Professional Documents
Culture Documents
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياسي الجزائري على ضوء الدساتير المتعاقبة
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياسي الجزائري على ضوء الدساتير المتعاقبة
بتة الطيب
ص - 535ص 559
ملخص :
تعتبر السلطة في الفقه الدستوري واحدة من أهم أركان الدولة باعتبار االختصاصات
واملسؤوليات املوكلة لها ،ومن املتعارف عليه أن الدولة الحديثة واملعاصرة تقوم بوظائفها
من خالل سلطات ثالث ،تشريعية وتنفيذية وقضائية .وحتى يتمكن الباحث من تقييم
مسيرة دولة ما ال بد له من تتبع كل املراحل وتغطية كل الجوانب السيما أداء نظامها
السياس ي على ضوء أداء سلطاتها الثالث.
وفي الحالة الجزائرية عمل املشرع في كل الدساتير املتعاقبة على تحديد وإظهار موقع
كل سلطة وعالقتها بغيرها من السلطات .وقد جاء هذا املقال بغرض الكشف عن مكانة
السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري ،وذلك على ضوء كل الدساتير التي عرفتها
جزائر ما بعد االستقالل بداية من عام 1962من خالل التساؤل عما إذا كانت السلطة
التنفيذية تتمتع بمكانة رئيسية أم هامشية في النظام السياس ي الجزائري في مرحلة ما قبل
التعددية وما بعدها.
الكلمات املفتاحية :السلطة التنفيذية ؛ النظام السياس ي ؛ الدستور .
535 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة بتة الطيب.د
559 ص- 535 ص
Abstract:
The authority in the science of constitutional law is considered one of the
most important pillars of the state, based on the powers and responsibilities
assigned to it, and it is recognized that the modern state performs its functions,
through three powers, legislative, executive and judicial one. And so that the
researcher to evaluate the timeline of a State, it must keep track of all stages and
cover all aspects, especially the performance of its political system, based on the
performance of the three powers.
In the Algerian case, the legislator worked in all successive constitutions to
define and show the positions of each authority and its relationship with other
authorities, and this article came to reveal the position of the executive in the
Algerian political system, in light of all the constitutions that were defined in post-
independence Algeria, starting in 1962, by asking whether the executive authority
has a major or marginal place in the Algerian political system in the pre-pluralism
period and after.
Keywords: Executive Authority; political system; the Constitution.
:مقدمة
عرفت الجزائر منذ استقاللها عن االحتالل الفرنس ي في النصف الثاني من عام
وقد ناقش الباحثون مبكرا طبيعة العالقة القائمة بين السلطات، دساتير عديدة1962
وكذا موقع ومكانة كل سلطة من هذه السلطات، التنفيذية والتشريعية والقضائية،الثالث
ويأتي هذا املقال ملناقشة مكانة وموقع إحدى هذه السلطات.في النظام السياس ي الجزائري
:الثالث وهي السلطة التنفيذية من خالل طرح اإلشكال الرئيس ي التالي
هل كان للسلطة التنفيذية مكانة رئيسية أم هامشية في النظام السياس ي الجزائري على
ضوء الدساتير املتعاقبة في مرحلة ما قبل التعددية وما بعدها؟
،ولإلجابة على هذا اإلشكال ارتأى الباحث تقسيم موضوعه إلى عناصر أساسية
ويتصل األمر بضبط مفهوم كل من،حيث بدأ بضبط املفاهيم االفتتاحية للموضوع
ثم انتقل إلى مناقشة موقع ومكانة السلطة.السلطة التنفيذية والنظام السياس ي
536 2021 جوان- 01 العدد- 06 املجلد- مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
ويرى الباحث دنش رياض أن السلطة التنفيذية تمثل مجموع الهيئات الدستورية
التي تختص أساسا بتنفيذ القانون الذي تسنه السلطة التشريعية ،وعرفا بسن القوانين
التنظيمية التي تجعل العمل اإلداري يسيرا وسهال ،كما تسعى ذات السلطة إلى عرض
مشاريع القوانين على البرملان ،زيادة على أن لها وظيفة رقابية داخلية ،وهذا وفقا إلحدى
أساليب التنظيم اإلداري وطبيعة نظام الحكم السائد2.
537 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
أما السلطة التنفيذية في اإلسالم فهي -بحسب الباحث عثمان ضميرية -السلطة
التي تختص بتنفيذ أحكام الشريعة اإلسالمية ،والتي تعمل على إقامة املرافق العامة
وتنظيمها بما يمكن الناس في الدولة من إشباع حاجاتهم3.
وفيما يتصل باختصاصات السلطة التنفيذية فإنها تتحدد بحسب طبيعة النظام
السياس ي القائم ،ففي النظم ذات النمط الرئاس ي نجد رئيس الدولة يتمتع بسلطة فعلية
واسعة ،ومن مظاهر ذلك امتالكه لحق تعيين مساعديه وعزلهم ،مع تبعية هؤالء
املساعدين له بشكل مطلق ،أما النظم ذات النمط البرملاني فهي التي ال يتمتع فيها رئيس
الدولة إال بسلطة اسمية بحكم عدم مسؤوليته ،وتحض ى الحكومة في هذا النوع من
النظم بسلطة فعلية مع خضوعها للمساءلة أمام البرملان .في حين أن نظام الجمعية
تتشكل فيه السلطة التنفيذية رئاسة وعضوية من البرملان باالختيار ،وتخضع ملراقبته
وإشرافه .وتأسيسا على ما سبق فإن السلطة التنفيذية تعد ذلك الجهاز الذي يتولى تأدية
العديد من الوظائف واملسؤوليات ،من بينها إدارة وزاراته الخاصة واالتصال بالسلطة
التشريعية بغرض الحصول على االعتمادات املالية ،فضال عن رسم السياسة العامة
للدولة4.
فضال على أن السلطة التنفيذية هي التي تتولى توجيه األفراد العاملين في
البيروقراطية الحكومية ،املتمثلة في املؤسسات والهيئات واللجان واألجهزة اإلدارية
الحكومية املتنوعة ،والتي غالبا ما تضطلع بتنفيذ السياسات العامة5 .
وبحسب جيمس أندرسون فإن دور السلطة التنفيذية في رسم السياسات العامة
يعد حاسما بالنظر إلى هيمنة السلطة التنفيذية واالعتماد الكبير على قيادتها في رسم
السياسات العامة وتنفيذها ،وهذا راجع إلى كثرة القضايا واملسائل التي تستوجب خبرات
فنية متخصصة لرسم السياسات العامة ،والتي يتوفر عليها اإلداريون التنفيذيون
باألساس6.
كما أنها تعني السلطة التي تعمل على وضع التشريعات والسياسات العامة التي
تنال رضا السلطة التشريعية باملوافقة والتصديق ،وألجل ذلك تسعى مختلف الدول إلى
توفير كافة اإلمكانات التي من شأنها تمكين السلطة التنفيذية من أداء مسؤوليتها املهمة في
أحسن الظروف ،وهذا في ظل اتساع مساحة التشريعات االجتماعية واالقتصادية تحت
ضغط اإليديولوجيات املعاصرة ،التي تدفع الدولة نحو اقتحام كافة املجاالت7.
538 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
ويرتبط بمفهوم السلطة التنفيذية أيضا فئة العاملين بها ،إذ تشمل هذه السلطة
كافة املوظفين الذين يشاركون في عملية تنفيذ القوانين بدءا من رئيس الدولة حتى آخر
موظف في السلك اإلداري للدولة واالختصاص املعقود لها ،ولذلك فاألنظمة تختلف فيما
بينها في كيفية اختيار رئيس الدولة ،ففي النظام امللكي يكون تولي الحكم بطريق الوراثة،
وفي النظام الجمهوري قد يعتمد أصحابه في اختيار الرئيس على الشعب مباشرة عن طريق
االقتراع العام املباشر والسري ،أو بواسطة ممثليه املنتخبين ،أو عن طريق هيئة الناخبين،
في حين أن النظام الديكتاتوري هو ذلك الذي تجتمع فيه كل السلطات في يد الحاكم8.
وال يمكن تفسير النظام السياس ي لدولة ما إال بالرجوع إلى نظامها االقتصادي
واالجتماعي ودرجة تقدمها والعقائد السائدة فيها والقيم والتقاليد الثقافية لشعبها .وهنا ال
يمكن االكتفاء فقط بالنصوص الدستورية لفهم طبيعة النظام .وينبغي التنويه هنا إلى أن
القانون الدستوري يقتصر فقط على دراسة النصوص التي تحويها الوثائق الجامدة ،والتي
تنظم طريقة الحكم في دولة ما ،في حين أن النظم السياسية تذهب إلى أبعد من ذلك،
حيث أنها تعالج كيفية سير املؤسسات الدستورية في الظروف االقتصادية واالجتماعية
والثقافية املحيطة بها10.
يرى ديفيد إيستون أن النظام السياس ي يعني مجموع الظواهر التي تشكل نظاما هو
في حقيقة األمر جزء من مجموع النظام االجتماعي ،غير أنه تفرع عنه بغرض البحث
والتحليل11.
في حين ينظر موريس دوفرجيه إلى النظام السياس ي على أنه مجموع الحلول الالزمة
ملواجهة املشاكل التي يثيرها قيام الهيئات الحاكمة وتنظيمها .والنظام السياس ي بحسب
غابرييل أملوند هو نظام التفاعالت املوجودة في كافة املجتمعات املستقلة التي تضطلع
539 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
وللعالم االجتماعي األملاني ماكس فيبر تعريف خاص للنظام السياس ي حيث يعتبره
ذلك النظام الذي يضمن تنفيذ األوامر في املنطقة املعينة الحدود وبصورة مستمرة
بواسطة السلطة الفعلية عن طريق هيئة إدارية دائمة .
وفي رأي الباحث حسان محمد شفيق العاني فإن النظام السياس ي هو محصلة
الظروف واملبادئ السياسية التي تقود أصحابها إلى اتخاذ سلوك وظيفي تعقيبي في اتخاذ
القرارات امللزمة باملجتمع كليا13.
في حين أن الباحثين صالح جواد الكاظم وعلي غالب العاني ينظران إلى النظام
السياس ي على أنه مجموعة عناصر تتجه مهمتها باألساس إلى اإلبقاء على املجتمع من حيث
هو كيان حي قائم بذاته ،تتولى قيادته سلطة سياسية ،والنظام السياس ي هو إحدى النظم
االجتماعية األخرى كالنظام االقتصادي والنظام االجتماعي والنظام القانوني .ويذكر
الباحثان املكونات التي يتألف منها النظام السياس ي وهي :التنظيمات السياسية ،القواعد
السياسية ،العالقات السياسية والوعي السياس ي .وينبهان إلى أن كل من هذه العناصر يؤثر
في اآلخر ويعتمد عليه ،وتفاعل هذه العناصر هو الذي يجعل منها نظاما ال مجرد عدد من
األشياء التي تجمعها املصادفة وال تصل ببعضها البعض أية روابط14.
وإذا نظرنا إلى جملة األدوار التي تؤديها عناصر معينة من النظام السياس ي فإنه
يمكننا التمييز بين مجموعتين من العناصر ،املجموعة األولى تضم عناصر أحادية الدور
والوظيفة ،وهي تلك التي لها وظيفة سياسية فقط ومثالها األحزاب السياسية ،واملجموعة
الثانية تظم العناصر متعددة األدوار والوظائف ،ويقصد بها تلك العناصر التي تتولى القيام
بعدة وظائف منها الوظيفة السياسية ،ومثالها النقابات واالتحادات املهنية .وهناك
جماعات وتنظيمات أخرى لها وظائف وأدوار متعددة غير أن الوظيفة السياسية ليست
معنية بها ومثالها الجمعيات العلمية والجمعيات الخيرية15.
540 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
541 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
الحزب لتعيينهم كنواب في املجلس ،زيادة عن ذلك فرئيس الجمهورية بوصفه القائد العام
للحزب يتولى تكوين هيئات املجلس الوطني ،وبهذا يتضح الحجم الواسع من السلطات
املمنوح لرئيس الجمهورية في مقابل السلطات األخرى18.
وهذا ما أدى بحسب الباحث سعيد بوالشعير إلى وحدة القيادة والحزب من خالل
خضوع جميع مؤسسات الدولة إلدارة الشخص املنفرد بالسلطة ،بما يعني أن كل الهيئات
مقيدة وملزمة بالرجوع دائما إلى رئاسة الجمهورية في أي شأن من الشؤون 19.وما زاد األمر
تعقيدا هو استعمال رئيس الجمهورية للمادة ( )59من الدستور التي تجعل من جل
السلطات مجسدة في شخص رئيس الجمهورية ،وبذلك أنهى رئيس الدولة فترة الحكم
العادية في ظل الدستور باستعماله هذه املادة 20.واستمر الحال على هذا النحو إلى غاية ما
يعرف بالتصحيح الثوري الذي تم في 19جوان .1965
ويرى الباحث الهواري عدي أن النظام السياس ي الجزائري خالل الفترة -1962
1965خضع لسيرورة مستمرة تميزت بتجميع وتركيز للسلطة ،وذلك بإدماج جميع
السلطات في إطار العمل الحكومي الخاضع أساسا للرئيس أحمد بن بلة21.
وفي تقييمه للتجربة الدستورية األولى في تاريخ الجزائر املستقلة قبل انقالب 19
جوان 1965يرى الباحث صالح بلحاج أنها اتسمت من حيث املمارسة بغياب السلطة
التشريعية وضعفها ،في مقابل أحادية السلطة التنفيذية واتساع سلطات رئيس
الجمهورية ،أما نظام الحكم فينتمي من الناحية التأسيسية إلى فئة أنظمة الحزب الواحد،
دون أن يعني ذلك أن الحزب الواحد كان الحاكم بالفعل ،ألن الحزب لم يحكم في الواقع و
إنما حكم باسمه22 .
542 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
بومدين باسم الشرعية الثورية .وامتلك فيها كل السلطات التي جعلته الفاعل الرئيس ي في
النظام السياس ي الجزائري.
وقد خرج دستور 22نوفمبر 1976إلى الوجود عقب صدور امليثاق الوطني الذي
وافق عليه الشعب في 27جوان من العام نفسه ،إيذانا بعودة الشرعية الدستورية إلى
الحياة السياسية من جديد بعد غياب استمر لسنوات طويلة.
خالصة القول أن دستور 1976لم يأت بجديد حاسم ال على مستوى النصوص
وال على مستوى املمارسة ،بل جاء إلضفاء الطابع الدستوري على األهداف الكبرى التي
تضمنها امليثاق املذكور آنفا ،ولذلك كان الهدف من وراء إقرار الدستور آنذاك هو إقامة
نظام مدستر يضفي الشرعية على األعمال التي قامت بها السلطة الجديدة23 .
إضافة إلى أن املشرع الجزائري من خالل هذا الدستور عمد إلى التعميق من
وحدة السلطة وجعلها في يد السلطة التنفيذية ،وبتعبير أكثر دقة جعلها في يد رئيس
الجمهورية ،مع اإلشارة إلى أن املشرع استعمل لفظ الوظيفة بدل السلطة .ولم تتضمن
مواد الدستور املذكور أي قيد على رئيس الجمهورية مقارنة بدستور ،1963كما لم يسمح
املشرع للمجلس الشعبي الوطني من ممارسة أي تأثير عليه ،بل األكثر من ذلك أنه أقر
لرئيس الجمهورية -إلى جانب سلطاته في الحزب -الحرية الكاملة في املؤسسة التنفيذية،
بما يعني إضفاء صفة السمو عليه وعلى تلك املؤسسة أيضا ،وتأسيسا على ذلك فتركيز
السلطات في يد رجل واحد -بشكل يلغي معه كل آليات الرقابة -ال يمكن إال أن يكرس
ثقافة سياسية جديدة تقبل بشخصنة السلطة على النحو الذي تكرست به السلطة في
الجزائر منذ بداية نشأتها24.
543 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
على رأسها انخفاض ملحوظ في أسعار البترول الذي يعد املصدر الرئيس ي واملورد األول
للميزانية العامة للدولة ،ويضاف إليه ارتفاع محسوس في نسبة البطالة ،مما تسبب في
تدهور املستوى املعيش ي للمواطن الجزائري .ويربط الباحث عيس ى طيبي بين األحداث
وخطاب الرئيس الشاذلي بن جديد الذي ألقاه أمام مكاتب التنسيقية الوالئية بمناسبة
افتتاح مناقشة املشروع التمهيدي للدستور االتحادي الجزائري الليبي ،حيث وجه الرئيس
بن جديد انتقادا شديدا لرئيس الحزب الواحد والحكومة حول أدائهما السلبي في تسيير
شؤون البالد ،وكان من تداعيات هذا الحدث أن انتفض املواطنون في مظاهرات عارمة
يوم 5أكتوبر ،1988ونظرا لتدهور األوضاع األمنية في البالد قرر الشاذلي بن جديد إعالن
حالة الطوارئ يوم 6أكتوبر طبقا للمادة ،119وهو ما مكن الجيش من الدخول للعاصمة
تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية األخير ،وبذلك طرح مشروع تعديل دستور 1976حيث تقرر
تنظيم استفتاء شعبي لهذا الغرض تم في يوم 3نوفمبر 25 .1988
وقد أقر املشرع الجزائري دستور 1989الذي يختلف بشكل كبير عما سبقه من
دساتير السيما في باب الحريات العامة الفردية والجماعية ،وكذا التعددية السياسية
( املادة 40من الدستور ) ،وأقر أيضا االنتخابات التعددية باعتبارها آلية للتداول السلمي
على السلطة ومصدرا لشرعنة ممارستها .كما أقر العمل بمبدأ الفصل بين السلطات،
وتفعيل الرقابة الدستورية لضمان تفوق الدستور على كل ما عداه من النصوص
التأسيسية26 .
وبذلك جاء دستور 1989معلنا القضاء على احتكار التمثيل االشتراكي املتمثل في
الحزب الواحد ،وشكل سببا مباشرا إللغاء الشعارات التي كان يرتكز عليها التمثيل الوطني
واملتمثل في املجالس الشعبية املنتخبة ،التي كانت بمثابة القوى االجتماعية للثورة ،وقوى
االشتراكية التي كانت أساس دستور 27.1976
544 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
نظام الحزب الواحد ،غير أن املشرع الجزائري وبالرغم من إقراره ثنائية الجهاز التنفيذي إال
أنه كرس تفوق مركز رئيس الجمهورية على مركز رئيس الحكومة ومكانة املجلس الشعبي28.
ومن مظاهر تفوق مركز رئيس الجمهورية عن بقية املراكز األخرى ،هو أن دستور
1989خول لرئيس الجمهورية اختصاصات عديدة وصالحيات واسعة ،في الظروف العادية
و الظروف غير العادية ،ومن هذه الصالحيات سلطة إصدار القوانين ونشرها ( كما في
املادة ،)17وسلطة التنظيم (كما في املادتين ،)116-115وسلطة التعيين (كما في املادتين
،)75-74ورئاسة مجلس الوزراء (كما في املادة ،)113وقيادة الجيش والشؤون الخارجية
(قيادة الدفاع كما في املادتين 89و ، 91وقيادة الشؤون الخارجية كما في املواد 3/74و
10/74و ،)11/74وممارسة السلطة السامية (كما في نص املادة 69وفيها حق إصدار
العفو وتخفيض العقوبات واستبدالها ،وكذا رئاسة املجلس األعلى للقضاء املادة ،)146
وحق اللجوء املباشر إلى املجلس الشعبي الوطني أو الشعب أو هما معا ومن ذلك حق حل
مجلس الشعب (كما في املادة ،)120وحق طلب إجراء مداولة ثانية ،وحق تعديل الدستور
(كما في املادة ،)164وحق اللجوء إلى االستفتاء (كما في املادتين 73و ،)9/74وسلطة إقرار
حالتي الطوارئ و الحصار وإن كانت بشروط (كما في املادة 29 .)86
في حين نجد املشرع الجزائري في ذات الدستور ،قد منح لرئيس الحكومة
صالحيات عديدة منها الحق في اختيار أعضاء حكومته ،غير أن رئيس الجمهورية غير ملزم
في كل األحوال بتعيين هؤالء األعضاء املختارين ،بل له الحق أن يتدخل بشكل فعلي في
اختيار وتعيين أعضاء هذه الحكومة ،ذلك أن الدستور خول لرئيس الجمهورية سلطة عزل
الحكومة ،وهذا ما اعتبره املختصون سلطة قوية بيد رئيس الجمهورية يشعر من خاللها
رئيس الحكومة بأنه محصور بين مسؤوليتين ،إحداهما أمام البرملان واألخرى أمام رئيس
الجمهورية 30.وبالرغم من ذلك ،فإنه وإن كان املشرع قد منح لرئيس الحكومة مجموع
هذه الصالحيات إال أنه ميدانيا نجد الحكومة بكاملها تابعة وظيفيا لرئيس الجمهورية كون
هذا األخير يحوز على حجم كبير من الصالحيات املهمة التي تمكنه في كل أغلب األحيان من
التحكم في العمل الحكومي31.
أما فيما يتصل بالسلطة التشريعية ،فإن املشرع الجزائري في دستور 89أقر
التعددية الحزبية في املادة ( )40منه مما يقتض ي تمكين املواطنين من دخول قبة البرملان
كنواب ممثلين التجاهات حزبية أو مستقلة ،كما منح املشرع للبرملان آليات متعددة و
545 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
متنوعة تتيح له إمكانية ممارسة الرقابة على النشاط الحكومي ،وهذا ما يعني أن الهيئة
التشريعية أضحى لها جزء من السلطة ملواجهة الحكومة ومراقبتها ،وعلى العموم نالحظ أن
مركز السلطة التشريعية في هذا الدستور أفضل مما كان عليه من قبل ،غير أن املشرع في
ذات الوقت حافظ على تفوق مركز رئيس الجمهورية عن بقية املراكز حيث مكنه من
صالحيات واسعة نتيجة احتكاره لحق املبادرة بالتعديل من جهة ،واحتكاره لحق اللجوء إلى
االستفتاء لتعديل الدستور بل وحق حل املجلس الشعبي الوطني من جهة أخرى32.
تأسيسا على ما سبق نستنتج أن دستور 1989مثل آلية مهمة للخروج من هيمنة
الحزب الواحد واحتكاره للسلطة إلى إقرار التعددية السياسية ،كما شكل خطوة مهمة نحو
العمل بمبدأ الفصل بين السلطات ،غير أن السلطة التنفيذية حافظت بموجب ذلك على
موقعها الهام واملتميز ،وبتعبير أكثر دقة كرس هذا الدستور تفوق مركز رئيس الجمهورية في
مقابل املؤسسات األخرى من خالل تمتعه بصالحيات واسعة ووسائل دستورية مهمة.
موقع ومكانة السلطة التنفيذية في دستور 1996
من املهم اإلشارة ابتداء قبل الحديث عن دستور 96والجديد الذي أتى به إلى أن
الجزائر شهدت بعد إقرار دستور 1989مرحلة سياسية فارقة حيث تم فيها تنظيم أول
انتخابات تعددية منذ االستقالل ممثلة في االنتخابات املحلية واالنتخابات التشريعية في
دورها األول ،وللعلم فقد حاز حزب الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ على أغلب املقاعد املحلية و
البرملانية ،غير أن الوضع اتجه نحو حالة من الفوض ى والتوتر الشديد مما دفع بالرئيس
الشاذلي بن جديد إلى إعالن استقالته من منصب رئاسة الجمهورية في 11جانفي 1992
وقبل االستقالة قام بحل املجلس الشعبي الوطني ،بما يعني شغور منصب رئاسة
الجمهورية مع املجلس الشعبي الوطني ،هذه الوضعية الجديدة تسببت في فراغ دستوري
أضيف إليه صدور القرار القاض ي بإيقاف املسار االنتخابي ،األمر الذي تسبب في إدخال
البالد في أتون أزمة أمنية خطيرة تولى الحكم فيها مؤسسات انتقالية تفتقد للشرعية
الدستورية ،واستمر الوضع على حاله لفترة من الزمن إلى أن تم تنظيم انتخابات رئاسية
عام 1995حيث فاز فيها املرشح اليمين زروال ،بما يعني عودة العمل بالقواعد الدستورية
من جديد ،إال أن السلطة الحاكمة رأت أنه من الضروري مراجعة ما جاء في دستور
.1989
546 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
عمد املشرع الجزائري في دستور 1996إلى تكريس هيمنة السلطة التنفيذية على
السلطة التشريعية ،حيث منح للسلطة التنفيذية االختصاص العام في العديد من املواد:
95-93-92-91-127-125-124و 96في مقابل منح السلطة التشريعية الختصاصات وردت
في املادتين 122و .123وهذا ما يشكل بحسب الباحث إسماعيل بوقرة تدخال من هذه
السلطة وكذا هيمنتها على العملين التشريعي والتنفيذي .وفي الكثير من األحيان نالحظ
تمكن السلطة التنفيذية من تقييد العمل التشريعي وأوضح دليل على ذلك هو تدخل
رئيس الجمهورية للتشريع عن طريق األوامر فضال عن تمتعه بالسلطة التنظيمية والتي
يعتبرها الفقه نقطة سوداء في جبين مبدأ الفصل بين السلطات ،وكذا في الحاالت
االستثنائية والظروف الطارئة والتي قد تؤدي إلى إلغاء املبدأ ،وبالتالي تركيز السلطات في يد
رئيس الجمهورية وتوقيف العمل بالدستور وتعليق النص التشريعي ،ويضاف إلى ذلك
تدخل الحكومة في عمل املجلس التشريعي عند إعداد جدول األعمال33 .
هناك عدة مجاالت تبين بوضوح هيمنة السلطة التنفيذية على عمل السلطة
التشريعية ،ومن ذلك نذكر:
-1تعليق النص التشريعي :تنبغي اإلشارة ابتداء إلى أن االعتراض التنفيذي على نص
تشريعي وافق عليه البرملان يعد إحدى الوسائل التي يمتلكها رئيس الدولة ،غير أن أهمية
وفاعلية طلب إجراء مداولة ثانية حول ما اعترض عليه الرئيس تتفاوت حدتها حسب نوع
االعتراض املقرر دستوريا .ولإلشارة أيضا ،فإن الدستور وإن كان قد منح للسلطة
التنفيذية سلطة املبادرة بمشاريع القوانين فإنه في الوقت نفسه منح لرئيس الجمهورية
سلطة االعتراض على نص تشريعي صادق عليه البرملان .وفي النظام السياس ي الجزائري
فإنه وطبقا للمادة 126من الدستور الجزائري لسنة 1996فإن رئيس الجمهورية له مدة
30يوما ابتداء من تاريخ استالمه نص القانون للموافقة عليه ونشره في الجريدة الرسمية،
كما له الحق في االعتراض على بعض مواد القانون وإعادته من جديد للبرملان من خالل
طلب إجراء مداولة ثانية للنص .وخالصة القول في هذه املسألة أن سلطة االعتراض
املمنوحة لرئيس الجمهورية في واقع األمر هي التوسيع من نطاق السلطة التنفيذية في
النطاق التشريعي الرئاس ي ،كما أن سلطة االعتراض تمنح للسلطة التنفيذية سلطة رقابة
مسبقة على العمل التشريعي34.
547 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
-2هيمنة السلطة التنفيذية على جدول أعمال املجلس :أقر دستور 96امتالك الحكومة
لحق املبادرة بمشاريع القوانين ،وتحديد جدول أعمال البرملان وفق رغبتها .وخلفية هذا
املبدأ هو التستر بمبدأ التعاون والتكامل بين الهيئتين ،ومما ترتب عن هذه الوضعية أن
أضحت السلطة التنفيذية مهيمنة بشكل فعلي ،في حين أن السلطة التشريعية أصبحت
ذات سلطة شكلية.
-3التشريع عن طريق األوامر :يعد العمل التشريعي من األعمال األصلية للسلطة
التشريعية ،غير أنه وبسبب بطء إجراءاته فقد منحت الدساتير لرئيس السلطة التنفيذية
سلطة التشريع بين دورتي البرملان ،وأيضا في حالة الشغور والحاالت االستثنائية ،وألن هذه
السلطة املمنوحة للتنفيذية تعبر عن تداخل في عمل السلطة التشريعية فإن مختلف
الدساتير حددتها بقواعد وإجراءات تقيدها بشروط ،غير أن اإلشكال هنا يبدو في املمارسة،
إذ يالحظ تعدي السلطة التنفيذية على اختصاصات السلطة التشريعية بالنظر للبطء
الذي يواجهه العمل البرملاني ،ونظرا للظروف واألوضاع اإلستعجالية الطارئة ولتجاوز هذه
املشكلة اهتدت مختلف التشريعات إلى وسيلة تتمثل في منح السلطة التنفيذية حق
التشريع عن طريق التفويض ،فاملشرع الجزائري في دستور 1996نص على التشريع
باألوامر ،وهذا ما تنص عليه املادة 124وذلك في حاالت شغور البرملان أو بين دورتي
البرملان ،وهذه األوامر تعرض على البرملان في أول دورة تلي هذه األوامر للمصادقة عليها،
وتعتبر هذه األوامر الغية في حالة عدم املوافقة عليها من طرف البرملان .ولرئيس الجمهورية
حق التشريع عن طريق األوامر طبقا للمادة 120من خالل الفقرتين 5و 6من الدستور في
حالة عدم مصادقة البرملان على قانون املالية .وكذلك في الحالة االستثنائية طبقا للمادة
93من الدستور ،وللتنبيه فإن التشريع بأوامر هو من اختصاصات رئيس الجمهورية
وحده ،إذ ال يجوز لهذا األخير تفويض شخص آخر مكانه ،وهذا طبقا للقاعدة املعروفة أن
سلطة التفويض ال تفوض35.
-4الظروف االستثنائية :ما يسجله الباحثون أن الدساتير الجزائرية إلى دستور 1996
نصت جميعها على منح سلطة واسعة للسلطة التنفيذية فيما يتصل باتخاذ كافة التدابير
التي من شأنها حماية الدولة ومؤسساتها وحياة األفراد وممتلكاتهم ،وذلك في حال تعرض
البالد أو إحدى مؤسساتها لخطر وشيك ،وكذا في حالة الضرورة امللحة .وإذا ما راجعنا
الدستور الجزائري لوجدناه ينص على هذه الظروف ابتداء من املادة 91وما يليها.
548 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
ومن املهم اإلشارة إلى أن هذه الظروف االستثنائية ال يقصد بها تحلل اإلدارة من
كل قيد ،وإنما األمر يتعلق فقط بفرض قيود على حريات األفراد بشرط وجود هذه
الظروف ،ولذلك نجد أن هذه السلطة تخضع لرقابة القضاء .وهذا ما يعني أن وجود
الظروف االستثنائية ال يعني زوال مبدأ املشروعية الذي يظل قائما ،وإنما يكون مخففا
ومقيدا خالل هذه الظروف .وفي الدستور الجزائري نجده قد منح لرئيس الجمهورية
سلطة اتخاذ كل التدابير واإلجراءات في حالة ما إذا تعرض أمن البالد لخطر حقيقي أو
خطر وشيك الوقوع ،ومن أهم الوسائل القانونية في ذلك نجد حالة الحصار وحالة
الطوارئ والحالة االستثنائية36 .
وتأسيسا على ما سبق قوله فإنه وبالرجوع إلى دستور 1996نجده قد منح لرئيس
الجمهورية مركزا مرموقا ،وهو نفسه املركز الذي كان يتمتع به في ظل دستور 1963
ودستور ،1976غير أن االختالف بينها يكمن في أن رئيس الجمهورية في دستوري 63و76
مقارنة بدستور 96كان جامعا في الوقت نفسه بين السلطتين التنفيذية والسياسية
بصفته أمينا عاما للحزب الواحد ،ورئيسا للجمهورية37.
وفيما يخص السلطة التشريعية فإن الدستور أقر وألول مرة إنشاء غرفة ثانية
للبرملان الجزائري تسمى (مجلس األمة) ،وحجة املشرع من هذا التعديل تحقيق االستقرار
ملؤسسات الدولة ،ولرئيس الجمهورية سلطة تعيين ثلث أعضاء هذا املجلس.
ومن الواضح هنا بحسب الفقيه الدستوري سعيد بوالشعير أن تبني دستور 96
لنظام الثنائية البرملانية يعود العتبارات عدة من أهمها السعي إلى الحد من جموح مجلس
الشعب والحيلولة دون انفراده بالتشريع ،فضال على أن النظام الثنائي يكفل عدم التسرع
في سن القوانين ،حيث يتدارك أحدهما النقص الذي أغفله اآلخر خاصة وأن مجلس األمة
يفترض توفر أعضائه على كفاءات عالية ،زيادة على التحلي بالحكمة والتروي حين البت في
املسائل املتعلقة بالتشريع38.
بناءا على ما سبق نخلص إلى القول بأن دستور 96وبرغم التعديالت الجديدة التي
جاء بها إال أن الجهاز التنفيذي بقي محافظا على مكانته وبقي معه مركز رئيس الجمهورية
محافظا على سموه وتفوقه عن بقية أجهزة الدولة األخرى.
549 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
ومن املظاهر الدالة على هيمنة السلطة التنفيذية عن بقية السلطات الحجم
الكبير من السلطات املمنوحة لهذه السلطة وتحديدا لرئيس الجمهورية ومنها التشريع
بواسطة األوامر والتي تعني تولي رئيس الجمهورية ملهمة التشريع بدال من البرملان الذي يعد
السلطة األصلية بالرغم من إعطاء هذه األخيرة صالحية قبول أو رفض ما جاء في هذا
النوع من التشريع .ويمارس رأس السلطة التنفيذية هذه السلطة دون الحاجة للرجوع إلى
التفويض من البرملان ،وهو ما تنص عليه املادة 124من دستور 1996املعدل سنة :2008
" لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر في حالة شغور املجلس الشعبي الوطني أو بين دورتي
البرملان ،ويعرض رئيس الجمهورية النصوص التي اتخذها على كل غرفة من البرملان في أول
دورة له لتوافق عليها .تعد الغية األوامر التي ال يوافق عليها البرملان ،يمكن لرئيس
الجمهورية أن يشرع بأوامر في الحالة االستثنائية املذكورة في املادة 93من الدستور ،تتخذ
األوامر في مجلس الوزراء"40.
ومن املظاهر الدالة أيضا على الهيمنة املشار إليها آنفا خاصة في املجال الدبلوماس ي
هو أن تعديل 2008مكن رأس السلطة التنفيذية ممثال في رئيس الجمهورية من أن يستمد
صالحياته في مجال تقرير السياسة الخارجية للدولة الجزائرية وهذا ما تدل عليه املادة 77
الفقرة الثالثة من دستور 1996على أن رئيس الجمهورية هو " الذي يقرر السياسة
الخارجية لألمة ويوجهها" ،وقد مثلت هذه املادة بوضوحها املرجع الدستوري والقانوني
الذي يمنح لرئيس الجمهورية حق االستحواذ واالنفراد املطلق باملجال الخارجي
والدبلوماس ي .وفي الفقرة األولى من املادة 70جعلت من رئيس الجمهورية له صفة رئيس
الدولة الذي يجسد الدولة في الداخل والخارج ،وهو وحده من يستطيع إنشاء حقوق
والتزامات للدولة وتمثيلها اتجاه جميع الدول واملنظمات األجنبية41.
550 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
551 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
بالرغم من أن دستور 1996قبل تعديله أخذ بثنائية السلطة التنفيذية شكال غير
أنه في جانب التطبيق في الواقع كانت الحكومة بمثابة كيان مؤسس ي ضعيف ،إذ لم يكن
لرئيس الحكومة برنامج خاص ،كما أن اختيار حق رئيس الحكومة في اختيار طاقم حكومته
كان مجرد كالم ،إذ السلطة الحقيقية والفعلية كانت بيد رئيس الجمهورية وحده.
وفي هذا السياق يرى الباحث صالح بلحاج أن تعديل 2008أسهم في إزالة الفجوة
بين النص الدستوري واملمارسة السياسية الفعلية وجسد التطابق بينهما .وبذلك اختفى
اسم (رئيس الحكومة) وتم تعويضه بوظيفة (وزير أول) ،وهذا ما نصت عليه املادة ( )77في
فقرتها الخامسة( :يعين -رئيس الجمهورية -الوزير األول وينهي مهامه) .زيادة عن ذلك
أضاف املشرع فقرتان جديدتان للمادة ( ،)77حيث أصبح للحكومة اجتماعات ليس للوزير
األول صالحية دستورية لرئاستها إال بتفويض حر من رئيس الجمهورية ،كما منح املشرع
لرئيس الجمهورية إمكانية تعيين نائب أو عدة نواب للوزير األول بغرض مساعدة الوزير
األول في ممارسة وظائفه ،بما يعني أن الوزير األول أصبح من دون سلطة حقيقية ،مع
إبقاء مسؤوليته أمام كل من رئيس الجمهورية واملجلس الشعبي الوطني46.
تأسيسا على ما سبق ،يمكننا القول أن النظام السياس ي الجزائري منذ نشأته إلى
يومنا هذا ال يزال محافظا على سماته الكبرى سواء قبل التعددية أو بعدها ،وأبرز هذه
السمات ضعف السلطة التشريعية وتفوق واضح ملركز رئيس الجمهورية.
فبالنسبة للسمة األولى ،نالحظ أن الجزائر لم تعرف منذ استقاللها جهازا موسوما
بالسلطة التشريعية ،واستمر هذا الوضع ملا يقارب ثالثة عقود كاملة أي طوال حكم
الحزب الواحد ،وهذا أمر طبيعي كون إيديولوجية نظام األحادية الحزبية يرفض وجود
سلطة حقيقية من هذا النوع ،إذ تقتض ي إيديولوجيته تبعية أعضاء الهيئة التشريعية
552 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
للحزب الحاكم .ولكن مع إقرار التعددية الحزبية عام 1989أصبحت إمكانية الوصول إلى
شغل مقاعد السلطة التشريعية مفتوحة أمام أحزاب متعددة ومستقلين عبر التنافس
االنتخابي املباشر من الشعب بمختلف فئاته ،وكان هذا التحول محكوم باعتبارات محلية
وأخرى دولية ،ومع ذلك كله بقيت السلطة التشريعية من حيث موقعها وتأثيرها في النظام
ودورها في الحياة السياسية إجماال ،ال يختلف كثيرا عما كانت عليه زمن األحادية.
أما السمة الثانية والخاصة بمركز رئيس الجمهورية ومدى تأثيره في النظام
السياس ي الجزائري ،فاملسجل أن رئيس الجمهورية شكل وال يزال محور النظام ،وذلك
بفضل قدرته على التحكم في البرملان وفي الحكومة ،وخاصة بعد استحداث غرفة ثانية في
البرملان (مجلس األمة) التي من شأنها عرقلة مشاريع الغرفة املنتخبة ليكون ذلك بمثابة
سالح دستوري مهم في يد رئيس الجمهورية .ومع ذلك فإن وصول أغلبية معارضة إلى
البرملان يمكنه أن يقلب املوازين ،وللحيلولة دون تحقق ذلك فالنظام يعمل بكل ما أوتي
من إمكانات ملنع وصول هذه األغلبية البرملانية47.
ولبيان أوجه تغول وتفوق السلطة التنفيذية عن باقي السلطات ،وعلى رأسها السلطة
التشريعية على ضوء ما جاء به التعديل الدستوري لعام ،2016يرصد الباحثين علي
بقشيش وأحمد بن نعيجة املسائل التالية:
-إمكانية اللجوء إلى حل املجلس الشعبي الوطني ،إذ أنه وبالرجوع إلى نص املادة 147من
التعديل الدستوري لعام 2016يالحظ وبوضوح امتالك رئيس الجمهورية لوسيلة ضغط
مهمة على املجلس الشعبي الوطني متمثلة في حقه بحل هذا املجلس ،وهذا ما جعل
املتابعين يلحظون تجنب البرملان لرفض األوامر املعروضة عليه من قبل رئيس الجمهورية
553 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
مخافة تعرضه للحل .فضال عن ذلك فنجد أن هذا التعديل الدستوري منح لرئيس
الجمهورية صالحيات واسعة في مجال التشريع من خالل إمكانية التشريع عن طريق
األوامر ،وكذا إمكانية اعتراضه على القوانين من خالل طلبه من البرملان إجراء مداولة
ثانية على قانون تم التصويت عليه في غضون الثالثين يوما املوالية لتاريخ إقراره .وأمام
هذا الوضع فإنه ال يمكن ألي طرف تجاوز هذا االعتراض إال بإعادة التصويت على هذا
النص القانوني بأغلبية ثلثي أعضاء املجلس الشعبي الوطني ،ويضاف إلى ذلك أيضا
امتالك رئيس الجمهورية إلمكانية الضغط على البرملان وتجاوزه أحيانا عبر اللجوء إلى
استفتاء الشعب مباشرة ،وكذا إمكانية إقدامه على حل البرملان والدعوة إلى تنظيم
انتخابات تشريعية مسبقة ،مع ضرورة التنبيه إلى أنه وطبقا لتعديل 2016فإن املجلس
الشعبي الوطني يحل بطريقتين األولى تلقائية والثانية بإرادة رئيس الجمهورية الذي يمتلك
سلطة تقديرية للجوء إلى استعمال سلطة الحل49 .
-اللجوء إلى االستفتاء ،حيث يعد االستفتاء من أهم الوسائل التي يلجأ إليها الحكام
الستشارة الشعب مباشرة في األمور التي تخص الدولة ،وهو صورة من صور ممارسة
السلطة من قبل الشعب بطريقة مباشرة.
ولإلشارة ،فإن دساتير الدول اختلفت في كيفية تنظيم هذه الصالحية املخولة
للسلطة التنفيذية ،فمنها من منح هذه السلطة لرئيس الدولة دون قيود ،ومنها من أحاطه
بمجموعة من القيود .فاملشرع الجزائري اختار االتجاه األول ،ومن ذلك لجوء رئيس الدولة
إلى استفتاء الشعب في مناسبات متعددة ابتداء من سنة 1962وصوال إلى قانون املصالحة
الوطنية ،ولئن كان دستور 1963قد خول لرئيس الجمهورية اللجوء إلى االستفتاء لتعديل
الدستور فإن الدساتير والتعديالت التي جاءت بعده جعلت هذا اللجوء سلطة تقديرية
لرئيس يلجأ إلى استخدامها متى رأى ذلك مناسبا ،دون أن يشاركه في ذلك أحد.
ومما يضعف البرملان ويقلل من دوره ومكانته في النظام السياس ي ،هو تمكن رئيس
الجمهورية عن طريق االستفتاء من الحصول على مساندة الشعب وثقته ،بغرض إدخال
إصالحات على النظام السياس ي ،خاصة إذا ما قام رئيس الجمهورية بعرض نصوص
قانونية التي هي من صميم عمل السلطة التشريعية ،على استفتاء الشعب ،وعليه فإن
اإلبقاء على سلطة رئيس الجمهورية في اللجوء إلى االستفتاء واستخدامه وقت ما شاء دون
قيد أو شرط سيؤدي بالضرورة إلى الرفع من شأن السلطة التنفيذية ومكانتها في مواجهة
554 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
السلطة التشريعية ،وفرض رئيس الجمهورية لرأيه باعتباره رأي الشعب على البرملان
وغيره50.
ومن جهة أخرى يرى الباحث عبد الناصر صالحي أن تعدي 2016منح للسلطة
التنفيذية فرص متعددة للتدخل في عمل واختصاص السلطة التشريعية ،ومن ذلك
تدخلها في تشكيل البرملان ،فاملادة 84من القانون العضوي رقم 10/16املتعلق بنظام
االنتخاب تنص على أن البرملان في الجزائر يتكون من غرفتين ،حيث يتم تجديد أعضاء
الغرفة األولى -أي املجلس الشعبي الوطني -كل خمس سنوات ،واملادة 107من القانون
العضوي رقم 10/16تنص على أن الغرفة الثانية -أي مجلس األمة -ينتخب أعضاؤها ملدة
ست سنوات يجدد نصفهم كل ثالث سنوات .واملالحظ بحسب الباحث نفسه أن السلطة
التنفيذية تقوم بدور هام في تشكيل هذه املجالس سواء شكلت هذه األخيرة عن طريق
االنتخاب أو عن طريق الجمع بين االنتخاب والتعيين .فالسلطة التنفيذية بحسب تعديل
2016بأجهزتها املختلفة هي التي تتولى عملية إعداد قوائم الناخبين ،والتمييز بين من تتوفر
فيهم شروط االنتخاب بالقبول ،ومن يفتقدون لهذه الشروط بالحذف واإلزالة51 .
وفيما يتعلق بعملية فرز األصوات ،فإن األجهزة املختصة التابعة للسلطة
التنفيذية هي من يشرف على هذه العملية وتتولى إبالغ املجلس الدستوري بنتيجة
االنتخابات ،وهذا ما تقر به املواد 27و 30و 32و 33من القانون العضوي رقم 10/16
555 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
املتعلق بنظام االنتخاب .إلى جانب ذلك ،فإن الفقرة الثالثة من املادة 118من القانون
01/16املتضمن التعديل الدستوري تؤكد أن املشرع الجزائري قد جمع بين االنتخاب
والتعيين فيما يخص تشكيل مجلس األمة ،بحيث منح للسلطة التنفيذية ممثلة في رئيس
الجمهورية الحق بتعيين ثلث أعضاء مجلس األمة من بين الكفاءات الوطنية ،وهذا ما دفع
بالعديد من الفقهاء إلى اعتبار هذا الحق في التعيين بأنه إجراء غير سليم ألنه يمس بمبدأ
الفصل بين السلطات من جانب ،ومن جانب آخر فإن العضو املعين من قبل الرئيس
مرتبط بالجهة التي عينته من حيث الوالء لها في غالب األحيان ،في حين أن وظيفة البرملاني
أساسا هو التعبير عن إرادة الشعب والسعي بجد إلى الدفاع عن مصالحه53.
وللسلطة التنفيذية مجال واسع للتدخل في سير العمل البرملاني ،فبالرغم من أن
مبدأ الفصل بين السلطات يؤكد على استقاللية عمل السلطة التشريعية عن عمل
السلطة التنفيذية إال أن واقع الحال يؤكد خالف ذلك ،فاملادة 133من التعديل
الدستوري لعام 2016تشير بوضوح أنه يمكن للوزير األول أن يطلب من املجلس الشعبي
الوطني ومجلس األمة عقد جلسات مغلقة .وفي املادة 135من التعديل الدستوري ذاته
منح للوزير األول إمكانية طلب تمديد الدورة العادية للبرملان أليام معدودة لغرض االنتهاء
من دراسة نقطة في جدول األعمال ،كما أنه يمكن للبرملان من أن يجتمع في دورة غير
عادية بمبادرة من رئيس الجمهورية ،كما يمكن أن يجتمع البرملان باستدعاء من رئيس
الجمهورية بطلب من الوزير األول أو بطلب من ثلثي أعضاء املجلس الشعبي الوطني.
وتؤكد املواد التي تضمنها التعديل الدستوري 2016الخاص بالعالقة التي تربط
السلطة التنفيذية بالسلطة التشريعية على الهيمنة الواضحة لألولى على الثانية ،ويبدو
ذلك جليا من تمتع رئيس الجمهورية بإمكانية املبادرة إلى دعوة البرملان لالنعقاد في دورة
غير عادية بموجب مرسوم رئاس ي من خالل تحديد جدول أعمال الدورة غير العادية،
فضال عن ذلك ،فإن التعديل الدستور املذكور أخيرا لم يفرض على رئيس الجمهورية أية
قيود فيما يتعلق بدعوة البرملان لالنعقاد في دورة غير عادية ،وبناء على ذلك فرئيس
الجمهورية يتمتع بكامل الحرية في تقدير الحالة االستثنائية لدعوة البرملان .ومما ال شك
فيه – بحسب الباحث نفسه -من أن تحكم السلطة التنفيذية في دعوة البرملان لالنعقاد
يعد تدخال من جانب الحكومة في أعماله54 .
556 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
الخاتمة:
توصل الباحث في خاتمة املقال إلى اإلجابة عن اإلشكال الرئيس ي الذي طرحه في
بداية املقال والذي يتمحور حول الكشف عن مكانة السلطة التنفيذية في النظام
السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة.
فمن خالل البحث والتحليل تبين للباحث أن السلطة التنفيذية تمكنت من الحفاظ
على مكانتها الرئيسية وهيمنتها على بقية السلطات ،ومنها السلطة التشريعية على امتداد
كل الدساتير التي عرفتها الجزائر منذ االستقالل ،وذلك بالنظر إلى الصالحيات الواسعة التي
منحت لها من قبل املشرع الجزائري مع التأكيد على سمو موقع ومكانة مركز رئيس
الجمهورية داخل السلطة التنفيذية .وهذا ما أدى إلى إضعاف مكانة البرملان والتقليل من
دوره ومكانته في النظام السياس ي الجزائري بالرغم من محاوالت إحداث نوع من التوازن
بين هاتين السلطتين في أعقاب إقرار التعددية السياسية غير أن األمر بقي على حاله.
الهوامش:
1فريجة حسي ن " ،عالقة السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية ،هل تحتاج إلى إعادة نظر؟ " ،مجلة املنتدى القانوني ،جامعة
بسكرة ،العدد ،6أفريل ،2009ص.23.
2دنش رياض" ،املسؤولية السياسية والجنائية للسلطة التنفيذية في ظل التعديل الدستوري ،"1996مجلة االجتهاد القضائي،
جامعة بسكرة ،العدد ،4مارس ،2008ص378 .
3ضميرية عثمان" ،السلطات العامة في اإلسالم :املفهوم و العالقة " ،مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية واإلنسانية،
جامعة الشارقة ،العدد ،3أكتوبر ،2006ص.10 .
4عبد الفتاح إسماعيل ،محمود منصور هيبة ،النظم السياسية وسياسات اإلعالم ،اإلسكندرية ،مركز اإلسكندرية للكتاب،
،2004ص.114.
5معمر عمار ،إشكالية صنع السياسة العامة في الجزائر ( ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في العلوم السياسية ،قسم
العلوم السياسية ،كلية العلوم السياسية واإلعالم ،جامعة الجزائر ،) 2009-2008 ،ص45.
6جيمس أندرسون ،صنع السياسات العامة ،ترجمة عامر الكبيس ي( ،عمان :دار املسيرة ،ط ،) 3،2007ص58.
7موساوي أمال ،أثر عالقة السلطة التنفيذية بالسلطة التشريعية على طبيعة النظام السياس ي الجزائري ،مجلة العلوم
اإلنسانية ،جامعة قسنطينة ،1املجلد ،30العدد ،1جوان ،2019ص.25
8املرجع نفسه ،ص26.
9هالل علي الدين ،مسعد نيفين ،النظم السياسية العربية :قضايا االستمرار والتغيير ،بيروت ،مركز دراسات الوحدة العربية،
،2008ص10.
10سعاد الشرقاوي ،النظم السياسية في العالم املعاصر ،د.م.ن ،2007 ،ص.3-2.
11شباح فتاح ،تصنيف األنظمة السياسية اللبرالية على أساس مبدأ الفصل بين السلطات -دراسة حالة النظام السياس ي
الجزائري ،مذكرة ماجستير في العلوم السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة باتنة ،2008/2007 ،ص6.
557 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
12املكان نفسه.
13حسان محمد شفيق العاني ،األنظمة السياسية والدستورية املقارنة ،كلية القانون والسياسة ،جامعة بغداد ،مطبعة جامعة
بغداد ،1986 ،ص14-13.
14صالح جواد الكاظم و علي غالب العاني ،األنظمة السياسية ،كلية القانون ،جامعة بغداد ،مطبعة دار الحكمة بغداد،1991 ،
ص5.
15املرجع نفسه ،ص6.
16بن بغيلة ليلى ،آليات الرقابة التشريعية في النظام السياس ي الجزائري ( ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في القانون
العام ،قسم العلوم القانونية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،) 2004-2003 ،ص10.
17عشور طارق ،تطور العالقة بين الحكومة والبرملان في النظام السياس ي الجزائري ( ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في
العلوم السياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،)2009 -2008 ،ص22.
18بن بغيلة ليلى ،مرجع سابق ،ص.12.
19بوالشعير سعيد ،عالقة املؤسسة التشريعية بالتنفيذية في النظام القانوني الجزائري ( ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه
في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،)1984 ،ص32.
20تنص املادة 59من دستور 63على ما يلي ( :في حالة الخطر الوشيك الوقوع ،يمكن لرئيس الجمهورية اتخاذ إجراءات
استثنائية بقصد حماية استقالل األمة ومؤسسات الجمهورية ،ويجتمع املجلس الوطني بكامل أعضائه )
21
Lhouari addi ,l’impasse du populisme l’algérie : collectivité politique et état en construction (Alger : Entreprise
national du livre, 1990), p.96
22صالح بلحاج ،املؤسسات السياسية والقانون الدستوري من االستقالل إلى اليوم (الجزائر :ديوان املطبوعات الجامعية،
،)2010ص.68.
23طارق عشور ،مرجع سابق ،ص.25.
24
Mouhamed brahimi , le bouvoir en Algèrie et ses formes d’expression institutionnel (Alger :office des publication
universitaires,1995),pp .32-33 .
25طيبي عيس ى ،العالقة بين التعديالت الدستورية واألزمات في الجزائر -األسباب والنتائج ،مجلة الحقوق والعلوم االنسانية،
جامعة الجلفة ،املجلد ،5العدد ،1ص110-109.
26صالح بلحاج ،مرجع سابق ،ص.145.
27محديد حميد ،التشريع باألوامر في املادة 142أداة لتفوق السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية) ،مجلة الحقوق والعلوم
االنسانية ،جامعة الجلفة ،املجلد ،9العدد ،4ص480.
28عبد النور زوامبية ،التكامل والتداخل بين السلطة التنفيذية والتشريعية في الجزائر ( ، 2004-1989مذكرة مقدمة لنيل
درجة املاجستير في العلوم السياسية ،كلية العلوم السياسية واإلعالم ،جامعة الجزائر ،)2007 ،ص44.
29املرجع نفسه ،ص45.
30املرجع نفسه ،ص61.
31ليلى بن بغيلة ،مرجع سابق ،ص.13.
32ليلى بن بغيلة ،مرجع سابق ،ص.61.
33بوقرة اسماعيل ،أعمال السلطة التنفيذية املقيدة ألعمال السلطة التشريعية في الدستور الجزائري ،مجلة الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة خنشلة ،املجلد ،2العدد ،1جانفي ،2015ص80.
34املرجع نفسه ،ص81-80.
35املرجع نفسه ،ص83-81.
558 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021
مكانة السلطة التنفيذية في النظام السياس ي الجزائري على ضوء الدساتير املتعاقبة د .بتة الطيب
ص - 535ص 559
559 مجلة األستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -املجلد - 06العدد - 01جوان 2021