You are on page 1of 14

‫التعويض عن الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا‬

‫مسعودي يوسف‬
‫أستاذ محاضرأ‬
‫جامعة أحمد دراية‪-‬أدرار‬
‫امللخص‪:‬‬
‫قد يحول طول مدة عقد نقل التكنولوجيا دون تنفيذه مما يلحق ضرر بالدائن يستوجب جبره بالتعويض عنه‪ .‬وسنعالج من‬
‫خالل هذه املداخلة مدى التعويض عن الضرر الناجم عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا وإبرازشروطه وأنواعه‪ ،‬وكذا‬
‫القيود الواردة على سلطة القا�ضي في تقدير التعويض وإظهار دوره في تحقيق التوازن العقدي في هذا النوع من العقود الذي‬
‫يتميزبعدم التكافؤ االقتصادي بين طرفيه وخصوصية املحل كونه يرد على املعرفة الفنية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬عقد نقل التكنولوجيا‪ ،‬مسؤولية املورد‪ ،‬أنواع التعويض‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪May converts the length of the contract of transfer of technology without the implementation of which‬‬
‫‪damage the creditor requires the reparation for compensation. We will address through this intervention‬‬
‫‪over compensation for damage caused by breach of contracts for the implementation of technology transfer,‬‬
‫‪highlighting its conditions and types, as well as limitations on the power of the judge in the assessment of‬‬
‫‪compensation and demonstrate its role in achieving balance contracts in this type of contract which is‬‬
‫‪characterized by economic parity between the Parties to it and the privacy of the being respond to the technical‬‬
‫‪knowledge.‬‬
‫‪Keywords: contract of transfer of technology, the responsibility of the supplier, Types of compensation.‬‬
‫مقدمة‬
‫لم تحظى عقود نقل التكنولوجيا بتنظيم تشريعي خاص بها في أغلب الدول النامية حيث صنفت ضمن طائفة العقود غير‬
‫املسماة على الرغم من الدور الهام الذي تلعبه في تحقيق التنمية االقتصادية كونها أداة قانونية هامة لنقل املعرفة الفنية‪.1‬‬
‫ويعرف عقد نقل التكنولوجيا‪ 2‬بأنه‪ »:‬بناء قانوني يشيرإلى توافق إرادة أطرافه على تعهد الطرف الذي يملك أويحوز تكنولوجيا‬
‫ً‬
‫معينة بنقلها إلى الطرف اآلخر بمقابل»‪ .3‬أو هو ذلك العقد الذي يتضمن نقل أحد األطراف إما نظاما لإلنتاج أو اإلدارة أو هما‬
‫ً‬
‫معا بمقابل وخالل مدة معينة‪ .‬وتتمثل الصورة التقليدية لعقد نقل التكنولوجيا في عقود ترخيص استغالل امللكية الصناعية‬
‫أو املعرفة الفنية‪ ،‬أما الصورة الحديثة لعقود نقل التكنولوجيا فتتمثل في عقود تسليم املفتاح‪ ،4‬وعقود تسليم املنتج في اليد‪،‬‬

‫‪272‬‬
‫ً‬
‫وأخيرا ظهرت عقود التعاون الصناعي‪.5‬‬
‫ً‬
‫وملا كان عقد نقل التكنولوجيا يحتاج تنفيذه فترة زمنية طويلة‪ ،‬فإنه يكون محفوفا بمخاطرعدم تنفيذ االلتزامات أو التأخير‬
‫في تنفيذها سواء من قبل املورد أو املستورد‪ .6‬ومن أمثلة ذلك‪ ،‬أن تقوم مسؤولية املورد إذا أخل بالتزامه األصلي املتمثل في نقل‬
‫العناصرالتكنولوجية‪ 7‬أو إخالله بتسليمها‪ .‬وقد يمس اإلخالل االلتزام بمطابقة العناصرالتكنولوجية أو يتمثل في إخالل املورد‬
‫بضمان التعرض واالستحقاق‪.‬‬
‫أما إذا كان اإلخالل من طرف املستورد فعادة ما يكون سببه إما عدم دفع املقابل املالي أو عدم االلتزام بالسرية‪ ،8‬وقد يكون‬
‫ً‬
‫سبب اإلخالل أيضا رفض تسلم العناصرالتكنولوجية باإلضافة إلى اإلخالل بالتزام عدم الترخيص من الباطن‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد يطال اإلخالل أيضا بعض االلتزامات املتبادلة في عقود نقل التكنولوجيا والتي تقع على عاتق الطرفين كااللتزام بتبادل‬
‫التحسينات وكذا االلتزام بدفع األعباء الضريبية‪.9‬‬
‫إن البحث في هذا املوضوع يكت�سي أهمية قانونية كبيرة بالنظر إلى الدور الذي تقوم به عقود نقل التكنولوجيا في تحقيق‬
‫التنمية االقتصادية للدول النامية‪ ،‬خاصة وأن هذه العقود تتميزبانعدام التوازن العقدي بين طرفيها بسبب ازياد حجم الفارق‬
‫االقتصادي بين الدول املتقدمة والدول النامية بحيث يؤثر ذلك على املركز القانوني لكل من املورد واملستورد‪ .‬كما أن عدم‬
‫تنظيم عقد نقل التكنولوجيا بأحكام تشريعية خاصة واالكتفاء بتطبيق القواعد العامة يثير جملة من الصعوبات واملشكالت‬
‫القانونية التي تتطلب إصدارقوانين خاصة تعالج مختلق الجوانب القانونية املرتبطة بموضوع الدراسة‪.‬‬
‫وسنركز في هذه الورقة البحثية على دراسة نظام التعويض كجزاء أو أثر قانوني مترتب على اإلخالل بااللتزام العقدي باعتباره‬
‫وسيلة قانونية هامة لجبرالضرر الذي لحق بالدائن من جراء تقصيراملدين في عقد نقل التكنولوجيا‪.‬‬
‫ً‬
‫وانطالقا مما سبق‪ ،‬ما مدى مالئمة قواعد التعويض عن الضرر الواردة في القانون املدني الجزائري لتعويض الضرر الناجم‬
‫عن اإلخالل بتنفيذ عقد نقل التكنولوجيا ؟ أم أنه يجب إخضاع ذلك ألحكام وقواعد خاصة مراعاة للمحل في عقد نقل‬
‫التكنولوجيا باعتباره يرد على املعرفة الفنية؟‪ ،‬وما مدى سلطة القا�ضي الوطني في تقدير التعويض عن الضرر في عقد نقل‬
‫التكنولوجيا وتحقيق التوازن العقدي بين طرفيه؟‬
‫وسنعتمد في دراستنا لهذا املوضوع على املنهج التحليلي‪ ،‬باإلضافة إلى االستعانة باملنهج املقارن محاولين االستفادة من‬
‫التجارب التشريعية األخرى؛ وذلك باالعتماد على خطة ثنائية تتكون من‬
‫محورين أساسين‪ ،‬نتناول كنقطة أولى تحديد مفهوم الضرر في عقود نقل التكنولوجيا ثم نتعرض لدراسة وبيان مدى التعويض‬
‫عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا وذلك من خالل املطلبين املواليين‪:‬‬
‫املطلب األول‬
‫مفهوم الضرر في عقود نقل التكنولوجيا‬
‫لقيام املسؤولية العقدية يجب أن يكون هناك خطأ وضرر إضافة إلى وجود عالقة السببية‪ ،‬وينحصر نطاق دراستنا على‬
‫الركن الثاني أي الضرر‪ .‬فما هو املقصود بالضرر الذي يتم التعويض عنه؟ وما هي شروطه وأنواعه؟‬

‫‪273‬‬
‫الفرع األول‬
‫تعريف الضرر في عقود نقل التكنولوجيا‬
‫يعرف الضرر في عقود نقل التكنولوجيا بأنه‪ »:‬كل ما يلحق الدائن‪-‬مورد أم مستورد‪ -‬من خسارة مادية أو معنوية من جراء‬
‫القيام أو االمتناع عنه من جانب املدين»‪ .10‬وال يفترض وجود الضرر ملجرد أن املدين لم يقم بالتزامه العقدي؛ ألن التأخيروحده‬
‫ً‬
‫ليس دليال على وجود الضرر وإنما ينبغي على الدائن أن يثبت تعرضه للضرر من جراء هذا التأخير‪.11‬‬
‫إن الضرر الذي يلحق بالدائن في عقود نقل التكنولوجيا يكون سببه عدم وفاء املدين بالتزاماته املترتبة عن العقد املبرم بينهما‬
‫بشرط أن تكون هناك صلة قانونية بين عقد نقل التكنولوجيا واإلخالل بتنفيذ االلتزام كالضرر الذي يلحق املستورد بسبب‬
‫تخلف املورد عن القيام بالتزامه املتمثل في نقل ملكية األدوات التكنولوجية وتسليمها للمستورد‪ .12‬وقد يكون الضرر ناتج عن‬
‫خطأ املستورد في حالة إخالله بالتزام املحافظة على سرية املعرفة الفنية أو رفضه دفع املقابل املالي‪.13‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والجدير بالذكر‪ ،‬أن مسألة تقدير وقوع الضرر في عقد نقل التكنولوجيا يختلف من عقد آلخر؛ فقد يكون بسيطا متسامحا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فيه‪ ،‬وقد يكون جسيما أو يبدأ بسيطا ثم تزداد حدته‪ .‬كما قد يتمثل أيضا في اإلخالل بااللتزام بالضمان الذي يقع على عاتق‬
‫ً‬
‫املورد أو اإلخالل بااللتزام باملطابقة‪ .‬وكذلك اإلخالل بسرية العناصر التكنولوجية‪ .‬ويستوي أيضا أن يقع اإلخالل بااللتزام في‬
‫عقد نقل التكنولوجيا سواء من قبل املورد أم املستورد‪ ،‬ويترتب على كل إخالل اللتزامات أحد الطرفين املطالبة بفسخ العقد‬
‫ً‬
‫أو التعويض أو هما معا‪.14‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫شروط تحقق الضرر في عقود نقل التكنولوجيا‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬أن يكون الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا محقق الوقوع‬
‫ً‬
‫محتمال‪ ،‬ويستوي في ذلك أن يكون‬ ‫ً‬
‫مستحيال فقد يكون محقق الوقوع وقد يكون‬ ‫ً‬
‫يكون الضرر محققا إذا كان حاال‪ ،‬أما إذا كان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هذا الضرر ماديا أو معنويا‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬فإن الضرر يكون محققا في عقود نقل التكنولوجيا إذا أصاب العناصر التكنولوجية‬
‫تلف أو عطب أثناء عملية النقل بما يحول من االنتفاع من هذه العناصر‪.‬‬
‫ً‬
‫وبالنسبة للضرر املستقبلي أو املحتمل الوقوع في عقد نقل التكنولوجيا فال يتم التعويض عنه إال إذا تحقق فعال‪ .‬وينبغي‬
‫ً‬
‫التمييزهنا أيضا بين ما إذا كان الضرر محقق الوقوع في املستقبل القريب؛ ففي هذه الحالة يجوز للدائن أن يطالب بالتعويض‬
‫عنه متى أمكن تقديره‪ .‬أما إذا تعذر تقدير التعويض جاز للقا�ضي أو املحكم أن يعمل على تأجيل الحكم بالتعويض حتى يتبين‬
‫مدى الضرر أو درجة خطورته‪.15‬‬
‫وهذا ما أخذ به املشرع الجزائري في املادة ‪ 131‬من القانون املدني‪ ،16‬حيث نصت على أنه‪ »:‬يقدر القا�ضي مدى التعويض عن‬
‫ً‬
‫الضرر الذي لحق املصاب طبقا ألحكام املادتين ‪ 182‬و‪ 182‬مكرر مع مراعاة الظروف املالبسة‪ ،‬فإن لم يتيسرله وقت الحكم أن‬
‫يقدرمدى التعويض بصفة نهائية‪ ،‬فله أن يحتفظ للمضروربالحق في أن يطالب خالل مدة معينة بالنظرمن جديد في التقدير»‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون الضرر الناتج عن االخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا مباشرا‬
‫ً‬
‫يكون الضرر مباشرا في عقد نقل التكنولوجيا إذا كان بفعل إخالل املدين وحده دون وجود سبب آخر؛ أي أنه ال بد أن تقوم‬
‫عالقة السببية بينه وبين إخالل املدين بالوفاء بالتزامه أو التأخيرفيه ما لم يكن في وسع الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول‪.‬‬
‫ً‬
‫أما إذا لم تربطه بإخالل املدين عالقة سببية فيكون الضرر في هذه الحالة غيرمباشرا؛ وبالتالي ال يلزم املدين بالتعويض عنه‪.17‬‬
‫ً‬
‫ويرى بعض الفقه أن الدائن إذا لم يبذل جهد معقول في توقي الضرر يكون أيضا قد أخطأ؛ وعليه أن يتحمل تبعة خطئه بتحمل‬
‫األضراراملترتبة عن الخطأ‪.18‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا متوقعا‬
‫كما لو تعاقد املورد مع الناقل لنقل عناصر تكنولوجية إلى املستورد‪ ،‬وتم وضع هذه البضاعة في صناديق مقفلة دون علم‬
‫الناقل بذلك‪ ،‬فإذا وقع حادث وأتلفت هذه البضاعة فإن التعويض عن الضرر يكون فقط على أساس قيمة الحديد وليس عن‬
‫العناصر التكنولوجية؛ وهذا الشرط تختص به املسؤولية العقدية دون التقصيرية باستثناء حالتي الغش واإلخالل الجسيم‪.‬‬
‫ولذلك فإن التعويض عن الضرر يشمل فقط الضرر الذي يكن في استطاعة كل من املورد واملستورد أن يتوقعاه وقت إبرام‬
‫العقد‪ ،19‬وهذا ما نص عليه املشرع الجزائري في املادة ‪ 182/2‬حيث ورد فيها ما يلي‪ »:‬غيرأنه إذا كان االلتزام مصدره العقد‪ ،‬فال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يلتزم املدين الذي لم يرتكب غشا أو خطأ جسيما إال بتعويض الضرر الذي كان يمكن توقعه عادة وقت التعاقد»‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬أال يكون الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا قد سبق تعويضه‬
‫ال يجوز الحكم بالتعويض على املدين املتسبب في الضرر في عقد نقل التكنولوجيا مرتين في دعويين مختلفتين‪ ،‬ولكن يمكن أن‬
‫يفرض على املدين في عقد نقل التكنولوجيا جزائيين في وقت واحد عن نفس اإلخالل‪ .‬وعليه‪ ،‬إذا قام املورد بتعويض املستورد‬
‫عما لحق به من ضرر فتبرأ ذمته؛ وال يمكن مطالبته بتعويض آخرعن نفس الضرر ‪.‬‬
‫والجديربالذكر‪ ،‬أن إثبات الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا يقع على عاتق املدين سواء كان املورد أم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املستورد عمال بقاعدة « البينة على من ادعى»‪ ،‬وتطبيقا لذلك إذا أصاب املستورد ضرر بسبب إخالل املورد بالتزامه باملطابقة‬
‫ً‬
‫بالنسبة للعناصرالتكنولوجية املسلمة‪ ،‬فيجب على الدائن املستورد أن يثبت هذا اإلخالل بكافة طرق اإلثبات املقررة قانونا‪.20‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫أنواع الضرر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا‬
‫تتمثل هذه األنواع في كل من الضرر املادي والضرر املعنوي املترتب عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ً‬
‫الضرر املباشر والضرر غير املباشر الناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا‪ .‬وأخيرا الضرر املتوقع وغير املتوقع الناتج‬
‫عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا‪ .‬وهذا ما سنوضحه من خالل ما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬الضرر املادي والضرر املعنوي الناجم عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا‬
‫أ) الضرر املادي‪ :‬يصيب الضرر املادي الدائن في ماله أو جسمه وفقا للقواعد العامة‪ ،21‬و يعرف الضرر املادي في عقود نقل‬
‫التكنولوجيا بأنه‪ »:‬كل ما لحق بأحد طرفي العقد من خسارة مالية كنفقات نقل العناصر التكنولوجية‪ ،‬وما فاته من كسب‬

‫‪275‬‬
‫كعدم االستفادة من هذه العناصرفي تحقيق أهدافه بسبب الضرر الذي أصابه من جراء التأخيرفي تنفيذ أحد االلتزامات التي‬
‫يرتبها هذا العقد»‪.22‬‬
‫إذن‪ ،‬قد يكون الضرر املادي عبارة عن هالك كلي للعناصرالتكنولوجية أو هالك أو تلف جزئي لها‪ .‬وبالتالي يترتب على ذلك إما‬
‫انعدام االستفادة من القيمة االقتصادية لهذه العناصر‪ ،‬أو فقط االنقاص من قيمتها بحسب درجة التلف‪.23‬‬
‫ب) الضرر املعنوي‪ :‬يخص الضرر املعنوي‪ 24‬كل ما يمس الجانب الشخ�صي للذمة املالية ألحد طرفي عقد نقل التكنولوجيا؛‬
‫ومن ثم نستبعد ذلك الضرر الذي يمس العناصر التكنولوجية محل العقد‪ ،‬ومن أمثلة الضرر األدبي تشويه السمعة أو إنتاج‬
‫منتجات غير مطابقة ملواصفات املورد‪ ،‬حيث ال يتم تسويقها لرداءتها فيصاب املورد بضرر مادي نتيجة عزوف األفراد عن‬
‫اقتنائها وضرر معنوي بسبب أن هذه العناصر التكنولوجية لم تعد محل ثقة املستهلكين‪ .‬كما أن مجرد اإلخالل بتنفيذ عقود‬
‫نقل التكنولوجيا قد يترتب عليه ضرر أدبي يستوجب تعويضه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضرر املباشروالضرر غيراملباشرالناتج عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا‬
‫أ) الضرر املباشر‪ :‬يقصد به تلك النتيجة الطبيعية التي تحدث بسبب تخلف أحد أطراف عقد نقل التكنولوجيا عن تنفيذ‬
‫التزامه كما لو تأخراملورد عن تسليم العناصرالتكنولوجية في الوقت املحدد واملتفق عليه للمستورد‪.‬‬
‫ومناط التمييز بين الضرر املباشر والضرر غير املباشر هو وجود عالقة السببية بين فعل املدين والضرر الذي أصاب الدائن‪،‬‬
‫ً‬
‫فإذا كانت العالقة قائمة كان الضرر مباشرا‪ ،‬أما إذا انعدمت كان الضرر غيرمباشر‪ .‬وهذا ما ذهب إليه املشرع الجزائري حيث‬
‫اعتبر في املادة ‪ 182‬مدني أن الضرر املباشر هو تلك النتيجة الطبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو التأخير في الوفاء ما لم يكن في‬
‫استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول‪.‬‬
‫ب) الضرر غير املباشر‪ :‬يحدث الضرر غير املباشر عندما تنقطع عالقة السببية بينه وبين اإلخالل بااللتزام امللقى على عاتق‬
‫املدين في عقد نقل التكنولوجيا‪ ،‬وعليه تنتفي مسؤولية املورد عن الضرر الذي أصاب املستورد إذا لم يكن الضرر نتيجة‬
‫ً‬
‫طبيعية لفعل املورد‪ .‬كما قد تتوالى األضرارغيراملباشرة ولكن التعويض يكون دائما فقط عن األضراراملباشرة‪ .25‬أما الضرر غير‬
‫املباشرفال يكون التعويض عنه سواء في املسؤولية العقدية أو التقصيرية‪.26‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬الضرر املتوقع والضرر غيراملتوقع في عقود نقل التكنولوجيا‬
‫ً‬
‫أ) الضرر املتوقع‪ :‬يكون املدين في عقود نقل التكنولوجيا ملزما بالتعويض عن الضرر املتوقع فقط؛ أي ذلك الضرر الذي كان‬
‫بوسعه توقع سببه أو مقداره وقت برام العقد‪.‬‬
‫ويرجع في تقديروقوع الضرر من عدمه إلى معيارموضوعي مجرد وليس معيارشخ�صي ذاتي؛ ويتم تقديرذلك بشكل موضوعي‬
‫بمقارنة سلوك املدين في عقد نقل التكنولوجيا بسلوك الشخص سوي اإلدراك من صنفه إذا ما وجد في نفس الظروف‪.27‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ب) الضرغيراملتوقع‪ :‬يكون الضرر غيرمتوقعا أو احتماليا في عقد نقل التكنولوجيا إذا لم يقع في الحال أو هو غيرمحقق الوقوع‬
‫في املستقبل‪.‬؛ ولذلك فإن املدين ال يسئل عنه و ال يلزم بالتعويض إال على القدر املتوقع منه ألن مسألة تحديد الضرر ترتبط‬
‫بعامل مجهول لم ينتج أثره بعد‪ ،‬وبالتالي وجب االنتظار حتى يتحقق الضرر‪ ،‬ومن ثم تحديد مداه والتعويض عنه‪ .‬ومن أمثلة‬

‫‪276‬‬
‫ذلك أن يتم شراء عناصرتكنولوجية مثقلة برهن‪ ،‬ففي هذا الفرض ال يرجع الدائن املستورد على املدين املورد بطلب التعويض‬
‫إال إذا تحقق هذا الضرر االحتمالي ولم يستوفي الدائن املرتهن حقه من املورد‪ .28‬وما يبرر قصرالتعويض في املسؤولية العقدية‬
‫على الضرر املتوقع هو أن القانون افترض أن إرادة األطراف قد اتجهت إلى قصر املسؤولية عن الضرر املتوقع الذي ارتضاه‬
‫املدين‪.29‬‬
‫املطلب الثاني‬
‫مدى التعويض عن اإلخالل بتنفيذ عقود نقل التكنولوجيا‬
‫يعتبر التعويض أحد أهم اآلثار القانونية التي تترتب عن اإلخالل بااللتزام العقدي في عقد نقل التكنولوجيا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اآلثاراألخرى املتمثلة في الدفع بعدم التنفيذ والفسخ‪ ،‬وينحصرموضوع دراستنا في بحث األحكام القانونية املتعلقة بالتعويض‬
‫الواردة في القواعد العامة ومدى تطبيقها على عقود نقل التكنولوجيا‪ ،‬وهذا ما سنتعرف عليه من خالل الفروع املوالية‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫مفهوم التعويض في عقود نقل التكنولوجيا‬
‫يعد التعويض وسيلة قانونية مناسبة لجبرالضرر الذي مس الدائن في عقد نقل التكنولوجيا بسبب عدم قيام املدين بتنفيذ‬
‫التزامه‪ .‬كما أنه يتميز عن األنظمة القانونية األخرى كنظام الفسخ ونظام الدفع بعدم التنفيذ؛ فمثال لو فرضنا أن املستورد‬
‫أف�شى السر التكنولوجي الذي هو رأسمال املورد فلن يفيده إال الحصول على تعويض مناسب بدل اللجوء إلى فسخ العقد أو‬
‫الدفع بعدم التنفيذ‪ .‬ولكي يحكم القا�ضي أو املحكم بالتعويض ال بد أن تتوافرفيه مجموعة من الشروط سنبينها فيما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬تحديد املقصود بالتعويض في عقود نقل التكنولوجيا‬
‫إن الغرض من فرض التعويض هو جبر وإزالة الضرر الذي لحق بالدائن في عقد نقل التكنولوجيا سواء كان موردا أم‬
‫ً‬
‫مستوردا‪ ،‬وغالبا ما يتم هذا التعويض بصورة عينية كما لو اقت�ضى األمر إصالح األعطاب التي مست العناصرالتكنولوجية في‬
‫منشأة املستورد أو استبدالها بعناصر أخرى جديدة‪ .‬وفي حالة ما إذا تعذر التعويض العيني فنلجأ إلى طريقة التعويض بمقابل‬
‫مالي أو نقدي‪ ،‬أو ما يقابله مع اشتراط أن يكون مساو ملقدارالضرر الذي لحق بالدائن‪ .30‬فالثابت هنا أنه متى أخل املورد بالتزامه‬
‫العقدي املتمثل في تسليم العناصرالتكنولوجية فيحق للمستورد أواملتلقي أن يطلب التنفيذ العيني وإذا استحال ذلك فيلجأ إلى‬
‫ً‬
‫طلب التنفيذ بمقابل أو طلب فسخ العقد‪ .31‬وقد أكد القضاء الجزائري على هذا املبدأ أيضا إذ أوجب على املدين تنفيذ التزامه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عينا متى كان ذلك ممكنا وأن يتم الحكم على املدين بتعويض الضرر الناجم عن التنفيذ العيني في حالة استحالة التنفيذ‪.32‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬شروط استحقاق التعويض في عقود نقل التكنولوجيا‬
‫متى أخل املدين بتنفيذ التزامه في عقد نقل التكنولوجيا وترتب على ذلك إلحاق ضرر بالدائن‪ ،‬وبعد أن يتم إعذار املدين‬
‫ً‬
‫بتنفيذ التزامه يصبح من حق الدائن املطالبة بالتعويض من أجل جبر الضرر الذي لحقه على أن يتم تقديره وفقا للخسارة‬
‫والربح الفائت‪ ،‬وسنتولى تفصيل هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إخالل املدين بالتزامه الذي يرتبه عقد نقل التكنولوجيا‬

‫‪277‬‬
‫يشترط أن يصدر عن املدين إخالل بالتزامه سواء كان هذا اإلخالل بفعل إيجابي قام به املدين أو بفعل سلبي باالمتناع عن‬
‫ً‬
‫تنفيذ التزامه أو كان ناتجا عن التأخير في تنفيذ االلتزام العقدي‪ ،‬وسواء كان متعمدا أو بدون قصد‪ .‬ويتحقق اإلخالل بااللتزام‬
‫العقدي بثبوت عدم الوفاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وقد يكون اإلخالل بالتزام أصلي يترتب على ذلك أضرارا جسيمة‪ ،‬أما إذا كان اإلخالل بالتزام ثانوي فيترتب على ذلك أضرارا‬
‫بسيطة‪ ،‬وال شك أن أثرهذا االختالف يظهرفي مقدارالتعويض‪ .‬وال يستطيع املدين في عقد نقل التكنولوجيا أن يتحلل من هذا‬
‫االلتزام إال أذا أثبت السبب األجنبي أو القوة القاهرة أو الحادث املفاجئ أو إخالل الغير أو بتقصير من الدائن‪ .33‬ويقصد بالظرف‬
‫الطارئ في عقود نقل التكنولوجيا كل تغير في الظروف املعاصرة إلبرام العقد يحول دون تنفيذ االلتزام العقدي كما لو ظهر‬
‫اختراع تكنولوجي جديد أثرعلى العناصرالتكنولوجية محل العقد‪.34‬‬
‫‪ -2‬أن يلحق بالدائن في عقود نقل التكنولوجيا ضرر من جراء ذلك‬
‫إن الضرر هو أساس التعويض ومناطه‪ ،‬فال يكفي اإلخالل بااللتزام العقدي وإنما يجب أن يلحق بالدائن في عقد نقل‬
‫ً‬
‫التكنولوجيا ضرر كنتيجة مباشرة لهذا اإلخالل‪ .‬ويقع عبء إثباته على عاتق الدائن تطبيقا ملبدأ البينة على من ادعى‪ ،‬كما‬
‫يقتصرالتعويض على الضرر املتوقع ويستثنى الضرر غيراملتوقع‪.‬‬
‫‪ -3‬إعذاراملدين للقيام بتنفيذ التزامه العقدي‬
‫تنص املادة ‪ 179‬من القانون املدني الجزائري على أنه‪ »:‬ال يستحق التعويض إال بعد إعذار املدين ما لم يوجد نص مخالف‬
‫ً‬
‫لذلك»‪ .‬وتطبيقا لذلك‪ ،‬ينشأ حق الدائن في املطالبة بالتعويض عن اإلخالل بااللتزام في عقد نقل التكنولوجيا ابتداء من وقت‬
‫ً‬
‫قيامه بإعذار مدينه بضرورة تنفيذ التزامه ما دام أن التنفيذ العيني ممكنا؛ ألنه إذا استحال التنفيذ العيني فال فائدة تكون‬
‫عندئذ من توجيه اإلعذار‪.35‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أنواع التعويض عن الضرر في عقود نقل التكنولوجيا‬
‫يوجد نوعان من التعويض‪ :‬التعويض االتفاقي‪ 36‬أو الشرط الجزائي الذي يتفق عليه كل من املورد واملستورد في العقد بحيث‬
‫ال يكون للغير أو القا�ضي أو املحكم أي دور في تحديده‪ ،‬كما قد يكون التعويض قضائيا إذا صدر بموجب حكم قضائي أو حكم‬
‫تحكيمي‪.37‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ -‬التعويض االتفاقي أو الشرط الجزائي في عقود نقل التكنولوجيا‪:‬‬
‫ً‬
‫طبقا للقواعد العامة يجوز لألطراف املتعاقدة االتفاق على تحديد ما يجب دفعه من تعويض في حالة اإلخالل‪ ،38‬ويتمثل‬
‫الشرط الجزائي في عقود نقل التكنولوجيا في الجزاء الذي يحل محل التعويض عن الضرر الذي لحق بالدائن من جراء إخالل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املدين سواء كان موردا أو مستوردا بالتزامه العقدي أو التأخيرفي تنفيذه‪.‬‬
‫ويتميزالشرط الجزائي في عقود نقل التكنولوجيا ببعض الخصائص نوردها فيما يلي‪:‬‬
‫أ)‪ -‬يعتبربمثابة ضمانة‪ 39‬لتنفيذ االلتزام دون إخالل من جانب املدين‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫ب)‪ -‬يتمتع طرفي العقد بسلطة كاملة في تحديد مقدارالتعويض ونوعه‪ ،‬وال يتدخل القا�ضي لإلنقاص من قيمة التعويض إال إذا‬
‫كان الدائن بخطئه قد اشترك في إحداث الضرر‪.40‬‬
‫ج)‪ -‬يوفرهذا النظام على األطراف الوقت والجهد واملصاريف القضائية املتطلبة في دعوى التعويض‪.‬‬
‫د)‪ -‬إن وجود هذا الشرط يدعم ويعزز من القوة امللزمة لعقد نقل التكنولوجيا وين�شئ نوع من االلتزام االقتصادي الخاص‪.41‬‬
‫ولكن أهم أثرقانوني يترتب على وجود الشرط الجزائي في عقد نقل التكنولوجيا هو أن أغلب التشريعات تجيزللقضاء مراقبة‬
‫ً‬
‫مقدارالشرط‪ 42‬وإعادة تقديره وجعله مناسبا للضرر‪ .‬وذلك مراعاة ملسألة هامة وهي أن تحديد مقدارالشرط الجزائي يتم قبل‬
‫ً‬
‫حدوث اإلخالل؛ أي أنه يكون جزافيا بغرض حث املدين على تنفيذ التزامه العقدي في الوقت املحدد‪ .43‬كما منح املشرع الجزائري‬
‫للدائن بموجب املادة ‪ 185‬من القانون املدني أن يطالب بزيادة قيمة الشرط الجزائي في حالة واحدة وهي إثبات أن املدين ارتكب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غشا أو خطأ جسيما‪.‬‬
‫ً‬
‫كما تثارمسألة قانونية أخرى ذات أهمية كبيرة أيضا وهي مسألة تحديد القانون الواجب التطبيق على الشرط الجزائي في عقد‬
‫نقل التكنولوجيا بسبب تنازع عدة قوانين لحكمه‪ .‬والحقيقة أنه يتعين على القا�ضي تطبيق قانون اإلرادة متى اختار األطراف‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تطبيق قانون معين فيطبقه سواء كان قانون القا�ضي أو كان قانونا أجنبيا ما لم يتعارض مع النظام العام‪ .44‬وبشرط أيضا‬
‫أن تكون هناك صلة حقيقية بين القانون املختار والعقد املختار سواء من جهة األطراف أو من حيث موضوعه‪ .45‬أما في مصر‬
‫فقد ألزم قانون التجارة املصري‪ 46‬تطبيق األحكام املوضوعية التي تضمنتها نصوص املواد من ‪ 62‬إلى ‪ 86‬على موضوع النزاع‬
‫املطروح املتعلق بعقد نقل التكنولوجيا دون حاجة لاللتجاء لقواعد اإلسناد طاملا كانت التكنولوجيا املنقولة بموجب العقد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫محال لالستخدام في الحدود اإلقليمية ملصر بصرف النظر عن جنسية األطراف املتعاقدة أو مكان إبرام العقد‪ .47‬وتفاديا لهذه‬
‫الصعوبات وبالنظر إلى مزايا التحكيم كآلية لحل املنازعات فقد أصبح التحكيم هو الوسيلة األمثل واألنسب لحل منازعات‬
‫عقود نقل التكنولوجيا وغيرها من عقود التجارة الدولية‪ .‬حيث أصبح بإمكان األطراف املتعاقدة تفادي املشاكل املتعلقة‬
‫بتطبيق قواعد تنازع القوانين إضافة إلى الصعوبات الناجمة عن تنفيذ الحكم القضائي األجنبي‪.48‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬التعويض القضائي في عقود نقل التكنولوجيا‬
‫بالرجوع إلى نص املادة ‪ 188‬من القانون املدني الجزائري نجد أن القا�ضي يقوم بتقديرالتعويض في حالة عدم اتفاق الطرفين‬
‫املتعاقدين على تقديره‪ .‬ويشمل التعويض ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب‪ .‬ويخص التعويض القضائي الضرر‬
‫املباشر واملتوقع‪ ،‬كما يتم تقديره على أساس حجم الضرر الناتج عن اإلخالل بااللتزام العقدي ويعتد في ذلك بوقت صدور‬
‫الحكم‪.49‬‬
‫كما أن سلطة القا�ضي في تقدير التعويض مقيدة بطلبات الخصوم‪ ،50‬حيث نصت املادة ‪ 25/1‬من قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية الجزائري‪ 51‬على أنه‪ »:‬يتحدد موضوع النزاع باالدعاءات التي يقدمها الخصوم في عريضة افتتاح الدعوى ومذكرات‬
‫الرد»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واألصل في التعويض أن يكون عينيا؛ وذلك بإجباراملدين بعد إعذاره على تنفيذ التزامه متى كان ذلك ممكنا‪ ،52‬فإذا كان اإلخالل‬

‫‪279‬‬
‫بالعقد يتمثل في عدم التنفيذ أو التأخيرفي التنفيذ‪ ،‬فإن التعويض يكون بالوفاء بااللتزام‪ ،‬ومثال ذلك أن يتم االتفاق على إنشاء‬
‫مصنع بطريقة املفتاح في اليد‪ ،‬ولكن املورد أخل بالتزامه وقام بتشييد مصنع آخر مشابه له ملصلحة شخص آخر‪ ،‬فإنه يكون‬
‫من حق املستورد أن يطالب بإعادة الحال إلى ما كان عليه وتفكيك املصنع ألن محل العقد بالنسبة للدائن املستورد ذواعتبار‪.53‬‬
‫وقد يكون التعويض العيني عبارة عن نشر للحكم القضائي في الصحف إلزالة الضرر الذي لحق بالدائن املورد نتيجة إخالل‬
‫ً‬
‫املستورد بتنفيذ التزاماته كما لو أنتج سلعا رديئة أو ضارة بالبيئة‪ .‬وعلى العكس قد يكون التعويض العيني لصالح املستورد‬
‫كما لو قام املورد باقتناء معدات لبناء مصنع بصورة عقود املفتاح في اليد وبعد تجربتها ينتشر منها دخان يضر بالبيئة‪ ،‬ثم‬
‫يعرض النزاع على القا�ضي فقد يحكم بتعويض عيني يتمثل في إلزام املورد بإصالح هذا العيب أو توريد عناصر جديدة صالحة‬
‫لالستخدام‪.‬‬
‫أما إذا تعذر التعويض العيني فيحكم بالتعويض النقدي وهو عبارة عن مبلغ من النقود‪ 54‬تدفع للدائن كمقابل لجبر الضرر‬
‫الذي أصابه جراء اإلخالل بااللتزام العقدي في عقد نقل التكنولوجيا كما لو أخل املستورد بالتزام الحفاظ على السرية في عقد‬
‫نقل التكنولوجيا ‪ .‬ويقدر التعويض على أساس ما فات الدائن من كسب وما لحقه من خسارة‪ ،‬وقد يدفع هذا التعويض دفعة‬
‫واحدة أو على أقساط‪ .‬ويعتمد القا�ضي في تقدير التعويض النقدي على أساس تقويم املنفعة التي يشتمل عليها االلتزام بمبلغ‬
‫من النقود‪ .‬ويعتبر التعويض النقدي األكثر انتشارا بسبب صعوبة تطبيق التعويض العيني في الكثير من الحاالت‪ ،‬حيث يتعذر‬
‫ً‬
‫على املدين تنفيذ االلتزام األصلي‪ ،‬وعليه يلجأ إلى التعويض النقدي باعتباره األنسب واألمثل لجبر الضرر سواء كان ماديا أو‬
‫ً‬
‫معنويا‪ .55‬كما تنتفي مسؤولية املورد في حالة تأخره عن مواعيد التسليم في عقود إنشاء املجمعات الصناعية إذا كان سبب‬
‫التأخير يرجع إلى القوة القاهرة أو تقصير املستورد كما لو أخل بالتزامه بتسليم األرض التي ينجز عليها املشروع باإلضافة إلى‬
‫استخراج التراخيص والوثائق الالزمة‪.56‬‬
‫ونشير إلى أن مسألة تحديد العناصر املكونة للضرر في عقود نقل التكنولوجيا تعد من املسائل القانونية التي تخضع لرقابة‬
‫محكمة النقض‪ ،‬أما الوقائع التي تستخلصها محكمة املوضوع من حيث وقوع الضرر من عدمه تعد من املسائل املادية أو‬
‫الواقعية التي تقدرها املحكمة؛ أي أنها هي وحدها من تقرر ما إذا كان هناك ضرر أم ال؟ ولكن مسألة مدى جواز التعويض عن‬
‫الضرر األدبي فهي مسألة قانونية‪ .57‬مع اإلشارة إلى أنه ال يستوجب التعويض عن الضرر املعنوي ذكرعناصرالتقدير‪.58‬‬
‫خـ ــاتم ـ ــة‬
‫إن عقود نقل التكنولوجيا تعد أحد أهم العوامل األساسية التي تساعد على جلب املعرفة الفنية التي تحتاجها الدول النامية‬
‫لتطويراقتصادياتها الوطنية‪ .‬وما يميزهذه العقود هو انعدام التوازن العقدي بين طرفيها بسب انعدام التكافؤ االقتصادي؛ ألن‬
‫ً‬
‫املورد غالبا ما يكون من الدول املتقدمة واملستورد من الدول النامية‪.‬‬
‫ويعتبر التعويض أحد أهم اآلثار القانونية املترتبة على انعقاد املسؤولية بسبب اإلخالل بااللتزام العقدي سواء تمثل هذا‬
‫اإلخالل في عدم تسليم العناصر التكنولوجية أو التأخير في تنفيذ ذلك أو تعلق باملساس بااللتزام باملطابقة أو االلتزام بالضمان‬
‫أو مخالفة االلتزام بالحفاظ على سرية العناصرالتكنولوجية‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وال يمكن الحكم بالتعويض ما لم يوجد هناك ضرر سواء كان ماديا أو معنويا ويجب أن يكون الضرر مباشرا ومتوقعا؛ ألن‬
‫الضرر غيراملتوقع ال يعوض عنه إال استثناء في حالتي الغش والخطأ الجسيم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وقد يكون التعويض عن الضرر في عقود نقل التكنولوجيا عينيا أوماديا ومن مصلحة املستورد في الغالب أن يتم التعويض عينا‬
‫ً‬
‫وليس نقدا‪ ،‬كما قد يكون اتفاقيا يوضع عند إبرام العقد وقد يحكم به القا�ضي‪.‬‬
‫ورغم أن القا�ضي الوطني يتمتع بسلطات تمكنه من تعديل أو مراجعة التعويض االتفاقي‪ ،‬باإلضافة إلى التأكد من مدى توافر‬
‫شروط التعويض عن الضرر إال أن مسألة تحقيق التوازن العقدي تبقى من أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه هذا النوع‬
‫ً‬
‫من العقود‪ .‬وأخيرا فإنه يجب على املشرع الجزائري أن يبادر إلى تنظيم أحكام عقد نقل التكنولوجيا بنصوص خاصة كما هو‬
‫الشأن بالنسبة لبعض التشريعات املقارنة وذلك بالنظر ألهمية العقد واآلثار املترتبة عليه‪ ،‬وكذا املنازعات املحتملة بشأنه ال‬
‫سيما اإلشكاليات املرتبطة بتقديرالتعويض عن الضرر الناجم عن اإلخالل بااللتزام العقدي‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬انظر‪ ،‬هشام عوض سالم الطراونة‪ ،‬الشروط املقيدة للمنافسة في تراخيص العالمات التجارية املتعلقة بنقل التكنولوجيا‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات الفقهية والقانونية‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.1‬‬

‫‪ 2‬عرفه املشرع املصري في املادة ‪ 73‬من قانون التجارة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬على أنه‪ »:‬اتفاق يتعهد بمقتضاه مورد التكنولوجيا بأن ينقل بمقابل‬

‫معلومات فنية إلى مستورد التكنولوجيا الستخدامها في طريقة فنية خاصة إلنتاج سلعة معينة أو تطويرها أو لتركيب أو تشغيل آالت أو أجهزة أو‬

‫لتقديم خدمات‪ ،‬وال يعتبر نقال لتكنولوجيا مجرد بيع أو شراء أو تأجير أو استئجار السلع‪ ،‬وال بيع العالمات التجارية أو األسماء التجارية أو الترخيص‬
‫ً‬
‫باستعمالها إال إذا ورد ذلك كجزء من عقد نقل التكنولوجيا أو كان مرتبطا به»‪.‬‬

‫‪ 3‬مقتبس عن‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املسؤولية املدنية في عقود نقل التكنولوجيا‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪،2010 ،‬‬

‫ص‪.45‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 4‬وهو عقد يلتزم فيه مورد التكنولوجيا بأن يقدم للمشتري مجمعا صناعيا متكامال جاهزا للتشغيل على قطعة األرض املعدة لذلك؛ وهذا بعد‬

‫تركيب اآلالت واألجهزة واملعدات وتدريب العمال وتأهيلهم‪ .‬انظر‪ ،‬نبيل اسماعيل الشبالق‪ ،‬الطبيعة القانونية ملسؤولية األطراف في مرحلة ما قبل‬

‫التعاقد(دراسة في العقود الدولية لنقل التكنولوجيا)‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،29‬العدد الثاني‪،2013 ،‬‬

‫ص‪.307‬‬

‫‪ 5‬انظر‪ ،‬صالح الدين جمال الدين‪ ،‬عقود نقل التكنولوجيا‪ ،‬دارالفكرالجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ص‪.89 -24‬‬

‫‪ 6‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪ 7‬يقصد بذلك‪ ”:‬نقل كافة املعلومات والوسائط الفنية التي يتكون منها حق املعرفة للمتلقي وتسليمه كافة األموال املادية امللحقة بالتكنولوجيا‪،‬‬

‫وينبغي أن يتضمن عقد نقل التكنولوجيا مكان ووقت التسليم وعدد النسخ‪ ،‬ولغة املستندات‪ ،‬ووحدات املقاييس واملوازين املستخدمة”‪ .‬انظر‪،‬‬

‫مصطفى أحمد أبو الخير‪ ،‬عقود نقل التكنولوجيا‪ ،‬ايتراك للنشروالتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪.443‬‬
‫‪ 8‬يعتبرمن أهم االلتزامات املترتبة على عقد نقل التكنولوجيا‪ ،‬حيث يمنع على املرخص له إفشاء السرالصناعي للغيرخاصة مناف�سي املرخص‪ ،‬ويكون‬

‫‪281‬‬
‫ً‬
‫مسؤوال حتى بعد انقضاء عقد الترخيص على أساس املنافسة غير املشروعة‪ .‬انظر‪ ،‬أحمد طارق بكر البشتاوي‪ ،‬عقد الترخيص باستغالل براءة‬
‫االختراع‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‪ ،2011 ،‬ص‪.95‬‬

‫‪ 9‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.155‬‬

‫‪ 10‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.184‬‬


‫‪ 11‬انظر‪ ،‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون املدني‪ ،‬الجزء األول(نظرية االلتزام بوجه عام)‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬لبنان(دون‬

‫ذكرالسنة)‪ ،‬ص‪.679‬‬

‫‪ 12‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.184‬‬


‫‪ 13‬انظر‪ ،‬حسن علي كاظم‪ ،‬تسوية املنازعات الناشئة عن عقد الترخيص الدولي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2004/2005 ،‬‬

‫ص‪.135‬‬

‫‪ 14‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.186 -185‬‬

‫‪ 15‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.188‬‬

‫‪ 16‬انظر‪ ،‬أمررقم ‪ 75-58‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬يتضمن القانون املدني‪ ،‬املعدل واملتمم بالقانون رقم ‪ 07-05‬املؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪.2007‬‬

‫‪ 17‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.189 -188‬‬

‫‪ 18‬انظر‪ ،‬شريف غنام‪ ،‬أثرتغيرالظروف في عقود التجارة الدولية‪ ،‬مطبعة الفجيرة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلمارات‪ ،2010 ،‬ص‪.500‬‬

‫‪ 19‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.190 -189‬‬

‫‪ 20‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪.190‬‬

‫‪ 21‬انظر‪ ،‬عبدالرزاق السنهوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.680‬‬

‫‪ 22‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.196‬‬

‫‪ 23‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواحدة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.196‬‬

‫‪ 24‬عرفته املادة ‪ 182‬مكرر مدني جزائري‪ ،‬بأنه‪ ”:‬يشمل التعويض عن الضرر املعنوي كل مساس بالحرية أو الشرف أو السمعة”‪.‬‬

‫‪ 25‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪199‬‬

‫‪ 26‬انظر‪ ،‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.683‬‬

‫‪ 27‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪202 - 201‬‬

‫‪ 28‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.204‬‬

‫‪ 29‬انظر‪ ،‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.685‬‬

‫‪ 30‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.356‬‬

‫‪ 31‬انظر‪ ،‬مصطفى أحمد أبو الخير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.446‬‬

‫‪ 32‬انظر‪ ،‬قراراملحكمة العليا‪ ،‬الغرفة املدنية‪ ،‬ملف رقم ‪ 620974‬بتاريخ ‪ ، 17/02/2011‬مجلة املحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2011 ،‬ص‪.114‬‬

‫‪282‬‬
‫‪ 33‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.357 -356‬‬

‫‪ 34‬انظر‪ ،‬وفاء مزيد فلحوط‪ ،‬املشاكل القانونية في عقود نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪،‬‬

‫‪ ،2008‬ص‪.613‬‬

‫‪ 35‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.358‬‬

‫‪ 36‬انظر‪ ،‬املادة ‪ 183‬من القانون املدني الجزائري‪.‬‬

‫‪ 37‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.365‬‬

‫‪ 38‬انظر‪ ،‬مقدم سعيد‪ ،‬نظرية التعويض عن الضرر املعنوي في املسؤولية املدنية‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬مطبعة النخلة‪ ،‬الجزائر‪،1991 ،‬‬

‫ص‪.191‬‬

‫‪ 39‬إن الغرض من فرض الشرط الجزائي هو دفع املدين لتنفيذ التزامه في املدة املحددة وباملواصفات املطلوبة‪ ،‬ومن املتفق عليه أن قيمة الشرط‬

‫الجزائي ال تتجاوز ‪ / 10‬من املبلغ اإلجمالي‪ .‬انظر‪ ،‬مصطفى أحمد أبو الخير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.458 -475‬‬
‫‪ 40‬انظر‪ ،‬املادة ‪ 177‬من القانون املدني الجزائري‬

‫‪ 41‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.369‬‬

‫‪ 42‬وضمن هذا اإلطار‪ ،‬تنص املادة ‪ 184/2‬من القانون املدني الجزائري على أنه‪ »:‬ويجوز للقا�ضي أن يخفض مبلغ التعويض إذا أثبت املدين أن‬
‫ُ‬
‫التقديركان مفرطا أو أن االلتزام األصلي قد نفذ في جزء منه‪.‬‬

‫ويكون باطال كل اتفاق يخالف أحكام الفقرتين أعاله»‪.‬‬

‫‪ 43‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.375‬‬

‫‪ 44‬انظر‪ ،‬وفاء مزيد فلحوط‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.641‬‬


‫‪ 45‬انظر‪ ،‬الطيب زروتي‪ ،‬القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬الجزء األول(تنازع القوانين)‪ ،‬مطبعة الفسيلة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪،2008 ،‬‬

‫ص‪.243‬‬

‫‪ 46‬انظر‪ ،‬املادة ‪ 72‬من قانون التجارة املصري رقم ‪ 17‬لسنة ‪.1999‬‬

‫‪ 47‬انظر‪ ،‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬املوجزفي القانون الدولي الخاص‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2007 ،‬ص ص‪.420 -419‬‬

‫‪ 48‬انظر‪ ،‬سعيد يوسف البستاني‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬لبنان‪ ،2004،‬ص‪.258‬‬

‫‪ 49‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.391‬‬


‫‪ 50‬انظر‪ ،‬أشواق دهيمي‪ ،‬أحكام التعويض عن الضرر في املسؤولية العقدية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج‬

‫لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2013/2014‬ص‪.102‬‬

‫‪ 51‬انظر‪ ،‬قانون رقم ‪ 08/09‬مؤرخ في ‪ 25/02/2008‬يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪.2008 ،21‬‬
‫‪ 52‬انظر‪ ،‬املادة ‪ 164‬من القانون املدني الجزائري‬

‫‪ 53‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.398 -397‬‬

‫‪283‬‬
‫ً‬
‫‪ 54‬ويجب أن يكون الحكم القضائي الناطق بمبلغ التعويض محددا بالعملة الوطنية وليس بالعملة األجنبية‪ .‬انظر‪ ،‬قرار املحكمة العليا‪ ،‬الغرفة‬

‫التجارية والبحرية‪ ،‬ملف رقم ‪ ، 714048‬قراربتاريخ ‪ ،03/02/2011‬مجلة املحكمة العليا‪ ،‬العدد األول‪ ،2011 ،‬ص‪.232‬‬

‫‪ 55‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.396 -395‬‬

‫‪ 56‬انظر‪ ،‬مصطفى أحمد أبو الخير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.454‬‬

‫‪57‬انظر‪ ،‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.209 -208‬‬

‫‪ 58‬انظر‪ ،‬قراراملحكمة العليا‪ ،‬الغرفة املدنية‪ ،‬ملف رقم ‪ 505072‬بتاريخ ‪ ،17/12/2009‬مجلة املحكمة العليا‪ ،‬العدد األول‪ ،2010 ،‬ص‪.135‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫أ) الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬مراد محمود املواجدة‪ ،‬املسؤولية املدنية في عقود نقل التكنولوجيا‪ ،‬دارالثقافة للنشروالتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬

‫‪ -‬صالح الدين جمال الدين‪ ،‬عقود نقل التكنولوجيا‪ ،‬دارالفكرالجامعي‪ ،‬االسكندرية‪.2004 ،‬‬

‫‪ -‬مصطفى أحمد أبو الخير‪ ،‬عقود نقل التكنولوجيا‪ ،‬ايتراك للنشروالتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -‬وفاء مزيد فلحوط‪ ،‬املشاكل القانونية في عقود نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬شريف غنام‪ ،‬أثرتغيرالظروف في عقود التجارة الدولية‪ ،‬مطبعة الفجيرة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلمارات‪.2010 ،‬‬

‫‪-‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون املدني‪ ،‬الجزء األول(نظرية االلتزام بوجه عام)‪ ،‬دارإحياء التراث العربي‪ ،‬لبنان(دون ذكرالسنة)‪.‬‬

‫مقدم سعيد‪ ،‬نظرية التعويض عن الضرر املعنوي في املسؤولية املدنية‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬مطبعة النخلة‪ ،‬الجزائر‪.1991 ،‬‬

‫‪ -‬سعيد يوسف البستاني‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬لبنان‪.2004،‬‬

‫‪ -‬الطيب زروتي‪ ،‬القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬الجزء األول(تنازع القوانين)‪ ،‬مطبعة الفسيلة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬املوجزفي القانون الدولي الخاص‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2007 ،‬‬

‫ب)املقاالت العلمية‪:‬‬

‫‪ -‬نبيل اسماعيل الشبالق‪ ،‬الطبيعة القانونية ملسؤولية األطراف في مرحلة ما قبل التعاقد(دراسة في العقود الدولية لنقل التكنولوجيا)‪ ،‬مجلة‬

‫جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،29‬العدد الثاني‪.2013 ،‬‬

‫ج)النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ -‬أمررقم ‪ 75-58‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬يتضمن القانون املدني‪ ،‬املعدل واملتمم بالقانون رقم ‪ 07-05‬املؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪.2007‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 08/09‬مؤرخ في ‪ 25/02/2008‬يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪.2008 ،21‬‬

‫‪ -‬قانون التجارة املصري رقم ‪ 17‬لسنة ‪.1999‬‬

‫د)االجتهادات القضائية‪:‬‬

‫‪ -‬مجلة املحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاني‪.2011 ،‬‬

‫‪ -‬مجلة املحكمة العليا‪ ،‬العدد األول‪.2011 ،‬‬

‫‪284‬‬
‫‪ -‬مجلة املحكمة العليا‪ ،‬العدد األول‪.2010 ،‬‬

‫هـ)الرسائل العلمية‪:‬‬
‫‪ -‬هشام عوض سالم الطراونة‪ ،‬الشروط املقيدة للمنافسة في تراخيص العالمات التجارية املتعلقة بنقل التكنولوجيا‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬

‫ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات الفقهية والقانونية‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬


‫‪ -‬أشواق دهيمي‪ ،‬أحكام التعويض عن الضرر في املسؤولية العقدية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬‬

‫باتنة‪ ،‬السنة الجامعية‪.2013/2014‬‬


‫‪ -‬أحمد طارق بكر البشتاوي‪ ،‬عقد الترخيص باستغالل براءة االختراع‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‪،‬‬

‫‪.2011‬‬

‫‪285‬‬

You might also like