You are on page 1of 52

‫الديمقراطية‬

‫وحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫دور األمم المتحدة‬

‫تحرير‪:‬‬

‫ورقة نقاش‬
‫ماسيمو توماسولي‬

‫سبتمبر‪ /‬أيلول ‪2013‬‬


‫يجب أن يركز الحكم الديمقراطي الناجح‬
‫حتمًا على تعزيز وحماية حقوق اإلنسان‬
‫والحريات األساسية‪ ،‬ألنه دون هذه الحماية‬
‫ال يمكن أن يكون للديمقراطية أي وجود‬
‫ذي معنى‪.‬‬

‫حقوق الت�أليف والن�شر‪ © .‬الأمم املتحدة ‪ .2013‬الآراء الواردة يف‬


‫هذا املن�شور ال تعرب بال�ضرورة عن �آراء الأمم املتحدة �أو امل�ؤ�س�سة‬
‫الدولية للدميقراطية واالنتخابات �أو جمل�سها �أو �أع�ضاء جمل�سها‪.‬‬
‫جميع ال�صور © للم�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات ‪.2013‬‬
‫‪ISBN: 978-91-87729-30-0‬‬
‫ملحة عن امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‬
‫)‪(International IDEA‬‬
‫تظل الدميقراطية مطمح ًا عاملي ًا للإن�سان وقوة �ضخمة للتعبئة‬
‫ال�سيا�سية من �أجل التغيري‪ ،‬كما ت�شهد على ذلك احلركات التي يقودها‬

‫المحتويات‬
‫املواطنون طلب ًا للإ�صالحات الدميقراطية‪.‬‬
‫�إ�سرتاتيجية امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‪2017-2012 ،‬‬

‫ما هي امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات؟‬


‫امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات منظمة حكومية دولية تتمثل‬
‫‪6‬‬ ‫التو�صيات الرئي�سية‬ ‫مهمتها يف دعم الدميقراطية امل�ستدامة يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬
‫�أما �أهداف امل�ؤ�س�سة فهي دعم امل�ؤ�س�سات والعمليات الدميقراطية الأكرث‬
‫‪7‬‬ ‫امللخ�ص التنفيذي‬ ‫قوة‪ ،‬والدميقراطية الأكرث ا�ستدام ًة وفعالي ًة و�شرعي ًة‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫اال�ستنتاجات‬ ‫امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات هي املنظمة احلكومية‬
‫‪٩‬‬ ‫التو�صيات‬ ‫الدولية العاملية الوحيدة التي تنح�صر واليتها يف دعم الدميقراطية‪،‬‬
‫وتكمن ر�ؤيتها يف �أن ت�صبح اجلهة العاملية الأوىل لتقا�سم املعارف‬
‫‪١٢‬‬ ‫‪ .١‬مقدمة‬ ‫واخلربات املقارنة يف جمال دعم الدميقراطية‪.‬‬
‫‪١٢‬‬ ‫خلفية و�أهداف اجتماع املائدة امل�ستديرة‬
‫ما هي �أن�شطة امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات؟‬
‫‪13‬‬ ‫هيكل اجتماع املائدة امل�ستديرة‬
‫تقوم امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات ب�إنتاج املعارف املقارنة‬
‫‪ .٢‬حقوق الإن�سان وبناء الدميقراطية‪ :‬و�ضع الإطار الد�ستوري‬ ‫يف جماالت خربتها الرئي�سية‪ :‬العمليات االنتخابية‪ ،‬وو�ضع الد�ساتري‬
‫وامل�شاركة ال�سيا�سية والتمثيل‪ ،‬والدميقراطية والتنمية‪ ،‬وكذلك فيما‬
‫‪14‬‬ ‫و�إطار احلكم‬ ‫يخ�ص الدميقراطية من حيث عالقتها بامل�ساواة بني اجلن�سني والتنوع‬
‫‪ .3‬دور الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية وت�أثريها يف‬ ‫وال�صراع والأمن‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫تعزيز نهج احلكم القائم على احلقوق‬ ‫وتوفر امل�ؤ�س�سة هذه املعرفة �إىل اجلهات الفاعلة الوطنية واملحلية‬
‫تي�سر احلوار دعم ًا‬
‫ال�ساعية �إىل حتقيق الإ�صالحات الدميقراطية‪ ،‬كما ّ‬
‫‪ .4‬ات�ساق الأمم املتحدة يف بناء احلكم الدميقراطي امل�ستدام‬ ‫للتغيري الدميقراطي‪.‬‬
‫‪٢١‬‬ ‫ا�ستناد ًا �إىل �سيادة القانون‬ ‫ويف �إطار عملها‪ ،‬تهدف امل�ؤ�س�سة �إىل‪:‬‬
‫• زيادة �إمكانات الدميقراطية و�شرعيتها وم�صداقيتها‬
‫‪٢٤‬‬ ‫‪ .5‬اال�ستنتاجات والتو�صيات‬ ‫• م�شاركة �أكرث �شمولية ومتثيل يخ�ضع للم�ساءلة‬
‫‪٢٤‬‬ ‫اال�ستنتاجات‬ ‫• تعاون �أكرث فعالية و�شرعية يف جمال الدميقراطية‬
‫‪٢٤‬‬ ‫• العالقة بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان‬
‫‪٢٤‬‬ ‫• دور الأمم املتحدة يف تعزيز ودعم نهج الدميقراطية القائم على احلقوق‬ ‫كيف تعمل امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات؟‬
‫نظر ًا �إىل �أن الدميقراطية تنمو من داخل املجتمعات‪ ،‬فهي تتطور‬
‫‪٢٦‬‬ ‫التو�صيات‬ ‫با�ستمرار‪ .‬ولي�س هناك منوذج واحد للدميقراطية قابل للتطبيق عاملي ًا‪،‬‬
‫‪٢٦‬‬ ‫• بناء �إطار �شامل للحكم الدميقراطي على �أ�سا�س حقوق الإن�سان‬ ‫ف�أف�ضل من يقدم على اخليارات ال�صعبة ويقيم جودة الدميقراطية‬
‫‪٢٧‬‬ ‫• ت�صورات عن الأمم املتحدة وامليزة الن�سبية للأمم املتحدة‬ ‫هم املواطنون �أنف�سهم‪ .‬وهذا بال�ضبط ما تعك�سه جهود امل�ؤ�س�سة‪ ،‬فعمل‬
‫امل�ؤ�س�سة يجري تنظيمه على امل�ستوى العاملي والإقليمي والقطري‪ ،‬مع‬
‫• ات�ساق الأمم املتحدة يف بناء احلكم الدميقراطي امل�ستدام‬ ‫الرتكيز على املواطن باعتباره حمرك التغيري‪.‬‬
‫‪٢٧‬‬ ‫ا�ستناد ًا �إىل حقوق الإن�سان‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عمل امل�ؤ�س�سة غري �إلزامي‪ ،‬كما �أن امل�ؤ�س�سة تتبع نهجا تعاونيا غري‬
‫متحيز نحو التعاون يف جمال الدميقراطية‪ ،‬م�ؤكد ًة على التنوع يف‬
‫‪٢٨‬‬ ‫املالحق‬ ‫الدميقراطية وامل�شاركة ال�سيا�سية على قدم امل�ساواة‪ ،‬ومتثيل املر�أة‬
‫امللحق ‪ :1‬مذكرة املفاهيم وجدول الأعمال امل�شروح الجتماع‬ ‫والرجل يف احلياة ال�سيا�سية و�صنع القرار‪ ،‬وامل�ساعدة يف تعزيز الإرادة‬
‫املائدة امل�ستديرة الدويل حول "الدميقراطية وحقوق الإن�سان"‬ ‫ال�سيا�سية الالزمة من �أجل التغيري‪.‬‬
‫وت�ضم امل�ؤ�س�سة جمموعة وا�سعة من الكيانات ال�سيا�سية وزعماء الر�أي‪.‬‬
‫‪٢٨‬‬ ‫‪ 12 - 11‬يوليو‪/‬متوز ‪2011‬‬ ‫وعن طريق عقد الندوات وامل�ؤمترات وور�ش عمل بناء القدرات‪ ،‬تعمل‬
‫امللحق ‪ :2‬املالحظات التمهيدية لل�سيد �إيفان �سيمونوفيت�ش‪،‬‬ ‫امل�ؤ�س�سة على ت�سهيل تبادل املعرفة على الأ�صعدة العاملية والإقليمية‬
‫‪٣٤‬‬ ‫م�ساعد الأمني العام حلقوق الإن�سان‬ ‫والوطنية‪.‬‬
‫امللحق ‪ :3‬بيان ال�سيدة اليزابيث �سبيهار‪ ،‬مدير �شعبة �أوروبا‪،‬‬
‫‪٤٠‬‬ ‫�إدارة الأمم املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‬ ‫�أين تعمل امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات؟‬
‫امللحق ‪ :4‬بيان الدكتور ما�سيمو توما�سويل‪،‬‬ ‫تعمل امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬
‫فعن طريق مقرها يف �ستوكهومل‪ ،‬ال�سويد‪ ،‬افتتحت امل�ؤ�س�سة مكاتب‬
‫املراقب الدائم للم�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‬ ‫يف �أفريقيا و�آ�سيا واملحيط الهادئ و�أمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬
‫‪٤١‬‬ ‫لدى الأمم املتحدة‬ ‫الكاريبي ومنطقة غرب �آ�سيا و�شمال �أفريقيا‪.‬‬
‫كما تتمتع امل�ؤ�س�سة ب�صفة مراقب دائم لدى الأمم املتحدة‪.‬‬
‫‪٤٦‬‬ ‫املراجع وقراءات �إ�ضافية‬
‫‪٤٨‬‬ ‫االخت�صارات‬ ‫الدول الأع�ضاء‬
‫جميع الأع�ضاء يف امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات دول‬
‫دميقراطية توفر الدعم ال�سيا�سي واملايل لعمل امل�ؤ�س�سة‪ .‬وت�شمل الدول‬
‫الأع�ضاء �أ�سرتاليا وبربادو�س وبلجيكا وبوت�سوانا وكندا والر�أ�س الأخ�ضر‬
‫و�شيلي‪ ،‬وكو�ستاريكا والدامنارك وجمهورية الدومينيكان وفنلندا و�أملانيا‬
‫وغانا والهند وموري�شيو�س واملك�سيك ومنغوليا وناميبيا وهولندا والرنويج‬
‫وبريو والفلبني والربتغال وجنوب �أفريقيا و�إ�سبانيا وال�سويد و�سوي�سرا‬
‫و�أوروغواي‪ .‬ولليابان �صفة مراقب‪.‬‬

‫احلكم‬
‫تخ�ضع امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات ملجل�س يت�ألف من‬
‫الدول الأع�ضاء فيها وي�ساعده جمل�س امل�ست�شارين‪ .‬وي�شغل ال�سيد فيدار‬
‫هيلجي�سني‪ ،‬نائب وزير ال�ش�ؤون اخلارجية الرنويجي الأ�سبق‪ ،‬من�صب‬
‫الأمني العام‪.‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫�شكر خا�ص لكل من �ستيفان غراف وكريان ليرتي�ش ملا قدماه من دعم لتنفيذ هذه املبادرة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪:‬‬


‫دور األمم المتحدة‬

‫املحرر‪ :‬ما�سيمو توما�سويل‬


‫املقررون‪ :‬كندرا كولينز وجي�سالف كيدزيا‬

‫تقرير االجتماع الدويل للمائدة امل�ستديرة املعني بالدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ :‬دور الأمم املتحدة الذي �شارك يف‬
‫تنظيمه امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات و�إدارة الأمم املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية ومكتب الأمم املتحدة‬
‫للمفو�ض ال�سامي حلقوق الإن�سان‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫التوصيات الرئيسية‬
‫ �إن العالقة بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان عالقة معقدة وتكافلية يقوم على ت�أ�سي�سها الطرفان‪ .‬و ُيعد نهج‬
‫الدميقراطية القائم على احلقوق واملرتكز على �سيادة القانون ال�ضمانة الأكرث ات�ساق ًا �ضد انتهاكات حقوق‬
‫الإن�سان‪ .‬وينبغي على الأمم املتحدة التجاوب مع الدعوات �إىل الإ�صالح الدميقراطي عند ظهورها وامل�شاركة يف عمليات‬
‫‪1‬‬
‫بناء الدميقراطية امل�ستدامة والقائمة على حقوق الإن�سان‪.‬‬

‫توفر معايري حقوق الإن�سان �أ�سا� ًسا تف�صيلي ًا لهذه العمليات‪ .‬وينبغي على الأمم املتحدة �أن تبذل ق�صارى جهدها‬ ‫‪2‬‬
‫يت�أثر جناح م�سعى بناء الدميقراطية ت�أثر ًا مبا�شر ًا بالطبيعة ال�شاملة والت�شاورية لعملية و�ضع الد�ستور‪ ،‬كما‬

‫ل�ضمان الإدراج وامل�شاركة الفعالة يف عملية و�ضع الد�ستور ويجب عليها حتديد املوارد املالئمة والكافية لدعم هذه‬
‫العمليات على املدى الطويل‪.‬‬
‫يجب على الأمم املتحدة حتديد ما متتلكه من جوانب القوة احلالية وتعبئتها داخل منظومتها والعمل بطريقة‬
‫موحدة وذلك لتح�سني ح�شد قدرتها الفريدة على تعزيز العمليات الدميقراطية القائمة على احلقوق‪ ،‬وخا�صة‬ ‫‪3‬‬
‫فيما يتعلق بالفئات املحرومة واملمثلة متثي ًال ناق� ًصا‪ ،‬مبا يف ذلك الن�ساء وال�شباب‪.‬‬
‫ينبغي �أن ت�ستمر الأمم املتحدة يف تويل زمام املناق�شة حول عاملية حقوق الإن�سان وكيف �أن احرتام حقوق الإن�سان‬
‫وحمايتها وتعزيزها و�إعمالها هي جزء من الإطار الأ�سا�سي للحكم الدميقراطي الفعال‪ .‬وينبغي على الأمم‬
‫املتحدة النظر يف عملية ا�ستعرا�ض الأقران من �أجل الدميقراطية لتقييم مدى وفاء الدول الأع�ضاء بالتزاماتها التي‬
‫‪4‬‬
‫قطعتها ل�شعوبها مبوجب ما �صدقت عليه من معاهدات دولية حلقوق الإن�سان‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الملخص التنفيذي‬

‫االستنتاجات‬ ‫يف ‪ 12-11‬يوليو‪/‬متوز عام ‪ ،2011‬نظمت �إدارة الأمم‬


‫املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية )‪ ،(UN DPA‬ومكتب الأمم‬
‫العالقة بين الديمقراطية وحقوق اإلنسان‬
‫املتحدة للمفو�ض ال�سامي حلقوق الإن�سان )‪،(OHCHR‬‬
‫االعرتاف بالرتابط املتبادل بينهما‪ :‬اتفق امل�شاركون‬
‫وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات اجتماع‬
‫على �أن ال�صلة بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان هي �صلة‬
‫مائدة م�ستديرة ملدة يومني يف نيويورك حول الدميقراطية‬
‫متبادلة ومعقدة وتعتمد على الطرفني وي�ستمد كل طرف‬
‫وحقوق الإن�سان‪ .‬وجاء اجتماع املائدة امل�ستديرة الدويل‬
‫فيها الدعم والتكافل من الآخر ‪ -‬ويرى بع�ض امل�شاركني‬
‫املعني بالدميقراطية وحقوق الإن�سان كجزء من �سل�سلة‬
‫�أن امل�صطلح الأن�سب الذي يجب ا�ستخدامه لو�صفها‬
‫من الأحداث املوجهة نحو ال�سيا�سات التي نظمتها الأمم‬
‫هو �أنها �صلة "ي�ؤ�س�سها الطرفان"‪ .‬فال ميكن تعريف‬
‫املتحدة وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات حول‬
‫الدميقراطية دون حقوق الإن�سان ‪ .‬وال ميكن حماية حقوق‬
‫ال�صلة بني بناء الدميقراطية وركائز عمل الأمم املتحدة‪.‬‬
‫الإن�سان بفعالية �إال يف دولة دميقراطية‪ .‬والدميقراطية‬
‫وجذب اجتماع املائدة امل�ستديرة �أكرث من خم�سني من‬
‫الوظيفية التي ت�ستوعب التنوع وتعزز امل�ساواة وحتمي‬
‫�صانعي ال�سيا�سات واملمار�سني والأكادمييني يف مقر الأمم‬
‫احلريات الفردية �أ�صبحت على نحو متزايد �أف�ضل‬
‫املتحدة لتحليل الرتابط بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان‬
‫رهان �ضد تركز ال�سلطة يف �أيدي عدد قليل من الب�شر‬
‫ومدي مالءمته للإجراءات احلالية للأمم املتحدة‪.‬‬
‫وما يرتتب على ذلك من انتهاكات حلقوق الإن�سان‪ .‬ويف‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫املقابل‪ ،‬ينبع �أكرب قدر من احلماية حلقوق الإن�سان من‬ ‫ا�شرتك يف �إعداد جدول �أعمال اجتماع املائدة امل�ستديرة‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬ ‫كل من �إدارة الأمم املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية ومكتب‬
‫المتحدة‬
‫�إطار دميقراطي م�ستدام يرتكز على �سيادة القانون‪.‬‬
‫الأمم املتحدة للمفو�ض ال�سامي حلقوق الإن�سان وامل�ؤ�س�سة‬
‫اال�ستجابة لدعوات �إقامة احلكم الدميقراطي‬
‫الدولية للدميقراطية واالنتخابات‪ 1،‬وقد متحور االجتماع‬
‫واحلقوق‪� :‬أعتُربت الدعوة املثرية للتغيري التي عمت‬
‫حول ثالث جل�سات رئي�سية هي‪:‬‬
‫�أنحاء �أفريقيا وال�شرق الأو�سط مزيج ًا من الدعوة �إىل‬
‫احلكم الدميقراطي امل�ستدام وال�شامل والدعوة �إىل‬ ‫‪ .1‬دور حقوق الإن�سان يف بناء الدميقراطية‪ ،‬مع‬
‫نيل احلقوق‪ .‬و ُينظر �إىل الإ�صالحات الدميقراطية‬ ‫الرتكيز على دعم عملية و�ضع الد�ستور‪.‬‬
‫وا�ستعادة حماية حقوق الإن�سان ك�شطري الر�ؤية الرامية‬ ‫‪ .2‬درا�سة ت�صورات الأمم املتحدة واملنظمات‬
‫�إىل التغيري‪� .‬إن الدميقراطية وحقوق الإن�سان يحرزان‬ ‫الإقليمية الأخرى يف تعزيز نهج الدميقراطية‬
‫تقدم ًا على ال�صعيد العاملي‪ :‬فهناك املزيد من االنتخابات‬ ‫القائم على احلقوق‪.‬‬
‫الدميقراطية احلرة التي ُتري يف جميع �أنحاء العامل‪،‬‬ ‫‪ .3‬ات�ساق نهج الأمم املتحدة يف بناء احلكم‬
‫كما يتم ر�صد حقوق الإن�سان �أكرث من �أي وقت م�ضى‪.‬‬ ‫الدميقراطي امل�ستدام القائم على �سيادة القانون‪.‬‬
‫كذلك حدث تقدم يف �آليات حماية وتعزيز حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫يعر�ض هذا التقرير املوجز عن اجتماع املائدة امل�ستديرة‬
‫وقد جنح الربيع العربي يف �إعادة تن�شيط جمتمع دعم‬
‫الذي ا�ستمر ملدة يومني اال�ستنتاجات الرئي�سية‬
‫الدميقراطية‪ ،‬مما �شجع النا�س على العمل و�أ ّكد للمجتمع‬
‫والتو�صيات املنبثقة من املناق�شة‪.‬‬
‫الدويل �أنه ي�سري على الطريق ال�صحيح يف جهوده لإعطاء‬
‫الأولوية لهذه امل�س�ألة‪.‬‬
‫تعميق فهم نهج الدميقراطية القائم على احلقوق‪:‬‬
‫وجد امل�شاركون �صعوبة يف مفهوم نهج الدميقراطية‬

‫‪ 1‬كلف��ت امل�ؤ�س�س��ة الدولي��ة للدميقراطية واالنتخابات الربوفي�س��ور دزيدك كيدزيا م��ن جامعة بوزنان بكتابة ورقة معلومات �أ�سا�س��ية بعنوان "الدميقراطية‬
‫‪‬‬ ‫وحقوق الإن�سان‪ :‬حتديات وفر�ص للأمم املتحدة"‪.‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫ذلك �أن الأمني العام لديه م�س�ؤولية جلية‪ ،‬حتدد �أي� ًضا‬ ‫غي نهج التنمية‬ ‫القائم على احلقوق‪ .‬ويف حني قد ّ‬
‫موقف الأمانة العامة للأمم املتحدة ب�أكملها‪.‬‬ ‫القائم على احلقوق من نوعية امل�ساعدة الإمنائية ب�شكل‬
‫مبا�شر‪� ،‬إال �أن نهج الدميقراطية القائم على احلقوق‪،‬‬
‫�إذا كانت الأمم املتحدة تعتزم اتخاذ �أي �إجراء ب�ش�أن �أي‬
‫على الرغم من �أنه �صحيح �أي� ًضا‪ ،‬قد ثبت �أنه �أكرث‬
‫ق�ضية‪ ،‬فيجب �أن تكون م�سلحة بالقيم والقواعد العاملية‪.‬‬
‫�صعوبة‪ .‬والدميقراطية نظام معقد ي�ستغرق وقت ًا طوي ًال‪.‬‬
‫فجزء من دور الأمم املتحدة يتمثل يف �أن ت�ضيف على‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن و�صفه ب�أنه ال�شكل "الأقل �سوء ًا" للحكم‬
‫تطوير معايري و�سيا�سات الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪.‬‬
‫هو جمرد �صياغة �أخرى لعبارة "الأف�ضل رغم كونه �صعب ًا‬
‫ومتثل املذكرة التوجيهية ب�ش�أن الدميقراطية خطوة‬
‫ولي�س �سه ًال"‪ .‬و�أثناء بناء الدميقراطية‪ ،‬من ال�ضروري �أن‬
‫رئي�سية يف هذا ال�صدد‪ .‬وكان الأمني العام قد قام ب�إعداد‬
‫نتذكر �أن "النجاح العملي" و"الفعالية" و"الكفاءة" يجب‬
‫هذه الوثيقة ب�صفته امل�ستقلة‪ ،‬وبالتايل فهي وثيقة رفيعة‬
‫�أن تكون من بني �سماتها الت�أ�سي�سية‪.‬‬
‫امل�ستوى بالغة الت�أثري‪ .‬وثمة اعرتاف ب�أن الأمم املتحدة‬
‫ت�ضطلع مب�س�ؤولية تويل زمام املناق�شة حول عاملية حقوق‬ ‫دعم عملية بناء الدميقراطية امل�ستدامة والقائمة‬
‫الإن�سان والدميقراطية‪ ،‬ا�ستناد ًا اىل التجارب العاملية‪.‬‬ ‫على احلقوق‪ :‬نوق�شت م�س�ألة اال�ستدامة �أي� ًضا‪� ،‬إذ �أ�شار‬
‫امل�شاركون �إىل �أن بناء نهج الدميقراطية القائم على‬
‫حتديد نطاق دور الأمم املتحدة يف الدعوة يف جميع‬
‫احلقوق ميكن �أن ي�ستغرق وقت ًا طوي ًال‪ .‬كما �أنها لي�ست‬
‫�أنحاء العامل‪ :‬تناولت كل دورة من دورات املائدة‬
‫عملية تراكمية ت�سري يف خط م�ستقيم‪ ،‬بل من املمكن �أن‬
‫امل�ستديرة م�س�ألة مدى عمق م�شاركة الأمم املتحدة يف‬
‫تنهار ب�سهولة‪ .‬وميكن لتيار اجتثاث الدميقراطية الزاحف‬
‫الدعوة للدميقراطية القائمة على حقوق الإن�سان‪ .‬كان‬
‫�أن يتخذ �شكل تعديالت �صغرية ت�ؤثر على العنا�صر الهامة‬
‫التحيزعموم ًا ل�صالح امل�شاركة املدرو�سة‪ ،‬مع املراعاة‬
‫للهياكل ال�سيا�سية‪ .‬وتتطلب الدميقراطية امل�ستدامة‬
‫التامة للظروف‪ ،‬وال �سيما ا�شرتاط امللكية الوطنية‪.‬‬
‫القائمة على احلقوق‪ ،‬من بني �أمور �أخرى‪� ،‬أن يكون‬
‫وحيثما يكون املجتمع قادر ًا على �إجراء حوار مبفرده‪،‬‬
‫املواطنون على دراية بحقوقهم‪ ،‬و�أن يتم ت�شجيع امل�شاركة‬
‫ف�إنه ينبغي على الأمم املتحدة �أن تركز على ت�سهيل ذاك‬
‫ال�سيا�سية العامة من خالل االنتخابات وامل�شاركة الن�شطة‬
‫احلوار و�إثرائه باخلربة الدولية‪ .‬وميكن للأمم املتحدة‬
‫يف احلكم املحلي‪ ،‬ف�ض ًال عن �ضمان امل�ساءلة امل�ؤ�س�سية‬
‫�أي� ًضا �أن تفعل الكثري لتقوية الطبيعة ال�شاملة للحوار‬
‫وال�شفافية‪.‬‬
‫املجتمعي من خالل توفري منتديات �إ�ضافية للم�شاركة يف‬
‫احلوار‪ ،‬ال �سيما تلك التي ت�صل �إىل الفئات الأكرث تهمي�ش ًا‬ ‫دور األمم المتحدة في تعزيز ودعم نهج‬
‫يف املجتمع‪.‬‬ ‫الديمقراطية القائم على الحقوق‬
‫�أداء دور فعال يف الدعوة‪ :‬حدد امل�شاركون م�صدر ًا للتوتر‬
‫ا�ستك�شاف العالقة املمكنة للأمم املتحدة مع اجلهات‬
‫يف منظومة الأمم املتحدة بني ما �إذا كانت الأمانة العامة‬
‫الفاعلة الوطنية والإقليمية والدولية‪� :‬أًثري االنتباه‬
‫ملزمة بالقدر الأدنى من �إجماع الدول الأع�ضاء يف الأمم‬
‫حول العالقة احل�صرية غالب ًا والتي تربط الأمم املتحدة‬
‫املتحدة‪� ،‬أم �أنه بو�سعها �أن تعمل ب�شكل م�ستقل ك�إحدى‬
‫بال�سلطة التنفيذية يف البلدان التي تعمل فيها‪ .‬وال‬
‫�أ�صحاب امل�صلحة امل�ستقلني يف تعزيز حقوق الإن�سان‬
‫ينبغي قبول ذلك كقاعدة‪ ،‬بل ينبغي �أن حتاول الأمم‬
‫والدميقراطية‪ .‬وت�أييد ًا للخيار الأخري‪ ،‬تن�ص املادة ‪99‬‬
‫املتحدة ت�شكيل جمموعة �أو�سع من العالقات‪ ،‬مبا يف‬
‫من ميثاق الأمم املتحدة على �أنه "للأمني العام �أن ينبه‬
‫ذلك العالقات مع الربملانات واملجتمع املدين ‪ -‬وخا�ص ًة‬
‫جمل�س الأمن �إىل �أية م�س�ألة يرى �أنها قد تهدد حفظ‬
‫العالقات مع الن�ساء وغريهن من الفئات املحرومة‪ .‬ويف‬
‫ال�سلم والآمن الدويل‪( ".‬الأمم املتحدة‪ .)1945 ،‬يعني‬
‫ال�سياق نف�سه‪ ،‬من املمكن زيادة تعزيز دور الأمم املتحدة‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫التوصيات‬ ‫من خالل تعميق �شراكاتها مع اجلهات الفاعلة الإقليمية‬


‫والدولية التي و�ضعت بالفعل معايري �إقليمية و�أطر ًا‬
‫انبثقت التو�صيات الرئي�سية التالية عن مناق�شات اجتماع‬ ‫معيارية للدميقراطية‪.‬‬
‫املائدة امل�ستديرة‪:‬‬
‫�سد الفجوة بني البيانات والعمل‪� :‬إن االنتقال من بيانات‬
‫‪� .1‬إن العالقة بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان‬ ‫ال�سيا�سات �إىل التنفيذ العملي �أمر معقد‪ .‬وتُف�ضل الأمم‬
‫عالقة معقدة وتكافلية يقوم على ت�أ�سي�سها‬ ‫املتحدة‪� ،‬ش�أنها �ش�أن اجلهات الفاعلة الدولية والإقليمية‬
‫الطرفان‪ .‬و ُيعد نهج الدميقراطية القائم على‬ ‫الأخرى‪ ،‬الرتكيز على الأحداث بد ًال من العملية كي ال‬
‫احلقوق واملرتكز على �سيادة القانون ال�ضمانة‬ ‫تتجاوز كونها مزود ًا للخدمة وتدخل �إىل عامل ال�سيادة‪.‬‬
‫الأكرث ات�ساق ًا �ضد وقوع انتهاكات حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وي�صعب على اجلهات الفاعلة اخلارجية �أن ت�شارك بعمق‬
‫وينبغي على الأمم املتحدة التجاوب مع الدعوات‬ ‫يف م�سائل مثل �أنظمة احلكم �أو و�ضع الد�ستور‪ ،‬وهي‬
‫�إىل الإ�صالح الدميقراطي عند ظهورها وامل�شاركة‬ ‫�أمور لها ت�أثري حا�سم على م�ستقبل البالد‪ .‬وينبغي �أن‬
‫يف عمليات بناء الدميقراطية امل�ستدامة والقائمة‬ ‫ي�ستند �أي دعم دويل على القيم واملعايري العاملية‪ ،‬و�أن‬
‫على حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫يوفر �أي� ًضا املعرفة املقارنة حول الأ�ساليب التي جنحت‬
‫‪ .2‬يت�أثر جناح م�سعى بناء الدميقراطية ت�أثر ًا‬ ‫�أو مل تنجح يف �أماكن �أخرى‪ .‬وهناك حاجة �إىل االت�ساق‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫مبا�شر ًا بالطبيعة ال�شاملة والت�شاورية لعملية‬ ‫الهيكلي للأمم املتحدة لي�س فقط يف جمال حقوق الإن�سان‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬
‫و�ضع الد�ستور‪ ،‬كما توفر معايري حقوق الإن�سان‬ ‫والدميقراطية‪ :‬فهي م�شكلة �أو�سع نطاق ًا يتعني على الأمم‬
‫�أ�سا� ًسا تف�صيلي ًا لهذه العمليات‪ .‬وينبغي على الأمم‬ ‫املتحدة معاجلتها على �أ�سا�س م�ستمر‪.‬‬
‫املتحدة �أن تبذل ق�صارى جهدها ل�ضمان الإدراج‬
‫امل�شاركة يف حاالت الفجوات يف النظام الد�ستوري‬
‫وامل�شاركة الفعالة يف عملية و�ضع الد�ستور ويجب‬
‫الدميقراطي‪ :‬تداول اجتماع املائدة امل�ستديرة دور الأمم‬
‫عليها حتديد املوارد املالئمة والكافية لدعم هذه‬
‫املتحدة واملنظمات الأخرى عند وقوع متزق يف النظام‬
‫العمليات على املدى الطويل‪.‬‬
‫الد�ستوري �أو االنتقال غري الد�ستوري ل�سلطة احلكومة‬
‫‪ .3‬يجب على الأمم املتحدة حتديد ما متتلكه من‬ ‫عقب االنتخابات الدميقراطية‪ .‬ويف حني اتبعت معظم‬
‫جوانب القوة احلالية تعبئتها داخل منظومتها‬ ‫املنظمات الإقليمية نهج �سيا�سة عدم الت�سامح يف هذا‬
‫والعمل بطريقة موحدة وذلك لتح�سني ح�شد‬ ‫ال�صدد‪ ،‬بقيت الأمم املتحدة غالب ًا املنظمة الوحيدة التي‬
‫قدرتها الفريدة على تعزيز العمليات الدميقراطية‬ ‫ت�شارك وتقدم امل�ساعدة يف مثل هذه احلاالت‪ ،‬معر�ض ًة‬
‫القائمة على احلقوق‪ ،‬وخا�صة فيما يتعلق بالفئات‬ ‫بذلك نف�سها �إما النتقادات بدعوى التدخل يف ال�ش�ؤون‬
‫املحرومة واملمثلة متثي ًال ناق� ًصا‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫الداخلية �أو التغا�ضي عن التم�سك الغري د�ستوري بال�سلطة‬
‫الن�ساء وال�شباب‪.‬‬ ‫ال�سيا�سية‪ .‬وي�ؤدي ذلك �إىل ت�سا�ؤالت حول ما �إذا كانت‬
‫‪ .4‬ينبغي �أن ت�ستمر الأمم املتحدة يف تويل زمام‬ ‫الأمم املتحدة يجب �أن ت�صر على �صياغة نهج مت�سق‬
‫املناق�شة حول عاملية حقوق الإن�سان وكيف �أن‬ ‫ومنظم جلميع احلاالت اعتماد ًا على قواعد ومبادئ‬
‫احرتام حقوق الإن�سان وحمايتها وتعزيزها‬ ‫الدميقراطية �أو انتهاج نهج �أكرث دقة لكل حالة على حدة‪.‬‬
‫و�إعمالها هي جزء من الإطار الأ�سا�سي للحكم‬ ‫حل ّجة الأخرية بدت ذات ثقل �أكرب‪ ،‬كان هناك‬ ‫ورغم �أن ا ُ‬
‫الدميقراطي الفعال‪ .‬وينبغي على الأمم املتحدة‬ ‫اعرتاف ًا ب�أنه ممكن لعدم االت�ساق �أن ي�ضر مب�صداقية‬
‫النظر يف عملية ا�ستعرا�ض الأقران من �أجل‬ ‫الأمم املتحدة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الإدراج وامل�شاركة الفعالة يف عملية و�ضع الد�ستور عرب‬ ‫الدميقراطية لتقييم مدى وفاء الدول الأع�ضاء‬
‫�أو�سع متثيل ممكن للمجتمع‪.‬‬ ‫بالتزاماتها التي قطعتها ل�شعوبها مبوجب ما‬
‫يحتاج جميع امل�شاركني يف عملية و�ضع الد�ستور ما‬ ‫•‬ ‫�صدقت عليه من معاهدات دولية حلقوق الإن�سان‪.‬‬
‫يكفي من الوقت للنظر يف جمموعة العوامل ال�سيا�سية‬ ‫وفيما يلي ملخ�ص ال�ستنتاجات وتو�صيات �أكرث حتديد ًا‪.‬‬
‫واالقت�صادية والثقافية التي يجب معاجلتها يف‬ ‫وهي تنق�سم �إىل ثالث جمموعات‪:‬‬
‫الد�ستور اجلديد‪ .‬وينبغي للمجتمع الدويل االمتناع‬
‫بناء �إطار �شامل للحكم الدميقراطي على �أ�سا�س‬ ‫•‬
‫عن ال�ضغط لتقليل الوقت امل�ستغرق لو�ضع الد�ستور‪.‬‬
‫حقوق الإن�سان‪،‬‬
‫فالإقدام على ذلك ُيحتمل �أن يحد من فعالية العملية‬
‫ويقلل من اجلودة امللمو�سة للوثيقة النهائية‪.‬‬ ‫وت�صورات عن الأمم املتحدة وامليزة الن�سبية للأمم‬ ‫•‬
‫املتحدة‪،‬‬
‫ينبغي �أن يركز دور الأمم املتحدة يف عملية و�ضع‬ ‫•‬
‫الد�ستور على تعزيز احلوار و�إعطاء �صوت جلميع‬ ‫وات�ساق الأمم املتحدة يف بناء احلكم الدميقراطي‬ ‫•‬

‫اجلهات الفاعلة ذات ال�صلة يف العملية ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫امل�ستدام ا�ستناد ًا �إىل حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫مبا يف ذلك حتديد ًا الفئات املهم�شة واملحرومة يف‬ ‫بناء إطار شامل للحكم الديمقراطي‬
‫املجتمع‪.‬‬ ‫على أساس حقوق اإلنسان‬
‫ينبغي للمنظمة �أن تقدم املعارف واخلربات املقارنة‬ ‫•‬
‫يت�أثر جناح بناء الدميقراطية ت�أثر ًا مبا�شر ًا بالطبيعة‬
‫امل�ستمدة من العمليات ال�شاملة والت�شاركية لو�ضع‬
‫ال�شاملة والت�شاورية لعملية و�ضع الد�ستور‪ ،‬كما تت�أثر‬
‫الد�ستور‪ ،‬وخا�صة تلك امل�ستقاة من اجلنوب العاملي‪.‬‬
‫بالقدر ذاته باملحتوى النهائي للد�ستور‪ .‬وتوفر معايري‬
‫ينبغي على الأمم املتحدة اال�ستفادة من اخلربات‬ ‫•‬
‫حقوق الإن�سان وت�شريعاته �أ�سا� ًسا تف�صيلي ًا للعمليات‬
‫املرتبطة مبختلف جوانب و�ضع الد�ستور من داخل‬ ‫ال�شاملة والت�شاورية‪ ،‬ومل�ضمون ما يرد يف الد�ستور‪ .‬وفيما‬
‫منظومتها‪ ،‬مبا يف ذلك مكتب املفو�ض ال�سامي حلقوق‬ ‫يخ�ص الأخري‪ ،‬ف�إن احلماية املو�ضوعية ت�شمل ك ًال من‬
‫الإن�سان الذي ميتلك زمام املبادرة يف جمال حقوق‬ ‫طبيعة احلقوق التي يجب احرتامها وحمايتها وتعزيزها‬
‫الإن�سان‪ ،‬وكذلك من املنظمات احلكومية الدولية‬ ‫والوفاء بها‪ ،‬وكذلك امل�ؤ�س�سات الالزمة ل�ضمان وجود‬
‫امل�شاركة يف حوار �سيا�سي �شامل‪ ،‬واملنظمات الإقليمية‬ ‫عالج عملي النتهاكات حقوق الإن�سان‪ .‬و�أي �إطار للحكم‬
‫واملنظمات غري احلكومية العاملة يف هذا املجال‪.‬‬ ‫ال يقوم على حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية �سيكون‬
‫وينبغي �أن تركز الأمم املتحدة �أي� ًضا على الدعوة‬ ‫•‬ ‫خالي ًا من العنا�صر الأ�سا�سية للدميقراطية الفاعلة‪.‬‬
‫للعمليات ال�شاملة والت�شاركية ودعمها مالي ًا‪.‬‬
‫ومن ثم يتعني على الأمم املتحدة حتديد املوارد‬ ‫•‬
‫تصورات عن األمم المتحدة والميزة‬ ‫املنا�سبة والكافية لدعم عملية و�ضع الد�ستور طويلة‬
‫النسبية لألمم المتحدة‬ ‫الأجل بغر�ض �ضمان حماية حقوق الإن�سان و�ضمان‬
‫حتتاج الأمم املتحدة �إىل حتديد طرق �أكرث �إبداع ًا‬ ‫•‬
‫مراعاة العملية للأ�صول القانونية ‪ -‬والتي ت�ستند‬
‫لتو�سيع املجموعات التي تتفاعل معها من �أجل مواجهة‬ ‫�إىل �إطار حقوق الإن�سان ‪ -‬حتدد �إجراءات عادلة‬
‫املخاوف ب�ش�أن التحيز لل�سلطة التنفيذية ول�ضمان‬ ‫بحيث ميكن معاجلة املظامل وانتهاكات القانون وحل‬
‫امل�شاركة الفعالة يف عملية التحول الدميقراطي‪.‬‬ ‫ال�صراعات االجتماعية ح ًال �سلمي ًا‪.‬‬
‫تت�ضمن املذكرة التوجيهية للأمني العام ب�ش�أن و�ضع‬ ‫ينبغي على الأمم املتحدة �أن ت�سعى �أي� ًضا ل�ضمان‬ ‫•‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫جمتمعات تعددية مفتوحة تعتمد على حرية التعبري‬ ‫الد�ستور (الأمني العام للأمم املتحدة‪�2009 ،‬أ)‬
‫وتكوين اجلمعيات والتجمعات‪ ،‬وقانون انتخابي‬ ‫�إر�شادات لتحديد املجموعات ذات ال�صلة يف املجتمع‬
‫دميقراطي ونظام ق�ضائي م�ستقل‪ ،‬وكذلك املجتمعات‬ ‫التي ينبغي ا�ست�شارتها يف عملية و�ضع الد�ستور‪ ،‬مبا يف‬
‫ذات اجلذور املرت�سخة يف احلكم الدميقراطي كما‬ ‫ذلك الن�ساء وال�شباب والأقليات الدينية‪.‬‬
‫ينعك�س يف ت�صويت الناخبني يف االنتخابات املفتوحة‬ ‫ينبغي على الأمم املتحدة بذل املزيد من اجلهد‬ ‫•‬
‫والنزيهة التي تُعقد بانتظام‪.‬‬ ‫ال�ستخدام ميزاتها الن�سبية وما متتلكه من جوانب‬
‫ينبغي للأمم املتحدة النظر يف عملية ا�ستعرا�ض‬ ‫•‬ ‫القوة ‪ -‬مبا يف ذلك قدراتها على و�ضع املعايري وعقد‬
‫الأقران بالن�سبة للدميقراطية‪ ،‬على غرار �آلية‬ ‫االجتماعات والن�شر واحلماية ‪ -‬من �أجل تقوية دورها‬
‫اال�ستعرا�ض الدوري ال�شامل التي �أن�ش�أها جمل�س‬ ‫يف تعزيز الدميقراطية القائمة على احلقوق‪ .‬ولقد‬
‫حقوق الإن�سان‪ .‬وكجزء من اال�ستعرا�ض الدوري‬ ‫لعب �إن�شاء وحدة الأمم املتحدة للتن�سيق واملوارد‬
‫ال�شامل‪ ،‬ف�ض ًال عن تقدمي التقارير �إىل هيئات‬ ‫بالفعل دور ًا تن�سيقي ًا مفيد ًا يف هذا ال�صدد‪ ،‬وينبغي‬
‫املعاهدات ذات ال�صلة‪ ،‬ينبغي ت�شجيع الدول على‬ ‫ت�شجيع وكاالت الأمم املتحدة املختلفة على التعاون‬
‫الإعالن عن الإجراءات التي اتخذتها لت�أ�سي�س احلكم‬ ‫بن�شاط �أكرب مع بع�ضها البع�ض فيما يخ�ص امل�ساعدة‬
‫الدميقراطي �أو لتقوية الأنظمة الدميقراطية بها‬ ‫الدميقراطية‪.‬‬
‫ولتو�ضيح كيفية وفائها بااللتزامات التي قطعتها �أمام‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫اتساق األمم المتحدة في بناء الحكم‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬ ‫�شعوبها يف املعاهدات الدولية حلقوق الإن�سان التي‬
‫المتحدة‬ ‫الديمقراطي المستدام استنادا ً إلى‬
‫�صدقت عليها‪ ،‬وكذلك يف د�ساتريها وقوانينها‪.‬‬
‫حقوق اإلنسان‬
‫ينبغي �أن ت�ستمر الأمم املتحدة يف تويل زمام املناق�شة‬ ‫•‬
‫حول عاملية حقوق الإن�سان وكيف �أن احرتام حقوق‬
‫الإن�سان وحمايتها وتعزيزها و�إعمالها ي�شكل جزء ًا من‬
‫الإطار الأ�سا�سي للحكم الدميقراطي الفعال‪ .‬وال توجد‬
‫�أي منظمة �أخرى لديها ال�شرعية لتويل هذا الدور‪.‬‬
‫وميكن للأمانة العامة للأمم املتحدة والأمني العام �أن‬
‫يلعبا دور ًا يف تعزيز ال�سيا�سة‪ ،‬دون احلاجة �إىل اللجوء‬
‫�إىل القا�سم امل�شرتك الأدنى‪.‬‬
‫ورغم عدم وجود �صيغة واحدة لإن�شاء احلكم‬ ‫•‬
‫الدميقراطي و�أدائه وتطوره‪ ،‬ينبغي على الأمم املتحدة‬
‫�أال ترتدد يف �شجب احلاالت التي يتهاوى فيها احلكم‬
‫الدميقراطي وتُنتهك فيها حقوق الإن�سان �شجب ًا قوي ًا‪.‬‬
‫ينبغي على الأمم املتحدة التحرك‪ ،‬من خالل جميع‬ ‫•‬
‫الآليات والعمليات ذات ال�صلة‪ ،‬لت�شجيع الدول التي مل‬
‫تتحول بعد �إىل الدميقراطية (�أو الدميقراطية باال�سم‬
‫فقط دون ممار�سة فعلية حلماية حقوق الإن�سان)‬
‫لتنفيذ الإ�صالحات الدميقراطية التي من �ش�أنها خلق‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫مقدمة‬

‫خلفية وأهداف اجتماع المائدة‬ ‫يف ‪ 12-11‬يوليو‪/‬متوز عام ‪ ،2011‬نظمت �إدارة الأمم‬
‫املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية )‪ ،(UN DPA‬ومكتب الأمم‬
‫المستديرة‬
‫املتحدة للمفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان )‪،(OHCHR‬‬
‫يج�سد الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان )‪ (UDHR‬للعام‬ ‫وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات اجتماع‬
‫‪� 1948‬أبرز القواعد واملعايري املتعلقة بالدميقراطية‬ ‫مائدة م�ستديرة ملدة يومني يف نيويورك حول الدميقراطية‬
‫وحقوق الإن�سان‪� ،‬إذ تن�ص املادة ‪�" :)3( 21‬إن �إرادة‬ ‫وحقوق الإن�سان‪ .‬كان هدف اجتماع املائدة امل�ستديرة‬
‫ال�شعب هي م�صدر �سلطة احلكومة‪ ،‬ويعرب عن هذه‬ ‫توفري الفر�صة لتحليل الروابط بني الدميقراطية وحقوق‬
‫الإرادة بانتخابات نزيهة دورية جتري على �أ�سا�س االقرتاع‬ ‫الإن�سان و�أهميتها بالن�سبة للإجراءات احلالية للأمم‬
‫ال�سري وعلى قدم امل�ساواة بني اجلميع �أو ح�سب �أي �إجراء‬ ‫املتحدة‪ .‬ويت�ضمن امللحق ‪ 1‬املذكرة املفاهيمية لالجتماع‪.‬‬
‫مماثل ي�ضمن حرية الت�صويت"‪ .‬وت�شهد هذه الروابط‬
‫جذب اجتماع املائدة امل�ستديرة �أكرث من خم�سني من‬
‫مزيد ًا من التطوير يف العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق‬
‫�صانعي ال�سيا�سات واملمار�سني والأكادمييني‪ .‬وكان‬
‫املدنية وال�سيا�سية )‪ (ICCPR‬الذي يكر�س جمموعة من‬
‫احلدث هو الأخري �ضمن �سل�سلة من �أربعة اجتماعات‬
‫احلقوق ال�سيا�سية واحلريات املدنية التي تقوم عليها‬
‫بحثت م�س�ألة دعم الأمم املتحدة للدميقراطية‪ .‬تناول‬
‫الدميقراطيات العاملة‪.‬‬
‫االجتماع الأول‪ ،‬الذي ُعقد يف �سبتمرب‪�/‬أيلول عام‬
‫ويف العام ‪ ،1993‬اعتمد امل�ؤمتر العاملي حلقوق الإن�سان‬ ‫‪ ،2008‬مو�ضوع "الدميقراطية من �أجل التنمية والتنمية‬
‫�إعالن فيينا الذي �أعلن عن الرتابط بني الدميقراطية‬ ‫من �أجل الدميقراطية"‪ .٢‬وبحث الثاين‪ ،‬الذي ُعقد يف‬
‫والتنمية االقت�صادية وحقوق الإن�سان‪ .‬ويف قمة الأمم‬ ‫مار�س‪�/‬آذار عام ‪ ،2010‬مو�ضوع "الدميقراطية وال�سالم‬
‫املتحدة عام ‪ 2000‬ب�ش�أن الأهداف الإمنائية للألفية‬ ‫وعقد اجتماع ثالث حول "امل�ساواة بني اجلن�سني‬ ‫والأمن"‪ُ .٣‬‬
‫وم�ؤمتر القمة العاملي للأمم املتحدة عام ‪� ،2005‬أكد‬ ‫والدميقراطية" يف �شهر مايو‪�/‬أيار عام ‪ .٤ 2011‬جاءت‬
‫املجتمع الدويل من جديد التزامه بحقوق الإن�سان و�سيادة‬ ‫كل هذه االجتماعات الأربعة ا�ستجابة جماعية لطلب‬
‫القانون والدميقراطية بو�صفها قيم �أ�سا�سية عاملية غري‬ ‫الأمني العام يف نوفمرب‪/‬ت�شرين الثاين عام ‪ 2007‬لو�ضع‬
‫قابلة للتجزئة ومبادئ للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫�إ�سرتاتيجية على نطاق املنظمة برمتها لزيادة حتديد‬
‫نهج الأمم املتحدة يف دعم الدميقراطية‪ ،‬ت�ستند �إليها‬
‫يف العام ‪� ،2002‬سعت جلنة الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‬
‫ركائز عمل الأمم املتحدة‪ :‬ال�سالم والأمن‪ ،‬والتنمية‬
‫�إىل تعزيز فهم م�شرتك للدميقراطية‪ ،‬فاعتمدت قرار ًا‬
‫وحقوق الإن�سان‪ .‬وتهدف االجتماعات �أي� ًضا �إىل جتديد‬
‫تاريخي ًا حدد العنا�صر الأ�سا�سية للدميقراطيات‪ ،‬مبا يف‬
‫�أ�سلوب الأمم املتحدة يف فهم وحماية وتعزيز مبادئ‬
‫ذلك احرتام حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية وحرية‬
‫وقيم الدميقراطية‪ ،‬وكذلك تن�سيق الأن�شطة ذات ال�صلة‬
‫تكوين اجلمعيات‪ ،‬وحرية التعبري والر�أي واحل�صول على‬
‫بالدميقراطية وحقوق الإن�سان يف جميع �أنحاء املنظومة‬
‫ال�سلطة وممار�ستها مبوجب �سيادة القانون‪ ،‬و�إجراء‬
‫ل�ضمان الت�أثري الأمثل‪.‬‬
‫انتخابات دورية حرة ونزيهة وباالقرتاع العام وبالت�صويت‬
‫ال�سري كو�سيلة للتعبري عن �إرادة ال�شعب‪ ،‬ونظام تعددي‬
‫للأحزاب ال�سيا�سية واملنظمات‪ ،‬والف�صل بني ال�سلطات‬
‫وا�ستقالل الق�ضاء وال�شفافية وامل�ساءلة يف الإدارة العامة‬
‫و�إعالم م�ستقل تعددي حر‪ .‬وقد �أُعيد الت�أكيد على هذه‬
‫العنا�صر الأ�سا�سية للدميقراطية عام ‪ 2012‬من جانب‬

‫‪ ٢‬نظمته �إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬وبرنامج الأمم املتحدة الإمنائي وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‪.‬‬
‫‪ ٣‬نظمت��ه �إدارة ال�ش ��ؤون ال�سيا�س��ية‪ ،‬و�إدارة عملي��ات حفظ ال�س�لام‪ ،‬وبرنامج الأمم املتحدة الإمنائي وامل�ؤ�س�س��ة الدولية للدميقراطي��ة واالنتخابات (انظر‬
‫‪‬‬
‫توما�سويل‪.)2010 ،‬‬
‫‪ ٤‬نظمته �إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬وهيئة الأمم املتحدة للمر�أة‪ ،‬وبرنامج الأمم املتحدة الإمنائي وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‪.‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫هناك اتفاق وا�سع على �أن الدميقراطية وحقوق الإن�سان‬ ‫جمل�س حقوق الإن�سان يف قراره رقم ‪ 36/19‬ب�ش�أن "حقوق‬
‫يرتبطان ارتباط ًا وثيق ًا و�أن كالهما يدعم الآخر ويعتمد‬ ‫الإن�سان والدميقراطية و�سيادة القانون" (الأمم املتحدة‪،‬‬
‫عليه‪ .‬وعلى الرغم من هذا امل�ستوى من الو�ضوح على‬ ‫‪ .)2012‬ويف العام ‪ 2008‬تناولت مذكرة توجيهية للأمني‬
‫امل�ستوى املعياري واملفاهيمي‪� ،‬إال �أن ترجمة بيانات‬ ‫العام للأمم املتحدة نهج الأمم املتحدة ب�ش�أن امل�ساعدة‬
‫ال�سيا�سات �أو املناق�شات الأكادميية وو�ضعها مو�ضع‬ ‫يف حكم القانون (الأمني العام للأمم املتحدة ‪.)2008‬‬
‫التنفيذ على �أر�ض الواقع ثبت �أنه م�س�ألة معقدة‪ .‬وطلب‬ ‫ن�صت املذكرة التوجيهية للأمني‬‫ويف الآونة الأخرية‪ّ ،‬‬
‫اجتماع املائدة امل�ستديرة من امل�شاركني النظر يف وتقييم‬ ‫العام ب�ش�أن و�ضع الد�ستور (الأمني العام للأمم املتحدة‬
‫العالقة بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان ودور الأمم‬ ‫‪�2009‬أ) والدميقراطية (الأمني العام للأمم املتحدة‬
‫املتحدة واملنظمات الإقليمية يف دعمها للدميقراطية‬ ‫‪2009‬ب) �صراح ًة على دور الأمم املتحدة الرئي�سي يف‬
‫وحقوق الإن�سان‪ .‬وقد مت التعبري عن هذه املوا�ضيع العامة‬ ‫دعم العمليات ال�شاملة والت�شاركية لو�ضع الد�ستور‪ ،‬مع‬
‫يف �صورة �أ�سئلة �أكرث حتديد ًا‪ ،‬مثل ‪ :‬كيف ميكن التعامل‬ ‫الت�أكيد �أي� ًضا على �أنه ال ميكن �أن تكون هناك دميقراطية‬
‫مع املواقف عند تعار�ض العملية الدميقراطية (حكم‬ ‫دون حقوق الإن�سان و�أن حقوق الإن�سان تلك ال ميكن‬
‫الأغلبية) مع حقوق الإن�سان؟ ما م�ستوى فهم ال�صلة‬ ‫تنفيذها ب�شكل �صحيح يف بيئة غري دميقراطية‪.‬‬
‫املعقدة وال�صعبة بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان‬
‫املتمثلة يف جمتمعات املمار�سة‪ ،‬ويف احلوار بينها؟‬ ‫وعلى مدى ال�سنوات الع�شرين املا�ضية‪� ،‬أثمرت ثالثة‬
‫الديمقراطية وحقوق‬
‫هل �إجراءات الأمم املتحدة فعالة؟ كيف ُينظر �إليها؟‬ ‫تطورات خمتلفة عن فهم جديد للروابط املعقدة بني خطة‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬ ‫كيف ميكن جعل عمل منظومة الأمم املتحدة م�ستداماً‬ ‫الدميقراطية وحقوق الإن�سان يف الأمم املتحدة‪:‬‬
‫و�شام ًال‪ ،‬على النحو الذي يخدم ك ًال من حقوق الإن�سان‬ ‫‪ .1‬ما ي�سمى باملوجة الثالثة من التحول الدميقراطي‬
‫والدميقراطية يف الوقت ذاته؟ ما هي �أف�ضل ال�سبل‬ ‫يف مطلع الت�سعينيات والتي �أدت �إىل االنخراط‬
‫لرتجمة القرارات يف جمال ال�سيا�سات على �أر�ض الواقع‬ ‫املتزايد للأمم املتحدة يف العمليات االنتخابية‬
‫امليداين؟‬ ‫وبناء الدميقراطية‪.‬‬
‫ركز اجتماع املائدة امل�ستديرة �أي� ًضا على �إجراءات‬ ‫‪ .2‬امل�شاركة املتزايدة للأمم املتحدة يف االنتعا�ش‬
‫الأمم املتحدة ل�ضمان االت�ساق والكفاءة على نطاق‬ ‫وبناء ال�سالم فيما بعد انتهاء ال�صراع انطوت‬
‫املنظومة‪ ،‬ال�سيما يف �ضوء الأحداث الأخرية يف ال�شرق‬ ‫على التعامل مع التفاعالت ال�صعبة بني الواقع‬
‫الأو�سط و�شمال �أفريقيا )‪ .(MENA‬وكان الهدف تقدمي‬ ‫االقت�صادي واالجتماعي وال�سيا�سي يف عدد من‬
‫االقرتاحات لكبار امل�س�ؤولني حول �أف�ضل ال�سبل لدعم‬ ‫البلدان‪.‬‬
‫الدميقراطية من �أجل تعزيز حقوق الإن�سان وكذلك‬ ‫‪� .3‬أبرز نهج التنمية القائم على احلقوق قد �أبرز‬
‫�أف�ضل ال�سبل لدعم حقوق الإن�سان من �أجل تعزيز‬ ‫الأبعاد ال�سيا�سية للتنمية (املتعلقة بق�ضايا الإدراج‬
‫الدميقراطية‪.‬‬ ‫وال�شرعية وامل�ساءلة) وخا�صة من منظور امل�ساواة‬
‫بني اجلن�سني‪.‬‬
‫هيكل اجتماع المائدة المستديرة‬ ‫وال ت�شكل االنتفا�ضات الأخرية يف العديد من البلدان‬
‫�شارك يف و�ضع جدول �أعمال املائدة امل�ستديرة‬ ‫العربية تغيري ًا كبري َا يف امل�شهد ال�سيا�سي يف املنطقة‬
‫حول الدميقراطية وحقوق الإن�سان كل من �إدارة‬ ‫وتطور ًا بالغ الأهمية يف جمال الدميقراطية ولكنها �أي� ًضا‬
‫ال�ش�ؤون ال�سيا�سية )‪ (DPA‬ومفو�ضية حقوق الإن�سان‬ ‫ت�ستدعي �إجراء تقييم دقيق لدور الأمم املتحدة يف معاجلة‬
‫ال�صلة احلا�سمة بني بناء الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫حقوق اإلنسان وبناء‬


‫الديمقراطية‪ :‬وضع اإلطار‬
‫الدستوري وإطار الحكم‬ ‫)‪ (OHCHR‬وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‬
‫تناولت اجلل�سة الأوىل امل�سائل املتعلقة بالإ�سرتاتيجية وال�سيا�سات وامل�سائل الت�شغيلية‬ ‫)‪ .(International IDEA‬قبل االجتماع‪ ،‬كلفت امل�ؤ�س�سة‬
‫والبحثية املتعلقة بكيفية تعامل منظمات الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية مع‬ ‫الدولية للدميقراطية واالنتخابات الربوفي�سور دزيدك‬
‫التغيريات غري الد�ستورية يف احلكومة‪ ،‬ودور املجتمع املدين والهيئات احلكومية‬ ‫كيدزيا من جامعة بوزنا بكتابة ورقة معلومات �أ�سا�سية‬
‫الوطنية والإقليمية والدولية يف بناء �إطار �شامل للحكم الدميقراطي يف �أعقاب تغيري‬ ‫بعنوان "الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ :‬حتديات وفر�ص‬
‫�أنظمة احلكم‪ .‬وتطرق النقا�ش �أي� ًضا �إىل احلاجة �إىل ترتيبات احلكم االنتقايل‬ ‫للأمم املتحدة"‪ .‬ومت تنظيم جدول الأعمال حول اجلل�سات‬
‫ونطاقها‪ ،‬وكيفية �إبراز حقوق الإن�سان ‪ -‬مبا يف ذلك حقوق الأقليات ‪ -‬يف جهود‬ ‫الرئي�سية الثالث‪ .‬ركزت اجلل�سة الأوىل على دور حقوق‬
‫الإ�صالح الد�ستوري‪.‬‬ ‫الإن�سان يف بناء الدميقراطية‪ ،‬مع الرتكيز على دعم‬
‫عملية و�ضع الد�ستور‪� .‬أما اجلل�سة الثانية فتناولت فهم‬
‫و�أُويل اهتمام خا�ص لعملية و�ضع الد�ستور‪ ،‬و�سط اتفاق امل�شاركني على �أن العملية‬ ‫دور البلدان ال�شريكة للأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية‬
‫امل�ستخدمة يف �صياغة م�سودة الد�ستور له ت�أثري حيوي على كل من الد�ستور‬ ‫الأخرى يف تعزيز نهج الدميقراطية القائم على احلقوق‪.‬‬
‫واحلياة امل�ستمرة للمجتمع املعني‪ .5‬كذلك ف�إن الطبيعة الت�شاركية وال�شفافة لعملية‬ ‫�أما اجلل�سة الثالثة فنظرت يف مدى ات�ساق النهج العام‬
‫و�ضع الد�ستور ت�ساعد على �ضمان �أن يعك�س الد�ستور النهائي الركائز الأ�سا�سية‬ ‫للأمم املتحدة يف بناء احلكم الدميقراطي امل�ستدام‬
‫للدميقراطية‪ ،‬مثل �ضمان �أن تن�ش�أ �شرعية الدولة وت�ستمر بناء على �إرادة �شعبها‬ ‫القائم على �سيادة القانون‪.‬‬
‫و�ضمان احلقوق الأ�سا�سية للفرد واجلماعات يف املجتمع‪ .‬وي�ساعد حدوث هذه العملية‬
‫على �ضمان حل املظامل والنزاعات القائمة �أو املحتملة ح ًال �سلمي ًا ويف الوقت املنا�سب‪.‬‬ ‫ويعر�ض هذا التقرير املوجز الجتماع املائدة امل�ستديرة‬
‫الدويل املعني بالدميقراطية وحقوق الإن�سان‬
‫يف �ضوء ما �سبق‪� ،‬أ�شار امل�شاركون �إىل �أن دور هيئة �صياغة الد�ستور يجب �أن يكون‬ ‫اال�ستنتاجات والتو�صيات الرئي�سية التي انبثقت عن‬
‫حمدد ًا بعناية فائقة‪ ،‬من �أجل حماية العملية من هيمنة الأحزاب �أو اجلماعات‬ ‫مناق�شات امل�شاركني‪.‬‬
‫القوية ولتجنب خروج الوثيقة يف �صورتها النهائية قبل �أن تخ�ضع للم�شاورات املالئمة‬
‫مع اجلمهور الأو�سع‪� .‬إن ا�ستخدام قاعدة "الأغلبية امل�ؤهلة" لتمرير الد�ستور و�سيلة‬
‫هامة ملنع امل�صالح املكت�سبة من الهيمنة على العملية‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬مت طرح فكرة‬
‫�إجراء مراجعة تلقائية للد�ستور بعد فرتة معينة ‪ -‬اعرتاف ًا ب�أن ذلك �أمر ي�ستحق‬
‫الدرا�سة‪.‬‬
‫وحظيت �ضرورة امل�شاركة الوا�سعة يف عملية و�ضع الد�ستور بت�أييد قوي‪ ،‬بالإ�شارة‬
‫�إىل املادة ‪ 25‬من العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية )‪ ،(ICCPR‬الذي‬
‫يوفر الأ�سا�س القانوين للم�شاركة يف �إدارة ال�ش�ؤون العامة كمعيار حلقوق الإن�سان‪.6‬‬
‫ومثل هذه امل�شاركة من جانب املجتمع توفر �أي� ًضا در� ًسا عملي ًا وا�ضح ًا على �أنه ميكن‬
‫ت�صميم العمليات الدميقراطية بحيث ت�سمح جلميع الفئات بالتعبري عن �شكاواها‬
‫و�أنه ميكن حل النزاعات �سلمي ًا بينها‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬ف�إن الطريقة التي �شارك‬
‫بها عامة ال�سكان بن�شاط يف عملية و�ضع الد�ستور يف جنوب �أفريقيا‪ - 7‬والتي �أثمرت‬
‫اعتبت �أنها مرتبطة ارتباط ًا‬ ‫إ�سهام من عامة اجلمهور ‪ُ -‬‬ ‫عن �أكرث من مليوين � ٍ‬
‫‪8‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وثيق ًا بال�شرعية النهائية للعملية‪ .‬و�أ�شري �أي�ضا �إىل عملية و�ضع الد�ستور يف رواندا‬
‫حيث عا�شت جلنة د�ستورية مكونة من اثني ع�شر ع�ضو ًا ملدة �ستة �أ�شهر بني النا�س‬

‫‪ 5‬تعاظم��ت امل�صال��ح يف الد�س��اتري وعملي��ات و�ضعها و�إعادة و�ضعها على مدى ال�س��نوات القليلة املا�ضي��ة‪ ،‬نتيجة لتزايد عدد عمليات و�ضع الد�س��اتري التي‬
‫جت��ري من��ذ نهاية احلرب الباردة‪ .‬وقامت امل�ؤ�س�س��ة الدولية للدميقراطية واالنتخابات و�إنرتبي���س م�ؤخر ًا ب�إعداد �أدل��ة عملية وكتيبات حول هذا املو�ضوع‬ ‫‪‬‬
‫(بوكينفورد و�آخرون‪2011 ،‬؛ برانت و�آخرون‪.)2011 ،‬‬
‫‪ 6‬خل�ص��ت جلن��ة حق��وق الإن�س��ان يف �إ�ش��عار ف��ردي �أن امل��ادة ‪ 25‬من العهد ال��دويل ‪ ICCPR‬تنطبق عل��ى عمليات �صنع الد�س��تور‪ .‬انظ��ر ‪Marshall v.‬‬
‫‪( Canada, Communication No. 205/1986‬جلنة الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‪.)1986 ،‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫برناجم ًا للرتبية املدنية‪ ،‬ميكن املواطنني فهم الد�ستور‬ ‫كو�سيلة ل�سماع همومهم مبا�شرة‪ .‬و�أ�شار امل�شاركون �إىل‬
‫يف الواقع‪ ،‬وما تت�ألف منه عملية و�ضع الد�ستور‪ ،‬وكيف‬ ‫�أن امل�شاركة ال�شعبية الفعالة يف كثري من الأحيان تتطلب‬
‫ميكنهم اال�ستفادة من الد�ستور‪.‬‬

‫الإطار ‪ :1‬هنغاريا‪ :‬الأهمية احلا�سمة لعملية و�ضع الد�ستور‬


‫تُعد هنغاريا مث ً‬
‫اال على ما ميكن �أن يحدث �إذا افتقرت عملية و�ضع الد�ستور �إىل العملية والإطار الزمني املالئمني‪.‬‬
‫فقد ُ‬
‫اقتح �أنه مل يتوافر ما يكفي من الوقت والعملية لرت�سيخ املبادئ املن�صو�ص عليها يف الد�ستور عند �إجراء‬
‫التنقيحات عام ‪ 1989‬على د�ستور هنغاريا للعام ‪ .1949‬ويف حني جنحت العملية يف متكني التحول ال�سلمي من دولة‬
‫احلزب الواحد ال�شيوعي �إىل نظام �سيا�سي تعددي‪ ،‬مل يكن هناك جهد من�سق ُيذكر لتعزيز م�شاركة اجلماهري‬
‫�أثناء العملية‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬كان هناك قدر حمدود من تر�سيخ احلقوق والقيم التي تعليها‪ .‬ويف انتخابات عام‬
‫‪ ،2011‬فاز حزب ميني الو�سط ب�أغلبية عظمى يف الربملان‪ ،‬مما منح احلزب �سلطة تغيري الد�ستور‪ .‬وقد ا�ستُخدمت‬
‫هذه ال�سلطة منذ ذلك احلني على نطاق وا�سع‪� ،‬إذ مت تعديل الد�ستور ع�شر مرات يف ال�سنة الأوىل للحزب يف‬
‫ال�سلطة‪ ،‬ثم ُ�سن د�ستور جديد بالكامل دخل حيز التنفيذ يف ‪ 1‬يناير‪/‬كانون الثاين عام ‪ .2012‬وقد �أدى ذلك �إىل‬
‫تركيز كافة �صنوف ال�سلطة تقريب ًا يف �أيدي احلزب احلاكم احلايل على مدى امل�ستقبل القريب‪.‬‬
‫الديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬
‫و�أعرب امل�شاركون عن قلقهم �إزاء فر�ض القيود الزمنية‬ ‫وتُعد مكافحة الإق�صاء االجتماعي لبنة �أ�سا�سية يف بناء‬
‫على عمليات و�ضع الد�ستور‪ ،‬مبا يف ذلك تلك التي‬ ‫جمتمع دميقراطي مع االحرتام الكامل حلقوق الإن�سان‪.‬‬
‫تفر�ضها اجلهات الدولية الفاعلة‪ .‬فهناك حاجة �إىل‬ ‫وعلى �أر�ض املمار�سة العملية‪ ،‬يعني ذلك �أن عملية و�ضع‬
‫�إتاحة الوقت الكايف للنظر يف جمموعة متنوعة من‬ ‫الد�ستور يجب �أن ت�ضمن �أي� ًضا امل�شاركة الفعالة من جانب‬
‫العوامل ال�سيا�سية واالقت�صادية والثقافية التي حتتاج‬ ‫جميع الأقليات والفئات امل�ستبعدة �سابق ًا‪ ،‬جنب ًا �إىل جنب‬
‫�إىل املعاجلة‪ ،‬مبا يف ذلك ال�شواغل املتعلقة بحقوق‬ ‫مع ممثلي النخبة والأغلبية‪ .‬وت�شري املذكرة التوجيهية‬
‫الإن�سان والدميقراطية‪ .‬ومن ثم ينبغي للمجتمع الدويل‬ ‫للأمني العام للأمم املتحدة ب�ش�أن تقدمي امل�ساعدة لعملية‬
‫االمتناع عن ال�ضغط لتقليل الإطار الزمني لو�ضع الد�ستور‬ ‫و�ضع الد�ستور �إىل �أن الأمم املتحدة يجب �أن ت�شجع‬
‫على ح�ساب اجلودة الإجرائية واملو�ضوعية‪ .‬ويف جنوب‬ ‫التوا�صل مع جميع فئات املجتمع‪ ،‬مبا يف ذلك املدافعني‬
‫�أفريقيا‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬ا�ستغرق الأمر ثالث �سنوات‬ ‫عن حقوق الإن�سان ونقابات املهنيني القانونيني والإعالم‬
‫للو�صول �إىل عملية ت�شاركية بالكامل‪ ،‬واقرتح امل�شاركون‬ ‫ومنظمات املجتمع املدين الأخرى‪ ،‬مبا فيها تلك التي متثل‬
‫�أن هناك حاجة �إىل الإبداع من �أجل التو�صل �إىل املوارد‬ ‫الن�ساء والأطفال والأقليات وال�شعوب الأ�صلية والالجئني‬
‫الالزمة لتكري�س الوقت الالزم لعمليات و�ضع الد�ستور‬ ‫وعدميي اجلن�سية وامل�شردين‪ ،‬ف�ض ًال عن منظمات‬
‫كي ت�ؤتي ثمارها‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ُ ،‬ذكر بيان الأمني‬ ‫العمل واملنظمات التجارية‪ .‬ورغم �أنه من امل�سلم به �أن‬
‫العام للأمم املتحدة حول وترية التحول الدميقراطي‪:‬‬ ‫عملية و�ضع الد�ستور حتتاج �إىل قيادة‪ ،‬يتمثل التحدي يف‬
‫"من احلقائق املت�أ�صلة يف هذا املفهوم �أن التحول �إىل‬ ‫احليلولة دون �أن تهيمن عليها هذه النخبة مع ا�ستبعاد‬
‫الدميقراطية ال ي�ؤدي بال�ضرورة �إىل جمتمع دميقراطي‬ ‫الآخرين‪ .‬وقد تكون هناك حاجة �إىل اتخاذ �إجراءات‬
‫بالكامل على الفور‪ .‬فقد ال يتحقق هذا الهدف �إال من‬ ‫ل�ضمان ال�شمولية‪.‬‬
‫خالل عدة خطوات‪ ،‬يف ظل الت�ضا�ؤل التدريجي ل�سلطات‬

‫‪� 7‬أ�صدر الرئي���س نيل�س��ون مانديال د�س��تور جنوب �أفريقيا يف ‪ 10‬دي�س��مرب‪/‬كانون الأول عام ‪ 1996‬ودخل حيز التنفيذ يف ‪ 4‬فرباير‪�/‬شباط عام ‪ 1997‬ليحل‬
‫‪‬‬ ‫بذلك حمل الد�ستور امل�ؤقت لعام ‪.1993‬‬
‫‪ 8‬اعتُمد د�ستور رواندا عن طريق اال�ستفتاء يف ‪ 26‬مايو‪�/‬أيار عام ‪ ،2003‬ليحل حمل الد�ستور ال�سابق لعام ‪.1991‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫�إىل �إعالء هذه املعايري مع ال�سيادة‪ ،‬و�إمنا تعطيها حمتوى‬ ‫املجتمع ال�سلطوي املتع�سف‪� .‬إن وترية التحول الدميقراطي‬
‫ومعنى معا�صرين‪ .‬فال�سيادة ال تنطوي على ال�سلطة‬ ‫تعتمد حتم ًا على جمموعة متنوعة من العوامل ال�سيا�سية‬
‫فح�سب‪ ،‬بل وامل�س�ؤولية �أي� ًضا‪ .‬ولكن يف النهاية‪ ،‬ووفق ًا‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬قد ال يكون بع�ضها‪،‬‬
‫للمعايري املعتمدة عاملي ًا‪ ،‬تتحمل احلكومات امل�س�ؤولية‬ ‫يف جمتمع ما‪ ،‬قاب ًال للتغري ال�سريع" (الأمني العام للأمم‬
‫الرئي�سية عن �إعمال حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫املتحدة‪.)1995 ،‬‬
‫ودر�س امل�شاركون �أي� ًضا دور املنظمات الإقليمية‪ ،‬ال‬ ‫وقد نوق�ش ا�ستخدام الد�ساتري امل�ؤقتة �أو االنتقالية �أو‬
‫�سيما يف حاالت تغيري النظام واملخاطر التي تتهدد‬ ‫القوانني الد�ستورية ذات املحتوى الأقل كو�سيلة ملنح‬
‫الدميقراطية (انظر الإطار ‪.)2‬‬ ‫الوقت الكايف لو�ضع و�صياغة الد�ستور النهائي بعناية‪.‬‬
‫كما �أن �إتاحة مهلة زمنية مالئمة قد تي�سر �إدراج �آليات‬
‫ويف هذا ال�صدد‪� ،‬أثريت ت�سا�ؤالت �أي� ًضا حول ما �إذا كانت‬
‫حل النزاعات يف عملية و�ضع الد�ستور‪ ،‬مما قد ي�ساعد يف‬
‫الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية‪ ،‬يف بع�ض احلاالت‪،‬‬
‫نهاية املطاف على احلفاظ على العملية برمتها حال ن�شوء‬
‫ميكن اتهامها باعتماد معايري مزدوجة فيما يتعلق‬
‫منازعات �أو خالفات‪ .‬ورمبا تكون هناك حاجة �إىل د�ستور‬
‫بالثورات ال�شعبية الأخرية يف منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬
‫انتقايل ليوفر الإطار القانوين ال�ستمرار �إدارة البالد‬
‫وت�ساءل البع�ض عما �إذا كانت الأمم املتحدة قد عملت‬
‫�إذا انهارت امل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية ال�سابقة‪� ،‬أو ليحل حمل‬
‫على �إدامة �أو دعم احلاالت غري الد�ستورية على نحو‬
‫الد�ستور ال�سابق الذي اعتُرب غري مقبول لأ�سباب تاريخية‬
‫�صارخ‪ .‬امل�شكلة معقدة‪ ،‬وهناك وجهات نظر خمتلفة يف‬
‫�أو عقائدية‪ .‬ويف حالة االنق�سامات املريرة يف املجتمع‪،‬‬
‫و�ضرب املثل ب�أحداث �أبريل‪/‬ني�سان‬ ‫كل حالة على حدا‪ُ .‬‬
‫ف�إن ا�ستخدام د�ستور م�ؤقت ي�سمح باالنق�سامات االنتقالية‬
‫‪ 2010‬يف قريغيز�ستان‪ :‬فقد ر�آها البع�ض انقالب ًا انتهازي ًا‬
‫لل�سلطة قد ي�شكل ا�ستجابة مالئمة على املدى الق�صري‪.‬‬
‫�ضد رئي�س �ضعيف ونظام قمعي فا�سد‪ ،‬يف حني ر�آه‬
‫غري �أن اللجوء �إىل ترتيبات تقا�سم ال�سلطة باعتبارها‬
‫�آخرون انتفا�ضة �شعبية م�شروعة دعمها املجتمع الدويل‪.‬‬
‫ح ًال على املدى الطويل يف �سيناريوهات ما بعد ال�صراع‬
‫واعتمدت جلنة ال�سالم والأمن باالحتاد الأفريقي رد‬
‫�أثار قلق ًا بني العديد من امل�شاركني يف اجتماع املائدة‬
‫فعل مثري لالهتمام �إزاء الأحداث يف م�صر‪� ،‬إذ �أعربت‬
‫امل�ستديرة الذين �أكدوا على احلاجة �إىل امل�صلحة العامة‪،‬‬
‫عن ت�ضامنها مع ال�شعب امل�صري الذي "تتوافق رغبته يف‬
‫بد ًال من م�صالح املجموعات‪ ،‬لإمالء كيفية معاجلة‬
‫الدميقراطية مع ال�صكوك ذات ال�صلة لالحتاد الأفريقي‬
‫امل�شاكل امل�شرتكة‪.‬‬
‫والتزام القارة بتعزيز الدميقراطية واحلكم الر�شيد‬
‫واحرتام حقوق الإن�سان"‪ .‬لذا فقد ا�ستند رد فعل االحتاد‬ ‫وت�ساءل بع�ض امل�شاركني عما �إذا كان ينبغي �أن يكون‬
‫الإفريقي على فكرة �أن الثورات ال�شعبية تكون م�شروعة وال‬ ‫هناك نهج ُمعومل يت�ضمن حقوق الإن�سان واملبادئ‬
‫متثل تغيري ًا غري د�ستوري للحكومة‪ .‬ومن هنا ن�ش�أ ت�سا�ؤل‬ ‫ال�ضمنية التي حتكم عمليات و�ضع الد�ستور‪ .‬ف�إذا كان‬
‫حول احلدود التي ينبغي �أن يلتزم بها للمجتمع الدويل‬ ‫الأمر كذلك‪ ،‬هل ينبغي �أن تكون هيئة �صياغة الد�ستور‬
‫والإقليمي‪ ،‬و�إن كان مل تُطرح �إجابة وا�ضحة و�سهلة‪.‬‬ ‫الوطنية كيان ًا ذا �سيادة‪� ،‬أم كيان ًا حمدود ال�سلطات؟ هل‬
‫ينبغي للحكومات البقاء يف ال�سلطة �إذا كانت ال تدعم تلك‬
‫احلقوق واملبادئ؟ وهل على املجتمع الدويل دور ي�ؤديه يف‬
‫�ضمان �إنفاذ املبادئ امل�شرتكة؟ ورد ًا على هذه الأ�سئلة‪،‬‬
‫كان هناك ت�أييد عام جلعل عملية و�ضع الد�ستور متوافقة‬
‫مع املعايري العاملية حلقوق الإن�سان‪ .‬وال تتعار�ض احلاجة‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الإطار ‪ :2‬املخاطر التي تتهدد الدميقراطية واملنظمات الإقليمية‪ :‬حالة االحتاد الأفريقي )‪ (AU‬ومنظمة‬
‫الدول الأمريكية )‪(OAS‬‬

‫يف حني �أنه ال يزال على الأمم املتحدة تبني موقف ر�سمي ب�ش�أن التغيريات غري الد�ستورية يف احلكومة‪ ،‬متكن كل‬
‫من االحتاد الأفريقي ومنظمة الدول الأمريكية من و�ضع معايري ومبادئ وا�ضحة ب�ش�أن هذه امل�س�ألة‪ .‬كما يت�ضمن‬
‫امليثاق الأفريقي للدميقراطية واالنتخابات واحلكم (‪ ،)2007‬رغم �أنه مل يدخل حيز النفاذ بعد‪ ،‬ن� ًصا يتعلق‬
‫بالتغيريات غري الد�ستورية يف احلكومة‪ ،‬مبا يف ذلك االنقالبات الع�سكرية �ضد احلكومات املنتخبة دميقراطي ًا‪،‬‬
‫وا�ستبدالها باجلماعات املن�شقة امل�سلحة و‪�/‬أو حركات التمرد‪ ،‬ورف�ض احلكومات احلالية التخلي عن ال�سلطة‬
‫للحزب الفائز عقب �إجراء انتخابات حرة ونزيهة ومنتظمة‪.‬‬
‫وكان القرار رقم ‪ 1080‬ملنظمة الدول الأمريكية حمدد ًا للغاية ب�ش�أن تعطل النظام الدميقراطي وكلف باتخاذ‬
‫خطوات حمددة يف مثل هذه احلاالت‪ .‬كما يدعو امليثاق الدميقراطي للبلدان الأمريكية الدول الأع�ضاء يف منظمة‬
‫الدول الأمريكية �إىل العمل ب�شكل جماعي‪ ،‬باعتبار ذلك واجب ًا ملزم ًا ولي�س م�س�ؤولية �أخالقية غام�ضة‪ ،‬ملجابهة‬
‫التهديدات التي تعرت�ض �سبيل الدميقراطية‪ .‬و ُزعم �أنه ينبغي عدم اال�ستهانة ب�أهمية هذه املعايري وال�صكوك وبقوة‬
‫العقوبات الإقليمية ذات ال�صلة‪ ،‬لأنها ت�سهم يف ت�سليط ال�ضوء على التهديدات التي تكتنف الدميقراطية وتدعم‬
‫املجتمع املدين يف �إخ�ضاع احلكومات للم�ساءلة‪.‬‬
‫الديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫دور األمم المتحدة والمنظمات‬


‫اإلقليمية وتأثيرها في تعزيز نهج‬
‫الحكم القائم على الحقوق‬
‫ركزت اجلل�سة الثانية على النظرة �إىل الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية يف حماوالتها لتقدمي امل�ساعدة‬
‫يف الدميقراطية ا�ستناد ًا �إىل مبادئ حقوق الإن�سان وعلى امليزة الن�سبية للأمم املتحدة مقابل اجلهات‬
‫الفاعلة الدولية والإقليمية الأخرى يف هذا املجال‪.‬‬
‫واقرتح امل�شاركون �أن النظرة للأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية تتباين‪ ،‬بح�سب من ت�س�أله‪ ،‬فتُطرح‬
‫وجهات نظر خمتلفة ب�شكل ملحوظ بني املجتمع املدين واحلكومة والأفراد‪ .‬وعلق عدد من امل�شاركني‬
‫على م�س�ألة �أن بع�ض وكاالت الأمم املتحدة ينظر �إليها باعتبارها مرتبطة ارتباط ًا وثيق ًا جد ًا ب�أنظمة �أو‬
‫حكومات غري �شرعية‪� ،‬أو مندجمة معها لأن واليتها تُلزمها بالعمل مع احلكومة‪ .‬وميثل ذلك حتدي ًا خا� ًصا‬
‫للمن�سقني املقيمني الذين يواجهون مع�ضلة اال�ضطرار �إىل العمل مع حكومة �إ�شكالية مع �ضرورة العمل‬
‫على حماية وتعزيز املعايري والقيم الدولية‪.‬‬
‫وناق�ش االجتماع ثالثة مبادئ �أ�سا�سية ينبغي �أن تطبقها الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية يف تعزيز نهج‬
‫الدميقراطية امل�ستند �إىل احلقوق‪ :‬ال�شرعية وامل�صداقية وامل�ساءلة‪.‬‬
‫بالن�سبة لل�شرعية‪� ،‬أفاد امل�شاركون �أن اتخاذ �إجراء يف �أي بلد البد و�أن تكون له جذور را�سخة يف القانون‬
‫الدويل و�أن تدعمه القرارات احلكومية الدولية‪ .‬و�أُ�شري �إىل �أن عدد ًا كبري ًا من معايري حقوق الإن�سان‬
‫غري قابلة لالنتقا�ص‪ ،‬مبعنى �أن الدول لن جتد لنف�سها ذريعة قانونية‪ ،‬حتى يف حاالت الطوارئ‪ ،‬لرف�ض‬
‫احرتام هذه احلقوق‪ .‬و�شدد امل�شاركون �أي� ًضا على �أن �أي م�ساعدة خارجية البد و�أن تكون اجلهة التي‬
‫تقدمها مكلفة بذلك‪� ،‬أي �أنه ينبغي عدم ال�سماح لأي منظمة بالتدخل دون دعوة‪ .‬و �أخري ًا‪ ،‬تعني ال�شرعية‬
‫�أن �أي م�شاركة ينبغي �أن ت�شمل �أي� ًضا الدعوة وبقوة لنهج ت�شاركي يت�ضمن املجتمع املدين‪ .‬و�أكد امل�شاركون‬
‫�أي� ًضا على �أن الأمم املتحدة البد و�أن تعطي اهتمام ًا �أكرب للعمل مع الربملانات‪ ،‬مع التحذير �أي� ًضا من‬
‫اعتبار ف�شل الهياكل ال�سيا�سية (مثل الربملانات والأحزاب ال�سيا�سية) كذريعة لوقف اجلهود الرامية �إىل‬
‫تقوية هذه امل�ؤ�س�سات‪ .‬كما مت حتديد ال�شباب كمجموعة غري تقليدية ميكن للأمم املتحدة العمل معها ‪-‬‬
‫وهي خال�صة �أكدت عليها الأحداث الأخرية يف منطقة ال�شرق الأو�سط‪.‬‬
‫امل�صداقية وهي تعني �أن عمل الأمم املتحدة البد و�أن يرتكز بقوة على القيم العاملية والقانون الدويل‪.‬‬
‫ولكنها حتتاج �أي� ًضا �إىل �أن ت�أخذ الواقع الفعلي يف االعتبار‪ ،‬مبا يف ذلك العمليات املحلية‪ ،‬التي تختلف‬
‫من بلد �إىل �آخر‪ .‬وتنبع امل�صداقية �أي� ًضا من امل�شاركة على املدى الطويل وال �سيما التزام املنظمات‬
‫الدولية مب�شاركة الدرو�س امل�ستفادة حول الأ�ساليب التي جنحت �أو مل تنجح يف �أماكن �أخرى كو�سيلة‬
‫لتجنب �أخطاء املا�ضي‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬دُعيت الأمم املتحدة �إيل جتنب �أي �إجراء ميكن �أن يعر�ضها‬
‫للنقد لتطبيقها معايري مزدوجة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الإطار ‪ :3‬كينيا‪ :‬الدور املحتمل للمجتمع الدويل يف دعم و�ضع الد�ستور‬


‫ا�ستُخدمت كينيا مثاال للدور العملي والداعم الذي ميكن للأمم املتحدة وغريها �أن تقوم به يف عملية بناء‬
‫الدميقراطية‪ .‬ففي عام ‪� ،2003‬شرعت جلنة مراجعة د�ستور كينيا يف عملية مراجعة الد�ستور‪ .‬وكان �إ�شراك ن�سبة‬
‫كبرية من عامة ال�سكان يف و�ضع الد�ستور حدث ًا غري م�سبوق‪ ،‬ال �سيما من حيث م�شاركة املر�أة‪ .‬وكان من الوا�ضح‬
‫�أن الكينيني العاديني ي�شعرون بالقلق �إزاء حقوقهم الأ�سا�سية (مثل كيفية �إعالة �أ�سرهم)‪ ،‬بينما كانت الطبقة‬
‫ال�سيا�سية �أكرث قلق ًا ب�ش�أن �إنهاك ال�سلطة يف ال�سلطة التنفيذية‪ .‬ويف حني �أن العديد من ال�سيا�سيني مل يكونوا حتى‬
‫على علم مبيثاق احلقوق‪ ،‬لعبت الأمم املتحدة دور ًا هام ًا يف تثقيف النا�س حول حقوقهم من خالل برنامج للرتبية‬
‫املدنية‪ .‬وتُوجت هذه العملية بد�ستور جديد‪ ،‬متت مناق�شته يف م�ؤمتر وطني‪ .‬ومت الت�صويت على م�سودته (التي‬
‫تلب توقعات غالبية الكينيني وقوبلت‬‫كانت حتمل ا�سم م�سودة واكو) يف ا�ستفتاء عام ‪ 2005‬لكنها يف النهاية مل ِ‬
‫بالرف�ض‪ .‬ومرة �أخرى وب�سبب برنامج �ضخم للرتبية املدنية‪ ،‬كان الكينيون يدركون �أن العديد من الق�ضايا التي مت‬
‫ت�ضمينها يف امل�سودة كانت مثار جدل و�أنها مت تزييفها من امل�سودات الأ�صلية‪ ،‬ومن ثم �صارت ال تلبي مطالبهم‪.‬‬
‫وبد�أ العمل مرة �أخرى عام ‪ 2008‬و�أخري ًا �صدر الد�ستور اجلديد يف �أغ�سط�س‪�/‬آب عام ‪.2010‬‬

‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫اقتح تطبيق نظام‬‫و�أخري ًا‪ ،‬وفيما يتعلق بامل�ساءلة‪ُ ،‬‬ ‫ت�أمل �أحد امل�شاركني �صعوبة املداومة على امل�شاركة على‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬ ‫لتقييم نتائج مقدار الدعم املقدّم‪ .‬ويعني ذلك �أي� ًضا �أن‬ ‫املدى الطويل‪ ،‬م�شري ًا �إىل �أن املجتمع الدويل كثري ًا ما‬
‫المتحدة‬
‫ال�سلطات واملجتمعات يحق لها التحدث و�أن املنظمات‬ ‫يتفاعل فقط يف �أوقات الطوارئ الإن�سانية �أو الأمنية‪.‬‬
‫الدولية ينبغي �أن تكون على ا�ستعداد لال�ستماع بعناية‬ ‫ومبجرد انتهاء حالة الطوارئ‪ ،‬ي�صبح من ال�صعب‬
‫فائقة ملا لديها حول ت�أثري �أي م�ساعدة‪ .‬وتتطلب امل�ساءلة‬ ‫تربير البقاء على الأر�ض واال�ستمرار يف دعم البلد‬
‫�أن تكون املنظمات الدولية والإقليمية قادرة على "رف�ض"‬ ‫املعني‪ .‬وتت�ضح ال�صعوبة ذاتها عند ت�أمل العمليات‬
‫طلب بلد معني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهذا �أمر معقد لأنه ال توجد‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬نظر ًا لطول الفرتة الزمنية الالزمة‬
‫معايري منهجية �أو مبادئ توجيهية يف هذا ال�صدد‪.‬‬ ‫لت�أ�سي�س الدميقراطيات‪ ،‬مما ي�شري �إىل احلاجة �إىل ر�ؤية‬
‫دعم الدميقراطية كعملية م�ستمرة ولي�ست كعملية يدفعها‬
‫ي�شكل الو�ضع الراهن يف منطقة ال�شرق الأو�سط حتدي ًا‬
‫احلدث‪ .‬وناق�ش امل�شاركون �أي� ًضا التوترات التي تن�ش�أ يف‬
‫بالغ الأهمية ملنظومة الأمم املتحدة‪ ،‬كما علق �أحد‬
‫حاالت ما بعد ال�صراع بني حقوق الإن�سان والقرارات‬
‫امل�شاركني ب�أن ف�شل الأمم املتحدة يف �أن ت�ؤدي دور ًا وثيق‬
‫املتخذة بالو�سائل الدميقراطية‪ ،‬مما قد يحد من نطاق‬
‫ال�صلة �سيدفع البلدان �إىل �أماكن �أخرى طلب ًا للدعم‪.‬‬
‫احلقوق املحمية من �أجل �ضمان الأمن‪ .‬ومبوجب املعايري‬
‫و�إذا كانت الأمم املتحدة ناجحة يف فهم �أحداث الربيع‬
‫الدولية حلقوق الإن�سان والعديد من الد�ساتري الوطنية‪،‬‬
‫العربي واال�ستجابة لها‪ ،‬ف�سيثمر ذلك عن فر�ص هائلة‬
‫ف�إن التهديدات الأمنية قد تربر بع�ض القيود املفرو�ضة‬
‫للأمم املتحدة لي�س فقط من حيث نظرتها للمنطقة ولكن‬
‫على احلريات واحلقوق الفردية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد �شدد‬
‫�أي� ًضا من حيث دفع عجلة الدميقراطية وحقوق الإن�سان‬
‫امل�شاركون على �أن املجتمع الدويل يتحمل م�س�ؤولية‬
‫يف املنطقة ويف �أماكن �أخرى‪ .‬غري �أن النجاح �سيعتمد‬
‫الت�شديد على �أن القرارات التي تتخذها الهيئات املن�ش�أة‬
‫على اعرتاف الأمم املتحدة بالعنا�صر املحددة يف هذه‬
‫بال�سبل الدميقراطية ينبغي �أن تتما�شى دائم ًا مع مبادئ‬
‫الأحداث (انظر الإطار ‪.)4‬‬
‫حقوق الإن�سان‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫االطار ‪ :4‬الربيع العربي‪ :‬العوامل الرئي�سية يف التحوالت ال�سيا�سية‬


‫• �أ�صبحت الدميقراطية يف ذاتها ُينظر �إليها ب�شكل متزايد على �أنها حق من حقوق الإن�سان و�صارت ُينادى بها‬
‫على هذا الأ�سا�س‪.‬‬
‫• �أثبت املجتمع املدين �أنه حمرك العملية‪ ،‬كما يحظى ال�شباب بقدرة خا�صة على الت�أثري‪.‬‬
‫• لعبت الن�ساء دور ًا حا�سم ًا‪ ،‬كما �أ�شار البع�ض �إىل �أن املجتمع الدويل مل ي ِع �ضخامة عدد الن�ساء امل�شاركات يف‬
‫الثورات وتنوعهن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫• كان دور الدين هاما‪ ،‬ورمبا �شكل مع�ضلة للمجتمع الدويل الذي يعطي الأولوية للفهم العلماين القانوين ملفهوم‬
‫حقوق الإن�سان‪ .‬و ُزعم �أن و�ضع الد�ستور وتنفيذ الإطار الدميقراطي يتطلبان عملية تعك�س حق ًا الأ�صوات التي‬
‫متثل جزء ًا من الدميقراطية‪.‬‬
‫• يجري ا�ستجواب امل�ؤ�س�سات التقليدية كالأحزاب ال�سيا�سية والربملان لي�س ب�سبب ارتباطها باحلكومات القدمية‪،‬‬
‫ولكن ب�سبب افتقارها للفاعلية‪ .‬ومع ذلك ح ّذر امل�شاركون من اعتبار ف�شل الهياكل ال�سيا�سية ذريعة لرف�ض‬
‫العمل معها بد ًال من تعزيز امل�ؤ�س�سات على املدى الطويل‪.‬‬

‫ما‪ ،‬بل ينبغي عليها �أن ت�سمح للعمليات بالتقدم‬ ‫�إذا �أرادت الأمم املتحدة ا�ستخدام ميزاتها الن�سبية لدعم‬
‫بال�سرعات التي تنا�سبها‪ .‬وينبغي �أن يكون هدف‬ ‫العمليات الدميقراطية‪ ،‬فعليها �إيجاد طريقة لتح�سني‬
‫الأمم املتحدة وغريها هو الإبقاء على النقا�ش حول‬ ‫ا�ستخدام ما متتلكه من جوانب القوة الواقعة حتت‬
‫الدميقراطية واحلقوق مفتوح ًا بد ًال من حماولة‬ ‫ت�صرفها بالفعل‪ .‬وهي ت�شمل ما يلي‪:‬‬
‫التحدث نياب ًة عن املجتمعات �أو متثيلها‪ .‬ودعا �أحد‬
‫�سلطة و�ضع املعايري‪ :‬الأمم املتحدة هي امل�ؤ�س�سة‬ ‫•‬
‫امل�شاركني �إىل الرتكيز على جتارب بلدان اجلنوب‬
‫العاملية الرئي�سية املناط بها و�ضع معايري القانون‬
‫من خالل �إ�شراك املزيد من البلدان املتلقية يف‬
‫الدويل‪ .‬ولهذه ال�سلطة قيمة خا�صة يف فر�ض قيود‬
‫املناق�شات‪.‬‬
‫على حجة الن�سبية الثقافية يف جمال حقوق الإن�سان‬
‫�سلطة ال�شرعية‪ :‬ت�شكل �شرعية الأمم املتحدة جزء ًا‬ ‫•‬
‫و�ستلعب بال �شك دور ًا مماث ًال يف جمال الدميقراطية‪.‬‬
‫كبري ًا من قوتها‪ .‬واعتقاد ال�شعوب يف �شرعية منظمة‬ ‫ويف حني �أن احلاجة �إىل توافق الآراء بني الدول‬
‫ما هو م�صدر قوة لها‪ ،‬ال �سيما بالن�سبة ملنظمة مثل‬ ‫الأع�ضاء متيل �إىل �إفراز معايري وحلول مبنية على‬
‫الأمم املتحدة التي ال متلك �سوى االعتماد على‬ ‫القا�سم امل�شرتك الأدنى‪ ،‬فقد جنح الأمني العام يف‬
‫قوة الإقناع‪ ،‬بد ًال من احلوافز الأخرى (كاملالية‬ ‫ا�ستخدام مذكراته التوجيهية (مثل املذكرة التوجيهية‬
‫والع�سكرية) ملمار�سة الت�أثري‪.‬‬ ‫للدميقراطية) كو�سيلة لتعزيز خطة الدميقراطية‬
‫القدرة على احلماية‪ :‬رغم �صعوبة تنفيذها وعدم‬ ‫•‬ ‫داخل الأمم املتحدة‪.‬‬
‫ا�ستخدامها بالقدر الكايف‪ ،‬تُعد هذه القدرة �أحد‬ ‫�سلطة عقد االجتماعات‪ ،‬على امل�ستوى العاملي‬ ‫•‬
‫جوانب القوة الهامة للأمم املتحدة‪.‬‬ ‫والإقليمي والوطني واملحلي‪ :‬للأمم املتحدة �سلطة‬
‫القدرة على الن�شر‪ :‬تتمتع الأمم املتحدة بقدرة هائلة‬ ‫•‬ ‫هائلة لعقد االجتماعات �أينما ومتى �أرادت �أن‬
‫على ن�شر الر�سائل وتوزيعها يف جميع �أنحاء العامل‬ ‫متار�سها‪ .‬و�أ�شري �إىل �أن الأمم املتحدة ينبغي �أال‬
‫من خالل �شبكتها العاملية وا�سعة النطاق‪ .‬وميكن‬ ‫حتاول ا�ستخدام هذه ال�سلطة لل�سيطرة على عملية‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫اتساق األمم المتحدة في‬


‫بناء الحكم الديمقراطي‬
‫المستدام استناداً إلى‬ ‫زيادة ذلك �إىل احلد الأق�صى �إذا ا�ستغلت املنظمة‬
‫سيادة القانون‬ ‫تكنولوجيات االت�صال اجلديدة‪.‬‬
‫القدرة على الإلهام‪ :‬ميكن للأمم املتحدة تزويد‬ ‫•‬

‫ركزت اجلل�سة الثالثة على ات�ساق الأمم املتحدة من عدد من الزوايا‪ :‬االت�ساق‬ ‫القادة بالإلهام والقوة‪ ،‬وهو ما ات�ضحت �أهميته حتى‬
‫املفاهيمي لنهج الدميقراطية القائم على حقوق واالت�ساق يف تنفيذ الأمم املتحدة‪،‬‬ ‫الآن ب�شكل خا�ص فيما يخ�ص ق�ضايا حماية البيئة‪.‬‬
‫واالت�ساق يف النهج الذي تتبعه الأمم املتحدة يف �إ�شراك املجتمع املدين يف �ش�أن م�س�ألة‬ ‫وميكن خلطة حقوق الإن�سان والدميقراطية اال�ستفادة‬
‫الدميقراطية‪.‬‬ ‫من هذه التجربة‪.‬‬
‫قوة املعرفة‪ :‬متتلك الأمم املتحدة قاعدة معلومات‬ ‫•‬
‫هائلة لأف�ضل املمار�سات والدرو�س امل�ستفادة التي‬
‫الإطار ‪ :5‬تعزيز الروابط بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان يف الأمم املتحدة‬
‫ينبغي ا�ستخال�صها ون�شرها‪.‬‬
‫عند درا�سة كيفية التقريب بني وكاالت و�إدارات الأمم املتحدة لتقوية ال�صلة بني‬
‫الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ُ ،‬قدم عدد من االقرتاحات‪:‬‬
‫• الت�شديد على مفهوم ال�صلة التي ال تنف�صم بني الدميقراطية وحقوق‬
‫الإن�سان من �أعلى قمة الأمم املتحدة‪.‬‬
‫• بذل اجلهود الإ�ضافية لن�شر ُن ُهج حقوق الإن�سان وبناء الدميقراطية يف جمال‬
‫التنمية‪.‬‬
‫• �إدماج ُن ُهج حقوق الإن�سان وبناء الدميقراطية يف الربامج وامل�شاريع ذات‬
‫ال�صلة على ال�صعيد العاملي والإقليمي والقطري‪.‬‬
‫• �ضمان قدر �أكرب من الكفاءة املهنية‪ ،‬ال �سيما وجود كوادر مطلعة ومدربة‬
‫تدريب ًا جيد ًا من املوظفني يف املوقع‪.‬‬
‫• تخ�صي�ص قدر �أكرب من التمويل للحكم الدميقراطي القائم على حقوق‬
‫الإن�سان للم�ساعدة يف حتويل ب�ؤرة الرتكيز‪.‬‬

‫من حيث االت�ساق املفاهيمي‪ ،‬ر�أى االجتماع �أن ال�صالت بني حقوق الإن�سان‬
‫والدميقراطية قد حتددت بو�ضوح يف كل من الكتابات الأكادميية والأطر املعيارية‪.‬‬
‫وتت�ألف الهياكل التي ي�ستند �إليها ال�صرح اله�ش للدميقراطية من �إطار حلقوق‬
‫الإن�سان ي�شمل جميع فئاتها‪ :‬املدنية والثقافية واالقت�صادية وال�سيا�سية واالجتماعية‪.‬‬
‫ومن الناحية التنفيذية‪ ،‬يتكون الإطار مما يلي‪ :‬الت�صويت وامل�شاركة ال�سيا�سية كما‬
‫هي حمددة بو�صفها حق من حقوق الإن�سان يف العهد الدويل ‪ICCPR‬؛ و�إعطاء الأولوية‬
‫حلرية تكوين اجلمعيات والتجمع وحرية التعبري والر�أي‪ ،‬مبا يف ذلك و�سائل الإعالم‬
‫امل�ستقلة؛ و�إقامة نظام تعددي ت�شارك فيها �أحزاب املعار�ضة دون النظر �إليها وك�أنها‬
‫عدو ولكن كحافز م�ستمر ملن هم يف ال�سلطة لتح�سني �أدائهم �أو التنحي حني يقرر‬
‫الناخبون ذلك؛ ونظام د�ستوري يعلي حقوق الإن�سان ومبادئ الدميقراطية و�سيادة‬
‫القانون وحماية الأقليات‪ ،‬وحقوق الإن�سان التي يحميها الد�ستور �ضد جتاوزات‬
‫الأغلبية امل�ؤقتة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫و�أ�شار امل�شاركون �إىل احلجج وعدم الو�ضوح حول الثقل‬ ‫هذه كلها مفاهيم جمعتها وثائق الأمم املتحدة مبا يف‬
‫الذي ينبغي �أن ُيعطى للحقوق العاملية مقابل احلقوق‬ ‫ذلك جدول �أعمال الأمم املتحدة لإر�ساء الدميقراطية‬
‫اال�ستثنائية و�أ�شاروا �إىل �أن هناك حاجة �إىل االت�ساق حول‬ ‫(بطر�س غايل‪ )1996 ،‬واملذكرة التوجيهية الأحدث‬
‫�أي من حقوق الإن�سان ينبغي �أن مينحها املجتمع الدويل‬ ‫للأمني العام عن الدميقراطية (الأمني العام للأمم‬
‫الأولوية‪ .‬وزعم العديد منهم �أن الدميقراطية احلقيقية‬ ‫املتحدة‪2009 ،‬ب)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ت�ساءل امل�شاركون عن‬
‫يجب �أن ت�شمل عملية ت�شاورية و�أ�ضافوا �إن �ضرر ًا ما قد‬ ‫معنى ذلك عملي ًا بالن�سبة للأمم املتحدة‪ ،‬وعلى وجه‬
‫يقع عندما يتحدث املجتمع الدويل عن احلقوق نياب ًة‬ ‫اخل�صو�ص‪� ،‬أين �ستجد الأمم املتحدة املوارد كي حتتل‬
‫عن ال�شعوب التي ميكنها �أن تعرب عن نف�سها ‪ -‬و�إن‬ ‫الدميقراطية �أولوية عالية بالقدر الكايف يف منظومة‬
‫كان املجتمع الدويل قد ال يرتاح لأرائهم‪ .‬وت�ساءل �أحد‬ ‫الأمم املتحدة ل�ضمان ال�سل�سلة املت�صلة للم�شاركة‬
‫امل�شاركني عن رد فعل الأمم املتحدة �إذا ُ�سن قانون يدعم‬ ‫الالزمة‪.‬‬
‫ت�شويه الأع�ضاء التنا�سلية عرب العمليات الدميقراطية‬
‫يتمثل �أحد املخاوف ذات ال�صلة يف �أن مكاتب الأمم‬
‫بالكامل وبت�أييد من الغالبية العظمى من ال�سكان‪.‬‬
‫املتحدة املختلفة ت�شغل نقاط ًا خمتلفة يف ال�سل�سلة املت�صلة‬
‫وقيل �إن دور املجتمع الدويل ينبغي �أال يتمثل يف تعزيز‬ ‫بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪� .‬أما مفهوم "�أمم‬
‫منوذج معني للدميقراطية‪ ،‬و�إمنا م�ساعدة النا�س يف‬ ‫متحدة واحدة" فال يزال ‪ -‬رغم اختالف الآراء ‪ -‬لي�س‬
‫عمليات احلوار ال�شامل والت�شاركي من خالل ا�ستخدام‬ ‫�سوى مفهوم ًا �أكرث من كونه واقع ًا ملمو� ًسا‪ ،‬وقد �أثر ذلك‬
‫الأمثلة اجليدة‪ .‬واقرتح �آخرون �أن الدور املنا�سب للأمم‬ ‫على قدرة الأمم املتحدة على توفري الدعم على املدى‬
‫املتحدة هو تعزيز احلوار حول حقوق الإن�سان و�ضمان‬ ‫الطويل‪ ،‬بالنظر �إىل �أن التحوالت الدميقراطية تكون‬
‫توافر املوارد الالزمة ملثل هذا احلوار‪.‬‬ ‫غري مكتملة وغري م�ستدامة �إذا مل ت�شتمل على �إ�صالحات‬
‫م�ؤ�س�سية منا�سبة‪.‬‬

‫الإطار ‪ :6‬نيبال‪� :‬أهمية احلوار يف بناء الدميقراطية‬


‫يو�ضح مثال نيبال �أهمية احلوار يف بناء �إطار دميقراطي للبلد‪ ،‬ف�ض ًال عن دور املعايري الدولية‪ .‬فبعد توقيع معاهدة‬
‫ال�سالم عام ‪ُ ،2008‬كلفت اجلمعية الت�أ�سي�سية النيبالية املنتخبة حديث ًا بكتابة د�ستور جديد‪ .‬ونظر ًا لل�سياق متعدد‬
‫الثقافات فيما بعد ال�صراع والذي كانت اجلمعية تعمل يف ظله‪ ،‬فقد �ألزمها الد�ستور امل�ؤقت باتخاذ قرارات بتوافق‬
‫الآراء‪ .‬وجتاوز هذا املفهوم ال�شامل التعريفات الإجرائية واملو�ضوعية للدميقراطية‪ .‬فو�صل �إىل الدميقراطية‬
‫التوافقية والدميقراطية التداولية بو�صفها و�سيلة التخاذ القرارات‪.‬‬
‫نظرا حلالة تفتت املجتمع‪ ،‬وافق �أع�ضاء اجلمعية الت�أ�سي�سية على �أنه‪ ،‬نظر ًا �إىل �أن نيبال قد �صدقت على عدد‬
‫من ال�صكوك الدولية حلقوق الإن�سان‪ ،‬ف�إن ديباجة الد�ستور يجب �أن تعرتف مببادئ ميثاق الأمم املتحدة‪ .‬وبهذه‬
‫الطريقة‪ ،‬مت و�ضع �إطار ي�ستند �إىل احلقوق ميكن �أن يوافق عليه اجلميع ليناق�شوا بعد ذلك كيف ميكن �أن ينجح‬
‫و�ضرب مثال على ذلك مب�س�ألة اجلن�سية‪ ،‬املعرتف بها يف القانون الدويل‪ .‬ويف نيبال‪،‬‬ ‫ذلك الإطار يف �سياق نيبال‪ُ .‬‬
‫كانت �صياغة ن�ص احلقوق فيما يتعلق باجلن�سية متتاز بال�شمولية والديناميكية‪ ،‬مما ي�ضمن احلقوق جلميع‬
‫املجموعات املعرتف بها يف نيبال واعتبار التعامل مع �أي �شخ�ص كمنبوذ يف �أي �سياق جرمي ًة‪ .‬ويعترب نطاق هذه‬
‫احلقوق و�سيلة ا�ستثنائية للتحول االجتماعي يف نيبال‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫حيث ت�ضمن �إدراك ال�شعوب ملا يجب القيام به وتدير‬ ‫وقيل �أي� ًضا �إن دور املجتمع الدويل يتمثل يف تقدمي‬
‫التوقعات ب�ش�أن ما ميكن حتقيقه‪ .‬ونظر ًا لذلك‪ ،‬اقرتح‬ ‫م�ساهمة مو�ضوعية ا�ستناد ًا �إىل القانون واملبادئ الدولية‪.‬‬
‫امل�شاركون �أن تركز املنظمات الدولية على تعزيز الربملان‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬يجب �أن تتوافر الآليات الداخلية يف‬
‫للم�ساعدة يف جعله جزء ًا من احلل من خالل دعم‬ ‫الأمم املتحدة للتعلم من عملها ولتوجيه الأمم املتحدة‬
‫الإجراءات الرامية �إىل زيادة متثيل املر�أة وتعزيز دورها‬ ‫نحو الأهداف التي تتما�شى مع املبادئ والأهداف‬
‫يف الربملان‪ ،‬مع �ضمان وجود م�ساحة كافية للمعار�ضة‬ ‫الأ�سا�سية لها‪ ،‬بد ًال من �أن توجهها الأحداث‪ .‬وبالتايل‬
‫يف الإجراءات الربملانية‪ ،‬وو�ضع وتطبيق مدونات قواعد‬ ‫ف�إن دور املجتمع الدويل ال يقت�صر فقط على تعزيز‬
‫ال�سلوك والأخالق الربملانية التي تو�صل القيم �إىل‬ ‫احلوار و�إتاحة املوارد الالزمة‪ ،‬ولكن ي�شمل �أي� ًضا لعب دور‬
‫الناخبني‪ ،‬مع �ضمان احرتام حرية التعبري‪ ،‬والرتكيز على‬ ‫بناء من خالل االنخراط يف م�شاورات وتبادل اخلربات‬
‫ال�شفافية و�سهولة الو�صول اجلمهور �إىل الربملان‪.‬‬ ‫الدولية‪ ،‬مع الإ�صرار على القواعد واملعايري املقبولة دولي ًا‪.‬‬
‫ناق�ش امل�شاركون االت�ساق بني املنظمات الإقليمية والدولية‬
‫يف م�شاركتها املدنية يف البلدان التي متر بالتحوالت‬
‫الدميقراطية‪ .‬ويتمثل �أحد التحديات يف احلاجة �إىل‬
‫تواجد ثابت يف البالد للحفاظ على عالقة فعالة مع‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫املجتمع املدين‪ .‬وذلك لي�س متاح ًا جلميع وكاالت الأمم‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬ ‫املتحدة‪ .‬ومع ذلك بالن�سبة للأمم املتحدة ي�شكل التواجد‬
‫المتحدة‬
‫داخل البالد حتدي ًا حيث ُيطلب من بع�ض الوكاالت العمل‬
‫ب�شكل وثيق مع احلكومة‪ ،‬لذلك فاعتبارها متحالفة‬
‫ب�شكل مبا�شر �أو غري مبا�شر مع املعار�ضة �سيجعل‬
‫موقفها مزعزع ًا للغاية‪ .‬و�أُو�صي ب�أن هناك حاجة �إىل‬
‫جهود على نطاق الأمم املتحدة برمتها لتح�سني الدعم‬
‫ملنظمات املجتمع املدين التي ت�سعى ب�إخال�ص �إىل حتقيق‬
‫الدميقراطية و�أهداف حقوق الإن�سان‪ ،‬حتى عندما تقع‬
‫تلك املنظمات حتت �ضغط هائل من جانب احلكومة‪.‬‬
‫وذكر �أحد امل�شاركني �أن بعثات حفظ ال�سالم والبعثات‬
‫ال�سيا�سية اخلا�صة تتيح فر�صة هائلة لزيادة دور منظمات‬
‫املجتمع املدين وبروزها على ال�ساحة‪.‬‬
‫وركزت املناق�شة على اخلوف من �أن املنظمات الدولية‬
‫تفتقر �إىل املعرفة الكافية حول كيفية التعامل مع‬
‫الربملانات وكثري ًا ما وجدت �أنه من الأ�سهل العمل مع‬
‫املجتمع املدين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فالربملانات تنه�ض بدور‬
‫فريد يف بناء دميقراطية م�ستدامة تقوم على �سيادة‬
‫القانون ومبادئ حقوق الإن�سان‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل دورها يف‬
‫الت�شريع‪ ،‬ت�ؤدي الربملانات دور ًا �أ�سا�سي ًا يف الرتبية املدنية‪،‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫االستنتاجات والتوصيات‬
‫تعميق فهم نهج الدميقراطية القائم على احلقوق‪:‬‬ ‫االستنتاجات‬
‫وجد امل�شاركون �صعوبة يف مفهوم نهج الدميقراطية‬
‫القائم على احلقوق‪ .‬ويف حني �أن نهج التنمية القائم‬ ‫العالقة بين الديمقراطية وحقوق‬
‫غي من نوعية امل�ساعدة الإمنائية ب�شكل‬ ‫على احلقوق قد ّ‬ ‫اإلنسان‬
‫مبا�شر‪� ،‬إال �أن نهج الدميقراطية القائم على احلقوق‪،‬‬ ‫االعرتاف بالرتابط املتبادل بينهما‪ :‬اتفق امل�شاركون‬
‫على الرغم من �أنه �صحيح �أي� ًضا‪ ،‬قد ثبت �أنه �أكرث‬ ‫على �أن ال�صلة بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان هي‬
‫�صعوبة‪ .‬والدميقراطية نظام معقد ي�ستغرق وقت ًا طوي ًال‪.‬‬ ‫�صلة متبادلة ومعقدة وتعتمد على الطرفني وي�ستمد كل‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ف�إن و�صفه ب�أنه ال�شكل "الأقل �سوء ًا" للحكم‬ ‫طرف فيها الدعم والتكافل من الآخر ‪ -‬ويرى بع�ض‬
‫هو جمرد �صياغة �أخرى لعبارة "الأف�ضل رغم كونه �صعب ًا‬ ‫امل�شاركني �أن امل�صطلح الأن�سب الذي يجب ا�ستخدامه‬
‫ولي�س �سه ًال"‪ .‬و�أثناء بناء الدميقراطية‪ ،‬من ال�ضروري �أن‬ ‫لو�صفها هو �أنها �صلة "ي�ؤ�س�سها الطرفان"‪ .‬فال ميكن‬
‫نتذكر �أن "النجاح العملي" و"الفعالية" و"الكفاءة" يجب‬ ‫تعريف الدميقراطية دون حقوق الإن�سان ‪ .‬وال ميكن‬
‫�أن تكون من بني �سماتها الت�أ�سي�سية‪.‬‬ ‫حماية حقوق الإن�سان ب�شكل فعال �إال يف دولة دميقراطية‪.‬‬
‫دعم عملية بناء الدميقراطية امل�ستدامة والقائمة‬ ‫والدميقراطية الوظيفية التي ت�ستوعب التنوع وتعزز‬
‫على احلقوق‪ :‬نوق�شت م�س�ألة اال�ستدامة �أي� ًضا‪� ،‬إذ �أ�شار‬ ‫امل�ساواة وحتمي احلريات الفردية �أ�صبحت على نحو‬
‫امل�شاركون �إىل �أن بناء نهج الدميقراطية القائم على‬ ‫متزايد �أف�ضل رهان �ضد تركز ال�سلطة يف �أيدي عدد قليل‬
‫احلقوق ميكن �أن ي�ستغرق وقت ًا طوي ًال‪ .‬كما �أنها لي�ست‬ ‫من الأفراد وما يرتتب على ذلك حتم ًا من انتهاك حقةق‬
‫عملية تراكمية ت�سري يف خط م�ستقيم‪ ،‬بل من املمكن‬ ‫الإن�سان‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬ينبع �أكرب قدر من احلماية حلقوق‬
‫�أن تنهار ب�سهولة‪ .‬وميكن لتيار اجتثاث الدميقراطية‬ ‫الإن�سان من �إطار دميقراطي م�ستدام يرتكز على �سيادة‬
‫الزاحف �أن يتخذ �شكل تعديالت �صغرية لكنها ت�ؤثر على‬ ‫القانون‪.‬‬
‫العنا�صر الهامة للهياكل ال�سيا�سية‪ .‬وتتطلب الدميقراطية‬ ‫اال�ستجابة لدعوات �إقامة احلكم الدميقراطي‬
‫امل�ستدامة القائمة على احلقوق‪ ،‬من بني �أمور �أخرى‪� ،‬أن‬ ‫واحلقوق‪� :‬إن الدعوة املثرية للتغيري التي عمت �أنحاء‬
‫يكون املواطنون على دراية بحقوقهم‪ ،‬و�أن يتم ت�شجيع‬ ‫�أفريقيا وال�شرق الأو�سط اعتُربت مزيج ًا من الدعوة‬
‫امل�شاركة ال�سيا�سية العامة من خالل االنتخابات وامل�شاركة‬ ‫�إىل احلكم الدميقراطي امل�ستدام وال�شامل والدعوة‬
‫الن�شطة يف احلكم املحلي‪ ،‬ف�ض ًال عن �ضمان امل�ساءلة‬ ‫�إىل نيل احلقوق‪ .‬و ُينظر �إىل الإ�صالحات الدميقراطية‬
‫امل�ؤ�س�سية وال�شفافية‪.‬‬ ‫وا�ستعادة حماية حقوق الإن�سان ك�شطري الر�ؤية الرامية‬
‫�إىل التغيري‪� .‬إن الدميقراطية وحقوق الإن�سان حترزان‬
‫دور األمم المتحدة في تعزيز ودعم‬ ‫تقدم ًا على ال�صعيد العاملي‪ :‬فهناك املزيد من االنتخابات‬
‫نهج الديمقراطية القائم على الحقوق‬ ‫الدميقراطية احلرة التي جتري يف جميع �أنحاء العامل‪،‬‬
‫لعب دور فعال يف الدعوة‪ :‬حدد امل�شاركون م�صدر ًا‬ ‫كما يتم ر�صد حقوق الإن�سان �أكرث من �أي وقت م�ضى‪.‬‬
‫للتوتر يف منظومة الأمم املتحدة بني ما �إذا كانت الأمانة‬ ‫كذلك حدث تقدم يف �آليات حماية وتعزيز حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫ملزمة بالقدر الأدنى من �إجماع الدول الأع�ضاء يف الأمم‬ ‫وقد جنح الربيع العربي يف �إعادة تن�شيط جمتمع دعم‬
‫املتحدة‪� ،‬أم �أنه بو�سعها �أن تعمل ب�شكل م�ستقل ك�إحدى‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬مما �شجع النا�س على العمل و�أ ّكد للمجتمع‬
‫�أ�صحاب امل�صلحة امل�ستقلني يف تعزيز حقوق الإن�سان‬ ‫الدويل �أنه ي�سري على الطريق ال�صحيح يف جهوده لإعطاء‬
‫والدميقراطية‪ .‬وت�أييد ًا للخيار الأخري‪ ،‬تن�ص املادة ‪99‬‬ ‫الأولوية لهذه امل�س�ألة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫ذلك العالقات مع الربملانات واملجتمع املدين ‪ -‬وخا�ص ًة‬ ‫من ميثاق الأمم املتحدة على �أنه "للأمني العام �أن ينبه‬
‫العالقات مع الن�ساء وغريهن من الفئات املحرومة‪ .‬ويف‬ ‫جمل�س الأمن �إىل �أية م�س�ألة يرى �أنها قد تهدد حفظ‬
‫ال�سياق نف�سه‪ ،‬من املمكن زيادة تعزيز دور الأمم املتحدة‬ ‫ال�سلم والآمن الدويل"‪( .‬الأمم املتحدة‪ .)1945 ،‬يعني‬
‫من خالل تعميق �شراكاتها مع اجلهات الفاعلة الإقليمية‬ ‫ذلك �أن الأمني العام لديه م�س�ؤولية جلية‪ ،‬حتدد �أي� ًضا‬
‫والدولية التي و�ضعت بالفعل معايري �إقليمية و�أطر ًا‬ ‫موقف الأمانة العامة للأمم املتحدة ب�أكملها‪.‬‬
‫معيارية للدميقراطية‪.‬‬
‫�إذا كانت الأمم املتحدة تعتزم اتخاذ �أي �إجراء ب�ش�أن �أي‬
‫�سد الفجوة بني البيانات والعمل‪� :‬إن االنتقال من بيانات‬ ‫ق�ضية‪ ،‬فيجب �أن تكون م�سلحة بالقيم والقواعد العاملية‪.‬‬
‫ال�سيا�سات �إىل التنفيذ العملي �أمر معقد‪ .‬وتُف�ضل الأمم‬ ‫يتمثل جزء من دور الأمم املتحدة يف الإ�ضافة �إىل تطوير‬
‫املتحدة‪� ،‬ش�أنها �ش�أن اجلهات الفاعلة الدولية والإقليمية‬ ‫معايري و�سيا�سات الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ .‬ومتثل‬
‫الأخرى‪ ،‬الرتكيز على الأحداث بد ًال من العملية كي ال‬ ‫املذكرة التوجيهية ب�ش�أن الدميقراطية خطوة رئي�سية‬
‫تتجاوز كونها مزود ًا للخدمة وتدخل �إىل عامل ال�سيادة‪.‬‬ ‫يف هذا ال�صدد‪ .‬وكان الأمني العام قد قام ب�إعداد هذه‬
‫وي�صعب على اجلهات الفاعلة اخلارجية �أن ت�شارك‬ ‫الوثيقة ب�صفته امل�ستقلة‪ ،‬ومن ثم فهي وثيقة رفيعة‬
‫بعمق يف م�سائل مثل �أنظمة احلكم �أو و�ضع الد�ستور وهي‬ ‫امل�ستوى بالغة الت�أثري‪ .‬وثمة اعرتاف ب�أن الأمم املتحدة‬
‫�أمور لها ت�أثري حا�سم على م�ستقبل البالد‪ .‬وينبغي �أن‬ ‫ت�ضطلع مب�س�ؤولية تويل زمام املناق�شة حول عاملية حقوق‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫ي�ستند �أي دعم دويل على القيم واملعايري العاملية‪ ،‬و�أن‬ ‫الإن�سان والدميقراطية‪ ،‬ا�ستناد ًا �إيل اخلربة العاملية‪.‬‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬
‫يوفر �أي� ًضا املعرفة املقارنة حول الأ�ساليب التي جنحت‬
‫�أو مل تنجح يف �أماكن �أخرى‪ .‬وهناك حاجة �إىل االت�ساق‬ ‫حتديد نطاق دور الأمم املتحدة يف الدعوة يف جميع‬
‫الهيكلي للأمم املتحدة لي�س فقط يف جمال حقوق الإن�سان‬ ‫�أنحاء العامل‪ :‬تناولت كل دورة من دورات املائدة‬
‫والدميقراطية‪ :‬فهي م�شكلة �أو�سع نطاق ًا يتعني على الأمم‬ ‫امل�ستديرة م�س�ألة مدى عمق م�شاركة الأمم املتحدة يف‬
‫املتحدة معاجلتها على �أ�سا�س م�ستمر‪.‬‬ ‫الدعوة للدميقراطية القائمة على حقوق الإن�سان‪ .‬كان‬
‫التحيز عموم ًا ل�صالح امل�شاركة املدرو�سة‪ ،‬مع املراعاة‬
‫امل�شاركة يف حاالت الفجوات يف النظام الد�ستوري‬ ‫التامة للظروف‪ ،‬وال �سيما ا�شرتاط امللكية الوطنية‪ .‬حيثما‬
‫الدميقراطي‪ :‬تداول اجتماع املائدة امل�ستديرة دور الأمم‬ ‫يكون املجتمع قادر ًا على �إجراء حوار مبفرده‪ ،‬ف�إنه ينبغي‬
‫املتحدة واملنظمات الأخرى عند وقوع متزق يف النظام‬ ‫علي الأمم املتحدة �أن تركز على ت�سهيل ذاك احلوار‬
‫الد�ستوري �أو االنتقال غري الد�ستوري ل�سلطة احلكومة‬ ‫و�إثرائه باخلربة الدولية‪ .‬وميكن للأمم املتحدة �أي� ًضا‬
‫عقب االنتخابات الدميقراطية‪ .‬ويف حني اتبعت معظم‬ ‫�أن تفعل الكثري لتقوية الطبيعة ال�شاملة للحوار املجتمعي‬
‫املنظمات الإقليمية نهج �سيا�سة عدم الت�سامح يف هذا‬ ‫من خالل توفري منتديات �إ�ضافية للم�شاركة يف احلوار‪،‬‬
‫ال�صدد‪ ،‬بقيت الأمم املتحدة غالب ًا املنظمة الوحيدة‬ ‫ال �سيما تلك التي ت�صل �إىل الفئات الأكرث تهمي�ش ًا يف‬
‫التي ت�شارك وتقدم امل�ساعدة يف مثل هذه احلاالت‪،‬‬ ‫املجتمع‪.‬‬
‫معر�ض ًة بذلك نف�سها �إما النتقادات بدعوى التدخل يف‬
‫ال�ش�ؤون الداخلية �أو التغا�ضي عن التم�سك غري الد�ستوري‬ ‫ا�ستك�شاف العالقة املمكنة للأمم املتحدة مع اجلهات‬
‫بال�سلطة ال�سيا�سية‪ .‬وي�ؤدي ذلك �إىل ت�سا�ؤالت حول ما �إذا‬ ‫الفاعلة الوطنية والإقليمية والدولية‪� :‬أًثري االنتباه‬
‫كانت الأمم املتحدة يجب �أن ت�صر على �صياغة نهج مت�سق‬ ‫حول العالقة احل�صرية غالب ًا والتي تربط الأمم املتحدة‬
‫ومنظم جلميع احلاالت اعتماد ًا على قواعد ومبادئ‬ ‫بال�سلطة التنفيذية يف البلدان التي تعمل فيها‪ .‬وال‬
‫الدميقراطية �أو انتهاج نهج �أكرث دقة لكل حالة على حدة‪.‬‬ ‫ينبغي قبول ذلك كقاعدة‪ ،‬بل ينبغي �أن حتاول الأمم‬
‫املتحدة ت�شكيل جمموعة �أو�سع من العالقات‪ ،‬مبا يف‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الدميقراطي الفعال‪ .‬وينبغي على الأمم املتحدة‬ ‫ورغم �أن ا ُ‬


‫حل ّجة الأخرية بدت ذات ثقل �أكرب‪ ،‬كان هناك‬
‫النظر يف عملية ا�ستعرا�ض الأقران من �أجل‬ ‫اعرتاف ب�أن عدم االت�ساق من املمكن �أن ي�ضر مب�صداقية‬
‫الدميقراطية لتقييم مدى وفاء الدول الأع�ضاء‬ ‫الأمم املتحدة‪.‬‬
‫بالتزاماتها التي قطعتها ل�شعوبها مبوجب ما‬
‫�صادقت عليه من معاهدات دولية حلقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫التوصيات‬
‫وفيما يلي ملخ�ص ال�ستنتاجات وتو�صيات �أكرث حتديد ًا‪.‬‬ ‫انبثقت التو�صيات الرئي�سية التالية عن مناق�شات اجتماع‬
‫وهي تنق�سم �إىل ثالث جمموعات‪:‬‬ ‫املائدة امل�ستديرة‪:‬‬
‫بناء �إطار �شامل للحكم الدميقراطي على �أ�سا�س‬ ‫•‬
‫‪� .1‬إن العالقة بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان‬
‫حقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫عالقة معقدة وتكافلية يقوم على ت�أ�سي�سها‬
‫وت�صورات عن الأمم املتحدة وامليزة الن�سبية للأمم‬ ‫•‬ ‫الطرفان‪ .‬و ُيعد نهج الدميقراطية القائم على‬
‫املتحدة‪،‬‬ ‫احلقوق واملرتكز على �سيادة القانون ال�ضمانة‬
‫وات�ساق الأمم املتحدة يف بناء احلكم الدميقراطي‬ ‫•‬ ‫الأكرث ات�ساق ًا �ضد وقوع انتهاكات حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫امل�ستدام ا�ستناد ًا �إىل حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وينبغي على الأمم املتحدة التجاوب مع الدعوات‬
‫�إىل الإ�صالح الدميقراطي عند ظهورها وامل�شاركة‬
‫بناء إطار شامل للحكم الديمقراطي‬
‫يف عمليات بناء الدميقراطية امل�ستدامة والقائمة‬
‫على أساس حقوق اإلنسان‬
‫على حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫يت�أثر جناح بناء الدميقراطية ت�أثر ًا مبا�شر ًا بالطبيعة‬ ‫‪ .2‬يت�أثر جناح م�سعى بناء الدميقراطية ت�أثر ًا‬
‫ال�شاملة والت�شاورية لعملية و�ضع الد�ستور‪ ،‬كما تت�أثر‬ ‫مبا�شر ًا بالطبيعة ال�شاملة والت�شاورية لعملية‬
‫بالقدر ذاته باملحتوى النهائي للد�ستور‪ .‬وتوفر معايري‬ ‫و�ضع الد�ستور‪ ،‬كما توفر معايري حقوق الإن�سان‬
‫حقوق الإن�سان وت�شريعاته �أ�سا� ًسا تف�صيلي ًا للعمليات‬ ‫�أ�سا� ًسا تف�صيلي ًا لهذه العمليات‪ .‬وينبغي على الأمم‬
‫ال�شاملة والت�شاورية‪ ،‬ومل�ضمون ما يرد يف الد�ستور‪ .‬وفيما‬ ‫املتحدة �أن تبذل ق�صارى جهدها ل�ضمان الإدراج‬
‫يخ�ص الأخري‪ ،‬ت�شمل احلماية املو�ضوعية طبيعة احلقوق‬ ‫وامل�شاركة الفعالة يف عملية و�ضع الد�ستور ويجب‬
‫التي يجب احرتامها وحمايتها وتعزيزها والوفاء بها‪،‬‬ ‫عليها حتديد املوارد املالئمة والكافية لدعم هذه‬
‫وكذلك وجود امل�ؤ�س�سات الالزمة ل�ضمان وجود عالج‬ ‫العمليات على املدى الطويل‪.‬‬
‫عملي النتهاكات حقوق الإن�سان‪ .‬و�أي �إطار للحكم ال يقوم‬ ‫‪ .3‬يجب على الأمم املتحدة حتديد الأ�صول املوجودة‬
‫على حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية �سيكون خالي ًا من‬ ‫وتعبئتها داخل منظومتها والعمل بطريقة موحدة‬
‫العنا�صر الأ�سا�سية للدميقراطية الفاعلة‪.‬‬ ‫وذلك لتح�سني ح�شد قدرتها الفريدة على تعزيز‬
‫ومن ثم يتعني على الأمم املتحدة حتديد املوارد‬ ‫•‬ ‫العمليات الدميقراطية القائمة على احلقوق‪،‬‬
‫املنا�سبة والكافية لدعم عملية و�ضع الد�ستور طويلة‬ ‫وخا�صة فيما يتعلق بالفئات املحرومة واملمثلة‬
‫الأجل بغر�ض �ضمان حماية حقوق الإن�سان و�ضمان‬ ‫متثي ًال ناق� ًصا‪ ،‬مبا يف ذلك الن�ساء وال�شباب‪.‬‬
‫�أن العملية املراعية للأ�صول القانونية ‪ -‬والتي ت�ستند‬ ‫‪ .4‬ينبغي �أن ت�ستمر الأمم املتحدة يف تويل زمام‬
‫�إىل �إطار حقوق الإن�سان ‪ -‬حتدد �إجراءات عادلة‬ ‫املناق�شة حول عاملية حقوق الإن�سان وكيف �أن‬
‫بحيث ميكن معاجلة املظامل وانتهاكات القانون وحل‬ ‫احرتام حقوق الإن�سان وحمايتها وتعزيزها‬
‫ال�صراعات االجتماعية ح ًال �سلمي ًا‪.‬‬ ‫و�إعمالها هي جزء من الإطار الأ�سا�سي للحكم‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫تت�ضمن املذكرة التوجيهية للأمني العام ب�ش�أن و�ضع‬ ‫ينبغي على الأمم املتحدة �أن ت�سعى �أي� ًضا ل�ضمان‬ ‫•‬
‫الد�ستور (الأمني العام للأمم املتحدة‪�2009 ،‬أ)‬ ‫الإدراج وامل�شاركة الفعالة يف عملية و�ضع الد�ستور من‬
‫�إر�شادات لتحديد املجموعات ذات ال�صلة يف املجتمع‬ ‫خالل �أو�سع متثيل ممكن للمجتمع‪.‬‬
‫التي ينبغي ا�ست�شارتها يف عملية و�ضع الد�ستور‪ ،‬مبا يف‬ ‫يحتاج جميع امل�شاركني يف عملية و�ضع الد�ستور ما‬ ‫•‬
‫ذلك الن�ساء وال�شباب والأقليات الدينية‪.‬‬ ‫يكفي من الوقت للنظر يف جمموعة العوامل ال�سيا�سية‬
‫ينبغي على الأمم املتحدة بذل املزيد من اجلهد‬ ‫•‬ ‫واالقت�صادية والثقافية التي يجب معاجلتها يف‬
‫ال�ستخدام ميزاتها الن�سبية و�أ�صولها ‪ -‬مبا يف‬ ‫الد�ستور اجلديد‪ .‬وينبغي للمجتمع الدويل االمتناع‬
‫ذلك قدراتها على و�ضع املعايري وعقد االجتماعات‬ ‫عن ال�ضغط لتقليل الوقت امل�ستغرق لو�ضع الد�ستور‪.‬‬
‫والن�شر واحلماية ‪ -‬من �أجل تقوية دورها يف تعزيز‬ ‫فالإقدام على ذلك ُيحتمل �أن يحد من فعالية العملية‬
‫الدميقراطية القائمة على احلقوق‪ .‬ولقد �أدى �إن�شاء‬ ‫ويقلل من اجلودة امللمو�سة للوثيقة النهائية‪.‬‬
‫وحدة الأمم املتحدة للتن�سيق واملوارد بالفعل دور ًا‬ ‫ينبغي �أن يركز دور الأمم املتحدة يف عملية و�ضع‬ ‫•‬
‫تن�سيقي ًا مفيد ًا يف هذا ال�صدد‪ ،‬وينبغي ت�شجيع وكاالت‬ ‫الد�ستور على تعزيز احلوار و�إعطاء �صوت جلميع‬
‫الأمم املتحدة املختلفة على التعاون بن�شاط �أكرب مع‬ ‫اجلهات الفاعلة ذات ال�صلة يف العملية ال�سيا�سية‪،‬‬
‫بع�ضها البع�ض فيما يخ�ص امل�ساعدة الدميقراطية‪.‬‬ ‫مبا يف ذلك حتديد ًا الفئات املهم�شة واملحرومة يف‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫اتساق األمم المتحدة في بناء الحكم‬ ‫املجتمع‪.‬‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬ ‫الديمقراطي المستدام استنادا ً إلى‬ ‫ينبغي للمنظمة �أن تقدم املعارف واخلربات املقارنة‬ ‫•‬

‫حقوق اإلنسان‬ ‫امل�ستمدة من العمليات ال�شاملة والت�شاركية لو�ضع‬


‫الد�ستور‪ ،‬وخا�صة تلك امل�ستقاة من اجلنوب العاملي‪.‬‬
‫ينبغي �أن ت�ستمر الأمم املتحدة يف تويل زمام املناق�شة‬ ‫•‬
‫ينبغي على الأمم املتحدة اال�ستفادة من اخلربات‬ ‫•‬
‫حول عاملية حقوق الإن�سان وكيف �أن احرتام حقوق‬
‫ذات ال�صلة مبختلف جوانب و�ضع الد�ستور من داخل‬
‫الإن�سان وحمايتها وتعزيزها و�إعمالها ت�شكل جزء ًا من‬
‫منظومتها‪ ،‬مبا يف ذلك مكتب املفو�ض ال�سامي حلقوق‬
‫الإطار الأ�سا�سي للحكم الدميقراطي الفعال‪ .‬وال توجد‬
‫الإن�سان الذي ميتلك زمام املبادرة يف جمال حقوق‬
‫هناك �أي منظمة �أخرى لديها ال�شرعية لتويل هذا‬
‫الإن�سان‪ ،‬وكذلك من املنظمات احلكومية الدولية‬
‫الدور‪ .‬وميكن للأمانة العامة للأمم املتحدة والأمني‬
‫امل�شاركة يف حوار �سيا�سي �شامل‪ ،‬واملنظمات الإقليمية‬
‫العام �أن ي�ؤديا دور ًا يف تعزيز ال�سيا�سة‪ ،‬دون احلاجة‬
‫واملنظمات غري احلكومية العاملة يف هذا املجال‪.‬‬
‫�إىل اللجوء �إىل القا�سم امل�شرتك الأدنى‪.‬‬
‫ينبغي �أن تركز الأمم املتحدة �أي� ًضا على الدعوة‬ ‫•‬
‫ورغم عدم وجود �صيغة واحدة لإن�شاء احلكم‬ ‫•‬
‫للعمليات ال�شاملة والت�شاركية ودعمها مالي ًا‪.‬‬
‫الدميقراطي و�أدائه وتطوره‪ ،‬ينبغي على الأمم املتحدة‬
‫�أال ترتدد يف �شجب احلاالت التي يتهاوى فيها احلكم‬ ‫تصورات عن األمم المتحدة والميزة‬
‫الدميقراطي وتُنتهك حقوق الإن�سان �شجب ًا قوي ًا‪.‬‬ ‫النسبية لألمم المتحدة‬
‫ينبغي على الأمم املتحدة التحرك‪ ،‬من خالل جميع‬ ‫•‬
‫حتتاج الأمم املتحدة �إىل حتديد طرق �أكرث �إبداع ًا‬ ‫•‬
‫الآليات والعمليات ذات ال�صلة‪ ،‬لت�شجيع الدول التي مل‬ ‫لتو�سيع املجموعات التي تتفاعل معها من �أجل مواجهة‬
‫تتحول بعد �إىل الدميقراطية (�أو الدميقراطية باال�سم‬ ‫املخاوف ب�ش�أن التحيز لل�سلطة التنفيذية ول�ضمان‬
‫فقط دون ممار�سة فعلية حلماية حقوق الإن�سان)‬ ‫امل�شاركة الفعالة يف عملية التحول الدميقراطي‪.‬‬
‫لتنفيذ الإ�صالحات الدميقراطية التي من �ش�أنها خلق‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الملحق ‪1‬‬
‫مذكرة المفاهيم وجدول األعمال المشروح‬
‫الجتماع المائدة المستديرة الدولي حول‬
‫"الديمقراطية وحقوق اإلنسان" ‪ 12-11‬يوليو‪/‬تموز‬
‫‪2011‬‬
‫جمتمعات تعددية مفتوحة تعتمد على حرية التعبري‬
‫نيويورك‪ 12-11 ،‬يوليو‪/‬تموز ‪2011‬‬
‫وتكوين اجلمعيات والتجمعات‪ ،‬وقانون انتخابي‬
‫دميقراطي ونظام ق�ضائي م�ستقل‪ ،‬وكذلك املجتمعات‬
‫مذكرة مفاهيمية‬
‫ذات اجلذور املرت�سخة يف احلكم الدميقراطي كما‬
‫أو ًال‪ :‬مقدمة‬ ‫ينعك�س يف ت�صويت الناخبني يف االنتخابات املفتوحة‬
‫والنزيهة التي تُعقد بانتظام‪.‬‬
‫‪ .1‬يف نوفمرب‪/‬ت�شرين الثاين عام ‪ ،2007‬طلب الأمني العام و�ضع �إ�سرتاتيجية على‬ ‫ينبغي للأمم املتحدة النظر يف عملية ا�ستعرا�ض‬ ‫•‬
‫نطاق املنظمة حتدد مبزيد من الدقة نهج الأمم املتحدة لدعم الدميقراطية‪،‬‬ ‫الأقران بالن�سبة للدميقراطية‪ ،‬على غرار �آلية‬
‫مع ربط هذه الإ�سرتاتيجية بالركائز الثالث لعمل الأمم املتحدة‪ ،‬وهي ال�سالم‬ ‫اال�ستعرا�ض الدوري ال�شامل التي �أن�ش�أها جمل�س‬
‫والأمن‪ ،‬والتنمية‪ ،‬وحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫حقوق الإن�سان‪ .‬وكجزء من اال�ستعرا�ض الدوري‬
‫‪ .2‬ا�ستجابة للدعوة املذكورة �أعاله من قبل الأمني العام‪ُ ،‬عقد اجتماعا مائدة‬ ‫ال�شامل‪ ،‬ف�ض ًال عن تقدمي التقارير �إىل هيئات‬
‫م�ستديرة يف نيويورك عامي ‪ 2008‬و‪ .2010‬متحور �أولهما حول "الدميقراطية من‬ ‫املعاهدات ذات ال�صلة‪ ،‬ينبغي ت�شجيع الدول على‬
‫�أجل التنمية والتنمية من �أجل الدميقراطية" يف ‪� 12‬سبتمرب‪�/‬أيلول عام ‪.2008‬‬ ‫الإعالن عن الإجراءات التي اتخذتها لت�أ�سي�س احلكم‬
‫ونظم االجتماع من قبل �إدارة الأمم املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية )‪ ،(DPA‬وبرنامج‬ ‫الدميقراطي �أو لتقوية الأنظمة الدميقراطية بها‬
‫الأمم املتحدة الإمنائي )‪ ،(UNDP‬وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‪.‬‬ ‫ولتو�ضيح كيفية وفائها بااللتزامات التي قطعتها �أمام‬
‫وقد �سعى �إىل حتديد جماالت ال�سيا�سة للعمل املتعدد الأطراف يف ال�سياق العاملي‬ ‫�شعوبها يف املعاهدات الدولية حلقوق الإن�سان التي‬
‫احلايل ‪ -‬خ�صو� ًصا من طرف الأمم املتحدة ‪ -‬يف جمال تعزيز الدميقراطية‬ ‫�صادقت عليها‪ ،‬وكذلك يف د�ساتريها وقوانينها‪.‬‬
‫ودعمها لتعزيز عمليات التنمية امل�ستدامة‪ .‬ومتحور الثاين حول "الدميقراطية‬
‫وال�سالم والأمن" حتت رعاية �إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية )‪ ،(DPA‬و�إدارة عمليات‬
‫حفظ ال�سالم للأمم املتحدة )‪ ،(DPKO‬وبرنامج الأمم املتحدة الإمنائي )‪(UNDP‬‬
‫وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات يف ‪ 2-1‬مار�س‪�/‬آذار عام ‪.2010‬‬
‫وا�ستعر�ض اجتماع املائدة امل�ستديرة عمل الأمم املتحدة يف نقطة التقاء امل�ساعدة‬
‫الدميقراطية و�صنع ال�سالم وحفظ ال�سالم وبناء ال�سالم‪ .‬وا�ستناد ًا �إىل درا�سات‬
‫احلالة التي ت�شمل �أفغان�ستان ونيبال وتيمور ال�شرقية وهايتي وغرب �أفريقيا‪،‬‬
‫ناق�ش اجتماع املائدة امل�ستديرة الدرو�س امل�ستفادة وحدد ق�ضايا ملوا�صلة النظر‬
‫فيها ومتابعتها‪.‬‬
‫‪� .3‬سيتم عقد اجتماع دائرة م�ستديرة ثالث‪ ،‬يركز على "الدميقراطية وحقوق‬
‫الإن�سان" من جانب مكتب املفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان‪ ،‬و�إدارة الأمم املتحدة‬
‫لل�ش�ؤون ال�سيا�سية )‪ (DPA‬وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‪ .‬ومن املقرر‬
‫�أن ُيعقد يف مدينة نيويورك ملدة يوم ون�صف اليوم‪ ،‬يف ‪ 12-11‬يوليو‪/‬متوز ‪.2011‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫• ا�ستقالل الق�ضاء‪.‬‬ ‫‪ .2‬الخلفية‪ :‬تعزيز فهم مشترك‬


‫• ال�شفافية وامل�ساءلة يف الإدارة العامة‪.‬‬ ‫للمبادئ الديمقراطية ومعاييرها‬
‫• �إعالم م�ستقل تعددي حر‪.‬‬ ‫وقيمها‬
‫‪ .6‬نظرا لأهمية مفهوم الدميقراطية وتعقيده‪ ،‬كلفت‬ ‫‪ .4‬تطورت النظرة ملفهوم الدميقراطية وفهمه يف �أبعاده‬
‫اللجنة مكتب املفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان‬ ‫املختلفة وعملياته و�آثاره ب�شكل كبري على مر ال�سنني‪.‬‬
‫بتنظيم حلقتني درا�سيتني للخرباء عامي ‪2002‬‬ ‫ومنذ مطلع الت�سعينيات‪ ،‬اعتمدت اجلمعية العامة‬
‫و‪ 2005‬حول الروابط امل�شرتكة واالعتماد املتبادل‬ ‫للأمم املتحدة وجلنة الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‬
‫بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان و�سيادة القانون‪.‬‬ ‫(و ُي�شار �إليها هنا مب�صطلح اللجنة) جمموعة من‬
‫وقد �أثمرت مداوالتها عن فهم �أف�ضل للجوانب‬ ‫القرارات تتناول جوانب خمتلفة من الدميقراطية‬
‫النظرية والعملية للدميقراطية ك�إطار "�شمويل"‬ ‫وت�ؤكد على مبادئها التي تقوم عليها واملرتبطة‬
‫للنظام املجتمعي‪ ،‬ي�شتمل على �أبعاد ب�شرية وم�ؤ�س�سية‬ ‫بالقيم العاملية املن�صو�ص عليها يف الإعالن العاملي‬
‫و�إجرائية‪ .‬و�شدد على �أن الد�ستورية املعا�صرة‪،‬‬ ‫حلقوق الإن�سان والعديد من ال�صكوك الدولية حلقوق‬
‫املتجذرة يف النظم القانونية املحلية يف جميع �أنحاء‬ ‫الإن�سان‪ .‬ويف قمة الأمم املتحدة عام ‪ 2000‬ب�ش�أن‬
‫العامل‪ ،‬تقر ب�أن الدميقراطية مرتبطة معياري ًا‬ ‫الأهداف الإمنائية للألفية وم�ؤمتر القمة العاملي‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫و�أخالقي ًا بحقوق الإن�سان العاملية‪� .‬أما نتائج احللقتني‬ ‫للأمم املتحدة عام ‪� ،2005‬أكد املجتمع الدويل‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬
‫الدرا�سيتني‪ ،‬والتي اعتمدتها الحق ًا قرارات الهيئات‬ ‫من جديد التزامه بحقوق الإن�سان و�سيادة القانون‬
‫احلكومية الدولية للأمم املتحدة ومت تطويرها يف‬ ‫والدميقراطية بو�صفها قيم �أ�سا�سية عاملية غري قابلة‬
‫وثائق ر�سمية �أخرى‪ ،‬فقد كررت الرابطة احليوية بني‬ ‫للتجزئة ومبادئ للأمم املتحدة‪.‬‬
‫الدميقراطية و�سيادة القانون وحقوق الإن�سان والتنمية‬ ‫‪ .5‬باالعتماد على الإطار املعياري الدويل حلقوق الإن�سان‪،‬‬
‫امل�ستدامة و�سلطت ال�ضوء على التحديات امل�شرتكة‬ ‫�سعت اجلمعية العامة واللجنة �إىل تعزيز الفهم‬
‫بينها‪ ،‬مبا يف ذلك‪:‬‬ ‫امل�شرتك للدميقراطية‪ .‬ويف العام ‪ ،2002‬اعتمدت‬
‫• الو�صول �إىل ال�سلطة وممار�ستها بطرق غري‬ ‫اللجنة قرار ًا تاريخي ًا حدد عنا�صرها الأ�سا�سية‪ ،‬والتي‬
‫دميقراطية‪.‬‬ ‫ت�شمل‪:‬‬
‫• الفقر والإق�صاء االجتماعي‪.‬‬ ‫• احرتام حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية‪.‬‬
‫• عدم احرتام حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫• حرية تكوين اجلمعيات‪.‬‬
‫• التمييز واملمار�سات التمييزية‪ ،‬واحلرمان من‬ ‫• حرية التعبري والر�أي‪.‬‬
‫الو�صول �إىل العدالة من قبل اجلماعات املحرومة؛‬ ‫• الو�صول �إىل احلكم وممار�سته وفق ًا ل�سيادة‬
‫• التهديدات لأمن الإن�سان وت�ضا�ؤل �سيادة القانون‪،‬‬ ‫القانون‪.‬‬
‫يف جملة �أمور‪ ،‬يف �سياق مكافحة الإرهاب‪.‬‬ ‫• �إجراء انتخابات دورية حرة ونزيهة وباالقرتاع‬
‫• النزاعات امل�سلحة والعنف‪.‬‬ ‫العام وبالت�صويت ال�سري كو�سيلة للتعبري عن �إرادة‬
‫• الثغرات يف القدرات التي تتجلى‪ ،‬يف جملة �أمور‪،‬‬ ‫ال�شعب‪.‬‬
‫من خالل م�ؤ�س�سات احلكم ال�ضعيفة واملختلة‬ ‫• نظام تعددي للأحزاب ال�سيا�سية واملنظمات‪.‬‬
‫وظيفي ًا‪.‬‬ ‫• الف�صل بني ال�سلطات‪.‬‬
‫• غياب امل�ساءلة الدميقراطية‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫مجاالت التركيز‬ ‫‪ .7‬بينما ت�سعى الأمم املتحدة �إىل تقدمي الدعم الكايف‬
‫للبلدان التي تواجه حاالت خطرية تهدد ا�ستقرارها‬
‫‪ .10‬قرار جلنة حقوق الإن�سان ‪ 2000/47‬ب�ش�أن تعزيز‬ ‫ال�سيا�سي واالجتماعي واالقت�صادي ورفاهية‬
‫الدميقراطية وتوطيدها "يطلب من الأمني العام‬ ‫�سكانها‪ ،‬تن�ش�أ احلاجة �إىل و�ضع ا�سرتاتيجيات فعالة‬
‫واملفو�ض ال�سامي �إحالة هذا القرار �إىل الدول‬ ‫ومت�سقة و�سريعة اال�ستجابة مل�ساعدة عمليات �إر�ساء‬
‫الأع�ضاء و�أجهزة الأمم املتحدة املخت�صة واملنظمات‬ ‫الدميقراطية والتحديات التي تكتنفها‪ .‬وينبغي �أن‬
‫احلكومية الدولية وغري احلكومية ون�شره على �أو�سع‬ ‫ت�ستند هذه اال�سرتاتيجيات على االعرتاف الكامل‬
‫نطاق ممكن" (جلنة الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫بالتفاعل بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ .‬وعلى‬
‫‪.)2000‬‬ ‫النحو املبني يف املذكرة التوجيهية للأمني العام عن‬
‫‪ .11‬القرار ‪ 2002/46‬ب�ش�أن التدابري الإ�ضافية لتعزيز‬ ‫الدميقراطية‪" :‬تواجه الأمم املتحدة حالي ًا حتدي ًا‬
‫الدميقراطية وتوطيدها "ي�شجع على �إيالء اهتمام‬ ‫ثالثي ًا وهو بناء �أو ا�ستعادة الدميقراطيات‪ ،‬واحلفاظ‬
‫خا�ص لتو�صية الأمني العام ب�ش�أن �ضرورة قيام‬ ‫على الدميقراطيات‪ ،‬وحت�سني نوعية الدميقراطيات"‬
‫الأمم املتحدة بالعمل على تطوير برامج امل�ساعدة‬ ‫(الأمني العام للأمم املتحدة‪2009 ،‬ب)‪.‬‬
‫الدميقراطية املتكاملة واال�سرتاتيجيات ال ُقطرية‬
‫‪ .3‬األهداف ومحور التركيز‬
‫امل�شرتكة اململوكة حملي ًا والتي ت�شرك جمموعة‬
‫وا�سعة من اجلهات الفاعلة املحلية"‪ .‬كما يدعو‬ ‫‪ .8‬يتيح اجتماع املائدة امل�ستديرة الفر�صة لتحليل‬
‫القرار �إىل "م�شاركة املعلومات وحت�سني التن�سيق‬ ‫اجلوانب املعا�صرة للروابط بني للدميقراطية وحقوق‬
‫داخل منظومة الأمم املتحدة وذلك لتي�سري تبادل‬ ‫الإن�سان و�أهميتها بالن�سبة لعمل الأمم املتحدة �ضمن‬
‫الدرو�س امل�ستفادة و�أف�ضل املمار�سات لتعزيز‬ ‫�إطار عامل اليوم‪ .‬وعلى هذا الأ�سا�س‪ ،‬ينبغي �أن ي�سهم‬
‫الدميقراطية وتوطيدها"‪ .‬كما �أنها "ت�شجع على‬ ‫االجتماع يف تنمية ا�سرتاتيجيات و�سيا�سات الأمم‬
‫تطوير اخلربات الدميقراطية العري�ضة امل�ستقاة من‬ ‫املتحدة الرامية �إىل توطيد الدميقراطية القائمة‬
‫جميع مناطق العامل" (جلنة الأمم املتحدة حلقوق‬ ‫على حقوق الإن�سان‪ .‬وينبغي �أن يتناول اجتماع‬
‫الإن�سان‪.)2002 ،‬‬ ‫املائدة امل�ستديرة التحديات املختلفة التي تكتنف‬
‫‪ .12‬يف �ضوء الأحداث الأخرية يف �شمال �أفريقيا وال�شرق‬ ‫الدميقراطية والتي ترتبط بالعجز يف جمال حقوق‬
‫الأو�سط‪ ،‬يهدف اجتماع املائدة امل�ستديرة �إىل‬ ‫الإن�سان‪ ،‬بالنظر �إىل التطورات الأخرية يف �أجزاء‬
‫مراجعة و�إعادة الت�أكيد على الإجراءات على نطاق‬ ‫كثرية من العامل وباالعتماد على الدرو�س امل�ستفادة‬
‫منظومة الأمم املتحدة ل�ضمان االت�ساق والكفاءة‬ ‫من التجارب الوطنية‪.‬‬
‫على م�ستوى املنظومة‪ ،‬وكذلك مل�ساعدة الدول‬ ‫‪ .9‬البحث عن ا�ستجابات عملية موجهة نحو ال�سيا�سات‬
‫الأع�ضاء يف تنفيذ عنا�صر القرار‪.‬‬ ‫ينبغي �أن ميثل �إطار ًا للنقا�ش و�أن يوجهه‪ ،‬مما مي ّكن‬
‫‪ .13‬وحتقيق ًا لهذه الغاية‪� ،‬سرتكز جل�سات العمل على‬ ‫اجتماع املائدة امل�ستديرة من امل�ساهمة يف و�ضع �إطار‬
‫املوا�ضيع التالية‪:‬‬ ‫عاملي فعال ومقبول لتقدمي امل�ساعدة الدميقراطية‬
‫�أ‪ .‬دور حقوق الإن�سان يف بناء الدميقراطية يف حاالت‬ ‫�ضمن �إطار �سيا�سة مت�سقة مل�شاركة الأمم املتحدة‪.‬‬
‫تغري الأنظمة والأخطار التي تتهدد الدميقراطية‬
‫ت�شمل الق�ضايا التي �ستُناق�ش يف �إطار هذا املو�ضوع‪:‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الدميقراطية ‪ -‬الد�ستورية ‪ -‬احلكم الر�شيد ‪-‬‬ ‫•‬ ‫• جتميع ال�سلطة يف يد ال�سلطة التنفيذية ‪ -‬تكرار‬
‫م�شاركة الأمم املتحدة يف عمليات �صنع الد�ستور‬ ‫االعتقاد يف الفعالية الأكرب للحكم اال�ستبدادي‬
‫و�إ�صالح الد�ستور‪.‬‬ ‫مقابل الدميقراطية‪.‬‬
‫الدميقراطية وال�سيادة ‪ -‬ال�سيادة كم�س�ؤولية‪.‬‬ ‫•‬ ‫• انتهاكات‪/‬احلرمان من حقوق الإن�سان يف ظل‬
‫مكافحة الإق�صاء االجتماعي ‪ -‬م�شاركة الفئات‬ ‫•‬ ‫احلكم اال�ستبدادي �أو ال�شعوبي‪.‬‬
‫املحرومة يف احلكم (الفقراء‪ ،‬البعد اخلا�ص‬ ‫• بناء �إطار احلكم الدميقراطي ‪ -‬التوفيق بني‬
‫بالنوع االجتماعي‪ ،‬الأقليات)‪.‬‬ ‫حكم الأغلبية وحقوق الأقليات ‪ -‬تقا�سم ال�سلطة‬
‫احلق يف امل�شاركة يف ال�ش�ؤون العامة‪ ،‬وحقوق‬ ‫•‬ ‫وحتديات حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫الت�صويت‪ ،‬واحلق يف امل�ساواة يف احل�صول على‬ ‫• التدابري االنتقالية نحو �إطار م�ؤ�س�سي دميقراطي‪.‬‬
‫اخلدمات العامة‪.‬‬ ‫• �ضمان �سيادة القانون ‪ -‬امل�ساءلة واحلق يف معرفة‬
‫ال�شفافية وامل�ساءلة كما هي م�ستمدة من حقوق‬ ‫•‬ ‫احلقيقة وامل�صاحلة‪.‬‬
‫الإن�سان والدميقراطية و�سيادة القانون الداعمة لها‪.‬‬ ‫• م�شاركة املجتمع املدين يف العمليات االنتقالية‪.‬‬
‫املجتمع املدين كو�سيلة لتحقيق الدميقراطية‬ ‫•‬ ‫• رد الفعل على التغيريات غري الد�ستورية يف‬
‫وحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫احلكومات (االنقالب الع�سكري �ضد حكومة‬
‫الديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬ ‫المشاركون والخبراء‬ ‫منتخبة دميقراطي ًا؛ والإطاحة باحلكومة املنتخبة‬
‫المتحدة‬ ‫دميقراطي َا من جانب اجلماعات املن�شقة امل�سلحة‬
‫‪ .14‬يجتذب اجتماع املائدة امل�ستديرة خربا ًء معرتف ًا بهم‬ ‫واحلركات املتمردة واملرتزقة؛ ورف�ض نقل ال�سلطة‬
‫دولي ًا وممار�سني يف جمال حقوق الإن�سان والقانون‬ ‫�إىل احلزب الفائز بعد االنتخابات العادية احلرة‬
‫الدويل والعالقات الدولية‪ ،‬من مناطق جغرافية‬ ‫والنزيهة)‪.‬‬
‫خمتلفة‪ ،‬وكذلك ممثلني عن وكاالت الأمم املتحدة‬ ‫• �إعالن ‪ 2000‬ب�ش�أن �إطار ا�ستجابة منظمة الوحدة‬
‫وبراجمها‪ ،‬مبا يف ذلك �صندوق الأمم املتحدة‬ ‫الأفريقية للتغيريات غري الد�ستورية للحكومة‪.‬‬
‫للدميقراطية‪ .‬و�سيتم حتديد اخلرباء من قبل‬
‫ب‪ .‬نظرة البلدان املتلقية لدور الأمم املتحدة وت�أثريها‬
‫املفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان بالت�شاور مع �إدارة‬
‫على تعزيز نهج احلكم القائم على احلقوق‬
‫ال�ش�ؤون ال�سيا�سية وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية‬
‫واالنتخابات‪.‬‬ ‫• النظرة للأمم املتحدة ونهجها �إزاء م�ساعدة‬
‫الدميقراطية‪.‬‬
‫تنظيم العمل‬ ‫• امليزة الن�سبية للأمم املتحدة مقارن ًة باجلهات‬
‫‪� .15‬س ُيطلب من اخلرباء الذين يقدمون العرو�ض‬ ‫الفاعلة الدولية والإقليمية الأخرى‪.‬‬
‫التقدميية يف كل دورة تقدمي �أوراق عمل موجزة‬ ‫• كيفية مواءمة ُن ُهج الأمم املتحدة يف احلكم القائم‬
‫تعر�ض نظرة عامة على املو�ضوعات املوكلة‬ ‫على احلقوق مع متطلبات البلد‪/‬الكيان املعني‪.‬‬
‫�إليهم و�صياغة تو�صيات تتعلق بال�سيا�سة العامة‬ ‫ج‪ .‬ات�ساق الأمم املتحدة يف بناء احلكم الدميقراطي‬
‫وبالإجراءات م�ستقب ًال‪ .‬وعقب عر�ض موجز لكل‬ ‫امل�ستدام ا�ستناداً �إىل �سيادة القانون‬
‫ورقة‪� ،‬سينخرط امل�شاركون يف مناق�شة عامة‪.‬‬ ‫• مفهوم �شمويل للدميقراطية ‪ -‬الفر�ص والتحديات‬
‫امل�شرتكة يف مواجهة الدميقراطية و�سيادة القانون‬
‫وحقوق الإن�سان‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫جدول األعمال‬
‫اجتماع المائدة المستديرة حول الديمقراطية وحقوق اإلنسان‬
‫‪ 12-11‬يوليو‪/‬تموز ‪ ،2010‬نيويورك‬
‫مقر األمم المتحدة‬
‫نظمه مكتب الأمم املتحدة للمفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان‪ ،‬و�إدارة الأمم املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة‬
‫الدولية للدميقراطية واالنتخابات‬
‫مب�ساهمة من البعثة الدائمة لإيطاليا لدى الأمم املتحدة‬
‫االثنني‪ 11 ،‬يوليو‪/‬متوز ‪2011‬‬
‫‪ 08:30‬الت�سجيل‬
‫‪ 09:15‬افتتاح اجتماع املائدة امل�ستديرة‬
‫ال�سيد �إيفان �سيمونوفيت�ش‪ ،‬م�ساعد الأمني العام حلقوق الإن�سان‬
‫اليزابيث �سبيهار‪ ،‬مدير �شعبة �أوروبا‪� ،‬إدارة الأمم املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‬
‫الدكتور ما�سيمو توما�سويل‪ ،‬املراقب الدائم للم�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات لدى الأمم املتحدة‬
‫‪ 09:45‬نظرة عامة‬
‫الربوفي�سور دزيدك كيدزيا‪ ،‬جامعة بوزنان‬
‫"الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ :‬حتديات وفر�ص للأمم املتحدة"‪.‬‬
‫‪ 10:05‬املناق�شة‬
‫‪ 10:45‬ا�سرتاحة قهوة‬
‫‪ 11:00‬اجلل�سة ‪ :1‬دور حقوق الإن�سان يف بناء الدميقراطية يف حاالت تغيري الأنظمة واملخاطر التي تتهدد الدميقراطية‬
‫‪ -‬و�ضع الإطار الد�ستوري و�إطار احلكم‬
‫الرئي�س‪ :‬معايل ال�سفري كري�ستيان �سرتوهال‪ ،‬املمثل الدائم للنم�سا لدى الأمم املتحدة يف جنيف‬
‫املتحدثون‪ :‬الربوفي�سور لوي�س �أوكوين‪ ،‬جامعة تافت�س‬
‫الربوفي�سور غابور هاملاي‪ ،‬جامعة بوداب�ست‬
‫الربوفي�سور تياجنانا مالوا‪ ،‬جامعة والية بن�سلفانيا‬
‫ا�ستناد ًا �إىل خرباتهم يف تيمور ال�شرقية وهنغاريا واالحتاد الأفريقي‪� ،‬سيناق�ش �أع�ضاء اللجنة امل�سائل الإ�سرتاتيجية‬
‫وتلك املتعلقة بال�سيا�سات واجلوانب الت�شغيلية وامل�سائل على م�ستوى البحوث فيما يخ�ص‪:‬‬
‫كيف تتعامل الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية مع التغيريات غري الد�ستورية للحكومة �أو املنازعات االنتخابية‪.‬‬ ‫•‬

‫دور املجتمع املدين واجلهات الفاعلة الوطنية والإقليمية والدولية احلكومية يف بناء �إطار �شامل للحكم‬ ‫•‬
‫الدميقراطي يف �أعقاب تغيري الأنظمة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫• احلاجة �إىل ترتيبات احلكم االنتقايل ونطاقها‪.‬‬


‫• كيفية امل�ساعدة يف حتديد وو�ضع النظام الأكرث مالءم ًة للحكم‪ ،‬مبا يف ذلك ترتيبات تقا�سم ال�سلطة‪.‬‬
‫• كيفية �إبراز حقوق الإن�سان‪ ،‬مبا يف ذلك حقوق الأقليات‪� ،‬ضمن جهود الإ�صالح الد�ستوري‪.‬‬
‫• العدالة االنتقالية‪ :‬امل�ساءلة عن انتهاكات حقوق الإن�سان‪ :‬تقدمي اجلناة �إىل العدالة‪ ،‬واحلق يف معرفة احلقيقة‬
‫وامل�صاحلة‪ ،‬والتعوي�ضات ل�ضحايا انتهاكات حقوق الإن�سان‪ ،‬واحلاجة �إىل �آليات العدالة للتعامل حتديد ًا مع‬
‫انتهاكات حقوق الإن�سان التي ت�ستهدف الن�ساء ذوات ال�صلة بالنزاع‪.‬‬
‫‪ 13:00‬الغداء‬
‫‪ 02:30‬اجلل�سة ‪ :2‬نظرة الدول ال�شريكة لدور للأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية وت�أثري ذلك على تعزيز نهج‬
‫احلكم القائم على احلقوق‬
‫الرئي�س‪ :‬اليزابيث �سبيهار‪ ،‬مدير �شعبة �أوروبا‪� ،‬إدارة الأمم املتحدة لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‬
‫املتحدثون‪ :‬ال�سفري كري�ستيان �سرتوهال‪ ،‬املمثل الدائم للنم�سا لدى الأمم املتحدة يف جنيف‬
‫الدكتور عزة كرم‪ ،‬م�ست�شار �أول‪ ،‬الثقافة‪� ،‬صندوق الأمم املتحدة لل�سكان‬
‫ال�سيد �إبراهيم ليتوم �أ�سماين‪ ،‬جمعية القانون يف كينيا‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫ا�ستناد ًا �إىل خرباتهم يف العامل العربي وكينيا ومنطقة منظمة الأمن والتعاون‪� ،‬سيتناول �أع�ضاء اللجنة‪:‬‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬ ‫• النظرة �إىل الأمم املتحدة واملنظمات الإقليمية ونهجها �إزاء امل�ساعدة الدميقراطية على �أ�سا�س حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫• امليزة الن�سبية للأمم املتحدة مقارن ًة باجلهات الفاعلة الدولية والإقليمية الأخرى‪.‬‬
‫• كيفية مواءمة ُن ُهج الأمم املتحدة يف احلكم القائم على احلقوق مع متطلبات البلد‪/‬الكيان املعني‪.‬‬
‫‪ 03:30‬ا�سرتاحة قهوة‬
‫‪ 15:45‬ا�ستئناف مناق�شة اجلل�سة‬
‫‪ 16:45‬ختام وخال�صة اليوم الأول‬
‫‪ 17:00‬نهاية اليوم الأول‬
‫الثالثاء‪ 12 ،‬يوليو‪/‬متوز ‪2011‬‬
‫‪ 09:15‬اجلل�سة ‪ :3‬ات�ساق الأمم املتحدة يف بناء احلكم الدميقراطي امل�ستدام ا�ستناداً �إىل �سيادة القانون‬
‫الرئي�س‪ :‬ال�سيدة جريالدين فريزر ‪ -‬موليكيتي‪ ،‬مدير املمار�سات‪ ،‬جمموعة احلكم الدميقراطي‪ ،‬مكتب‬
‫برنامج الأمم املتحدة الإمنائي ل�سيا�سات التنمية )‪(BDP‬‬
‫املتحدثون‪ :‬الربوفي�سور �ستيفن مارك�س‪ ،‬جامعة هارفارد‬
‫ال�سيد وينالك واهيو‪ ،‬امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‬
‫الربوفي�سور وارن كري�ستي‪ ،‬كلية وليام وماري‬
‫ال�سيد روجري هويزنغ‪ ،‬االحتاد الربملاين الدويل )‪(IPU‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫ا�ستناد ًا �إىل خرباتهم يف قريغيز�ستان ودارفور ونيبال وغريها‪ ،‬يتناول �أع�ضاء اجلل�سة‪:‬‬
‫• مفهوم �شمويل للدميقراطية ‪ -‬الفر�ص والتحديات يف مواجهة الدميقراطية و�سيادة القانون وحقوق الإن�سان‪.‬‬
‫• ال�شفافية وامل�ساءلة كما هي م�ستمدة من حقوق الإن�سان والدميقراطية و�سيادة القانون وداعمة لها‪.‬‬
‫• املجتمع املدين كو�سيلة لتحقيق الدميقراطية وحقوق الإن�سان واحلفاظ عليها‪.‬‬
‫‪ 11:30‬ا�سرتاحة قهوة‬
‫‪ 11:45‬ختام واخلال�صة‬
‫الرئي�س‪ :‬ال�سيد روالند ريت�ش‪ ،‬الرئي�س التنفيذي‪� ،‬صندوق الأمم املتحدة للدميقراطية‬
‫‪ 13:00‬حفل ا�ستقبال ت�ست�ضيفه البعثة الدائمة لإيطاليا لدى الأمم املتحدة‬
‫‪ 03:00‬نهاية اليوم الثاين‬

‫حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية‪ .‬فدون هذه احلماية‬ ‫الملحق ‪2‬‬


‫ال ميكن �أن يكون للدميقراطية �أي وجود ذي معنى‪.‬‬
‫المالحظات التمهيدية للسيد‬
‫وال ميكن �إال للدولة امللتزمة بحماية احلريات الفردية‬
‫وامل�ساواة وكرامة الإن�سان �أن ت�صبح يف نهاية املطاف بلد ًا‬
‫إيفان سيمونوفيتش‬
‫حر ًا ودميقراطي ًا على �أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫مساعد األمين العام لحقوق‬
‫اإلنسان‬
‫ر�ض يجب �أن تقدم‬ ‫كي تنجح الدولة الدميقراطية ب�شكل ُم ٍ‬
‫�أي� ًضا ر�ؤية حلياة �أف�ضل ملواطنيها واملقيمني بها‪ ،‬لكل‬ ‫اخلرباء الأجالء‪،‬‬
‫فرد منهم على حدا وباال�شرتاك مع �آخرين‪ .‬وميكن بل‬ ‫ال�سيدات وال�سادة‪،‬‬
‫ينبغي �أن ي�ستند مثل هذا االعرتاف �إىل نهج قائم على‬ ‫�إنه ملن دواعي �سروري �أن �ألقي كلمة يف هذا االجتماع‬
‫احلقوق‪ ،‬مع �إيالء اهتمام خا�ص للحقوق االقت�صادية‬ ‫حول الدميقراطية وحقوق الإن�سان الذي نظمته املفو�ضية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ .‬وكما �أ�شار العديد من ال�سيا�سيني‪،‬‬ ‫ال�سامية حلقوق الإن�سان و�إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية‬
‫ال ميكن للأغنياء والفقراء التعاي�ش جنب ًا �إىل جنب‬ ‫وامل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‪ .‬يكت�سب هذا‬
‫دون وجود خطر ال ُي�ستهان به لوقوع التمزق االجتماعي‬ ‫االجتماع �أهمية خا�صة �إذ ي�سعى ال�ستك�شاف الرتابط‬
‫واال�ضطراب‪ .‬لذلك فالدميقراطية تعني �أي� ًضا الرتكيز‬ ‫وال�صالت بني احلكم الدميقراطي وحقوق الإن�سان‪.‬‬
‫على �ضمان توافر ال�ضروريات الأ�سا�سية يف احلياة‬ ‫و�أعتقد �أن معظم النا�س يتفقون على �أن النظم ال�سيا�سية‬
‫كالغذاء الكايف واملاء وال�سكن للجميع كهدف للمجتمع‪.‬‬ ‫الدميقراطية يجب �أال تكون جمرد �إطار لتحديد‬
‫كيف ميكننا �أن نتحدث واقعي ًا عن احلق يف احلياة باملعنى‬ ‫�صالحيات وحدود م�ؤ�س�سات الدولة وكيفية عملها معا‪ً،‬‬
‫ال�سيا�سي �أو املدين �إذا كان ال�شخ�ص ال ميلك ما يكفيه‬ ‫وال جمرد حتديد للإجراءات الواجب �إتباعها يف �إجراء‬
‫من الطعام �أو �إذا كانت حياة ال�شخ�ص معر�ضة للخطر‬ ‫االنتخابات التي تركز على �أمور كالأهلية للت�صويت‪،‬‬
‫ب�سبب نق�ص املياه النظيفة �أو الرعاية الطبية الكافية؟‬ ‫والرت�شح لالنتخابات‪ .‬بد ًال من ذلك‪ ،‬يجب �أن يركز‬
‫وباملثل‪ ،‬ف�إن حماية احلقوق االجتماعية والثقافية جلميع‬ ‫احلكم الدميقراطي الناجح حتم ًا على تعزيز وحماية‬
‫الأ�شخا�ص‪ ،‬مبن فيهم الأقليات‪ ،‬والأ�شخا�ص والفئات‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫فئات‪ :‬الدميقراطيات؛ الأوليغاركيات (حكم الأقلية)‪/‬‬ ‫ال�ضعيفة‪ ،‬ميثل �أ�سا� ًسا للدميقراطية التي تعمل ب�صورة‬
‫الأر�ستقراطيات‪ ،‬والأنظمة اال�ستبدادية‪ .‬وكتب �أر�سطو‬ ‫جيدة‪.‬‬
‫يف كتابه ال�شهري بعنوان ‘ال�سيا�سة’ �أن "مبد�أً �أ�سا�سي ًا‬
‫فكرت هذا ال�صباح �أنه قد يكون جدير ًا باالهتمام‬
‫لل�شكل الدميقراطي للد�ستور هو احلرية"‪ .‬و�أو�ضح �أن‬
‫�أن نفكر �إىل حد ما يف مفهومي الدميقراطية وحقوق‬
‫"�أحد عوامل احلرية هو �أن يظل يتبادل احلاكم واملحكوم‬
‫الإن�سان‪� ،‬إذ �إنني على علم ب�أن الغر�ض من اجتماع املائدة‬
‫دوريهما‪ ،‬و�أن املبد�أ ال�شعبي للعدالة هو �أن تعتمد امل�ساواة‬
‫امل�ستديرة هو الرتكيز على العالقة بني االثنني‪ .‬كلمة‬
‫على العدد‪ ،‬ولي�س القيمة ‪ ...‬فينتج عن ذلك دميقراطيات‬
‫"دميقراطية"‪ ،‬كما يعلم الكثريون منكم‪ ،‬هي لفظة يونانية‬
‫يتمتع الفقراء فيها بقدر �أكرب من القوة عن الأغنياء‪،‬‬
‫تعني حرفي ًا "حكم ال�شعب"‪ .‬جاء �إر�ساء الدميقراطية يف‬
‫لأنهم الأكرث عدد ًا وما تقرره الأغلبية تكون له ال�سيادة"‪.‬‬
‫�أثينا قبل نحو ‪� 2500‬سنة كرد فعل �ضد الأر�ستقراطية‬
‫غري �أن الدميقراطية يف اليونان القدمية مل تكن مبن�أى‬ ‫املهيمنة التي �أدت �إىل م�شاكل �سيا�سية واقت�صادية‬
‫عن اخل�صوم‪� ،‬إذ و�صفها بع�ض الفال�سفة اليونانيني‬ ‫واجتماعية جمة‪ ،‬مبا يف ذلك على وجه اخل�صو�ص‬
‫ب�أنها غري م�ستقرة وب�أنها نظام للحكم يعطي ال�سلطة‬ ‫الرتكيز ال�شديد لل�سلطة ال�سيا�سية واالقت�صادية يف �أيدي‬
‫لغري املنتمني �إىل الطبقة الراقية �أو للغوغاء �أو للطبقات‬ ‫القلة القليلة‪ .‬ويف �إطار رف�ض حكم النخب الأر�ستقراطية‪،‬‬
‫الفقرية‪ .‬وف�ضل �أفالطون‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬حكم فئة‬ ‫�صاغت الدميقراطية الأثينية منوذج ًا خمتلف ًا متام ًا على‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫النخبة‪.‬‬ ‫�أ�سا�س مبد�أ امل�ساواة يف احلقوق‪ ،‬و�أتاحت الو�صول �إىل‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬ ‫ال�سلطة �إىل معظم املواطنني‪.‬‬
‫المتحدة‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فلي�ست نيتي �أن �ألقي در� ًسا يف التاريخ‬
‫هذا ال�صباح‪� .‬إال �أنه من الالفت للنظر �أن بع� ًضا من‬ ‫وما يثري االهتمام هو �أن الدميقراطية الأثينية ات�سمت‬
‫امل�شاكل التي نواجهها اليوم ‪ -‬والتي �سوف نناق�شها‬ ‫�أي� ًضا مبيزة �أخرى متيز الدميقراطيات احلديثة ‪ -‬وهي‬
‫اليوم وغد ًا ‪ -‬هي م�شاكل برزت قبل قرون‪ .‬كذلك ف�إن‬ ‫املحاكم ذات ال�صالحيات لل�سيطرة على الهيئات‬
‫مفاهيم حكم الأغلبية لإ�ضفاء ال�شرعية على عمل‬ ‫احلكومية الأخرى وقادتها ال�سيا�سيني‪ .‬وت�شري ال�سجالت‬
‫احلكومات‪ ،‬وتكاف�ؤ الفر�ص يف الت�صويت وامل�شاركة يف‬ ‫�إىل �أن بريكلي�س‪ ،‬الذي غالب ًا ما ُيعترب �أحد م�ؤ�س�سي‬
‫احلياة العامة‪ ،‬والرتكيز على اجلدارة ب�صرف النظر عن‬ ‫الدميقراطية الأثينية‪ ،‬قد و�صف النظام الأثيني‬
‫الو�ضع االجتماعي كمبد�أ �أ�سا�سي للم�ساواة‪ ،‬وامل�ساواة يف‬ ‫للحكم بقوله‪" :‬تف�ضل �إدارتها الكرثة على القلة‪ ،‬ولهذا‬
‫العدالة‪ ،‬واحلرية يف احلياة ال�سيا�سية ويف احلياة العادية‪،‬‬ ‫ال�سبب �أُطلق عليها ا�سم الدميقراطية‪ .‬و�إذا نظرنا �إىل‬
‫وا�ستقالل املحاكم لو�ضع حدود للعمل احلكومي‪ :‬تبدو‬ ‫القوانني‪ ،‬جند �أنها حتمل العدالة املت�ساوية للجميع رغم‬
‫هذه املفاهيم والق�ضايا ذات �صلة اليوم متام ًا كما كانت‬ ‫االختالفات فيما بينها‪ ...‬والتقدم يف احلياة العامة يعتمد‬
‫قبل ‪� 2500‬سنة‪.‬‬ ‫على قدرات املرء التي ُيعرف بها‪ ،‬واالعتبارات الطبقية‬
‫ال ُي�سمح لها ب�أن تعوق اجلدارة؛ وال للفقر ب�أن يعرت�ض‬
‫واحلجج التي �أُثريت �ضد الدميقراطيات قبل �أكرث من‬
‫ال�سبيل‪ ...‬واحلرية التي نتمتع بها يف حكومتنا متتد �أي� ًضا‬
‫‪� 2000‬سنة ‪ -‬وهي �أن الدميقراطيات غري م�ستقرة‪ ،‬و�أنها‬
‫�إىل حياتنا العادية"‪.‬‬
‫ال جتلب �إال قادة غري قادرين من �صفوف اجلماهري و�أن‬
‫حكم النخبة هو الأف�ضل ‪ -‬تبدو م�ألوفة لنا‪� .‬أال ندرك‬ ‫حفزّت جتربة الدميقراطية الأثينية الفال�سفة اليونانيني‬
‫اليوم �أن الأنظمة ال�سيا�سية البديلة للدميقراطية ت�شبه‬ ‫على حتليل �أنظمة خمتلفة للحكم والتفكري فيها‪ .‬فقد‬
‫حكم الأقلية والأنظمة اال�ستبدادية التي �أ�شار �إليها‬ ‫قام �أر�سطو‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬بتحليل النظم املختلفة‬
‫�أر�سطو؟ �أمل ن�سمع يف اخلطاب املعا�صر تربيرات القادة‬ ‫وق�سمها �إىل ثالث‬
‫للحكم يف دول املدن اليونانية‪ّ ،‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫االجتماع‪ .‬ت�شمل هذه العنا�صر ما يلي‪:‬‬ ‫ال�سيا�سيني للدول التي ي�سودها حكم القلة �أو النظم‬
‫املت�سلطة وهي �أن الدميقراطية �ستجلب عدم اال�ستقرار‬
‫• احرتام حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية‪.‬‬
‫لبلد ما‪� ،‬أو �أن دولهم لي�ست م�ستعدة بعد للدميقراطية‬
‫• حرية تكوين اجلمعيات‪.‬‬ ‫و�أنها �أكرث مالءمة للحكم من قبل النخبة ‪� -‬سواء كانت‬
‫• حرية التعبري والر�أي‪.‬‬ ‫نخبة �سيا�سية �أو ع�سكرية �أو تكنوقراطية؟ ورغم �أن‬
‫• الو�صول �إىل احلكم وممار�سته وفق ًا ل�سيادة القانون‪.‬‬ ‫هذه الآراء قد تكون هي فع ًال �آراء �أ�صحابها‪ ،‬ف�إنها يف‬
‫• �إجراء انتخابات دورية حرة ونزيهة وباالقرتاع العام‬ ‫كثري من الأحيان تك�شف عن عدم الرغبة يف التخلي عن‬
‫وبالت�صويت ال�سري كو�سيلة للتعبري عن �إرادة ال�شعب‪.‬‬ ‫ال�سلطة واالمتيازات االقت�صادية؛ وتعك�س عدم الثقة يف‬
‫• نظام تعددي للأحزاب ال�سيا�سية واملنظمات‪.‬‬ ‫حقوق الإن�سان واحلريات خوف ًا من �أن تف�ضي �إىل انتقاد‬
‫احلكام وتهديد م�صاحلهم‪ ،‬وخوف ًا من �أن جتلب الأنظمة‬
‫• الف�صل بني ال�سلطات‪.‬‬
‫الدميقراطية �إىل احلكم �أولئك الذين ينتهجون فل�سفات‬
‫• ا�ستقالل الق�ضاء‪.‬‬ ‫�سيا�سية معادية ملن هم يف ال�سلطة حالي ًا‪.‬‬
‫• ال�شفافية وامل�ساءلة يف الإدارة العامة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من �أنني �أدرك �أن املقارنة غري متطابقة‪ ،‬ال‬
‫• �إعالم م�ستقل تعددي حر‪.‬‬
‫�أجد بد ًا من �أن �أظن �أن االنتفا�ضات ال�شعبية �ضد الأنظمة‬
‫ويف القرار نف�سه‪� ،‬أكدت جلنة حقوق الإن�سان �أي� َضا‬ ‫اال�ستبدادية اليوم ‪ -‬و�أق�صد ب�شكل خا�ص حركات الربيع‬
‫جمدد ًا على �أن احلق يف التنمية والق�ضاء على الفقر‬ ‫العربي ‪ -‬ميكن مقارنتها بالثورات ال�شعبية يف اليونان‬
‫املدقع ميكنه �أن ي�سهم �إ�سهام ًا كبري ًا يف تعزيز وتوطيد‬ ‫القدمية من قبل الكرثة املحبطني غري املعتمدين على‬
‫الدميقراطية‪ .‬و�أ�شار القرار �إىل �أن الدميقراطية تتوافق‬ ‫تخطيط م�سبق �ضد القلة القليلة ممن يتمتعون برثوة‬
‫مع جمموعة وا�سعة من الأفكار الفل�سفية واملعتقدات‬ ‫كبرية ن�سبي ًا ويحتكرون ال�سلطة ال�سيا�سية‪.‬‬
‫والتقاليد االجتماعية والثقافية والدينية املوجودة يف‬
‫لقد �أوردت هذه الإ�شارات التاريخية اليوم ل ّأبي �أي� ًضا‬
‫العامل‪ ،‬بل وينبغي �أن تتقبلها‪.‬‬
‫�أن العديد من الق�ضايا املرتبطة مبناق�شة احلكم‬
‫�أما وثيقة الأمم املتحدة الهامة الثانية التي �أود الإ�شارة‬ ‫الدميقراطي وحقوق الإن�سان لي�ست م�شكالت جديدة على‬
‫�إليها يف هذا املو�ضوع فهي املذكرة التوجيهية للأمني‬ ‫الإطالق‪ ،‬و�إمنا م�شكالت قدمية جد ًا تتعلق ب�أفكار را�سخة‬
‫العام ب�ش�أن الدميقراطية‪ ،‬والتي تو�ضح �أن ميثاق الأمم‬ ‫غالب ًا ما تكون �أي� ًضا مت�ضاربة حول احلكم ال�سيا�سي‪.‬‬
‫املتحدة نف�سه ي�شري �إىل الأ�س�س الأ�سا�سية للدميقراطية‪،‬‬
‫وقبل �أن �أختتم كلمتي هذا ال�صباح‪� ،‬أود �أن �أ�شري �إىل‬
‫وهي حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية‪ ،‬وامل�ساواة يف‬
‫وثيقتني من وثائق الأمم املتحدة تكت�سبان �أهمية بالغة‬
‫احلقوق بني الرجل واملر�أة‪ ،‬و�إزالة التمييز على �أ�سا�س‬
‫جدا من حيث تناول العالقة بني الدميقراطية وحقوق‬
‫العرق �أو اجلن�س �أو اللغة �أو الدين‪ .‬وت�سلط املذكرة‬
‫الإن�سان‪ .‬الوثيقة الأوىل هي القرار ‪ 46/2002‬للجنة‬
‫التوجيهية ال�ضوء على م�س�ألة �أن الإعالن العاملي حلقوق‬
‫حقوق الإن�سان ال�سابقة التي حتدد حقوق الإن�سان‬
‫الإن�سان يت�ضمن �أي� ًضا العديد من العنا�صر الهامة يف‬
‫الأ�سا�سية للأداء الف ّعال للدميقراطية (جلنة الأمم‬
‫الدميقراطية‪ ،‬وبخا�صة مفهوم �أن "�إرادة ال�شعب �ستكون‬
‫املتحدة حلقوق الإن�سان‪ .)2002 ،‬وعلى الرغم من �أنني‬
‫�أ�سا�س �سلطة احلكم‪( ،‬و) �سيجري التعبري عنها يف‬
‫واثق من �أنكم �ستناق�شون هذه احلقوق بالتف�صيل خالل‬
‫�صورة انتخابات دورية ونزيهة باالقرتاع العام وعلى قدم‬
‫مداوالتكم‪ ،‬رمبا جتدر الإ�شارة �إليها هنا يف م�ستهل هذا‬
‫امل�ساواة‪( "...‬الأمني العام للأمم املتحدة‪2009 ،‬ب)‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫وعلى الرغم من �أن املذكرة التوجيهية ت�شري �إىل �أهمية‬


‫احلقوق املدنية وال�سيا�سية باعتبارها �ضرورية ل�سري‬
‫الدميقراطية‪ ،‬فهي تو�ضح �أي� ًضا �أن الدميقراطية تروق‬
‫للكثريين ب�سبب ارتباطها بارتفاع م�ستوى املعي�شة جلميع‬
‫الب�شر‪.‬‬
‫اخلرباء الأجالء‪،‬‬
‫ال�سيدات وال�سادة‪،‬‬
‫�أود �أن �أتقدم بخال�ص ال�شكر �إىل �إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية‬
‫و�إىل امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات لتعاونهما‬
‫مع املفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان يف تخطيط وتنظيم‬
‫هذا االجتماع‪ .‬فهو يحظى ب�أهمية لدعم هذا النوع من‬
‫عمليات و�ضع الربامج امل�شرتكة‪ ،‬ون�أمل �أن نرى �أمثلة‬
‫�أخرى لهذا النوع من التعاون يف امل�ستقبل‪ .‬وبهذا �آتي �إىل‬
‫ختام مالحظاتي هذا ال�صباح‪� .‬شكر ًا لكم‪.‬‬
‫الديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫ال�سيدة �إليزابث �سبيهار‪ ،‬مدير �شعبة �أوروبا‪� ،‬إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية بالأمم املتحدة‬ ‫ال�سيد �إيفان �سيمونوفيت�ش‪ ،‬م�ساعد الأمني العام حلقوق الإن�سان‪ ،‬الأمم املتحدة‬ ‫التعليق��ات االفتتاحي��ة‪ :‬د‪ .‬ما�س��يمو توما�س��ويل‪ ،‬املراق��ب الدائ��م للم�ؤ�س�س��ة الدولي��ة‬
‫للدميقراطية واالنتخابات لدي الأمم املتحدة (ي�س��ار ًا)‪ ،‬ال�س��يد �إيفان �سيمونوفيت���ش‪،‬‬
‫م�س��اعد الأم�ين الع��ام حلق��وق الإن�س��ان‪ ،‬الأمم املتح��دة (الو�س��ط)‪ ،‬ال�س��يدة �إليزابث‬
‫�سبيهار‪ ،‬مدير �شعبة �أوروبا‪� ،‬إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية بالأمم املتحدة (ميين ًا)‬

‫اللجنة ‪ :1‬الربوفي�س��ور غابور هاملاي‪ ،‬جامعة بوداب�س��ت (ي�س��ار ًا)‪ ،‬الربوفي�س��ور لوي�س‬ ‫اخللفية‪ :‬الربوفي�سور دزاديك كيدزيا‪ ،‬جامعة بوزنان‬ ‫د‪ .‬ما�س��يمو توما�س��ويل‪ ،‬املراقب الدائم للم�ؤ�س�س��ة الدولية للدميقراطي��ة واالنتخابات‬
‫�أوكوان‪ ،‬جامعة تافت���س (يف الو�س��ط ي�س��ار ًا)‪� ،‬س��عادة ال�س��فري كري�س��تيان �س�تروهال‪،‬‬ ‫لدي الأمم املتحدة‬
‫املندوب الدائم للنم�س��ا لدى الأمم املتحدة يف جنيف (يف الو�س��ط ميين ًا)‪ ،‬الربوفي�سور‬
‫تيانيانا مالوا‪ ،‬جامعة والية بن�سيلفانيا (ميين ًا)‬

‫�س��عادة ال�س��فري كري�س��تيان �س�تروهال‪ ،‬املندوب الدائم للنم�س��ا لدى الأمم املتحدة يف‬ ‫الربوفي�سور لوي�س �أوكوان‪ ،‬جامعة تافت�س‬ ‫الربوفي�سورغابورهاملاي‪ ،‬جامعة بوداب�ست‬
‫جنيف‬

‫اللجن��ة ‪ :2‬ال�س��يد �إبراهي��م ليث��وم �أ�س��ماين‪ ،‬جمعي��ة كينيا للقان��ون (ي�س��ار ًا)‪ ،‬د‪ .‬عزة د‪ .‬عزة كرم‪ ،‬م�ست�شار ثقايف �أول‪� ،‬صندوق الأمم املتحدة لل�سكان‬ ‫الربوفي�سور تيانيانا مالوا‪،‬جامعة والية بن�سيلفانيا‬
‫كرم‪ ،‬م�ست�شار ثقايف �أول‪� ،‬صندوق الأمم املتحدة لل�سكان (يف الو�سط ي�سار ًا)‪ ،‬ال�سيدة‬
‫�إليزابث �سبيهار‪ ،‬مدير �شعبة �أوروبا‪� ،‬إدارةال�ش�ؤون ال�سيا�سية بالأمم املتحدة (الو�سط‬
‫ميين � ًا)‪� ،‬س��عادة ال�س��فري كري�س��تيان �س�تروهال‪ ،‬املن��دوب الدائ��م للنم�س��ا ل��دى الأمم‬
‫املتحدة يف جنيف (ميين ًا)‬
‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫اللجنة ‪ :3‬الربوفي�س��ور كري�س��تي وارن‪ ،‬كلية ويليام �آند ماري (ي�س��ار ًا)‪ ،‬ال�سيد وينالك الربوفي�سور �ستيفن مارك�س‪ ،‬جامعة هارفارد‬ ‫ال�سيد �إبراهيم ليثوم �أ�سماين‪ ،‬جمعية كينيا للقانون‬
‫واهيو‪� ،‬إنرتنا�شيونال �آيديا (الو�سط ي�سار ًا)‪ ،‬ال�سيد روجيه هوزينغا‪ ،‬الإحتاد الربملاين‬
‫ال��دويل (الو�س��ط ميين � ًا)‪ ،‬الربوفي�س��ور �س��تيفن مارك���س‪ ،‬جامع��ة هارف��ارد (ميين ًا)‪،‬‬
‫ال�سيدة غريالدين فريزر مولكيتي‪ ،‬مدير املمار�سات‪ ،‬جمموعة احلوكمة الدميقراطية‪،‬‬
‫مكتب ال�سيا�سات الإمنائية التابع لربنامج الأمم املتحدة الإمنائي (ال تظهر بال�صورة)‬

‫ال�سيد وينالك واهيو‪�،‬إنرتنا�شيونال �آيديا‬ ‫ال�سيدة غريالدين فريزر مولكيتي‪ ،‬مدير املمار�سات‪ ،‬جمموعة احلوكمة الدميقراطية‪ ،‬الربوفي�سور كري�ستيوارن‪ ،‬كلية ويليام �آند ماري‬
‫مكتب ال�سيا�سات الإمنائية التابع لربنامج الأمم املتحدة الإمنائي‬

‫اخلتام واال�ستنتاجات‪ :‬ال�سيد روالند ريت�ش‪ ،‬الرئي�س التنفيذي ل�صندوق الأمم املتحدة م�شارك‪ :‬ال�سيد �أندرو براديل‪ ،‬مدير مكتب امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‬ ‫ال�سيد روجيه هوزينغا‪ ،‬الإحتاد الربملاين الدويل‬
‫باالحتاد الأوروبي‬ ‫للدميقراطية‬

‫م�ش��ارك‪ :‬ال�س��يدة �آنا لوكاتيال‪� ،‬أخ�صائية برامج‪� ،‬ش��عبة ال�س�لام والأمن‪ ،‬هيئة الأمم م�شارك‪ :‬الأب �إمييكا زري�س �أوبيزو‪ ،‬جمعية ‪ ،OSA‬املندوب الدائم لدى الأمم املتحدة‪ ،‬م�ش��ارك‪ :‬ال�س��يد روب��رت هازباندز‪ ،‬وحدة �س��يادة القان��ون والدميقراطي��ة‪ ،‬املفو�ضية‬
‫ال�سامية للأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‬ ‫منظمة الأغ�سط�سيني الدولية‬ ‫املتحدة للمر�أة‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫وخالل م�ؤمتر القمة العاملي للعام ‪ ،2005‬كانت‬ ‫الملحق ‪3‬‬


‫احلكومات وا�ضحة كال�شم�س حيال الروابط احليوية‬
‫بيان السيدة اليزابيث سبيهار‬
‫بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ ،‬ف�ض ًال عن عالقتهما‬
‫بالتنمية‪ .‬وقد �أكدت على �أن "الدميقراطية والتنمية‬
‫مدير شعبة أوروبا‪ ،‬إدارة األمم‬
‫واحرتام جميع حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية‬ ‫المتحدة للشؤون السياسية‬
‫هي �أمور يعتمد الواحد منها على الآخر ويعززه"‪ .‬وملن‬ ‫�إنه ملن دواعي �سروري البالغ �أن �أ�شارك يف هذا االجتماع‪،‬‬
‫ي�شككون يف مكانة الدميقراطية يف �إطار الأمم املتحدة‪،‬‬ ‫الذي نظمته كل من مفو�ضية حقوق الإن�سان وامل�ؤ�س�سة‬
‫ف�إن مذكرة الأمني العام التوجيهية للعام ‪ 2009‬ب�ش�أن‬ ‫الدولية للدميقراطية واالنتخابات‪ .‬ونحن ن�سعى �إىل حدث‬
‫الدميقراطية تذكرنا ب�أن "املبادئ الدميقراطية هي جزء‬ ‫فا�صل من �ش�أنه امل�ساهمة يف تن�شيط منوذج الدميقراطية‬
‫من الن�سيج املعياري للأمم املتحدة"‪.‬‬ ‫يف الأمم املتحدة‪ ،‬لي�س فقط من حيث املفهوم وعالقته‬
‫ويف ع�صرنا الذي يعج باال�ضطرابات والتغيري‪ ،‬على الأمم‬ ‫باملبادئ والقيم الأ�سا�سية للمنظمة‪ ،‬ولكن �أي� ًضا من حيث‬
‫املتحدة �أن تكون م�ستعدة كي ت�ؤدي دور ًا ا�ستباقي ًا يف‬ ‫املمار�سات‪ .‬وهذا هو رابع اجتماع من هذا القبيل تنظمه‬
‫دعم البلدان من خالل امل�ساعدة الدميقراطية ال�شاملة‬ ‫الأمم املتحدة مب�ساعدة امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية‬
‫ويف م�ساعدتها على الوفاء بالتزاماتها املتعلقة بحقوق‬ ‫واالنتخابات‪ ،‬حيث ين�صب الرتكيز على مناق�شة الروابط‬
‫الإن�سان ‪ -‬وهما �أمران من الطبيعي �أن يتالزما‪ .‬عالوة‬ ‫الهامة بني الدميقراطية والثالث ركائز الأ�سا�سية مل�ساعي‬
‫على ذلك‪ ،‬فنحن بحاجة �إىل جعل م�ساعدتنا �أكرث كفاءة‬ ‫الأمم املتحدة‪ ،‬ف�ض ًال عن امل�ساواة بني اجلن�سني‪.‬‬
‫و�أف�ضل تن�سيق ًا بني خمتلف كيانات الأمم املتحدة وكذلك‬ ‫وي�أتي الرتكيز اليوم على العالقة بني الدميقراطية وحقوق‬
‫مع اجلهات الفاعلة الأخرى على �أر�ض الواقع‪ .‬ونحن‪،‬‬ ‫الإن�سان يف وقت مالئم‪ .‬ففي جميع �أنحاء �شمال �أفريقيا‬
‫كمجتمع دويل‪ ،‬علينا �أي� ًضا �أن ن�س�أل �أنف�سنا بع�ض الأ�سئلة‬ ‫وال�شرق الأو�سط وما وراءهما‪ ،‬تتعاىل النداءات املطالبة‬
‫الأ�سا�سية املتعلقة بدعمنا للدميقراطية وحقوق الإن�سان‪،‬‬ ‫مبزيد من احلرية واحرتام حقوق الإن�سان والكرامة‬
‫مبا يف ذلك‪ :‬هل نحن نركز على الق�ضايا ال�صحيحة‪،‬‬ ‫وامل�شاركة ال�سيا�سية‪ .‬وهذه �أهداف ال ميكن �إال للمجتمع‬
‫ما هي النظرة ملا نقوم به من �إجراءات لتعزيز ودعم‬ ‫الدميقراطي �أن يلبيها ويحافظ عليها‪ .‬وكما �أ�شار الأمني‬
‫الدميقراطية؟ كيف ن�ضمن �أن الدعم املقدم جوهري‬ ‫العام تكرار ًا‪ ،‬ف�إن قادة الدول التي متر مبرحلة انتقالية‬
‫و�شامل ويلتزم متام ًا مببادئ حقوق الإن�سان؟‬ ‫هم �أول من يجب �أن ين�صتوا لأ�صوات �شعوبهم وي�ستجيبوا‬
‫وب�شكل �أكرث حتديد ًا‪ ،‬نحن بحاجة �إىل النظر يف‪:‬‬ ‫لها‪ .‬غري �أنه يتعني على املجتمع الدويل �أي� ًضا �أن ي�ستمع‬
‫�إىل تلك الأ�صوات و�أن يكون على ا�ستعداد للم�ساعدة‬
‫ما هي النظرة �إىل الأمم املتحدة واملنظمات‬ ‫•‬ ‫يف �صون احلقوق واحلريات الأ�سا�سية لتلك املجتمعات‬
‫الإقليمية فيما يتعلق ب�أدوارها يف تعزيز حقوق‬ ‫كما تقبلها جميع الأمم‪ ،‬ف�ض ًال عن النهو�ض بامل�شاركة‬
‫الإن�سان والدميقراطية؟‬ ‫ال�سيا�سية‪ .‬وميثاقنا و�صكوكنا املتعلقة بحقوق الإن�سان‬
‫كيف ميكننا �ضمان امل�صداقية وال�شرعية وامل�ساءلة‬ ‫•‬ ‫وا�ضحة متام ًا يف �ش�أن هذه املبادئ الأ�سا�سية‪ .‬ول�سنا‬
‫يف هذه املجال احل�سا�س للعمل؟‬ ‫هنا لت�شجيع منوذج بعينه‪ ،‬فلي�س هناك منوذج واحد‬
‫كيف يكون ردنا على الت�صورات التي حتمل اتهام ًا‬ ‫•‬ ‫للدميقراطية ي�صلح جلميع البلدان‪ .‬لكننا بحاجة �إىل‬
‫بازدواج املعايري حيال ق�ضايا حقوق الإن�سان‬ ‫امل�ساعدة يف حتقيق احلقوق الأ�سا�سية للجميع‪ ،‬والتي‬
‫والدميقراطية؟‬ ‫ت�شمل احلقوق ال�سيا�سية واملدنية ‪ -‬الدميقراطية ‪-‬‬
‫املن�صو�ص عليها عاملي ًا يف �صكوك الأمم املتحدة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫تعزيز �أدوات الهيئة العاملية يف هذا ال�صدد يف نهاية‬ ‫• كيف ميكننا �ضمان �إتباع نهج مت�سق ومنهجي‬
‫املطاف‪.‬‬ ‫ي�ستند �إىل القواعد واملبادئ‪ ،‬مع تقييم ومواءمة‬
‫ا�ستجابات الأمم املتحدة على �أ�سا�س االحتياجات‬
‫ويف اخلتام‪ ،‬ا�سمحوا يل �أن �أ�ؤكد مرة �أخرى �أن هذا‬
‫القطرية املحددة وعلى �أ�سا�س كل حالة على حدة؟‬
‫االجتماع ي�أتي يف وقت حا�سم تتطلع فيه ال�شعوب يف‬
‫كثري من دول العامل جاهدة لالنتقال �إىل الدميقراطية‪،‬‬ ‫• كيف ميكن �ضمان فعالية تعزيز وا�ستدامة‬
‫ف�ض ًال عن االعرتاف بحقوق الإن�سان الأ�سا�سية والوفاء‬ ‫الدميقراطية والأنظمة القائمة على حقوق‬
‫بها فعلي ًا‪ .‬ولكن هناك �أي� ًضا حاالت ت�ستدعي القلق‬ ‫الإن�سان؟‬
‫لبلدان تعاين من الرتاجع يف معايريها وممار�ساتها‬ ‫بالن�سبة للأمم املتحدة‪ ،‬فمن املهم التطلع �إىل ما هو‬
‫الدميقراطية‪ ،‬مما يرتتب عليه تقل�ص احرتام حقوق‬ ‫�أبعد من �سياقنا و�إدراك التقدم املحرز يف جماالت‬
‫الإن�سان‪ .‬فمن الأهمية مبكان �أن يقوم املجتمع الدويل‪،‬‬ ‫حقوق الإن�سان وتعزيز الدميقراطية وحمايتها من جانب‬
‫وخا�ص ًة الأمم املتحدة‪ ،‬بو�ضع نهج �شامل ومن�سق ملعاجلة‬ ‫املنظمات الإقليمية املختلفة‪ ،‬مبا يف ذلك منظمة الدول‬
‫هذه التحديات الهامة و�أن ي�سعى �إىل تعزيز دعمه‬ ‫الأمريكية واالحتاد الإفريقي‪ ،‬التي �أعدت �صكوكها‬
‫للمجتمع املدين‪ ،‬واملجتمعات التي متر مبرحلة انتقالية‪،‬‬ ‫التقدمية ال�شاملة بعيدة الأثر حول هذه الق�ضايا‪ .‬وال‬
‫�إىل جانب تعزيز ُن ُهج حقوق الإن�سان املنطلقة من القاعدة‬ ‫متلك الأمم املتحدة حالي ًا مثل هذه الآليات ورمبا يكون‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫وتوطيد الدميقراطية‪.‬‬ ‫من املفيد �أن نتعلم من جتارب تلك املنظمات‪ ،‬بهدف‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬

‫ويتفق ذلك مع الإجماع التي منا على مدى العقدين‬ ‫الملحق ‪4‬‬
‫املا�ضيني‪ ،‬والذي مت الت�أكيد عليه ب�صراحة يف الفقرة ‪8‬‬
‫بيان الدكتور ماسيمو توماسولي‬
‫من �إعالن وبرنامج عمل فيينا للعام ‪" :1993‬الدميقراطية‬
‫والتنمية واحرتام حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية هي‬
‫المراقب الدائم للمؤسسة الدولية‬
‫�أمور يعتمد الواحد منها على الآخر ويعززه"‪ .‬وت�ستعر�ض‬ ‫للديمقراطية واالنتخابات لدى األمم‬
‫ورقة املعلومات الأ�سا�سية التي �أُعدت لهذا احلدث‬ ‫المتحدة‬
‫التحديات املفاهيمية والت�شغيلية والفر�ص التي تنطوي‬ ‫�أنه ملن دواعي �سروري �أن �أرحب بكم يف اجتماع املائدة‬
‫عليها �إقامة هذه ال�صالت يف منظومة الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫امل�ستديرة هذا‪ ،‬وهو الرابع يف �سل�سلة �شاركت يف تنظيمها‬
‫قبل ب�ضع �سنوات فقط ك�شف النقا�ش بني ممار�سي‬ ‫كل من امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‬
‫عمليات بناء الدميقراطية عن رد فعل عنيف �ضد‬ ‫والأمم املتحدة ب�ش�أن العالقات بني الدميقراطية‬
‫الدميقراطية‪ .‬وقد ن�ش�أ رد الفعل هذا عن تقييمات ال‬ ‫وركائز عمل الأمم املتحدة‪ .‬وقد تناولت االجتماعات‬
‫تراعي فقط تدهور امل�ؤ�شرات واالجتاهات‪ ،‬ولكن �أي� ًضا‬ ‫ال�سابقة الدميقراطية والتنمية‪ ،‬والدميقراطية وال�سالم‬
‫احلد من امل�ساحة املتاحة لن�شطاء الدميقراطية وحقوق‬ ‫والأمن‪ ،‬والدميقراطية وامل�ساواة بني اجلن�سني‪ .‬ويف تلك‬
‫الإن�سان يف كثري من احلاالت على الرغم من اجلهود‬ ‫املنا�سبات‪ ،‬كانت ال�صلة بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان‬
‫املحلية والدولية لدعمهم‪ .‬ومن املثري لالهتمام �أن‬ ‫مو�ضوع ًا �ضمني ًا‪.‬‬
‫املمار�سني يف جمال حقوق الإن�سان زعموا �أن الروايات‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫• هل ميكن لعمل الأمم املتحدة يف جمال‬ ‫التي ي�سردها احلكام امل�ستبدون تعتمد على �أبرز‬
‫الدميقراطية �أن ي�سهم يف �إغالق ثغرات التنفيذ‬ ‫مفردات الدميقراطية التي تهدف �إىل �إك�ساب عمليات‬
‫التي ما يزال البع�ض يراها يف نظام حقوق الإن�سان‬ ‫"الدميقراطية" املعيبة ال�شرعية الدولية‪ .‬على �سبيل‬
‫يف الأمم املتحدة؟‬ ‫املثال‪ ،‬ذكر تقرير هيومن رايت�س ووت�ش )‪ (HRW‬عام‬
‫• كيف ميكن لعمليات حقوق الإن�سان على �أر�ض‬ ‫‪� 2008‬أنه "قلما حظيت الدميقراطية بهذا العدد من‬
‫الواقع‪ ،‬والتي جت�سد مهام بناء القدرات والر�صد‪،‬‬ ‫املنادين به وبهذا القدر من اخلروقات يف الوقت ذاته‪،‬‬
‫�أن ت�ستفيد من جممل جهود الأمم املتحدة يف‬ ‫وقلما تعر�ضت لهذا الكم من التعزيز وعدم االحرتام يف‬
‫بناء الدميقراطية و�أن تتكامل معها على نحو �أكرث‬ ‫�آن واحد‪ ،‬وقلما كانت هامة ومع ذلك خميبة للآمال �إىل‬
‫فعالية؟‬ ‫هذا احلد" (‪� ،2008 HRW‬صفحة ‪ ،1‬وانظر �أي� ًضا روث‬
‫• كيف ميكن للعمل يف جمال حقوق الإن�سان يف‬ ‫‪� ،2009‬صفحة ‪ ،)140‬و�شدد على �أن عدم وجود تعريف‬
‫�أنحاء �أخرى من الأمم املتحدة‪ ،‬كنهج التنمية‬ ‫حمدد قانون ًا للفظة "الدميقراطية" يحمل تف�سري ًا جزئي ًا‬
‫القائم على احلقوق‪ ،‬والعمل الإن�ساين‪ ،‬والعمل يف‬ ‫لهذا الو�ضع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد �أظهرت الأحداث يف �شمال‬
‫جمايل ال�سالم والأمن‪� ،‬أن يت�أثر �أكرث باعتبارات‬ ‫�أفريقيا وال�شرق الأو�سط قدرات املجتمع املدين واملواطنني‬
‫الدميقراطية وحقوق الإن�سان؟‬ ‫النا�شطني‪ ،‬من الن�ساء والرجال‪ ،‬على امل�شاركة بفعالية‬
‫يف �أ�شكال جديدة من التعبئة االجتماعية وال�سيا�سية‪ ،‬مع‬
‫بالتعاون مع �إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية واملفو�ضية ال�سامية‬
‫حتديد خطة جديدة لبناء الدميقراطية يف العقد املقبل‪.‬‬
‫حلقوق الإن�سان‪ ،‬اخرتنا ثالث زوايا ملعاجلة الروابط بني‬
‫بناء الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪ ،‬وهي‪ :‬عمل الأمم‬ ‫ويف الواقع‪ ،‬ما يزال مفهوم احلق يف احلكم الدميقراطي‬
‫املتحدة يف حاالت تغيري النظام واملخاطر التي تتهدد‬ ‫قيد النقا�ش ولي�س "من�صو� ًصا عليها يف �صك قانوين‬
‫الدميقراطية‪ ،‬والت�صورات املحلية لدور الأمم املتحدة‬ ‫معتمد على نطاق وا�سع" (ريت�ش‪ ،‬نيومان‪� ،2004 ،‬صفحة‬
‫وت�أثري ذلك يف تعزيز نهج احلكم القائم على احلقوق‪،‬‬ ‫‪ .)8‬وكما �شددت املذكرة التوجيهية للأمني العام‬
‫وات�ساق الأمم املتحدة يف بناء احلكم على �أ�سا�س �سيادة‬ ‫للأمم املتحدة حول الدميقراطية بتاريخ �سبتمرب‪�/‬أيلول‬
‫القانون‪ .‬ومن اجلوانب الرئي�سية يف هذا املجال جهود‬ ‫عام ‪ ،2009‬على الرغم من �أن هناك �أ�سا� ًسا معياري ًا‬
‫و�ضع الد�ساتري‪ ،‬وهو جمال يحظى بالأولوية بالن�سبة‬ ‫ومفاهيمي ًا قوي ًا لعمل الأمم املتحدة يف جمال بناء‬
‫للم�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‪ ،‬حيث تقوم‬ ‫الدميقراطية (الأمني العام للأمم املتحدة‪2009 ،‬ب)‪،‬‬
‫فيه بو�ضع �أدوات للتحليل املقارن ولبناء القدرات للعاملني‬ ‫�إال �أنه يف جمايل الدميقراطية وحقوق الإن�سان على حد‬
‫على امل�ستويني الوطني والدويل‪ ،‬يف �إطار ال�شراكة مع‬ ‫�سواء‪ ،‬ما تزال هناك "تناق�ضات واختالالت بني توقعات‬
‫الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫العامة للعدالة وعزم الدول على حماية �سيادتها‪ ،‬وبني‬
‫الدول القوية ال�ساعية �إىل الهيمنة اجليو�سيا�سية وغريها‬
‫وترتبط ا�ستجابة احلكومة مل�صالح واحتياجات �أكرب عدد‬
‫التي ت�سعى �إىل حماية القانون الدويل‪ ،‬وبني عبارات‬
‫من املواطنني بقدرة امل�ؤ�س�سات والعمليات الدميقراطية‬
‫التعزيز الرنانة وغياب احلماية الفعالة" (جويل‪� ،‬إمريج‪،‬‬
‫على تعزيز �أبعاد احلقوق وامل�ساواة وامل�ساءلة‪ .‬و�إذا‬
‫وي�س‪� ،2009 ،‬صفحة ‪.)67‬‬
‫اعتُربت �سيادة القانون لي�ست جمرد �أداة للحكومة ولكن‬
‫قاعدة يلتزم بها املجتمع ب�أكمله‪ ،‬مبا يف ذلك احلكومة‪،‬‬ ‫وثمة بع�ض الق�ضايا العامة امل�شرتكة يف جل�سات االجتماع‬
‫�ستكون �أمر ًا �أ�سا�سي ًا يف دفع عجلة الدميقراطية‪ .‬ومع‬ ‫الثالث‪:‬‬
‫ذلك‪ ،‬ف�إن تعزيز �سيادة القانون يجب �أال يقت�صر فقط‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫يحدد التعريف "ال�صلب" �سيادة القانون على نحو �إيجابي‬ ‫على الرتكيز على تطبيق القواعد والإجراءات‪ .‬بل يجب‬
‫باعتبارها تدمج عنا�صر مثل د�ستور قوي‪ ،‬ونظام انتخابي‬ ‫على املرء �أي� ًضا الت�أكيد على دورها الأ�سا�سي يف حماية‬
‫ف ّعال‪ ،‬وااللتزام بامل�ساواة بني اجلن�سني‪ ،‬وقوانني حماية‬ ‫احلقوق وتعزيز ال�شمولية‪ ،‬وبهذه الطريقة حتتل حماية‬
‫الأقليات والفئات ال�ضعيفة الأخرى‪ ،‬وجمتمع مدين قوي‪.‬‬ ‫احلقوق موقعها داخل اخلطاب الأو�سع للتنمية الب�شرية‪.‬‬
‫وت�ؤدي �سيادة القانون‪ ،‬التي تدافع عنها هيئة ق�ضائية‬
‫ثمة �سمة م�شرتكة بني كل من الدميقراطية و�سيادة‬
‫م�ستقلة‪ ،‬وظيفة حا�سمة عن طريق �ضمان �أمان احلقوق‬
‫القانون وهي �أن النهج امل�ؤ�س�سي البحت ال يك�شف عن �أي‬
‫املدنية وال�سيا�سية واحلريات املدنية و�أن امل�ساواة والكرامة‬
‫�شيء بالن�سبة للمح�صالت الفعلية للعمليات والإجراءات‪،‬‬
‫جلميع املواطنني لي�ست معر�ضة للخطر‪ .‬كما ت�ساعد‬
‫حتى لو كانت الأخرية �صحيحة �شكلي ًا‪ .‬وعند تناول ال�صلة‬
‫�أي� ًضا على حماية الأداء الفعال ملختلف وكاالت امل�ساءلة‬
‫بني �سيادة القانون والدميقراطية‪ ،‬البد من تو�ضيح‬
‫االنتخابية واملجتمعية والأفقية من العراقيل املحتملة‬
‫فرق �أ�سا�سي بني "احلكم بالقانون"‪ ،‬حيث يكون القانون‬
‫والرتهيب من قبل اجلهات الفاعلة احلكومية القوية‪.‬‬
‫�أداة للحكومة‪ ،‬وتعترب احلكومة فوق القانون‪ ،‬و"�سيادة‬
‫ويختلف هذا التعريف "ال�صلب" ل�سيادة القانون عن‬ ‫القانون"‪ ،‬مبا يعني �أن اجلميع يف املجتمع يخ�ضع للقانون‪،‬‬
‫التعريفات "اله�شة" التي ين�صب تركيزها على الإجراءات‬ ‫مبا يف ذلك احلكومة‪ .‬وب�صفة �أ�سا�سية‪ ،‬تتطلب احلدود‬
‫التي تتم من خاللها �صياغة القواعد وتطبيقها‪� .‬أمثلة‬ ‫الد�ستورية على ال�سلطة‪ ،‬وهي �سمة �أ�سا�سية من �سمات‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫املعتقدات التي ينطوي عليها التعريف "ال�صلب" ي�سوقها‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬االلتزام بحقوق الإن�سان و�سيادة القانون‪.‬‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬ ‫الأمني العام للأمم املتحدة يف تقاريره حول �سيادة‬
‫المتحدة‬ ‫ُبعد �آخر �أ�سا�سي للعالقة بني حقوق الإن�سان و�سيادة‬
‫القانون‪ .‬ويف العام ‪� 2004‬أكد الأمني العام �أن �سيادة‬
‫القانون والدميقراطية يتمثل يف االعرتاف ب�أن بناء‬
‫القانون بالن�سبة للأمم املتحدة هي‪:‬‬
‫الدميقراطية و�سيادة القانون رمبا يكونان عمليتني‬
‫" (‪ )...‬مبد�أ للحكم يكون فيه جميع الأ�شخا�ص‬ ‫متقاربتني تعزز الواحدة منهما الأخرى متى مت تعريف‬
‫وامل�ؤ�س�سات والكيانات‪ ،‬العامة واخلا�صة‪ ،‬مبا‬ ‫�سيادة القانون تعريف ًا وا�سع ًا‪ ،‬يعتمد على الغايات‪ ،‬ولي�س‬
‫يف ذلك الدولة نف�سها‪ ،‬م�س�ؤولة �أمام قوانني‬ ‫تعريف ًا �ضيق ًا �شكلي ًا و�إجرائي ًا فقط‪ .‬وتكون العالقة قوية‬
‫�صادرة علن ًا‪ ،‬وتُط َّبق على قدم امل�ساواة و ُيق�ضى‬ ‫كلما كانت النظرة �إىل �سيادة القانون باعتبارها ذات �صلة‬
‫بها ب�شكل م�ستقل‪ ،‬وتتفق مع قواعد ومعايري‬ ‫باملح�صالت املو�ضوعية‪ ،‬كالعدالة واحلكم الدميقراطي‪.‬‬
‫حقوق الإن�سان الدولية‪ .‬وكذلك فهي تتطلب‬ ‫وغالب ًا ما يت�سم هذا الفرق باللجوء بالت�ضاد بني مفهومي‬
‫اتخاذ التدابري ل�ضمان االلتزام مببادئ �سيادة‬ ‫�سيادة القانون "اله�شة" و"ال�صلبة"‪.‬‬
‫القانون‪ ،‬وامل�ساواة �أمام القانون‪ ،‬وامل�س�ؤولية‬
‫واملفهومان ال�شكلي واملو�ضوعي مرتبطان متام ًا‪ ،‬ويعرت�ض‬
‫�أمام القانون‪ ،‬والعدل يف تطبيق القانون‪،‬‬
‫بع�ض العلماء على التق�سيم �إىل ه�ش‪�/‬صلب‪ ،‬مدّعني �إىل‬
‫والف�صل بني ال�سلطات‪ ،‬وامل�شاركة يف �صنع‬
‫�أنه يف حاالت التغيري االجتماعي وال�سيا�سي ف�إن ال�سمات‬
‫القرار‪ ،‬واليقني القانوين‪ ،‬وجتنب التع�سف‪،‬‬
‫ال�شكلية واملو�ضوعية ل�سيادة القانون قد تكون "ه�شة" �أو‬
‫وال�شفافية الإجرائية والقانونية" (الأمني العام‬
‫"�صلبة"‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وب�شكل عام‪ ،‬ف�إن تعريفات ال�سيادة‬
‫للأمم املتحدة عام ‪ ،2004‬الفقرة ‪.)6‬‬
‫"اله�شة" تركز على الإجراءات التي تتم من خاللها‬
‫ويف �إ�شارة �إىل هذا التعريف يف مذكرته التوجيهية للعام‬ ‫�صياغة القواعد وتطبيقها‪ ،‬يف حني تهدف التعريفات‬
‫‪ 2009‬حول الدميقراطية‪� ،‬أ�ضاف الأمني العام �أي� ًضا �أن‬ ‫"ال�صلبة" �إىل حماية احلقوق وو�ضعها داخل �إطار‬
‫الأمم املتحدة تقدم اخلربة والدعم "لتطوير الت�شريعات‬ ‫اخلطاب الأو�سع للتنمية الب�شرية‪.‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫ويتطلب ذلك نظام ًا قانوني ًا عاد ًال‪ ،‬واحلق يف حماكمة‬ ‫وتقوية امل�ؤ�س�سات الت�شريعية والتنفيذية والق�ضائية على‬
‫عادلة والو�صول �إىل العدالة (بوكينفورد‪ ،‬وهيدلينغ‪،‬‬ ‫وجه اخل�صو�ص يف ظل هذه املبادئ ل�ضمان �أن لديها‬
‫واهيو‪� ،2011 ،‬صفحات ‪.)18-17‬‬ ‫القدرة واملوارد واال�ستقاللية الالزمة للعب الأدوار املنوطة‬
‫تقوم الد�ساتري مبا هو �أكرث بكثري من جمرد �إن�شاء‬ ‫بها" (الأمني العام للأمم املتحدة‪2009 ،‬ب)‪.‬‬
‫حكومة وتنظم عالقاتها مع مواطنيها‪ .‬ولقد �أ�صبحت‪،‬‬ ‫وعلى مر ال�سنني‪� ،‬شجعت الأمم املتحدة �سيادة القانون‬
‫يف العديد من البلدان �أي� ًضا �أدوات لإدارة الأزمات‪� .‬إن‬ ‫على امل�ستوى الدويل من خالل تعزيز وتطوير �إطار دويل‬
‫مزايا الد�ساتري التي مت ت�صميمها للبلدان املت�ضررة‬ ‫من القواعد واملعايري‪ ،‬و�إن�شاء املحاكم الدولية واملختلطة‪،‬‬
‫من النزاعات واالنق�سامات العنيفة تتوقف على قدرتها‬ ‫والآليات غري الق�ضائية‪ .‬كما �أدخلت التح�سينات على‬
‫على التوفيق بني اجلماعات‪ ،‬ومعاجلة املظامل التي‬ ‫�إطارها اخلا�ص بامل�شاركة يف قطاع �سيادة القانون‬
‫ال ميكن التغا�ضي عنها ومنع املزيد من اال�ستقطاب‬ ‫على ال�صعيد الوطني من خالل تقدمي امل�ساعدة لو�ضع‬
‫وتدهور ال�صراع‪ .‬ويف هذا املجال �أي� ًضا‪ ،‬ف�إن امللكية‬ ‫الد�ساتري‪ ،‬والإطار القانوين الوطني؛ وم�ؤ�س�سات العدالة‪،‬‬
‫الوطنية تُعد �أمر ًا بالغ الأهمية‪ .‬وينبغي �أن ُيرتك اختيار‬ ‫واحلكم والأمن وحقوق الإن�سان والعدالة االنتقالية‪،‬‬
‫العملية للقائمني على و�ضع الد�ستور الوطني القادرين‬ ‫وتعزيز املجتمع املدين‪ .‬عر�ضت املذكرة التوجيهية للأمني‬
‫على الهيمنة يف ال�سياق املحلي‪ .‬وت�صميم الد�ستور‬ ‫العام للعام ‪ 2008‬ب�ش�أن نهج الأمم املتحدة للم�ساعدة يف‬
‫الذي يتنا�سب ومتطلبات �إدارة ال�صراع قد حظي بقدر‬ ‫جمال �سيادة القانون املبادئ الرئي�سية وو�ضعت �إطار ًا‬
‫من النجاح‪ .‬ويف الوقت نف�سه‪ ،‬ف�إن عوامل �أخرى كعدم‬ ‫لتوجيه �أن�شطة الأمم املتحدة يف جمال �سيادة القانون‬
‫امل�ساواة االقت�صادية هي حمددات ذات �أهمية متزايدة يف‬ ‫على ال�صعيد الوطني (الأمني العام للأمم املتحدة‪،‬‬
‫املطالبات بو�ضع د�ستور جديد‪.‬‬ ‫‪ .)2008‬عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن مذكرته التوجيهية للعام‬
‫وت�ضرب العدالة االنتخابية مث ً‬
‫اال �آخر على الروابط‬ ‫‪ 2009‬حول م�ساعدة الأمم املتحدة لعمليات و�ضع الد�ستور‬
‫بني الدميقراطية وحقوق الإن�سان و�سيادة القانون‪.‬‬ ‫�أوجزت مكونات عملية و�ضع الد�ستور مع االعرتاف‬
‫فالعدالة االنتخابية ت�ضمن �أن كل عمل و�إجراء وقرار‬ ‫ب�أهمية و�ضع الد�ستور يف التحوالت الدميقراطية (الأمني‬
‫يتعلق بالعملية االنتخابية يتما�شى مع القانون‪ ،‬كما‬ ‫العام للأمم املتحدة‪�2009 ،‬أ)‪.‬‬
‫تكفل التمتع باحلقوق االنتخابية وا�ستعادتها‪ ،‬مع �إعطاء‬ ‫ومثال عملي لأهمية �سيادة القانون يف بناء الدميقراطية‬
‫الأ�شخا�ص الذين يعتقدون �أن حقوقهم االنتخابية قد‬ ‫يتمثل يف �أن �سيادة القانون مبد�أ �أ�سا�سي حتت�ضنه معظم‬
‫انتهكت القدرة على رفع ال�شكاوى‪ ،‬واحل�صول على جل�سة‬ ‫الدميقراطيات احلديثة‪ .‬وتت�ضمن الد�ساتري القانون‬
‫ا�ستماع وحكم ق�ضائي‪� .‬إن نظام العدالة االنتخابية هو‬ ‫الأ�سا�سي‪ ،‬الذي يكون غالب ًا القانون الأ�سمى للدولة‪،‬‬
‫�أداة رئي�سية ل�سيادة القانون وال�ضمان الأكرب لالمتثال‬ ‫وتقت�ضي �سيادة القانون �إنفاذ تلك املبادئ فوق كل‬
‫ملبد�أ الدميقراطية من حيث �إجراء انتخابات حرة ونزيهة‬ ‫القوانني الأخرى‪ .‬كذلك حتافظ الد�ساتري على املبادئ‬
‫وحقيقية‪.‬‬ ‫والقيم الأ�سا�سية من خالل جعل عملية التعديل م�س�ألة‬
‫وكما �أ�شارت اللجنة العاملية للدميقراطية واالنتخابات‬ ‫�شاقة منهكة‪ .‬وت�ضمن بع�ض الد�ساتري دميومة مبادئ‬
‫والأمن (‪ ،)2012‬ف�إن االنتخابات التي ُترى بنزاهة ‪-‬‬ ‫وقيم معينة من خالل حظر التعديالت‪ .‬والق�ضاء‪ ،‬الذي‬
‫على �أ�سا�س امل�ساواة ال�سيا�سية وال�شفافية وامل�ساءلة ‪ -‬تُعد‬ ‫يطبق القانون على احلاالت الفردية‪ ،‬يقوم بدور الو�صي‬
‫�أ�سا�سية حلقوق الإن�سان واملبادئ الدميقراطية‪ ،‬لأنها تبث‬ ‫على �سيادة القانون‪ .‬ومن ثم فوجود ق�ضاء م�ستقل يعمل‬
‫احلياة يف احلقوق املن�صو�ص عليها يف الإعالن العاملي‬ ‫ب�شكل �صحيح هو �شرط م�سبق �أ�سا�سي ل�سيادة القانون‪،‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫حلقوق الإن�سان‪ ،‬والعهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية‬


‫وال�سيا�سية )‪ ،(ICCPR‬واتفاقية الق�ضاء على جميع �أ�شكال‬
‫التمييز �ضد املر�أة )‪ ،(CEDAW‬وال�صكوك واملواثيق‬
‫الدولية الأخرى حلقوق الإن�سان‪ .9‬ويتمثل التحديات‬
‫الرئي�سية التي تواجه االنتخابات النزيهة يف بناء �سيادة‬
‫القانون لإثبات املطالبات بحقوق الإن�سان والعدالة‬
‫االنتخابية‪ ،‬حتى يتُاح للمواطنني‪ ،‬مبن فيهم املناف�سني‬
‫ال�سيا�سيني �أو من هم يف املعار�ضة‪� ،‬سب ًال لالنت�صاف‬
‫القانوين ملمار�سة حقوقهم االنتخابية‪.10‬‬
‫ويتيح النقا�ش الدائر حول خطة التنمية الدولية ملا‬
‫بعد عام ‪ 2015‬فر�صة فريدة للت�أكيد على الرتابط بني‬
‫الدميقراطية وحقوق الإن�سان و�سيادة القانون‪ .‬ول�ضمان‬
‫امل�ساءلة املحلية �ضمن �أطر امللكية الدميقراطية‪ ،‬فمن‬
‫ال�ضروري �أخذ كل من ُبعدي الدميقراطية و�سيادة‬
‫الديمقراطية وحقوق‬ ‫القانون يف االعتبار يف اجليل القادم يف الأهداف‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬ ‫الإمنائية للألفية )‪�/(MDGs‬أهداف التنمية امل�ستدامة‬
‫المتحدة‬
‫)‪ (SDGs‬والقيمة املحتملة لهدف طوعي يتعلق‬
‫بالدميقراطية وحقوق الإن�سان و�سيادة القانون للم�ساعدة‬
‫يف تعزيز خطة التنمية‪.‬‬

‫‪ 9‬ولالنتخاب��ات النزبه��ة �أهمي��ة بطرق مادية عديدة �أخ��رى‪ :‬متكني املر�أة‪ ،‬وحماربة الف�س��اد‪ ،‬وتقدمي اخلدمات للفقراء‪ ،‬وحت�س�ين احلكم و�إنهاء احلروب‬
‫‪‬‬ ‫الأهلية‪.‬‬
‫‪ 10‬ت�ش��مل التحديات الأخرى‪ :‬بناء هيئات مهنية لإدارة االنتخابات )‪ ،(EMBs‬و�إن�ش��اء م�ؤ�س�س��ات وقواعد املناف�سة احلزبية وتقا�سم ال�سلطة؛ و�إزالة احلواجز‬
‫التي حتول دون امل�شاركة ال�سيا�سية للجميع وعلى قدم امل�ساواة‪ ،‬وتنظيم التمويل ال�سيا�سي غري املن�ضبط‪ ،‬وغري املعلن والغام�ض‪.‬‬
‫ المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬- ‫األمم المتحدة‬

‫المراجع وقراءات إضافية‬


‫ امل�ؤ�س�سة الدولية‬:‫ (�ستوكهومل‬A Practical Guide to Constitution Building ‫ واهيو‬.‫ و‬،‫ هيدلينغ‬.‫ ن‬،‫ بوكينفورد‬.‫م‬
http://www.idea.int/publications/pgcb/index.cfm ‫ متاح عرب‬،)2011 ،‫للدميقراطية واالنتخابات‬

)1996 ،‫ الأمم املتحدة‬:‫ (نيويورك‬An Agenda for Democratization ،‫ بطر�س غايل‬.‫ب‬


:‫ (جنيف‬A., Constitution-making and Reform: Options for the Process ،‫ ريغان‬.‫ �أ‬،‫ غاي‬.‫ ي‬،‫ كوتريل‬.‫ ج‬،‫ برانت‬.‫م‬
http://www.interpeace.org/constitutionmaking/sites/default/files/Constitution- :‫) متاح عرب‬2011 ,Interpeace
Making-Handbook.pdf

Deepening Democracy: A Strategy for Improving the Integrity ،‫اللجنة العاملية للدميقراطية واالنتخابات والأمن‬
‫ امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات وم�ؤ�س�سة كويف‬:‫جنيف‬-‫ (�ستوكهومل‬of Elections Worldwide
http://www.global-commission.org/sites/global-commission.org/files/ ‫ متاح عرب‬.)2012 ،‫عنان‬
DeepeningDemocracyFinalReport.pdf

)2008 ،‫ هيومن رايت�س ووت�ش‬:‫ (نيويورك‬Human Rights Watch, World Report 2008: Events of 2007
‫ مطبعة‬:‫ (بلومنجتون وانديانابولي�س‬UN Ideas that changed the World ،)‫ (حمررين‬،‫ فاي�س‬.‫ ج‬.‫ ث‬،‫ �إمرجي‬.‫ ل‬،‫ جويل‬.‫ر‬
)2009 ،‫جامعة �إنديانا‬
Lomé Declaration of July 2000 on the framework for an OAU response to unconstitutional ‫منظمة الوحدة الأفريقية‬
changes of government (AHG/Decl.5 (XXXVI) 2000), available athttp://www2.ohchr.org/english/law/
compilation_democracy/lomedec.htm.

‫ ريت�ش‬.‫ ر‬،‫ نيومان‬.‫ يف �إ‬31-3 .‫ �ص‬,’Introduction: Approaching democratization policy’ ‫ نيومان‬.‫ �إ‬،‫ ريت�ش‬.‫ر‬
:‫باري�س‬-‫نيويورك‬-‫ (طوكيو‬,The UN Role in Promoting Democracy: Between Ideals and Reality)‫(حمررين‬
)2004 ،‫مطبعة جامعة الأمم املتحدة‬
-140 ‫ �ص‬، ‫�آذار‬/‫ مار�س‬,1/1 , ,‘Despots masquerading as democrats’, Journal of Human Rights Practice ‫ روث‬.‫ك‬
155
:‫ (نيويورك‬Democracy, Peace and Security: The Role of the UN. Discussion Paper ،)‫ توما�سويل (حمرر ًا‬.‫م‬
http://www.idea.int/publications/democracy-peace- ‫ متاحة عرب‬,)International IDEA/UN/UNDP2010
security-un/index.cfm

http://treaties.un.org/doc/ ‫ متاح عرب‬.‫ الأمم املتحدة‬:‫ �سان فران�سي�سكو‬.‫ ميثاق الأمم املتحدة‬.1945 ،‫الأمم املتحدة‬
Publication/CTC/uncharter.pdf

،‫الأمم املتحدة‬
Vienna Declaration and Plan of Action Adopted by the World Conference on Human Rights in
‫ متاح عرب‬,Vienna on 25 June 1993
http://www2.ohchr.org/english/law/pdf/vienna.pdf

Resolution A/HRC/ )2012( ‫ جمل�س حقوق الإن�سان‬،‘Human rights, democracy and the rule of law’ ،‫الأمم املتحدة‬
http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=A/ ‫ متاح عرب‬،2012 ‫�آذار‬/‫ مار�س‬23 ‫ املعتمد يف‬RES/19/36
HRC/RES/19/36

http:// ‫ متاح عرب‬،47/2000 ‫ القرار‬،Promoting and Consolidating Democracy ،‫مفو�ضية الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‬
www.unhchr.ch/huridocda/huridoca.nsf/(Symbol)/E.CN.4.RES.2000.47.En?Opendocument

،46/2002 ‫ القرار‬،Further Measures to Promote and Consolidate Democracy ،‫مفو�ضية الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‬
ap.ohchr.org/documents/E/.../resolutions/E-CN_4-RES-2002-46.doc ‫متاح عرب‬

CCPR/ ‫ الوثيقة‬.Marshall v. Canada, Communication No. 205/l986, U.N ،‫جلنة الأمم املتحدة حلقوق الإن�سان‬
http://www1.umn.edu/humanrts/undocs/html/dec205.htm ‫ متاح عرب‬,)1991( 40 ‫ يف‬C/43/D/205/l986

http://daccess-dds-ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/043/88/IMG/ ‫ متاح عرب‬،‫الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‬


NR004388.pdf?OpenElement


‫ المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬- ‫األمم المتحدة‬

Report of the Secretary-General on Support by the United Nations System of the ،‫الأمني العام للأمم املتحدة‬
/‫ �أغ�سط�س‬7 ,Efforts of Governments to Promote and Consolidate New or Restored Democracies, A/50/332
http://daccess-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N95/234/05/PDF/N9523405. ‫ متاح عرب‬،1995 ‫�آب‬
pdf?OpenElement

23 ،The rule of law and transitional justice in conflict and post-conflict societies ،‫الأمني العام للأمم املتحدة‬
http://www.unrol.org/files/SGreport%20eng%20A_66_749.pdf :‫ متاح عرب‬،616/2004/S 2004 ‫�آب‬/‫�أغ�سط�س‬
/‫ �أبريل‬،Secretary-General’s Guidance Note on UN Approach to Rule of Law Assistance ،‫الأمني العام للأمم املتحدة‬
http://www.unrol.org/files/RoL%20Guidance%20Note%20UN%20Approach%20 :‫ متاح عرب‬،2008 ‫ني�سان‬
FINAL.pdf

،Secretary-General’s Guidance Note UN Assistance to Constitution-Making Processes ،‫الأمني العام للأمم املتحدة‬
http://www.unrol.org/files/Guidance_Note_United_Nations_Assistance_to_ ‫ متاح عرب‬.2009 ‫ني�سان‬/‫�أبريل‬
Constitution-making_Processes_FINAL.pdf

‫ متاح‬،2009 ‫�أيلول‬/‫ �سبتمرب‬،Secretary-General’s Guidance Note on Democracy, 2009 b ،‫الأمني العام للأمم املتحدة‬
http://www.un.org/democracyfund/Docs/UNSG%20Guidance%20Note%20on%20Democracy.pdf ‫عرب‬

Delivering justice: Programme of action to strengthen the rule of law at the national and ،‫الأمني العام للأمم املتحدة‬
http://www.unrol.org/files/SGreport%20eng%20 ‫ متاح عرب‬,international levels, 16 March 2012, A/66/749
A_66_749.pdf


‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫االختصارات‬

‫االحتاد الأفريقي‬ ‫‪AU‬‬

‫مكتب ال�سيا�سات الإمنائية [برنامج الأمم املتحدة الإمنائي]‬ ‫‪BDP‬‬

‫فريق احلكم الدميقراطي [مكتب ال�سيا�سات الإمنائية التابع لربنامج الأمم املتحدة‬ ‫‪DGG‬‬
‫الإمنائي]‬
‫اتفاقية الق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز �ضد املر�أة‬ ‫‪CEDAW‬‬

‫هيئات �إدارة االنتخابات‬ ‫‪EMBs‬‬

‫جلنة حقوق الإن�سان‬ ‫‪HRC‬‬

‫هيومن رايت�س ووت�ش‬ ‫‪HRW‬‬

‫العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‬ ‫‪ICCPR‬‬

‫امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‬ ‫‪International IDEA‬‬

‫االحتاد الربملاين الدويل‬ ‫‪IPU‬‬

‫الأهداف الإمنائية للألفية‬ ‫‪MDGs‬‬

‫ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‬ ‫‪MENA‬‬

‫بناية املرج ال�شمايل [مقر الأمم املتحدة]‬ ‫‪NLB‬‬

‫منظمة الدول الأمريكية‬ ‫‪OAS‬‬

‫منظمة الوحدة الأفريقية‬ ‫‪OAU‬‬

‫منظمة الأمن والتعاون يف �أوروبا‬ ‫‪OSCE‬‬

‫�أهداف التنمية امل�ستدامة‬ ‫‪SDGs‬‬

‫الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‬ ‫‪UDHR‬‬

‫الأمم املتحدة‬ ‫‪UN‬‬

‫�صندوق الأمم املتحدة للدميقراطية‬ ‫‪UNDEF‬‬

‫برنامج الأمم املتحدة الإمنائي‬ ‫‪UNDP‬‬

‫�صندوق الأمم املتحدة لل�سكان‬ ‫‪UNFPA‬‬

‫�إدارة ال�ش�ؤون ال�سيا�سية بالأمم املتحدة‬ ‫‪UN DPA‬‬

‫�إدارة عمليات حفظ ال�سالم بالأمم املتحدة‬ ‫‪UN DPKO‬‬

‫مكتب املفو�ضية ال�سامية حلقوق الإن�سان بالأمم املتحدة‬ ‫‪UN OHCHR‬‬

‫هيئة الأمم املتحدة للم�ساواة بني اجلن�سني ومتكني املر�أة‬ ‫‪UN Women‬‬

‫اال�ستعرا�ض الدوري ال�شامل‬ ‫‪UPR‬‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ -‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‬

‫الديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان‪ :‬دور األمم‬
‫المتحدة‬

‫‪51‬‬
‫مكتب املراقب الدائم للم�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية‬ ‫امل�ؤ�س�سة الدولية للدميقراطية واالنتخابات‬
‫واالنتخابات لدى االمم املتحدة‬ ‫‪International IDEA‬‬
‫‪336 East 45th Street, 14th Floor‬‬ ‫‪Strömsborg‬‬
‫‪New York, NY 10017 - USA‬‬ ‫‪SE -103 34 Stockholm Sweden‬‬
‫هاتف‪+1 212 286 1084 :‬‬ ‫هاتف‪+46 8 698 37 00 :‬‬
‫فاك�س‪+1 212 286 0206 :‬‬ ‫فاك�س‪+46 8 20 24 22 :‬‬
‫بريد �إلكرتوين‪unobserver@idea.int :‬‬ ‫بريد �إلكرتوين‪info@idea.int :‬‬
‫‪ISBN: 978-91-87729-30-0‬‬

You might also like