You are on page 1of 22

‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬

‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬


‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة‬
‫األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪ 19‬أنموذجا)‬
‫‪The impact of digitization on the governance of the Algerian health‬‬
‫‪facility and its role in facing crises from a legal perspective (Covid‬‬
‫)‪crisis 19 model‬‬
‫د‪ .‬بريش محمد عبد املنعم‬
‫كلية الحقوق يوسف بن خدة جامعة الجزائر‪1‬‬
‫‪emmas16@ gmail.com‬‬
‫تاريخ القبول‪2020/11/28:‬‬ ‫تاريخ اإلستالم‪2020/09/23:‬‬
‫املخلخ‪::‬‬
‫في ظل الحرب البيولوجية التي شهددها العالم اليوم والتي كانت بدايتها (كوفيد ‪ )19‬الذي غير من‬
‫موازين امعادلة لد الكثير من امنظومات الصحية في العالم وبالخصوص التي تفتقر للرقمنة في املجال‬
‫الصحي إذ واجهت فعوبات كبيرة في مواجهة أزمة كورونا‪.‬‬
‫وعليه لقد أفبح اليوم من الضروري عى اإلدارة التخىي عى النمط القديم في اتخاذ القرار الذي‬
‫يحمل في طياته جملة من السلبيات وانتهاج النمط الجديد‪ ،‬أي إتخاذ القرارات اإلدارية في ظل اإلدارة‬
‫اعالكترونية لتفادي الخطاء وربح الوقت‪.‬‬
‫َّ‬
‫إذ من امسلم به اليوم في مجال اإلدارة الصحية أنه عا يمكن تحقيق تطور أو تنمية بدون إدارة‬
‫إلكترونية تأثر في عملية فنع القرار اإلداري داخل امرفق الصحي من خالل عملية التخطيط اإللكترون‬
‫الذي يعني تحديد ما يراد عمله آنيا ومستقبليا باإلعتماد عى التدفق امعلومات من داخل وخارج‬
‫امؤسسة الصحية وبتعاون مشترك بين القمة والقاعدة‪ ،‬كما تساعد الرقمنة فناع القرار للتعر عى‬
‫جميع اإلمكانيات التي يمتلكها امرفق الصحي العام وتساعد امسير في اتخاذ القرار السليم في الوقت‬
‫امناسب‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الرقمنة‪ ،‬الحوكمة‪ ،‬امرفق الصحي‪ ،‬كوفيد (‪ ،)19‬اإلدارة الصحية‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪In light of the biological warfare that the world is nowadays witnessing, the Covid-19, as‬‬
‫‪the opening salvo, has become a game changer for many health systems worldwide, particularly‬‬

‫‪242‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
19 ‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد‬
‫بريش محمد عبد املنعم‬.‫د‬ )‫أنموذجا‬
those that lack digitalization in the health field since major difficulties have been encountered in
facing the Coronavirus crisis. Accordingly, it has become necessary for the administration to move
away from the old pattern of decision-making, which brings with it a number of negative
elements, and, therefore, adopt the new pattern based on administrative decision-making under
the E-administration, so as to avoid mistakes and save time.
It also goes without saying that development in the health management could not be
achieved without an E-administration which affects the administrative decision-making within the
health facility through the electronic planning process by defining what is intended to be done
immediately and in the future.
This should depend on information flow from inside and outside the health institution,
following a joint cooperation between the top and the bottom, and help decision-makers
identifying all the potential held by the public health facility and managers taking the right
decision at the right time.
Keywords: Digitization, Governance, Health Facility, COVID-)19( ,Health Management.
:‫مقدمة‬
19 ‫إن من أبرز التغيرات التي شهددها العالم خالل الفترة الخيرة وهي وباء كوفيد‬
‫والتي اعتبردها الكثير من الباحثين بأهنها حرب بيولوجية وسيشهد العالم حروب كثيرة في‬
‫ وفي ضل توافل أزمة كوفيد ما يقارب السنة فقد شهدت‬،‫امستقبل من دهذا النوع‬
‫أحسن امنظومات الصحية في العالم دهزات كبيرة بحيث فقدت بوفلة التحكم في الزمة‬
‫لكوهنها كانت غير متوقعة عا من حيث ال ِجدة و عا من حيث قوة اعانتشار وسرعته؛ مما‬
‫أد إل إهنهيار شبه كىي لبعض النظمة الصحية في العالم والتي عا تمتلك منظومة صحية‬
‫ وفي امقابل‬،‫قوية وتجى دهذا من خالل ارتفاع معدل الوفيات بشكل ردهيب بتلك الدول‬
‫نجد بعض النظمة الصحية التي استطاعت مواجهة الوباء بطرق علمية ساعدتها في‬
‫حصر الوباء والتقليص من نسبة الوفيات ونقل جميع امستجدات العلمية بين‬
‫امستشفيات واملخابر دون الحاجة للتنقل الذي يزيد من حدة الفيروس مثل أمانيا‬
. ‫وإنجلترا باإلضافة إل الوعي املجتمعي والذي سادهمت فيه القنوات اإلعالمية املختلفة‬
243 2021 ‫) جانفي‬1 ‫الخاص (الجزء‬01 ‫ العدد‬12 ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫وعليه نجد بأن الدول امتطورة في مجال الرقمنة قد تجنبت حوالي نسبة خمسين بامئة‬
‫من املخاطر نتيجة سرعة ودقة امعلومة‪.‬‬
‫إن اإلدارة اإللكترونية وسيلة لتحسين الداء الحكوم ليصبح أكثر كفاءة وفاعلية‪،‬‬
‫وهي ترسيخ للحكامة الصحية من خالل زيادة الشفافية والفعالية في إدارة امنظومة‬
‫الصحية (منى حيدر عبد الجبار الطائ ‪.).419 :2013 ،‬‬
‫بناءا عى ما سبق‪ ،‬تسع دهذه الدراسة إل معالجة التساؤل اآلت ‪:‬‬
‫ما مدى فعالية الرقمنة في حوكمة املرفق العمومي الصحي؟‬
‫وسنحاول من خالل دهذه الدراسة إبراز مد فعالية اإلدارة اعالكترونية (الرقمنة)‬
‫في حوكمة النظام الصحي باعتباردها أدهم اآلليات امعتمدة إلفالح امرفق العموم الصحي‬
‫من جهة أخر ‪.‬‬ ‫من جهة و أداة مساعدة مواجهة املخاطر الكبر‬
‫و باإلعتماد عى امنج الوفف في دهذه الدراسة‪ ،‬سو نبرز دور الرقمنة في حوكمة‬
‫امرفق العموم الصحي‪ ،‬وكذلك دوردها في تسهيل تقديم الخدمات الصحية في حالة‬
‫تعرض الدول لألزمات الكبر وعى سبيل امثال أزمة كورونا (كوفيد ‪ )19‬التي يواجهها‬
‫العالم ويسع للتحكم فيها عن طريق التكنولوجيا الحديثة للتقليل من املخاطر ‪ ،‬وعليه‬
‫فإن معالجتنا لهذا اموضوع تكون وفق العنافر التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬املبحث األول‪ :‬مفهوم الحوكمة واإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫يعد ضبط امفادهيم الساسية ضرورة منججية ومبدئية عابد منها لية دراسة‪ ،‬وبما‬
‫أن موضوعنا يتمحور حول مصطلحات عديدة تتمثل في الحوكمة واإلدارة اعالكترونية‬
‫لذا يتعين علينا ضبط بعض امفادهيم‪ ،‬وعليه سو نتعرض مفهوم الحوكمة الصحية‬
‫في امطلب الول بما أن الدراسة تخص املجال الصحي‪ ،‬كما سنتناول مفهوم اإلدارة‬
‫اعالكترونية في امطلب الثان ‪.‬‬
‫‪ -1-1‬املطلب األول‪ :‬مفهوم الحوكمة الصحية‬

‫‪244‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫كفكرة وافطالح تم إعطاء أكثر من معنى للحوكمة أو الحكامة أو الحكم الراشد أو‬
‫ُ‬
‫الحكمانية‪ ،‬نتيجة اختال التفسير والفهم وامدلول للمصطلح بين الك َّتاب وامفكرين‪).‬‬
‫زدهير عبد الكريم‪ ، (.7 :2003،‬وعليه سو نتطرق أوعا للتعريف اعافطالحي لتوضيح‬
‫دهذا امفهوم ثم سو نتطرق للتعريف اإلجرائ للحوكمة الصحية‪.‬‬
‫أ‪ -‬التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫ُ‬
‫إن كلمة الحوكمة (‪ )Governances‬التي يرجع أفلها إل تعابير كانت تستخدم‬
‫للدعالة عى قيادة السفن في العصر الالتيني واليونان القديمين‪ ،‬غير أن دهذا امفهوم‬
‫إنتقل إل حاعات ذات العالقة بالوسائل الدستورية والقانونية امتعلقة بتسيير شؤون‬
‫الدولة امدنية وإدارة بعض امؤسسات امهنية ليتكرر دهذا امفهوم مع تبني امؤسسات‬
‫امالية الدولية له وعى رأسها البنك الدولي الذي إستخدمه لول مرة عام ‪1992‬م في‬
‫تقريره السنوي تحت عنوان" ‪ . "Gouvernance and développement‬أما عن منظمة‬
‫المم امتحدة للتربية والثقافة والعلوم " ‪ "Unesco‬فقد استعملت مصطلح « التسيير‬
‫الديمقراط »‪ ،‬في حين استخدم «برنامج المم امتحدة اإلنمائ » «‪»Undp‬مصطلح‬
‫التسيير السليم)عبد الكريم قالت ‪ :2009 ،‬العدد ‪.)23‬‬
‫ونجد بأن امشرع الجزائري قد عر كذلك الحوكمة في القانون رقم ‪ 06/06‬امؤرخ‬
‫في ‪ 2006/03/11‬امتضمن القانون التوجيهي للمدينة حيث استعمل مصطلح "الحكم‬
‫الراشد عى أنه دهو الذي بموجبه تكون اإلدارة مهتمة بانشغاعات امواطن وتعمل‬
‫للمصلحة العامة في إطار الشفافية "‪ ).‬القانون رقم‪. ).18 :2006،06 -06‬‬
‫ب‪ -‬التعريف اإلجرائي(الحوكمة الصحية) ‪:‬‬
‫َ‬
‫الحوكمة الصحية "هي آلية حديثة في التسيير؛ تنتج أسلوب إفالحي موجه‬
‫لتحسين كفاءة وفاعلية العمل امؤسسات والتطور امنظمي والفردي وتحقيق الجودة في‬
‫القطاع الصحي والتميز في الداء‪ ،‬و تمارس عن طريق مجموعة من القوانين والعمليات‬

‫‪245‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫والتقاليد التي تحدد كيفية ممارسة السلطة واتخاذ القرار‪ ،‬عبر مشاركة أوجه التفاعل‬
‫بين امنظمات الحكومية واملجتمع امدن والقطاع الخاص ومن خاللها يتم فتح املجال‬
‫الواسع فيما يخص امشاركة والشفافية وامساءلة والعدالة دون تمييز‪ ،‬في إطار‬
‫السياسات املحدد من طر الدولة‪ ،‬بغية تعزيز وفون كرامة ورفاه اإلنسان‪ ،‬ويمكن‬
‫إستخدام دهذا امضمون عى امستو العام (‪ ،)Global‬والوطني واملحىي‪ ،‬واملجتمعي في‬
‫جميع جوانب الحياة سواء كانت في املجال الصحي‪ ،‬أو امالي أو حقوق اإلنسان‪ ،‬إذ تعتبر‬
‫دهذه الخيرة وسيلة إلنصا الضعفاء في املجتمع من خالل تطبيقها عى أرض الواقع»‪.‬‬
‫‪ -2-1‬املطلب الثاني ‪ :‬مفهوم اإلدارة االلكترونية ‪:‬‬
‫توجد تعاريف وألفاظ كثيرة شائعة اعاستخدام لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬مثل العمال‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والحكومة اإللكترونية‪ ،‬والحكومة الرقمية‪.....،‬إلخ‪ ،‬ومصطلح الحكومة‬
‫اإللكترونية ‪ E-Government‬يمثل شكال من أشكال العمال اإللكترونية ‪E-Business‬‬
‫الذي يشير إل العمليات والهياكل التي تتفق مع إمداد الخدمات اإللكترونية للمواطنين‬
‫ومؤسسات العمال عى حد سواء‪).‬سحر قدوري الرفاعي‪(.2009:308 ،‬‬
‫وحتى نحيط بمعان ودعاعات اإلدارة اإللكترونية عا بد من التعرض إل التعاريف الفقهية‬
‫املختلفة إضافة إل التعريف اإلجرائ لإلدارة اإللكترونية الصحية‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي لإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫بالرغم من حداثة مصطلح اإلدارة اإللكترونية وفق ما أشار إليه فقهاء الفكر‬
‫ُ‬
‫اإلداري امعافر‪ ،‬إعا أن دهناك العديد من التعاريف التي ق ِدمت لهذا امصطلح ونذكر‬
‫منها ‪:‬‬
‫سعد غالب إبرادهيم‪ :‬فيقدم تعريف لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إنطالقا من محاولة التمييز‬
‫بينها وبين امصطلحات امرادفة لها‪ ،‬مثل الحكومة اإللكترونية‪ ،‬والعمال اإللكترونية‪،‬‬
‫ويعر اإلدارة اإللكترونية باعتباردها منظومة متكاملة وبنية وظيفية وتقنية مفتوحة‬

‫‪246‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫يقول‪" :‬هي إطار يشمل كل م ـ ــن العم ـ ــال اإللكترونيـ ـ ــة العامـ ــة أو اإلدارة اإللكترونيـ ــة‬
‫لألعم ـ ــال والحكومة اإللكترونية للدعالة عى اإلدارة اإللكترونية العامة أو اإلدارة‬
‫اإللكترونية لعمال الحكومة اموجهة للمواطنين‪ ،‬أو اموجهة لألعمال أو اموجهة‬
‫مؤسسات ودوائر املختلفة ") ياسين سعد غالب‪(.21 :2005 ،‬‬
‫و قد عرفت بأهنها عملية تغيير وتحويل العالقات من امؤسسات وامواطنين من‬
‫خالل تكنولوجيا امعلومات‪ ،‬بهد تقديم الفضل للمواطنين وتمكينهم من الوفول‬
‫ً‬
‫للمعلومات مما يوفر مزيدا من الشفافية وتحجيم الفساد وتعظيم العائد وتخفيض‬
‫النفقات )مريم خالص حسين‪(.443 :2013 ،‬‬
‫كما قدم البنك الدولي عام ‪ 2005‬مفهوما لإلدارة اإللكترونية‪ :‬بأهنها مفهوم ينطوي‬
‫عى استخدام تكنولوجيا امعلومات و اإلتصاعات‪ ،‬بتغيير الطريقة التي يتفاعل من‬
‫خاللها امواطنين وامؤسسات التجارية مع الحكومة للسماح بمشاركة امواطنين في عملية‬
‫فنع القرار‪ ،‬وربط طرق أفضل للوفول إل امعلومات‪ ،‬وزيادة الشفافية وتعزيز املجتمع‬
‫( ‪(Riadh bourriche , 2009:3‬‬
‫وتشير اإلدارة اإللكترونية من وجهة نظر المم امتحدة إل استخدام تكنولوجيا‬
‫امعلومات و اإلتصاعات مثل شبكات ربط اإلتصاعات الخارجية؛ مواقع اإلنترنت‪ ،‬ونظم‬
‫الحاسب اآللي بواسطة الجهات الحكومية ومن ثم فإن تبني الحكومة اإللكترونية يؤثر‬
‫عى العالقة الساسية بين الجهات الحكومية من جانب وامواطنين وأعمالهم من جانب‬
‫أخر‪ ) .‬مريم خالص حسين‪(.443 :2013 ،‬‬
‫وامالحظ أن جميع التعريفات تتفق من حيث امبدأ بأن اإلدارة اإللكترونية هي نمط‬
‫وأسلوب تعامل وتفاعل امواطنين وامؤسسات عى إختال توجهاتها وأنواعها وأحجامها‪،‬‬
‫وأن دهذا السلوب الجديد الذي يعتمد عى استخدام تكنولوجيا امعلومات لتقديم‬
‫خدمات للمواطنين ذات جودة‪ ،‬إذ هي عبارة عن فكر متطور يعيد فياغة امؤسسات‪.‬‬

‫‪247‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫‪ -2-2-1‬الفرع الثاني‪ :‬التعريف اإلجرائي‬
‫كما أش ـ ــرنا س ـ ــابقا فقد تعددت وجهات النظر في اعاتفاق عى دهذا امفهوم الجديد‬
‫ْ‬
‫(اإلدارة اإللكتروني ــة)‪ ،‬إذ ان ــه تم اإلتف ــاق عى نفس امب ــدأ و لكون ال ــدراس ـ ـ ـ ـ ــة في املجــال‬
‫الص ـ ـ ـ ــحي فــإننـا نقترح تعريف خــاص بــاإلدارة اإللكترونيــة الص ـ ـ ـ ــحيــة " وهي نموذج جــديــد‬
‫يعتمد عى استخدام امعلوماتية والتكنولوجيا امتقدمة بغرض تحسين جودة الخدمات‬
‫الصـ ـ ـ ــحيــة الحكوميــة املختلفــة‪ ،‬وإعــادة دهيكلتهــا للتخلص من الروتين و البيروقراطيــة في‬
‫العمال وامهام التي تقدمها امؤسسات الصحية لترتبط باحتياجات امرض ى ومؤسسات‬
‫املجتمع‪ ،‬من خالل اسـ ـ ـ ــتخ ــدام ده ــذا النموذج ال ــذي يعم ــل عى َسـ ـ ـ ـ ـ ـ ِد الفجوة الرقمي ــة‬
‫للمجتمع بـاسـ ـ ـ ــتثمـار التكنولوجيـا‪ ،‬وإن مبـدأ التشـ ـ ـ ــاركيـة دهو أحـد الدهـدا الرئيس ـ ـ ـ ـيـة‬
‫لإلدارة اإللكترونية من خالل العمل عى مشاركة امستفيدين بحيث يتحول امستفيدين‬
‫من متلق للخدمة الصحية إل مشارك في فنع القرار"‪.‬‬
‫‪ -2‬املبحث الثاني‪ :‬دور الرقمنة في حوكمة املرفق العمومي الصحي ومتطلبات‬
‫تطبيقها ‪.‬‬
‫إن امرافق العمومية في العصر الرقمي بحاجة إل مواكبة أدهم التطورات‬
‫التكنولوجية وضرورة استيعابها واستغالل التكنولوجيا الحديثة في ظل وجود اإلدارة‬
‫الجيدة التي تحسن التعامل مع تلك التقنيات و تسخيردها لصالح منظماتها وعمل خطط‬
‫إستراتيجية للتحول امطلوب‪ ،‬وتأدهيل الكوادر البشرية بكفاءة عالية‪ ،‬مع الحرص عى‬
‫ضرورة نشر وتعميم الثقافة الرقمية بين العاملين بتلك امرافق‪.‬‬
‫وعليه سنبرز من خالل امطلب الول دور الرقمنة في حوكمة امرفق العموم الصحي‬
‫كما سنبين أدهم متطلبات لقيام اإلدارة اعالكترونية بالقطاع الصحي‪.‬‬
‫‪ 1-2‬املطلب األول‪ :‬دور الرقمنة على حوكمة املرفق العمومي الصحي‪.‬‬

‫‪248‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫‪ ‬سد الفجوة الرقمية في امرافق الصحية‪ :‬باستثمار تكنولوجيا امعلومات‬
‫واعاتصاعات امتقدمة لتوفيل الخدمات الصحية للمواطنين وامؤسسات اإلستشفائية‬
‫التي هي بحاجة إليها بغض النظر عن أماكن تواجددهم أو أوقات التقدم إليها‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل عى تسهيل نقل امعلومة في وقت قصير عاتخاذ اإلجراءات الالزمة بين‬
‫جميع الفاعلين في القطاع الصحي فمثال في الجزائر في أزمة"كوفيد ‪ " 19‬ونظرا لضعف‬
‫ْ‬
‫عملية الرقمنة في القطاع لم تستطع امستشفيات واملخابر بان تعط نتائج "‪" RT-PCR‬‬
‫في الوقت امناسب وربما في بعض الحاعات سجلت النتائج تأخر بشهر كامل مما أد إل‬
‫تذمر امواطنين وخلق عدم الثقة بينهم وبين امؤسسة امقدمة للخدمة ‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز وتدعيم فرص التنمية واإلفالح اإلداري و اإلقتصادي في القطاع الصحي‬
‫بحيث أنه باستطاعة الحكومة اإللكترونية مساعدة مؤسسات العمال وخافة‬
‫امتوسطة والصغيرة امتعاملة مع امرافق الصحية لإلنتقال إل الشبكة للحصول عى‬
‫الخدمات وامتطلبات‪ ،‬أي أن الحكومة اإللكترونية تقدم فرفا لتطوير إمكانيات وقدرات‬
‫ومهارات مؤسسات العمال بل وامواطنين امتعاملين معها بما يمكنهم من تحقيق‬
‫مستويات أعى من اإلنتاجية ومساندة الداء الحسن‪ (.‬سحر قدوري الرفاعي‪:2009 ،‬‬
‫‪. )311‬‬
‫‪ ‬تقوية سبل التعاون‪ :‬إذ تؤدي اإلدارة اإللكترونية في املجال الصحي إل تعزيز‬
‫التعاون بين امؤسسات الصحية الحكومية املختلفة وتبادل امعلومات والبيانات فيما‬
‫بينها مما يؤدي إل زيادة الفاعلية في تحقيق الدهدا امسطرة في املجال الصحي‪.‬‬
‫‪ ‬تدعيم اإلستثمار في موارد امؤسسة‪ :‬ويتجسد دهذا اعاستثمار في موارد امؤسسة‬
‫من خالل تقليل تكلفة الخدمات الصحية والعمال وامعلومات الحكومية وما يصاحبها‬
‫من إجراءات متعددة‪.‬‬

‫‪249‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫‪ ‬القضاء عى البيروقراطية‪ :‬بحيث تعمل اإلدارة اإللكترونية عى تبسيط‬
‫العمليات واإلجراءات داخل امؤسسات اإلستشفائية والتخلص من بيروقراطية الداء‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق الشفافية ‪ :‬فالشفافية الكاملة داخل اإلدارات اإللكترونية هي محصلة‬
‫لوجود الرقابة اإللكترونية التي تضمن املحاسبة الدورية عى كل ما يقدم من خدمات‪،‬‬
‫ُ‬
‫إذ تعر الشفافية بأهنها الجسر الذي يربط بين امواطن ومؤسسات املجتمع امدن ‪ ،‬من‬
‫جهة‪ ،‬والسلطات امسئولة عن مهام الخدمة العامة من جهة أخر ‪ ،‬فقد تتيح مشاركة‬
‫املجتمع بأكمله في الرؤية ‪ ( .‬أحمد درويش ‪. )03: 2007‬‬
‫‪ ‬تحقيق التشاركية ‪ :‬والتي تتجسد من خالل فتح باب الحوار من خالل فتح‬
‫منصة إلكترونية لجميع الفاعلين بما فيهم الجمعيات امرتفقة بالصحة و امواطنين‬
‫معالجة انشغاعاتهم في وقت وجيز ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬املطلب الثاني ‪ :‬متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية الصحية ‪.‬‬
‫يقتضـ ـ ـ ـ ي التحول نحو تطبيق اإلدارة اإللكترونية الصـ ـ ــحية متطلبات عديدة نذكر‬
‫من أدهمها‪:‬‬
‫‪ ‬امتطلبات اإلدارية و المنية‪ :‬تنحصـ ــر امتطلبات اإلدارية والمنية الواجب مراعاتها‬
‫عند تطبيق اإلدارة اإللكترونية في العنافر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬وضـ ــع إسـ ــتراتيجيات وخطط التأسـ ــيس‪ :‬والتي يمكن أن تشـ ــمل إدارة‪ ،‬أو دهيئة عى‬
‫امس ـ ـ ـ ــتو الوطني له ـ ــا وظ ـ ــائف التخطيط وامت ـ ــابع ـ ــة‪ ،‬والتنفي ـ ــذ مش ـ ـ ـ ـ ـ ــاريع الحكوم ـ ــة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وفي دهذه امرحلة عا بد من توفر الدعم‪ ،‬والتأييد من طر اإلدارة العليا في‬
‫الهرم اإلداري(وزارة الصـ ـ ـ ـ ـح ــة )‪ ،‬مع توفير مخصـ ـ ـ ـ ـص ـ ـ ـ ـ ــات م ــالي ــة ك ــافي ــة إلجراء التحول‬
‫امطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬توفير البنية التحتية لإلدارة اإللكترونية‪ :‬إذ عا بد من العمل عى التطوير مختلف‬
‫شبكات اإلتصاعات‪ ،‬بما يتوافق مع بيئة التحول التي تستدعي شبكة واسعة‪ ،‬ومستوعبة‬
‫‪250‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫للكم الهائل من اعاتص ـ ـ ـ ــاعات دون إدهمال التجهيزات التقنية الخر من معدات وأجهزة‪،‬‬
‫وحاسبات آلية‪ ،‬ومحاولة التوفير واإلتاحة لألفراد وامؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير التنظيم اإلداري بــامنظومــة الصـ ـ ـ ــحيــة والخــدمــات وامعــامالت وفق تحول‬
‫تدريجي‪ :‬بإعادة تنظيم الجوانب واملحددات الهيكلية‪ ،‬ومختلف الوظائف الحكومية‪ ،‬بما‬
‫يجعله ــا تنس ـ ـ ـ ــجم ومب ــادئ اإلدارة اإللكتروني ــة مث ــل (إلغ ــاء إدارات‪ ،‬إس ـ ـ ـ ــتح ــداث إدارات‬
‫جديدة تساير التطور التكنولوجي) ‪.‬‬
‫‪ ‬متطلبات الكفاءات وامهارات امتخص ـ ـ ـص ـ ـ ــة‪ :‬ودهو ض ـ ـ ــرورة وجود يد عاملة مؤدهلة‪،‬‬
‫تمتلك زادا معرفيا يحيط بمبادئ التقدم التقني ولها من الخبرة ما يمكنها من أن تصـ ـ ـ ــبح‬
‫موردا بشريا مؤدهال عاستخدام تقنيات امعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬وض ـ ــع التش ـ ــريعات القانونية الالزمة لتطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ :‬قبل التطبيق عن‬
‫طريق تحــديــد اإلطــار القــانون الــذي يقر بــالتحول اإللكترون وأثنــاء التطبيق أي تكملــة‬
‫للنق ـ ــائص والفراغ الق ـ ــانون الالزم‪ ،‬وال ـ ــذي يمكن أن يظهر في أي مرحل ـ ــة من مراح ـ ــل‬
‫التحول‪ ،‬وبع ــد التطبيق يج ــب أن توضـ ـ ـ ــع قواع ــد ق ــانوني ــة ضـ ـ ـ ـ ــامن ــة لمن امع ــامالت‬
‫اإللكتروني ــة وتح ــدي ــد اإلجراءات العق ــابي ــة الخ ــافـ ـ ـ ـ ـ ــة بفئ ــة امتورطين في جرائم اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫وفي دهــذا السـ ـ ـ ـ ـيــاق نجــد أن الــدول التي اعتمــدت تطبيقــات اإلدارة اإللكترونيــة لم‬
‫تصدر تشريعات عامة تلزم اإلدارات وامؤسسات الحكومية بأداء جميع معامالت اإلدارة‬
‫مع امواطنين عن ُب عد بالوس ـ ـ ـ ــائل اإللكترونية إل جانب الوس ـ ـ ـ ــائل التقليدية‪ ،‬حيث أن‬
‫التشـ ـ ـ ــريعات الحديثة في الكثير من الدول الغربية قد يتراوح مضـ ـ ـ ــموهنها بين إقرار امبدأ‪،‬‬
‫أي اإلعالن عن حق امواطنين في الحص ـ ـ ـ ــول عى امعــامالت اإلداريــة والخــدمــات العــامــة‬
‫بوس ـ ــائل معلوماتية باس ـ ــتثناء ما يش ـ ــترط القانون ف ـ ـراحة حض ـ ــور امعني ش ـ ــخص ـ ــيا إل‬
‫امراكز اإلداري ـ ــة إلتم ـ ــام ـ ــه وبين إلزام اإلدارات الع ـ ــام ـ ــة عى تق ـ ــديم بعض الخ ـ ــدم ـ ــات‬

‫‪251‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫اإللكتروني ــة في مجـ ــاعات أو قطـ ــاعـ ــات مثـ ــل مجـ ــال نش ـ ـ ـ ــر القوانين والقرارات اإلداري ــة‬
‫وامعلومات اإلدارية ومجال وض ــع نماذج امعامالت اإلدارية عبر ش ــبكة اعانترنت‪ ،‬إض ــافة‬
‫إل مجاعات التصــاريح امالية و الضــرورية بحيث تلزم الشــركات‪ ،‬وبعض الفئات مثل فئة‬
‫ً‬
‫التجار بتقديم تلك التصاريح إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ ‬متطلبات القيادة اإلدارية والسـ ـ ـ ــياسـ ـ ـ ــية‪ :‬يس ـ ـ ـ ــتحيل تحقيق أدهدا مش ـ ـ ـ ــروعات‬
‫الحكومة اإللكترونية حتى لو توافرت اإلمكانيات واموارد امادية وامعنوية بدون قيادة‬
‫إدارية وإرادة ســياســية‪ ،‬لذلك فإن الحكومة اإللكترونية تتطلب قيادة ســياســة وإدارية‬
‫قوية تلتزم علنيا بدعم الجهود التي تؤدي للتحول نحو الحكومة اإللكترونية من خالل‬
‫توفير الوقــت والجهــد وامــال واموارد وامنــاخ السـ ـ ـ ـ ـيــاسـ ـ ـ ـ ـ ي و اإلقتص ـ ـ ـ ــادي و اإلجتمــاعي‬
‫والتكنولوجي الذي يس ـ ــهم بإطالق القدرات العاملة اإلبداعية والخالقة‪( .‬س ـ ـ ــحر قدور‬
‫الرفاعي‪).316 :2009 ،‬‬
‫فعى سـ ـ ـ ــبيل امثال عا الحصـ ـ ـ ــر تمثل مبادرة اإلدارة اإللكترونية العامة في دولة اإلمارات‬
‫العربية امتحدة عى الص ـ ــعيد العرب إحد النماذج التي وجدت تجنيد س ـ ــياس ـ ـ ي وإرادة‬
‫لد القيادة‪ ،‬حيث انطلقت مبادرة عام ‪1999‬م بموجب إعالن رس ـ ـ ــمي أف ـ ـ ــدره الش ـ ـ ــيخ‬
‫محمد راشـ ـ ــد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دب ‪ ،‬إذ س ـ ـ ـرعان‬
‫ما تحولت امبادرة إل واقع ملموس عبر برنامج عمل يقوم عى نقاط منها‪:‬‬
‫‪ ‬إعتمــاد قنــاة موحـدة لخــدمــة العمالء‪ ،‬بــالتعــاون مع إدارة الخــدمــات اإللكترونيــة‪ ،‬من‬
‫أجل تعزيز مستويات الكفاءة والفعالية‪.‬‬
‫‪ ‬تبسيط عمليات الحصول عى الخدمات الحكومية إعتمادا عى أحدث التقنيات‪.‬‬
‫‪ ‬إبتكــار خــدمــات حكوميــة جــديــدة وربط بيئــات العمــل في الــدوائر الحكوميــة لتحقيق‬
‫التكامل الذي يمهد الطريق مبدأ حكومة بال أوراق وبدون طابور ‪.‬‬

‫‪252‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫‪ ‬تح ــدي ــث املجتمع بج ــدو التحول اإللكترون ‪ ،‬وضـ ـ ـ ـ ـم ــان الح ــد الدنى من امعرف ــة‬
‫بكيفي ـ ــة اس ـ ـ ـ ــتخ ـ ــدام الدوات التي تمكنهم من الحص ـ ـ ـ ــول عى خ ـ ــدم ـ ــاتهم من ال ـ ــدوائر‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫‪ ‬متطلبــات البنيــة التحتيــة لإلتصـ ـ ـ ـ ــاعات ‪ :‬ترتبط بــإيجــاد حواس ـ ـ ـ ـيــب إلكترونيــة ونظم‬
‫بيانات متكاملة‪ ،‬وأكشاك إلكترونية في الماكن العمومية‪ ،‬والهواتف والفاكسات وتعمل‬
‫بنيــة اإلتصـ ـ ـ ـ ــاعات عى زيــادة الترابط بين مختلف الجهزة اإلداريــة داخــل الــدولــة‪ ،‬وتمثــل‬
‫رؤية املك عبد هللا الثان عربيا إحد اإلس ـ ـ ــتراتيجيات املحورية في تطبيق اإلدارة العامة‬
‫اإللكترونية من خالل التنمية اعاجتماعية واعاقتص ـ ـ ـ ــادية التحول إل اقتص ـ ـ ـ ــاد امعرفة‪،‬‬
‫واإلستفادة من اموارد البشرية ورأس امال‪ ،‬واإلدهتمام بإفالح القطاع العام‪ ،‬واستخدام‬
‫التكنولوجيا كأداة تمكينية ‪.)01 :Nafta, khaldoun, 2005(.‬‬
‫‪ -3‬املبحث الثالث‪ :‬اثروتأثيراإلدارة اإللكترونية على املرفق العمومي الصحي‪.‬‬
‫ً‬
‫إن س ـ ــن قانون واحد يحكم امرافق جميعا بات أمرا من املحال تجس ـ ــيده في الواقع‬
‫العلمي بسـ ـ ـ ـبب اختال طبيعة نش ـ ـ ــاط كل مرفق‪ ،‬غير أن ذلك عا يمنع من إخضـ ـ ــاع كل‬
‫امرافق بما فيها امرفق الص ـ ــحي إل مبادئ معينة إتفق القض ـ ــاء بش ـ ــأهنها‪ ،‬وأض ـ ــحت اليوم‬
‫من ام َسـ ـ ـ ـ ـلمـات في نظريـة امرافق‪ ،‬وتتمثـل دهـذه امبـادئ في مبـدأ مس ـ ـ ـ ــاواة امنتفعين أمـام‬
‫امرفق ومبـدأ سـ ـ ـ ــير امرفق العـام بـانتظـام و إطراد ومبـدأ قـابليـة امرفق للتغيير والتبـديـل‬
‫ولكون امرافق العمومية الص ـ ـ ـ ــحية تلعب دور حيوي بالنس ـ ـ ـ ــبة للمرض ـ ـ ـ ـ ى وذلك في كوهنها‬
‫َ‬
‫تقدم خدمات صــحية للمجتمع‪ ،‬ومن ث َّم فإن ســير امرافق الصــحية وفق امبادئ الالحقة‬
‫الذكر يمثل أدهمية كبر ‪ ،‬كما دهو معلوم فإن الرقمنة تعمل بشـ ـ ـ ــكل كبير في التأثير عى‬
‫ِ‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬وحتى يدار امرفق بالشكل اعالكترون وتكون له فعالية عى اميدان فإنه‬
‫يجب تطويع امبادئ العامة التي تحكمه حتى تتوافق مع نظام اإلدارة اعالكترونية‪ ،‬ويجب‬
‫أن يعزز التحول نحو اإلدارة اعالكترونية امبادئ التي تحكم امرافق العامة‪.‬‬
‫‪253‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫‪ -1-3‬املطلب األول‪ :‬أثر اإلدارة اإللكترونية على املبادئ العامة التي تحكم املرفق‬
‫العمومي الصحي‪.‬‬
‫سو نبين من خالل دهذا امطلب أثر اإلدارة اإللكترونية عى تطويع تفسير امبادئ‬
‫العامة التي تحكم امرفق العموم الصحي لكون الدراسة تهتم باملجال الصحي ‪:‬‬
‫‪ -1-1-3‬الفرع األول ‪ :‬اإلدارة اإللكترونية و مبدأ سيراملر افق العامة بانتظام و إطراد ‪.‬‬
‫كبيرا داخل املجتمع ًّأيا كان موض ـ ــوع نش ـ ــاطها‪،‬‬ ‫تؤدي امرافق الص ـ ــحية العامة ً‬
‫دورا ً‬
‫ودهذا يفرض أن تقدم خدماتها للجمهور بشــكل مســتمر ومتوافــل‪ ،‬فال يمكن أن نتصــور‬
‫مثال توقف امس ـ ـ ــتش ـ ـ ــفى في تقديم الخدمات العالجية ولو بالحد الدنى‪ ،‬أو توقف جهاز‬
‫القض ــاء عى الفص ــل في الخص ــومات و كذلك نفس الش ـ يء بالنس ــبة لجهاز المن ومرفق‬
‫الدفاع‪ ،‬فإن توقف أحد دهذه الجهزة ونحودها س ـ ـ ـ َينجم عنه عا شـ ـ ــك إلحاق بالغ الضـ ـ ــرر‬
‫بامصـ ــلحة العامة وبحقوق الفراد‪ ،‬لذا تعين عى امش ــرع وبغرض تحقيق امقصـ ــد العام‬
‫ودهو اس ـ ـ ـ ــتمراريــة نشـ ـ ـ ـ ــاط امرفق وقيــامــه بــالخــدمــات امنوط بهـا‪ ،‬بحيــث يعــد من اآلليــات‬
‫القانونية ما يضمن أداء الخدمة وتواتردها و انتظامها وعدم انقطاعها‪.‬‬
‫فمن حق امنتفع اإلس ــتفادة من خدمات امرفق في امكان والزمن املخص ــص لذلك‪،‬‬
‫وإذا تعرض امرفق لعوائق تقنية مثال تحول دون تحقيق عنصـ ـ ــر اإلنتفاع وجب أن يعلم‬
‫الجمهور بذلك‪ ،‬فإذا أرادت اإلدارة الصــحية مســتشــفى ما تعقيم امصــالح اإلســتشــفائية‬
‫للقضاء عى العدو اإلستشفائية وجب عليها أن تعلم الجمهور (امرض ى) بذلك شريطة‬
‫توفير الحد الدنى للخدمات في مصلحة اعاستعجاعات‪.‬‬
‫ً‬
‫ويقتض ـ ـ ى مبدأ اعاس ـ ــتمرارية و الذي يعتبر أكثر امبادئ وزنا عان القرار اإلداري كثيرا‬
‫مــا يعتمــد عليــه‪ ،‬ولن معظم أحكــام ومبــادئ القــانون اإلداري تخص دهــذا امبــدأ ومتفرعـة‬
‫منــه‪ ،‬وعليــه ف ـإن نظــام اإلدارة اعالكترونيــة يخــدم دهــذا امبــدأ بص ـ ـ ـ ــورة أكبر من النظــام‬
‫التقليدي حيث يس ـ ــاعد كال من امرضـ ـ ـ ى وامتعاملين مع امس ـ ــتش ـ ــفى من (مخابر أدوية‪،‬‬

‫‪254‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫وممولين‪ ،‬وش ـ ــركات مقاولتيه الخاف ـ ــة بالنظافة اإلس ـ ــتش ـ ــفائية ) بحيث يمكن لجميع‬
‫الفواعل امتعاملين مع امؤس ـ ـ ـس ـ ـ ــات الصـ ـ ــحية عن طريق امواقع اإللكترونية‪ ،‬والنظمة‬
‫اإللكترونية امتطورة؛ الحص ـ ـ ـ ــول عى الخدمة وامعلومات امدققة بكل شـ ـ ـ ــفافية‪ ،‬وكل‬
‫ذلك يساعد امسير في تعامالته مع دهؤعاء الفواعل ‪.‬‬
‫باإلض ــافة إل إمكانية الرد عى اس ــتفس ــارات امواطنين من خالل البريد اإللكترون ‪،‬‬
‫كما يمكن للمريض أن يتعر عى كالفحوفـ ـ ـ ــات امتوفرة والطباء و املختصـ ـ ـ ــين في أي‬
‫وعاية من الوطن أو أن يرفع ش ـ ـ ــكواه للوزارة الوف ـ ـ ــية أو مديرية الص ـ ـ ــحة أو امؤسـ ـ ـ ـس ـ ـ ــة‬
‫العمومية اإلســتشــفائية عن طريق البريد اإللكترون مع إلتزام اإلدارة بالرد في ظر وجيز‬
‫دون تكليف امريض عنــاء التنقــل وتفــادي بيروقراطيــة اإلدارة؛ وكــذلــك يسـ ـ ـ ـ ــاعــد نظــام‬
‫اإلدارة اإللكترونية عى التخفيف من حدة النتائج امترتبة عى مخالفة مبدأ سير امرافق‬
‫ب ــانتظ ــام و إطراد ( عصـ ـ ـ ـ ــام عب ــد الفت ــاح مطر‪).91 :2008 ،‬؛بحي ــث يقل ــل نظ ــام اإلدارة‬
‫اإللكترونيــة من خطورة إضـ ـ ـ ـ ـراب اموظفين‪ ،‬إذ يمكن للموظف من داخــل بيتــه وفي غير‬
‫أوقات العمل الرسمية أن يؤدي خدماته للجمهور عن طريق البريد اإللكترون أو امنصة‬
‫ً‬
‫اإللكتروني ــة‪ ،‬كم ــا يس ـ ـ ـ ــتطيع الفرد الحص ـ ـ ـ ــول عى امعلوم ــات من خالل الش ـ ـ ـ ــبك ــة ليال‬
‫وهنهارا(عصام عبد الفتاح مطر‪).92 :2008 ،‬‬
‫و عليه في ظل جائحة كورونا لجأت امؤسسات الصحية إل استعمال التوافل عن‬
‫بعــد بين الطبــاء منــاقش ـ ـ ـ ــة وضـ ـ ـ ــعيــة الوبــاء وتبــادل الخبرات بين الطبــاء داخــل الوطن‬
‫ُ‬
‫وخـارجـه كمـا أس ـ ـ ـ ـ ُـتعملـت تقنيـة زوم "‪ " zoom‬في تنظيم اإلجتمـاعـات بين لجنـة الكوفيد‬
‫التي يترأسـ ــها وزير الصـ ــحة ونخبة الطباء في مختلف التخص ـ ـصـ ــات مع وزراء الص ـ ـحة في‬
‫دول عــديــدة من العــالم لتبــادل الخبرات إلعــداد برتوكول ف ـ ـ ـ ــحي يتمــاشـ ـ ـ ـ ـ ى مع امعطيــات‬
‫اموجودة في الجزائر ‪ ،‬كما تم التوافــل من طر الوزارة الوفــية مع مدراء الصــحة لول‬
‫مرة عن طريق نفس التقنية ‪.‬‬

‫‪255‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫كما تم تجنيد جميع امؤس ـس ــات الناش ــئة الجزائرية في مجال الرقمنة ض ــد فيروس‬
‫كورونا من أجل مسـ ـ ـ ـ ــاعدة الحكومة في إس ـ ـ ـ ــتراتيجيتها مكافحة دهذا الوباء بحيث قامت‬
‫مؤس ـس ــة ناش ــئة بتطوير تطبيق دهاتف رس ــمي بهد امكافحة و الحد من تفش ـ ي فيروس‬
‫كورونا‪ ،‬ويعتبر دهذا التطبيق ثمرة تعاون بين وزارة الص ـ ـ ـ ــحة و امؤسـ ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ــة الحاض ـ ـ ـ ــنة‬
‫"إنكيوب م " بإخطار الس ــلطات املحلية في حال ظهور أعراض اإلف ــابة بفيروس كورونا‬
‫َّ‬
‫لد ش ـ ــخص ما‪ ،‬كما َمكن الس ـ ــلطات بالقيام بالكش ـ ــف دون تنقل للش ـ ــخص امص ـ ــاب‬
‫لتفادي نقل العدو لشخاص آخرين‪.‬‬
‫كما يسـ ــمح التطبيق بالتلق بصـ ــفة آنية إشـ ــعارات في حال وجود شـ ــخص مصـ ــاب‬
‫بالفيروس في املحيط‪.‬‬
‫‪ -2-1-3‬الفرع الثاني‪ :‬اإلدارة اإللكترونية و مبدأ املساواة أمام املر افق العامة‬
‫إن مبدأ امســاواة أمام امرافق العامة دهو امتداد للمبدأ العام وامتمثل في مســاواة الفراد‬
‫أمام القانون‪ ،‬والذي بات يمثل اليوم حقا من حقوق اإلنس ـ ـ ـ ــان وحقا دس ـ ـ ـ ــتوريا أعلنت‬
‫عنه مختلف الدساتير‪.‬‬
‫ويترت ــب عى ده ــذا القول نت ــائج تتمث ــل في مب ــادئ فرعي ــة هي امس ـ ـ ـ ـ ــاواة بين امنتفعين من‬
‫خــدمــات امرافق وامس ـ ـ ـ ــاواة في اإللتحــاق بــالوظــائف العــامــة‪( .‬عص ـ ـ ـ ــام عبــد الفتــاح مطر‬
‫‪).438 :2008‬‬
‫ومما عا شــك فيه أن تطبيق دهذا النظام يؤكد ويدعم مبدأ امســاواة وذلك بصــورة كبيرة‬
‫جدا‪ ،‬بحيث يتم تقديم الخدمة إلكترونيا‪ ،‬ودهذا ما من ش ـ ـ ــأنه القض ـ ـ ــاء عى وجود تمييز‬
‫بين الفراد في الحص ـ ـ ـ ــول عى الخــدمــة‪ ،‬ومن نــاحيــة أخر فــإن اس ـ ـ ـ ــتخــدام دهــذا النظــام‬
‫يس ـ ـ ــاعد عى التخلص والقضـ ـ ـ ــاء عى حاعات املحاباة والوسـ ـ ـ ــاطة‪ ،‬في تقديم الخدمات‪،‬‬
‫والتي كانت تميز بين الفراد وفقا مد عالقتهم باموظفين العموميين في املجال الص ـ ـ ــحي‪.‬‬
‫(شاللي عبد القادر‪ ،‬قاش ي عالل‪).10 :2014 ،‬‬

‫‪256‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬

‫‪ -3-1-3‬الفرع الثالث‪ :‬اإلدارة اإللكترونية و مبدأ قابلية املر افق العامة للتغيير‬
‫والتعديل‪.‬‬
‫إن ده ــذا امب ــدأ يخ ــدم التحول من اإلدارة الص ـ ـ ـ ــحي ــة التقلي ــدي ــة إل إدارة إلكتروني ــة‬
‫عصـ ـ ـ ــريـ ــة‪ ،‬بحيـ ــث أن امرافق الع ـ ــامـ ــة تخضـ ـ ـ ــع لقوانين وتنظيم ـ ــات وده ـ ــذه القوانين و‬
‫التنظيمـات منهـا مـا يحكم امرفق العـام من حيـث تنظيمـه ودهيكلتـه‪ ،‬وعا يقتص ـ ـ ـ ــر التغيير‬
‫عى القواعــد امنظمــة للمرفق‪ ،‬بــل يمتــد أيضـ ـ ـ ـ ــا لس ـ ـ ـ ــلوب إدارتــه فيجوز تغيير أس ـ ـ ـ ــلوب‬
‫اإلدارة من اإلدارة امباش ـ ـرة إل امؤس ـ ـسـ ــة العامة‪ ،‬أو من امؤس ـ ـسـ ــة العامة إل الش ـ ــركة‬
‫املختلطة وللمرفق أيض ـ ـ ـ ــا أن يفرض رس ـ ـ ـ ــوم مقابل الخدمات التي يقدمها أو أن يخفض‬
‫من دهذه الرسوم إذا رأ في ذلك مصلحة‪ ،‬وعا يجوز لي كان اعاحتجاج عى دهذا التغيير‪.‬‬
‫ولقد أكد القضـ ـ ـ ـ ــاء اإلداري في مص ـ ـ ـ ــير دهذا امبدأ بقوله‪ " :‬من امس ـ ـ ـ ــلم قانونا أن الجهة‬
‫اإلدارية ســلطة وضــع النظمة التي تتوعادها بغرض تسـييردها بشــكل منتظم ومنتج وكذلك‬
‫لهــا حق تعــديــل دهــذه النظمــة بمــا تراه متفق مع الص ـ ـ ـ ـ ــالح العــام دون أن يكون لحــد من‬
‫الناس حق مكتسب في استمرار نظام معين"‪ (.‬سليمان محمد الطماوي‪).184 :1991 ،‬‬
‫وعى دهذا الس ـ ــاس فإن اإلدارة اإللكترونية من خالل دهذا امبدأ تكتس ـ ــب مش ـ ــروعيتها في‬
‫تغيير نمط اإلدارة أو الســلوب امنتج وتحويله إل نمط عصــري يســاعد مصــالح الناس‪،‬‬
‫بحيث بإمكان اإلدارة الص ــحية أن تنتج مثال نظام الدفع اإللكترون عن طريق الهواتف‬
‫النقالة أو البطاقة اعالكترونية بالنسـبة للرسـوم وتسـديد الفواتير للمتعاملين مع امرفق‬
‫الصحي لتحسين الخدمة الصحية ‪.‬‬
‫‪-2-3‬املطلب الثاني ‪ :‬تأثيراإلدارة اإللكترونية على تسييراملرفق العمومي الصحي‬
‫‪.‬‬

‫‪257‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫لقد أفبح اليوم من الضروري عى اإلدارة التخىي عى النمط القديم في اتخاذ القرار‬
‫الذي يحمل في طياته جملة من الس ـ ـ ـ ــلبيات و انتهاج النمط الجديد‪ ،‬أي اتخاذ القرارات‬
‫اإلدارية في ظل اإلدارة اإللكترونية لتفادي الخطاء وربح الوقت‪.‬‬
‫‪ 1-2-3‬الفرع األول‪ :‬تــأثير اإلدارة اإللكترونيــة في صـ ـ ـ ــنع القرار داخــل املرفق العمومي‬
‫الصحي‪.‬‬
‫من امس ـ ـ ـ ــلم بــه في مجــال اإلدارة الص ـ ـ ـ ــحيــة أنــه عا يمكن تحقيق تطور أو تنميــة بــدون‬
‫قرارات‪ ،‬وعا يمكن إف ـ ـ ـ ـ ــدار قرارات بــدون أن تكون دهنــاك معلومــات وبيــانــات ـك ـافيــة عن‬
‫اموضـ ـ ــوع محل القرار‪ ،‬وأنه بقدر ما تكون دهذه البيانات وامعلومات صـ ـ ــحيحة ومطابقة‬
‫لواقع وطبيعة النش ـ ـ ـ ــاطات التي تجر داخل امرفق الص ـ ـ ـ ــحي‪ ،‬فإن القرار اإلداري يكون‬
‫عى قدر كبير من الكفاءة (عصـ ـ ـ ــام عبد الفتاح مطر‪ ،).91: 2008،‬ولإلدارة اإللكترونية‬
‫تأثير كبير في عملية ف ـ ـ ـ ــنع القرار اإلداري داخل امرفق الص ـ ـ ـ ــحي العام من خالل عملية‬
‫التخطيط اإللكترون و الــذي يعني تحــديــد مــا يراد عملــه آنيــا ومسـ ـ ـ ــتقبال بـاإلعتمــاد عى‬
‫تدفق معلومات من داخل وخارج امؤسسة وبتعاون مشترك بين القمة والقاعدة‪ (،‬موس ى‬
‫عبد الناف ـ ــر‪ ،‬محمد قريشـ ـ ـ ي‪ ).92 :2011 ،‬كما يس ـ ــاعد ف ـ ــناع القرار عى التعر عى‬
‫كافة اإلمكانيات امتاحة داخل امرفق العام‪.‬‬
‫ويتيح نظام اإلدارة اإللكترونية لألفراد التدخل في إفـ ـ ـ ـ ــدار القرارات اإلدارية‪ ،‬حيث أنه‬
‫من خالل انتشار مراكز امعلومات يستطيع الفراد امتعاملين مع اإلدارة تنبيه اإلدارة‬
‫في حــالــة وقوع بعض الخطــاء في امراحــل الول للقرار‪ ،‬ومن ثم تقوم اإلدارة بتجنـب دهــذه‬
‫الخطاء قبل إفدار القرار‪ ،‬أما إذا اقتصرت مشاركة الجمهور عى التعقيب عى القرار‬
‫اإلداري بعـ ــد ف ـ ـ ـ ـ ـ ــدوره وذلـ ــك عن طريق النقـ ــد أو الش ـ ـ ـ ــكو ‪ ،‬فـ ــإن اإلدارة تراعي دهـ ــذه‬
‫امالحظات بالنس ــبة للقرارات التي س ــتص ــدر بخص ــوص اموض ــوعات مس ــتقبال ( عص ــام‬
‫عبد الفتاح مطر‪).90 :2008 ،‬‬

‫‪258‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫‪ 2-2-3‬الفرع الث ــاني‪ :‬ت ــأثير اإلدارة اإللكتروني ــة على املورد البشـ ـ ـ ــري ب ـاملرفق العمومي‬
‫الصحي ‪.‬‬
‫تعتبر عملية التوظيف في امؤس ـ ـ ـس ـ ـ ــات الصـ ـ ــحية من أدهم النش ـ ـ ــطة التي يقوم عليها‬
‫امرفق العموم الص ـ ــحي من جهة واملحرك السـ ـ ــاسـ ـ ـ ي لتقديم الخدمة الص ـ ــحية بجودة‬
‫عالية عن طريق كفاءات متنوعة امهام لكون امؤسـ ـس ــة الص ــحية عملية مركبة ومعقدة‬
‫غير بس ـ ــيطة يتطلب لس ـ ــيردها مورد بش ـ ــري مؤدهل مثل‪( :‬طاقم طبي جيد‪ ،‬طاقم تمريض ـ ـ ي‬
‫ُ ْ‬
‫جيــد‪ ،‬وطــاقم إداري كفء) ‪ ،‬ولنجــاح عمليــة التوظيف عا بــد من اإلعتمــاد عى امبــادئ‬
‫الس ـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ـيــة للتوظيف والتي نص عليهــا المر ‪ 03-06‬امتعلق بــالوظيفــة العموميــة والتي‬
‫تتمثـل في مبـدأ الكفـاءة ومبـدأ تكـافؤ الفرص ومبـدأ الحيـاد و اموضـ ـ ـ ــوعيـة‪ ،‬كمـا عابـد من‬
‫الخذ بعين اإلعتبار واجب توفر الكفاءة في الوظائف العليا‪.‬‬
‫فلذلك يعتبر العنص ـ ـ ـ ــر البش ـ ـ ـ ــري إحد اميكانيزمات الالزمة لتحقيق أثر اإلدارة العامة‬
‫اإللكترونية عى أعمال اموظفين‪ ،‬فامؤس ـ ـ ـس ـ ـ ــات الص ـ ـ ــحية تس ـ ـ ــع من خالل دهذا امورد‬
‫امتحكم في التقني ــات الح ــديث ــة لتحقيق الكف ــاءة والفع ــالي ــة وترقي ــة الخ ــدم ــة‬
‫ِ‬ ‫البش ـ ـ ـ ــري‬
‫الصحية‪.‬‬
‫كما يسـ ـ ــادهم نظام اإلدارة اإللكترونية بامؤس ـ ـ ـسـ ـ ــات الصـ ـ ــحية في تسـ ـ ــهيل عملية مراقبة‬
‫نش ـ ـ ـ ــاط اموظفين العموميين من طر الوفـ ـ ـ ـ ــايــا أو جهــات عــدم التركيز أو الالمركزيــة‬
‫(مدير امؤس ـســة)‪ ،‬فإذا كنا بصــدد قرار تأديبي فعى امدير أن يالئم من خالل امعلومات‬
‫والبيانات امتاحة له في الحاسـ ــوب عن طريق النظام اإللكترون بين الس ــبب والثر الذي‬
‫يرتبـه القرار والـذي يعتبر من بين البـدائـل القـانونيـة امتـاحـة لـه أمـا إذا كنـا بص ـ ـ ـ ــدد قرار‬
‫ترقيــة‪ ،‬فــإن عليــه أن يتــأكــد من توافر الش ـ ـ ـ ــروط القــانونيــة في اموظف للترقيــة في الرتبــة‬
‫العى منهــا من خالل إجراء تقييم حس ـ ـ ـ ــاب إلكترون لكــافــة املفــات امتعلقــة بــاموظفين‬

‫‪259‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫امطلوب ترقيتهم‪ ،‬بحيــث يسـ ـ ـ ـ ــادهم النظــام اإللكترون في ربح الوقــت والوف ـ ـ ـ ــول إل قرار‬
‫سليم قائم عى أساس الشفافية ‪.‬‬
‫ولهذا فقد خص ـ ــص نظام إلكترون خاص بامؤس ـ ـس ـ ــات الص ـ ــحية الجزائرية يحتوي عى‬
‫جميع النش ـ ـ ــطة امتعلقة باموارد البش ـ ـ ــرية (‪ )Rh santé.dz‬ولقد عاق مردود إيجاب كبير‬
‫فيمــا يخص تس ـ ـ ـ ــيير امورد البش ـ ـ ـ ــري‪ ،‬إعا أنــه يحمــل بعض النقــائص بحيــث لم تــدرج بــه‬
‫عملي ــات التوظيف واملخطط ــات الس ـ ـ ـ ــنوي ــة للموارد البش ـ ـ ـ ــري ــة‪ ،‬وعملي ــات توزيع الطب ــاء‬
‫امتخص ـصــين حســب اإلحتياجات ‪ ،‬إذ لحد اليوم يتم توزيع الطباء املختصــين عن طريق‬
‫مديرية اموارد البش ـ ــرية بالوزارة بش ـ ــكل تقليدي مما يؤدي إل املحاباة والوس ـ ــاطة ويغلب‬
‫عى عملية التوزيع ونقل الطباء املختصين الطابع السياس ي‪.‬‬
‫‪ 3 -3‬املطلب الثالث‪ :‬دورالرقمنة في مواجهة األزمات (كوفيد ‪ 19‬أنموذجا)‬
‫َّ‬
‫إن وباء كورونا َج َعل الكثير من الدول تراجع منظوماتها الصحية وتضعها في‬
‫أولوية الولويات‪ ،‬ولقد إتضح جليا أن الدول امتفوقة في مجال الرقمنة إستطاعت‬
‫مواجهة الزمة بأقل الضرار من الدول التي تعان ضعف في إستعمال الرقمنة وقد‬
‫انعكس دهذا عى امظهر اإلقتصادي واإلجتماعي لتلك الدول‪ ،‬وعليه سنبرز من‬
‫خالل دهذا امطلب أدهم الدوار التي يمكن للرقمنة تحقيقها في مواجهة الزمات‪.‬‬
‫‪ -‬تلعــب الرقمنــة دور مهم في تبــادل الخبرات بين الطبــاء عى امس ـ ـ ـ ــتو الوطني والــدولي‬
‫وذلك نفس الش يء بالنسبة للمسيرين‪.‬‬
‫‪ -‬تس ـ ــهل جمع اإلحصـ ـ ــائيات والتي بدوردها تسـ ـ ــمح للمس ـ ــير باعاس ـ ــتشـ ـ ـرا عاتخاذ القرار‬
‫امناسب في الوقت امناسب‪.‬‬
‫‪ -‬تس ــاعد امس ــير أو الجهات امسـ ـؤولة في الدولة في تحديد اإلحتياجات الالزمة وتعويض‬
‫َ‬
‫النقائص في فترة وجيزة من امس ـ ـ ـ ــتلزمات والتجهيزات الطبية مثل (ال ِسـ ـ ـ ـ ـ َّرة مع لواحقها‬

‫‪260‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫الطبية‪ ،‬سـ ـ ـ ــكانير‪،‬أجهزة التنفس اعافـ ـ ـ ــطناعي ‪...‬إلخ) والتجهيزات امرفقة مثل (محطة‬
‫الوكسجين ‪،‬محطة تصفية الدم ‪..‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ -‬تسـ ــاعد في توفير امعلومة في الوقت امناسـ ــب للقطاع العام والقطاع الخاص عى حد‬
‫سواء‪.‬‬
‫‪ -‬تسـ ـ ـ ــادهم الرقمنة في تنسـ ـ ـ ــيق العمل بين امصـ ـ ـ ــالح اإلس ـ ـ ــتش ـ ـ ــفائية مثال بين (مص ـ ـ ــلحة‬
‫اإلستعجاعات الطبية والصيدلية)‪.‬‬
‫‪ -‬تس ـ ــادهم الرقمنة في معرفة مخزون الص ـ ــيدلية بش ـ ــكل دقيق وبدوردها تقض ـ ـ ي عى فكرة‬
‫الندرة في الدوية لكوهنها تقوم بإش ـ ـ ـ ــعار الص ـ ـ ـ ــيدلي إلكترونيا بنفاذ املخزون تدريجيا مما‬
‫يسـ ـ ـ ــمح للص ـ ـ ــيدلي بتقديم طلبيته للص ـ ـ ــيدلية امركزية "‪ " PCH‬لتفادي الندرة في الوقت‬
‫امناسب ‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫لقد أفبح اليوم من الضروري انتهاج اإلدارة اإللكترونية للخروج من النمط‬
‫ُ َ‬
‫للمرت ِفقين؛‬ ‫التقليدي لإلدارة العمومية من أجل اإلرتقاء بالخدمات الصحية امقدمة‬
‫بحيث تتطلب تقنين جميع الخطوات التي تهد لعصرنة اإلدارة الصحية وتكوين عالي‬
‫في مجال اموارد البشرية‪ ،‬لهذا فإن اإلدارة الحديثة أفبحت اليوم تعتمد عى استخدام‬
‫السلوب العلمي في حل امشكالت اإلدارية و إتخاذ القرارات و إستخدام الحوافز لزيادة‬
‫سرعة العمل‪ ،‬واستخدام طرق علمية حديثة لدراسة الوقت والحركة وضبط أحسن‬
‫الطرق لداء العمال وتوحيد اإلجراءات‪ ،‬واإلستعانة بالخبراء لتوفير الجو امناسب في‬
‫محيط العمل‪ ،‬من خالل ما يسمى باإلدارة اإللكترونية ‪.‬‬
‫وقد توصلنا إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫إن تطبيق نظام اإلدارة اعالكترونية بإمكانه تحقيق أسس الحوكمة في امنظومة‬ ‫‪-‬‬
‫الصحية والتي تمس امرفق العموم الصحي بالدرجة الول لكونه الحلقة‬

‫‪261‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫امهمة بالنسبة للمريض‪ ،‬وتتمثل دهذه السس في ترسيخ الشفافية و التشاركية‬
‫وامسائلة و املحاسبة ‪.‬‬
‫إن التحول إل النظام اعالكترون يحقق فاعلية كبيرة بالنسبة لحقوق‬ ‫‪-‬‬
‫امستفيدين من امرافق العامة الصحية أو امنتفعين بها‪ ،‬وذلك لنه ييسر‬
‫سبيل الحصول عى دهذه الحقوق بدقة عالية مع سرعة اعانجاز‪.‬‬
‫تتسم الخدمات اعالكترونية بامرونة والقابلية للتغيير والتحولية في نطاق‬ ‫‪-‬‬
‫امعلومات التي تضعها عى مواقع اعانترنيت العامة‪.‬‬
‫إن نظام اإلدارة اعالكترونية يؤكد مبدأ دوام سير امرافق العامة بإنتظام‬ ‫‪-‬‬
‫واطراد‪ ،‬والخدمات اعالكترونية هي خدمات متاحة للجمهور بال انقطاع‪.‬‬
‫إن نظام اإلدارة اعالكترونية يعتبر بمثابة خط دفاعي متقدم للمنظومة‬ ‫‪-‬‬
‫الصحية في حالة وقوع مخاطر كبر مثل (الوبئة و الفيروسات القادمة من‬
‫خارج الدولة ) ‪.‬‬
‫املراجع واملصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬القــانون رقم‪ ،06-06‬الجريــدة الرسـ ـ ـ ــميــة للجمهوريــة الجزائريــة‪ ،‬العــدد‪ ،15‬امؤرخــة في ‪ 12‬مــارس‬
‫‪ ،2006‬ص‪.18‬‬
‫‪ .2‬منى حيدر عبد الجبار الطائ ‪ ،‬الحكمانية في امنظمات العامة‪ :‬دراس ـ ـ ـ ــة تطبيقية في وزارة التعليم‬
‫العالي والبحث العلمي‪ ،‬امؤتمر الس ـ ــنوي العام الثان عش ـ ــر اإلدارة الرش ـ ــيدة وبناء دولة امؤسـ ـ ـس ـ ــات‪،‬‬
‫القادهرة‪ ،‬امنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ 10-08 ،‬سبتمبر ‪ ،2013‬ص‪.419‬‬
‫‪ .3‬زدهير عبــد الكريم‪ ،‬الحكمــانيــة قض ـ ـ ـ ــايــا وتطبيقــات‪ ،‬بحوث ودراس ـ ـ ـ ــات‪ ،‬امنظمــة العربيــة للتنميــة‬
‫اإلدارية‪ ،‬القادهرة‪ ،2003 ،‬ص‪07‬‬
‫‪ .4‬عبد الكريم قالت ‪ ،‬الحكم الرش ـ ـ ــد وعالقته باعاس ـ ـ ــتقرار الس ـ ـ ــياس ـ ـ ـ ي والتنمية امس ـ ـ ــتدامة‪ ،‬الفكر‬
‫البرمان ‪ ،‬دار الطباعة ‪ ANEP‬رويبة‪ ،‬تص ـ ـ ـ ــدر عن مجلس المة‪ ،‬الجزائر في جويلية‪ ،2009‬العدد‬
‫‪.23‬‬

‫‪262‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬
‫أثرالرقمنة على حوكمة املرفق الصحي الجزائري ودورها في مواجهة األزمات من املنظورالقانوني (أزمة كوفيد ‪19‬‬
‫د‪.‬بريش محمد عبد املنعم‬ ‫أنموذجا)‬
‫‪ .5‬ياسـ ــين سـ ــعد غالب‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية وأفاق تطبيقها‪ ،‬امملكة العربية السـ ــعودية‪ ،‬معهد اإلدارة‬
‫العامة‪ ،2005 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ .6‬أحمــد درويش‪ ،‬الش ـ ـ ـ ـفــافيــة والنزادهــة حلمنــا القــادم‪ " ،‬نشـ ـ ـ ــريــة تكنولوجيــا اإلدارة "‪ ،‬وزارة الــدولــة‬
‫للتنمية اإلدارية مصر‪ ،‬العدد الثامن‪ ، 2007 ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ .7‬عص ـ ـ ـ ــام عبــد الفتــاح مطر‪ ،‬الحكومــة اإللكترونيــة بين النظريــة والتطبيق‪ ،‬دار الجــامعــة الجــديــدة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪2008 ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ .8‬سـ ـ ـ ــليمان محمد الطماوي‪ ،‬السـ ـ ـ ــس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬القادهرة‪ ،‬دار الفكر العرب ‪ ،‬الطبعة‬
‫الخامسة‪ ،1991 ،‬ص‪.184‬‬
‫‪9. Nafta, khaldoun, ‘’ Jordanne-gouvernement programme ‘’, Jordanne- gouvernement‬‬
‫‪initiative, Jordanne, septembre 2005, p01.‬‬
‫‪ .10‬سحر قدوري الرفاعي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية وسبل تطبيقها‪ :‬مدخل إستراتيجي‪ ،‬مجلة اقتصاديات‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬الجامعة امستنصرية‪ ،‬بغداد العراق‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬في سنة ‪ ،2009‬ص‪.308‬‬
‫‪ .11‬مريم خـالص حسـ ـ ـ ــين‪ ،‬الحكومـة اإللكترونيـة‪ ،‬مجلـة كليـة بغـداد للعلوم اعاقتص ـ ـ ـ ــاديـة الجـامعيـة‪،‬‬
‫جامعة امستنصرية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراقع خ بمؤتمر الكلية‪ ،2013 ،‬ص‪.443‬‬
‫‪12. Riadh, bourriche , « le rôle des TIC dans la Bonn gouvernance ».participation avec. Cette‬‬
‫‪communication .au. Séminaire national intitule, Information et société de la connaissance, la‬‬
‫‪facetté des sciènes sociales, la faculté des sciences sociales et humaines, Université. Mentouri‬‬
‫‪Constantine- Algérie , organise les 18/19 avril 2009,P3‬‬
‫‪ .13‬شاللي عبد القادر‪ ،‬قاش ي عالل‪ ،‬الحكومة اإللكترونية عوامل البناء وامعوقات في الجزائر‪ ،‬مداخلة‬
‫ض ـ ــمن أش ـ ــغال اليومين الدراس ـ ــيين حول‪ :‬مس ـ ــتقبل الحكومة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬يوم ‪ ،2014/03/27‬ص‪.10‬‬
‫‪ .14‬موس ـ ـ ـ ـ ى عبــد النــافـ ـ ـ ــر‪ ،‬محمــد قريش ـ ـ ـ ـ ي‪ ،‬مس ـ ـ ـ ــادهمــة اإلدارة اإللكترونيــة في تطوير العمــل اإلداري‬
‫بمؤسسات التعليم العالي‪ ،‬العدد ‪ ،09‬مجلة البحث‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2011 ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ .15‬محم ــد عىي احم ــد الشـ ـ ـ ــهري(‪ ،)2008‬التربي ـة الوج ــداني ــة للطف ــل وتطبيق ــاته ــا التربوي ــة في امرحل ــة‬
‫اعابتدائية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة ام القر ‪ ،‬امملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪263‬‬ ‫مجلة وحدة البحث في تنمية املوارد البشرية املجلد ‪ 12‬العدد ‪01‬الخاص (الجزء ‪ )1‬جانفي ‪2021‬‬

You might also like