You are on page 1of 27

‫ٔ‬

‫ا ا‬ ‫ء‬ ‫ا‪.‬‬
‫‪٣‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬

‫م ـ ــن ش ـ ــرور أنفس ـ ــنا وس ـ ــيئات أعمالن ـ ــا‬ ‫إن اﳊم ـ ــد ‪ ،‬ﳓم ـ ــده ونس ـ ــتعينه ونس ـ ــتغفره ونع ـ ــوذ‬
‫مـ ـ ــن ﻳﻬـ ـ ــده ﷲ ﻓـ ـ ــﻼ مﻀـ ـ ــﻞ ل ـ ــه ومـ ـ ــن ﻳﻀـ ـ ــﻞ ﻓـ ـ ــﻼ ﻫـ ـ ــادي لـ ـ ــه‪ ،‬وأشـ ـ ــﻬد أن ﻻ إلـ ـ ــه إﻻ ﷲ وﺣـ ـ ــده ﻻ‬
‫شرﻳﻚ له وأشﻬد أن ﳏمداً عﺒده ورسوله‪.‬‬

‫}ﻳ‪‬ﺎﺃَﻳ‪‬ﻬ‪‬ﺎ ﺍﻟﱠﺬ‪‬ﻳﻦ‪ ‬ﺁﻣ‪‬ﻨ‪‬ﻮﺍ ﺍﺗﱠﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠﱠ ‪‬ﻪ ﺣ‪‬ﻖ‪ ‬ﺗُﻘَﺎﺗ‪ ‬ﻪ ﻭ‪‬ﻟَﺎ ﺗَﻤ‪‬ﻮﺗُﻦ‪ ‬ﺇِﻟﱠﺎ ﻭ‪‬ﺃَﻧْﺘُﻢ‪ ‬ﻣﺴ‪‬ﻠ‪‬ﻤ‪‬ﻮﻥ‪]{‬آل عمران‪.[١٠٢:‬‬

‫ﺲ ﻭ‪‬ﺍﺣ‪‬ــﺪ‪ ‬ﺓ ﻭ‪‬ﺧ‪‬ﻠَــﻖ‪ ‬ﻣﻨ‪‬ﻬ‪‬ـــﺎ َﺯﻭ‪‬ﺟ‪‬ﻬ‪‬ـــﺎ ﻭ‪‬ﺑ‪‬ــﺚ‪ ‬ﻣ‪ ‬ﻨﻬ‪‬ﻤ‪‬ـــﺎ ﺭِﺟ‪‬ﺎﻟًـــﺎ ﻛَﺜ‪‬ــﲑ‪‬ﺍ‬
‫}ﻳ‪‬ﺎﺃَﻳ‪‬ﻬ‪‬ـــﺎ ﺍﻟﻨ‪‬ـــﺎﺱ‪ ‬ﺍﺗﱠﻘُـــﻮﺍ ﺭ‪‬ﺑ‪‬ﻜُــﻢ‪ ‬ﺍﻟﱠــﺬ‪‬ﻱ ﺧ‪‬ﻠَﻘَﻜُــﻢ‪ ‬ﻣ‪‬ــﻦ‪ ‬ﻧَﻔْــ ٍ‬

‫ﻭ‪‬ﻧ‪‬ﺴ‪‬ﺎء‪ ‬ﻭ‪‬ﺍﺗﱠﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠﱠﻪ‪ ‬ﺍﻟﱠﺬ‪‬ﻱ ﺗَﺴ‪‬ﺎء‪‬ﻟُﻮﻥ‪ ‬ﺑِ ‪‬ﻪ ﻭ‪‬ﺍﻟْﺄَﺭ‪‬ﺣ‪‬ﺎ ‪‬ﻡ ﺇِﻥ‪ ‬ﺍﻟﻠﱠﻪ‪ ‬ﻛَﺎﻥ‪ ‬ﻋ‪‬ﻠَﻴ‪‬ﻜُﻢ‪ ‬ﺭ‪‬ﻗ‪‬ﻴﺒ‪‬ﺎ{]النساء‪.[١ :‬‬

‫‪‬ﺼ ـﻠ‪‬ﺢ‪ ‬ﻟَﻜُــ ‪‬ﻢ ﺃَﻋ‪‬ﻤ‪‬ــﺎﻟَﻜُﻢ‪ ‬ﻭﻳ‪‬ﻐْﻔ‪‬ــﺮ‪ ‬ﻟَﻜُ ـﻢ‪ ‬ﺫُﻧُــﻮﺑ‪‬ﻜُﻢ‪ ‬ﻭ‪‬ﻣ‪ ‬ـﻦ‪ ‬ﻳﻄ‪‬ــﻊِ ﺍﻟﻠﱠــﻪ‪‬‬
‫}ﻳ‪‬ﺎﺃَﻳ‪‬ﻬ‪‬ــﺎ ﺍﻟﱠــﺬ‪‬ﻳﻦ‪ ‬ﺁﻣ‪‬ﻨ‪‬ــﻮﺍ ﺍﺗﱠﻘُــﻮﺍ ﺍﻟﻠﱠ ـ ‪‬ﻪ ﻭ‪‬ﻗُﻮﻟُــﻮﺍ ﻗَﻮ‪‬ﻟًــﺎ ﺳ‪‬ﺪ‪‬ﻳﺪ‪‬ﺍ*ﻳ ‪‬‬

‫ﻭ‪‬ﺭ‪‬ﺳ‪‬ﻮﻟَﻪ‪ ‬ﻓَﻘَﺪ‪ ‬ﻓَﺎﺯَ ﻓَﻮ‪‬ﺯًﺍ ﻋ‪‬ﻈ‪‬ﻴﻤ‪‬ﺎ{]اﻷحزاب‪.[٧١ - ٧٠ :‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ‪:‬‬

‫ﻓمـ ـ ــن ﺗعﻈـ ـ ــيﻢ ﷲ ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن ﺑـ ـ ــه ‪ ،‬ﻓالعﺒـ ـ ــد ﻛﻠمـ ـ ــا ازداد معرﻓـ ـ ــﺔ ﺑرﺑـ ـ ــه أﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬
‫ﺑه ‪.‬‬

‫‪ ،‬عﻈ ـ ـ ــيﻢ الرﺟـ ـ ــاء ﺑـ ـ ــه‪ ،‬موﻗنـ ـ ـاً ﲝس ـ ـ ــن ﺟﺰاﺋـ ـ ــه‬ ‫وﻳنﺒغ ـ ـ ــي لﻠم ـ ـ ــؤمن أن ﻳك ـ ـ ــون ﺣسـ ـ ــن الﻈ ـ ـ ــن‬
‫أعﻈ ـ ــﻢ م ـ ــن ثقت ـ ــه ﲝس ـ ــن عمﻠ ـ ــه؛ ﻛي ـ ــﻒ‬ ‫وعﻄاﺋ ـ ــه وإﺣس ـ ــانه‪ ،‬وﻻﺑ ـ ــد أن ﻳك ـ ــون واثق ـ ـاً ﲝس ـ ــن ظن ـ ــه‬
‫ﻻ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ــو ‪ ‬رب ﻛـ ـ ـ ــرﱘ رﺣـ ـ ـ ــيﻢ‪ ،‬واسـ ـ ـ ــﻊ العﻄ ـ ـ ـ ــاء‪ ،‬عﻈـ ـ ـ ــيﻢ الﺼ ـ ـ ـ ــفﺢ والتﺠـ ـ ـ ــاوز‪ ،‬رﲪت ـ ـ ـ ــه‬
‫سﺒقﺖ عﺬاﺑه‪ ،‬ورﺿاه سﺒﻖ سﺨﻄه‪.‬‬
‫‪٤‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫وﺣ ْس ـ ـ َن ظ ـ ـ ٍّـن ﺑرﺑ ـ ــه َﺟ ـ ـ ﱠﻞ َو َع ـ ـﻼ ﻓﺈن ـ ــه الس ـ ــعيد‪ ،‬وم ـ ــا ُمﻠِ ـ ـئ ﻗﻠ ـ ــﺐ ام ـ ــر ٍئ‬ ‫ِ‬
‫وم ـ ــن ُمﻠ ـ ـئ ﻗﻠﺒ ـ ــه إﳝ ـ ــا ً ُ‬
‫‪.‬‬ ‫إﳝا ً إﻻ وﻻزمه ُﺣ ْس َن الﻈن‬

‫وإذا رزق ﷲُ عﺒـ ــداً مـ ــن عﺒـ ــاده ﻫـ ــﺬﻳن اﻷم ـ ـرﻳن اﳌتﻼزمـ ــﲔ‪ :‬اﻹﳝـ ــان ﺑـ ــه وﺣسـ ــن الﻈـ ـن ﺑـ ــه ﺟ ـ ــﻞ‬
‫وعﻼ؛ ﻓﺈ ا النعمﺔ الﱵ ﻻ ﻳدانيﻬا نعمﺔ‪ ،‬ﻛيﻒ ﻻ وﻫي الﱵ ﻻ ﻳؤ ﻫا إﻻ مؤمن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠِ‬
‫ﻳقـ ــول اﺑـ ــن مسـ ــعود ‪َ " :‬واﻟ ـ ـﺬي َﻻ إﻟَـ ـﻪَ ﻏَ ـ ـ ْﲑُﻩُ‪َ ،‬ﻣ ـ ـﺎ أُ ْﻋﻄ ـ ـ َﻲ ﻋَ ْﺒ ـ ـ ٌﺪ ُﻣ ـ ـ ْﺆﻣ ٌﻦ َﺷ ـ ـ ْﻴـﺌًﺎ َﺧ ـ ـ ْ ً‬
‫ﲑا‬
‫ِﻣـ ـ ـ ْﻦ ُح ْسـ ـ ـ ِﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ِّﻦ ِ ﱠِ ‪َ ،‬واﻟﱠـ ـ ـ ِﺬي َﻻ إِﻟَـ ـ ـﻪَ ﻏَـ ـ ـ ْﲑُﻩُ‪َ ،‬ﻻ ُﳛْ ِسـ ـ ـ ُﻦ ﻋَ ْﺒـ ـ ـ ٌﺪ ِ ﱠِ ‪ ‬اﻟظﱠـ ـ ـ ﱠﻦ إِﱠﻻ‬
‫اﳋَْ َﲑ ِﰲ يَ ِﺪﻩِ")‪.(١‬‬ ‫أَ ْﻋﻄَﺎﻩُ ا ﱠُ ‪ ‬ظَنﱡﻪُ ذَﻟِ َ‬
‫ك َِ ﱠن ْ‬

‫مـ ـ ــن العﺒ ـ ــادات اﳉﻠيﻠـ ـ ــﺔ الـ ـ ــﱵ ﻳنﺒغـ ـ ــي أن ﳝـ ـ ــﻸ اﳌـ ـ ــؤمن ـ ـ ــا ﻗﻠﺒـ ـ ــه ﰲ ﲨيـ ـ ــﻊ‬ ‫ﻓحسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬
‫أﺣوال ـ ـ ـ ــه وﻳﺼ ـ ـ ـ ــحﺒﻬا ﰲ ﺣياﺗ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬ﰲ ﻫداﻳت ـ ـ ـ ــه‪ ،‬ﰲ رزﻗـ ـ ـ ــه‪ ،‬ﰲ ﺻـ ـ ـ ــﻼح ذرﻳتـ ـ ـ ــه‪ ،‬ﰲ إﺟاﺑـ ـ ـ ــﺔ دعاﺋـ ـ ـ ــه‪ ،‬ﰲ‬
‫مغفرة ذنﺒه‪ ،‬ﰲ ﻛﻞ شيء‪ ،‬وﰲ ﻛﻞ أمر ﰲ ﺣياﺗه‪.‬‬

‫ﻓمـ ـ ــن نِ َعـ ـ ـ ِﻢ ﷲ ‪ ‬اﻹﳝـ ـ ــان وﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن ﺑـ ـ ــه‪ ،‬ومـ ـ ــن عﻼمـ ـ ــﺔ الﺸـ ـ ــﻚ والنفـ ـ ــاق والـ ـ ــر ء أن‬
‫ﻳكـ ـ ــون اﳌـ ـ ــرء مسـ ـ ــيئاً الﻈـ ـ ــن ﺑرﺑـ ـ ــه وﻏـ ـ ــﲑ ﳏسـ ـ ــن ﺑـ ـ ــه الﻈـ ـ ـ ﱠن َﺟـ ـ ـ ﱠﻞ َو َعـ ـ ـ َﻼ‪ ،‬وﻗـ ـ ــد وﺻـ ـ ــﻒ ﷲ اﳌنـ ـ ــاﻓقﲔ‬
‫واﳌناﻓقـ ـ ـ ــات واﳌﺸ ـ ـ ــرﻛﲔ واﳌﺸـ ـ ـ ــرﻛات ـ ـ ـ ــﺬا اﻷمـ ـ ـ ــر؛ أ ـ ـ ـ ــﻢ مسـ ـ ـ ــيئون الﻈ ـ ـ ــن ﺑـ ـ ـ ــه ‪ ،‬ﻗـ ـ ـ ــال‬
‫ﻟﺴـــ ـﻮ‪‬ء‪◌ۚ ‬‬
‫‪‬ﺸـــ ـﺮِﻛَﺎﺕ‪ ‬ﺍﻟﻈﱠـــ ـﺎﻧﱢﲔ‪ ‬ﺑِﺎﻟﻠﱠـــ ـﻪ‪ ‬ﻇَـــ ـﻦ‪ ‬ﺍ ‪‬‬
‫‪‬ﺸـــ ـﺮِﻛ‪‬ﲔ‪ ‬ﻭ‪‬ﺍﻟْﻤ ‪‬‬
‫ﺕ ﻭ‪‬ﺍ ْﻟﻤ ‪‬‬
‫‪ } :‬ﻭ‪‬ﻳ‪‬ﻌ‪‬ـــ ـﺬﱢﺏ‪ ‬ﺍﻟْﻤ‪‬ﻨ‪‬ـــــﺎﻓ‪‬ﻘ‪‬ﲔ‪ ‬ﻭ‪‬ﺍﻟْﻤ‪‬ﻨ‪‬ﺎﻓ‪‬ﻘَـــــﺎ ‪‬‬

‫ﻋ‪‬ﻠَﻴ‪‬ﻬِﻢ‪ ‬ﺩ‪‬ﺍﺋ‪‬ﺮ‪‬ﺓ‪ ‬ﺍﻟﺴ‪‬ﻮ‪‬ء‪ ◌ۖ ‬ﻭ‪‬ﻏَﻀ‪‬ﺐ‪ ‬ﺍﻟﻠﱠﻪ‪ ‬ﻋ‪‬ﻠَﻴ‪‬ﻬِﻢ‪ ‬ﻭ‪‬ﻟَﻌ‪‬ﻨ‪‬ﻬ‪‬ﻢ‪ ‬ﻭ‪‬ﺃَﻋ‪‬ﺪ‪ ‬ﻟَﻬ‪‬ﻢ‪ ‬ﺟ‪‬ﻬ‪‬ﻨ‪‬ﻢ‪ ◌ۖ ‬ﻭ‪‬ﺳ‪‬ﺎء‪‬ﺕ‪ ‬ﻣ‪‬ﺼ‪‬ﲑ‪‬ﺍ{]اﻟﻔﺘﺢ‪.[٦:‬‬

‫وﻗـ ـ ـ ــد ﺑـ ـ ـ ــﲔ ﷲ ‪ ‬أن سـ ـ ـ ــﺒﺐ سـ ـ ـ ــوء الﻈـ ـ ـ ــن ﺑـ ـ ـ ــه سـ ـ ـ ــﺒحانه إﳕـ ـ ـ ــا ﻫـ ـ ـ ــو الﺸـ ـ ـ ــيﻄان‪} ،‬ﺇِﻧﱠﻤ‪‬ــــــــﺎ‬

‫ﻢ ﻣ‪‬ﺆ‪‬ﻣ‪‬ﻨ‪‬ﲔ‪]{‬آل ﻋﻤﺮان‪.[١٧٥:‬‬
‫ﻢ ﺍﻟﺸ‪ ‬ﻴﻄَﺎﻥ‪ ‬ﻳ‪‬ﺨَﻮ‪‬ﻑ‪ ‬ﺃَﻭ‪‬ﻟ‪‬ﻴ‪‬ﺎء‪‬ﻩ‪ ‬ﻓَﻼ ﺗَﺨَﺎﻓُﻮ ‪‬ﻫﻢ‪ ‬ﻭ‪‬ﺧ‪‬ﺎﻓُﻮﻥِ ﺇِﻥ‪ ‬ﻛُﻨﺘُ ‪‬‬
‫ﺫَﻟ‪‬ﻜُ ‪‬‬

‫‪ ‬ﻓـ ـ ــﺈن‬ ‫ﻓﻬـ ـ ــو اﶈسـ ـ ــن‪ ،‬وﷲ ﳛﺒـ ـ ــه‪ ،‬ومـ ـ ــن أسـ ـ ــاء الﻈـ ـ ــن‬ ‫ﻓمـ ـ ــن أﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬
‫إﻻ اﳌن ـ ـ ــاﻓقون واﳌناﻓق ـ ـ ــات واﳌﺸ ـ ـ ــرﻛون واﳌﺸ ـ ـ ــرﻛات ﻛم ـ ـ ــا ﺑ ـ ـ ـ ﱠـﲔ ﷲ‬ ‫ﷲ ﻳﺒغﻀ ـ ــه‪ ،‬وﻻ ﻳس ـ ـ ــيء الﻈـ ـ ــن‬
‫‪ ،‬وإن ﻛ ـ ـ ــان ﺑع ـ ـ ــﺾ اﳌ ـ ـ ــؤمنﲔ ﻗ ـ ـ ــد ﳛﺼ ـ ـ ــﻞ لـ ـ ــه ﰲ ﳊﻈ ـ ـ ــﺔ م ـ ـ ــن الﻠحﻈ ـ ـ ــات أن ﻳﻀ ـ ـ ــعﻒ إﳝان ـ ـ ــه‬

‫" بﺮقم )‪.(٨٣‬‬ ‫)‪ (١‬رواﻩ ابﻦ أﰊ اﻟﺪنﻴﺎ ﰲ "حسﻦ اﻟظﻦ‬


‫‪٥‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫وﻳسـ ــوء ظنـ ــه ﺑرﺑـ ــه ﲟـ ــا ﻳقـ ـ ِّدره عﻠيـ ــه‪ ،‬ﻓيﺠـ ــﺐ عﻠيـ ــه ﺣينﻬـ ــا أن ﻳراﺟـ ــﻊ نفسـ ــه‪ ،‬وأن ﻳفـ ــتﺶ ﻗﻠﺒـ ــه وﳚـ ــدد‬
‫إﳝانه وﻳتوب إﱃ ﷲ‪.‬‬
‫‪٦‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬

‫ﺃﻭﻻً‪} :‬ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪{‬‬

‫ﺗعـ ــاﱃ؛ ﻫـ ــو ﻗـ ــوة اليقـ ــﲔ ﲟـ ــا وعـ ــد ﷲ ﺗعـ ــاﱃ عﺒـ ــاده مـ ــن سـ ــعﺔ ﻛرمـ ــه ورﲪتـ ــه‪،‬‬ ‫ﺣسـ ــن الﻈـ ــن‬
‫ورﺟاء ﺣﺼول ذلﻚ‪.‬‬

‫ول ا ﱠُ ﺗَـ َﻌ ـ ـ ـ ـ َﺎﱃ‪:‬‬


‫ﱯ ‪» :‬يَـ ُق ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫َعـ ـ ـ ـ ْن أَِﰊ ُﻫَرﻳْـ ـ ـ ـ ـَرَة ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ َال‪ :‬ﻗَـ ـ ـ ـ َ‬
‫ال النﱠ ـ ـ ـ ـِ ﱡ‬
‫أَ َ ِﻋ ْن َﺪ ظَ ِّﻦ َﻋْﺒ ِﺪي ِﰊ«)‪.(١‬‬

‫ﻗ ـ ــال القاﺿ ـ ــي عي ـ ــاض ‪" :‬قﻴ ـ ــﻞ‪ :‬ﻣﻌن ـ ــﺎﻩ‪ :‬ﻟغﻔـ ـ ـﺮان ﻟ ـ ــﻪ إذا اﺳ ـ ــﺘغﻔﺮﱐ‪ ،‬واﻟقﺒ ـ ــول إذا‬
‫إﱄ‪ ،‬واﻹﺟﺎب ـ ــﺔ إذا دﻋ ـ ــﺎﱐ‪ ،‬واﻟﻜﻔﺎيـ ـ ــﺔ إذا اﺳ ـ ــﺘﻜﻔﺎﱐ؛ ﻷن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺼـ ـ ــﻔﺎت ﻻ ﺗظﻬ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫أب ّ‬
‫وقوى يقﻴنﻪ")‪.(٢‬‬ ‫اﻟﻌﺒﺪ إﻻ إذا أَحسﻦ ظنﻪ‬
‫ِ‬
‫ﺎل اﻟ ُْﻌﻠَ َﻤ ــﺎءُ َﻣ ْﻌ ــ َﲎ ُح ْس ــ ُﻦ اﻟظﱠـ ـ ِّﻦ َِ ﱠ ﺗَـ َﻌـ ـ َﺎﱃ أَ ْن يَظُــ ﱠﻦ أَنﱠــﻪُ يَـ ْﺮ َﲪُــﻪُ‬ ‫ﻗـ ــال النـ ــووي ‪" :‬قَـ ـ َ‬
‫ف‬
‫ـﻞ يَ ُﻜـ ـو ُن ا ْﳋَـ ـ ْو ُ‬ ‫اﺟﻴـ ـﺎ وي ُﻜـ ـوَ ِن ﺳـ ـو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ويـ ْﻌ ُﻔـ ـو َﻋ ْنـ ـﻪُ قَـ ـﺎﻟُوا وِﰲ حﺎﻟَـ ـ ِﺔ اﻟ ِ ِ‬
‫اء َوقﻴ ـ َ‬ ‫ًََ‬ ‫ﺼـ ـ ﱠﺤﺔ يَ ُﻜـ ـو ُن َﺧﺎئ ًﻔـ ـﺎ َر ً َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ف ِاﻻنْ ِﻜ َﻔ ـ ـ ُ‬ ‫ود ا ْﳋَـ ـو ِ‬ ‫ت ﻏَﻠﱠ ـ ـﺐ اﻟ ﱠﺮﺟ ـ ـﺎء أَو َْﳏ َ ِ‬ ‫ات اﻟْﻤ ـ ـو ِ‬ ‫أ َْر َﺟ ـ ـ َﺢ ﻓَ ـ ـِﺈذَا َدنَـ ـ ْ‬
‫ﺎف‬ ‫ﺼــ َ ْ‬ ‫ﻀ ـ ـﻪُ ﻷَ ﱠن َﻣ ْق ُ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ﺎر ُ َ ْ‬ ‫ﺖ أَ َﻣ ـ ـ َ‬
‫ك‬‫ﺎل َوقَـ ـ ْﺪ ﺗَـ َﻌ ـ ـ ﱠﺬ َر ذَﻟِـ ـ َ‬ ‫ﺎت َو ْاﻷَ ْﻋ َﻤ ـ ـ ِ‬ ‫اﻹ ْﻛﺜَـ ـﺎ ِر ِﻣ ـ ـﻦ اﻟﻄﱠﺎ َﻋ ـ ـ ِ‬
‫َ‬ ‫ص َﻋﻠَ ـ ـﻰ ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َﻋ ـ ـ ِﻦ اﻟ َْﻤ َﻌﺎﺻ ـ ـﻲ َواﻟْ َقﺒَ ـ ـﺎئ ِﺢ َوا ْﳊ ـ ـ ْﺮ ُ‬
‫ﻀـ ـ ـ ـ ِّﻤ ُﻦ ﻟِِﻼﻓْﺘِ َقـ ـ ـ ـﺎ ِر إِ َﱃ ا ﱠِ ﺗَـ َﻌـ ـ ـ ـ َﺎﱃ‬ ‫ﺎل ﻓَﺎ ْﺳـ ـ ـ ـﺘُ ِﺤ ﱠ‬
‫ﺐ إِ ْح َسـ ـ ـ ـﺎ ُن اﻟظﱠـ ـ ـ ـ ِّﻦ اﻟ ُْﻤﺘَ َ‬ ‫أ َْو ُﻣ ْﻌظَ ُﻤـ ـ ـ ـﻪُ ِﰲ َﻫـ ـ ـ ـ َﺬا ا ْﳊَـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ﺎن ﻟَﻪُ")‪.(٣‬‬ ‫اﻹ ْذ َﻋ ِ‬ ‫َو ِْ‬

‫أن ﲤتﻠـ ـ ــئ ﻗﻠوﺑُن ـ ـ ــا ﺑـ ـ ــﱪد اليق ـ ـ ــﲔ أن ﷲ ‪ ‬ﻻ ﳜﻠ ـ ـ ــﻒ وع ـ ـ ــده‪،‬‬ ‫ﻓحقيقـ ـ ــﺔ ﺣس ـ ـ ــن الﻈ ـ ـ ــن‬
‫ﻓمـ ـ ـ ــن ﻳكﺸـ ـ ـ ــﻒ الكـ ـ ـ ــر ت إﻻ ﷲ؟ ومـ ـ ـ ــن ﻳعـ ـ ـ ــاﰲ اﳌﺒتﻠـ ـ ـ ــﲔ إﻻ ﷲ؟ ومـ ـ ـ ــن ﻳنﺼـ ـ ـ ــر اﳌﻈﻠـ ـ ـ ــومﲔ إﻻ ﷲ؟‬
‫وم ـ ــن ﻳ ـ ــرد الغ ـ ــاﺋﺒﲔ إﻻ ﷲ؟ وم ـ ــن ﻳف ـ ــرج اﳍم ـ ــوم والغم ـ ــوم إﻻ ﷲ؟ ﻓكي ـ ــﻒ ﻻ ﳛس ـ ــن الﻈ ـ ــن ﺑ ـ ــه وﻫ ـ ــو‬
‫الكرﱘ الرﺣيﻢ الﻠﻄيﻒ‪ ،‬ﺑيده اﳋﲑ ﻛﻠه‪ ،‬إليه ﻳرﺟﻊ اﻷمر ﻛﻠه ‪ ‬وﺗعاظﻢ وﺗقدس‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ولنا ﰲ ﻗﺼﺺ اﳌؤمنﲔ من اﻷنﺒياء والﺸﻬداء والﺼاﳊﲔ ِع َﱪٌ من ﺣسن ظنﻬﻢ‬

‫)‪ (١‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬


‫)‪ (٢‬إﻛﻤﺎل اﳌﻌﻠم بﻔوائﺪ ﻣسﻠم )‪.(١٧٢/٨‬‬
‫)‪ (٣‬ﺷﺮح اﻟنووي ﻋﻠﻰ ﺻﺤﻴﺢ ﻣسﻠم )‪.(٢١٠/١٧‬‬
‫‪٧‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﺬا ن ـ ـ ـ ــﱯ ﷲ اﳋﻠي ـ ـ ـ ــﻞ إﺑـ ـ ـ ـراﻫيﻢ ‪ ‬ﰐ ﺑﺰوﺟـ ـ ـ ــه ﻫـ ـ ـ ــاﺟر واﺑنﻬ ـ ـ ـ ــا الرﺿـ ـ ـ ــيﻊ إﲰاعي ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫‪ ،‬ﻓيﱰﻛﻬمـ ـ ـ ـ ـ ــا ﺑ ـ ـ ـ ـ ـواد ﻏـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ذي زرٍع‪ ،‬ﻻ أنـ ـ ـ ـ ـ ــيﺲ وﻻ ﺟﻠـ ـ ـ ـ ـ ــيﺲ‪ ،‬وﻻ مـ ـ ـ ـ ـ ــﺄوى وﻻ ﻃع ـ ـ ـ ـ ــام‪ ،‬ﰒ‬
‫ﻳنﺼـ ـ ـ ــرف إﺑـ ـ ـ ـراﻫيﻢ ‪ ،‬ﻓتقـ ـ ـ ــول لـ ـ ـ ــه ﻫـ ـ ـ ــاﺟر‪ :‬أﺗـ ـ ـ ــدعنا ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا الـ ـ ـ ـوادي وﻻ مـ ـ ـ ــاء وﻻ ﻃعـ ـ ـ ــام؟‬
‫ﻓيقول‪ :‬إن ﷲ أمرﱐ ﺑﺬلﻚ وإن ﷲ لن ﻳﻀيعكﻢ‪.‬‬

‫ﻓك ـ ــان إﲰاعيـ ـ ــﻞ ‪ ‬وأمـ ـ ــه مـ ـ ــن سـ ـ ــكان الﺒيـ ـ ــﺖ اﳊـ ـ ـرام‪ ،‬وﻓتحـ ـ ــﺖ عﻠيﻬمـ ـ ــا مـ ـ ــاء زمـ ـ ــﺰم‪،‬‬
‫وأوت إليﻬما العرب‪ ،‬وﺻارت مكﺔ داراً ﳌﻠﺔ التوﺣيد ﰲ ذرﻳﺔ نﱯ ﷲ إﺑراﻫيﻢ ‪.‬‬

‫وﺧـ ـ ــرج موسـ ـ ــﻰ ‪ ‬ﻓـ ـ ــا ﱠراً ﺑقومـ ـ ــه مـ ـ ــن ﺟـ ـ ــﱪوت ﻓرعـ ـ ــون‪ ،‬وﺗﺒعـ ـ ــه ﻓرعـ ـ ــون وﺟنـ ـ ــوده ﺣـ ـ ــﱴ‬
‫‪‬ﻮﺳـــــﻰٰ ٓ◌ ﺇِﻧﱠــــــﺎ ﻟَﻤ‪‬ـــــﺪ‪‬ﺭ‪‬ﻛُﻮﻥ‪ *‬ﻗَــــــﺎﻝَ ﻛَـــــ ‪ّ‬ﻼ ﺇِﻥ‪ ّ‬ﻣ‪‬ﻌ‪‬ــــــﻲ ﺭ‪‬ﺑِّــــــﻲ‬ ‫}ﻓَﻠَﻤ‪‬ــــــﺎ ﺗَـــــﺮ‪◌ٓ ٰ‬ء‪‬ﺍ ٱﻟْﺠ‪‬ﻤ‪‬ﻌ‪‬ــــــﺎﻥِ ﻗَــــــﺎﻝَ ﺃ ‪‬‬
‫َﺻـــــﺤ‪ٰ‬ﺐ‪ ‬ﻣ ‪‬‬

‫ﺳ‪ ‬ﻴﻬ‪‬ﺪ‪‬ﻳﻦِ{]اﻟﺸﻌﺮاء‪.[٦٢-٦١:‬‬

‫ـﺐ موس ـ ـ ـ ــﻰ ‪ ‬ﻓرعـ ـ ـ ــو َن‪ ،‬ﻓﺠ ـ ـ ـ ــاوز موس ـ ـ ـ ــﻰ وﻗوم ـ ـ ـ ــه الﺒح ـ ـ ـ ــر‪ ،‬وأﻏ ـ ـ ـ ــرق ﷲ ﻓرعـ ـ ـ ــون‬
‫ﻓغﻠـ ـ ـ ـ َ‬
‫وﺟنوده‪.‬‬

‫وﺧ ـ ـ ــرج ﳏم ـ ـ ــد ‪ ‬مﻬ ـ ـ ــاﺟراً‪ ،‬وﺗﺒعت ـ ـ ــه ﻗ ـ ـ ـرﻳﺶ ﻳﻄﻠﺒ ـ ـ ــون ﻗتﻠ ـ ـ ــه وﻗت ـ ـ ــﻞ ﺻ ـ ـ ــاﺣﺒه‬
‫أﰊ ﺑك ـ ـ ــر ‪ ،‬ﻓﺨ ـ ـ ــاف أﺑ ـ ـ ــو ﺑك ـ ـ ــر عﻠـ ـ ـ ــﻰ رسـ ـ ـ ــول ﷲ ‪ ،‬وﻛـ ـ ـ ـان ﻳﻠتفـ ـ ـ ــﺖ‬
‫وﻳنﻈ ـ ــر وراءه‪ ،‬والنـ ــﱯ ‪ ‬ﻳﻄمئن ـ ــه وﻳق ـ ــول‪} :‬ﻟَـــــﺎ ﺗَﺤ‪‬ـــ ـﺰ‪ ‬ﻥ ﺇِﻥ‪ ‬ﺍﻟﻠﱠـــ ـﻪ‪ ‬ﻣ‪‬ﻌ‪‬ﻨ‪‬ـــــﺎ{‪ ،‬وﻗ ـ ــال‪:‬‬
‫ﲔ ا ﱠُ َ ﻟِﺜُـ ُﻬ َﻤﺎ«)‪.(١‬‬
‫ﱡك َ أَ َ بَ ْﻜ ٍﺮ ِ ثْـنَ ْ ِ‬
‫» َﻣﺎ ظَن َ‬
‫ﻓنﺼـ ـ ــر ﷲ ﳏمـ ـ ــداً ‪ ،‬ﻓﺒﻠـ ـ ــﻎ اﳌدﻳنـ ـ ــﺔ الﻄيﺒـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺻـ ـ ــار لـ ـ ــه الﻈﻬـ ـ ــور والنﺼـ ـ ــرة‬
‫عﻠﻰ العرب ﺑعد ﻫﺠرﺗه ‪.‬‬

‫‪ ‬ﻫي ـ ــﺄ ﳍـ ـ ــﻢ م ـ ــن الفـ ـ ــﻼح والنﺠـ ـ ــاح‬ ‫وذلـ ـ ــﻚ ﳌـ ـ ــا امـ ـ ــتﻸت ﻗﻠـ ـ ــو ﻢ ﲝس ـ ــن الﻈ ـ ــن‬
‫والنﺠاة والرﻓعﺔ والعﻠو ﰲ الدنيا واﻵﺧرة‪ ،‬ﻓنﺼرﻫﻢ وﳒاﻫﻢ وﺣفﻈﻬﻢ‪.‬‬

‫‪ " :-‬اﳌﻌـ ـ ــﲎ‪:‬‬ ‫ﻗـ ـ ــال الﺸـ ـ ــيخ اﺑـ ـ ــن ز ‪- ‬ﺣينمـ ـ ــا سـ ـ ــئﻞ عـ ـ ــن معـ ـ ــﲎ ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬

‫)‪ (١‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬


‫‪٨‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫‪ :‬أن رب ــﻪ ﺟ ــواد‪ ،‬وأن ــﻪ ﻛ ــﺮﱘ‪ ،‬وأن ــﻪ ﻏﻔ ــور رح ــﻴم ﺳ ــﺒﺤﺎنﻪ‪ ،‬وأن ــﻪ يﺘ ــوب ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫أن ــﻪ ﳛس ــﻦ ظن ــﻪ‬
‫ﻋﺒ ــﺎدﻩ إذا ب ــوا إﻟﻴ ــﻪ‪ ،‬وأن ﻓﻀ ــﻠﻪ ﻋظـ ــﻴم‪ ،‬ﳛس ــﻦ ظن ــﻪ بﺮب ــﻪ‪ ،‬ﻣـ ــع اﳉ ــﺪ ﰲ اﻟﻌﻤ ــﻞ اﻟﺼ ــﺎﱀ‪ ،‬ﻣـ ــع‬
‫اﻟﺘوب ـ ــﺔ‪ ،‬ﻻ ﳛس ـ ــﻦ اﻟظ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﺮب‪ ،‬ويق ـ ــﻴم ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻌﺎﺻ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻻ‪ ،‬ﳛس ـ ــﻦ ظن ـ ــﻪ بﺮب ـ ــﻪ ﻣ ـ ــع اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ‬
‫ﻣ ــع اﻹق ــﺪام ﻋﻠ ــﻰ اﳌﻌﺎﺻ ــﻲ‪،‬‬ ‫اﻟﺼ ــﺎﱀ‪ ،‬ﻣ ــع اﻟﺘوب ــﺔ‪ ،‬ﻣ ــع اﳉ ــﺪ ﰲ اﳋ ــﲑ‪ ،‬أﻣ ــﺎ إحس ــﺎن اﻟظ ــﻦ‬
‫واﻹﺻ ـ ـﺮار ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ؛ ﻓﻬـ ــﺬا ﻏـ ــﺮور ﻻ ﳚـ ــوز‪ ،‬ﻟﻜـ ــﻦ ﳛسـ ــﻦ ظنـ ــﻪ بﺮبـ ــﻪ أنـ ــﻪ يقﺒـ ــﻞ ﺗوبﺘـ ــﻪ‪ ،‬وأنـ ــﻪ يﻌﻔـ ــو‬
‫ﻋنـ ــﻪ‪ ،‬وﳚﺘﻬـ ــﺪ ﰲ أﺳـ ــﺒﺎب اﻟﻌﻔـ ــو ﻣـ ــﻦ اﻟﺼـ ــﺪقﺔ‪ ،‬واﻟﺮﲪـ ــﺔ ﻟﻠﻔق ـ ـﺮاء‪ ،‬وﻛﺜـ ــﺮة اﻻﺳـ ــﺘغﻔﺎر‪ ،‬واﻟﺘوبـ ــﺔ‪،‬‬
‫‪ ،‬ﳛس ـ ــﻦ ظن ـ ــﻪ أن ﷲ‬ ‫واﻟن ـ ــﺪم‪ ،‬واﻹق ـ ــﻼع‪ ،‬وﻛﺜ ـ ــﺮة اﻷﻋﻤ ـ ــﺎل اﻟﺼ ـ ــﺎﳊﺎت‪ ،‬ﻣ ـ ــع حس ـ ــﻦ اﻟظ ـ ــﻦ‬
‫يقﺒﻠﻬﺎ‪ ،‬وأنﻪ ﻻ يﺮدﻫﺎ ‪.(١)"‬‬

‫أن اﻹنسـ ـ ــﺎن إذا ﻋﻤـ ـ ــﻞ ﻋﻤ ـ ـ ـﻼً ﺻـ ـ ــﺎﳊﺎً‬ ‫وﻗـ ـ ــال اﺑـ ـ ــن عﺜيمـ ـ ــﲔ ‪" :‬حسـ ـ ــﻦ اﻟظـ ـ ــﻦ‬
‫أن ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻴقﺒﻞ ﻣن ـ ــﻪ‬ ‫ﳛس ـ ــﻦ اﻟظ ـ ــﻦ بﺮب ـ ــﻪ أن ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻴقﺒﻞ ﻣن ـ ــﻪ‪ ،‬إذا دﻋ ـ ــﺎ ﷲ ‪ ‬ﳛس ـ ــﻦ اﻟظ ـ ــﻦ‬
‫دﻋـ ــﺎءﻩ ويسـ ــﺘﺠﻴﺐ ﻟـ ــﻪ‪ ،‬إذا أذنـ ــﺐ ذنﺒ ـ ـﺎً ﰒ ب إﱃ ﷲ ورﺟـ ــع ﻣـ ــﻦ ذﻟـ ــك اﻟـ ــﺬنﺐ ﳛسـ ــﻦ اﻟظـ ــﻦ‬
‫‪ ،‬وأنـ ــﻪ ﺟـ ــﻞ‬ ‫أنـ ــﻪ ﺳـ ــﻴقﺒﻞ ﺗوبﺘـ ــﻪ‪ ،‬إذا أﺟـ ــﺮى ﷲ ﺗﻌـ ــﺎﱃ ﰲ اﻟﻜـ ــون ﻣﺼـ ــﺎئﺐ ﳛسـ ــﻦ اﻟظـ ــﻦ‬
‫ﰲ ﻛـ ــﻞ ﻣـ ــﺎ يقـ ــﺪرﻩ‬ ‫وﻋـ ــﻼ إﳕـ ــﺎ أحـ ــﺪث ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺼـ ــﺎئﺐ ﳊﻜـ ــم ﻋظﻴﻤـ ــﺔ ﻟغـ ــﺔ‪ ،‬ﳛسـ ــﻦ اﻟظـ ــﻦ‬
‫ﷲ ‪ ‬ﰲ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻜ ـ ـ ـ ـ ــون‪ ،‬وﰲ ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻪ ﷲ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱃ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻟس ـ ـ ـ ـ ــﺎن رﺳ ـ ـ ـ ـ ــوﻟﻪ‬
‫‪ ‬نـ ـ ــﻪ ﺧـ ـ ــﲑ وﻣﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻟﻠخﻠـ ـ ــﻖ‪ ،‬وإن ﻛـ ـ ــﺎن بﻌـ ـ ــض اﻟنـ ـ ــﺎس ﻻ يـ ـ ــﺪرك ﻫـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﺼـ ــﻠﺤﺔ‪ ،‬وﻻ يـ ــﺪرك ﺗﻠـ ــك اﳊﻜﻤـ ــﺔ ﳑـ ــﺎ ﺷـ ــﺮع‪ ،‬وﻟﻜـ ــﻦ ﻋﻠﻴنـ ــﺎ ﲨﻴﻌـ ـﺎً اﻟﺘسـ ــﻠﻴم بقﻀـ ــﺎء ﷲ ﺗﻌـ ــﺎﱃ‬
‫ﺷﺮﻋﺎً وقﺪراً‪ ،‬وأن ﳓسﻦ بﻪ اﻟظﻦ؛ ﻷنﻪ ‪ ‬أﻫﻞ اﻟﺜنﺎء وا ﺪ")‪.(٢‬‬

‫)‪ (١‬ﻓﺘﺎوى نور ﻋﻠﻰ اﻟﺪرب‪.‬‬


‫)‪ (٢‬ﻓﺘﺎوى نور ﻋﻠﻰ اﻟﺪرب‪.‬‬
‫‪٩‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎً‪} :‬ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ{‬

‫ﻻ ﻳكون إﻻ مرﻳن‪ :‬ﻓعﻞ الﺼاﳊات‪ ،‬وﺗرك اﳌنكرات‪.‬‬ ‫ﺣسن الﻈن‬


‫م ـ ـ ـ ــن ش ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـﺨﺺ رك ﻷوام ـ ـ ـ ــر رﺑ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬وﻏ ـ ـ ـ ــارق ﰲ اﳌعاﺻ ـ ـ ـ ــي‬ ‫ﻓ ـ ـ ـ ــﻼ ﳝك ـ ـ ـ ــن إﺣس ـ ـ ـ ــان الﻈ ـ ـ ـ ــن‬
‫والﺸﻬوات‪.‬‬

‫ﻓالعﺒـ ـ ـ ــد ﳝتﺜـ ـ ـ ــﻞ اﻷمـ ـ ـ ــر وﳚتنـ ـ ـ ــﺐ النﻬـ ـ ـ ــي وﻳﺼـ ـ ـ ــﻠي وﻳﺼـ ـ ـ ــوم وﻳﺰﻛ ـ ـ ــي وﳛ ـ ـ ــﺞ وﻳفعـ ـ ـ ــﻞ الﻄاعـ ـ ـ ــات‬
‫أنـ ـ ــه إن عـ ـ ــاد‬ ‫وﳚتنـ ـ ــﺐ اﳌعاﺻـ ـ ــي‪ ،‬ورﲟـ ـ ــا زلـ ـ ــﺖ ﻗدمـ ـ ــه ﰲ معﺼـ ـ ــيﺔ‪ ،‬ﻓيكـ ـ ــون عنـ ـ ــده ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬
‫إليه و ب ﻓﺈنه ﻳقﺒﻠه وﻳغفر له وﻳسﱰه‪.‬‬

‫أمـ ـ ــا أن ﻳك ـ ـ ــون العﺒـ ـ ــد ﻻ ﻳﺼ ـ ـ ــﻠي وﻻ ﻳﺼ ـ ـ ــوم وﻻ ﻳﺰﻛـ ـ ــي وﻳفع ـ ـ ــﻞ اﳌعاﺻـ ـ ــي واﶈرم ـ ـ ــات ﰒ ﻳق ـ ـ ــول‬
‫‪ ،‬ﻓﻬﺬا ﻛاذب‪ ،‬ﻷنه لو أﺣسن الﻈن ﻷﺣسن العمﻞ‪.‬‬ ‫أ عندي ﺣسن ظن‬

‫ﻻبـ ـ ــﺪ ﻣﻌـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ ﲡنﱡ ـ ـ ـﺐ‬ ‫ﻗـ ـ ــال الﺸـ ـ ــيخ ﺻـ ـ ــاﱀ الفـ ـ ــوزان ﺣفﻈـ ـ ــه ﷲ‪" :‬وإحسـ ـ ــﺎن اﻟظـ ـ ــﻦ‬
‫ﻣ ــع ﻓﻌ ــﻞ اﻷﺳ ــﺒﺎب اﳉﺎﻟﺒ ــﺔ ﻟﻠخ ــﲑ‬ ‫اﳌﻌﺎﺻ ــﻲ‪ ،‬وإﻻ ﻛ ــﺎن أﻣنًـ ـﺎ ﻣ ــﻦ ﻣﻜ ــﺮ ﷲ‪ ،‬ﻓﺤس ــﻦ اﻟظ ــﻦ‬
‫ﻣـ ـ ــع ﺗـ ـ ــﺮك‬ ‫وﺗـ ـ ــﺮك اﻷﺳـ ـ ــﺒﺎب اﳉﺎﻟﺒـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺸـ ـ ــﺮ ﻫـ ـ ــو اﻟﺮﺟـ ـ ــﺎء اﶈﻤـ ـ ــود‪ ،‬وأﻣـ ـ ــﺎ حسـ ـ ــﻦ اﻟظـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟواﺟﺒﺎت وﻓﻌﻞ اﶈﺮﻣﺎت ﻓﻬو اﻟﺮﺟﺎء اﳌﺬﻣوم‪ ،‬وﻫو اﻷﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﻜﺮ ﷲ")‪.(١‬‬

‫ﻓ ـ ــاﳌؤمن ﳚم ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﲔ ﺣس ـ ــن الﻈ ـ ــن وﺣس ـ ــن العم ـ ــﻞ واﳋ ـ ــوف م ـ ــن ﷲ ﺗع ـ ــاﱃ‪ ،‬وﻻ ﺗع ـ ــارض ﺑ ـ ــﲔ‬
‫ﻫﺬا ﻛﻠِّه‪.‬‬

‫عـ ـ ـ ــن عاﺋﺸـ ـ ـ ــﺔ ‪ ‬أ ـ ـ ـ ــا س ـ ـ ــﺄلﺖ رسـ ـ ـ ــول ﷲ ‪ ‬عـ ـ ـ ــن ﻫـ ـ ـ ــﺬه اﻵﻳـ ـ ـ ــﺔ‪:‬‬
‫}ﻭ‪‬ﺍﻟﱠـــﺬ‪‬ﻳﻦ‪ ‬ﻳ‪‬ﺆ‪‬ﺗُـــﻮﻥ‪ ‬ﻣ‪‬ـــﺎ ﺁَﺗَـ ـﻮ‪‬ﺍ ﻭ‪‬ﻗُﻠُـــﻮﺑ‪‬ﻬ‪‬ﻢ‪ ‬ﻭ‪‬ﺟِﻠَـ ـﺔٌ{‪ ،‬ﻓقال ــﺖ‪ :‬أﻫ ــﻢ ال ــﺬﻳن ﻳﺸـ ـرﺑون اﳋم ــر وﻳس ـرﻗون؟ ﻓق ــال ﳍ ــا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺖ اﻟ ِ ِ‬
‫ﺼـ ـ ـ ــﻠﱡو َن‬
‫وﻣو َن َويُ َ‬‫ﺼــــ ُ‬ ‫ﱠﻬ ُم اﻟﱠـ ـ ـ ـﺬ َ‬
‫يﻦ يَ ُ‬ ‫نﺒين ـ ـ ــا ‪َ » :‬ﻻ َ بِْن ـ ـ ـ ـ َ ّ‬
‫ﺼ ـ ـ ـ ـ ّﺪ ِيﻖ‪َ ،‬وﻟَﻜ ـ ـ ـ ـنـ ُ‬
‫‪‬ﺴـــ ـﺎﺭِﻋ‪‬ﻮﻥ‪ ‬ﻓ‪‬ـــــﻲ ﺍﻟْﺨَﻴ‪‬ـــ ـﺮ‪‬ﺍﺕ‪ ‬ﻭ‪‬ﻫ‪‬ـــ ـﻢ‪ ‬ﻟَﻬ‪‬ـــــﺎ‬
‫ﻚﻳ ‪‬‬ ‫ﻞ ِﻣـ ـ ـ ْنـ ُﻬ ْم }ﺃُﻭﻟَﺌ‪‬ـــ ـ ‪‬‬
‫ﺼـ ـ ـ ﱠﺪقُو َن‪َ ،‬و ُﻫـ ـ ـ ْم َﳜَـ ـ ـﺎﻓُو َن أَ ْن َﻻ ﺗُـ ْقﺒَـ ـ ـ َ‬
‫َويَـﺘَ َ‬

‫)‪ (١‬اﳌنﺘقﻰ ﻣﻦ ﻓﺘﺎوى اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻔوزان )‪.(٢٦٩/٢‬‬


‫‪١٠‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ﺳ‪‬ﺎﺑِﻘُﻮﻥ‪.(١)«{‬‬

‫‪ ،‬ﻓيقـ ـ ــﻊ ﰲ اﳌنكـ ـ ـرات والكﺒـ ـ ــاﺋر‪ ،‬وﻳـ ـ ــرى أن رﲪـ ـ ــﺔ‬ ‫ﻓـ ـ ـﺒعﺾ الن ـ ــاس ﻳﻈـ ـ ــن أنـ ـ ــه ﳛسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬
‫ﷲ ﺗعـ ــاﱃ واسـ ــعﺔ وعف ــوه عﻈـ ــيﻢ‪ ،‬وﻳقـ ــول‪ :‬ﷲ ﻏفـ ــور رﺣـ ــيﻢ‪ ،‬وﻳسـ ــتمر عﻠـ ــﻰ مـ ــا ﻫـ ــو عﻠيـ ــه‪ ،‬ومـ ــا عﻠـ ــﻢ‬
‫أن ﻛﺜرة اﳋﻄا دون التوﺑﺔ منﻬا ﲢرم اﻹنسان من ﻛﻞ ﺧﲑ‪.‬‬

‫ﻗـ ـ ــال اﶈاسـ ـ ــﱯ ‪" :‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ َﻋﻼ َﻣـ ـ ـ ـﺔ حسـ ـ ـ ــﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ـﻦ ِ ﱠ ﺷـ ـ ـ ـ ﱠﺪة ِاﻻ ْﺟﺘِ َﻬـ ـ ـ ـﺎد ِﰲ طَﺎ َﻋـ ـ ـ ـﺔ‬
‫ﷲ")‪.(٢‬‬

‫ﺎن‪ ،‬ﻓَ ـ ـِﺈ ﱠن‬ ‫اﻹ ْحس ـ ـ ِ‬ ‫ﱠ ِ‬


‫ﺐ أَ ﱠن ُح ْس ـ ـ َﻦ اﻟظ ـ ـ ِّﻦ إ ﱠﳕَـ ـﺎ يَ ُﻜ ـ ـو ُن َﻣ ـ ـ َع ِْ َ‬ ‫وﻗـ ــال اﺑـ ــن القـ ــيﻢ ‪َ " :‬وَﻻ َريْ ـ ـ َ‬
‫سـ ـﺎنِِﻪ َوَﻻ ُﳜْﻠِ ـ ـ َ‬
‫ﻒ َو ْﻋ ـ ـ َﺪﻩُ‪َ ،‬ويَـ ْقﺒَ ـ ـ َﻞ ﺗَـ ْوبَـﺘَ ـ ـﻪُ‪َ ،‬وأَ ﱠﻣ ـ ـﺎ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠ ِِِ‬ ‫ِ‬
‫اﻟ ُْﻤ ْﺤس ــ َﻦ َح َس ـ ـ ُﻦ اﻟظ ـ ـ ِّﻦ ب َﺮبّــﻪ أَ ْن ُﳚَﺎ ِزيَـ ـﻪُ َﻋﻠَ ــﻰ إ ْح َ‬
‫ﺻ ــﻲ َواﻟظﱡْﻠ ــ ِم َوا ْﳊَــ َﺮ ِام‬ ‫ﺎت ﻓَــِﺈ ﱠن و ْح َﺸـ ـﺔَ اﻟْﻤﻌﺎ ِ‬ ‫ﺼـ ـ ﱡﺮ َﻋﻠَ ـ ـﻰ اﻟْ َﻜﺒ ـ ـﺎئِ ِﺮ واﻟظﱡ ْﻠ ــ ِم واﻟْﻤ َخﺎﻟََﻔ ــ ِ‬ ‫اﻟْﻤ ِسـ ـﻲء اﻟْﻤ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫ﲤَْنَـﻌُﻪُ ِﻣ ْﻦ ُح ْس ِﻦ اﻟظﱠ ِّﻦ بِ َﺮبِِّﻪ")‪.(٣‬‬

‫ﻓكيـ ـ ــﻒ ﻳكـ ـ ــون اﳌـ ـ ــرء ﳏسـ ـ ــناً الﻈـ ـ ــن ﺑرﺑـ ـ ــه وﻗـ ـ ــد ﻫـ ـ ــان عﻠيـ ـ ــه ﺣـ ـ ـ ﱡﻖ رﺑـ ـ ــه وأﺿـ ـ ــاع أمـ ـ ــر ﷲ ‪‬‬
‫وﻫان عﻠيه ُي ﷲ ﻓارﺗكﺒه وأﺻر عﻠيه؟!‬

‫إذن ﻫنـ ـ ــاك ﻓـ ـ ــرق ﺑ ـ ــﲔ ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن واﻻﻏـ ـ ـﱰار‪ ،‬وﻫـ ـ ــو أن ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن ﻳـ ـ ــدﻓعنا إﱃ ﺗﺼـ ـ ــحيﺢ‬
‫اﻷﺧﻄـ ـ ــاء واﻻنﻄـ ـ ــﻼق إﱃ ﻛـ ـ ــﻞ مـ ـ ــا ﻳرﺿـ ـ ــي ﷲ‪ ،‬وأمـ ـ ــا اﻻﻏـ ـ ـﱰار لعفـ ـ ــو ﻓيﺠع ـ ــﻞ اﻹنسـ ـ ــان ﻳﻄمـ ـ ــﻊ ﰲ‬
‫ارﺗكاب ذنوب أﻛﺜر‪ ،‬دون أن ﻳعود إﱃ ﷲ لتوﺑﺔ‪.‬‬

‫س ـ ـ ـ ـ َﻦ اﻟ َْﻌ َﻤ ـ ـ ـ ـ َﻞ‪َ ،‬وإِ ﱠن‬ ‫ِ‬


‫َح َس ـ ـ ـ ـ َﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ـ ﱠﻦ ﻓَﺄ ْ‬
‫َح َ‬ ‫ﻗـ ـ ـ ــال اﳊسـ ـ ـ ــن الﺒﺼـ ـ ـ ــري ‪" :‬إِ ﱠن اﻟْ ُﻤ ـ ـ ـ ـ ْﺆﻣ َﻦ أ ْ‬
‫ِ‬
‫ﺎء اﻟظﱠ ﱠﻦ ﻓَﺄ َ‬
‫َﺳﺎءَ اﻟ َْﻌ َﻤ َﻞ")‪.(٤‬‬ ‫َﺳ َ‬
‫اﻟ ُْﻤنَﺎﻓ َﻖ أ َ‬
‫ﻓعﻠـ ـ ــﻰ العﺒـ ـ ــد أن ﻳتﺠنـ ـ ــﺐ ﳏـ ـ ــﺬورﻳن ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻷمـ ـ ــر‪ :‬اﶈـ ـ ــﺬور اﻷول ﻫـ ـ ــو اليـ ـ ــﺄس والقنـ ـ ــوط مـ ـ ــن‬

‫)‪ (١‬رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم )‪ ،(٣١٧٥‬وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ اﻟسﻠسﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ بﺮقم )‪.(١٦٢‬‬
‫)‪ (٢‬آداب اﻟنﻔوس )‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺪاء واﻟﺪواء )ﺻـ‪.(٢٥‬‬
‫)‪ (٤‬اﻟﺰﻫﺪ ﻟﻺﻣﺎم أﲪﺪ بﻦ حنﺒﻞ بﺮقم )‪.(١٦٤٧‬‬
‫‪١١‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫رﲪ ـ ــﺔ ﷲ‪ ،‬واﶈـ ـ ــﺬور الﺜ ـ ــاﱐ ﻫـ ـ ــو اﻷم ـ ــن مـ ـ ــن مكـ ــر ﷲ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻼ ﻳكتف ـ ــي لرﺟـ ـ ــاء وﺣ ـ ــده وﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬
‫م ـ ــن ﻏ ـ ــﲑ إﺣس ـ ــان العم ـ ــﻞ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻫ ـ ــﺬا م ـ ــن أم ـ ــن مك ـ ــر ﷲ‪ ،‬وﰲ اﳌقاﺑ ـ ــﻞ أﻳﻀ ـ ـاً ﻻ ﻳغﻠِّ ـ ـﺐ ﺟان ـ ــﺐ‬
‫اﳋ ـ ــوف ﲝي ـ ــﺚ ﻳﺼ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــه إﱃ إس ـ ــاءة الﻈ ـ ــن ﺑرﺑ ـ ــه ﻓيق ـ ــﻊ ﰲ الي ـ ــﺄس والقن ـ ــوط م ـ ــن رﲪ ـ ــﺔ ﷲ‪ ،‬ﻓالواﺟ ـ ــﺐ‬
‫عﻠيه أن ﳛسن الﻈن مﻊ إﺣسان العمﻞ‪.‬‬
‫‪١٢‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪} :‬ﺍﻟﱰﻏﻴﺐ ﰲ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪{‬‬

‫ﻏ ـ ــﲑ‬ ‫ﺧ ـ ـﲑاً ل ـ ــه اﳋـ ــﲑ‪ ،‬وم ـ ــن ظ ـ ــن‬ ‫أعﻄ ـ ــاه ﷲ إ ه‪ ،‬ﻓمـ ــن ظ ـ ــن‬ ‫مـ ــن أﺣس ـ ــن ظن ـ ــه‬
‫ذلﻚ له ما ظنﱠه‪.‬‬

‫ول ا ﱠُ ﺗَـ َﻌ ـ ـ ـ ـ َﺎﱃ‪:‬‬


‫ﱯ ‪» :‬يَـ ُق ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫َعـ ـ ـ ـ ْن أَِﰊ ُﻫَرﻳْـ ـ ـ ـ ـَرَة ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ َال‪ :‬ﻗَـ ـ ـ ـ َ‬
‫ال النﱠ ـ ـ ـ ـِ ﱡ‬
‫أَ َ ِﻋ ْن َﺪ ظَ ِّﻦ َﻋ ْﺒ ِﺪي ِﰊ«)‪.(١‬‬

‫ول ﷲِ ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ال‪» :‬أَ ﱠن ﷲَ ‪‬‬ ‫و َع ـ ـ ـ ـ ـن أَِﰊ ُﻫرﻳ ـ ـ ـ ـ ـرةَ ‪َ ‬ع ـ ـ ـ ـ ـن رسـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ْ َُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬
‫ﲑا ﻓَـﻠَﻪُ‪َ ،‬وإِ ْن ظَ ﱠﻦ َﺷﺮا ﻓَـﻠَﻪُ«)‪.(٢‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺎل‪ :‬أَ َ ﻋ ْن َﺪ ظَ ِّﻦ َﻋ ْﺒﺪي ِﰊ‪ ،‬إِ ْن ظَ ﱠﻦ ِﰊ َﺧ ْ ً‬
‫قَ َ‬

‫ﺐ ظَنِّـ ـ ـ ِﻪ ِﰊ‪َ ،‬وأَﻓْـ َﻌـ ـ ـ ُﻞ بِـ ـ ـ ِﻪ َﻣـ ـ ـﺎ يَـﺘَـ َوقﱠـﻌُـ ـ ـﻪُ ِﻣـ ـ ـ ِّﲏ‪ِ ،‬ﻣـ ـ ـ ْﻦ َﺧـ ـ ـ ٍْﲑ أ َْو‬
‫ُﻋ ِﺎﻣﻠُـ ـ ـﻪُ َﻋﻠَـ ـ ـﻰ َح َسـ ـ ـ ِ‬
‫واﳌع ـ ــﲎ‪" :‬أ َ‬
‫َﺷ ٍّﺮ")‪.(٣‬‬

‫ﻓـ ــﺈن ظننـ ــﺖ ﺑـ ــه اﳌغفـ ــرة ﻏفـ ــر لـ ــﻚ‪ ،‬وإن ظننـ ــﺖ ﺑـ ــه الرﲪـ ــﺔ رﲪـ ــﻚ‪ ،‬وإن ظننـ ــﺖ ﺑـ ــه سـ ــعﺔ الـ ــرزق‬
‫رزﻗﻚ‪.‬‬

‫وﻗـ ــال عﺒـ ــدﷲ ﺑـ ــن مسـ ــعود ‪َ " :‬واﻟﱠــ ِﺬي َﻻ إِﻟَ ـ ـ َﻪ ﻏَ ـ ـ ْﲑُﻩُ‪َ ،‬ﻣ ـ ـﺎ أُ ْﻋ ِﻄ ـ ـ َﻲ َﻋ ْﺒ ـ ـ ٌﺪ ُﻣ ـ ـ ْﺆِﻣ ٌﻦ َﺷ ـ ـ ْﻴـﺌًﺎ‬
‫َﺧ ـ ـ ْ ًﲑا ِﻣ ـ ـ ْﻦ ُح ْس ـ ـ ِﻦ اﻟظﱠـ ـ ِّﻦ ِ ﱠِ ‪َ ،‬واﻟﱠـ ـ ِﺬي َﻻ إِﻟَ ـ ـﻪَ ﻏَ ـ ـ ْﲑُﻩُ‪َ ،‬ﻻ ُْﳛ ِس ـ ـ ُﻦ َﻋ ْﺒ ـ ـ ٌﺪ ِ ﱠِ ‪ ‬اﻟظﱠـ ـ ﱠﻦ‬
‫اﳋَْ َﲑ ِﰲ يَ ِﺪﻩِ")‪.(٤‬‬ ‫إِﱠﻻ أَ ْﻋﻄَﺎﻩُ ا ﱠُ ‪ ‬ظَنﱡﻪُ َذﻟِ َ‬
‫ك َِ ﱠن ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻗ ـ ـ ــال س ـ ـ ـﻬيﻞ الْ ُقﻄَعِ ـ ـ ـ ِي ‪ :‬رأَﻳـ ـ ـ ِ‬
‫ﺖ‪َ :‬‬ ‫ﻚ ﺑْـ ـ ـ َن دﻳنَ ـ ـ ـا ٍر ‪ِ ‬ﰲ َمنَ ـ ـ ـامي‪ ،‬ﻓَـ ُقْﻠ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﺖ َمال ـ ـ ـ َ‬
‫َْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َْ ٌ‬
‫ﲑةٍ‪َ ،‬ﳏَﺎ َﻫ ـ ـﺎ‬ ‫ﺖ بِـ ـ ُﺬنُ ٍ ِ‬
‫وب َﻛﺜ ـ ـ َ‬ ‫ال‪" :‬قَـ ـ ِﺪ ْﻣ ُ‬
‫ﺖ ﺑِـ ـ ِه َعﻠَ ـ ـﻰ ا ﱠِ ‪‬؟ ﻗَـ ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫أَ َﳛ ـ ـﲕ لَي ـ ـ ِ‬
‫ﺖ ش ـ ـ ْع ِري َم ـ ـا َذا ﻗَـ ـد ْم َ‬
‫َ َْ ْ َ‬
‫َﻋ ِّﲏ ُح ْس ُﻦ اﻟظﱠ ِّﻦ ِ ﱠِ")‪.(٥‬‬

‫)‪ (١‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬


‫)‪ (٢‬رواﻩ أﲪﺪ ﰲ اﳌسنﺪ )‪ (٣٥/١٥‬بﺮقم )‪ ،(٩٠٧٦‬وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ اﻟسﻠسﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ بﺮقم )‪.(١٦٦٣‬‬
‫)‪ (٣‬ﲢﻔﺔ اﻷحوذي )‪.(٥٣/٧‬‬
‫" بﺮقم )‪.(٨٣‬‬ ‫)‪ (٤‬رواﻩ ابﻦ أﰊ اﻟﺪنﻴﺎ ﰲ "حسﻦ اﻟظﻦ‬
‫" بﺮقم )‪.(٧‬‬ ‫)‪ (٥‬رواﻩ ابﻦ أﰊ اﻟﺪنﻴﺎ ﰲ "حسﻦ اﻟظﻦ‬
‫‪١٣‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎً‪} :‬ﳌﺎﺫﺍ ﳓﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪ ‬ﺗﻌﺎﱃ؟{‬

‫‪ ‬ولرسـ ـ ـوله ‪ ،‬ﻗال ‪:‬‬ ‫‪ .١‬ﻷن ﻓيه امتﺜاﻻً واسـ ـ ــتﺠاﺑﺔً‬


‫}ﻳ‪‬ﺎ ﺃَﻳ‪‬ﻬ‪‬ﺎ ﺍﻟَﺬ‪‬ﻳﻦ‪ ‬ﺁﻣ‪‬ﻨ‪‬ﻮﺍ ﺍﺳ‪‬ﺘَﺠِﻴﺒ‪‬ﻮﺍ ﻟ‪‬ﻠﱠﻪ‪ ‬ﻭﻟ‪‬ﻠﺮ‪‬ﺳ‪‬ﻮﻝِ ﺇﺫَﺍ ﺩ‪‬ﻋ‪‬ﺎﻛُﻢ‪ ‬ﻟ‪‬ﻤ‪‬ﺎ ﻳ‪‬ﺤ‪‬ﻴِﻴﻜُﻢ‪]{‬اﻷنﻔﺎل‪.[٢٤:‬‬
‫‪ .٢‬أن لـ ـ ــه ارﺗﺒ ـ ـ ــاط عمي ـ ـ ــﻖ لتوﺣي ـ ـ ــد‪ ،‬ﻓﻬ ـ ـ ــو م ـ ـ ــﺜﻼً م ـ ـ ـرﺗﺒط لتوﻛ ـ ـ ــﻞ عﻠ ـ ـ ــﻰ ﷲ والﺜق ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــه‬
‫‪ ،‬ﻗـ ـ ــال اﺑـ ـ ــن القـ ـ ــيﻢ ‪ ‬وﻫـ ـ ــو ﻳتحـ ـ ــدث عـ ـ ــن درﺟـ ـ ــات التوﻛـ ـ ــﻞ عﻠـ ـ ــﻰ ﷲ‪" :‬اﻟ ﱠﺪ َر َﺟ ـ ـ ـﺔُ‬
‫ك َوَر َﺟﺎئِـ ـ َ‬
‫ك ﻟَ ـ ـﻪُ‪ .‬يَ ُﻜ ـ ـو ُن‬ ‫ا ْﳋَ ِﺎﻣ َس ـ ـﺔُ‪ُ :‬ح ْس ـ ـ ُﻦ اﻟظﱠـ ـ ِّﻦ ِ ﱠِ ‪ ،‬ﻓَـ َﻌﻠَـ ــﻰ قَ ـ ـ ْﺪ ِر ُح ْس ـ ـ ِﻦ ظَنِّ ـ ـ َ‬
‫ك بِ َﺮبِّـ ـ َ‬
‫ﱠوﱡﻛ َﻞ ِﲝُ ْس ِﻦ اﻟظﱠ ِّﻦ ِ ﱠِ")‪.(١‬‬ ‫ﻀ ُﻬ ُم اﻟﺘـ َ‬
‫س َﺮ بَـ ْﻌ ُ‬ ‫ك َﻋﻠَْﻴ ِﻪ‪َ .‬وﻟِ َﺬﻟِ َ‬
‫ك ﻓَ ﱠ‬ ‫ﺗَـ َوﱡﻛﻠُ َ‬
‫‪ .٣‬اﻷث ـ ـ ــر اﻹﳚ ـ ـ ــاﰊ ال ـ ـ ــﺬي ﻳﱰﻛ ـ ـ ــه ﺣس ـ ـ ــن الﻈ ـ ـ ــن ﰲ نفـ ـ ــﺲ اﳌ ـ ـ ــؤمن‪ ،‬ﰲ ﺣياﺗ ـ ـ ــه وﺑع ـ ـ ــد‬
‫ﳑاﺗـ ــه‪ ،‬مـ ــن أﺣسـ ــن الﻈـ ــن ﺑرﺑـ ــه وﺗوﻛـ ــﻞ عﻠيـ ــه ﺣـ ــﻖ ﺗوﻛﻠـ ــه؛ ﺟعـ ــﻞ ﷲ لـ ــه ﰲ ﻛـ ــﻞ أمـ ــره ﻳسـ ـراً‪ ،‬ومـ ــن ﻛـ ــﻞ‬
‫ﻛ ـ ـ ــرب ﻓرﺟـ ـ ـ ـاً وﳐرﺟـ ـ ـ ـاً‪ ،‬ﻓاﻃمـ ـ ــﺄن ﻗﻠﺒ ـ ـ ــه وانﺸ ـ ـ ــرﺣﺖ نفس ـ ـ ــه وﻏمرﺗـ ـ ــه الس ـ ـ ــعادة والرﺿ ـ ـ ــﻰ ﺑقﻀـ ـ ــاء ﷲ‬
‫وﻗدره‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫‪ .٤‬ﻓيـ ـ ـ ــه النﺠ ـ ـ ــاة والفـ ـ ـ ــوز ﳉنـ ـ ـ ـﺔ ورﺿـ ـ ـ ــﻰ الـ ـ ـ ــرﲪن‪َ ،‬عـ ـ ـ ـ ْن َﺟـ ـ ـ ـاﺑِ ِر ﺑْـ ـ ـ ـ ِن َعْﺒ ـ ـ ـدﷲ ْاﻷَنْ َ‬
‫ﺼـ ـ ـ ـا ِر ِّ‬
‫ي‬
‫ول‪َ » :‬ﻻ‬ ‫ول ﷲِ ‪ ‬ﻗَـْﺒـ ـ ـ ـ ـ َﻞ َم ْوﺗـِ ـ ـ ـ ـ ِه ﺑِﺜَ َﻼثـَ ـ ـ ـ ـ ِﺔ أَ ﱠ ٍم ﻳَـ ُقـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ﺖ َر ُس ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ ِ‬
‫ال‪َ :‬ﲰ ْع ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫َح ُﺪ ُﻛ ْم إِﱠﻻ َو ُﻫ َو ُْﳛ ِس ُﻦ اﻟظﱠ ﱠﻦ ِ ِ ‪.(٢)«‬‬ ‫َﳝُوﺗَ ﱠﻦ أ َ‬

‫)‪ (١‬ﻣﺪارج اﻟسﺎﻟﻜﲔ )‪.(٣٩٦/٢‬‬


‫)‪ (٢‬رواﻩ ﻣسﻠم ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ بﺮقم )‪.(٢٨٧٧‬‬
‫‪١٤‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎً‪} :‬ﻛﻴﻒ ﳓﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪ ‬ﺗﻌﺎﱃ؟{‬

‫ﻳنﺒغـ ـ ـ ــي عﻠـ ـ ـ ــﻰ اﳌس ـ ـ ــﻠﻢ أن ﻳعﻠـ ـ ـ ــﻢ مـ ـ ـ ــا ﻫـ ـ ـ ــي اﻷمـ ـ ـ ــور الـ ـ ـ ــﱵ ﺗسـ ـ ـ ــاعد عﻠـ ـ ـ ــﻰ إﺣسـ ـ ـ ــان الﻈـ ـ ـ ــن‬
‫‪ ،‬ومن ﻫﺬه اﻷمور‪:‬‬

‫‪ -١‬ﻣﻌﺮﻓﺔ ﷲ ﲰﺎئﻪ وﺻﻔﺎﺗﻪ‪:‬‬

‫معرﻓﺔ ﷲ ﲰاﺋه وﺻفاﺗه‪.‬‬ ‫من أﻫﻢ اﻷمور الﱵ ﺗعﲔ عﻠﻰ إﺣسان الﻈن‬

‫س ـ ـ ـ ْوِء ﻓِﻴ َﻤ ـ ـ ـﺎ‬


‫ﺎس يَظُنﱡ ـ ـ ـو َن ِ ﱠِ ﻏَ ـ ـ ـ ْ َﲑ ا ْﳊَـ ـ ـ ِّﻖ ظَـ ـ ـ ﱠﻦ اﻟ ﱠ‬‫ﻗـ ـ ــال اﺑـ ـ ــن القـ ـ ــيﻢ ‪َ " :‬وأَ ْﻛﺜَـ ـ ـ ـ ُﺮ اﻟنﱠ ـ ـ ـ ِ‬
‫ف أَ ْﲰَـ ـ ـﺎءَﻩُ‬ ‫ف ا ﱠَ َو َﻋـ ـ ـ َﺮ َ‬ ‫ك ﱠإﻻ َﻣـ ـ ـ ْﻦ َﻋـ ــ َﺮ َ‬ ‫ص ِِـ ـ ـ ْم َوﻓِﻴ َﻤـ ـ ـﺎ يَـ ْﻔ َﻌﻠُـ ــﻪُ بِغَـ ـ ـ ِْﲑِﻫ ْم‪َ ،‬وَﻻ يَ ْسـ ـ ـﻠَ ُم َﻋ ـ ـ ْﻦ ذَﻟِ ـ ـ َ‬‫َﳜْـ ــﺘَ ﱡ‬
‫ﺲ ِﻣـ ـ ْﻦ َرْو ِحـ ـ ِﻪ‪ ،‬ﻓَـ َقـ ـ ْﺪ ظَـ ـ ﱠﻦ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ف ﻣو ِﺟـ ـﺐ َﲪْـ ـ ِﺪ ِﻩ و ِح ْﻜﻤﺘِـ ـ ِﻪ‪ ،‬ﻓَﻤـ ـﻦ قَ ـ ـنَ َ ِ‬
‫ﻂ ﻣـ ـ ْﻦ َر ْﲪَﺘـ ـﻪ َوأَيـ ـ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َوﺻـ ـ َﻔﺎﺗﻪ‪َ ،‬و َﻋـ ـ َﺮ َ ُ َ‬
‫ِ ِِ‬
‫س ْوِء")‪.(١‬‬ ‫بِ ِﻪ ظَ ﱠﻦ اﻟ ﱠ‬
‫ـﻞ ﻋﻠـ ــم اﻟﻌﺒـ ــﺪ بسـ ــﻌﺎدﺗﻪ‬ ‫ـﻞ ﻛـ ـ ِّ‬
‫ـﻞ ﻋﻠـ ــم‪ ،‬وﻫـ ــو أﺻـ ـ ُ‬ ‫أﺻـ ـ ُ‬ ‫ﻗ ــال اﺑـ ــن القـ ــيﻢ ‪" :‬اﻟﻌﻠـ ـ َـم‬
‫وﻛﻤﺎﻟﻪ وﻣﺼﺎﱀ دنﻴﺎﻩ وآﺧﺮﺗﻪ")‪.(٢‬‬

‫ﺗﻌ ـ ـ ــﺎﱃ وامتﺜ ـ ـ ــاﻻً ﻷم ـ ـ ــره‬ ‫‪ -٢‬أن يﻌﻠ ـ ـ ــم اﳌس ـ ـ ــﻠم أن ﰲ اﻣﺘﺜﺎﻟ ـ ـ ــﻪ ﳍ ـ ـ ــﺬا اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ اﺳ ـ ـ ــﺘﺠﺎبﺔ‬
‫‪‬ﺳـ ـﻮﻝِ‬
‫ﺍﺳـ ـﺘَﺠِﻴﺒ‪‬ﻮﺍ ﻟ‪‬ﻠﱠـ ـﻪ‪ ‬ﻭ‪‬ﻟ‪‬ﻠﺮ ‪‬‬
‫ولوﺻ ــيﺔ رس ـوله ‪ ،‬وﻗ ــد ﻗ ــال ﺗع ــاﱃ‪} :‬ﻳ‪‬ـــﺎ ﺃَ ‪‬ﻳﻬ‪‬ـــﺎ ﺍﻟَـ ـﺬ‪‬ﻳﻦ‪ ‬ﺁﻣ‪‬ﻨ‪‬ـــﻮﺍ ‪‬‬

‫ﺇﺫَﺍ ﺩ‪‬ﻋ‪‬ﺎﻛُﻢ‪ ‬ﻟ‪‬ﻤ‪‬ﺎ ﻳ‪‬ﺤ‪‬ﻴِﻴﻜُﻢ‪]{‬اﻷنﻔﺎل‪[٢٤:‬‬

‫ﻗـ ـ ــال اﻹم ـ ـ ــام اﺑ ـ ـ ــن الق ـ ـ ــيﻢ ‪" :‬أﻛﻤـ ـ ـ ــﻞ اﻟنﱠـ ـ ـ ـﺎس َحﻴَـ ـ ـ ـﺎة أﻛﻤﻠﻬـ ـ ـ ــم اﺳـ ـ ـ ــﺘﺠﺎبﺔ ﻟـ ـ ـ ـ َﺪ ْﻋ َوة‬
‫اﻟ ﱠﺮ ُﺳ ـول ﻓَ ـِﺈن َﻛ ـﺎ َن َﻣ ـﺎ َد َﻋ ـﺎ إِﻟَْﻴ ـ ِﻪ ﻓَ ِﻔﻴـ ِـﻪ ا ْﳊَﻴَ ـﺎة ﻓَﻤ ــﻦ ﻓَﺎﺗَ ـﻪُ ُﺟ ـ ْﺰء ِﻣ ْن ـﻪُ ﻓَﺎﺗَـﻪُ ُﺟ ـ ْﺰء ﻣــﻦ ا ْﳊَﻴَ ـﺎة َوﻓِﻴــﻪ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺎب ﻟﻠﺮﺳول")‪.(٣‬‬ ‫ا ْﳊَﻴَﺎة ِﲝَسﺐ َﻣﺎ ْ‬
‫اﺳﺘَ َﺠ َ‬
‫‪ ،‬ومـ ـ ـ ــدى أثـ ـ ـ ــره عﻠ ـ ـ ــﻰ الـ ـ ـ ــنفﺲ اﳌؤمنـ ـ ـ ــﺔ ﰲ‬ ‫‪ -٣‬أن ﻳ ـ ـ ــدرك اﳌسـ ـ ـ ــﻠﻢ أﳘيـ ـ ـ ــﺔ ﺣس ـ ـ ــن الﻈـ ـ ـ ــن‬

‫)‪ (١‬زاد اﳌﻌﺎد )‪.(٢٠٦/٣‬‬


‫)‪ (٢‬ﻣﻔﺘﺎح دار اﻟسﻌﺎدة )‪.(٢٣٩/١‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻔوائﺪ )ﺻـ‪.(٨٨‬‬
‫‪١٥‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ﺣيا ا وﺣﱴ اﳌمات‪.‬‬

‫‪ -٤‬معرﻓـ ـ ــﺔ ﺣ ـ ـ ــال الس ـ ـ ــﻠﻒ ومـ ـ ــدى ﲤس ـ ـ ــكﻬﻢ ـ ـ ــﺬا اﻷم ـ ــر وﺣ ـ ـ ــﺜﻬﻢ عﻠيـ ـ ــه؛ ﻓفـ ـ ــي ﻫ ـ ـ ــﺬا داﻓ ـ ـ ــﻊ‬
‫عﻈيﻢ ﰲ اﻻﻗتداء ﻢ‪.‬‬
‫‪١٦‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬

‫ﺳﺎﺩﺳﺎً‪} :‬ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪{‬‬

‫‪ ،‬وﻻ ﺣـ ـ ــول وﻻ‬ ‫ﰲ ﻛـ ـ ــﻞ مـ ـ ــوﻃن وﺣـ ـ ــال‪ ،‬ﻓﺈﳕ ـ ــا ﳓـ ـ ــن‬ ‫ﻳنﺒغـ ـ ــي لﻠمـ ـ ــؤمن أن ﳛس ـ ــن ظنـ ـ ــه‬
‫ﰲ مواﻃن‪ ،‬منﻬا‪:‬‬ ‫ﻗوة لنا إﻻ ﺑه‪ ،‬وﻳتﺄﻛد ﺣسن الﻈن‬

‫‪ -١‬ﻋنﺪ اﻻحﺘﻀﺎر‪:‬‬

‫ﰲ ﺣ ـ ــال الﻀ ـ ــعﻒ واﻻﻓتق ـ ــار ﻛح ـ ــال اﶈتﻀ ـ ــر‪ ،‬ﻓﺈن ـ ــه أوﱃ م ـ ــن ﻏ ـ ــﲑه‬ ‫ﻳتﺄﻛ ـ ــد ﺣس ـ ــن الﻈ ـ ــن‬
‫ﺟ ـ ـ ـ ــﻞ وعـ ـ ـ ــﻼ‪ ،‬وﻻ ش ـ ـ ـ ــﻚ ن نﺒين ـ ـ ـ ــا ﳏم ـ ـ ـ ــد ‪ ‬ﻗـ ـ ـ ــد دلن ـ ـ ـ ــا‬ ‫ﺣسـ ـ ـ ــان الﻈـ ـ ـ ــن‬
‫وأرشد إﱃ ﺣسن الﻈن ﰲ ﻫﺬا اﳌوﻗﻒ العﺼيﺐ‪.‬‬
‫ول ﷲِ‬ ‫ﺖ َر ُسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاﺑِ ِر ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِن عﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِد ﷲِ ْاﻷَنْﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ِر ِي ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ِ‬
‫ال‪َ :‬ﲰ ْعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ول‪َ » :‬ﻻ َﳝـُ ـ ـوﺗَ ﱠﻦ أَ َحـ ـ ـ ُﺪ ُﻛ ْم إِﱠﻻ َو ُﻫـ ـ ـ َو ُْﳛ ِسـ ـ ـ ُﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ﱠﻦ‬ ‫‪ ‬ﻗَـْﺒ ـ ـ َﻞ َم ْوﺗِـ ـ ِه ﺑِﺜَ َﻼثَـ ـ ِﺔ أَﱠ ٍم ﻳَـ ُق ـ ـ ُ‬
‫ِ ِ ‪.(١)«‬‬

‫ﺎل ِﻣ ـ ـ ـ ـ َﻦ ْاﻷَ ْح ـ ـ ـ ـ َو ِال إِﱠﻻ ِﰲ‬


‫وت أَ َح ـ ـ ـ ـ ُﺪ ُﻛ ْم ِﰲ َح ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫َي َﻻ َﳝُـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﻗ ـ ـ ــال العﻈـ ـ ـ ــيﻢ آ دي ‪" :‬أ ْ‬
‫َﻫ ِﺬﻩِ ا ْﳊَﺎﻟ َِﺔ َوِﰲ ُح ْس ِﻦ اﻟظﱠ ِّﻦ ِ ﱠِ َِ ْن يَـغْ ِﻔ َﺮ ﻟَﻪُ")‪.(٢‬‬

‫ﻓحس ـ ــن الﻈ ـ ــن ‪ ‬ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳك ـ ــون ﺻ ـ ــفﺔ اﳌ ـ ــؤمن وم ـ ــﻼزم ل ـ ــه ﻃيﻠ ـ ــﺔ ﺣياﺗ ـ ــه‪ ،‬وﻳتﺄﻛ ـ ــد‬
‫ﺖ ‪ ‬أَ ﱠن‬ ‫ﺼـ ـ ِام ِ‬‫ادةَ ﺑْـ ـ ِن ال ﱠ‬ ‫أﻛﺜـ ــر عنـ ــد ﳑاﺗـ ــه ﺣـ ــﱴ ﺗيـ ــه اﳌـ ــوت وﻫـ ــو ﳏـ ــﺐ لﻠقـ ــاء ﷲ؛ ﻓ َع ـ ـ ْن عُﺒَ ـ ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ﷲ أَحـ ـ ـ ﱠ ِ‬ ‫ﺐ ﻟَِقـ ـ ـﺎء ِ‬ ‫ﱯ ﷲِ ‪ ‬ﻗَـ ـ َ‬
‫ﺎءﻩُ‪َ ،‬وَﻣـ ـ ـ ْﻦ َﻛـ ـ ـ ِﺮَﻩ ﻟ َقـ ـ ـ َ‬
‫ﺎء‬ ‫ﺐ ﷲُ ﻟ َقـ ـ ـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال‪َ » :‬ﻣـ ـ ـ ْﻦ أَ َحـ ـ ـ ﱠ‬ ‫نَـ ـِ ﱠ‬
‫ال‪» :‬ﻟَ ـ ـ ـﻴﺲ ذَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك‪،‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ت‪ ،‬ﻗَـ ـ ـ َ‬‫ﺾ أ َْزَواﺟـ ـ ـه‪ :‬إِ ﱠ لَنَ ْكـ ـ ـَرهُ الْ َمـ ـ ـ ْو َ‬
‫ﺖ َعاﺋ َﺸـ ـ ـﺔُ أ َْو ﺑَـ ْعـ ـ ـ ُ‬ ‫ﷲ َﻛـ ـ ـ ِﺮَﻩ ﷲُ ﻟ َق ـ ــ َ‬
‫ﺎءﻩُ«‪ ،‬ﻗَالَـ ـ ـ ْ‬
‫ﺐ إِﻟَْﻴ ـ ـ ِﻪ ِﳑﱠـ ـﺎ‬‫ﺲ َﺷ ـ ـ ْﻲءٌ أَ َح ـ ـ ﱠ‬ ‫ِِ‬ ‫ت ب ِّﺸ ـ ـﺮ بِ ِﺮ ْ ِ ِ‬
‫ضـ ـ َوان ا ﱠ َوَﻛ َﺮ َاﻣﺘ ـ ـﻪ‪ ،‬ﻓَـﻠَ ـ ـْﻴ َ‬ ‫ﻀـ ـ َﺮﻩُ اﻟْ َﻤ ـ ـ ْو ُ ُ َ‬ ‫َوﻟَﻜِ ـ ـ ﱠﻦ اﻟْ ُﻤ ـ ـ ْﺆِﻣ َﻦ إِذَا َح َ‬
‫اب ا ﱠِ‬ ‫ﻀـ ـ ـ ـﺮ بُ ِّﺸـ ـ ـ ـﺮ بِ َﻌـ ـ ـ ـ َﺬ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺐ ﻟَِقـ ـ ـ ـﺎء ا ﱠِ وأَحـ ـ ـ ـ ﱠ ِ‬
‫َ‬ ‫ﺐ ا ﱠُ ﻟ َقـ ـ ـ ـﺎءَﻩُ‪َ ،‬وإ ﱠن اﻟْ َﻜـ ـ ـ ـﺎﻓ َﺮ إذَا ُح َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫أ ََﻣﺎ َﻣـ ـ ـ ـﻪُ‪ ،‬ﻓَﺄَ َحـ ـ ـ ـ ﱠ‬
‫ِ‬ ‫و ُﻋ ُقوبﺘِ ِﻪ‪ ،‬ﻓَـﻠَﻴﺲ َﺷﻲء أَ ْﻛﺮَﻩ إِﻟَﻴ ِﻪ ِﳑﱠﺎ أَﻣﺎﻣﻪ‪ ،‬ﻓﻜﺮﻩ ﻟَِق ِ‬
‫ﺎءﻩُ«)‪.(٣‬‬ ‫ﺎء ا ﱠ َوَﻛ ِﺮَﻩ ا ﱠُ ﻟ َق َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ َ ٌْ َ ْ‬ ‫َ َ‬

‫)‪ (١‬رواﻩ ﻣسﻠم ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ بﺮقم )‪.(٢٨٧٧‬‬


‫)‪ (٢‬ﻋون اﳌﻌﺒود )‪.(٢٦٥/٨‬‬
‫)‪ (٣‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫‪١٧‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ات ﻓِيـ ـ ِـه‪ ،‬ﻓَ َس ـ ـﻠﱠ َﻢ َعﻠَْيـ ـ ِه‬ ‫ِِ ِ‬
‫اﳉَُرشـ ـ ِّي ِﰲ َمَرﺿـ ـه الﱠـ ـﺬي َمـ ـ َ‬
‫دﺧـ ــﻞ واثِﻠَـ ـﺔَ ﺑ ـ ـ ِن ْاﻷَسـ ـ َق ِﻊ عﻠَـ ـﻰ أَِﰊ ْاﻷَسـ ـوِد ْ ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ول‬‫ﲔ َواثِﻠَ ـ ـﺔَ‪ ،‬ﻓَ َم َس ـ ـ َﺢ ِ ـَ ـا َعﻠَ ـ ـﻰ َعْيـنَـْيـ ـ ِه َوَو ْﺟ ِﻬـ ـ ِه لِﺒَـْيـ َعتِـ ـ ِه ِ َـ ـا َر ُسـ ـ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال‪ :‬ﻓَﺄَ َﺧـ ـ َﺬ أَﺑـُ ـو ْاﻷَ ْسـ ـ َود َﳝـ ـ َ‬‫ﺲ‪ ،‬ﻗَـ ـ َ‬ ‫َو َﺟﻠَـ ـ َ‬
‫ﻒ‬ ‫ال‪َ :‬ﻛْي ـ ـ َ‬ ‫ال‪َ :‬وَم ـ ـا ِﻫ ـ ـ َي؟ ﻗَـ ـ َ‬ ‫ﻚ َعْنـ َﻬ ـ ـا‪ .‬ﻗَـ ـ َ‬ ‫ﷲِ ‪ ،‬ﻓَـ َق ـ ـ َ‬
‫ال لَـ ـهُ َواثِﻠَ ـ ـﺔُ‪َ :‬وا ِﺣ ـ ـ َدةٌ أَ ْس ـ ـﺄَلُ َ‬
‫ال َواثِﻠَ ـ ـ ـﺔُ‪ :‬أَﺑْ ِﺸ ـ ـ ـ ْر‪ ،‬إِِّﱐ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َي َﺣ َس ـ ـ ـ ٌن‪ .‬ﻗَـ ـ ـ َ‬ ‫ال أَﺑُـ ـ ـو ْاﻷَ ْس ـ ـ ـ َود‪َ ،‬وأَ َش ـ ـ ـ َار ﺑَرأْس ـ ـ ـه‪ ،‬أ ْ‬ ‫ال‪ :‬ﻓَـ َق ـ ـ ـ َ‬ ‫ﻚ ﺑَِرﺑِـّ ـ ـ َ‬
‫ﻚ؟ ﻗَـ ـ ـ َ‬ ‫ظَنﱡ ـ ـ ـ َ‬
‫ﺎل ﷲُ ‪ :‬أَ َ ِﻋ ْن ـ ـ ـ َﺪ ظَـ ـ ـ ـ ِّﻦ َﻋ ْﺒـ ـ ـ ـ ِﺪي ِﰊ‪،‬‬ ‫ول‪» :‬قَـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ول ﷲِ ‪ ‬ﻳـَ ُق ـ ـ ـ ُ‬ ‫ﺖ َر ُس ـ ـ ـ َ‬ ‫ِ‬
‫َﲰ ْع ـ ـ ـ ُ‬
‫ﻓَـﻠْﻴَظُ ﱠﻦ ِﰊ َﻣﺎ َﺷﺎءَ«)‪.(١‬‬

‫اب َوُﻫ ـ ـ ـ َو ِﰲ اﳌ ـ ـ ـ ْو ِت‪،‬‬ ‫ّ‬‫ﱯ ‪َ ‬د َﺧ ـ ـ ـﻞ َعﻠَ ـ ـ ـﻰ َشـ ـ ـ ٍ‬


‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺲ ‪ ‬أَ ﱠن النﱠـ ـ ـِ‬ ‫َع ـ ـ ـ ْن أَنـَ ـ ـ ٍ‬
‫َ‬
‫ال‬‫اف ذُنـُ ـ ـ ِوﰊ‪َ َ َ ،‬‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫ـ‬ ‫ﻓ‬ ‫ول ا ﱠِ‪ ،‬إِِّﱐ أ َْر ُﺟـ ـ ـو ا ﱠَ‪َ ،‬وإِِّﱐ أَ َﺧـ ـ ـ ُ‬ ‫ال‪َ :‬وا ﱠِ َ َر ُسـ ـ ـ َ‬ ‫ﻒ َِﲡ ـ ـ ـ ُﺪ َك؟«‪ ،‬ﻗَـ ـ ـ َ‬ ‫ال‪َ » :‬ﻛ ْﻴ ـ ـ ـ َ‬ ‫ﻓَـ َقـ ـ ـ َ‬
‫ﺐ ﻋَ ْﺒ ـ ـ ـ ـ ٍﺪ ِﰲ ِﻣﺜْ ـ ـ ـ ـ ِﻞ َﻫ ـ ـ ـ ـ َﺬا اﳌـَ ـ ـ ــ ْو ِط ِﻦ إِﱠﻻ‬ ‫ﺎن ِﰲ قَـ ْﻠ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ول ا ﱠِ ‪َ :‬‬
‫»ﻻ َﳚْﺘَ ِﻤﻌ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫َر ُسـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﺎف«)‪.(٢‬‬ ‫آﻣنَﻪُ ِﳑﱠﺎ َﳜَ ُ‬ ‫أَ ْﻋﻄَﺎﻩُ ا ﱠُ َﻣﺎ يَـ ْﺮ ُﺟو َو َ‬
‫ود ﺑِنَـ ْف ِس ـ ـ ِه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ :‬د َﺧ ْﻠنَ ـ ـا َعَﻠ ـ ـﻰ َعْﺒ ـ ـد الْ َع ِﺰﻳ ـ ـ ِﺰ ﺑْـ ـ ِن ُس ـ ـﻠَْي َما َن َوُﻫ ـ ـ َو َﳚُ ـ ـ ُ‬ ‫وع ـ ــن َﺣ ـ ـ ِاﰎُ ﺑْـ ـ ُن ُس ـ ـﻠَْي َما َن ﻗَـ ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ﻓَـ ُقْﻠ ـ ـﺖ‪َ :‬ﻛي ـ ـﻒ َِﲡـ ـ ـ ُد َك؟ ﻗَـ ـ َ ِ‬
‫ﻚ‬‫ﺾ إِ ْﺧ َوانِـ ـ ِه‪َ :‬عﻠَـ ـ ـﻰ أَﻳﱠـ ـ ِﺔ َﺣ ـ ـ ٍال َرﲪَـ ـ َ‬ ‫ال لَـ ـ ـهُ ﺑَـ ْع ـ ـ ُ‬ ‫وت‪ .‬ﻓَـ َقـ ـ ـ َ‬‫ال‪ :‬أَﺟ ـ ـ ُدِﱐ أَُم ـ ـ ُ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫ال‪ :‬ﻓَم ـ ـا ﺧرﺟنَ ـ ـا ِم ـ ـن ِعْن ـ ـ ِدهِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ال‪َ " :‬ﻣـ ـ ـﺎ نُـ َﻌـ ـ ـ ِّو ُل إِﱠﻻ َﻋﻠَـ ـ ـﻰ ُح ْسـ ـ ـ ِﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ِّﻦ ِ ﱠ "‪ .‬ﻗَـ ـ َ َ َ َ ْ‬ ‫ا ﱠُ؟ ﻓَـﺒَ َك ـ ـﻰ‪ ،‬ﰒُﱠ ﻗَـ ـ َ‬
‫ات)‪.(٣‬‬
‫َﺣ ﱠﱴ َم َ‬
‫‪ -٢‬ﻋنﺪ اﻟﺸﺪائﺪ واﻟﻜﺮب‪:‬‬

‫اﳊيـ ـ ــاة ﻻ ﲣﻠـ ـ ــو مـ ـ ــن اﳍمـ ـ ــوم والغمـ ـ ــوم واﻻﺑـ ـ ــتﻼءات اﳌتواليـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ــي إن أسـ ـ ــعدﺗنا ﻳومـ ـ ـاً أﺑكتنـ ـ ــا‬
‫‪ ‬عنـ ـ ـ ــد اﳍـ ـ ـ ــﻢ والغـ ـ ـ ــﻢ‪ ،‬والﺸـ ـ ـ ــدة والكـ ـ ـ ــرب‪،‬‬ ‫أ مـ ـ ـ ـاً‪ ،‬ﻓيﺸـ ـ ـ ــرع لﻠعﺒ ـ ـ ــد أن ﳛسـ ـ ـ ــن الﻈـ ـ ـ ــن‬
‫ـﻒ لغمنـ ـ ــا‪ ،‬ﻷن القﻠـ ـ ــوب ﻗـ ـ ــد ﺗتﺰعـ ـ ــﺰع‪،‬‬
‫ج ﳍمومنـ ـ ــا ﻛاشـ ـ ـ ٌ‬
‫وذلـ ـ ــﻚ ن ﻳستﺸـ ـ ــعر أن ﷲ ‪ ‬ﻓـ ـ ــار ٌ‬
‫ﻓـ ـ ـ ــﺈذا أﺻـ ـ ـ ــاب اﳌسـ ـ ـ ــﻠﻢ مـ ـ ـ ــن اﳍـ ـ ـ ــﻢ ﺗتغـ ـ ـ ــﲑ ﺣالـ ـ ـ ــه‪ ،‬ﻓيﺼـ ـ ـ ــاب لوﺣﺸـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺿـ ـ ـ ــيﻖ الﺼـ ـ ـ ــدر ﻓيستس ـ ـ ــﻠﻢ‬
‫لﻠﺸـ ــيﻄان‪ ،‬وﻳﻈﻬـ ــر عﻠيـ ــه اليـ ــﺄس والقنـ ــوط والﺸـ ــكوى‪ ،‬ﻓيﺸـ ــكو أمـ ــره إﱃ ﻛـ ــﻞ مـ ــن ﳚالسـ ــه أو ﻳﻬاﺗفـ ــه‬

‫)‪ (١‬رواﻩ أﲪﺪ ﰲ اﳌسنﺪ )‪ (٣٩٨/٢٥‬بﺮقم )‪ ،(١٦٠١٦‬وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ اﻟسﻠسﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ بﺮقم )‪.(١٦٦٣‬‬
‫)‪ (٢‬رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم )‪ ،(٩٨٣‬وحسنﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﻣﺸﻜﺎة اﳌﺼﺎبﻴﺢ بﺮقم )‪.(١٦١٢‬‬
‫)‪ (٣‬اﶈﺘﻀﺮيﻦ ﻻبﻦ أﰊ اﻟﺪنﻴﺎ بﺮقم )‪.(٢٠٩‬‬
‫‪١٨‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫دون أن ﳚاﻫ ـ ـ ــد نفس ـ ـ ــه ﻃرﻓ ـ ـ ــﺔ عـ ـ ــﲔ‪ ،‬وعﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌسـ ـ ــﻠﻢ ﺣ ـ ـ ــﲔ ﰐ ﻫ ـ ـ ــﺬه اﳌﺼـ ـ ــاﺋﺐ واﳍم ـ ـ ــوم أن ﻳقﺒ ـ ـ ــﻞ‬
‫ﺖ ‪‬ﺳــ ـﺒ‪ ‬ﺤﺎﻧَﻚ‪ ‬ﺇِﻧﱢــــﻲ ﻛُﻨــ ـﺖ‪ ‬ﻣ‪‬ــ ـﻦ‪ ‬ﺍﻟﻈﱠــ ـﺎﻟ‪ ‬ﻤﲔ‪]{‬اﻷنﺒﻴـ ــﺎء‪ ،[٨٧:‬وﷲ‬
‫عﻠيـ ــه ‪ ‬ﻓيقـ ــول‪} :‬ﻟﱠــــﺎ ﺇِﻟَــ ـ ‪‬ﻪ ﺇِﻟﱠــــﺎ ﺃَﻧــ ـ ‪‬‬

‫َﺎﺳـــﺘَﺠ‪‬ﺒ‪‬ﻨ‪‬ﺎ ﻟَـــﻪ‪ ‬ﻭ‪‬ﻧَﺠ‪‬ﻴ‪‬ﻨ‪‬ـــﺎ ‪‬ﻩ ﻣ‪‬ـــﻦ‪ ‬ﺍﻟْﻐَـــﻢ‪ ‬ﻭ‪‬ﻛَـــ َﺬﻟ‪‬ﻚ‪ ‬ﻧُﻨﺠِـــﻲ ﺍ ْﻟﻤ‪‬ـــﺆ‪‬ﻣ‪‬ﻨ‪‬ﲔ‪]{‬اﻷنﺒﻴ ــﺎء‪ ،[٨٨:‬ﻓﺈن ــه‬
‫ﺗع ــاﱃ ﻳق ــول ﺑع ــدﻫا‪} :‬ﻓ ‪‬‬

‫مـ ـ ــﱴ مـ ـ ــا أﺣسـ ـ ــن العﺒـ ـ ــد ظنـ ـ ــه ﺑرﺑـ ـ ــه‪ ،‬ﻓـ ـ ــتﺢ ﷲ عﻠيـ ـ ــه مـ ـ ــن ﺑرﻛاﺗـ ـ ــه مـ ـ ــن ﺣيـ ـ ــﺚ ﻻ ﳛتسـ ـ ــﺐ‪ ،‬ﻓعﻠينـ ـ ــا أن‬
‫ﳓسن الﻈن ﺑرﺑنا ﺣﱴ نرى من ﷲ ما ﻳسر ‪.‬‬

‫‪ -٣‬ﻋنﺪ ضﻴﻖ اﻟﻌﻴﺶ ونﺰول اﻟﺒﻼء‪:‬‬

‫ول ا ﱠِ ‪َ » :‬ﻣـ ـ ـ ـ ْﻦ‬ ‫ال َر ُس ـ ـ ـ ُ‬ ‫ال‪ :‬ﻗَـ ـ ـ َ‬


‫ود ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ َ‬ ‫ع ـ ـ ـن عﺒ ـ ـ ـ ِد ا ﱠِ ﺑ ـ ـ ـ ِن مس ـ ـ ـع ٍ‬
‫ْ َْ ُ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ك ا ﱠُ‬ ‫ﺖ بِـ ـ ِﻪ ﻓَﺎقَـ ـﺔٌ ﻓَﺄَنْـ َﺰَﳍـَـﺎ ِ ﱠِ‪ ،‬ﻓَـﻴُو ِﺷـ ـ ُ‬ ‫ﺖ بِـ ـ ِﻪ ﻓَﺎقَـ ـﺔٌ ﻓَﺄَنْـ َﺰَﳍـَـﺎ ِ ﻟنﱠـ ـ ِ‬
‫ﺎس َﱂْ ﺗُ َسـ ـ ﱠﺪ ﻓَﺎقَـﺘُـ ـﻪُ‪َ ،‬وَﻣـ ـ ْﻦ نَـ َﺰﻟَـ ـ ْ‬ ‫نَـ َﺰﻟَـ ـ ْ‬
‫ﻟَ ـ ـﻪُ بِ ـ ـ ِﺮ ْز ٍق َﻋﺎ ِﺟ ـ ـ ٍﻞ أ َْو آ ِﺟ ـ ـ ٍﻞ«)‪ .(١‬وإنﺰاﳍـ ــا ‪ :‬أن ﺗـ ــوﻗن وﲢسـ ــن الﻈ ـ ـ ﱠن ن ﷲ ﺗعـ ــاﱃ ﻳفـ ـ ِّـر ُج عنـ ــﻚ‬
‫وﻳﺰﻳﻠﻬا‪.‬‬

‫ﺣاﺿ ـ ـ ـراً ﻛ ـ ـ ــان الرﺿ ـ ـ ــا لقﻀ ـ ـ ــاء والق ـ ـ ــدر موﺟـ ـ ــوداً‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈذا ﺟ ـ ـ ــاء‬ ‫ﻓـ ـ ــﺈذا ﻛ ـ ـ ــان ﺣس ـ ـ ــن الﻈ ـ ـ ــن‬
‫اﳌق ـ ــدور ال ـ ــﺬي ﻫـ ــو الﻀـ ـ ـﱡر وال ـ ــﺒﻼء رﺿ ـ ــي ﺑـ ــه‪ ،‬وﱂ ﻳتس ـ ــﺨط‪ ،‬ﻓﻬـ ــﺬا ن ـ ــﱯ ﷲ أﻳ ـ ــوب ‪ ‬عن ـ ــد‬
‫ﻟﻀـــﺮ‪ ‬ﻭ‪‬ﺃَﻧـــﺖ‪ ‬ﺃَﺭ‪‬ﺣ‪‬ـــﻢ‪ ‬ﺍﻟـــﺮ‪‬ﺍﺣ‪‬ﻤ‪‬ﲔ‪]{‬اﻷنﺒﻴـ ــﺎء‪ ،[٨٣:‬وﻗـ ــد ﻛـ ــان أﻳـ ــوب‬
‫‪‬ﺴـــﻨ‪‬ﻲ‪ ‬ﺍ ﱡ‬
‫نـ ــﺰول الـ ــﺒﻼء ﺑـ ــه ﻗـ ــال‪} :‬ﺃَﻧﱢــــﻲ ﻣ ‪‬‬

‫َﺸـــــــ ـﻔْﻨ‪‬ﺎ ﻣ‪‬ـــــــــﺎ ﺑِـــــــ ـﻪ‪ ‬ﻣ‪‬ـــــــــﻦ‬


‫َﺎﺳـــــــ ـﺘَﺠ‪‬ﺒ‪‬ﻨ‪‬ﺎ ﻟَـــــــ ـﻪ‪ ‬ﻓَﻜ ‪‬‬
‫‪ ‬ﻏاﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ الﺼ ـ ـ ـ ــﱪ‪ ،‬ﰒ ﺟـ ـ ـ ــاءه الف ـ ـ ـ ــرج‪} :‬ﻓ ‪‬‬

‫ﺿُﺮﱟ{]اﻷنﺒﻴﺎء‪.[٨٤:‬‬

‫‪ -٤‬ﻋنﺪ ﻏﻠﺒﺔ اﻟ ﱠﺪيﻦ‪:‬‬

‫ت َﻋ ْنـ ـ ـ ـﻪُ ِﰲ َﺷـ ـ ـ ـ ْﻲ ٍء‬‫ﲏ إِ ْن َﻋ َﺠـ ـ ـ ـ ْﺰ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ﻗـ ـ ــال الـ ـ ـ ـﱡﺰﺑَْﲑ ﺑ ـ ـ ـ ُـن ال َع ـ ـ ـ ﱠوام ﻻﺑن ـ ـ ــه َعْﺒـ ـ ـ ـدا ﱠ ‪ َ " :‬بُـ ـ ـ ـ َِّ‬
‫ال‪ :‬ﻓَـ ـوا ﱠِ مـ ـا َدرﻳـ ـﺖ مـ ـا أَر َاد ﺣـ ـ ﱠﱴ ﻗُـ ْﻠـ ـﺖ‪ :‬أَﺑـ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ﺖ َم ـ ـ ْن َمـ ـ ْوَﻻ َك؟ ﻗَـ ـ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ي"‪ .‬ﻗَـ ـ َ َ َ َْ ُ َ َ َ‬ ‫ﻓَﺎ ْﺳ ـ ـﺘَﻌ ْﻦ َﻋﻠَْﻴ ـ ـﻪ َﻣ ـ ـ ْوَﻻ َ‬
‫ﺖ‪َ َ :‬ﻣـ ـ ْو َﱃ اﻟـ ـ ﱡﺰبَ ِْﲑ اقْـ ـ ِ‬
‫ض َﻋ ْنـ ـﻪُ َديْـنَـ ـﻪُ‬ ‫ﺖ ِﰲ ُﻛ ْﺮبَـ ـ ٍﺔ ِﻣـ ـ ْﻦ َديْنِـ ـ ِﻪ إِﱠﻻ قُـ ْﻠـ ـ ُ‬
‫ال‪" :‬ﻓَ ـ ـ َوا ﱠِ َﻣـ ـﺎ َوقَـ ْﻌـ ـ ُ‬ ‫"ا ﱠُ"‪ ،‬ﻗَـ ـ َ‬

‫)‪ (١‬رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم )‪ ،(٢٣٢٦‬وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﱰﻏﻴﺐ واﻟﱰﻫﻴﺐ بﺮقم )‪.(٨٣٨‬‬
‫‪١٩‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ﻀ ِﻴﻪ")‪.(١‬‬
‫ﻓَـﻴـ ْق ِ‬
‫َ‬
‫‪ ،‬وثقته ﺑه‪.‬‬ ‫وﻫﺬا من ﺣسن ظنه‬

‫‪ -٥‬ﻋنﺪ اﻟﺪﻋﺎء‪:‬‬

‫أمـ ـ ــر ﷲ ‪ ‬ﺑدعاﺋـ ـ ــه وﺗكفـ ـ ــﻞ ﻹﺟاﺑـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻗـ ـ ــال ﺗعـ ـ ــاﱃ‪} :‬ﻭ‪‬ﻗَــــــﺎﻝَ ﺭ‪‬ﺑ‪‬ﻜُــــ ـﻢ‪ ‬ﺍﺩ‪‬ﻋ‪‬ــــــﻮﻧ‪‬ﻲ‬

‫ﺃَﺳ‪‬ﺘَﺠِﺐ‪ ‬ﻟَﻜُﻢ‪]{‬ﻏﺎﻓﺮ‪ ،[٦٠:‬ﻓﺈذا دعا ُ‬


‫اﳌسﻠﻢ ﷲَ ‪‬؛ ظ ﱠن أن ﷲ سيﺠيﺐ دعاءه‪.‬‬

‫ﰒ ﺑـ ــﲔ لنـ ــا سـ ــﺒحانه سـ ــعﺔ ﻓﻀـ ــﻠه وعﻈـ ــيﻢ ﻛرمـ ــه وﻗرﺑـ ــه مـ ــن عﺒـ ــده‪ ،‬وأن اﳌسـ ــﻠﻢ ﻛﻠمـ ــا ﻗـ ــرب مـ ــن‬
‫ﺳــــ ـﺄﻟَﻚ‪‬‬
‫رﺑـ ـ ــه ‪ ‬ازداد ﷲ منـ ـ ــه ﻗـ ـ ــر ً‪ ،‬وﻗـ ـ ــد أﺧـ ـ ــﱪ ‪ ‬ﺑـ ـ ــﺬلﻚ ﰲ ﻛتاﺑـ ـ ــه ﻓقـ ـ ــال‪} :‬ﻭ‪‬ﺇِﺫَﺍ ‪‬‬

‫‪‬ﺴــــ ـﺘَﺠِﻴﺒ‪‬ﻮﺍْ ﻟ‪‬ــــــﻲ ﻭ‪‬ﻟْﻴ‪‬ﺆ‪‬ﻣ‪‬ﻨ‪‬ــــــﻮﺍْ ﺑِــــــﻲ ﻟَﻌ‪‬ﻠﱠﻬ‪‬ــــ ـﻢ‪‬‬


‫ﻋ‪‬ﺒ‪‬ــــــﺎﺩ‪‬ﻱ ﻋ‪‬ﻨ‪‬ــــــﻲ ﻓَــــ ـﺈِﻧﱢﻲ ﻗَﺮِﻳــــ ـﺐ‪ ‬ﺃُﺟِﻴــــ ـﺐ‪ ‬ﺩ‪‬ﻋ‪‬ــــ ـﻮ‪‬ﺓ‪ ‬ﺍﻟــــ ـﺪ‪‬ﺍﻉِ ﺇِﺫَﺍ ﺩ‪‬ﻋ‪‬ــــــﺎﻥِ ﻓَﻠْﻴ ‪‬‬

‫ﻳ‪‬ﺮ‪‬ﺷ‪‬ﺪ‪‬ﻭﻥ‪]{‬اﻟﺒقﺮة‪.[١٨٦:‬‬

‫ال رس ـ ـ ـ ـ ُ ِ‬ ‫و َعـ ـ ـ ـ ـ ْن أَِﰊ ُﻫَرﻳْـ ـ ـ ـ ـَرةَ ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ‬


‫ول ا ﱠ ‪» :‬ا ْد ُﻋ ـ ـ ـ ـ ـوا ا ﱠَ‬ ‫ال‪ :‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ َ ُ‬
‫ْﺐ ﻏَﺎﻓِ ٍﻞ َﻻﻩٍ«)‪.(٢‬‬
‫ﻴﺐ ُد َﻋﺎءً ِﻣ ْﻦ قَـﻠ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوأَنْـﺘُ ْم ُﻣوقنُو َن ِ ِﻹ َﺟﺎبَﺔ‪َ ،‬وا ْﻋﻠَ ُﻤوا أَ ﱠن ا ﱠَ َﻻ يَ ْسﺘَﺠ ُ‬
‫وم ـ ــن معـ ــﲎ اليق ـ ــﲔ أن ﻳعتق ـ ــد ن ﷲ ﻗ ـ ــد ﲰ ـ ــﻊ ال ـ ــدعاء وأن ـ ــه ﳎي ـ ــﺐ ال ـ ــدعاء‪ ،‬إذا ﺣق ـ ــﻖ آداب‬
‫الـ ـ ـ ـ ــدعاء‪ ،‬وانتفـ ـ ـ ـ ــﺖ اﳌوانـ ـ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬ﻓـ ـ ـ ـ ــﺈن ﺣ ـ ـ ـ ــدث أن ﺧـ ـ ـ ـ ــرت اﻹﺟاﺑـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ــﻼ نسـ ـ ـ ـ ــتعﺠﻞ؛ ﻷن الرسـ ـ ـ ـ ــول‬
‫ت‬ ‫ﺎب ِﻷَ َح ـ ـ ـ ِﺪ ُﻛ ْم َﻣ ـ ـ ـﺎ َﱂْ يَـ ْﻌ َﺠ ـ ـ ـ ْﻞ‪ ،‬يَـ ُق ـ ـ ـ ُ‬
‫ول‪َ :‬د َﻋ ـ ـ ـ ْو ُ‬ ‫‪ ‬ﻗـ ـ ــد أﺧـ ـ ــﱪ أنـ ـ ــه‪» :‬يُ ْس ـ ـ ـﺘَ َﺠ ُ‬
‫ﺐ ِﱄ«)‪ ،(٣‬وﻫكـ ـ ــﺬا ﻳﻈـ ـ ــﻞ العﺒـ ـ ــد متعﻠقـ ـ ـاً ﲜميـ ـ ــﻞ الﻈـ ـ ــن ﺑرﺑـ ـ ــه‪ ،‬وﺣسـ ـ ــن الرﺟـ ـ ــاء ﻓيمـ ـ ــا‬ ‫ﻓَـﻠَ ـ ـ ـ ْم يُ ْس ـ ـ ـﺘَ َﺠ ْ‬
‫عنده‪.‬‬

‫)‪ (١‬رواﻩ اﻟﺒخﺎري ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ بﺮقم )‪.(٢٩٦١‬‬


‫)‪ (٢‬رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم )‪ ،(٣٤٧٩‬وحسنﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﳉﺎﻣع اﻟﺼغﲑ بﺮقم )‪.(٢٤٥‬‬
‫)‪ (٣‬رواﻩ اﻟﺒخﺎري ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ بﺮقم )‪.(٥٩٨١‬‬
‫‪٢٠‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ﻗال الﺸاعر‪:‬‬

‫أرى ﲜﻤﻴﻞ ِّ‬


‫اﻟظﻦ ﻣﺎ ﷲ ﻓﺎﻋﻠُ ْﻪ‬ ‫وإﱐ ﻷدﻋو ﷲ حﱴ ﻛ ــﺄنﱠﲏ‬ ‫ِّ‬
‫ﳚود ﻋﻠﻰ ٍ‬
‫ﻋﺎص ﻛﻤﺜﻠﻲ يواﺻﻠُ ْﻪ‬ ‫ـﺄس ﻟ ـﻌ ـﻠﱠﻪ‬
‫ُأﻣـ ـ ﱡﺪ يــﺪي ﰲ ﻏﲑ يـ ـ ٍ‬

‫‪ -٦‬ﻋنﺪ اﻟﺘوبﺔ‪:‬‬

‫والتوﺑـ ــﺔ مـ ــن العﺒـ ــادات الواﺟﺒـ ــﺔ عﻠـ ــﻰ اﳌـ ــؤمنﲔ ﲨيعـ ـاً ﻗـ ــال ﺗعـ ــاﱃ‪} :‬ﻭ‪‬ﺗُﻮﺑ‪‬ــــﻮﺍ ﺇِﻟَــــﻰ ﺍﻟﻠﱠـــﻪ‪ ‬ﺟ‪‬ﻤ‪‬ﻴﻌـــﺎً ﺃَﻳ‪‬ﻬ‪‬ــــﺎ‬

‫ﺍﻟْﻤ‪‬ﺆ‪‬ﻣ‪‬ﻨ‪‬ــــﻮﻥ‪ ‬ﻟَﻌ‪‬ﻠﱠﻜُـــﻢ‪ ‬ﺗُﻔْﻠ‪‬ﺤ‪‬ــــﻮﻥ‪]{‬اﻟنـ ــور‪ ،[٣١:‬وﻻ ﻳتﺼـ ــور ﺣﺼـ ــول التوﺑـ ــﺔ مـ ــن العﺒـ ــد اﳌـ ــﺬنﺐ اﳋﻄّـ ـاء وﻫـ ــو‬
‫ﻏﲑ ﳏسن ‪ ،‬ﻓﺈذا أذنﺐ و ب واستغفر ظن أن ﷲ سيقﺒﻞ ﺗوﺑته وﻳقيﻞ عﺜرﺗه وﻳغفر ذنﺒه‪.‬‬

‫ﻓاﳌسﻠﻢ ﻳوﻗن ﺑسعﺔ رﲪﺔ ﷲ‪ ،‬وأنه ﻳقﺒﻞ التوﺑﺔ عن عﺒاده وأنه ﻳعفو عن السيئات‪.‬‬

‫ﱯ ‪ ‬ﻓِي َمـ ـ ـا َْﳛ ِك ـ ـ ـي َعـ ـ ـ ْن َرﺑِّـ ـ ـ ِه ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َعـ ـ ـ ْن أَﰊ ُﻫَرﻳْـ ـ ـ ـَرةَ ‪َ ‬عـ ـ ـن النﱠـ ـ ـ ـِ ِّ‬
‫ﺐ َﻋ ْﺒ ــ ِﺪي َذنْـﺒً ــﺎ‬ ‫ﺎل ‪ :‬أَ ْذنَــ َ‬ ‫ﺎل‪ :‬اﻟﻠﱠ ُﻬـ ـ ﱠم ا ْﻏ ِﻔـ ـ ْﺮ ِﱄ ذَنْ ــِﱯ ﻓَـ َقـ ـ َ‬ ‫ﺐ َﻋ ْﺒـ ـ ٌﺪ َذنْـﺒً ــﺎ ﻓَـ َقـ ـ َ‬‫ال‪» :‬أَ ْذنَـ ـ َ‬ ‫ﻗَـ ـ َ‬
‫ب ا ْﻏ ِﻔـ ـ ـ ْﺮ ِﱄ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي َر ِّ‬
‫ﺎل‪ :‬أ ْ‬ ‫ﺐ ﻓَـ َقـ ـ ـ َ‬
‫ﺎد ﻓَﺄَ ْذنَـ ـ ـ َ‬
‫ﺐ‪ ،‬ﰒُﱠ َﻋـ ـ ـ َ‬ ‫ﺐ‪َ ،‬و َْ ُﺧـ ـ ـ ُﺬ ِ ﻟـ ـ ـ ﱠﺬنْ ِ‬ ‫ﻓَـ َﻌﻠـ ـ ـ َم أَ ﱠن ﻟَـ ـ ـﻪُ َر يَـغْﻔـ ـ ـ ُﺮ اﻟـ ـ ـ ﱠﺬنْ َ‬
‫ﺐ‪َ ،‬و َْ ُﺧـ ـ ُﺬ ِ ﻟـ ـ ﱠﺬنْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺐ‪،‬‬ ‫ﺐ َذنْـﺒًـ ـﺎ ﻓَـ َﻌﻠـ ـ َم أَ ﱠن ﻟَـ ـﻪُ َر يَـغْﻔـ ـ ُﺮ اﻟـ ـ ﱠﺬنْ َ‬ ‫ﺎل ‪َ :‬ﻋ ْﺒـ ـﺪي أَ ْذنَـ ـ َ‬ ‫َذنْـ ـِﱯ ﻓَـ َقـ ـ َ‬
‫ﺐ َﻋ ْﺒ ــ ِﺪي ذَنْـﺒً ـ ـﺎ‪ ،‬ﻓَـ َﻌﻠِ ـ ـ َم‬ ‫ﺎل ‪ :‬أَ ْذنَـ ـ َ‬ ‫ب ا ْﻏ ِﻔ ـ ـ ْﺮ ِﱄ ذَنْ ـ ـِﱯ ﻓَـ َق ـ ـ َ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫ﺎل‪ :‬أ ْ‬ ‫ﺐ ﻓَـ َق ـ ـ َ‬‫ﺎد ﻓَﺄَ ْذنَـ ـ َ‬‫ﰒُﱠ َﻋ ـ ـ َ‬
‫ك«)‪.(١‬‬ ‫ت ﻟَ َ‬ ‫ﺖ ﻓَـ َق ْﺪ ﻏَ َﻔ ْﺮ ُ‬‫ﺐ ا ْﻋ َﻤ ْﻞ َﻣﺎ ِﺷ ْﺌ َ‬ ‫ﺐ‪َ ،‬و َْ ُﺧ ُﺬ ِ ﻟ ﱠﺬنْ ِ‬ ‫ِ‬
‫أَ ﱠن ﻟَﻪُ َر يَـغْﻔ ُﺮ اﻟ ﱠﺬنْ َ‬
‫دمﺖ أنﱠﻚ ﺗﺬنﺐ وﺗتوب ﻓﺈﱐ أﺗوب عﻠيﻚ ولو ﺗكرر الﺬنﺐ منﻚ‪.‬‬
‫أي‪ :‬ما َ‬

‫)‪ (١‬رواﻩ ﻣسﻠم ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ بﺮقم )‪.(٢٧٥٨‬‬


‫‪٢١‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬

‫ﺳﺎﺑﻌﺎً‪} :‬ﲦﺮﺍﺕ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪{‬‬

‫‪ -١‬ينﺎل اﻟﻌﺒﺪ ﲝسﻦ ظنﻪ بﺮبﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ يﺮﺟوﻩ‪:‬‬

‫اب َوُﻫ ـ ـ ـ َو ِﰲ اﳌ ـ ـ ـ ْو ِت‪،‬‬ ‫ّ‬


‫ﱯ ‪َ ‬د َﺧ ـ ـ ـﻞ َعﻠَ ـ ـ ـﻰ َشـ ـ ـ ٍ‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺲ ‪ ‬أَ ﱠن النﱠـ ـ ـِ‬ ‫َع ـ ـ ـ ْن أَنـَ ـ ـ ٍ‬
‫َ‬
‫ول ا ﱠِ‪ ،‬إِِّﱐ أ َْر ُﺟـ ـ ـو ا ﱠَ‪َ ،‬وإِِّﱐ أَ َﺧـ ـ ـ ُ‬
‫اف ذُنـُ ـ ـ ِوﰊ‪ ،‬ﻓَـ َقـ ـ ـ َ‬
‫ال‬ ‫ال‪َ :‬وا ﱠِ َ َر ُسـ ـ ـ َ‬ ‫ﻒ َِﲡ ـ ـ ـ ُﺪ َك؟«‪ ،‬ﻗَـ ـ ـ َ‬‫ال‪َ » :‬ﻛ ْﻴ ـ ـ ـ َ‬ ‫ﻓَـ َقـ ـ ـ َ‬
‫ﺐ ﻋَ ْﺒ ـ ـ ـ ـ ٍﺪ ِﰲ ِﻣﺜْ ـ ـ ـ ـ ِﻞ َﻫ ـ ـ ـ ـ َﺬا اﳌـَ ـ ـ ــ ْو ِط ِﻦ إِﱠﻻ‬
‫ﺎن ِﰲ قَـ ْﻠ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ول ا ﱠِ ‪َ :‬‬
‫»ﻻ َﳚْﺘَ ِﻤﻌ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫َر ُسـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﺎف«)‪.(١‬‬ ‫آﻣنَﻪُ ِﳑﱠﺎ َﳜَ ُ‬ ‫أَ ْﻋﻄَﺎﻩُ ا ﱠُ َﻣﺎ يَـ ْﺮ ُﺟو َو َ‬
‫ﻗ ـ ــال اﺑ ـ ــن الق ـ ــيﻢ ‪َ " :‬وُﻛﻠﱠ َﻤـ ـ ـﺎ َﻛـ ـ ـﺎ َن اﻟ َْﻌ ْﺒـ ـ ـ ُﺪ َح َسـ ـ ـ َﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ِّﻦ ِ ﱠِ‪َ ،‬ح َسـ ـ ـ َﻦ اﻟ ﱠﺮ َﺟـ ـ ـ ِﺎء ﻟَـ ـ ـﻪُ‪،‬‬
‫ﺐ أَ َﻣـ ـ َﻞ آ ِﻣـ ـ ٍﻞ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ﺐ أ ََﻣﻠَـ ـﻪُ ﻓﻴـ ــﻪ اﻟْﺒَـﺘﱠـ ـﺔَ‪ ،‬ﻓَِﺈنﱠــﻪُ ُﺳـ ـ ْﺒ َﺤﺎنَﻪُ َﻻ ُﳜَﻴِّـ ـ ُ‬
‫ِ‬
‫ﱠوﱡﻛـ ـ ِﻞ َﻋﻠَْﻴـ ـﻪ‪ ،‬ﻓَـ ـِﺈ ﱠن ا ﱠَ َﻻ ُﳜَﻴِّـ ـ ُ‬
‫ِ‬
‫ﺻـ ـﺎد َق اﻟﺘـ َ‬
‫َ‬
‫ﻀﻴِّ ُع َﻋ َﻤ َﻞ َﻋ ِﺎﻣ ٍﻞ")‪.(٢‬‬ ‫َوَﻻ يُ َ‬
‫‪ -٢‬اﻟسخﺎء واﻟﻜﺮم‪:‬‬

‫أن ﻳنفـ ـ ــﻖ اﳌسـ ـ ــﻠﻢ مالـ ـ ــه ﰲ سـ ـ ــﺒيﻞ ﷲ‪ ،‬وﻻ ﳜـ ـ ــﺶ القﻠـ ـ ــﺔ والفقـ ـ ــر‪ ،‬ﺑـ ـ ــﻞ‬ ‫مـ ـ ــن ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬
‫ﻳوﻗن أن ﷲ سيﺨﻠﻒ عﻠيه ﺧﲑاً‪ ،‬وﻳنمي ماله وﻳﺒارك ﻓيه‪.‬‬

‫ﻳ ـ ــورث العﺒ ـ ـ َـد الس ـ ــﺨاء والك ـ ــرم؛ ﻷنـ ــه ﺣينم ـ ــا ﻳنف ـ ــﻖ مال ـ ــه ﰲ س ـ ــﺒيﻞ ﷲ أو‬ ‫ﻓحس ـ ــن الﻈ ـ ــن‬
‫نـ ــه سـ ــيﺨﻠﻒ عﻠيـ ــه ﺧـ ـﲑاً ﳑـ ــا أنفـ ــﻖ‪ ،‬ﻓـ ــﻼ ﳜـ ــاف ﻓق ـ ـراً‬ ‫ﰲ مﺼـ ــاﱀ اﳌسـ ــﻠمﲔ ﻓﻬـ ــو ﳛسـ ــن الﻈـ ــن‬
‫وﻻ ﳜﺸ ـ ــﻰ ذﻫ ـ ــاب مال ـ ــه‪ ،‬ول ـ ــﺬلﻚ ﲡ ـ ــد الﺒﺨي ـ ــﻞ ﳛ ـ ــرص ﻛ ـ ــﻞ اﳊ ـ ــرص عﻠ ـ ــﻰ ع ـ ــدم إنف ـ ــاق ش ـ ـ ٍ‬
‫ـيء م ـ ــن‬
‫ماله ﺧوﻓاً من ﺿياعه‪.‬‬

‫ﻗ ـ ــال اﳊس ـ ــن الﺒﺼ ـ ــري ‪" :‬نظ ـ ــﺮت ﰲ اﻟس ـ ــخﺎء ﻓﻤ ـ ــﺎ وﺟ ـ ــﺪت ﻟ ـ ــﻪ أﺻ ـ ـ ًـﻼ وﻻ ﻓﺮ ًﻋـ ـ ـﺎ‬
‫‪.(٣)"‬‬ ‫‪ ،‬وأﺻﻞ اﻟﺒخﻞ وﻓﺮﻋﻪ ﺳوء اﻟظﻦ‬ ‫إﻻ حسﻦ اﻟظﻦ‬

‫)‪ (١‬رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم )‪ ،(٩٨٣‬وحسنﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﻣﺸﻜﺎة اﳌﺼﺎبﻴﺢ بﺮقم )‪.(١٦١٢‬‬
‫)‪ (٢‬ﻣﺪارج اﻟسﺎﻟﻜﲔ )‪.(١١٧/٢‬‬
‫)‪ (٣‬ﺷﻌﺐ اﻹﳝﺎن )‪ (٤٤٠/٧‬بﺮقم )‪.(١٠٩٠١‬‬
‫‪٢٢‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ﺗﻌ ـ ــﺎﱃ ﻋﺒ ـ ــﺎداً ينﻔق ـ ــون ﻋﻠ ـ ــﻰ ق ـ ــﺪر بﻀ ـ ــﺎئﻌﻬم‪ ،‬و ﻋﺒ ـ ــﺎد ينﻔق ـ ــون‬ ‫وﻗ ـ ــال ﺑعﻀ ـ ــﻬﻢ‪" :‬إن‬
‫ﺗﻌﺎﱃ")‪.(١‬‬ ‫ﻋﻠﻰ قﺪر حسﻦ اﻟظﻦ‬

‫ﻓﻬ ـ ـ ــﻢ ﻳنفق ـ ـ ــون أم ـ ـ ـواﳍﻢ ﰲ س ـ ـ ــﺒيﻞ ﷲ دون ﺣس ـ ـ ــاب‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــﻞ ﻳنفقو ـ ـ ــا ﺑﻈ ـ ـ ــنﻬﻢ اﳋ ـ ـ ــﲑ ﺑـ ـ ــر ﻢ‪ ،‬وأن‬
‫اﳌقاﺑـ ـ ـ ــﻞ منـ ـ ـ ــه ‪ ‬أﻛـ ـ ـ ــﱪ وأعﻈـ ـ ـ ــﻢ ﳑـ ـ ـ ــا أنفقـ ـ ـ ـوا‪ ،‬سـ ـ ـ ـواء أﻛـ ـ ـ ــان ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﳌقاﺑـ ـ ـ ــﻞ ﰲ الـ ـ ـ ــدنيا أم ﰲ‬
‫اﻵﺧرة‪.‬‬

‫‪ -٣‬اﺳﺘﺠﺎبﺔ اﻟﺪﻋﺎء‪:‬‬

‫ﻛﻠمـ ـ ــا ﻛـ ـ ــان العﺒـ ـ ــد َﺣ َسـ ـ ـ َن الﻈـ ـ ــن ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن ﷲ ﻻ ﳜيـ ـ ــﺐ أمﻠـ ـ ــه ﻓيـ ـ ــه أﺑـ ـ ــداً‪ ،‬ﻓﺈنـ ـ ــه س ـ ــﺒحانه ﻻ‬
‫ول ا ﱠِ‬
‫ال َر ُسـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ﳜي ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ مـ ـ ـ ـ ـ ــن دع ـ ـ ـ ـ ـ ــاه‪ .‬وم ـ ـ ـ ـ ـ ــر معنـ ـ ـ ـ ـ ــا ﺣـ ـ ـ ـ ـ ــدﻳﺚ أَِﰊ ُﻫَرﻳْـ ـ ـ ـ ـ ـَرةَ ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ال‪ :‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫‪» :‬ا ْدﻋُوا ا ﱠَ َوأَنْـﺘُ ْم ُﻣوقِنُو َن ِ ِﻹ َﺟﺎبَِﺔ«)‪.(٢‬‬

‫ﺧـ ـ ـﲑاً ﰲ‬ ‫ـﺒﺐ ﻹﺟاﺑـ ـ ــﺔ الـ ـ ــدعاء‪ ،‬ﻓمـ ـ ــن ظـ ـ ــن‬
‫سـ ـ ـ ٌ‬ ‫وﻫـ ـ ــﺬا ﻳـ ـ ــدلنا عﻠـ ـ ــﻰ أن ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬
‫إﺟاﺑ ـ ــﺔ دعاﺋ ـ ــه ﺣق ـ ــﻖ ﷲ ل ـ ــه رﺟ ـ ــاءه‪ ،‬وأعﻄ ـ ــاه س ـ ــؤله‪ ،‬وﻛف ـ ــاه م ـ ــا أﳘ ـ ــه‪ ،‬وأع ـ ــاذه ﳑ ـ ــا أﻏم ـ ــه‪ ،‬وم ـ ــا ذاك‬
‫إﻻ ﺑسﺒﺐ إﻳقانه ﻹﺟاﺑﺔ وﺣسن ظنه‪.‬‬
‫ول ا ﱠِ ‪» :‬إِ ﱠن َربﱠ ُﻜـ ـ ـ ـ ـ ْم‬ ‫ال َر ُس ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ال‪ :‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫و َع ـ ـ ـ ـ ْن َسـ ـ ـ ـ ـﻠْ َما َن الفارس ـ ـ ـ ــي ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ َ‬
‫َحﻴِ ﱞﻲ َﻛ ِﺮﱘٌ‪ ،‬يَ ْسﺘَ ْﺤﻴِﻲ ِﻣ ْﻦ ﻋَ ْﺒ ِﺪﻩِ إِذَا َرﻓَ َع يَ َﺪيْ ِﻪ إِﻟَْﻴ ِﻪ‪ ،‬أَ ْن يَـ ُﺮد ُ‬
‫ﱠﳘَﺎ ِ‬
‫ﺻ ْﻔ ًﺮا«)‪.(٣‬‬

‫ﰲ ﻛﻞ اﻷﻣور‪:‬‬ ‫ﺳﺒﺐ ﳊﺼول اﻟﺘوﻛﻞ واﻟﺘﻔويض‬ ‫‪ -٤‬حسﻦ اﻟظﻦ‬

‫التوﻛـﻞ عﻠﻰ ﷲ ﺗعـاﱃ والﺜقـﺔ ﺑـه‪ ،‬ﺣيـﺚ إنـﻚ ﻻ ﺗتوﻛـﻞ إﻻ عﻠﻰ من ﲢس ـ ـ ـ ـ ـ ــن الﻈن ﺑـه؛ ومن دون‬
‫ِ‬
‫ﺼ ـ ـ ـ ـﻞ عﺒادة التوﻛﻞ عﻠيه‪ ،‬وﷲ ﺗعاﱃ ﻳقول‪} :‬ﻭ‪‬ﻋ‪‬ﻠَﻰ ﺍﻟﻠّﻪ‪‬‬
‫ﺗعاﱃ ﻻ ﳝكن لﻠعﺒد أن ُﳛ ّ‬ ‫ﺣس ـ ـ ـ ــن الﻈن‬
‫ﻓَﺘَﻮ‪‬ﻛﱠﻠُﻮﺍْ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢ ﻣ‪‬ﺆ‪‬ﻣ‪‬ﻨ‪‬ﲔ‪]{‬اﳌﺎئﺪة‪.[٢٣:‬‬

‫واﻻعتماد عﻠيه‪ ،‬ﻗال ﺗعاﱃ‪} :‬ﻭ‪‬ﻣ‪‬ﻦ‪‬‬ ‫والتوﻛﻞ عﻠﻰ ﷲ ﻳقوم عﻠﻰ رﻛنﲔ أسـ ـ ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـ ـ ــيﲔ‪ :‬الﺜقﺔ‬

‫)‪ (١‬إحﻴﺎء ﻋﻠوم اﻟﺪيﻦ )‪.(٢٠٩/٤‬‬


‫)‪ (٢‬رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم )‪ ،(٣٤٧٩‬وحسنﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﳉﺎﻣع اﻟﺼغﲑ بﺮقم )‪.(٢٤٥‬‬
‫)‪ (٣‬رواﻩ أبو داود ﰲ ﺳننﻪ بﺮقم )‪ ،(١٤٨٨‬وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﳉﺎﻣع بﺮقم )‪.(٢٠٧٠‬‬
‫‪٢٣‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ﻳ‪‬ﺘَﻮ‪‬ﻛﱠﻞْ ﻋ‪‬ﻠَﻰ ﺍﻟﻠﱠﻪ‪ ‬ﻓَﻬ‪‬ﻮ‪ ‬ﺣ‪‬ﺴ‪‬ﺒ‪‬ﻪ‪]{‬اﻟﻄﻼق‪ ،[٣:‬أي ﻓﻬو ﻳكفيه وﻳغنيه عن ﻏﲑه‪.‬‬

‫ﻓـ ــﺈن مـ ــن أﺣسـ ــن الﻈـ ــن ﺑرﺑـ ــه وﺗوﻛـ ــﻞ عﻠيـ ــه ﺣـ ــﻖ ﺗوﻛﻠـ ــه؛ ﺟعـ ــﻞ ﷲ لـ ــه ﰲ ﻛـ ــﻞ أمـ ــره ﻳسـ ـراً‪ ،‬ومـ ــن‬
‫ﻛﻞ ﻛرب ﻓرﺟاً وﳐرﺟاً‪.‬‬

‫وﻛـ ـ ــان س ـ ـ ــعيد ﺑ ـ ـ ــن ﺟﺒ ـ ـ ــﲑ ‪ ‬ﻳ ـ ـ ــدعو‪" :‬اﻟﻠﻬ ـ ـ ــم إﱐ أﺳ ـ ـ ــﺄﻟك ﺻ ـ ـ ــﺪق اﻟﺘوﻛ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠﻴ ـ ـ ــك‬
‫وحسﻦ اﻟظﻦ بك")‪.(١‬‬

‫ك‬ ‫ك ﻟَـ ـﻪُ‪ .‬يَ ُﻜـ ـو ُن ﺗَـ َوﱡﻛﻠُ ــ َ‬ ‫ك َوَر َﺟﺎئِـ ـ َ‬ ‫ﻗـ ــال اﺑـ ــن القـ ــيﻢ ‪" :‬ﻓَـ َﻌﻠَ ــﻰ قَـ ـ ْﺪ ِر ُح ْس ــ ِﻦ ظَنِّـ ـ َ‬
‫ك بِ َﺮبِّــ َ‬
‫ﱠﺤ ِقﻴ ـ ـ ُـﻖ‪ :‬أَ ﱠن ُح ْسـ ـ ـ َﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ِّﻦ بِـ ـ ـ ِﻪ‬ ‫ِ‬ ‫َﻋﻠَ ْﻴـ ـ ـ ِﻪ‪َ .‬وﻟِـ ـ ـ َﺬﻟِ َ‬
‫ﱠوﱡﻛـ ـ ـ َﻞ ِﲝُ ْسـ ـ ـ ِﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ِّﻦ ِ ﱠ ‪َ ،‬واﻟﺘ ْ‬
‫ﻀـ ـ ـ ُﻬ ُم اﻟﺘـ َ‬
‫سـ ـ ـ َﺮ بَـ ْﻌ ُ‬
‫ك ﻓَ ﱠ‬
‫ﱠوﱡﻛ ـ ـ ُﻞ َﻋﻠَ ـ ـﻰ‬ ‫ي ـ ـ ْﺪ ُﻋوﻩُ إِ َﱃ اﻟﺘـﱠوﱡﻛ ـ ـ ِﻞ َﻋﻠَﻴ ـ ـ ِﻪ‪ ،‬إِ ْذ َﻻ يـﺘَﺼ ـ ـ ﱠور اﻟﺘـﱠوﱡﻛ ـ ـﻞ َﻋﻠَ ـ ـﻰ ﻣ ـ ـﻦ ﺳ ـ ـﺎء ظَنﱡ ـ ـ َ ِ ِ‬
‫ك ب ـ ـﻪ‪َ ،‬وَﻻ اﻟﺘـ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ُ َ ُ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َﻣ ْﻦ َﻻ ﺗَـ ْﺮ ُﺟوﻩُ")‪.(٢‬‬

‫‪ -٥‬حسﻦ اﻟظﱠﻦ ِ ﱠ أقﺮب اﻟﻄﺮق إِ َﱃ اﻟْﻔﺮج‪:‬‬

‫مـ ــن أﺣسـ ــن الﻈـ ــن ﺑرﺑـ ــه وﺗوﻛـ ــﻞ عﻠيـ ــه ﺣـ ــﻖ ﺗوﻛﻠـ ــه ﺟعـ ــﻞ ﷲ لـ ــه ﰲ ﻛـ ــﻞ أمـ ــره ﻳسـ ـراً‪ ،‬ومـ ــن ﻛـ ــﻞ‬
‫ك حس ـ ـ َـﻦ اﻟظﱠـ ـﻦ ِ ﱠ ‪‬‬ ‫ال ﺑعﻀ ـ ـﻬﻢ‪" :‬ا ْﺳ ـ ـ ْﺘﻌﻤﻞ ِﰲ ﻛ ـ ــﻞ بﻠﻴ ـ ــﺔ ﺗﻄ ُْﺮقُـ ـ َ‬
‫ﻛـ ــرب ﻓرﺟ ـ ـاً وﳐرﺟ ـ ـاً‪ ،‬ﻗَـ ـ َ‬
‫ِﰲ ﻛﺸﻔﻬﺎ؛ ﻓَِﺈن ذَﻟِك أقﺮب بك إِﱃ اﻟْ َﻔ َﺮج")‪.(٣‬‬

‫ﻓ ـ ـ ــﺈذا أﺻ ـ ـ ــاﺑﻚ ﺑ ـ ـ ــﻼء أو ﻫ ـ ـ ــﻢ أو ﻛ ـ ـ ــرب ﻓاﳉ ـ ـ ــﺄ إﱃ ﻛاش ـ ـ ــﻒ الك ـ ـ ــرب ‪ ،‬وانﻄـ ـ ــرح ﺑ ـ ـ ــﲔ‬
‫ﻳدﻳه‪ ،‬وﺗﺬلﻞ له‪ ،‬واسﺄله ﺻدﻗاً أن ﻳرﻓﻊ عنﻚ ما أﺻاﺑﻚ‪.‬‬

‫ﻟﺴـ ـﻮء‪ ‬ﻭﻳ‪‬ﺠ‪‬ﻌ‪‬ﻠُﻜُـ ـﻢ‪ ‬ﺧ‪‬ﻠَﻔَـــﺎء‪ ‬ﺍﻟْـ ـﺄَﺭ‪‬ﺽِ ﺃَﺇِﻟَـ ـﻪ‪‬‬


‫ْﺸـ ـﻒ‪ ‬ﺍ ‪‬‬
‫‪‬ﻀـ ـﻄَﺮ‪ ‬ﺇِﺫَﺍ ﺩ‪‬ﻋ‪‬ـــﺎ ‪‬ﻩ ﻭﻳ‪‬ﻜ ‪‬‬
‫ﻗ ــال ﺗع ــاﱃ‪} :‬ﺃَﻣ‪‬ـ ـﻦ‪ ‬ﻳ‪‬ﺠِﻴـ ـﺐ‪ ‬ﺍﻟْﻤ ْ‬

‫ﻣ‪‬ﻊ‪ ‬ﺍﻟﻠﱠﻪ‪ ‬ﻗَﻠ‪‬ﻴﻠًﺎ ﻣ‪‬ﺎ ﺗَﺬَﻛﱠﺮ‪‬ﻭﻥ‪]{‬اﻟنﻤﻞ‪.[٦٢:‬‬

‫)‪ (١‬حﻠﻴﺔ اﻷوﻟﻴﺎء )‪.(٢٧٤/٤‬‬


‫)‪ (٢‬ﻣﺪارج اﻟسﺎﻟﻜﲔ )‪.(٣٩٦/٢‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻔﺮج بﻌﺪ اﻟﺸﺪة ﻟﻠﺘنوﺧﻲ )‪.(١٥٤/١‬‬
‫‪٢٤‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ‬ ‫‪ ‬ﻣ ـ ـ ــﻦ أﺳ ـ ـ ــﺒﺎب حس ـ ـ ــﻦ اﳋﺎﲤ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺳ ـ ـ ــوء اﻟظ ـ ـ ــﻦ‬ ‫‪ -٦‬حس ـ ـ ــﻦ اﻟظ ـ ـ ــﻦ‬
‫أﺳﺒﺎب ﺳوء اﳋﺎﲤﺔ‪:‬‬

‫ﻓينﺒغـ ـ ــي لﻠعﺒـ ـ ــد أن ﻳعﻠـ ـ ــﻢ أن ﷲ ‪ ‬ﻻ ﻳﻈﻠـ ـ ــﻢ مﺜقـ ـ ــال ذرة‪ ،‬وﻻ ﻳﻈﻠـ ـ ــﻢ النـ ـ ــاس شـ ـ ــيئاً‪ ،‬وﻫـ ـ ــو‬
‫ال النﱠـ ـ ـ ـ ـِ ﱡ‬
‫ﱯ ‪:‬‬ ‫عنـ ـ ـ ـ ــد ظ ـ ـ ـ ـ ــن عﺒ ـ ـ ـ ـ ــده ﺑـ ـ ـ ـ ــه‪َ ،‬ع ـ ـ ـ ـ ـ ْن أَِﰊ ُﻫَرﻳْـ ـ ـ ـ ـَرَة ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ال‪ :‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ول ا ﱠُ ﺗَـ َﻌ َﺎﱃ‪ :‬أَ َ ِﻋ ْن َﺪ ظَ ِّﻦ َﻋ ْﺒ ِﺪي ِﰊ«)‪.(١‬‬ ‫»يَـ ُق ُ‬

‫ارد عﻠ ـ ــﻰ رب رﺣ ـ ــيﻢ ﻛ ـ ــرﱘ‬


‫ﻓم ـ ــن د من ـ ــه اﳌ ـ ــوت ﻻﺑ ـ ــد أن ﳛس ـ ــن الﻈ ـ ــن ﺑرﺑ ـ ــه‪ ،‬وأن ﻳعﻠ ـ ــﻢ ن ـ ــه و ٌ‬
‫ﻏف ـ ــور‪ ،‬ﻳغف ـ ــر ال ـ ــﺬنﺐ‪ ،‬وﻳس ـ ــﱰ العي ـ ــﺐ‪ ،‬ﻓيك ـ ــون ﰲ ﳊﻈاﺗ ـ ــه اﻷﺧ ـ ــﲑة ﳏس ـ ــناً الﻈ ـ ــن ﺑرﺑ ـ ــه‪ ،‬وﻻ ﻳس ـ ــيء‬
‫الﻈن ﺑه‪.‬‬
‫ﻗ ـ ـ ــال اﳌ ـ ـ ــﺰِﱐﱡ ‪ :‬دﺧْﻠ ـ ـ ـﺖ عﻠَ ـ ـ ـﻰ الﺸ ـ ـ ـ ِ ِ ِ‬
‫ـﺖ لـ ـ ــه‪ :‬أ‬ ‫ـاﻓعي ِﰲ عﻠﱠت ـ ـ ـه ال ـ ـ ـ ِـﱵ م ـ ـ ـ َ‬
‫ـات ﻓيﻬ ـ ـ ــا ﻓقﻠ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ﺒحﺖ ِمـ ـ ـ َن الـ ـ ـدﱡنيا َرا ِﺣـ ـ ـﻼً‪ ،‬و ِﻹ ْﺧـ ـ ـوِاﱐ ُمفا ِرﻗًـ ـ ـا‪ ،‬وﺑكـ ـ ـﺄْ ِس اﳌنِيﱠـ ـ ـ ِﺔ‬ ‫ِ ِ‬
‫ﺖ؟ ﻗـ ـ ــال‪ :‬أَ ْ‬
‫ﺻـ ـ ـ ُ‬ ‫ـﻒ أَ ْ‬
‫ﺻـ ـ ـﺒَ ْح َ‬ ‫عﺒـ ـ ــدا ﱠ ﻛيـ ـ ـ َ‬
‫ُعِّﺰﻳﻬـ ـ ــا‪،‬‬ ‫ﺼـ ـ ـﲑ َإﱃ ْ ِ‬
‫اﳉَنﱠـ ـ ـﺔ ﻓﺄ َُﻫنّيﻬـ ـ ــا أ َْم َإﱃ النـ ـ ــا ِر ﻓﺄ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َشـ ـ ـا ِرً ‪ ،‬وعﻠَـ ـ ـﻰ ا ﱠِ ﺗعـ ـ ـ َ ِ‬
‫ـاﱃ وارًدا‪ ،‬وﻻ أ َْدري نـَ ْفس ـ ـ ـي ﺗَ ُ‬
‫ﰒﱠ ﺑكﻰ وﻗال‪:‬‬

‫ْﺖ َر َﺟﺎئِﻲ َْﳓ َو َﻋ ْﻔ ِو َك ُﺳﻠﱠ َﻤﺎ‬ ‫َﺟ َﻌﻠ ُ‬ ‫ﺖ َﻣـ ـ ـ َﺬ ِاﻫِﱯ‬ ‫ضﺎقَـ ـ ـ ـ ـ ْ‬ ‫وﳌﺎ قسﺎ قَـﻠِْﱯ َو َ‬
‫ﺗَـ َﻌﺎظَ َﻤ ـ ـ ِﲏ ذَنِْﱯ ﻓَـﻠَ ﱠﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ قَـ َﺮنْـﺘُ ـ ـ ـﻪُ بِ َﻌ ْﻔ ِو َك َرِّﰊ َﻛﺎ َن َﻋ ْﻔـ ـ ـ ـ ُو َك أَ ْﻋظَ َﻤﺎ‬
‫) ‪(٢‬‬
‫ود َوﺗَـ ْﻌ ُﻔـ ـ ـ ـ ـو ِﻣنﱠﺔً َوﺗَ ُﻜ ﱡﺮَﻣـ ـ ـ ـ ـﺎ‬
‫ﺐ َﺳﻴِّ ِﺪي َﲡُـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ْﺖ َذا َﻋ ْﻔ ٍو َﻋ ِﻦ اﻟ ﱠﺬنْ ِ‬ ‫َوَﻣﺎ ِزﻟ َ‬

‫ﺳﺒﺐ ﻟﻠنﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب‪:‬‬ ‫‪ -٧‬حسﻦ اﻟظﻦ‬

‫ج ِﻣـ ـ ــ َﻦ‬ ‫ال‪َ » :‬ﳜْـ ـ ـ ـ ُﺮ ُ‬ ‫ول ﷲِ ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ َ‬ ‫ﻚ ‪ ‬أَ ﱠن َر ُس ـ ـ ـ َ‬ ‫ﺲ ﺑ ـ ـ ـ ِن مالِـ ـ ـ ٍ‬


‫َع ـ ـ ـ ْن أَنَـ ـ ـ ِ ْ َ‬
‫ب‪ ،‬إِ ْذ أَ ْﺧـ ـ ـ َﺮ ْﺟﺘَ ِﲏ ِﻣنْـ َﻬـ ـ ـﺎ‬ ‫َي َر ِّ‬ ‫ﺖ أَ َحـ ـ ـ ُﺪ ُﻫ ْم ﻓَـﻴَـ ُقـ ـ ـ ُ‬
‫ول‪ :‬أ ْ‬ ‫ﷲ‪ ،‬ﻓَـﻴَـﻠْﺘَ ِﻔـ ـ ـ ُ‬‫ضـ ـ ـو َن َﻋﻠَـ ـ ـﻰ ِ‬ ‫اﻟنﱠـ ـ ـﺎ ِر أ َْربَـ َﻌـ ـ ـﺔٌ‪ ،‬ﻓَـﻴُـ ْﻌ َﺮ ُ‬
‫ﻓَ َﻼ ﺗُِﻌ ْﺪِﱐ ﻓِ َﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓَـﻴُـنْ ِﺠ ِﻴﻪ ﷲُ ِﻣ ْنـ َﻬﺎ«)‪.(٣‬‬

‫)‪ (١‬ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬


‫)‪ (٢‬اﻟﺘﺒﺼﺮة ﻻبﻦ اﳉوزي )‪.(٢١٧/١‬‬
‫)‪ (٣‬رواﻩ ﻣسﻠم ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ بﺮقم )‪.(٣٢١‬‬
‫‪٢٥‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫إذا ﻃمـ ـ ــﻊ العﺒ ـ ـ ــد ﰲ رﺑ ـ ـ ــه وأﺣس ـ ـ ــن ظن ـ ـ ــه ﻓي ـ ـ ــه‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن ﷲ ‪ ‬ﻳنﺠيـ ـ ــه وﳛق ـ ـ ــﻖ أمانيـ ـ ــه؛ ﻓﻬ ـ ـ ــو‬
‫سﺒحانه رؤوف رﺣيﻢ ﺑعﺒاده‪ ،‬وﻗد ﺟعﻞ اﳉنﺔ دار النعيﻢ اﳌقيﻢ لعﺒاده اﳌتقﲔ اﳌؤمنﲔ‪.‬‬

‫وﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳊ ـ ـ ــدﻳﺚ ﳜ ـ ـ ــﱪ الن ـ ـ ــﱯ ‪ ‬أنـ ـ ــه ﳜ ـ ـ ــرج م ـ ـ ــن النـ ـ ــار أرﺑع ـ ـ ــﺔ رﺟـ ـ ــال ‪-‬‬
‫ﻗيـ ـ ــﻞ‪ :‬ﻫـ ـ ــﻢ اﻵﺧـ ـ ــرون ﺧروﺟـ ـ ـاً منﻬـ ـ ــا‪ -‬ﻓيعرﺿـ ـ ــون عﻠ ـ ــﻰ ﷲ ‪‬؛ ليقﻀـ ـ ــي ﻓـ ـ ــيﻬﻢ أمـ ـ ــره‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻢ مـ ـ ــن‬
‫أﻫ ـ ــﻞ التوﺣيـ ـ ــد‪ ،‬ولك ـ ــن ﻳـ ـ ــدﺧﻠون الن ـ ــار ﲣﻠيﺼـ ـ ـاً لﻠـ ـ ـﺬنوب واﳌعاﺻـ ـ ـي‪ ،‬ﻓيﻠتفـ ـ ــﺖ أﺣ ـ ــد اﻷرﺑعـ ـ ــﺔ ‪-‬ﺑعـ ـ ــد‬
‫أن ﻳ ـ ــؤمر ﺑ ـ ــه إﱃ الن ـ ــار امتح ـ ــا ً‪ ،‬ﻛم ـ ــا ﺑينت ـ ــه رواﻳ ـ ــﺔ أﲪ ـ ــد‪-‬؛ ﻓيق ـ ــول من ـ ــاد ً اﳊ ـ ــﻖ س ـ ــﺒحانه‪ :‬أي رب‪،‬‬
‫لقـ ـ ــد ﻛنـ ـ ــﺖ أرﺟـ ـ ــو وأﻃمـ ـ ــﻊ ﰲ ﻓﻀـ ـ ــﻠﻚ وﺟـ ـ ــودك؛ أنـ ـ ــﻚ إذ أﺧ ـ ــرﺟتﲏ مـ ـ ــن النـ ـ ــار‪ ،‬أﻻ ﺗـ ـ ــرﺟعﲏ إليﻬـ ـ ــا‪،‬‬
‫ﻓيﺨﻠﺼه ﷲ ‪ ‬من النار‪ ،‬وﻻ ﻳرده إليﻬا‪ ،‬وﻳدﺧﻠه اﳉنﺔ‪ ،‬ﻛما ﰲ رواﻳﺔ اﺑن ﺣﺒان‪.‬‬

‫‪ ‬وعﻠ ـ ــﻢ أن ل ـ ــه رب ﻳعف ـ ــو وﻳغف ـ ــر؛ ﻛ ـ ــان اﳉ ـ ـﺰاء‬ ‫ﻓﻠمـ ــا أﺣس ـ ــن ﻫ ـ ــﺬا العﺒ ـ ــد ظن ـ ــه‬
‫أن ﳒاه ﷲ ‪ ‬من النار وأدﺧﻠه اﳉنﺔ‪.‬‬

‫ﺳﺒﺐ ﻟﻠﻤغﻔﺮة واﻟﺮﲪﺔ‪:‬‬ ‫‪ -٨‬حسﻦ اﻟظﻦ‬

‫عﻠـ ــﻰ اﳌـ ــؤمن أنـ ــه عنـ ــدما ﻳسـ ــمﻊ مـ ــا ﳜـ ــﱪ ﺑـ ــه ﷲ ﺗعـ ــاﱃ عـ ــن نفسـ ــه‬ ‫مـ ــن أَثـَ ـر ﺣسـ ــن الﻈـ ــن‬
‫م ـ ــن أن ـ ــه عف ـ ـ ٌـو ﻏف ـ ــور وﺗ ـ ـواب رﺣ ـ ــيﻢ‪ ،‬ﻓﺈنـ ــه ﻳﻄم ـ ــﻊ ﺑعف ـ ــوه‪ ،‬ﻓيﻄ ـ ــرق ﺑ ـ ــه منﻄرﺣـ ـ ـاً ﺑ ـ ــﲔ ﻳدﻳ ـ ــه راﺟيـ ـ ـاً‬
‫مغفرﺗه‪ ،‬وأن ﻳتوب عﻠيه من معاﺻيه‪.‬‬

‫ال‪» :‬إِ ﱠن ﷲَ‬ ‫ﱯ ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َعـ ـ ـ ـ ـ ـ ْن أَﰊ ُمو َسـ ـ ـ ـ ـ ـﻰ اﻷشـ ـ ـ ـ ـ ــعري ‪َ ‬عـ ـ ـ ـ ـن النﱠـ ـ ـ ـ ـ ـِ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻂ يَـ ـ ـ َﺪﻩُ ِ ﻟنﱠـ َﻬـ ـ ـﺎ ِر ﻟﻴَـﺘُـ ـ ـ َ‬
‫وب ُﻣسـ ـ ـﻲءُ‬ ‫سـ ـ ـ ُ‬ ‫ﻂ يَـ ـ ـ َﺪﻩُ ِ ﻟﻠﱠْﻴـ ـ ـ ِﻞ ﻟﻴَـﺘُـ ـ ـ َ‬
‫وب ُﻣسـ ـ ـﻲءُ اﻟنﱠـ َﻬـ ـ ـﺎ ِر‪َ ،‬ويَـ ْﺒ ُ‬ ‫سـ ـ ـ ُ‬
‫‪ ‬يَـ ْﺒ ُ‬
‫ﺲ ِﻣ ْﻦ َﻣغْ ِﺮَِﺎ«)‪.(١‬‬ ‫ﺸ ْﻤ ُ‬‫اﻟﻠﱠْﻴ ِﻞ َح ﱠﱴ ﺗَﻄْﻠُ َع اﻟ ﱠ‬

‫ﻓمـ ــن عـ ــرف رﺑـ ــه وﻛرمـ ــه وﺟـ ــوده؛ ﻃَ ِمـ ـ َﻊ ﰲ عفـ ــوه‪ ،‬ﻗـ ــال ﷲ ﺟـ ــﻞ وعـ ــﻼ‪} :‬ﻗُـــﻞْ ﻳ‪‬ــــﺎ ﻋ‪‬ﺒ‪‬ــــﺎﺩ‪‬ﻱ‪ ‬ﺍﻟﱠـــﺬ‪‬ﻳﻦ‪‬‬

‫ﺏ ﺟ‪‬ﻤ‪‬ﻴﻌ‪‬ـــــﺎ ﺇِﻧﱠـــ ـﻪ‪ ‬ﻫ‪‬ـــ ـ ‪‬ﻮ ﺍﻟْﻐَﻔُـــــﻮﺭ‪‬‬


‫ﻢ ﻟَـــــﺎ ﺗَﻘْﻨ‪‬ﻄُـــــﻮﺍ ﻣ‪‬ـــ ـ ‪‬ﻦ ﺭ‪‬ﺣ‪‬ﻤ‪‬ـــ ـﺔ‪ ‬ﺍﻟﻠﱠـــ ـ ‪‬ﻪ ﺇِﻥ‪ ‬ﺍﻟﻠﱠـــ ـﻪ‪ ‬ﻳ‪‬ﻐْﻔ‪‬ـــ ـﺮ‪ ‬ﺍﻟـــ ـﺬﱡﻧُﻮ ‪‬‬
‫ُﺴـــ ـﻬِ ‪‬‬
‫َﺳـــ ـﺮ‪‬ﻓُﻮﺍ ﻋ‪‬ﻠَـــــﻰ ﺃَﻧْﻔ ‪‬‬
‫ﺃ ‪‬‬

‫ﺍﻟﺮ‪‬ﺣ‪‬ﻴﻢ‪]{‬اﻟﺰﻣﺮ‪.[٥٣:‬‬

‫)‪ (١‬رواﻩ ﻣسﻠم ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ بﺮقم )‪.(٢٧٥٩‬‬


‫‪٢٦‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬
‫ﺮ ﺍﻟﻠﱠـــــﻪ‪ ‬ﻳ‪‬ﺠِـــــﺪ‪ ‬ﺍﻟﻠﱠـــــﻪ‪ ‬ﻏَﻔُــــــﻮﺭ‪‬ﺍ‬
‫‪‬ﺴـــــﺘَﻐْﻔ‪ِ ‬‬
‫ْﺴـــــﻪ‪ ‬ﺛُـــــﻢ‪ ‬ﻳ ‪‬‬
‫ﺳـــــﻮء‪‬ﺍ َﺃﻭ‪ ‬ﻳ‪‬ﻈْﻠ‪‬ـــــﻢ‪ ‬ﻧَﻔ ‪‬‬
‫وﻗـ ـ ــال ﺗعـ ـ ــاﱃ‪} :‬ﻭ‪‬ﻣ‪‬ـــــﻦ‪ ‬ﻳ‪‬ﻌ‪‬ﻤ‪‬ـــــﻞْ ‪‬‬

‫ﺭ‪‬ﺣ‪‬ﻴﻤ‪‬ﺎ{]اﻟنسﺎء‪.[١١٠:‬‬

‫ﻓَـﻠَ َقـ ـ ـﺪ ﻋﻠﻤﺖ َِن ﻋﻔوك أﻋظم‬ ‫َ رب إِن ﻋظﻤﺖ ذُنُ ِ‬


‫وﰊ َﻛﺜْـ َﺮة‬
‫ﻓَﺈـِﺬا رددت يَﺪي ﻓَﻤﻦ ذَا يﺮحم‬ ‫أَ ْدﻋُوك رب َﻛ َﻤﺎ أﻣﺮت ﺗﻀﺮﻋﺎ‬
‫ﻓَﻤﻦ اﻟﱠ ِﺬي يَـ ْﺮ ُﺟو اﻟ ُْﻤ ِسﻲء ا ﺮم‬ ‫إِن َﻛﺎ َن َﻻ يﺮﺟ ـ ـ ـ ـوك إِﱠﻻ ﳏسﻦ‬
‫و َِ‬
‫ﲨﻴـ ـ ـﻞ ظَِّﲏ ث ـ ـ ﱠم أِّ‬
‫َﱐ ُﻣسﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم‬ ‫َ‬ ‫َﻣ ِﺎﱄ إِﻟ َْﻴك َو ِﺳﻴﻠَ ـ ـ ـﺔً إِﱠﻻ اﻟﺮﺟ ـ ـﺎ‬

‫ول‪:‬‬‫ول ا ﱠِ ‪ ‬ﻳـَ ُقـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ﺖ َر ُسـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ﻚ ‪ ‬ﻗَـ ـ ـ ـ َ ِ‬


‫ال‪َ :‬ﲰ ْعـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫عـ ـ ـ ــن أَنـَ ـ ـ ـﺲ ﺑـ ـ ـ ـن مالِـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ْ َ‬
‫ك َﻋﻠَـ ـ ـﻰ َﻣـ ـ ـﺎ َﻛـ ـ ـﺎ َن‬
‫ت ﻟَـ ـ ـ َ‬ ‫آد َم إِنﱠـ ـ ـ َ‬
‫ك َﻣـ ـ ـﺎ َد َﻋـ ـ ـ ْوﺗَِﲏ َوَر َﺟـ ـ ـ ْوﺗَِﲏ ﻏََﻔـ ـ ـ ْﺮ ُ‬ ‫ﺎل ا ﱠُ ‪ َ :‬ابْـ ـ ـ َﻦ َ‬ ‫»قَـ ـ ـ َ‬
‫ك‪َ ،‬وَﻻ‬ ‫سـ ـ َﻤ ِﺎء ﰒُﱠ ا ْﺳ ـ ـﺘَـ ْغ َﻔ ْﺮﺗَِﲏ ﻏَ َﻔ ـ ـ ْﺮ ُ‬
‫ت ﻟَ ــ َ‬ ‫ك َﻋنَ ـ ـﺎ َن اﻟ ﱠ‬
‫ﺖ ذُنُوبُـ ـ َ‬ ‫آد َم ﻟَـ ـ ْو بَـﻠَغَ ـ ـ ْ‬ ‫ـك َوَﻻ أُ َ ِﱄ‪ َ ،‬ابْ ـ ـ َﻦ َ‬ ‫ﻓِﻴـ ـ َ‬
‫ض َﺧﻄَـ ـ ـ ـﺎ َ ﰒُﱠ ﻟَِقﻴﺘَـ ـ ـ ـ ِﲏ َﻻ ﺗُ ْﺸـ ـ ـ ـ ِﺮ ُك ِﰊ َﺷـ ـ ـ ـ ْﻴـﺌًﺎ‬ ‫اب اﻷ َْر ِ‬ ‫ك ﻟَـ ـ ـ ـ ْو أَﺗَـ ْﻴـﺘَـ ـ ـ ـ ِﲏ بُِقـ ـ ـ ـﺮ ِ‬
‫َ‬ ‫آد َم إِنﱠـ ـ ـ ـ َ‬
‫أُ َ ِﱄ‪ َ ،‬ابْـ ـ ـ ـ َﻦ َ‬
‫ك بُِق َﺮا ِ َﺎ َﻣ ْغ ِﻔ َﺮةً«)‪.(١‬‬ ‫َﻷَﺗَـ ْﻴـﺘُ َ‬

‫)‪ (١‬رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم )‪ ،(٣٥٤٠‬وحسنﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﳉﺎﻣع بﺮقم )‪.(٤٣٣٨‬‬
‫‪٢٧‬‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ‪‬‬

‫ﺍﳋﺎﲤﺔ‬

‫ﳚـ ـ ــﺐ عﻠـ ـ ــﻰ اﳌـ ـ ــرء أن ﳛـ ـ ــﺬر مـ ـ ــن دﺧـ ـ ــول اليـ ـ ــﺄس والقنـ ـ ــوط إﱃ ﻗﻠﺒـ ـ ــه‪ ،‬وعﻠيـ ـ ــه أن ﳛسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن‬
‫داﺋما ﺑرﺑه‪ ،‬مﻊ ﺣسن العمﻞ‪ ،‬ﻓﻬو اﳌﺨرج من الﻀيﻖ والكروب واﳍموم والفﱳ‪.‬‬

‫ﻓمﻬم ـ ــا ﺑﻠغ ـ ــﺖ ال ـ ــﺬنوب ومﻬم ـ ــا ﻛﺜ ـ ــرت اﳋﻄ ـ ــا ﻓ ـ ــﻼ ﻳنﺒغ ـ ــي أن ني ـ ــﺄس ونق ـ ــنط م ـ ــن رﲪ ـ ــﺔ ﷲ‪،‬‬
‫ول ﷲِ‬ ‫ﺐ الْممـ ـ ُد ِ‬
‫ود أَنﱠـ ـهُ أَﺗَـ ـﻰ َر ُسـ ـ َ‬ ‫ﻓﺒـ ــاب التوﺑـ ــﺔ مفتـ ــوح ﻻ ﻳغﻠـ ــﻖ ﰲ وﺟـ ــه أﺣـ ــد‪َ ،‬عـ ـ ْن أَِﰊ ﻃَ ِوﻳـ ـ ٍـﻞ َشـ ـﻄَ ٍ َ ْ‬
‫وب ُﻛﻠﱠ َﻬ ـ ـا‪ ،‬ﻓَـﻠَ ـ ـ ْﻢ ﻳَـ ـ ْﱰُ ْك ِمْنـ َﻬ ـ ـا َش ـ ـْيـئًا‪َ ،‬وُﻫ ـ ـ َو ِﰲ‬ ‫ِ‬
‫ﺖ َر ُﺟ ـ ـ ًﻼ َعم ـ ـ َﻞ ال ـ ـ ﱡﺬنُ َ‬ ‫‪ ‬ﻓـَ َق ـ ـ َال‪ :‬أ ََرأَﻳْ ـ ـ َ‬
‫ﺖ؟« ﻗَـ ـ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال‪» :‬ﻓَـ َﻬـ ـ ـ ْﻞ أَ ْﺳـ ـ ـﻠَ ْﻤ َ‬ ‫ﻚ َﱂْ ﻳَـ ـ ْﱰُ ْك َﺣا َﺟ ـ ـﺔً َوَﻻ َدا َﺟ ـ ـﺔً إِﱠﻻ أَ َ َﻫ ـ ـا‪ ،‬ﻓَـ َﻬ ـ ـ ْﻞ لَـ ـهُ ِم ـ ـ ْن ﺗَـ ْوﺑَـ ـ ٍﺔ؟ ﻗَـ ـ َ‬ ‫ِ‬
‫ذَل ـ ـ َ‬
‫ول ﷲِ‪ ،‬ﻗَـ ـ َ‬
‫ال‪» :‬نَـ َﻌـ ـ ـ ْم‪ ،‬ﺗَـ ْﻔ َﻌـ ـ ـ ُﻞ‬ ‫ﻚ َر ُس ـ ـ ُ‬ ‫أَﱠمـ ـ ـا أَ َ ﻓَﺄَ ْش ـ ـ َﻬ ُد أ َْن َﻻ إِلَـ ـهَ إِﱠﻻ ﷲُ‪َ ،‬و ْﺣـ ـ ـ َدهُ َﻻ َش ـ ـ ِر َ‬
‫ﻳﻚ لَـ ـ ـهُ‪َ ،‬وأَنـﱠ ـ ـ َ‬
‫ال‪َ :‬و َﻏ ـ ـ َد َرِاﰐ َوﻓَ َﺠـ ـ ـَرِاﰐ؟‬ ‫ات ُﻛﻠﱠ ُﻬـ ـ ـ ﱠﻦ«‪ ،‬ﻗَـ ـ ـ َ‬ ‫ك َﺧـ ـ ـ ْﲑ ٍ‬ ‫ﺎت‪ ،‬ﻓَ ـ ـ ـﻴَ ْﺠ َﻌﻠُ ُﻬ ﱠﻦ ﷲُ ﻟَـ ـ ـ َ‬ ‫ات‪ ،‬وﺗَـ ـ ـ ْﱰ ُك اﻟ ﱠسـ ـ ـﻴِّﺌَ ِ‬
‫ا ْﳋَـ ـ ـ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ﲑ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ال‪ :‬ﷲُ أَ ْﻛ َُﱪ‪ ،‬ﻓَ َما َز َال ﻳُ َكُِّﱪ َﺣ ﱠﱴ ﺗَـ َو َارى)‪.(١‬‬ ‫ال‪» :‬نَـ َﻌ ْم«‪ ،‬ﻗَ َ‬ ‫ﻗَ َ‬

‫وم ـ ــا رأﻳن ـ ــا من ـ ــه إﻻ اﳋ ـ ــﲑ واﳉمي ـ ــﻞ‪ ،‬وم ـ ــا ﺑن ـ ــا م ـ ــن نعم ـ ــﺔ إﻻ من ـ ــه‪،‬‬ ‫وﻛي ـ ــﻒ ﻻ ﳛس ـ ــن ظنن ـ ــا‬
‫ﺧﻠقنـ ــا وﻫـ ــدا ‪ ،‬وﻛفـ ــا وآوا ‪ ،‬وأﻃعمنـ ــا وسـ ــقا ‪ ،‬ومـ ــن ﻛـ ــﻞ مـ ــا سـ ــﺄلناه أعﻄـ ــا ‪} :‬ﺍﻟَّـــﺬ‪‬ﻱ ﺧ‪‬ﻠَﻘَﻨ‪‬ــــﻲ ﻓَﻬ‪‬ـــﻮ‪‬‬

‫‪‬ﺸـ ـﻔ‪‬ﲔ‪*‬ﻭ‪‬ﺍﻟَّﺬ‪‬ﻱ ﻳ‪‬ﻤ‪‬ﻴﺘُﻨ‪‬ـــﻲ ﺛُـ ـﻢ‪ ّ‬ﻳ‪‬ﺤ‪‬ﻴِﲔ‪*‬ﻭ‪‬ﺍﻟَّـ ـﺬ‪‬ﻱ ﺃَﻃْﻤ‪‬ـ ـﻊ‪ ‬ﺃَﻥ‪‬‬
‫ِﺿـ ـﺖ‪َ ‬ﻓﻬ‪‬ـ ـﻮ‪ ‬ﻳ ‪‬‬
‫‪‬ﺴـ ـﻘ‪‬ﲔ‪*‬ﻭ‪‬ﺇِﺫَﺍ ﻣ‪‬ﺮ ْ‬
‫ﻳ‪‬ﻬ‪‬ﺪ‪‬ﻳﻦِ*ﻭ‪‬ﺍﻟَّـ ـﺬ‪‬ﻱ ﻫ‪‬ـ ـﻮ‪ ‬ﻳ‪‬ﻄْﻌ‪‬ﻤ‪‬ﻨ‪‬ـــﻲ ﻭ‪‬ﻳ ‪‬‬

‫ﻳ‪‬ﻐْﻔ‪ ‬ﺮ ﻟ‪‬ﻲ ﺧ‪‬ﻄ‪‬ﻴﺌَﺘ‪‬ﻲ ﻳ‪‬ﻮ‪‬ﻡ‪ ‬ﺍﻟﺪ‪ّ‬ﻳﻦِ{]اﻟﺸﻌﺮاء‪.[٨٢-٧٨:‬‬

‫الﻠﻬﻢ اﺟعﻞ ﻗﻠوﺑنا عامرة ﻹﳝان وﺣسن الﻈن ﺑﻚ‪ ،‬الﻠﻬﻢ نسﺄلﻚ العفو والعاﻓيﺔ ﰲ الدنيا واﻵﺧرة‪،‬‬
‫ونسﺄلﻚ ﺣسن اﳋاﲤﺔ‪.‬‬

‫وﺻﻠﻰ ﷲ وسﻠﻢ و رك عﻠﻰ نﺒينا ﳏمد وعﻠﻰ آله وﺻحﺒه وسﻠﻢ‪.‬‬

‫)‪ (١‬رواﻩ اﻟﻄﱪاﱐ ﰲ اﳌﻌﺠم اﻟﻜﺒﲑ )‪ (٣١٤/٧‬بﺮقم )‪ ،(٧٢٣٥‬وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﱰﻏﻴﺐ واﻟﱰﻫﻴﺐ بﺮقم )‪.(٣١٦٤‬‬

You might also like