You are on page 1of 34

‫المملكة المغربية‬

‫جامعة عبد المالك السعدي‬


‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫‪ -‬طنجة –‬

‫ماستر تدبير الشأن العام المحلي‬

‫عنوان ‪:‬‬
‫منازعات الجماعات الترابية المتعلقة بدعاوى التعويض‬

‫تحت إشراف الدكتورة‪ :‬نسرين بوخيزو‬ ‫من إعداد الطلبة الباحثين‪:‬‬

‫يوسف الدرقاوي‬

‫خالد الزوهري‬

‫عبد اللطيف باجي‬

‫السنة الجامعية ‪2020 – 2019:‬‬


‫مقدمة‬
‫تعد دعاوى التعويض‪ ،‬من بين الدعاوى التي تشكل رقما كبيرا في الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬حيث تلجأ هذه األخيرة في إطار المشاريع التنموية التي تقوم بإنجازها إلى احتالل ملك الغير‪،‬‬
‫الملكية‪.‬‬ ‫نزع‬ ‫قانون‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫المعمول‬ ‫القانونية‬ ‫المسطرة‬ ‫إتباع‬ ‫دون‬
‫إضافة إلى دعاوى التعويض عن المسؤولية اإلدارية‪ ،‬التي عامة ما تكون ناتجة عن التدخل المادي‬
‫للجماعة‪ ،‬سواء على أساس الخطأ أو بدون خطأ‪ .‬و تختلف هذه المسؤولية باختالف الضرر‪ ،‬و تنحصر‬
‫في األضرار الناتجة عن األشغال التي تقوم بها الجماعة‪ ،‬أو الناتجة عن إهمال منها‪.‬‬
‫كما يتضح أن الدعاوى المرفوعة ضد الجماعات تتمحور كلها حول عدم أداء الجماعة ما بذمتها من‬
‫ديون‪ .‬و التي تعد مستحقات مالية تترتب في ذمتها‪ ،‬لقيام شخص طبيعي أو اعتباري بأشغال أو‬
‫دراسات‪ ،‬أو توريدات سلع أو مواد لفائدة الجماعة‪ .‬و بالرغم من كون الديون من النفقات اإلجبارية‪ ,‬التي‬
‫يجب على الجماعة أداءها‪ ،‬فإن الوضعية المالية لبعض الجماعات تحول دون ذلك‪ ،‬لعدم توفر‬
‫االعتمادات الالزمة لألداء ‪ .‬أو تمتنع عن األداء بذريعة أن الدين ترتب في عهد المجلس السابق ‪ ،‬أو عدم‬
‫االعتراف بصحة أصل الدين من خالل سندات الطلب و وثائق التسليم ‪.‬وتشكل هذه الديون الحيز األكبر‬
‫من نفقات الجماعة‪ ،‬و جانب مهم منها يستهلك أغلب الميزانيات الجماعية‪ ،‬و يمارس تأثيرا سلبيا‪ .‬ففي‬
‫كثير من الحاالت تجد الجماعة نفسها ملزمة بالتضحية بمشاريع اقتصادية ‪ ،‬واجتماعية ألداء تلك ديون‪.‬‬
‫إن مآل جميع هذه الدعاوى التي تعرف ارتفاعا كبيرا هو صدور أحكام نهائية في حق الجماعة‪ ،‬و التي‬
‫غالبا ما تصطدم بعدم التنفيذ‪.‬‬

‫وبناء على التقديم أعاله يمكن طرح اإلشكالية المحورية اآلتية ‪:‬‬

‫" إشكالية منازعات الجماعات الترابية المتعلقة بدعاوى التعويض وأشكالها التطبيقية المرتبطة بنزع‬
‫الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية "‬

‫و من خالل اإلشكالية األساسية السالفة الذكر يمكن طرح اإلشكاليات الفرعية التالية ‪:‬‬

‫ما هي النصوص القانونية المؤطرة لمنازعات الجماعات الترابية المتعلقة بدعاوى التعويض؟‬

‫ما هي أسس المسؤولية االدارية للجماعات الترابية؟‬

‫اين تتجلى صور وأشكال المسؤولية االدارية ؟‬

‫‪2‬‬
‫ولالجابة عن هذه االشكاليات سنتناول هذا الموضوع من خالل مبحثين يتناول االول اسس المسؤولية‬
‫االدارية للجماعات الترابية وجوانبها المسطرية بينما يعالج الثاني عالقة نزع الملكية واالعتداء المادي‬
‫والعقود اإلدارية بمنازعات الجماعات الترابية وبعض األحكام القضائية بخصوصها‪.‬‬

‫اسس المسؤولية االدارية للجماعات الترابية وجوانبها المسطرية‬ ‫المبحث االول ‪:‬‬
‫إن المسؤولية اإلدارية تنطوي على تحميل اإلدارة تبعات ما يسببه نشاطها من أضرار لألفراد‪ ،‬ووفقا‬
‫للضوابط القانونية فهي تحتل مكانة بالغة بين موضوعات القانون عموما‪ ،‬وقد مرت بمجموعة من‬
‫المراحل التاريخية والقانونية ‪ ،‬كما أن المسؤولية اإلدارية تتخذ صورتين ‪ :‬المسؤولية اإلدارية على‬
‫أساس الخطأ والمسؤولية اإلدارية بدون خطأ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬اسس المسؤولية االدارية للجماعات الترابية‬


‫من المتعارف عليه ان االدارة مسؤولة عن االضرار التي قد تسببها تصرفاتها المادية و القانونية ‪.‬‬
‫فالمسؤولية الخطيئة هي اول مسؤولية اسندت الى المحاكم االدارية المغربية‪ ,‬اال ان اساس المسؤولية‬
‫اإلدارية ال يخضع لنظام واحد ‪ ,‬فقد يكون أساس المسؤولية هوا لخطا فتكون الجماعة ملزمة بتعويض‬
‫المتضرر عن األضرار التي أحدثتها كلما ثبتت العالقة السببية عن تصرف اإلدارة الخاطئ والضرر‪.‬وقد‬
‫تكون هناك المسؤولية بدون خطا وذلك في إطار المسؤولية بناءا على نظرية المخاطر ‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬المسؤولية بناءا على الخطأ‬


‫وفي نظام المسؤولية الخطئية نميز بين الخطأ الشخصي والخطأ المرفقي‪،‬والخطأ هو كل فعل غير‬
‫مشروع أو غير مبرر يمكن أن ينتج عنه ضرر سواء كان هذا الفعل ايجابي آو سلبي وسواء كان عمديا‬
‫أو غير عمدي وسواء كان جسيما أو عاديا‪.‬‬

‫ويعتبر الخطأ الشخصي هو الخطأ الذي ينسب إلى الموظف حيث تتحقق مسؤوليته الشخصية عن هذا‬
‫الخطأ ويصبح وحده مسؤوال عن األضرار التي تنجم عنه وملزم بدفع التعويض‪ .‬ولتحديد الخطأ‬
‫الشخصي وتمييزه عن الخطأ المرفقي ‪،‬استنبط الفقهاء وثالث معايير والخطأ الشخصي‪:‬‬

‫إن يكون خطا جسيما‬ ‫•‬

‫أو أن يكون مرتبط بنية الشخص المرتكب للخطأ‬ ‫•‬

‫أو أن يكون مرتبطا بالهدف المقصود الذي يؤدي إلى خروج عن الوظيفة‬ ‫•‬

‫‪3‬‬
‫أما الخطأ المرفقي هو الخلل في السير العادي للمرفق الذي يرجع إلى احد أو عدة موظفين لكن ال يمكن‬
‫أن ينسب إليهم شخصيا وتتحمل فيه الجماعات الترابية مسؤولية التعويض ويكون االختصاص للقضاء‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫وينقسم الخطأ إلى ثالث أصناف‪:‬‬

‫سوء أداء الخدمة‪ :‬فالمرفق أدى الخدمة لكنها على وجه سيء مما يتسبب في ضرر للغير وذلك‬ ‫•‬

‫بسبب التنظيم السيء للمرفق وهذا التنظيم ال يشمل األعمال المادية فقط بل األعمال القانونية ‪،‬فال‬
‫مشروعية األعمال اإلدارية تشكل ابرز األخطاء المرفقية التي يمكن أن تحرك دعوى‬
‫المسؤولية ضد الجماعات الترابية‪.‬‬

‫االمتناع عن أداء الخدمة ‪ :‬والفرض أن النظام يلزم المرفق بأداء الخدمة وال تتمتع اإلدارة بأية‬ ‫•‬

‫سلطة تقديرية كما أن عدم أداء الخدم ال يرجع إلى امتناع الموظف فحسب وإنما إلى عدم تقديم‬
‫الخدمة من ذلك االمتناع الجماعة الترابية عن تنفيذ األحكام القضائية‪.‬‬

‫البطء في أداء الخدمة‪:‬فالمرفق غير ملزم بتقديم الخدمة في مدة زمنية محددة وإنما تأخر في‬ ‫•‬

‫أداءها أكثر مما يجب دون مبرر‪ ،‬كالتأخر في تنفيذ حكم قضائي‪.‬‬

‫وإذا كانت المسؤولية اإلدارية في فرنسا من إبداع مجلس الدولة وحصيلة اجتهاداته في الميدان اإلداري‬
‫انطالقا من حكم بال نكو‪،‬فان قواعد المسؤولية اإلدارية بالمغرب هي من وضع المشرع الذي حدد‬
‫بنصوص واضحة حدود مسؤولية الموظف والجماعات الترابية ‪،‬ففي المغرب ال تسال الجماعات الترابية‬
‫إال عن األخطاء المرفقية التي يرتبها الموظف(ف‪)79‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬أما األعمال التي توصف بالجسيمة أو‬
‫تنطوي على تدليس فهي دائما أخطاء شخصية يتحمل الموظف مسؤوليتها بصفة شخصية ويدفع‬
‫التعويض من ماله الخاص‪ .‬وال يمكن إثارة مسؤولية الجماعة الترابية عنها إال بعد ثبوت عجز الموظف‬
‫عن دفع التعويض لفائدة المتضرر‪،‬وإذا كان القضاء من يضع الحدود الفاصلة بين مسؤولية الجماعات‬
‫الترابية ومسؤولية الموظف الشخصية ‪،‬غير أن الحلول القضائية ال تعطي جوابا شافيا لتحديد هذا‬
‫المعيار‪.‬‬

‫ومن خصائص الضرر الذي يحمل الجماعات الترابية المسؤولية اإلدارية‪:‬‬

‫• أن يكون الضرر مؤكد ويعني هذا استبعاد الضرر المحتمل‪.‬‬


‫• أن يكون مباشر أي نتيجة مباشرة للفعل الضار أي إثبات العالقة السببية‬
‫• أن يقع على حق أو مصلحة مشروعة‬

‫‪4‬‬
‫• أن يكون الضرر قابل للتقويم بالمال‬
‫• أن يكون الضرر شخصي‪،‬إال أن هذه الخاصية تشمل بعض االستثناءات‪.‬‬

‫هذا فيما يخص الشروط العامة أما الشروط الخاصة هو أن يكون الضرر غير عادي يشكل عبئا خاصا‬
‫يتحمله المتضرر دون باقي المنتفعين‪،‬كما يجب أن يكون خاصا أي انه أصاب شخصا أو عدد من‬
‫األشخاص يمكن تحديدهم اسميا‪.‬‬

‫وقد عمل القاضي على تجاوز التفسير الكالسيكي للفصل ‪ 79‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ليؤسس لمبدأ الجمع بين‬
‫الخطأين الخطأ الشخصي للموظف والخطأ المرفقي للجماعة الترابية ‪،‬حيث نص الحكم رقم ‪172‬‬
‫الصادر في ‪2‬ماي ‪ 2007‬في قضية شركة صودا كور ضد وزير الداخلية لقيادة تاغرامت عمالة‬
‫الفحص انجرا‪ ،‬حيت امتنع القائد عن تنفيذ حكم قضائي حائز على قوة األمر المقضي به باعتباره خطا‬
‫شخصيا و الخطأ المرفقي في حق اإلدارة تهاونها في فرض الرقابة واإلشراف على الموظف المعني‬
‫بالتنفيذ ‪،‬ويعتبر هذا الحكم القضائي تطورا نوعيا لقواعد المسؤولية اإلدارية بالمغرب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية اإلدارية بدون خطا‬


‫قد يؤدي تطبيق المسؤولية اإلدارية بناء على الخطأ في بعض الحاالت إلى استحالة استيفاء التعويض عن‬
‫الضرر بسبب عدم قدرة المتضرر على إثبات وجود خطا من طرف الجماعة الترابية ‪،‬وحتى تتم مواجهة‬
‫هذا االحتمال فقد ابتكر القاضي اللجوء إلى نظام أخر للمسؤولية يسمح بتعويض المتضررين وهذا‬
‫النظام هو نظام المسؤولية اإلدارية بدون خطا ‪،‬حيث أصبحت الجماعات الترابية تتحمل التعويض عن‬
‫أعمالها حتى دون خطا إذا ثبت أن الضرر كان نتيجة نشاط جماعة ‪،‬وترتكز المسؤولية بدون خطا على‬
‫األساس القانوني العام الذي تقوم عليه كل أصناف المسؤولية وهو مبدأ المساواة المواطنين أمام التكاليف‬
‫العامة والتضامن االجتماعي ‪،‬كما ترتكز أيضا على أجراء خاص يتمثل في المخاطر التي يمكن أن‬
‫ينطوي عليها النشاط اإلداري والتي تلزم الجماعة الترابية بتعويض األضرار الحاصلة حتى في غياب‬
‫أي خطا‪.‬ويتبنى المشرع في فصله ‪ 79‬نظرية المخاطر التي مفادها أن ضمان الجماعة الترابية للضرر‬
‫واجب بمجرد أن يكون ناشئ بصفة مباشرة عن العمل الذي تقوم به الجماعة الترابية ‪،‬وبخالف‬
‫المسؤولية الخطئية التي ال تنعقد إال بتوفر الخطأ ‪ ،‬الضرر‪،‬العالقة السببية بينهما‪ ،‬فان المسؤولية بناء عال‬
‫مخاطر تتحقق يتوفر ركنين فقط وهما الضرر والعالقة السببية‪.‬‬

‫ومن تطبيقات المسؤولية اإلدارية على أساس المخاطر نجد األضرار الناتجة عن األشغال العمومية‬
‫وتتخذ أشكاال متعددة من بينها األضرار الدائمة واألضرار العرضية الالحقة بالمستعملين والغير ‪،‬ومن‬
‫تطبيقاتها األضرار الناتجة عن استعمال أشياء خطيرة مثل استعمال األسلحة من طرف الشرطة ‪..‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الجوانب المسطرية لدعاوى التعويض المتعلقة بالجماعات الترابية‬

‫الفرع االول ‪ :‬االختصاص النوعي‬


‫لقد كانت دعوى التعويض أو المسؤولية اإلدارية تقام لدى المحاكم االبتدائية قبل إحداث المحاكم اإلدارية‬
‫بقانون ‪ 41.90‬سنة ‪ ،1993‬ليتم الفصل بين المسؤولية المدنية لإلدارة ( الفصلين ‪ 79‬و ‪ 80‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود) ومسؤوليتها اإلدارية ( المادة ‪ 8‬من قانون ‪.)41.90‬‬

‫وبذلك أصبحت المسؤولية اإلدارية موزعة بين محاكم القضاء العادي والمحاكم اإلدارية حسب طبيعة‬
‫النشاط اإلداري فمتى كان النشاط عاديا وكانت المسؤولية مدنية انعقد االختصاص للمحاكم العادية‪ ،‬ومتى‬
‫كان إداريا وعاما انعقد االختصاص للمحاكم اإلدارية للبت في النزاع‪.‬‬

‫ومن تم يمكن القول ان الجهة القضائية التي تملك االختصاص النوعي في دعاوى التعويض المرفوعة‬
‫ضد الجماعات الترابية هي المحاكم االدارية مند احداثها سنة ‪.1993‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الشروط الشكلية الخاصة بدعاوى التعويض‬


‫ترفع دعوى المطالبة بالتعويض أمام المحاكم اإلدارية‪ ،‬وال يكون الضحية ملزما بممارسة طعن إداري‬
‫سابق‪ ،‬بل بإمكانه التوجه مباشرة إلى المحكمة‪ ،‬وإذا كانت دعوى التعويض سترفع ضد الجماعات‬
‫الترابية ‪ ،‬فإن المدعي يكون ملزما بإحالة الشكاية إلى والي الجهة إذا تعلق األمر بشكاية ضد الجهة‪،‬‬
‫وإلى عامل العمالة أو اإلقليم أو إذا كانت الشكاية ضد العمالة واإلقليم والجماعة‪.‬‬

‫واإلجراءات المسطرية المتبعة في دعوى المسؤولية اإلدارية‪ ،‬تختلف عن اإلجراءات المتبعة في دعوى‬
‫اإللغاء‪ ،‬فدعوى التعويض ترمي باألساس إلى التعويض عن األضرار التي لحقت بالمتضرر‪.‬‬

‫والدارس للقانون رقم ‪ 90_41‬يالحظ بأن المشرع اعتبر قانون المسطرة المدنية هو الشريعة العامة‬
‫للقواعد اإلجرائية المتعبة أمام المحاكم اإلدارية‪ ،‬إال أنه أقدم على تعديل البعض منها من جهة وأحدث‬
‫مؤسسة المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق من جهة أخرى‪.‬‬

‫و تتصف الدعوى أمام المحاكم اإلدارية‪ ،‬بمجموعة من اإلجراءات والخصائص التي البد للمحكمة القيام‬
‫بها منذ توصلها بالملف المقدم من قبل المدعي بالحق‪ ،‬أو بالتعويض بجبر ضرر ما‪ ،‬وهذه الخصائص‬
‫تعد ضرورية لتحضير ملف متكامل للقضية أمام القاضي اإلداري الذي يتولى النظر في القضية‪ ،‬وهي‬
‫تتمثل في أن الدعوى أساسا تعد مسطرة كتابية‪ ،‬وتحقيقية وحضورية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وجدير بالذكر انه إذا كان طلب التعويض يتطلب استصدار حكم باإللغاء ‪ ،‬فإنه يستحسن عدم رفعه مع‬
‫طلب اإللغاء و إذا كانت دعوى التعويض سترفع ضد مجلس جماعي‪ ،‬فإن المدعي يكون ملزما بإخبار‬
‫وزير الداخلية بمذكرة يعرض فيها موضوع و أسباب احتجاجه و ال يمكنه رفع الدعوى إال بعد مرور‬
‫شهرين من تاريخ وضع مذكرته‪.‬‬

‫و تنظر المحكمة اإلدارية ابتدائيا فقط مع بقاء حق االستئناف‪ ،‬و ال يعتد بقيمة التعويض ما إذا كانت أقل‬
‫أو تفوق ‪ 3000‬درهم كما هو الشأن في المحاكم االبتدائية‪.‬‬

‫و بالنسبة لآلجال فهو ‪ 60‬يوما من تاريخ صدور النشاط اإلداري المسبب للضرر‪ ،‬ماعدا إذا كانت هناك‬
‫نصوص قانونية مخالفة ‪.‬‬

‫ونشير في األخير إلى وجوب إدخال الوكيل القضائي في جميع الطلبات التي تستهدف التصريح بمديونية‬
‫الدولة‪ ،‬أو المؤسسات العمومية أو الشبه عمومية (الفصل ‪ 514‬من قانون المسطرة المدنية )‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عالقة نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية بمنازعات الجماعات الترابية‬
‫وبعض األحكام القضائية بخصوصها‬
‫ان االرتقاء بالجماعات الترابية الى مصاف قواطر للتنمية المحلية جعلتها تمارس انشطتها في ميادين‬
‫متعددة وتستعمل وسائل قانونية ومادية قد ينتج عنها مساس بحقوق اشخاص طبيعية ومعنوية مما يترتب‬
‫عنها منازعات قضائية يكون موضوعها نزع الملكية او اعتداء مادي اوعقود إدارية او قرارات ادارية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية أسباب رئيسية لنشوء منازعات‬
‫الجماعات الترابية‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬نزع الملكية‬


‫يستفاد صراحة من نص الفصل الثالث المضمن في كل من ظهيري ‪ 31‬غشت ‪ 1914‬و‪ 3‬أبريل‬
‫‪ 1951‬أن الحق في نزع الملكية هو ثابت للدولة التي لها أن تفوضه إلى مؤسسات عامة أو خاصة‪.‬‬

‫وينص الفصل الثالث من قانون نزع الملكية الجديد رقم ‪ 7.81‬على ما يلي‪" :‬يخول حق نزع الملكية‬
‫إلى الدولة أو الجماعات المحلية وإلى األشخاص المعنويين اآلخرين الجارية عليهم أحكام القانون العام أو‬
‫الخاص أو األشخاص الطبيعيين الذي تفوض إليهم السلطة العامة حقوقها للقيام بأشغال أو عمليات معلن‬
‫أنها ذات منفعة عامة"‪.‬‬

‫يستفاد من هذا النص‪ ،‬وبالمقارنة مع نظيريه السابقين أن المشرع قد وسع من نطاق األشخاص الذين‬
‫لهم مبدئيا حق نزع ملكية الخواص من أجل المنفعة العامة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وبمجرد الوقوف عند مقتضيات الفصل الثالث السالف الذكر‪ ،‬ال تضح أن نزع الملكية من أجل المنفعة‬
‫العام يثبت بصفة أصلية للدولة والجماعات المحلية أما األشخاص اآلخرين فال يثبت لهم ذلك الحق إال‬
‫بتفويض من السلطات العامة نفسها التي تملك ذلك الحق‪.‬‬

‫مهما يكن من أمر‪ ،‬فان حق الملكية حق مقدس دستوريا‪ ،‬ونزعه ألجل المنفعة العامة هو إجراء‬
‫تستلزمه متطلبات التنمية بالبالد‪ ،‬وبالتالي فانه الى جانب نقل الملكية لفائدة الجهة المخول لها قانونا ذلك‪،‬‬
‫فانه من المناسب التوفيق بين مصالح المنزوعة ملكيته في الحصول على تعويض عادل من جانب نازع‬
‫الملكية ال كتساب ملكية عقار واستخدامه للمنفعة العامة أخذا بعين االعتبار أيضا ما يوجبه مبدأ حماية‬
‫المال العام من جانب أخر ( عدم أداء تعويضات مبالغ فيها) ‪ ،‬وتحقيق الهدف المذكور موكول لكافة‬
‫األطراف المعنية بالموضوع إداريا وقضائيا‪ ،‬ولعل هذا األمر هو ما أكده الخطاب الملكي السامي الذي‬
‫تاله صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا وأيده أمام البرلمان بتاريخ‪ 14‬اكتوبر‪ 2016‬إذ ورد‬
‫في الخطاب السامي ما يلي‪….. " :‬فالعديد من المواطنين يشتكون من قضايا نزع الملكية‪ ،‬الن الدولة لم‬
‫تقم بتعويضهم عن أمالكهم أو لتأخير عملية التعويض لسنوات طويلة تضر بمصالحهم‪ ،‬أو الن مبلغ‬
‫التعويض اقل من ثمن البيع المعمول به وغيرها من األسباب‪.‬‬

‫إن نزع الملكية يجب أن تتم لضرورة المصلحة العامة القصوى‪ ،‬وان يتم التعويض طبقا لألسعار‬
‫المعمول بها في نفس تاريخ القيام بهذه العملية مع تبسيط مساطر الحصول عليه‪،‬‬

‫وال ينبغي ان يتم تغيير وضعية األرض التي تم نزعها وتحويلها ألغراض تجارية أو تفويتها من اجل‬
‫المضاربات العقارية‪…..‬‬

‫إن أهم المجاالت التي تطرح الحماية القضائية لحق الملكية العقارية لألفراد بالنسبة للقضاء اإلداري‬
‫هي مجاالت نزع الملكية و االعتداء المادي‪.‬‬

‫ففي مجال نزع الملكية تتجلى هذه الحماية في بسط القانون اإلداري لرقابته على مدى احترام اإلدارة‬
‫نازعة الملكية لمقتضيات قانون نزع الملكية وذلك انطالقا من‪:‬‬

‫‪-‬مراقبته لمشروعية القرار المعلن للمنفعة العامة‪.‬‬

‫‪-‬مراقبته لمشروعية االحتالل المؤقت‪.‬‬

‫‪-‬مراقبته لمشروعية االتفاق بالتراضي الذي تبرمه اإلدارة نازعة الملكية مع المنزوعة ملكيته‪.‬‬

‫شروط نزع الملكية‪:‬‬

‫إن نزع الملكية امتياز غير مطلق يتم استعماله وفق شروط باتباع إجراءات مسطرية حددها المشرع‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫‪-‬توفر شرط المنفعة العامة في المشاريع المرغوب إنجازها‬

‫‪-‬نزع الملكية ينصب على العقارات دون المنقوالت‬


‫‪8‬‬
‫‪-‬استثناء العقارات ذات الصبغة الدينية أو المعدة إلقامة مختلف الشعائر والمقابر والعقارات التابعة‬
‫للملك العام‪ ،‬والمنشآت العسكرية نظرا لعدم جواز نزع ملكيتها‪.‬‬

‫‪-‬مراعاة الضوابط التي تحكم العقارات موضوع نزع الملكية‪ ،‬وكذا استعماالتها‪.‬‬

‫‪-‬احترام المقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫‪-‬ال يتم بصفة قانونية حيازة العقارات ونقل ملكيتها إال بحكم قضائي بعد استيفاء اإلجراءات اإلدارية‬
‫لنزع الملكية واستحالة التراضي مع المالك‪.‬‬

‫مسطرة أو إجراءات نزع الملكية‪:‬‬

‫تتم مسطرة نزع الملكية على مرحلتين‪ :‬مرحلة إدارية صرفة ومرحلة قضائية ‪.‬‬

‫‪ -1‬المرحلة اإلدارية لنزع الملكية‬

‫تتولى هذه المرحلة السلطة اإلدارية‪ ،‬وذلك باحترام مسطرة قانونية معينة تتوقف عليها مشروعية‬
‫القرار الذي يقضي بنزع الملكية‪ ،‬وهذه المسطرة تبتدئ باإلعالن عن المنفعة العامة ثم القيام بإجراءات‬
‫بحث إداري في ضرورة نزع الملكية المراد بها تحقيق تلك المنفعة‪ ،‬وتنتهي بمحاولة اتفاق بالتراضي‬
‫بين المالك والسلطة اإلدارية المختصة بنزع الملكية ‪،‬وهذه المسطرة تخضع لرقابة القضاء للتأكد من‬
‫مشروعيتها‪.‬‬

‫‪ 1.1‬اإلعالن عن المنفعة العامة‬

‫إن ظهير ‪ 1982‬لم يحدد السلطة المختصة باإلعالن عن المنفعة إذ أنه اكتفى في فصله السادس‬
‫بالقول بأن اإلعالن عن تلك المنفعة يتم بمقرر إداري‪ ،‬فجاء المرسوم التطبيقي للظهير بتاريخ ‪ 16‬أبريل‬
‫‪ 1983‬ليبين في فصله األول أن المنفعة العامة تعلن بمرسوم يتخذ باقتراح من الوزير المعني باألمر‪.‬‬

‫ويسند هذا االختصاص –بنصوص قانونية خاصة‪ -‬إلى سلطات إدارية مختلفة‪.‬‬

‫واإلعالن عن المنفعة العامة ينبغي أن يستند على ضرورة األشغال أو العمليات المقررة لنزع الملكية‪،‬‬
‫فإذا تبين للسلطات اإلدارية إجراء تغيير في استعمال األمالك المقرر نزع ملكيتها‪ ،‬فإن ذلك يستوجب‬
‫إعالنا جديدا عن المنفعة العامة‪ ،‬كما ال يجوز إدخال أي تغيير أو تحويل على األمالك المقصودة –بعد‬
‫نشر نص اإلعالن عن المنفعة العامة‪ -‬إال برخصة من طالب نزع الملكية‪.‬‬

‫وتسري آثار اإلعالن عن المنفعة العامة طيلة مدة سنتين –في الحاالت العادية‪ -‬أما إذا تعلق األمر‬
‫بمخططات التهيئة واإلعداد‪ ،‬فإن آثار اإلعالن عن تلك المنفعة العامة تكون ‪ 20‬سنة لمخططات التهيئة‬

‫‪9‬‬
‫الحضرية‪ ،‬وعشر سنوات لتصاميم التنمية بالمجموعات العمرانية القرورية‪ ،‬وعشرين سنة بالنسبة‬
‫لقرارات التصفيف‪ ،‬مع إمكانية تجديد تلك المدد لمدد أخرى معادلة إذا كانت الضرورة تقتضي ذلك‪.‬‬

‫ونظرا لما يرتبه مقرر اإلعالن عن المنفعة العامة من آثار قانونية تسري لمدة طويلة‪ ،‬فإن المشرع قد‬
‫نص على إجراءات قانونية ينبغي احترامها بشأن ذلك المقرر‪ ،‬وتتجلى تلك اإلجراءات في تدابير‬
‫اإلشعار اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬نشر المقرر بكامله في الجريدة الرسمية‪ ،‬وأن يدرج إعالن بذلك في جريدة أو عدة جرائد مأذون لها‬
‫في نشر اإلعالنات القانونية مع اإلشارة إلى الجريدة الرسمية التي وقع نشره بها‪.‬‬

‫‪ -‬تعليق نصه الكامل بمكاتب الجماعة التي تقع فيها المنطقة المقرر نزع ملكيتها‪ ،‬ويمكن أن تتم‬
‫التدابير المذكورة بجميع وسائل االشعار األخرى المالئمة‪.‬‬

‫‪ :1.2‬قرار التخلي‬

‫إذا ثبت أن اإلعالن على المنفعة العامة يقتصر على منطقة ما‪ ،‬فإنه يصبح على السلطة اإلدارية‬
‫المختصة تحديد األراضي المراد نزع ملكيتها بكل دقة‪ ،‬وأن تصدر بذلك مقر إداري يطلق عليه "مقرر‬
‫التخلي" وتتخذ بشأنه إجراءات اإلشهار التي يخضع لها قرار إعالن المنفعة العامة‪.‬‬

‫ويجب اتخاذ قرار التخلي في أجل سنتين‪ ،‬تبتدئ من تاريخ اإلعالن عن المنفعة العامة‪ ،‬وهذه المدة‬
‫قابلة للتجديد‪ ،‬وإذا لم يتم اتخاذ قرار التخلي خالل تلك المدة فإنه يتعين تجديد اإلعالن عن المنفعة العامة‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة فإن مدة صالحية قرار التخلي تكون لسنتين‪ ،‬وذلك لحث اإلدارة على التعجيل بالمسطرة‬
‫وتجنب تهديد المالك بنزع ملكيتهم لمدة غير معينة‪.‬‬

‫والسلطة المختصة بإصدار قرار التخلي تتمثل في العامل إذا صدر الطلب عن اإلقليم أو العمالة‪،‬‬
‫ورئيس المجلس الجماعي إذا طلب نزع الملكية من لدن الجماعات‪.‬‬

‫ويجوز لهذه السلطات أن تفوض االختصاص المذكور‪ ،‬وفي باقي الحاالت فإن السلطة المختصة تتمثل‬
‫في الوزير المعني باألمر بعد استشارة وزير الداخلية‪.‬‬

‫ويمر اإلعالن عن قرار التخلي بعدة إجراءات تتجلى في‪:‬‬

‫البحث اإلداري‪ :‬تتواله السلطة المختصة قبل اتخاذ النص الذي تعين فيه األمالك المراد نزع ملكيتها‪،‬‬
‫والذي هو بحسب الحالة إما قرار إعالن المنفعة العامة نفسه وإما قرار التخلي‪ ،‬ويجب أن يتعمد بحث‬
‫مشروع تعيين األمالك المواد نزع ملكيتها عن طريق‪:‬‬

‫‪-‬نشره في الجريدة الرسمية وفي جريدة أو عدة جرائد من دون لها في نشر اإلعالنات القانونية‪.‬‬

‫‪-‬يودع ذلك البحث مشفوعا بتصميم لدى مكتب الجماعة حتى يتمكن المعنيون باألمر من اإلطالع عليه‬
‫وإبداء مالحظاتهم بشأنه خالل أجل شهرين يبتدئ من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية‪ ،‬كما يجب على‬
‫المعنيين باألمر خالل ذلك األجل المحدد‪ ،‬أن يعرفوا بجميع مستأجري األراضي الزراعية والمكترين‬
‫‪10‬‬
‫وغيرهم ممن بيدهم حقوق في العقارات وإال بوقوا وحدهم مدنيين لهؤالء االشخاص بالتعويضات التي قد‬
‫يطالبون بها‪.‬‬

‫‪-‬ويجب أن يودع المشروع الذي سبق ذكره لدى مصلحة المحافظة على األمالك العقارية فيما يخص‬
‫األمالك المحفظة أو الموجودة في طور التحفيظ‪ ،‬وفيما يتعلق باألمالك غير المحفظة فإن المشروع‬
‫المتعلق بشأنها يودع بكتاية ضبط المحكمة االبتدائية المنتمي إليها موقع العقار الذي تتولى تقييده في‬
‫سجل خاص‪.‬‬

‫ويسلم كاتب الضب إلى نازع الملكية بشهادة تثبت هذا التقييد‪.‬‬

‫والهدف من هذه اإلجراءات الشكلية لمشروع تعيين نزع الملكية وشروط إنجازها من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫ثانية تكون كأداة لمعرفة أصحاب الحقوق المتعلقة باألمالك التي تهمها العملية‪.‬‬

‫‪-‬محاولة اإلتفاق بالتراضي‪ :‬بشأن نزع الملكية للمنفعة العامة‪ ،‬كانت مسألة إجبارية في ظهير سنة‬
‫‪ ،1951‬أما بمقتضى ظهير ‪ 1982‬فإنها أصبحت اختيارية مع استمرار العمل بكل ما يتعلق بتنفيذها‬
‫وآثارها‪.‬‬

‫وإذا تم تحديد مبلغ التعويض مراضاة بين الجانبين‪ ،‬فإن ذلك يعطي الخوض في المرحلة القضائية‬
‫لنزع الملكية للمنفعة العامة‪.‬‬

‫‪-‬مراقبة القضاء للمسطرة اإلدارية لنزع الملكية‪ :‬بحيث يجوز للقضاء مراقبة المسطرة اإلدارية لنزع‬
‫الملكية عن طريق دعوى اإللغاء للشطط في استعمال السلطة‪ ،‬إذا أثبت المعنيون باألمر بأن الغرض من‬
‫المنفعة العامة الذي يستند إليه طالب نزاع الملكية ال يطابق دوافعه الحقيقية أو عندما من ظروف واقعة‬
‫معينة أن العملية المزمع التي مر بها ال تهدف إلى تحقيق المنفعة العامة التي يدعيها طالب نزع الملكية‪.‬‬

‫ويراقب القضاء –بصفة عامة‪ -‬المسطرة اإلدارة لنزع الملكية‪ ،‬وذلك من حيث مشروعيتها أي مدى‬
‫مطابقتها للقانون‪.‬‬

‫‪ -2‬المرحلة القضائية لنزع الملكية‬

‫وتبدأ هذه المرحلة في الحالة التي ال يتم فيها اإلتفاق بالتراضي بين اإلدارة ومالك العقار المراد نزع‬
‫ملكيته‪ ،‬وهي تشتمل على ثالثة عناصر‪ :‬الحيازة‪ ،‬نقل الملكية‪ ،‬وتحديد مبلغ التعويض‪.‬‬

‫اوال‪ :‬الحيازة‬

‫تكون حيازة اإلدارة لملك الخواص –في إطار نزع الملكية‪ -‬في حالتين‪:‬‬

‫‪-‬الحالة التي يتم فيها ذلك عن طريق اإلتفاق بالتراضي مع دفع تعويض احتياطي‬

‫‪-‬والحالة األألخرى هي تلك التي تتم فيها الحيازة قسرا أو جبرا عندما يرفض المالك ذلك‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وفي هذه الحالة األخيرة هي التي تهمنا أساسا في هذا المجال‪ ،‬حيث يتعين على طالب نزع الملكبة‬
‫التوجه إلى المحكمة اإلدارية‪ .‬الواقع العقاري في ذاكرة نفوذها طلب ألجل الحكم له بحيازة العقار مقابل‬
‫إيداع أو دفع مبلغ التعويض المقترح‪ ،‬وال يجوز أن يرفض القاضي هذه الحيازة إال إذا كانت المسطرة‬
‫التي تتبعها اإلدارة في ذلك قابلة لإلبطال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نقل الملكية‬

‫لقد عمد المشرع بنقل الملكية إلى القاضي المختص إال أن دور هذا األخير محدود بحيث ال يجوز له‬
‫رفض نقل الملكية إال إذا ال حظ في المسطرة وجها من أوجه عدم المشروعية كمرور األجل عن رفع‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫ويتم نقل الملكية بإيداع نازع الملكية طلب لدة المحكمة اإلدارية الواقع الملك في دائرة نفوذها خالل‬
‫السنتين المواليتين لقرار نزع الملكية‪ ،‬فيتولى رئيس المحكمة المختصة أو القاضي المفوض من قبله‬
‫إصدار حكم يقضي بنقل الملكية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحديد التعويض‬

‫إذا كان المشرع سمح بنزع أمالك الخواص تحقيقا للمنفعة العامة فإنه بالمقابل قد وضع مجموعة من‬
‫الضمانات لهؤالء حماية لدعوتهم من الضياع‪ ،‬حيث فرض على نازع الملكية أداء تعويض مناسب‬
‫للمنزوع ملكيته‪.‬‬

‫وقد نص الفصل ‪ 20‬من قانون ‪ 7.81‬على القواعد الواجب احترامها لتقديم التعويض وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪-1‬يجب أن ال يشمل إال الضرر الدال والمحقق والناشئ مباشرة عن نزع الملكية‬

‫‪-2‬يحدد مقدار التعويض حسب قيمة العقار يوم صدور قرار نزع الملكية دون أن تراعى في تحديد‬
‫هذه القيمة البناءات واألغراس والتحسينات المنجزة دون موافقة نازع الملكية ونشر أو تبليغ مقرر إعالن‬
‫المنفعة العامة المعين لألمالك المقرر نزع ملكيتها‪.‬‬

‫‪-3‬يجب أن ال يتجاوز التعويض المقدر بهذه الكيفية قيمة العقار يوم نشر مقرر التخلي وتبليغ مقرر‬
‫إعالن المنفعة العامة المعين لألمالك التي ستنزع ملكيتها‪.‬‬

‫‪-4‬تغييرا لتعويض عند االقتضاء باعتبار ما يحدثه اإلعالن عن األشغال المزمع إنجازها من فائض‬
‫القيمة أو نقصانها بالنسبة لجزء العقار الذي تنزع ملكيته‪.‬‬

‫ويجب أداء أو إيداع التعويض على أساس هذه المبادئ قبل حيازة الملك من هذه اإلدارة طالبة نزع‬
‫الملكية‪.‬‬

‫وإذا صدرت األحكام القضائية اآلمرة بالشروع في الحيازة أو بنقل الملكية وتحديد مبلغ التعويض‪،‬‬
‫فإنه ينبغي تبليغها من طرف كانت الضبط إلى نازع الملكية والمنزوع ملكيتهم وكذلك إذا كان األمر‬

‫‪12‬‬
‫يتعلق بعقارات محفظة أو في طور التحفيظ إلى مختلف ذوي الحقوق ويجب أن تنشر تلك األحكام وتعلق‬
‫بمقر الجماعة التابع لها موقع العقار المنزوع ملكيته‪.‬‬

‫وتبلغ كذلك إلى المحافظة على األمالك العقارية فيما يخص األمالك التي يشملها التحفيظ وإال فإلى‬
‫المحكمة المختصة قصد تقييدها في سجل خاص‪.‬‬

‫ويجب على اإلدارة دفع مبالغ التعويض في أجلها القانوني وفي حالة التأخير فإنها تتعرض لدفع فوائد‬
‫بحسب السعر القانوني ليسري أثرها بصورة تلقائية ابتداءا من تاريخ انصرام أجل شهر على تاريخ تبليغ‬
‫أو نشر األحكام المتعلقة بالتصريح بالحيازة أو بنزع الملكية‪.‬‬

‫وحماية للحقوق األفراد فقد أباح المشرع للمنزوع ملكيتهم من اللجوء إلى القضاء في كل حالة ثبت‬
‫فيها تعسف من قبل اإلدارة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االعتداء المادي‬
‫إن القانون رقم ‪ 7.81‬المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.81.254‬الصادر بتاريخ ‪ 6‬ماي ‪ 1982‬يعتبر في حد ذاته ضمانة لحماية حق‬
‫الملكية العقارية بسبب ما قرره في فصله األول من وقف تحقق نزع ملكية العقارات على التقيد‬
‫باإلجراءات والكيفيات المقررة بهذا القانون وهو ما يتفق وكون حرمة حق الملكية هي القاعدة واألصل‬
‫بنص الدستور والمواثيق الدولية‪.‬‬

‫أما نزع الملك ية فهو مجرد استثناء من هذا األصل تقتضي اللجوء إليه ظروف استثنائية لإلدارة‪ ،‬وهو‬
‫ما يقتضي إحاطته بمجموعة من الضمانات والقيود تحد من لجوء اإلدارة إليه للحصول على العقارات‬
‫الخاصة لألفراد إال في حدود الشرعية التي تقتضي سلوكها لمجموعة من اإلجراءات والمساطر والتدابير‬
‫توجت بمنح القضاء االختصاص في اإلذن بالحيازة والحكم بنقل الملكية وتحديد التعويض النهائي المقابل‬
‫لنزع الملكية وهو اختصاص يمكن القضاء اإلداري من بسط رقابته على مدى احترام اإلدارة نازعة‬
‫الملكية للمقتضيات المطلوب منها سلوكها وتطبيقا للوصول إلى نزع الملكية لفائدتها‪.‬‬

‫وهكذا تولى القضاء اإلداري للمحاكم اإلدارية بشقيه قضاء الموضوع وقضاء االستعجال مراقبة‬
‫سالمة اإلجراءات اإلدارية لنزع الملكية ومراقبة سالمة االحتالل المؤقت المقرر لصالح اإلدارة من‬
‫طرف نفس القانون‪ ،‬كما تولى المجلس األعلى من قبل بسط رقابته على مشروعية المقرر المعلن للمنفعة‬
‫العامة‪ ،‬وعلى مشاريع نزع الملكية‪ ،‬كما أن القضاء اإلداري تولى كذلك بسط مراقبته على االتفاق‬
‫بالتراضي الذي ينجز بين اإلدارة نازعة الملكية وبين المنزوعة ملكيتهم في إطار الفصل ‪ 42‬من قانون‬
‫نزع الملكية‪.‬‬

‫ومن تم فإن استيالء اإلدارة على عقار مملوك للغير سواء بصفة مؤقتة أو دائمة خارج مقتضيات‬
‫قانون نزع الملكية وخارج أي اتفاق رضائي بينها وبين المالك يعتبر من قبيل الغصب واالعتداء‬
‫الموصوف بعدم الشرعية لخرقه حق حرمة الملكية الخاصة‪ ،‬ويتحقق هذا الغصب سواء لم تسلك اإلدارة‬

‫‪13‬‬
‫اإلجراءات الواجبة بمقتضى قانون نزع الملكية نهائيا أو سلكتها بطريقة غير سليمة‪ ،‬كما يتحقق سواء‬
‫كان االعتداء نهائيا أو بصفة مؤقتة فقط‪ ،‬كما يتحقق سواء كان كليا شامال لسائر العقار أو جزئيا فقط‪.‬‬

‫واألساس القانوني للغصب واالعتداء ليس العمل المادي التنفيذي الذي تقوم به اإلدارة على العقار‬
‫المستولى عليه ألن ذلك‪ ،‬إنما هو مظهر واقعي خارجي له فقط‪ ،‬وإنما أساسه اعتماد اإلدارة في القيام به‬
‫على قرار إداري معدوم ما دامت مرجعية هذا القرار ال يمكن أن تسند إلى أي مقتضى قانوني‪.‬‬
‫ورغم أن قضاء المحاكم اإلدارية عرف عند بداية إحداثها بعض اإلضطراب سيما من حيث إسناد‬
‫االختصاص إليها للبت في القضايا المتعلق باالعتداء المادي على الملكية العقارية متأثرا في ذلك على ما‬
‫يبدو بقضاء المجلس األعلى الذي كان من قبل يعتبر هذه القضايا من اختصاص المحاكم العادية‪ ،‬فإن‬
‫القضاء اإلداري للمحاكم اإلدارية سرعان ما استقر على اعتبارها مختصة للبت في طلبات رفع االعتداء‬
‫المادي وإيقاف أشغاله منذ أن أقرت الغرفة اإلدارية هذا اإلتجاه بمقتضى قرارها الصادر بتاريخ‬
‫‪ 1996/06/20‬في الملف اإلداري رقم ‪ 96.150‬الذي أقر اختصاص المحاكم اإلدارية المذكور‪ ،‬ثم‬
‫كرس هذا اإلتجاه بعد ذلك كما في قراره رقم ‪ 658‬الصادر بتاريخ ‪ 1996/09/19‬الذي جاء فيه‪:‬‬

‫"وحيث إنه إذا كان االجتهاد القضائي السابق للغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى قد سار على أن المحاكم‬
‫اإلدارية تقتصر على االختصاص بالنظر في دعاوى التعويض عن األضرار الناتجة عن نشاطات‬
‫أشخاص القانون العام ومنها دعاوى التعويض عن احتالل اإلدارة غير المشروع ألراضي الخواص كما‬
‫يفهم من الفصل ‪ 8‬من قانون ‪ 41.90‬المنشئ للمحاكم اإلدارية دون النظر في رفع االعتداء المادي‬
‫على أساس أنه من اختصاص المحاكم العادية‪ ،‬فإن االتجاه الجديد للغرفة اإلدارية كما ترجمه القرار‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 1996/06/20‬في الملف ‪ 96/150‬هو اختصاص المحكمة اإلدارية وهي بصدد‬
‫البت في طلبات التعويض عن األضرار الناتجة عن نشاطات أشخاص القانون العام في مجال االعتداء‬
‫المادي تكون ملزمة ال محالة بالبت والتأكد من قيام عناصر االعتداء المادي والمبررات التي تتذرع بها‬
‫اإلدارة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإنها في هذه الحالة ستنظر في شقين متالزمين لدعوى واحدة تجمعها‬
‫رابطة واحدة وال يمكن فصل أحدهما عن اآلخر‪ ،‬وإال فما هي المحكمة المتوخاة من إسناد االختصاص‬
‫بالبت في طلبات التعويض عن االعتداء المادي لإلدارة إلى المحاكم العادية في الوقت الذي كان من‬
‫المفروض قانونا أن يكون االختصاص في المجالين معا موكوال لجهة قضائية واحدة‪.‬‬

‫وحيث إن الفصلين ‪ 79‬و ‪ 88‬من قانون العقود وااللتزامات اللذين تمسك بهما المستأنف لتأكيد‬
‫اختصاص المحاكم العادية للبت في النزاع الحالي المتعلق برف االعتداء المادي لإلدارة وال مجال لهما‬
‫في النازلة الحالية إذ الفصل ‪ 79‬المذكور يتعلق بترتيب مسؤولية الدولة والبلديات عن األضرار الناتجة‬

‫‪14‬‬
‫مباشرة عن تسيير إدارتها وعن األخطاء المصلحية لمستخدميها‪ ،‬بينما الفصل ‪ 80‬المذكور يتعلق‬
‫بالمسؤولية الشخصية لمستخدمي الدولة والبلديات‪".‬‬

‫وإذا كان القضاء االستعجالي للمحاكم اإلدارية يملك حق األمر برفع االعتداء المادي ووضع حد له سواء‬
‫بطرد اإلدارة أو بإيقاف األشغال التي تمارسها على العقار‪ ،‬فإن قضاء الموضوع لهذه المحاكم يختص‬
‫أيضا للبت في طلبات رفع االعتداء المادي لإلدارة إلى جانب البت في طلبات التعويض عن األضرار‬
‫الناتجة عن هذا االعتداء‪.‬كما يملك حق األمر بإيقاف األشغال التي تقوم بها اإلدارة على العقار‪ ،‬وقد كان‬
‫هذا هو موقف المجلس األعلى كذلك قبل إحداث المحاكم اإلدارية بمناسبة بته في الطعون بالنقض‬
‫المرفوعة ضد األوامر اإلستعجالية في هذا الباب وهو موقف عرف بعض اإلضطراب قبل إقراره نهائيا‬
‫حسب ما يبدو من قرارات المجلس األعلى بهذا الخصوص‪.‬‬

‫ويستمد القضاء االستعجالي اإلداري اختصاصه هذا من اختصاص المحكمة اإلدارية نفسها كقضاء‬
‫موضوع في مجال رفع االعتداء المادي والتعويض عنه‪ ،‬ألن قضايا المستعجالت اإلداري جزء من‬
‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬ويستمد اختصاصه من اختصاصها‪ ،‬ويعتبر قرار الغرفة اإلدارية الصادر بتاريخ‬
‫‪ 1996/09/20‬تحت عدد ‪ ،474‬من أول القرارات التي أعطت تأويال واسعا لمقتضيات الفصل ‪ 19‬من‬
‫قانون إحداث المحاكم اإلدارية المتعلق باختصاص رئيس المحكمة اإلدارية أو من ينوب عنه بصفته‬
‫قاضيا للمستعجالت حيث جاء فيه‪:‬‬

‫‪...‬والحالة كذلك أن المحاكم اإلدارية إذا كانت مقيدة من حيث االختصاص النوعي بنص الفصل ‪ 8‬من‬
‫قانون ‪ 41-90‬المنشئ لها فإن هذا الفصل عندما خولت البت في طلبات التعويض عن األضرار الناتجة‬
‫عن أعمال اإلدارة المادية فإنها تكون من باب أولى وأخرى مؤهلة للبت كذلك في طلبات رفع االعتداء‬
‫المادي‪ ،‬مما يخول المحكمة اإلدارية النظر في شقين متالزمين لدعوى واحدة تجمعهما رابطة واحدة وال‬
‫يمكن فصل أحدهما عن اآلخر‪ ،‬وإال فما هي المحكمة المتوخاة من إسناد االختصاص بالبت في التعويض‬
‫عن االعتداء المادي لإلدارة إلى المحاكم اإلدارية وإسناد االختصاص فيما يخص رفع االعتداء المادي‬
‫لإلدارة إلى المحاكم العادية في الوقت الذي كان من المفروض قانونا أن يكون االختصاص في المجالين‬
‫معا موكوال لجهة قضائية واحدة‪...‬‬

‫وحيث إنه من جهة أخرى‪ ،‬فإذا كان االختصاص قبل إحداث المحاكم اإلدارية منعقدا للمحاكم االبتدائية‬
‫كدرجة أولى ولمحاكم االستئناف كدرجة ثانية للنظر في دعاوى التعويض عن األضرار التي تسببها‬
‫أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام وكانت هذه المحاكم تنظر في دعاوى التعويض عن االعتداء‬
‫المادي في هذا اإلطار‪ ،‬وتقضي تبعا لذلك إذا طلب منها برفع حالة االعتداء المادي وإرجاع الحالة إلى‬
‫‪15‬‬
‫ما كانت عليه كطلب تابع أو بأمر استعجالي وقتي من قاضي المستعجالت أو بحكم قطعي بناء على‬
‫طلب منفرد بذلك فإن المشرع عندما نقل اختصاص النظر في دعاوي التعويض عن األضرار التي‬
‫تسببها أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام‪ ،‬ومنها دعاوى التعويض عن االعتداء المادي على‬
‫المحاكم اإلدارية ونقل اختصاص قاضي المستعجالت الوقتية المرتبط من رئيس المحكمة االبتدائية إلى‬
‫رئيس المحكمة اإلدارية يكون بذلك قد نقل على المحاكم وإلى رئيسها اختصاص النظر في الطلبات‬
‫التبعية‪ ،‬وأصبح اختصاصها بالتتبع إذا طلب منها النظر في دعوى االعتداء المادي الممارس من طرف‬
‫اإلدارة"‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬العقود االدارية‬


‫باعتبار العقد اإلداري عمل قانوني اتفاقي فإنه يرتب حقوقا والتزامات على كال الطرفين‪ ،‬غير أن مركز‬
‫الجماعة الترابية أسمى من مركز المتعاقد معها وذلك نظرا للشروط االستثنائية التي يتضمنها العقد‪ ،‬مما‬
‫أدى إلى تقرير حق المتعاقد مع اإلدارة للجوء إلى القضاء ‪-‬باعتباره حقا دستوريا ‪-‬الستفاء حقه والدفاع‬
‫عن مركزه‪ .‬بل وأبعد من ذلك‪ ،‬يمكن لكل من له مصلحة رغم كونه أجنبي على العقد أن يلجأ إلى القضاء‬
‫للمطالبة بإلغاء تصرفات اإلدارة المتعلقة بالعقد‪ ،‬ليس باعتبارهم أطرافا في العقد إنما باعتبارهم مستفيدين‬
‫ومنتفعين بخدمات المرفق العام محل العقد‪ .‬فهؤالء ال يستمدون حقوقهم من العقد ذاته بل من التشريعات‬
‫والتنظيمات‪.‬‬

‫يتضح مما سبق‪ ،‬أن القاضي اإلداري ال يتدخل من تلقاء نفسه في شؤون المتعاقدين حتى ولو أخلت‬
‫الجماعة الترابية بالتزاماتها التعاقدية‪ ،‬إذ يتوقف تدخله على تحريك دعوى قضائية سواء من طرف‬
‫المتعاقد مع الجماعة الترابية أو من طرف الغير‪ .‬وبالرجوع إلى المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 90 -41‬المحدثة‬
‫بموجبه المحاكم اإلدارية نجدها تسند االختصاص للمحاكم اإلدارية في دعوى القضاء الشامل أو قضاء‬
‫اإللغاء‪.‬‬

‫إذا لحق بالمتعاقد مع الجماعات الترابية أي ضرر كان‪ ،‬جاز له مطالبة القاضي المختص بالتعويض عن‬
‫تلك األضرار‪ ،‬شريطة أن ال يكون هو المتسبب فيها‪ .‬ولعل األسباب التي من شأنها أن تلحق أضرار‬
‫بالمتعاقد‪ ،‬ومن ثمة تفتح له المجال للمطالبة بالتعويض متعددة نذكر منها ‪:‬‬
‫ـ حالة إبطال العقد لتخلف احد أركانه أو عدم سالمته يحمل اإلدارة مسؤولية غير عقدية‪ ،‬طالما لم يبرم‬
‫العقد بعد بشكل سليم‪ ،‬وذلك بتعويض المتعاقد معها عن األضرار التي كان عليه تحملها خالل الوقت‬
‫الذي اعتقد فيه أن العقد كان صحيحا‪.‬‬
‫ـ حالة حدوث خطأ من اإلدارة يترتب عليه ضرر للمتعاقد معها‪ ،‬فتلتزم بتعويضه وفقا للقواعد العامة‬
‫التي مفادها كل من سبب ضررا للغير وجب تعويضه‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ـ حالة قيام المتعاقد بأعمال غير مطلوبة أصال في العقد ولكنها الزمة ومفيدة لإلدارة‪.‬‬
‫ـ حالة تعرض المتعاقد أثناء تنفيذه للعقد لصعوبات مادية استثنائية وغير متوقعة‪.‬‬
‫ـ حالة إخالل توازنه المالي سواء بفعل اإلدارة أو ألسباب خارجية عن إرادة اإلدارة كالكوارث‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫ففي كل هذه الحاالت يمكن للقاضي اإلداري متى تأكد من وجود الضرر و لو كان ألسباب خارجة عن‬
‫إرادة الجماعة الترابية أن يحكم ضد هذه األخيرة بالتعويض‪ ،‬وله سلطة تقديرية كاملة في تقدير نسبة‬
‫التعويض‪.‬‬
‫و في هذا الصدد حكمت محكمة اإلدارية بمراكش في الحكم عدد ‪ 126‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬ابريل‬
‫‪ 2008‬على الجماعة المدعى عليها بأدائها لفائدة المدعي الشركة الوطنية للنقل و الوسائل اللوجيستكية‬
‫مبلغ الدين و قدره ‪ 110.000.00‬درهم و تعويض عن التماطل قدره ‪ 5000‬درهم مع شمول الحكم‬
‫بالنفاذ المعجل و تحميل المدعى عليه الصائر‪.‬‬
‫وحيث يستفاد من وثائق الملف أن الجماعة الحضرية المدعى عليها أبرمت اتفاقا مع المكتب الوطني‬
‫للنقل تحت عدد ‪ 2000-1999/734‬يقضي بتزويدها ب مادة البنزين لسيارتها و المحدد في مبلغ‬
‫‪ 170.000.00‬وحيث أحجمت المدعى عليها عن اإلدالء بأي جواب رغم اإلشعار التي توصلت‬
‫به ‪.......‬وحيث أن سند التسليم المثبت لمديونية الجماعة المدعى عليها يعد بمثابة سند رسمي للدين‬
‫المطالب به قررت المحكمة شمول الحكم بالنفاذ المعجل‪.‬‬
‫وما يمكن مالحظته في هذا الحكم أنه قضى بأداء الدين لفائدة المدعي فإنه أيضا قضى بتعويض عن‬
‫التماطل و النفاذ المعجل ‪ .‬مما يعكس لنا صعوبة تصنيف المنازعات المتعلقة بالعقود و االلتزامات‬
‫اإلدارية‪ ،‬و تبيان أنواعها‬

‫وتجدراالشارة الى انه يمكن رفع الضرر بتحريك دعوى استعجاليه تهدف إلى حماية المتضرر عن‬
‫طريق أمر استعجالي يوقف هذا الضرر‪ ,‬وبه فقضاء االستعجال يتدخل بأوامر استعجاليه ليوقف الضرر‬
‫والذي يمكن أن يحدث ويتولى هذه المهمة حسب المادة ‪ 38‬من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية رقم‬
‫‪ 41/ 90‬رئيس المحكمة اإلدارية أو القاضي الذي ينيب عنه لهذه الغاية ‪.‬‬

‫حيـث إنــه لـئن كــان مـن المقــرر فقهـا وقضــاء أن قاضـي المســتعجالت يخـتص بجعــل حـد لكــل اعتــداء‬
‫مــادي أو قطــع تعســفي لوضــعية شــرعية قانونيــة أو تعاقديــة حمايــة منــه للمراكــز القانونيــة الثابتــة‬
‫والواضـــحة فـــإن اختصاصـــه بـــذلك مشـــروط بمقتضـــى الفصـــلين ‪ 149‬و‪ 152‬مـــن ق م م بتـــوافر‬
‫حالــة االســتعجال وعــدم المســاس بجــوهر الحــق وهمــا شــرطين الزمــين إذا انعــدم أحــدهما انعــدم‬
‫أحدهما زال اختصاص قاضي المستعجالت لفائدة قضاة الموضوع ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وحيــث أن جــوهر الحــق المحظــور علــى القضــاة المســتعجل المســاس بــه هــو الســبب القــانوني الــذي‬
‫يحــدد حقــوق كــل الطــرفين والتزاماتــه ‪ ،‬قبــل اآلخــر إذ يمنــع عليــه تناولــه بالتفســير والتأويــل وتأســيس‬
‫قضــائه بــذلك علــى أســباب تمــس أصــل الحــق الــذي يعتبــر اختصاصــا أصــيال لقضــاء الموضــوع غيــر‬
‫أن شــرط عــدم المســاس بجــوهر الحــق ال يمــنح قاضــي المســتعجالت مــن فحــص ظــاهر وثــائق ملــف‬
‫النازلــة ليلـــتمس المركـــز القـــانوني للطالـــب ومـــدى وضـــوحه ومـــا إذا كانـــت ســـتؤهل الحمايـــة مـــن‬
‫طرف القضاء المستعجل عن طريق االستجابة لإلجراء المطلوب ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬احكام قضائية متعلقة بدعاوى نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية‬
‫من اجل ربط النظري بالتطبيقي كان البد من االشارة الى بعض االحكام القضائية الصادرة في منازعات‬
‫الجماعات الترابية المتعلقة بنزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية‪.‬‬

‫الفرع االول ‪:‬حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها نزع الملكية من اجل المنفعة العامة‬
‫القــرار رقم ‪1/4 :‬‬

‫الـمؤرخ فـي ‪2018/01/04 :‬‬

‫مـلـف إداري رقــم ‪2017/1/4/4523 :‬‬

‫شركة العمران ضد كريمة عمروش ومن معها‬

‫المملـكـة المغـربيـة‬

‫الحمد هلل وحده‬

‫باسـم جاللــة الملــك وطبقا للقانون‬

‫إن الغرفة اإلدارية (القسم األول) بمحكمة النقض في جلستها العلنية المنعقدة بتاريخ ‪2018/01/04‬‬
‫أصدرت القرار اآلتي نصه‪:‬‬

‫بـيــن ‪ :‬شركة العمران‪ ،‬الكائن مقرها االجتماعي بسلوان قرب حي صوناصيد الناظور‪.‬‬

‫ينوب عنها األستاذان عبد السالم حشي وعبد الكريم عنوري المحاميان بهيئة الناظور المقبوالن للترافع‬
‫أمام محكمة النقض‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المستأنفة‬

‫وبـيـن ‪ :‬كريمة عمروش‪ ،‬تورية عمروش‪ ،‬ليلى عمروش‪ ،‬ربيعة عمروش‪ ،‬فاطمة عمروش‪ ،‬فوزية‬
‫عمروش‪ ،‬رشيدة عمروش‪ ،‬محمد عمروش والياس القوبعي‪ ،‬عنوانهم بتجزئة المسيرة زنقة ادشيرات رقم‬
‫‪ 16‬وجدة‪.‬‬

‫المستأنف عليهم‬

‫بناء على المقال المرفوع بتاريخ ‪ 2017/11/21‬من طرف المستأنفة المذكورة أعاله بواسطة نائبيها‬
‫األستاذين عبد السالم حشي وعبد الكريم عنوري ‪ ،‬الرامي إلى استئناف الحكم المستقل المتعلق‬
‫باالختصاص النوعي الصادر عن المحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ ‪ 2017/08/01‬في الملف عدد ‪:‬‬
‫‪.2017/7112/123‬‬

‫وبناء على األوراق األخرى المدلى بها في الملف ‪.‬‬

‫وبناء على المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 90-41‬المتعلق بإحداث محاكم إدارية‪.‬‬

‫وبناء على قانون المسطرة المدنية المؤرخ في ‪ 28‬شتنبر ‪.1974‬‬

‫وبناء على األمر بالتخلي واإلبالغ الصادر في ‪.2017/12/28‬‬

‫وبناء على اإلعالم بتعيين القضية في الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ ‪2018/01/04‬‬

‫وبناء على المناداة على الطرفين ومن ينوب عنهما وعدم حضورهم‪.‬‬

‫وبعد تالوة المستشار المقرر السيد احمد دينية تقريره في هذه الجلسة واالستماع إلى مستنتجات المحامي‬
‫العام السيد سابق الشرقاوي‪.‬‬

‫وبعد المداولة طبقا للقانون‪:‬‬

‫حيث يؤخذ من وثائق الملف ومنها الحكم المستأنف ان السيدات كريمة عمروش ومن معها تقدموا بمقال‬
‫إلى المحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪ 2017‬عرضوا فيه أنهم يملكون العقار المسمى ''ملك ورثة‬

‫‪19‬‬
‫عمروش لحسن'' موضوع الرسم العقاري عدد ‪ 11/51197‬الكائن بإقليم الناظور مساحته ‪ 11‬هكتار و‬
‫‪ 44‬آر و ‪ 71‬سنتيار‪ ،‬اال ان شركة العمران المدعى عليها قامت بشق مسالك طرقية وخنادق ألنابيب‬
‫صرف المياه خدمة لعقارات تملكها بجوار أرض المدعين‪ ،‬علما ان ذلك كله تم دون سلوك المساطر‬
‫القانونية‪ ،‬األمر الذي يشكل اعتداء ماديا يوجب المسؤولية والتعويض‪ ،‬ألجله التمسوا الحكم بتعويض‬
‫مؤقت قدره ‪ 10.000,00‬درهم مع إجراء خبرة لتحديد التعويض المستحق لجبر الضرر مع الحكم‬
‫بإيقاف األشغال ورفع اليد من طرف المدعى عليها عن العقار الموصوف أعاله مع النفاذ المعجل‬
‫واإلجبار في األقصى وتحميل المحكوم عليها الصائر‪ ،‬وبعد تمام اإلجراءات صدر الحكم بانعقاد‬
‫االختصاص النوعي للمحكمة اإلدارية وهو الحكم المستأنف‪.‬‬

‫في أسباب االستئناف‪:‬‬

‫حيث تعيب المستأنفة الحكم المستأنف بانعدام التعليل‪ ،‬ذلك أنها ال يربطها بالمدعين أي عقد إداري أو‬
‫صفقة تمارس بمقتضاها صالحيات تتعلق بتدبير مرفق عمومي ولم تراع المحكمة قواعد تأسيسها‬
‫بمقتضى القانون رقم ‪ 03/27‬الذي قضى بتحويلها من شخص معنوي عام إلى شركة مساهمة تخضع‬
‫لقواعد القانون الخاص (القانون ‪ 95/17‬المتعلق بشركات المساهمة) ملتمسة الحكم بإلغاء الحكم‬
‫المستأنف‪ ،‬والتصريح بأن االختصاص النوعي للبت في الطلب ينعقد للمحكمة التجارية بوجدة‪.‬‬

‫حيث ان األمر يتعلق بالحكم بتعويض في مواجهة شركة العمران نتيجة قيامها باشغال بعقار المدعين‪،‬‬
‫ولم يثبت كون األشغال المذكورة تنجز في إطار تدبير مرفق عمومي المسند إلى شركة العمران‪،‬‬
‫وبالتالي فان النزاع يندرج ضمن االختصاص النوعي للمحاكم العادية‪ ،‬والمحكمة اإلدارية لما قضت‬
‫باختصاصها نوعيا للبت في الطلب تكون قد جانبت الصواب وحكمها واجب اإللغاء‪.‬‬

‫لـهـذه األسـبـاب‬

‫قضت محكمة النقض بإلغاء الحكم المستأنف والتصريح باختصاص القضاء العادي نوعيا للبت في الطلب‬
‫وبإحالة الملف على المحكمة االبتدائية بالناظور للنظر فيه طبقا للقانون‪.‬‬

‫وبه صدر القرار وتلي في الجلسة العلنية المنعقدة بالتاريخ المذكور أعاله بقاعة الجلسات العادية بمحكمة‬
‫النقض بالرباط‪ ،‬وكانت الهيئة الحاكمة متركبة من رئيس الغرفة اإلدارية (القسم األول) السيد عبد المجيد‬
‫بابا اعلي والمستشارين الســادة ‪ :‬احمد دينية مقررا‪ ،‬عبد العتاق فكير‪ ،‬المصطفى الدحاني‪ ،‬نادية للوسي‬
‫وبمحضر المحامي العام السيد سابق الشرقاوي‪ ،‬وبمساعدة كاتبة الضبط السيدة حفصة ساجد‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫كاتبة الضبط‬ ‫المستشار المقرر‬ ‫رئيس الغرفة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها االعتداء المادي‬


‫قرار محكمة النقض عدد ‪ 132‬بتاريخ ‪ 15/2/2006‬في الملف اإلداري عدد ‪ : 1236/4/2/2004‬لئن‬
‫كان من حق اإلدارة تنفيذ قراراتها بإرادتها المنفردة في إطار ما تتمتع به من سلطة التنفيذ المباشر‪ ،‬فإنه‬
‫يتعين عليها في المقابل أن تقوم بذلك في إطار المشروعية وبدون الخروج عن الحدود التي يسمح بها‬
‫القانون‪ ،‬وإال اعتبر عملها اعتداء ماديا تتحمل فيه مسؤولية الضرر الناجم عنه إذا مس حق ملكية الغير‬
‫أو حريته الفردية‪.‬‬

‫المملكة المغربية‬

‫وزارة العدل‬

‫أصل الحكم المحفوظ بكتابة الضبط‬ ‫المحكمة اإلدارية بالرباط‬

‫بالمحكمة اإلدارية بالرباط‬ ‫قسم القضاء الشامل‬

‫حكم رقم ‪1651 :‬‬

‫بتاريخ ‪ 26 :‬جمادى الثانية ‪ 1428‬الموافق لـ ‪2007/7/12 :‬‬

‫ملف رقم ‪05/7/603 :‬‬

‫القاعدة‬

‫‪ 1‬استيالء اإلدارة على ملك الغير من أجل إقامة مشروع معين دون سلوك المسطرة المقررة لنزع‬
‫الملكية من أجل المنفعة العامة في القانون رقم ‪ ، 81.7‬واستنفاذها إلى نهايتها …تصرف ينطبق عليه‬
‫وصف االعتداء المادي …نعم ‪.‬‬

‫‪ -2‬أحقية المدعي في الحصول على تعويضعن جميع المساحة الفعلية المستولىعليها بما فيها تلك التي لم‬
‫يشملها مرسوم نزع الملكية …نعم ‪.‬‬

‫باســــم جــاللة المــلك‬


‫‪21‬‬
‫بتاريخ ‪ 26‬جمادى الثانية ‪ 1428‬موافق ‪2007/7/12‬‬

‫أصدرت المحكمة اإلدارية بالرباط وهي متكونة من السادة ‪:‬‬

‫الحكم اآلتي نصه ‪:‬‬

‫بين المدعي ‪ :‬السيد نائبه ‪ :‬األستاذ _‪ ،‬المحامي بهيئة طنجة ‪.‬‬

‫………………………………………………‪..‬من جهة‬

‫وبين المدعى عليهم ‪ -1 :‬الدولة المغربية في شخص السيد الوزير األول بمكاتبه بالرباط ‪.‬‬

‫‪ -2‬السيد وزير التجهيز والنقل بمكاتبه بالرباط ‪.‬‬

‫‪ -3‬السيد الوكيل القضائي للمملكة بمكاتبه بوزارة المالية بالرباط ‪.‬‬

‫…………………………………………‪..‬من جهة أخرى‬

‫الوقائع‬

‫بناء على المقال االفتتاحي للدعوى المسجل بكتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ ‪ ، 2005/7/4‬المؤداة عنه‬
‫الرسوم القضائية ‪ ،‬يعرض فيه المدعي بواسطة نائبه أنه يملك القطعة األرضية بالمحل المدعو “سيدي‬
‫ودار ” بالعرائش موضوع الرسم العقاري عدد ‪ ، 36/3323‬البالغ مساحتها ‪ 2‬هكتار و‪ 59‬آر و‪48‬‬
‫سنتيار ‪ ،‬وفي إطار بناء الطريق السيار العرائش – طنجة ‪ ،‬الشطر األول العراش – اثنين سيدي‬
‫اليماني‪ ،‬قامت وزارة التجهيز بنزع ملكية جزء من عقاره حددت مساحته حسب ما هو مدون بسجالت‬
‫المحافظة العقارية بمقتضى مرسوم مقرر التخلي المنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 4455‬بتاريخ‬
‫‪ ، 1998/3/18‬في آر واحد و‪ 72‬سنتيار ‪ ،‬غير أنه بعد إجراء مسح للمساحة المنزوعة ملكيتها فعال من‬
‫طرف مهندس مساح ‪ ،‬تبين بأن الجزء المنزوع ملكيته فعال من عقاره تبلغ مساحته ‪ 17‬آر و‪ 25‬سنتيارا‬
‫مقسم إلى الجزء (أ) ويحتوي على ‪ 19‬آر و‪ 40‬سنتيار ‪ ،‬والجزء (ب) ويحتوي على ‪ 2‬آر و‪ 85‬سنتيار ‪،‬‬
‫وقد سبق أن تقدم بشكاية إلى وزارة التجهيز قصد البت في طلب التعويض عن نزع ملكية عقاره ‪ ،‬إال‬
‫أنها لم تبادر إلى تسوية النزاع ‪ ،‬وأنه يستفاد من كتاب وزارة التجهيز أن اإلدارة عمدت إلى حيازة العقار‬
‫موضوع النزاع دون استئذان في ذلك ومن غير اقتراح التعويض المستحق بواسطة الجهة المختصة ‪،‬‬
‫مما يحق له المطالبة بتعويضه عن المساحة التي ظلت مغتصبة من طرف المدعى عليها حيادا على‬
‫قانون نزع الملكية ‪.‬لذا فهو يلتمس الحكم على وزارة التجهيز بأدائها لفائدته تعويضا إجماليا ونهائيا قدره‬

‫‪22‬‬
‫‪1.725.000,00‬درهم على أساس ‪ 1000,00‬درهم للمتر المربع عن األضرار الناتجة له من جراء‬
‫فقدانه لعقاره ‪ ،‬مع الفوائد القانونية من تاريخ الحكم ‪ ،‬وتحميل المدعى عليها المصاريف ‪.‬‬

‫وبناء على األمر بتبليغ نسخة من المقال إلى الجهة المدعى عليها وعدم جوابها رغم التوصل ‪.‬‬

‫وبناء على الحكم التمهيدي الصادر عن هذه المحكمة بتاريخ ‪ 2005/5/31‬تحت عدد‪ ، 529‬القاضي‬
‫بإجراء بحث ‪.‬‬

‫وبناء على ما راج بجلسة البحث المنعقدة بمكتب السيد القاضي المقرر بتاريخ ‪ ، 2005/10/5‬تخلفت‬
‫عنها الجهة المدعى عليها رغم التوصل‪.‬‬

‫وبناء على مذكرة المستنتجات بعد البحث المدلى بها من طرف المدعي بواسطة نائبه بتاريخ‬
‫‪ ، 2005/10/21‬أكد فيها على الخطأ الواقع في تحديد مساحة القطعة األرضية المنزوع ملكيتها ‪ ،‬بحيث‬
‫أنه ورد في السجالت العقارية بالعرائش بأن الرسم العقاري عدد ‪ 36/3323‬للملك المدعو “سيدي ودار”‬
‫‪ ،‬البالغ مساحته ‪ 2‬هكتــار و‪ 59‬آر و‪ 48‬سنتيار ‪ ،‬المسجل في اسمه ‪ ،‬قد خضع لمشروع نزع ملكية‬
‫قطعة أرضية تبلغ مساحتها ‪ 1‬آر و‪ 72‬سنتيار ‪ ،‬قصد بناء الطريق السيار الرابط بين الرباط وطنجة‬
‫(مقطع العرائش – اثنين سيدي اليمني) ‪ ،‬إال أنه بعد إجراء مسح طبوغرافي بواسطة مهندس مساح‬
‫اتضح بأن القطعة المنزوعة ملكيتها تبلغ مساحتها ‪ 17‬آر و‪ 25‬سنتيار ‪ ،‬مع التذكير أن الرسم العقاري‬
‫المذكور اقتطع أصال من الرسم‬

‫األم موضوع مطلب التحفيظ عدد ‪ 56/667‬والذي تعود ملكيته في السابق للسيد أعراب محمد الذي وهبه‬
‫البنه السيد أعراب إدريس ‪ ،‬مما يستفاد معه أنه وقع خطأ عند إصدار مراسيم نزع الملكية إلنشاء‬
‫المشروع المذكور ‪ ،‬بحيث أنه صدر مرسومان يتعلقان بنفس الجزء من القطعة األرضية ‪ ،‬األول هو‬
‫المشار إليه أعاله ‪ ،‬والثاني هو مرسوم التخلي المنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪ 4455‬بتاريـــــــــــــخ‬
‫‪ 1998/3/18‬المتعلق بنزع ملكية قطعة أرضية تبلغ مساحتها ‪ 20‬آر و‪ 40‬سنتيار قصد بناء الطريق‬
‫السيار الرابط بين الرباط وطنجة المدرج بالكناش ‪ 9‬عدد ‪ 693‬بتاريخ ‪ ، 1998/10/21‬غير أنه ورد‬
‫على الملك المسمى ________ ذي الرسم العقاري عدد ‪ 36/4509‬المسجل في اسم‬
‫__________ ‪ ،‬وبناء على ذلك استفاد هذا األخير من التعويض بدال منه في حين تحمل هو مسؤولية‬
‫المرسوم باقتطاع جزء من أرضه دون الحصول على تعويض‪ ،‬لذا فهو يلتمس األمر تمهيديا بانتداب‬
‫خبير مهندس مساح محلف لالنتقال إلى عين المكان ومعاينة الجزء المنزوع ملكيته المشيد فوقه مشروع‬
‫الطريق السيار ‪ ،‬وتطبيق الرسم العقاري عدد ‪ 36/3323‬والتصميم المرفق به على العقار موضوع‬

‫‪23‬‬
‫النزاع ‪ ،‬وتحديد هل الجزء المنزوع ملكيته يعود له فعال أم لمالك العقار المجاور له صاحب القطعة‬
‫األرضية موضوع الرسم العقاري عدد ‪ ، 36/4509‬مع حفظ حقه في التعقيب على الخبرة بعد إنجازها ‪،‬‬
‫والحكم تبعا لذلك وفق الملتمسات الواردة في مقاله االفتتاحي ‪.‬‬

‫وبناء على األمر بإشعار اإلدارة المدعى عليها باإلدالء بمستنتجاتها بعد البحث وتبليغها نسخة من مذكرة‬
‫المدعي ‪ ،‬وعدم تعقيبها رغم التوصل ومنحها األجل الكافي ‪.‬‬

‫وبناء على الحكم التمهيدي الصادر عن هذه المحكمة بتاريخ ‪ 2006/2/16‬تحت رقم ‪ ، 132‬القاضي‬
‫بإجراء خبرة بواسطة الخبير السيد _______ الذي تم استبداله بالخبير السيد _________ بموجب‬
‫األمر باالستبدال المؤرخ في ‪ ، 2006/8/8‬بعد أن رفض الخبير األول التوصل بالمهمة المسندة إليه ‪.‬‬

‫وبناء على تقرير الخبرة المودع بكتابة ضبط هذه المحكمة بتاريــــــــــــــخ ‪ ، 2006/12/6‬انتهى فيه‬
‫الخبير إلى تحديد قيمة المساحة المنزوعة البالغة ‪ 1725‬متر مربع في مبلغ ‪ 431.250,00‬درهم ‪،‬‬
‫وقيمة االستغالل في مبلغ ‪ 1.297.100,00‬درهم ‪.‬‬

‫وبناء على مذكرة المستنتجات بعد الخبرة المدلى بها من طرف المدعي بواسطة نائبه بتاريخ ‪2007/4/6‬‬
‫‪ ،‬أكد فيها أن المساحة التي انتزعت من عقاره تتحدد في ‪ 1725‬متر مربع عوض مساحة ‪ 172‬متر‬
‫مربع المذكورة بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4455‬بتاريخ ‪ ، 1998/3/18‬كما أثبتت الخبرة أن إحداث قنطرة‬
‫لمرور المارة والسيارات وكذا قنوات لصرف المياه تحت الطريق السيار تسبب في إحداث خندق بعمق‬
‫ما بين مترين وسبعة أمتار وعرض يتراوح ما بين المتر الواحد و‪ 13‬مترا ‪ ،‬وأصبح معه العقار غير‬
‫قابل للفالحة بفعل انجراف التربة الفالحية نتيجة التسربات الهامة من القنوات والقنطرة ‪ ،‬وحرم بالتالي‬
‫من استغالل عقاره الذي أصبح مخصصا للبناء والبيع ‪ ،‬ملتمسا ألجله المصادقة على تقرير الخبرة‬
‫والحكم‬

‫لفائدته بمبلغ ‪ 1.728.350,00‬دهم ‪ ،‬مع الفوائد القانونية من تاريخ الحكم إلى يوم التنفيذ ‪ ،‬وشمول‬
‫الحكم بالنفاذ المعجل في حدود نصف المبلغ المحكوم ‪.‬‬

‫وبناء على مذكرة المستنتجات بعد الخبرة المدلى بها من طرف اإلدارة المدعى عليها بواسطة نائبتها‬
‫بتاريخ ‪ ، 2007/5/30‬الحظت فيها بأن الخير اعتمد مساحة غير حقيقية هي ‪ 1725‬متر مربع بدل‬
‫المساحة المنزوعة وهي ‪ 172‬متر متر مربع من أجل بناء الطريق السيار الرابط بين الرباط والعرائش‬
‫“مقطع العرائش – سيدي اليمني ” ‪ ،‬طبقا للمرسوم رقم ‪ 2.00.927‬بتاريخ ‪ ، 2000/10/25‬وأن‬

‫‪24‬‬
‫المدعي لم يثبت أنه تقدم بطلب القتناء المساحة الزائدة خالل فترة البحث اإلداري طبقا لمقتضيات المادة‬
‫‪ 23‬من قانون نزع الملكية ‪ ،‬وبالتالي فإن المساحة التي يجب تحديد التعويض على أساسها هي ‪ 172‬متر‬
‫مربع وليس ‪ 1725‬متر مربع ‪ .‬وبالنسبة للتعويض عن االستغالل ‪ ،‬فإن المدعي لم يدل بما يثبت‬
‫الضرر الالحق به ووجود الحرمان من االستغالل وفوات الكسب ‪ ،‬كما لم يحدد نوع النشاط الذي كان‬
‫يزاول في العقار المدعى فيه ‪ ،‬وأن الخبير لم يشر في تقريره إلى ما يثبت عكس ذلك ‪ ،‬وأن المادة ‪20‬‬
‫من قانون نزع الملكية تنص على أن التعويض يجب أال يشمل إال الضرر الحالي والمحقق والناشئ‬
‫مباشرة عن نزع الملكية ‪ .‬في حين أن الخبير اعتمد على االستغالل المستقبلي للعقار موضوع النزاع‬
‫عندما اعتبر أن ذلك االستغالل هو البناء وتشييد مركب سكني ‪ ،‬كما أنه لم يرفق تقريره بعناصر‬
‫المقارنة الستجالء القيمة الحقيقية للعقار ولم يعتمد على أسس ومعايير علمية وتقنية واستند فقط إلى رأيه‬
‫الشخصي‪ ،‬مما يجعل الخبرة المنجزة ال ترتكز إلى أساس قانوني أو واقعي سليم ‪ ،‬ويكون التعويض‬
‫المقترح جد مبالغ فيه وخيالي ويتنافى مع المنفعة العامة المستهدفة من المشروع ‪ ،‬ملتمسة ألجله الحكم‬
‫والحكم بتعويض مناسب وعادل‬ ‫باستبعاد التعويض المقترح من طرف الخبير ‪ ،‬وبرفض الطلب ‪،‬‬
‫بإعمال السلطة التقديرية للمحكمة مع مراعاة عنصر المنفعة العامة ‪.‬‬

‫وبناء على المذكرة التعقيبية المدلى بها من طرف المدعي بواسطة نائبه بتاريخ ‪ ، 2007/6/27‬أكد فيها‬
‫بأنه تقدم بدعواه في إطار التعويض عن األضرار الالحقة به من جراء االعتداء المادي ‪ ،‬ملتمسا رد‬
‫الدفوعات المثارة من طرف اإلدارة لعدم جديتها والحكم وفق الطلب ‪.‬‬

‫وبناء على باقي األوراق األخرى المدرجة بملف المحكمة‪.‬‬

‫وبناء على اإلعالم بإدراج القضية بالجلسة العلنية المنعقدة بتاريــــــــــــــــخ ‪. 2007/6/28‬‬

‫وبعد المناداة على الطرفين ومن ينوب عنهما حضر دفاع المدعى عليها وأكد دفوعاته السابقة ‪ ،‬بينما‬
‫تخلف دفاع المدعي رغم التوصل ‪ ،‬فتقرر اعتبار القضية جاهزة ‪ .‬ثم أعطيت الكلمة للسيد المفوض‬
‫الملكي الذي اقترح االستجابة للطلب على ضوء الخبرة ‪ ،‬فقررت المحكمة وضع القضية في المداولة‬
‫قصد النطق بالحكم اآلتي بعده‪.‬‬

‫وبعد المداولة طبقا للقانون‬

‫في الشكل ‪ :‬حيث قدم الطلب مستوفيا لكافة الشروط الشكلية المتطلبة قانونا ‪ ،‬فهو لذلك مقبول ‪.‬‬

‫وفي الموضوع ‪ :‬حيث يهدف الطلب إلى الحكم على وزارة التجهيز بأدائها لفائدة المدعي تعويضا‬
‫إجماليا عن فقدانه جزءا من عقاره ذي الرسم عدد ‪ 36/3323‬المستغل في إحداث الطريق السيار الرابط‬
‫‪25‬‬
‫بين الرباط وطنجة ‪ ،‬مقطع العرائش – سيدي اليمني ‪ ،‬مع الفوائد القانونية من تاريخ الحكم ‪ ،‬وتحميل‬
‫المدعى عليها المصاريف ‪.‬‬

‫وحيث تمسك المدعي بأن اإلدارة المدعى عليها قامت باالستيالء على مساحة ‪ 1725‬متر مربع من‬
‫عقاره من أجل إقامة المشروع المشار إليه ‪ ،‬في حين أن مرسوم نزع الملكية ينص فقط على نزع ملكية‬
‫مساحة ‪ 172‬متر مربع فقط ‪ ،‬ودون حصوله على أي تعويض عن فقد ملكيته ‪،‬ملتمسا تعويضه على‬
‫أساس المساحة الفعلية المنتزعة بقيمة ‪ 1000,00‬دهم للمتر المربع ‪.‬‬

‫وحيث دفعت اإلدارة المدعى عليها بأن المدعي لم يسلك مسطرة طلب اقتناء المساحة الزائدة عما شمله‬
‫مرسوم نزع الملكية طبقا لمقتضيات المادة ‪ 23‬من قانون نزع الملكية ‪ ،‬وبالتالي فإن المساحة التي يجب‬
‫تحديد التعويض على أساسها هي ‪ 172‬متر مربع وليس ‪1725‬متر مربع ‪.‬‬

‫وحيث إنه من أجل التحقق من حجم المساحة المستولى عليها فعليا ومقارنتها بالمساحة المنزوعة ملكيتها‬
‫بموجب المرسوم المعلن للمنفعة العامة بإحداث الطريق السالف الذكر رقم ‪ 2.00.927‬بتاريخ‬
‫عدد ‪ 4843‬مكرر بتاريخ ‪ ، 2000/10/30‬أمرت‬ ‫‪ ، 2000/10/25‬المنشور بالجريدة الرسمية‬
‫الذي أثبت في تقريره المودع‬ ‫المحكمة بإجراء خبرة بواسطة الخبير السيد_________‬
‫بتاريــــــــــــخ ‪ ، 2006/12/6‬إلى أن المساحة الفعلية المنتزعة والمستغلة في إحداث الطريق هي‬
‫‪ 1725‬متر مربع‪ ،‬عوض ‪ 172‬متر مربع التي وردت في مرسوم نزع الملكية ‪ ،‬مقترحا كتعويض عنها‬
‫مبلغ ‪ 250,00‬درهم للمتر المربع الواحد‪.‬‬

‫وحيث بالنسبة للدفع المثار من طرف اإلدارة ‪ ،‬بالرجوع إلى مقتضيات المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪7.81‬‬
‫بشأن نزع الملكية ألجل المنفعة واالحتالل المؤقت ‪ ،‬نجدها تنص على أنه “يجوز لمالك بناية شمل نزع‬
‫الملكية جزءا منها أن يطالب باقتناء مجموعها بتصريح خاص يوجه إلى نازع الملكية قبل انصرام أجل‬
‫الشهرين المنصوص عليه في الفصل ‪ ، 10‬وكذلك الشأن فيما يخص المالك الذي ال يحتفظ على إثر نزع‬
‫ملكية جزء من أرضه إال بقطعة اعترف بأنها غير قابلة لالستعمال بالنظر ألنظمة التعمير وال ألي‬
‫استغالل مفيد” ‪ .‬مما مؤداه أن تلك المقتضيات إنما تخاطب مالك العقار الذي انتزع منه جزء من عقاره‬
‫في إطار مسطرة نزع الملكية وظل محتفظا بجزء آخر لم يعد صالحا لالستعمال حسب وثائق التعمير وال‬
‫ألي استغالل آخر مفيد ‪ ،‬على خالف األمر في نازلة الحال حيث قامت اإلدارة ‪-‬وكما أثبتت الخبرة ذلك‬
‫– باالستيالء على عقار المدعي بمساحة تفوق بكثير المساحة التي‬

‫‪26‬‬
‫نص عليها مرسوم نزع الملكية ‪ ،‬إذ عوض أن تقوم بنزع مساحة ‪ 172‬متر مربع التي سمح بها هذا‬
‫األخير ‪ ،‬قامت باالستيالء الفعلي على مساحة ‪ 1725‬متر مربع ‪ ،‬وال يتعلق األمر بجزء من العقار ظل‬
‫في ملكية المدعي ويطلب من اإلدارة اقتناءه حتى يمكن االحتجاج بمقتضيات المادة ‪ 23‬أعاله ‪ .‬كما أنه‬
‫حتى بالنسبة لمساحة ‪ 172‬متر مربع التي نص عليها المرسوم لم تدل اإلدارة بما يثبت أن تحوزها لها‬
‫كان بموجب سند قانوني يتمثل إما في محضر اتفاق مبرم مع المدعي أو حصولها على حكم قضائي‬
‫يخول لها تلك الحيازة ‪ ،‬وفي غياب ذلك يبقى تصرفها باالستيالء على جميع المساحة المذكورة يدخل‬
‫تحت وصف االعتداء المادي الموجب لمساءلتها وما يستتبع من تعويض المدعي عن الضرر الالحق‬
‫به‪.‬‬

‫وحيث بالرجوع إلى تقرير الخبرة المنجزة ‪ ،‬يتضح أن الخبير بنى استنتاجاته بخصوص تحديد قيمة‬
‫المتر المربع على جميع المعطيات والمواصفات التي تميز العقار من خالل طبيعة تخصيصه كأرض‬
‫فالحية ‪ ،‬وحجم المساحة المستولى عليها التي تعد من النوع المتوسط ‪ ،‬كما أنه استئنس في تحديد تلك‬
‫القيمة باألثمنة المتداولة في المنطقة حس تصريح بعض الجوار والوكاالت العقارية بعد أن تعذر عليه‬
‫بهذا‬ ‫الحصول على بيوعات من مكتب التسجيل والتمبر ‪ ،‬مما يجعل الدفع المثار من طرف اإلدارة‬
‫الخصوص غير مبني على أساس ما دامت أنها نفسها لم تدل بأي عقد يصلح كعنصر المقارنة ‪ ،‬إالأنه‬
‫مع ذلك فإن المحكمة واستنادا إلى سلطتها التقديرية ‪ ،‬ترى بأن التعويض المقترح من طرف الخبير يبقى‬
‫مبالغا فيه بالنظر إلى الطابع الفالحي للعقار وحجم مساحته ‪ ،‬مما ارتأت معه تخفيضه إلى مبلغ ‪200,00‬‬
‫درهم للمتر المربع الواحد ‪.‬‬

‫وحيث بالنسبة للتعويض عن الحرمان من االستغالل ‪ ،‬فإن الخبير قام باحتسابهعلى أساس أن ذلك‬
‫االستغالل يتحدد في البناء وتشييد مركب سكني ‪ ،‬في حين أن العقار يكتسي صبغة فالحية كما جاء في‬
‫بداية الخبرة وحدد قيمته على ذلك األساس ‪ ،‬وكون أن أحد العقارات المجاورة استغل في إحداث مركب‬
‫سكني ‪ ،‬فذلك ال يعني أن المنطقة برمتها أصبحت مخصصة لالستعمال السكني الذي له شروطه‬
‫وضوابطه وفق قانون التعمير ‪ ،‬مما يجعل ما توصل إليه الخبير بهذا الشأن غير مؤسس قانونا ‪.‬‬

‫وحيث جاء في الخبرة بأن العقار لم يكن يستغل في أي نوع فالحي والسكن الموجود به أصبح مهجورا‬
‫سيما وأن المدعي يقيم بالديار الفرنسية كما صرح بذلك خالل جلسة البحث المنعقدة بتاريخ ‪2005/10/5‬‬
‫‪ ،‬األمر الذي يبقى معه هذا الشق من الطلب غير مبرر ويتعين رده ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المنطوق‬

‫وتطبيقا للمقتضيات المواد ‪ 8-7-5-4-3‬من القانون رقم ‪ 90.41‬المحدثة بموجبه محاكم إدارية ‪ ،‬وقانون‬
‫المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫لهذه األسباب‬

‫حكمت المحكمة اإلدارية علنيا ابتدائيا وحضوريا‪:‬‬

‫في الشكل ‪ :‬بقبول الطلب ‪.‬‬

‫وفي الموضوع ‪ :‬بأداء الدولة المغربية (وزارة التجهيز ) لفائدة المدعي مبلغ قدره ‪345.000,00‬‬
‫درهم (ثالثمائة وخمسة وأربعون ألف درهم)‪ ،‬وبتحميلها المصاريف حسب النسبة ‪.‬‬

‫بهذا صدر الحكم في اليوم والشهر والسنة أعاله…………………………‪..‬‬

‫كاتب الضبط‬ ‫المقرر‬ ‫الرئيس‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها عقد اداري‬


‫قـرار عدد ‪4402‬‬

‫صادر بغرفتين بتاريخ ‪2008/12/24‬‬

‫ملف عدد ‪2006/6/1/3307‬‬

‫اختصاص نوعي – أمر استعجالي – استئنافه– الجهة المختصة بالبت فيه‪.‬‬

‫بمقتضى المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 90.41‬المحدثة بموجبه محاكم إدارية والمادة ‪ 12‬من القانون رقم‬
‫‪ 03.08‬المحدثة بموجبه محاكم استئناف إدارية‪ ،‬فإن االختصاص بالبت في استئناف الحكم المتعلق‬
‫باالختصاص النوعي‪ ،‬أيا كانت الجهة القضائية الصادر عنها يعود للمجلس األعلى‪ ،‬مما يكون معه قرار‬
‫محكمة االسنئناف الذي تصدى للفصل في الدفع بعدم االختصاص النوعي‪ ،‬خارقا لمقتضيات هي من‬
‫النظام العام‪ ،‬ومستوجبا للنقض ‪.‬‬

‫النزاع الناشئ عن عقل السيارات التي لم يؤد أصحابها واجب التوقف كمظهر من مظاهر السلطة‬
‫العامة المفوضة إليها بموجب عقد التدبير المفوض‪ ،‬يؤول اختصاص البت فيه كعقد إداري للمحاكم‬
‫‪28‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬ومحكمة االستئناف بإخضاعها النزاع الختصاص المحكمة االبتدائية يكون قرارها جاء خارقا‬
‫للقانون ‪.‬‬

‫باسم جاللة الملك‬

‫إن المجلس األعلى؛ وبعد المداولة طبقا للقانون؛‬

‫حيث يستفاد من وثائق الملف أنه بتاريخ ‪ 2005/9/18‬قدم عادل السفياني مقاال إلى رئيس المحكمة‬
‫االبتدائية بالرباط بوصفه قاضيا للمستعجالت عرض فيه أنه أوقف سيارته نوع أوبيل ذات الرقم ‪ 1‬ب‬
‫‪ 24586‬بشارع محمد الخامس بالرباط‪ ،‬وذهب قصد تقطيع ورقة األداء عن التوقف‪ ،‬غير أنه بعد عودته‬
‫وجد أن العجلة األمامية مثبتة بفخ‪ ،‬وبعد انتظاره مدة تجاوزت أربعين دقيقة لم يحضر أحد لفك الفخ‬
‫الموضوع‪ ،‬وألن ما قامت به المدعى عليها شركة الرباط‪/‬مستودع فضال على كونه مخالف للقانون‪ ،‬فإن‬
‫الحجز اليتم إال بناء على أمر قضائي طالبا إصدار أمر بفك الفخ المذكور تحت غرامة تهديدية قدرها‬
‫‪ 5000‬درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ‪ ،‬واستنادا لمقتضيات الفصل ‪ 151‬من قانون المسطرة المدنية‪،‬‬
‫وفي غيبة المدعى عليها أصدر الرئيس المذكور أمره رقم ‪ 219‬بتاريخ ‪ 2005/9/19‬في الملف عدد‬
‫‪ 2005/1017/6‬على المدعى عليها برفع الفخ المثبت على عجلة سيارة المدعي تحت طائلة غرامة‬
‫تهديدية قدرها ‪ 50‬درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ‪ .‬استأنفته المحكوم عليها مثيرة بأنها مرتبطة بعقد‬
‫حسان‪ ،‬وحلت محلها في تسيير المرفق المذكور‪ ،‬لذلك فإن‬ ‫امتياز عمومي مع جماعة الرباط‬
‫االختصاص ينعقد للمحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬فأيدت محكمة االستئناف األمر المستأنف وذلك بقرارها‬
‫المطعون فيه بالنقض من طرف المستأنفة ‪.‬‬

‫في شأن الوسيلة األولى ‪:‬‬

‫حيث تعيب الطاعنة القرار فيها بخرق المواد ‪ 7‬و‪ 8‬و‪ 19‬من القانون رقم ‪ 90.41‬الذي أحدثت بموجبه‬
‫المحاكم اإلدارية‪ ،‬والفصل ‪ 149‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وعدم االرتكاز على أساس‪ ،‬ونقصان‬
‫التعليل الموازي النعدامه‪ ،‬ذلك أن المحكمة مصدرته اعتبرت أن قاضي المستعجالت بالمحاكم العادية‬
‫هو المختص مستندة على كون العقد الرابط بين الطاعنة وجماعة حسان مجرد عقد كراء‪ ،‬وأن غاية‬
‫الطاعنة هو الربح‪ ،‬كما أن العقد المذكور أوكل المنازعة بين المتعاقدين والمتعلقة بتنفيذ العقد المذكور‬
‫إلى المحكمة االبتدائية بالرباط‪ ،‬ولم يوكله إلى المحكمة اإلدارية بنفس المدينة‪ ،‬في حين أن رأسمال‬
‫الشركة الطاعنة يشارك فيه المجلس البلدي للرباط حسان بنسبة ‪ 39‬في المائة‪ ،‬وأن المادة األولى من عقد‬
‫االمتياز نصت على أنه يمنح للطاعنة امتياز الخدمة العمومية‪ ،‬ونصت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 8‬منه بأن‬

‫‪29‬‬
‫يحق للطاعنة أن تثبت السيارات في عين المكان بواسطة كابالت توضع على العجالت‪ ،‬وأن عقد‬
‫االمتياز هو عقد إداري لتوفره على جميع المعايير التي تميزه عن العقد الخاص‪ ،‬ذلك أن أحد طرفيه‬
‫شخص معنوي‪ ،‬وأن الطرف المتعاقد يتمتع بوضعية غير مألوفة في مجال القانون الخاص‪ ،‬ويساهم في‬
‫تسير مرفق عام جماعي‪ ،‬وأن المنازعة المتعلقة بالعقود اإلدارية ينفرد القضاء اإلداري باختصاص‬
‫النظر فيها‪ ،‬والطلب الذي تقدم به المطلوب في النقض يرجع للمحكمة اإلدارية ‪.‬‬

‫وحيث إن النزاع ناشئ عما تدعي الطالبة من حق عقل السيارات التي لم يؤد أصحابه واجب التوقف‬
‫كمظهر من مظاهر السلطة العامة المفوضة إليها بموجب عقد التدبير المفوض‪ ،‬الذي يؤول اختصاص‬
‫البت في النزاعات المتعلقة به كعقد إداري للمحاكم اإلدارية‪ ،‬ومحكمة االستئناف بإخضاعها النزاع‬
‫الختصاص المحكمة االبتدائية خرقت المتقضيات المذكورة‪ ،‬وبصرف النظر عن أنها لما تصدت للفصل‬
‫في الدفع بعدم االختصاص النوعي تكون قد خرقت كذلك مقتضيات من النظام العام‪ ،‬وهي المادة ‪ 13‬من‬
‫القانون رقم ‪ 90.41‬المحدثة بموجبه محاكم إدارية والمادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 03.08‬المحدثة بموجبه‬
‫محاكم استئناف إدارية اللتين تمنحان االختصاص للبت في استئناف الحكم المتعلق باالختصاص النوعي‪،‬‬
‫أيا كانت الجهة القضائية الصادر عنها للمجلس األعلى‪ ،‬معرضة بذلك قرارها للنقض ‪.‬‬

‫وتطبيقا لمقتضيات الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 369‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫لهذه األسباب‬

‫قضى المجلس األعلى بنقض القرار المطعون فيه‪ ،‬وإحالة الملف على نفس المحكمة التي أصدرته لتبت‬
‫فيه من جديد بهيئة أخرى‪ ،‬وبتحميل المطلوب في النقض الصائر‪.‬‬

‫كما قرر إثبات قراره هذا بسجالت المحكمة المذكورة إثر القرار المطعون فيه أو بطرته‪.‬‬

‫وبه صدر القرار وتلي بالجلسة العلنية المنعقدة بالتاريخ المذكور أعاله‪ ،‬في قاعة الجلسات العادية‬
‫بالمجلس األعلى بالرباط‪ .‬وكانت الهيئة الحاكمة متركبة من السادة‪ :‬أحمد حنين رئيس الغرفة اإلدارية‬
‫القسم األول رئيسا والسيد محمد العيادي رئيس الغرفة المدنية القسم السادس والمستشارين السادة‪ :‬محمد‬
‫مخلص مقررا وأحمد بلبكري وميمون حاجي والمصطفى لزرق وإبراهيم زعيم وأحمد دينية وحسن‬
‫مرشان وعبد الحميد سبيال أعضاء وبحضور المحامي العام السيد الطاهر أحمروني وبمساعدة كاتب‬
‫الضبط السيد بناصر معزوز‪.‬‬

‫كاتب الضبط‬ ‫المستشار المقرر‬ ‫الرئيس‬

‫‪30‬‬
‫خاتمة‬
‫ان االختصاصات والصالحيات المسندة للجماعات الترابية فرضت عليها الدخول في عالقات متشعبة و‬
‫متعددة مع العديد من الفاعلين و الشركاء االقتصاديين و االجتماعيين‪ ،‬و نشوء عدة منازعات تعرض‬
‫على القضاء سواء في اطار دعاوى االلغاء او دعاوى التعويض ‪.‬اال ان واقع الممارسة يظهر مجموعة‬
‫من االشكاليات ابرزها إشكالية تدبير المرحلة ما قبل القضائية و تتعلق بالشروط الشكلية لرفع دعوى‬
‫قضائية‪ ،‬ثم اشكالية تتبع ملفات المنازعات القضائية بالجماعات الترابية‪ .‬ثم اشكالية تدبير منازعات‬
‫الجماعات الترابية دون اغفال دور الوكيل القضائي للجماعات الترابية و تنفيذ األحكام القضائية‪ ،‬أي كل‬
‫ما يهم األحكام القضائية النهائية و المذيلة بالصيغة التنفيذية ملزمة للجميع‪ ،‬باإلضافة إلى أسباب امتناع‬
‫الجماعة عن التنفيذ و التنفيذ الجبري لألحكام و الغرامة التهديدية‪ .‬دون نسيان أهمية و دور مصلحة‬
‫المنازعات القضائية بالجماعات الترابية في تدبير و تتبع القضايا اليجاد حل جدري‪ ،‬و ضرورة تحيين‬
‫المناشير الخاصة بإحداث مصلحة المنازعات القضائية و العمل على تأطيرها و تكوينها ثم تحميلها‬
‫المسؤولية حتى تصبح فاعلة جدية في ظل اإلصالحات التي تستهدف الحكامة الجيدة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المراجع‬

‫قانون االلتزامات والعقود‬

‫الفصل ‪ :79‬الدولة والبلديات مسؤولة عن اإلضرار الناتجة مباشرة عن تسيير إدارتها وعن األخطاء‬
‫المصلحية لمستخدميها‬

‫الفصل‪ : 80‬يتحدث عن المسؤولية الشخصية لموظفي الدولة والبلديات‬

‫القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات الترابية‬

‫المادة ‪265‬‬

‫• ال يمكن‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المختصة‪ ،‬رفع دعوى تجاوز السلطة ضد‬
‫الجماعة‪ ،‬أو ضد قرارات جهازها التنفيذي إال إذا كان المدعي قد أخبر من قبل رئيس مجلس‬
‫الجماعة ووجه إلى عامل العمالة أو اإلقليم أو من ينوب عنه مذكرة تتضمن موضوع وأسباب‬
‫شكايته‪ .‬ويسلم على إثرها للمدعي فورا وصل بذلك ‪.‬‬

‫• تستثنى من هذا المقتضى دعاوى الحيازة والدعاوى المرفوعة أمام القضاء االستعجالي‪.‬‬

‫المادة ‪267‬‬

‫إذا كانت الشكاية تتعلق بمطالبة الجماعة بأداء دين أو تعويض‪ ،‬ال يمكن رفع أي دعوى‪ ،‬تحت‬ ‫•‬
‫طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المختصة‪ ،‬إال بعد إحالة اآلمر مسبقا إلى عامل العمالة أو‬
‫اإلقليم أو من ينوب عنه الذي يدرس الشكاية في أجل أقصاه ثالثون)‪)30‬يوما ابتداء من تاريخ‬
‫تسليم الوصل ‪.‬‬

‫قانون المحاكم اإلدارية‬

‫• المادة ‪: 8‬تختص المحاكم اإلدارية‪ ,‬مع مراعاة أحكام المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من هذا القانون‪ ,‬بالبت‬
‫ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة وفي النزاعات المتعلقة‬
‫بالعقود اإلدارية و دعاوى التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال ونشاطات أشخاص القانون‬
‫العام‪ ,‬ما عدا األضرار التي تسببها في الطرق العام مركبات أيا كان نوعها يملكها شخص من‬
‫أشخاص القانون العام‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المواقع االلكترونية‬

http://almadal2idaria.blogspot.com/2016/02/blog-post_40.html •

https://www.barlamane.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84 •
%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-
%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A/

https://www.maroclaw.com/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%88% •
D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-
%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%B9%D8%A7%D8%AA-
%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-
%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1/

‫االحكام القضائية‬

2017/1/4/4523 : ‫ مـلـف إداري رقــم‬2018/01/04 : ‫ الـمؤرخ فـي‬1/4 : ‫• القــرار رقم‬


1236/4/2/2004 ‫ في الملف اإلداري عدد‬15/2/2006 ‫ بتاريخ‬132 ‫• قرار محكمة النقض عدد‬
: ‫ملف رقم‬2007/7/12 : ‫ الموافق لـ‬1428 ‫ جمادى الثانية‬26 : ‫ بتاريخ‬1651 : ‫• حكم رقم‬
05/7/603
2006/6/1/3307 ‫ ملف عدد‬2008/12/24 ‫ صادر بغرفتين بتاريخ‬4402 ‫• قـرار عدد‬

33
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪2 ....................................................................................................................‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬اسس المسؤولية االدارية للجماعات الترابية وجوانبها المسطرية ‪3 ...........................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬اسس المسؤولية االدارية للجماعات الترابية ‪3 ................................................‬‬
‫الفرع األول‪:‬المسؤولية بناءا على الخطأ‪3 ......................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية اإلدارية بدون خطا ‪5 .................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الجوانب المسطرية لدعاوى التعويض المتعلقة بالجماعات الترابية ‪6 .....................‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬االختصاص النوعي‪6 ............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الشروط الشكلية الخاصة بدعاوى التعويض ‪6 ...............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عالقة نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية بمنازعات الجماعات الترابية‬
‫وبعض األحكام القضائية بخصوصها ‪7 ...............................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية أسباب رئيسية لنشوء منازعات‬
‫الجماعات الترابية‪7 ...................................................................................................‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬نزع الملكية‪7 .....................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االعتداء المادي ‪13 ...............................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬العقود االدارية‪16 ................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬احكام قضائية متعلقة بدعاوى نزع الملكية واالعتداء المادي والعقود اإلدارية ‪18 ......‬‬
‫الفرع االول ‪:‬حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها نزع الملكية من اجل المنفعة العامة ‪18 ......‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها االعتداء المادي ‪21 ............................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬حكم قضائي متعلق بمنازعة موضوعها عقد اداري ‪28 ....................................‬‬
‫خاتمة ‪31 ..................................................................................................................‬‬
‫المراجع‪32 ................................................................................................................‬‬

‫‪34‬‬

You might also like