You are on page 1of 6

‫إسهامات "بيري برديور" يف علم اجتماع الرتبية‬

‫سعاي بلحروزي‬

‫لست كتابه الردثة الذي صدد عام ‪ 0391‬مبعية‬ ‫مقدمة‪:‬‬


‫جرن كلري باسرون األنظاد إىل أصالة أعماله‬ ‫ونتمي برديور إىل منظري علم اجتماع الرتبية‬
‫ومنذ ذلك الرقت يخل يف خانة كباد املسكرون‪.‬‬ ‫املعاصر‪ ،‬حيث تنصب أهم أعماله على‬
‫ابتداء من ‪ 0393‬أصبح أستاذا باملددسة العليا‬ ‫سرسيرلرجيا الثقافة‪ ،‬كرنه قد دكز على‬
‫للمعلمني‪ ،‬ويف ‪ 0312‬عني أستاذا مبعهد ‪collège‬‬ ‫العرامل الثقافية إىل جانب املايوة يف تسيري‬
‫‪ ،de France‬ثم كان عام ‪ 0331‬فاصال يف‬ ‫الظراهر الرتبروة؛ األمر الذي جعل البعض‬
‫مشراده إذ قرد خرض معرتك احلياة اليياسية‬ ‫وصنف منتجاته العلمية يف هذا اجملال حتت اسم‬
‫السرنيية فرتأس جلنة لتقييم مناهج التددوس‬ ‫نظروة "دأمسال ا ثقايف"‪ ،‬إىل جانب تيميات‬
‫برزادة التعليم ويف سنة ‪ 0339‬نشر بالتعاون مع‬ ‫أخرى ك‪:‬البنيروةالترليدوة وغريها‪.‬‬
‫كتاب آخرون بؤس العامل‪ ،‬هذا الكتاب الذي‬ ‫وعمرما وبين برديور نظروته على مقرلة ديييية‬
‫كان سببا دييييا لظهرد بيري برديور على مير‬ ‫ستظهر تساصيلها يف هذا املقال ‪ ،‬وهي‪ :‬أن الثقافة‬
‫احلياة العامة‪ ،‬إذ حاز يف ذات الينة على املدالية‬ ‫وسط وتم به ومن خالله عملية إعاية إنتاج بنية‬
‫الذهبية للمركز القرمي للبحرث العلمية ‪CNRS‬‬ ‫التساوت الطبقي‪.‬‬
‫وازيايت شهرته أخر عمره خبروجه يف مظاهرات‬ ‫بيري برديور (‪ )2112 /0391‬عامل اجتماع فرنيي‬
‫ووقرفه مع فئات احملتجني املضربني‪.‬‬ ‫وأحد أبرز املراجع العاملية يف علم ااجتماع ولد‬
‫أنتج برديور أكثر من ‪ 91‬كتابا ومئات من‬ ‫جبنرب غرب فرنيا ألب مرظف يف مصلحة‬
‫املقاات والدداسات اليت ترمجت إىل أبرز األلين‬ ‫الربود‪ ،‬التحق مبددسة املعلمني العليا ليتخرج‬
‫يف العامل واليت جعلته وتبرأ مكانة بادزة بني‬ ‫منها أستاذا بادزا يف السليسة سنة ‪ ،0391‬أدسل‬
‫األمساء الكربى يف علم ااجتماع والسكر النقدي‬ ‫إىل اجلزاير يف السرتة املمتدة من ‪ 0391‬و‪0391‬‬
‫منذ نهاوة اليتينات من القرن املاضي‪" ،‬وقد‬ ‫لتأيوة اخلدمة العيكروة وهنا كرن مياده املهين‬
‫نشراغلبها يف جمالت علمية فرنيية ومنها‪:‬‬ ‫يف علم ااجتماع ‪ ،‬إىل جانب ذلك قام بتحقيقات‬
‫املددسة احملافظة‪ ،‬الالمياواة أمام املددسة‬ ‫ويداسات إثنرلرجية باجلزاير أواها كانت‬
‫(‪)0‬‬
‫والثقافة"‬ ‫مبنطقة القبايل والثانية بالقل حرل مرضرع‬
‫‪ -2‬البنيروة الترليدوة ودؤوتها لظاهرة الرتبية‪:‬‬ ‫إعاية إنتاج اليلطة الذكردوة يف اجملتمع‬
‫"هي مرتبطة بالذات ب‪ :‬بيري برديور وتدعى أوضا‬ ‫القبايلي التقليدي‪ ،‬ومن هنا ألف كتابا بعنران‬
‫ما بعد البنيروة ولكنها ترجع يف أصرهلا ومباييها‬ ‫اليلطة الذكردوة نشر عام ‪. 0331‬‬
‫إىل البنيروة‪ ،‬إذ وعترب مؤلَّف كلري لسي سرتوس‬
‫أهم املؤلسات اليت تكرن عليها برديور‪ ،‬لكن ومرذج‬
‫وورتجم البعض هذا املصطلح " يف العربية‬ ‫هذا األخري البنيري مل وظهر إا يف مؤلسه حرل‬
‫بلسظ اخلصايص النسيية أو الطابع النسيي‬ ‫الطلبة السرنييرن عام ‪ ، 0391‬ألن أوىل أعماله‬
‫باعتباده نيقا من امليرل والنزعات القروة اليت‬ ‫كانت أمربوقية أكثر منها نظروة‪ ،‬فأي معادف‬
‫ميكن أن تنتقل من فري آلخر ‪ ،‬يف شكل بنى مبنية‬ ‫يف نظره "ونبغي أن تؤسس على املالحظة"(‪،)2‬‬
‫لتصبح بنى بانية "(‪ ،)9‬إذن هي ما وتم غرسه يف‬ ‫ولذلك مل تتجلى فيها التياؤات الكربى‬
‫السري ياخل األسرة خالل تنشئته ااجتماعية‬ ‫للبنيروة إا بشكل مياعد؛ مثال‪ :‬مؤلَّسه الذي هر‬
‫وسط ظروف مايوة ختتلف باختالف الطبقة‬ ‫سرسيرلرجيا اجلزاير كان فيه‬ ‫بعنران‬
‫(‪)9‬‬
‫ااجتماعية‪ .‬إن الطابع النسيي الذي وكتيبه‬ ‫يودكامييا أكثر منه بنيروا"‪.‬‬
‫األفراي ليس يايما نيخة مطابقة ملا هر سايد يف‬ ‫تبني أعمال برديور دجرعه إىل "ثالث مدادس‬
‫الطبقة مثلما ويميه برديور يف هذه احلالة ب‪:‬‬ ‫نظروة يف علم ااجتماع هي‪ :‬املادكيية وتظهر‬
‫هابيترس إعاية اانتاج وإوما قد خيتلف ووتسري‬ ‫عندما ويتخدم املسهرم اليرسير‪ -‬إقتصايي‬
‫عن دو الطبقة اليت تنتمي إليها أسر األفراي‬ ‫املتمثل يف الطبقة‪ ،‬كما جند دجرعه إىل ماكس‬
‫وذلك لعامل ميادهم ااجتماعي أو ما ويمى‬ ‫فيرب ملّا وتحدث عن التساعل ااجتماعي‬
‫باحلراك الطبقي إىل أسسل أو إىل أعلى‪.‬‬ ‫باستخدام الثقافة كنيق دمزي ‪ ،‬واخريا وظهر‬
‫احلقل‪ :‬ورى برديور"أن العالَم ااجتماعي يف‬ ‫تأثره ب إميل يودكاوم يف قضية املرضرعية‬
‫اجملتمعات احلدوثة ونقيم إىل حقرل‪ ،‬أي‬ ‫واستخدامه للمناهج املتمثلة يف الدميغرافيا‬
‫فضاءات اجتماعية أساسها نشاط معني (مثال‪:‬‬ ‫وااحصاييات"(‪.)1‬‬
‫الصحافة‪ ،‬األيب‪ ،‬كرة القدم‪...‬إخل) وتنافس فيها‬ ‫‪1. 3‬مساهيمها‪:‬‬
‫الساعلرن احتالل مراقع الييطرة؛ فعلى غراد‬ ‫كانت أعمال برديور منظمة حرل املساهيم‬
‫التصرد املادكيي وبدو لبرديور أن العامل‬ ‫التالية‪:‬البنية‪ ،‬نظام الرضعيات‪ ،‬اهلابيترس‪،‬‬
‫ااجتماعي هر ذو طبيعة تنازعيه ختص خمتلف‬ ‫احلقل‪ ،‬دأس املال الثقايف‪ ،‬إعاية اانتاج‬
‫احلقرل وليس جمري صراع بني طبقات معينة‬ ‫ااجتماعي‪ ،‬العنف الرمزي‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫وثابتة" ‪.‬ولذلك فإننا ملَّا نقرل احلقل اليياسي‬ ‫" البنية‪ :‬هي الرضعية أو املكان الذي حيتله السري‬
‫ا نعين به األفراي الذون وشتغلرن يف اليياسة‪،‬‬ ‫يف نظام الرضعيات ؛ ووظهر من خالل أحكام‬
‫وإوما نقصد به نظام الرضعيات أو البنيات لدى‬ ‫وشهايات وسلركات السري ذاته ‪ ،‬أي أنها أقرب‬
‫أعران اليياسة‪ .‬أو ملا نذكر احلقل العقلي أو‬ ‫لراقع األفراي من نراواهم أو تعليالتهم"(‪.)9‬‬
‫السكري فإننا نعين بذلك نظام العالقات‬ ‫نظام الرضعيات‪ :‬أو نظام العالقات ااجتماعية‬
‫ااجتماعية بني األفراي الذون وشتغلرن بنظام‬ ‫واملقصري به عالقات الييطرة اليايدة يف اجملتمع‪،‬‬
‫اانتاج العقلي‪ ،‬أي املنافية من أجل الشرعية‬ ‫أي حتدود الطبقة املهيمِنة من املهيمَن عليها‪.‬‬
‫الثقافية‪.‬‬ ‫اهلابيترس‪ :‬ووقصد به نيق ااستعدايات الدايمة‬
‫دأس املال الثقايف‪ :‬الثقافة عند برديور نيق دمزي‬ ‫القابلة للنقل واليت وكتيبها الساعل ااجتماعي‬
‫وهر وتمثل يف طرقة التسكري والتعبري ويف أشكال‬ ‫من خالل وجريه يف حقل اجتماعي معني‪.‬‬
‫الذي بين مايوته التادخيية على العامل الثاني‬ ‫مرضرعية مثل الكتب‪ ،‬األعمال السنية واأليبية‪،‬‬
‫فقط‪.‬‬ ‫الشهايات العلمية ويف جممرعة من املمادسات‬
‫ومن أهم األعمال اليت قدمها برديور يف هذا‬ ‫الثقافية مثل زوادة املتاحف‪ ،‬ادتياي املياد وحضرد‬
‫اجملال كانت بااشرتاك مع عامل ااجتماع‬ ‫الندوات‪ ،‬كما وتضمن دأس املال الثقايف‬
‫السرنيي جرن كلري باسرون‪:‬‬ ‫جممرعة التمكنات اللغروة‪.‬‬
‫‪1 .2. 3‬ـمؤلَّف الردثة‪:‬‬ ‫إعاية اانتاج ااجتماعي‪ :‬ورى برديور أن املددسة‬
‫الذي مت نشره سنة ‪ ،0391‬وفيه بني العاملان كيف‬ ‫ا تعمل مبعزل عن اهلرمية أو الطبقية اليايدة‬
‫ميادِس النظام املددسي اانتقاء ااجتماعي على‬ ‫يف اجملتمع وإوما هي تقرم بإعاية إنتاج نسس‬
‫حياب الطبقات ااجتماعية الشعبية‪.‬ألن الطالب‬ ‫األوضاع ااقتصايوة وااجتماعية من خالل‬
‫املنحددون من طبقات مييردة ويتسيدون من‬ ‫فرض الرأمسال الثقايف للطبقة املييطرة املالكة‬
‫امتيازات اجتماعية تستح أمامهم سبيل النجا يف‬ ‫لرسايل اإلنتاج أو للرأمسال املايي‪ ،‬هذا األخري‬
‫الدداسة‪ ،‬فاألصل ااجتماعي له يود يف ذلك‬ ‫الذي وعتربه برديور بين بانية وتحرل يف كل‬
‫وكذا عند عملية الترجيه اجلامعي‪ .‬فعلى الرغم‬ ‫اجملتمعات إىل دأمسال ثقايف أو "بين مبنية‬
‫(‪)1‬‬
‫من أن اجملتمع السرنيي قد شهد يف ‪-0390‬‬ ‫أي العكس وألن‬ ‫لتصبح فيما بعد بين بانية "‬
‫‪ 0392‬اصالحات يميقراطية هايلة يف التعليم‬ ‫النظم الرتبروة هي اليت حتافظ على بنية دأس‬
‫العالي وعلى الرغم من ااتياع النييب الذي‬ ‫املال الثقايف فيرف تكرن بؤدة الصراع يف اجملتمع‬
‫حدث يف السرص التعليمية أمام مجيع أبناء‬ ‫املعاصر‪.‬‬
‫طبقات اجملتمع السرنيي إا أن هذا النظام‬ ‫العنف الرمزي‪" :‬وقرد برديور أن أي نشاط تربري‬
‫التعليمي ازال ميادس عنسا وتعيسا دمزوا ثقافيا‬ ‫هر مرضرعيا نرع من العنف الرمزي ألنه‬
‫وا زال وكرس الطبقية واهلرمية اليايدة خادج‬ ‫مسروض من جهة متعيسة ثقافيا"(‪)3‬ووتعلق األمر‬
‫املددسة حيث وقرل برديور يف هذا الكتاب ما ولي‪:‬‬ ‫هنا بالطبقة املهيمِنة اقتصايوا اليت تسرض‬
‫"إذا كان بإمكاننا الدفاع عن النظام التعليمي‬ ‫دأمساهلا الثقايف أو إنتاجها الرمزي يف املددسة‬
‫فينبغي أن جنعل أهدافه يف خدمة الطبقات‬ ‫عن طروق آليات النظام الرتبري يف ذلك ؛ كما‬
‫الساقدة للتقدور‪ ،‬حبيث نعقلن املؤسيات‬ ‫أن العنف الرمزي ا ميادس فقط ياخل النظام‬
‫والطرايق الرتبروة "(‪ ،)01‬ذلك ألن األهداف‬ ‫التعليمي وإوما أوضا ضمن مؤسيات الثقافة من‬
‫احلالية ا ختدم الرجري احلقيقي للطلبة على‬ ‫متاحف‪ ،‬مياد ‪ ،‬نرايي أيبية‪ ،‬فنية‪...‬وغريها‪.‬‬
‫اختالف جممرعاتهم؛ والتعلم ا وعين اابداع‬ ‫‪2. 3‬البنيروة الترليدوة ووظيسة املددسة‪:‬‬
‫واابتكاد من طرف الطالب ألشياء جدودة وإوما‬ ‫كان برديور بنيروا ولجأ يف مؤلساته حرل الرتبية‬
‫أن وبتكر يف ذاته وشخصيته فسي" أغلب األحيان‬ ‫والطلبة السرنييني‪ ،‬ذلك ألنه فير ظراهر‬
‫(‪)00‬‬
‫‪،‬‬ ‫وكرن الطالب منتَجا بدل أن وكرن منتِجا"‬ ‫املددسة واجلامعة بالرجرع ملا هر سايد يف اجملتمع‬
‫مبعنى أنه وكرن ناقال وميتعمال لثقافة أنتجها‬ ‫وليس مبعزل عنه؛ وقد دكز على العامل الثقايف‬
‫اآلخرون براسطة آليات التددوب والتمرون اللتني‬ ‫إضافة إىل املايي متجاوزا بذلك كادل مادكس‬
‫وصر برديور يف مؤلَسه هذا أن الشعب العلمية‬ ‫تشجعان على اليذاجة‪ ،‬البالية وااستهالك‬
‫والتكنرلرجية كالطب والصيدلة تعد حكرا على‬ ‫املعريف والثقايف فيه؛ فهذه األهداف تعمل على‬
‫أبناء الطبقة الربجرازوة‪ ،‬وباملقابل تبقى حلما‬ ‫اختساء شخصية كل من األستاذ والطالب‪ ،‬أون‬
‫نايد التحقق لبقية طبقات اجملتمع ـ من عمال‬ ‫تيري الطروقة البيداغرجية امليماة ب‪Le cour :‬‬
‫ومزادعني ـ حتى وان أبدوا تسرقا يداسيا يف ذلك‪،‬‬ ‫‪ magistral‬ووغيب الدود احلقيقي لكل منهما‪،‬‬
‫وإوما وتم ترجيههم إىل الشعب األيبية واملهنية‬ ‫لددجة أنه قد برزت حاات من الشذوذ وااحنراف‬
‫التطبيقية‪ .‬بل لقد ميت ظاهرة التساوت الطبقي‬ ‫يف الرسط الطالبي وباألخص يف بادوس‪.‬‬
‫حتى السنرن‪ ،‬اليت من املسروض أن وكرن عامل‬ ‫األصل ااجتماعي للطالب وجناحه أو قبرله يف‬
‫التمييز ضمنها هر املرهبة ولكن الراقع هر أن‬ ‫اجلامعة‪:‬‬
‫السنرن مثل‪ :‬املير ‪ ،‬الرسم‪ ،‬املرسيقى‪ ،‬اجلاز‪،‬‬ ‫استخدم برديور يف هذا املؤلَّف مسهرم األصل‬
‫اليينما والشعر هي كذلك تعد حكرا على‬ ‫ااجتماعي الذي وعتربه عامال أساسيا يف عملييت‬
‫الطلبة من الطبقة الربجرازوة وأن عامل القبرل‬ ‫القبرل والترجيه بالتعليم العالي‪ ،‬إذ وعين ذلك‬
‫واانتياب هنا هر ليس عامل اابداع‪ ،‬بل العامل‬ ‫يف السصل األول بعبادة ‪ :‬اختياد املرتشحني‪ ،‬انتقاء‬
‫املايي املتمثل يف الطبقة الربجرازوة والعامل‬ ‫وفق اامتياز الذي وشري فيها أنه على "عكس ما‬
‫الثقايف املتمثل يف عاياتها الثقافية‪.‬‬ ‫ورجد باملدادس‪ ،‬تكاي تكرن اجلامعات حكرا على‬
‫‪2. 2. 3‬ـ مؤلَّف إعاية اانتاج‪:‬‬ ‫أبناء الطبقة الربجرازوة‪ ،‬بينما ا وتعدى أبناء‬
‫هذا الكتاب هر من تأليف نسس العاملني‪ ،‬مت نشره‬ ‫العمال نيبة ‪℅9‬من الطلبة‪ ،‬األمر الذي وعين أن‬
‫سنة ‪ 0371‬وهما وهدفان من خالل هذه احملاولة‬ ‫الرسط اجلامعي هر وسط برجرازي؛ وعند القيام‬
‫إىل وضع نظروة شاملة حرل النظام التعليمي‬ ‫مبقادنة بني التساوت الطبقي يف اجملتمع ونظريه‬
‫اليايد يف اجملتمع السرنيي إبان اليتينات‪ ،‬حيث‬ ‫يف اجلامعة‪ ،‬وتضح أن الطبقة العاملة الشغيلة‬
‫تقرم هذه النظروة على نقد املددسة واجلامعة‬ ‫املمثَّلة بكثرة يف اجملتمع هي أقل متثيال يف‬
‫ألنهما تكرسان الطبقية املرجرية خادجهما‪" ،‬فكل‬ ‫التعليم العالي‪ ،‬والعكس صحيح أي أن الطبقة‬
‫نسرذ وتمكن يف وقت معني من أن وسرض معاني‬ ‫اليت متَثِل قلة يف اجملتمع هي األكثر متثيال‬
‫معينة مشروعة عن طروق إخساء عالقات النسرذ‬ ‫يف اجلامعة‬ ‫ياخل اجلامعة‪ .‬فنيبة النجا‬
‫اليت هي أساس قرته‪ ،‬ووكرن بذلك قد مجع قرته‬ ‫مرهرنة مبهنة أب الطالب‪ ،‬إذ هي أقل من ‪℅0‬‬
‫الرمزوة اخلاصة إىل عالقات النسرذ املشاد‬ ‫ألبناء املزادعني و‪ ℅71‬ألبناء العمال بينما متثل‬
‫(‪)09‬‬
‫ووعترب برديور أن التعليم هر الذي‬ ‫إليها‪".‬‬ ‫أكثر من ‪ ℅11‬ألصحاب املهن احلرة؛ وبالتالي‬
‫خيتاد نرع تالميذه ا العكس‪ ،‬إذ ونتقي أبناء‬ ‫فإن امليتقبل املددسي ابن الطبقة الربجرازوة‬
‫طبقات معينة وولسظ الباقي من خالل الرسرب‬ ‫مضمرن حتما‪ ،‬بينما ميتقبل ابن املزادع فهر‬
‫والترزوع على شعب تعليمية غري مرغربة‬ ‫ضربة من احلظ ا تتعدى نيبة ‪.)02("℅2‬‬
‫اجتماعيا‪.‬‬ ‫األصل ااجتماعي للطالب وترجيهه اجلامعي‪:‬‬
‫إن فشل كل اجلهري ااصالحية لرفع كساوة‬ ‫آليات النظام الرتبري يف إعاية اإلنتاج‬
‫يف حتقيق مزود من‬ ‫النظم التعليمية‬ ‫ااجتماعي‪:‬‬
‫الدميقراطية يف السرص التعليمية وكمن يف‬ ‫ميادَس العنف الرمزي وتتحقق وظيسة إعاية‬
‫جتاهل أو جهل هذه اجلهري لتلك العرامل‬ ‫اإلنتاج وفق منهج خسي عن طروق آليات تظهَر‬
‫البنيروة اليت تربط النظام التعليمي مبصاحل‬ ‫للعامة يف وجه شرعي وهي تتمثل يف ما ولي‪:‬‬
‫الطبقة أو اجملمرعات ااجتماعية اليايدة‪ ،‬من‬ ‫‪ -‬الربامج الرتبروة‪ :‬أو املقردات الدداسية وهي‬
‫خالل سيطرتها الثقافية على احلقل الرتبري‪.‬‬ ‫تتضمن قيم‪ ،‬عايات‪ ،‬ومعادف تنيجم مع‬
‫سعاي بلحروزي جامعة تلميان‬ ‫الرأمسال الثقايف للطبقة املهيمِنة اجتماعيا‪.‬‬
‫اهلرامش‪:‬‬ ‫‪ -‬أساليب التددوس أو ااتصال البيداغرجي‪:‬‬
‫مربرحة برحلبا لنراد‪ :‬حماضرات يف علم اجتماع‬ ‫‪-0‬‬ ‫تتمثل يف الطروقة أحايوة ااجتاه اليت جتعل‬
‫الرتبية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ياد الغرب للنشر والترزوع‪،‬‬ ‫الطالب بال مقاومة مثلما سبق ااشادة إىل ذلك‪.‬‬
‫وهران‪،‬اجلزاير‪2111 ،‬ـ ‪،2119‬ص‪17‬‬ ‫فأما لدى أبناء الطبقة املييطِرة فيكرن التعليم‬
‫‪2-:Pierre BOURDIEU, Jean- Claude CHAMBOREDON‬‬
‫‪, Jean- Claude PASSERON : Le Métier de sociologue,‬‬ ‫بهذه الطروقة عملية ممتعة بال معاناة وأما أبناء‬
‫‪livre 1, école pratique des hautes études-‬‬
‫‪Sorbonne, mouton et bordas, paris, 1968, p 7.‬‬
‫الطبقات الدنيا فليس أمامهم سرى بذل اجلهد‬
‫‪3- Pierre ANSART : les sociologies contemporaines,‬‬
‫‪ème‬‬
‫وحتمل القهر ألجل ختطي آليات استبعايهم‬
‫‪3 édi, éditions du seuil, France, paris, 1990,p34.‬‬
‫وحتقيق هابيترس التيلق ااجتماعي‪.‬‬
‫املرجع نسيه‪ ،‬ص ‪.91‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نظام اامتحانات‪ :‬ورى برديور أن لالمتحانات‬
‫املرجع نسيه‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫‪-9‬‬
‫وظيسة اجتماعية ألنها أهم أيوات وآليات النظام‬
‫حين البيالوي‪ :‬علم اجتماع الرتبية املعاصر‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫التعليمي يف تثبيت وغرس القيم املرتبطة بكل نرع‬
‫ياداملعرفة اجلامعية‪ ،‬األزادوطية‪ ،‬اإلسكنددوة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫من أنراع املعرفة ضمن حقل الثقافة املييطِرة يف‬
‫‪،0337‬ص‪029‬‬
‫هشام قاضي ‪ :‬يليل تراجم السالسسة والعلماء‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫اجملتمع‪.‬‬
‫لطلبة البكالردوا وطلبة العلرم اانيانية وااجتماعية‪ ،‬ياد‬ ‫التمكن اللغري‪ :‬وتطرق برديور إىل لغة الربامج‬
‫املسيد للنشر والترزوع‪ ،‬عني مليلة‪ ،‬أم البراقي‪ ،‬اجلزاير‪،‬‬ ‫والتددوس واامتحانات فيقرل أنها تنيجم مع‬
‫‪ ،2101‬ص‪73‬‬ ‫لغة الطبقة املهيمِنة اجتماعيا‪ ،‬وقد اختريت‬
‫‪8- Christophe BORMANS , Charles TAFANELLI :‬‬
‫‪Dictionnaire des grands auteurs de la littérature et‬‬ ‫حبجة أنها أقرب إىل العلم من لغة الطبقة‬
‫‪des sciences humaines, jeunes éditions, France,‬‬
‫‪2000, p 280.‬‬ ‫املهيمَن عليها واليت تعترب يف نظر األوىل أقرب‬
‫حمين خضرة‪ ":‬بيريبرديور‪(..‬فيليرف العنف‬ ‫‪-3‬‬ ‫إىل التساهة واليخروة؛ إن تسضيل لغة عن أخرى‬
‫الرمزي)"‪ ،‬جملة العربي‪ ،‬العدي ‪ ، 137‬أبرول ‪،2111‬‬ ‫بهذه احلجج قد وظهر لعامة الناس شرعيا‪ ،‬بينما‬
‫ص‪.91‬‬ ‫وراه برديور شكال من أشكال العنف الرمزي الذي‬
‫‪10- Pierre BOURDIEU, Jean-Claude PASSERON :‬‬
‫‪Les Héritiers, Les étudiants et la culture, éd minuit,‬‬ ‫حيقق وظيسة إعاية اانتاج‪.‬‬
‫‪Paris, France, 1964, p 84‬‬
‫‪ -00‬املرجع نسيه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫‪ -02‬املرجع نسيه‪ ،‬ص ‪.91 ،99‬‬
‫الرمزي)"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫حمين خضرة‪ ":‬بيري برديور‪(.‬فيليرف العنف‬ ‫‪-09‬‬

You might also like