Professional Documents
Culture Documents
التعويض عن الضرر الناتج عن الإخلال بتنفيذ عقود التكنولوجيا
التعويض عن الضرر الناتج عن الإخلال بتنفيذ عقود التكنولوجيا
مسعودي يوسف
أستاذ محاضرأ
جامعة أحمد دراية-أدرار
امللخص:
قد يحول طول مدة عقد نقل التكنولوجيا دون تنفيذه مما يلحق ضرر بالدائن يستوجب جبره بالتعويض عنه .وسنعالج من
خالل هذه املداخلة مدى التعويض عن الضرر الناجم عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا وإبرازشروطه وأنواعه ،وكذا
القيود الواردة على سلطة القا�ضي في تقدير التعويض وإظهار دوره في تحقيق التوازن العقدي في هذا النوع من العقود الذي
يتميزبعدم التكافؤ االقتصادي بين طرفيه وخصوصية املحل كونه يرد على املعرفة الفنية.
الكلمات املفتاحية :عقد نقل التكنولوجيا ،مسؤولية املورد ،أنواع التعويض
Abstract:
May converts the length of the contract of transfer of technology without the implementation of which
damage the creditor requires the reparation for compensation. We will address through this intervention
over compensation for damage caused by breach of contracts for the implementation of technology transfer,
highlighting its conditions and types, as well as limitations on the power of the judge in the assessment of
compensation and demonstrate its role in achieving balance contracts in this type of contract which is
characterized by economic parity between the Parties to it and the privacy of the being respond to the technical
knowledge.
Keywords: contract of transfer of technology, the responsibility of the supplier, Types of compensation.
مقدمة
لم تحظى عقود نقل التكنولوجيا بتنظيم تشريعي خاص بها في أغلب الدول النامية حيث صنفت ضمن طائفة العقود غير
املسماة على الرغم من الدور الهام الذي تلعبه في تحقيق التنمية االقتصادية كونها أداة قانونية هامة لنقل املعرفة الفنية.1
ويعرف عقد نقل التكنولوجيا 2بأنه »:بناء قانوني يشيرإلى توافق إرادة أطرافه على تعهد الطرف الذي يملك أويحوز تكنولوجيا
ً
معينة بنقلها إلى الطرف اآلخر بمقابل» .3أو هو ذلك العقد الذي يتضمن نقل أحد األطراف إما نظاما لإلنتاج أو اإلدارة أو هما
ً
معا بمقابل وخالل مدة معينة .وتتمثل الصورة التقليدية لعقد نقل التكنولوجيا في عقود ترخيص استغالل امللكية الصناعية
أو املعرفة الفنية ،أما الصورة الحديثة لعقود نقل التكنولوجيا فتتمثل في عقود تسليم املفتاح ،4وعقود تسليم املنتج في اليد،
272
ً
وأخيرا ظهرت عقود التعاون الصناعي.5
ً
وملا كان عقد نقل التكنولوجيا يحتاج تنفيذه فترة زمنية طويلة ،فإنه يكون محفوفا بمخاطرعدم تنفيذ االلتزامات أو التأخير
في تنفيذها سواء من قبل املورد أو املستورد .6ومن أمثلة ذلك ،أن تقوم مسؤولية املورد إذا أخل بالتزامه األصلي املتمثل في نقل
العناصرالتكنولوجية 7أو إخالله بتسليمها .وقد يمس اإلخالل االلتزام بمطابقة العناصرالتكنولوجية أو يتمثل في إخالل املورد
بضمان التعرض واالستحقاق.
أما إذا كان اإلخالل من طرف املستورد فعادة ما يكون سببه إما عدم دفع املقابل املالي أو عدم االلتزام بالسرية ،8وقد يكون
ً
سبب اإلخالل أيضا رفض تسلم العناصرالتكنولوجية باإلضافة إلى اإلخالل بالتزام عدم الترخيص من الباطن.
ً
وقد يطال اإلخالل أيضا بعض االلتزامات املتبادلة في عقود نقل التكنولوجيا والتي تقع على عاتق الطرفين كااللتزام بتبادل
التحسينات وكذا االلتزام بدفع األعباء الضريبية.9
إن البحث في هذا املوضوع يكت�سي أهمية قانونية كبيرة بالنظر إلى الدور الذي تقوم به عقود نقل التكنولوجيا في تحقيق
التنمية االقتصادية للدول النامية ،خاصة وأن هذه العقود تتميزبانعدام التوازن العقدي بين طرفيها بسبب ازياد حجم الفارق
االقتصادي بين الدول املتقدمة والدول النامية بحيث يؤثر ذلك على املركز القانوني لكل من املورد واملستورد .كما أن عدم
تنظيم عقد نقل التكنولوجيا بأحكام تشريعية خاصة واالكتفاء بتطبيق القواعد العامة يثير جملة من الصعوبات واملشكالت
القانونية التي تتطلب إصدارقوانين خاصة تعالج مختلق الجوانب القانونية املرتبطة بموضوع الدراسة.
وسنركز في هذه الورقة البحثية على دراسة نظام التعويض كجزاء أو أثر قانوني مترتب على اإلخالل بااللتزام العقدي باعتباره
وسيلة قانونية هامة لجبرالضرر الذي لحق بالدائن من جراء تقصيراملدين في عقد نقل التكنولوجيا.
ً
وانطالقا مما سبق ،ما مدى مالئمة قواعد التعويض عن الضرر الواردة في القانون املدني الجزائري لتعويض الضرر الناجم
عن اإلخالل بتنفيذ عقد نقل التكنولوجيا ؟ أم أنه يجب إخضاع ذلك ألحكام وقواعد خاصة مراعاة للمحل في عقد نقل
التكنولوجيا باعتباره يرد على املعرفة الفنية؟ ،وما مدى سلطة القا�ضي الوطني في تقدير التعويض عن الضرر في عقد نقل
التكنولوجيا وتحقيق التوازن العقدي بين طرفيه؟
وسنعتمد في دراستنا لهذا املوضوع على املنهج التحليلي ،باإلضافة إلى االستعانة باملنهج املقارن محاولين االستفادة من
التجارب التشريعية األخرى؛ وذلك باالعتماد على خطة ثنائية تتكون من
محورين أساسين ،نتناول كنقطة أولى تحديد مفهوم الضرر في عقود نقل التكنولوجيا ثم نتعرض لدراسة وبيان مدى التعويض
عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا وذلك من خالل املطلبين املواليين:
املطلب األول
مفهوم الضرر في عقود نقل التكنولوجيا
لقيام املسؤولية العقدية يجب أن يكون هناك خطأ وضرر إضافة إلى وجود عالقة السببية ،وينحصر نطاق دراستنا على
الركن الثاني أي الضرر .فما هو املقصود بالضرر الذي يتم التعويض عنه؟ وما هي شروطه وأنواعه؟
273
الفرع األول
تعريف الضرر في عقود نقل التكنولوجيا
يعرف الضرر في عقود نقل التكنولوجيا بأنه »:كل ما يلحق الدائن-مورد أم مستورد -من خسارة مادية أو معنوية من جراء
القيام أو االمتناع عنه من جانب املدين» .10وال يفترض وجود الضرر ملجرد أن املدين لم يقم بالتزامه العقدي؛ ألن التأخيروحده
ً
ليس دليال على وجود الضرر وإنما ينبغي على الدائن أن يثبت تعرضه للضرر من جراء هذا التأخير.11
إن الضرر الذي يلحق بالدائن في عقود نقل التكنولوجيا يكون سببه عدم وفاء املدين بالتزاماته املترتبة عن العقد املبرم بينهما
بشرط أن تكون هناك صلة قانونية بين عقد نقل التكنولوجيا واإلخالل بتنفيذ االلتزام كالضرر الذي يلحق املستورد بسبب
تخلف املورد عن القيام بالتزامه املتمثل في نقل ملكية األدوات التكنولوجية وتسليمها للمستورد .12وقد يكون الضرر ناتج عن
خطأ املستورد في حالة إخالله بالتزام املحافظة على سرية املعرفة الفنية أو رفضه دفع املقابل املالي.13
ً ً
والجدير بالذكر ،أن مسألة تقدير وقوع الضرر في عقد نقل التكنولوجيا يختلف من عقد آلخر؛ فقد يكون بسيطا متسامحا
ً ً ً
فيه ،وقد يكون جسيما أو يبدأ بسيطا ثم تزداد حدته .كما قد يتمثل أيضا في اإلخالل بااللتزام بالضمان الذي يقع على عاتق
ً
املورد أو اإلخالل بااللتزام باملطابقة .وكذلك اإلخالل بسرية العناصر التكنولوجية .ويستوي أيضا أن يقع اإلخالل بااللتزام في
عقد نقل التكنولوجيا سواء من قبل املورد أم املستورد ،ويترتب على كل إخالل اللتزامات أحد الطرفين املطالبة بفسخ العقد
ً
أو التعويض أو هما معا.14
الفرع الثاني
شروط تحقق الضرر في عقود نقل التكنولوجيا
ً
أوال :أن يكون الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا محقق الوقوع
ً
محتمال ،ويستوي في ذلك أن يكون ً
مستحيال فقد يكون محقق الوقوع وقد يكون ً
يكون الضرر محققا إذا كان حاال ،أما إذا كان
ً ً ً ً
هذا الضرر ماديا أو معنويا .وتبعا لذلك ،فإن الضرر يكون محققا في عقود نقل التكنولوجيا إذا أصاب العناصر التكنولوجية
تلف أو عطب أثناء عملية النقل بما يحول من االنتفاع من هذه العناصر.
ً
وبالنسبة للضرر املستقبلي أو املحتمل الوقوع في عقد نقل التكنولوجيا فال يتم التعويض عنه إال إذا تحقق فعال .وينبغي
ً
التمييزهنا أيضا بين ما إذا كان الضرر محقق الوقوع في املستقبل القريب؛ ففي هذه الحالة يجوز للدائن أن يطالب بالتعويض
عنه متى أمكن تقديره .أما إذا تعذر تقدير التعويض جاز للقا�ضي أو املحكم أن يعمل على تأجيل الحكم بالتعويض حتى يتبين
مدى الضرر أو درجة خطورته.15
وهذا ما أخذ به املشرع الجزائري في املادة 131من القانون املدني ،16حيث نصت على أنه »:يقدر القا�ضي مدى التعويض عن
ً
الضرر الذي لحق املصاب طبقا ألحكام املادتين 182و 182مكرر مع مراعاة الظروف املالبسة ،فإن لم يتيسرله وقت الحكم أن
يقدرمدى التعويض بصفة نهائية ،فله أن يحتفظ للمضروربالحق في أن يطالب خالل مدة معينة بالنظرمن جديد في التقدير».
274
ً ً
ثانيا :أن يكون الضرر الناتج عن االخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا مباشرا
ً
يكون الضرر مباشرا في عقد نقل التكنولوجيا إذا كان بفعل إخالل املدين وحده دون وجود سبب آخر؛ أي أنه ال بد أن تقوم
عالقة السببية بينه وبين إخالل املدين بالوفاء بالتزامه أو التأخيرفيه ما لم يكن في وسع الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول.
ً
أما إذا لم تربطه بإخالل املدين عالقة سببية فيكون الضرر في هذه الحالة غيرمباشرا؛ وبالتالي ال يلزم املدين بالتعويض عنه.17
ً
ويرى بعض الفقه أن الدائن إذا لم يبذل جهد معقول في توقي الضرر يكون أيضا قد أخطأ؛ وعليه أن يتحمل تبعة خطئه بتحمل
األضراراملترتبة عن الخطأ.18
ً ً
ثالثا :أن يكون الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا متوقعا
كما لو تعاقد املورد مع الناقل لنقل عناصر تكنولوجية إلى املستورد ،وتم وضع هذه البضاعة في صناديق مقفلة دون علم
الناقل بذلك ،فإذا وقع حادث وأتلفت هذه البضاعة فإن التعويض عن الضرر يكون فقط على أساس قيمة الحديد وليس عن
العناصر التكنولوجية؛ وهذا الشرط تختص به املسؤولية العقدية دون التقصيرية باستثناء حالتي الغش واإلخالل الجسيم.
ولذلك فإن التعويض عن الضرر يشمل فقط الضرر الذي يكن في استطاعة كل من املورد واملستورد أن يتوقعاه وقت إبرام
العقد ،19وهذا ما نص عليه املشرع الجزائري في املادة 182/2حيث ورد فيها ما يلي »:غيرأنه إذا كان االلتزام مصدره العقد ،فال
ً ً
يلتزم املدين الذي لم يرتكب غشا أو خطأ جسيما إال بتعويض الضرر الذي كان يمكن توقعه عادة وقت التعاقد».
ً
رابعا :أال يكون الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا قد سبق تعويضه
ال يجوز الحكم بالتعويض على املدين املتسبب في الضرر في عقد نقل التكنولوجيا مرتين في دعويين مختلفتين ،ولكن يمكن أن
يفرض على املدين في عقد نقل التكنولوجيا جزائيين في وقت واحد عن نفس اإلخالل .وعليه ،إذا قام املورد بتعويض املستورد
عما لحق به من ضرر فتبرأ ذمته؛ وال يمكن مطالبته بتعويض آخرعن نفس الضرر .
والجديربالذكر ،أن إثبات الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا يقع على عاتق املدين سواء كان املورد أم
ً ً
املستورد عمال بقاعدة « البينة على من ادعى» ،وتطبيقا لذلك إذا أصاب املستورد ضرر بسبب إخالل املورد بالتزامه باملطابقة
ً
بالنسبة للعناصرالتكنولوجية املسلمة ،فيجب على الدائن املستورد أن يثبت هذا اإلخالل بكافة طرق اإلثبات املقررة قانونا.20
الفرع الثالث
أنواع الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا
تتمثل هذه األنواع في كل من الضرر املادي والضرر املعنوي املترتب عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا ،باإلضافة إلى
ً
الضرر املباشر والضرر غير املباشر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا .وأخيرا الضرر املتوقع وغير املتوقع الناتج
عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا .وهذا ما سنوضحه من خالل ما يلي:
ً
أوال :الضرر املادي والضرر املعنوي الناجم عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا
أ) الضرر املادي :يصيب الضرر املادي الدائن في ماله أو جسمه وفقا للقواعد العامة ،21و يعرف الضرر املادي في عقود نقل
التكنولوجيا بأنه »:كل ما لحق بأحد طرفي العقد من خسارة مالية كنفقات نقل العناصر التكنولوجية ،وما فاته من كسب
275
كعدم االستفادة من هذه العناصرفي تحقيق أهدافه بسبب الضرر الذي أصابه من جراء التأخيرفي تنفيذ أحد االلتزامات التي
يرتبها هذا العقد».22
إذن ،قد يكون الضرر املادي عبارة عن هالك كلي للعناصرالتكنولوجية أو هالك أو تلف جزئي لها .وبالتالي يترتب على ذلك إما
انعدام االستفادة من القيمة االقتصادية لهذه العناصر ،أو فقط االنقاص من قيمتها بحسب درجة التلف.23
ب) الضرر املعنوي :يخص الضرر املعنوي 24كل ما يمس الجانب الشخ�صي للذمة املالية ألحد طرفي عقد نقل التكنولوجيا؛
ومن ثم نستبعد ذلك الضرر الذي يمس العناصر التكنولوجية محل العقد ،ومن أمثلة الضرر األدبي تشويه السمعة أو إنتاج
منتجات غير مطابقة ملواصفات املورد ،حيث ال يتم تسويقها لرداءتها فيصاب املورد بضرر مادي نتيجة عزوف األفراد عن
اقتنائها وضرر معنوي بسبب أن هذه العناصر التكنولوجية لم تعد محل ثقة املستهلكين .كما أن مجرد اإلخالل بتنفيذ عقود
نقل التكنولوجيا قد يترتب عليه ضرر أدبي يستوجب تعويضه.
ثانيا :الضرر املباشروالضرر غيراملباشرالناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا
أ) الضرر املباشر :يقصد به تلك النتيجة الطبيعية التي تحدث بسبب تخلف أحد أطراف عقد نقل التكنولوجيا عن تنفيذ
التزامه كما لو تأخراملورد عن تسليم العناصرالتكنولوجية في الوقت املحدد واملتفق عليه للمستورد.
ومناط التمييز بين الضرر املباشر والضرر غير املباشر هو وجود عالقة السببية بين فعل املدين والضرر الذي أصاب الدائن،
ً
فإذا كانت العالقة قائمة كان الضرر مباشرا ،أما إذا انعدمت كان الضرر غيرمباشر .وهذا ما ذهب إليه املشرع الجزائري حيث
اعتبر في املادة 182مدني أن الضرر املباشر هو تلك النتيجة الطبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو التأخير في الوفاء ما لم يكن في
استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول.
ب) الضرر غير املباشر :يحدث الضرر غير املباشر عندما تنقطع عالقة السببية بينه وبين اإلخالل بااللتزام امللقى على عاتق
املدين في عقد نقل التكنولوجيا ،وعليه تنتفي مسؤولية املورد عن الضرر الذي أصاب املستورد إذا لم يكن الضرر نتيجة
ً
طبيعية لفعل املورد .كما قد تتوالى األضرارغيراملباشرة ولكن التعويض يكون دائما فقط عن األضراراملباشرة .25أما الضرر غير
املباشرفال يكون التعويض عنه سواء في املسؤولية العقدية أو التقصيرية.26
ً
ثالثا :الضرر املتوقع والضرر غيراملتوقع في عقود نقل التكنولوجيا
ً
أ) الضرر املتوقع :يكون املدين في عقود نقل التكنولوجيا ملزما بالتعويض عن الضرر املتوقع فقط؛ أي ذلك الضرر الذي كان
بوسعه توقع سببه أو مقداره وقت برام العقد.
ويرجع في تقديروقوع الضرر من عدمه إلى معيارموضوعي مجرد وليس معيارشخ�صي ذاتي؛ ويتم تقديرذلك بشكل موضوعي
بمقارنة سلوك املدين في عقد نقل التكنولوجيا بسلوك الشخص سوي اإلدراك من صنفه إذا ما وجد في نفس الظروف.27
ً ً
ب) الضرغيراملتوقع :يكون الضرر غيرمتوقعا أو احتماليا في عقد نقل التكنولوجيا إذا لم يقع في الحال أو هو غيرمحقق الوقوع
في املستقبل.؛ ولذلك فإن املدين ال يسئل عنه و ال يلزم بالتعويض إال على القدر املتوقع منه ألن مسألة تحديد الضرر ترتبط
بعامل مجهول لم ينتج أثره بعد ،وبالتالي وجب االنتظار حتى يتحقق الضرر ،ومن ثم تحديد مداه والتعويض عنه .ومن أمثلة
276
ذلك أن يتم شراء عناصرتكنولوجية مثقلة برهن ،ففي هذا الفرض ال يرجع الدائن املستورد على املدين املورد بطلب التعويض
إال إذا تحقق هذا الضرر االحتمالي ولم يستوفي الدائن املرتهن حقه من املورد .28وما يبرر قصرالتعويض في املسؤولية العقدية
على الضرر املتوقع هو أن القانون افترض أن إرادة األطراف قد اتجهت إلى قصر املسؤولية عن الضرر املتوقع الذي ارتضاه
املدين.29
املطلب الثاني
مدى التعويض عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا
يعتبر التعويض أحد أهم اآلثار القانونية التي تترتب عن اإلخالل بااللتزام العقدي في عقد نقل التكنولوجيا ،باإلضافة إلى
اآلثاراألخرى املتمثلة في الدفع بعدم التنفيذ والفسخ ،وينحصرموضوع دراستنا في بحث األحكام القانونية املتعلقة بالتعويض
الواردة في القواعد العامة ومدى تطبيقها على عقود نقل التكنولوجيا ،وهذا ما سنتعرف عليه من خالل الفروع املوالية:
الفرع األول
مفهوم التعويض في عقود نقل التكنولوجيا
يعد التعويض وسيلة قانونية مناسبة لجبرالضرر الذي مس الدائن في عقد نقل التكنولوجيا بسبب عدم قيام املدين بتنفيذ
التزامه .كما أنه يتميز عن األنظمة القانونية األخرى كنظام الفسخ ونظام الدفع بعدم التنفيذ؛ فمثال لو فرضنا أن املستورد
أف�شى السر التكنولوجي الذي هو رأسمال املورد فلن يفيده إال الحصول على تعويض مناسب بدل اللجوء إلى فسخ العقد أو
الدفع بعدم التنفيذ .ولكي يحكم القا�ضي أو املحكم بالتعويض ال بد أن تتوافرفيه مجموعة من الشروط سنبينها فيما يلي:
ً
أوال :تحديد املقصود بالتعويض في عقود نقل التكنولوجيا
إن الغرض من فرض التعويض هو جبر وإزالة الضرر الذي لحق بالدائن في عقد نقل التكنولوجيا سواء كان موردا أم
ً
مستوردا ،وغالبا ما يتم هذا التعويض بصورة عينية كما لو اقت�ضى األمر إصالح األعطاب التي مست العناصرالتكنولوجية في
منشأة املستورد أو استبدالها بعناصر أخرى جديدة .وفي حالة ما إذا تعذر التعويض العيني فنلجأ إلى طريقة التعويض بمقابل
مالي أو نقدي ،أو ما يقابله مع اشتراط أن يكون مساو ملقدارالضرر الذي لحق بالدائن .30فالثابت هنا أنه متى أخل املورد بالتزامه
العقدي املتمثل في تسليم العناصرالتكنولوجية فيحق للمستورد أواملتلقي أن يطلب التنفيذ العيني وإذا استحال ذلك فيلجأ إلى
ً
طلب التنفيذ بمقابل أو طلب فسخ العقد .31وقد أكد القضاء الجزائري على هذا املبدأ أيضا إذ أوجب على املدين تنفيذ التزامه
ً ً
عينا متى كان ذلك ممكنا وأن يتم الحكم على املدين بتعويض الضرر الناجم عن التنفيذ العيني في حالة استحالة التنفيذ.32
ً
ثانيا :شروط استحقاق التعويض في عقود نقل التكنولوجيا
متى أخل املدين بتنفيذ التزامه في عقد نقل التكنولوجيا وترتب على ذلك إلحاق ضرر بالدائن ،وبعد أن يتم إعذار املدين
ً
بتنفيذ التزامه يصبح من حق الدائن املطالبة بالتعويض من أجل جبر الضرر الذي لحقه على أن يتم تقديره وفقا للخسارة
والربح الفائت ،وسنتولى تفصيل هذه الشروط فيما يلي:
-1إخالل املدين بالتزامه الذي يرتبه عقد نقل التكنولوجيا
277
يشترط أن يصدر عن املدين إخالل بالتزامه سواء كان هذا اإلخالل بفعل إيجابي قام به املدين أو بفعل سلبي باالمتناع عن
ً
تنفيذ التزامه أو كان ناتجا عن التأخير في تنفيذ االلتزام العقدي ،وسواء كان متعمدا أو بدون قصد .ويتحقق اإلخالل بااللتزام
العقدي بثبوت عدم الوفاء.
ً ً
وقد يكون اإلخالل بالتزام أصلي يترتب على ذلك أضرارا جسيمة ،أما إذا كان اإلخالل بالتزام ثانوي فيترتب على ذلك أضرارا
بسيطة ،وال شك أن أثرهذا االختالف يظهرفي مقدارالتعويض .وال يستطيع املدين في عقد نقل التكنولوجيا أن يتحلل من هذا
االلتزام إال أذا أثبت السبب األجنبي أو القوة القاهرة أو الحادث املفاجئ أو إخالل الغير أو بتقصير من الدائن .33ويقصد بالظرف
الطارئ في عقود نقل التكنولوجيا كل تغير في الظروف املعاصرة إلبرام العقد يحول دون تنفيذ االلتزام العقدي كما لو ظهر
اختراع تكنولوجي جديد أثرعلى العناصرالتكنولوجية محل العقد.34
-2أن يلحق بالدائن في عقود نقل التكنولوجيا ضرر من جراء ذلك
إن الضرر هو أساس التعويض ومناطه ،فال يكفي اإلخالل بااللتزام العقدي وإنما يجب أن يلحق بالدائن في عقد نقل
ً
التكنولوجيا ضرر كنتيجة مباشرة لهذا اإلخالل .ويقع عبء إثباته على عاتق الدائن تطبيقا ملبدأ البينة على من ادعى ،كما
يقتصرالتعويض على الضرر املتوقع ويستثنى الضرر غيراملتوقع.
-3إعذاراملدين للقيام بتنفيذ التزامه العقدي
تنص املادة 179من القانون املدني الجزائري على أنه »:ال يستحق التعويض إال بعد إعذار املدين ما لم يوجد نص مخالف
ً
لذلك» .وتطبيقا لذلك ،ينشأ حق الدائن في املطالبة بالتعويض عن اإلخالل بااللتزام في عقد نقل التكنولوجيا ابتداء من وقت
ً
قيامه بإعذار مدينه بضرورة تنفيذ التزامه ما دام أن التنفيذ العيني ممكنا؛ ألنه إذا استحال التنفيذ العيني فال فائدة تكون
عندئذ من توجيه اإلعذار.35
الفرع الثاني
أنواع التعويض عن الضرر في عقود نقل التكنولوجيا
يوجد نوعان من التعويض :التعويض االتفاقي 36أو الشرط الجزائي الذي يتفق عليه كل من املورد واملستورد في العقد بحيث
ال يكون للغير أو القا�ضي أو املحكم أي دور في تحديده ،كما قد يكون التعويض قضائيا إذا صدر بموجب حكم قضائي أو حكم
تحكيمي.37
ً
أوال -التعويض االتفاقي أو الشرط الجزائي في عقود نقل التكنولوجيا:
ً
طبقا للقواعد العامة يجوز لألطراف املتعاقدة االتفاق على تحديد ما يجب دفعه من تعويض في حالة اإلخالل ،38ويتمثل
الشرط الجزائي في عقود نقل التكنولوجيا في الجزاء الذي يحل محل التعويض عن الضرر الذي لحق بالدائن من جراء إخالل
ً ً
املدين سواء كان موردا أو مستوردا بالتزامه العقدي أو التأخيرفي تنفيذه.
ويتميزالشرط الجزائي في عقود نقل التكنولوجيا ببعض الخصائص نوردها فيما يلي:
أ) -يعتبربمثابة ضمانة 39لتنفيذ االلتزام دون إخالل من جانب املدين.
278
ب) -يتمتع طرفي العقد بسلطة كاملة في تحديد مقدارالتعويض ونوعه ،وال يتدخل القا�ضي لإلنقاص من قيمة التعويض إال إذا
كان الدائن بخطئه قد اشترك في إحداث الضرر.40
ج) -يوفرهذا النظام على األطراف الوقت والجهد واملصاريف القضائية املتطلبة في دعوى التعويض.
د) -إن وجود هذا الشرط يدعم ويعزز من القوة امللزمة لعقد نقل التكنولوجيا وين�شئ نوع من االلتزام االقتصادي الخاص.41
ولكن أهم أثرقانوني يترتب على وجود الشرط الجزائي في عقد نقل التكنولوجيا هو أن أغلب التشريعات تجيزللقضاء مراقبة
ً
مقدارالشرط 42وإعادة تقديره وجعله مناسبا للضرر .وذلك مراعاة ملسألة هامة وهي أن تحديد مقدارالشرط الجزائي يتم قبل
ً
حدوث اإلخالل؛ أي أنه يكون جزافيا بغرض حث املدين على تنفيذ التزامه العقدي في الوقت املحدد .43كما منح املشرع الجزائري
للدائن بموجب املادة 185من القانون املدني أن يطالب بزيادة قيمة الشرط الجزائي في حالة واحدة وهي إثبات أن املدين ارتكب
ً ً
غشا أو خطأ جسيما.
ً
كما تثارمسألة قانونية أخرى ذات أهمية كبيرة أيضا وهي مسألة تحديد القانون الواجب التطبيق على الشرط الجزائي في عقد
نقل التكنولوجيا بسبب تنازع عدة قوانين لحكمه .والحقيقة أنه يتعين على القا�ضي تطبيق قانون اإلرادة متى اختار األطراف
ً ً ً
تطبيق قانون معين فيطبقه سواء كان قانون القا�ضي أو كان قانونا أجنبيا ما لم يتعارض مع النظام العام .44وبشرط أيضا
أن تكون هناك صلة حقيقية بين القانون املختار والعقد املختار سواء من جهة األطراف أو من حيث موضوعه .45أما في مصر
فقد ألزم قانون التجارة املصري 46تطبيق األحكام املوضوعية التي تضمنتها نصوص املواد من 62إلى 86على موضوع النزاع
املطروح املتعلق بعقد نقل التكنولوجيا دون حاجة لاللتجاء لقواعد اإلسناد طاملا كانت التكنولوجيا املنقولة بموجب العقد
ً ً
محال لالستخدام في الحدود اإلقليمية ملصر بصرف النظر عن جنسية األطراف املتعاقدة أو مكان إبرام العقد .47وتفاديا لهذه
الصعوبات وبالنظر إلى مزايا التحكيم كآلية لحل املنازعات فقد أصبح التحكيم هو الوسيلة األمثل واألنسب لحل منازعات
عقود نقل التكنولوجيا وغيرها من عقود التجارة الدولية .حيث أصبح بإمكان األطراف املتعاقدة تفادي املشاكل املتعلقة
بتطبيق قواعد تنازع القوانين إضافة إلى الصعوبات الناجمة عن تنفيذ الحكم القضائي األجنبي.48
ً
ثانيا :التعويض القضائي في عقود نقل التكنولوجيا
بالرجوع إلى نص املادة 188من القانون املدني الجزائري نجد أن القا�ضي يقوم بتقديرالتعويض في حالة عدم اتفاق الطرفين
املتعاقدين على تقديره .ويشمل التعويض ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب .ويخص التعويض القضائي الضرر
املباشر واملتوقع ،كما يتم تقديره على أساس حجم الضرر الناتج عن اإلخالل بااللتزام العقدي ويعتد في ذلك بوقت صدور
الحكم.49
كما أن سلطة القا�ضي في تقدير التعويض مقيدة بطلبات الخصوم ،50حيث نصت املادة 25/1من قانون اإلجراءات املدنية
واإلدارية الجزائري 51على أنه »:يتحدد موضوع النزاع باالدعاءات التي يقدمها الخصوم في عريضة افتتاح الدعوى ومذكرات
الرد».
ً ً
واألصل في التعويض أن يكون عينيا؛ وذلك بإجباراملدين بعد إعذاره على تنفيذ التزامه متى كان ذلك ممكنا ،52فإذا كان اإلخالل
279
بالعقد يتمثل في عدم التنفيذ أو التأخيرفي التنفيذ ،فإن التعويض يكون بالوفاء بااللتزام ،ومثال ذلك أن يتم االتفاق على إنشاء
مصنع بطريقة املفتاح في اليد ،ولكن املورد أخل بالتزامه وقام بتشييد مصنع آخر مشابه له ملصلحة شخص آخر ،فإنه يكون
من حق املستورد أن يطالب بإعادة الحال إلى ما كان عليه وتفكيك املصنع ألن محل العقد بالنسبة للدائن املستورد ذواعتبار.53
وقد يكون التعويض العيني عبارة عن نشر للحكم القضائي في الصحف إلزالة الضرر الذي لحق بالدائن املورد نتيجة إخالل
ً
املستورد بتنفيذ التزاماته كما لو أنتج سلعا رديئة أو ضارة بالبيئة .وعلى العكس قد يكون التعويض العيني لصالح املستورد
كما لو قام املورد باقتناء معدات لبناء مصنع بصورة عقود املفتاح في اليد وبعد تجربتها ينتشر منها دخان يضر بالبيئة ،ثم
يعرض النزاع على القا�ضي فقد يحكم بتعويض عيني يتمثل في إلزام املورد بإصالح هذا العيب أو توريد عناصر جديدة صالحة
لالستخدام.
أما إذا تعذر التعويض العيني فيحكم بالتعويض النقدي وهو عبارة عن مبلغ من النقود 54تدفع للدائن كمقابل لجبر الضرر
الذي أصابه جراء اإلخالل بااللتزام العقدي في عقد نقل التكنولوجيا كما لو أخل املستورد بالتزام الحفاظ على السرية في عقد
نقل التكنولوجيا .ويقدر التعويض على أساس ما فات الدائن من كسب وما لحقه من خسارة ،وقد يدفع هذا التعويض دفعة
واحدة أو على أقساط .ويعتمد القا�ضي في تقدير التعويض النقدي على أساس تقويم املنفعة التي يشتمل عليها االلتزام بمبلغ
من النقود .ويعتبر التعويض النقدي األكثر انتشارا بسبب صعوبة تطبيق التعويض العيني في الكثير من الحاالت ،حيث يتعذر
ً
على املدين تنفيذ االلتزام األصلي ،وعليه يلجأ إلى التعويض النقدي باعتباره األنسب واألمثل لجبر الضرر سواء كان ماديا أو
ً
معنويا .55كما تنتفي مسؤولية املورد في حالة تأخره عن مواعيد التسليم في عقود إنشاء املجمعات الصناعية إذا كان سبب
التأخير يرجع إلى القوة القاهرة أو تقصير املستورد كما لو أخل بالتزامه بتسليم األرض التي ينجز عليها املشروع باإلضافة إلى
استخراج التراخيص والوثائق الالزمة.56
ونشير إلى أن مسألة تحديد العناصر املكونة للضرر في عقود نقل التكنولوجيا تعد من املسائل القانونية التي تخضع لرقابة
محكمة النقض ،أما الوقائع التي تستخلصها محكمة املوضوع من حيث وقوع الضرر من عدمه تعد من املسائل املادية أو
الواقعية التي تقدرها املحكمة؛ أي أنها هي وحدها من تقرر ما إذا كان هناك ضرر أم ال؟ ولكن مسألة مدى جواز التعويض عن
الضرر األدبي فهي مسألة قانونية .57مع اإلشارة إلى أنه ال يستوجب التعويض عن الضرر املعنوي ذكرعناصرالتقدير.58
خـ ــاتم ـ ــة
إن عقود نقل التكنولوجيا تعد أحد أهم العوامل األساسية التي تساعد على جلب املعرفة الفنية التي تحتاجها الدول النامية
لتطويراقتصادياتها الوطنية .وما يميزهذه العقود هو انعدام التوازن العقدي بين طرفيها بسب انعدام التكافؤ االقتصادي؛ ألن
ً
املورد غالبا ما يكون من الدول املتقدمة واملستورد من الدول النامية.
ويعتبر التعويض أحد أهم اآلثار القانونية املترتبة على انعقاد املسؤولية بسبب اإلخالل بااللتزام العقدي سواء تمثل هذا
اإلخالل في عدم تسليم العناصر التكنولوجية أو التأخير في تنفيذ ذلك أو تعلق باملساس بااللتزام باملطابقة أو االلتزام بالضمان
أو مخالفة االلتزام بالحفاظ على سرية العناصرالتكنولوجية.
280
ً ً ً ً
وال يمكن الحكم بالتعويض ما لم يوجد هناك ضرر سواء كان ماديا أو معنويا ويجب أن يكون الضرر مباشرا ومتوقعا؛ ألن
الضرر غيراملتوقع ال يعوض عنه إال استثناء في حالتي الغش والخطأ الجسيم.
ً ً ً
وقد يكون التعويض عن الضرر في عقود نقل التكنولوجيا عينيا أوماديا ومن مصلحة املستورد في الغالب أن يتم التعويض عينا
ً
وليس نقدا ،كما قد يكون اتفاقيا يوضع عند إبرام العقد وقد يحكم به القا�ضي.
ورغم أن القا�ضي الوطني يتمتع بسلطات تمكنه من تعديل أو مراجعة التعويض االتفاقي ،باإلضافة إلى التأكد من مدى توافر
شروط التعويض عن الضرر إال أن مسألة تحقيق التوازن العقدي تبقى من أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه هذا النوع
ً
من العقود .وأخيرا فإنه يجب على املشرع الجزائري أن يبادر إلى تنظيم أحكام عقد نقل التكنولوجيا بنصوص خاصة كما هو
الشأن بالنسبة لبعض التشريعات املقارنة وذلك بالنظر ألهمية العقد واآلثار املترتبة عليه ،وكذا املنازعات املحتملة بشأنه ال
سيما اإلشكاليات املرتبطة بتقديرالتعويض عن الضرر الناجم عن اإلخالل بااللتزام العقدي.
الهوامش:
1انظر ،هشام عوض سالم الطراونة ،الشروط املقيدة للمنافسة في تراخيص العالمات التجارية املتعلقة بنقل التكنولوجيا ،دراسة مقارنة،
رسالة ماجستير ،كلية الدراسات الفقهية والقانونية ،جامعة آل البيت ،األردن ،2010 ،ص.1
2عرفه املشرع املصري في املادة 73من قانون التجارة رقم 17لسنة 1999على أنه »:اتفاق يتعهد بمقتضاه مورد التكنولوجيا بأن ينقل بمقابل
معلومات فنية إلى مستورد التكنولوجيا الستخدامها في طريقة فنية خاصة إلنتاج سلعة معينة أو تطويرها أو لتركيب أو تشغيل آالت أو أجهزة أو
لتقديم خدمات ،وال يعتبر نقال لتكنولوجيا مجرد بيع أو شراء أو تأجير أو استئجار السلع ،وال بيع العالمات التجارية أو األسماء التجارية أو الترخيص
ً
باستعمالها إال إذا ورد ذلك كجزء من عقد نقل التكنولوجيا أو كان مرتبطا به».
3مقتبس عن ،مراد محمود املواجدة ،املسؤولية املدنية في عقود نقل التكنولوجيا ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،األردن،2010 ،
ص.45
ً ً ً
4وهو عقد يلتزم فيه مورد التكنولوجيا بأن يقدم للمشتري مجمعا صناعيا متكامال جاهزا للتشغيل على قطعة األرض املعدة لذلك؛ وهذا بعد
تركيب اآلالت واألجهزة واملعدات وتدريب العمال وتأهيلهم .انظر ،نبيل اسماعيل الشبالق ،الطبيعة القانونية ملسؤولية األطراف في مرحلة ما قبل
التعاقد(دراسة في العقود الدولية لنقل التكنولوجيا) ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،املجلد ،29العدد الثاني،2013 ،
ص.307
5انظر ،صالح الدين جمال الدين ،عقود نقل التكنولوجيا ،دارالفكرالجامعي ،االسكندرية ،2004 ،ص ص.89 -24
7يقصد بذلك ”:نقل كافة املعلومات والوسائط الفنية التي يتكون منها حق املعرفة للمتلقي وتسليمه كافة األموال املادية امللحقة بالتكنولوجيا،
وينبغي أن يتضمن عقد نقل التكنولوجيا مكان ووقت التسليم وعدد النسخ ،ولغة املستندات ،ووحدات املقاييس واملوازين املستخدمة” .انظر،
مصطفى أحمد أبو الخير ،عقود نقل التكنولوجيا ،ايتراك للنشروالتوزيع ،الطبعة األولى ،مصر ،2007 ،ص.443
8يعتبرمن أهم االلتزامات املترتبة على عقد نقل التكنولوجيا ،حيث يمنع على املرخص له إفشاء السرالصناعي للغيرخاصة مناف�سي املرخص ،ويكون
281
ً
مسؤوال حتى بعد انقضاء عقد الترخيص على أساس املنافسة غير املشروعة .انظر ،أحمد طارق بكر البشتاوي ،عقد الترخيص باستغالل براءة
االختراع ،رسالة ماجستير ،كلية الدراسات العليا ،جامعة النجاح الوطنية ،فلسطين ،2011 ،ص.95
ذكرالسنة) ،ص.679
ص.135
16انظر ،أمررقم 75-58مؤرخ في 26سبتمبر 1975يتضمن القانون املدني ،املعدل واملتمم بالقانون رقم 07-05املؤرخ في 13مايو .2007
18انظر ،شريف غنام ،أثرتغيرالظروف في عقود التجارة الدولية ،مطبعة الفجيرة الوطنية ،الطبعة األولى ،اإلمارات ،2010 ،ص.500
24عرفته املادة 182مكرر مدني جزائري ،بأنه ”:يشمل التعويض عن الضرر املعنوي كل مساس بالحرية أو الشرف أو السمعة”.
32انظر ،قراراملحكمة العليا ،الغرفة املدنية ،ملف رقم 620974بتاريخ ، 17/02/2011مجلة املحكمة العليا ،العدد الثاني ،2011 ،ص.114
282
33انظر ،مراد محمود املواجدة ،املرجع السابق ،ص ص.357 -356
34انظر ،وفاء مزيد فلحوط ،املشاكل القانونية في عقود نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى ،بيروت،
،2008ص.613
38انظر ،مقدم سعيد ،نظرية التعويض عن الضرر املعنوي في املسؤولية املدنية ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،مطبعة النخلة ،الجزائر،1991 ،
ص.191
39إن الغرض من فرض الشرط الجزائي هو دفع املدين لتنفيذ التزامه في املدة املحددة وباملواصفات املطلوبة ،ومن املتفق عليه أن قيمة الشرط
الجزائي ال تتجاوز / 10من املبلغ اإلجمالي .انظر ،مصطفى أحمد أبو الخير ،املرجع السابق ،ص ص.458 -475
40انظر ،املادة 177من القانون املدني الجزائري
42وضمن هذا اإلطار ،تنص املادة 184/2من القانون املدني الجزائري على أنه »:ويجوز للقا�ضي أن يخفض مبلغ التعويض إذا أثبت املدين أن
ُ
التقديركان مفرطا أو أن االلتزام األصلي قد نفذ في جزء منه.
ص.243
47انظر ،حفيظة السيد الحداد ،املوجزفي القانون الدولي الخاص ،الكتاب األول ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2007 ،ص ص.420 -419
48انظر ،سعيد يوسف البستاني ،القانون الدولي الخاص ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى ،لبنان ،2004،ص.258
51انظر ،قانون رقم 08/09مؤرخ في 25/02/2008يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية ،العدد.2008 ،21
52انظر ،املادة 164من القانون املدني الجزائري
283
ً
54ويجب أن يكون الحكم القضائي الناطق بمبلغ التعويض محددا بالعملة الوطنية وليس بالعملة األجنبية .انظر ،قرار املحكمة العليا ،الغرفة
التجارية والبحرية ،ملف رقم ، 714048قراربتاريخ ،03/02/2011مجلة املحكمة العليا ،العدد األول ،2011 ،ص.232
58انظر ،قراراملحكمة العليا ،الغرفة املدنية ،ملف رقم 505072بتاريخ ،17/12/2009مجلة املحكمة العليا ،العدد األول ،2010 ،ص.135
قائمة املراجع:
أ) الكتب:
-مراد محمود املواجدة ،املسؤولية املدنية في عقود نقل التكنولوجيا ،دارالثقافة للنشروالتوزيع ،الطبعة األولى ،األردن.2010 ،
-صالح الدين جمال الدين ،عقود نقل التكنولوجيا ،دارالفكرالجامعي ،االسكندرية.2004 ،
-مصطفى أحمد أبو الخير ،عقود نقل التكنولوجيا ،ايتراك للنشروالتوزيع ،الطبعة األولى ،مصر.2007 ،
-وفاء مزيد فلحوط ،املشاكل القانونية في عقود نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى ،بيروت.2008 ،
-شريف غنام ،أثرتغيرالظروف في عقود التجارة الدولية ،مطبعة الفجيرة الوطنية ،الطبعة األولى ،اإلمارات.2010 ،
-عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني ،الجزء األول(نظرية االلتزام بوجه عام) ،دارإحياء التراث العربي ،لبنان(دون ذكرالسنة).
مقدم سعيد ،نظرية التعويض عن الضرر املعنوي في املسؤولية املدنية ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،مطبعة النخلة ،الجزائر.1991 ،
-سعيد يوسف البستاني ،القانون الدولي الخاص ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى ،لبنان.2004،
-الطيب زروتي ،القانون الدولي الخاص الجزائري ،الجزء األول(تنازع القوانين) ،مطبعة الفسيلة ،الطبعة الثانية ،الجزائر.2008 ،
-حفيظة السيد الحداد ،املوجزفي القانون الدولي الخاص ،الكتاب األول ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.2007 ،
ب)املقاالت العلمية:
-نبيل اسماعيل الشبالق ،الطبيعة القانونية ملسؤولية األطراف في مرحلة ما قبل التعاقد(دراسة في العقود الدولية لنقل التكنولوجيا) ،مجلة
ج)النصوص القانونية:
-أمررقم 75-58مؤرخ في 26سبتمبر 1975يتضمن القانون املدني ،املعدل واملتمم بالقانون رقم 07-05املؤرخ في 13مايو .2007
-قانون رقم 08/09مؤرخ في 25/02/2008يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية ،العدد.2008 ،21
د)االجتهادات القضائية:
284
-مجلة املحكمة العليا ،العدد األول.2010 ،
هـ)الرسائل العلمية:
-هشام عوض سالم الطراونة ،الشروط املقيدة للمنافسة في تراخيص العالمات التجارية املتعلقة بنقل التكنولوجيا ،دراسة مقارنة ،رسالة
.2011
285