You are on page 1of 19

1155 -1137 ‫) ص‬2023 ‫(جانفي‬ :‫ الع ــدد‬/ :‫ مخبر المخطوطات – جامعة أدرار – الجزائر ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ المجلد‬- ‫مجلـة رفوف‬

ISSN - EISSN - Legal Deposit -


‫ بين التأييد والتفنيد‬،‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‬
Thomas Robert Malthus's theory of the population based on the Algerian
demographic reality,Between support and refutation
‫عمر طعبة‬
toaba.amar@univ-ouargla.dz ،)‫جامعة قاصدي مرباح ورقمة (الجزائر‬
0202/20/00 :‫تاريخ النشر‬ 0200/00/20 :‫تاريخ القبول‬ 0200/02/20 :‫تاريخ االستالم‬

‫ اىتم العديد من الباحثين في مجال عمم السكان بنظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان بين معارض‬:‫الممخص‬
‫بشكل مطمق إلى درجة وصفيا عمى أنيا تعدي صارخ عمى اإلنسانية وبين مؤيد بشكل مطمق إلى درجة تجددىا في‬
‫ وعموما تعد نظرية مالتوس من بين اىم النظريات‬،‫وقتنا الراىن واحيائيا من جديد من طرف المالتوسيين الجدد‬
‫السكانية كونيا كانت محركا لمبحث وبروز نظريات عممية سكانية مفادىا نفي ما طرحو وأخرى مؤيدة لطرحو بشكل‬
‫ من خالل ىذه الورقة البحثية أردنا الوقوف عمى مدى صحة أو خطأ ما طرحو مالتوس في‬،‫مباشر أو غير مباشر‬
‫ما يتعمق بالسكان وطريقة نموىم مقابل نمو الغذاء الذي ترجمناه بإنتاج الحبوب بإسقاط جل آرائو عمى الواقع‬
.2012 ‫الديموغرافي واإلنتاجي لمحبوب في الجزائر منذ االستقالل إلى غاية سنة‬
.‫ المؤشر التركيبي لمخصوبة‬،‫ الفقر‬،‫ إنتاج الحبوب‬،‫ النمو السكاني‬،‫ نظرية مالتوس‬:‫الكممات المفتاحية‬

Abstract
Many researchers in the field of demography have been interested in Thomas Robert
Malthusian theory about population between some strongly opposed to the point of
describing it as an infringement on humanity,other supported .so that it has been
renewed in our time by the new Malthusians. In general, Malthus' theory is among the
most important population theories, because it was a reason for the emergence of
scientific population theories that opposed what he proposed and others supported him
directly or indirectly.through this research paper we wanted to determine the rightness
or wrongness of what Malthus put forward with regard to the population and the way it
grows in exchange for the growth of food, which we translated by producing cereals by
applying most of his views to the demographic and production reality of cereals in
Algeria since independence until the end year 2017.
Keywords: Malthusian theory, population growth, grain production, poverty, the
synthetic fertility index.
________________________________________
tbamar@yahoo.fr :‫ اإليميل‬،‫عمر طعبة‬. ‫د‬:‫المؤلف المرسل‬

1117
‫عمر طعبة‬

‫‪.‬مقدمة‪:‬‬

‫يعد عمم السكان (الديموغرافيا) عمما حديثا من حيث النشأة نسبيا كعمم مستقل بذاتو غير أنو من أقدم العموم‬
‫من حيث جذوره التاريخية بحيث الزمت األفكار والممارسات والسموكيات الديموغرافية اإلنسان منذ بدء وجوده‪،‬‬
‫ون ممس ذلك في اليجرات التاريخية األولى لمبشر وكذا معظم التجمعات السكانية والحضارات البشرية القديمة إذ لم‬
‫تخل أي حضارة من ساسة أو مفكرين أبدوا آراء وأفكا ار أو طرحوا وجيات نظر ورؤى ذات نزعة ديموغرافية مثل‬
‫الفراعنة‪ ،‬اآلشوريين‪ ،‬البابميين‪ ،‬الصينيين‪ ،‬اليونانيين‪ ،‬الرومان والعرب إضافة إلىأن شرائع كل الديانات لم تخل من‬
‫االىتمام بالبعد الديموغرافي‪ ،‬ما تم ذكره في واقع األمر لم يرق إلىأن يكون عمما بحكم افتقاده لمنج البحث العممي‬
‫ولكن ساىم ىذا الزخم المعرفي التاريخي المتوارث في بمورة و بناء النظريات الحديثة الراضخة لمنيج البحث العممي‬
‫مشكمة بذلك عمما مستقال بذاتو والتي تعد بدورىا التأسيس والتأصيل النظري لمعموم السكانية‪.‬‬
‫لعل أول من طرق باب البحث العممي الراضخ لممنيج في ىذا المجال توماس روبرت مالتوس عند طرحو‬
‫لنظريتو سنة ‪ 0970‬في منشور عنوانو "مقال عن مبدأ السكان وأثره عمى تقدم المجتمع" الذي حاول من خاللو‬
‫تفسير النمو السكاني واعطائو نظرة مستقبمية وصفت ىذه النظرة من قبل الكثير من المفكرين بأنيا تشاؤمية‪ ،‬كان‬
‫ىذا المنشور بمثابة الفتيل الذي اشعل البحث واسعا في العموم السكانية من خالل ردة الفعل التي أحدثيا من قبل‬
‫المفكرين والباحثين في زمانو وبعده‪ ،‬أفرزت ىذه الردود مجموعة من النظريات السكانية فمنيا من جاءت معارضة‬
‫لما طرحو مالتوس بشكل مطمق ومنيا من عارضتو في جزء من أفكاره ومنيا من صبت في تأييد طرحو‪ ،‬تم جمع‬
‫ىذه النظريات حسب توجييا ومرجعيات تفسيرىا لمظواىر السكانية إلى نظريات طبيعية ونظريات اجتماعية وأخرى‬
‫نظريات اقتصادية‪ ،‬عمم مالتوس طرحو عمى كافة المجتمعات السكانية دون استثناء مكاني في عصره وال استثناء‬
‫زماني لممجتمعات السكانية القادمة‪.‬‬
‫محاولة منا لمتأكد والبحث فيما طرحو مالتوس ومدى مواءمتو لمديناميكية الديموغرافية عممنا عمى إسقاط كل‬
‫أفكاره عمى الواقع الديموغرافي الذي عاشو و يعيشو المجتمع السكاني الجزائري كنموذج‪ ،‬عممية اإلسقاط ستكون‬
‫الفيصل في تأييد أو تفنيد ما تم طرحو‪ .‬وكان مبدأ عممنا تتبع تطور النمو السكاني في الجزائر في الفترة الزمنية‬
‫الممتدة من سنة ‪ 0711‬إلى غاية ‪ 0209‬وما قابميا وفي نفس الفترة من نمو لإلنتاج الغذائي المترجم في منتوج‬
‫الحبوب كونو المصدر الرئيسي لمغذاء لممجتمع السكاني الجزائري‪ .‬من خالل ما تقدم‪ ،‬نطرح التساؤل التالي‪ :‬ما‬
‫مدى صحة طرح مالتوس حول السكان انطالقا من الوضعية الديموغرافية لمجزائر؟‬
‫ويمكن إدراج بعض األسئمة الفرعية‪:‬‬
‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‪ ،‬بين التأييد والتفنيد‬

‫‪ ‬ىل يوافق النمو السكاني في الجزائر وتيرة التطور اليندسي بمثل ما طرحو مالتوس؟‬
‫ىل يوافق نمو اإلنتاج الغذائي في الجزائر وتيرة التطور الحسابي بمثل ما طرحو مالتوس؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ىل قوة المجتمع السكاني الجزائري في التكاثر أعظم من قوة األرض في إنتاج الغذاء؟‬
‫‪ ‬ىل بالفعل يتضاعف عدد السكان في الجزائر مرة كل خمس وعشرين (‪ )02‬سنة؟‬
‫‪ ‬ىل وتيرة نمو السكانفي الجزائر أسرع من وتيرة نمو الغذاء؟‬
‫يمكن إيجاز أىمية الدراسة في نقطتين أساسيتين‪ .‬األولى‪ ،‬كونيا تتميز بالحداثة والنقد العممي في نفس‬
‫الوقت‪ ،‬بحيث لم يتم التطرق إلى نقد نظرية مالتوس السكانية بشكل عممي متين مبني عمى إحصائيات شاممة إذ‬
‫تكشف الدراسة النقاط اإليجابية وكذا السمبية في طرحو‪ .‬أما النقطة الثانية فإنيا تكشف عمميا عدم التخوف من النمو‬
‫السكاني بحجة الندرة المستقبمية في نمو اإلنتاج الغذائي الذي اعتبره مالتوس سابقا والمالتوسيون الجدد حاليا غير‬
‫مسايرلمنمو السكاني‪ ،‬والتالي يمكننا النظر إلى النمو السكاني بنظرة تفاؤلية واعتباره محركا لمتنمية والسعادة البشرية‪.‬‬
‫يكمن اليدف الرئيسي من ىذه الدراسة في عممية رصد كل من تطور إنتاج الحبوب والنمو السكاني في‬
‫الجزائر خالل الفترة الزمنية الممتدة من سنة ‪ 0711‬إلى غاية ‪ 0209‬بيدف محاولة تقييم ما طرحو مالتوس حول‬
‫السكان وما ينجر عن نموىم مستقبال من شقاء لمبشرية نتيجة الندرة في الغذاء وذلك انطالقا من الواقع الديموغرافي‬
‫الجزائري‪،‬واعتمادا عمى عممية الرصد المذكورة يمكننا المقارنة بين النموين السكاني والغذائي ومعرفة أي الوتيرتين‬
‫اسرع نموافي الجزائر‪ ،‬وبيذه المقارنة سنكشف بان مالتوس كان صاحب نظرة تشاؤمية حول السكان‪.‬‬

‫‪.2‬االطار المفاهيمي والنظري لمدراسة‬

‫‪ 2.1‬مفاهيم بحثية‪:‬‬
‫المؤشر التركيبي لمخصوبة‪ :‬يقيس متوسط عدد األطفال لممرأة أو مجموعة نساء )جيل من النساء بعد‬
‫اكتمال حياتين اإلنجابية( خالل حياتين اإلنجابية الممتدة من ‪ 02‬إلى غاية ‪ 97‬سنة‪ ،‬ويحسب اعتمادا عمى‬
‫معدالت الخصوبة حسب األعمار خالل سنة ما)‪.(stover, 2005, p. 23‬‬
‫وبشكل أكثر تفصيال‪ ،‬يمكن تعريفو بأنو متوسط عدد المواليد األحياء الذين يمكن أن تنجبيم كل امرأة خالل‬
‫حياتيا اإلنجابية إذا كانت ستسير خالل كل سنوات حياتيا اإلنجابية طبقا لمعدالت الخصوبة العمرية في سنة معينة‬
‫وعميو فان ىذا المؤشر يمخص في رقم واحد خصوبة كل النساء عند نقطة معينة من الزمن حيث يمثل العدد‬
‫اإلجمالي من المواليد األحياء الذين تستطيع المرأة إنجابيم إذا أتيح ليا نفس الفرصة لإلنجاب بين ‪ 07 – 02‬سنة‬
‫عمر طعبة‬

‫كما لكل النساء في ىذه الفئة من العمر في سنة معينة وبين السن ‪ 09 – 02‬سنة وغير ذلك من األعمار إلى غاية‬
‫السن ‪ 97‬سنة(الحميد‪ ،0227 ،‬صفحة ‪ .)00‬كمايستعمل المؤشر التركيبي لمخصوبة في التحميل الطولي من أجل‬
‫معرفة قدرة مجتمع ما عمى إعادة التجديد )إعادة تجديد األجيال( ‪.‬‬
‫الفقر‪ :‬تعددت مفاىيم الفقر من اجتماعية إلى اقتصادية وتطورت باختالف األزمنة كما تعددت أنواعو‪ .‬من‬
‫بين المفاىيم األكثر شمولية المفيوم المقدم من طرف األمم المتحدة بحيث أضفت عميو الطابع الكمي وبالتالي‬
‫إمكانية المقارنة بين مختمف الدول وتتبع تطوراتو‪.‬‬
‫ففي اطار برنامج األمم المتحدة لمتنمية‪ ،‬يقدر الفقر لسنة ‪ 0220‬بعدد األفراد الذين يعيشون بدخل يقل عن‬
‫دوالرين لميوم (دخل الفقر)‪ ،‬بينما يقدر الفقر الحاد بعدد األفراد الذين يقل دخل عمى دوالر واحد يوميا‪ ،‬ويستعمل‬
‫برنامج األمم المتحدة لمتنمية مؤشرات غير مباشرة لقياس أثر الفقر عمى السكان تعرف بمؤشر الفقر البشري‬
‫‪IPH‬وفي الدول الفقيرة يستعمل عادة المؤشر ‪ IPH 1‬الذي يحسب عمى أساس ثالث مؤشرات وىي مؤشر طول‬
‫العمر‪ ،‬مؤشر التعميم ومؤشر المستوى المعيشي)‪.(ESCWA, 1993, p. 170‬‬
‫‪ 2.2‬مصدر المعطيات‪:‬‬
‫‪ ‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬فيما تعمق بإحصائيات السكان لمفترة ‪2012-1611‬‬
‫‪ ‬البنك الدولي‪ ،‬فيما تعمق بإحصائيات إنتاج الحبوب لمفترة ‪2012-1611‬‬
‫‪ ‬قاعدة بيانات المسح العنقودي المتعدد المؤشرات ‪)MICS4( 2013-2012‬‬

‫‪ 3.2‬منهج البحث‪:‬‬
‫يفيم من المنيج العممي انو أسموب لمتفكير والعمل يعتمده الباحث لتنظيم أفكاره وتحميميا وعرضيا‪ ،‬وبالتالي‬
‫الوصول إلى نتائج وحقائق معقولة حول الظاىرة محل الدراسة(عميان و عثمان‪ ،0222 ،‬صفحة ‪ ،)22‬وبما أن‬
‫طبيعة البحث ومدى التعمق فيو ىي المعيار األساسي الذي يممي عمينا المنيج األنسب لمتوظيف‪ ،‬فقد وظفنا المنيج‬
‫الوصفي الذي يرتبط بظاىرة معاصرة بقصد وصفيا وتفسيرىا(العساف‪ ،0229 ،‬صفحة ‪ ،)007‬والن بحثنا لم‬
‫يقتصر عمى عممية الوصف بل تعدى ذلك إلى القياس الكمي لمعالقات بين المتغيرات فقد وظفنا المنيج التحميمي‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس فان المنيج الموظف في ىذه الورقة البحثية ىو المنيج الوصفي التحميمي‪.‬‬

‫‪ 4.2‬نظرية مالتوس ( ‪:) 1834 -1766‬‬


‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‪ ،‬بين التأييد والتفنيد‬

‫قبل عرض نظرية مالتوس وجب التعريج أوال عمى شخصو وحياتو‪ ،‬االسم الكامل لو توماس روبرت مالتوس‬
‫(‪ ) Thomas Robert Malthus‬ولد بتاريخ ‪ 09‬فيفري ‪ 0911‬بانجمترا‪ ،‬نشأ بأسرة مرموقة اقتصاديا بحيث كان‬
‫والده من بين مالكي مساحات شاسعة من األراضي الزراعية‪ ،‬كما تميزت أسرتو بمكانة فكرية عالية اذ كان والده من‬
‫األصدقاء المقربين لمفيمسوف جون ىيوم ومن معارف المفكر جون جاك روسو وكانت تقام جمسات ومناقشات عممية‬
‫في المنزل الذي كبر بو‪ ،‬الرخاء المادي الذي عاشو و فرصة االحتكاك بالمفكرين في عصره ساىما بدرجة كبيرة في‬
‫تكوينو عمى عدة أصعدة معرفية منيا الفمسفي‪ ،‬الرياضي واالقتصادي‪ ،‬إضافة إلى مجموعة المدارك المكتسبة اىتم‬
‫وانحاز الى التكوين الديني بحيث درس الالىوت في جامعة كامبردج فأصبح كاىنا بكنيسة إنكمت ار سنة ‪ ،0970‬كما‬
‫تم تعيينو كأستاذ بكمية لندن سنة ‪ 0022‬واستمر في وظيفتو ىذه إلى غاية وفاتو بتاريخ ‪ 02‬ديسمبر ‪.0029‬‬
‫الطرح النظري لمالتوس‪ :‬اىتم مالتوس باالقتصاد وبالسكان‪ ،‬فكان أول من نظر بشكل فعمي وممنيج في‬
‫الديموغرافيا وذلك بتجسيد نظرية متكاممة البناء تخص السكان وفق أسس عممية و كان ذلك بنشره نظريتو سنة‬
‫‪ ، 0970‬حمل ىذا المنشور عنوان "مقال عن مبدأ السكان وأثره عمى تقدم المجتمع" متحفظا عمى ذكر اسمو أي دون‬
‫أن يعمن عمى اسمو في منشوره خشية رد الفعل المتوقعة‪ .‬وبالفعل فقد حدث ما كان متوقعا إذ القت نظريتو وأفكاره‬
‫معارضة شديدة وباألخص من طرف رجال الدين‪ ،‬أعاد نشر مقالو بعد مرور خمس (‪ )22‬سنوات أي سنة ‪0022‬‬
‫بعد عممية تدقيق ومراجعة تجسدت في زيارتو لعدد كبير من دول أوربا ومدنيا المتميزة بالكثافة السكانية لجمع المادة‬
‫العممية الالزمة‪ .‬تتمخص نظريتو عموما في النقاط التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الغذاء ضروري لحياة ولوجود اإلنسان‪ ،‬وأن غريزة التكاثر تدفع الكائنات إلى إعادة و زيادة نفسيا كجزء‬
‫من قانون الطبيعة وأن اإلنسان جزء منيا وىو شيواني بطبعو‪.‬‬
‫ب ‪ -‬توجد عالقة طردية بين نمو عدد السكان ونمو الموارد الغذائية غير أن الوتيرة في نمو السكان أسرع‬
‫من وتيرة نمو الغذاء والبد من وجود موانع تدفع بيما إلى التوازن‪.‬‬
‫ج ‪ -‬قوة السكان في التكاثر أعظم من قوة األرض في إنتاج الغذاء‪ ،‬بحيث يسير نمو السكان وفق وتيرة‬
‫ىندسية أساسيا ‪ ) ....،000 ،19 ،20 ،01 ،0 ،9 ،0 ،0( 0‬بينما يتزايد اإلنتاج الغذائي وفق وتيرة حسابية (‪،0‬‬
‫‪) ....،0 ،9 ،1 ،2 ،9 ،2 ،0‬‬
‫د ‪ -‬يتضاعف عدد السكان مرة كل خمس و عشرين (‪ )02‬سنة‪ ،‬في حال لم يعقيم أي عائق‪ ،‬كما‬
‫سيتضاعفون ‪ 19‬مرة في مدة ‪ 022‬سنة بينما ال يتضاعف الغذاء سوى ‪ 9‬مرات(البراوي‪ ،0717 ،‬صفحة ‪.)07‬‬
‫عمر طعبة‬

‫ه ‪ -‬الفقراء ىم المسؤولون عن الزيادة السكانية المتسارعة النعدام مسؤوليتيم اتجاه سموكيم اإلنجابي وال‬
‫يجب تقديم العون ليم من طرف المجتمع‪ ،‬كما أن الفقر في المجتمع يتجذر أكثر بسبب زيادة عدد السكان بحيث ال‬
‫يمكن إشباع حاجياتيم المتزايدة‪ ،‬بحيث قال في منشوره‪َّ :‬‬
‫إن الرجل الذي ليس لو من يعيمو وال يستطيع أن يجد عمالً‬
‫في المجتمع‪ ،‬سوف يجد أن ليس لو نصيب من الغذاء عمى أرضو‪ ،‬وبالتالي فيو عضو زائد في وليمة الطبيعة‪،‬‬
‫حيث ال صحن لو بين الصحون‪ .‬وعميو َّ‬
‫فإن الطبيعة تأمره بمغادرة الزمن(زكي‪ ،0709 ،‬صفحة ‪.)29‬‬
‫‪.3‬مناقشة أفكار مالتوس انطالقا من الواقع الديموغرافي لممجتمع السكاني الجزائري‬
‫‪1.3‬الفكرةاألولى‪ ،‬النمو الهندسي لمسكان وتضاعفهم مرة كل ‪ 25‬سنة‪:‬‬
‫رأى مالتوس بوجود عالقة طردية بين نمو عدد السكان ونمو الموارد الغذائية غير أن الوتيرة في نمو السكان‬
‫أسرع من وتيرة نمو الغذاء‪ ،‬بحيث قوة السكان في التكاثر أعظم من قوة األرض في إنتاج الغذاء‪ ،‬إذ يسير نمو‬
‫السكان وفق وتيرة ىندسية بينما يتزايد اإلنتاج الغذائي وفق وتيرة حسابية وعمى ىذا األساس فان عدد السكان‬
‫يتضاعف مرة كل خمس وعشرين (‪ )02‬سنة‪.‬‬
‫النمو السكاني في الجزائر‪ :‬لتسميط الضوء عمى ديناميكية النمو السكاني في الجزائر تم جمع معطيات‬
‫خاصة بعدد سكان الجزائر سنويا عمى مدى ‪ 20‬سنة حتى نتمكن من إسقاط الطرح المالتوسي عمى الوضعية‬
‫الديموغرافية لمجزائر والتأكد من صحتو أو نفيو‪.‬‬
‫الجدول ‪ :1‬تطور سكان الجزائر من سنة ‪ 1966‬إلى ‪( 2017‬الوحدة باأللف )‬
‫السكان‬ ‫السنت‬ ‫السكان‬ ‫السنت‬ ‫السكان‬ ‫السنت‬ ‫السكان‬ ‫السنت‬ ‫السكان‬ ‫السنت‬

‫‪9‬‬

‫‪Source :ONS , Rétrospective 1962 – 2011, , p 33.‬‬


‫‪ONS,Démographie Algérienne, N° 890, P 05‬‬
‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‪ ،‬بين التأييد والتفنيد‬

‫يتبين من خالل الجدول رقم ‪ 0‬أن عدد سكان الجزائر ذو اتجاه عام نحو الزيادة‪ ،‬بحيث الحظنا االرتفاع‬
‫المستمر والدائم لعدد سكان الجزائر بداللة سنوات المالحظة‪ ،‬بحيث انتقل عدد السكان من ‪ 00217222‬نسمة‬
‫نسمة خالل سنة ‪ 0770‬أي انو تضاعف ب ـ ‪ 0100‬مرة بعد ‪ 02‬سنة‪ ،‬ثم‬ ‫خالل سنة ‪ 0711‬إلى ‪222‬‬
‫نسمة وىو ما يوافق زمنيا‬ ‫انتقل عددىم بعد ‪ 22‬سنة من أول تعداد منجز في الجزائر المستقمة إلى ‪222‬‬
‫سنة ‪ 0201‬وبذلك يكون قد تضاعف بــحوالي ‪ 219‬مرة بعد ‪ 22‬سنة أي الفترة ‪ 0201-0711‬كما تضاعف ب ـ ‪0,1‬‬
‫مرة بعد ‪ 02‬سنة أي الفترة ‪.0201-0770‬‬
‫من خالل ما تقدم‪ ،‬يمكن القول بان طرح مالتوس حول التزايد الكمي المستقبمي لمسكان اذا أخذنا سنة‬
‫‪ 0711‬كسنة مرجعية تصدقو إلى حد كبير الوضعية الديموغرافية لمجزائر من خالل النمو األسي لعدد السكان‬
‫خاصة في الفترة األولى ‪ ،0770-0711‬ومنو يمكن القول بان الطرح الرياضي الخاص بمستقبل السكان الذي تبناه‬
‫مالتوس صادق إلى حد جد مقبول‪ ،‬بحيث طرح مالتوس فكرة تضاعف عدد السكان مرة كل ‪ 02‬سنة وىو أكثر من‬
‫محقق في الجزائر خالل الفترة األولى ‪ ،0770-0711‬أما المرحمة الثانية ‪ 0201-0770‬فقد اوشك أن يتضاعف‬
‫فييا عدد السكان (‪ 011‬مرة) ويمكن إرجاع عدم إمكانية اكتمال التضاعف إلى ما عاشتو الجزائر خالل العشرية‬
‫‪ 0222-0770‬التي حدت نسبيا من النمو السكاني‪ ،‬وىذا ما أشاراليو في استم اررية التضاعف العددي لمسكان في‬
‫حال لم يعقيم أي عائق‪.‬‬
‫‪1.3‬الفكرة الثانية‪،‬النمو الهندسي لمسكان وتضاعفهم مرة كل ‪ 25‬سنة‪:‬‬
‫وجود عالقة طردية بين نمو عدد السكان ونمو الموارد الغذائية غير أن الوتيرة في نمو السكان أسرع من‬
‫وتيرة نمو الغذاء‪ ،‬بحيث قوة السكان في التكاثر أعظم من قوة األرض في إنتاج الغذاء‪ ،‬إذ يتزايد اإلنتاج الغذائي‬
‫وفق وتيرة حسابية‪ ،‬ويتضاعف ‪ 2‬مرات فقط في مدة ‪ 150‬سنة‪.‬‬
‫النمو الغذائي في الجزائر‪ :‬لمتعبير عمى النمو الغذائي في الجزائر و تطوره اعتمدنا كمية الحبوب المنتجة‬
‫سنويا في الجزائر خالل ‪ 51‬سنة لنفس السبب المذكور سابقا‪ ،‬تم استسقاء المعطيات من خالل الموقع اإللكتروني‬
‫لمبنك الدولي الذي يتيح إمكانية الوصول إلى البيانات المتعمقة بالتنمية لمجل بمدان العالم‪.‬‬
‫عمر طعبة‬

‫الجدول ‪ :2‬تطور إنتاج الحبوب في الجزائر بالطن المتري‬


‫اإلتناج‬ ‫السنة‬ ‫اإلتناج‬ ‫السنة‬ ‫اإلتناج‬ ‫السنة‬ ‫اإلتناج‬ ‫السنة‬ ‫اإلتناج‬ ‫السنة‬

‫المصدر‪ :‬البنك الدويل‬


‫حسب البنك الدولي‪ ،‬ترتبط بيانات اإلنتاج المتعمقة بالحبوب الغذائية بالمحاصيل التي يتم حصادىا‬
‫لالستخدام كحبوب جافة فقط‪ .‬ويستبعد من ذلك محاصيل الحبوب الغذائية التي تحصد الستخداميا دريساً أو تحصد‬
‫غذاء أو عمفاً أو لمتخزين في الصوامع وكذلك الحبوب الغذائية المستخدمة لرعي الماشية‪.‬‬
‫ً‬ ‫خضراءالستخداميا‬
‫لإلشارة‪ ،‬يقصد بوحدة القياس الطن المتري ‪ 0222‬كيموغرام وىو المعمول بو في اغمب دول العالم‪ ،‬وىو يختمف عن‬
‫وحدة القياس الطن األمريكي الذي يعادل ‪ 729700‬كيموغرام والذي يسمى كذلك الطن القصير كما يختمف عن‬
‫الطن البريطاني الذي يعادل ‪ 0021722‬كيموغرام ويسمى بالطن الطويل‪.‬‬
‫من خالل بيانات الجدول رقم ‪ 0‬الحظنا تذبذبا ىاما من الناحية الكمية بين االرتفاع واالنخفاض في إنتاج‬
‫الحبوب بداللة سنوات المالحظة لكن ما ميز ىذه البيانات وبشكل إجمالي االتجاه العام المتزايد خالل الفترة‬
‫‪ 0209-0710‬وىذا ما يبينو جميا الشكل رقم ‪.0‬‬
‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‪ ،‬بين التأييد والتفنيد‬

‫الشكل‪ :1‬تطور إنتاج الحبوب في الجزائر بالطن المتري‬

‫اإلنتاج‬
‫‪6000000‬‬

‫‪4000000‬‬ ‫‪y = 46086x - 9E+07‬‬


‫االنتاج‬
‫‪2000000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1940‬‬ ‫‪1960‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2020‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناء على معطيات اجلدول‪0‬‬


‫تبين من خالل معطيات الجدول رقم ‪ 0‬والشكل ‪ 20‬التذبذب الكمي الكبير بين قيم إنتاج الحبوب بداللة‬
‫طن خالل سنة‬ ‫سنوات المالحظة فعمى سبيل المثال في السنوات األوائل لممالحظة بمغ إنتاج الحبوب‬
‫طن مسجال فرقا جد ىام قدره ‪ 021927‬طن لينتقل‬ ‫لينخفض في السنة الموالية إلى‬
‫طن سنة ‪ 0719‬محققا ارتفاعا قيمتو ‪ 099722‬طن‪ ،‬نفس المالحظة تبقى صالحة فيما يتعمف‬ ‫إلى‬
‫طن سنة ‪ 0229‬ثم انخفض إلى أقل من نصف قيمتو سنة ‪ 0220‬إذ‬ ‫بالسنوات األخيرة فمثال بمغ اإلنتاج‬
‫طن وىو أعمى قيمة إلنتاج‬ ‫ليرتفع إلى مستوى قياسي في السنة الموالية مباشرة قدره‬ ‫قدر ب ـ‬
‫الحبوب سجمتيا الجزائر خالل كامل فترة المالحظة‪.‬‬
‫التباين المشار اليو في الفقرة السابقة يتضح جميا في الشكل رقم ‪ 20‬بحيث عكس االتساع المتزايد لمذبذبات‬
‫بداللة الزمن‪ ،‬وباعتبار بيانات إنتاج الحبوب في الجزائر بداللة سنوات المالحظة سمسمة زمنية – لتوفر شروط‬
‫السمسمة الزمنية‪ -‬يمكن القول بيانيا أن ىذه السمسمة ذات نموذج مضاعف أي أن قيم اإلنتاج تتضاعف اذا أخذنا‬
‫متغير الزمن ككتمة واحدة‪ ،‬وبالتالي يمكن القول بان التغير في قيم اإلنتاج يسير وفق نموذج أسي وليس تجميعي‬
‫وىو نفس التغير في سموك ديناميكية التغير في عدد سكان الجزائر‪ ،‬عمى ىذا األساس يمكن القول بان طرح‬
‫مالتوس فيما يخ ص وتيرة نمو الغذاء عمى شكل متتالية حسابية فيو نوع من المبالغة والتخوف‪ ،‬إلثبات خطية تطور‬
‫الغذاء في الجزائر وظفنا االنحدار الخطي البسيط بيدف الوصول إلى النموذج المفسر لتطور إنتاج الحبوب في‬
‫الجزائر بداللة سنوات المالحظة (الزمن)‪ ،‬واعتمادا عمى برنامج ‪ SPSS‬توصمنا إلى ما يمي‪:‬‬
‫عمر طعبة‬

‫‪Récapitulatif des modèles‬‬


‫‪Modèle‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪R-deux‬‬ ‫‪R-deux ajusté‬‬ ‫‪Erreur standard de‬‬
‫‪l'estimation‬‬
‫‪,635a‬‬
‫‪a. Valeurs prédites : (constantes), année‬‬
‫المخرج األول المبين أعاله تبين من خاللو أن معامل التحديد ‪ R‬قيمتو ‪ 21922‬وىذا يشير إلىأن عامل‬
‫الزمن أي التقدم بداللة السنوات يفسر ‪ %9212‬من التغير الحاصل في إنتاج الحبوب في الجزائر‪ ،‬بينما معامل‬
‫التحديد المصحح ‪ R2‬فقيمتو ‪ 21270‬أي بعد إخضاع النموذج لعامل التصحيح فان التغير في الزمن يفسر‬
‫‪ %2710‬من التغير الذي مس إنتاج الحبوب‪.‬‬
‫‪ANOVAa‬‬
‫‪Modèle‬‬ ‫‪Somme des carrés ddl Moyenne des carrés‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪Régression‬‬ ‫‪,000b‬‬
‫‪Résidu‬‬
‫‪Total‬‬
‫‪a. Variable dépendante : production‬‬
‫‪b. Valeurs prédites : (constantes), année‬‬

‫المخرج الثاني المبين لمنتائج أعاله وىو أكثر ما ييمنا اتضح من خاللو بان إحصائية فيشر المحسوبة‬
‫انطالقا من المعطيات (الزمن‪-‬إنتاج الحبوب) نتجت بقيمة ‪ 291219‬وىي اكبر من قيمة فيشر النظرية‪ ،‬كما أن‬
‫مستوى الداللة المرافق ليا نتج بقيمة ‪ 21222‬وىي أقل مقارنةبمستوى المعنوية ‪ ،2122‬عمى أساس ىذه المقارنة‬
‫يمكن القول بأن النموذج المفسر لتغير إنتاج الحبوب في الجزائر بداللة الزمن دال إحصائيا ويمكن اعتماده‪ .‬وىو‬
‫في نفس الوقت إثباتإحصائي عمى خطية العالقة الجامعة بين المتغيرين الزمن وقيم اإلنتاج السنوية‪.‬‬
‫‪Coefficients‬‬
‫‪Modèle‬‬ ‫‪Coefficients non standardisés‬‬ ‫‪Coefficients‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪Sig.‬‬
‫‪standardisés‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪Erreur standard‬‬ ‫‪Bêta‬‬
‫)‪(Constante‬‬
‫‪production‬‬
‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‪ ،‬بين التأييد والتفنيد‬

‫المخرج الثالث يوضح معالم النموذج المعتمد‪ ،‬ومن خاللو تبين أن معممتي النموذج معنويا تختمفان عن‬
‫الصفر وذاتا داللة إحصائية الن مستوى الداللة الخاص بيما نتج بقيمة ‪ 21222‬وىو أقل كميا مقارنة بمستوى‬
‫المعنوية المعمول بو ‪ 2122‬وعميو يمكن اعتماد قيمتييما الكمية في تفسير التغير الذي مس إنتاج الحبوب في‬
‫الجزائر عمى طول الفترة ‪ ،0209-0710‬استنادا عمى ما تقدم يمكن كتابة نموذج االنحدار كالتالي‪:‬‬
‫‪y = 46085,85 x +1142469,106‬‬

‫‪ ،‬تعتبر قياسا كميا لألثر المثبت إحصائيا لمتغير الزمن عمى تطور إنتاج‬ ‫المعممة ‪ a‬ذات القيمة‬
‫الحبوب في الجزائر وبالتالي فيي تمثل تقدي ار لقيمة الزيادة (كونيا موجبة) السنوية في اإلنتاج أي كمما ارتفع الزمن‬
‫طن‪ .‬نستنتج مما سبق ومما تم البرىنة عميو إحصائيا‬ ‫بسنة واحدة أدى ذلك إلى ارتفاع قيمة اإلنتاج ب ـ‬
‫وجود عالقة خطية بين الزمن (بالسنوات كوحدة قياس) وانتاج الحبوب في الجزائر وان ىذه العالقة يمكن التعبير‬
‫عنيا بنموذج خطي مضاعف وعميو فان تضاعف إنتاج الحبوب في الجزائر ىو الوتيرة المناسبة لوصف تطوره‪.‬‬
‫بالتركيز عمى اإلنتاج في سنوات معينة آخذين البعد الزمني الخاص بالتضاعف الذي أشاراليو مالتوس في‬
‫طرحة أي التضاعف مرة كل خمس وعشرين سنة فيما يتعمق بنمو السكان وأسقطناىا عمى المد الزمني الخاص‬
‫باإلنتاج وجدنا أن (من خالل معطيات الجدول رقم ‪:)0‬‬
‫‪ -‬إنتاج الحبوب لسنة ‪( 0711‬سنة أول تعداد سكاني وتوافق أول معطى في الجدول ‪ 991000 :)0‬طن‬
‫متري‪.‬‬
‫‪ -‬إنتاج الحبوب لسنة ‪ ( 0200‬السنة الموافقة إلجراء المسح ‪)MICS4‬بمغ ‪2029992‬طن متري‪.‬‬
‫بقسمة قيمة إنتاج الحبوب لسنة ‪ 0200‬عمى قيمة إنتاج الحبوب لسنة ‪ 0711‬لمحصول عمى مقدار النمو‬
‫في إنتاج الحبوب في الجزائر وجدنا‪ ،1110 = 991000 /2029992 :‬أيأنإنتاج الحبوب تضاعف أكثر من ‪1‬‬
‫مرات في الجزائر خالل الفترة ‪ 0200-0711‬المقدرة بـ ‪ 91‬سنة (قرابة ‪ 22‬سنة) بينما تضاعف عدد السكان بحوالي‬
‫‪ 9‬مرات أيأن النمو في الغذاء كان أسرع من النمو في عدد السكان وىذا مناف تماما لما طرحو مالتوس‪.‬‬
‫المالحظ حسب معطيات الجدول ‪ 0‬والشكل ‪ 0‬التذبذب الكبير في قيم اإلنتاج بين السنوات المتتالية‪ ،‬بحيث‬
‫كانت قيمة اإلنتاج لسنة ‪ 0711‬أقل وبكثير من نظيرتيا المسجمة في السنة السابقة ليا ‪ 0712‬كما أنيا أقل وبكثير‬
‫من السنة الموالية ليا ‪ 0119‬يمكن إرجاع ذلك لعدد من الظروف وقد يكون أىميا مناخي‪ ،‬لتخطي ىذا االستثناء‬
‫واإلبقاء عمى نفس الفترة الزمنية عمدنا إلى حساب القيمة المتوسطة لإلنتاج لمسنوات الثالث ‪0711 ،0712‬‬
‫عمر طعبة‬

‫و‪ .0719‬متوسط إنتاج الحبوب لمسنوات الثالث المذكورة حسب معطيات الجدول ‪ 20‬ىو ‪ .0209909111‬بقسمة‬
‫قيمة إنتاج الحبوب لسنة ‪ 0200‬عمى القيمة المتوسطة إلنتاج الحبوب لمسنوات المذكورة لمحصول عمى مقدار النمو‬
‫في إنتاج الحبوب في الجزائر وجدنا‪ ، 2190 =0209909111 /2029992 :‬نفيم من ذلك أنإنتاج الحبوب‬
‫تضاعف بقرابة ‪ 9‬مرات في الجزائر خالل الفترة ‪ ، 0200-0711‬مقدار التضاعف في اإلنتاج اكبر من نظيره‬
‫الخاص بعدد السكان لنفس الفترة والمقدر ب ـ ‪ 2122‬مرة حسب معطيات الجدول رقم ‪.0‬‬
‫مما تقدم‪ ،‬واعتمادا عمى قيم اإلنتاج بالنظر إلى فترة الدراسة كسمسمة زمنية واحدة أو بأخذ قيم اإلنتاج في‬
‫السنوات المعنية بمعزل عن القيم لمسنوات األخرى وجدنا أنإنتاج الحبوب في الجزائر ينمو بوتيرة أسرع من نمو عدد‬
‫السكان وعميو فان طرح مالتوس فيما يخص نمو السكان بوتيرة أسرع من نمو الغذاء وسيرورة الغذاء وفق متتالية‬
‫حسابية ال ينطبق عمى المجتمع السكاني الجزائري وال تصدقو الوضعية الديموغرافية في الجزائر بل تثبت عكسو‬
‫تماما‪.‬‬
‫‪ 3.3‬الفكرة الثالثة‪ ،‬وجود عالقة طردية بين نمو السكان و نمو الغذائي‪:‬‬
‫باستغالل بيانات كل من الجدول رقم ‪ 20‬الخاص بتطور عدد سكان الجزائر خالل الفترة ‪0209-0711‬‬
‫والجدول رقم ‪ 20‬الخاص بتطور إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة ‪ ،0209-0710‬تم حساب معامل االرتباط‬
‫واختبار معنويتو اعتمادا عمى برنامج ‪ ،SPSS‬لإلشارة تم استغالل ‪ 90‬معطى لتعذر وجود معطيات تخص عدد‬
‫السكان لمسنوات من ‪ 0710‬إلى غاية ‪ ،0717‬النتائج المتحصل عمييا مبينة في المخرج التالي‪:‬‬

‫‪Corrélations‬‬
‫‪population‬‬ ‫‪production‬‬
‫‪Corrélation de Pearson‬‬
‫)‪population Sig. (bilatérale‬‬
‫‪N‬‬
‫‪Corrélation de Pearson‬‬
‫)‪production Sig. (bilatérale‬‬
‫‪N‬‬
‫‪**. La corrélation est significative au niveau 0.01 (bilatéral).‬‬
‫نتج معامل االرتباط بيرسون بين المتغيرين قيم اإلنتاج وعدد السكان في الجزائر بالقيمة ‪ 21100‬مما يدل‬
‫عمى وجود عالقة طردية بين المتغيرين بحكم اإلشارة الموجبة لمناتج ووجود عالقة متوسطة تؤول إلى القوة بين‬
‫المتغيرين بحكم القيمة‪ ،‬وبخصوص معنويتو اإلحصائية فيمكن قبول ىذا المؤشر واعتماده الن مستوى الداللة‬
‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‪ ،‬بين التأييد والتفنيد‬

‫الموافق لو نتج بقيمة ‪ 21222‬الذي يعد أقل من مستوى المعنوية المعمول بو ‪ ،2122‬من خالل ما نتج يمكن القول‬
‫بان المتغيرين عدد السكان وقيم اإلنتاج يتوافقان في الزيادة بنسبة ‪ ،%1010‬مما تقدم نخمص إلىأن ما طرحو‬
‫مالتوس فيما يخص العالقة الطردية بين إنتاجاألراضي ونمو السكان ينطبق عمى المجتمع السكاني الجزائري‪.‬‬
‫‪ 3.4‬الفكرة الرابعة‪ ،‬الفقراء هم سبب الزيادة السكانية المتسارعة‪:‬‬
‫من بين األفكار التي طرحيا مالتوس في نظرية ىي مسؤولية الفقراء عن الزيادة السكانية المتسارعة بحكم‬
‫انعدام مسؤوليتيم اتجاه سموكيم اإلنجابي أي انيم أكثر الطبقات السكانية توالدا عمى عكس األغنياء‪ .‬لمناقشة ىذه‬
‫الفكرة و محاولة إثباتياأو تخطيئيا أسقطناىا عمى السموك اإلنجابي لممجتمع السكاني الجزائري وذلك باغتنام فرصة‬
‫توفر قاعدة البيانات الخام لممسح العنقودي المتعدد المؤشرات المعروف باسم ‪ MICS4‬المنجز سنة ‪-0200‬‬
‫‪ ، 0202‬من بين المتغيرات المدروسة في ىذا المسح ىو مؤشر الثروة لألسر بحيث حمل ىذا المتغير خمسة صفات‬
‫متدرجة من األكثر غنى إلى األكثر فقرا‪ ،‬من خالل البينات الخام لممسح تم حساب المؤشر التركيبي لمخصوبة‬
‫لمنسوة بداللة الشريحة السكانية المنتميات الييا‪ ،‬الجدول التالي الحامل لمرقم ‪ 2‬لخصنا فيو قيم الخصوبة العمرية‬
‫لمنسوة إجماال ولمنسوة بداللة الشريحة السكانية المنتميات الييا التي تعكس مؤشر الثروة لألسر‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :3‬الخصوبة العمرية للنسوة المتزوجات حسب مؤشر الثروة‬
‫كل النسوة‬ ‫األكثر غنى‬ ‫األغنياء‬ ‫المتوسطون‬ ‫الفقراء‬ ‫األكثر فقرا‬ ‫العمر‬
‫[ ‪] 19 – 13‬‬
‫[ ‪] 02 – 02‬‬
‫[ ‪] 09 – 03‬‬
‫[ ‪] 12 – 12‬‬
‫[ ‪] 19 – 13‬‬
‫[ ‪] 22 – 22‬‬
‫[ ‪] 29 – 23‬‬
‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬حساب الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ‪MICS4‬‬
‫عند مقارنة خصوبة النسوة حسب األعمار‪ ،‬تبين من خالل الجدول رقم ‪ 22‬وجود تفاوت كبير لقيم الخصوبة‬
‫العمرية لمنساء بداللة األعمار‪ ،‬بحيث سجمت الفئة العمرية [ ‪ ] 29 – 22‬سنة أعمى مستوى خصوبي ميما كانت‬
‫طفل لكل‬ ‫الشريحة السكانية واكبر قيمة لمخصوبة ليذه الفئة العمرية وبطبيعة الحال كل الفئات األخرى بمغت‬
‫عمر طعبة‬

‫‪ 0222‬امرأة خصت نسوة األسر الفقيرة‪ ،‬وبشكل عام شكمت ىذه الفئة العمرية محور تناظر كمي لقيم الخصوبة إذ‬
‫تناقصت الخصوبة تتابعا كمما توجينا نحو األعمار األقل من الفئة المذكورة أو نحو األعمار األكبر منيا‪.‬‬
‫بمقارنة الخصوبة العمرية بين مختمف الشرائح السكانية ال نجد ثباتا ترتيبيا لممستوى الخصوبي يخص الفئات‬
‫العمرية حسب مؤشر الثروة‪ ،‬فمثال لدى النسوة ذوات العمر [ ‪ ] 07 – 02‬وردت الخصوبة عمى الترتيب الكمي‬
‫كالتالي‪ :‬الفقراء‪ ،‬المتوسطون‪ ،‬األغنياء‪ ،‬األكثر فق ار ثم األكثر غنى‪ .‬أما لدى النسوة ذوات العمر [ ‪ ] 27 – 22‬فورد‬
‫المستوى الخصوبي عمى الترتيب كما يمي األكثر فقرا‪ ،‬األغنياء‪ ،‬األكثر غنى‪ ،‬الفقراء ثم المتوسطون‪ .‬يفيم مما تقدم‬
‫عدم إصدار حكم نيائي يخص ترتيب مستوى الخصوبة العمرية حسب مؤشر الثروة‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :4‬المؤشر التركيبي للخصوبة حسب مؤشر الثروة‬
‫كل النسوة‬ ‫األكثر غنى‬ ‫األغنياء‬ ‫المتوسطون‬ ‫الفقراء‬ ‫األكثر فقرا‬
‫‪ISF‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الترتيب‬
‫المصدر‪ :‬حساب الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات‪MICS4‬‬
‫اعتمادا عمى البيانات التفصيمية الواردة في الجدول رقم ‪ 2‬تم حساب المؤشر التركيبي لمخصوبة لمختمف‬
‫الشرائح السكانية‪ ،‬والذي تبين من خاللو أن مستوى الخصوبة لمنسوة بشكل عام دون النظر إلى انتماءاتين اقتصاديا‬
‫‪ 0119‬طفل‪ /‬امرأة وىو نفس المؤشر المتوصل اليو من طرف العاممين عمى المسح حسب ما ورد في تقرير المسح‬
‫‪(Ministère de la santé, 2‬مما يثبت صحة النتائج المتوصل الييا‬ ‫العنقودي المتعدد المؤشرات) ‪5, p. 2‬‬
‫من طرفنا‪ ،‬وفيما يتعمق بالمؤشر التركيبي لمخصوبة حسب مؤشر الثروة فوجدنا ان النسوة المنتميات إلى أسر فقيرة‬
‫يكاد يماثل المستوى الخصوبي لمنسوة المنتميات إلى األسر األكثر فق ار بحيث قدر الفرق بينيما ‪ 2120‬نقطة في‬
‫المؤشر محل الدراسة‪ .‬نفس المالحظة سجمناىا عند مقارنة النسوة المنتميات لمشريحتين المتوسطون واألغنياء‪ ،‬إذ‬
‫سجمنا تقاربا جد كبير إلى درجة إمكانيةإىمال الفرق الكمي بين المستويين الخصوبيين ليما بحيث بمغت خصوبة‬
‫النسوة في األسر متوسطة الثروة ‪ 01297‬طفل‪ /‬امرأة بينما بمغت خصوبة نسوة األسر الغنية ‪ 01221‬طفل‪ /‬ام أرة‪،‬‬
‫وفيما يتعمق بالنسوة المنتميات إلى األسر ذات الصفة األكثر غنى فقد سجمت ادنى مستوى خصوبي مقارنة بالنسوة‬
‫المنتميات لبقية الشرائح السكانية االقتصادية غير أن ما يمفت االنتباه قمة الفارق كميا بينيا وبين المستويات‬
‫الخصوبية األخرى‪ ،‬فمثال بمغ الفارق بينيا وبين نسوة األسر المتوسطة الثروة في قيمة المؤشر التركيبي لمخصوبة‬
‫‪ 21202‬نقطة فقط‪ ،‬بينما الفارق بينيا وبين نسوة األسر األكثر فق ار ‪ 219101‬نقطة لنفس المؤشر ‪.‬‬
‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‪ ،‬بين التأييد والتفنيد‬

‫قمة الفارق بين قيم المؤشر التركيبي في الخصوبة بداللة مؤشر الثروة في الجزائر من شأنو أن يقمل الفارق‬
‫في أعداد المواليد خالل الحياة اإلنجابية لمنسوة‪ ،‬ولكن ىذا التقدير يبقى مرىونا بعدم وجود فارق واتساع اليوة الكمية‬
‫بين أعداد النسوة بداللة مؤشر الثروة ولمتبين من ىذه الفكرة تم استخراج الجدول التالي الذي يوضح توزيع النسوة‬
‫المستجوبات في المسح حسب مؤشر ثروة أسرىن‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :5‬توزيع النسوة حسب مؤشر الثروة‬

‫كل النسوة‬ ‫األكثر غنى‬ ‫األغنياء‬ ‫المتوسطون‬ ‫الفقراء‬ ‫األكثر فقرا‬

‫‪122‬‬ ‫النسبت(‪)%‬‬

‫المصدر‪ :‬حساب الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ‪MICS4‬‬


‫اتضح من خالل النتائج الممخصة في الجدول رقم ‪ 29‬التقارب الكمي الكبير بين نسب النساء ذوات األعمار‬
‫[ ‪ ] 97 – 02‬سنة بداللة مؤشر ثروة أسرىن‪ ،‬التقارب في التوزيع النسبي لمنسوة والتقارب في قيم المؤشر التركيبي‬
‫لمخصوبة من شأنو أن يكون سببا في تقارب عدد المواليد المنجبين من طرف النسوة في السن اإلنجابي بداللة‬
‫مؤشر ثروة أسر النسوة‪.‬‬
‫من خالل ما تقدم من قراءة وصفية لبيانات الجدول رقم ‪ 29‬نخمص إلى ثالث نقاط جوىرية‪ ،‬األولى عدم‬
‫التوافق في ترتيب قيم المؤشر التركيبي لمخصوبة مع ترتيب الشرائح السكانية اقتصاديا حسب مؤشر الثروة‪ ،‬أما‬
‫الثانية التقارب الكمي الكبير في قيم المؤشر التركيبي لمخصوبة لمشريحتين الفقراء واألكثر فق ار وشريحتي المتوسطون‬
‫واألغنياء‪ ،‬أما الثالثة عدم وجود فرق ىام كميا بين شريحة األكثر غنى وبقية الشرائح‪ ،‬وبناء عمى توافق الترتيب‬
‫والتقارب في قيم المؤشر التركيبي لمخصوبة وا لقمة الكمية لمفارق يمكن القول بأن كل الشرائح السكانية متقاربة في‬
‫عدد مواليدىا وتسمك تقريبا نفس السموك اإلنجابي وبالتالي فكميا تتشارك المسؤولية في نمو عدد السكان في‬
‫الجزائر‪ .‬مما تقدم‪ ،‬يمكن القول بأن النمو السكاني في الجزائر ليس مرده إلى الشريحة السكانية الفقيرة وال تتحمل‬
‫ىذه الشريحة التضاعف السكاني وىذا الناتج يناقض ما قام مالتوس بطرحو في نظريتو‪ ،‬أي أن النمو السكاني ناتج‬
‫عن السموك اإلنجابي لمجمل المجتمع السكاني الجزائري وال يعود إلى شريحة بعينيا دون غيرىا‪.‬‬
‫لمتدقيق أكثر في السموك اإلنجابي حسب مؤشر الثروة لألسر ولتأكيد ما تم التوصل اليو في الفقرات السابقة‬
‫بشكل أكثر تبيانا عممنا عمى حساب المؤشر التركيبي لمنسوة المتزوجات فقط أثناء فترة المسح أي تم استبعاد كل‬
‫عمر طعبة‬

‫النسوة الحامالت لصفة غير متزوجة واستيداف المتزوجات فقط‪ ،‬والجدول رقم ‪ 1‬يمخص الخصوبة حسب الفئات‬
‫العمرية لمنسوة المتزوجات فقط ومؤشر الثروة تمييدا لحساب المؤشر التركيبي لمخصوبة‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :6‬الخصوبة العمرية للنسوة المتزوجات حسب مؤشر الثروة‬

‫كل النسوة‬ ‫األكثر غنى‬ ‫األغنياء‬ ‫المتوسطون‬ ‫الفقراء‬ ‫األكثر فقرا‬ ‫العمر‬
‫[ ‪] 19 – 13‬‬
‫[ ‪] 02 – 02‬‬
‫[ ‪] 09 – 03‬‬
‫[ ‪] 12 – 12‬‬
‫[ ‪] 19 – 13‬‬
‫[ ‪] 22 – 22‬‬
‫[ ‪] 29 – 23‬‬
‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬حساب الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ‪MICS4‬‬
‫بدا أن قيم الخصوبة العمرية الممخصة في الجدول رقم ‪ 1‬الخاصة بالنسوة المتزوجات فقط أكبر من نظيرتيا‬
‫المبينة في الجدول رقم ‪ 2‬الخاصة بإجمالي النسوة‪ ،‬وىذا أمر بدييي كون عدد النسوة المتزوجات وفي كل فئة‬
‫عمرية أو شريحة سكانية أقل من العدد اإلجمالي لمنسوة لنفس الفئة العمرية أو الشريحة السكانية وبتعبير آخر‬
‫النسوة المتزوجات ىن جزء من مجموع النسوة أما عدد المواليد فبقي ثابتا عند حساب النتائج الممخصة في الجدولين‬
‫المذكورين‪ ،‬من الناحية الرياضية فان ناتج القسمة في حال ثبات المقسوم يكبر كمما قمت قيمة المقسوم عميو‪.‬‬
‫بالعودة إلى نتائج الجدول رقم ‪ 1‬الحظنا أن النسوة المتزوجات ذوات األعمار [ ‪ ] 09 – 02‬سنة أكثر‬
‫خصوبة مقارنة بالنسوة في األعمار األخرى بشكل عام أو بإدراج متغير مؤشر الثروة‪ ،‬إذ بمغ معدل الخصوبة لمنسوة‬
‫لكل الف امرأة بينما وحسب معطيات الجدول رقم ‪ 2‬وجدنا أن النسوة األكثر خصوبة ىن‬ ‫في ىذه الفئة‬
‫ذوات األعمار [ ‪ ] 29 – 22‬سنة‪ ،‬يمكن إرجاع اختالل الترتيب الكمي إلىإدراج الحالة الزواجية بحيث تخص نتائج‬
‫الجدول رقم ‪ 1‬النسوة المتزوجات فقط وبالتالي فان ارتفاع الخصوبة لمنسوة في األعمار [ ‪ ] 09 – 02‬قد يكون مرده‬
‫إلى عامل الزواج بحيث ينتشر في الغالب زواج النسوة في ىذه الفئة ومن الموروث الديموغرافي الجزائري اإلنجاب‬
‫في السنوات األولى التي تمي الزواج مباشرة‪.‬‬
‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‪ ،‬بين التأييد والتفنيد‬

‫فيما يتعمق بالخصوبة العمرية حسب مؤشر الثروة‪ ،‬لم نممس ثباتا واضحا من حيث الترتيب الكمي لمخصوبة‬
‫العمرية بداللة مؤشر الثروة‪ ،‬فالنسوة الواقعة أعمارىن في الفئتين [‪ ]07 –02‬و [ ‪ ]09 – 02‬سنة كان أعمى مستوى‬
‫خصوبي لصالح النسوة المنتميات لألسر الفقيرة في المقابل أقل مستوى خصوبي خص نسوة األسر األكثر فق ار‬
‫مرو ار بباقي الشرائح السكانية بما فييا نسوة األسر األكثر غنى‪ ،‬أما النسوة الواقعة أعمارىن في الفئة [‪– 22‬‬
‫‪ ]27‬سنة كان أعمى مستوى خصوبي مالزما لنسوة األسر الغنية بينما أقمين خصوبة مس شريحة المتوسطين‪ ،‬وفيما‬
‫تعمق بالفئات العمرية األخرى فسجمت نسوة األسر األكثر فق ار أعمى مستوى خصوبي وتباين ترتيب خصوبة النسوة‬
‫بداللة انتماءاتين لبقية الشرائح السكانية‪.‬‬
‫مما تقدم‪ ،‬تبين أن الخصوبة العمرية لم تحسم الفارق الكمي في مستويات الخصوبة لصالح شريحة سكانية‬
‫محددة عمى حساب باقي الشرائح ليذا السبب عمدنا إلى حساب المؤشر التركيبي لمخصوبة كمعيار لترتيب‬
‫مستويات الخصوبة بداللة مؤشر الثروة لألسر المنتمية الييا النسوة المتزوجات‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :7‬المؤشر التركيبي للخصوبة للنسوة المتزوجات حسب مؤشر الثروة‬
‫كل النسوة‬ ‫األكثر غنى‬ ‫األغنياء‬ ‫المتوسطون‬ ‫الفقراء‬ ‫األكثر فقرا‬

‫‪ISF‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الترتيب‬

‫المصدر‪ :‬حساب الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ‪MICS4‬‬


‫تبين من نتائج الجدول رقم ‪ 9‬الكبر اليام لقيم المؤشر التركيبي لخصوبة النسوة المتزوجات مقارنة بالنتائج‬
‫التي سجمتيا النسوة عموما الممخصة في الجدول رقم ‪ 9‬وىذا راجع لنفس األسباب المذكورة سابقا‪ ،‬والمثير لالنتباه أن‬
‫ترتيب قيم المؤشر التركيبي لمخصوبة لم تأت موافقة لترتيب نظيرتيا الخاصة بإجمالي النسوة الواردة في الجدول‬
‫رقم ‪ ،9‬إذ سجمت نسوة األسر الفقيرة أعمى مستوى خصوبي تمتيا نسوة األسر الغنية أما نسوة األسر األكثر فق ار‬
‫فجاءت في الترتيب الرابع‪.‬‬
‫الحظنا وبشكل إجمالي نوع من التقارب الكمي لممؤشر التركيبي لمخصوبة بين مختمف الشرائح السكانية‪،‬‬
‫وكمقارنة بين قيمتي المؤشر التركيبي لمخصوبة لنسوة األسر األكثر فق ار و نسوة األسر األكثر غنى وبين بقية القيم‬
‫وجدنا أن قيمتييما أقل من نظيراتيا لنسوة الشرائح األخرى بحيث وردتا في الترتيبين الرابع والخامس‪ ،‬كما الحظنا‬
‫طفل‪ /‬امرأة و‬ ‫التقارب الكمي الكبير بين قيمتي المؤشر لمشريحتين المذكورتين إذ بمغتا عمى التوالي‬
‫عمر طعبة‬

‫طفل‪ /‬امرأة بفارق ضئيل كميا قدره ‪ 2102‬نقطة في المؤشر إلى درجة إمكانيةإىمال تأثيره‪ ،‬ىذا الفارق سجل لصالح‬
‫نسوة األسر األكثر فقرا‪.‬‬
‫كمقارنة بين قيم المؤشر التركيبي لمنسوة إجماال وقيمو لمنسوة المتزوجات فقط يمكن القول بان الفارق في قيم‬
‫المؤشر محل الدراسة نتج أقل لدى النسوة المتزوجات مقارنة بإجمالي النسوة‪ ،‬ويكون االستدالل بقيمو في المجتمع‬
‫السكاني الجزائري لدى المتزوجات أكثر موضوعية من أخذ إجمالي النسوة كون الوالدات ال تكون إال في كنف‬
‫الزواجية أي يمكن إعفاء النسوة ذوات الحاالت الزواجية األخرى من الدراسة ألنين غير معنيات بظاىرة اإلنجاب‪،‬‬
‫وفي حال إدراجين في الدراسة قد تعممن عمى التشويش ولو نسبيا عمى النتائج‪.‬‬
‫مما تقدم ذكره‪ ،‬يمكن القول بان الفارق في قيمة المؤشر التركيبي لمخصوبة لم يكن ذو قيمة ىامة من‬
‫الناحية الكمية خاصة بين شريحتي األسر األكثر فق ار واألسر األكثر غنى وشريحتي األسر المتوسطة واألسر الغنية‬
‫وىذا ما تم استنتاجو عند مناقشة الخصوبة إلجمالي النساء وبالتالي ال يمكن القول بان الفقراء ىم المسبب في‬
‫عممية النمو السكاني كما طرح مالتوس بل توصمنا إلى خالف ذلك ومن الخطأ أن ننسب النمو السكاني في الجزائر‬
‫لشريحة سكانية و نعفي مسؤولية األخرى منو‪.‬‬
‫‪ .4‬خاتمة‪:‬‬
‫ال يمكن بأي حال من األحوال رفض ونفي الفائدة العممية و المعرفية لنظرية مالتوس حول السكان لعدة‬
‫اعتبارات أوليا كينونة أنيا أول عمل عممي ممنيج في عمم السكان‪ ،‬ثانييا محاولة إخراجو لعمم السكان من دائرتو‬
‫الضيقة أين ربطو بعموم أخرى كالرياضيات واالقتصاد‪ ،‬ثالثيا فتحت الباب واسعا لمبحث العممي في الدراسات‬
‫السكانية أين اضطر من عارضو من باحثين ومفكرين عمى البحث والتعمق عمميا لتبيان أفكارىم المعارضة لطرح‬
‫م التوس مما تمخض عميو بروز عدد ىام من النظريات العممية في مجال عمم السكان والتي تعد التأصيل النظري‬
‫والفكري لعمم السكان‪ ،‬وىذا ال يعني ضرورة التسميم بما ورد من أفكار في نظرية مالتوس وتعميم صالحيتيا عمى‬
‫كل األزمنة وعمى كل المجتمعات السكانية‪ ،‬فبعد إسقاط ما طرحو عمى الواقع الديموغرافي لممجتمع السكاني‬
‫الجزائري والبحث فيو خمصنا إلىأن بعض ما طرحو صالح تماما عمى الواقع الجزائري بينما بعضو اآلخر فيو‬
‫مخالف لو جذريا‪.‬‬
‫وافق طرح مالتوس الواقع الديموغرافي الجزائري في نقطتين جوىريتين‪ ،‬األولى نمو عدد سكان الجزائر وفق‬
‫متتالية ىندسية وتضاعف عددىم مرة كل خمسة و عشرين (‪ )02‬سنة‪ ،‬أما الثانية وجود عالقة طردية بين النموين‬
‫السكاني والغذائي (ممخصا في إنتاج الحبوب)‪ .‬أما تعارض ما طرح مالتوس والواقع الديموغرافي الجزائري فتمثل‬
‫نظرية توماس روبرت مالتوس حول السكان انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري‪ ،‬بين التأييد والتفنيد‬

‫كذلك في نقطتين األولى اعتقاده بأن الغذاء يسير وفق متتالية حسابية بينما اثبتنا أن الغذاء ىو اآلخر يسير وفق‬
‫متتالية ىندسية مثل وتيرة نمو عدد السكان أي وجود عالقة قوية بين نمو السكان ونمو الغذاء وكالىما يسيران وفق‬
‫منحى تطوري واحد وىو المنحى اليندسي‪ ،‬أما النقطة الثانية اعتقاده بأن الفقراء ىم المسؤولون عمى النمو السكاني‬
‫المتسارع ووجب عمييم التحكم في سموكيم اإلنجابي لكن بعد البحث انطالقا من الواقع الديموغرافي الجزائري تم‬
‫برىنة عكس ذلك بحيث وجدنا بأن النمو السكاني في الجزائر يشترك فيو وبنفس الحدة كل الشرائح السكانية حتى‬
‫األغنياء منيم (األسر الغنية واألسر األكثر غنى)‪ ،‬وعمى ىذا األساس تسقط الحجة وراء تخوف مالتوس من النمو‬
‫السكاني وتصوره لمستقبل مظمم لمسكان في حال استم اررية النمو في المجتمع السكاني الجزائري‪.‬‬
‫ونعتقد أن ما توصمنا اليو من نتائج قد يكون صحيحا أو عمى األقل مقاربا لمصحة لواقع كل المجتمعات‬
‫السكانية المشابية في ثقافتيا الديموغرافية ثقافة المجتمع السكاني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .5‬قائمة المراجع‪:‬‬

‫ماجدة محمد عبد الحميد‪ ،)0227( ،‬دليل السكان‪ ،‬ط‪،9‬عمان‪.‬‬ ‫‪-0‬‬


‫ربحي مصطفى عميان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ )0222( ،‬مناىج وأساليب البحث العممي‪ :‬النظرية والتطبيق‪ ،‬دار‬ ‫‪-0‬‬
‫صفاء لمنشر والتوزيع‪ ،‬دار صفاء لمنشر والتوزيع الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫صالح بن حمد العساف‪ ،)0229(،‬المدخل إلى البحث في العموم السكانية‪ ،‬ط‪ ،0‬الرياض‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وارين تومسون‪ ،‬ديفيد لويس‪ )0717( ،‬مشكالت السكان‪ ،‬ترجمة راشدي البراوي‪ ،‬مكتبة األنجمو مصرية مع‬ ‫‪-9‬‬
‫مؤسسة فرانكمين لمنشر والطباعة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫رمزي زكي‪ ،)0709( ،‬المشكمة السكانية وخرافة المالتوسية الجديدة‪،‬سمسمة عالم المعرفة‪،‬الكويت‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪- John stover, DemProj,‬‬ ‫‪CEPDA, ( Version 4,CEPDA, Paris.‬‬


‫‪- Escwa,‬‬ ‫‪A Coneceptual and Methodological Framework for Poverty‬‬
‫‪alleviation in the Escwa Region (E/ESCWA/SED/1993/19), New york.‬‬
‫‪- Ministère de la santé, de la population et de la reforme hospitalières,‬‬ ‫‪Enquête‬‬
‫‪par grappe à indicateurs multiples (MICS) 2012-‬‬ ‫‪, Algérie.‬‬

You might also like