You are on page 1of 24

‫د‪ .

‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬تعريف قانون المنافسة‬


‫يعد قانون املنافسة صورة صادقة عن التحوالت التي يعرفها أي نظام اقتصادي‪ ،‬ومرآة عاكسة‬
‫لطبيعة الحرية الاقتصادية في أي بلد‪ ،‬وهو في ذات الوقت أداة فعالة في تنظيم وتنمية الاقتصاد‪،‬‬
‫وعنصرا أساسيا في تفعيل نشاط السوق‪ ،‬لذا عمدت جل التشريعات الوطنية على وضع قوانين تعنى‬
‫بتنظيم املنافسة‪ ،‬ويحتاج الوقوف على مفهوم هذا القانون وأهدافه‪ ،‬الوقوف أوال على ماهية‬
‫املنافسة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف املنافسة‬
‫املنافسة في اللغة من مصدر التنافس‪ ،‬وتنافس القوم في شيئ رغبوا فيه‪ ،‬ونافس في الشيئ إذا‬
‫رغب فيه على وجه املباراة الكرم ومنه قوله تعالى" ‪...‬وفي ذلك فليتنافس املتنافسون "‪ ،‬واملنافسة‬
‫بصيفة مفاعلة تفتض ي وجود طرفين على ألاقل يتنافسان أو يتسابقان بحيث يبذل كل منهما جهده‬
‫من أجل التفوق على ألاخر ‪.‬‬
‫من الناحية الاصطالحية‪ ،‬تعتبر املنافسة مفهوما اقتصادي النشأة ‪ ،‬لذ نجد ه في أدبيات رجال‬
‫الاقتصاد ابتداء وهي تعني حسب البعض " آلالية تكمن في سوق محددة من تشكل ألاسعار‪ ،‬بواسطة‬
‫عمليتي العرض والطلب"(‪ )1‬أو هي" العمل للمصلحة الشخصية للشخص وذلك بين البائعين واملشترين‪،‬‬
‫في أي منتج وأي سوق"(‪ )2‬أو هي" مجموعة من املجهودات املبذولة من قبل املؤسسات من أجل التفوق‬
‫على آلاخرين" (‪.)3‬‬
‫على املستوى القانوني‪ ،‬رغم التنظيم القانوني لهذه الظاهرة على مستوى التشريعات الوطنية‬
‫فإن غالبية القوانين املقارنة إن لم يكن جميعها لم تتضمن تعريفا محددا لكلمة منافسة لتصبح‬
‫املسألة فقهية خاصة الفقه‪ ،‬في هذا الصدد عرفها مجلس املنافسة الفرنس ي على أنها‪ ":‬طريق تنظيم‬
‫املجتمع في إطار املبادرة بعدم تمركز ألاعوان الاقتصاديين‪ ،‬وبكيفية تضمن أفضل الطرق في استغالل‬
‫املوارد النادرة في املجتمع"‪.‬‬

‫)‪ (1‬عبير مزغيش‪ ،‬آلاليات القانونية لحماية املنافسة الحرة من املمارسات املقيدة للمنافسة والتجميعات الاقتصادية‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪-5102 ،‬‬
‫‪ 5102‬ص ‪.52‬‬
‫)‪ (2‬محمد الشريف كتو‪ ،‬قانون املنافسة واملمارسات التجارية وفقا لألمر ‪ 30-30‬والقانون ‪ ،30-30‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪،5101 ،‬‬
‫ص ‪.01‬‬
‫)‪ (3‬الكلي نادية‪ ،‬شروط حظر املمارسات وألاعمال املدبرة في قانون املنافسة‪ -‬دراسة مقارنة بين التشريع الجزائري‪ ,‬الفرنس ي‬
‫وألاوربي‪ ، -‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة وهران‪ ،5105/5100 ،‬ص‪25‬‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪1‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫‪- la concurrence est le mode d'organisation sociale dans lequel l'initiative‬‬


‫‪décentralisée des agents économique est de nature à assurer la meilleur‬‬
‫"‪efficacité dans l'allocation des ressources rares de la collectivité‬‬
‫‪ ،‬كما عرفها بعض الفقه "عملية التنافس الاقتصادي أو العرض املقدم من طرف عدة‬
‫مؤسسات مختلفة ومتزاحمة لسلع وخدمات محاولة بذلك إشباع حاجات متشابهة مع وجود حظوظ‬
‫(‪)4‬‬
‫متقاربة وعكسية لدى هذه املؤسسات لكسب أو خسارة امتيازات الزبائن"‪.‬‬
‫وبعيدا عن تعدد هذه التعاريف فإن ما ينبغي التأكيد عليه أن عملية املنافسة ليس غاية في‬
‫ذاتها وال يمكنها في جميع ألاحوال أن تضمن لوحدها التطور الاقتصادي املنشود‪ ،‬لكنها تشكل الوسيلة‬
‫املثلى للقيام بذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف قانون املنافسة‬
‫رغم الصعوبة في وضع تعريف جامع لقانون املنافسة‪ ،‬والت يرجعها بعض الفقه إلى كثرة‬
‫ألاهداف والغايات التي يستهدف تحقيقها وإلى تعدد املجاالت التي يحكما (‪ ،)5‬إال أن كتابات الفقه ال‬
‫تخلو من محاوالت لتقديم تعريف لهذا القانون فعرفه البعض علة أنه ‪":‬مجموعة القواعد التي تطبق‬
‫على املؤسسات أثناء نشاطها في السوق والتي تكون موجهة التي تنظم التنافس الذي تخصه هذه‬
‫املؤسسات بمعنى العمل على أن تكون هذه املنافسة كافية و دون أن تكون مفرطة"(‪،)6‬‬
‫عرف قانون املنافسة على أساس تحديد نطاق تطبيقه‪.‬‬
‫واعتماد على غايات وأهداف قانون املنافسة عرفه البعض ألاخر بأنه‪ ":‬مجموعة القواعد‬
‫التشريعية والتنظيمية التي تهدف إلى ضمان احترام مبدأ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬وأن دوره يكمن‬
‫خاصة في إلزام املؤسسات بالقيام بعملية التنافس أو تحملها"‪.‬‬
‫مجموعة القواعد القانونية التي تهدف إلى زيادة الفعالية الاقتصادية من خالل تحديد‬
‫شروط ممارسة املنافسة وتفادي كل املمارسات املقيدة لها ومراقبة التجمعات الاقتصادية بما‬
‫يحقق حماية متكافئة للشوق وللمتنافسين واملستهلكين (‪.)7‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطور قانون املنافسة في الجزائر‬

‫)‪ (4‬أحمد محرز‪ ،‬الحق في املنافسة املشروعة في مجاالت النشاط الاقتصادي‪ ،‬ار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،0991 ،‬ص‪.7‬‬
‫)‪ (5‬حسين املاحي‪ ،‬تنظيم املنافسة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ 5112 ،‬ص ‪.22‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪Louis Vogel, Traite de droit commercial, LGDJ, 2001,son numéro de Page‬‬
‫)‪ (7‬لعور بدرة‪ ،‬محاضرات في مقياس قانون املنافسة واملمارسات التجارية‪ ،‬ألقيت على طلبة السنة أولى ماستر تخصص قانون ألاعمال‪،‬‬
‫كلية الحقوق جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪2‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫يعتبر قانون املنافسة في الجزائر من القوانين الحديثة النشأة فبالنظر إلى طبيعة النظام‬
‫الاقتصادي الذي كان سائد في الجزائر عقب مرحلة الاستقالل التي تميزت بتبني الدولة الجزائرية‬
‫للنظام الاشتراكي لم يتبن املشرع الجزائري نص خاص باملنافسة إبان هذه املرحلة على أساس أن‬
‫طبيعة الدولة خالل هذه املرحلة هي الدولة املتدخلة‪ ،‬ومن الطبيعي أن ال تقوم الدولة بسن قانون‬
‫خاص ينظم نشاطها النعدام املنافسة أصال‪ ،‬رغم صدور قانون ألاسعار لسنة ‪ 0972‬غير أنه لم‬
‫يتطرق للمنافسة‪ ،‬واكتفى فيه املشرع الجزائري بالنص على إلزامية إتباع ألاسعار املحددة من طرف‬
‫الدولة‪ ،‬إال انه تضمن أحكام ردعية لبعض املخالفات كرفض البيع‪ ،‬املضاربة غير املشروعة‪،‬‬
‫املخالفات املتعلقة باألسعار(‪.)8‬‬
‫على إثر إلاصالحات الاقتصادية التي بدأها املشرع الجزائري نهاية الثمانيات وتخليه عن النظام‬
‫الاشتراكي وتبني النظام الليبرالي‪ ،‬ظهر البوادر ألاولى لتنظيم السوق وفق قاعد املنافسة الحرة‪ ،‬فاصدر‬
‫سنة ‪ 0999‬القانون رقم ‪ 05-99‬املتعلق باألسعار(‪ ،)9‬تضمن جملة من ألاحكام املتعلقة باملنافسة‪،‬‬
‫كاملمارسات املقيدة للمنافسة‪ ،‬وألاسعار‪ ،‬والهيمنة الاقتصادية‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 0992‬أصدر املشرع الجزائري قانونا خاص باملنافسة‪ ،‬من خالل ألامر ‪ 12-92‬املتعلق‬
‫باملنافسة(‪ ،)10‬وهو القانون الذي جمع بين املنافسة والقواعد املتعلقة باملمارسات التجارية التي تضمنها‬
‫الباب الرابع والخامس من هذا ألامر‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 5112‬صدر ألامر رقم ‪ 12-12‬املتعلق باملنافسة (‪ ،)11‬الذي أغلى ألامر ‪ .12-92‬وفيه تم‬
‫هذا الفصل بين املنافسة واملمارسات التجارية‪ ،‬التي أفرد لها ال حقا قانونا خاصا وهو القانون رقم‬
‫‪ 15-11‬املتعلق بالقواعد املطبقة على املمارسات التجارية (‪ ،)12‬وقد عرف قانون املنافسة الحالي‬
‫التعديل مرتين‪ ،‬ألاولى في سنة ‪ 5119‬بالقانون ‪ ، )13( 05-19‬والثاني في سنة ‪ 5101‬بالقانون‪. )14(12-01‬‬

‫)‪ (8‬محمد الشريف كتو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪02‬‬


‫)‪ (9‬القانون ‪ 89-12‬املؤرخ في ‪ 12‬جويلية ‪ 0999‬يتعلق باألسعار‪ ،‬ج ر ‪0999 ،99‬‬
‫)‪ (10‬ألامر رقم ‪ 12-92‬املؤرخ في ‪ 52‬يناير ‪ ،0992‬يتعلق باملنافسة‪ ،‬ج ر العدد ‪.0992 ، 19‬‬
‫)‪ (11‬ألامر رقم ‪ 12-12‬املؤرخ في ‪ 09‬يوليو ‪ ،5112‬يتعلق باملنافسة‪ ،‬ج ر العدد ‪5112 ،12‬‬
‫)‪ (12‬القانون رقم ‪ 15-11‬املؤرخ في ‪ 52‬يونيو ‪ ،5111‬يحدد القواعد املطبقة على املمارسات التجارية‪ ،‬ج ر العدد ‪.5111 ،10‬‬
‫)‪ (13‬قانون رقم ‪ 05-19‬املؤرخ في ‪ 52‬يونيو ‪ ،5119‬يعدل ويتمم ألامر ‪ 12-12‬واملتعلق باملنافسة‪ ،‬ج ر العدد ‪5119 ،22‬‬
‫)‪ (14‬قانون رقم ‪ 12-01‬املؤرخ في ‪ 02‬غشت ‪ ،5101‬يعدل ويتمم ألامر ‪ 12-12‬واملتعلق باملنافسة‪ ،‬ج ر العدد ‪.5101 ،12‬‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪3‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫رابعا‪ :‬أهداف وغايات قانون املنافسة‬


‫إن كانت قواعد املنافسة تهدف أساسا إلى حماية املنافسة(الحرية التنافسية)‪ ،‬فهي في الوقت‬
‫نفسه تحرص على حماية مصالح املتنافسين أنفسهم من جهة‪ ،‬ومصالح جماعة املستهلكين من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬حماية املنافسة‪ :‬أولى أهداف قانون املنافسة هي ضمان السير الحسن للسوق وكذا تحقيق‬
‫الفعالية‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل حماية املنافسة من كل ممارسة تمس هاتين الغايتين‪ ،‬اللتان بهما‬
‫(‪)15‬‬
‫تتحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة‪.‬‬
‫و تظهر هذه الحماية من خالل حظر املمارسات املقيدة للمنافسة و املتضمنة في الفصل الثاني‬
‫من القانون ‪ ،12/12‬حيث أن الحظر وارد على هذه املمارسات بغض النظر عن آثارها الفعلية على‬
‫السوق‪ ،‬و هو ألامر الذي يمكن استخالصه من نص املادة ‪ 2‬من قان ن املنافسة‪" :‬تحظر املمارسات و‬
‫ألاعمال املدبرة ز الاتفاقيات و الاتفاقات الصريحة أو الضمنية عندما تهدف أو يمكن أن تهدف إلى‬
‫(‪)16‬‬
‫عرقلة حرية املنافسة أو الحد منها أو إلاخالل بها في نفس السوق أو في جزء جوهري منه‪"...‬‬
‫‪-15‬حماية املتنافسين أنفسهم‪ :‬يستهدف قانون املنافسة إلى جانب حماية السوق واملنافسة‬
‫ذاتها حماية أيضا املؤسسات من تصرفات منافسيهم غير املشروعة‪ ،‬فكل قاعدة يكون ظاهر مهمتها‬
‫(‪)17‬‬
‫حماية املنافسة‪ ،‬نجدها مبنية على معاقبة سلوك غير مشروع ألنه يمس باملتنافسين‪.‬‬
‫‪-12‬حماية املستهلك‪ :‬إذا كان قانون املنافسة يستهدف ضبط العالقات فيما بين املؤسسات‬
‫داخل السوق‪ ،‬فإن قانون حماية املستهلك يضبط عالقات املحترفين باملستهلكين‪ ،‬ورغم هذا الاختالف‬
‫فإن حماية املنافسة أو املؤسسات داخل السوق قد تستتبع بالضرورة حماية املستهلك‪ ،‬و يتضح ذلك‬
‫من خالل حظر عمليات الاحتكار بهدف رفع ألاسعار‪ ،‬و البيع بخسارة التي قد تعرقل املنافسة‪ ،‬وبما‬
‫قد يؤدي إلى انسحاب املؤسسات ألاقل قدرة اقتصادية‪ ،‬و بالتالي هيمنة املؤسسات ألاكثر قدرة على‬
‫السوق‪ ،‬بما يستتبعه ذلك من معاودة ارتفاع ألاسعار بشكل غير مبرر اقتصاديا (‪.)18‬‬

‫)‪ (15‬تيورس ي محمد‪ ،‬قواعد املنافسة والنظام العام الاقتصادي دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫وإلادارية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،5100-5101 ،‬ص ‪02‬‬
‫)‪ (16‬ساسان رشيد‪ ،‬خضوع ألاشخاص املعنوية العامة لقانون املنافسة‪ ،‬مداخلة مقدمة في امللتقى الوطني حول قانون املنافسة بين‬
‫تحرير املبادرة وضبط السوق‪ ،‬يومي ‪ 02‬و‪ 07‬مارس ‪ ،5102‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 19‬ماي ‪ ،0912‬قاملة‪ ،5102 ،‬ص‪.2‬‬
‫)‪ (17‬تيورس ي محمد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪51‬‬
‫)‪ (18‬ساسان رشيد‪ ،‬مرجع سابق ص‪2‬‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪4‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫هذه العالقة بين القانونين دفعت بالبعض إلى الحديث عن قانون جديد هو "قانون السوق"‬
‫يستدف حماية جميع الفاعلين في السوق مؤسسات ومستهلكين(‪.)19‬‬
‫خامسا‪ :‬مصادر قانون املنافسة‬
‫بالرغم من أن املشرع الجزائري أفرد للمنافسة قانونا خاصا من خالل القانون ‪ 12/12‬املتعلق‬
‫باملنافسة‪ ،‬إال أن تعدد مضامين هذا الفرع من القانون يجعل من املمكن امتداده إلى نصوص أخرى‬
‫ذات الصلة بالنشاط الاقتصادي و التعاقدي‪ ،‬و يمكن أن نشير في هذا الخصوص إلى إعمال قواعد‬
‫النظرية العامة لاللتزامات السيما منها أحكام املسؤولية املدنية‪ ،‬كما أن القانون التجاري باعتباره‬
‫إلاطار القانوني العام للنشاط التجاري املمارس من قبل ألاعوان الاقتصاديين‪ ،‬كما ال يمكن في هذا‬
‫الشأن إغفال القانون ‪ 15/11‬املتعلق بالقواعد املطبقة على املمارسات التجارية‪ ،‬خاصة في أحكامه‬
‫املتعلقة بنزاهة املمارسات التجارية‪ ،‬و تنظيمه لألسعار‪ ،‬و الشأن ذاته بالنسبة لألمر ‪ 11/12‬املتعلق‬
‫(‪)20‬‬
‫بالقواعد العامة املطبقة على عمليات استيراد البضائع و تصديرها‪.‬‬
‫باالضافة إلى هذه املصادر الداخلية تشكل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بمجال ألاعمال‬
‫عموما‪ ،‬السيما اتفاقيات الشراكة‪ ،‬و ألاسواق املشتركة‪ ،‬مصدرا هاما وجوهريا لقانون املنافسة‬
‫ويمكن إلاشارة بهذا الصدد إلى الاتفاقية املتوسطية املنشئة للشراكة الجزائرية ألاوروبية‬
‫املوقعة بفالنسيا بتاريخ ‪ 55‬أفريل ‪ ،5115‬املصادق عليها من طرف الجزائر بتاريخ ‪ 57‬أفريل ‪ ،5112‬و‬
‫(‪)21‬‬
‫التي تم بموجبها إنشاء منطقة تبادل حر بين الجزائر و املجموعة ألاوربية‪.‬‬

‫)‪(19‬‬
‫تيورس ي محمد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪50‬‬
‫)‪(20‬‬
‫رشيد ساسان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪7‬‬
‫)‪(21‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪5‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫المحاضر ة الثانية‪ :‬نطاق تطبيق قانون المنافسة‬


‫تكفلت املادتان الثانية والثالثة فقرة أ من قانون املنافسة بتحديد نطاق تطبيق هذا القانون‪،‬‬
‫وقد عرفت املادة الثانية التعديل مرتين سنة ‪ ،5101 ،5119‬في حين عرفت املادة الثالثة فقرة أ‬
‫التعديل مرة واحدة سنة ‪ ،5119‬وهي التعديالت التي وسع من خاللها املشرع الجزائري مجال تطبيق‬
‫قانون املنافسة سواء من حيث ألاشخاص أو املوضوع على التفصيل التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬نطاق تطبيق قانون املنافسة من حيث موضوع النشاط‬
‫تنص املادة الثانية من قانون املنافسة على مايلي‪ " :‬ب ــغض الـ ـن ـظ ــر عن كل ألاحـ ـك ــام ألاخ ــرى‬
‫املخالفة تطبق أحكام هذا ألامر على ما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬ن ـشـاطـات إلانـتـاج بمافـيـهــا الـنـشـاطـات الـفالحـيـة وتـرب ـيـة املـواشـي ونـشـاطــات الـتـوزيع وم ـنـهــا تـلك‬
‫الـتي ي ـقــوم ب ـهــا م ـس ـتــوردو ال ـســلع إلعــادة ب ـي ـع ـهــا عــلى حــال ـهــا والوكالء ووسـطـاء بيع املـواش ي وبـائعـو‬
‫الـلحـوم بـالجمـلة ون ـش ــاطــات الخ ــدمــات وال ـص ـن ــاعــة ال ـت ـق ـل ـي ــديــة وال ـص ـيــد البحـري وتلك التي يـقوم بـها‬
‫أشخـاص معنـوية عمـومية وجمعيـات ومنظـمات مهـنية مـهما يـكن وضعهـا القانوني وشكلها وهدفها‬
‫‪-‬ال ـص ـف ـقــات ال ـع ـمــوم ـيــة ب ــدءا ب ـن ـش ــر إلاعالن عن املناقصة إلى غاية املنح النهائي للصفقة ‪.‬‬
‫غ ـيــر أنه يــجب أن ال ي ـعــيق ت ـط ـب ــيق هــذه ألاح ـكــام‪ ،‬أداء م ـه ــام املــرفق ال ـع ــام ممــارســة صالح ـي ــات‬
‫ال ـس ـل ـطــة العمومية‪".‬‬
‫حددت هذه املادة النشاطات الاقتصادية املعنية بتطبيق قانون املنافسة‪ ،‬وهي نشاطات متعددة‬
‫ومتنوعة‪ ،‬ال يشترط فيها املشرع أن يكون القصد منها تحقيق الربح فالعبرة في مدى تأثير النشاط على‬
‫سوق السلعة و الخدمة‪ ،‬فمجال قانون املنافسة يمتد إلى تجمعات غير ربحية مثل النقابات و‬
‫التعاونيات‪ ،‬متى كان لنشاطها تأثير على سوق الخدمة أو السلعة‪.‬‬
‫ويظهر من خالل نص املادة الثانية سالفة الذكر أن املشرع الجزائري لم يتجاهل أي مرحلة من‬
‫مراحل النشاط الاقتصادي حيث أن املؤسسة كما درج على تسميتها قد تكون منتجة للسلع أو موزعة‬
‫لها أو مؤدية لخدمات (‪ ،)22‬فقانون املنافسة يعنى بالنشاطات الاقتصادية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نشاطات إلانتاج‪ :‬قدم لها املشرع الجزائري في نص املادة الثانية مثاال ‪ ،‬يتعلق بالنشاطات‬
‫الفالحية وتربية املواش ي ‪ ،‬وقد سبق له ضمن قوانين مختلفة أن عرف هذه النشاطات فهي وفق نص‬
‫املادة الثالثة من قانون حماية املستهلك وقمع الغش" العمليات التي تتمثل في تربية املواش ي وجمع‬
‫املحصول والجني والصيد البحري والذبح واملعالجة والتصنيع والتحويل والتركيب وتوضيب املنتوج بما‬
‫)‪(22‬‬
‫باطلي غنية مجال تطبيق قانون املنافسة في الجزائر‪ ،‬مجلة املفكر العدد الثاني عشر ص ‪211‬‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪6‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫في ذلك تخزينه أثناء مرحلة تصنيعه وهذا قبل تسويقه ألاول" وقريبا من هذا التعريف عرف املرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 29-91‬املتعلق برقابة الجودة وقمع الغش نشاطات إلانتاج بانها " جميع العمليات التي تتمثل‬
‫بتربية املواش ي وصنع املنتج وجنيه وتحويله وتوضيبه وتخزينه في أثناء صنعه وقبل أول تسويق له"‪.‬‬
‫‪ -‬نشاطات التوزيع‪ :‬هي نشاطات تتوسط عملية إلانتاج والتسويق أو البيع النهائي‪ ،‬ومرة ثانية‬
‫تقدم لنا املادة الثانية أمثلة على سبيل الذكر ال الحصر ويتعلق ألامر باستيراد ال ـســلع إلعــادة ب ـي ـع ـهــا‬
‫عــلى حــال ـهــا والوكالء ووسـطـاء بيع املـواش ي وبـائعـو الـلحـوم بـالجمـلة‪.‬‬
‫‪ -‬الخدمات‪ :‬عرف املادة الثالثة من قانون حماية املستهلك الخدمة بأنها" كل عمل مقدم‪ ،‬غير‬
‫تسليم السلعة ‪ ،‬حتى ولو كان هذا التسليم تابعا أو مدعما للخدمة املقدمة"‪ ،‬وهذا يعني أن الخدمة هي‬
‫كل أداء ال يتمثل في تسليم منتوج‬
‫‪ -‬والصناعات التقليدية‬
‫‪ -‬الصيد البحري‬
‫‪ -‬الصفقات العمومية‬
‫ثانيا‪ :‬نطاق تطبيق قانون املنافسة من حيث ألاشخاص‬
‫شاء املشرع الجزائري أن يصف ألاشخاص املعنيين بتطبيق قانون املنافسة الحالي بـ‪" :‬املؤسسة‬
‫"‪ ،‬على خالف اصطالح" العون الاقتصادي" الذي كان يستعمله في ظل القانون ‪ ، 12-92‬فنصت املادة‬
‫‪ 2‬من قانون املنافسة على أنه " يقصد في مفهوم هذا ألامر بما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬املؤسسة‪ :‬كل شخص طبيعي أو معنوي أيا كانت طبيعته يمارس بصفة دائمة‪ ،‬نشاطات‬
‫إلانتاج أو التوزيع أو الخدمات أو الاستيراد"‬
‫وهذا يعني أن قانون املنافسة ال يميز من حيث تطبيقه بين ألاشخاص الطبيعية أو املعنوية ‪،‬‬
‫التجار وغير التجار ‪ ،‬خاضعين للقانون العام أو الخاص‪ ،‬فيطبق قانون املنافسة على‪:‬‬
‫‪ -‬التاجر كما هو معرف في املادة ألاولى من القانون التجاري بأنه" كل شخص طبيعي أو معنوي‬
‫يباشر عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له" فاملعنى ينصرف إلى التاجر الفرد الشخص الطبيعي‪،‬‬
‫والتاجر الشخص املعني أي الشركات تجارية‬
‫‪ -‬الشركات املدنية‪ :‬وهي التي يكون نشاطها مدنيا وال تتخذ أي شكل من ألاشكال املنصوص عليها‬
‫في املادة ‪ 211‬من القانون التجاري‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪7‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫‪ -‬الحرفي‪ :‬ويعرف الحرفي طبقا لنص املادة ‪ 01‬من ألامر ‪ 10-92‬بأنه " كل شخص طبيعي مسجل‬
‫في سجل الصناعة التقليدية والحرف ويمارس نشاطا تقليديا كما هو محدد في املادة ‪ 12‬ويثبت تأهيله‬
‫ويتولى بنفسه مباشرة تنفيذ العمل ‪ ،‬وإدارة نشاطه وتسييره وتحمل مسؤوليته ‪".‬‬
‫ويلحق بالحرفي مقاولة الصناعة التقليدية وهي حسب نص املادة ‪ 51‬من ألامر ‪ 10-92‬كل‬
‫مقاولة مكونة حسب أحد ألاشكال املنصوص عليها في القانون التجاري تمارس أحد نشاطات‬
‫الصناعية التقليدية املحددة في املادتين ‪ 12 ،12‬من هذا ألامر‪ ،‬ويلحق به أيضا املقاولة الحرفية‬
‫إلنتاج املواد والخدمات وهي كل مقاولة تنشأ وفق أحد ألاشكال املنصوص عليها في القانون التجاري‬
‫وتمارس نشاط إلانتاج أو التحويل أو أداء الخدمات كما هو محدد في املواد ‪ 12 ،12‬من هذا ألامر‬
‫‪ -‬الجمعيات‪ :‬لم يتضمن القانون ‪ 12-12‬عند صدوره نصا يخضع الجمعيات لتطبيق قانون‬
‫املنافسة على خالف ما كان عليه ألامر في ظل القانون ‪ 12-92‬أين كانت املادة الثانية منه تنص صراحة‬
‫على تطبيق قانون املنافسة على الجمعيات‪.‬‬
‫غير أن املشرع تدارك ألامر بعد تعديل املادة الثانية بموجب القانون ‪ 05-19‬أين نصت صراحة‬
‫على خضوع الجمعيات ألحكام قانون املنافسة وهو ما أكده أيضا التعديل ألاخير بموجب القانون ‪-01‬‬
‫‪ ،12‬ويقصد بالجمعية وفق القانون ‪ " 12-05‬تجمع أشخاص طبيعيين أو معنويين على أساس تعاقدي‬
‫ملدة محددة أو غير محددة‬
‫ويشترك هؤالء ألاشخاص في تسخير معارفهم ووسائلهم تطوعا لغرض غير مربح‪"...‬‬
‫‪ -‬املنظمات املهنية‪ :‬شانها شان الجمعيات أضيف إلى نطاق تطبيق قانون املنافسة بعد تعديل‬
‫سنة ‪،5119‬‬
‫‪ -‬ألاشخاص املعنوية العمومية‪ :‬واهمها الدولة الوالية البلدية وبحكم تقديمها لخدمات عامة‬
‫وقيامها بنشاط إداري فهي ال تخضع لقانون املنافسة ‪ ،‬وفي هذا الصدد نصت الفقرة ألاخيرة من املادة‬
‫الثانية على أنه" يجب أال يعيق تطبيق هذه ألاحكام أداء املرفق العام وممارسة صالحيات السلطة‬
‫العمومية"‪ ،‬أما إذا مارست نشاطا اقتصاديا إلى جانب نشاطها ألاصلي بصفة ثانوية على سبيل الدوام‬
‫فتخضع في هذا الجانب إلى قانون املنافسة‬
‫باإلضافة إلى ذلك ينصرف هذا الوصف إلى املؤسسات العمومية ذات الطابع التجاري والصناعي‬
‫(‪)23‬‬
‫بشرط أن تواجه منافسة في مجال نشاطها‪.‬‬

‫)‪ (23‬باطلي غنية‪ ،‬املرجع السابق ص ‪229‬‬


‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪8‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫المحاضرة الثالثة‪ :‬مبادئ قانون المنافسة‬


‫جاء الباب الثالث من قانون املنافسة تحت عنوان مبادئ قانون املنافسة متضمنا ثالثة فصول‬
‫ألاول بعنوان حرية ألاسعار والثاني بعنوان املمارسات املقيدة للمنافسة في حين جائ الفصل الثالث‬
‫بعنوان التجمعات الاقتصادية ‪ ،‬وهي فصول ال يعبر جميعها عن مبادئ قانون املنافسة ‪ ،‬إذ يجري في‬
‫الفقه تناول مبادئ قانون املنافسة على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ حرية ألاسعار ‪ :‬يقصد بهذا املبدأ حرية املتعاملين الاقتصاديين في فرض ألاسعار‬
‫بعيدا عن إلادارة وهو مبدأ لقى اهتماما كبيرا من املشرع الجزائري بالنظر إلى أهميته ودوه في الاقتصاد‬
‫الوطني وقد تجسد هذا الاهتمام بالنص صراحة على هذا املبدأ في املادة ‪ 11‬من قانون املنافسة التي‬
‫جاء فيها" تحدد أسعار السلع والخدمات بصفة حرة وفقا لقواعد املنافسة الحرة والنزيهة"‬
‫وهذا يعني أن ألاسعار تحدد وفق قواعد العرض والطلب بعيد عن تدخل إلادارة أو السلطة‬
‫العامة في تحديد السعر‪ ،‬وبعيد عن تأثير ألافراد على هذا القانون‪.‬‬
‫غير أن هذا املبدأ ليس مبدأ عاما‪ ،‬فهو مقيد ابتداء بالشروط التي تتم فيها ممارسة حرية‬
‫ألاسعار واملتعلقة قواعد املنافسة الحرة والنزيهة‪ ،‬واحترام أحكام التشريع والتنظيم املعمول بهما‪،‬‬
‫ومراعاة قواعد إلانصاف والشفافية‪،‬‬
‫فضال عن ذلك نصت املادة ‪ 12‬من قانون املنافسة على حاالت استثنائية تلجأ فيها الدولة إلى‬
‫تحديد ألاسعار أو هوامش الربح نظرا العتبارات مختلفة في مقدمتها رعاية املصلحة العامة للبالد ‪،‬‬
‫وتشمل هذه الحاالت الاستثنائية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تدخل الدولة لتحديد هوامش وأسعار السلع والخدمات وألاصناف املتجانسة من السلع‬
‫والخدمات أو تسقيفها أو التصديق عليها عن طريق التنظيم (م ‪ 0/2‬من قانون املنافسة)‪،‬‬
‫وقد كان املشرع يقيد هذا التدخل بشرطين‪ :‬ألاول كون السلع والخدمات ذات طابع استراتيجي‬
‫وهو الشرط الذي تخلى عنه مع تعديل املادة ‪ 12‬سالفة الذكر سنة ‪ ،5101‬بهدف توسيع مجال تدخل‬
‫الدولة بهذا الصدد‪ ،‬أما الثاني فيتعلق بضرورة أخذ رأي مجلس املنافسة وهو الشرط الذي تخلى عنه‬
‫أيضا بعد تعديل املادة ‪.12‬‬
‫‪ -‬تدخل الدولة لتحديد هوامش وأسعار السلع أو تسقيفها أو التصديق عليها على أساس‬
‫اقتراحات القطاعات املعنية في ظروف استثنائية لألسباب التالية‪:‬‬
‫• تثبيت استقرار مستويات أسعار السلع والخدمات الضرورية‪ ،‬أو ذات الاستهالك الواسع في‬
‫حالة اضطراب محسوس للسوق‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪9‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫• مكافحة املضاربة بجميع أشكالها والحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلك‬


‫‪ -‬تدخل الدولة في حالة الارتفاع املفرط وغير املبرر لألسعار والذي قد يكون ناتجا عن اضطراب‬
‫خطير في السوق أو حدوث كوارث طبيعية‪ ،‬أو صعوبات مزمنة وطويلة في التمويل داخل قطاع معين أو‬
‫في منطقة جغرافية معينة أو في حاالت الاحتكار الطبيعية‪ ،‬ومثلها أيضا ارتفاع ألاسعار بسبب التضخم‬
‫أو انخفاض قيمة العملة‪ ،‬وقد كانت املادة ‪ 12‬في نصها ألاصلي عند صدور قانون املنافسة تنص على‬
‫أن هذه التدابير تتخذ ملدة أقصاها ستة أشهر‪ ،‬كما تشرط ضرورة أخذ رأي املسبق مجلس املنافسة‬
‫وهما الاجراءان اللذان تخلى عنهما املشرع بعد تعديل سنة ‪.5101‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ حرية التجارة والاستثمار واملقاولة‬
‫وهو مبدأ دستوري إذ تنص املادة ‪ 20‬من دستور ‪ 5151‬على أن" حرية التجارة والاستثمار‬
‫واملقاولة مضمونة وتمارس في إطار القانون"‬
‫وهو مبدأ معروف من قبل فقد نصة املادة ‪ 27‬من دستور ‪ 99‬على أن"‬
‫املادة ‪ 12‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 12‬على أن" حرية الاستثمار والتجارة معترف بها وتمارس‬
‫في إطار القانون وتعمل الدولة على تحسين مناخ الاستثمار‪"..‬‬
‫ويقصد بهذا املبدأ إعطاء ألافراد حق املساهمة في بناء الحياة الاقتصادية فكل شخص بإمكانه‬
‫أن يزاول نشاطا تجاريا أو صناعيا‪ ،‬كما يعني فتح ميدان النشاط التجاري أو الصناعي للنشاط الحر‬
‫واملبادرة الحرة الخاصة دون قيود أو عوائق معينة باستثناء تلك التي تفرضها متطلبات الضبط‬
‫الاقتصادي‪.‬‬
‫وكسابقه ال يعد هذا املبدأ عاما إذ يرد عليه قيود تتعلق باألنشطة املحتكرة من طرف الدولة‬
‫نظرا لطبيعتها كنشاط تصنيع ألاسلحة والذخيرة املحتكر من طرف وزارة الدفاع‪ ،‬وأخرى تتعلق‬
‫باألنشطة املقننة التي تحتاج إلى ترخيص مسبق من طرف الدولة ملن يريد ممارستها‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ حرية املنافسة‬
‫إذا كانت املنافسة تعني تعدد القائمين بالنشاط الاقتصادي فحرية املنافسة تعني العمل في‬
‫سوق يتعدد فيه املمارسون الاقتصاديون لنفس النشاط والاستمرار في هذه املنافسة دون قيود أو‬
‫شروط‬
‫فحرية املنافسة تعني حرية إقامة املشروعات حرية الانتقال أي عدم وجود قيود تحظر دخول‬
‫السوق وتدفق رؤوس ألاموال وتضيق حرية حركة رؤوس ألاموال‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪10‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫رابعا‪ :‬حظر املمارسات املقيدة للمنافسة‪ :‬املنافسة بمفهومها الاقتصادي تعني الصراع بين‬
‫مختلف املؤسسات من اجل كسب الزبائن غي أن هذا الصراع ال يعني الحرية املطلقة دون قيد أو‬
‫شرط فقد تدخل املشرع كغيره من التشريعات املقارنة لوضع نظام يضبط هذه الحرية‪ ،‬وهو الهدف‬
‫ألاساس ي من سن قوانين املنافسة في هذا الصدد نصت املادة ألاولى من قانون املنافسة على أن هذا‬
‫القانون " يهدف إلى تحديد شروط ممارسة املنافسة في السوق وتفادي كل ممارسات مقيدة للمنافسة‪،‬‬
‫ومراقبة التجمعات الاقتصادية‪ ،‬قصد زيادة الفعالية الاقتصادية وتحسين ظروف معيشة املستهلكين"‬
‫وعلي هذا ألاساس تحظر نصوص قانون املنافسة املمارسات املقيدة للمنافسة ضمانا لعدم‬
‫إلاضرار باالقتصاد الوطني‪ ،‬إلى جانب ذلك تخضع التجمعات الاقتصادية إلى رقابة مجلس املنافسة‬
‫متى كانت تمس باملنافسة وتفرز وضع الهيمنة على ما سيأتي تفصيله‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪11‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬الممارسات المقيدة للمنافسة‬


‫تناول املشرع الجزائري املمارسات املقيدة للمنافسة ضمن الفصل الثاني من الباب الثاني‬
‫املتعلق بمبادئ املنافسة‪ ،‬من خالل املواد من ‪ 2‬إلى ‪ ،05‬ووصفت املادة ‪ 01‬هذه املمارسات الواردة في‬
‫هذا املواد بانها ممارسات مقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫باملقابل كان املشرع الجزائري في قانون املنافسة ‪ 12-92‬امللغى ينص على املمارسات املنافية‬
‫للمنافسة‪ ،‬وهو ما يدفعنا إلى طرح التساؤل حول الفرق بين املصطلحين؟‬
‫بالرجوع إلى نص املادة الثانية من قانون ‪ 12-92‬ال نجد تعريفا للممارسات املنافية للمنافسة‪،‬‬
‫في حين نجدها تشمل وفق املواد ‪...‬‬
‫‪ -‬الاتفاقات املحظورة‪ ،‬التعسف في وضعية الهيمنة‪ ،‬الاحتكار ‪ ،‬البيع بأقل من سعر التكلفة‪،‬‬
‫التجمعات‪ ،‬وتثير فكرة اعتبار التجمعات من املمارسات املقيدة للمنافسة التساؤل إذ هي من حيث‬
‫ألاصل غير محظورة وغنما تخضع لرقابة مجلس املنافسة ألنه قد تترتب عنها وضعية هيمنة‬
‫باملقابل نص قانون املنافسة ‪ 12-12‬على املمارسات املقيدة للمنافسة والتي تشمل مايلي‪:‬‬
‫الاتفاقات املحظورة‪ ،‬الاستغالل التعسفي لوضعية الهيمنة‪ ،‬الاستغالل التعسفي لوضعية‬
‫التبعية الاقتصادية‪ ،‬القيود الاستئثاري‪ ،‬التخفيض التعسفي لألسعار‪.‬‬
‫باملقارنة فإن صور املمارسات املنافية للمنافسة في قانون املنافسة ‪ 12-92‬هي تقريبا ذاتها صور‬
‫املمارسات املقيدة للمنافسة في قانون املنافسة ‪ ،12-12‬باستثناء التجمعات الاقتصادية التي التعد من‬
‫حيث ألاصل ممارسة منافية للمنافسة‪ ،‬وباستثناء الاستغالل التعسفي لوضعية التبعية الاقتصادية‬
‫غير أن يختلف في التشريعات املقارنة إذا يجري في هذه التشريعات مشفوعة بآراء الفقها التمييز‬
‫بين املمارسات املنافية للمنافسة وهي التي تمس مساسا مطلقا باملنافسة وتظهر من خالل تصرفات‬
‫ونشاطات املؤسسة في السوق‪ ،‬فتحظر حماية للسوق‪ ،‬وهي ممارسة أكثر خطورة‪ ،‬وعرقلتها للمنافسة‬
‫بليغة‪ ،‬وبين املمارسات املقيدة للمنافسة التي تستهدف حماية املتعاملين في السوق وأصحاب العالقات‬
‫التجارية سواء تعلق ألامر باملنتج في مواجهة املوزع أو العكس وهي أقل خطورة‪.‬‬
‫وإذا ما أردنا تطبيق هذه التفرقة على قانون املنافسة الجزائري فيظهر أن الصور املنصوص‬
‫عليها في املادة ‪ 2‬من الفقرة ‪ 5‬إلى ‪ 2‬تمثل في الواقع ممارسات منافية للمنافسة باملفهوم السابق في‬
‫ممارسات تمس مساسا مطلقا باملنافسة على غرار الحد من الدخول في السوق أو في ممارسة‬
‫النشاطات التجارية فيها‪ ،‬والهدف من حظرها حماية السوق‪ ،‬في حين يظهر أن الصور املنصوص عليها‬
‫في الفقرتين ‪ 7 ،2‬من ذات املادة ‪ ،‬أو في املواد ‪ 00 ،01‬تشكل ممارسة مقيدة للمنافسة ومثلها ما هو‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪12‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫منصوص عليه في املواد ‪ 09 ،09‬من القانون ‪ 15-11‬فهي ممارسات يهدف حظرها إلى حماية‬
‫املتعاملين في السوق‪.‬‬
‫مع ذلك فإن املشرع الجزائري ال يعترف بهذه التفرقة وهي مسألة لها آثارها فيما يتعلق‬
‫باالختصاص القضائي ملجلس املنافسة على ما سياتي تفصيله‪.‬‬
‫بعيد عن هذا النقاش فإن صور املمارسات املقيدة للمنافسة وفق قانون املنافسة ‪ 12-12‬تشمل‬
‫مايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الاتفاقات املقيدة للمنافسة‬
‫نصت املادة ‪ 6‬من قانون املنافسة صراحة على حظر هذه الاتفاقات بقولها‪:‬‬
‫تحظر املمارسات وألاعمال املدبرة والاتفاقيات والاتفاقات الصريحة أو الضمنية عندما‬
‫تهدف أو يمكن أن تهدف إلى عرقلة حرية املنافسة أو الحد منها أو إلاخالل بها في نفس السوق أو في‬
‫جزء جوهري منه‪"...‬‬
‫ما يالحظ بداية هو أن املشرع الجزائري استخدم في نص هذه املادة مصطلحات متعددة (املمارسات‪،‬‬
‫ألاعمال املدبرة‪ ،‬الاتفاقيات‪ ،‬الاتفاقات الصريحة أو الضمنية) ولغرض تسهيل يجري في الفقه تناول‬
‫هذه املمارسات تحت عنوان واحد هو الاتفاقات املقيدة للمنافسة‪،‬‬
‫اعتبر املشرع هذه ألافعال غير املشروعة سواء كان الهدف منها قطعيا أو احتماليا دلت على ذلك‬
‫عبارة " تهدف أو يمكن أن تهدف"‬
‫وسع املشرع الجزائري من حاالت الاتفاقات املقيدة للمنافسة مقارنة بنص املادة ‪ 12‬من قانون‬
‫املنافسة ‪.12-22‬‬
‫أ‪ /‬يقصد باالتفاق املقيد للمنافسة "كل تنسيق في السلوك بين املشروعات أو أي عقد أو اتفاق‬
‫ضمني أو صريح‪ ،‬أيا كان الشكل الذي يتخذه هذا الاتفاق‪ ،‬إذا كان محله أو كانت آلاثار املترتبة عنه‬
‫من شأنها أن تمنع أو تقييد أو تحرف املنافسة‪ ،‬أو هو " توافق إرادة عونين اقتصاديين أو أكثر مستقلين‬
‫كل واحد عن آلاخر ليقرر اتباع سلوك بصفة مستقلة في السوق " بما يؤدي إلى إلاخالل بحرية‬
‫املنافسة داخل سوق واحدة للسلع أو الخدمات أو جزء منها‬
‫وقد تكون الاتفاقيات أفقية‪ ،‬تتم بين مؤسسات اقتصادية ال تربطهم عالقة تبعية‪ ،‬يعملون في‬
‫مجال اقتصادي مماثل أو متشابه ويسمى هذا الاتفاق أيضا ب" ‪ ."cartel‬وقد تكون رأسية بين أعوان‬
‫اقتصاديين في مستويين مختلفين من العملية إلانتاجية‪ ،‬كاالتفاقات التي تتم بين املنتج ألحد السلع‬
‫وموزعيها‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪13‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫ب‪ /‬شروط اعتبار الاتفاقات مقيدة للمنافسة‬


‫يظهر من خالل نص املادة ‪ 12‬سالفة الذكر أنه العتبار الاتفاق مقيد للمنافسة ال بد من توافر‬
‫الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وجود اتفاق‪ :‬بمعنى أن تظهر املمارسة في صورة اتفاق فاملمارسات املستقلة ال تشكل اتفاق‬
‫مقيدا للمنافسة‪ ،‬فال بد من سلوك بين مؤسستين أو أكثر في شكل اتفاق يؤدي إلى اتباع سياسات‬
‫اقتصادية إنتاجية أو تسويقية تهدف إلى تقييد املنافسة‪ ،‬وال يشترط في هذا الاتفاق أن يكون مكتوبا‬
‫وال حتى أن يكون صريحا‪ ،‬فقد يكون شفاهة وقد يكون ضمنيا‪.‬‬
‫و أطراف هذا الاتفاق املخاطبون بنص املادة ‪ 12‬سالفة الذكر هم ألاشخاص الذي يشملهم‬
‫مفهوم املؤسسة باملعنى السابق املتضمن في املادة ‪ 15‬من قانون املنافسة‪.‬‬
‫على هذا ألاساس ال تخضع الاتفاقيات التي تبرم بين الشركة ألام وفروعها أو فيما بين فروع‬
‫املؤسسات‬
‫‪ -‬أن يؤثر هذا الاتفاق على حرية املنافسة‪ :‬أي من شأنه أن يؤدي إما بصفة قطعية إلى عرقلة‬
‫حرية املنافسة أو الحد منها في نفس السوق أو جزء منه وهو ما يفهم من عبارة "إذا كانت تهدف"‪ ،‬وهو‬
‫ما يمكن أن يعرف من مضمون الاتفاق ذاته‪ ،‬أو بصفة احتمالية بسبب آلاثار التي يمكن أن تنتج عن‬
‫هذا الاتفاق وهو ما عربت عنه ذات املادة ب" يمكن أن تهدف"‪.‬‬
‫أشكال الاتفاقات املقيدة للمنافسة‬
‫تتخذ الاتفاقات املقيدة للمنافسة عدة أشكال تم النص على سبيل املثال في املادة ‪ 12‬سالفة‬
‫الذكر على سبيل املثال ال الحصر وهو ما يفهم من عبارة " ال سيما"‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫• الحد من الدخول في السوق أو في ممارسة النشاطات التجارية فيها‪ ،‬كاالتفاق على مقاطعة‬
‫مؤسسة معينة‪ ،‬أو رفض التوريد الجماعي‪.‬‬
‫• تقليص أو مراقبة إلانتاج أو منافذ التسويق أو الاستثمارات أو مصادر التموين‪.‬‬
‫• اقتسام ألاسواق أو مصادر التموين‪ .‬تقسيما جغرافيا‪ ،‬أو عن طريق تقسيم حصص إلانتاج أو‬
‫التوزيع‪.‬‬
‫• عرقلة تحديد ألاسعار حسب قواعد السوق بالتشجيع املصطنع الرتفاع ألاسعار آو انخفاضها‪.‬‬
‫•تطبيق شروط غير متكافئة لنفس الخدمات تجاه الشركاء التجاريين مما يحرمهم من منافع‬
‫املنافسة‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪14‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫• إخضاع إبرام العقود مع الشركاء لقبولهم خدمات إضافية ليس لها صلة بموضوع هذه العقود‬
‫سواء بحكم صيغتها أو حسب ألاعراف التجارية‪.‬‬
‫الاستثناءات‬
‫أورد املشرع الجزائري على قاعدة حظر الاتفاقات املقيدة للمنافسة استثناءات نص عليها‬
‫باملادة ‪ 9‬من ألامر ‪ ،12-12‬وتتعلق ألامربـ‪:‬‬
‫‪ -‬الاتفاقات الناتجة عن تطبيق نص تشريعي أو تنظيمي اتخذ تطبيقا له‪.‬‬
‫‪ -‬الاتفاقات املؤدية إلى تحقيق تطور اقتصادي أو تقني‬
‫‪ -‬الاتفاقيات التي تساهم في تحسين التشغيل‪:‬‬
‫‪ -‬الاتفاقيات التي تسمح للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة بتعزيز وضعيتها التنافسية في السوق‪.‬‬
‫ويشترط في هذه الاتفاقيات أن تكون محل ترخيص من طرف مجلس املنافسة‬
‫ثانيا‪ :‬التعسف في استعمال وضعية الهيمنة‬
‫عرفت املادة ‪ 12‬من قانون املنافسة وضعية الهيمنة بأنها" الوضعية التي تمكن مؤسسة مت من‬
‫الحصول على مركز قوة اقتصادية في السوق املعني من شأنها عرقلة قيام منافسة فعلية فيه وتعطيل‬
‫إمكانية القيام بتصرفات منفردة إلى حد معتبر إزاء منافسيها‪ ،‬أو زبائنها أو ممونيها"‬
‫ليس هناك ما يمنع قانونا من وصول مؤسسة ما إلى وضعية هيمنة على سوق ما أو جزء منها‪،‬‬
‫وإنما ما يمنع قانونا هو التعسف استغالل وضعية الهيمنة في هذا الصدد تنص املادة ‪ 17‬من قانون‬
‫املنافسة على أنه" يحظر كل تعسف ناتج عن وضعية هيمنة على السوق أو احتكار لها أو على جزء‬
‫منها‪"..‬‬
‫وينبغي التمييز بين وضعية الهيمنة ووضعية الاحتكار ‪ ،‬فوضعية الاحتكار تنعدم فيها املنافسة وال‬
‫يكون للمؤسسة املحتكرة منافسين لها‪ ،‬خالفا لوضعية الهيمنة التي ال تفترض غياب منافسين‬
‫للمؤسسة املهيمنة‪.‬‬
‫شروط حظر الاستغالل التعسفي لوضعية الهيمنة‪:‬‬
‫يظهر من خالل نص املادة ‪ 7‬سالفة الذكر أنه يشترط لكي نكون أما حالة استغالل تعسفي‬
‫لوضعية الهيمنة ال بد من توافر شرطين يتعلق ألاول بوجود وضعية الهيمنة و الثاني باالستغالل‬
‫التعسفي لهذه الوضعية ‪.‬‬
‫• وجود وضعية الهيمنة‪ :‬خضع املشرع الجزائري املؤسسات التي تحتل وضعيات الهيمنة لرقابة‬
‫مجلس املنافسة طبقا ألحكام املرسوم التنفيذي ‪ ،072-12‬غير أنه بالرجوع إلى هذا املرسوم و إلى ألامر‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪15‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫‪ 12-12‬ال نجد أي إشارة إلى املعايير التي تتم على أساساها تقدير وضعية الهيمنة‪ ،‬خالفا ملا هو عليه‬
‫(‪)24‬‬
‫الذي صدر تطبيقا النصوص ألامر ‪ ،12-92‬والذي‬ ‫الحال في ظل املرسوم التنفيذي ‪201 -5111‬‬
‫يحدد املقاييس التي تمثل وضع الهيمنة في السوق أو جز منه كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حصة السوق التي يحوزها املؤسسة املهيمنة مقارنة بالحصة التي تحوزها كل املؤسسات‬
‫ألاخرى املوجودة في نفس السوق‪.‬‬
‫‪ -‬الامتيازات القانونية أو التقنية التي تتوفر لدى املؤسسة املهيمنة املعنية‪.‬‬
‫‪-‬العالقات املالية أو التعاقدية أو الفعلية التي تربط املؤسسة املهيمنة بباقي املؤسسات‬
‫‪ -‬امتيازات القرب الجغرافي التي تستفيد منها املؤسسة املعنية‪.‬‬
‫رغم إلغاء املرسوم التنفيذي ‪ 201 -5111‬سالف الذكر بموجب نص املادة ‪ 72‬من ألامر ‪12-12‬‬
‫إال أن مجلس املنافسة ال يستبعد تطبيقها ال سيما فيما يتعلق منها بمعيار حصة السوق‪.‬‬
‫•الاستغالل التعسفي لوضعية الهيمنة ‪ :‬ويحدث في حالة ما إذا كان للمؤسسة كامل الحرية في‬
‫تحديد السياسة التجارية التي تخدم مصالحها‪ ،‬استعمال هذه الحرية للحد من املنافسة بين مختلف‬
‫(‪)25‬‬
‫البائعين أو ألضعاف قدرة البعض على منافسه البعض ألاخر‬
‫ثالثا‪ :‬التعسف في استغالل وضعية التبعية الاقتصادية‬
‫وفق نص املادة ‪ 12‬من قانون املنافسة فإن وضعية التبعية الاقتصادية هي " العالقة التجارية‬
‫التي ال يكون فيها ملؤسسة ما حل بديل مقارن إذا أرادت رفض التعاقد بالشروط التي تفرضها عليها‬
‫مؤسسة أخرى سواء كانت زبونا أو ممونا"‬
‫وقد أكدت على حضر هذه الوضعية املادة ‪ 00‬من قانون املنافسة بقولها" يحظر على كل‬
‫مؤسسة التعسف في استغالل وضعية التبعية ملؤسسة بصفتها زبونا أو ممونا إذا كان ذلك يخل‬
‫بقواعد املنافسة‪".‬‬
‫وواضح كما هو الحال في وضعية الهيمنة فإن ال املشرع ال يحظر التبعية الاقتصادية وإنما‬
‫يحظر التعسف في استغاللها وهذا يعني أنه ال بد لدخول هذه املمارسة تحت طائلة الحظر ال بد من‬
‫توافر شرطين‪:‬‬

‫)‪ (24‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 201-5111‬املؤرخ في ‪ 01‬أكتوبر ‪ ،5111‬يحدد املقاييس التي تثبت أن العون الاقتصادي في وضعية هيمنة‪،‬‬
‫وكذلك مقاييس ألاعمال املوصوفة بالتعسف في وضعية الهيمنة‪ ،‬ج ر ‪20‬‬
‫)‪ (25‬كتو محمد الشريف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪16‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫‪ -‬الشرط ألاول‪ :‬وجود وضعية التبعية الاقتصادية‪ :‬وتتحقق من خالل وجود عالقة تجارية بين‬
‫مؤسستين مستقلتين من الناحية القانونية عن بعضهم‪ ،‬بحيث تكون ألاولى في مركز اقتصادي قوي‬
‫يجعلها تابعة في حين تكون الثانية في مركز ضعف يجعلها تابعة‪.‬‬
‫‪-‬عدم وجود حل بديل يسمع للمؤسسة التابعة من إلافالت من سيطرة املؤسسة املتبوعة‪.‬‬
‫وتأخذ هذه التبعية شكلين‪ :‬فقد تكون تبعية الزبون للمون وتعرف من خالل حصة املؤسسة‬
‫املمونة في رقم أعمال املؤسسة الزبون ‪ ،‬وقد تكون تبعية املمون للزبون ويكون سببها في الغالب القوة‬
‫الشرائية للزبون‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬التعسف في استغالل هذه الوضعية بما يضر املنافسة‪ :‬ويأخذ هذا التعسف‬
‫الصور التالية‪:‬‬
‫أ‪ /‬رفض البيع دون مبرر شرعي‪ :‬أ ي رفض املؤسسة بيع سلعة أو أداء خدمة ملؤسسة أخرى دون‬
‫مبرر شرعي مستغلة كون هذه ألاخيرة في وضعية تبعية اقتصادية لها‬
‫ب‪ /‬البيع املشروط‪ :‬ويشمل ثالث صور تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬البيع املتالزم‪ :‬البيع املتالزم هو الذي تشترط فيه املؤسسة املمنونة بحكم مركزها‬
‫الاقتصادي أن يقترن باقتناء منتوج آخر من نوع مخالف حتى ولو كانت املؤسسة الزبون ليست في‬
‫حاجة إليه‪.‬‬
‫‪ -‬البيع املقترن باقتناء كمية دينا‪ :‬وهو البيع الذي تشترط فيه املؤسسة املتبوعة على‬
‫املؤسسة التابعة لها اقتصاديا اقتناء كمية دنية من املنتوج‪ ،‬مستغلة ضعف املؤسسة التابعة وعدم‬
‫امتالكلها حلوال بديلة‪،‬‬
‫‪ -‬إلالزام بإعادة البيع بسعر أدنى‪ :‬في هذا البيع تقوم املؤسسة املتبوعة بتحديد أسعار البيع‬
‫و إجبار املؤسسة التابعة لها بإعادة بيع منتجاتها بسعر أدنى‪ ،‬ويمس هذا الشرط بمبدأ حرية ألاسعار‬
‫لذا يعد من املمارسات املحظورة‪.‬‬
‫ج‪ /‬البيع التمييزي‪ :‬في هذا النوع من البيوع تقوم املؤسسة املتبوعة بمنح امتيازات للمؤسسة‬
‫التابعة لها اقتصاديا‪ ،‬مقارنة مع باقي املؤسسات كامتيازات في ألاسعار مثال ‪ ،‬مما قد يلحق ضررا بباقي‬
‫املؤسسات في السوق لذا عد ممارسة مقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫د‪ /‬قطع العالقات التجارية‪ :‬ملجرد رفض املتعامل الخضوع لشروط تجارية غير مبررة‪ ،‬كحصر‬
‫مجاالت التوزيع‪،‬‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪17‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫وتجدر املالحظ أخيرا أن هذه الصور ذكر ها املشرع سبيل املثال ال الحصر وهو ما يفهم من‬
‫الفقرة ألاخيرة التي تضمنتها املادة ‪ 00‬التي جاء فيها ‪ ...":‬كل عمل آخر من شأنه أن يقلل أو يلغي منافع‬
‫املنافسة داخل سوق"‪،‬على هذا ألاساس فغن كل تصرف يصدر من مؤسسة متبوعة تجاه مؤسسة‬
‫تابعة تتضمن تعسفا‪ ،‬يعتبرا صورة من صور املمارسات التعسفية لوضعية التبعية الاقتصادية‪ ،‬وتقع‬
‫تحت طائلة الحظر ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عرض أو ممارسة أسعار بيع مخفضة بشكل تعسفي‬
‫نص املشرع الجزائري على هذه املمارسة املقيدة للمنافسة باملادة ‪ 05‬من ألامر ‪ 12-12‬التي جاء‬
‫فيها ‪":‬يخطر عرض ألاسعار أو ممارسة أسعار بيع مخفضة بشكل تعسفي للمستهلكين مقارنة بتكاليف‬
‫إلانتاج والتحويل والتسويق‪ ،‬إذا كانت هذه العروض أو املمارسات تهدف أو يمكن أن تهدف إلى إبعاد‬
‫مؤسسة أو عرقلة أحد منتوجاتها من الدخول إلى السوق"‪.‬‬
‫وهذا يعني أنه حتى نكون بصدد ممارسة تتضمن عرض أو ممارسة أسعار بيع مخفضة بشكل‬
‫تعسفي البد من قيام املؤسسة ببيع أو عرض منتوجاتها للمستهلك بأسعار منخفضة‪ ،‬بأقل من سعر‬
‫إلانتاج أو التحويل أو التسويق‪ ،‬وال بد أن يكون الغرض من ذلك هو الاستحواذ على السوق‪ ،‬وهو ما‬
‫يخل بمبادئ املنافسة‪.‬‬
‫شروط حضر عرض أو ممارسة أسعار بيع مخفضة بشكل تعسفي‬
‫يظهر من خالل نص املادة ‪ 20‬سالفة الذكر أنه حتى نكون بصدد عرض أو ممارسة أسعار‬
‫بيع مخفضة ال بدمن توافر الشروط التالية‪:‬‬
‫عرض أو ممارسة أسعار بيع مخفضة‪ :‬إذا ساوى املشرع الجزائري بين عملية البيع‬ ‫‪‬‬

‫بأسعار مخفضة وبين مجرد العرض‪،‬‬


‫أن يكون العرض أو البيع موجه للمستهلكين وهذا يعني استبعاد‪ ،‬املمارسات التي تكون‬ ‫‪‬‬

‫بين للمؤسسات‪ ،‬وواضح أن املشرع يستهدف بهذا الشرط حماية املستهلك الذي قد‬
‫يصبح ضحية هذه املؤسسات التي تعرض أو تمارس أسعار بيع مخفضة‪ ،‬فيما لو‬
‫استحوذت على السوق‪ ،‬إذ يغلب أنها ستسعى إلى تعويض الخسارة برفع أسعار السلع‬
‫املحتكرة من طرفها‪.‬‬
‫أن يكون التخفيض تعسفيا‪ ،‬ويكون كذلك‪ ،‬توافر سوء النية‪ ،‬وعدم التناسب بين سعر‬ ‫‪‬‬

‫العرض أو البيع وتكاليف إلانتاج والتحويل والتسويق‪ ،‬وهذا يعني أن البيع بسعر‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪18‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫منخفض ليس ممنوعا لذاته ‪،‬حتى ولو كان بأقل من سعر السوق متى كان معقوال‬
‫يتناسب وتكاليف إلانتاج والتحويل والتسويق‬
‫أن يؤدي هذا التعسف إلى أبعاد مؤسسة أخرى أو عرقلة أحد منتوجاتها من الدخول‬ ‫‪‬‬

‫إلى السوق‪ ،‬أو إمكانية ذلك‪ ،‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ 05‬صراحة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬املمارسات الاستئثارية‬
‫على خالف املمارسات السابقة التي كانت محظورة في طل ألامر ‪ 12-92‬امللغى‪ ،‬نص املشرع على‬
‫حضر العقود الاستئثارية ألول مرة بموجب املادة ‪ 01‬من الامر‪ 12-12‬املتعلق باملنافسة‪ ،‬والتي حررت‬
‫في نصها ألاصلي‪ ":‬يعتبر عرقلة لحرية املنافسة أو حد منها أو إخالل بها كل عقد شراء استئثاري يسمح‬
‫لصاحبه باحتكار التوزيع في السوق"‪ ،‬وهذا يعني أن الحظر يتعلق هنا بعقود الشراء فقط التي تستأثر‬
‫بموجبها املؤسسة مما تمكنها من احتكار عملية التوزيع في السوق‪،‬‬
‫عرفت هذه املادة سنة ‪ 5119‬لتصبح محررة على النحو آلاتي ‪":‬يعتبر عرقلة لحرية املنافسة أو‬
‫الحد منها أو إلاخالل بها ويحظر كل عمل و‪/‬أو عقد مهما كانت طبيعته وموضوعه يسمح ملؤسسة‬
‫باالستئثار في ممارسة نشاط يدخل في مجال تطبيق هذا ألامر"‪.‬‬
‫وهذا يعني أن املشرع الجزائري وسع من دائرة الاستئثار إلى كل عمل أو عقد مهما كان طبيعته‬
‫أو موضوعه‪ ،‬بعد أن كان محصورة في عقود الشراء‪ ،‬كما وسع من دائرة النشاطات بعد والتي كانت‬
‫يتعلق بنشاط التوزيع فقط ‪ ،‬لتصبح تشمل النشاطات الداخلة في مجال تطبيق قانون املنافسة‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط حظر العمل و‪/‬أو العقد الاستئثاري‪:‬‬
‫حسب نص املادة ‪01‬من الامر‪ 12-12‬املتعلق باملنافسة املعدلة باملادة ‪ 12‬من القانون ‪19-05‬‬
‫لحظر العمل و‪/‬أو العقد الاستئثاري البد من توافر الشروط آلاتية‪:‬‬
‫وجودعمل و‪/‬أو عقد‪ :‬بغض النظر عن طبيعة هذا العمل أو العقد وموضوع‪5‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬استئثار املؤسسة بممارسة النشاط‪ :‬ويقصد بذلك انفراد املؤسسة باملفهوم‬ ‫‪‬‬

‫الوارد في نص املادة ‪ 12‬سالف الذكر‪ ،‬بممارسة النشاطات في السوق بتفضيل نفسها‬


‫على بقية املؤسسات في اختيار أحسن مركز تنافس ي في السوق‪ ،‬بممارسة نشاط من‬
‫النشاطات املحددة بنص املادة ‪ 5‬من الامر‪ 12-12‬ويخرج من دائرتها الصفقات العمومية‬
‫ألنها ال تعتبر نشاط‪.‬‬
‫تقييد املنافسة واملساس بها‪ :‬أثرت سلبا على املنافسة‪ ،‬وأدت إلى تقييدها أو‬ ‫‪‬‬

‫املساس بها‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪19‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪20‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫المحاضرة الخامسة‪ :‬التجميعات االقتصادية‬


‫‪Les Groupes Economiques‬‬
‫تعتبر التجميعات الاقتصادية أحد أهم آلاليات التي تلجأ إليها املشروعات في إطار ما يعرف‬
‫بالتركيز الاقتصادي بهدف تعزيز قدراتها التنافسية‪ ،‬وقوتها وكفاءتها الاقتصادية‪.‬‬
‫إال أن وجود هذه التجمعات ضمن شروط معينة قد يؤدي إلى املساس بمبادئ املنافسة‪ ،‬لذا‬
‫وحفاظا على هذه املبادئ أخضع املشرع التجمعات للرقابة املسبقة من طرف مجلس املنافسة‪ ،‬على‬
‫هذا ألاساس سنتناول مفهوم التجميعات الاقتصادية أوال ثم آليات الرقابة عليها ثانيا‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التجميعات الاقتصادية‬
‫لم يعرف املشرع الجزائري التجميعات الاقتصادية‪ ،‬وإنما اكتفى بإيراد آلاليات التي يتم من‬
‫خاللها التجميع في املادة ‪ 02‬من قانون املنافسة‪ ،‬في حين يعرف لدى البعض بأنه "تكتل أو تجمع‬
‫مؤسستين أو أكثر ضمن تشكيلة قانونية معينة بغية إحداث تغيير دائم في هيكلة السوق مع فقدان‬
‫كل املؤسسات املتجمعة الستقالليتها تعزيزا للقوة الاقتصادية بمجموعها" (‪ ،)26‬أو هو " تكتل تفد فيه‬
‫املؤسسات مجتمعة استقالليتها لتعزيز القوة الاقتصادية للمجموعة ينشأ إما باالندماج أو بممارسة‬
‫النفوذ الكيد والدائم على نشاط املؤسسة في صورة املراقبة أو بإنشاء مؤسسة مشتركة ويحقق ما‬
‫يساوي أو يقل عن ‪ 11‬باملئة من املبيعات أو املشتريات املنجزة في السوق بشكل ال يؤدي إلى املساس‬
‫باملنافسة" (‪.)27‬‬
‫بناء على ما سبق فإن الهدف من التجمع هو تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات ممارسة‪ ،‬لذا‬
‫ال يعتبر من حيث ألاصل محظورا‪ ،‬وإنما يخضع لرقابة مجلس املنافسة ضمن شروط معينة‪ ،‬بخالف‬
‫العمليات املقيدة للمنافسة التي تعتبر محظورة كأصل عام إال ما استثني بنص‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق أيض ينبغي التفريق بين التجميعات الاقتصادية‪ ،‬والتجمع أو ما يطلق عليه‬
‫في بعض التشريعات التجمعات ذات املنفعة الاقتصادية(‪)Les groupements d'intérêt économique‬‬
‫وإذ حسب نص املادة ‪ ،792‬فإن التجمع ينشأ بين شخصين معنويين أو أكثر بموجب عقد‬
‫مكتوب‪ ،‬ولفترة محدودة من أجل تطبيق كل الوسائل املالئمة لتسهيل النشاط الاقتصادي ألعضائه أو‬

‫)‪(26‬‬
‫‪Jean Bernard blaise et Richard Desgorce, droit des affaires, 8 édition, Lesctenso édition, Issy-les-‬‬
‫‪Moulineaux, France, 2015, p 452‬‬
‫)‪ (27‬لعور بدرة‪ ،‬آليات مكافحة جرائم املمارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،5101-5102 ،‬ص ‪.022‬‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪21‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫تطويره وتحسين نتائج هذا النشاط وتنميته‪ ،‬فالهدف من التجمعات هو تحقيق منفعة اقتصادية‬
‫عامة ألعضائه‪ ،‬في حين هدف التجميعات تعزيز القوة الاقتصادية للمجموعة‪.‬‬
‫فضال عن ذلك تنشأ التجمعات ملدة محدودة خالف التجميعات الاقتصادية التي تنشأ ملدة‬
‫غير محدودة‪ ،‬كما تأخذ شكال واحدا التجمعات وتكون بين أشخاص معنوية في حين تأخذ أطراف‬
‫التجميعات الاقتصادية أشكاال متعددة ويمكن أن تكون أشخاص طبيعية أو معنوية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أشكال التجميعات شكال التجميعات الاقتصادية ‪:‬‬
‫يتم التجميع الاقتصادي حسب نص املادة ‪ 02‬من ألامر ‪ 12-12‬بواسطة الاندماج‪ ،‬أو املراقبة‪،‬‬
‫أو املؤسسة املشتركة‪،‬‬
‫‪ -2‬الاندماج‪ :‬نص املشرع الجزائري على الاندماج باملادة ‪ 02‬الفقرة ‪ 0‬من ألامر ‪ 12-12‬املتعلق‬
‫باملنافسة‪ ،‬ونظمه باملواد ‪ 711‬إلى ‪ 721‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ويكون الاندماج بالضم أو املزج‪،‬‬
‫‪-0‬الاستحواذ‪ :‬الاستحواذ عملية قانونية بين تحصل بموجبها شخص طبيعي أو معنوي على كل‬
‫أو بعض حصص رأسمال إحدى الشركات سواء باالتفاق مع إلادارة أو بدون يفض ي إلى السيطرة على‬
‫مجلس إدارة الشركة املستحوذ عليها ‪،‬‬
‫وقد أعطى املشرع صورا آللياته بنص باملادة ‪ 02‬الفقرة ‪ 5‬من ألامر ‪ 12-12‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬حصول شخص أو عدة أشخاص طبيعيين لهم نفوذ على مؤسسة على ألاقل‪،‬‬
‫‪ -‬حصول مؤسسة أو عدة مؤسسات على مراقبة مؤسسة أو عدة مؤسسات أو جزء منها‪،‬‬
‫بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬عن طريق أخذ أسهم في رأس املال أو عن طريق شراء عناصر من أصول‬
‫املؤسسة أو بموجب عقد أو بأي وسيلة أخرى‪،"...‬‬
‫واملقصود باملراقبة هنا حسب نص ‪ 02‬املراقبة الناتجة عن قانون العقود أو عن طرق أخرى‬
‫تعطى بصفة فردية أو جماعية حسب الظروف الواقعة‪ ،‬إمكانية ممارسة النفوذ ألاكيد والدائم على‬
‫نشاط مؤسسة‪ ،‬السيما فيما يتعلق بما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬حقوق امللكية أو حقوق الانتفاع على ممتلكات مؤسسة أو جزء منها‪.‬‬
‫‪-‬حقوق أو عقود املؤسسة التي يترتب عليها النفوذ ألاكيد على أجهزة املؤسسة من ناحية‬
‫تشكيلها أو مداوالتها أو قراراتها "وعليه يعتبر الاستحواذ‪.‬‬
‫‪-2‬املؤسسة املشتركة‪ :‬وتنشأ بين مؤسسين أو مجموعتين متنافستين عادة من أجل تحقيق أهداف‬
‫مشتركة في مجال البحث أو التطوير‪ ،‬أو في مجال إلانتاج الصناعي وغالبا ما توضع هذه املؤسسة تحت‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪22‬‬
‫د‪ .‬بوخرص عبد العزيز‬ ‫ملخص محاضرات في قانون المنافسة‬

‫رقابة الشركتين ألام بالتساوي‪ ،‬حيث تمتلك كل شركة أم من الشركتين نصف أسهم املؤسسة‬
‫املشتركة وكذا حقوق الانتخاب في جمعية املؤسسة املشتركة (‪، )28‬‬
‫رابعا‪ :‬الرقابة على التجميعات الاقتصادية‬
‫ألن التجميعات الاقتصادية قد يترتب عنها املساس بمبادئ املنافسة ألزم املشرع الجزائري‬
‫صرحة في نص املادة ‪ 07‬بضرورة التبليغ عن كل تجمع من شأنه املساس باملنافسة ال سيما إذا تعلق‬
‫بالتجميع في أجل‬ ‫(‪)29‬‬
‫ألامر بوضعية الهيمنة‪ ،‬ويكون التبليغ ملجلس املنافسة والذي يبت في طلب إلاذن‬
‫ثالثة أشهر م ‪ ،07‬بعد أخذ رأي مجلس رأي الوزير املكلف بالتجارة م ‪ ،09‬وفي كل ألاحوال ينبغي أال‬
‫يتخذ التجمع خالل هذه الفترة أي إجراء من شأنه أن يجعل التجمع ال رجعة فيه‪ .‬م ‪51‬‬
‫وترجع السلطة التقديرية ملجلس املنافسة في قبول التجميع أو رفضه بقرار معلل‪ ،‬كما يمكن‬
‫ملجلس املنافسة أن يقرن قبوله بشروط من شأنها أن تخفف من آثار التجميع على املنافسة‪ ،‬كما‬
‫يمكن للمؤسسات املكونة للتجميع أن تلتزم من تلقاء نفسها بتعهدات والتزامات من شأنها التخفيف‬
‫من آثار التجميع على املنافسة‪.‬‬
‫واستثناء على إلاجراءات السابقة أجاز املشرع للحكومة أن ترخص بالتجميع الذي كان محل‬
‫رفض من طرف مجلس املنافسة بطلب من ألاطراف‪ ،‬وذلك بناء على تقرير الوزير املكلف بالتجارة‬
‫والوزير الذي يتبعه القطاع املعني بالتجميع‪ ،‬كما فوض املشرع للحكومة أيضا الترخيص للتجميعات في‬
‫حالة إن ملصلحة العامة اقتضت ذلك‪ .‬م ‪50‬‬
‫يظهر مما سبق أن املشرع الجزائري يخضع التجميعات لرقابة مجلس املنافسة متى كان من‬
‫شانها املساس ب املنافسة‪ ،‬وهي فكرة مرنة تخضع لتقدير مجلس املنافسة الذي بلجا إلى تقدير آلاثار‬
‫الحالة واملحتملة للتجميع على املنافسة‪ ،‬وذكر املشرع الجزائري مثاال على هذا املساس ويتعلق ألامر‬
‫بوضعية الهيمنة على السوق‪ ،‬وتتحقق هذه الوضعية حينما يكون التجميع يرمي إلى تحقيق حد يفوق‬
‫‪ ٪11‬من املبيعات واملشتريات املنجزة في السوق م ‪ 50‬مكرر‪.‬‬

‫)‪ (28‬لعور بدرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪015‬‬


‫)‪ (29‬نظم املشرع الجزائري إلاجراءات املتعلقة بطلب تقديم الترخيص بالتجميع من خالل املرسوم التنفيذي رقم ‪ 509-12‬املؤرخ في ‪55‬‬
‫جوان ‪ ،5112‬يتعلق بالترخيص لعميلة التجميع‪ ،‬ج ر رقم ‪.12‬‬
‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬ ‫ماستر قانون األعمال‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫‪23‬‬

You might also like