You are on page 1of 19

‫كلية العلوم االجتماعية‬ ‫اململكة العربية السعودية‬

‫قس ــم اإلدارة والتخطيط‬ ‫وزارة التعليم‬


‫الرتبوي‬
‫برنامج الدكتوراه‬ ‫جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‬

‫الفلسفة الواقعية‬
‫أحد متطلبات مقرر‬
‫األصول العقدية للرتبية‬

‫أستاذ املقرر‪:‬‬
‫د‪ .‬عصام جابر رمضان‬

‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫باسم بن إبراهيم احمليميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫الفصل الدراسي الثاين ـ ـ العام الدراسي ‪1437/1438‬هـ‬

‫‪1‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫المحتوى‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫م‬


‫‪2‬‬ ‫املقدمة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪3‬‬ ‫تعريف الفلسفة الواقعية‬ ‫‪.2‬‬
‫‪3‬‬ ‫أسباب ظهور الفلسفة الواقعية‬ ‫‪.3‬‬
‫‪3‬‬ ‫نشأة الفلسفة الواقعية‬ ‫‪.4‬‬
‫‪4‬‬ ‫أسس الفلسفة الواقعية‬ ‫‪.5‬‬
‫‪5‬‬ ‫مدارس الفلسفة الواقعية (اجتاهاهتا)‬ ‫‪.6‬‬
‫‪5‬‬ ‫أوًال‪ :‬الواقعية الكالسيكية‬ ‫‪.7‬‬
‫‪5‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬الواقعية الدينية‬ ‫‪.8‬‬
‫‪6‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬الواقعية العلمية أو الطبيعية‬ ‫‪.9‬‬
‫‪7‬‬ ‫نظرة الفلسفة الواقعية إىل اإلنسان واحلياة والكون واملعرفة والقيم‬ ‫‪.10‬‬
‫‪8‬‬ ‫مذاهب الفلسفة الواقعية‬ ‫‪.11‬‬
‫‪9‬‬ ‫أبرز رود الفلسفة الواقعية‬ ‫‪.12‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفلسفة الواقعية املعاصرة‬ ‫‪.13‬‬
‫‪13‬‬ ‫أوجه اإلفادة من الفلسفة الواقعية‬ ‫‪.14‬‬
‫‪14‬‬ ‫املراجع‬ ‫‪.15‬‬

‫‪2‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫جــاءت الفلســفة الواقعيــة لتنــاقض الفلســفة املثاليــة وختتلــف معهــا اختالف ـًا جــذريًا فالفلســفة املثاليــة‬
‫تنكر العامل املادي وترى أن عامل احلقيقة هو عامل ال ـُم ــثل‪ ،‬أمــا الفلســفة الواقعيــة فتــؤمن بــالواقع املادي‬
‫احملسوس‪ ،‬وأنه مصدر كل احلقائق (حممد‪2003،‬م‪ :‬ص ‪.)135‬‬
‫وترج ــع الواقعي ــة يف الفك ــر الفلس ــفي إىل الفيلس ــوف اليون ــاين أرس ــطو‪ ،‬ال ــذي انطل ــق خمالف ـًا ملعلم ــه‬
‫أفالط ــون‪ ،‬وق ــد ُع د موق ــف أرس ــطو ه ــذا مع ــربًا عن الواقعي ــة املعتدل ــة أو املنطقي ــة‪ ،‬إال أهنا مل تظه ــر‬
‫كمدرسة فكرية مستقلة حىت القرن التاسع عشر‪ ،‬وقد ساهم جـون لـوك بإعطائهـا دفعـًا قويـًا‪ ،‬حيث‬
‫أضاف عددًا من املفاهيم هلا (الفتالوي وهاليل‪2006 ،‬م‪ :‬ص ‪.)114‬‬
‫وتقـوم فكـرة الفلسـفة الواقعيـة على أن مصـدر كـل احلقـائق هـو هـذا العـامل (عـامل الواقـع) أي عـامل‬
‫التجربة واخلربات اليومية (ناصر‪2010 ،‬م‪ :‬ص ‪.)83‬‬
‫وسيتم يف هذه الورقة عرض لتعريف هذه الفلسفة وأسباب ظهورها ونشأهتا وأسسها مث نظرهتا‬
‫لإلنسان‪ ،‬احلياة‪ ،‬الكون‪ ،‬املعرفـة والقيم ومـذاهبها وأهم مدارسـها واجتاهاهتا‪ ،‬وبعـد ذلـك نـذكر أبـرز‬
‫روده ــا مث الفلس ــفة الواقعي ــة املعاص ــرة‪ ،‬وأختم الورق ــة باالنتق ــادات ال ــيت وجهت هلا مث أوج ــه اإلف ــادة‬
‫منها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫تعريف الفلسفة الواقعية‪:‬‬

‫الواقعيــة يف اللغــة‪ :‬مشــتقة من الفعــل(وقــع) وهي كلمــة تــدل على حصــول الشــيء وثبوتــه ووجوبــه‬
‫وأحقيته‪( .‬الفريوز آبادي‪1407 ،‬هـ‪ :‬ص‪.)998‬‬
‫واألص ــل يف تس ــمية راج ــع لألس ــاس ال ــذي تق ــوم علي ــه وه ــو االعتق ــاد يف حقيق ــة املادة فاحلقيق ــة‬
‫موجودة يف عامل األشياء الفيزيقية ووجودها حقيقي وواقعي (كرمي وآخران‪2000 ،‬م‪ :‬ص ‪.)245‬‬
‫فالواقعية تعين االعتقاد بأن العامل الطبيعي واملادي هو مصـدر كـل احلقـائق‪ ،‬حيث أنـه هـو املصـدر‬
‫الوحي ــد‪ ،‬فك ــل م ــا ه ــو موج ــود يف الع ــامل اخلارجي من ه ــواء وإنس ــان وحي ــوان ليس جمرد أفك ــار يف‬
‫العق ــول‪ ،‬ب ــل موج ــود وج ــود حقيقي يف ح ــد ذاهتا مس ــتقله عن العق ــل (زي ــادة وآخ ــرون‪1427 ،‬هـ‪ :‬ص‬
‫‪.)192‬‬

‫أسباب ظهور الفلسفة الواقعية‪:‬‬

‫ظهـ ــرت الفلسـ ــفة الواقعيـ ــة لتنـ ــاقض أفكـ ــار ومنطلقـ ــات الفلسـ ــفة املثاليـ ــة‪ ،‬والتعـ ــارض بني املثاليـ ــة‬
‫والواقعيـ ــة يكمن يف فكـ ــرة أساسـ ــية وهي‪ :‬أن املثاليـ ــة تنكـ ــر العـ ــامل املادي‪ ،‬وتـ ــرى أن الع ــامل احلقيقي‬
‫الوحيــد هــو عــامل املثــل‪ .‬يف حني أن الفلســفة الواقعيــة تــؤمن بــالواقع املادي احملســوس وأن هــذا الواقــع‬
‫مصدر كل احلقائق (حممد‪2003 ،‬م‪ :‬ص‪.)139‬‬

‫نشأة الفلسفة الواقعية‪:‬‬

‫يــذكر كًال من (صــاحل‪1976 ،‬م‪ :‬ص‪ )47‬و(الــدخيل واهلادي‪1424 ،‬هـ‪ :‬ص‪ )55‬بــأن هــذه الفلســفة‬
‫اتضـحت مبعناهـا الصـحيح يف القـرن التاسـع عشـر غـري أن جـدورها متتـد إىل أعمـاق التـاريخ منـذ أيـام‬
‫ارس ــطو (‪322-284‬ق‪.‬م)‪ ،‬إذ جند يف فلس ــفته ج ــذور الفلس ــفة الواقعي ــة حيث ميكن تس ــميته ب ــأيب‬
‫الواقعية وقد حنج أرسطو يف حتويل أفكار اليونــان من التفكــري يف عــامل اخليــال واملثــال إىل العــامل الــذي‬
‫نعيش فيـه‪ ،‬مث تطورهـا اإلجنلـيزي جـون لـوك (‪1632-1704‬م) هـذه الفلسـفة‪ .‬كمـا سـاعد التقـدم‬
‫السريع يف العلوم احلديثة وانتشار التصنيع على انتشار االجتاه الواقعي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫أسس الفلسفة الواقعية‪:‬‬


‫ميكن ع ــرض أهم األس ــس واملب ــادئ الرئيس ــة ال ــيت يلتقي عن ــدها التفلس ــف ال ــواقعي كم ــا ذكره ــا‬
‫(حممد‪2003،‬م‪ :‬ص‪ )145-142‬و (عطية‪2010،‬م‪ :‬ص‪:)119-118‬‬
‫‪ -1‬أن العامل الطبيعي املادي (احلقيقي) له وجود مستقل عن الفكر‪:‬‬
‫فالعــامل الطــبيعي أساســه مــادي ووجــوده حقيقي وهــو قــائم بذاتــه‪ ،‬ومســتقل عن العقــل أو الفكــر‪،‬‬
‫وما العقل إال حمصلة التجارب واخلربات احلسية املستمدة من عامل املادة‪.‬‬
‫امليتافيزيق ــا الواقعي ــة‪ :‬مجيعه ـًا تش ــرتك يف أهنا ص ــنعت من م ــادة خ ــام‪ ،‬مبع ــىن أن لك ــل منه ــا ج ــانب‬
‫مــادي‪ ،‬وعلى الــرغم من أهنا مجيع ـًا تشــرتك يف جانبهــا املادي أو مــا أمساه أرســطو باهليولــة‪ ،‬إال أن‬
‫كل شيء من هذه األشياء خمتلف يف طبيعته عن األشياء األخرى‪.‬‬
‫ومن ذل ــك يق ــول أرس ــطو ب ــافرتاض املادة‪ /‬الص ــورة ‪ Matter/ Hypothesis‬ويقض ــي ه ــذا‬
‫االفرتاض أن األشياء كما تتباين يف الطرق الـيت تنتظم هبا املادة حالـة تكوينهـا‪ ،‬مما يـؤدي إىل متايز‬
‫األشياء وتباينها‪ ،‬فإن مثة اختالفًا آخر يقع بني األشياء يف قدر كل من املادة والصورة من الشي ء‬
‫احملســوس‪ ،‬فاألشــياء الســفلي تغلب عليهــا املادة أكــثر مما تغلب الصــورة‪ ،‬فــاألرض أقــرب األشــياء‬
‫إىل املادة النقي ــة أو املادة األوىل اخلالص ــة‪ ،‬وكلم ــا ارتفعن ــا إىل أعلى س ــادت الص ــورة وغلبت على‬
‫املادة‪ ،‬وهكذا كلما حتركنا من أسفل إىل أعلى فإن األشياء تتحـرك حنو صـورة أكـثر ومـادة أقـل‪،‬‬
‫ح ــىت يص ــل األم ــر يف النهاي ــة إىل ص ــورة خالص ــة بال م ــادة وهي ال ــيت أمساها ب ــاحملرك األول أو اهلل‬
‫(حماضرة الدكتور عصام)‪.‬‬
‫‪ -2‬التكافل بني احلواس والعقل‪:‬‬
‫حيث ترى الواقعيـة إن احلواس باعتبارهـا أدوات للعقـل‪ ،‬تنقـل وقـائع العـامل اخلارجي وصـورته إىل‬
‫عقــل اإلنســان‪ ،‬فيــدرك العــامل ويتفاعــل مــع بيئتــه‪ ،‬ويــرى الواقعيــون انــه ميكن التغلب على خــداع‬
‫احلواس وقصورها بإخضاعها لسيطرة العقل وإحكامه واالستعانة باملنهج العلمي‪.‬‬
‫‪ -3‬املزج بني اجلسم والعقل‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫يتفق الواقعيون أن اإلنسان أحـد أفـراد النـوع احليـواين‪ ،‬وانـه جـزء من هـذا العـامل وخاضـع لقوانينـه‬
‫وانه يتكون من عقل وجسم متحدين‪.‬‬
‫وجتدر اإلش ــارة إىل أن فك ــرة النش ــؤ واالرتق ــاء بني الكائن ــات عن ــد أرس ــطو‪ ،‬وذل ــك طبق ـًا ملا ه ــو‬
‫ك ـ ــائن من اختالف يف عالق ـ ــة الص ـ ــورة باملادة فيم ـ ــا بينه ـ ــا ختتل ـ ــف عن نفس الفك ـ ــرة عنـ ــد عـ ــامل‬
‫البيولوجي ــا دارون‪ ،‬حيث تنفي متام ـًا فك ــرة أرس ــطو االرتق ــاء من ن ــوع إىل أخ ــر من املوج ــودات‪،‬‬
‫حيث يقـول أرسـطو بأزليـة وأبديـة املوجـودات فاإلنسـان هـو اإلنسـان منـذ خليقتـه‪ ،‬ومل ينجم عن‬
‫حيـوان آخـر أدىن منـه من جـراء االرتقـاء احلادث يف العالقـة بني الصـورة واملادة‪ ،‬وإمنا االرتقـاء يف‬
‫نظر أرسطو هو االجتاه يف نفس الشيء من مادة أكـثر وصـورة أقـل إىل مـادة أقـل وصـور ة أكـثر‪،‬‬
‫األم ــر ال ــذي ي ــؤدي إىل مزي ــد من التحدي ــد والتم ــايز بني األن ــواع دون التح ــول من ن ــوع إىل ن ــوع‬
‫آخر‪ ،‬يف حني قال دارون بفكرة االرتقاء فيما بني األنواع(حماضرة الدكتور عصام)‪.‬‬
‫‪ -4‬املعرفة عملية استكشاف العامل املادي‪:‬‬
‫احلقيقـ ــة سـ ــابقة يف الوجـ ــود لإلنسـ ــان وعلى اإلنسـ ــان السـ ــعي وراء املعرفـ ــة واكتشـ ــاف القـ ــوانني‬
‫واملبــادئ املوجــودة يف العــامل لــذا ينكــر الواقعيــون وجــود أفكــار فطريــة يف اإلنســان‪ ،‬أي أنــه يولــد‬
‫وعقلة صفحة بيضاء‪ .‬ومصدر املعرفــة هي حقــائق ومفــاهيم قائمـة بــذاهتا ومســتقلة عن العقــل وأن‬
‫العقل يكتشفها ويكتسبها نتيجة ملروره باخلربات‪.‬‬
‫‪ -5‬التغري صفة هذا العامل إال أن احلقائق ثابتة‪:‬‬
‫تــرى الواقعيــة أن الطبيعــة وعناصــرها ناميــة ومتغــرية‪ ،‬إال أن هــذا التغــري نســيب كــون العــامل خاضــع‬
‫لقوانني ليس لإلنسان إال سلطة قليلة عليه‪.‬‬
‫‪ -6‬معيارية القيم اجتماعية‪:‬‬
‫تؤمن الواقعية بأن احلسـن مـا استحسـنه اجملتمـع‪ ،‬والقـبيح هـو مـا يـراه قبيحـًا‪ ،‬أي إن القيم معيارهـا‬
‫اجملتمع فالقيم يف الواقعية متغرية‪.‬‬

‫مدارس الفلسفة الواقعية (اتجاهاتها)‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫تع ــد الواقعي ــة واح ــدة من أق ــدم الفلس ــفات وبس ــبب تارخيه ــا الطوي ــل ك ــان هلا كث ــري من احملدثني‬
‫ويندرج حتتها العديد من املدارس (العتييب ‪1426،‬ه‪ :‬ص‪.)83‬‬
‫فبالرغم من االتفاق على االعتقـادات الرئيسـية إال أن هنـاك اجتاهـات خمتلفـة أدت إىل وجـود عـدة‬
‫اجتاهات ومدارس ميكن أن نصنفها إىل ثالث مدارس واقعية (كرمي وآخران‪2000 ،‬م‪ :‬ص‪.)247‬‬

‫أوًال‪ :‬الواقعية الكالسيكية‪:‬‬


‫وتع ــرف أحيان ــا باس ــم الواقعي ــة اإلنس ــانية‪ ،‬وهي أص ــل الفلس ــفات الواقعي ــة األخ ــرى‪ ،‬وهي واقعي ــة‬
‫أرس ــطو (‪322-382‬ق‪.‬م) مؤس ــس ه ــذه الفلس ــفة وك ــان أرس ــطو واقعي النظ ــرة‪ ،‬جتري ــيب النزع ــة‪،‬‬
‫ويعتق ــد ال ــواقعي الكالس ــيكي أن الع ــامل اخلارجي موج ــود بالفع ــل ح ــىت وإن ك ــان بعي ــداً عن تناولن ــا‬
‫وإدراكن ــا‪ ،‬كم ــا ت ــؤمن الواقعي ــة الكالس ــيكية مبدركات احلس وتث ــق هبا ثق ــة ال ح ــدود هلا‪ .‬ويطل ــق‬
‫البعض على هذه احلقبة اسم الواقعية الســاذجة ألهنا كــانت تعكس موقــف اإلنســان االعتيــادي‪ ،‬كمـا‬
‫أهنا ترى أنه ال حاجة إىل التدخل السماوي لتفسري الكون أو الوجــود وميجـدون ســيطرة العقــل على‬
‫الوجود (ناصر‪2010،‬م‪ :‬ص‪.)253‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الواقعية الدينية‪:‬‬


‫يؤكد أصحاب الواقعية الدينية والذين من أشهر أعالمها عامل الدين القديس توماس االكويين إن‬
‫الع ــامل املادي حقيقي ويق ــوم خ ــارج عق ــول أولئ ــك ال ــذين يالحظون ــه‪ ،‬ولكنهم يؤك ــدون أن كال من‬
‫املادة وال ــروح ق ــد خلقه ــا اخلالق‪ ،‬ومعرف ــة اخلالق تتم باحلدس واإلهلام‪ ،‬وميكن احلص ــول على املعرف ــة‬
‫بالعقــل‪ ،‬واإلنســان من وجهــة نظــر الواقعيــة الدينيــة مــزيج من املادة والــروح‪ ،‬وهــو حــر ومســئول عن‬
‫تص ــرفاته وق ــد وض ــع على األرض ليعب ــد خالق ــة وكم ــا خل ــق اإلنس ــان بق ــدرة اخلالق فان ــه بع ــد املوت‬
‫تصعد روحة لكي تعيش مع اخلالق‪.‬‬
‫وهبذا فـان الفلسـفة الواقعيـة الدينيـة تشـمل أفكـار الكالسـيكية إال أهنا تصـبغها بصـبغة دينيـة حماولـة‬
‫التوفيق بني العقل والدين مستخدمة العقل يف الدفاع عن الدين بوجه عام‪.‬‬
‫وكان من بني الفالسفة املسـلمني اإلمـام الغـزايل وابن سـيناء الـذين طوعـوا تعـاليم أرسـطو فكـانت‬
‫فلسفاهتم تدعونا إىل تأمل الواقع الكوين بالعقل (كرمي وآخرون‪2000 ،‬م‪ :‬ص‪.)251-249‬‬

‫‪7‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫ثالثًا‪ :‬الواقعية العلمية أو الطبيعية‪:‬‬


‫يشري (العتييب‪1426،‬هـ‪ :‬ص‪ )102‬إىل أن هذه املدرسة تقوم على أن املعرفة تــأيت أوًال لإلنســان عن‬
‫طريق حواسه‪ ،‬من خالل اكتساب املعرفة‪.‬‬
‫لـ ــذلك جـ ــاءت هـ ــذه املدرسـ ــة بعـ ــد ثـ ــورة العلم الطـ ــبيعي يف أوروبـ ــا خالل القـ ــرن اخلامس عشـ ــر‬
‫والسادس عشـر‪ .‬وكـان من أبـرز روادهـا فرانسـيس بيكـون وجـون لـوك‪ ،‬وقـد أدرك فالسـفة الواقعيـة‬
‫العلمية أو الطبيعية أمهية العلم وطريقته العلمية والتجريب ملعرفـة األشـياء والعـامل اخلارجي‪ ،‬لـذا دعـوا‬
‫إىل تطــبيق املنــاهج العلميــة لدراســة جــوانب احليــاة البشــرية‪ ،‬فاإلنســان كــائن بيولــوجي لديــة مناشــطة‬
‫العقلي ــة والروحي ــة‪ ،‬ويف الق ــرن العش ــرين ت ــأثرت الواقعي ــة العلمي ــة بالتق ــدم العلمي (حمم ــد‪2003،‬م‪ :‬ص‬
‫‪.)142‬‬
‫وتأسيس ـ ــا على م ـ ــا س ـ ــبق ميكن تلخيص االختالف ـ ــات بني املدارس الثالث اجلدول التـ ــايل (ب ـ ــدران‬
‫وآخرون‪2001 ,‬م ص‪:)382‬‬
‫مقارنة بين أشكال الفلسفة الواقعية‬
‫العلمية‬ ‫الدينية‬ ‫الكالسيكية‬
‫التجربة العلمية‬ ‫العقل ‪-‬التجربة‪-‬اإلهلام‬ ‫العقل ‪-‬التجربة‬ ‫مصدر المعرفة‬
‫مادة كائن حي بيولوجي متطور‬ ‫مكون من جسم وروح‬ ‫مكون من جسم وعقل‬ ‫اإلنسان‬
‫حتقيق التقدم من خالل العوم‬ ‫االجتاه إىل اهلل عن طريق الكمال‬ ‫حتقيق كمال حياة اإلنسان‬ ‫الهدف من الحياة‬

‫‪8‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫نظرة الفلسفة الواقعية إلى اإلنسان والحياة والكون والمعرفة والقيم‪:‬‬

‫نظرة الفلسفة الواقعية لطبيعة اإلنسانية‪:‬‬


‫تعتقد أن االنسان شأنه شأن غريه من املوجودات األخرى يف هذا العامل ميكن معرفته وفهمــه عن‬
‫طريق دراسة مكوناته (صاحل‪1976،‬م‪ :‬ص‪.)52‬‬
‫كما أنه جزء من الكون خاضع لقوانينه وليس له إرادة حرة‪ ،‬كمـا أنـه يتكـون من عقـل وجسـم‬
‫ال يعلو أحدمها على األخر‪ ،‬فحواس اجلسـم تنقـل وقـائع العـامل اخلارجي وصـورته إىل عقـل اإلنسـان‪،‬‬
‫ومن مث يتمكن من التفاعل والتكيف مع بيئته وعامله‪ ،‬ويعتقــد الواقعيــون أن اإلنســان مهجي متــوحش‬
‫ينفر من القوانني والنظم‪ ،‬ويسعى وراء مصلحته أينما جيدها‪ ،‬لذا ال بد من سـلطان قـوي يـردع هـذا‬
‫الوحش داخل اإلنسان (زيادة وآخرون‪1427،‬هـ‪ :‬ص‪.)193‬‬

‫نظرة الفلسفة الواقعية للحياة‪:‬‬


‫تعتقــد الواقعيــة أن احليــاة اإلنســانية بكــل أبعادهــا اجلســمية والعقليــة والروحيــة واخللقيــة هي حــدث‬
‫طبيعي عادي ميكن عزوه يف كل أبعاده إىل العمليات الطبيعية العادية (مدكور‪1997 ،‬م‪ :‬ص‪.)356‬‬
‫وهذه العمليات الطبيعية ال تتغري‪ ،‬وكلما أطاع اإلنسان هــذه القــوانني وفهمهــا جيــدًا ســار اجملتمـع‬
‫بشكل طبيعي وبنجاح كبري (سعادة وإبراهيم‪1425،‬هــ‪ :‬ص‪.)89‬‬

‫نظرة الفلسفة الواقعية للكون‪:‬‬


‫تعتقد الواقعية أن مجيع مــا يف الكــون حقيقيـًـا وجوهريـًا‪ ،‬وميكن اكتشــاف هــذه احلقــائق عن طريــق‬
‫التحليل العلمي املوضوعي‪ ،‬كما أن هذا العامل مستقل عن العقل (سعادة وإبراهيم‪1425،‬هــ‪ :‬ص‪.)74‬‬

‫نظرة الفلسفة الواقعية للمعرفة‪:‬‬


‫هتتم هذه الفلسفة باملعرفة احلسية الواقعية اليت ليست فطرية‪ ،‬وتعـين أن مصـدر املعرفـة هي حقـائق‬
‫ومعـاين ومفـاهيم قائمـة بـذاهتا ومسـتقلة عن العقـل‪ ،‬والعقـل يقـوم باكتشـافها واكتسـاهبا نتيجـة ملروره‬
‫باخلربات (زيادة وآخرون‪1427 ،‬هـ‪ :‬ص‪.)194‬‬

‫‪9‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫وقد ذهبت الواقعية الساذجة ‪ Native Realism‬إىل أن العامل اخلارجي كما هو مدرك يف‬
‫عقولنا ما هو إال صورة هلذا العامل كما هو موجود يف الواقع اخلارجي‪ ،‬ومن مث تكون املعرفــة إدراك‬
‫مطابق للعيان‪ ،‬أو هي انعكاس العامل اخلارجي على العقل‪.‬‬
‫واحلق أن تلــك النظــرة تغفــل التفرقــة بني الشــيء يف ذاتــه‪ ،‬والشــيء كمــا يبــدو لنــا‪ ،‬أو بني حقيقــة‬
‫الشيء وظاهره‪ ،‬ومن مث فقد هومجت باعرتاض مؤداه أن الثقة التامة يف اإلدراك احلســي والــيت تقرهــا‬
‫تلــك النظــرة أمــر تكذبــه التجربــة والواقــع‪ ،‬فهنــاك فــرق بني الشــيء يف ذاتــه‪ ،‬والشــيء كمــا يبــدو لنــا‪،‬‬
‫فالســفينة تبــدو من بعيــد متحركــة‪ ،‬وتبــدو العصــا منكســرة يف املاء مســتقيمة خارجــه‪ ،‬بــل أن احلواس‬
‫تتع ــارض ب ــإزاء الش ــيء الواح ــد‪ ،‬فالبص ــر ي ــدركها مس ــطحة ‪...‬إخل ومن مث فإن ــه ال ميكن ال ــتيقن من‬
‫خصائص وصفات الشيء املدرك إال حال إدراكه (حماضرة الدكتور عصام)‪.‬‬
‫وبـ ـذلك ف ــإن العق ــل يتلقى املعلوم ــات من الع ــامل ب ــدًال من أن يق ــوم بإجياد ع ــامل خ ــاص (س ــعادة‬
‫وإبراهيم‪1425 ،‬ه ـ‪ :‬ص‪.)75‬‬
‫وقد رد الواقعيون مصدر املعرفة إىل التجربــة‪ ،‬ورفضــوا املعــارف األوليــة الســابقة على التجربــة أو‬
‫الفطـ ــرة كمصـ ــدر للمعرفـ ــة‪ .‬وعنـ ــدهم أن كـ ــل األفكـ ــار مكتسـ ــبة ومصـ ــدرها التجربـ ــة‪ ،‬أي أهنا ‪A‬‬
‫‪ Posteriori‬وقــد ذهب جــون لــوك ‪ Locke‬إىل أن العقــل اإلنســاين قبــل التجربــة يشــبه صــحيفة‬
‫بيضــاء فارغــة‪ ،‬وأن التجربــة هي الــيت ختط على هــذه الصــحيفة كــل معرفــة يعرفهــا العقــل‪ .‬وليس من‬
‫املعارف املوجودة يف العقل مـا ميكن اعتبـاره فطريـًا موروثـًا يولـد اإلنسـان وهـو مـزود بـه‪ .‬إذ ليس يف‬
‫العقل شيء إال وقد سبق وجوده يف احلس أوًال (حماضرة الدكتور عصام)‪.‬‬

‫نظرة الفلسفة الواقعية للقيم‪:‬‬


‫توصـ ــف القيم يف الفلسـ ــفة الواقعيـ ــة بأهنا حقـ ــائق موضـ ــوعية متعـ ــددة‪ ،‬ختتلـ ــف بـ ــاختالف اجملتم ــع‬
‫والفرتة الزمنيـة واملتغـريات الثقافيـة والواقـع العملي‪ ،‬وال تعـرتف بوجـود مثـال أو منوذج مطلـق ثـابت‪،‬‬
‫ومعيار القيم في هذه الفلسفة هو حتقيق اخلري واملنفعة ألكرب عدد من الناس (زيادة وآخرون ‪142،‬‬
‫‪7‬هـ‪ :‬ص‪)195‬‬

‫‪10‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫كما يعتقد الواقعيون أن اإلنسان حر‪ ،‬فإن أفعاله تتم كما خيتار هو يف ضوء فهمــه ألمــور حياتــه‪،‬‬
‫ولكن حلرية اإلنسان حدود تقف عندها (حماضرة الدكتور عصام)‪.‬‬
‫وعندما تطرق أرسـطو إىل العقـل اإلنسـاين ربطـة بفكـريت (القـوة) و(الفعـل) إذ أن للعقـل اإلنسـاين‬
‫وجود بـالقوة لـدى مجيـع البشـر‪ ،‬صـغريهم وكبـريهم‪ ،‬ذكـرهم وأنثـاهم‪ ،‬إال أن هـذا العقـل لكي يقـوم‬
‫بــدوره يف الفكــر واإلدراك‪ ،‬البــد من أن خيرج من حــيز الوجــود بــالقوة إىل حــيز الوجــود بالفعــل أو‬
‫بتغيري آخر من حيز اإلمكان أو االستعداد لتحصيل املعرفة والعلم إىل حيز الفعل أي حالـة التحصـيل‬
‫والعلم بالفع ــل‪ ،‬وبالت ــايل ف ــإن مثة وج ــود ب ــالقوة وآخ ــر بالفع ــل‪ ،‬فالطف ــل الص ــغري حيوي س ــائر أعض ــاء‬
‫اجلســد كالرجــل الكبــري‪ ،‬إال أن بعضـًا من هــذه األعضــاء كاجلهــاز التناســلي ال تــؤدي غــدده وظائفهــا‬
‫إال عن ــد البل ــوغ‪ ،‬فهي هلا وج ــود ب ــالقوة قب ــل البل ــوغ كأعض ــاء موج ــودة‪ ،‬وهلا وجوده ــا بالفع ــل بع ــد‬
‫البل ــوغ كأعض ــاء ت ــؤدي وظيف ــة وعم ــل‪ ،‬إذ ت ــؤدي وظائفه ــا عن ــد ه ــذه الف ــرتة‪ ،‬وميكن إع ــادة ص ــياغة‬
‫القول بوجود العقل بـالقوة والعقـل بالفعـل بصـورة أخـرى وهي أن مثة عقـل قابـل‪ ،‬ويقصـد بـه العقـل‬
‫القـادر على التفكـري قبـل أن يفكـر اإلنسـان‪ ،‬والعقـل الفاعـل وهـو ذلـك العقـل الـذي يسـتخدم القـدرة‬
‫على التفكري والقيام الفعايل بعملية التفكري‪.‬‬
‫ويقسم أرسطو العقل الفاعل – العقل حالـة ممارسـته التفكـري – إىل قسـمني‪ :‬أحـدمها‪ :‬يعمـل على‬
‫مستوى النفس النامية واحلاسة‪ ،‬إذ يتعامل مع املستوى النبــايت ومــا يتصــل بــه من تغذيــة ومنو وتكــاثر‪،‬‬
‫ومــع املســتوى احليــواين ومــا يتصــل بــه من حســي وحركــة وشــعور‪ ،‬وهــو يعمــل على توجيــه اإلنســان‬
‫توجيه ـًا يتفــق والقــانون األخالقي املعمــول بــه يف اجلماعــة‪ ،‬ويســمى هنــا العقــل بالعقــل العلمي‪ ،‬وأمــا‬
‫اآلخـر فيسـمى بالعقـل النظـري وهـو يعمـل على مسـتوى التأمـل يف طبيعـة األفكـار (حماضـرة الـدكتور‬
‫عصام)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫مذاهب الفلسفة الواقعية‪:‬‬


‫تبلورت الفلسفة الواقعية يف عدد من املذاهب األوربية بدءًا من القرن السادس عشر على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬المذهب اإلنساني الواقعي‪:‬‬
‫س ــاد خالل الق ــرن الس ــادس عش ــر‪ ،‬وق ــد اهتم بدراس ــة اآلداب اليوناني ــة والكالس ــيكيات القدمية‬
‫لالس ــتفادة منه ــا يف واق ــع احلي ــاة التجريبي ــة‪ ،‬وذل ــك من خالل معرف ــة ت ــراث املاض ــني‪ ،‬معرف ــة ال ــدوافع‬
‫اإلنسـ ــانية ونظم احليـ ــاة البشـ ــرية‪ ،‬وايض ـ ـًا ملعرف ــة احلقـ ــائق التارخييـ ــة والعلميـ ــة (ناص ــر‪2004 ،‬م‪ :‬ص‬
‫‪.)102‬‬
‫‪ -2‬المذهب االجتماعي الواقعي‪:‬‬
‫س ــاد خالل الق ــرنني الس ــابع عش ــر والث ــامن عش ــر‪ ،‬وك ــان ي ــدعو إىل اعتب ــار الرتبي ــة العملي ــة ذات‬
‫مضمون اجتماعي‪ ،‬وأهنا تعد اإلنسان للمستوى الذي جيعله يفهم حقوقــه وواجباتــه‪ ،‬ويكــون ذلــك؛‬
‫من خالل حتقيق احلياة االجتماعية الناجحة والسعيدة للفرد وهتذيب أخالقه وتشكيل ميولـه وطباعـه‬
‫وتنمية قدراته واجتاهاته مبا جبعله عضوًا نافعًا يف حياته العملية (ناصر‪2004،‬م‪ :‬ص‪.)105‬‬
‫‪ -3‬المذهب الحسي الواقعي‪:‬‬
‫ساد خالل القرن السابع عشر‪ ،‬ويهتم أصحابه بدراسة الظواهر بالطريقة استقرائية عمليــة‪ ،‬حيث‬
‫ق ــام ه ــذا املذهب على االعالء من ش ــأن احلواس ومن ش ــأن االدراك احلس ــي يف اكتس ــاب املعرف ــة يف‬
‫عملية الرتبية (ناصر‪2004 ،‬م‪ :‬ص‪.)107‬‬
‫‪ -4‬المذهب الطبيعي الواقعي‪:‬‬
‫ســاد خالل القــرن الثــامن عشــر ويعتمــد على اســتخدام الرتبيــة كــأداة لإلصــالح االجتمــاعي‪ ،‬وأن‬
‫تك ــون األولوي ــة للعل ــوم الطبيعي ــة يف املن ــاهج وهبذه ال ــدعوة تبل ــورت احلرك ــة العلمي ــة للرتبي ــة (ناص ــر‪،‬‬
‫‪2004‬م‪ :‬ص‪.)107‬‬

‫أبرز رود الفلسفة الواقعية‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫من أش ــهر فالس ــفة الواقعي ــة إىل ج ــانب ارس ــطو‪ ،‬ابن س ــينا والف ــارايب وابن اهليثم عن ــد املس ــلمني‪.‬‬
‫فمنهج البحث التجرييب ولد يف الشرق قبل أن يصل إىل الغــرب مبئــات الســنني‪ ،‬حيث الحـظ علمــاء‬
‫املسلمني الظواهر الطبيعية‪ ،‬واجـروا التجـارب العلميـة والدراسـات التجريبيـة واسـتخدموها يف تفسـري‬
‫الظواهر الطبيعية بطريقة علمية (عطية‪2010،‬م‪ :‬ص‪.)145‬‬
‫أما يف أوربا فمن أشهر روادها فرانسيس بيكـون وجـون لـوك وديفـد هيـوم وهاربرسبنسـر (حممـد‪،‬‬
‫‪2003‬م‪ :‬ص‪.)138‬‬

‫أوًال‪ :‬أرسطو (‪322-384‬ق‪.‬م)‪:‬‬


‫ي ــذكر ك ــل من (زي ــادة وآخ ــرون‪1427،‬هـ‪ :‬ص‪)78‬و(أمحد‪1992،‬م‪ :‬ص‪)157‬و(كش ــمريي‪1997،‬م‪:‬‬
‫ص‪ )69‬عن حي ــات مؤس ــس الفلس ــفة الواقعي ــة ارس ــطو ط ــاليس بأن ــه ث ــاين أك ــرب فالس ــفة الغ ــرب بع ــد‬
‫افالطون وفيلسوف إغريقي كما يعترب تلميذ أفالطون ومعلم االسكندر األكرب‪.‬‬
‫ولد يف مقدونيا سنة (‪ 322‬ق‪ .‬م) وهو ابن طبيب ملك مقدونيا‪ ،‬تتلمذ على يد افالطون‪ ،‬بقي‬
‫مع أفالطون حنو ‪ 20‬عامًا‪ ،‬استدعاه فيليب ملك مقدونيا سنة ‪ 342‬ق‪.‬م‪ .‬لتعليم وتربية ابنه الــذي‬
‫عــرف يف التــاريخ باســم اإلســكندر األكــرب‪ ،‬وبعــد تــويل اإلســكندر الســلطة‪ ،‬أســس أرســطو مدرســته‬
‫اخلاصة اليت مساها (الليسية)‪ ،‬وقد لقب بالعقــل لذكائــه ومعرفتــه الواســعة والفيلســوف وأكــرب املعلمني‬
‫وسيد العارفني‪.‬‬
‫يـرى أرسـطو أن النفس البشـرية متر بثالثـة أطــوار‪ ،‬األول طــور النشـأة اجلسـمية يف مرحلـة الطفولـة‬
‫األوىل‪ .‬والثانية طور النشأة احلساسية والغريزة‪ .‬والثالثة طور القوى الناطقة أو الطور العقلي‪.‬‬
‫كم ــا اهتم ارس ــطو بالبالغ ــة والنق ــد األديب والفلس ــفة االجتماعي ــة السياس ــية‪ ،‬ول ــه العدي ــد من أراء‬
‫وفلسفة يف الرتبية‪ ،‬وقد كتب أرسطو يف املنطق ويعترب هو مؤســس علم املنطــق‪ ،‬والطبيعــة‪ ،‬ومــا وراء‬
‫الطبيعة‪ ،‬والسياسة‪ ،‬ويف الفلسفة العلمية‪.‬‬
‫وأل ــف العدي ــد من الكتب ومنه ــا املق ــوالت‪ ،‬والتحلي ــل بالقي ــاس‪ ،‬والربه ــان‪ ،‬واجلدل‪ ،‬واخلطاب ــة‪،‬‬
‫والشعر‪ ،‬والنبات‪ ،‬وطبائع احليوان‪ ،‬واألخالق‪ ،‬والسياسة‪.‬‬

‫أهداف التربية عند أرسطو‪ :‬كان من أهمها‬


‫‪13‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫‪ -1‬بناء الشخصية اإلنسانية وتنميتها بصورة شاملة (من حيث اجلسم‪ ،‬العقل‪ ،‬الروح)‪.‬‬
‫‪ -2‬تربية الفرد احلر‪ ،‬واملواطن الصاحل املثايل‪ ،‬وتسهيل تكيف اإلنسان مع بيئته‪.‬‬
‫‪ -3‬بناء اجملتمع املتماسك الذي يسوده األمن واالستقرار‪.‬‬
‫‪ -4‬حتقيــق الســعادة (والــيت يعتربهــا اهلدف األمسى للحيــاة) عن طريــق التشــغيل املناســب للملكــات‬
‫كلهــا فالرتبيــة تعمــل على مســاعدة الفــرد على تنميــة صــحته وملكاتــه العقليــة وعلى إكســابه الفضــائل‬
‫حــىت يصــبح رجًال حكيم ـًا جيمــع بني الــذكاء واملعرفــة العلميــة ويتمتــع بالفضــائل (أمحد‪1992،‬م‪ :‬ص‬
‫‪.)157‬‬

‫ثانيًا‪ :‬فرنسيس بيكون (‪1626-1561‬م)‪:‬‬


‫ول ـ ــد يف ع ـ ــام ‪1561‬م يف لن ـ ــدن‪ ،‬وك ـ ــان وال ـ ــده حارسـ ـ ـًا للختم امللكي األعظم يف عه ـ ــد امللك ـ ــة‬
‫إليزابيث‪ ،‬ويقول ما كويل الكـاتب اإلجنلـيزي‪ ،‬أن شـهرة االبن قـد طغت على صـيت والـده الـذي مل‬
‫يكن ش ــخص ع ــادي‪ ،‬ألن ــه ك ــان عبق ــري وموه ــوب وق ــد جتلت ذروة املواهب يف فرنس ــيس بيك ــون‬
‫الــذي بلــغ قمــة اجملد السياســي والفلســفة‪ ،‬فقــد تــرىب تربيــة أرســتقراطية وبعــد تعليميــة اجلامعيــة التحــق‬
‫بالسلك القضائي فأصبح قاضي ولكن مل ميكث طــويًال فقـد طــرد بسـبب الرشـاوي‪ ،‬ويعتـرب من أبـرز‬
‫علماء الواقعية‪ ،‬وقد ذكر عطية (‪2010‬م‪ :‬ص‪ )145‬من أهم آرائه‪:‬‬

‫‪ ‬أن جمموع ــة العلــوم الطبيعي ــة هي ال ــيت ت ــؤدي إىل املعرف ــة النافع ــة‪ ،‬وهي أس ــاس احلض ــارة وبن ــاء‬
‫القوة الصناعية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪ ‬اهتم بالطريقــة االســتقرائية‪ ،‬فهي تناســب دراســة العلــوم الطبيعيــة‪ ،‬وتقــوم على ثالث مراحــل‪:‬‬
‫مرحلة البحث‪ ،‬مث مرحلة الفرض‪ ،‬مث مرحلة حتقيق الفرض‪.‬‬

‫‪ ‬يــرى بيكــون أن بنــاء العــامل ال يكــون إال على اإلدراكــات احلســية الــيت تعتمــد على الدراســة‬
‫املباشرة للطبيعة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬جون لوك (‪1632-1704‬م)‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫ولــد جــون لــوك يف رينجتــون بــإنكلرتا يف ‪ 1632‬م أثنــاء حكم امللــك شــارل األول‪ .‬وكــان أبــوه‬
‫حماميـ ـًا يف جامع ــة البيوريت ــان اش ــرتك يف ص ــفوف الربملان حني ان ــدلعت احلرب األهلي ــة ومل يتج ــاوز‬
‫العاشــرة من عمــره وكــانت هــذه البيئــة املكافحــة الــيت نشــأ فيهــا من أكــرب العوامــل الــيت أدت إىل تفتح‬
‫ذهنــه‪ ،‬وتوجــه نظــره إىل االشــتغال يف السياســة‪ ،‬حبيث جعلت منــه بعــد ذلــك فيلســوف احلريــة‪ ،‬ال يف‬
‫انكلرتا وحدها بل يف أوروبا أيضًا (كشمري‪1997،‬م‪ :‬ص‪.)79،80‬‬
‫يعد الفيلسوف االجنليزي جون لوك من رواد الفلسفة الواقعية‪ ،‬وهو أستاذ الرتبية وعلم النفس‬
‫وع ــامل فن حتلي ــل األفك ــار‪ .‬وق ــد تط ــورت الفلس ــفة الواقعي ــة على يدي ــه‪ .‬وذك ــر عطي ــة (‪2010‬م‪ :‬ص‬
‫‪ )146‬أن من أهم مالمح الفكــر لــدى لــوك أن اإلنسـان يولــد وليس لديــه أفكــار ســابقة‪ ،‬حيث تــأيت‬
‫التجربة لتخط عليه ما يصل إليه من معرفة‪.‬‬
‫الفلسفة الواقعية لمعاصرة‪:‬‬
‫هنض ــت وتط ــورت الواقعي ــة املعاص ــرة نتيج ــة االهتم ــام ب ــالعلوم واملش ــكالت العلمي ــة ذات الطبيع ــة‬
‫الفلسـفية‪ .‬وارتبطت بتطـور مـدارس فكريـة جديـدة‪ ،‬مثـل الوضـعية املنطقيـة والتحليـل اللغـوي ويـذكر‬
‫(الطيطي وآخرون‪1423،‬هــ‪ :‬ص‪ )83‬وصفت هـذه الفلسـفة بأهنا نقديـة وأكـثر دقـة يف عمليـة التحليـل‪.‬‬
‫ومن قادة الواقعيني اجلدد‪ :‬برتراند رسل والفريد هوايتهد ورالــف بــريي (كــرمي وآخــران‪2000 ،‬م‪ :‬ص‬
‫‪ ،)255‬وكان اجتاهها منصبا على األمناط العاملية‪.‬‬
‫ويف القــرن العشــرين اجتهت الواقعيــة العلميــة عــدة اجتاهــات متــأثرة بتقــدم العلــوم ومشــكالت‬
‫العلم ذات الطبيعة الفلسفية وظهرت عدة اجتاهات أو مدارس (كرمي وآخران‪2000 ،‬م‪ :‬ص‪.)254‬‬
‫ومن اجتاهات هذه الفلسفة املعاصرة الفلسفة النقدية والفلسفة الطبيعية والفلسفة االشرتاكية‪،‬‬
‫أوًال الفلسفة الواقعية النقدية‪:‬‬
‫ظه ‪WW W‬رت الواقعي ‪WW W‬ة النقدي ‪WW W‬ة ‪ Critical Realism‬ويمثله ‪WW W‬ا الفيلس ‪WW W‬وف اإلنجل ‪WW W‬يزي ج ‪WW W‬ون ل ‪WW W‬وك‬
‫‪ Locke‬وهي التي ترفض التسليم بالوجود الحقيقي للمدرك الحسي بغ‪W‬ير اختب‪W‬ار نق‪W‬دي‪ ،‬كم‪W‬ا أنه‪W‬ا ت‪W‬رى‬
‫أن المعرف‪WW‬ة ليس‪WW‬ت ص‪WW‬ورة للواق‪WW‬ع‪ ،‬ف‪WW‬أنت عن‪WW‬دما يع‪WW‬رض علي‪WW‬ك برتقال‪WW‬ة مثًال فأن‪WW‬ك تعلم أنه‪WW‬ا برتقال‪WW‬ة على‬
‫أس‪WW‬اس الص‪WW‬ورة العقلي‪WW‬ة ال‪WW‬تي تحمله‪WW‬ا في عقل‪WW‬ك عن البرتقال‪WW‬ة‪ ،‬غ‪WW‬ير أن‪WW‬ك ق‪WW‬د تك‪WW‬ون ق‪WW‬د رأيت في خبرت‪WW‬ك‬
‫الحسية برتقاالت كثيرة ليست كلها سواء من حيث اللون وشكل االستدارة والطعم‪...‬إلخ غ‪WW‬ير أنه‪WW‬ا على‬

‫‪15‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫الرغم من تلك االختالفات فهي كله‪W‬ا تش‪W‬ترك في ص‪W‬فات عام‪W‬ة أو في ص‪W‬ورة البرتقال‪W‬ة العام‪W‬ة ألن‪W‬ك عن‪W‬دما‬
‫ركبت ص‪WW‬ورة البرتقال‪WW‬ة العام‪WW‬ة ه‪WW‬ذه‪ ،‬جنبت جانب ‪ًW‬ا بعض التفص‪WW‬يالت الجزئي‪WW‬ة ال‪WW‬تي تختل‪WW‬ف فيه‪WW‬ا برتق‪WW‬االت‬
‫الواقع التي عرضت لك في الخبرة الحسية‪ ،‬ومن ثم فإن الصورة العامة التي لديك والتي هي في الحقيق‪WW‬ة‬
‫معرفتك بالبرتقالة ليست صورة مطابقة تمامًا ألفراد البرتق‪W‬ال في الواق‪W‬ع‪ ،‬وهك‪W‬ذا ف‪W‬إن معرفتن‪W‬ا ليس‪W‬ت كم‪W‬ا‬
‫ذهبت الواقعي‪WW‬ة الس‪WW‬اذجة ص‪WW‬ورة مطابق‪WW‬ة للش‪WW‬يء المع‪WW‬روف‪ .‬ل‪WW‬ذا فإن‪WW‬ا س‪WW‬وف نتناوله‪WW‬ا في الج‪WW‬دول الت‪WW‬الي‬
‫مقارنة بين هذه االتجاهات‪:‬‬
‫اتجاهات الفلسفة الواقعية المعاصرة‬
‫الواقعية االشتراكية‬ ‫الواقعية الطبيعية‬ ‫الواقعية النقدية‬
‫أبرز شخصياتها‬
‫أفك ـ ــار هذا االتجاه‬

‫‪16‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫أوجه اإلفادة من الفلسفة الواقعية وتأكيد اإلسالم على تلك األوجه‪:‬‬


‫‪ .1‬التدرج يف التعلم من اجلزء إىل الكل ومن احملسوس إىل اجملرد ومن األشياء إىل الكلمات‪.‬‬
‫‪ .2‬االهتمام بالنواحي العملية والتجريب‪ ،‬والبعد عن النواحي النظرية يف غري حملها‪.‬‬
‫‪ .3‬العناية بالعلوم الطبيعية‪.‬‬
‫‪ .4‬البحث عن احلقيقة يف عاملنا احملسوس‪.‬‬
‫‪ .5‬استجابتها واستيعاهبا للمتغريات املعرفية‪ ،‬وعدم اجلمود على ما هو موجود‪.‬‬

‫أسئلة على المفردة‪:‬‬

‫س‪ 1:‬حدد في إيجاز المقصود بالمفاهيم التالية‪:‬‬

‫المذهب الواقعي – الهيولي والصورة عند أرسطو – المعرفة القبلية – المعرفة البعدية –‬
‫الموجود بالقوة – الموجود بالفعل؟‬

‫س ‪ :2‬يرى أرسطو أن المادة هي مبدأ اإلمكان وأنها أصل كل شئ‪ ،‬وضح ذلك في ضوء‬
‫الميتافيزيقا األرسطية؟‬

‫س‪ :3‬وضح مذهب الواقعية النقدية عند كانط مبينًا األسباب التي أدت إليه؟‬

‫‪17‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬
‫الفلسفة الواقعية‬

‫‪ .6‬المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬أمحد‪ ،‬سعد موسى(‪1992‬م)‪ .‬تطور الفكر التربوي‪ .‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬
‫‪ -‬الـ ــدخيل‪ ،‬حممـ ــد عبـ ــد الـ ــرمحن‪ ،‬وعبـ ــد اهلادي‪ ،‬نبيـ ــل أمحد(‪1424‬هـ)‪ .‬م ‪WW‬دخل إلى أص ‪WW‬ول التربي ‪WW‬ة العام ‪WW‬ة‪.‬‬
‫الرياض‪ :‬دار اخلرجيي‪.‬‬
‫‪ -‬زيـ ــادة‪ ،‬مصـ ــطفى واجلهـ ــين‪ ،‬حنـ ــان والعتيـ ــيب‪ ،‬بـ ــدر والعجمي‪ ،‬حممـ ــد(‪1427‬هـ)‪ .‬الفك ‪WW‬ر ال ‪WW‬تربوي مدارس ‪WW‬ه‬
‫واتجاهات تطوره‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة الرشد‪.‬‬
‫‪ -‬س ــعادة‪ ،‬ج ــودة أمحد وإب ــراهيم‪ ،‬عب ــد الل ـه حمم ــد(‪1425‬هـ)‪ .‬المنهج الم‪WW‬درس المعاص‪WW‬ر‪ .‬ط‪ .4‬عم ــان‪ :‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ -‬صاحل‪ ،‬هانب عبد الرمحن(‪1976‬م)‪ .‬فلسفة التربية‪ .‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -‬العتييب‪ ،‬بدر بن جوعيد (‪1426‬هـ)‪ .‬األصول الفلسفية للتربية‪ .‬ط‪ .1‬الرياض‪ :‬مكتبة الرشد‪.‬‬
‫‪ -‬عطية‪ ،‬عماد(‪2010‬م)‪ .‬تطور الفكر التربوي عبر القرون‪ .‬الرياض‪ ،‬مكتبة الرشد‪.‬‬
‫‪ -‬الفتالوي‪ ،‬س ـ ـ ــهيلة حمس ـ ـ ــن‪ ،‬هاليل‪ ،‬أمحد(‪2006‬م)‪ .‬المنه‪WW W W‬اج التعليمي والتوج‪WW W W‬ه األي‪WW W W‬دلوجيا (النظري‪WW W W‬ة‬
‫والتطبيق)‪ .‬ط‪ .1‬عمان‪ :‬دار الشروق للنشر والتوزيع‬
‫‪ -‬الفريوزآبادي‪ ،‬حمد الدين حممد بن يعقوب(‪1407‬هـ)‪ .‬القاموس المحيط‪ .‬ط‪ ،2‬بريوت‪ .‬دار الرسالة‪.‬‬
‫‪ -‬كــرمي‪ ،‬حممــد أمحد‪ ،‬بــدران‪ ،‬شــبل‪ ،‬عبيــد‪ ،‬اهلام مصــطفى(‪2000‬م)‪ .‬في أصول التربي‪W‬ة‪ :‬األص‪W‬ول الفلس‪W‬فية‬
‫للتربية‪ .‬القاهرة‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪.‬‬
‫‪ -‬كشمريي‪ ،‬حممد عثمان(‪1997‬م)‪ .‬مقدمة في أصول التربية‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة العبيكان‪.‬‬
‫‪ -‬حممد‪ ،‬أمحد عب احلاج(‪2003‬م)‪ .‬أصول التربية‪ .‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬دار املناهج‪.‬‬
‫‪ -‬مدكور‪ ،‬علي أمحد(‪1997‬م)‪ .‬نظريات المناهج التربوية‪ .‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫‪ -‬ناصــر‪ ،‬إبــراهيم(‪2010‬م)‪ .‬أس‪W‬س التربي‪WW‬ة التاريخي‪WW‬ة‪ ،‬الفلس‪WW‬فية‪ ،‬النفس‪WW‬ية‪ ،‬التعليمي‪WW‬ة‪ ،‬البيئي‪WW‬ة‪ ،‬االجتماعي‪WW‬ة‪،‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬الدينية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬الوطنية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬دار عمار‪.‬‬
‫‪ -‬ناصر‪ ،‬إبراهيم(‪2004‬م)‪ .‬فلسفات التربية‪ .‬عمان‪ ،‬دار وائل للنشر‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إعداد الطالب‪ :‬باسم بن إبراهيم املحيميد‬

You might also like