ٍ
ان ْب ُن َع َّف َ ابُ ،ث َّم ُع ْث َم ُ ُث َّم ُع َم ُر ْب ُن ا ْل َخ َّط ِ
لى قدْ ِر ا ْل ِه ْج َر ِة َّأو ًل ِ ِ ِ ِ
ال َف ْض ِل َبق َّي ُة ا ْل َع َش َرةُ ،ث َّم َأ ْه ُل َبدْ ٍر م َن ا ْل ُم َهاج ِري َنُ ،ث َّم األَن َْص ُار َع َ
َبُ ،ث َّم التَّابِ ُع َ اب رس ِ ِ ِ
ونُ ،ث َّم ول اهلل صلى اهلل عليه وسلم َو َل ُه ْم ُرت ٌ أو ًلُ ،ث َّم َسائ ُر َأ ْص َح ِ َ ُ َف َّ
ٍ
وه ْم بِإِ ْح َسانُ ،ث َّم ا ُ
هلل َأ ْع َل ُم. تَابِ ُع ُ
الصحا َب ِةَ ،وا ْلك ُّ
َف َع َّما َج َرى َب ْين َُه ْم. ب ك ُِّل َّب ُح َُّ ي ِج ُ
ـمَ ،وا ْعتِ َقا ُد
َـر ُك الت ََّحا ُم ِل َع َل ْي ِه ْ
ـمَ ،وت ْ
ِ ِ
ْـر َم َحاسـن ِه ْم والت ََّر ِّضي َعن ُْه ْ
ِ
ـب ذك ُ َ ي ِج ُ
ـذ ِر َل ُه ْم.
ال ُع ْ
َح ًّلَ :ك َف َرَ ،وإِ ْن َل ْم َي ْستِ ِح َّلَ :ف َس َق.
َ فمن سب أحدً ا ِمنْهم مست ِ
ُ ْ ُ ْ َ ْ َ َّ َ
21
وب َو ُمتَ َعلَّ َق ُ
ات َها] (ُّ )5
[الذ ُن ُ
ف َأ ْه ِل ُّ
السن َِة] وائ ُ
[ط ِ(َ )6
اعرةٌ ،وحنَابِ َل ٌة ،ومات ُِر ِ
ِ ِ ٍ ِ
يد َي ٌة. َ َ السنَة َث َل َث ُة َطوائفَ :أ َش َ َ َ
َ أ ْه ُل ُّ
اع َر ِة فِي َم َس ِائ َل ِمن َْها:
ف بين الساد ِة الحنَابِ َل ِة والساد ِة األَ َش ِ
َّ َ
ِ
َ و َق َع الخ َل ُ َ َ َّ َ َ
الو ْج ِه َو َغ ِير ِها ،ن َْح ُن ن ُْؤ ِم ُن ِ االستِ َو ِاءَ ،والن ُُّز ِ
ِ ـ ِ
ولَ ،وال َيدَ ،و َ الخ َب ِر َّي ُة كَـْ : ات َ الص َف ُ
بِ َهاَ ،ون َُح ِر ُم ت َْأ ِوي َل َهاَ ،و ُه ْمَ :يت ََأ َّو ُلون ََها.
ـ َم ْس َأ َل ُة الك ََل ِم :ن َْح ُن ن ُْؤ ِم ُن بِـَ :أ َّن ك ََل َم اهللِ َت َعا َلى َق ِد ْي ٌم ُح ُرو ُف ُه َو َم َعانِ ِيهَ ،و َأ َّن ُه
ف والص ِ ِ وت ،وهم :ينْ ُف َ ِ ف وص ٍ ٍ
وت. الح ْر َ َ ون ات َصا َف ُه بِ َ َ ُ ْ َ بِ َح ْر َ َ
[خ ِ
ات َم ٌة] (َ )8
ار ُك ُه فِ ِيه َم ْخ ُل ٌ
وق، وق َث َل َث ٌةَ :ح ٌّق هللِ َل ُي َش ِ
الح ُق َ ِ ِ من ت ِ
َحق ِيق التَّوحيد َأ ْن ُي ْع َل َم َأ َّن َُ ْ ْ
َو َح ٌّق لِ َر ُسولِ ِه صلى اهلل عليه وسلم َو َح ٌّق ُم ْشت ََر ٌك َبين َُه َما.
22
َّوق ِيرَ ،واالتِ َبـاعَِ ،واال ْلتِ َزا ِم
يـر ،والت ِ ِ
َص بِه َفكَال َّت ْع ِز ِ َالم ْخت ُّ
ـول ﷺ ُ ـ َو َأ َّمـا َح ُّق َّ
الر ُس ُ
لِ ُحك ِْم ِه .
قال العبد الفقير إلى عفو ربه مبارك بن راشد الحثالن الحنبلي مذه ًبا واعتقا ًدا،
بدأت في تأليف هذا المختصر ليلة النصف من شعبان سنة 1439ﻫ ،وتم االنتهاء منه
ُ
في صباح أول شهر رمضان المبارك من العام نفسه.
23
يصدر قري ًبا
الرياض النجدية
في شرح
تأليف