Professional Documents
Culture Documents
حسن الظن بالله
حسن الظن بالله
ا ا ء ا.
٣ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ
م ـ ــن ش ـ ــرور أنفس ـ ــنا وس ـ ــيئات أعمالن ـ ــا إن اﳊم ـ ــد ،ﳓم ـ ــده ونس ـ ــتعينه ونس ـ ــتغفره ونع ـ ــوذ
مـ ـ ــن ﻳﻬـ ـ ــده ﷲ ﻓـ ـ ــﻼ مﻀـ ـ ــﻞ ل ـ ــه ومـ ـ ــن ﻳﻀـ ـ ــﻞ ﻓـ ـ ــﻼ ﻫـ ـ ــادي لـ ـ ــه ،وأشـ ـ ــﻬد أن ﻻ إلـ ـ ــه إﻻ ﷲ وﺣـ ـ ــده ﻻ
شرﻳﻚ له وأشﻬد أن ﳏمداً عﺒده ورسوله.
}ﻳﺎﺃَﻳﻬﺎ ﺍﻟﱠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﱠﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠﱠ ﻪ ﺣﻖ ﺗُﻘَﺎﺗ ﻪ ﻭﻟَﺎ ﺗَﻤﻮﺗُﻦ ﺇِﻟﱠﺎ ﻭﺃَﻧْﺘُﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ]{آل عمران.[١٠٢:
ﺲ ﻭﺍﺣــﺪ ﺓ ﻭﺧﻠَــﻖ ﻣﻨﻬـــﺎ َﺯﻭﺟﻬـــﺎ ﻭﺑــﺚ ﻣ ﻨﻬﻤـــﺎ ﺭِﺟﺎﻟًـــﺎ ﻛَﺜــﲑﺍ
}ﻳﺎﺃَﻳﻬـــﺎ ﺍﻟﻨـــﺎﺱ ﺍﺗﱠﻘُـــﻮﺍ ﺭﺑﻜُــﻢ ﺍﻟﱠــﺬﻱ ﺧﻠَﻘَﻜُــﻢ ﻣــﻦ ﻧَﻔْــ ٍ
ﻭﻧﺴﺎء ﻭﺍﺗﱠﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺍﻟﱠﺬﻱ ﺗَﺴﺎءﻟُﻮﻥ ﺑِ ﻪ ﻭﺍﻟْﺄَﺭﺣﺎ ﻡ ﺇِﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻛَﺎﻥ ﻋﻠَﻴﻜُﻢ ﺭﻗﻴﺒﺎ{]النساء.[١ :
ﺼ ـﻠﺢ ﻟَﻜُــ ﻢ ﺃَﻋﻤــﺎﻟَﻜُﻢ ﻭﻳﻐْﻔــﺮ ﻟَﻜُ ـﻢ ﺫُﻧُــﻮﺑﻜُﻢ ﻭﻣ ـﻦ ﻳﻄــﻊِ ﺍﻟﻠﱠــﻪ
}ﻳﺎﺃَﻳﻬــﺎ ﺍﻟﱠــﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨــﻮﺍ ﺍﺗﱠﻘُــﻮﺍ ﺍﻟﻠﱠ ـ ﻪ ﻭﻗُﻮﻟُــﻮﺍ ﻗَﻮﻟًــﺎ ﺳﺪﻳﺪﺍ*ﻳ
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻓمـ ـ ــن ﺗعﻈـ ـ ــيﻢ ﷲ ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن ﺑـ ـ ــه ،ﻓالعﺒـ ـ ــد ﻛﻠمـ ـ ــا ازداد معرﻓـ ـ ــﺔ ﺑرﺑـ ـ ــه أﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
ﺑه .
،عﻈ ـ ـ ــيﻢ الرﺟـ ـ ــاء ﺑـ ـ ــه ،موﻗنـ ـ ـاً ﲝس ـ ـ ــن ﺟﺰاﺋـ ـ ــه وﻳنﺒغ ـ ـ ــي لﻠم ـ ـ ــؤمن أن ﻳك ـ ـ ــون ﺣسـ ـ ــن الﻈ ـ ـ ــن
أعﻈ ـ ــﻢ م ـ ــن ثقت ـ ــه ﲝس ـ ــن عمﻠ ـ ــه؛ ﻛي ـ ــﻒ وعﻄاﺋ ـ ــه وإﺣس ـ ــانه ،وﻻﺑ ـ ــد أن ﻳك ـ ــون واثق ـ ـاً ﲝس ـ ــن ظن ـ ــه
ﻻ ،وﻫ ـ ـ ـ ــو رب ﻛـ ـ ـ ــرﱘ رﺣـ ـ ـ ــيﻢ ،واسـ ـ ـ ــﻊ العﻄ ـ ـ ـ ــاء ،عﻈـ ـ ـ ــيﻢ الﺼ ـ ـ ـ ــفﺢ والتﺠـ ـ ـ ــاوز ،رﲪت ـ ـ ـ ــه
سﺒقﺖ عﺬاﺑه ،ورﺿاه سﺒﻖ سﺨﻄه.
٤ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ
وﺣ ْس ـ ـ َن ظ ـ ـ ٍّـن ﺑرﺑ ـ ــه َﺟ ـ ـ ﱠﻞ َو َع ـ ـﻼ ﻓﺈن ـ ــه الس ـ ــعيد ،وم ـ ــا ُمﻠِ ـ ـئ ﻗﻠ ـ ــﺐ ام ـ ــر ٍئ ِ
وم ـ ــن ُمﻠ ـ ـئ ﻗﻠﺒ ـ ــه إﳝ ـ ــا ً ُ
. إﳝا ً إﻻ وﻻزمه ُﺣ ْس َن الﻈن
وإذا رزق ﷲُ عﺒـ ــداً مـ ــن عﺒـ ــاده ﻫـ ــﺬﻳن اﻷم ـ ـرﻳن اﳌتﻼزمـ ــﲔ :اﻹﳝـ ــان ﺑـ ــه وﺣسـ ــن الﻈـ ـن ﺑـ ــه ﺟ ـ ــﻞ
وعﻼ؛ ﻓﺈ ا النعمﺔ الﱵ ﻻ ﻳدانيﻬا نعمﺔ ،ﻛيﻒ ﻻ وﻫي الﱵ ﻻ ﻳؤ ﻫا إﻻ مؤمن.
ِ ِ ِ ﱠِ
ﻳقـ ــول اﺑـ ــن مسـ ــعود َ " :واﻟ ـ ـﺬي َﻻ إﻟَـ ـﻪَ ﻏَ ـ ـ ْﲑُﻩَُ ،ﻣ ـ ـﺎ أُ ْﻋﻄ ـ ـ َﻲ ﻋَ ْﺒ ـ ـ ٌﺪ ُﻣ ـ ـ ْﺆﻣ ٌﻦ َﺷ ـ ـ ْﻴـﺌًﺎ َﺧ ـ ـ ْ ً
ﲑا
ِﻣـ ـ ـ ْﻦ ُح ْسـ ـ ـ ِﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ِّﻦ ِ ﱠِ َ ،واﻟﱠـ ـ ـ ِﺬي َﻻ إِﻟَـ ـ ـﻪَ ﻏَـ ـ ـ ْﲑُﻩَُ ،ﻻ ُﳛْ ِسـ ـ ـ ُﻦ ﻋَ ْﺒـ ـ ـ ٌﺪ ِ ﱠِ اﻟظﱠـ ـ ـ ﱠﻦ إِﱠﻻ
اﳋَْ َﲑ ِﰲ يَ ِﺪﻩِ").(١ أَ ْﻋﻄَﺎﻩُ ا ﱠُ ظَنﱡﻪُ ذَﻟِ َ
ك َِ ﱠن ْ
مـ ـ ــن العﺒ ـ ــادات اﳉﻠيﻠـ ـ ــﺔ الـ ـ ــﱵ ﻳنﺒغـ ـ ــي أن ﳝـ ـ ــﻸ اﳌـ ـ ــؤمن ـ ـ ــا ﻗﻠﺒـ ـ ــه ﰲ ﲨيـ ـ ــﻊ ﻓحسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
أﺣوال ـ ـ ـ ــه وﻳﺼ ـ ـ ـ ــحﺒﻬا ﰲ ﺣياﺗ ـ ـ ـ ــه ،ﰲ ﻫداﻳت ـ ـ ـ ــه ،ﰲ رزﻗـ ـ ـ ــه ،ﰲ ﺻـ ـ ـ ــﻼح ذرﻳتـ ـ ـ ــه ،ﰲ إﺟاﺑـ ـ ـ ــﺔ دعاﺋـ ـ ـ ــه ،ﰲ
مغفرة ذنﺒه ،ﰲ ﻛﻞ شيء ،وﰲ ﻛﻞ أمر ﰲ ﺣياﺗه.
ﻓمـ ـ ــن نِ َعـ ـ ـ ِﻢ ﷲ اﻹﳝـ ـ ــان وﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن ﺑـ ـ ــه ،ومـ ـ ــن عﻼمـ ـ ــﺔ الﺸـ ـ ــﻚ والنفـ ـ ــاق والـ ـ ــر ء أن
ﻳكـ ـ ــون اﳌـ ـ ــرء مسـ ـ ــيئاً الﻈـ ـ ــن ﺑرﺑـ ـ ــه وﻏـ ـ ــﲑ ﳏسـ ـ ــن ﺑـ ـ ــه الﻈـ ـ ـ ﱠن َﺟـ ـ ـ ﱠﻞ َو َعـ ـ ـ َﻼ ،وﻗـ ـ ــد وﺻـ ـ ــﻒ ﷲ اﳌنـ ـ ــاﻓقﲔ
واﳌناﻓقـ ـ ـ ــات واﳌﺸ ـ ـ ــرﻛﲔ واﳌﺸـ ـ ـ ــرﻛات ـ ـ ـ ــﺬا اﻷمـ ـ ـ ــر؛ أ ـ ـ ـ ــﻢ مسـ ـ ـ ــيئون الﻈ ـ ـ ــن ﺑـ ـ ـ ــه ،ﻗـ ـ ـ ــال
ﻟﺴـــ ـﻮء◌ۚ
ﺸـــ ـﺮِﻛَﺎﺕ ﺍﻟﻈﱠـــ ـﺎﻧﱢﲔ ﺑِﺎﻟﻠﱠـــ ـﻪ ﻇَـــ ـﻦ ﺍ
ﺸـــ ـﺮِﻛﲔ ﻭﺍﻟْﻤ
ﺕ ﻭﺍ ْﻟﻤ
} :ﻭﻳﻌـــ ـﺬﱢﺏ ﺍﻟْﻤﻨـــــﺎﻓﻘﲔ ﻭﺍﻟْﻤﻨﺎﻓﻘَـــــﺎ
ﻋﻠَﻴﻬِﻢ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮء ◌ۖ ﻭﻏَﻀﺐ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠَﻴﻬِﻢ ﻭﻟَﻌﻨﻬﻢ ﻭﺃَﻋﺪ ﻟَﻬﻢ ﺟﻬﻨﻢ ◌ۖ ﻭﺳﺎءﺕ ﻣﺼﲑﺍ{]اﻟﻔﺘﺢ.[٦:
وﻗـ ـ ـ ــد ﺑـ ـ ـ ــﲔ ﷲ أن سـ ـ ـ ــﺒﺐ سـ ـ ـ ــوء الﻈـ ـ ـ ــن ﺑـ ـ ـ ــه سـ ـ ـ ــﺒحانه إﳕـ ـ ـ ــا ﻫـ ـ ـ ــو الﺸـ ـ ـ ــيﻄان} ،ﺇِﻧﱠﻤــــــــﺎ
ﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ]{آل ﻋﻤﺮان.[١٧٥:
ﻢ ﺍﻟﺸ ﻴﻄَﺎﻥ ﻳﺨَﻮﻑ ﺃَﻭﻟﻴﺎءﻩ ﻓَﻼ ﺗَﺨَﺎﻓُﻮ ﻫﻢ ﻭﺧﺎﻓُﻮﻥِ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُ
ﺫَﻟﻜُ
ﻓـ ـ ــﺈن ﻓﻬـ ـ ــو اﶈسـ ـ ــن ،وﷲ ﳛﺒـ ـ ــه ،ومـ ـ ــن أسـ ـ ــاء الﻈـ ـ ــن ﻓمـ ـ ــن أﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
إﻻ اﳌن ـ ـ ــاﻓقون واﳌناﻓق ـ ـ ــات واﳌﺸ ـ ـ ــرﻛون واﳌﺸ ـ ـ ــرﻛات ﻛم ـ ـ ــا ﺑ ـ ـ ـ ﱠـﲔ ﷲ ﷲ ﻳﺒغﻀ ـ ــه ،وﻻ ﻳس ـ ـ ــيء الﻈـ ـ ــن
،وإن ﻛ ـ ـ ــان ﺑع ـ ـ ــﺾ اﳌ ـ ـ ــؤمنﲔ ﻗ ـ ـ ــد ﳛﺼ ـ ـ ــﻞ لـ ـ ــه ﰲ ﳊﻈ ـ ـ ــﺔ م ـ ـ ــن الﻠحﻈ ـ ـ ــات أن ﻳﻀ ـ ـ ــعﻒ إﳝان ـ ـ ــه
ﺗعـ ــاﱃ؛ ﻫـ ــو ﻗـ ــوة اليقـ ــﲔ ﲟـ ــا وعـ ــد ﷲ ﺗعـ ــاﱃ عﺒـ ــاده مـ ــن سـ ــعﺔ ﻛرمـ ــه ورﲪتـ ــه، ﺣسـ ــن الﻈـ ــن
ورﺟاء ﺣﺼول ذلﻚ.
ﻗ ـ ــال القاﺿ ـ ــي عي ـ ــاض " :قﻴ ـ ــﻞ :ﻣﻌن ـ ــﺎﻩ :ﻟغﻔـ ـ ـﺮان ﻟ ـ ــﻪ إذا اﺳ ـ ــﺘغﻔﺮﱐ ،واﻟقﺒ ـ ــول إذا
إﱄ ،واﻹﺟﺎب ـ ــﺔ إذا دﻋ ـ ــﺎﱐ ،واﻟﻜﻔﺎيـ ـ ــﺔ إذا اﺳ ـ ــﺘﻜﻔﺎﱐ؛ ﻷن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺼـ ـ ــﻔﺎت ﻻ ﺗظﻬ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ــﻦ
أب ّ
وقوى يقﻴنﻪ").(٢ اﻟﻌﺒﺪ إﻻ إذا أَحسﻦ ظنﻪ
ِ
ﺎل اﻟ ُْﻌﻠَ َﻤ ــﺎءُ َﻣ ْﻌ ــ َﲎ ُح ْس ــ ُﻦ اﻟظﱠـ ـ ِّﻦ َِ ﱠ ﺗَـ َﻌـ ـ َﺎﱃ أَ ْن يَظُــ ﱠﻦ أَنﱠــﻪُ يَـ ْﺮ َﲪُــﻪُ ﻗـ ــال النـ ــووي " :قَـ ـ َ
ف
ـﻞ يَ ُﻜـ ـو ُن ا ْﳋَـ ـ ْو ُ اﺟﻴـ ـﺎ وي ُﻜـ ـوَ ِن ﺳـ ـو ِ ِ ِ ويـ ْﻌ ُﻔـ ـو َﻋ ْنـ ـﻪُ قَـ ـﺎﻟُوا وِﰲ حﺎﻟَـ ـ ِﺔ اﻟ ِ ِ
اء َوقﻴ ـ َ ًََ ﺼـ ـ ﱠﺤﺔ يَ ُﻜـ ـو ُن َﺧﺎئ ًﻔـ ـﺎ َر ً َ َ ّ َ َ ََ
ف ِاﻻنْ ِﻜ َﻔ ـ ـ ُ ود ا ْﳋَـ ـو ِ ت ﻏَﻠﱠ ـ ـﺐ اﻟ ﱠﺮﺟ ـ ـﺎء أَو َْﳏ َ ِ ات اﻟْﻤ ـ ـو ِ أ َْر َﺟ ـ ـ َﺢ ﻓَ ـ ـِﺈذَا َدنَـ ـ ْ
ﺎف ﺼــ َ ْ ﻀ ـ ـﻪُ ﻷَ ﱠن َﻣ ْق ُ َ َ َ ْ ﺎر ُ َ ْ ﺖ أَ َﻣ ـ ـ َ
كﺎل َوقَـ ـ ْﺪ ﺗَـ َﻌ ـ ـ ﱠﺬ َر ذَﻟِـ ـ َ ﺎت َو ْاﻷَ ْﻋ َﻤ ـ ـ ِ اﻹ ْﻛﺜَـ ـﺎ ِر ِﻣ ـ ـﻦ اﻟﻄﱠﺎ َﻋ ـ ـ ِ
َ ص َﻋﻠَ ـ ـﻰ ِْ ِ ِ ِ
َﻋ ـ ـ ِﻦ اﻟ َْﻤ َﻌﺎﺻ ـ ـﻲ َواﻟْ َقﺒَ ـ ـﺎئ ِﺢ َوا ْﳊ ـ ـ ْﺮ ُ
ﻀـ ـ ـ ـ ِّﻤ ُﻦ ﻟِِﻼﻓْﺘِ َقـ ـ ـ ـﺎ ِر إِ َﱃ ا ﱠِ ﺗَـ َﻌـ ـ ـ ـ َﺎﱃ ﺎل ﻓَﺎ ْﺳـ ـ ـ ـﺘُ ِﺤ ﱠ
ﺐ إِ ْح َسـ ـ ـ ـﺎ ُن اﻟظﱠـ ـ ـ ـ ِّﻦ اﻟ ُْﻤﺘَ َ أ َْو ُﻣ ْﻌظَ ُﻤـ ـ ـ ـﻪُ ِﰲ َﻫـ ـ ـ ـ َﺬا ا ْﳊَـ ـ ـ ـ ِ
ﺎن ﻟَﻪُ").(٣ اﻹ ْذ َﻋ ِ َو ِْ
أن ﲤتﻠـ ـ ــئ ﻗﻠوﺑُن ـ ـ ــا ﺑـ ـ ــﱪد اليق ـ ـ ــﲔ أن ﷲ ﻻ ﳜﻠ ـ ـ ــﻒ وع ـ ـ ــده، ﻓحقيقـ ـ ــﺔ ﺣس ـ ـ ــن الﻈ ـ ـ ــن
ﻓمـ ـ ـ ــن ﻳكﺸـ ـ ـ ــﻒ الكـ ـ ـ ــر ت إﻻ ﷲ؟ ومـ ـ ـ ــن ﻳعـ ـ ـ ــاﰲ اﳌﺒتﻠـ ـ ـ ــﲔ إﻻ ﷲ؟ ومـ ـ ـ ــن ﻳنﺼـ ـ ـ ــر اﳌﻈﻠـ ـ ـ ــومﲔ إﻻ ﷲ؟
وم ـ ــن ﻳ ـ ــرد الغ ـ ــاﺋﺒﲔ إﻻ ﷲ؟ وم ـ ــن ﻳف ـ ــرج اﳍم ـ ــوم والغم ـ ــوم إﻻ ﷲ؟ ﻓكي ـ ــﻒ ﻻ ﳛس ـ ــن الﻈ ـ ــن ﺑ ـ ــه وﻫ ـ ــو
الكرﱘ الرﺣيﻢ الﻠﻄيﻒ ،ﺑيده اﳋﲑ ﻛﻠه ،إليه ﻳرﺟﻊ اﻷمر ﻛﻠه وﺗعاظﻢ وﺗقدس.
: ولنا ﰲ ﻗﺼﺺ اﳌؤمنﲔ من اﻷنﺒياء والﺸﻬداء والﺼاﳊﲔ ِع َﱪٌ من ﺣسن ظنﻬﻢ
ﻓك ـ ــان إﲰاعيـ ـ ــﻞ وأمـ ـ ــه مـ ـ ــن سـ ـ ــكان الﺒيـ ـ ــﺖ اﳊـ ـ ـرام ،وﻓتحـ ـ ــﺖ عﻠيﻬمـ ـ ــا مـ ـ ــاء زمـ ـ ــﺰم،
وأوت إليﻬما العرب ،وﺻارت مكﺔ داراً ﳌﻠﺔ التوﺣيد ﰲ ذرﻳﺔ نﱯ ﷲ إﺑراﻫيﻢ .
وﺧـ ـ ــرج موسـ ـ ــﻰ ﻓـ ـ ــا ﱠراً ﺑقومـ ـ ــه مـ ـ ــن ﺟـ ـ ــﱪوت ﻓرعـ ـ ــون ،وﺗﺒعـ ـ ــه ﻓرعـ ـ ــون وﺟنـ ـ ــوده ﺣـ ـ ــﱴ
ﻮﺳـــــﻰٰ ٓ◌ ﺇِﻧﱠــــــﺎ ﻟَﻤـــــﺪﺭﻛُﻮﻥ *ﻗَــــــﺎﻝَ ﻛَـــــ ّﻼ ﺇِﻥ ّﻣﻌــــــﻲ ﺭﺑِّــــــﻲ }ﻓَﻠَﻤــــــﺎ ﺗَـــــﺮ◌ٓ ٰءﺍ ٱﻟْﺠﻤﻌــــــﺎﻥِ ﻗَــــــﺎﻝَ ﺃ
َﺻـــــﺤٰﺐ ﻣ
ﺳ ﻴﻬﺪﻳﻦِ{]اﻟﺸﻌﺮاء.[٦٢-٦١:
ـﺐ موس ـ ـ ـ ــﻰ ﻓرعـ ـ ـ ــو َن ،ﻓﺠ ـ ـ ـ ــاوز موس ـ ـ ـ ــﻰ وﻗوم ـ ـ ـ ــه الﺒح ـ ـ ـ ــر ،وأﻏ ـ ـ ـ ــرق ﷲ ﻓرعـ ـ ـ ــون
ﻓغﻠـ ـ ـ ـ َ
وﺟنوده.
وﺧ ـ ـ ــرج ﳏم ـ ـ ــد مﻬ ـ ـ ــاﺟراً ،وﺗﺒعت ـ ـ ــه ﻗ ـ ـ ـرﻳﺶ ﻳﻄﻠﺒ ـ ـ ــون ﻗتﻠ ـ ـ ــه وﻗت ـ ـ ــﻞ ﺻ ـ ـ ــاﺣﺒه
أﰊ ﺑك ـ ـ ــر ،ﻓﺨ ـ ـ ــاف أﺑ ـ ـ ــو ﺑك ـ ـ ــر عﻠـ ـ ـ ــﻰ رسـ ـ ـ ــول ﷲ ،وﻛـ ـ ـ ـان ﻳﻠتفـ ـ ـ ــﺖ
وﻳنﻈ ـ ــر وراءه ،والنـ ــﱯ ﻳﻄمئن ـ ــه وﻳق ـ ــول} :ﻟَـــــﺎ ﺗَﺤـــ ـﺰ ﻥ ﺇِﻥ ﺍﻟﻠﱠـــ ـﻪ ﻣﻌﻨـــــﺎ{ ،وﻗ ـ ــال:
ﲔ ا ﱠُ َ ﻟِﺜُـ ُﻬ َﻤﺎ«).(١
ﱡك َ أَ َ بَ ْﻜ ٍﺮ ِ ثْـنَ ْ ِ
» َﻣﺎ ظَن َ
ﻓنﺼـ ـ ــر ﷲ ﳏمـ ـ ــداً ،ﻓﺒﻠـ ـ ــﻎ اﳌدﻳنـ ـ ــﺔ الﻄيﺒـ ـ ــﺔ ،وﺻـ ـ ــار لـ ـ ــه الﻈﻬـ ـ ــور والنﺼـ ـ ــرة
عﻠﻰ العرب ﺑعد ﻫﺠرﺗه .
ﻫي ـ ــﺄ ﳍـ ـ ــﻢ م ـ ــن الفـ ـ ــﻼح والنﺠـ ـ ــاح وذلـ ـ ــﻚ ﳌـ ـ ــا امـ ـ ــتﻸت ﻗﻠـ ـ ــو ﻢ ﲝس ـ ــن الﻈ ـ ــن
والنﺠاة والرﻓعﺔ والعﻠو ﰲ الدنيا واﻵﺧرة ،ﻓنﺼرﻫﻢ وﳒاﻫﻢ وﺣفﻈﻬﻢ.
" :-اﳌﻌـ ـ ــﲎ: ﻗـ ـ ــال الﺸـ ـ ــيخ اﺑـ ـ ــن ز - ﺣينمـ ـ ــا سـ ـ ــئﻞ عـ ـ ــن معـ ـ ــﲎ ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
أن اﻹنسـ ـ ــﺎن إذا ﻋﻤـ ـ ــﻞ ﻋﻤ ـ ـ ـﻼً ﺻـ ـ ــﺎﳊﺎً وﻗـ ـ ــال اﺑـ ـ ــن عﺜيمـ ـ ــﲔ " :حسـ ـ ــﻦ اﻟظـ ـ ــﻦ
أن ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻴقﺒﻞ ﻣن ـ ــﻪ ﳛس ـ ــﻦ اﻟظ ـ ــﻦ بﺮب ـ ــﻪ أن ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻴقﺒﻞ ﻣن ـ ــﻪ ،إذا دﻋ ـ ــﺎ ﷲ ﳛس ـ ــﻦ اﻟظ ـ ــﻦ
دﻋـ ــﺎءﻩ ويسـ ــﺘﺠﻴﺐ ﻟـ ــﻪ ،إذا أذنـ ــﺐ ذنﺒ ـ ـﺎً ﰒ ب إﱃ ﷲ ورﺟـ ــع ﻣـ ــﻦ ذﻟـ ــك اﻟـ ــﺬنﺐ ﳛسـ ــﻦ اﻟظـ ــﻦ
،وأنـ ــﻪ ﺟـ ــﻞ أنـ ــﻪ ﺳـ ــﻴقﺒﻞ ﺗوبﺘـ ــﻪ ،إذا أﺟـ ــﺮى ﷲ ﺗﻌـ ــﺎﱃ ﰲ اﻟﻜـ ــون ﻣﺼـ ــﺎئﺐ ﳛسـ ــﻦ اﻟظـ ــﻦ
ﰲ ﻛـ ــﻞ ﻣـ ــﺎ يقـ ــﺪرﻩ وﻋـ ــﻼ إﳕـ ــﺎ أحـ ــﺪث ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺼـ ــﺎئﺐ ﳊﻜـ ــم ﻋظﻴﻤـ ــﺔ ﻟغـ ــﺔ ،ﳛسـ ــﻦ اﻟظـ ــﻦ
ﷲ ﰲ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻜ ـ ـ ـ ـ ــون ،وﰲ ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻪ ﷲ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱃ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻟس ـ ـ ـ ـ ــﺎن رﺳ ـ ـ ـ ـ ــوﻟﻪ
نـ ـ ــﻪ ﺧـ ـ ــﲑ وﻣﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻟﻠخﻠـ ـ ــﻖ ،وإن ﻛـ ـ ــﺎن بﻌـ ـ ــض اﻟنـ ـ ــﺎس ﻻ يـ ـ ــﺪرك ﻫـ ـ ــﺬﻩ
اﳌﺼـ ــﻠﺤﺔ ،وﻻ يـ ــﺪرك ﺗﻠـ ــك اﳊﻜﻤـ ــﺔ ﳑـ ــﺎ ﺷـ ــﺮع ،وﻟﻜـ ــﻦ ﻋﻠﻴنـ ــﺎ ﲨﻴﻌـ ـﺎً اﻟﺘسـ ــﻠﻴم بقﻀـ ــﺎء ﷲ ﺗﻌـ ــﺎﱃ
ﺷﺮﻋﺎً وقﺪراً ،وأن ﳓسﻦ بﻪ اﻟظﻦ؛ ﻷنﻪ أﻫﻞ اﻟﺜنﺎء وا ﺪ").(٢
ﻓالعﺒـ ـ ـ ــد ﳝتﺜـ ـ ـ ــﻞ اﻷمـ ـ ـ ــر وﳚتنـ ـ ـ ــﺐ النﻬـ ـ ـ ــي وﻳﺼـ ـ ـ ــﻠي وﻳﺼـ ـ ـ ــوم وﻳﺰﻛ ـ ـ ــي وﳛ ـ ـ ــﺞ وﻳفعـ ـ ـ ــﻞ الﻄاعـ ـ ـ ــات
أنـ ـ ــه إن عـ ـ ــاد وﳚتنـ ـ ــﺐ اﳌعاﺻـ ـ ــي ،ورﲟـ ـ ــا زلـ ـ ــﺖ ﻗدمـ ـ ــه ﰲ معﺼـ ـ ــيﺔ ،ﻓيكـ ـ ــون عنـ ـ ــده ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
إليه و ب ﻓﺈنه ﻳقﺒﻠه وﻳغفر له وﻳسﱰه.
أمـ ـ ــا أن ﻳك ـ ـ ــون العﺒـ ـ ــد ﻻ ﻳﺼ ـ ـ ــﻠي وﻻ ﻳﺼ ـ ـ ــوم وﻻ ﻳﺰﻛـ ـ ــي وﻳفع ـ ـ ــﻞ اﳌعاﺻـ ـ ــي واﶈرم ـ ـ ــات ﰒ ﻳق ـ ـ ــول
،ﻓﻬﺬا ﻛاذب ،ﻷنه لو أﺣسن الﻈن ﻷﺣسن العمﻞ. أ عندي ﺣسن ظن
ﻻبـ ـ ــﺪ ﻣﻌـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ ﲡنﱡ ـ ـ ـﺐ ﻗـ ـ ــال الﺸـ ـ ــيخ ﺻـ ـ ــاﱀ الفـ ـ ــوزان ﺣفﻈـ ـ ــه ﷲ" :وإحسـ ـ ــﺎن اﻟظـ ـ ــﻦ
ﻣ ــع ﻓﻌ ــﻞ اﻷﺳ ــﺒﺎب اﳉﺎﻟﺒ ــﺔ ﻟﻠخ ــﲑ اﳌﻌﺎﺻ ــﻲ ،وإﻻ ﻛ ــﺎن أﻣنًـ ـﺎ ﻣ ــﻦ ﻣﻜ ــﺮ ﷲ ،ﻓﺤس ــﻦ اﻟظ ــﻦ
ﻣـ ـ ــع ﺗـ ـ ــﺮك وﺗـ ـ ــﺮك اﻷﺳـ ـ ــﺒﺎب اﳉﺎﻟﺒـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺸـ ـ ــﺮ ﻫـ ـ ــو اﻟﺮﺟـ ـ ــﺎء اﶈﻤـ ـ ــود ،وأﻣـ ـ ــﺎ حسـ ـ ــﻦ اﻟظـ ـ ــﻦ
اﻟواﺟﺒﺎت وﻓﻌﻞ اﶈﺮﻣﺎت ﻓﻬو اﻟﺮﺟﺎء اﳌﺬﻣوم ،وﻫو اﻷﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﻜﺮ ﷲ").(١
ﻓ ـ ــاﳌؤمن ﳚم ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﲔ ﺣس ـ ــن الﻈ ـ ــن وﺣس ـ ــن العم ـ ــﻞ واﳋ ـ ــوف م ـ ــن ﷲ ﺗع ـ ــاﱃ ،وﻻ ﺗع ـ ــارض ﺑ ـ ــﲔ
ﻫﺬا ﻛﻠِّه.
عـ ـ ـ ــن عاﺋﺸـ ـ ـ ــﺔ أ ـ ـ ـ ــا س ـ ـ ــﺄلﺖ رسـ ـ ـ ــول ﷲ عـ ـ ـ ــن ﻫـ ـ ـ ــﺬه اﻵﻳـ ـ ـ ــﺔ:
}ﻭﺍﻟﱠـــﺬﻳﻦ ﻳﺆﺗُـــﻮﻥ ﻣـــﺎ ﺁَﺗَـ ـﻮﺍ ﻭﻗُﻠُـــﻮﺑﻬﻢ ﻭﺟِﻠَـ ـﺔٌ{ ،ﻓقال ــﺖ :أﻫ ــﻢ ال ــﺬﻳن ﻳﺸـ ـرﺑون اﳋم ــر وﻳس ـرﻗون؟ ﻓق ــال ﳍ ــا
ِ ِ ﺖ اﻟ ِ ِ
ﺼـ ـ ـ ــﻠﱡو َن
وﻣو َن َويُ َﺼــــ ُ ﱠﻬ ُم اﻟﱠـ ـ ـ ـﺬ َ
يﻦ يَ ُ نﺒين ـ ـ ــا َ » :ﻻ َ بِْن ـ ـ ـ ـ َ ّ
ﺼ ـ ـ ـ ـ ّﺪ ِيﻖَ ،وﻟَﻜ ـ ـ ـ ـنـ ُ
ﺴـــ ـﺎﺭِﻋﻮﻥ ﻓـــــﻲ ﺍﻟْﺨَﻴـــ ـﺮﺍﺕ ﻭﻫـــ ـﻢ ﻟَﻬـــــﺎ
ﻚﻳ ﻞ ِﻣـ ـ ـ ْنـ ُﻬ ْم }ﺃُﻭﻟَﺌـــ ـ
ﺼـ ـ ـ ﱠﺪقُو َنَ ،و ُﻫـ ـ ـ ْم َﳜَـ ـ ـﺎﻓُو َن أَ ْن َﻻ ﺗُـ ْقﺒَـ ـ ـ َ
َويَـﺘَ َ
،ﻓيقـ ـ ــﻊ ﰲ اﳌنكـ ـ ـرات والكﺒـ ـ ــاﺋر ،وﻳـ ـ ــرى أن رﲪـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـﺒعﺾ الن ـ ــاس ﻳﻈـ ـ ــن أنـ ـ ــه ﳛسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
ﷲ ﺗعـ ــاﱃ واسـ ــعﺔ وعف ــوه عﻈـ ــيﻢ ،وﻳقـ ــول :ﷲ ﻏفـ ــور رﺣـ ــيﻢ ،وﻳسـ ــتمر عﻠـ ــﻰ مـ ــا ﻫـ ــو عﻠيـ ــه ،ومـ ــا عﻠـ ــﻢ
أن ﻛﺜرة اﳋﻄا دون التوﺑﺔ منﻬا ﲢرم اﻹنسان من ﻛﻞ ﺧﲑ.
ﻗـ ـ ــال اﶈاسـ ـ ــﱯ " :ﻣـ ـ ـ ــﻦ َﻋﻼ َﻣـ ـ ـ ـﺔ حسـ ـ ـ ــﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ـﻦ ِ ﱠ ﺷـ ـ ـ ـ ﱠﺪة ِاﻻ ْﺟﺘِ َﻬـ ـ ـ ـﺎد ِﰲ طَﺎ َﻋـ ـ ـ ـﺔ
ﷲ").(٢
ﻓكيـ ـ ــﻒ ﻳكـ ـ ــون اﳌـ ـ ــرء ﳏسـ ـ ــناً الﻈـ ـ ــن ﺑرﺑـ ـ ــه وﻗـ ـ ــد ﻫـ ـ ــان عﻠيـ ـ ــه ﺣـ ـ ـ ﱡﻖ رﺑـ ـ ــه وأﺿـ ـ ــاع أمـ ـ ــر ﷲ
وﻫان عﻠيه ُي ﷲ ﻓارﺗكﺒه وأﺻر عﻠيه؟!
إذن ﻫنـ ـ ــاك ﻓـ ـ ــرق ﺑ ـ ــﲔ ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن واﻻﻏـ ـ ـﱰار ،وﻫـ ـ ــو أن ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن ﻳـ ـ ــدﻓعنا إﱃ ﺗﺼـ ـ ــحيﺢ
اﻷﺧﻄـ ـ ــاء واﻻنﻄـ ـ ــﻼق إﱃ ﻛـ ـ ــﻞ مـ ـ ــا ﻳرﺿـ ـ ــي ﷲ ،وأمـ ـ ــا اﻻﻏـ ـ ـﱰار لعفـ ـ ــو ﻓيﺠع ـ ــﻞ اﻹنسـ ـ ــان ﻳﻄمـ ـ ــﻊ ﰲ
ارﺗكاب ذنوب أﻛﺜر ،دون أن ﻳعود إﱃ ﷲ لتوﺑﺔ.
) (١رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم ) ،(٣١٧٥وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ اﻟسﻠسﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ بﺮقم ).(١٦٢
) (٢آداب اﻟنﻔوس )
) (٣اﻟﺪاء واﻟﺪواء )ﺻـ.(٢٥
) (٤اﻟﺰﻫﺪ ﻟﻺﻣﺎم أﲪﺪ بﻦ حنﺒﻞ بﺮقم ).(١٦٤٧
١١ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ
رﲪ ـ ــﺔ ﷲ ،واﶈـ ـ ــﺬور الﺜ ـ ــاﱐ ﻫـ ـ ــو اﻷم ـ ــن مـ ـ ــن مكـ ــر ﷲ ،ﻓ ـ ــﻼ ﻳكتف ـ ــي لرﺟـ ـ ــاء وﺣ ـ ــده وﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
م ـ ــن ﻏ ـ ــﲑ إﺣس ـ ــان العم ـ ــﻞ ،ﻓ ـ ــﺈن ﻫ ـ ــﺬا م ـ ــن أم ـ ــن مك ـ ــر ﷲ ،وﰲ اﳌقاﺑ ـ ــﻞ أﻳﻀ ـ ـاً ﻻ ﻳغﻠِّ ـ ـﺐ ﺟان ـ ــﺐ
اﳋ ـ ــوف ﲝي ـ ــﺚ ﻳﺼ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــه إﱃ إس ـ ــاءة الﻈ ـ ــن ﺑرﺑ ـ ــه ﻓيق ـ ــﻊ ﰲ الي ـ ــﺄس والقن ـ ــوط م ـ ــن رﲪ ـ ــﺔ ﷲ ،ﻓالواﺟ ـ ــﺐ
عﻠيه أن ﳛسن الﻈن مﻊ إﺣسان العمﻞ.
١٢ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ
ﻏ ـ ــﲑ ﺧ ـ ـﲑاً ل ـ ــه اﳋـ ــﲑ ،وم ـ ــن ظ ـ ــن أعﻄ ـ ــاه ﷲ إ ه ،ﻓمـ ــن ظ ـ ــن مـ ــن أﺣس ـ ــن ظن ـ ــه
ذلﻚ له ما ظنﱠه.
ول ﷲِ ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ
ال» :أَ ﱠن ﷲَ و َع ـ ـ ـ ـ ـن أَِﰊ ُﻫرﻳ ـ ـ ـ ـ ـرةَ َ ع ـ ـ ـ ـ ـن رسـ ـ ـ ـ ـ ِ
ْ َُ َْ َ ْ
ﲑا ﻓَـﻠَﻪَُ ،وإِ ْن ظَ ﱠﻦ َﺷﺮا ﻓَـﻠَﻪُ«).(٢ ِ ِ
ﺎل :أَ َ ﻋ ْن َﺪ ظَ ِّﻦ َﻋ ْﺒﺪي ِﰊ ،إِ ْن ظَ ﱠﻦ ِﰊ َﺧ ْ ً
قَ َ
ﺐ ظَنِّـ ـ ـ ِﻪ ِﰊَ ،وأَﻓْـ َﻌـ ـ ـ ُﻞ بِـ ـ ـ ِﻪ َﻣـ ـ ـﺎ يَـﺘَـ َوقﱠـﻌُـ ـ ـﻪُ ِﻣـ ـ ـ ِّﲏِ ،ﻣـ ـ ـ ْﻦ َﺧـ ـ ـ ٍْﲑ أ َْو
ُﻋ ِﺎﻣﻠُـ ـ ـﻪُ َﻋﻠَـ ـ ـﻰ َح َسـ ـ ـ ِ
واﳌع ـ ــﲎ" :أ َ
َﺷ ٍّﺮ").(٣
ﻓـ ــﺈن ظننـ ــﺖ ﺑـ ــه اﳌغفـ ــرة ﻏفـ ــر لـ ــﻚ ،وإن ظننـ ــﺖ ﺑـ ــه الرﲪـ ــﺔ رﲪـ ــﻚ ،وإن ظننـ ــﺖ ﺑـ ــه سـ ــعﺔ الـ ــرزق
رزﻗﻚ.
وﻗـ ــال عﺒـ ــدﷲ ﺑـ ــن مسـ ــعود َ " :واﻟﱠــ ِﺬي َﻻ إِﻟَ ـ ـ َﻪ ﻏَ ـ ـ ْﲑُﻩَُ ،ﻣ ـ ـﺎ أُ ْﻋ ِﻄ ـ ـ َﻲ َﻋ ْﺒ ـ ـ ٌﺪ ُﻣ ـ ـ ْﺆِﻣ ٌﻦ َﺷ ـ ـ ْﻴـﺌًﺎ
َﺧ ـ ـ ْ ًﲑا ِﻣ ـ ـ ْﻦ ُح ْس ـ ـ ِﻦ اﻟظﱠـ ـ ِّﻦ ِ ﱠِ َ ،واﻟﱠـ ـ ِﺬي َﻻ إِﻟَ ـ ـﻪَ ﻏَ ـ ـ ْﲑُﻩَُ ،ﻻ ُْﳛ ِس ـ ـ ُﻦ َﻋ ْﺒ ـ ـ ٌﺪ ِ ﱠِ اﻟظﱠـ ـ ﱠﻦ
اﳋَْ َﲑ ِﰲ يَ ِﺪﻩِ").(٤ إِﱠﻻ أَ ْﻋﻄَﺎﻩُ ا ﱠُ ظَنﱡﻪُ َذﻟِ َ
ك َِ ﱠن ْ
ِ ِ ﻗ ـ ـ ــال س ـ ـ ـﻬيﻞ الْ ُقﻄَعِ ـ ـ ـ ِي :رأَﻳـ ـ ـ ِ
ﺖَ : ﻚ ﺑْـ ـ ـ َن دﻳنَ ـ ـ ـا ٍر ِ ﰲ َمنَ ـ ـ ـامي ،ﻓَـ ُقْﻠ ـ ـ ـ ُ
ﺖ َمال ـ ـ ـ َ
َْ ُ ّ ُ َْ ٌ
ﲑةٍَ ،ﳏَﺎ َﻫ ـ ـﺎ ﺖ بِـ ـ ُﺬنُ ٍ ِ
وب َﻛﺜ ـ ـ َ ال" :قَـ ـ ِﺪ ْﻣ ُ
ﺖ ﺑِـ ـ ِه َعﻠَ ـ ـﻰ ا ﱠِ ؟ ﻗَـ ـ َ ِ أَ َﳛ ـ ـﲕ لَي ـ ـ ِ
ﺖ ش ـ ـ ْع ِري َم ـ ـا َذا ﻗَـ ـد ْم َ
َ َْ ْ َ
َﻋ ِّﲏ ُح ْس ُﻦ اﻟظﱠ ِّﻦ ِ ﱠِ").(٥
ﻳنﺒغـ ـ ـ ــي عﻠـ ـ ـ ــﻰ اﳌس ـ ـ ــﻠﻢ أن ﻳعﻠـ ـ ـ ــﻢ مـ ـ ـ ــا ﻫـ ـ ـ ــي اﻷمـ ـ ـ ــور الـ ـ ـ ــﱵ ﺗسـ ـ ـ ــاعد عﻠـ ـ ـ ــﻰ إﺣسـ ـ ـ ــان الﻈـ ـ ـ ــن
،ومن ﻫﺬه اﻷمور:
معرﻓﺔ ﷲ ﲰاﺋه وﺻفاﺗه. من أﻫﻢ اﻷمور الﱵ ﺗعﲔ عﻠﻰ إﺣسان الﻈن
ﺗﻌ ـ ـ ــﺎﱃ وامتﺜ ـ ـ ــاﻻً ﻷم ـ ـ ــره -٢أن يﻌﻠ ـ ـ ــم اﳌس ـ ـ ــﻠم أن ﰲ اﻣﺘﺜﺎﻟ ـ ـ ــﻪ ﳍ ـ ـ ــﺬا اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ اﺳ ـ ـ ــﺘﺠﺎبﺔ
ﺳـ ـﻮﻝِ
ﺍﺳـ ـﺘَﺠِﻴﺒﻮﺍ ﻟﻠﱠـ ـﻪ ﻭﻟﻠﺮ
ولوﺻ ــيﺔ رس ـوله ،وﻗ ــد ﻗ ــال ﺗع ــاﱃ} :ﻳـــﺎ ﺃَ ﻳﻬـــﺎ ﺍﻟَـ ـﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨـــﻮﺍ
ﻗـ ـ ــال اﻹم ـ ـ ــام اﺑ ـ ـ ــن الق ـ ـ ــيﻢ " :أﻛﻤـ ـ ـ ــﻞ اﻟنﱠـ ـ ـ ـﺎس َحﻴَـ ـ ـ ـﺎة أﻛﻤﻠﻬـ ـ ـ ــم اﺳـ ـ ـ ــﺘﺠﺎبﺔ ﻟـ ـ ـ ـ َﺪ ْﻋ َوة
اﻟ ﱠﺮ ُﺳ ـول ﻓَ ـِﺈن َﻛ ـﺎ َن َﻣ ـﺎ َد َﻋ ـﺎ إِﻟَْﻴ ـ ِﻪ ﻓَ ِﻔﻴـ ِـﻪ ا ْﳊَﻴَ ـﺎة ﻓَﻤ ــﻦ ﻓَﺎﺗَ ـﻪُ ُﺟ ـ ْﺰء ِﻣ ْن ـﻪُ ﻓَﺎﺗَـﻪُ ُﺟ ـ ْﺰء ﻣــﻦ ا ْﳊَﻴَ ـﺎة َوﻓِﻴــﻪ ﻣ ــﻦ
ﺎب ﻟﻠﺮﺳول").(٣ ا ْﳊَﻴَﺎة ِﲝَسﺐ َﻣﺎ ْ
اﺳﺘَ َﺠ َ
،ومـ ـ ـ ــدى أثـ ـ ـ ــره عﻠ ـ ـ ــﻰ الـ ـ ـ ــنفﺲ اﳌؤمنـ ـ ـ ــﺔ ﰲ -٣أن ﻳ ـ ـ ــدرك اﳌسـ ـ ـ ــﻠﻢ أﳘيـ ـ ـ ــﺔ ﺣس ـ ـ ــن الﻈـ ـ ـ ــن
-٤معرﻓـ ـ ــﺔ ﺣ ـ ـ ــال الس ـ ـ ــﻠﻒ ومـ ـ ــدى ﲤس ـ ـ ــكﻬﻢ ـ ـ ــﺬا اﻷم ـ ــر وﺣ ـ ـ ــﺜﻬﻢ عﻠيـ ـ ــه؛ ﻓفـ ـ ــي ﻫ ـ ـ ــﺬا داﻓ ـ ـ ــﻊ
عﻈيﻢ ﰲ اﻻﻗتداء ﻢ.
١٦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ
،وﻻ ﺣـ ـ ــول وﻻ ﰲ ﻛـ ـ ــﻞ مـ ـ ــوﻃن وﺣـ ـ ــال ،ﻓﺈﳕ ـ ــا ﳓـ ـ ــن ﻳنﺒغـ ـ ــي لﻠمـ ـ ــؤمن أن ﳛس ـ ــن ظنـ ـ ــه
ﰲ مواﻃن ،منﻬا: ﻗوة لنا إﻻ ﺑه ،وﻳتﺄﻛد ﺣسن الﻈن
-١ﻋنﺪ اﻻحﺘﻀﺎر:
ﰲ ﺣ ـ ــال الﻀ ـ ــعﻒ واﻻﻓتق ـ ــار ﻛح ـ ــال اﶈتﻀ ـ ــر ،ﻓﺈن ـ ــه أوﱃ م ـ ــن ﻏ ـ ــﲑه ﻳتﺄﻛ ـ ــد ﺣس ـ ــن الﻈ ـ ــن
ﺟ ـ ـ ـ ــﻞ وعـ ـ ـ ــﻼ ،وﻻ ش ـ ـ ـ ــﻚ ن نﺒين ـ ـ ـ ــا ﳏم ـ ـ ـ ــد ﻗـ ـ ـ ــد دلن ـ ـ ـ ــا ﺣسـ ـ ـ ــان الﻈـ ـ ـ ــن
وأرشد إﱃ ﺣسن الﻈن ﰲ ﻫﺬا اﳌوﻗﻒ العﺼيﺐ.
ول ﷲِ ﺖ َر ُسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاﺑِ ِر ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِن عﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِد ﷲِ ْاﻷَنْﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ِر ِي ﻗَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ِ
الَ :ﲰ ْعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ ّ َ َْ ْ َ ْ َ
ولَ » :ﻻ َﳝـُ ـ ـوﺗَ ﱠﻦ أَ َحـ ـ ـ ُﺪ ُﻛ ْم إِﱠﻻ َو ُﻫـ ـ ـ َو ُْﳛ ِسـ ـ ـ ُﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ﱠﻦ ﻗَـْﺒ ـ ـ َﻞ َم ْوﺗِـ ـ ِه ﺑِﺜَ َﻼثَـ ـ ِﺔ أَﱠ ٍم ﻳَـ ُق ـ ـ ُ
ِ ِ .(١)«
ﻓحس ـ ــن الﻈ ـ ــن ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳك ـ ــون ﺻ ـ ــفﺔ اﳌ ـ ــؤمن وم ـ ــﻼزم ل ـ ــه ﻃيﻠ ـ ــﺔ ﺣياﺗ ـ ــه ،وﻳتﺄﻛ ـ ــد
ﺖ أَ ﱠن ﺼـ ـ ِام ِادةَ ﺑْـ ـ ِن ال ﱠ أﻛﺜـ ــر عنـ ــد ﳑاﺗـ ــه ﺣـ ــﱴ ﺗيـ ــه اﳌـ ــوت وﻫـ ــو ﳏـ ــﺐ لﻠقـ ــاء ﷲ؛ ﻓ َع ـ ـ ْن عُﺒَ ـ ـ َ
ِ ﷲ أَحـ ـ ـ ﱠ ِ ﺐ ﻟَِقـ ـ ـﺎء ِ ﱯ ﷲِ ﻗَـ ـ َ
ﺎءﻩَُ ،وَﻣـ ـ ـ ْﻦ َﻛـ ـ ـ ِﺮَﻩ ﻟ َقـ ـ ـ َ
ﺎء ﺐ ﷲُ ﻟ َقـ ـ ـ َ َ َ الَ » :ﻣـ ـ ـ ْﻦ أَ َحـ ـ ـ ﱠ نَـ ـِ ﱠ
ال» :ﻟَ ـ ـ ـﻴﺲ ذَ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اك، ْ َ ت ،ﻗَـ ـ ـ َﺾ أ َْزَواﺟـ ـ ـه :إِ ﱠ لَنَ ْكـ ـ ـَرهُ الْ َمـ ـ ـ ْو َ
ﺖ َعاﺋ َﺸـ ـ ـﺔُ أ َْو ﺑَـ ْعـ ـ ـ ُ ﷲ َﻛـ ـ ـ ِﺮَﻩ ﷲُ ﻟ َق ـ ــ َ
ﺎءﻩُ« ،ﻗَالَـ ـ ـ ْ
ﺐ إِﻟَْﻴ ـ ـ ِﻪ ِﳑﱠـ ـﺎﺲ َﺷ ـ ـ ْﻲءٌ أَ َح ـ ـ ﱠ ِِ ت ب ِّﺸ ـ ـﺮ بِ ِﺮ ْ ِ ِ
ضـ ـ َوان ا ﱠ َوَﻛ َﺮ َاﻣﺘ ـ ـﻪ ،ﻓَـﻠَ ـ ـْﻴ َ ﻀـ ـ َﺮﻩُ اﻟْ َﻤ ـ ـ ْو ُ ُ َ َوﻟَﻜِ ـ ـ ﱠﻦ اﻟْ ُﻤ ـ ـ ْﺆِﻣ َﻦ إِذَا َح َ
اب ا ﱠِ ﻀـ ـ ـ ـﺮ بُ ِّﺸـ ـ ـ ـﺮ بِ َﻌـ ـ ـ ـ َﺬ ِ ِ ِ ِ ِ ﺐ ﻟَِقـ ـ ـ ـﺎء ا ﱠِ وأَحـ ـ ـ ـ ﱠ ِ
َ ﺐ ا ﱠُ ﻟ َقـ ـ ـ ـﺎءَﻩَُ ،وإ ﱠن اﻟْ َﻜـ ـ ـ ـﺎﻓ َﺮ إذَا ُح َ َ َ َ أ ََﻣﺎ َﻣـ ـ ـ ـﻪُ ،ﻓَﺄَ َحـ ـ ـ ـ ﱠ
ِ و ُﻋ ُقوبﺘِ ِﻪ ،ﻓَـﻠَﻴﺲ َﺷﻲء أَ ْﻛﺮَﻩ إِﻟَﻴ ِﻪ ِﳑﱠﺎ أَﻣﺎﻣﻪ ،ﻓﻜﺮﻩ ﻟَِق ِ
ﺎءﻩُ«).(٣ ﺎء ا ﱠ َوَﻛ ِﺮَﻩ ا ﱠُ ﻟ َق َ َ َ َُ ْ َ ٌْ َ ْ َ َ
اﳊيـ ـ ــاة ﻻ ﲣﻠـ ـ ــو مـ ـ ــن اﳍمـ ـ ــوم والغمـ ـ ــوم واﻻﺑـ ـ ــتﻼءات اﳌتواليـ ـ ــﺔ ،ﻓﻬـ ـ ــي إن أسـ ـ ــعدﺗنا ﻳومـ ـ ـاً أﺑكتنـ ـ ــا
عنـ ـ ـ ــد اﳍـ ـ ـ ــﻢ والغـ ـ ـ ــﻢ ،والﺸـ ـ ـ ــدة والكـ ـ ـ ــرب، أ مـ ـ ـ ـاً ،ﻓيﺸـ ـ ـ ــرع لﻠعﺒ ـ ـ ــد أن ﳛسـ ـ ـ ــن الﻈـ ـ ـ ــن
ـﻒ لغمنـ ـ ــا ،ﻷن القﻠـ ـ ــوب ﻗـ ـ ــد ﺗتﺰعـ ـ ــﺰع،
ج ﳍمومنـ ـ ــا ﻛاشـ ـ ـ ٌ
وذلـ ـ ــﻚ ن ﻳستﺸـ ـ ــعر أن ﷲ ﻓـ ـ ــار ٌ
ﻓـ ـ ـ ــﺈذا أﺻـ ـ ـ ــاب اﳌسـ ـ ـ ــﻠﻢ مـ ـ ـ ــن اﳍـ ـ ـ ــﻢ ﺗتغـ ـ ـ ــﲑ ﺣالـ ـ ـ ــه ،ﻓيﺼـ ـ ـ ــاب لوﺣﺸـ ـ ـ ــﺔ ،وﺿـ ـ ـ ــيﻖ الﺼـ ـ ـ ــدر ﻓيستس ـ ـ ــﻠﻢ
لﻠﺸـ ــيﻄان ،وﻳﻈﻬـ ــر عﻠيـ ــه اليـ ــﺄس والقنـ ــوط والﺸـ ــكوى ،ﻓيﺸـ ــكو أمـ ــره إﱃ ﻛـ ــﻞ مـ ــن ﳚالسـ ــه أو ﻳﻬاﺗفـ ــه
) (١رواﻩ أﲪﺪ ﰲ اﳌسنﺪ ) (٣٩٨/٢٥بﺮقم ) ،(١٦٠١٦وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ اﻟسﻠسﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ بﺮقم ).(١٦٦٣
) (٢رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم ) ،(٩٨٣وحسنﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﻣﺸﻜﺎة اﳌﺼﺎبﻴﺢ بﺮقم ).(١٦١٢
) (٣اﶈﺘﻀﺮيﻦ ﻻبﻦ أﰊ اﻟﺪنﻴﺎ بﺮقم ).(٢٠٩
١٨ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ
دون أن ﳚاﻫ ـ ـ ــد نفس ـ ـ ــه ﻃرﻓ ـ ـ ــﺔ عـ ـ ــﲔ ،وعﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌسـ ـ ــﻠﻢ ﺣ ـ ـ ــﲔ ﰐ ﻫ ـ ـ ــﺬه اﳌﺼـ ـ ــاﺋﺐ واﳍم ـ ـ ــوم أن ﻳقﺒ ـ ـ ــﻞ
ﺖ ﺳــ ـﺒ ﺤﺎﻧَﻚ ﺇِﻧﱢــــﻲ ﻛُﻨــ ـﺖ ﻣــ ـﻦ ﺍﻟﻈﱠــ ـﺎﻟ ﻤﲔ]{اﻷنﺒﻴـ ــﺎء ،[٨٧:وﷲ
عﻠيـ ــه ﻓيقـ ــول} :ﻟﱠــــﺎ ﺇِﻟَــ ـ ﻪ ﺇِﻟﱠــــﺎ ﺃَﻧــ ـ
َﺎﺳـــﺘَﺠﺒﻨﺎ ﻟَـــﻪ ﻭﻧَﺠﻴﻨـــﺎ ﻩ ﻣـــﻦ ﺍﻟْﻐَـــﻢ ﻭﻛَـــ َﺬﻟﻚ ﻧُﻨﺠِـــﻲ ﺍ ْﻟﻤـــﺆﻣﻨﲔ]{اﻷنﺒﻴ ــﺎء ،[٨٨:ﻓﺈن ــه
ﺗع ــاﱃ ﻳق ــول ﺑع ــدﻫا} :ﻓ
مـ ـ ــﱴ مـ ـ ــا أﺣسـ ـ ــن العﺒـ ـ ــد ظنـ ـ ــه ﺑرﺑـ ـ ــه ،ﻓـ ـ ــتﺢ ﷲ عﻠيـ ـ ــه مـ ـ ــن ﺑرﻛاﺗـ ـ ــه مـ ـ ــن ﺣيـ ـ ــﺚ ﻻ ﳛتسـ ـ ــﺐ ،ﻓعﻠينـ ـ ــا أن
ﳓسن الﻈن ﺑرﺑنا ﺣﱴ نرى من ﷲ ما ﻳسر .
ﺣاﺿ ـ ـ ـراً ﻛ ـ ـ ــان الرﺿ ـ ـ ــا لقﻀ ـ ـ ــاء والق ـ ـ ــدر موﺟـ ـ ــوداً ،ﻓ ـ ـ ــﺈذا ﺟ ـ ـ ــاء ﻓـ ـ ــﺈذا ﻛ ـ ـ ــان ﺣس ـ ـ ــن الﻈ ـ ـ ــن
اﳌق ـ ــدور ال ـ ــﺬي ﻫـ ــو الﻀـ ـ ـﱡر وال ـ ــﺒﻼء رﺿ ـ ــي ﺑـ ــه ،وﱂ ﻳتس ـ ــﺨط ،ﻓﻬـ ــﺬا ن ـ ــﱯ ﷲ أﻳ ـ ــوب عن ـ ــد
ﻟﻀـــﺮ ﻭﺃَﻧـــﺖ ﺃَﺭﺣـــﻢ ﺍﻟـــﺮﺍﺣﻤﲔ]{اﻷنﺒﻴـ ــﺎء ،[٨٣:وﻗـ ــد ﻛـ ــان أﻳـ ــوب
ﺴـــﻨﻲ ﺍ ﱡ
نـ ــﺰول الـ ــﺒﻼء ﺑـ ــه ﻗـ ــال} :ﺃَﻧﱢــــﻲ ﻣ
ﺿُﺮﱟ{]اﻷنﺒﻴﺎء.[٨٤:
) (١رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم ) ،(٢٣٢٦وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﱰﻏﻴﺐ واﻟﱰﻫﻴﺐ بﺮقم ).(٨٣٨
١٩ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ
ﻀ ِﻴﻪ").(١
ﻓَـﻴـ ْق ِ
َ
،وثقته ﺑه. وﻫﺬا من ﺣسن ظنه
-٥ﻋنﺪ اﻟﺪﻋﺎء:
أمـ ـ ــر ﷲ ﺑدعاﺋـ ـ ــه وﺗكفـ ـ ــﻞ ﻹﺟاﺑـ ـ ــﺔ ،ﻗـ ـ ــال ﺗعـ ـ ــاﱃ} :ﻭﻗَــــــﺎﻝَ ﺭﺑﻜُــــ ـﻢ ﺍﺩﻋــــــﻮﻧﻲ
ﰒ ﺑـ ــﲔ لنـ ــا سـ ــﺒحانه سـ ــعﺔ ﻓﻀـ ــﻠه وعﻈـ ــيﻢ ﻛرمـ ــه وﻗرﺑـ ــه مـ ــن عﺒـ ــده ،وأن اﳌسـ ــﻠﻢ ﻛﻠمـ ــا ﻗـ ــرب مـ ــن
ﺳــــ ـﺄﻟَﻚ
رﺑـ ـ ــه ازداد ﷲ منـ ـ ــه ﻗـ ـ ــر ً ،وﻗـ ـ ــد أﺧـ ـ ــﱪ ﺑـ ـ ــﺬلﻚ ﰲ ﻛتاﺑـ ـ ــه ﻓقـ ـ ــال} :ﻭﺇِﺫَﺍ
ﻳﺮﺷﺪﻭﻥ]{اﻟﺒقﺮة.[١٨٦:
-٦ﻋنﺪ اﻟﺘوبﺔ:
والتوﺑـ ــﺔ مـ ــن العﺒـ ــادات الواﺟﺒـ ــﺔ عﻠـ ــﻰ اﳌـ ــؤمنﲔ ﲨيعـ ـاً ﻗـ ــال ﺗعـ ــاﱃ} :ﻭﺗُﻮﺑــــﻮﺍ ﺇِﻟَــــﻰ ﺍﻟﻠﱠـــﻪ ﺟﻤﻴﻌـــﺎً ﺃَﻳﻬــــﺎ
ﺍﻟْﻤﺆﻣﻨــــﻮﻥ ﻟَﻌﻠﱠﻜُـــﻢ ﺗُﻔْﻠﺤــــﻮﻥ]{اﻟنـ ــور ،[٣١:وﻻ ﻳتﺼـ ــور ﺣﺼـ ــول التوﺑـ ــﺔ مـ ــن العﺒـ ــد اﳌـ ــﺬنﺐ اﳋﻄّـ ـاء وﻫـ ــو
ﻏﲑ ﳏسن ،ﻓﺈذا أذنﺐ و ب واستغفر ظن أن ﷲ سيقﺒﻞ ﺗوﺑته وﻳقيﻞ عﺜرﺗه وﻳغفر ذنﺒه.
ﻓاﳌسﻠﻢ ﻳوﻗن ﺑسعﺔ رﲪﺔ ﷲ ،وأنه ﻳقﺒﻞ التوﺑﺔ عن عﺒاده وأنه ﻳعفو عن السيئات.
أن ﻳنفـ ـ ــﻖ اﳌسـ ـ ــﻠﻢ مالـ ـ ــه ﰲ سـ ـ ــﺒيﻞ ﷲ ،وﻻ ﳜـ ـ ــﺶ القﻠـ ـ ــﺔ والفقـ ـ ــر ،ﺑـ ـ ــﻞ مـ ـ ــن ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
ﻳوﻗن أن ﷲ سيﺨﻠﻒ عﻠيه ﺧﲑاً ،وﻳنمي ماله وﻳﺒارك ﻓيه.
ﻳ ـ ــورث العﺒ ـ ـ َـد الس ـ ــﺨاء والك ـ ــرم؛ ﻷنـ ــه ﺣينم ـ ــا ﻳنف ـ ــﻖ مال ـ ــه ﰲ س ـ ــﺒيﻞ ﷲ أو ﻓحس ـ ــن الﻈ ـ ــن
نـ ــه سـ ــيﺨﻠﻒ عﻠيـ ــه ﺧـ ـﲑاً ﳑـ ــا أنفـ ــﻖ ،ﻓـ ــﻼ ﳜـ ــاف ﻓق ـ ـراً ﰲ مﺼـ ــاﱀ اﳌسـ ــﻠمﲔ ﻓﻬـ ــو ﳛسـ ــن الﻈـ ــن
وﻻ ﳜﺸ ـ ــﻰ ذﻫ ـ ــاب مال ـ ــه ،ول ـ ــﺬلﻚ ﲡ ـ ــد الﺒﺨي ـ ــﻞ ﳛ ـ ــرص ﻛ ـ ــﻞ اﳊ ـ ــرص عﻠ ـ ــﻰ ع ـ ــدم إنف ـ ــاق ش ـ ـ ٍ
ـيء م ـ ــن
ماله ﺧوﻓاً من ﺿياعه.
ﻗ ـ ــال اﳊس ـ ــن الﺒﺼ ـ ــري " :نظ ـ ــﺮت ﰲ اﻟس ـ ــخﺎء ﻓﻤ ـ ــﺎ وﺟ ـ ــﺪت ﻟ ـ ــﻪ أﺻ ـ ـ ًـﻼ وﻻ ﻓﺮ ًﻋـ ـ ـﺎ
.(٣)" ،وأﺻﻞ اﻟﺒخﻞ وﻓﺮﻋﻪ ﺳوء اﻟظﻦ إﻻ حسﻦ اﻟظﻦ
) (١رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم ) ،(٩٨٣وحسنﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﻣﺸﻜﺎة اﳌﺼﺎبﻴﺢ بﺮقم ).(١٦١٢
) (٢ﻣﺪارج اﻟسﺎﻟﻜﲔ ).(١١٧/٢
) (٣ﺷﻌﺐ اﻹﳝﺎن ) (٤٤٠/٧بﺮقم ).(١٠٩٠١
٢٢ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ
ﺗﻌ ـ ــﺎﱃ ﻋﺒ ـ ــﺎداً ينﻔق ـ ــون ﻋﻠ ـ ــﻰ ق ـ ــﺪر بﻀ ـ ــﺎئﻌﻬم ،و ﻋﺒ ـ ــﺎد ينﻔق ـ ــون وﻗ ـ ــال ﺑعﻀ ـ ــﻬﻢ" :إن
ﺗﻌﺎﱃ").(١ ﻋﻠﻰ قﺪر حسﻦ اﻟظﻦ
ﻓﻬ ـ ـ ــﻢ ﻳنفق ـ ـ ــون أم ـ ـ ـواﳍﻢ ﰲ س ـ ـ ــﺒيﻞ ﷲ دون ﺣس ـ ـ ــاب ،ﺑ ـ ـ ــﻞ ﻳنفقو ـ ـ ــا ﺑﻈ ـ ـ ــنﻬﻢ اﳋ ـ ـ ــﲑ ﺑـ ـ ــر ﻢ ،وأن
اﳌقاﺑـ ـ ـ ــﻞ منـ ـ ـ ــه أﻛـ ـ ـ ــﱪ وأعﻈـ ـ ـ ــﻢ ﳑـ ـ ـ ــا أنفقـ ـ ـ ـوا ،سـ ـ ـ ـواء أﻛـ ـ ـ ــان ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﳌقاﺑـ ـ ـ ــﻞ ﰲ الـ ـ ـ ــدنيا أم ﰲ
اﻵﺧرة.
-٣اﺳﺘﺠﺎبﺔ اﻟﺪﻋﺎء:
ﻛﻠمـ ـ ــا ﻛـ ـ ــان العﺒـ ـ ــد َﺣ َسـ ـ ـ َن الﻈـ ـ ــن ،ﻓـ ـ ــﺈن ﷲ ﻻ ﳜيـ ـ ــﺐ أمﻠـ ـ ــه ﻓيـ ـ ــه أﺑـ ـ ــداً ،ﻓﺈنـ ـ ــه س ـ ــﺒحانه ﻻ
ول ا ﱠِ
ال َر ُسـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ ﳜي ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ مـ ـ ـ ـ ـ ــن دع ـ ـ ـ ـ ـ ــاه .وم ـ ـ ـ ـ ـ ــر معنـ ـ ـ ـ ـ ــا ﺣـ ـ ـ ـ ـ ــدﻳﺚ أَِﰊ ُﻫَرﻳْـ ـ ـ ـ ـ ـَرةَ ﻗَـ ـ ـ ـ ـ ـ َ
ال :ﻗَـ ـ ـ ـ ـ ـ َ
» :ا ْدﻋُوا ا ﱠَ َوأَنْـﺘُ ْم ُﻣوقِنُو َن ِ ِﻹ َﺟﺎبَِﺔ«).(٢
ﺧـ ـ ـﲑاً ﰲ ـﺒﺐ ﻹﺟاﺑـ ـ ــﺔ الـ ـ ــدعاء ،ﻓمـ ـ ــن ظـ ـ ــن
سـ ـ ـ ٌ وﻫـ ـ ــﺬا ﻳـ ـ ــدلنا عﻠـ ـ ــﻰ أن ﺣسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
إﺟاﺑ ـ ــﺔ دعاﺋ ـ ــه ﺣق ـ ــﻖ ﷲ ل ـ ــه رﺟ ـ ــاءه ،وأعﻄ ـ ــاه س ـ ــؤله ،وﻛف ـ ــاه م ـ ــا أﳘ ـ ــه ،وأع ـ ــاذه ﳑ ـ ــا أﻏم ـ ــه ،وم ـ ــا ذاك
إﻻ ﺑسﺒﺐ إﻳقانه ﻹﺟاﺑﺔ وﺣسن ظنه.
ول ا ﱠِ » :إِ ﱠن َربﱠ ُﻜـ ـ ـ ـ ـ ْم ال َر ُس ـ ـ ـ ـ ُ
ال :ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ
و َع ـ ـ ـ ـ ْن َسـ ـ ـ ـ ـﻠْ َما َن الفارس ـ ـ ـ ــي ﻗَـ ـ ـ ـ َ
َحﻴِ ﱞﻲ َﻛ ِﺮﱘٌ ،يَ ْسﺘَ ْﺤﻴِﻲ ِﻣ ْﻦ ﻋَ ْﺒ ِﺪﻩِ إِذَا َرﻓَ َع يَ َﺪيْ ِﻪ إِﻟَْﻴ ِﻪ ،أَ ْن يَـ ُﺮد ُ
ﱠﳘَﺎ ِ
ﺻ ْﻔ ًﺮا«).(٣
التوﻛـﻞ عﻠﻰ ﷲ ﺗعـاﱃ والﺜقـﺔ ﺑـه ،ﺣيـﺚ إنـﻚ ﻻ ﺗتوﻛـﻞ إﻻ عﻠﻰ من ﲢس ـ ـ ـ ـ ـ ــن الﻈن ﺑـه؛ ومن دون
ِ
ﺼ ـ ـ ـ ـﻞ عﺒادة التوﻛﻞ عﻠيه ،وﷲ ﺗعاﱃ ﻳقول} :ﻭﻋﻠَﻰ ﺍﻟﻠّﻪ
ﺗعاﱃ ﻻ ﳝكن لﻠعﺒد أن ُﳛ ّ ﺣس ـ ـ ـ ــن الﻈن
ﻓَﺘَﻮﻛﱠﻠُﻮﺍْ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢ ﻣﺆﻣﻨﲔ]{اﳌﺎئﺪة.[٢٣:
واﻻعتماد عﻠيه ،ﻗال ﺗعاﱃ} :ﻭﻣﻦ والتوﻛﻞ عﻠﻰ ﷲ ﻳقوم عﻠﻰ رﻛنﲔ أسـ ـ ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـ ـ ــيﲔ :الﺜقﺔ
ﻓـ ــﺈن مـ ــن أﺣسـ ــن الﻈـ ــن ﺑرﺑـ ــه وﺗوﻛـ ــﻞ عﻠيـ ــه ﺣـ ــﻖ ﺗوﻛﻠـ ــه؛ ﺟعـ ــﻞ ﷲ لـ ــه ﰲ ﻛـ ــﻞ أمـ ــره ﻳسـ ـراً ،ومـ ــن
ﻛﻞ ﻛرب ﻓرﺟاً وﳐرﺟاً.
وﻛـ ـ ــان س ـ ـ ــعيد ﺑ ـ ـ ــن ﺟﺒ ـ ـ ــﲑ ﻳ ـ ـ ــدعو" :اﻟﻠﻬ ـ ـ ــم إﱐ أﺳ ـ ـ ــﺄﻟك ﺻ ـ ـ ــﺪق اﻟﺘوﻛ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠﻴ ـ ـ ــك
وحسﻦ اﻟظﻦ بك").(١
ك ك ﻟَـ ـﻪُ .يَ ُﻜـ ـو ُن ﺗَـ َوﱡﻛﻠُ ــ َ ك َوَر َﺟﺎئِـ ـ َ ﻗـ ــال اﺑـ ــن القـ ــيﻢ " :ﻓَـ َﻌﻠَ ــﻰ قَـ ـ ْﺪ ِر ُح ْس ــ ِﻦ ظَنِّـ ـ َ
ك بِ َﺮبِّــ َ
ﱠﺤ ِقﻴ ـ ـ ُـﻖ :أَ ﱠن ُح ْسـ ـ ـ َﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ِّﻦ بِـ ـ ـ ِﻪ ِ َﻋﻠَ ْﻴـ ـ ـ ِﻪَ .وﻟِـ ـ ـ َﺬﻟِ َ
ﱠوﱡﻛـ ـ ـ َﻞ ِﲝُ ْسـ ـ ـ ِﻦ اﻟظﱠـ ـ ـ ِّﻦ ِ ﱠ َ ،واﻟﺘ ْ
ﻀـ ـ ـ ُﻬ ُم اﻟﺘـ َ
سـ ـ ـ َﺮ بَـ ْﻌ ُ
ك ﻓَ ﱠ
ﱠوﱡﻛ ـ ـ ُﻞ َﻋﻠَ ـ ـﻰ ي ـ ـ ْﺪ ُﻋوﻩُ إِ َﱃ اﻟﺘـﱠوﱡﻛ ـ ـ ِﻞ َﻋﻠَﻴ ـ ـ ِﻪ ،إِ ْذ َﻻ يـﺘَﺼ ـ ـ ﱠور اﻟﺘـﱠوﱡﻛ ـ ـﻞ َﻋﻠَ ـ ـﻰ ﻣ ـ ـﻦ ﺳ ـ ـﺎء ظَنﱡ ـ ـ َ ِ ِ
ك ب ـ ـﻪَ ،وَﻻ اﻟﺘـ َ َ ْ َ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ
َﻣ ْﻦ َﻻ ﺗَـ ْﺮ ُﺟوﻩُ").(٢
مـ ــن أﺣسـ ــن الﻈـ ــن ﺑرﺑـ ــه وﺗوﻛـ ــﻞ عﻠيـ ــه ﺣـ ــﻖ ﺗوﻛﻠـ ــه ﺟعـ ــﻞ ﷲ لـ ــه ﰲ ﻛـ ــﻞ أمـ ــره ﻳسـ ـراً ،ومـ ــن ﻛـ ــﻞ
ك حس ـ ـ َـﻦ اﻟظﱠـ ـﻦ ِ ﱠ ال ﺑعﻀ ـ ـﻬﻢ" :ا ْﺳ ـ ـ ْﺘﻌﻤﻞ ِﰲ ﻛ ـ ــﻞ بﻠﻴ ـ ــﺔ ﺗﻄ ُْﺮقُـ ـ َ
ﻛـ ــرب ﻓرﺟ ـ ـاً وﳐرﺟ ـ ـاً ،ﻗَـ ـ َ
ِﰲ ﻛﺸﻔﻬﺎ؛ ﻓَِﺈن ذَﻟِك أقﺮب بك إِﱃ اﻟْ َﻔ َﺮج").(٣
ﻓ ـ ـ ــﺈذا أﺻ ـ ـ ــاﺑﻚ ﺑ ـ ـ ــﻼء أو ﻫ ـ ـ ــﻢ أو ﻛ ـ ـ ــرب ﻓاﳉ ـ ـ ــﺄ إﱃ ﻛاش ـ ـ ــﻒ الك ـ ـ ــرب ،وانﻄـ ـ ــرح ﺑ ـ ـ ــﲔ
ﻳدﻳه ،وﺗﺬلﻞ له ،واسﺄله ﺻدﻗاً أن ﻳرﻓﻊ عنﻚ ما أﺻاﺑﻚ.
ﻓينﺒغـ ـ ــي لﻠعﺒـ ـ ــد أن ﻳعﻠـ ـ ــﻢ أن ﷲ ﻻ ﻳﻈﻠـ ـ ــﻢ مﺜقـ ـ ــال ذرة ،وﻻ ﻳﻈﻠـ ـ ــﻢ النـ ـ ــاس شـ ـ ــيئاً ،وﻫـ ـ ــو
ال النﱠـ ـ ـ ـ ـِ ﱡ
ﱯ : عنـ ـ ـ ـ ــد ظ ـ ـ ـ ـ ــن عﺒ ـ ـ ـ ـ ــده ﺑـ ـ ـ ـ ــهَ ،ع ـ ـ ـ ـ ـ ْن أَِﰊ ُﻫَرﻳْـ ـ ـ ـ ـَرَة ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ
ال :ﻗَـ ـ ـ ـ ـ َ
ول ا ﱠُ ﺗَـ َﻌ َﺎﱃ :أَ َ ِﻋ ْن َﺪ ظَ ِّﻦ َﻋ ْﺒ ِﺪي ِﰊ«).(١ »يَـ ُق ُ
ْﺖ َر َﺟﺎئِﻲ َْﳓ َو َﻋ ْﻔ ِو َك ُﺳﻠﱠ َﻤﺎ َﺟ َﻌﻠ ُ ﺖ َﻣـ ـ ـ َﺬ ِاﻫِﱯ ضﺎقَـ ـ ـ ـ ـ ْ وﳌﺎ قسﺎ قَـﻠِْﱯ َو َ
ﺗَـ َﻌﺎظَ َﻤ ـ ـ ِﲏ ذَنِْﱯ ﻓَـﻠَ ﱠﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ قَـ َﺮنْـﺘُ ـ ـ ـﻪُ بِ َﻌ ْﻔ ِو َك َرِّﰊ َﻛﺎ َن َﻋ ْﻔـ ـ ـ ـ ُو َك أَ ْﻋظَ َﻤﺎ
) (٢
ود َوﺗَـ ْﻌ ُﻔـ ـ ـ ـ ـو ِﻣنﱠﺔً َوﺗَ ُﻜ ﱡﺮَﻣـ ـ ـ ـ ـﺎ
ﺐ َﺳﻴِّ ِﺪي َﲡُـ ـ ـ ـ ـ ُ ْﺖ َذا َﻋ ْﻔ ٍو َﻋ ِﻦ اﻟ ﱠﺬنْ ِ َوَﻣﺎ ِزﻟ َ
وﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳊ ـ ـ ــدﻳﺚ ﳜ ـ ـ ــﱪ الن ـ ـ ــﱯ أنـ ـ ــه ﳜ ـ ـ ــرج م ـ ـ ــن النـ ـ ــار أرﺑع ـ ـ ــﺔ رﺟـ ـ ــال -
ﻗيـ ـ ــﻞ :ﻫـ ـ ــﻢ اﻵﺧـ ـ ــرون ﺧروﺟـ ـ ـاً منﻬـ ـ ــا -ﻓيعرﺿـ ـ ــون عﻠ ـ ــﻰ ﷲ ؛ ليقﻀـ ـ ــي ﻓـ ـ ــيﻬﻢ أمـ ـ ــره ،وﻫـ ـ ــﻢ مـ ـ ــن
أﻫ ـ ــﻞ التوﺣيـ ـ ــد ،ولك ـ ــن ﻳـ ـ ــدﺧﻠون الن ـ ــار ﲣﻠيﺼـ ـ ـاً لﻠـ ـ ـﺬنوب واﳌعاﺻـ ـ ـي ،ﻓيﻠتفـ ـ ــﺖ أﺣ ـ ــد اﻷرﺑعـ ـ ــﺔ -ﺑعـ ـ ــد
أن ﻳ ـ ــؤمر ﺑ ـ ــه إﱃ الن ـ ــار امتح ـ ــا ً ،ﻛم ـ ــا ﺑينت ـ ــه رواﻳ ـ ــﺔ أﲪ ـ ــد-؛ ﻓيق ـ ــول من ـ ــاد ً اﳊ ـ ــﻖ س ـ ــﺒحانه :أي رب،
لقـ ـ ــد ﻛنـ ـ ــﺖ أرﺟـ ـ ــو وأﻃمـ ـ ــﻊ ﰲ ﻓﻀـ ـ ــﻠﻚ وﺟـ ـ ــودك؛ أنـ ـ ــﻚ إذ أﺧ ـ ــرﺟتﲏ مـ ـ ــن النـ ـ ــار ،أﻻ ﺗـ ـ ــرﺟعﲏ إليﻬـ ـ ــا،
ﻓيﺨﻠﺼه ﷲ من النار ،وﻻ ﻳرده إليﻬا ،وﻳدﺧﻠه اﳉنﺔ ،ﻛما ﰲ رواﻳﺔ اﺑن ﺣﺒان.
وعﻠ ـ ــﻢ أن ل ـ ــه رب ﻳعف ـ ــو وﻳغف ـ ــر؛ ﻛ ـ ــان اﳉ ـ ـﺰاء ﻓﻠمـ ــا أﺣس ـ ــن ﻫ ـ ــﺬا العﺒ ـ ــد ظن ـ ــه
أن ﳒاه ﷲ من النار وأدﺧﻠه اﳉنﺔ.
عﻠـ ــﻰ اﳌـ ــؤمن أنـ ــه عنـ ــدما ﻳسـ ــمﻊ مـ ــا ﳜـ ــﱪ ﺑـ ــه ﷲ ﺗعـ ــاﱃ عـ ــن نفسـ ــه مـ ــن أَثـَ ـر ﺣسـ ــن الﻈـ ــن
م ـ ــن أن ـ ــه عف ـ ـ ٌـو ﻏف ـ ــور وﺗ ـ ـواب رﺣ ـ ــيﻢ ،ﻓﺈنـ ــه ﻳﻄم ـ ــﻊ ﺑعف ـ ــوه ،ﻓيﻄ ـ ــرق ﺑ ـ ــه منﻄرﺣـ ـ ـاً ﺑ ـ ــﲔ ﻳدﻳ ـ ــه راﺟيـ ـ ـاً
مغفرﺗه ،وأن ﻳتوب عﻠيه من معاﺻيه.
ﻓمـ ــن عـ ــرف رﺑـ ــه وﻛرمـ ــه وﺟـ ــوده؛ ﻃَ ِمـ ـ َﻊ ﰲ عفـ ــوه ،ﻗـ ــال ﷲ ﺟـ ــﻞ وعـ ــﻼ} :ﻗُـــﻞْ ﻳــــﺎ ﻋﺒــــﺎﺩﻱ ﺍﻟﱠـــﺬﻳﻦ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ]{اﻟﺰﻣﺮ.[٥٣:
ﺭﺣﻴﻤﺎ{]اﻟنسﺎء.[١١٠:
) (١رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺟﺎﻣﻌﻪ بﺮقم ) ،(٣٥٤٠وحسنﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﳉﺎﻣع بﺮقم ).(٤٣٣٨
٢٧ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎ
ﺍﳋﺎﲤﺔ
ﳚـ ـ ــﺐ عﻠـ ـ ــﻰ اﳌـ ـ ــرء أن ﳛـ ـ ــﺬر مـ ـ ــن دﺧـ ـ ــول اليـ ـ ــﺄس والقنـ ـ ــوط إﱃ ﻗﻠﺒـ ـ ــه ،وعﻠيـ ـ ــه أن ﳛسـ ـ ــن الﻈـ ـ ــن
داﺋما ﺑرﺑه ،مﻊ ﺣسن العمﻞ ،ﻓﻬو اﳌﺨرج من الﻀيﻖ والكروب واﳍموم والفﱳ.
ﻓمﻬم ـ ــا ﺑﻠغ ـ ــﺖ ال ـ ــﺬنوب ومﻬم ـ ــا ﻛﺜ ـ ــرت اﳋﻄ ـ ــا ﻓ ـ ــﻼ ﻳنﺒغ ـ ــي أن ني ـ ــﺄس ونق ـ ــنط م ـ ــن رﲪ ـ ــﺔ ﷲ،
ول ﷲِ ﺐ الْممـ ـ ُد ِ
ود أَنﱠـ ـهُ أَﺗَـ ـﻰ َر ُسـ ـ َ ﻓﺒـ ــاب التوﺑـ ــﺔ مفتـ ــوح ﻻ ﻳغﻠـ ــﻖ ﰲ وﺟـ ــه أﺣـ ــدَ ،عـ ـ ْن أَِﰊ ﻃَ ِوﻳـ ـ ٍـﻞ َشـ ـﻄَ ٍ َ ْ
وب ُﻛﻠﱠ َﻬ ـ ـا ،ﻓَـﻠَ ـ ـ ْﻢ ﻳَـ ـ ْﱰُ ْك ِمْنـ َﻬ ـ ـا َش ـ ـْيـئًاَ ،وُﻫ ـ ـ َو ِﰲ ِ
ﺖ َر ُﺟ ـ ـ ًﻼ َعم ـ ـ َﻞ ال ـ ـ ﱡﺬنُ َ ﻓـَ َق ـ ـ َال :أ ََرأَﻳْ ـ ـ َ
ﺖ؟« ﻗَـ ـ َ
ال: ال» :ﻓَـ َﻬـ ـ ـ ْﻞ أَ ْﺳـ ـ ـﻠَ ْﻤ َ ﻚ َﱂْ ﻳَـ ـ ْﱰُ ْك َﺣا َﺟ ـ ـﺔً َوَﻻ َدا َﺟ ـ ـﺔً إِﱠﻻ أَ َ َﻫ ـ ـا ،ﻓَـ َﻬ ـ ـ ْﻞ لَـ ـهُ ِم ـ ـ ْن ﺗَـ ْوﺑَـ ـ ٍﺔ؟ ﻗَـ ـ َ ِ
ذَل ـ ـ َ
ول ﷲِ ،ﻗَـ ـ َ
ال» :نَـ َﻌـ ـ ـ ْم ،ﺗَـ ْﻔ َﻌـ ـ ـ ُﻞ ﻚ َر ُس ـ ـ ُ أَﱠمـ ـ ـا أَ َ ﻓَﺄَ ْش ـ ـ َﻬ ُد أ َْن َﻻ إِلَـ ـهَ إِﱠﻻ ﷲَُ ،و ْﺣـ ـ ـ َدهُ َﻻ َش ـ ـ ِر َ
ﻳﻚ لَـ ـ ـهَُ ،وأَنـﱠ ـ ـ َ
الَ :و َﻏ ـ ـ َد َرِاﰐ َوﻓَ َﺠـ ـ ـَرِاﰐ؟ ات ُﻛﻠﱠ ُﻬـ ـ ـ ﱠﻦ« ،ﻗَـ ـ ـ َ ك َﺧـ ـ ـ ْﲑ ٍ ﺎت ،ﻓَ ـ ـ ـﻴَ ْﺠ َﻌﻠُ ُﻬ ﱠﻦ ﷲُ ﻟَـ ـ ـ َ ات ،وﺗَـ ـ ـ ْﱰ ُك اﻟ ﱠسـ ـ ـﻴِّﺌَ ِ
ا ْﳋَـ ـ ـ ْ ِ
َ ﲑ َ ُ َ
ال :ﷲُ أَ ْﻛ َُﱪ ،ﻓَ َما َز َال ﻳُ َكُِّﱪ َﺣ ﱠﱴ ﺗَـ َو َارى).(١ ال» :نَـ َﻌ ْم« ،ﻗَ َ ﻗَ َ
وم ـ ــا رأﻳن ـ ــا من ـ ــه إﻻ اﳋ ـ ــﲑ واﳉمي ـ ــﻞ ،وم ـ ــا ﺑن ـ ــا م ـ ــن نعم ـ ــﺔ إﻻ من ـ ــه، وﻛي ـ ــﻒ ﻻ ﳛس ـ ــن ظنن ـ ــا
ﺧﻠقنـ ــا وﻫـ ــدا ،وﻛفـ ــا وآوا ،وأﻃعمنـ ــا وسـ ــقا ،ومـ ــن ﻛـ ــﻞ مـ ــا سـ ــﺄلناه أعﻄـ ــا } :ﺍﻟَّـــﺬﻱ ﺧﻠَﻘَﻨــــﻲ ﻓَﻬـــﻮ
ﺸـ ـﻔﲔ*ﻭﺍﻟَّﺬﻱ ﻳﻤﻴﺘُﻨـــﻲ ﺛُـ ـﻢ ّﻳﺤﻴِﲔ*ﻭﺍﻟَّـ ـﺬﻱ ﺃَﻃْﻤـ ـﻊ ﺃَﻥ
ِﺿـ ـﺖَ ﻓﻬـ ـﻮ ﻳ
ﺴـ ـﻘﲔ*ﻭﺇِﺫَﺍ ﻣﺮ ْ
ﻳﻬﺪﻳﻦِ*ﻭﺍﻟَّـ ـﺬﻱ ﻫـ ـﻮ ﻳﻄْﻌﻤﻨـــﻲ ﻭﻳ
الﻠﻬﻢ اﺟعﻞ ﻗﻠوﺑنا عامرة ﻹﳝان وﺣسن الﻈن ﺑﻚ ،الﻠﻬﻢ نسﺄلﻚ العفو والعاﻓيﺔ ﰲ الدنيا واﻵﺧرة،
ونسﺄلﻚ ﺣسن اﳋاﲤﺔ.
) (١رواﻩ اﻟﻄﱪاﱐ ﰲ اﳌﻌﺠم اﻟﻜﺒﲑ ) (٣١٤/٧بﺮقم ) ،(٧٢٣٥وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﱐ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﱰﻏﻴﺐ واﻟﱰﻫﻴﺐ بﺮقم ).(٣١٦٤