Professional Documents
Culture Documents
اىتم العديد من الباحثين في مجال عمم السكان بنظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان بين معارض:الممخص
بشكل مطمق إلى درجة وصفيا عمى أنيا تعدي صارخ عمى اإلنسانية وبين مؤيد بشكل مطمق إلى درجة تجددىا في
وعموما تعد نظرية مالتوس من بين اىم النظريات،وقتنا الراىن واحيائيا من جديد من طرف المالتوسيين الجدد
السكانية كونيا كانت محركا لمبحث وبروز نظريات عممية سكانية مفادىا نفي ما طرحو وأخرى مؤيدة لطرحو بشكل
من خالل ىذه الورقة البحثية أردنا الوقوف عمى مدى صحة أو خطأ ما طرحو مالتوس في،مباشر أو غير مباشر
ما يتعمق بالسكان وطريقة نموىم مقابل نمو الغذاء الذي ترجمناه بإنتاج الحبوب بإسقاط جل آرائو عمى الواقع
.2012 الديموغرافي واإلنتاجي لمحبوب في الجزائر منذ االستقالل إلى غاية سنة
. المؤشر التركيبي لمخصوبة، الفقر، إنتاج الحبوب، النمو السكاني، نظرية مالتوس:الكممات المفتاحية
Abstract
Many researchers in the field of demography have been interested in Thomas Robert
Malthusian theory about population between some strongly opposed to the point of
describing it as an infringement on humanity,other supported .so that it has been
renewed in our time by the new Malthusians. In general, Malthus' theory is among the
most important population theories, because it was a reason for the emergence of
scientific population theories that opposed what he proposed and others supported him
directly or indirectly.through this research paper we wanted to determine the rightness
or wrongness of what Malthus put forward with regard to the population and the way it
grows in exchange for the growth of food, which we translated by producing cereals by
applying most of his views to the demographic and production reality of cereals in
Algeria since independence until the end year 2017.
Keywords: Malthusian theory, population growth, grain production, poverty, the
synthetic fertility index.
________________________________________
tbamar@yahoo.fr : اإليميل،عمر طعبة. د:المؤلف المرسل
1117
عمر طعبة
.مقدمة:
يعد عمم السكان (الديموغرافيا) عمما حديثا من حيث النشأة نسبيا كعمم مستقل بذاتو غير أنو من أقدم العموم
من حيث جذوره التاريخية بحيث الزمت األفكار والممارسات والسموكيات الديموغرافية اإلنسان منذ بدء وجوده،
ون ممس ذلك في اليجرات التاريخية األولى لمبشر وكذا معظم التجمعات السكانية والحضارات البشرية القديمة إذ لم
تخل أي حضارة من ساسة أو مفكرين أبدوا آراء وأفكا ار أو طرحوا وجيات نظر ورؤى ذات نزعة ديموغرافية مثل
الفراعنة ،اآلشوريين ،البابميين ،الصينيين ،اليونانيين ،الرومان والعرب إضافة إلىأن شرائع كل الديانات لم تخل من
االىتمام بالبعد الديموغرافي ،ما تم ذكره في واقع األمر لم يرق إلىأن يكون عمما بحكم افتقاده لمنج البحث العممي
ولكن ساىم ىذا الزخم المعرفي التاريخي المتوارث في بمورة و بناء النظريات الحديثة الراضخة لمنيج البحث العممي
مشكمة بذلك عمما مستقال بذاتو والتي تعد بدورىا التأسيس والتأصيل النظري لمعموم السكانية.
لعل أول من طرق باب البحث العممي الراضخ لممنيج في ىذا المجال توماس روبرت مالتوس عند طرحو
لنظريتو سنة 0970في منشور عنوانو "مقال عن مبدأ السكان وأثره عمى تقدم المجتمع" الذي حاول من خاللو
تفسير النمو السكاني واعطائو نظرة مستقبمية وصفت ىذه النظرة من قبل الكثير من المفكرين بأنيا تشاؤمية ،كان
ىذا المنشور بمثابة الفتيل الذي اشعل البحث واسعا في العموم السكانية من خالل ردة الفعل التي أحدثيا من قبل
المفكرين والباحثين في زمانو وبعده ،أفرزت ىذه الردود مجموعة من النظريات السكانية فمنيا من جاءت معارضة
لما طرحو مالتوس بشكل مطمق ومنيا من عارضتو في جزء من أفكاره ومنيا من صبت في تأييد طرحو ،تم جمع
ىذه النظريات حسب توجييا ومرجعيات تفسيرىا لمظواىر السكانية إلى نظريات طبيعية ونظريات اجتماعية وأخرى
نظريات اقتصادية ،عمم مالتوس طرحو عمى كافة المجتمعات السكانية دون استثناء مكاني في عصره وال استثناء
زماني لممجتمعات السكانية القادمة.
محاولة منا لمتأكد والبحث فيما طرحو مالتوس ومدى مواءمتو لمديناميكية الديموغرافية عممنا عمى إسقاط كل
أفكاره عمى الواقع الديموغرافي الذي عاشو و يعيشو المجتمع السكاني الجزائري كنموذج ،عممية اإلسقاط ستكون
الفيصل في تأييد أو تفنيد ما تم طرحو .وكان مبدأ عممنا تتبع تطور النمو السكاني في الجزائر في الفترة الزمنية
الممتدة من سنة 0711إلى غاية 0209وما قابميا وفي نفس الفترة من نمو لإلنتاج الغذائي المترجم في منتوج
الحبوب كونو المصدر الرئيسي لمغذاء لممجتمع السكاني الجزائري .من خالل ما تقدم ،نطرح التساؤل التالي :ما
مدى صحة طرح مالتوس حول السكان انطالقا من الوضعية الديموغرافية لمجزائر؟
ويمكن إدراج بعض األسئمة الفرعية:
نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري ،بين التأييد والتفنيد
ىل يوافق النمو السكاني في الجزائر وتيرة التطور اليندسي بمثل ما طرحو مالتوس؟
ىل يوافق نمو اإلنتاج الغذائي في الجزائر وتيرة التطور الحسابي بمثل ما طرحو مالتوس؟
ىل قوة المجتمع السكاني الجزائري في التكاثر أعظم من قوة األرض في إنتاج الغذاء؟
ىل بالفعل يتضاعف عدد السكان في الجزائر مرة كل خمس وعشرين ( )02سنة؟
ىل وتيرة نمو السكانفي الجزائر أسرع من وتيرة نمو الغذاء؟
يمكن إيجاز أىمية الدراسة في نقطتين أساسيتين .األولى ،كونيا تتميز بالحداثة والنقد العممي في نفس
الوقت ،بحيث لم يتم التطرق إلى نقد نظرية مالتوس السكانية بشكل عممي متين مبني عمى إحصائيات شاممة إذ
تكشف الدراسة النقاط اإليجابية وكذا السمبية في طرحو .أما النقطة الثانية فإنيا تكشف عمميا عدم التخوف من النمو
السكاني بحجة الندرة المستقبمية في نمو اإلنتاج الغذائي الذي اعتبره مالتوس سابقا والمالتوسيون الجدد حاليا غير
مسايرلمنمو السكاني ،والتالي يمكننا النظر إلى النمو السكاني بنظرة تفاؤلية واعتباره محركا لمتنمية والسعادة البشرية.
يكمن اليدف الرئيسي من ىذه الدراسة في عممية رصد كل من تطور إنتاج الحبوب والنمو السكاني في
الجزائر خالل الفترة الزمنية الممتدة من سنة 0711إلى غاية 0209بيدف محاولة تقييم ما طرحو مالتوس حول
السكان وما ينجر عن نموىم مستقبال من شقاء لمبشرية نتيجة الندرة في الغذاء وذلك انطالقا من الواقع الديموغرافي
الجزائري،واعتمادا عمى عممية الرصد المذكورة يمكننا المقارنة بين النموين السكاني والغذائي ومعرفة أي الوتيرتين
اسرع نموافي الجزائر ،وبيذه المقارنة سنكشف بان مالتوس كان صاحب نظرة تشاؤمية حول السكان.
2.1مفاهيم بحثية:
المؤشر التركيبي لمخصوبة :يقيس متوسط عدد األطفال لممرأة أو مجموعة نساء )جيل من النساء بعد
اكتمال حياتين اإلنجابية( خالل حياتين اإلنجابية الممتدة من 02إلى غاية 97سنة ،ويحسب اعتمادا عمى
معدالت الخصوبة حسب األعمار خالل سنة ما).(stover, 2005, p. 23
وبشكل أكثر تفصيال ،يمكن تعريفو بأنو متوسط عدد المواليد األحياء الذين يمكن أن تنجبيم كل امرأة خالل
حياتيا اإلنجابية إذا كانت ستسير خالل كل سنوات حياتيا اإلنجابية طبقا لمعدالت الخصوبة العمرية في سنة معينة
وعميو فان ىذا المؤشر يمخص في رقم واحد خصوبة كل النساء عند نقطة معينة من الزمن حيث يمثل العدد
اإلجمالي من المواليد األحياء الذين تستطيع المرأة إنجابيم إذا أتيح ليا نفس الفرصة لإلنجاب بين 07 – 02سنة
عمر طعبة
كما لكل النساء في ىذه الفئة من العمر في سنة معينة وبين السن 09 – 02سنة وغير ذلك من األعمار إلى غاية
السن 97سنة(الحميد ،0227 ،صفحة .)00كمايستعمل المؤشر التركيبي لمخصوبة في التحميل الطولي من أجل
معرفة قدرة مجتمع ما عمى إعادة التجديد )إعادة تجديد األجيال( .
الفقر :تعددت مفاىيم الفقر من اجتماعية إلى اقتصادية وتطورت باختالف األزمنة كما تعددت أنواعو .من
بين المفاىيم األكثر شمولية المفيوم المقدم من طرف األمم المتحدة بحيث أضفت عميو الطابع الكمي وبالتالي
إمكانية المقارنة بين مختمف الدول وتتبع تطوراتو.
ففي اطار برنامج األمم المتحدة لمتنمية ،يقدر الفقر لسنة 0220بعدد األفراد الذين يعيشون بدخل يقل عن
دوالرين لميوم (دخل الفقر) ،بينما يقدر الفقر الحاد بعدد األفراد الذين يقل دخل عمى دوالر واحد يوميا ،ويستعمل
برنامج األمم المتحدة لمتنمية مؤشرات غير مباشرة لقياس أثر الفقر عمى السكان تعرف بمؤشر الفقر البشري
IPHوفي الدول الفقيرة يستعمل عادة المؤشر IPH 1الذي يحسب عمى أساس ثالث مؤشرات وىي مؤشر طول
العمر ،مؤشر التعميم ومؤشر المستوى المعيشي).(ESCWA, 1993, p. 170
2.2مصدر المعطيات:
الديوان الوطني لإلحصائيات ،فيما تعمق بإحصائيات السكان لمفترة 2012-1611
البنك الدولي ،فيما تعمق بإحصائيات إنتاج الحبوب لمفترة 2012-1611
قاعدة بيانات المسح العنقودي المتعدد المؤشرات )MICS4( 2013-2012
3.2منهج البحث:
يفيم من المنيج العممي انو أسموب لمتفكير والعمل يعتمده الباحث لتنظيم أفكاره وتحميميا وعرضيا ،وبالتالي
الوصول إلى نتائج وحقائق معقولة حول الظاىرة محل الدراسة(عميان و عثمان ،0222 ،صفحة ،)22وبما أن
طبيعة البحث ومدى التعمق فيو ىي المعيار األساسي الذي يممي عمينا المنيج األنسب لمتوظيف ،فقد وظفنا المنيج
الوصفي الذي يرتبط بظاىرة معاصرة بقصد وصفيا وتفسيرىا(العساف ،0229 ،صفحة ،)007والن بحثنا لم
يقتصر عمى عممية الوصف بل تعدى ذلك إلى القياس الكمي لمعالقات بين المتغيرات فقد وظفنا المنيج التحميمي.
وعمى ىذا األساس فان المنيج الموظف في ىذه الورقة البحثية ىو المنيج الوصفي التحميمي.
قبل عرض نظرية مالتوس وجب التعريج أوال عمى شخصو وحياتو ،االسم الكامل لو توماس روبرت مالتوس
( ) Thomas Robert Malthusولد بتاريخ 09فيفري 0911بانجمترا ،نشأ بأسرة مرموقة اقتصاديا بحيث كان
والده من بين مالكي مساحات شاسعة من األراضي الزراعية ،كما تميزت أسرتو بمكانة فكرية عالية اذ كان والده من
األصدقاء المقربين لمفيمسوف جون ىيوم ومن معارف المفكر جون جاك روسو وكانت تقام جمسات ومناقشات عممية
في المنزل الذي كبر بو ،الرخاء المادي الذي عاشو و فرصة االحتكاك بالمفكرين في عصره ساىما بدرجة كبيرة في
تكوينو عمى عدة أصعدة معرفية منيا الفمسفي ،الرياضي واالقتصادي ،إضافة إلى مجموعة المدارك المكتسبة اىتم
وانحاز الى التكوين الديني بحيث درس الالىوت في جامعة كامبردج فأصبح كاىنا بكنيسة إنكمت ار سنة ،0970كما
تم تعيينو كأستاذ بكمية لندن سنة 0022واستمر في وظيفتو ىذه إلى غاية وفاتو بتاريخ 02ديسمبر .0029
الطرح النظري لمالتوس :اىتم مالتوس باالقتصاد وبالسكان ،فكان أول من نظر بشكل فعمي وممنيج في
الديموغرافيا وذلك بتجسيد نظرية متكاممة البناء تخص السكان وفق أسس عممية و كان ذلك بنشره نظريتو سنة
، 0970حمل ىذا المنشور عنوان "مقال عن مبدأ السكان وأثره عمى تقدم المجتمع" متحفظا عمى ذكر اسمو أي دون
أن يعمن عمى اسمو في منشوره خشية رد الفعل المتوقعة .وبالفعل فقد حدث ما كان متوقعا إذ القت نظريتو وأفكاره
معارضة شديدة وباألخص من طرف رجال الدين ،أعاد نشر مقالو بعد مرور خمس ( )22سنوات أي سنة 0022
بعد عممية تدقيق ومراجعة تجسدت في زيارتو لعدد كبير من دول أوربا ومدنيا المتميزة بالكثافة السكانية لجمع المادة
العممية الالزمة .تتمخص نظريتو عموما في النقاط التالية:
أ -الغذاء ضروري لحياة ولوجود اإلنسان ،وأن غريزة التكاثر تدفع الكائنات إلى إعادة و زيادة نفسيا كجزء
من قانون الطبيعة وأن اإلنسان جزء منيا وىو شيواني بطبعو.
ب -توجد عالقة طردية بين نمو عدد السكان ونمو الموارد الغذائية غير أن الوتيرة في نمو السكان أسرع
من وتيرة نمو الغذاء والبد من وجود موانع تدفع بيما إلى التوازن.
ج -قوة السكان في التكاثر أعظم من قوة األرض في إنتاج الغذاء ،بحيث يسير نمو السكان وفق وتيرة
ىندسية أساسيا ) ....،000 ،19 ،20 ،01 ،0 ،9 ،0 ،0( 0بينما يتزايد اإلنتاج الغذائي وفق وتيرة حسابية (،0
) ....،0 ،9 ،1 ،2 ،9 ،2 ،0
د -يتضاعف عدد السكان مرة كل خمس و عشرين ( )02سنة ،في حال لم يعقيم أي عائق ،كما
سيتضاعفون 19مرة في مدة 022سنة بينما ال يتضاعف الغذاء سوى 9مرات(البراوي ،0717 ،صفحة .)07
عمر طعبة
ه -الفقراء ىم المسؤولون عن الزيادة السكانية المتسارعة النعدام مسؤوليتيم اتجاه سموكيم اإلنجابي وال
يجب تقديم العون ليم من طرف المجتمع ،كما أن الفقر في المجتمع يتجذر أكثر بسبب زيادة عدد السكان بحيث ال
يمكن إشباع حاجياتيم المتزايدة ،بحيث قال في منشورهَّ :
إن الرجل الذي ليس لو من يعيمو وال يستطيع أن يجد عمالً
في المجتمع ،سوف يجد أن ليس لو نصيب من الغذاء عمى أرضو ،وبالتالي فيو عضو زائد في وليمة الطبيعة،
حيث ال صحن لو بين الصحون .وعميو َّ
فإن الطبيعة تأمره بمغادرة الزمن(زكي ،0709 ،صفحة .)29
.3مناقشة أفكار مالتوس انطالقا من الواقع الديموغرافي لممجتمع السكاني الجزائري
1.3الفكرةاألولى ،النمو الهندسي لمسكان وتضاعفهم مرة كل 25سنة:
رأى مالتوس بوجود عالقة طردية بين نمو عدد السكان ونمو الموارد الغذائية غير أن الوتيرة في نمو السكان
أسرع من وتيرة نمو الغذاء ،بحيث قوة السكان في التكاثر أعظم من قوة األرض في إنتاج الغذاء ،إذ يسير نمو
السكان وفق وتيرة ىندسية بينما يتزايد اإلنتاج الغذائي وفق وتيرة حسابية وعمى ىذا األساس فان عدد السكان
يتضاعف مرة كل خمس وعشرين ( )02سنة.
النمو السكاني في الجزائر :لتسميط الضوء عمى ديناميكية النمو السكاني في الجزائر تم جمع معطيات
خاصة بعدد سكان الجزائر سنويا عمى مدى 20سنة حتى نتمكن من إسقاط الطرح المالتوسي عمى الوضعية
الديموغرافية لمجزائر والتأكد من صحتو أو نفيو.
الجدول :1تطور سكان الجزائر من سنة 1966إلى ( 2017الوحدة باأللف )
السكان السنت السكان السنت السكان السنت السكان السنت السكان السنت
9
يتبين من خالل الجدول رقم 0أن عدد سكان الجزائر ذو اتجاه عام نحو الزيادة ،بحيث الحظنا االرتفاع
المستمر والدائم لعدد سكان الجزائر بداللة سنوات المالحظة ،بحيث انتقل عدد السكان من 00217222نسمة
نسمة خالل سنة 0770أي انو تضاعف ب ـ 0100مرة بعد 02سنة ،ثم خالل سنة 0711إلى 222
نسمة وىو ما يوافق زمنيا انتقل عددىم بعد 22سنة من أول تعداد منجز في الجزائر المستقمة إلى 222
سنة 0201وبذلك يكون قد تضاعف بــحوالي 219مرة بعد 22سنة أي الفترة 0201-0711كما تضاعف ب ـ 0,1
مرة بعد 02سنة أي الفترة .0201-0770
من خالل ما تقدم ،يمكن القول بان طرح مالتوس حول التزايد الكمي المستقبمي لمسكان اذا أخذنا سنة
0711كسنة مرجعية تصدقو إلى حد كبير الوضعية الديموغرافية لمجزائر من خالل النمو األسي لعدد السكان
خاصة في الفترة األولى ،0770-0711ومنو يمكن القول بان الطرح الرياضي الخاص بمستقبل السكان الذي تبناه
مالتوس صادق إلى حد جد مقبول ،بحيث طرح مالتوس فكرة تضاعف عدد السكان مرة كل 02سنة وىو أكثر من
محقق في الجزائر خالل الفترة األولى ،0770-0711أما المرحمة الثانية 0201-0770فقد اوشك أن يتضاعف
فييا عدد السكان ( 011مرة) ويمكن إرجاع عدم إمكانية اكتمال التضاعف إلى ما عاشتو الجزائر خالل العشرية
0222-0770التي حدت نسبيا من النمو السكاني ،وىذا ما أشاراليو في استم اررية التضاعف العددي لمسكان في
حال لم يعقيم أي عائق.
1.3الفكرة الثانية،النمو الهندسي لمسكان وتضاعفهم مرة كل 25سنة:
وجود عالقة طردية بين نمو عدد السكان ونمو الموارد الغذائية غير أن الوتيرة في نمو السكان أسرع من
وتيرة نمو الغذاء ،بحيث قوة السكان في التكاثر أعظم من قوة األرض في إنتاج الغذاء ،إذ يتزايد اإلنتاج الغذائي
وفق وتيرة حسابية ،ويتضاعف 2مرات فقط في مدة 150سنة.
النمو الغذائي في الجزائر :لمتعبير عمى النمو الغذائي في الجزائر و تطوره اعتمدنا كمية الحبوب المنتجة
سنويا في الجزائر خالل 51سنة لنفس السبب المذكور سابقا ،تم استسقاء المعطيات من خالل الموقع اإللكتروني
لمبنك الدولي الذي يتيح إمكانية الوصول إلى البيانات المتعمقة بالتنمية لمجل بمدان العالم.
عمر طعبة
اإلنتاج
6000000
0
1940 1960 1980 2000 2020
المخرج الثاني المبين لمنتائج أعاله وىو أكثر ما ييمنا اتضح من خاللو بان إحصائية فيشر المحسوبة
انطالقا من المعطيات (الزمن-إنتاج الحبوب) نتجت بقيمة 291219وىي اكبر من قيمة فيشر النظرية ،كما أن
مستوى الداللة المرافق ليا نتج بقيمة 21222وىي أقل مقارنةبمستوى المعنوية ،2122عمى أساس ىذه المقارنة
يمكن القول بأن النموذج المفسر لتغير إنتاج الحبوب في الجزائر بداللة الزمن دال إحصائيا ويمكن اعتماده .وىو
في نفس الوقت إثباتإحصائي عمى خطية العالقة الجامعة بين المتغيرين الزمن وقيم اإلنتاج السنوية.
Coefficients
Modèle Coefficients non standardisés Coefficients t Sig.
standardisés
A Erreur standard Bêta
)(Constante
production
نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري ،بين التأييد والتفنيد
المخرج الثالث يوضح معالم النموذج المعتمد ،ومن خاللو تبين أن معممتي النموذج معنويا تختمفان عن
الصفر وذاتا داللة إحصائية الن مستوى الداللة الخاص بيما نتج بقيمة 21222وىو أقل كميا مقارنة بمستوى
المعنوية المعمول بو 2122وعميو يمكن اعتماد قيمتييما الكمية في تفسير التغير الذي مس إنتاج الحبوب في
الجزائر عمى طول الفترة ،0209-0710استنادا عمى ما تقدم يمكن كتابة نموذج االنحدار كالتالي:
y = 46085,85 x +1142469,106
،تعتبر قياسا كميا لألثر المثبت إحصائيا لمتغير الزمن عمى تطور إنتاج المعممة aذات القيمة
الحبوب في الجزائر وبالتالي فيي تمثل تقدي ار لقيمة الزيادة (كونيا موجبة) السنوية في اإلنتاج أي كمما ارتفع الزمن
طن .نستنتج مما سبق ومما تم البرىنة عميو إحصائيا بسنة واحدة أدى ذلك إلى ارتفاع قيمة اإلنتاج ب ـ
وجود عالقة خطية بين الزمن (بالسنوات كوحدة قياس) وانتاج الحبوب في الجزائر وان ىذه العالقة يمكن التعبير
عنيا بنموذج خطي مضاعف وعميو فان تضاعف إنتاج الحبوب في الجزائر ىو الوتيرة المناسبة لوصف تطوره.
بالتركيز عمى اإلنتاج في سنوات معينة آخذين البعد الزمني الخاص بالتضاعف الذي أشاراليو مالتوس في
طرحة أي التضاعف مرة كل خمس وعشرين سنة فيما يتعمق بنمو السكان وأسقطناىا عمى المد الزمني الخاص
باإلنتاج وجدنا أن (من خالل معطيات الجدول رقم :)0
-إنتاج الحبوب لسنة ( 0711سنة أول تعداد سكاني وتوافق أول معطى في الجدول 991000 :)0طن
متري.
-إنتاج الحبوب لسنة ( 0200السنة الموافقة إلجراء المسح )MICS4بمغ 2029992طن متري.
بقسمة قيمة إنتاج الحبوب لسنة 0200عمى قيمة إنتاج الحبوب لسنة 0711لمحصول عمى مقدار النمو
في إنتاج الحبوب في الجزائر وجدنا ،1110 = 991000 /2029992 :أيأنإنتاج الحبوب تضاعف أكثر من 1
مرات في الجزائر خالل الفترة 0200-0711المقدرة بـ 91سنة (قرابة 22سنة) بينما تضاعف عدد السكان بحوالي
9مرات أيأن النمو في الغذاء كان أسرع من النمو في عدد السكان وىذا مناف تماما لما طرحو مالتوس.
المالحظ حسب معطيات الجدول 0والشكل 0التذبذب الكبير في قيم اإلنتاج بين السنوات المتتالية ،بحيث
كانت قيمة اإلنتاج لسنة 0711أقل وبكثير من نظيرتيا المسجمة في السنة السابقة ليا 0712كما أنيا أقل وبكثير
من السنة الموالية ليا 0119يمكن إرجاع ذلك لعدد من الظروف وقد يكون أىميا مناخي ،لتخطي ىذا االستثناء
واإلبقاء عمى نفس الفترة الزمنية عمدنا إلى حساب القيمة المتوسطة لإلنتاج لمسنوات الثالث 0711 ،0712
عمر طعبة
و .0719متوسط إنتاج الحبوب لمسنوات الثالث المذكورة حسب معطيات الجدول 20ىو .0209909111بقسمة
قيمة إنتاج الحبوب لسنة 0200عمى القيمة المتوسطة إلنتاج الحبوب لمسنوات المذكورة لمحصول عمى مقدار النمو
في إنتاج الحبوب في الجزائر وجدنا ، 2190 =0209909111 /2029992 :نفيم من ذلك أنإنتاج الحبوب
تضاعف بقرابة 9مرات في الجزائر خالل الفترة ، 0200-0711مقدار التضاعف في اإلنتاج اكبر من نظيره
الخاص بعدد السكان لنفس الفترة والمقدر ب ـ 2122مرة حسب معطيات الجدول رقم .0
مما تقدم ،واعتمادا عمى قيم اإلنتاج بالنظر إلى فترة الدراسة كسمسمة زمنية واحدة أو بأخذ قيم اإلنتاج في
السنوات المعنية بمعزل عن القيم لمسنوات األخرى وجدنا أنإنتاج الحبوب في الجزائر ينمو بوتيرة أسرع من نمو عدد
السكان وعميو فان طرح مالتوس فيما يخص نمو السكان بوتيرة أسرع من نمو الغذاء وسيرورة الغذاء وفق متتالية
حسابية ال ينطبق عمى المجتمع السكاني الجزائري وال تصدقو الوضعية الديموغرافية في الجزائر بل تثبت عكسو
تماما.
3.3الفكرة الثالثة ،وجود عالقة طردية بين نمو السكان و نمو الغذائي:
باستغالل بيانات كل من الجدول رقم 20الخاص بتطور عدد سكان الجزائر خالل الفترة 0209-0711
والجدول رقم 20الخاص بتطور إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة ،0209-0710تم حساب معامل االرتباط
واختبار معنويتو اعتمادا عمى برنامج ،SPSSلإلشارة تم استغالل 90معطى لتعذر وجود معطيات تخص عدد
السكان لمسنوات من 0710إلى غاية ،0717النتائج المتحصل عمييا مبينة في المخرج التالي:
Corrélations
population production
Corrélation de Pearson
)population Sig. (bilatérale
N
Corrélation de Pearson
)production Sig. (bilatérale
N
**. La corrélation est significative au niveau 0.01 (bilatéral).
نتج معامل االرتباط بيرسون بين المتغيرين قيم اإلنتاج وعدد السكان في الجزائر بالقيمة 21100مما يدل
عمى وجود عالقة طردية بين المتغيرين بحكم اإلشارة الموجبة لمناتج ووجود عالقة متوسطة تؤول إلى القوة بين
المتغيرين بحكم القيمة ،وبخصوص معنويتو اإلحصائية فيمكن قبول ىذا المؤشر واعتماده الن مستوى الداللة
نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري ،بين التأييد والتفنيد
الموافق لو نتج بقيمة 21222الذي يعد أقل من مستوى المعنوية المعمول بو ،2122من خالل ما نتج يمكن القول
بان المتغيرين عدد السكان وقيم اإلنتاج يتوافقان في الزيادة بنسبة ،%1010مما تقدم نخمص إلىأن ما طرحو
مالتوس فيما يخص العالقة الطردية بين إنتاجاألراضي ونمو السكان ينطبق عمى المجتمع السكاني الجزائري.
3.4الفكرة الرابعة ،الفقراء هم سبب الزيادة السكانية المتسارعة:
من بين األفكار التي طرحيا مالتوس في نظرية ىي مسؤولية الفقراء عن الزيادة السكانية المتسارعة بحكم
انعدام مسؤوليتيم اتجاه سموكيم اإلنجابي أي انيم أكثر الطبقات السكانية توالدا عمى عكس األغنياء .لمناقشة ىذه
الفكرة و محاولة إثباتياأو تخطيئيا أسقطناىا عمى السموك اإلنجابي لممجتمع السكاني الجزائري وذلك باغتنام فرصة
توفر قاعدة البيانات الخام لممسح العنقودي المتعدد المؤشرات المعروف باسم MICS4المنجز سنة -0200
، 0202من بين المتغيرات المدروسة في ىذا المسح ىو مؤشر الثروة لألسر بحيث حمل ىذا المتغير خمسة صفات
متدرجة من األكثر غنى إلى األكثر فقرا ،من خالل البينات الخام لممسح تم حساب المؤشر التركيبي لمخصوبة
لمنسوة بداللة الشريحة السكانية المنتميات الييا ،الجدول التالي الحامل لمرقم 2لخصنا فيو قيم الخصوبة العمرية
لمنسوة إجماال ولمنسوة بداللة الشريحة السكانية المنتميات الييا التي تعكس مؤشر الثروة لألسر.
الجدول رقم :3الخصوبة العمرية للنسوة المتزوجات حسب مؤشر الثروة
كل النسوة األكثر غنى األغنياء المتوسطون الفقراء األكثر فقرا العمر
[ ] 19 – 13
[ ] 02 – 02
[ ] 09 – 03
[ ] 12 – 12
[ ] 19 – 13
[ ] 22 – 22
[ ] 29 – 23
المجموع
المصدر :حساب الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات MICS4
عند مقارنة خصوبة النسوة حسب األعمار ،تبين من خالل الجدول رقم 22وجود تفاوت كبير لقيم الخصوبة
العمرية لمنساء بداللة األعمار ،بحيث سجمت الفئة العمرية [ ] 29 – 22سنة أعمى مستوى خصوبي ميما كانت
طفل لكل الشريحة السكانية واكبر قيمة لمخصوبة ليذه الفئة العمرية وبطبيعة الحال كل الفئات األخرى بمغت
عمر طعبة
0222امرأة خصت نسوة األسر الفقيرة ،وبشكل عام شكمت ىذه الفئة العمرية محور تناظر كمي لقيم الخصوبة إذ
تناقصت الخصوبة تتابعا كمما توجينا نحو األعمار األقل من الفئة المذكورة أو نحو األعمار األكبر منيا.
بمقارنة الخصوبة العمرية بين مختمف الشرائح السكانية ال نجد ثباتا ترتيبيا لممستوى الخصوبي يخص الفئات
العمرية حسب مؤشر الثروة ،فمثال لدى النسوة ذوات العمر [ ] 07 – 02وردت الخصوبة عمى الترتيب الكمي
كالتالي :الفقراء ،المتوسطون ،األغنياء ،األكثر فق ار ثم األكثر غنى .أما لدى النسوة ذوات العمر [ ] 27 – 22فورد
المستوى الخصوبي عمى الترتيب كما يمي األكثر فقرا ،األغنياء ،األكثر غنى ،الفقراء ثم المتوسطون .يفيم مما تقدم
عدم إصدار حكم نيائي يخص ترتيب مستوى الخصوبة العمرية حسب مؤشر الثروة.
جدول رقم :4المؤشر التركيبي للخصوبة حسب مؤشر الثروة
كل النسوة األكثر غنى األغنياء المتوسطون الفقراء األكثر فقرا
ISF
3 1 2 1 0 الترتيب
المصدر :حساب الباحث اعتمادا على قاعدة بياناتMICS4
اعتمادا عمى البيانات التفصيمية الواردة في الجدول رقم 2تم حساب المؤشر التركيبي لمخصوبة لمختمف
الشرائح السكانية ،والذي تبين من خاللو أن مستوى الخصوبة لمنسوة بشكل عام دون النظر إلى انتماءاتين اقتصاديا
0119طفل /امرأة وىو نفس المؤشر المتوصل اليو من طرف العاممين عمى المسح حسب ما ورد في تقرير المسح
(Ministère de la santé, 2مما يثبت صحة النتائج المتوصل الييا العنقودي المتعدد المؤشرات) 5, p. 2
من طرفنا ،وفيما يتعمق بالمؤشر التركيبي لمخصوبة حسب مؤشر الثروة فوجدنا ان النسوة المنتميات إلى أسر فقيرة
يكاد يماثل المستوى الخصوبي لمنسوة المنتميات إلى األسر األكثر فق ار بحيث قدر الفرق بينيما 2120نقطة في
المؤشر محل الدراسة .نفس المالحظة سجمناىا عند مقارنة النسوة المنتميات لمشريحتين المتوسطون واألغنياء ،إذ
سجمنا تقاربا جد كبير إلى درجة إمكانيةإىمال الفرق الكمي بين المستويين الخصوبيين ليما بحيث بمغت خصوبة
النسوة في األسر متوسطة الثروة 01297طفل /امرأة بينما بمغت خصوبة نسوة األسر الغنية 01221طفل /ام أرة،
وفيما يتعمق بالنسوة المنتميات إلى األسر ذات الصفة األكثر غنى فقد سجمت ادنى مستوى خصوبي مقارنة بالنسوة
المنتميات لبقية الشرائح السكانية االقتصادية غير أن ما يمفت االنتباه قمة الفارق كميا بينيا وبين المستويات
الخصوبية األخرى ،فمثال بمغ الفارق بينيا وبين نسوة األسر المتوسطة الثروة في قيمة المؤشر التركيبي لمخصوبة
21202نقطة فقط ،بينما الفارق بينيا وبين نسوة األسر األكثر فق ار 219101نقطة لنفس المؤشر .
نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري ،بين التأييد والتفنيد
قمة الفارق بين قيم المؤشر التركيبي في الخصوبة بداللة مؤشر الثروة في الجزائر من شأنو أن يقمل الفارق
في أعداد المواليد خالل الحياة اإلنجابية لمنسوة ،ولكن ىذا التقدير يبقى مرىونا بعدم وجود فارق واتساع اليوة الكمية
بين أعداد النسوة بداللة مؤشر الثروة ولمتبين من ىذه الفكرة تم استخراج الجدول التالي الذي يوضح توزيع النسوة
المستجوبات في المسح حسب مؤشر ثروة أسرىن.
122 النسبت()%
النسوة الحامالت لصفة غير متزوجة واستيداف المتزوجات فقط ،والجدول رقم 1يمخص الخصوبة حسب الفئات
العمرية لمنسوة المتزوجات فقط ومؤشر الثروة تمييدا لحساب المؤشر التركيبي لمخصوبة.
كل النسوة األكثر غنى األغنياء المتوسطون الفقراء األكثر فقرا العمر
[ ] 19 – 13
[ ] 02 – 02
[ ] 09 – 03
[ ] 12 – 12
[ ] 19 – 13
[ ] 22 – 22
[ ] 29 – 23
المجموع
المصدر :حساب الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات MICS4
بدا أن قيم الخصوبة العمرية الممخصة في الجدول رقم 1الخاصة بالنسوة المتزوجات فقط أكبر من نظيرتيا
المبينة في الجدول رقم 2الخاصة بإجمالي النسوة ،وىذا أمر بدييي كون عدد النسوة المتزوجات وفي كل فئة
عمرية أو شريحة سكانية أقل من العدد اإلجمالي لمنسوة لنفس الفئة العمرية أو الشريحة السكانية وبتعبير آخر
النسوة المتزوجات ىن جزء من مجموع النسوة أما عدد المواليد فبقي ثابتا عند حساب النتائج الممخصة في الجدولين
المذكورين ،من الناحية الرياضية فان ناتج القسمة في حال ثبات المقسوم يكبر كمما قمت قيمة المقسوم عميو.
بالعودة إلى نتائج الجدول رقم 1الحظنا أن النسوة المتزوجات ذوات األعمار [ ] 09 – 02سنة أكثر
خصوبة مقارنة بالنسوة في األعمار األخرى بشكل عام أو بإدراج متغير مؤشر الثروة ،إذ بمغ معدل الخصوبة لمنسوة
لكل الف امرأة بينما وحسب معطيات الجدول رقم 2وجدنا أن النسوة األكثر خصوبة ىن في ىذه الفئة
ذوات األعمار [ ] 29 – 22سنة ،يمكن إرجاع اختالل الترتيب الكمي إلىإدراج الحالة الزواجية بحيث تخص نتائج
الجدول رقم 1النسوة المتزوجات فقط وبالتالي فان ارتفاع الخصوبة لمنسوة في األعمار [ ] 09 – 02قد يكون مرده
إلى عامل الزواج بحيث ينتشر في الغالب زواج النسوة في ىذه الفئة ومن الموروث الديموغرافي الجزائري اإلنجاب
في السنوات األولى التي تمي الزواج مباشرة.
نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري ،بين التأييد والتفنيد
فيما يتعمق بالخصوبة العمرية حسب مؤشر الثروة ،لم نممس ثباتا واضحا من حيث الترتيب الكمي لمخصوبة
العمرية بداللة مؤشر الثروة ،فالنسوة الواقعة أعمارىن في الفئتين [ ]07 –02و [ ]09 – 02سنة كان أعمى مستوى
خصوبي لصالح النسوة المنتميات لألسر الفقيرة في المقابل أقل مستوى خصوبي خص نسوة األسر األكثر فق ار
مرو ار بباقي الشرائح السكانية بما فييا نسوة األسر األكثر غنى ،أما النسوة الواقعة أعمارىن في الفئة [– 22
]27سنة كان أعمى مستوى خصوبي مالزما لنسوة األسر الغنية بينما أقمين خصوبة مس شريحة المتوسطين ،وفيما
تعمق بالفئات العمرية األخرى فسجمت نسوة األسر األكثر فق ار أعمى مستوى خصوبي وتباين ترتيب خصوبة النسوة
بداللة انتماءاتين لبقية الشرائح السكانية.
مما تقدم ،تبين أن الخصوبة العمرية لم تحسم الفارق الكمي في مستويات الخصوبة لصالح شريحة سكانية
محددة عمى حساب باقي الشرائح ليذا السبب عمدنا إلى حساب المؤشر التركيبي لمخصوبة كمعيار لترتيب
مستويات الخصوبة بداللة مؤشر الثروة لألسر المنتمية الييا النسوة المتزوجات.
جدول رقم :7المؤشر التركيبي للخصوبة للنسوة المتزوجات حسب مؤشر الثروة
كل النسوة األكثر غنى األغنياء المتوسطون الفقراء األكثر فقرا
ISF
3 0 1 1 2 الترتيب
طفل /امرأة بفارق ضئيل كميا قدره 2102نقطة في المؤشر إلى درجة إمكانيةإىمال تأثيره ،ىذا الفارق سجل لصالح
نسوة األسر األكثر فقرا.
كمقارنة بين قيم المؤشر التركيبي لمنسوة إجماال وقيمو لمنسوة المتزوجات فقط يمكن القول بان الفارق في قيم
المؤشر محل الدراسة نتج أقل لدى النسوة المتزوجات مقارنة بإجمالي النسوة ،ويكون االستدالل بقيمو في المجتمع
السكاني الجزائري لدى المتزوجات أكثر موضوعية من أخذ إجمالي النسوة كون الوالدات ال تكون إال في كنف
الزواجية أي يمكن إعفاء النسوة ذوات الحاالت الزواجية األخرى من الدراسة ألنين غير معنيات بظاىرة اإلنجاب،
وفي حال إدراجين في الدراسة قد تعممن عمى التشويش ولو نسبيا عمى النتائج.
مما تقدم ذكره ،يمكن القول بان الفارق في قيمة المؤشر التركيبي لمخصوبة لم يكن ذو قيمة ىامة من
الناحية الكمية خاصة بين شريحتي األسر األكثر فق ار واألسر األكثر غنى وشريحتي األسر المتوسطة واألسر الغنية
وىذا ما تم استنتاجو عند مناقشة الخصوبة إلجمالي النساء وبالتالي ال يمكن القول بان الفقراء ىم المسبب في
عممية النمو السكاني كما طرح مالتوس بل توصمنا إلى خالف ذلك ومن الخطأ أن ننسب النمو السكاني في الجزائر
لشريحة سكانية و نعفي مسؤولية األخرى منو.
.4خاتمة:
ال يمكن بأي حال من األحوال رفض ونفي الفائدة العممية و المعرفية لنظرية مالتوس حول السكان لعدة
اعتبارات أوليا كينونة أنيا أول عمل عممي ممنيج في عمم السكان ،ثانييا محاولة إخراجو لعمم السكان من دائرتو
الضيقة أين ربطو بعموم أخرى كالرياضيات واالقتصاد ،ثالثيا فتحت الباب واسعا لمبحث العممي في الدراسات
السكانية أين اضطر من عارضو من باحثين ومفكرين عمى البحث والتعمق عمميا لتبيان أفكارىم المعارضة لطرح
م التوس مما تمخض عميو بروز عدد ىام من النظريات العممية في مجال عمم السكان والتي تعد التأصيل النظري
والفكري لعمم السكان ،وىذا ال يعني ضرورة التسميم بما ورد من أفكار في نظرية مالتوس وتعميم صالحيتيا عمى
كل األزمنة وعمى كل المجتمعات السكانية ،فبعد إسقاط ما طرحو عمى الواقع الديموغرافي لممجتمع السكاني
الجزائري والبحث فيو خمصنا إلىأن بعض ما طرحو صالح تماما عمى الواقع الجزائري بينما بعضو اآلخر فيو
مخالف لو جذريا.
وافق طرح مالتوس الواقع الديموغرافي الجزائري في نقطتين جوىريتين ،األولى نمو عدد سكان الجزائر وفق
متتالية ىندسية وتضاعف عددىم مرة كل خمسة و عشرين ( )02سنة ،أما الثانية وجود عالقة طردية بين النموين
السكاني والغذائي (ممخصا في إنتاج الحبوب) .أما تعارض ما طرح مالتوس والواقع الديموغرافي الجزائري فتمثل
نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري ،بين التأييد والتفنيد
كذلك في نقطتين األولى اعتقاده بأن الغذاء يسير وفق متتالية حسابية بينما اثبتنا أن الغذاء ىو اآلخر يسير وفق
متتالية ىندسية مثل وتيرة نمو عدد السكان أي وجود عالقة قوية بين نمو السكان ونمو الغذاء وكالىما يسيران وفق
منحى تطوري واحد وىو المنحى اليندسي ،أما النقطة الثانية اعتقاده بأن الفقراء ىم المسؤولون عمى النمو السكاني
المتسارع ووجب عمييم التحكم في سموكيم اإلنجابي لكن بعد البحث انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري تم
برىنة عكس ذلك بحيث وجدنا بأن النمو السكاني في الجزائر يشترك فيو وبنفس الحدة كل الشرائح السكانية حتى
األغنياء منيم (األسر الغنية واألسر األكثر غنى) ،وعمى ىذا األساس تسقط الحجة وراء تخوف مالتوس من النمو
السكاني وتصوره لمستقبل مظمم لمسكان في حال استم اررية النمو في المجتمع السكاني الجزائري.
ونعتقد أن ما توصمنا اليو من نتائج قد يكون صحيحا أو عمى األقل مقاربا لمصحة لواقع كل المجتمعات
السكانية المشابية في ثقافتيا الديموغرافية ثقافة المجتمع السكاني الجزائري.
.5قائمة المراجع: