You are on page 1of 2

‫هل يعزز إحداث المرصد المغربي للطلبيات العمومية شفافية‬

‫الصفقات؟‬
‫‪ 19‬مارس ‪17:00 - 2024‬‬
‫لتجاوز االختالالت التي تعرفها الصفقات العمومية وتعزيز مصداقيتها‪ ،‬صادقت الحكومة‬
‫األسبوع الفارط على مشروع المرسوم رقم ‪ 2.22.078‬بإحداث المرصد المغربي‬
‫للطلبيات العمومية‪ ،‬مما رفع من االنتظارات بشأن القطع مع ما يشوب عدد من الصفقات‬
‫التي تعلنها مؤسسات عمومية‪.‬‬

‫جاء مشروع المرسوم‪ ،‬وفق مذكرة تقديمه التي تتوفر جريدة “مدار‪ ”21‬على نسخة منه‪،‬‬
‫بعد تأكيد اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي في تقريرها العام الصادر في سنة ‪،2021‬‬
‫“على ضرورة تعزيز شفافية الطلبيات العمومية من خالل النشر المنتظم للمؤشرات‬
‫والمعطيات المتعلقة بهذه الطلبيات”‪.‬‬

‫ويهدف إحداث مرصد مغربي للطلبيات العمومية لدى السلطة الحكومية المكلفة بالمالية‪ ،‬إلى‬
‫“جمع المعطيات المتعلقة بالطلبيات العمومية‪ ،‬ومعالجتها‪ ،‬وتحليلها‪ ،‬ونشرها‪ ،‬وإنشاء قاعدة‬
‫بيانات وطنية للطلبيات العمومية والسهر على تحيينها‪ ،‬وتشجيع التشاور وتبادل المعلومات‬
‫بين الفاعلين المعنيين بالطلبيات العمومية”‪.‬‬

‫كما يرمي المرسوم إلى وضع مؤشرات لتتبع نجاعة أداء الطلبيات العمومية‪ ،‬وإنتاج‬
‫المعلومة المحاسباتية والمالية واالقتصادية المتعلقة بالطلبيات العمومية‪ ،‬والسهر على نشرها‬
‫بجميع الوسائل المتاحة‪ ،‬واإلسهام في تحليل األثر االقتصادي للطلبيات العمومية‪.‬‬

‫وقال الخبير االقتصادي عمر الكتاني‪ ،‬في تصريح لجريدة “مدار‪ ،″21‬إن المغرب يتوفر‬
‫على كثير من المؤسسات اإلصالحية‪“ ،‬لكن المشكل القائم ليس في المؤسسات بل في‬
‫القائمين على تسييرها وتوجهها وفي ضمانات عدم انحرافها‪ ،‬أما المؤسسات بحد ذاتها فال‬
‫يمكن قول شيء عنها”‪ ،‬مضيفا أن مؤسسات مثل مجلس المنافسة أو وسيط المملكة أو‬
‫غيرها “جميعها مؤسسات إصالحية غير أن السؤال يطرح على مردوديتها”‪.‬‬

‫وأوضح الكتاني أن “الحكم ينبغي أن ال يكون على المؤسسة في ذاتها وإنما على مردوديتها‬
‫التي ستظهر فيما بعد”‪ ،‬مؤكدا أن “معايير جودة المؤسسات تتجلى في أن يكون على رأسها‬
‫أناس يجمعون بين الكفاءة والنزاهة”‪ ،‬متأسفا ألنه ما يحدث هو أن حضور الكفاءة أحيانا‬
‫يكون في غياب النزاهة والعكس صحيح‪.‬‬

‫وأشار الخبير االقتصادي إلى أن اجتماع َش رَط ي الكفاءة والنزاهة في أي من المؤسسات‬


‫يرفع توقعات أن تكون المردودية إيجابية‪ ،‬الفتا إلى أن نجاح أي منظمة في العالم يرهن‬
‫نجاحها في شخص رئيسها‪ ،‬الذي إن كان متوفرا على النزاهة أو الكفاءة‪ ،‬مما سيفرض على‬
‫باقي الموظفين أن يكون سلوكهم نزيها‪ ،‬وبالتالي ستعمل المؤسسة بشكل جيد‪ ،‬أما اختالل‬
‫أحد َش رطي النزاهة والكفاءة سيجعل المؤسسة بمردودية ضعيفة‪.‬‬
‫وتابع الكتابي أنه “ال يمكن الحكم على المرصد الوطني للطلبيات العمومية بالنجاح أو الفشل‬
‫إال بعد ظهور نتائج عملها‪ ،‬مشددا على أن إشكال الصفقات العمومية ما يزال قائما”‪ ،‬مشددا‬
‫على أن ثلث الصفقات العمومية يتم تمريره بالريع والفساد بشكل تلقائي‪.‬‬

‫وتأسف الكتاني على ما يشوب الصفقات العمومية من غالء في الكلفة بسبب غياب الشفافية‪،‬‬
‫مفيدا أنه “يجب أن ال يكون من يعلن الصفقة هو من سيوافق عليها وهو من يتسلم األموال‪،‬‬
‫إضافة إلى ضرورة أن تكون الرقابة خارجية على هذه الصفقات والمتابعة البعدية لها”‪.‬‬

‫ولفت الكتاني إلى ضرورة مكافأة الموظفين الملتزمين مع معاقبة الموظفين غير الملتزمين‪،‬‬
‫إضافة إلى تنحية الموظفين المخلين بواجبهم مقابل ترقية الموظفين الذين يقومون بواجبهم‪،‬‬
‫منتقدا سيادة منطق المصالح والمحسوبية في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ويرى الكتاني بأن المرصد الوطني للطلبيات العمومية جاء نتيجة ل”معاناة ضمائرية‪ ،‬ألن‬
‫الدولة تستشعر االنتقادات التي تطال الصفقات العمومية‪ ،‬ولكن بين هذا الشعور واإلصالح‬
‫الحقيقي ينبغي أن تكون هناك مراجعة شاملة”‪.‬‬

You might also like