You are on page 1of 5

‫المحاضرة األولى‬

‫بعض المفاهيم المتعلقة بعلم النفس المرضي االجتماعي‪.‬‬


‫الهدف من المحاضرة‪:‬‬
‫تعريف الطالب ببعض المفاهيم المتعلقة بعلم النفس المرضي االجتماعي والتي تمكنه‬
‫من فهم الموضوعات التي تتعلق بهذا المقياس‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يتفق العلماء والباحثين أن علم النفس المرضي هو علم يدرس الظاهرة المرضية أو‬
‫المضطربة لدى الشخص‪ ،‬وبين السواء والالسواء حيث حاول العديد من العلماء أن يقفوا عند‬
‫حدودهما وأبعادهما‪ ،‬لكن اختالف المعايير حال دون ذلك‪.‬‬

‫حيث أن علم النفس المرضي هو فرع من فروع علم النفس الذي يدرس األنماط غير‬
‫العادية للسلوك البشري‪ ،‬المتمثل في االنفعاالت والمشاعر واألفكار التي تكون واضحة أو‬
‫غير واضحة في نشوء االضطرابات النفسية والعقلية‪ ،‬وبالرغم من أن العديد من السلوكات‬
‫يمكن اعتبارها غير طبيعية‪ ،‬ولكن لم ينظر غليها على أنها تسبب االضطراب ألنها‬
‫االضطراب النفسي‪ ،‬وذلك الختالف مفهوم االضطراب من ثقافة إلى ثقافة أخرى وخصص‬
‫علم النفس المرضي االجتماعي هذا ما يبحث فيه ت‪ ،‬مثال كالسلوك الجنسي المثلي الذي‬
‫يكون مقبوال في مجتمع ما مثل بعض المجتمعات الغربية مقارنة بالعربية‪ .‬فما هو علم النفس‬
‫المرضي وعلم النفس المرضي االجتماعي؟ وما هو السلوك المرضي؟‬

‫‪ -1‬علم النفس المرضي ‪: Psychopathology‬‬


‫هو الدراسة العلمية للسلوك الشاذ والمرض العقلي والنفسي‪ ،‬وهذه الدراسة تشكل‬
‫األساس النظري لعدد كبير من التخصصات منها(علم النفس‪ ،‬الطب النفسي والعام‬
‫والتمريض الفئات الخاصة‪ ،‬والخدمة االجتماعية والقانون)‪ ،‬أو هي فروع تتعامل بشكل ما‬
‫مع األفراد الذين اضطربت سلوكاتهم وأفكارهم ومشاعرهم وانعكس ذلك سلبا على عالقتهم‬
‫بأنفسهم وعملهم‪.‬‬
‫وقد عرفه بايرون (‪ Pierron )3691‬بأنه دراسة االضطرابات النفسية من حيث‬
‫وصفها وتصنيفها واليات تطورها‪( .‬رياض نايل العاصمي‪)31 :6139 ،‬‬
‫ليس من السهل تحديد وتعيين علم النفس المرضي وذلك الختالف المنطلقات النظرية‬
‫التي ينطلق منها الباحثون في دراسة موضوع االضطرابات النفسية والعقلية كعلماء الذين‬
‫تناولوا الجوانب النظرية والممارسة التجريبية والعالجية تلك االضطرابات التي يعاني منها‬
‫المرضى على اختالف اضطراباتهم وشدتها‪.‬‬
‫ومن المتعارف عليه إن علم النفس المرضي فرع من فروع علم النفس الذي يدرس‬
‫األنماط غير العادية للسلوك البشري‪ ،‬المتمثل في االنفعاالت والمشاعر واألفكار‪.‬‬
‫إنه الدراسة العلمية للسلوك الشاذ والمرض العقلي والنفسي‪ ،‬فإن مثل هذه الدراسة‬
‫تشكل األساس النظري المتين لعدد كبير من التخصصات‪ ،‬منها‪:‬علم النفس‪ ،‬وطب النفس‬
‫والطب والعام‪ ،‬والتمريض وتربية الفئات الخاصة‪ ،‬والخدمة االجتماعية والقانون‪ ،‬وهي كلها‬
‫فروع من المعرفة تتعامل بشكل أو بأخر مع األفراد الذين اضطربت سلوكاتهم وأفكارهم‬
‫وانعكس ذلك سلبا على عالقاتهم بأنفسهم ومع اآلخرين‪( .‬رياض نايل العاصمي‪:6139 ،‬‬
‫‪)31‬‬
‫‪ -2‬تعريف علم النفس االجتماعي ‪:Social Psychology‬‬
‫تطرأ على الفرد مجموعة من التغيرات تشمل جميع جوانب شخصيته فيتحول إلى‬
‫كائن اجتماعي يتحدد سلوكه االجتماعي وفق سلوك الجماعة التي يعيش فيها‪ .‬فالعالقات‬
‫االجتماعية والتفاعل داخل الجماعة شيء مهم جدا من اجل نمو شخصية األفراد‪ ،‬فقد أثبتت‬
‫العديد من الدراسات أن الجماع ة بمختلف خصائصها ضرورية وأساسية في حياة األفراد‬
‫فهي قد تكون سببا في سواء شخصية الفرد أو انحرافها‪.‬‬
‫فعلم النفس االجتماعي هو العلم الذي يدرس سلوك الفرد كما يتشكل من خالل‬
‫المواقف االجتماعية‪.‬‬
‫وهو دراسة سلوك الفرد خالل استجابته للمنبهات (المثيرات) االجتماعية وما يربط‬
‫بينها من عالقات‪.‬‬
‫وهو الدراسة العلمية لسلوك الفرد في إطار اجتماعي أي من خالل المواقف‬
‫االجتماعية التي يتفاعل معها وفيها‪( .‬خليل عبد الرحمان المعايطة‪)31 :6112 ،‬‬
‫‪ -3‬علم النفس المرضي االجتماعي‪:‬‬
‫هو تخصص استحدث من اجل تحديد أهم األسباب االجتماعية المتعلقة بالجماعات‬
‫التي يعيش فيها األفراد والتي قد تكون من األسباب الرئيسية في معاناتهم النفسية المتعلقة‬
‫باالضطرابات والمشكالت واالنحرافات النفسية واالجتماعية التي قد يتعرفون لها جراء‬
‫تعايشهم لمواقف اجتماعية صادمة ومهيئة لإلصابة‪.‬‬
‫حيث تؤكد معظم الدراسات الحديثة أن العوامل االجتماعية أصبحت تلعب دورا بارزا‬
‫في تفاقم األمراض واالضطرابات‪.‬‬
‫‪ -4‬االضطراب النفسي‪:‬‬
‫تستخدم كلمة اضطراب ‪ Disorder‬لتشير إلى وجود مجموعة من األعراض‬
‫اإلكلينيكية المعروفة أو السلوك المرتبط بالضغط النفسي والتوتر المستمر‪.‬‬

‫‪ -5‬المرض النفسي‪:‬‬
‫تعرف جمعية الطب النفسي األمريكية ‪ :APA‬المرض النفسي بأنه اضطراب وظيفي‬
‫في الشخصية أو تغير في السلوك ويصاحب بتوتر وألم وعدم القدرة والعجز وخطر متزايد‬
‫يؤدي على الموت‪( .‬رياض نايل العاصمي‪)63 :6139 ،‬‬
‫‪ -6‬السلوك المرضي‪:‬‬
‫عبارة عن شذوذ أو انحراف عن المعايير التي يتبناها المجتمع‪.‬‬
‫‪ -7‬السلوك الالتوافقي‪:‬‬
‫أي السلوك الذي يكون له انعكاسات سلبية بالنسبة للفرد والمجتمع ولهذا فإن المرض‬
‫النفسي هو العجز عن السلوك المقبول اجتماعيا حيث تكون لذلك انعكاسات سلبية على الفرد‬
‫والمجتمع وقد يكون هذا العجز انعكاسا لعطب عضوي في الدماغ مثال أو خلل وظيفي‬
‫(انعدام المعرفة‪ ،‬القدرة او الدافعية)‪.‬‬
‫‪ -8‬تعريف العرض ‪:Symptom‬‬
‫هو تعبير عن اضطراب أو عالمة من عالمات المرض النفسي‪ ،‬ويعني مجموعة‬
‫اإلشارات التي تنبأ بوجود المرض النفسي والتي تظهر في كالم المريض وشكواه‪( .‬رياض‬
‫نايل العاصمي‪ )21 :6139 ،‬بمعنى هو اإلنتاج العفوي المستثار عند العميل‪.‬‬
‫‪ -9‬التشخيص النفسي‪:‬‬
‫كلمة تشخيص (‪ )Diagnoris‬ذات أصل اغريقي تعني "الفهم الكامل" فالتشخيص‬
‫يتطلب الوصول إلى حالة الفهم الكامل للعميل ودراسته في إطار نظرتين‪ :‬نظرة رأسية‬
‫ونظرة أفقية والنظرة الرأسية هي دراسة عمليات االرتقاء من مستويات بسيطة غير متمايزة‪،‬‬
‫إلى مستويات مركبة ومتمايزة لكي يمكن تتبع كل مظاهر النمو‪ ،‬وما تعبر عنه من خصائص‬
‫تميز سلوكه‪ ،‬ومواجهته لواقعه‪.‬‬
‫أما النظرة األفقية فهي دراسة التأثير المتبادل بين الفرد والبيئة الداخلية والخارجية‬
‫لكي يتمكن معرفة مظاهر سوء توافق المريض هو تحديد وتجميع المعلومات عن‬
‫االضطراب أو المرض‪ ،‬أو هو الطريق الذي يؤدي إلى التعرف على نوع االضطراب أو‬
‫المرض‪ ،‬وله أهمية كبيرة بالنسبة للفاحص والمفحوص‪ ،‬وهو يساعد التشخيص في فهم‬
‫المريض وما يعانيه‪.‬‬
‫والتشخيص يعني الفهم العميق والشامل لسلوك المريض‪.‬‬
‫ويقول بعض العلماء إن التشخيص عملية عالجية أكثر من مجرد تصنيف‬
‫االضطراب ضمن فئة مرضية‪.‬‬
‫‪ -11‬التشخيص الفارق‪:‬‬
‫يعتمد على تصنيف مجموعة األعراض المرضية التي يعاني منها المريض للوصول‬
‫إلى زملة األعراض التي تميز أحد األمراض األخرى‪.‬‬
‫ويقوم التشخيص الفارق على التفرقة المنهجية بين أعراض مرضيين لتقرير أي من‬
‫المرضين يعاني منه المفحوص‪( .‬إجالل محمد سري‪)72 :6111 ،‬‬
‫‪ -11‬الفحص النفسي‪:‬‬
‫إن الفصح النفسي الدقيق هو حجر الزاوية للتشخيص الموفق والعالج الناجح‪ ،‬ويجب‬
‫أن تكون عملية الفحص واضحة تماما لدى المعالج‪ ،‬ألنها تجعل المعالج أو المرشد في وضع‬
‫المسؤولية‪ ،‬لذلك البد من االهتمام بها بشكل جدي‪ ،‬فإطالق الحكم على الشخص بأنه‬
‫مضطرب ليس باألمر السهل وهو حكم يترتب عليه إجراءات متعددة‪.‬‬
‫فإذا لم يكن المعالج قدرا على إطالق األحكام الموضوعية‪ ،‬فإنه سيقع في الكثير من‬
‫األخطاء التي ستؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص‪ ،‬فقد يخطئ المعالج في الكشف عن‬
‫اضطرابهم وتحديده أو في بيان كونهم يعانون من اضطراب أم ال‪ ...‬لذلك كان البد لهذه‬
‫المرحلة بان تحظى بأهمية كبيرة لدى المعالج وال يتسرع فيها بإطالق أحكامه قبل التأكد منها‬
‫وبيان األدلة عليها‪.‬‬
‫ومن اجل تحقيق ذلك يجب توفر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يستخدم العديد من الوسائل واألدوات مثل (المقابلة‪ ،‬المالحظة‪ ،‬االختبارات‪ ،‬دراسة‬
‫الحالة) أثناء جمعه للمعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬أن يراعي في هذه المعلومات الشمولية لمختلف الجوانب العقلية والشخصية‬
‫واالجتماعية والمهنية‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة الدقة والموضوعية في جمع المعلومة‪.‬‬
‫‪ -‬حث العميل على التعاون واالهتمام بعملية الفحص‪.‬‬
‫‪ -‬سرية المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم المعلومات وهذا يجعل تفسيرها دقيقا ويكفل الحصول على صورة كاملة‬
‫للشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم المعلومات التي يحصل عليها المعالج‪.‬‬
‫أما بالنسبة ألهم الجوانب التي يجب أن يتناولها الفحص النفسي‪:‬‬
‫‪ -‬صلة العميل بالواقع والمحيط من حوله‪ ،‬هل هي عالقة مثمرة أم غير مثمرة؟‬
‫‪ -‬توافق سلوك العميل مع معتقداته وأفكاره أم عدم ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬انفعا الت العميل ومدى مالءمتها للموقف من حيث شدتها ونوعها ومن حيث ارتباطها‬
‫بالموقف أو عدم ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وعي العميل وإدراكه الضطرابه أم غير مدرك‪.‬‬
‫‪ -‬هل توجد لديه اضطرابات على مستوى السلوك العام (أقوال غريبة‪ ،‬حركات نمطية‪،‬‬
‫جمود ‪...‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة التفكير لديه‪ ،‬منطقي أم ال‪ ،‬وهل يوجد ترابط بين أفكاره؟‬
‫‪ -‬طبيعة اإلدراك لديه هل يعاني من أوهام أو هالوس‪....‬‬
‫وفي بعض الحاالت قد يراوغ العميل ويحاول إخفاء المشكلة ومن أجل ذلك البد من‪:‬‬
‫االبتعاد عن التخمين واالستنتاج الخاطئ والمتسرع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معرفة ماذا ولماذا؟ وكيف ومتى؟ ومن يسأل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االعتدال وعدم اإلفراط في تطبيق القواعد العامة على حالة العميل الخاصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراعاة مبدأ الفروق والنظر إلى العميل كإنسان فرد له شخصيته الفريدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأكد من توافر األدلة الكاملة على السلوك المرضي عن العميل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االهتمام بالمظاهر المرضية الدائمة التي تؤثر على سلوك العميل وعلى حياته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تجنب اثر الهالة (الحكم المسبق) على العميل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهنا البد من اإلشارة إلى مالحظة أخرى هامة‪:‬‬
‫إن السلوك يعتبر عالمة مرضية إذا اتصف بصفتين هما‪ :‬الشدة واالستمرارية أي إذا‬
‫طال وجود أو ظهور السلوك لفترة بنفس النمط والحدة‪ ،‬فمثال جميع الناس يعانون من القلق‬
‫في حياتهم‪ ،‬لكن يعتبر مرضيا إذا زادت شدته وحدته ومدته (بمعنى هو ليس نتيجة لحدث‬
‫طارئ أو حادث أو ظرف ما‪( .‬إجالل محمد سري‪)79 :6111 ،‬‬

‫‪ -12‬التصنيف‪:‬‬
‫ويعني الترتيب في فئات وتحديد عالقتها ببعضها البعض حيث توالت التصنيفات‬
‫العالمية للسعي إلى توحيد التصنيفات وتوجد اآلن مقاربتين تصنيفيتين تتمثل في‬
‫السيميولوجية التحليلية (عصاب‪ ،‬ذهان) والسيميولوجيا الالنظرية مثل ‪ DSM:‬و ‪.CIM‬‬

You might also like