You are on page 1of 15

‫مقياس أخالقيات األعمال‪:‬‬

‫موجه للسنة الثانية ليسانس مالية ومحاسبة‬

‫املحورالثالث‪ :‬أخالقيات املهنة واملدونة األخالقية‪:‬‬

‫بد أن تم التطرق إلى أشكال السلوك األخالقي‪ ،‬سوف يتم في هذا العنصر التطرق إلى املدونة األخالقية أو مدونات قواد السلوك املنهي‪ ،‬مع تناول‬
‫ألربع قطاعات وهم‪ :‬املجال الحي‪ ،‬التعليم العالي‪ ،‬التدقيق‪ ،‬القضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املدونة األخالقية‪:‬‬


‫سيتم في هذا العنصر التطرق إلى تعريف مدونة اخالقيات املهنة‪ ،‬قواعد السلوك ملوظفي القطاع العام وكذا أمثلة عن بعض أنواع مدونات‬
‫االخالقيات‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف املدونة األخالقية‪:‬‬
‫يمكن تعريفها على أنها‪ " :‬ميثاق العمل أو مدونة الذي يحدد أصول ممارسة مهنة معينة وااللتزامات التي تقتضيها‪ ،‬حيث يلتزم املنتمين‬
‫لهذه املهنة بالحرص على مراعاة عن قناعة وطوعية خالل مختلف ممارستهم اليومية‪ ،‬وتكون ضمن قواعد أو مبادئ مكتوبة ومتاحة للجميع‪،‬‬
‫ويتم اعدادها وفقا للعادات واألعراف والتقاليد بعد االتفاق بين جميع أفراد املهنة‪.‬‬
‫نجد من هذا التعريف أن املدونة األخالقية هي‪:‬‬
‫* تعتبر قواعد مكملة للقوانين األساسية واالتفاقيات املبرمة؛‬
‫*الغاية منها هي سد أي عجز أو غموض الذي يكشف االحكام القانونية والتنظيمية السارية املفعول‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫‪ -‬يتم انشاء محافظات أو مجالس ألخالقيات املهنة والغرض منها القيام بعملية الرقابة ملعرفة مدى احترام تطبيق مدونة األخالقيات للمهنة‪،‬‬
‫وتعتبر تلك املجالس بمثابة سلطة إدارية مستقلة ؛‬
‫‪ -‬تجدر اإلشارة أن مدونات اخالقيات املهنة كانت في وقت سابق حكرا على بعض املهن كالطب والصيدلة‪ ،‬ثم بدأت تطبيق على العديد من‬
‫املهن من أجل محاربة استغالل الصالحيات مهنة ما ملنافعهم الشخصية‪.‬‬
‫‪-2‬قواعد السلوك ملوظفي القطاع العام‪:‬‬
‫توجد ست قواعد تحكم سلوك ملوظفي القطاع العام ونذكرها فيمايلي‪:‬‬
‫* االلتزام بالقيام بالخدمة‪ :‬باإلضافة إلى كونه التزام قانوني من خالل ضرورة تأدية املهام املرتبطة بمنصب العمل والتقيد بقواعده‪ ،‬فإنه التزام‬
‫أخالقي أيضا باعتبار أن املوظف ارتض ى ممارسة الوظيفة دون إكراه‪ ،‬أو ضغط ومن ثم فهو مطالب بالوفاء بهذا االلتزام بما تمليه مقتضيات‬
‫املمارسة املهنية وضميره املنهي؛‬
‫* االلتزام بالطاعة‪ :‬املوظف مطالب بااللتزام بطاعة األوامر الصادرة له في إطار تأدية مهامه وذلك مهما كانت رتبته في السلم اإلداري وهذا‬
‫حسب نص املادة ‪ 40‬من قانون الوظيفة العمومية لعام ‪ ،2006‬فال ينبغي للموظف الخروج عن الطاعة إال إذا كانت األوامر املوجهة له غير‬
‫مشروعة أو تلحق الضرر باملصالح العامة أو يترتب على تنفيذها املساس بحسن سير املرفق العام أو تؤدي باملوظف الرتكاب مخالفة جزائية‬
‫أو تعسف‪ .‬باإلضافة لطاعة األوامر‪ ،‬على املوظف احترام القوانين واألنظمة السارية املفعول‪ ،‬وعدم التعسف في استعمال السلطة ضد اإلدارة‬
‫أو الخواص‪ ،‬أو االعتداء على الحريات الفردية‪ ،‬أو ممارسة التمييز‪ ،‬أو املساس بحرمة املراسالت؛‬
‫*االلتزام بالنزاهة واالستقامة‪ :‬يعتبر من قبيل اإلخالل بهذا املبدأ التفريط في املصلحة العامة‪ ،‬االبتزاز‪ ،‬الرشوة‪ ،‬االختالس‪ ،‬تحويل األمالك‬
‫العمومية‪ ،‬املساس بمبدأ حرية االلتحاق بالوظائف العمومية وبمساواة املترشحين في الصفقات العمومية‪ .‬كما أن املوظف ملزم بممارسة‬
‫مهامه بكل أمانة وبدون تحيز؛‬
‫* االلتزام باملحافظة على السر املنهي‪ :‬تنص األحكام األساسية للوظيفة العمومية صراحة على التزام املوظفين بواجب السر املنهي تحت طائلة‬
‫اإلجراءات والقواعد املنشأة بقانون العقوبات‪ .‬ويشمل كتمان السر املنهي كل معلومة تحصل عليها عون الدولة أثناء ممارسته لوظيفته أو‬
‫بمناسبتها‪ ،‬وإفشائها داخل أو خارج اإلدارة بعيدا عن مقتضيات ضرورة املصلحة‪ ،‬أو اإلبالغ دون نية اإلضرار حتى ولو كانت االفعال معروفة‪.‬‬
‫وااللتزام بكتمان السر املنهي في املجال الوظيفي التزام عام يسري على كل أعوان الدولة‪ .‬كما يجب مراعاة الكتمان بين الزمالء أثناء مارستهم‬
‫لوظائفهم أو بمناسبتها وعدم أفشاء معلومات امللف الشخص ي والطبي‪ ،‬أو أي معلومات سرية أخرى؛‬
‫* التزام اإلدارة بإعالم املواطنين‪ :‬اإلدارة ملزمة بإعالم املواطنين السيما بخصوص األنظمة واألحكام القانونية التي تتخذها وهذا بالنشر‬
‫الدوري للتعليمات واملذكرات والبالغات املتعلقة بعالقاتها مع املواطنين سواء في الجريدة الرسمية أو في النشرات الرسمية لإلدارة املعنية‪.‬‬
‫فاإلدارة بحكم وظيفتها مطالبة بالسهر الدائم على تحسين نوعية الخدمة التي تؤديها بالسهر على تبسيط وتخفيف اإلجراءات ومسارات‬
‫التنظيم املعمول بها؛‬
‫* التزام التحفظ والكرامة في السلوك العام‪ :‬ويتعلق االلتزام بالتحفظ بعدم التعبير عن اآلراء باختالف طبيعتها‪ ،‬وبممارسة املهام بكل أمانة‬
‫وبدون تحيز‪ ،‬وبتجنب كل فعل يتنافى وطبيعة هذه املهام ولو كان ذلك خارج الخدمة‪ .‬كما أن املوظفون مطالبون بالتحلي بسلوك الئق ومحترم‬
‫وبالتعامل بأدب واحترام في عالقاتهم مع رؤسائهم وزمالئهم ومرؤوسيهم‪ ،‬والتحلي باللباقة وعدم املماطلة‪ ،‬والتقيد باالستقامة الكاملة تجاههم‬
‫وتجاه زمالئهم ومرؤوسيهم السلميين وذلك بتجنب كل فعل يتنافى وطبيعة مهامهم ولو كان ذلك خارج الخدمة‪ ،‬بما يحفظ كرامتهم وكرامة‬
‫الوظائف التي يشغلونها‬
‫‪-3‬أمثلة عن مدونات أخالقيات املهنة‪ :‬ونذكرها منها ليس على سبيل الحصر مايلي‪:‬‬
‫‪ 1-3‬مدونة أخالقيات الطب‪:‬‬
‫تتضمن مدونة أخالقيات الطب مجموع املبادئ والقواعد واألعراف التي يجب احترامها ومراعاتها‪ ،‬وهي الواجبات العامة التي تتعلق بمهنته وكذا‬
‫واجباته اتجاه املريض وزمالئه‪ ،‬وسوف يتم تناولهم كل منهم حدى فيمايلي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الواجبات العامة‪ :‬توجد العديد من الواجبات التي تتعلق بمهنته ونذكرها منها ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الدفاع عن صحة اإلنسان البدنية والعقلية‪ ،‬وفي التخفيف من املعاناة دون التمييز بين املرض ى؛‬
‫‪-‬يجب على الطبيب أن يسعف مريضا يواجه خطرا وشيكا‪ ،‬وأن يتأكد من تقديم العالج الضروري له‪ ،‬كما يتعين عليه تقديم املعونة طبيا‬
‫لتنظيم اإلغاثة والسيما في حالة الكوارث؛‬
‫‪-‬الطبيب حر في تقديم الوصفة التي يراها أكثر مالءمة للحالة دون إهمال واجب املساعدة املعنوية‪ ،‬مع ضرورة عدم تعريض حياته للخطر؛‬
‫‪-‬ال يمكن للطبيب أن يساعد أو يغض الطرف عن ضرر يلحق بسالمة جسم شخص سليب الحرية أو عقله أو كرامته‪ ،‬ويجب أن ال يستعمل‬
‫معرفته أو مهارته أو قدرته لتسهيل استعمال التعذيب أو أي طريقة قاسية ال إنسانية أو مهينة مهما يكن الغرض من وراء ذلك؛‬
‫‪-‬مسؤولية الطبيب عن كل عمل منهي يقوم به وال يجوز أن يمارس مهنته إال تحت هويته الحقيقية‪ ،‬وأن يتحمل مسؤوليته؛‬
‫‪ -‬توفر املكان الذي يمارسه مهنته فيه مع تهيئته بكامل التجهيزات الالزمة ألداء مهامه؛‬
‫‪ -‬عدم ممارسة أي عمل من شأنه أن يفقد املهنة اعتبارها؛‬
‫‪-‬يمنع كل عمل من شأنه أن يوفر ملريض ما امتيازا ماديا غير مبرر‪ ،‬أو قبول أي نوع من أنواع العمولة أو االمتياز مقابل أي عمل طبي‪ ،‬كما‬
‫يمنع كل طبيب يؤدي مهمة انتخابية أو وظيفة إدارية أن يستعملها لرفع عدد زبائنه؛‬
‫‪-‬ال يجوز للطبيب إجراء أي عملية بتر أو استئصال لعضو من دون سبب طبي بالغ الخطورة‪ ،‬وما لم تكن ثمة حالة استعجالية‪ ،‬إال بعد إبالغ‬
‫املعني أو وصيه وموافقته؛‬
‫‪-‬ال يجوز للطبيب أن يجري عملية لقطع الحمل أو أخذ األعضاء إال حسب الشروط املنصوص عليها في القانون‪.‬‬
‫ب‪ /‬واجبات الطبيب اتجاه املريض وزمالئه‪:‬‬
‫‪-‬االلتزام بالسرية التامة عن كل ما يتعلق باملريض‪ ،‬وكذا االلتزام بتقديم العالج الضروري واملطابق لحالته وفي بعض الحاالت ان كانت الحالة‬
‫خارج تخصصه عليه االستعانة بزمالئه من أجل تقديم الوصفة والعالج الدقيق للمريض‪ ،‬واالهم من كل ذلك الحفاظ واحترام كرامة املريض؛‬
‫‪-‬تحرير الوصفات بوضوح مع تقديم الشرح الكافي لكل وصفة يقدمها‪ ،‬وتحمل املسؤولية عن تلك الوصفة وتوقيعه؛‬
‫‪-‬عدم تقديم أي تقرير غير صحيح لغرض املجاملة‪ ،‬أو بدافع الحصول على مقابل مادي؛‬
‫‪-‬إقامة عالقات جيدة بين الزمالء واحترام قواعد املهنة‪ ،‬والثقة فيما بينهم؛‬
‫‪-‬يمنع على الطبيب أن يقوم باستدراج املرض ى إليه‪ ،‬بهدف اخذهم من زميل له عبر اللجوء إلى االفتراء والتشكيك في أدائه‪.‬‬
‫‪ 2-3‬مدونة(ميثاق) أخالقيات التعليم العالي‪:‬‬
‫وهو عبارة عن مجموعة من املبادئ التي تحكم االخالقيات واألداب في الجامعة‪ ،‬وكذا االلتزامات وحقوق كل أستاذ وحتى الطالب‪ ،‬املوظفين‬
‫اإلداريين والتقنيين ‪.‬‬
‫أ‪ /‬املبادئ األساسية ألخالقيات وأداب الجامعة‪ :‬توجد مجموعة من املبادئ التي تحكم اخالقيات الجامعة يمكن ايجازها فيمايلي‪:‬‬
‫‪-‬النزاهة واإلخالص‪ :‬تتحقق من خالل املمارسات املثالية ورفض الفساد بكل أشكاله؛‬
‫‪-‬الحرية األكاديمية‪ :‬بمعنى التعبير عن اآلراء دون أي قيود أو رقابة؛‬
‫‪-‬املسؤولية والكفاءة‪ :‬تحمل املسؤولية عن كافة القرارات‪ ،‬مع توفر لكفاءة إلنجاز املهام في ظل توفر جو ديمقراطي واخالقي؛‬
‫‪-‬االحترام املتبادل بين كافة أفراد األسرة الجامعية؛ وكذا احترام الحرم الجامعي؛‬
‫‪-‬التقيد بالحقيقة العلمية واملوضوعية والفكر النقدي والصرامة واألمانة االكاديمية؛‬
‫‪-‬اإلنصاف‪ :‬وهذا بتحري املوضوعية وعدم التحيز في عملية التقييم والترقية والتوظيف والتعيين‪.‬‬
‫ب‪ /‬حقوق األستاذ الباحث‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان التدريس في مأمن من كل تدخل طاملا يلتزم بأخالقيات الجامعة؛‬
‫‪ -‬تقييم أنشطة األستاذ الباحث على معايير أكاديمية لنشاطات البحث والتدريس؛‬
‫‪-‬يستفيد األستاذ الباحث من شروط عمل مالئمة ومن الوسائل البيداغوجية والعلمية الضرورية للتفرغ ملهامه والوقت الكاف للتكوين‬
‫املستمر والتجديد الدوري ملعلوماته؛‬
‫يجب أن يكون الراتب املمنوح متماشيا مع األهمية التي تكتسيها الوظيفة واملسؤوليات التي يتحملها‪.‬‬
‫ج‪ /‬التزامات األستاذ الباحث‪:‬‬
‫‪-‬يجب أن يكون األستاذ الباحث مثاال للكفاءة وحسن الخلق والنزاهة والتسامح‪ ،‬وأن يتصرف أثناء ممارسة مهامه بعناية وفعالية واستقاللية‬
‫وأمانة وحسن نية وبضمير منهي؛‬
‫‪-‬االضطالع باملهام املرتبطة بوظيفته واالمتثال للمعايير العليا في ممارسة نشاطه املنهي السهر على التحيين املستمر ملعارفه وطرقه في التدريس‬
‫والتكوين؛‬
‫‪-‬تكريس مبدأ الشفافية وحق الطعن وعدم التعسف في استعمال السلطة‪ ،‬االمتناع عن تسخير الجامعة لقضاء أغراض شخصية؛‬
‫‪-‬تقديم تعليم ناجع بقدر ما تسمح به الوسائل املتوفرة‪ ،‬وفي جو من العدل واإلنصاف وبدون تمييز‬
‫‪-‬تجاه جميع الطلبة‪ ،‬ومرافقتهم عند الحاجة وتقييمهم تقييما موضوعيا؛‬
‫‪-‬تقديم عرض واضح لألهداف البيداغوجية ملقرره الدراس ي واحترام قواعد التدرج البيداغوجي؛‬
‫‪ -‬اجتناب السرقات العلمية التي تعد من األخطاء الجسيمة التي قد تؤدي للطرد؛‬
‫‪-‬احترام الحريات األكاديمية والتحلي باإلنصاف وعدم التحيز في التقييم املنهي واألكاديمي لزمالئه‪.‬‬
‫‪ 3-3‬مدونة(ميثاق) أخالقيات املدقيين الداخليين‪:‬‬
‫تضمن مجموعة من املبادئ وقواعد السلوك التي تحكم أداء املدققين وهي‪ :‬االستقامة واملوضوعية والسرية والكفاءة‬
‫أ‪ -‬االستقامة‪ :‬من أجل الحفاظ على هذا املبدأ‪ ،‬على املدققين الداخليين احترام مايلي‪:‬‬
‫‪-‬تأدية أعمالهم بنزاهة وحرص وشعور باملسؤولية‪ ،‬ومراعاة اإلفصاح عما يتوفر لهم من معلومات وفقا للقوانين املعمول وااللتزام بها؛‬
‫‪ -‬يكونوا طرفا في أي نشاط غير مشروع أو يقوموا بأي أفعال أو تصرفات تس يء إلى مهنة؛‬
‫‪-‬مراعاة األهداف املشروعة والسليمة للمؤسسة التي يعملون بها‪.‬‬
‫ب‪ -‬املوضوعية‪ :‬من أجل الحفاظ على هذا املبدأ‪ ،‬على املدققين الداخليين‪:‬‬
‫‪-‬عدم املشاركة في أي نشاط قد يتعارض مع مصالحهم ويؤثر فيما بعد على التقييم املعد من قبلهم؛‬
‫‪ -‬عدم قبول أي ش يء قد يس يء إلى تقييمهم؛‬
‫‪ -‬اإلفصاح عن كافة الحقائق وذلك تفاديا الي تحريف أو تشويهه يؤثر مسبقا على القرارات التي يتم اتخاذها‪.‬‬
‫ج‪ -‬السرية‪ :‬من أجل الحفاظ على هذا املبدأ‪ ،‬على املدققين الداخليين‪:‬‬
‫‪ -‬حماية العلومات التي يتحصلون عليها؛‬
‫‪-‬عدم استخدام تلك املعلومات ألجل أي منفعة شخصية أو على أي نحو من شأنه مخالفة القوانين ؛‬
‫د‪ -‬الكفاءة‪ :‬من أجل الحفاظ على هذا املبدأ‪ ،‬على املدققين الداخليين‪:‬‬
‫‪-‬تأدية الخدمات التي تكون لديهم املعرفة واملهارة والخبرة الالزمة لها؛‬
‫‪-‬تأدية خدمات التدقيق الداخلي وفقا للمعايير الدولية املهنية ملمارسة التدقيق الداخلي‬
‫‪ -‬فاعلية وجودة الخدمات التي يؤد و نها أن يعملوا باستمرار على تحسين منها‪.‬‬
‫‪ 4-3‬مدونة أخالقيات القضاء‪:‬‬
‫وتتضمن كل من املبادئ مهنة القضاء‪ ،‬التزامات وسلوكيات القاض ي‪.‬‬
‫أ‪ -‬املبادئ العامة‪ :‬وتتمثل في ثالثة مبادئ هي‪:‬‬
‫‪-‬مبدأ استقاللية السلطة القضائية؛‬
‫‪-‬مبدأ الشرعية؛‬
‫‪-‬مبدأ املساواة؛‬
‫ب‪ -‬التزامات القاض ي‪ :‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬أداء الواجبات القضائية بنجاعة وإتقان وفي اآلجال املعقولة؛‬
‫‪-‬تحقيق العدل طبقا للقانون؛‬
‫‪-‬االنضباط في مواعيد العمل والتمكن من امللفات‪ ،‬وعدم قبول أي تدخل في عمله وقراراته؛‬
‫‪-‬الرفع من مستواه العلمي ومن كفاءته املهنية‪.‬‬
‫ج‪ -‬سلوكيات القاض ي‪ :‬نذكر منها‬
‫‪-‬التحلي بالحكمة والرزانة؛‬
‫‪-‬ضمان حق الدفاع للمتقاض ي أو محاميه؛‬
‫‪-‬التنحي كلما كانت له عالقة باملتقاضين أو كانت له مصلحة في الدعوى مادية أو معنوية؛‬
‫‪-‬عدم استعمال منصبه لتحقيق أغراض شخصية؛‬
‫‪-‬عدم قبول الهدايا من املتقاضين في أي شكل كان ووقاية نفسه من أي شبهة؛‬
‫‪-‬احترام العاملين تحت سلطته ورؤسائه وزمالئه‪.‬‬
‫املحورالرابع‪ :‬أخالقيات االعمال ووظائف املؤسسة‬
‫سيتم من خالل هذا املحور التطرق إلى اخالقيات كل وظيفة من وظائف املؤسسة‬
‫‪ -1‬اخالقيات وظيفة املوارد البشرية‪:‬‬
‫يأتي موضوع األخالقيات متأصال وبشكل مباشر في إدارة املوارد البشرية‪ ،‬وهو ما يعكس عالقة املؤسسة بالعاملين‪ ،‬وعليه يتم هنا توضيح‬
‫بعض التحديات األخالقية في مجال تسيير املوارد البشرية من خالل أهم مهامها كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ /‬تسييرالكفاءات‪:‬‬
‫*التوظيف ‪:‬إن من أهم املسائل األخالقية في مجال التوظيف هو اإلحساس باألمن الوظيفي‪ ، 1‬وعالوة على ذلك‪،‬فإن إجراءات التوظيف تخضع‬
‫في حد ذاتها لألخالقيات التي يمكن أن تدرج في كل مرحلة من مراحلها االستقطاب أو املقابلة( بإدماج معايير شفافة وواضحة وعادلة‪.‬‬
‫* التكوين والتطوير ‪:‬تتعلق هذه املهمة أخالقيا بكل من‪:‬‬
‫املكونين ؛‬
‫‪-‬أخالقيات املؤسسة ‪:‬وذلك باحترام املتربص واعتماد جودة عالية في عملية التكوين من توقيت‪ ،‬مادة التكوين‪ ،‬اختيار ِ‬
‫‪-‬أخالقيات املكون ‪:‬وذلك بتقبل وجهة نظر املتربص املختلفة عن النظرة الشخصية ؛ مساعدته بتهذيب؛ إتقان االستماع للمتحدث والبحث‬
‫حقيقة عن فهمه ؛ مناداة كل مشارك باسمه ؛ امتالك دائم إلرادة البناء وليس التهديم ؛ تقبل النقد بإيجابية ؛ النظر للصعوبات كوسيلة‬
‫ستسمح لنا بالتقدم‪.‬‬
‫*التقييم ‪ :‬تتعلق عملية التقييم بشكل كبير باألجور والترقيات‪ ،‬حيث يجب وضع معايير دقيقة لتقييم األعمال التي ينجزها العاملون )تكون‬
‫وسط(‪ ،‬واالبتعاد عن التحيز‪ ،‬واختيار املقيمين ذوي الخبرة واملوضوعي وعدم تأثرهم بعوامل الدين واملذهب والعشيرة واملنطقة والصداقة‬
‫وغيرها ؛‬
‫*األجورواملكافأة ‪:‬وهنا تلعب العدالة الدور الرئيس ي في إثبات أخالقيات املؤسسة‪ ،‬حيث يمكن أن تندرج املكافآة واألجور حسب ‪H. Heneman‬‬
‫و )‪ D. Schawb(1985‬تحت خمسة أبعاد ‪ :‬الراتب‪ ،‬زيادة الرواتب‪ ،‬هيكل املرتبات‪ ،‬امليزات االجتماعية وتسيير املرتبات‪ .‬إلى جانب هذه‬
‫التعويضات املباشرة‪ ،‬فإنه يمكن أن تقدم خدمات اجتماعية يعبر عنها ب "التعويضات غير املباشرة"‪ ،‬حيث تتخذ أشكاال متعددة كبرامج‬
‫الحماية العامة والخاصة‪ ،‬أين تستهدف مساعدة الفرد العامل وعائلته في حالة توقف راتبه‪ ،‬وتحدد هذه البرامج من قبل الدولة بقوانين‪ ،‬لوائح‬
‫أو أنظمة محددة‪ ،‬لهذا فهي تكتسب صفة اإللزامية ‪.‬‬
‫ب‪ /‬االعتراف غيرالنقدي‪:‬‬
‫وذلك بتقدير املؤسسة لألفراد والجماعات الذين يبذلون جهودا‪ ،‬ويقومون بإجراءات وأفعال جديرة بالتقدير وذات قيمة‪ ،‬مثل ‪ :‬تهاني‬
‫املشرفين‪ ،‬مكافآت رمزية )لوحة أو كأس أو شهادة أو تحديد العامل األكثر تميزا خالل كل شهر؛‬
‫ج‪. /‬ظروف العمل‪:‬‬
‫يقض ي العاملون الجزء األكبر من يومهم في العمل‪ ،‬وعليه يتوجب أخالقيا تهيئة الظروف املالئمة سواء القانونية األخالقية نظافة‪ ،‬واإلنارة‪،‬‬
‫والتدفئة‪ ،‬وتكييف الهواء‪ ،‬ووسائل التهوية‪ ،‬ووسائل األمن واملنشآت الصحية‪ ،‬العتاد واآلالت‪ ،‬وفي حاالت املخاطرة يلزم منحهم حوافز ومبالغ‬
‫مالية إضافية(‪ ،‬أو غير القانونية )توفير النشاطات االجتماعية والرياضية‪.‬‬
‫‪ -2‬اخالقيات وظيفة اإلنتاج‬
‫وأخالقيات العمل في إطار وظيفة اإلنتاج والعمليات في العديد من األنشطة ومن أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫* تخطيط وتطوير املنتجات الجديدة‪ :‬يقصد بتصميم السلعة تحديد الهيكل العام للسلعة املطلوب إنتاجها‪ ،‬واملكونات الداخلية لهذه‬
‫السلعة‪ ،‬وارتباط هذه املكونات بعضها مع بعض‪ ،‬وطريقة عملها وتركيبها‪ ،‬ثم طريقة استعمال هذه السلعة وصيانتها‪ .‬وتتمثل الجوانب األخالقية‬
‫في تصميم وتطوير املنتجات الجديدة بإنتاج منتجات آمنة وصديقة للبيئة وتحتاج إلى مواد أولية وطاقة أقل‪ ،‬وتتوافق مع املتطلبات والشروط‬
‫البيئية‪ ،‬وان تكون املنتجات قابلة إلعادة التدوير ومنتجة من مواد أولية مدورة وغير ضارة في البيئة؛‬
‫*تصميم العمليات والطاقة اإلنتاجية‪ :‬يقصد بتصميم العملية تحديد املزيج من اآلالت والعاملين وطرق العمل والعوامل البيئية التي تقوم‬
‫جميعا بتحويل املدخالت إلى ‪,‬مخرجات من املنتجات أو ‪ ،‬إن تحمل املنظمة ملسؤوليتها االجتماعية يرتبط بحجم ونوعية اآلالت والطاقة‬
‫املستخدمة في العمليات اإلنتاجية واالستخدام الفعال للموارد والحد من النفايات والفاقد واستخدام املكونات قليلة الضرر والتخفيف من‬
‫استخدام الطاقة‪ ،‬وتشجيع إعادة التدوير؛‬
‫*اختيارموقع املشروع‪ :‬تتجسد أخالقيات العمل في اختيار موقع املشروع من خالل عدد من القضايا أهمها أن تكون مواقع اإلنتاج بعيدة عن‬
‫التجمعات السكانية وخصوصا تلك التي ينتج عنها تلوث الهواء وتسبب انبعاث الغازات السامة من مثل مصافي البترول ومصانع االسمنت‪ ،‬كما‬
‫يجب أن تكون الشركات التي ينتج عنها مخلفات كيميائية بعيدة عن مصادر مياه الشرب واألنهار واآلبار‪ ،‬وأن يتوفر في موقع الشركة البنية‬
‫التحتية املناسبة للصناعة؛‬
‫*الترتيب الداخلي ملو اقع اإلنتاج‪ :‬تهدف عملية الترتيب الداخلي إلى تحقيق التنظيم املادي ملواقع اإلنتاج ومحطات العمل واآلالت واملخازن‬
‫وأقسام الخدمات ضمن نظام اإلنتاج في الشركة وهنالك عدد من أساليب الترتيب الداخلي مثل الترتيب على أساس املنتج (السلعي)‪ ،‬والترتيب‬
‫علي أساس العملية (الوظيفي)‪ ،‬والترتيب الهجين‪ ،‬وترتيب املوقع الثابت‪ ،‬والترتيب املتخصص وتتمثل مسؤولية املنظمة األخالقية في هذا املجال‬
‫بتوفير ترتيب يوفر الراحة للعاملين ويسهل حركة العاملين ويؤمن لهم ظروف عمل جيدة‪ ،‬ويسهل عمليات اإلنتاج ويخفض التكاليف ويستغل‬
‫املساحة املتاحة استغالال أمثل؛‬
‫* إدارة سالسل التوريد‪ :‬تهدف إدارة سالسل التوريد إلى تحقيق التكامل بين أنشطة الحصول على املواد األولية والخدمات‪ ،‬وتحويلها إلى سلع‬
‫وخدمات‪ ،‬وتسليمها للمستهلك النهائي وتتجسد املسؤولية االجتماعية وأخالقيات العمل للمنظمات في إدارة سالسل التوريد في تطبيق الشركة‬
‫ملعايير النزاهة والشفافية في التعامل مع املوردين‪ ،‬والت ا زم الشركة باتفاقيتها وتعاقداتها مع املوردين واختيار املوردين بناء على مقاييس القدرة‬
‫والكفاءة‪ ،‬واملحافظة على املعلومات السرية عن املوردين وأن ال تتالعب الشركة باألسعار في حالة األزمات والفرص غير الطبيعية؛‬
‫*إدارة الصيانة‪ :‬تعرف إدارة الصيانة بأنها مجموعة العمليات الفنية واإلدارية التي تهدف إلى حفظ الجزء أو اآللة أو إعادتها إلى حالة التشغيل‬
‫الطبيعية ألداء الغرض املطلوب منها بأقل وقت وكلفة وتتمثل أخالقيات العمل في هذا النشاط في‪ :‬تقليل املخاطر الناشئة عن عمليات‬
‫التشغيل‪ ،‬وتقليل الضوضاء والضجيج الصادر عن اآلالت‪ ،‬وتقليل توقفات العمل وزيادة كفاءة وفاعلية أداء األعمال‪ ،‬وتخفيض التكاليف‪،‬‬
‫والتقليل من استخدام الطاقة‪ ،‬وتحسين الروح املعنوية للعاملين؛‬
‫*تصميم العمل‪ :‬يقصد بتصميم العمل تحديد مواصفات محتوى العمل واملها ا رت الضرورية التي يجب أن يمتلكها الفرد العامل ألداء ذلك‬
‫املحتوى باإلضافة إلى الحاجة للتدريب ألداء العمل بصورة طبيعية وتتضمن االجتماعية وأخالقيات العمل في هذا املجال من خالل تحقيق‬
‫العدالة واملساواة بين العاملين‪ ،‬وتقديم فرص متساوية للعاملين إلشغال الوظائف والعدالة في الرواتب واألجور‪ ،‬وكذلك توفير شروط عمل‬
‫آمنة‪ ،‬والتعاون مع الهيئات واملؤسسات الحكومية واالتحادات العمالية والتجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬أخالقيات وظيفة املحاسبة واملالية‪:‬‬
‫أ‪/‬ألخالقيات واملحاسبة‪:‬‬
‫أدت الفضائح املالية ملؤسسات رائدة‪ ،‬وسقوط مكتب التدقيق ‪ ، Arthur Andersen‬للتساؤل حول نوعية أعمال مراجعي الحسابات‪ ،‬حيث‬
‫تقود املحاسبة " كعنصر اجتماعي" بشكل مباشر للمسألة األخالقية‪ ،‬فهي عنصر رئيس ي للمعلومة املقدمة لألسواق املالية‪ ،‬وتمثل عنصرا‬
‫مهما يسمح ملختلف األطراف أصحاب املصلحة من إمكانية الحكم على األداء املالي للمؤسسة‪ ،‬حيث تعرف جودة املحاسبة بقدرتها على عكس‬
‫األداء االقتصادي للمؤسسة بدقة ‪.‬‬
‫ويقع على عاتق جميع العاملين في مجال اإلدارة واملحاسبة واملراجعة مسئولية أخالقيات األعمال حتى ولو كانوا يعملون كمرؤوسين تابعين‬
‫لغيرهم‪ ،‬فعلى الرغم من عدم تعرضهم وتحملهم ملسؤولية مباشرة‪ ،‬إال أنه تقع عليهم مسؤولية أخالقية مهنية تتمثل فيما هو أخالقي بغض‬
‫النظر إن كان ينسجم مع معايير األعمال أم ال‪ .‬وقد ركز الدليل الذي أصدره االتحاد الدولي للمحاسبين على قيم وقواعد أخالقية ملهنة‬
‫املحاسبة‪ ،‬من ضمنها ‪ :‬النزاهة واملوضوعية ‪ :‬معالجة التعارضات األخالقية املرتبطة باملهنة ؛ الكفاءة املهنية والعناية الواجبة ؛السرية؛ ضوابط‬
‫القيام بمهام ضريبية ؛ األنشطة املهنية التي تتعدى حدود الدولة ؛ اإلعالن والدعاية عن؛ الخدمات ؛ االستقالل ؛ الكفاءة املهنية ؛ األتعاب‬
‫والعموالت ؛ األنشطة املتعارضة مع مزاولة مهنة املحاسبة؛ العامة ؛ التعامل مع أموال الزبائن ؛ العالقة مع الزمالء املحاسبيين في املهنة ؛‬
‫اإلعالن واجتذاب الزبائن؛ تعارض االنتماء والوالء ؛ دعم ومعاونة الزمالء في املهنة ؛ الكفاءة املهنية ؛ عرض املعلومات‪.‬‬
‫ب‪ /‬األخالقيات واملالية‪:‬‬
‫يمكن أن تناقش املسائل األخالقية في وظيفة املالية من خالل عمليتي التمويل واالستثمار‪ .‬حيث تتجلى املسؤولية األخالقية للمؤسسة تجاه‬
‫املمولين وهم املقرضون أو الدائنون‪ ،‬من خالل االلتزام بالتعهدات املالية تجاههم املتمثلة في الدفع لقيمة القرض مع فوائده‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مسؤوليتها بإمدادهم بمعلومات صحيحة عن وضع املؤسسة املالي التي تمكنهم من تقدير إمكانية استرداد ديونهم والفوائد العائدة لها‪.‬‬
‫أما في إطار االستثمار األخالقي‪ ،‬فقد تولد بسبب الضغوطات األخالقية واالجتماعية ما يعرف باالستثمار األخالقي أو االستثمار املسؤول‬
‫اجتماعيا‪ ،‬حيث يمكن تمييز ثالث فئات من صناديق االستثمار األخالقية‪:‬‬
‫‪-‬الصناديق األخالقية التي تتعلق بالجيل األول ) سنوات ‪ 1920‬في الو‪.‬م‪.‬أ(‪ ،‬والتي تستبعد عددا من القطاعات أو املؤسسات باالرتكاز على أسس‬
‫خلقية‪ ،‬مثل املؤسسات التي تعمل في مجال الكحول‪ ،‬األسلحة ‪...‬إلخ‪ ،‬حيث ال تهدف هذه الصناديق بالضرورة لألداء ؛‬
‫‪-‬الصناديق املسؤولة اجتماعيا‪ ،‬والتي تمثل الفئة الثانية التي ظهرت سنوات ‪ 1970‬في الو‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬مثل‪ :‬احترام حقوق النقابات‪ ،‬حماية القصر‪،‬‬
‫أمن املنتوجات ‪...‬إلخ ؛‬
‫‪-‬والفئة األخيرة تسمى ب "صناديق التنمية املستدامة"‪ ،‬وذلك بافتراض أن الشركات التي قللت من املخاطر البيئية وأصبحت أكثر تقدما في‬
‫سياساتها تجاه موظفيها ومساهميها وزبائنها ومورديها وأصحاب املصالح‪ ،‬وتحسن أداءها االقتصادي على املديين املتوسط والطويل‪ ،‬هي‬
‫األفضل‪.‬‬
‫‪ -4‬أخالقيات وظيفة التسويق‪:‬‬
‫عرفت بأنها "مجموعة املعايير و االلتزامات الخاصة باتخاذ القرارات التسويقية التي توجد توازن بين أهداف املؤسسة و حاجات املجتمع و‬
‫التي تعزز الثقة بينهما‪.‬‬
‫تحمل مهمة التجارة أو التسويق بكثير من املمارسات األخالقية التي يجب االلتزام بها ألنها تعبر عن صورة املؤسسة‪ ،‬كما أنها تتعلق أي املمارسات‬
‫األخالقية بأطراف أخرى مثل املجتمع واملنافسة‪ ،‬فهنا يشير كل من ‪ P. Kotler‬و ‪ G. Armstrong‬إلى االنتقادات االجتماعية واألخالقية املوجهة‬
‫للتسويق‪ ،‬وذلك بتصنيفها إلى ثالث مجموعات ‪ :‬زبائن‪ ،‬مجتمع ومنافسة ‪ .‬نتناولها كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الزبائن ‪ :‬واملتمثلة أساسا في ارتفاع أسعار الخدمات )النقل ‪،‬الطعام ‪،‬الشراب‪ ،‬الصحية‪ ،‬التعليم‪ ،‬اإليواء‪....‬الخ( بسبب‪:‬‬
‫‪-‬التكاليف العالية‪ :‬للتوزيع ؛ التأمين ؛ الوسطاء ؛ العمولة ؛‬
‫‪ -‬التكاليف العالية للترويج واإلعالن‪ :‬باملساهمة في إضافة قيمة سيكولوجية أكثر من قيمة وظيفية األدوية‪ ،‬الفيتامينات‪ ،‬الحمية‪،‬‬
‫التجميل‪...‬الخ؛‬
‫‪-‬الهوامش الربحية املفرطة املبالغ فيهاباستغالل عوز املستهلك‪.‬‬
‫ب‪ /‬املجتمع ‪ :‬يطرح من خالل عالقة املؤسسة باملجتمع في إطار وظيفة التسويق مفهوم التسويق االجتماعي‪ ،‬هذا املفهوم الذي برز عن ممارسة‬
‫املسؤولية االجتماعية للمؤسسات‪ ،‬حيث حاول العديد من الباحثين التوصل إلى أسس معيارية للتسويق ترض ي املجتمع ‪،‬وعليه يمكن تجميع‬
‫بعض املسائل األخالقية في هذا املجال كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعالنات األطفال‪ :‬كدعوتهم لشراء أشياء كثيرة غير مفيدة‪ ،‬أو تعريضهم إلعالنات ال تالئم سنهم؛‬
‫‪ -‬التسويق لألقليات‪ :‬كتحفيز شركات الخمور بالواليات املتحدة األمريكية التي تحث األمريكيين من أصل إفريقي أو إسباني على شراء املزيد منه؛‬
‫‪ -‬تسويق املنتوجات التي لها مضار على املدى الطويل‪ :‬مثل التبغ والكحول دون التذكير بأضراره؛‬
‫‪ -‬الترغيب في سلوكيات غريبة عن املجتمع؛‬
‫‪ -‬اإلزعاج وعدم مراعاة بعض الذوق‪ :‬من ناحية تكرارها الكثير‪ ،‬أو إعالنات الوجبات السريعة وغيرها؛‬
‫‪-‬إثارة املخاوف‪ :‬مثل بث املخاوف بين العاملين كبعض إعالنات التأمين على الحياة؛‬
‫‪ -‬إثارة الرغبات في زيادة االستهالك‪ :‬بالتسبب في إهدار دخل املستهلك بشراء أشياء ال يحتاج إليها؛‬
‫‪ -‬اإلعالن املظلل‪ :‬كأن يعلن عن املعلومات اإليجابية للمؤسسة بهدف الترويج لها‪ ،‬أو عدم الصدق في تدوين املعلومات على املنتجات ألنها مثال‬
‫خط ر على األطفال أو االدعاء بعدم إضرارها‬ ‫‪ :‬مختصرة أو غير مطابقة للواقع كأن ‪ :‬تسمى املنتوجات بغير أسمائها ؛ وتغليفها بشكل غير آمن أو ِ‬
‫بالبيئة‪.‬‬
‫ج‪ /‬المنافسة‪:‬‬
‫وتتمثل املمارساات السالبية التساويقية في القيام بالبحث عن عقبات أمام دخول مؤساساات جديدة ملجال عمل املؤساساة ك ‪ :‬البراءات‪ ،‬نفقات‬
‫اإلعالن والترويج الض ا ا ا ااخماة‪ ،‬وض ا ا ا اارب وتادمير املؤس ا ا ا اسا ا ا ا ااات املناافسا ا ا ا ااة عن طريق‪ :‬اإلغراق ؛ وقطع العالقاة مع املوردين الاذين يتعااملون مع‬
‫املؤس ا ا اس ا ا ااات املنافس ا ا ااة ؛ التعدي عن الهوية بس ا ا اارقة معلومات الغير من خالل إجراء محادثة مع البائع الذي يعطيه معلومات معينة؛التزويد‬
‫بمعلومات خاطئة‪ :‬كإعطاء معلومات اقل ص ا ا ااحة‪ ،‬تمس بحس ا ا اااب الحص ا ا ااة الس ا ا ااوقية للمنافس ا ا ااين‪ ،‬مما يعطي أرقاما خاطئة عن الحص ا ا ااص‬
‫الس ااوقية ؛ اس ااتعمال مبالغ للمتربص ااين ‪ :‬كأن يحقق طالب تربص ااا في بنك‪ ،‬ويطلب منه القيام بالتحاور مع مختلف رؤس اااء املنافس ااة للحص ااول‬
‫عن معلومات حول تطوراتهم وتطور املناطق والضواحي‪ ،‬بينما أخالقيا ‪ :‬يجب أن ينظم استبيانا يقدم لسكان املنطقة ملعرفة الحصة السوقية‬
‫لكل واحد من البنوك ورضا الزبون؛‬
‫ونضيف هنا عنصرا رابعا نراه مهما في اخالقيات التسويق وهو البيئة نتناوله كما يلي‪:‬‬
‫د‪/‬البيئة ‪:‬هنا نأتي على ذكر التسويق األخضر أو البيئي‪ ،‬الذي يستجيب في خططه وممارساته للمطالب البيئية‪ ،‬بما يحقق نتائج تجارية وبيئية‬
‫وثقافية‪ ،‬والتأكيد على االتجاهات والسلوكيات الخضراء التي تقود إلى التحول الثقافي نحو بيئة سليمة‪ ،‬إذ ترتبط عبارة األخضر" عادة باملحيط‬
‫أو البيئة‪ ،‬وترجع إلى املشاكل املرتبطة بالهواء واملاء واألرض‪ ،‬وقياسا على ما سبق يمكن النظر إلى التسويق األخضر على أنه ترجمة ملتطلبات‬
‫املسؤولية االجتماعية واألخالقية للتسويق‪ ،‬والذي خرج إلى النور كاستجابة للتحديات البيئية املتزايدة‪ ،‬إلى حماية حقوق الناس للعيش في ببيئة‬
‫نظيفة وآمنة‪ ،‬حيث يعرف التسوق األخضر بعدة تعريفات منها ما يلي ‪:‬‬
‫"‪-‬عملية اإلدارة الكلية املسؤولة عن تحديد وتوقع وإشباع متطلبات العمالء واملجتمع بطريقة مربحة مع مراعاة مبدأ االستدامة" ؛‬
‫‪ "-‬عملية صياغة وتنفيذ األنشطة التسويقية النافعة واملسؤولة بيئيا والحفاظ على املوارد في كل مراحل سلسلة القيمة" ؛‬
‫‪ " -‬مجموعة النشاطات التي يمكن أن تسبب أو تسهل أي نوع من املبادالت التي تهدف الى تلبية أو قضاء رغبات واحتياجات اإلنسان‪ ،‬وهذا‬
‫بدون أضرار على البيئة الطبيعية‪".‬‬

‫•‬
‫•‬

‫•‬

‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫‪ -5-‬أخالقيات وظيفة العالقات العامة‪:‬‬


‫تتمثل أخالقيات العالقات العامة على أنها "تدعو فلسفة العالقات العامة املؤسسة إلى االلتزام بمبادئ األخالق كالنراهة والصدق والعدالة ‪،‬‬
‫وهكذا فهي ال تخدع الجمهور وال تغشه بل تسعى إلى كسب ثقته بالقدوة الحسنة وليس باألقوال فقط ‪،‬فالعالقات العامة هي سلوك و اعالم"‪.‬‬
‫وإن النجاح األساس ي ألنشطة العالقات العامة يكمن باألساس بتواجد مجموعة من العاملين الذي يتصفون بقدرات عالية على كسب‬
‫األصدقاء وبناء العالقات طويلة األجل مع كافة الجهات املستهدفة باإلضافة لقدراتهم على التعامل مع املواقف االنسانية و االخالقية‪.‬‬
‫‪-‬فن التعامل مع الجمهور؛‬
‫‪-‬علم االتصال بالجمهور و كسب ثقته من أجل ترويج املؤسسة و تحقيق الشهرة و الربح؛‬
‫‪-‬أخالق‪ :‬قبول الحقيقة عن املؤسسة و منتجاتها و خدماتها‪ ،‬و خدمة الجمهور ومن أخالقيات العالقات العامة‪ :‬يجب التعامل مع الجمهور‬
‫بعدالة‪ ،‬و قول الحقيقة بدقة ‪ ،‬خدمة الصالح العام ‪ ،‬عدم توزيع معلومات مضللة أو كاذبة‪،‬أن ال تفسد العالقة مع الحكومة و الجهات ذات‬
‫العالقة باملؤسسة‪ ،‬القيام بنشاط يوازن بين مصالح املؤسسة و جمهورها و البيئة املحيطة‪ ،‬بث برامج إعالمية و استقبال و جهات نظر‬
‫الجمهور نحوها ملعرفة الرأي العام‪ ،‬االبتعاد عن الغش و التزوير‪ ،‬السعي إلى كسب ثقة الجماهير من خالل سياستها الجيدة و ترجمة تلك‬
‫السياسات إلى أعمال جيدة تنال إعجاب الجماهير و قبولها‪.‬‬

‫‪ -6‬أخالقيات وظيفة البحث والتطوير‪:‬‬


‫يمكن أن تثار الدراسات واملناقشات األخالقية في مجال العلم مثل كل املجاالت األخرى‪ ،‬فال يمكن التملص من املعضالت األخالقية في هذا‬
‫املجال‪ ،‬وفي مجال األعمال واالعتماد املتبادل بينها وبين العلم‪ ،‬فقد تولدت صراعات أخالقية بين القيم العلمية وقيم األعمال الحرة‪ ،‬فقد‬
‫أعربت الجامعات عن قلقها بشأن العلماء الذين يستغلون قدراتهم في إجراء بحث سري من أجل صناعة في قطاع خاص أو مغانم اقتصادية‬
‫شخصية‪ ،‬حيث يمكن أن تسجل حاالت كاالعتداء على حقوق براءات االختراع وحقوق امللكية الفكرية‪.‬بذلك فإن املسألة األخالقية تطرح على‬
‫جميع املستويات‪ ،‬أين تمثل املستويات العليا من التعليم جزءا منها‪ ،‬إذ ال يمكن استثناء العلماء من الخضوع للمساءلة في هذه املجاالت‬
‫املحورالخامس‪ :‬أخالقيات األعمال والوظائف اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -1‬أخالقيات وظيفة التخطيط‪:‬‬


‫ُ‬
‫تشكل املبادئ األخالقية في التخطيط مجموعة من القيم والسلوكيات التي يلتزم بها املخططون وصناع القرار واملجتمع‪ ،‬وتسعى في‬
‫مجملها لتحقيق العدالة واملصلحة العامة والتكفل بالحفاظ على ثقافة وهوية املجتمع‪ .‬إن املبادئ األخالقية تعد الوثيقة التي تحدد املعايير‬
‫السلوكية للمهنة‪ ،‬والتي تهدف إلى توسيع الخيارات وتكافؤ الفرص لكافة فئات املجتمع‪ ،‬ودعم املشاركة في صناعة القرار التنموي‪ ،‬وتعزيز‬
‫ُ‬
‫التنمية العمرانية املستدامة والتي تتمثل في الشفافية‪ ،‬واستقالليه املخطط‪ ،‬واحترام قواعد السلوك املنهي وتجنب تضارب املصالح‪.‬‬
‫تمنحنا األخالق مؤشرات باالصواب والخطأ أو الخير والشر‪ ،‬وتساعدنا في رسم املواقف والسلوكيات وردود األفعال ملا يجب علينا فعله‬
‫من حيث الحقوق وااللتزامات‪ .‬فاملعايير األخالقية في العموم تفرض على املجتمع االمتناع عن االعتداء واالفتراء واالحتيال‪ ،‬كما تفرض التحلي‬
‫بالفضائل كالصدق والرحمة والوالء‪.‬‬
‫‪ -2‬أخالقيات وظيفة التنظيم‪:‬‬
‫* دوراملبادئ التوجيهية األخالقية في تشكيل التنظيم‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪-‬تلعب املبادئ التوجيهية األخالقية دورا محوريا في تشكيل اللوائح عبر مختلف املجاالت‪ ،‬بدءا من الرعاية الصحية وحتى التكنولوجيا‪ .‬توفر‬
‫هذه املبادئ التوجيهية البوصلة األخالقية التي تساعد املشرعين والهيئات التنظيمية على التنقل في املشهد املعقد لعاملنا املتطور باستمرار‪.‬‬
‫تضمن االعتبارات األخالقية أن القواعد والسياسات تتماش ى مع القيم واملبادئ التي يعتبرها املجتمع مهمة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬موازنة املصالح‪ :‬غالبا ما تعمل املبادئ التوجيهية األخالقية كجسر بين املصالح املتنافسة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬في مجال التنظيم البيئي‪ ،‬تعمل‬
‫املبادئ األخالقية مثل االستدامة واملسؤولية على توجيه عملية صنع القرار‪ .‬إن القواعد التنظيمية التي تحد من انبعاثات الكربون أو تشجع‬
‫مصادر الطاقة املتجددة تضرب بجذورها في املبادئ األخالقية التي تعطي األولوية لرفاهية الكوكب على املكاسب االقتصادية القصيرة األجل‪.‬‬
‫‪-‬الثقة العامة واملساءلة‪ :‬تعمل اإلرشادات األخالقية على تعزيز الثقة بين الحكومات واملنظمات والجمهور‪ .‬عندما تتمسك الهيئات التنظيمية‬
‫باملعايير األخالقية‪ ،‬فإن ذلك يضمن ثقة الجمهور في قراراتها‪ .‬ويتجلى ذلك في قطاع الرعاية الصحية‪ ،‬حيث يتم الحفاظ على سرية املريض‬
‫واملوافقة املستنيرة كمعايير أخالقية‪ ،‬مما يؤدي إلى لوائح تحمي خصوصية املريض وحقوقه‪.‬‬
‫‪-‬في عالم التكنولوجيا سريع الخطى‪ ،‬يكون للمبادئ التوجيهية األخالقية تأثير كبير على التنظيم‪ .‬مع تزايد دمج الذكاء االصطناعي والبيانات‬
‫الضخمة واألنظمة املستقلة في حياتنا‪ ،‬فمن الضروري التأكد من التزام هذه التقنيات باملبادئ األخالقية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪-‬أخالقيات الذكاء االصطناعي‪ :‬تلعب اإلرشادات األخالقية دورا حاسما في تشكيل عملية تطوير الذكاء االصطناعي ونشره‪ .‬على سبيل املثال‪،‬‬
‫فإن الذكاء االصطناعي الذي يمارس التمييز ضد مجموعات معينة أو ينتهك الخصوصية يتعارض مع املبادئ األخالقية للعدالة واالحترام‪ .‬وقد‬
‫أدى ذلك إلى وضع لوائح تنظيمية في مجال تطوير الذكاء االصطناعي تؤكد على عدم التمييز والشفافية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪-‬خصوصية البيانات‪ :‬تعد قضية خصوصية البيانات موضوعا ساخنا اليوم‪ .‬أدت املبادئ التوجيهية األخالقية التي تؤكد على أهمية‬
‫الخصوصية الفردية إلى ظهور لوائح صارمة لحماية البيانات‪ ،‬مثل الالئحة العامة لحماية البيانات )‪ (GDPR‬في أوروبا‪ .‬توفر هذه اللوائح لألفراد‬
‫ً‬
‫مزيدا من التحكم في معلوماتهم الشخصية‪ ،‬بما يتماش ى مع القيم األخالقية لالستقاللية واالحترام‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬ورغم أن املبادئ التوجيهية األخالقية تشكل ضرورة أساسية لصياغة القواعد التنظيمية‪ ،‬فإنها تقدم أيضا معضلة أخالقية معقدة‪ :‬من الذي‬
‫ينبغي ألخالقياته أن تكون لها الغلبة؟ إن الثقافات واألديان والفلسفات املختلفة لها أطر أخالقية مختلفة‪ ،‬وهذا يمكن أن يؤدي إلى صراعات‬
‫عند صياغة األنظمة العاملية‪.‬‬
‫ً‬
‫*االختالفات الثقافية‪ :‬ما يعتبر أخالقيا في إحدى الثقافات قد ُينظر إليه بشكل مختلف في ثقافة أخرى‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬يمكن أن يؤدي‬
‫مفهوم الفردية مقابل الجماعية إلى خالفات في اللوائح املتعلقة بالحريات الشخصية واملسؤوليات املجتمعية‪.‬‬
‫ً‬
‫سوف يتأثر مستقبل التنظيم بشكل متزايد باملبادئ التوجيهية األخالقية حيث تصبح املجتمعات أكثر ترابطا وتصبح عواقب القرارات‬
‫محسوسة على نطاق عاملي‪ .‬وهذا يجعل تطوير املبادئ األخالقية وااللتزام بها أكثر أهمية‪.‬‬
‫التقنيات الناشئة‪ :‬بينما نتبنى التقنيات الناشئة مثل تحرير الجينات واستكشاف الفضاء‪ ،‬ستستمر املبادئ التوجيهية األخالقية في التطور‪.‬‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬قد تحتاج املبادئ التوجيهية املتعلقة بتحرير الجينات إلى معالجة مسائل التالعب الجيني‪ ،‬وتحرير الساللة الجرثومية‪،‬‬
‫وإمكانية إنجاب أطفال مصممين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫االستدامة البيئية‪ :‬سوف تلعب املبادئ التوجيهية األخالقية دورا محوريا في معالجة املخاوف املتزايدة بشأن تغير املناخ‪ .‬ويجب أن تعكس‬
‫القواعد التنظيمية املبادئ األخالقية للمسؤولية‪ ،‬والعدالة بين األجيال‪ ،‬والتعاون العاملي للتخفيف من التحديات البيئية‪.‬‬
‫إن املبادئ التوجيهية األخالقية‪ ،‬باعتبارها أساس بوصلتنا األخالقية‪ ،‬سوف تظل قوة أساسية في صياغة القواعد التنظيمية‪ .‬فهي توفر الضوء‬
‫الهادي لتحقيق التوازن بين املصالح‪ ،‬وتعزيز ثقة الجمهور‪ ،‬والتنقل في البيئات التكنولوجية املعقدة‪ ،‬ومعالجة املعضالت األخالقية العاملية‪.‬‬
‫سيستمر تطور هذه املبادئ التوجيهية في تشكيل لوائح عاملنا املتغير باستمرار‪.‬‬
‫* دورالتنظيم في تطبيق املعاييراألخالقية‪:‬‬
‫تعمل الالئحة كآلية لفرض املعايير األخالقية وضمان االمتثال لها‪ .‬فهو يوفر مجموعة من القواعد والعواقب لألفراد أو املنظمات التي تفشل‬
‫في االلتزام باملبادئ التوجيهية األخالقية‪ .‬يساعد التنظيم في الحفاظ على تكافؤ الفرص‪ ،‬ويمنع إساءة االستخدام‪ ،‬ويحمي حقوق األفراد‪ .‬على‬
‫سبيل املثال‪ ،‬في الصناعة املالية‪ ،‬تهدف اللوائح التنظيمية مثل املبادئ التوجيهية للجنة األوراق املالية والبورصة )‪ (SEC‬إلى منع التداول الداخلي‬
‫واألنشطة االحتيالية‪ ،‬وبالتالي دعم املعايير األخالقية والحفاظ على نزاهة السوق‪.‬‬
‫*املوازنة بين االعتبارات األخالقية واملصالح التجارية‪:‬‬
‫أحد التحديات في إيجاد التوازن بين األخالق والتنظيم يكمن في التوفيق بين االعتبارات األخالقية واملصالح التجارية‪ .‬في حين أن املبادئ‬
‫التوجيهية األخالقية قد تدعو إلى ممارسات معينة‪ ،‬قد يكون لدى الشركات أولويات متنافسة مثل الربحية والنمو‪ .‬يتطلب تحقيق التوازن‬
‫ً‬
‫الصحيح دراسة متأنية وتعاونا بين الخبراء األخالقيين واملنظمين وممثلي الصناعة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬في قطاع التكنولوجيا‪ ،‬يجب املوازنة بين‬
‫املخاوف األخالقية بشأن خصوصية البيانات وأمنها والحاجة إلى االبتكار واملنافسة في السوق‪.‬‬
‫* تأثيرالرأي العام على التنظيم األخالقي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يلعب الرأي العام دورا حاسما في تشكيل التنظيم األخالقي‪ .‬عندما يعتبر الجمهور سلوكا أو صناعة معينة غير أخالقية‪ ،‬فغالبا ما يكون هناك‬
‫طلب على لوائح أكثر صرامة‪ .‬يمكن أن يؤدي الضغط العام إلى سن قوانين جديدة أو مراجعة األنظمة القائمة لتتماش ى مع القيم املجتمعية‪.‬‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬أدى الغضب العام بشأن خروقات البيانات وانتهاكات الخصوصية في منصات التواصل االجتماعي إلى تنفيذ لوائح أكثر‬
‫صرامة‪ ،‬مثل الالئحة العامة لحماية البيانات )‪ (GDPR‬في االتحاد األوروبي‪.‬‬
‫* تحديات األخالق والتنظيم العاملي‪:‬‬
‫وفي عالم مترابط بشكل متزايد‪ ،‬تصبح تحديات املوازنة بين األخالق والتنظيم أكثر تعقيدا‪ .‬لدى الدول املختلفة معايير أخالقية وأطر تنظيمية‬
‫ً‬
‫مختلفة‪ ،‬مما يخلق صراعات وتناقضات محتملة‪ .‬ويصبح إيجاد أرضية مشتركة وتأسيس مبادئ توجيهية وقواعد تنظيمية أخالقية عاملية أمرا‬
‫ً‬
‫ضروريا‪ ،‬وخاصة في مجاالت مثل حقوق اإلنسان‪ ،‬وحماية البيئة‪ ،‬والتجارة العادلة‪ .‬تلعب املنظمات الدولية مثل األمم املتحدة ومنظمة التجارة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العاملية دورا حاسما في تسهيل املناقشات وإنشاء معايير عاملية‪.‬‬
‫*دورالقيادة األخالقية في تشكيل التنظيم‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تعد القيادة األخالقية داخل املنظمات والهيئات اإلدارية أمرا ضروريا في تشكيل التنظيم الذي يتوافق مع املبادئ األخالقية‪ .‬يمكن للقادة الذين‬
‫يعطون األولوية لألخالق والنزاهة التأثير على تطوير اللوائح وإنفاذها‪ .‬إنهم يشكلون قدوة لآلخرين ويعززون ثقافة السلوك األخالقي‪ .‬على سبيل‬
‫املثال‪ ،‬يمكن للقادة الذين يناصرون التنوع والشمول التأثير على األنظمة التي تعزز تكافؤ الفرص وتمنع التمييز في مكان العمل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يمثل إيجاد التوازن بين األخالقيات والتنظيم تحديا مستمرا يتطلب حوارا مستمرا وتعاونا وتكيفا‪ .‬إنها رقصة دقيقة بين التمسك باملبادئ‬
‫األخالقية وضمان التنظيم الفعال الذي يخدم املصالح الفضلى للمجتمع‪ .‬إن السعي لتحقيق هذا التوازن أمر ضروري إلنشاء مجتمع عادل‬
‫وخاضع للمساءلة ويحترم الحقوق الفردية ويدعم في الوقت نفسه الصالح العام‪.‬‬

‫‪ -3‬القيادة األخالقية‪:‬‬
‫ّ‬
‫يمكن تعريف القيادة األخالقية بأنها القيادة القائمة على ممارسة الفضائل السلوكية واألخالقية وتطبيقها في التعامالت اليومية لتفعيل عملية‬
‫التأثير في األتباع وتحقيق والئهم في إطار تحقيق املصلحة املشتركة لجميع األطراف في املنظمة‪ ،‬فالقائد األخالقي يعتمك اإلطار األخالقي الذي‬
‫تتم من خالله كافة التعامالت اليومية داخل املنظمة والذي يعتبره العاملون صحيح طبيعيا شرط أن يط بق هذه املبادئ في سلوكه اليوم‪.‬‬
‫تمثل القيادة األخالقية عملية تأثير على األفراد للعمل من خالل املبادئ التي تتبناها ضمن معايير السلوك األخالقي ‪،‬وهي احترام ‪ -‬وأن املبادئ‬
‫العملية للقيادة األخالقية تشمل املبادئ الخمسة التي يمكن إرجاعها إلى أرسطو وهي‪ :‬احترام اآلخرين‪ ،‬خدمة اآلخرين‪ ،‬العدالة‪ ،‬الصدق وبناء‬
‫املجتمع (الطائي وآخرون‪ ، 2017 ،‬ص ‪ .) 279‬وفيما يلي شرح لهذه املبادئ الخمس ‪:‬‬
‫‪-‬احترام اآلخرين‪ :‬مبدأ إداري هام له دور كبير في عطاء األفراد وإخالصهم لقيادتهم وهو قيمة انسانية هامة ومن سمات الشخص الذي يمتلك‬
‫سوي‪ ،‬وقد أعطاها اإلسالم مكانة هامة‪ ،‬ويتضمن االحترام تقدير أفكار اآلخرين واحترامهم باعتبارهم بشرا‪ .‬واملقصود‬ ‫ِ‬ ‫األخالق والسلوك ال‬
‫هنا أن يعامل القائد مرؤوسيه على أنهم بشر جديرون باالحترام ولديهم أهدافهم الشخصية وعدم معاملتهم كوسائل ألهداف أو لغايات‬
‫شخصية؛‬
‫‪-‬خدمة اآلخرين ‪ :‬مبدأ الخدمة مثال ملذهب اإليثار(هو السلوك الذي يبرز تفضيل املصلحة العامة على املصلحة الخاصة)‪ ،‬والقادة الذين‬
‫يخدمون غيرهم يؤثرون اآلخرين على أنفسهم‪ ،‬فهم يضعون رفاهية أتباعهم في موضع الصدارة‪ ،‬وفي بيئة العمل يمكن مالحظة السلوك اإليثاري‬
‫في أنشطة التدريب والتمكين والعمل الجماعي‪ ،‬والفكرة األساسية التي تكمن وراء الخدمة هي املساهمة في الصالح األكبر لآلخرين؛‬
‫‪-‬الصدق واألمانة‪ :‬أداء العمل بإتقان واإلخالص فيه أمانة واجبة على العامل واملسؤول‪ ،‬وإتقان العمل تعود منفعته على الجميع‪ .‬لذلك يحتاج‬
‫القائد األخالقي أن يكون صادقا مع نفسه واآلخرين‪ ،‬ويمكن أن نستوعب ذلك بوضوح حين نتأمل عكس الصدق أي عدم األمانة‪ ،‬وهذه األخيرة‬
‫تقود إلى انعدام الثقة‪ ،‬فعندما ال يكون القائد صادقا فإن اآلخرين ال يرونه جديرا باالعتمادية واملوثوقية ويقل احترامهم له وبذلك يقل تأثيره‬
‫عليهم؛‬
‫غنى عنها للقائد‪ ،‬وذلك من خالل معاملة اآلخرين بالعدل واإلنصاف ودون تمييز بينهم ألن في ذلك طمأنينة‬ ‫‪-‬العدالة‪ :‬فهي صفة هامة ال ً‬
‫لنفوسهم واستقرارهم في أعمالهم‪ ،‬وهي من األسس الهامة التي ركزت عليها اإلدارة الحديثة ألنها تساعد على خلق بيئة عمل نفسية مالئمة‪،‬‬
‫لذلك من واجب القائد األخالقي أن يضع العدالة محور اتخاذ قراراته؛‬
‫‪-‬بناء املجتمع مع اآلخرين‪ :‬يسعى القادة األخالقيون إليجاد مجتمع داخل املؤسسة التي يعملون بها‪ ،‬ودورهم يكمن في قيادة الطريق نحو إنشاء‬
‫مجتمع عن طريق تغييرات مدروسة إليجاد مكان ينتمي إليه املوظفون‪ .‬فهم يعملون معا بشكل جيد ضمن فرق؛ يعملون على بناء مجتمع داخل‬
‫املنظمة؛ يعملون على تأسيس عالقات عمل إيجابية؛ يسعون للعمل مع اآلخرين أكثر من العمل بشكل فردي‪ ...‬وغيرها‪.‬‬

‫‪-4‬‬
‫‪ -4‬دورأخالقيات األعمال في تعزيزو تفعيل نظام الرقابة الداخلية‪:‬‬
‫تلعب أخالقيات العمل في تعزيز وتفعيل نظام الرقابة الداخلية بشكل واضح وملفت لالنتباه في مكون الرئيس ي من مكونات الرقابة الداخلية‬
‫أال وهو بيئة الرقابية وبضبط في عناصرها املتمثلة في‪:‬‬
‫‪*-‬النزاهة الشخصية واملهنية والقيم األخالقية لإلدارة واملوظفين ‪:‬يجب على كل فرد يعمل بمنشأة من مدريين وموظفين املحافظة على النزاهة‬
‫الشخصية واملهنية وإظهار القيم األخالقية ‪،‬كما يتعين عليه في جميع األوقات االلتزام بقواعد السلوك املطبقة‪ ،‬وهذا ما يدعم اإلدارة بااللتزام‬
‫بقوانين اإلدارية مما يفعل من نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫‪*-‬الكفاءة ‪ :‬يتعين على املدريين واملوظفين أن يمتلكوا مستوى من الدراية واملهارة املطلوبة يسمح لهم بفهم أهمية وتطوير وتطبيق الرقابة‬
‫الداخلية جيدة واملحافظة عليها‪ ،‬وأداء واجباتهم سعيا نحو تحقيق اهداف كل من الرقابة واملؤسسة ويمكن للتدريب أن يزيد من درجة وعي‬
‫املوظفين بالرقابة الداخلية والقضايا األخالقية كما يساعد على تطوير مهارات املوظفين ملواجهة الكوارث األخالقية ‪.‬‬
‫*سياسات وممارسات املوارد البشرية ‪:‬تشمل سياسات وممارسات املوارد البشرية في إجراءات التعيين والتوجيه والتدريب والتعليم‬
‫والتعويضات ‪،‬ويعتبر املوظفين إحدى الجوانب الهامة للرقابة الداخلية إذ أنه من الضروري وجود موظفين أكفاء وموضع ثقة لتوفير فعالية‬
‫الرقابة الداخلية وبالتالي يصبح من الواضح استناد عمليات التعين وتقيم األداء والترقيات إلى مستحقها (املوضوعية )كما يمكن ضمان نزاهة‬
‫إجراءات التعيين بنشر شروط التوظيف والوظائف الشاغرة ‪....‬إلخ مما يساعد على تحقيق إدارة أخالقية للموارد البشرية سليمة وبالتالي زيادة‬
‫من فعالية نظام الرقابة‪.‬‬

You might also like