You are on page 1of 169

‫شعبة التنمية االجتماعية‬ ‫برنامج التعليم المفتوح‬

‫المستوى الثالث‬ ‫كلية اآلداب‬

‫الصحة النفسية‬

‫إعداد‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمود السيد ابو النيل‬
‫أستاذ علم النفس بكلية اآلداب‬
‫جامعة عين شمس‬

‫القاهرة‬
‫‪1024 / 1023‬‬
‫رقم اإليداع‪4001 / 44611 :‬‬

‫‪2‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة الكتاب‬

‫يتضمن الكتاب أثني عشر فصالً‪ ،‬يتعلق الفصل األول بمعني الصحة النفسية والسواء‬
‫والالسواء ويتناول مصطلح الصحة النفسية بالتفسير والتوضيح ومكونات هذا المصطلح من‬
‫توافق ذاتي وتوافق اجتماعي وشروط التوافق السوي وعالمات التوافق الالسوي ويتناول كذلك‬
‫عالقات العمل المرتبطة بالتوافق كعالقة العامل بعمله وزمالئه ورؤسائه‪ ،‬كما يعرض الفصل‬
‫أيضا ألساليب التوافق السوي وأساليب التوافق الالسوي والحيل الدفاعية وأنواع الصراع ومعايير‬
‫السواء والالسواء كالمعيار الثقافي والمعيار الباولوجي والمثالي‪ .‬وفي الفصل الذي يختص بتاريخ‬
‫الصحة النفسية ثم تقديم عرض لكيفية تناول اإلنسان لفكرة المرض عبر العصور التاريخية‬
‫المختلفة كالعصر اليوناني والذي تميز بأعمال ابقراط ابو الطب‪ ،‬والعصر الروماني والذي مألت‬
‫فيه شهرة جالينوس اآلفاق ثم العصر المسيحي والذي تميز بالربط بين المرض والشيطان‪،‬‬
‫والعصر اإلسالمي الذي أنشئت فيه البارستيمانات في بغداد والقاهرة لرعاية المريض النفسي‪ ،‬ثم‬
‫حركة بيرز طالب الطب الذي دخل المستشفى وخرج منها وألف كتاباً عنوانه " عقل وجد نفسه"‪.‬‬
‫وفي نهاية الفصل تم تقديم العديد من اإلحصائيات التي تبين مدي انتشار االنحرافات النفسية‬
‫وآثارها االجتماعية واالقتصادية‪ .‬واختص الفصل الثالث بالصحة النفسية والنمو النفسي ومواجهة‬
‫مشكالت سوء التوافق لدي األطفال كالبتول الالإرادي والسرقة والكذب والتخلف في القراءة‬
‫والضعف العقلي‪ ،‬وكذلك اهتم هذا الفصل بمظاهر سوء التوافق لدي المراهقين وآثرها علي‬
‫تحصيله ومن هذه المظاهر الهروب والجناح والتدخين وينتهي الفصل بدور أخصائي الصحة‬
‫النفسية في مواجهة مشكالت سوء التوافق‪ .‬أما الفصل ال اربع فقد تناول صور االنحراف مثل‬
‫الذهان ( المرض العقلي) والعصاب ( المرض النفسي)‪ ،‬والسلوك المضاد للمجتمع كاإلدمان‬
‫ودور أخصائي الصحة النفسية في الوقاية والعالج ‪ .‬ويتعلق الفصل الخامس بتفسير السلوك‬
‫الالسوي أي العوامل واألسباب التي تقف وراء هذه االنحرافات كالوراثة والبيئة في االضطرابات‬
‫النفس ية والعقلية وفي السلوك اإلجرامي وعالقة انتشار االضطرابات النفسية ببعض النواحي‬
‫الديموجرافية ‪ .‬ويختص الفصل السادس باألمراض السيكوسوماتية (النفسجسمية) وجوانبها‬
‫التاريخية وحجم ومدي انتشار هذه االمراض‪ .‬وأما تصنيف هذه االضطرابات الضطرابات في‬
‫القلب أو الجهاز المعيد معوي كقرحة الهضم واإلمساك وعسر الهضم‪ ،‬أو السرطان ونظريات‬
‫تفسيره وأنواع مرض السرطان والعوامل النفسية فيه واستخدام الوسائل النفسية في التنبؤ باإلصابة‬
‫بالسرطان وأثر دراسة علم النفس في المعرفة بمرض السرطان فقد تمت معالجتها في الفصل‬
‫السابع ‪ .‬وأما الفصل الثامن فقد قدم عرضا لنظريات تفسير االضطرابات السيكوسوماتية‬
‫كالنظريات الفسيولوجية والنظريات النفسية والتفاعلية‪ .‬وفي الفصل التاسع من الكتاب عرضت‬

‫‪3‬‬
‫العالقة بين التحديث واالضطرابات السيكوسوماتية‪ .‬وفي الفصل العاشر قدمت األساليب‬
‫واالختبارات التي تستخدم في قياس الصحة النفسية كقائمة كورنل‪ .‬واختص الفصل الحادي عشر‬
‫بالعالج النفسي وأهم مفاهيمه وخصائص العالج النفسي االجتماعي والطرق العالجية‪ .‬أما‬
‫الفصل األخير وهو الفصل الثاني عشر فقد تناولت تطبيقات الصحة النفسية والمتمثلة في‬
‫اإلجراءات الفعلية التي تتخذها المجتمعات من أجل نشر الصحة النفسية والوقاية من االنحرافات‬
‫النفسية والعقلية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫األهداف العامة للكتاب‬

‫يهدف الكتاب إلي تعريف القارئ بمفهوم الصحة النفسية وكيف أنه يتضمن التوافق‬
‫النفسي واالجتماعي لدي الفرد كما يهدف الكتاب إلي تعريف القارئ بالمظاهر والعالقات التي‬
‫يستدل عليها من سلوك اآلخرين وتدل علي السواء النفسي أو تدل علي الالسواء‪ .‬واضافة إلي‬
‫ذلك يمد الكتاب القارئ باألسس والقواعد التي يتم االعتماد عليها في الحكم علي سلوك اآلخرين‬
‫عما إذا كان عاديا أو غير عادي‪ .‬كما يهدف الكتاب إلي تعريف القارئ بأن الصحة النفسية‬
‫المرض العقلي قد تم تناوله عبر العصور اإلنسانية المختلفة وأن هذا التناول في كل عصر‬
‫تراكماً أضاف الكثير للعصور التالية قد مثل كما هدف الكتاب إلي تعريف القارئ بأن بذور‬
‫المرض النفسي توجد منذ السنوات األولي من النمو النفسي للفرد وأن هناك مظاهر لسوء التوافق‬
‫التي تظهر في مراحل النمو المختلفة خاصة الطفولة والمراهقة كما أنه يمكن مواجهة هذه‬
‫المشكالت من خالل أخصائي الصحة النفسية ‪ .‬ويهدف الكتاب كذلك إلى أن يعرف القارئ أن‬
‫االنحرافات النفسية لها صور متعددة منها ما يختص بالمرض النفسي ومنها المرض العقلي‬
‫والسلوك المضاد للمجتمع كالجريمة واإلدمان وأن لكل انحراف من هذه االنحرافات مظاهره وله‬
‫أعراضه وتكمن وراء هذه األعراض عوامل واسباب يمكن من خاللهما تفسير هذه األعراض‪.‬‬
‫ويعرف الكتاب القارئ بكيفية االكتشاف المبكر لهذه االنحرافات‪ .‬ويهدف الكتاب إلى وضع يد‬
‫القارئ علي كثير من العوامل التي تقف وراء السلوك الالسوي وعلي رأس هذه العوامل الوراثة‬
‫والبيئة ‪ ،‬وتأثير البيئة الرحمية‪ ،‬وأن ما يصيب األم أثناء الحمل من مرض وسوء تغذية وانفعاالت‬
‫مؤلمة تصيب الجنين في بطنها‪ ،‬وعند هذه النقطة تنشأ الكثير من االنحرافات والسلوك الالسوي‪.‬‬
‫ويهتم الكتاب بأن يعرف القارئ األساس النفسي لنشأة كثير من االضطرابات الجسمية كقرحة‬
‫المعدة وضغط الدم المرتفع والربو الشعبي ومدي انتشار هذه االمراض بين فئات المجتمع وكيف‬
‫أن الضغوط االجتماعية واالقتصادية تلعب دو اًر في زيادة االضطراب االنفعالي عند اإلنسان مما‬
‫يرافق ذلك اضطراب البدن في جهاز القلب واألوعية الدموية مثل الشريان التاجي وضغط الدم‪،‬‬
‫والجهاز المعدي معوي كاإلمساك ‪ ،‬وعسر الهضم وقرحة الهضم وكذلك السرطان والعوامل‬
‫النفسية المرتبطة به كالمشقة وضغوط الحياة ‪ ،‬وكيفية تفسير تلك االضطرابات النفسية‪ .‬وتعريف‬
‫القارئ أيضا أن هذه األمراض السيكوسوماتية هي نتاج عمليات التحضر والتحديث السريع الذي‬
‫يعم المجتمعات اإلنسانية‪ .‬كما يهدف الكتاب إلي تعريف القارئ باإلجراءات المستخدمة في قياس‬
‫الصحة النفسية والحكم علي الفرد هل هو سوي أم غير سوي وفي أي الجوانب يكون سوء توافقه‪.‬‬
‫كما يعرف الكتاب القارئ بطرق العالج النفسي كتعلم اجتماعي وتقديم أمثلة لذلك‪ .‬ومن األهداف‬
‫األخيرة للكتاب أنه يعرف القارئ باإلجراءات التي تتخذها المجتمعات ويكون من شأنها زيادة‬
‫توافق األفراد في المجتمع كإنشاء مكاتب للزواج لفحص المقبلين للزواج للتأكد من سالمتهم‬
‫النفسية واالجتماعية والجسمية‪ ،‬وكتطبيق الطريقة العلمية في اختيار المتقدمين للعمل في‬

‫‪5‬‬
‫الوظائف بالحكومة والمؤسسات الصناعية للتأكد من ممارستهم ألعمال تتالئم مع ما لديهم من‬
‫استعدادات وقدرات تتضمن توافقهم في العمل وتتضمن زيادة أدائهم وكفاءتهم اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفهرس‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪3‬‬ ‫مقدمه الكتاب‬

‫‪5‬‬ ‫األهداف العامة للكتاب‬

‫‪ -4‬الفصل األول‬

‫‪02‬‬ ‫معني الصحة النفسية‪ :‬السواء والالسواء‬

‫‪02‬‬ ‫األهداف‬

‫‪02‬‬ ‫المحتوي‬

‫‪02‬‬ ‫معني الصحة النفسية‬

‫‪00‬‬ ‫التوافق النفسي االجتماعي‬

‫‪00‬‬ ‫مقدمه‬
‫‪03‬‬ ‫التوافق الذاتي‬

‫‪03‬‬ ‫التوافق االجتماعي‬

‫‪03‬‬ ‫التوافق والصحة النفسية‬

‫‪03‬‬ ‫سوء التوافق‬

‫‪03‬‬ ‫عوامل سوء التوافق‬

‫‪05‬‬ ‫شروط التوافق السوي‬

‫‪05‬‬ ‫عالقات العمل المرتبطة بالتوافق‬


‫‪05‬‬ ‫عالقة العامل بعمله‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪02‬‬ ‫عالقة العامل بالمؤسسة‬

‫‪7‬‬
‫‪02‬‬ ‫عالقة العامل بالرؤساء‬

‫‪02‬‬ ‫عالقة العامل بظروف العمل‬

‫‪02‬‬ ‫حيل وأساليب التوافق‬

‫‪02‬‬ ‫مقدمه‬

‫‪02‬‬ ‫أسلوب الحياة‬

‫‪02‬‬ ‫انواع الصراع‬

‫‪02‬‬ ‫مصادر عقبات تحقيق الهدف‬


‫‪02‬‬ ‫أساليب التوافق الالسوي‬

‫‪02‬‬ ‫الحيل الدافعية‬

‫‪33‬‬ ‫الخالصة‬

‫‪33‬‬ ‫السواء والالسواء‬

‫‪33‬‬ ‫محكات الشخصية السوية‬

‫‪35‬‬ ‫معايير السواء والالسواء‬

‫‪35‬‬ ‫االحصائي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪32‬‬ ‫الثقافي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪32‬‬ ‫الباثولوجي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪32‬‬ ‫النموذجي المثالي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪32‬‬ ‫الطبيعي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪32‬‬ ‫الذاتي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)2‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪32‬‬ ‫المعيار التواؤمي‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪32‬‬ ‫األسئلة‬

‫‪8‬‬
‫‪32‬‬ ‫مصادر تعليم أخرى‬

‫‪32‬‬ ‫مراجع الفصل األول‬

‫‪ -4‬الفصل الثاني‬
‫‪30‬‬ ‫تاريخ الصحة النفسية ومدي انتشار االنحرافات‬
‫‪30‬‬ ‫األهداف‬
‫‪30‬‬ ‫المحتوي‬
‫‪30‬‬ ‫مقدمه‬

‫‪30‬‬ ‫أوالً‪ :‬تطور تناول االنحرافات عبر العصور‪:‬‬

‫‪30‬‬ ‫العصر اليوناني‬

‫‪33‬‬ ‫العصر الروماني‬

‫‪33‬‬ ‫العصر المسيحي‬

‫‪33‬‬ ‫العصور الوسطي في أوروبا‬

‫‪33‬‬ ‫العصر اإلسالمي‬

‫‪33‬‬ ‫عصر النهضة‬

‫‪35‬‬ ‫حركة بيرز‬

‫‪32‬‬ ‫التفسير النفسي‬

‫‪32‬‬ ‫القرن العشرين‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪32‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مدي انتشار وآثار االنحراف علي الصحة النفسية‬

‫‪32‬‬ ‫مدي االنتشار واآلثار االجتماعية واالقتصادية‬

‫‪32‬‬ ‫األثار األقتصادية‬

‫‪51‬‬ ‫األسئلة‬

‫‪9‬‬
‫‪51‬‬ ‫مصادر أخرى‬

‫‪50‬‬ ‫مراجع الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬الفصل الثالث‬
‫‪33‬‬ ‫الصحة النفسية والنمو النفسي ومواجهة مشكالت سوء التوافق‬
‫‪53‬‬ ‫األهداف‬
‫‪53‬‬ ‫المحتوي‬
‫‪53‬‬ ‫مقدمه‬

‫‪53‬‬ ‫أوالً‪ :‬التوافق والنمو‬

‫‪55‬‬ ‫ثانياً‪ :‬مظاهر سوء التوافق لدي الطفل‬

‫‪52‬‬ ‫مص األصابع‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪52‬‬ ‫التبول الالإرادي‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪52‬‬ ‫قضم األظافر‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪52‬‬ ‫اضطرابات التواصل‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪52‬‬ ‫الكذب‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪52‬‬ ‫النشاط الذائد والسلوك االندفاعي‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪52‬‬ ‫السرقة‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪52‬‬ ‫العدوان‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪52‬‬ ‫التخلف في القراءة‬ ‫(‪)2‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪21‬‬ ‫األسس التي يقوم عليها دور األخصائي النفسي‬


‫‪20‬‬ ‫دور األخصائي النفسي المدرسي‬

‫‪23‬‬ ‫أوالً‪ :‬في التوجيه التربوي للتالميذ‬

‫‪25‬‬ ‫ثانياَ ًً‪ :‬بالنسبة لحاالت صعوبات التعلم‬

‫‪22‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬بالنسبة للمجال العالجي‬

‫‪22‬‬ ‫رابعاً‪ :‬بالنسبة للمشكالت السلوكية‬

‫‪01‬‬
‫‪22‬‬ ‫خامساً ًَ‪ :‬بالنسبة للجانب الوقائي والتنظيمي‬

‫‪22‬‬ ‫األسئلة‬

‫‪22‬‬ ‫مصادر تعليم أخرى‬

‫‪22‬‬ ‫مراجع الفصل الثالث‬

‫‪ -1‬الفصل الرابع‬

‫‪20‬‬ ‫صور االنحراف عن الصحة النفسية‬

‫‪20‬‬ ‫األهداف‬

‫‪20‬‬ ‫المحتوي‬

‫‪20‬‬ ‫مقدمه‬

‫‪23‬‬ ‫أسس التصنيف‬

‫‪23‬‬ ‫أوالً‪ :‬الذهان‬

‫‪23‬‬ ‫مقدمة‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪23‬‬ ‫أعراض الذهان‬


‫‪22‬‬ ‫أشكال الذهان‬

‫‪22‬‬ ‫الذهان العضوي‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪22‬‬ ‫الذهان الوظيفي‬ ‫(‪)0‬‬

‫ثانياً ًَ‪ :‬العصاب‬


‫‪21‬‬

‫‪20‬‬ ‫القلق‬

‫‪23‬‬ ‫الهستيريا‬

‫‪00‬‬
‫‪23‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬السلوك المضاد للمجتمع ومواجهته‬

‫‪23‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪25‬‬ ‫اإلدمان‬

‫‪25‬‬ ‫مقدمة عن حجم المشكلة‬

‫‪22‬‬ ‫معني اإلدمان‬

‫‪22‬‬ ‫العقاقير المخدرة‬

‫‪22‬‬ ‫(‪ )1‬المسكنات‬


‫‪22‬‬ ‫(‪ )0‬العقاقير ومخدرات اإلثارة‬
‫‪22‬‬ ‫(‪ )3‬عقاقير التنشيط وجلب النشوة‬
‫‪22‬‬ ‫(أ) المسكنات‬
‫‪22‬‬ ‫(ب) العقاقير المهدئة والمنومة‬
‫‪22‬‬ ‫(ت) عقاقير التنشيط والنشوة‬

‫‪22‬‬ ‫تفسير اإلدمان‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪22‬‬ ‫ظروف اإلدمان‬

‫‪21‬‬ ‫دراسات عربية علي اإلدمان‬

‫‪25‬‬ ‫دور أخصائي الصحة النفسية في مواجهة مشكلة اإلدمان‬

‫‪25‬‬ ‫مقدمه‬

‫‪22‬‬ ‫تدريب أخصائي الصحة النفسية‬

‫‪22‬‬ ‫إعداد برنامج التدريب‬

‫‪22‬‬ ‫أسس إعداد البرنامج‬

‫‪22‬‬ ‫دور أخصائي الصحة النفسية‬

‫‪02‬‬
‫‪22‬‬ ‫أوالً‪ :‬الوقاية‬

‫‪22‬‬ ‫ثانياً‪ :‬اكتشاف التعاطي المبكر‬

‫‪22‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬تدريب المدمن علي اإلدراك الواضح للمشكلة‬

‫‪22‬‬ ‫األسئلة‪:‬‬

‫‪22‬‬ ‫مصادر التعلم أخري‬

‫‪122‬‬ ‫مراجع الفصل الرابع‬

‫‪ -5‬الفصل الخامس‬

‫‪123‬‬ ‫تفسير السلوك الالسوي‪ :‬العوامل واألسباب‬

‫‪123‬‬ ‫األهداف‬

‫‪123‬‬ ‫المحتوي‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪123‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪122‬‬ ‫الوراثة‬

‫‪122‬‬ ‫أوالً‪ :‬تأثير البيئة الرحمية‬

‫‪122‬‬ ‫تأثير العوامل االنفعالية‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪122‬‬ ‫انتقال عدوي المرض من األم للجنين‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪122‬‬ ‫تأثير المواد المخدرة والتدخين‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪122‬‬ ‫عدم مناسبة طعام األم لظروف الحمل‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪122‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الغدد الصماء‬

‫‪122‬‬ ‫الغدد القنوية‬ ‫(أ)‬


‫‪112‬‬ ‫الغدد الصماء‬ ‫(ب)‬

‫‪110‬‬ ‫خاتمة في الغدد‬

‫‪03‬‬
‫‪110‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬الغذاء‬

‫‪113‬‬ ‫البيئة‬

‫‪113‬‬ ‫األسرة‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪113‬‬ ‫األخوة‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪113‬‬ ‫الثقافة والمجتمع‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪113‬‬ ‫دور الوراثة والبيئة في االضطرابات النفسية‬

‫واالجتماعية‬

‫‪113‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪113‬‬ ‫التفاعل بين الوراثة والبيئة‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪113‬‬ ‫األهمية النسبة للوراثة والبيئة‬ ‫(أ)‬


‫‪115‬‬ ‫الفرد نتاج الوراثة والبيئة‬ ‫(ب)‬

‫‪112‬‬ ‫دور الوراثة في السلوك اإلجرامي‬

‫‪112‬‬ ‫(أ) دراسات الكرموزومات‬


‫‪112‬‬ ‫(ب) دراسات جودارد‬

‫‪112‬‬ ‫(ج) الغدد والسلوك اإلجرامي‬

‫‪112‬‬ ‫البيئة والسلوك اإلجرامي المضاد للمجتمع‬

‫‪112‬‬ ‫الدراسات‬

‫‪112‬‬ ‫(‪ )1‬دراسة بيرت‬


‫‪112‬‬ ‫(‪ )0‬دراسة بولبي‬

‫‪112‬‬ ‫التحضر والسلوك اإلجرامي‬

‫‪112‬‬ ‫الهجرة والسلوك اإلجرامي‬

‫‪04‬‬
‫‪112‬‬ ‫الفصام بين الوراثة والبيئة‬

‫‪102‬‬ ‫عالقة انتشار االضطرابات النفسية ببعض‬

‫النواحي الديموجرافية‬

‫‪102‬‬ ‫(‪ )1‬نوع التعليم‬


‫‪102‬‬ ‫(‪ )0‬ريف حضر‬
‫‪101‬‬ ‫(‪ )3‬مهنة الوالد‬
‫‪101‬‬ ‫(‪ )3‬دخل األسرة‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪100‬‬ ‫(‪ )5‬عدد األخوة‬


‫‪103‬‬ ‫(‪ )2‬حجم األسرة‬

‫‪103‬‬ ‫األسئلة‬

‫‪103‬‬ ‫مصادر تعلم أخري‬

‫‪105‬‬ ‫مراجع الفصل الخامس‬

‫‪ -6‬الفصل السادس‬

‫‪102‬‬ ‫األمراض السيكوسوماتية (النفسية جسمية)‬

‫‪102‬‬ ‫األهداف‬

‫‪102‬‬ ‫المحتوي‬

‫‪102‬‬ ‫أوالً‪ :‬تعريف السكوماتيك ( النفسي جسمي)‬

‫‪102‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الجوانب التاريخية‬

‫‪102‬‬ ‫إسهام علماء الغرب القدامى‬

‫‪102‬‬ ‫إسهام العلماء العرب القدامى‬

‫‪05‬‬
‫‪102‬‬ ‫أعمال االنثروبولوجيين‬

‫‪131‬‬ ‫تعليق‬

‫‪130‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬حجم المشكلة ومدي االنتشار‬

‫‪130‬‬ ‫األمراض السيكوسوماتية والحضارة‬

‫‪130‬‬ ‫حاالت الوجه المألوف‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪133‬‬ ‫مرض الشريان التاجي لدي أعضاء البرلمان‬

‫‪133‬‬ ‫الحرب العالمية واألمراض السيكوسوماتية‬

‫‪133‬‬ ‫إحصائيات التأمين واألمراض السيكوسوماتية‬

‫‪133‬‬ ‫نسبة الوفاة‬

‫‪135‬‬ ‫المهنة‬

‫‪135‬‬ ‫انتشار االضطرابات في الوظيفة المعدية‬

‫‪132‬‬ ‫مشكلة االضطرابات السيكوسوماتية علي المستوي‬

‫القومي‬

‫‪131‬‬ ‫مناقشة وتعليق‬

‫‪133‬‬ ‫األسئلة‬

‫‪133‬‬ ‫مصادر تعليم أخرى‬

‫‪135‬‬ ‫مراجع الفصل السادس‬

‫‪ -7‬الفصل السابع‬

‫‪132‬‬ ‫نظريات تفسير االضطرابات السكوسوماتية‬

‫‪06‬‬
‫(النفسية جسمية)‬

‫‪132‬‬ ‫األهداف‬

‫‪132‬‬ ‫المحتوي‬

‫‪132‬‬ ‫مقدمة‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪132‬‬ ‫النظريات الفسيولوجية‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪132‬‬ ‫نظرية الضعف الجسمي‬ ‫(أ)‬
‫‪132‬‬ ‫(ب) نظرية االستجابة النوعية‬
‫‪132‬‬ ‫النظريات السيكوفسيولوجية‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪132‬‬ ‫نظريتي كانون‬ ‫(أ)‬
‫‪132‬‬ ‫(‪ )1‬النظرية المهارية‬
‫‪132‬‬ ‫(‪ )0‬نظرية األتزان الحيوي‬
‫‪132‬‬ ‫(ب) نظرية الضغوط االنفعالية لسيلى‬

‫‪152‬‬ ‫(ج) نظرية عالقة القلق بالهرمونات‬

‫‪153‬‬ ‫النظريات النفسية‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪153‬‬ ‫(أ) نظرية التحليل النفسي‬

‫‪155‬‬ ‫(‪ )0‬الصالبة النفسية والتماسك النفسي‬

‫‪152‬‬ ‫(‪ )3‬النظريات االجتماعية والبيئة والسلوكية‬

‫‪152‬‬ ‫(‪ )5‬النظريات التفاعلية‪:‬‬

‫‪152‬‬ ‫(‪ )1‬نموذج االستهداف للمشقة‬

‫‪152‬‬ ‫(‪ )0‬نموذج تفاعل العوامل البيولوجية والنفسية‬

‫‪122‬‬ ‫األسئلة‬

‫‪122‬‬ ‫مصادر تعلم أخرى‬

‫‪07‬‬
‫‪121‬‬ ‫مراجع الفصل السابع‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪ -4‬الفصل الثامن‬

‫‪123‬‬ ‫تطبيقات الصحة النفسية في المجتمع‬

‫‪123‬‬ ‫األهداف‬

‫‪123‬‬ ‫المحتوي‬

‫‪123‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪123‬‬ ‫الدستور والصحة النفسية‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪123‬‬ ‫مكاتب الزواج والصحة النفسية‬ ‫(‪)0‬‬
‫‪123‬‬ ‫األسس العلمية في اختيار األفراد‬ ‫(‪)3‬‬
‫والصحة النفسية‬
‫‪125‬‬ ‫و ازرة البيئة والصحة النفسية‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪125‬‬ ‫المدن الجديدة والصحة النفسية‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪125‬‬ ‫مكاتب تنظيم األسرة والصحة النفسية‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪125‬‬ ‫محاكم األسرة والصحة النفسية‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪122‬‬ ‫االختصاص النفسي في المدرسة والصحة‬ ‫(‪)2‬‬
‫النفسية‬
‫‪122‬‬ ‫عالج أسرة المريض النفسي والصحة النفسية‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪122‬‬ ‫التعليم المفتوح والصحة النفسية‬ ‫(‪)12‬‬
‫‪122‬‬ ‫الخط الساخن واإلدمان والصحة النفسية‬ ‫(‪)11‬‬
‫‪122‬‬ ‫تصنيف التالميذ في مراحل التعليم والصحة‬ ‫(‪)10‬‬
‫النفسية‬
‫‪121‬‬ ‫تصنيف المجندين بالقوات المسلحة والصحة‬ ‫(‪)13‬‬
‫النفسية‬

‫‪120‬‬ ‫األسئلة‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪08‬‬
‫‪120‬‬ ‫مصادر تعلم أخرى‬

‫‪123‬‬ ‫مراجع الفصل الثامن‬

‫‪123‬‬ ‫‪ -2‬المراجع العامة للكتاب‬

‫‪09‬‬
‫الفصل األول‬
‫معىن الصحة النفسية‪ :‬السواء والالسواء‬

‫األهداف‪ :‬يهدف هذا الفصل إلى تعريف القارئ بالمقصود بالصحة النفسية ومكوناتهما‬
‫من توافق الفرد نفسياً واجتماعياً‪ .‬وكذلك تعريف القارئ بسوء التوافق واألسباب التي تؤدي إلي‬
‫عدم توافق اإلنسان في الحياة وكذلك االسباب التي تؤدي إلي سعادة اإلنسان وتوافقه في الحياة‬
‫إضافة إلى إمداد القارئ باألسس والقواعد التي تمكنه من التمييز بين السلوك السوي وغير‬
‫السوي‪.‬‬

‫المحتوي‪ :‬معني الصحة النفسية – التوافق النفسي االجتماعي – عالقات العمل‬


‫المرتبطة بالتوافق – حيل وأساليب التوافق – محكات الشخصية السوية – معايير السواء‬
‫والالسواء كالمعيار اإلحصائي والمعيار الثقافي والمعيار المرضي‪.‬‬

‫معني الصحة النفسية‪ :‬أطلق ماير وكليفورد بيرز اسم الصحة النفسية علي المجهودات‬
‫الثابتة المخططة التي تبذل للمحافظة علي الصحة النفسية والوقاية من المرض العقلي‪ ،‬باعتبارها‬
‫جهوداً تؤدي إلى نتائج تؤثر علي الحياة الشخصية واالجتماعية واالقتصادية لبني البشر‪.‬‬

‫وتدعيماً لذلك أنشئت في عام ‪ 1222‬بأمريكا اللجنة القومية للصحة النفسية ‪ ،‬كما أقيمت‬
‫كذلك معاهد منفصلة خاصة بالصحة النفسية‪ ،‬وأخي اًر عرفت الجمعية األمريكية للصحة النفسية‬
‫هذا المفهوم (الصحة النفسية) بأنه يشمل ‪ :‬اإلجراءات التي تتخذ لخفض انتشار األمراض العقلية‬
‫بالوقاية والعالج المبكر (كوفيل وآخرون‪.)22 :1222 ،‬‬

‫ويري أصحاب نظرية التحليل النفسي أن الصحة النفسية تتمثل في قدرة "األنا" علي‬
‫التوفيق بين أجهزة الشخصية المختلفة ومطالب الواقع أو التوصل للصراع الذي ينشأ ين هذه‬
‫األجهزة وهذه األجهزة هي‪ :‬األنا – الهي – األنا األعلي حيث يمثل األنا الواقع وتمثل الهي‬
‫الغرائز ‪ ،‬ويمثل األنا األعلي ‪ ،‬القيم االجتماعية (عبد السالم عبد الغفار‪.)32 ،32 :1222 ،‬‬

‫ومن ناحية أخري فلقد حاول البعض االقتصار في تعريفهم لمفهوم الصحة النفسية علي‪:‬‬
‫خلو الفرد من األعراض المرضية ‪ :‬كالقلق والتوتر‪ ،‬والصراع والوساوس إال إن مثل هذا التعريف‬
‫ال ينطوي علي شئ من الواقعية‪ ،‬ألنه ال يوجد إنسان عادي خالي من قدر من القلق والتوتر‬
‫والصراع‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخري فإن هذا التعريف ال يتناول إال الجانب النفسي من‬
‫حيث عالقته بالصحة النفسية مهمالً الجانب االجتماعي واالختالفات مع اآلخرين ودورها في‬
‫الصحة النفسية‪ ،‬إال أنه في مقابل ذلك يري البعض أن ارتفاع القلق ال يمكن أن يكون عالمة‬
‫علي سوء التوافق فكثي اًر ما يكون ارتفاع القلق عالمة علي بغض الحياة وتحدياً لصعابها وعدم‬

‫‪21‬‬
‫تقبل لالستسالم ‪ .‬فاألمم تعاني من القلق بقدر ما يكون حظها من التقدم بينما تبتعد األمم عن‬
‫القلق بقدر ما يكون نصيبها من التخلف (صالح مخيمر‪.)5 :1222 ،‬‬

‫ولقد انبثق عن النقد الذي وجه لهذا التعريف تعريف أعم واشمل لمفهوم الصحة النفسية‪،‬‬
‫ويركز هذا التعريف علي أن الصحة النفسية تعني‪ :‬توافق الفرد ذاتياً وتوافقاً اجتماعياً ويتمثل‬
‫التوافق الذاتي في قدرة الفرد علي حل صراعاته وتوتراته الداخلية باستمرار حالً مالئما‪ ،‬ويقصد‬
‫بالتوافق االجتماعي قدرة الفرد علي إقامة عالقات مناسبة ومسايرة ألعضاء الجماعة التي ينتمي‬
‫إليها ويحظى في نفس الوقت بتقدير وتكريم واحترام الجماعة آلرائه واتجاهاته‪.‬‬

‫ويضيف البعض إلى مفهوم الصحة النفسية عملية التطور ال التوافق أ‪ ،‬التكيف فيقول‪:‬‬
‫أن الصحة النفسية تقتضي القدرة علي التكيف والتطور معاً ‪ .‬فالفرد أو المجتمع أو الكائنات‬
‫الحية بوجه عام في إطار هذا التعريف تحتاج علي مر الزمان إلى قدر من التوافق والتكيف مع‬
‫قدر من التطور وذلك ألن التكيف التام يؤدي إلي درجة من الجمود والملل قد تنتهي بالموت أو‬
‫تتساوي معه‪ .‬ففي عالم الحيوان عندما وصلت بعض األنواع إلى قمة التكيف فتوقفت عن‬
‫التطور وترقب علي هذا التوقف أن صارت في حالة من الجمود جعلتها ال تستطيع أن تواجه‬
‫الظروف الجديدة ‪ ،‬فانقرضت كالديناصور الذي وصل إلى قمة التكيف من حيث حجم الجسم‬
‫والعضالت والقوة البدنية إال أنه لم يستطيع أن يواجه (بالتطور) تغير الظروف من قلة الغذاء أو‬
‫النقل السريع من مكان لمكان فانقرض‪ .‬لكن اإلنسان يختلف عن سائر الحيوانات ألنه يستطيع‬
‫عمل التغيير والتجديد اللذان يمكنانه من مواجهة الظروف المختلفة (محمد شعالن‪:1222 ،‬‬
‫‪.)03‬‬

‫‪ Health‬يعني غياب‬ ‫ويذهب فرانسسكو جاميريل (‪ )1220‬إلى أن مفهوم الصحة‬


‫المرض ‪ ،DISEASE‬ويذهب إلى القول أيضاً أن فائدة استخدام المفهوم السلبي للصحة يؤدي إلى‬
‫التعريف اإلجرائي للصحة ذلك الذي يخضع للقياس الموضوعي‪ .‬وحسب منظمة الصحة العالمية‬
‫‪ " (WHO) World Health organization‬فإن الصحة ال تعني غياب المرض لكن تعني‬
‫الدرجة القصوي من الصحة الجسمية والعقلية واالجتماعية للكائن البشري‪ ...‬والصحة ال تعني‬
‫فقط التخلص من األلم والمرض لكن تعني الدرجة القصوي من الصحة الجسمية والعقلية‬
‫واالجتماعية للكائن البشري" ‪ ...‬والصحة ال تعني فقط التخلص من األلم والمرض لكن تنمية‬
‫وتحصيل واكتساب المزيد من القدرات الوظيفية (‪.)Gamberal, 1992; 207 – 218‬‬

‫التوافق النفسي واالجتماعي‬

‫ونظ اًر ألن كال من التوافق النفسي واالجتماعي من المكونات األساسية لمفهوم الصحة‬
‫النفسية فالبد أن نبين بصورة مفصلة للمقصود بكل منها‪ .‬وفي هذا الصدد نجد أن اإلنسان يلجأ‬
‫حين يواجه عقبات أو مشاكل ال يستطيع حلها بما لديه من خبرات وبما زود به من سلوك‪ ،‬إلي‬

‫‪20‬‬
‫تعديل سلوكه حتي يتناسب مع هذا الظرف الجديد ويسمي هذا التعديل في السلوك بالتوافق‪ .‬وكل‬
‫فرد يختلف عن اآلخرين من حيث قدرته علي التوافق‪ ،‬فمنهم من يسلك سلوكاً سوياً فيحاول حل‬
‫المشكلة بطريقة سوية‪ ،‬فإن لم يستطيع بحث عن مخارج أو بدائل أخرى إلشباع حاجاته ودوافعه‬
‫التي أعيقت عن االشباع ‪ ،‬ومن الناس من يستجيب للمشكالت بطرق ملتوية أو شاذة كاالندفاع‪،‬‬
‫أو االعتداء واالنطواء علي النفس أو كاألحتماء بمرض جسمي يبعده عن المشكلة‪.‬‬

‫وعملية التوافق إذا هي نشاط يقوم به الفرد نتيجة دافع من الدوافع فإذا واجهته عقبة‬
‫تحول دون اإلرضاء المباشر لهذا الدافع‪ ،‬يقوم بمحاوالت متعددة حتي يصل في النهاية إلي حل‬
‫ما‪ ،‬قد يرضي الدافع غير المشبع بالفعل‪ ،‬أو يكون حالل جزئيا ال يرضي الفرد إرضاء تاماً أو‬
‫يعجز الفرد عن تحقيق ما يريد وعن معرفة ما يجب عمله إلزالة العقبة فيعاني من أزمة نفسية‪.‬‬

‫إما إذا استطاع الف رد بحكم بنائه البيولوجي وتنشئته االجتماعية أن يعيش الحياة عيشة‬
‫راضية ناجحة في نطاق قدراته واستعداداته قيل أنه سوي التوافق‪ .‬أما إذا لم يستطيع علي الرغم‬
‫مما يبذله من جهود قيل أنه سئ التوافق (أحمد عزت راجح‪.)322 :1252 ،‬‬

‫ونجد في العرض السابق لما نعنيه بالتوافق العام أن هناك عدة مفاهيم البد أن نوضح ما‬
‫نعنيه بها وهي‪:‬‬

‫التوافق‪ :‬التوافق هو قدرة الفرد علي التواؤم مع ذاته مع الحياة االجتماعية التي يعيش‬
‫فيها من جميع النواحي األسرية واالقتصادية واالجتماعية والدينية‪ ،‬وعرف توافق الفرد مع نفسه‬
‫والتوافق النفسي أو الذاتي‪ ،‬كما يعرف توافق الفرد مع المجتمع بالتوافق االجتماعي‪.‬‬

‫التوافق الذاتي‪ :‬هو رضا الفرد عن نفسه وأن تكون حياته النفسية خالية من التوترات‬
‫والصراعات النفسية المصحوبة بمشاعر الذنب والقلق والشعوب بالنقص‪ .‬ومن العوامل األساسية‬
‫التي تساعد علي التوافق الذاتي إشباع الفرد لدوافعه المختلفة بصورة ترضي المجتمع وتوافق‬
‫معاييره وترضي الفرد في آن واحد‪ .‬كما أن الفرد غير المتوافق مع نفسه شخص يواجه صراعاً‬
‫بينه وبين نفسه يستنفذ الكثير من طاقاته والتي كان من الممكن أن تستخدم في مواجهة الحياة‪.‬‬
‫لذا نجد مثل هذا الفرد سريع التعب‪ ،‬عاج اًز عن االستمرار في العمل واألداء واإلنتاج وبذل‬
‫الجهد‪.‬‬

‫التوافق االجتماعي‪ :‬هو قدرة الفرد علي أن يقيم عالقات اجتماعية سوية مع من يعيش‬
‫معهم أو يعملون معه من الناس‪ ،‬عالقات ال تتصف بالصراع أو الشعور باالضطهاد‪ ،‬ودون أن‬
‫يشعر الفرد بحاجة ملحة إلي السيطرة أو العدوان علي من يقترب منه‪ ،‬والمتوافق مع المجتمع‬
‫تكون لديه القدرة علي ضبط النفسي في المواقف اليت تتطلب ذلك فال يثور ألسباب صغيرة‬
‫واهية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫التوافق والصحة النفسية‪ :‬الصحة النفسية حالة يخبرها الفرد بنفسه وتبدو في عمله‬
‫وانتاجه وعالقاته مع اآلخرين أي تبدو في " توافقه الذاتي" "وتوافقه االجتماعي"‬

‫والصحة النفسية ترتبط بالكثير من العوامل الجسمية والنفسية واالجتماعية والمؤشرات‬


‫الدالة علي الصحة النفسية هي‪:‬‬

‫سالمة الجسم بوجه عام وخاصة حالتي الجهاز العصبي والجهاز الغدي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫خلو الشخصية إلى حد كبير من التوترات والصراعات النفسية المستمرة‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫سواء البيئة االجتماعية الخاصة بالفرد فيما تطلبه منه وعدم تطرفها في وسائل‬ ‫‪-3‬‬
‫الحرمان‪.‬‬

‫سوئ التوافق‪ :‬إذا استطاع الفرد أن يعيش مع اآلخرين حياة ناجحة منتجة قيل أنه "سوي‬
‫التوافق" فإن عجز عن ذلك بالرغم مما يبذله من جهد للتكيف قيل أنه " سئ التوافق" أو أنه‬
‫يعاني اضطرابا في الشخصية والذي يأخذ صو اًر متعددة كالعصاب‪ ،‬والذهان‪ ،‬واألمراض الجسمية‬
‫النفسية المنشأ‪ ،‬والجناح والجريمة واالنحرافات الجنسية‪.‬‬

‫عوامل سوء التوافق‪ :‬إن لم يكن لسوء التوافق أساس عضوي كتلف في األنسجة‬
‫العصبية‪ ،‬أو اضطراب في الغدد أو تسمم ناتج من تلوث بعض المعادن كالكربون كما يحدث‬
‫أحياناً في صناعة البطاريات أو النسيج‪ ،‬كانت العوامل النفسية االجتماعية هي العوامل الجوهرية‬
‫الغالبة في إحداث االضطراب‪ ،‬وسمي االضطراب وظيفياً كما هو الحال في األمراض النفسية ‪،‬‬
‫وبعض األمراض العقلية‪ ،‬واألمراض السيكوسوماتية‪ ،‬واالنحرافات الجنسية‪ ،‬واإلجرام‪.‬‬

‫وهذه االضطرابات الوظيفية ال ترجع لعامل واحد بل لعدة عوامل مثل‪:‬‬

‫(‪ )1‬العوامل الممهدة أي العوامل التي تهيئ الفرد للوقوع في االضطراب مثل العوامل‬
‫الوراثية‪ ،‬والتربية الالسوية أو عدم الشعور باألمن في الحياة‪.‬‬
‫(‪ )0‬العوامل المعززة التي تتوسط الطفولة ومرحلة الكبر فتوجد في الفرد أزمات تدعم‬
‫أزمات الطفولة ومرحلة الكبر فتوجد في الفرد أزمات تدعم أزمات الطفولة‪ ،‬فتزيد من‬
‫حساسية الفرد وتضعف من مقاومته مثل الرضا المهني‪ ،‬أو الخوف من افقد المكانة‬
‫أو المركز االجتماعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬العوامل المباشرة أو المعجلة فهي العوامل التي يحدث بعدها االنهيار مباشرة وقد‬
‫تكون جسمية كاإلجهاد والضعف والمرض الجسمي‪ ،‬أو تكون صدمات نفسية‬
‫كخسارة مالية أو موت أو فشل عاطفي أو طالق‪.‬‬

‫إذن فالعوامل المختلفة المؤدية لسوء التوافق بمختلف أنواعه يمكن أن ترجع إلي وجود‬
‫عقبات وعوائق مادية أو جسمية أو نفسية أو اجتماعية أو مهنية تقف أمام إرضاء الدوافع‬

‫‪23‬‬
‫األساسية للفرد وبلوغ أهدافه‪ ،‬عقبات ينجم عنها صراع بين الفرد ونفسه (احمد عزت راجح‪،‬‬
‫‪.)322 :1221‬‬

‫ويعرف سكوت وزمالؤه ‪ Scott‬التوافق المهني بأنه ‪ :‬توافق الفرد مع بيئة عمله‪ ،‬فهو‬
‫يشمل توافق الفرد لمختلف العوامل البيئة التي تحيط به في العمل ‪ ،‬وتوافقه للتغيرات التي تط أر‬
‫علي هذه العوامل بمرور الزمن‪ ،‬وتوافقه لخصائصه الذاتية‪ .‬وهكذا فإن توافق الفرد مع صاحب‬
‫العمل‪ ،‬ومع المشرف عليه‪ ،‬ومع زمالئه ‪ ،‬يعتبر هذا جميعه متضمناً في مفهوم التوافق المهني‬
‫(فرج طه‪.)155 :1222 ،‬‬

‫شروط التوافق‪ :‬وللتوافق شروط نجملها في‪:‬‬

‫‪ -1‬شعور الفرد بالرضا عن مستواه االقتصادي‪.‬‬


‫‪ -0‬شعوره بأن اآلخرين يقدرونه ويهتمون به‪ ،‬ال من حيث هو منتج بل من حيث هو‬
‫إنسان له مكانته الذاتية‪.‬‬
‫‪ -3‬إدراك الفرد أن رؤسائه في العمل أو المشرفين عليه يحرصون علي مصالحه قدر‬
‫حرصهم علي مصالح العمل‪.‬‬
‫‪ -3‬حب الفرد لنوع الدراسة أو العمل الذي يؤديه‪.‬‬
‫‪ -5‬توفر فرص الترقي العمل للفرد‪.‬‬
‫‪ -2‬توفر فرص االستفادة من أفكاره وآرائه الخاصة باإلنتاج والعمل وتحسينه‪.‬‬
‫‪ -2‬شعوره باألمن واالستقرار النفسي ( صبري جرجس‪.)1 :1252 ،‬‬
‫‪ -2‬قدرة اإلنسان علي التغلب علي العقبات التي تقابله في الحياة ( متفسل ملتن‪،‬‬
‫‪.)222 :1252‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الفرد قاد اًر علي تعديل سلوكه من أجل االستجابة التي تالئم المواقف‬
‫المختلفة كي ينجح في تحقيق دوافعه (شافر‪.)320 :1255 ،‬‬
‫‪ -12‬تمتع الفرد بروح معنوية عالية ( ‪.)Laird Donald, 1958:334‬‬
‫‪ -11‬تمتع الفرد بدرجة عالية من تقبل الذات (‪.)Feder earol, 1968:317‬‬
‫‪ -10‬قدرة اإلنسا ن علي تنمية طرق توافقية تساعده علي التغلب أو الهرب من‬
‫اإلحباط أو الصداع الشديد )‪.(Gilmers, 1961:439‬‬

‫عالقات العمل املرتبطة بالتوافق‬

‫كذلك فإن هناك مجموعة من العالقات في مجال العمل يتيح توفرها للعامل األمن‬
‫النفسي والتوافق الصحيح مع أفراد المؤسسة وآالتها وظروف العمل وهي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫(أ) عالقة العامل بعمله‪ :‬فبازدياد التوسع الصناعي يزداد تنوع المهن ويتسع التخصص‬
‫فيها‪ ،‬ونجد أن الكثير من العمال يتنقلون من عمل آلخر في أوقات قصيرة لعجزهم‬
‫عن االستقرار في عمل معين هم هؤالء العمال الذين لم يجدوا العمل الذي يناسبهم‬
‫منذ البداية ولذا فهم يعانون من كثرة التنقل بين األعمال كما يعانون من شعور‬
‫باليأس وفقد الثقة بالنفس‪ ،‬وما ينتج عن ذلك من تحويل العدوان الناجم عما‬
‫يصادفه من إحباط متكرر إلى عالقاته مع زمالئه ومع المؤسسة نفسها‪.‬‬
‫(ب) عالقة العامل بنظام المؤسسة‪ :‬أن العامل المتوافق توافقاً سوياً مع عمله عادة يكون‬
‫علي عالقة حسنة بنظام المؤسسة ولوائحها اإلدارية ‪ .‬وأن الخبير بشكاوي العمال‬
‫يجد أن أغلبها يصدر عن الفاشلين في أعمالهم‪ ،‬فالذي ال يجد الرضا النفسي عن‬
‫طريق العمل يرضي نفسه عادة بتقديم الشكاوي ضد اآلخرين وبالقيام باالضطرابات‬
‫داخل المؤسسة‪ ،‬وبذلك ينجح في صرف غيره عما فشل هو فيه ويرضي اعتباره‬
‫لذاته عن طريق تزعمه هذه الحركات‪.‬‬
‫(ج) العالقة بالرؤساء‪ :‬وكثي ار ما تكون الشكاوي ناتجة في أساسها عن تعسف المشرف‬
‫بالعمال الذي يشرف عليهم بينما تتخذ الشكوي مظاهر مختلفة أخرى وليست هذه‬
‫الظاهرة بالمؤسسة الصناعية وحدها‪ ،‬بل إن عالقة الرئيس بالمرؤوسين عامل هام‬
‫في إشاعة األمن النفسي في كل بيئته‪ .‬فالرئيس االستبدادي يشيع بين مرؤوسيه‬
‫السلوك العدواني‪ ،‬أما الديمقراطي فيشيع التفاهم والصداقة بينه وبين الذين يعملون‬
‫معه‪.‬‬
‫(د) عالقة العامل بزمالئه‪ :‬إن طبيعة العمل الصناعي تقتضي دائماً تكوين عالقة‬
‫نفسية بين كل عامل وزمالئه وبين المشرف وزمالئه‪ ،‬فالمجال النفسي لكل فرد في‬
‫جو المؤسسة الصناعية يتضمن غيره من األفراد وخاصة الزمالء‪ .‬والتفاعل النفسي‬
‫ينبيني علي عالقة ذات طرفين هما األخذ والعطاء‪.‬‬
‫(ه) عالقة العامل بظروف العمل‪ :‬ويقصد بظروف العمل الشروط المادية التي يعلم‬
‫فيها من ضوء وتهوية ورطوبة ونظام فترات العمل والراحة‪ ...‬الخ‪ ،‬فقد يختار‬
‫العامل اختيا اًر نفسياً صحيحاً فيوضع في المهنة التي تناسبه من حيث الميول‬
‫واالستعدادات والسمات اإلنفعالية‪ ،‬وقد يدرب تدريباً ناجحاً علي استخدام قدراته‬
‫علي أحسن وجه لصالحه وصالح المؤسسة بحيث تتاح له اكبر فرصة ممكنة‬
‫للتوافق الصحيح مع بيئة العمل‪.‬‬

‫ولكن ينبغي فضالً عن ذلك أن تهيأ له أسلوب االحتفاظ بهذا التوافق الصحي بتوفير‬
‫الظروف للبيئة الطبيعية لدوام هذا التوافق وتحسنه‪.‬‬

‫(و) عالقة العامل باآلت العمل ‪ :‬باإلضافة إلى اللوائح واألشخاص الذين يتعامل‬
‫العامل معهم‪ ،‬فإنه يحتك باآلالت واألدوات التي يستخدمها والتى يتوقف إنتاجه‬
‫‪25‬‬
‫وتوافقه العام علي سيرها وزيادة علي ذلك فإن سالمته وأمنه يتوقفان علي حسن‬
‫استعمالها بحيث نضمن بذلك عدم تعرضه للحوادث‪.‬‬
‫(ز) عالقة العامل ببيئته خارج المؤسسة‪ :‬فليس العامل عضواً في مؤسسة العمل‬
‫فحسب‪ ،‬بل هو عضو في جماعات كثيرة متعددة األهداف ووجهات النظر‪.‬‬
‫ويختلف مركزه في كل منها عن األخرى فهو عضو في اسرة يسيطر عليها‪ ،‬ثم هو‬
‫فرد في جماعة الشارع أو النادي‪ ..‬وهكذا وهو محتاج في كل هذه الجماعات‬
‫لدرجة كافية من التوافق النفسي حتي يكون مع كل فرد من هذا العدد الكبير من‬
‫األفراد الذين يتعامل معهم عالقات صحية خالية من الشذوذ ويصادف العامل في‬
‫سبيل الحصول علي هذا التوافق صعوبات متنوعة‪ .‬وبقدر تغلبه أو نجاحه في‬
‫التغلب علي هذه الصعوبات يشعر العامل براحة نفسية عامة تنعكس علي‬
‫(سيد خيري‪.)53 :1252 ،‬‬ ‫المظاهر المختلفة لحياته واهمها العمل‪.‬‬

‫حيل وأساليب التوافق‬

‫مقدمه‪ :‬تعتبر حياة اإلنسان سلسلة من العمليات التوافقية والتي يقوم فيها بتغيير سلوكه‬
‫عند االستجابة للمواقف المختلفة من أجل إشباع حاجاته‪ ،‬لكن الظروف المحيطة باإلنسان تحول‬
‫بينه وبين إشباع هذه الحاجات أحياناً‪ ،‬فيحاول اإلنسان تبعاً لذلك البحث عن بديل يؤدي به إلى‬
‫الحصول علي تلك الحاجات مما يقلل من التوتر‪.‬‬

‫وقد يميل اإلنسان خالل العملية التوافقية إلى الحلول البديلة التى ال تصل به إلى الحل‬
‫كأن يوجه اللوم لغيره علي ما حدث له من فصل في عمله مثالً أو يرجع سبب فصله لسوء‬
‫النظام االقتصادي والوظيفي‪.‬‬

‫أسلوب الحياة‪ :‬وأمر عادي علي أن يلجأ اإلنسان حينما يواجه صعوبة أو عقبة ال‬
‫يصلح في حلها السلوك المألوف والخبرات السابقة إلى تحرير سولكه لكي يتكيف مع المواقف‬
‫الجديدة‪ .‬ولكل إنسان أسلوبه في التوافق أو أن لكل إنسان ما يسمي " أسلوب في الحياة" ‪Life‬‬
‫‪ Style‬وهي طريقة الفرد وأسلوبه في األخذ والعطاء مع الناس في تعامله االجتماعي‪ ،‬وفي حل‬
‫مشاكله وفي تغلبه علي ما يواجهه من عقبات‪ .‬وتبعاً لذلك األسلوب يختلف الناس من حيث‬
‫قدرتهم وأسلوبهم في التوافق اختالفاً كبي اًر‪ .‬فمنهم من يسلك أساليب موفقة سليمة بإزالة العقبة أو‬
‫حل المشكلة بطريقة إيجابية إنشائية فإن لم يوفقوا لمثل هذا الحل بحثوا عن حلول بديلة أو غيروا‬
‫من حاجاتهم ودوافعهم التي لم تشبع ‪ ،‬ويستجيب بعض الناس لما يواجههم من مشكالت‬
‫باستخدام اساليب ملتوية فيعتدي بالضرب علي أبنائه أو يثور بغضبه فيهم أو أن يستسلم ألحالم‬
‫اليقظه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أنواع الصرع‪ :‬وبطبيعة الحال فإن اإلحباط ينتج من التصادم بين دافعين يخرجان في‬
‫اتجاهين متعارضين فينشأ عن ذلك حالة من الصراع وأنواع الصراع ثالثة هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬صرع األحجام المزدوج‪ Double avoidance :‬حيث يجب علي الفرد أن يختار‬
‫بين ضررين كأن يقوم الفرد بممارسة عمل غير مرغوب فيه أو أن يخسر كل ما‬
‫لديه من نقود‪.‬‬
‫ب‪ -‬صرع األحجام اإلقدام‪ Approach avoidance :‬مثل تكبد الفرد الكثير من‬
‫المشاق والتعب عن االقتراب من هدف سار مثل السعي لمجد بطولي مع ما في‬
‫ذلك من تعرض للخطر (كوفيل‪)22 :1222 ،‬‬

‫مصادر عقبات تحقيق الهدف‪ :‬تتمثل مصادر العقبات التي تحول دون تحقيق الفرد‬
‫ألهداف فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬البيئة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -0‬القصور الجسمي والعقلي‪.‬‬
‫‪ -3‬اضطراب التكوين النفسي‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬البيئة االجتماعية ‪ :‬تعزي الكثير من العقبات التي تقف دون إشباع الفرد لحاجاته‬
‫إلى الضوابط والقيود التي تضعها البيئة االجتماعية‪ .‬وتعتبر البيئة االجتماعية من أهم‬
‫مصادر ألتزمت الشدة ‪ ،‬وذلك لما تقيمه من قوانين ‪ ،‬وقيود تحيط بالفرد وتعوقه عن‬
‫إشباع مطالبه وحاجاته‪.‬‬

‫ثاني ا‪ -‬القصور الجسمي والعقلي‪ :‬وينشأ الحرمان لدي بعض األفراد نتيجة النقص في‬
‫إمكانياته العقلية والحركية‪ .‬فقد ال يمتلك الشخص مستوي الذكاء الذي يمكنه من دخول‬
‫كلية الهندسة ليتحقق هدفه في أن يصبح مهندساً معمارياً أو ميكانيكياً‪ ،‬كما أنه قد ال‬
‫يمتلك البنيان البدني الذي يجعله رياضياً فتحقق ما يحلم به من شهرة‪ .‬وهكذا يصبح‬
‫القصور الجسمي والعقلي سبباً في شعور الفرد بالحرمان‪.‬‬

‫ثالثا – اضطراب التكوين النفسي‪ :‬أن فصل دوافع اإلنسان وحاجاته عن بعضها البعض‬
‫أمر صعب ‪ .‬فغالباً ما تتشابك هذه الحاجات ببعضها نظ اًر لما يوجد بينها من رباط عام‪،‬‬
‫وعلي هذا االساس تتصف الدوافع والحاجات بشدة التعقيد ‪ .‬ويتضح التضارب أو‬
‫التعارض عندما تشبع حاجة علي حساب حرمان حاجة اخري كأن يرضي رغبات والديه‬
‫دون أن يرضي حاجاته‪.‬‬

‫أساليب التوافق السوي‪ :‬من حيل وأساليب التوافق السوي في حالة اإلحباط والصراع نجد‬
‫أنها تتمثل في المحاوالت الشعورية التالية‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -1‬زيادة الجهد للتغلب علي العقبات‪.‬‬
‫‪ -0‬النظر للمشكلة من جميع األوجه وتحليل جوانبها السلبية واإليجابية واعطاء وزن‬
‫لكل جانب‪.‬‬
‫‪ -3‬تخفيض الهدف أو تعديله‪.‬‬
‫‪ -3‬التوفيق بين العوامل المتصارعة بتأجيل إشباع أحدها أو تفضيل أحدها علي اآلخر‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يقوم الفرد باستبدال حاجة بحاجة أخرى غيرها كأن يلجأ لزمت (المكبوت)‬
‫جنسياً إلى الرياضة البدنية أو الرسم‪.‬‬

‫أساليب التوافق الالسوي‪ :‬عندما يعاني الفرد من اإلحباط الشديد لمدة طويلة من الزمن‬
‫فإن عدم تمكنه من تحقيق هدفه قد يؤدي إلي شعوره بالقلق والفشل ويستبدل سلوك حل المشكلة‬
‫بسلوك يهدف إلي الدفاع عن الذات وعما يهدد مكانته وتقدير اآلخرين واحترامهم له ‪ ،‬وينشأ عن‬
‫ذلك أن تكون لدي الفرد ردود أفعال أو استجابات أو حيل دفاعية ال شعورية والحيل الدفاعية ‪:‬‬
‫هي المحاوالت الالشعورية التي يخفف بها الفرد قلقة وتوتراته الناجمة عن اإلحباطات‬
‫والصراعات التي لم تحل‪.‬‬

‫ومن أهم هذه الحيل‪:‬‬


‫‪Aggression‬‬ ‫‪ -1‬العدوان‬
‫‪Regression‬‬ ‫‪ -0‬النكوص‬
‫‪Withdrawal‬‬ ‫االنسحاب‬ ‫‪-3‬‬
‫‪Repression‬‬ ‫الكبت‬ ‫‪-3‬‬
‫‪Reaction Formation‬‬ ‫تكوين رد الفعل‬ ‫‪-5‬‬
‫‪Rationalization‬‬ ‫‪ -2‬التبرير‬
‫‪Projection‬‬ ‫‪ -2‬اإلسقاط‬
‫‪Compensation‬‬ ‫‪ -2‬التعويض‬
‫‪Conversion‬‬ ‫‪ -2‬التحول‬
‫‪Denial‬‬ ‫‪ -12‬اإلنكار‬
‫‪Displacement‬‬ ‫‪ -11‬اإلزاحة‬
‫‪Identification‬‬ ‫‪ -10‬التوحد (التمقص)‬

‫ويحاول بعض علماء النفس تصنيف بعض هذه الحيل في فئات كبري علي النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحيل االعتدائية ويدخل في نطاقها‪:‬‬
‫‪ -1‬العدوان‬
‫‪ -0‬اإلسقاط‬

‫‪28‬‬
‫ب‪ -‬الحيل الهروبية ويدخل تحتها‪:‬‬
‫‪ -1‬النكوص‬
‫‪ -0‬التبرير‬
‫ج‪ -‬حيل استبداليه غير موفقة مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬التعويض‬
‫‪ -0‬النقص‬

‫وسنتكلم فيما يلي عن كل حيلة من الحيل االثني عشر السابقة‪:‬‬

‫‪ -1‬العدوان‪ :‬ينفس التوتر الشديد المستمر المترتب عن اإلحباط عن نفسه بما يقوم به الفرد‬
‫من عدوان وللعدوان صور مختلفة فقد يكون عن طريق العنف الجسمي أو العدوان‬
‫بالقذف اللفظي كالتشهير واإليقاع بين الناس والكيد لهم ‪ .‬وقد يأخذ العدوان صورة النقد‬
‫والتندر والتهديد‪ ،‬كما قد يأخذ صورة الغضب واألفعال المتصفة بالتهيج والعنف‪.‬‬
‫وقد ال يوجه العدوان علي األفراد أو المواقف التي أنتجت اإلحباط ‪ ،‬ولذلك ينصب‬
‫العدوان علي أول " كبش فداء" يجده الفرد أمامه‪ .‬فالموظف الذي يلقي من رئيسه نه اًر أو‬
‫ذماً أ أي صورة من صورة اإليذاء‪ ،‬وفي نفس الوقت ال يستطيع أن يدفع عن نفسه ذلك‬
‫فإنه عندما يذهب إلى منزله بعد انتهاء عمله يثور في أوالده ويوجه لهم كافة النقد‪ .‬وقد‬
‫ال يستطيع الفرد توجيه العدوان للعالم الخارجي فيوجه العدوان إلى داخله فيقوم بإيذاء‬
‫نفسه‪.‬‬
‫ولقد وجدت شارلين ت ‪ .‬ماير ‪ Charlene T . Mayer‬في دراستها للعالقة بين سلوك‬
‫اآلباء وعدوان األبناء أن التدخل في تهذيب وتأديب األطفال يرتبط ارتباطا موجباً‬
‫بدرجات عدوان الطفل فيبلغ ‪ 2،52‬أي أن التدخل في تأديب الطفل والخالفات المنزلية‬
‫ترتبط بالعدوان ارتباطاً موجباً يصل إلي ‪ 2،31‬أي أن التدخل في تأديب الطفل‬
‫والخالفات المنزلية يؤديان إلى زيادة العدوان لدي األبناء‪ ،‬وفي مقابل ذلك فإن فهم‬
‫مشكالت األبناء واستخدام الديمقراطية كأسلوب في تربية الطفل يؤديان إلى خفض درجة‬
‫العدوان لدي األبناء ( لورانس شافز‪.)325 :1255 ،‬‬
‫‪ -0‬النكوص‪ :‬يعتبر النكوص من الحيل التي يعود فيها الفرد إلى استعمال أساليب تشير إلى‬
‫التكيف غير الناجح كان يستخدمها الفرد في مرحلة سابقة من مراحل نموه‪ ،‬وهذا ما نراه‬
‫لدي البعض عندما يواجهون مصاعب في حياتهم فنجدهم يلجاون إلى اإلفراط في‬
‫الحنين إلى الماضي حيث كانوا ينعمون بالراحة والنعيم دون تحمل لمسؤوليات وواجبات‬
‫تقضيها الظروف الراهنة‪.‬‬
‫وقد نلمس استخدام األطفال لمثل هذه الحيل فعندما يجد ابن من األبناء أن أمه قد‬
‫وجهت حنانها وعطفها إلى أخيه األصغر منه فإنه يأخذ في التبول الالإرادي أو يقوم‬
‫بمص أصابعه أو قضم األظافر كما سبق أن بينا‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -3‬األنسحاب‪ :‬يذهب كرتش وزمالئه ‪ Krech and others‬إلى أن الموقف اإلحباطي‬
‫الذي يتعرض له الفرد قد يؤدي إلى االنسحاب منه‪ ،‬وذلك بإقامة الحواجز النفسية التي‬
‫تعزلة كلية عن االتصال بهذا الموقف‪ .‬والمثال علي ذلك أصحاب الرأي واالتجاهات‬
‫السياسية فعندما تعاق آرائهم واتجاهاتهم وال تجد المنافذ المعروفة للتعبير عنها لرفض‬
‫المجتمع لها فإن هؤالء األفراد قد يفقدون كل الميل ويرفضون المشاركة بنشاط في العمل‬
‫السياسي وتتكون لدي هؤالء األفراد تبعاً لذلك السلبية في سلوكهم فيصبحون غير منتجين‬
‫وال يستفيد منهم المجتمع بشئ‪.‬‬
‫‪ -3‬الكبت ‪ :‬هناك فرق بين الكبت والقمع ‪ Suppression‬فالقمع محاولة الفرد السيطرة‬
‫الشعورية علي الدوافع والمشاعر والخبرات غير المرغوبة من قبل المجتمع‪ .‬أما في‬
‫الكبت فإن الفرد يقوم بإخضاع حاجاته المحبطة لقوي تجعلها صعبة المنال في الواقع‬
‫ونتيجة لذلك فإن الفرد ينسب أو يكبت هذه الرغبات غير المشبعة‪.‬‬
‫‪ -5‬تكوين رد الفعل‪ :‬أو التكوين العكسي ويعبر ذلك عن قيام الفرد بسلوك مخالف لما يود‬
‫ويرغب أن يحققه مثل مبالغة األم في العناية بأبنائها ‪ ،‬فإن ذلك قد يعكس كراهية شديدة‬
‫نحوهم ألنهم نتاج زواج غير سعيد‪.‬‬
‫‪ -2‬التبرير‪ :‬يعني قيام الفرد بتبني أسباباً معقولة لما يقوم به من أخطاء أو لما ينتج عنه من‬
‫فشل دراسي أو لما يعتنقه من قيم ومعتقدات أو آراء تتصل بالسياسة‪ ،‬فالتلميذ الذي يغش‬
‫في االمتحان يذهب إلى القول بأن االمتحانات آساليب تقليدية ال تصلح في المقارنة بين‬
‫الناجحين والفاشلين أو بين األذكياء وغير األذكياء ‪ .‬وبهذا فإن التبرير من الحيل التي‬
‫يدفع بها اإلنسان عن ذاته ما يسبب لها األذى واأللم‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلسقاط‪ :‬ويتمثل اإلسقاط في قيام الفرد بنسبة ما لديه من صفات وخصائص غير‬
‫مرغوب فيها إلي اآلخرين‪ ،‬وذلك كالشخص الذي يشعر بذنب بسبب تصرفاته غير‬
‫األخالقية فيعكسها علي اآلخرين واجداً فيهم أسباب خطئه أو خطيئته ‪ ،‬كذلك الزوج‬
‫الذي لدية رغبة ال شعورية في خيانة زوجته يميل إلى اتهامها بالخيانة‪.‬‬
‫‪ -2‬التعويض ‪ :‬يلجأ الفرد لهذه الحيلة محاوالً التغلب علي شعوره بالعجز سواءاً كان هذا‬
‫العجز حقيقياً أو متخيال‪ ،‬وقد يكون التعويض مباش اًر أو غير مباشر‪ ،‬ويبدو التعويض‬
‫المباشر في رغبة اإلنسان النجاح في مجال من مجاالت الحياة كعمل أو مهمة تعوض‬
‫الفرد من الفشل أو العجز ‪ .‬أما العويض غير المباشر فهو محاولة الفرد النجاح في‬
‫ميدان آ خر غير الميدان الذي سبق له الفشل فيه كالطالب الذي فشل في التعليم فيحاول‬
‫تعويض هذا الفشل في النجاح في النشاط االجتماعي‪.‬‬

‫وهناك ما يسمي بالتعويض الزائد فيبلغ اإلسراف في التعويض حد االستعالء والعدوان‪،‬‬


‫كما نري في مجال جناح األحداث الذين يهربون ويسرقون ويتشاجرون ليثبتوا ألنفسهم وللناس‬
‫أنهم غير ضعفاء‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -2‬التحول‪ :‬عندما يعجز اإلنسان عن مواجهة موقف من المواقف الخارجية فإن الفرد‬
‫يهرب من هذه المواقف إلي الكسب عن طريق المرض في احد حواس الجسم أو أحد‬
‫اعضائه ‪ .‬كالطالب الذي لم يستذكر دروسه نجده يوم االمتحان لم يستطع اإلجابة علي‬
‫األسئلة فيحدث له شلل في يده التي يكتب بها ليعزو فشله لمرض يده وكالجندي الذي ال‬
‫يقدر علي مواجهة المعركة فتشل قدمه وال تقوي علي السير لكي يحمله زمالئه ألقرب‬
‫مستشفي بالميدان‪.‬‬
‫‪ -12‬اإلنكار‪ :‬من خالل اإلنكار يستطيع الفرد أن يتجنب العوامل المسببة لأللم‪ ،‬وذلك باإلنكار‬
‫ال شعورياً لما لدي الفرد من رغبات أو أفكار أو أي موضوع خارجي ومن صور اإلنكار‬
‫أن يلجأ الفرد إلي التجاهل التام لما في الواقع من جوانب مؤلمه‪.‬‬
‫‪ -11‬اإل زاحة‪ :‬في هذه الحيلة يتم توجيه ما لدي الفرد من مشاعر مكبوتة نحو األفكار أو‬
‫موضوعات أو أفراد غير تلك التي كانت األساس في نشوء هذه االنفعاالت ويتضح ذلك‬
‫في شعور الحب الذي ال يستطيع الفرد أن يوجهه لصاحبه فيقوم بتوجيهه ألحد أقاربه أو‬
‫ألحد أبنائه‪.‬‬
‫‪ -10‬التوحد‪ :‬ويعني بالتوحد رغبة اإلنسان ال شعورياً في القيام بإدماج شخصيته في شخصية‬
‫فرد أخر يود أن يتصف بصفاته وسماته ألنه يشعر بالعجز والنقص بالنسبة لهذه‬
‫الخصائص والسمات‪ .‬وفي مجال االضطرابات النفسية نجد بعض المرضي النفسيين‬
‫يتقمصون شخصية نابليون أو الملك مينا فيتشبهون بهما في مشيتهما‪ .‬ويحدث التوحد‬
‫في جميع األعمار ففي الطفولة يتوحد الطفل بأبيه‪ ،‬وفي المدرسة بمدرسه ‪ ،‬وبهذا فإن‬
‫التقمص مصدر سوي لإلشباع التوافقي‪ ،‬ولكنه يري أيضاً في أكثر حاالت عدم السواء‬
‫تطرفاً كما سبق أن رأينا (لورانس شافر‪.)325 :1255 ،‬‬

‫الخالصة‪ :‬وهكذا نجد أن هذه الحيل واألساليب التوافقية ال تستطيع أن تحل المشكلة‬
‫التي يقع فيها الفرد وأن عملت علي خفض التوتر كاالنزواء الذي يجعل الفرد يشعر بأنه غير‬
‫فاشل في صالته مع الناس‪ ،‬لكنه ال يؤدي إلى تحسن في هذه الصالت ‪ .‬أي أن هذه االساليب‬
‫تشبع الدوافع بشكل وهمي ‪ ،‬وال تحل المشاكل بل تزيدها سوءاً ‪ .‬ويكتسب اإلنسان تلك األساليب‬
‫بالمحاولة والخطأ وعن طريق معايشته وتشربه لألشكال السلوكية المختلفة التي يقومون بها‬
‫فيعمل علي تنفيذها مرة تلو األخري حتي تصبح هذه األساليب شيئاً ثابتاً لديه وجزءاً من‬
‫شخصيته‪.‬‬

‫السواء والالسواء‬

‫يذهب الطبيب النفسي ستافورد كالرك في كتابه ‪ Psychiatry to – day‬أن الالسواء‬


‫النفسي لدي الفرد يتحدد بتوفر الشروط الثالثة األتية‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫(‪ )1‬شدة المعاناة من االعراض المرضية‪.‬‬
‫(‪ )0‬استمرار األعراض فترة طويلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬عدم تناسب االستجابة مع المثير‪.‬‬

‫ويقصد " بالشدة" أن األعراض كالقلق والتوتر واالكتئاب قد تعمقت في الذات وأصبح‬
‫تأثيرها واضحاً وبشكل بارز يظهر في معاناة الشخص منها‪ .‬ويعني "باالستمرار" أن هذه‬
‫األع ارض موجودة لدي الفرد منذ مدة طويلة ومازال يعاني منها‪ .‬أما ما يقصد " بعدم تناسب‬
‫االستجابة مع المثير" فهو أن الفرد في استجاباته المختلفة لمن يحيطون به ولكافة المثيرات‬
‫الموجودة في البيئة ال تكون هذه االستجابات مناسبة للمثير وذلك لعدم مسايرة هذه االستجابات‬
‫لما هو متفق عليه بين أعضاء الجماعة أو ي المجتمع أو في الثقافة‪.‬‬

‫وفي فصل آخر عن‪ :‬الحياة العقلية العادية يقول ستافورد كالرك في أن ما يقبل علي أنه‬
‫"سواء" في مجتمع يختلف بصورة كبيرة في مجتمع أخر فال يقبل علي أنه كذلك‪.‬‬

‫محكات الشخصية السوية‪ :‬ونضيف لما سبق أن ذكرناه عن شروط التوافق أن الكثير‬
‫من علماء النفس ( كوفيل – متلمان – مازلو) يتفقون علي أن الشخص السوي يتمتع‬
‫بالخصائص التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬شعور مرتفع باألمن‪ :‬ويتمثل ذلك في سعي اإلنسان سعياً كبي اًر م أجل حماية ذاته‬
‫وتأمينها‪ ،‬والوقاية من األخطار المحيطة به‪.‬‬
‫سواء كانت هذه األخطار في البيئة أو في األشخاص والمؤسسات المختلفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬قدرة عالية من االستبصار وفهم تقويم الذات ‪ :‬ويتضح ذلك في وصول الفرد إلي درجة‬
‫عالية من الرضي الذاتي عما يقوم به من أعمال وما يرغب في القيام به من أفعال‪.‬‬
‫ت‪ -‬عدم وجود فجوة وهوة كبيرة بين أهداف الحياة التي يضعها الفرد لنفسه وبين قدراته‬
‫وفاعلية عالقاته اإلنسانية باآلخرين‪.‬‬
‫ث‪ -‬ثبات الفرد في أقواله‪.‬‬
‫ج‪ -‬االستفادة من الخبرة السابقة‪.‬‬
‫ح‪ -‬تناسب انفعاالت اإلنسان مع المثيرات والمنبهات التي قد يتعرض لها‪.‬‬
‫خ‪ -‬قدرة الفرد علي الموازنة بين تلبيته لحاجات الجماعة وبين استقالله الذاتي‪.‬‬
‫د‪ -‬إشباع الحاجات الفسيولوجية بشكل مقبول ( كوفيل وآخرون‪.)22 :1222 ،‬‬

‫وفي ضوء الخصائص السابقة فإن الشخص السوي هو الذي يرسم لنفسه مستوي من‬
‫الطموح مناسباً لقدراته وامكانياته الشخصية‪ ،‬وهو الشخص الذي يتحمل مسئولية أعماله ويتمسك‬
‫برأيه واستقالله الذاتي بصورة تساير أهداف الجماعة ومثلها وقيمها‪ .‬كما أنه في نفس الوقت‬

‫‪32‬‬
‫يكون قاد اًر علي التفاعل والتعاون مع اآلخرين وتلبية حاجاته الفسيولوجية بشكل ال يتعارض مع‬
‫المعايير السائدة وحب وتقدير الجماعة له‪.‬‬

‫معايري السواء والالسواء‬

‫إن ما ينظر إليه علي أنه " سوي" في مجتمع قد ينظر إليه علي أنه " ال سوي" في‬
‫مجتمع أخر ‪ ،‬بل أنه داخل الثقافة الواحدة تتعد الثقافات الفرعية ‪ Subcultures‬ويختلف "‬
‫السواء" و"الالسواء" في مفهومه ومعناه في كل ثقافة من هذه الثقافات الفرعية عن باقي الثقافات‪.‬‬

‫ولقد اختلفت اآلراء ووجهات النظر فيما يتعلق بتحديد "السواء" و "الالسواء" ويطلق في‬
‫نهاي األمر علي هذه اآلراء ووجهات النظر المتعلقة بالسواء والالسواء اسم" معايير السواء‬
‫والالسواء " وأهم هذه المعايير‪:‬‬

‫اإلحصائي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)1‬‬


‫الثقافي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)0‬‬
‫المرضي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)3‬‬
‫المثالي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)3‬‬
‫الطبيعي‬ ‫المعيار‬ ‫(‪)5‬‬

‫وسنتكلم فيما يلي عن هذه المعايير كل علي حدة‪:‬‬

‫المعيار اإلحصائي‪ :‬فكرة المعيار اإلحصائي مستمدة من خصائص المنحني‬ ‫(‪)1‬‬


‫االعتدالي النموذجي والذي يقوم علي اساس توزيع درجات عينة ممثلة للمجتمع علي‬
‫اختبار من اختبارات الذكاء أو القدرات أو بعض الخصائص األخرى‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫والتوزيع االعتدالي النموذجي من أهم خواصة اإلحصائية أنه متماثل أي أن نصفه األيمن‬
‫نطبق علي نصفه االيسر وأن متوسطه يساوي صف اًر (فؤاد البهي‪)1221:023 ،‬‬

‫ويفيد منحني التوزيع بالصورة السابقة في معرفة السواء والالسواء (العادي والشاذ)‬
‫بالنسبة للسمات والخصائص العقلية المختلفة فلو قمنا بتطبيق اختبار مناسب من اختبارات‬
‫الذكاء علي عينة ممثلة للمجتمع ونعني " بممثلة " أن تمث العينة فئات العمر والتعليم الختلفة‬
‫والمستويات االجتماعية االقتصادية والمناطق الجغرافية والجنسين‪ ،‬فلو طبقنا هذا االختبار علي‬
‫هذه العينة فإننا نتوقع أن يحصل معظم أفراد العينة علي درجة ذكاء متوسطة أي أنهم يقعون في‬
‫المنتطقتين (‪ )3( ،)0‬من التوزيع وهي المنطقة التي تشمل معظم مساحة هذا التوزيع أي المنطقة‬
‫" المتوسطة" ونتوقع كذلك أن تحصل قلة من هذه العينة علي درجات " أقل " من المتوسط‬
‫ويقعون في المساحة رقم (‪ )3‬من التوزيع‪.‬‬

‫ومن وجهة نظر " المعيار اإلحصائي" فإن األفراد الذين يقعون في المنطقتين (‪)3( ، )0‬‬
‫هم األسوياء واألفراد الذين يقعون في المنطقتين (‪ )3( ، )1‬هم غير األسوياء‪.‬‬

‫ويتفق توزيع الدرجات الخاصة بالذكاء بهذه الصورة مع رؤيانا لتوزيع الذكاء بين من‬
‫نصادفهم من الناس في حياتنا اليومية فغالباً ما نقابل أفراداً تستطيع التفاهم معهم‪ ،‬كما أنهم‬
‫يستطيعون التفاهم معنا‪ ،‬كما أنه من النادر أيضاً أن نقابل أفرداً ال نسطيع التفاهم معهم‬
‫النخفاض مستوي ذكائهم أو نقابل أفراد ذوي ذكاء مرتفع وذلك ألن هاتين الفئتين األخيرتين‬
‫نادرتين في المجتمع أي أن "منخفضي الذكاء" " و "مرتفعي الذكاء" قلة وليسوا بكثرة " متوسطي‬
‫الذكاء"‪.‬‬

‫واذا كان هذا المعيار اإلحصائي يصلح في تحديد السواء والشذوذ بالنسبة لبعض‬
‫السمات الجسمية كالطول ووزن الجسم حيث نجد أن كال من "القصر البالغ" و "الطول البالغ" من‬
‫‪34‬‬
‫الخصائص غير المرغوبة والتي تـعتبر "شاذة" للدرجة التي أصبحت األمثلة الشعبية السائدة‬
‫تتطابق معها فيقال في الطول البالغ والقصر البالغ ‪ :‬كل طويل هبيل وكل قصير مكير"‬
‫والوصف الموجود في هذا المثل عن كل من الطول والقصر يشير إلي أنهما صفتان غير‬
‫مرغوبتان أي "شاذة" ‪ ...‬ومايقال علي الطول يقال علي وزن الجسم فالنحافة والبدانة صفتان غير‬
‫مرغوبتان‪.‬‬

‫إال إن ما يمكن أن يوجه من نقد لهذا المعيار هو أنه ال يمكن أن يصلح لكل‬
‫الخصائص والسمات‪ .‬فلو أخذنا الذكاء أو درجة اإلبصار وقمنا بعمل توزيع درجات عينة ممثلة‬
‫من األفراد كل علي حدة فإننا ال نستطيع أن نقل أن األفراد الذين يقعون في المنطقة رقم (‪ )3‬من‬
‫التوزيع وهم "مرتفعو الذكاء" بالنسبة لصفة الذكاء وهم "حادو اإلبصار" بالنسبة لصفة اإلبصار‬
‫أنهم "شواذ" وذلك ألن ارتفاع الذكاء وحدة اإلبصار من الصفات المرغوبة والمحبوبة من قبل‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫المعيار الثقافي ‪ :‬توجد في كل ثقافة من الثقافات مجموعة من التقاليد والعادات‬ ‫(‪)0‬‬


‫والقيم والمعايير السائدة التي يتم من خاللها تقييم سلوك األفراد‪ ،‬أي أن هذه‬
‫المجموعة من القيم والعادات " مقياساً" أقامته الجماعة يقاس عليه سلوك كل فرد‬
‫ليحاسب إذا خرج عليها ويكافأ إذا دخل سلوكه في نطاق ما هو مرغوب من‬
‫تصرفات أقرتها الثقافة التي يعيش فيها‪.‬‬

‫وتختلف تلك المجموعة من القيم والعادات من ثقافة ألخرى ونتيجة لهذا االختالف فإن"‬
‫المقياس" الذي يقاس علي أساسه انحراف سولك األفراد أو تطابقه مع تلك المعايير والقيم يختلف‬
‫من ثقافة ألخري أيضاً‪.‬‬

‫يتضح من هذا الكالم لو استعرضنا بعض الظواهر وتأملناها وكأنها علي ذلك "المقياس"‬
‫في عدة ثقافات ‪ .‬فالجنسية المثلية أي ممارسة الجنس مع نفس النوع ‪ Homosexuality‬يعتبر‬
‫سلوكاً "شاذاً" في كثير من الثقافات لكنه يعتبر سلوكاً سوياً في ثفافات أخرى‪.‬‬

‫وفي الثقافة الواحدة نجد أن المعايير والقيم السائدة فيها تتغير من وقت آلخر نتيجة‬
‫لعوامل التغير والتطور فما كان يعتبر "شاذاً" في يوم من األيام بأحد الثقافات يعتبر اليوم "سواء"‬
‫فالسفر وخروج المرأة لمجال العمل بل واشتراكها في الحياة السياسية اعتبر في أواخر القرن‬
‫الماضي وأوائل القرن الحالي سلوكاً شاذاً لكن خروج المرأة وسفورها أصبح اليوم سلوكاً مرغوباً‬
‫فيه وسوي‪.‬‬

‫وهكذا نجد أن حتي في الثقافة الواحدة ال يمكن أن توجد مقاييس ‪ ،‬ثابتة دائمة علي مر‬
‫الزمان وذلك ألن هذه المقاييس تخضع للتطور وللتغير‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وليس ذلك فقط بل أننا نجد أنه داخل الثقافة الواحدة تنتشر الثقافات الفرعية‬
‫‪ Subcultures‬وتتعدد وقد يكون هناك اتفاق عام بين هذه الثقافات الفرعية علي ما هو " سوي"‬
‫وما هو "شاذ" بالنسبة لبعض الظواهر والمسائل السائدة إال إن هناك ظواهر أخرى يختلف الحكم‬
‫علي سوائها وانحرافها من ثقافة فرعية ألخري والمثال علي ذلك ما نجده في مصر بالنسبة‬
‫لظاهرة األخذ بالثأر فهذه الظاهرة تعتبر أم اًر عادياً في الوجه القبلي فاإلبن البد أن يأخذ بثأر أبيه‬
‫ويقتل من قتله‪ ،‬هذا حين أن هذا السلوك يعتبر "شاذا في الوجه البحري حيث يترك األمر للعدالة‬
‫لتصدر حكمها في القاتل عند حودث مثل هذه الظواهر‪.‬‬

‫المعيار الباثولوجي‪ :‬يعتبر الشخص شاذاً في ضوء هذا المعيار إذا وجدت لديه‬ ‫(‪)3‬‬
‫أعراض وشكاوي مرضية كالقلق واالكتئاب والتوتر والصراعات النفسية المختلفة‬
‫ويعتبر الشخص سوياً إذا خال من هذه األعراض إذ أن الشخص السوي هو شخص‬
‫بال أعراض‪ .‬إال أن الخلو من األعراض ال نجده لدي أحد فمن الصعوبة بمكان أن‬
‫نجد شخصاً خالياً من األعراض المرضية ‪ ،‬ومع هذا فإنه عندما يغلب وجود تلك‬
‫األعراض المرضية في شخص ما فإنه يعتبر "شاذاً"‬

‫ويوجه نقد لهذا المعيار في اختفاء الدرجة التي ينبغي أن تكون عليها تلك االضطرابات‬
‫واألعراض المرضية حتي يمكن أن يحكم عليها بأنها مرضية حيت ال يختلط السواء بالشذوذ‪.‬‬

‫المعيار النموذجي أو المثالي‪ :‬عند الكالم عن المعيار اإلحصائي وجد أن هذا‬ ‫(‪)3‬‬
‫المعيار ال يصلح لكل السمات والخصائص وذكرنا أننا ال يمكن أن تعتبر الزيادة في‬
‫الذكاء شذوذاً أو أنحرافاً حيث أن هذه الحالة أمر مرغوب فيه ومطلوب من أجل بناء‬
‫المجتمع والذي يقوم بالدرجة األولي علي ما يقدمه األذكياء فيه من تخطيط وتنفيذ‪،‬‬
‫كذلك األمر بالنسبة للعديد من الخصائص األخرى كالصحة البدنية والجمال والقوة‪.‬‬

‫ولقد أشار ايزنك إلي أنه في ضوء ذلك فإننا البد أن نضع معيا اًر أخر بديال للمعيار‬
‫اإلحصائي أال وهو المعيار المثالي أو النموذجي وهو المعيار الذي يأخذ كل فرد علي عاتقه‬
‫االحتذاء به ومحاولته باستمرار االقتراب منه يجعل سلوكه يتطابق معه‪ .‬وبناء علي هذا المعيار‬
‫فإننا نطلق علي الشخص بأنه سوي كلما اتفق سلوكه مع المثل األعلي ونطلق علي الشخص‬
‫بانه شاذ كلما كان سلوكه غير متفق وبعيداً عن المثل األعلي‪.‬‬

‫إال أن أهم ما يؤخذ علي هذا المعيار أن الشئ المثالي أمر ال وجود له في الثقافة التي‬
‫يعيش فيها اإلنسان ويعتبر هذا المعيار تطرفاً في تحديد السواء وأن كان هناك اتفاق جماعي‪.‬‬
‫علي أن ارتفاع مستوي الجمال وارتفاع مستوي الذكاء يعتبر مثالية‪ ،‬ومن الناحية العملية نجد أن‬
‫األخذ بهذا المعيار يحيل أفراد الثقافة – باستثناء قلة – إلى أفراد غير اسوياء‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المعيار الطبيعي‪ :‬ويري البعض إطالق اسم " معيار السلوك الجنسي" علي المعيار‬ ‫(‪)5‬‬
‫الطبيعي لتطابقه واتفاه مع مضمون هذا المعيار ‪ .‬ومن خالل هذا المعيار يعتبر‬
‫الشخص سوياً لقيامه بالدور المناسب لجنسه مثل أن يكون الولد الذكر مباد اًر والبنت‬
‫األنثى خاضعة والقيام بالدور الجنسي الغيري ‪ Heterosexualty‬أسلوب سوي‬
‫بالنسبة للحياة الجنسية لدي بني البشر‪ ،‬كما تعتبر في نفس الوقت الجنسية المثلية‬
‫‪ Homosexuality‬أي ممارسة الجنس مع فرد من نفس النوع أم اًر شاذاً‪.‬‬
‫المعيار الذاتي‪ :‬ويعتمد هذا المعيار علي أن الفرد يجعل من ذاته إطا اًر مرجعي ًا‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ Frame of reference‬يتخذه كأساس للحكم علي السوك بأنه سوي أو غير سوي‬
‫واإلطار المرجعي‪ ،‬كما أظهرت التجارب األولي في تاريخ علم النفس (آشي –‬
‫شريف) ماهو إال اجتماع آراء الجماعة ذاتها أي أنه يتضمن اإلطار االجتماعي‬
‫الممثل لعمليات التنشئة االجتماعية‪ .‬وعلي الرغم من ذلك فإننا نجد أن اعتماد الفرد‬
‫علي ذاته وعلي اإلطار المرجعي في الحكم علي السلوك يخضع لألحكام السابقة‬
‫لدي الفرد ولدفاعات األنا (صالح مخيمر‪.)5 :1222 ،‬‬
‫المعيار التواؤمي‪ :‬يعتبر كولمان ‪ 1223 Colman‬صاحب هذا المعيار في تحديد‬ ‫(‪)2‬‬
‫السواء والالسواء فالسواء والالسواء في نظره ال يتحد من خالل تقبل المجتمع لكن‬
‫من خالل مقدار ما يوفره هذا السلوك من نمو وتحقيق إلمكانات الفرد والجماعة‬
‫فمسايرة الفرد للجماعة أن أدت إلي نمو الفرد والجماعة اعتبر السلوك عادياً ‪ .‬إما‬
‫إذا لم تؤد لذلك اعتبر السلوك مرضياً (عبد السالم عبد الغفار‪.)25 :1222 ،‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫حدد الشواهد واألدلة علي الشخصية السوية؟‬ ‫(‪)1‬‬


‫أنقد المعيار اإلحصائي والمعيار المثالي؟‬ ‫(‪)0‬‬
‫ما هي عالمات سوء التوافق؟‬ ‫(‪)3‬‬

‫مصادر تعلم أخري‪ :‬شفافيات بالرسوم والمنحنيات لمعايير السواء والالسواء‪.‬‬

‫مراجع الفصل األول‬

‫‪ -1‬أحمد عزت راجح (‪ – )1225‬أصول علم النفس – مطبعة جامعة اإلسكندرية‪.‬‬


‫‪ -0‬أحمد عزت راجح (‪ )1221‬علم النفس الصناعي – المطبوعات الحديثة اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -3‬السيد محمد خيري (‪ )1252‬الصحة النفسية في الصناعة – مجلة الصحة النفسية –‬
‫العدد (‪.)1‬‬
‫‪ -3‬صالح مخيمر (‪ – )1222‬مفهوم جديد للتوافق – مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ -5‬عبد السالم عبد الغفار (‪ – )1222‬مقدمة في الصحة النفسية‪ -‬دار النهضة العربية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -2‬فرج طه (‪ – )1222‬سيكولوجية العامل المشكل في الصناعة – دكتوراه غير منشورة‬
‫قدمت آلداب عين شمس‪.‬‬
‫‪ -2‬فؤاد البهي السيد (‪ – )1221‬علم النفس اإلحصائي وقياس العقل البشري – دار الفكر‬
‫العربي‪.‬‬
‫‪ -2‬كوفيل وآخرون (‪ – )1222‬تأليف – محمود الزيادي – ترجمة علم النفس الشواذ – دار‬
‫النهضة العربية‪.‬‬
‫‪ -2‬لورانس شافر ( ‪ – )1255‬تأليف – علم النفس المرضي واالضطرابات الصغري في‬
‫كتاب "ميادين علم النفس" تأليف بإشراف جيلفورد – وترجمة بإشراف يوسف مراد – المجلد‬
‫األول – دار المعارف‪.‬‬
‫‪ -12‬محمد شعالن (‪ – )1222‬االضطرابات النفسية في األطفال – الجهاز المركزي للكتب‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫‪ -11‬متغسل ملتن (‪ )1252‬تأليف – رياض عسكر – ترجمة – وجهة تظر التكيف مع البيئة‬
‫– في ميادين علم النفس – المجلد الثانى‪.‬‬

‫‪12- Clar, David Stafford (1959) Psychiatry today, Apelican Book.‬‬


‫‪London.‬‬

‫‪13- Gambberai Francsco (1992), Monitoring for health in the Workers‬‬


‫‪environment: Beyond pathology and occupational Disease, applied‬‬
‫‪psychology an interracial review, 41.‬‬

‫‪14- Feder Carol Z. (1968), relationship Between self-Acceptance‬‬


‫‪and adjustment, repression sensitization and social competence‬‬
‫‪Journal of Abnormal psychology, Vol. 73, N4.‬‬
‫‪15- Gilmer B.von Haller (1961), Industrial psychology, Me Graw Hill‬‬
‫‪Book Comp. New York.‬‬
‫‪16- Laird Ronald & -Laird Eleanor, (1958) practical business‬‬
‫‪psychology, Me Graw Hill, New York.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تاريخ الصحة النفسية‬
‫ومدى انتشار االحنرافات النفسية االجتماعية‬

‫األهددداف‪ :‬يهــدف هــذا الفصــل إلــى تعريــف القــارئ بتطــور تنــاول ظــاهرة المــرض النفســي‬
‫عبـ ــر عصـ ــور التـ ــاريخ منـ ــذ اإلنسـ ــان البـ ــدائي مـ ــرو اًر بالعصـ ــر اليونـ ــاني والرومـ ــاني والمسـ ــيحي‬
‫واإلسـالمي حتـى عصـر النهضـة فــي أوروبـا وبدايـة النظـرة العلميــة للمـرض النفسـي‪ .‬كمـا يهــدف‬
‫الفصـل إلـى تعريـف القـاري أيضــا بمـدي انتشـار المـرض بـين فئــات النـاس فـي الصـناعة والحيــاة‬
‫المدنية والعسكرية واآلثار التي تنجم عن ذلك اجتماعياً واقتصادياً‪.‬‬

‫المحتددو ‪ :‬يتضــمن هــذا الفصــل الوحــدات اآلتيــة‪ :‬تــاريخ الصــحة النفســية فــي العصــور‬
‫اليوناني والروماني والمسيحي واإلسالمي وعصر النهضة والتفسير النفسي‪ ،‬مـدي انتشـار وآثـار‬
‫االنحراف عن الصحة النفسية‪.‬‬

‫مقدمه‪ :‬لقد وجـدت معظـم أنـواع االنح ارفـات والشـذوذ ‪ ،‬واألمـراض النفسـية المعروفـة لنـا‬
‫اآلن منــذ القــدم بــين جميــع الشــعوب‪ ،‬فالهســتيريا وعتــه الشــيخوخة والصــرع عرفــت فــي القبائ ــل‬
‫البدائيــة‪ ،‬ولــدي المصـريين القــدماء وعنــد العــرب فــي العصــر الجــاهلي وأرجعوهــا للســحر‪ ،‬ولعبــت‬
‫هذه االنحرافات دو اًر هاماً في النظام االقتصادي للبدائيين من خالل احتراف رجل التطيب مهنة‬
‫الطـب‪ ،‬والــذي كـان يســتخدم التمــائم إلبطـال مفعــول السـحر المســبب للمــرض‪ .‬ونتنـاول فيمــا يلــي‬
‫تطور تناول تلك االنحرافات عبر العصور وانتشارها في المجتمعات حالياً‪.‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬تطور تناول االحنرافات عرب العصور‬

‫العصددر اليوندداني‪ :‬وان المتتبــع لتــاريخ الصــحة النفســية يجــد أن القــدامى اعتبــروا الشــذوذ‬
‫العقلي ناتجاً عن قوى فوق طبيعية‪ .‬ولقد بذلت محاوالت كثيرة لتحريـر الفكـر اإلنسـاني مـن هـذه‬
‫النزعة وهي ربط المرض النفسي بالقوى الخارقة‪ .‬ويعد أبقراط في القرن الخامس قبل الميالد من‬
‫العلماء واألطباء الذ ي عارضوا تسمية الصرع بالمرض المقدس إذ قرر أبقراط أنه مرض عقلي‪،‬‬
‫وأن المرض العقلي مركزه المخ وأنه من الممكن عالج هذه األمراض بدرجة كبيرة بوضع هـؤالء‬
‫المرضى في جو مناخي معين وتقديم التغذ ية المناسبة لهم‪ .‬والى جانـب هـذا يعتبـر أبقـراط مـن‬
‫أوائــل مــن عضــدوا فك ـرة تــدرج ح ـدوث المــرض ا لعقلــي بمعنــى أن الفــرق بــين الس ـواء والالس ـواء‬
‫‪ Normal & Abnormal‬كما أي فرق فـي الدرجـة ولـيس فـي النـوع‪ ،‬أي أنمـه لـيس هنـاك خـط‬
‫فاصــل محــدد بــين السـواء والالسـواء وعلــى الــرغم ممــا قدمــه أبقـراط للصــحة النفســية إال أنــه تــرك‬
‫كتابات كثيرة تشير إلى الخلط والغموض في فكره وذلك العتقاده األكيد في الطباع األربعة تلـك‬
‫التـي تــزعم أن دم اإلنســان تجــري بــه مـواد شـديدة الصــلة بالعناصــر األربعــة وهــي‪ :‬الهـواء والمــاء‬
‫والنار والتراب وال طباع التي اعتقد فيها أبقراط هي‪ :‬البلغمي والصفراوي والدموي والسوداي‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫العصر الروماني‪ :‬وفي مدينة اإلسكندرية في العصر الروماني نجد أن عالج األمراض‬
‫العقلية قد أخذ مجراه بشكل يلفت األنظار كغيره مما ازدهر مـن علـوم ونبـغ مـن علمـاء فـي هـذه‬
‫المدينة من أمثال جالينوس ذلك العالم الذي سارت شـهرته اآلفـا ق لمـدة تزيـد علـى ألـف عـام لمـا‬
‫اشتهر في أبحاثه بالربط بين النواحي اللجسمية والعقلية على نحو لم يسبق إليه أحـد فـي مجـال‬
‫األمراض المختلفة ومنها األمراض العصبية‪.‬‬

‫المسيحية‪ :‬وبظهـور المسـيحية أدخلـت الفكـرة التـي سـيطرت ومـاتزال علـى عقـول النـاس‬
‫والتي تتمثل في نسبة األمراض ا لعقلية إلى الجن والعفاريت ذكرت هذه الفكرة في "العهد الجديد"‬
‫متمثلة في طرد الشيطان من الجسد‪.‬‬

‫ولقد كانت الطرق التي استعملت في ذلك الوقـت وأن كانـت تنبـدو لنـا اآلن غيـر رحيمـة‬
‫وقاسية فإنها تعد محاوالت لعالج هذه الفئة من المرضـى الـذين كـانوا يمـرون بـبالم مبرحـة أثنـاء‬
‫هذه العمليات العالجية‪ .‬ولقـد شـملت اإلجـراءات الطبيـة فـي ذلـك الوقـت وسـائل إلشـاعة الخـوف‬
‫والرعــب فــي نفــوس المرضــى الــذي يظهــر علــيهم االنط ـواء والتبلــد وذلــك بهــدف تنبــيههم‪ .‬كمــا‬
‫اســتعملت طــرق ووســائل أخــرى م نهــا الك ارســي التــي كــان يجلــس عليهــا المرضــى وتــدار بســرعة‬
‫كبيرة‪ ،‬كذلك استخدمت طريقة إلقاء المرضى من األماكن العاليـة فـي حمامـات بـاردة جـداً وكـان‬
‫يطلق عليها اسم "‪ "Surprise‬ولقد ابتدع بعض األطباء عمليـة "التربنـة" وكانـت هـذه العمليـة ال‬
‫تجري بهدف طبي عالجي بل إلخـراج األرواح الشـريرة مـن الجمجمـة كمـا كـان يعامـل المرضـى‬
‫كحيوانات ضاربة فيسلسون إلى الحوائط في الحجرات التي ينزلـون بهـا‪ .‬ولقـد اسـتعمل فـي تقييـد‬
‫حركــة المرضــى كــل وســيلة يمكــن التفكيــر فيهــا‪ ،‬لدرجــة أن ظهــر محترفــون ألداء هــذه المهمــةو‬
‫كالحدادين الذين يقومـون بعمـل األصـفاد والـى جانـب ذلـك كـان المرضـى يوضـعون فـي حجـرات‬
‫مظلمة لعدة سنوات كثي اًر ما كانوا يموتون أثناءها‪.‬‬

‫العصور الوسطى في أوروبا‪ :‬ولقد انتشرت فكرة طرد الشيطان في أوروبا في العصـور‬
‫الوسطى وفي بعض األحيان كان يجتاح أوروبا موجة من الهياج الهستيري وكانوا يطلقون عليه‬
‫في ذلك الوقـت "مـرض الشـيطان" ونظـ اًر ألن دور اإليحـاء لـم يكـن متبلـو اًر فـي تسـبيب الهسـتيريا‬
‫في تلك العصور فإنه كان في إمكانية مريض هستيري أن يوحى لنزالء دير بأكمله فيحولهم إلى‬
‫هستيريين‪ .‬ولقد ارتبطت الهستيريا في ذلك العهد بالسحر والشعوذة ارتباطاً كبي اًر‪.‬‬

‫العصددر اإلسدددالمي‪ :‬وال يفوتنــا أن نــذكر أن العــرب فــي مص ـرال وفــي غيرهــا مــن المــدن‬
‫العربيــة كدمنش ــق وبغــداد ل ــم يفــتهم العناي ــة بمرض ــى العقــول فباإلض ــافة إلــى إنش ــاء مستش ــفيات‬
‫خاصــة بهــم فقــد قامــت خدمــة نفســية علــى مســتوى عــال مــن المهــارة واالهتمــام وخاصــة فــي أيــام‬
‫العباسيين وعصر المأمون‪ .‬وفـي مصـر اشـتهر مستشـفى قـالوون ألنـه كـان يهـتم بعـالج ورعايـة‬
‫فئات مختلفة من المرضى من بينهم ذوي العقول المضطربة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ولقــد انشــأ هــذا المستشــفى قــالوون ســنة ‪1032‬م وســمي "المارســتان الكبيــر المنصــوري"‬
‫وفاء بنذر أخذه على نفسه عندما شفى مـن مـرض بـالقولون‪ .‬وكـان المستشـفى يقبـل للعـالج فيـه‬
‫المرضـى مــن الجنسـين ومــن جميــع المسـتويات االقتصــادية‪ .‬وقــد خصصـت بالمستشــفى حجـرات‬
‫خاص ــة أو خلـ ـوات لمرض ــى العق ــل‪ ،‬ولق ــد أنش ــأ أحم ــد اب ــن طول ــون قب ــل ذل ــك ع ــام ‪223‬م أق ــدم‬
‫مستشــفى بالقــاهرة وخصــص فيهــا أيض ـاً قســماً لعــالج المرضــى العقليــين وكــان يــزور كــل يــوم‬
‫مرضـي المستشـفي حتـي جـاء يـوم تقــدم منـه مـريض عقلـي وطلـب مــه رمانـه فرمـي بهـا وجـه بــن‬
‫طولون بدالً من أن يأكلها فامتنع بعد ذلك عن زيارة المستشفي (براون ادوارد‪.)1222:102 ،‬‬

‫عصدددر النهضدددة‪ :‬وف ــي الق ــرن الس ــادس عش ــر نبع ــت فكـ ـرة إحي ــاء الط ــب الق ــديم " ط ــب‬
‫ابق ـراط"‪ .‬زمــن أشــهر الكتــب التــي تــم تأليفهــا كتــاب "تش ـريح المالنخوليــا" لبيرتــون ‪Anatomy‬‬
‫‪ Meancholia by – Birton‬وعلــي الــرغم ممــا وجــد فــي هــذا الكتــاب مــن عــدم تمييــز بــين‬
‫العوامــل الطبيعيــة والعوامــل فــوق الطبيعيــة " الميتافيزيقيــة " فــي تســبب األم ـراض العقليــة إال أن‬
‫الكتاب قد قدم تصنيفاً ووصفاً دقيقاً لألمراض العقلية‪.‬‬

‫ولق ــد ح ــدث ف ــي الق ــرن الس ــابع عش ــر تق ــدم كبي ــر ف ــي وص ــف األمـ ـراض العقلي ــة وص ــفاً‬
‫موضوعياً ويرجع ذلك إلي ما حدث في ذلك الوقت من أحداث هامة كـان رد فعلهـا شـامالً كافـة‬
‫جوانــب الحيــاة وفــروع المعرفــة وعلــي رأس هــذه األحــداث قــانون الجاذبيــة لنيــوتن والــذي تــأثر بــه‬
‫كافة الباحثون في ذلك الوقت تأثي اًر كبيـ اًر وانتهـي القـرن السـابع عشـر بنجـاج العلمـاء ‪ ،‬وتمكـنهم‬
‫من تصـنيف األمـراض العقليـة ال علـي أسـاس أنهـا مجموعـة مـن الكـوارث التـي تصـيب اإلنسـان‬
‫وانمـا علـي أسـاس أنهـا مجموعـة مـن األنمـاط المرضـية والشـذوذ عـن السـواء ‪ Normality‬وأن‬
‫هذه األنماط يمكن تعيينها وتحديدها من خالل أعراضها المتباينة‪.‬‬

‫وظهــرت فــي القــرن الثــامن عشــر حركــات إنســانية علميــة فــي ميــدان األم ـراض العقليــة‪.‬‬
‫فمن الناحية اإلنسانية تزعم بينل في فرنسا‪ ،‬ورسل في انجلترا‪ ،‬وكيبوك في أمريكا حركـة تحريـر‬
‫مرضي العقول من األغالل التي تكبلهم‪ .‬وكثي اًر ما كان يلح الدكتور فيبليب بينيل ‪ F.Pinel‬في‬
‫عــام ‪ 1223‬علــي الحكومــة الفرنســية لكــي تصــبح معاملــة المرضــي العقليــين معاملــة رحيمــة وقــد‬
‫كان بينل مدي اًر لمستشفي بيستر‪ ،‬ولقد طلب من الح كومة أن تسمح له بخلع األغـالل مـن أيـدي‬
‫المرضي وأرجلهم ‪ ،‬ولقد سمح له بأن يبدأ تجربته بنزع األغـالل عـن مـريض واحـد ولقـد واجهـت‬
‫تجربتــه معارضــة شــديدة الم ن المســؤولون فقــط بــل ومــن زمالئــه األطبــاء الــذين تنبــأوا لــه بنتــائج‬
‫سيئة‪ .‬وكان أول من قام بنزع أغاللـه قبطـان بـاخرة " انجلتـ ار الحبشـة" وكـان مربوطـاً فـي أغاللـه‬
‫لمدة أربع سنوات‪ .‬ولقد نجحت التجربة بعد أسبوع وأعيدت التجربة مع ‪ 52‬مريضاً‪.‬‬

‫وفــي النهايــة تبــين أن الرحمــة فــي معاملــة المرضــي وعــدم تقييــد المـريض قــد اتيــا بنتــائج‬
‫مشــجعة‪ ،‬وانتهــي علــي أثــر ذلــك نظــام قيــد المرضــي فــي المستشــفي‪ .‬وبعــد ذلــك بربــع قــرن تقريبـاً‬
‫جاء أحد تالميذ بينل فعمم هذه اإلجراءات وظهرت آثـار هـذه الحركـة بعـد ذلـك ف انجلتـ ار وأخـذ‬
‫األطبــاء اإلنجليــز يحضــرون إلــي فرنســا ليــروا بأنفســهم نتــائج ذلــك متمــثالً فيمــا تقــوم بــه النســاء‬

‫‪40‬‬
‫المريضـات مــن أعمــال الحياكــة والســلوك الجمعــي الترفيهـي‪ .‬كمــا امتــاز هــذا القــرن بهــذه الصــورة‬
‫(تحرير المريض) بمناهضة الفكرة المسيحية التي تقوم بـأن اإلنسـان حقيـر ومخطـئ‪ .‬وعلـي أثـر‬
‫ذلـك ظهــرت حركـة اإلصــال ح اإلجتمـاعي ‪ ،‬التــي نــادت بضـرورة علــم مستشـفيات إليـواء مرضــي‬
‫العقول‪.‬‬

‫حركة بيرز ‪ Cliford Bearas‬ذلك الطالب في كلية الطب والذي مرض بمرض عقلـي‬
‫(حـ ـواز انتح ــار) دخ ــل المستش ــفي ث ــم ش ــفي وخ ــرج منه ــا وكت ــب كتابـ ـاً بعنـ ـوان عق ــل وج ــد نفس ــه‬
‫‪ Amind that found it self‬وكتـب أحـد األطبـاء العقليـين (السـكاتريين) فـي أمريكـا مقدمـه‬
‫له ــذا الكت ــاب وذل ــك ف ــي ع ــام ‪ .1222‬وق ــد س ــجل بي ــرز ف ــي ه ــذا الكت ــاب م ــا ك ــان يح ــدث ف ــي‬
‫المستشفي‪.‬‬

‫ويمكــن تلخــيص الحركــة التــي تزعمهــا بيــرز فــي ثالثــة أهــداف‪ :‬األول العلــم علــي تغييــر‬
‫االعتقـاد الســائ بـأن األمـراض العقليـة ال يمكــن عالجهــا‪ ،‬والثـاني العلــم علـي اكتشــاف األمـراض‬
‫العقليــة فــي مراحلهــا األولــي للوقايــة منهــا قبــل أن تصــحب مستعصــية‪ ،‬والثالــث تحســين الظــروف‬
‫الموجودة بالمستشفي ( محمد عماد الدين إسماعيل‪.)023: 1252 ،‬‬

‫ولقد أمتاز القرن التاسع عشر باألبحـاث العلميـة عـن مختلـف األمـراض وعلـي أثـر ذلـك‬
‫انتشــر الــوعي بــاألمراض الع قليــة فظهــر فــي ألمانيــا فــي منتصــف القــرن التاســع عشــر الطبيــب‬
‫جرزنجر ‪ Gerzinger‬الذي تعمق فـي د ارسـة وتصـنيف األمـراض العقليـة وتبعـه آخـرون فكانـت‬
‫حصــيلة أبحــاثهم ود ارســاتهم الــتمكن مــن تصــنيف األ مـراض العقليــة إلــى ثالثمائــة تصــنيف‪ .‬وفــي‬
‫أحد المدن البلجيكية (مدينة تمبل) يوجد قبر ألح د القديسات التي فرت من محاولة أحد أقربائها‬
‫اغتصابها إلي هذه المدينة لتستقر فيها حتي دفنت وأقاموا لها قبر بها يزوره النـاس‪ .‬ولقـد أثـرت‬
‫قص ــتها ف ــي أه ــل ه ــذه المدين ــة ج ــيالً بع ــد جي ــل حت ــي أش ــتهروا ب ــالطرق اإلنساس ــنة ف ــي معامل ــة‬
‫المرضي العقليين‪.‬‬

‫وظهر في هذا القرن أيضاً تصـنيف كـربيلين ‪ Kraplin‬لألمـراض العقليـة والـذي تضـمن‬
‫عشرون تصنيفاً مازالت سارية حتي اآلن‪ .‬وبعد كـربيلن بـدأ البحـث فـي الجهـاز العصـبي حـوالي‬
‫عام ‪ 1252‬يعطي نتـائج هامـة مكنـت البـاحثين مـن معرفـة العالقـة الموجـودة بـين أمـراض المـخ‬
‫واألمراض العقلية ووضع في ذلك الوقت وصف مبدئي للشلل العام لدي المجانين‪.‬‬

‫وفي نهايـة القـرن التاسـع أجريـت فحـوص ميكروسـكوبية علـي المـخ أفصـحت عـن وجـود‬
‫دالئل فسيولوجية ساعدت في الكشف عن أسباب االضطراب العقلي في حاالت الشيخوخة وفي‬
‫حاالت التسمم واإلصابات العضوية وحاالت الصرع‪ .‬كما قـام علمـاء األعصـاب والطـب العقلـي‬
‫الفرنســيون فــي الربــع الثالــث مــن القــرن التاســع عشــر ‪ 12‬بوصــف فك ـرة اإليحــاء وبين ـوا عالقــة‬
‫اإليحاء بالهستيريا‪ ،‬ما ظهر في باريس الطبيب شاركوه ‪ Charkoet‬واتباعه الـذين أوضـحوا أن‬

‫‪42‬‬
‫هناك بعض الوظائف التي يمكن أن تسير في نشاطها مستقلة‪ ،‬أي أن بعض األفعال قد تحدث‬
‫ال شعورية مثل التجوال النومي‪.‬‬

‫التفسير النفسي‪ :‬ولقد بدأ بعد ذلك التفسير السيكولوجي الصـرف لألمـراض العقليـة فـي‬
‫كتابـات برويـر ‪ ،‬وفرويـد عـام ‪ 1222‬وهمـا يفترضـان وجـود صـراع ينشـأ بـين الـدوافع فينـتج عـن‬
‫ذلك الصراع كبت أو إنكار لهذه الدوافع‪ ،‬وهذه الرعبات المبكوتة تستمر في نشاطها حتـي علـي‬
‫الرغم من أنها ال تحتل أي مكان فـي الشـعور ألنهـا فـي نضـال لكـي تجـد تعبيـ اًر عنهـا ولقـد وجـد‬
‫ذل ــك الصـ ـراع ف ــي أعـ ـراض الهس ــتيريا وبع ــض األمـ ـراض العقلي ــة وك ــام مح ــور الد ارس ــة االح ــالم‬
‫وبعض الظواهر النفسية اليومية التي كانت غامضة كالهفوات وغيرها‪.‬‬

‫وفــي عــام ‪ 1222‬ظهــر علــم الــنفس المرضــي نتيجــة حــدوث ارتبــاط بــين الطــب العقلــي‬
‫وعلــم الــنفس التجريبــي علــي يــد ك ـربيلين الــذي بــذل جهــداً كبي ـ اًر فــي الســنوات األخي ـرة مــن القــرن‬
‫التاسع عشر في عمل المقارنات بين العمليات العقلية السوية والعمليات العقلية الشاذة‪ ،‬كما قام‬
‫بعمــل د ارســات تجريبيــة عــن الشــذوذ العقلــي النــاتج عــن التعــب والجــوع وتنــاول العقــاقير وتعــاطي‬
‫المخدرات وذلك تحت ظروف مضبوطة علمياً‪.‬‬

‫القددرن العشددرين‪ :‬ولقــد جــاء القــرن العش ـرين ‪ 1222‬والد ارســات التجريبيــة علــي الش ـواذ‬
‫آخــذة فــي التقــدم‪ .‬وقــد ســاعد علــم نفــس الطفــل هــذه الد ارســات مســاعدة فعالــة‪ ،‬فالد ارســات الدقيقــة‬
‫للنمو النفسي لدي الطفل تحت ظروف علمية نسبياً في الحضانة قد أضاقت قد اًر كبي اًر جداً من‬
‫المعرفــة لمــا توص ــل إليــه األطب ــاء العقليــون م ــن نتــائج وال ــذين يهتمــون بالكش ــف عــن األس ــباب‬
‫المختلفة التي تكمن وراء مشكالت األطفال خاصـة أن نسـبة كبيـرة جـداً مـن سـوء توافـق الشـباب‬
‫والبالغين ناتج عن الخبرات النفسية وال معاملة القاسية التي عوملوا بها أثناء طفولتهم‪ ،‬وقد أسهم‬
‫هــذا التعــاون بــين الطــب والعقلــي وعلــم الــنفس الطفــل فــي الوقايــة مــن االنح ـراف والكشــف عــن‬
‫المظـ ــاهر المختلفـ ــة للشـ ــذوذ واالضـ ــطراب النفسـ ــي ( حسـ ــن السـ ــاعاتي وعبـ ــد المـ ــنعم المليجـ ــي‪،‬‬
‫‪)1 :1222‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬مدى انتشار وآثار االحنراف عن الصحة النفسية‬

‫إذا كنا قد أوضحنا في البداية أن الصحة النفسية كما عرفتها هيئة الصحة العالمية هي‬
‫كافة اإلجراءات التي تتخذ من أجل الوقاية والعالج لالضطرابات النفسية‪ ،‬وكافة صـور السـلوك‬
‫التي يطلق عليها مفهـوم " سـوء التوافـق" فإنـه يجـدر بنـا تقـديم عـرض وفـي ألشـكال هـذا السـلوك‬
‫وصوره المختلفة‪ ،‬والتي يصفها لورانس شافر بأنها " شذوذ فـي اإلدراك والتفكيـر والتوافـق" وذلـك‬
‫بعد أن نعرض لمدي انتشار وآثار هذه االنحرافات علي األفراد والجماعات في بالد العالم‪.‬‬

‫مــدي االنتشــار واآلثــار االجتماعيــة واالقتصــادية‪ :‬تبــذل جميــع الــدول الكثيــر مــن الجهــد‬
‫والمــال فــي ســبيل القيــام بكافــة اإلج ـراءات التــي تعمــل علــي الوقايــة مــن وقــوع أبناءهــا فــي هــذه‬
‫االضطرابات واالنح ارفـات‪ .‬وتعتبـر الواليـات المتحـدة األمريكيـة مـن أكثـر الـبالد التـي تتفـق علـي‬

‫‪43‬‬
‫برامج الصحة النفسية‪ ،‬ويوجـد فـي الواليـات المتحـدة فـي أي فتـرة حـوالي خمسـمائة وثمـانين ألـف‬
‫م ـريض فــي مستشــفيات األم ـراض العقليــة‪ .‬وفــي خــالل العــام الواحــد يــدخل المستشــفيات ‪130‬‬
‫( مائة واثنين وأربعين ألف مريض مرة أخري لحاجتهم إلي الرعاية ثانية‪ .‬كما تذكر اإلحصاءات‬
‫أن من يموتون داخل مستشفي األمراض العقلية عددهم ‪( 32‬ستة وأربعون ألف مريض) ويدخل‬
‫فيهم الذين يعانون من مرض " عته الشيخوخة"‪.‬‬

‫واألرقام السابقة مأخوذة من اإلحصاءات الرسمية لكنه يجب إال يخفـي علـي أذهاننـا أن‬
‫هناك نسبة من المرضـي العقليـين يلقـون الرعايـة فـي منـازلهم أو فـي العيـادات الخاصـة لألطبـاء‬
‫النفسيين‪ ،‬وال يخفي علينا حجم هذه المشكلة بإضافة النسبتين علي بعضهما‪.‬‬

‫ويرجع األمريكان الزيادة في عـدد المرضـي فـي مستشـفيات األمـراض العقليـة والـذي بلـغ‬
‫‪ 352‬أربعمائة وخمسين ألـف فـي عـام ‪ 522 ،1235‬وخمسـمائة وثمـانين ألـف فـي عـام ‪1235‬‬
‫ال إلي الضغط المطر بشدة في الحياة الحديثة لكن إلي توفير الرعاية داخـل المستشـفيات والتـي‬
‫يحتاجون لها‪ ،‬والي الت حسن في قبول الجهود للتسهيالت التي تم إدخالها علي تلك المستشفيات‬
‫(لورانس شافر‪.)325 ،332 :1225 ،‬‬

‫أما في انجلت ار وويلز فقد بلـغ فـي نهايـة عـام ‪ 1232‬نـزالء مستشـفيات األمـراض العقليـة‬
‫فيهمــا ‪ 152.222‬مائــة وخمســون ألــف مــن المرضــي‪ ،‬كمــا بلــغ عــدد مــن يعــانون مــن الضــغط‬
‫العقلـ ــي ‪ 322.222‬ثالثمائـ ــة ألـ ــف وذلـ ــك فـ ــي نفـ ــس الفت ـ ـرة ‪ ،‬ويتلقـ ــي الرعايـ ــة مـ ــن المؤسسـ ــات‬
‫‪ 35.222‬خمسة وأربعين ألف منهم‪ .‬ويتضح مـن خـالل تحليـل تلـك اإلحصـائيات أن ثالثـة مـن‬
‫كــل ألــف مــن عــدد الســكان يــدخلون كمرضــي فــي المستشــفي العقلــي‪ ،‬وواحــد مــن كــل ألــف مــن‬
‫السكان يدخل مؤسسة ضعاف العقول‪ ،‬كما أنه ممـ ا يشـير إلـي حجـم المشـكلة فـي هـذين البلـدين‬
‫(انجلت ار وويلز) أن ثلثي (‪ )%22‬عدد االسرة التي في المستشـفيات سـواء كانـت خاصـة بمـرض‬
‫عضــوي أو ح ـوادث أو جــروح يشــغلها مرضــي عقليــون‪ .‬وتلــك األرقــام ال تشــمل نســبة العصــاب‬
‫النفســي بــين األف ـراد والــذين يشــكلون مــن ‪ 11-2‬فــي األلــف مــن الســكان ‪ .‬ويــذكر دكتــور بليكــر‬
‫‪Blacker C.B‬فـي كتابــه " العصـاب وخـدمات الصـحة النفســية عـام ‪ 1232‬أن عـدد العيــادات‬
‫المختصة باإلضطرابات االنفعالية عند األطفـال فـي إنجلتـ ار وويلـز وشـمال إيرلنـدا يصـل إلـي مـا‬
‫بــين ‪ 02 ،125-152‬ســتة وعشــرون فــي لنــدن و ‪ 103‬فــي بــاقي انجلت ـ ار ‪ 2 ،‬ســبعة فــي ويلــز‬
‫(‪.)Ckark, 1959:259‬‬

‫العالقة بين مدة اإلصابة باالضطرابات العقلية وبين مجمـوع السـكان‪ :‬قـام النـدر‪ ،‬وبـيج‬
‫‪ Landis& Page‬فــي مؤلفهمــا ‪ Modern Society and Mental Diseasse‬المجتمــع‬
‫الحديث واألمـراض العقليـة عـام ‪ 1232‬بمحاولـة للـربط بـين مـدة اإلصـابة باالضـطرابات العقليـة‬
‫وبين مجموع السكان فتوصال لما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬حوالي خمسة من كل ألف ينزلون بأحد المستشفيات العقلية خالل فترة ما من كل عام‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -0‬حوالي خمسة عشرة من كل ألف في حاجة جديـة إلـي الرعايـة الطبيـة العقليـة إمـا داخـل‬
‫المستشفيات أو خارجها‪.‬‬
‫‪ -3‬من كل ألف يولدون سينزل خمسـون مـنهم بأحـد المستشـفيات العقليـة خـالل فتـرة مـا مـن‬
‫حياتهم (لورانس شافر‪.)332 :1255 ،‬‬
‫وفي تقدير آخر للكشف عن العالقة بـين انتشـار هـذه االنح ارفـات وبـين مجمـوع السـكان‬
‫وجد ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬واحــد مــن بــين كــل عشــرن ســيؤدي بــه األمــر للمستشــفي العقلــي وستضــطرب الحالــة‬
‫النفسية لواحد آخـر مـنهم فـي يـوم مـا‪ .‬ومعنـي ذلـك أن ‪ %12‬ممـن يولـدن سـيعانون‬
‫من انحرافات عقلية شديدة‪.‬‬
‫‪ -0‬س ــوف تلج ــأ اسـ ـرة واح ــدة م ــن ب ــين ك ــل خم ــس أس ــر س ــنوياً للطبي ــب العقل ــي طلبـ ـاً‬
‫لمساعدته مما يلحق أفرادها من انحراف عن الصحة النفسـية ( عبـدالمنعم المليجـي‪،‬‬
‫‪.)35 ،12 :1252‬‬

‫اآلثددار االقتصددادية ‪ :‬وممــا يشــير إلــي أن االنح ـراف عــن الصــحة النفســية ينــتج خســائر‬
‫اقتصادية كبري مـا انفـق بالواليـات المتحـدة األمريكيـة فـي عـام ‪ 1235‬للوقايـة والعـالج مـن هـذه‬
‫االنح ارفــات فبل ــغ إجم ــالي مــا انف ــق ‪ 125‬ملي ــون دوالر لنســبة ‪ %25‬م ــن المرض ــي ألن النس ــبة‬
‫الباقيــة وه ــي ‪ %15‬تع ــالج تب ــع المج ــالس المحلي ــة والريفيــة‪ .‬كم ــا أن ع ــدد األسـ ـرة الت ــي يش ــغلها‬
‫المرضي العقليون تصل إلي النصف من حوالي المجموع الكلي لعـدد هـذه األسـرة‪ .‬كمـا أن عـدد‬
‫الم ــوظفين ال ــذين يقوم ــون بالخدم ــة ف ــي ه ــذه المستش ــفيات بل ــغ ع ــددهم ‪ 23‬ثالث ــة وس ــتون أل ــف‬
‫موظف (لوارنس شافر‪.)332 :1255 ،‬‬

‫وفي الجيش األمريكي بلغت ميزانية بحوث التدريب واألفراد ‪ 322‬أربعمائة مليون دوالر‬
‫(‪ ، )Allusi, 1987‬كمــا يصــل عــدد األخصــائيين النفســيين المــدنيين الملتحقــين بــالجيش للقيــام‬
‫بالخدمات النفسية ستمائة أخصائي نفسي في معامل الجيش والبحرية والطيران إضافة إلي عدد‬
‫آخر من األخصائيين الذين يعملون بعقود‪.‬‬

‫هـ ــذا بالنسـ ــبة لالنح ـ ـراف الشـ ــديد فـ ــي الصـ ــحة ا لنفسـ ــية كالـ ــذهان والمـ ــرض العقلـ ــي أمـ ــا‬
‫االنحراف البسيط عـن الصـحة النفسـية أي العصـاب فيـذهب الكثيـر إلـى أنـه مـن الصـعب تقـدير‬
‫ه ــذه الفئ ــة كم ــا س ــبق تق ــدير الفئ ــة الس ــابقة ألن م ــن يع ــانون ه ــذه االنح ارف ــات ال ي ــذهبون إل ــى‬
‫المستشفيات فالناس جميعاً يعانون من حالة عصاب في فترة ما من حياتهم‪ ،‬وأن حوالي ‪%12‬‬
‫مــن الســكان يعــانون باســتمرار مــن العصــاب ‪ .‬ولقــد ذهــب اندرســون‪ Anderson‬فــي كتابــه عــن‬
‫الطـ ــب النفسـ ــي والصـ ــناعة (‪ )1202‬أن نسـ ــبة مـ ــن ‪ %02-10‬مـ ــن المـ ــوظفين فـ ــي المحـ ــالت‬
‫التجارية تعوقهم الحالة االنفعالية وغيرها من العصاب‪.‬‬

‫وبصرف النظر عما ينفق في سبيل الوقاية والعال ج من االنحرافات النفسية فـإن هـذا ال‬
‫يعدل ما يعانيه هؤالء من الشقاء وسوء التوافق في حياتهم اليومية والتي تتمثل فـي عـدم قـدرتهم‬

‫‪45‬‬
‫علــي االحتفــاظ بأعمــالهم كمــا أنهــم ال يســتطيعون الحيــاة حيــاة ســعيدة مــع أزواجهــم أو أبنــائهم‬
‫ويكونــون فــي حالــة شــقاء دائــم‪ .‬وان د ارســتنا لتلــك األشــك ال مــن االنح ارفــات ليفيــد فــي فهمهــا كمــا‬
‫يفيد في كيفية ضبطها وشفائها ( لورانس شافر‪.)332 :1255 ،‬‬

‫وفي الصـناعة األمريكيـة وجـد أن ثلثـي المتغيبـين مـن العمـال الصـناعيين يرجـع غيـابهم‬
‫ألم ـراض عصــابية وتقــدر اإلحصــائيات أن تــأثير أشــكال األنح ـراف عــن الصــحة النفســية علــي‬
‫االقتصاد يصل في امريكا إلى ‪ 1252‬دوالر سبعمائة وخمسين مليون دوالر سنوياً ًَ من األرباح‬
‫المتوقعة نتيجة سوء التوافق‪.‬‬

‫وف ــي الج ــيش األمريك ــي اس ــتبعد ‪ %12‬م ــن المتق ــدمين للخدم ــة العس ــكرية ف ــي الح ــرب‬
‫العالمية الثانية ألنهم غير الئقين انفعالياً وعقلياً ‪ .‬وقبـل نهايـة الحـرب وجـد أن ثلـث (‪)%33،3‬‬
‫األشخاص الذين طردوا من الخدمة العسكرية ألنهم سئ التوافق‪.‬‬

‫أمــا فــي الجــيش األلمــاني فقــد تــم االهتمــام بد ارســة الكثيــر مــن النـواحي النفســية والعوامــل‬
‫المرتبطة بها كالغياب والروح المعنوية والحاالت االنفعالية المختلفة‬
‫)‪.(Hoffman, 1992:264‬‬

‫‪46‬‬
‫ولقــد نشــر منظمــة الصــحة العالميــة ‪ WHO‬عــام ‪ 0223‬تقــدي اًر لنســب الكأبــة فــي بعــض‬
‫بالد العالم علي النحو التالي‪:‬‬

‫‪%‬‬ ‫البلد‬ ‫رقم‬ ‫‪%‬‬ ‫البلد‬ ‫رقم‬

‫‪%7‬‬ ‫البرازيل‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫روسيا‬ ‫‪1‬‬

‫‪%6‬‬ ‫المكسيك‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫الهند‬ ‫‪2‬‬

‫‪%5‬‬ ‫كندا‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫المانيا‬ ‫‪3‬‬

‫‪%4‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪4‬‬

‫‪%21‬‬ ‫بالد أخري‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫تشيلي‬ ‫‪5‬‬

‫‪John Spark,2004‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫هولندا‬ ‫‪6‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ -1‬قارن بين العصر اليوناني والروماني من حيث تناولهما للمرض النفسي‪.‬‬


‫‪ -0‬قارن بين العصرين المسيحي واإلسالمي من حيث تناولهما للمرض النفسي‪.‬‬
‫‪ -3‬ما العالقة بين حركة بيرز وحركة بينل في فرنسا في الصحة النفسية‪.‬‬

‫مصادر تعليم أخر ‪ :‬شفافيات عن إحصائيات انتشار االنحرافات النفسية واالجتماعية‪.‬‬

‫مراجع الفصل الثاني‬

‫ب ـراون أدوراد – تــأليف ‪ ،‬أحمــد شــوقي حســن – ترجمــة (‪ )1222‬الطــب العربــي –‬ ‫‪-1‬‬
‫األلف كتاب‪ ،‬مؤسسة سجل العرب بإشراف إبراهيم عبده – القاهرة‪.‬‬
‫حس ــن الس ــاعاتي وعب ــد الم ــنعم المليج ــي (‪ – )1222‬محاضـ ـرات غي ــر منش ــورة ف ــي‬ ‫‪-0‬‬
‫الصــحة النفســية – قســم الد ارســات النفســية واالجتماعيــة (فــرع الد ارســات النفســية) –‬
‫كلية اآلداب جامعة عين شمس‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫) عل ــم ال ــنفس‬1255( ‫ل ــورانس ش ــافر – ت ــأليف – يوس ــف مـ ـراد – ترجم ــة بإشـ ـراف‬ -3
– ‫المرضي واالضطرابات الصغري – في كتاب ميادين علم النفس – المجلد األول‬
.‫ القاهرة‬- ‫دار المعارف‬
‫) – الشخص ــية والع ــالج النفس ــي – النهض ــة‬1252( ‫محم ــد عم ــاد ال ــدين إس ــماعيل‬ -3
.‫العربية – القاهرة‬
5- Driskeil games F. & O'msted Beckett, (1989) psychology and
Military Research Applications and Treads, American
psychologist, January.
6- Hoffman Louise E. (1992), American psychologist and
wartime research of Germany: 1941 - 1945, American
psychologist, Vol. 47, No
7- John spark (2004) World Health organizing, National
Institute of mentai health, from: News Week, 2004, 22
June, N.210.

48
‫الفصل الثالث‬
‫الصحة النفسية والنمو النفسي‬

‫ومواجهة مشكالت سوء التوافق‬


‫األهددددداف‪ :‬يه ــدف ه ــذا الفص ــل إل ــى تعري ــف الق ــارئ باالض ــطرابات النفس ــية االجتماعي ــة‬
‫المرافقــة لمرحلتــي النمــو فــي الطفولــة والمراهقــة مثــل اضــطرابات الكــالم والسـرقة والعــدوان والهــروب‬
‫والجناح والتدخين‪ ،‬كما يهدف إلى تعريف القارئ بالدور الـذي يقـوم أخصـائي الصـحة النفسـية مـن‬
‫الناحية الوقائية ومن الناحية العالجية في مواجهة هذه االضطرابات‪.‬‬

‫المحتو ‪ :‬يتضمن هذا الفصل الوحدات التالية التوافـق والنمـو ومظـاهر سـوء التوافـق عنـد‬
‫الطفل كمص األصابع وقضم األظافر والتخلف في القـراءة‪ ،‬وكـذلك يتضـمن الفصـل مظـاهر سـوء‬
‫التوافق لدى الطفل يقتضي منا تتبع عملية النمـو الطويلـة التـي تطـ أر علـى الطفـل منـذ نشـأته خليـة‬
‫في بطن أمه حتى يصير ناضجاً‪.‬‬

‫والنمو عبارة عن تغيرات تقدميه تتجه نحو تحقيق غرض ضمني هو النضج‪ .‬ويعني هذا‬
‫الكالم بصورة أخرى أن هذه التغيرات تسير إلى األمام ال إلى الوراء وأنها تسير وفق نظـام معـين‪.‬‬
‫وليس حسب الصدفة البحتة‪ ،‬كما أن كل مرحلـة مـن م ارحـل النمـو هـذه ال تنفصـل عـن أي مرحلـة‬
‫تليه ــا أو تس ــبقها ألن جمي ــع مرح ــل النم ــو تخ ــدم غرضـ ـاً نهائيـ ـاً واح ــداً تس ــعى للوص ــول إلي ــه وه ــو‬
‫النضج‪.‬‬

‫فائدة دراسة النمو‪ :‬وتتحدد فائدة دراسة النمو في‪:‬‬

‫‪ -1‬إننا نستطيع من خالل دراسة النمو الوقوف على ما نتوقعه بالنسبة لعمليـات‬
‫النمــو لــدى الطفــل فــي كــل عمــر مــن األعمــال‪ ،‬فنعــرف مــا يجــب أن يكــون عليــه إد اركــه‬
‫وفهمـه ولغتــه وانفعالـه فــي عمـر معــين أي أننـا بفضــل د ارسـة النمــو نـتمكن مــن معرفـة فــي‬
‫أي عمر يرتقي نشاط الطفل وفي أي ناحية من النواحي إلى صورة النضج‪.‬‬

‫‪ -0‬ال يختلف إطار النمو من شخص آلخر وتلك الصفة التي يتصف بها النمو‬
‫تجعلنــا نعــرف مســتوى نضــج أي طفــل مــن األطفــال بالنســبة لمجمــوع األطفــال فــي نفــس‬
‫الســن وفــي نفــس الوقــت يتضــح تــأخر أي وظيفــة عقليــة أو جســمية لــدى الطفــل فــي ضــوء‬
‫انحراف هذه الوظيفة (بتأخر ظهورها هذا) عن مجموع األطفال‪.‬‬

‫‪ -3‬وهذا الجانب هو الذي يعنينا هنا فالبيئة هي التي ترعى عملية النمو‪ .‬ولذلك‬
‫فــإن التوصــل لعمليــات النمــو الســوية يفيــد األمهــات واآلبــاء والقــائمين بعمليــة التربيــة حتــى‬
‫يستطيعوا رعاية عملية النمو رعاية سليمة‪ ،‬تسير في طريق السواء وتبعد بذلك عن طريق‬
‫االنحراف‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬التوافق والنمو‬
‫وتجمع كافة آراء علماء النفس على أن سنوات الطفولة لها تأثير كبيـر فـي تحديـد مالمـح‬
‫الشخصية في سوائها وفي انحرافها‪ .‬فعندما يولد الطفل ينتقل إلى بيئة اجتماعيـة وطبيعيـة تختلـف‬
‫اختالفاً شاسعاً عن تلك البيئة التي كان يعيش فيها طوال فتـرة الحمـل‪ .‬فبعـد أن كـان الوليـد يعـيش‬
‫في بيئة بسيطة سهلة يتعرض فيها لعدد قليل من المثيرات كـالح اررة والضـوء وانفعـاالت األم وكـان‬
‫سلوكه الحركي أيضاً قاص اًر علـى القيـام بعـدد مـن الحركـات المقيـدة بمحـيط الـرحم‪ ،‬نجـده بعـد ذلـك‬
‫ينتقل إلـى بيئـة طبيعيـة اجتماعيـة أهـم مـا تتميـز بـه كثـرة المثيـرات والمنبهـات السـارة وغيـر السـارة‪،‬‬
‫وهــذه المثي ـرات أحيان ـاً تكــون هوجــاء مضــطربة ومتغي ـرة باســتمرار وأحيان ـاً أخــرى تكــون مجلبــة للــذة‬
‫والسرور‪ .‬وباإلضافة لذلك فإننا نجد الطفـل عرضـة للضـوء والضوضـاء ودرجـات الحـ اررة المتقلبـة‪،‬‬
‫وليس ذلك فقط بل إن الطفل يخضع في هذا كله لتأثير الوالدين عليه وللعالقة التي بينهما‪.‬‬

‫وفي هذا كله يحاول الطفل الصـغير أن يتكيـف للبيئـة الجديـدة وال تـتم عمليـة التكيـف هـذه‬
‫إال بعـد األســبوع ال اربـع عنــدما يعتـاد علــى هـذه البيئــة‪ .‬وفـي أثنــاء هـذه المــدة يكـون نشــاطه مقتصـ اًر‬
‫على النواحي الفسيولوجية كالطعام والراحة والنوم وعمليات اإلخراج فهذه الفترة الزمنيـة مـا هـي إال‬
‫إعداد للحياة وتكيفاً على ما بها من متغيرات شامالً ذلك مـا يحـدث مـن تعـديالت مـن جانـب الفـرد‬
‫في هذه البيئة‪.‬‬

‫وسنسوق فيما يلي بعض الخبرات التي يمر بها الطفل والتـي لهـا عالقـة بعمليـات التكيـف‬
‫والتوافق في حياته اليومية‪ ،‬وبالطبع يدخل في نطاق ذلك فتـرة الحمـل ومـا يتعـرض لـه الجنـين مـن‬
‫مؤثرات‪ ،‬وهذه الخبرات هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحمل والوالدة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرضاعة‪.‬‬

‫ج‪ -‬الفطام‪.‬‬

‫د‪ -‬التدريب على اإلخراج والنظافة‪.‬‬

‫وســيتم تنــاول كــل خب ـرة مــن هــذه الخبـرات بالتفصــيل فــي الفصــل الخــاص بتفســير الســلوك‬
‫الالسوي‪.‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬مظاهر سوء التوافق لدى الطفل‬

‫للطفل حاجات البد من إشباعها فالطفل في حاجـة إلـى أن يشـعر بأنـه مقـدر ومحتـرم مـن‬
‫اآلخرين (الحاجة إلى احتـرام الـذات) وكلمـا نمـا الطفـل يومـاً بعـد يـوم كلمـا رغـب فـي تحمـل الكثيـر‬
‫م ــن المســـئوليات واألمـــور والشـــئون الخاصـ ــة بـــه (الحاج ــة إلـ ــى االس ــتقالل)‪ ،‬وفـــي ك ــل األح ـ ـوال‬

‫‪51‬‬
‫والظــروف يســعى الطفــل إلــى إشــباع الحاجــة إلــى الحــب أي إحساســه دائمـاً بأنــه محبــوب ومرغــوب‬
‫فيــه مــن قبــل كــل مــن حولــه فــي األس ـرة وفــي جماعــات اللعــب والرفــاق (الحاجــة إلــى الحــب)‪ .‬وال‬
‫يقتصــر بــالطبع إشــباع هــذه الحاجــات وغيرهــا علــى طفــل مــا قبــل المدرســة بــل وتمت ـد الحاجــة إلــى‬
‫إشباع هذه الحاجات إلى األعمار األخرى‪ ،‬وأم افتقاد الطفل للحـب والـى إهمـال اآلخـرين لـه وعـدم‬
‫احترامهم وتقديرهم له‪ ،‬يترتب عليه انسحاب الطفل من المجتمع الذي يعيش فيه وشعوره باإلحبـاط‬
‫وينتج عن كل ذلك وقوعه فـي كثيـر مـن المشـاكل التـي تشـير إلـى سـوء التوافـق وسـنتكلم فيمـا يلـي‬
‫عن أهمها‪:‬‬

‫مص األصابع‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫قضم األظافر‪.‬‬ ‫‪-0‬‬

‫اضطراب النطق والكالم (التعلثم)‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫التخلف في القراءة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الكذب‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫السرقة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الضعف العقلي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫(‪ )4‬مص األصابع‪ :‬يجد الطفل لذة كبيرة واشباعها فمياً في مص ثدي أمه‪ .‬فـإذا‬
‫فطم تبقي رغبته في المص مستمرة لديه تلح عليه ليحققها بأي صـورة مـن الصـور‪ ،‬فيلجـأ‬
‫إلى مص أصابعه ومحاولة األم منع طفلها من القيام بمص أصابعه يزيده عناداً واصـ ار اًر‬
‫علــى القيــام بعمليــة مــص اصــبعه‪ ،‬ومحاولــة منــع الطفــل مــن مــص أصــبعه فــي حــد ذاتهــا‬
‫تثيـر غضـبه وصـياحه وبكائـه وتعمـل علـى بعـث القلـق فـي نفسـه لتهديـد اآلخـرين لـه كلمـا‬
‫اقترب بأصبعه من فمه‪.‬‬

‫(‪ )4‬التبول الالإرادي‪ :‬تعرف نيفين زيور التبـول الـالإرادي بأنـه تبـول يحـدث دون‬
‫إرادة الطفـ ــل بشـ ــكل متكـ ــرر أو متقطـ ــع بعـ ــد سـ ــن الـ ــتحكم فـ ــي التبـ ــول وفـ ــي أثنـ ــاء النـ ــوم‬
‫(‪ ،)1222‬وتميز بين التبول الالإرادي األولى حيث يفقد الطفل في أي مرحلة من م ارحـل‬
‫النمو القدرة على ضبط التبـول ويحـدث ذلـك بنسـبة مـن ‪ %22 – 25‬مـن حـاالت البـوال‪،‬‬
‫وبين التبول الالإرادي الثانوي والذي يشير لتراجع القدرة على التبول بعد اكتسابها‪ .‬وتشير‬
‫نيفــين زي ــور إلــى أن المكس ــب األولــى ف ــي ح ــاالت التبــول ال ــالإرادي يتمثــل ف ــي أن البل ــل‬
‫واإلحساس بالدفء ويبول ينساب على الجلد يستثير لذة اإلحساس بأخذ حمـام دافـئ لـدى‬
‫الرضــيع‪ ،‬أمــا المكســب الثــانوي فهــي تســاهم فــي اإلبقــاء علــى العــرض والــذي يتضــح مــن‬
‫تجنب الطفل الذهاب للمدرسة والبقاء بجوار األم‪ .‬ويعـزي التبـول الـالإرادي إلـى عامـل ذل‬

‫‪50‬‬
‫قطبين االعتمادية خاصة علـى األم‪ ،‬والعـدوان حيـث يسـمح التبـول بـالتعبير عـن العـدوان‪.‬‬
‫وقد بينت النتائج التي توصلت إليها نيفين زيور على ‪ 12‬من األطفال من ‪ 11 – 2‬سنة‬
‫بتطبيق الرورشاخ والمقابلة واختبار رسم األسـرة علـى تواجـد العـدوان والسـلبية واالعتماديـة‬
‫فــي كــل الحــاالت إال أن كــل طفــل يتميــز عــن اآلخــر الخــتالف معنــى العــرض مــن طفــل‬
‫آلخر (نيفين زيور‪.)2 :1222 ،‬‬

‫(‪ )3‬قضددم األظددافر‪ :‬إن ســلوك قضــم األظــافر تعبيــر عــن التــوتر والقلــق وتعتبــر‬
‫األظـافر لـدى الطفـل أقـوى سـالح لديـه فـإذا قـام بقضـم أظـافره بأسـنانه فـإن ذلـك يعبـر عـن‬
‫محاولتــه ك ــبح جم ــاح الجان ــب الع ــدواني ف ــي شخصــيته‪ ،‬وينش ــأ ل ــدى الطف ــل س ــلوك قض ــم‬
‫األظــافر كلمــا وجــد نفســه فــي موقـف يشــير إلــى نـزاع أو شــجار بــين الكبــار كأمــه وأبيــه أو‬
‫بــين أخوتــه األكبــر منــه وفــي هــذا الموقــف قــد يعتــري الطفــل شــعو اًر معينـاً تجــاه المتنــازعين‬
‫فقد يغضب بشدة تجاه أحدهما‪ ،‬ويشعر بالعطف إزاء األخير وازاء هذه الثنائيـة يشـعر أنـه‬
‫يجــب عليــه أن يخفــض مــن حــدة الكراهيــة والغضــب فيلجــأ لقضــم أظــافره‪ .‬وتختفــي عــادة‬
‫قضم األظافر بزوال األسباب التي تسبب التوتر (سوزان ايزاكس‪.)20 :1251 ،‬‬

‫(‪ )1‬اضددطرابات التواصددل‪ :‬يتمثــل االتصــال الشــفاهي عنــد األطفــال (محــي الــدين‬
‫أحمــد حســين‪ )1222 ،‬فــي القــدرة علــى التعامــل اللغــوي الشــفاهي مــع اآلخ ـرين‪ ،‬والحــديث‬
‫بشكل يسمح لهم أن يكونوا معنى عن العالم المحيط بهـم‪ .‬ويشـار فـي هـذا الصـدد إلـى مـا‬
‫أوضحه بانجز ‪ )1222( Bangs‬من أن عادة ما يكشف األطفال المعوقون عـن ضـرورة‬
‫ضـ ــعفهم فـ ــي االتصـ ــال الشـ ــفاهي بـ ــين عمـ ــر الثانيـ ــة والثالثـ ــة‪ .‬ويـ ــأتي التمييـ ــز هنـ ــا بـ ــين‬
‫اض ــطرابات اللغ ــة واض ــطرابات الك ــالم‪ .‬فاض ــطرابات اللغ ــة تش ــير لالض ــطرابات المتعلق ــة‬
‫باستقبال اللغة أي يجد الطفـل صـعوبة فـي فهـم مـا يقـال لـه‪ ،‬كمـا تتمثـل اضـطرابات اللغـة‬
‫فـي التعبيــر اللغــوي حيــث ال يتـوافر للطفــل محصــوله لغــوي وافــر إذا مــا قــورن بأطفــال مــن‬
‫نفــس عم ـره‪ ،‬واضــافة لمــا ســبق يتمثــل اضــطراب اللغــة فــي أن يجــد الطفــل صــعوبة مــن‬
‫التتابع اللغوي فيعجز عن سرد قصة معينة بترتيب صحيح‪ .‬أما اضطرابات الكالم فتتمثل‬
‫في االضطرابات الصوتية أي ارتفاع الصوت بشكل غير سوي‪ ،‬واضطرابات التلقط حيث‬
‫يسـقط الطفــل بعــض المقــاطع الصــوتية أو يشــوهها‪ .‬ويتمثــل اضــطراب الكــالم فــي اللجلجــة‬
‫وه ــي اض ــطراب ف ــي الك ــالم يأخ ــذ ص ــورة اخ ــتالل يص ــبح مع ــه ت ــدفق الك ــالم غي ــر متس ــم‬
‫بالسالسة نظ اًر لتدخل ضروب سلوكية أخرى فيه (محي الدين حسين‪.)123 :122 ،‬‬

‫ومن اضطرابات النطق والكالم األخرى التلعثم فعندما يبدأ الطفـل تعلـم الـتحكم فـي كالمـه‬
‫فإن األفكار تتداعى لديه بسرعة ال يمكن لشفتيه مجاراتها ويترتب على ذلك أن يتلعثم الطفل‪.‬‬

‫وقــد يرجــع التلعــثم لــدى بعــض األطفــال إلــى االضــطراب االنفعــالي الشــديد أو ال الــبغض‬
‫والغضب الشديد‪ ،‬والذي ال يتمكن الطفل من أن يعبر عنه تعبي اًر سليماً فيقع في التلعثم في الكالم‬
‫(سوزان ايزاكس‪.)20 :1251 ،‬‬

‫‪52‬‬
‫(‪ )3‬الكذب‪ :‬ينتج عن قيام الطفل بالكذب وعد ذكر الحقيقة مما يعانيـه مـن قسـوة‬
‫في المعاملة من والديه‪ ،‬فكذبه يكون دائما تعبي اًر عن شعوره بالخوف من أن يعاقب عقاباً‬
‫شديداً لسوء ذكر الحقيقة‪ ،‬فالطفل إذا فقد منه شيء وعـرف أنـه سيضـرب تخلـى عـن ذكـر‬
‫الحقيقة واضطر إلى الكذب (سوزان ايزاكس‪.)20 :1251 ،‬‬

‫ويـرى البـاحثون أن الكـذب قـد ال يكـون شـائعاً ســن الخامسـة لعـد قـدرة الطفـل علـى التمييــز‬
‫بين الحقيقة والكذب‪ ،‬ولذا فهناك الكذب الخيالي‪ ،‬والكذب اإلدعائي كـأن يـدعي الطفـل أنـه مـريض‬
‫لجـذب االنتبــاه‪ ،‬والكـذب االنتقــامي ليــتهم غيـره بأفعــال ممنوعــةن وقـد يلجــأ الطفــل للكـذب كنــوع مــن‬
‫الدفاع خوفاً من العقاب الذي سيوقع عليه (هانم علي ابراهيم‪.)32 :1252 ،‬‬

‫ولق ــد ق ــام "اندرس ــون ‪ Anderson of Anderson‬ع ــام ‪ 1252‬بإع ــداد سلس ــلة م ــن‬
‫القصــص الناقصــة أعــدت مــن أجــل معرفــة القــيم لــدى األطفــال فــي عــدة بــالد‪ .‬وكانــت أداة الد ارســة‬
‫عبــارة عــن قصــة عنوانهــا "اللحمــة المفقــودة" تحكــي قصــة طفــل أرســلته أمــه للبقــال لشـراء كميــة مــن‬
‫اللحم وبدالً من ان يعود للمنزل مباشرة لعب مع أصدقائه‪ ،‬فأكل كلب اللحم‪ ،‬وبعد ذلك قـام الطفـل‬
‫بأخذ البـاقي وعـاد إلـى المنـزل‪ .‬وبعـد أن قـ أر األطفـال فـي عـدة بـالد هـذه القصـة وجـه إلـيهم السـؤال‬
‫اآلتي‪ :‬ما الذي قاله الطفل لوالدته؟‬

‫وهذا السـؤال اسـقاطي ويهـدف الـى معرفـة مـا الـذي فعلـه المجيـب فـي موقـف مماثـل‪ .‬ولقـد‬
‫وجد أندرسون وأندرسون ان األطفال الذين ينتمون لبالد فيهـا قسـوة وتسـلطية فـي المعاملـة يجيبـون‬
‫بــأن الطفــل ســيكذب علــى أمــه بينمــا األطفــال الــذين يتبعــون ثقافــات تتشــبع فــي المعاملــة الطيبــة‬
‫والديمقراطية في السلوك وعدم الخوف من األبوين مالو لقول الصدق‪.‬‬

‫وتبـــين لنـ ــا هـ ــذه الد ارسـ ــة عالقـ ــة نـ ــوع معاملـ ــة األطفـ ــال بانتشـ ــار الكـ ــذب والصـ ــدق بيـ ــنهم‬
‫(‪.)Lingren, 1968: 433‬‬

‫(‪ )6‬النشاط الزائد والسلوك االندفاعي‪ :‬ويقصد بالنشاط الزائد مجموعة الحركـات‬
‫العضـلية ال ازئــدة عـن الحــد والتـي يقــوم بهـا الطفــل دون أن يكـون لهــا هـدف محــدد‪ ،‬ويكــون‬
‫انتبــاه الطفــل فيهــا محــدوداً كمــا يجــد صــعوبة فــي النمــو‪ .‬أمــا الســلوك االنــدفاعي فيقــوم بــه‬
‫األطفــال تحــت ضــغط أو تفكيــر غيــر متوقــع وال يضــع الطفــل فــي اعتبــاره مــا يترتــب مــن‬
‫نتائج على فعله (فتحي السيد‪.)100 ،1220 ،‬‬

‫ويذهب محمـد شـعالن (‪ )1222‬إلـى أن النشـاط ال ازئـد عـن الحـد قـد يكـون نتيجـة إلصـابة‬
‫بالمخ حيـث يجـد الطفـل صـعوبة فـي الـتحكم فـي حركتـه‪ ،‬أو يكـون راجعـاً لعـدم قـدرة الطفـل الـتحكم‬
‫فــي رغباتــه أو تأجيلهــا فيميــل إلــى اإلشــباع الفــوري ممــا يــؤدي إلــى اصــطدامه بالبيئــة فــي ح ـوادث‬
‫تـؤدي إلــى اصـطدامه بالبيئــة فــي حـوادث تــؤدي إلـى اضـرار جســيمة (هـانم علــي ابـراهيم‪:1225 ،‬‬
‫‪.)32‬‬

‫‪53‬‬
‫(‪ )7‬السددرقة‪ :‬بعــد أن تعلــم الطفــل اختـرام مــا يملكــه الغيــر فــال يجــب أن تمتــد يــده‬
‫إليه وبعد أن يعرف ما يخصه من أشياء وما يخص غيره فال يجب أن يعتدي عليه فتنعد‬
‫لديه األمانة (سوزان اسزاكس‪.)20 :1251 ،‬‬

‫والس ـرقة لــدى األطفــال بســيت غاي ــة فــي حــد ذاتهــا لكــن ق ــد يكــون هــدفها الرئيســي الث ــأر‬
‫واالنتقـام مـن اعتـدى علـيهم وخاصـة الوالـدين (هـانم علـي‪ )32 :1225 ،‬كمـا أن الطفـل قـد يســرق‬
‫بهــدف الغي ـره مــن أق ارئــه مــن األطفــال فســوف أقالمهــم وكتــبهم‪ .‬وقــد يكــون شــعور الطفــل بــالنقص‬
‫لعيــب فيــه دافع ـاً قوي ـاً لقيامــه بالس ـرقة فيــوزع مــا س ـرقه علــى زمالئــه وأصــدقائه فيعــوض ول ـو قلــيالً‬
‫بعــض الــنقص الــذي لديــه مــن خــالل مــا كســبه مــن مكانــه لــديهم‪ .‬وبــالتفهم وعــدم التشــهير بالطفــل‬
‫الذي يقوم بالسرقة وبدراسة الـدوافع واألسـباب الكامنـة وراء ذلـك يمكـن عـالج السـرقة لـدى األطفـال‬
‫(سوزان ايزاكس‪.)20 :1251 ،‬‬

‫(‪ )4‬العددددوان‪ :‬وهــو الفعــل الــذي يكــون هدفــه التخريــب والتــدمير وجلــب األضــى‬
‫والضرر لآلخرين‪ ،‬ويعبر العدوان عن مواقـف الفشـل واإلحباطـات التـي يقابلهـا الطفـل فـي‬
‫حياتــه اليوميــة‪ .‬وقــد وجــدت انتصــار يــونس وأحمــد العــادلي (‪ )1222‬فــي د ارســتهما علــى‬
‫مائــة طفــل مــا بــين ‪ 3 – 3‬ســنوات عــدم وجــود ارتبــاط لــه داللــة بــين المســتوى االجتمــاعي‬
‫االقتصادي والسلوك العدواني بصفة عامـة‪ ،‬لكـن يوجـد ارتبـاط بـين بعـض أشـكال العـدوان‬
‫كالعناد وعدم إطاعة األوامر وبين المستوى الجتماعي االقتصادي المرتفع‪.‬‬

‫وقـد كشـفت أن معــدل انتشـار اضـطراب الســلوك والعـدوان ‪ %2.23‬وأن األنمـاط العدوانيــة‬
‫أكثر من غير العدوانية‪.‬‬

‫وفــي د ارســة مقارنــة للعــدوان بــين أطفــال الحضــر فنســبة الدرجــة لــدى أطفــال الريــف ‪%53‬‬
‫ولــدى أطفــال الحضــر ‪ %32‬ويفســر الباحــث ذلــك بــأن تقبــل وتشــجيع الوالــدين فــي الريــف للطاقــة‬
‫العدوانية هو التصريف خارج األسرة فتقل بذلك درجة العدوان الموجه نحو الـذات‪ ،‬أمـا فـي المدينـة‬
‫فيحرص األباء على مستقبل أبناءهم فيعملـون علـى الحـد مـن السـلوك العـدواني ال بالعقـاب البـدني‬
‫كما في الريف لكن بإثارة القلق بالتهديد والحرمان من الحب (حسن الفنجري‪.)113 :1222 ،‬‬

‫(‪ )9‬التخلف في القراءة‪ :‬هناك الكثير مـن األطفـال المتخلفـين فـي القـراءة فيكـون‬
‫مســتواهم فيهــا أقــل مــن المســتوى العــادي لقرنــائهم وقــد يكــون ذلــك فـي راجعـاً لعيــب خــاص‬
‫لــدى الطفــل‪ .‬وقــد يكــون ذلــك بســبب تغييــر الطفــل لمدرســته أكثــر مــن مـرة عنــد بدايــة تعلــم‬
‫القراءة فيترتب علـى ذلـك اضـطراب حياتـه الد ارسـية لعـدم تواجـده فـي مدرسـة واحـدة بصـفة‬
‫مســتمرة كــذلك فــإن عــدم مواظبــة الطفــل وغيابــه المســتمر عــامالً مــن عوامــل تخلفــه فــي‬
‫القراءة‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى بعض العيوب الجسمية كالسمع واإلبصار والتي تكون سبباً فـي عرقلـة‬
‫تقديم الطفل في مراحله األولى من تعلم القراءة (سوزان ايزاكس‪.)20 :1251 ،‬‬

‫‪54‬‬
‫ويوصف الطفل بأنه يتأخر في القراءة إذا كان اقل عاماً أو أكثر عن المسـتوى العـام كمـا‬
‫يقاس باختبار المقننة التي وضعت لمن هم في نفس‬

‫(‪ )4‬المهددددارات اإلكلينيكيددددة‪ :‬بـ ــأن تكـ ــون لـ ــدى األخصـ ــائي النفسـ ــي القـ ــدرة علـ ــى إج ـ ـراء‬
‫المقــابالت المختلفــة س ـواء الح ـرة أو المقيــدة علــى التالميــذ وال ارشــدين‪ ،‬ويكــون قــاد اًر علــى تشــخيص‬
‫انفعاالتهم ومشاعرهم وتفسـيرها‪ ،‬ومسـاعدتهم علـى فهـم جوانـب شخصـياتهم‪ ،‬كمـا يكـون قـاد اًر علـى‬
‫تكوين المواقف التجريبية المختلفة‪.‬‬

‫(‪ )3‬المهارات المساندة‪ :‬فيكون األخصائي النفسي المدرسي قاد اًر على مساعدة المعلمين‬
‫والوالدين والتالميذ على تحمل مشكالتهم والتعامل معها وذلك بتبني نماذج سلوكية جديدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مهدددارات الجماعدددة‪ :‬ب ــأن تك ــون ل ــدى األخص ــائي الق ــدرة عل ــى العم ــل م ــع الجماع ــة‬
‫كالوالدين والمعلمين وذلـك بتنـاول المواقـف التعليميـة‪ ،‬والمعرفـة بطـرق توضـيحها بـأن بـأن يسـتطيع‬
‫استخدام األفالم والشرائط وكل وسائل اإليضـاح‪ .‬كمـا يكـون قـاد اًر علـى الحركـة فـي ميـدان الد ارسـة‬
‫سواء من أجل المالحظة أو العمل مع األطباء واألخصائيين االجتماعيين والموجهين‪.‬‬

‫(‪ )3‬المهارات التنظيمية‪ :‬اي تكون لديه القدرة على ترتيب وتنظيم وادارة عمله لتمكن من‬
‫استخدام إمكانياته ألقصى حد واتخاذ الق اررات المناسبة لسعادة وصحة التلميـذ ( ‪Labon, 1974:‬‬
‫‪.)186‬‬

‫األسس التي يقوم عليها دور األخصائي النفسي المدرسدي فدي التوجيده‪ :‬لقـد تبـع انشـاء‬
‫المــدارس اإللزاميــة فــي القــرن ‪ 12‬ظهــور حركــة التوجيــه ‪ Guidance‬للتالميــذ الــذي يلتقونــه فــي‬
‫المدارس إضافة لتوجيه الوالدين لهم‪ .‬وفي المدارس يلتقي التالميذ الكثيـر مـن التعليمـات المدرسـية‬
‫والدينيــة لتنميــة ســلوكهم وشــخياتهم كمــا يتــدربون علــى رياضــة أجســامهم لتحســين قــدراتهم البدنيــة‪.‬‬
‫ولقـ ــد انشـ ــئ عـ ــام ‪ 1222‬قسـ ــم طبـ ــي للتفتـ ــيش علـ ــى صـ ــحة التالميـ ــذ‪ ،‬ودخـ ــل التوجيـ ــه المهنـ ــي‬
‫‪ Occupational Guidance‬بعد ذلك المدارس في ضوء ما يمتلمه التالميذ مـن قـدرات جسـمية‬
‫وذهنيــة ومــدى إســهام هــذه القــدرات فــي الحــرف والمهــن المختلفــة لتــاركي الد ارســة والمنتقلــين مــن‬
‫مرحلة تعليمية إلى مراحل أخرى متنوعة توجيههم إليها حسب ميولهم وقدراتهم‪.‬‬

‫وقــد عنــي تقريــر هــادو ‪ )1202( Hadow Report‬بحاجــة كــل التالميــذ فــي المــدارس‬
‫الثانويــة لنمــوذج جديــد مــن التوجيــه يعتمــد علــى أن التالميــذ يختلفــون فيمــا يمتلكــون مــن مواهــب‬
‫موروثة (الفروق الفرديـة) ممـا يتطلـب ذلـك تعليمـا مختلفـاً بعـد التعلـيم العـام‪ ،‬وتوجهـات مختلفـة فـي‬
‫طـرق وأسـاليب حيـاتهم‪ .‬واألمـر باختصـار يتعلـق بـالنظر للتوجيـه علـى أنـه عمليـة تتضـمن القيـاس‬
‫والتصنيف في مدارس مختلفة‪ .‬ولقد أدت حركة القياس العقلي إلى زيادة وتحسين األساس العلمـي‬
‫لتقــدير وقيــاس قــدرات التالميــذ واســتعداداتهم للمســاعة فــي تــوجييهم للمــدارس المختلفــة ثــم بعــد ذلــك‬
‫لتوجيههم للمهن المناسبة لهم ولقد كان هـذا النـوع مـن التوجيـه الـذي تمثـل فـي تجميـع التالميـذ فـي‬
‫فئــات حســب قــدراتهم معمـوالً بــه أوربــا وسويسـرا‪ ،‬وفــي الــدول االســكندنافية حيــث يشــير التوجيــه فــي‬

‫‪55‬‬
‫هــذه الــبالد إلــى أســاليب مــن التعلــيم االجتمــاعي ‪ ،Social Education‬والتوجــه المهنــي يكــون‬
‫متمركـ اًز حـول الفـرد ‪ Individual – Centered‬بصـورة كبيـرة‪Reuchlin, 1964, Roder ( .‬‬
‫‪.)1967, Vaoughan, 1975‬‬

‫ويؤكــد التوجيــه علــى مســئولية المدرســة بالنســبة للتنميــة الشخصــية الشــاملة للتالميــذ ولــيس‬
‫فقـط االهتمــام بنمـوهم الــذهني أو نمــوهم الخلقـي‪ .‬كــذلك يؤكـد التوجيــه علــى فرديـة وخصوصــية كــل‬
‫تلميذ واهتمام التعلـيم بتقـدم التلميـذ وتحقيقـه لذاتـه‪ .‬كمـا يعتـرف التوجيـه بأهميـة العالقـة بـين المعلـم‬
‫والتلميـذ حيـث يكـون هــدفهما واحـداً ويتمثـل فــي المزيـد مـن اإلنجــاز واألداء المدرسـي لتكـين التلميــذ‬
‫من تحمل مسئولية ما يقوم به من ردود أفعال وليقـرر بنفسـه مـا يرغـب أن يفعلـه فـي حياتـه ويقـوم‬
‫بــه مــن إدارة لشــئونه‪ ،‬وينظــر للتوجيــه حســب رأي هافيجهرســت ‪ )1253( Havighurst‬علــى أنــه‬
‫عملية تعليمية شاملة (‪.)Dawvis Peter, 1967: 474‬‬

‫وينبع دول األخصائي النفسي املدرسي من عدد من األسس هي‪:‬‬

‫(‪ )1‬أن علم النفس يختص بدراسة اإلنسان وكذلك فإن دور األخصائي النفسي المدرسي يستهدف‬
‫التالميذ بالدرجة األولي‪ ،‬ولسي تطبيق االختبارات واالستبيانات‪.‬‬

‫(‪ )0‬أن دور األخصائي النفسي فن ‪ Art‬في جانبه التطبيقي أكثر من الجانب النظري إذ يتضمن‬
‫التدخل الماهر في الشئون اإلنسانية باستعمال االستبصار وما لديه من خبرة‪.‬‬

‫(‪ )3‬يهــتم األخصــائي النفســي بــاألفراد ومشــاكل التالميــذ أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج ولــيس بمجمــوع التالميــذ ويمكــن‬
‫تقديم النصح والتوجيه بوجه خاص‪ ،‬وبوجه عام‪.‬‬

‫(‪ )3‬يكــون لــدى األخصــائي النفســي المدرســي اكتفــاء ذاتــي فــي تطبيقــه ألفكــاره وال يعنــي أن يكــون‬
‫منعزالً عن اآلخرين‪.‬‬

‫(‪ )5‬ان مهنــة األخصــائي النفســي المدرســي فــي جانبهــا التطبيقــي تتمثــل فيمــا تقدمــه مــن مســاعدة‬
‫التالميذ‪.‬‬

‫(‪ )2‬يدعم دور األخصائي النفسي العالقات االنسانية في المجتمع المدرسي‪.‬‬

‫وفـي ضــوء مـا ســبق علــى األخصـائي النفســي المدرسـي ان يقــاوم تلــك األفكـار التــي تحــدد‬
‫دوره ف ــي قي ــاس نس ــبة ال ــذكاء فيتح ــول ب ــذلك إل ــى أخص ــائي اختب ــارات‪ ،‬إذ علي ــه أن يق ــوم بالقي ــاس‬
‫اإلكلينيكي الكامل ليس نسبة الذكاء فقط‪ ،‬كـذلك عليـه أن يسـتخدم المقابلـة بصـورة ديناميـة متعمقـة‬
‫(‪.)Fawcett R. 1974:200‬‬

‫دور األخصائي النفسي املدرسي‬

‫‪56‬‬
‫يعم ـ ــل األخص ـ ــائي النفس ـ ــي المدرس ـ ــي م ـ ــع فري ـ ــق يتض ـ ــمن الطبي ـ ــب والن ـ ــاظر والم ـ ــدرس‬
‫واألخصــائي االجتمــاعي والوالــدين‪ ،‬حيــث يــتم مناقشــة مشــكالت التلميــذ والتــي قــد تكــون تعليميــة أو‬
‫نفسـية أو طبيـة أو مشـكالت جماعيـة كالتـدخين أو الغيـاب ( ‪National Swedish Board of‬‬
‫‪ )Education, 1944‬ويشـير فيليـبس ‪ )1223( Philips C.J.‬إلـى أن عمـل األخصـائي النفسـي‬
‫يتطلب منه أن تكون له عالقة مهنيـة باألطبـاء النفسـيين واألخصـائيين النفسـيين‪ .‬كمـا يكـون علـى‬
‫اتص ــال بكاف ــة مؤسس ــات المجتم ــع الت ــي له ــا عالق ــة بالخ ــدمات النفس ــية كالمستش ــفيات‪ ،‬وم ارك ــز‬
‫البحــوث ويوطــد عالقتــه بالمســئولين (‪ )Philips C.J, 1974: 221‬ويتمثــل الــدور الــذي يقــوم بــه‬
‫األخصـائي النفســي المدرســي فــي التصــدي لكثيــر مــن المشــكالت الفرديــة والجمعيــة س ـواء بالبحــث‬
‫والدراسة‪ ،‬أو التشخيص أو العالج‪.‬‬

‫هذا إلى جانب دوره فـي إعـداد االختبـارات وتقنينهـا واجـراء الثبـات والصـدق لهـا‪ ،‬والتمسـك‬
‫بتوحيــد تطبيقهــا مــن ناحيــة الظــروف والتعليمــات علــى الحــاالت التــي تحــول إليـه مــن المدرســين أو‬
‫التي يكتشفها هو بنفسه أن لديها مشكالت انفعالية أو ذهنية أو سلوكية تحتاج إلى خدماته‪.‬‬

‫ونذكر فيما يلي بعض الخدمات التي يقدمها األخصائي النفسي المدرسي‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬في التوجيده التربدوي للتالميدذ‪ :‬يبـدأ دور األخصـائي النفسـي المدرسـي قبـل المدرسـة‬
‫الثانوي ــة أي ف ــي المدرس ــة اإلعدادي ــة ب ــل وف ــي المدرس ــة االبتدائي ــة أيضـ ـاً إذ يج ــب ان ي ــتم توجي ــه‬
‫التالميذ بعد المرحلة اإلعداديـة إلـى نـوع التعلـيم الثـانوي والمهنـي التـالي (ثـانوي صـناعي‪ ،‬ز ارعـي‪،‬‬
‫تجاري) ليس فقط وفقاً لمجموع المواد الدراسية بل يجب أن يوضع في االعتبار ميولهم واهتمامهم‬
‫واسـتعدادتهم وقــدراتهم ومســتوى ذكــائهم فلكــل نــوع مــن أنـواع التعلــيم الثــانوي مــن متطلباتــه مــن هــذه‬
‫النواحي‪ .‬ويسير توجيه التالميذ وفقاً للخطوات اآلتية‪:‬‬

‫(‪ )4‬تحليـل المنــاهج الد ارسـية فــي كــل نـوع مــن أنـواع التعلــيم الثــانوي للوقـوف علــى أهدافــه‬
‫ومضمونة النظري والعملي وما يحتوي مـن هـذين الجـانبين وذلـك لتحديـد القـدرات العقليـة المتطلبـة‬
‫فــي كــل نــوع مــن التعلــيم إذ مــن المعــروف أن محتويــات منــاهج التعلــيم الثــانوي تركــز علــى اللغــات‬
‫والرياضــيات وغيــر ذلــك مــن النـواحي العلميــة واألدبيــة‪ .‬بينمــا التعلــيم الصــناعي يركــز علــى أعمــال‬
‫الـورش والرسـم الهندسـي‪ ،‬والتعلــيم التجـاري يهـتم بـالنواحي الكتابيــة واآللـة الكاتبـة والحسـابات وغيــر‬
‫ذلك‪ .‬ولهذا فمن المتوقع أن تكـون لكـل نـوع مـن أنـواع التعلـيم الثـانوي قد ارتـه الخاصـة بـه بـل ومـن‬
‫المتوقع أيضـاً يكـون هنـاك اختالفـاً فـي القـدرات المتطلبـة داخـل التخصـص فـي كـل نـوع مـن أنـواع‬
‫التعليم الثانوي وهذا ما سيأتي الكالم عنه بعد ذلك‪.‬‬

‫(‪ )4‬عم ــل المبي ــان النفس ــي ‪ Psychopfile‬لكـ ــل م ــن أنـ ـواع التعل ــيم يح ــدد في ــه القـــدرات‬
‫والميول وجوانب الشخصية المتطلبة ومستواها‪.‬‬

‫(‪ )3‬يــتم تطبيــق بطاريــة االختبــارات علــى التالميــذ الحاصــلين علــى اإلعداديــة ويمكــن أن‬
‫يتع ــاول األخص ــائيون النفس ــيون عل ــى مس ــتوى ك ــل منطق ــة تعليمي ــة ف ــي تطبيقه ــا بع ــد امتحان ــات‬

‫‪57‬‬
‫اإلعدادية فـي المـواد الد ارسـية وتوضـع نتـائج االختبـارات النفسـية المختلفـة إلـى جانـب نتـائج المـواد‬
‫الدراسية ويتم التشاور مع المسئولين في التعليم لعمل القواعد المختلفة لتوجيه التالميـذ إلـى التعلـيم‬
‫الثانوي العام أو الصناعي أو التجاري أو الزراعي باالعتماد على نتائج االختبـارات النفسـية نتـائج‬
‫امتحانــات اإلعداديــة بإعطــاء وزن نســبي لكــل منهمــا ويــوفر مثــل هــذا النــوع مــن التوجيــه قــد اًر أكبــر‬
‫مــن التوافــق والسـواء للتالميــذ لالعتمــاد علــى ميــولهم واســتعداداتهم لــذلك النــوع مــن التعلــيم أو ذلــك‪،‬‬
‫بدالً من االعتماد على جانب واحد والذي يطبق حالياً وهو التحصيل الدراسي‪.‬‬

‫(‪ )1‬يــتم إنشــاء نظــام البطاقــة المجمعــة الخاصــة بكــل تلميــذ والتــي تتضــمن كــل البيانــات‬
‫الصـحية والد ارســية والنفســية وتنتقــل هــذه البطاقــة أو صـورة منهــا لكــل مرحلــة تعليميــة أو نــوع تعلــيم‬
‫ينتقل إليه التلميذ لالستفادة مما فيها من بيانات في توجيه التلميذ وليضاف إليها أيه بيانات أخرى‬
‫جديدة‪.‬‬

‫(‪ )3‬تستخدم بيانات البطاقة المجمعة في التعليم الثانوي الذي وزع إليه التلميذ في التوجـه‬
‫التربوي على النحو اآلتي‪:‬‬

‫بالنسبة للتعليم الثانوي العام‪:‬‬

‫(أ) يـ ــتم اس ـ ــتخدام البيان ـ ــات الخاص ـ ــة باالختبـ ــارات النفس ـ ــية‪( ،‬ال ـ ــذكاء والق ـ ــدرات)‬
‫واالعتمـاد عليهـا كـامالً فـي توزيـع التالميـذ إلـى الفصـول فـي الفرقـة الد ارسـية الواحـدة حتـى‬
‫يتم استخدام الطريقة التدريسية ووسائل اإليضاح المناسبة لقدرات هؤالء التالميذ‪.‬‬

‫(ب) تسـتخدم االختبـارات النفسـية فـي توزيـع التالميـذ إلـى علمـي والـى أدبـي علــى‬
‫أساس ان متطلبات الدراسة فـي الشـعبة األدبيـة تختلـف عـن متطلبـات الد ارسـة فـي الشـعبة‬
‫العلمية‪ .‬وذلك باالعتماد على االختبارات التي تقيس النواحي اللفظية واللغوية في التوزيـع‬
‫فــي التخصــص األدبــي‪ ،‬واالختبــارات التــي تقــيس الن ـواحي العلميــة والعدديــة فــي التوزي ــع‬
‫للتخصص العلمي‪.‬‬

‫بالنسبة للثانوي الصناعي والزراعي والتجاري‪:‬‬

‫يــتم االســتعانة بالبيانــات التــي فــي البطاقــة المجمعــة والخاصــة باالختبــارات النفســية‪ ،‬والتــي‬
‫إذا تطلب األمر تطبيق اختبارات أخرى لقياس المزيد مـن القـدرات التـي قـد تكـون متطلبـه فـي ذلـك‬
‫النــوع مــن التعلــيم أو غيـره وفقـاً لتحليــل العمــل كمــا ســيأتي فيمــا بعــد فــإن علــى األخصــائي النفســي‬
‫القي ــام بقياس ــها ل ــدى التالمي ــذ وتس ــتخدم نت ــائج ه ــذه االختب ــارات جميعـ ـاً ف ــي توزي ــع التالمي ــذ إل ــى‬
‫التخصص ــات المختلف ــة ف ــي المدرس ــة الص ــناعية م ــن بـ ـراد وميكانيك ــا ونج ــارة وزخرف ــة عل ــى النح ــو‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫(أ) تحليددل العمدددل ‪ :Job analysis‬للوقــوع علــى الواجبــات التفصــيلية فــي كــل‬
‫تخصص (كهرباء‪ ،‬ميكانيك) الستخالص القدرات الذهنية المتطلبة‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫(ب) عمل مبيان نفسي ‪ :Psychograph‬لكل تخصص من هـذه التخصصـات‬
‫لالســتعانة بــه فــي توجيــه التلميــذ للتخصــص المناســب ويتضــمن المبيــان النفســي القــدرات‬
‫والميول المتطلبة فيه‪.‬‬

‫(ج) المواءمة بدين قددرات التلميدذ‪ :‬وبـين البيانـات الخاصـة بالقـدرات فـي المبيـان‬
‫النسي لتحديد التخصص المناسب من خالل المطابقـة بـين قد ارتـه وبـين القـدرات التـي فـي‬
‫المبيان النفسي‪.‬‬

‫(د) يددتم توجيدده التلميددذ إلددى التخصددص‪ :‬الــذي يكــون أكثــر تطابق ـاً فــي القــدرات‬
‫المتطلبة له مع القدرات المتوفرة لدى التلميذ‪.‬‬

‫فدددي التوجيددده للتعلددديم الجدددامعي‪ :‬يمكــن أن يمتــد دور األخصــائي الــنفس للتوجيــه للتعلــيم‬
‫الجامعي باستخدام بيانات البطاقة المجمعة في توجيه في توجيه تالميذ الشـعبتين األدبـي والعلمـي‬
‫في الثانوي العام إلى الكلية التي تتفق وما تتطلبه من قدرات مع ما لدى التلميـذ مـن قـدرات ذهنيـة‬
‫باإلضافة إلى مجموع الثانوية العامة‪.‬‬

‫ثانيد ا‪ :‬بالنسددبة لحداالت صددعوبات الددتعلم‪ :‬فمــن أنـواع صـعوبات الــتعلم وهـي كثيـرة‪ ،‬وعلــى‬
‫سبيل المثال اضطرابات التواصل أي اإلتصال الشفاهي كأن يجد التلميذ صعوبة في فهم ما يقـال‬
‫لــه أو ال يوجــد لديــه المحصــول اللغــوي الــالزم للتعبيــر (اضــطرابات اللغ ـة) أو كــأن يســقط التلميــذ‬
‫بعض المقاطع الصوتية أو يشوهها (اضطرابات الكالم)‪ ،‬أو عدم تـدفق الكـالم بسالسـة (اللجلجـة)‬
‫إض ــافة إل ــى التلع ــثم تل ــك االض ــطرابات والت ــي ق ــد تمت ــد إل ــى م ــا بع ــد مرحل ــة الطفول ــة (أب ــو الني ــل‪،‬‬
‫‪ )50 :1223‬ويــدخل فــي دور األخصــائي النفســي المدرســي االهتمــام بحــاالت ص ـعوبات الــتعلم‬
‫المختلفة والذين يحتاجون لتعليم خاص وكذلك حاالت اإلعاقة المختلفة والمشكالت المتضمنة فـي‬
‫هــذه الحــاالت قــد تكــون ذهنيــة أو انفعاليــة أو اجتماعيــة أو طبيــة أو بعض ـاً مــن هــذه المشــكالت‬
‫مجتمع ــة‪ .‬ويتمث ــل دور األخص ــائي النفس ــي إزاء توجي ــه ه ــذه الح ــاالت ف ــي اتخ ــاذ القـ ـرار الخ ــاص‬
‫بإلحــاق التلميــذ فــي الفصــول الخــاص بحالتــه ‪ Special Class‬وذلــك مــن خــالل إج ـراء الفحــوص‬
‫النفســية والتــي تتضــمن بشــكل عــام المقابلــة واالختبــارات واالتصــال بالوالــدين‪ .‬وبطبيعــة الحــال فإنــه‬
‫لــيس مــن المعتــاد أن يلحــق التلميــذ بالفصــل علــى غيــر رغبتــه‪ .‬وتقــدم هــذه الخــدمات فــي العيــادة‬
‫بالتعاون مع مدرس الفصل‪.‬‬

‫ويتصــل بعمــل األخصــائي النفســي الســابق قيامــه باالتصــال بمدرســي الفصــول الخاصــة‬
‫لمساعدتهم في وضع البرامج التعليمية الخاصة بالتلميذ الفرد أو كـل تالميـذ الفصـل‪ ،‬أو المسـاعدة‬
‫فــي عمــل التعــديالت الالزمــة أو تطــوير هــذه الب ـرامج ذلــك أن ممارســتها والتــدرب عليه ـا وتعلمهــا‬
‫يعتمد على ذكاء وقدرات هؤالء التالميذ‪.‬‬

‫ثالث ا‪ :‬بالنسبة للمجال العالجي‪ :‬لألخصائي النفسـي دور كبيـر فـي فريـق العمـل المدرسـي‬
‫(المدرس‪ -‬األخصائي االجتماعي – الطبيـب – الطبيـب النفسـي) الخـاص بتقـديم الحلـول والعـالج‬

‫‪59‬‬
‫لمش ــكالت التالمي ــذ‪ .‬ودور األخص ــائي النفس ــي ف ــي الع ــالج أكب ــر حي ــث يقض ــي وقتـ ـاً ط ــويالً ف ــي‬
‫العمليــات المتطلبــة للعــالج أكثــر مــن التشــخيص الــذي قــد يســتغرق يوم ـاً أو يــومين أو أن يكــون‬
‫حسب الحالة ويتصل بدور األخصائي النفسي في مجال العالج قيامه بتوجيه مجموعات التالميـذ‬
‫لمساعدتهم على مساعدة بعضهم للبعض ‪.To help them to help another one‬‬

‫رابع ا‪ :‬بالنسبة للمشكالت السلوكية‪ :‬يرافق التغيرات البدنية للمراهق تلميذ المرحلة الثانوية‬
‫تغي ـرات ف ــي النـ ـواحي االنفعالي ــة والم ازجي ــة كالخج ــل م ــن إد ارك ــه لنم ــوه الب ــدني عل ــى أن ــه ش ــذوذ أو‬
‫مرض‪ ،‬وشعوره بالذنب‪ ،‬إزاء ما يعتبر المراهق من صراعات ممكن أن تلحظ بعض مظـاهر سـوء‬
‫التوافــق لديــه كــالهروب مــن المدرســة والغيــاب والــذي يعتبــر شــكل مــن أشــكال التمــرد علــى األس ـرة‬
‫األسرية‪.‬‬

‫ويمثل الغياب أهم المشكالت التي يهتم بها األخصائي النفسي المدرسي لما يلي‪:‬‬

‫(‪ )4‬يؤدي الغياب إلى تدهور القدرات المدرسية للتلميذ‪.‬‬

‫(‪ )4‬كما يساعد الغياب على زيادة توافق التلميذ ‪.Maladjustment‬‬

‫(‪ )3‬االحتمال األكبر أن يؤدي الغياب إلى الجناح‪.‬‬

‫وقــد أعــد كــارول ‪ )1222( Carrol H.C.M‬د ارســة تخــتص بالغيــاب فــي المدرســة حيــث‬
‫أختيــر مــن بــين ‪ 013‬تلميــذ عشــرون تلميــذاً ضــعيفاً‪ ،‬وعشــرون تلميــذاً ناجح ـاً وذلــك وفــق بعــض‬
‫المحكات المدرسية والمنزلية‪ .‬وقد تم إجراء فحص على هؤالء التالميذ في المجمـوعتين مـن خـالل‬
‫ملف ــات غي ــابهم ومـ ـواظبتهم فوج ــد فرقـ ـاً داالً بينهم ــا حي ــث كان ــت نس ــبة المـ ـواظبين ل ــدى التالمي ــذ‬
‫النـاجحين ‪ %22‬ولــدى الضــعاف ‪ %22.5‬وتشــير معظــم نتــائج الد ارســة أن المرتفــع يصــبح إنجــاز‬
‫ضعيف وسوء توافق وجناح(‪.)Carrol H.C.M., 1977:574‬‬

‫ويــتلخص دور األخصــائي النفســي فــي د ارســة مســتوى ذكــاء وقــدرات وشخصــية التالميــذ‬
‫الذين يكثر غيابهم للوقوف على التوجيه التربوي المناسـبة سـواء فيمـا يتعلـق بالمشـكالت االنفعاليـة‬
‫أو التعليمي ــة‪ .‬وال يقتص ــر دور األخص ــائي النفس ــي عل ــى ذك فيمت ــد للم ــدرس ال ــذي يعتب ــر ب ــدوره‬
‫عنص اًر أساسياً في العالج التصاله بالتلميذ وقتاً أطول من أي فرد آخر فينظم األخصائي النفسـي‬
‫لهــم االجتماعــات المختلفــة فقــد يحتــاج المــدرس لمناقشــة بعــض المشــكالت مــع األخصــائي والــذي‬
‫يساعده في تقديم بعض الحلول واألفكار المتصلة بذلك‪.‬‬

‫ويح ــول التالمي ــذ ال ــذين يع ــانون م ــن مش ــكالت نفس ــية ص ــعبة م ــن مدارس ــهم إل ــى أق ــرب‬
‫مستشــفى أو مؤسســة خاصــة بخــدمات الصــحة النفســية وذلــك بعــد الق ار ارلــذي يتخــذه فريــق العمــل‬
‫المدرسي المتضمن التلميذ أو الوالدين والصحة المدرسية واألخصائي النفسي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫خامسدددددا‪ :‬بالنسدددددبة للجاندددددب الوقدددددائي والتنظيمدددددي‪ :‬وفـ ــي الجانـ ــب الوقـ ــائي والتنظيمـ ــي‬
‫‪ Preventive work and organizational work‬يشـارك األخصـائي النفسـي فـي التخطـيط‬
‫لكل جوانب العمل المدرسي والبيئة المحيطة ولذلك إلعداد الخطط الكفيلـة بالوقايـة مـن المشـكالت‬
‫االنفعاليــة وكافــة المشــكالت األخــرى وذلــك مــن خــالل إلحــاق أصــحاب هــذه المشــكالت بفصــول‬
‫التهيئـة ‪ Readiness classes‬وذلـك للوقايـة مـن هـذه المشـكالت بعـد ذلـك فـي المدرسـة‪ .‬واضـافة‬
‫لــذلك يكــون متوقع ـاً مــن األخصــائي النفســي المدرســي أن يبــذل جهــداً مــؤث اًر فــي تشــكيل وصــياغة‬
‫البيئـة المدرسـية نفسـها‪ )National Sweden Board of educational, 1975( .‬ولقـد أشـار‬
‫فيلي ــبس ‪ )1223( Philips C.J.‬لل ــدور اإلداري والتنظيم ــي لألخصـ ــائي النفس ــي ف ــي مجـ ــاالت‬
‫الخدمات النفسية المدرسية‪ ،‬وخدمات التوجيه ويدخل في إطار ذلك كتابة التقـارير عـن المشـكالت‬
‫الشائعة بين التالميذ‪ ،‬واالتصال المستمر والدائم بالمدرسين وتقديم المشورة لهم على النحو السابق‬
‫ذكـ ـ ـره‪ ،‬ويتمرك ـ ــز األخص ـ ــائي النفس ـ ــي ف ـ ــي اس ـ ــتخدام االختب ـ ــارات النفس ـ ــية واألس ـ ــاليب المعرفي ـ ــة‪،‬‬
‫والتشخيص التعليمي‪ ،‬والتحصيلي ويضاف لما سبق ما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬القياس النفسي الفردي في المدارس والعيادات‪.‬‬

‫(‪ )0‬عالج مشكالت التوافق في المدارس‪.‬‬

‫(‪ )3‬عمـ ـ ــل الد ارسـ ـ ــات المسـ ـ ــبقة باسـ ـ ــتخدام االختبـ ـ ــارات الجمعيـ ـ ــة واالسـ ـ ــتبيانات وغيرهـ ـ ــا‬
‫(‪.)Philips C.J., 1974: 221‬‬

‫(‪ )3‬تشخيص قدرات التالميذ المعوقين تمهيداً لتوجيههم‪.‬‬

‫(‪ )5‬تقدير وقياس قدرات التالميذ الذين لديهم صعوبات تعلم‪.‬‬

‫(‪ )2‬التوجيه التربوي والمهني‪.‬‬

‫وقـد ركـز البـون ‪ )1223( D. Labon‬فـي ذكـره لـدور األخصـائي النفسـي المدرسـي علـى‬
‫الكثي ــر م ــن الجوان ــب‪ ،‬لعم ــل الن ــدوات والم ــؤتمرات المرتبط ــة بالمش ــكالت المدرس ــية واإلس ــهام فيه ــا‬
‫بالمناقشــة وغيــر ذلــك مــن الجوانــب كمــا يشــارك فــي مشــروعات البحــث س ـواء فــي تصــميم خطــة‬
‫البحـ ــث أو ف ـ ــي الممارسـ ــة الميداني ـ ــة أو المعالجـ ــات اإلحص ـ ــائية أو تفسـ ــير النت ـ ــائج كمـ ــا يش ـ ــارك‬
‫األخصائي في تقديم الخطط العالجية والتوجه لذوي الحاجات والمشاكل الخاصة‪ ،‬وأن يكون على‬
‫اتص ــال مس ــتمر بالمدرس ــين ال ــذين ل ــديهم تالمي ــذ متخلف ــين م ــن جوان ــب التعل ــيم ك ــالقراءة والكتاب ــة‪.‬‬
‫ويض ــاف لم ــا س ــبق عم ــل الخ ــدمات التص ــنيفية الخاص ــة بالتالمي ــذ ال ــذين ل ــديهم ص ــعوبات تعل ــم‬
‫‪ Learning Difficulties‬وكذلك تقديم العمل العالجي في العيادة للحاالت المرضـية ( ‪Labon.‬‬
‫‪.)D., 1974: 191‬‬

‫وفـي تقيــيم كورنـوال ‪ )1223( Cornwall K.F.‬لـدور األخصــائي النفســي المدرســي ذكــر‬
‫أن خدمات التوجيه مازالت في طور التكوين وتحتاج إلى تقديم إسـهامات مميـزة‪ .‬كـذلك فـإن مهمـة‬
‫‪60‬‬
‫األخصـائي النفسـي قـد ت ازيـدت فـي اآلونـة األخيـرة نتيجـة مـا حـدث مـن تغيـرات تعليميـة ولـذلك فـإن‬
‫األخص ــائي النفس ــي يحت ــاج لمه ــارات متقدم ــة لتمكين ــه م ــن القي ــام ب ــدوره عل ــى أحس ــن وأكم ــل وج ــه‬
‫(‪.)Cornwall K.F., 1974: 209‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫ما هو دور أخصائي الصحة النفسية الوقائي والعالجي‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫اشرح كيفية تأثير سوء التوافق لدى المرهق على تقدمه الدراسي‪.‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫مصادر تعلم أخر ‪ :‬أفالم توضح طرق التنشئة التي تؤدي للسلوك المرضي‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫مراجع الفصل الثالث‬
‫‪ -1‬الجمعية المصرية للطب النفسي (‪ )1222‬الدليل المصري لتقسيم األمراض النفسية‪.‬‬

‫‪ -0‬الحســين عبــد المــنعم (‪ – )1223‬االتجــاه العــام النتشــار الم ـواد النفســية بــين الطــالب –‬
‫الندوة القومية لمكافحة المخدرات – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان‪.‬‬

‫‪ -3‬حســن الفنجــري (‪ – )1222‬العــدوان لــدى األطفــال د ارســة مقارنــة فــي الريــف والحضــر –‬
‫مجلة علم النفس – العدد الخامس – الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪ -3‬خالد عبد المحسن بدر (‪ )1223‬العالقة بين تعاطي المواد النفسية واالضـطراب النفسـي‬
‫– الندوة القومية لمكافحة المخدرات – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان‪.‬‬

‫‪ -5‬سـوزان ايـزاكس (‪ – )1251‬تــأليف – محمــد محتــار المتــولي وآخـرين – ترجمــة – الطفــل‬


‫في المدرسة االبتدائية – سلسلة كلية المعلمين بإشراف اسماعيل القباني – لجنة التـأليف‬
‫والترجمة – القاهرة (‪.)1222‬‬

‫‪ -2‬عبد المنعم المليجي (‪ – )1252‬خبراء النفوس – مكتبة مصر الفجالة – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -2‬فتحـي السـيد عبـد السـتار (‪ – )1220‬سـيكولوجية األطفـال غيـر العـاديين (الجـزء الثــاني)‬
‫– دار القلم – الكويت‪.‬‬

‫‪ -2‬فــرج طــه – علــم الــنفس والمدرســة – فــي كتــاب علــم الــنفس وقضــايا العصــر لفــرج طــه –‬
‫مكتبة سعيد رافت – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -2‬مايسـ ــة أنـ ــور المفتـ ــي (‪ )1225‬د ارسـ ــة مقارنـ ــة ألداء المصـ ــابين والمنجـ ــوليزم واألطفـ ــال‬
‫المصــابين بتلــف فــي المــخ علــى بعــض االختبــارات الســيكولوجية – رســالة دكتــوراه بــبداب‬
‫عين شمس‪.‬‬

‫‪ -12‬محم ــد ص ــالح ال ــدين مجـ ــاور وآخـ ـرين (‪ – )1222‬س ــيكولوجية القـ ـراءة – دار النهضـــة‬
‫العربية – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -11‬محمود أبو النيل (‪ – )1223‬األمراض السيكوسوماتية (المجلد األول) – مكتبة النهضـة‬


‫العربية – بيروت‪.‬‬

‫‪ -10‬محـ ــي الـ ــدين أحمـ ــد حسـ ــين (‪ – )1222‬التنشـ ــئة األس ـ ـرية واألبنـ ــاء الصـ ــغار – الهيئـ ــة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪ -13‬مصطفى سويف (‪ – )1222‬علم النفس الحديث – األنجلو المصرية‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫) – د ارس ــة متعمق ــة ف ــي دينامي ــات التب ــول ال ــال ارادي – مجل ــة عل ــم‬1222( ‫ نيف ــين زي ــور‬-13
.‫النفس – الهيئة العامة للكتاب – العدد العاشر – القاهرة‬

‫) الس ــلوك المش ــكل ل ــدى أطف ــال م ــا قب ــل المدرس ــة‬1225( ‫ ه ــانم عل ــي ابـ ـراهيم الش ــبيني‬-15
‫وعالقتــه ب ــبعض المتغيـ ـرات األس ـرية – رس ــالة ماجس ــتير غيــر منش ــورة بمعه ــد الد ارس ــات‬
.‫العليا للطفولة بجامعة عين شمس‬

‫) – الوقاي ـ ــة األولي ـ ــة معناهـ ــا واجراءاته ـ ــا – الن ـ ــدوة القومي ـ ــة لمكافح ـ ــة‬1223( ‫ هنـ ــد ط ـ ــه‬-12
.‫المخدرات المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان‬

17- Bardon Jackl. (1982) The future of school psychology Journal of


professional Psychology, vol 13 N.6.

18- Cornwall K.F. (1974) Post - experience Training and


specialization, occasional papers of the division of education and
child psychology of the British psychology society, Five – spring.

19- Carrol H.C.M. (1977) Absence From secondary school, occasional


papers of the Division of education and child. Psychology of the
British psychological society Twelve – Summer>

20- Daws perter. (1967) Pupil counseling Anew element in the


guidance provision for children occasional Papers of the division
of educational and child psychology of the British psychological
society, Eleven-Autumn.

21- Fawcett R. (1974) some desirable New Emphases in the training


of education of educational psychologists occasional papers of
the division of educational and child psychology of the British
psychological society, Five-Spring.

22- La bon Don (1977) A field work program for trainee educational
psychologist, occasional paper of the division of educational and
child psychology of the British psychological society, Five-Spring.

23- Lindgren H.C.P. Byme of L. (1968), An introduction to a behavioral


Acience Joney son. London.

64
24- Philips C.J., (1974) Report on A questionnaire on the training of
educational and child psychology of the British psychological
society, Five-Spring.

65
‫الفصل الرابع‬

‫صور االحنراف عن الصحة النفسية‬

‫األهداف‪ :‬يهدف الفصل الرابع إلى تعريف القارئ بصور الالسواء أي االنحراف عن‬
‫الصحة النفسية وتصنيف هذه االنحرافات وفقاً للبناء النفسي للمستوى االنفعالي والعقلي والسلوك‬
‫وتعريف القارئ أيضاً بأعراض هذه االضطرابات سواء كانت نفسية أو عقلية أو سلوكية‬
‫كالعصاب والذهان واإلدمان‪ ،‬وتعريف القارئ أيضاَ بدور أخصائي الصحة النفسية في مواجهة‬
‫اإلدمان وتدريب األخصائي لتلك المواجهة من الناحيتين الوقائية والعالجية‪.‬‬

‫المحتو ‪ :‬يحتوي الفصل على الوحدات التالية‪ :‬الذهان والعصاب والسلوك السيكوباتي‬
‫والسلوك المضاد للمجتمع ويحتوي أيضاً على دور األخصائي النفسي في مجال اإلدمان‪.‬‬

‫مقدمة‪ :‬يشار في الكتب والمراجع الخاصة باألمراض النفسية والصحة النفسية إلى كثير‬
‫من التقسيمات والتصنيفات‪ .‬والتي بدأت بتصنيف "كريبلين" ‪ ،)1232 – 1252( Karephin‬ثم‬
‫تصنيف الجمعية األمريكية للطب النفسي عام ‪ 1212‬والذي عدل في عام ‪ 1233‬للحاجة‬
‫لتصنيف يالئم االنحرافات المتصلة بصدمات الحروب‪ ،‬ثم أخي اًر التصنيف النهائي للجمعية‬
‫األمريكية للطب النفسي عام ‪ ،1250‬والذي قسمت االضطرابات العقلية لفئتين األولى المرتبطة‬
‫بتلف في الدماغ العضوية والثانية المرتبطة بسوء التوافق (كوفيل وآخرون‪.)1222:13 ،‬‬

‫وبناء على توجيه المؤتمر العربي األول للطب النفسي المنعقد في القاهرة في ديسمبر‬
‫‪ 1222‬تأكدت ضرورة توحيد المصطلحات والتعريفات العلمية بما يشمل ذلك إعداد دليل‬
‫لألمراض النفسية (الدليل المصري‪.)1222:100 ،‬‬

‫ولقد أشار تقرير الجمعية المصرية للطب النفسي الخاص بذلك الموضوع إلى وجود‬
‫العديد من التصنيفات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬التقسيم الفرنسي ‪.1222‬‬

‫‪ -0‬التقسيم العالمي التاسع لألمراض النفسية ‪.1222‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -3‬التقسيم األمريكي الثالث لألمراض النفسية ‪.1222‬‬

‫أسس التصنيف‪ :‬أما في هذا الفصل فسنسير على أساس التصنيف التالي لالنحراف‬
‫عن الصحة النفسية‪:‬‬

‫‪ -1‬الذهان‪.‬‬
‫‪ -0‬العصاب‪.‬‬
‫‪ -3‬السلوك المضاد للمجتمع كالجناح والجريمة والسيكوباتية‪.‬‬
‫‪ -3‬االضطرابات السكوسوماتية‪.‬‬

‫ويقوم هذا التصنيف على أساس أن كل انحراف من االنحرافات السابقة يمثل اضطراباً‬
‫في جانب من جوانب البناء النفسي لإلنسان وهذه الجوانب هي‪:‬‬

‫‪ -1‬الجانب العقلي‪.‬‬
‫‪ -4‬الجانب االنفعالي‪.‬‬
‫‪ -3‬الجانب السلوكي‪.‬‬
‫‪ -1‬النفس جسم‪.‬‬

‫حيث يمثل الذهان اضطراباً في الجانب العقلي‪ ،‬ويمثل العصاب في الجانب االنفعالي‪،‬‬
‫والسلوك المضاد للمجتمع يعكس اضطراباً في الفعل أو السلوك‪ ،‬واألمراض السكوباتية تشير‬
‫لالضطراب في النفس جسم‪.‬‬

‫ا‬
‫أوال‪ :‬الذهان‬

‫مقدمة‪ :‬يعرف "الدليل العصري لتقسيم األمراض النفسية" الذي أعدته الجمعية المصرية‬
‫للطب النفسي والسابق اإلشارة إليه‪ ،‬يعرف هذا الدليل الذهان‪" :‬بأن الشخص حيث يوصف بأنه‬
‫ذهاني ‪ Psychotic‬فإن ذلك يعني وجود تغير نوعي أكيد‪ ،‬أو تغير كمي شديد للشخص ويكون‬
‫هذا التغير معوقاً لوظائفه العقلية‪ .‬ويشير الذهان إلى األمراض العقلية الشديدة التي تختل فيها‬
‫الوظائف العقلية لدرجة جسيمة تعوق قدرة الشخص على أن يعيش بشكل متوازن كما اعتاد أن‬
‫يفعل أو بالنسبة للطفولة كما نتوقع له أن يفعل وينتج هذا الخلل عما يأتي‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -1‬خلل ‪ Impairment‬شديد في القدرة على التعرف على الوقائع أو على اختياره أو‬
‫تقييمه‪.‬‬

‫‪ -0‬تغير جسيم في العواطف لدرجة تعوق االستجابة المناسبة‪.‬‬

‫‪ -3‬نقص شديد في اإلدراك واللغة والذاكرة‪ ،‬يعوق بشدة قدرة المريض على االستيعاب‬
‫الذهني لموقفه‪.‬‬

‫‪ -3‬درجات مختلفة من عدم انتظام الشخصية ‪.Disorganization‬‬

‫وفي ضوء معنى الصحة النفسية ومقتضيات الوقاية والعالج لألمراض العقلية‪ ،‬يشير‬
‫الدليل السابق إلى أنه أصبح من الواجب عدم االنتظار حتى يصل المرض لدرجة االستقرار‬
‫والشدة‪ .‬بل أن الذهان ينبغي أن يشخص في بداية التغير النوعي في الشخص وذلك بهدف‬
‫إجهاض تقدم المرض‪ ،‬وبالتالي تغيير المسار‪ .‬وبهذه الصورة وعلى هذا األساس فإن بداية‬
‫الذهان تتصف بسوء تأويل اإلدراك في حين يكون تأثر الشخصية لم يظهر بعد (الدليل‬
‫المصري‪.)1222:100 ،‬‬

‫أعراض الذهان‪:‬يتفق ستافورد كالرك (‪ )1252‬مع لورانس شافر (‪ )1255‬في أن‬


‫أعراض الذهان هي‪:‬‬

‫‪ -1‬االستجابة االنفعالية المتطرفة‪.‬‬


‫‪ -0‬الهذيانات‪.‬‬
‫‪ -3‬الهلوسات‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم التعرف على المكان والزمان واألشخاص‪.‬‬
‫‪ -5‬الخبل‪.‬‬
‫‪ -2‬التفكك‪.‬‬
‫‪ -2‬البالدة االنفعالية‪.‬‬

‫وفيما يلي عرض لكل جانب من تلك الجوانب السابقة‪.‬‬

‫(‪ )1‬االستجابة االنفعالية المتطرفة‪ :‬ويعني باالستجابة االنفعالية المتطرفة ‪Extreme‬‬


‫‪ emotional response‬التراوح بين أشد حاالت العناء واإلسراف في التشاؤم واليأس وبين‬

‫‪68‬‬
‫الشعور باالنشراح والمرح والمرضى المصحوب بالضحك والكالم الصاخب والنشاط الحركي‬
‫الزائد‪ .‬والمريض في هذه الحالة يكون مسرفاً في السعادة دون أن يعرف السبب‪ ،‬ويطلق على هذه‬
‫الحالة اسم "الهوس" في حالة اصطحاب هذه الحالة بالنشاط الحركي الزائد‪.‬‬

‫(‪ )4‬الهذيانات (الهذاءات)‪ :‬ويعرفها ستافورد كالرك بأنها عبارة عن معتقدات شاذة‬
‫غريبة خاطئة ‪ Morbid false beliefs‬تغلب على الصورة اإلكلينيكية وعلى سلوك المريض‬
‫(‪.)Clark, 1959 :83‬‬

‫وتثبت هذه الهذيانات ‪ Delusions‬في عقل المريض بشكل غير قابل للتغيير (كوفيل‪،‬‬
‫‪ .)35: 1222‬وهناك نوعين منها‪ :‬الهذيانات المنظمة والهذيانات الغير منظمة‪ .‬وتتصف األولى‬
‫بالتماسك واإلتقان والقبول في الظاهر‪ ،‬وتتطلب فحصاً دقيقاً لمحتواها الكتشاف ما بها من زيف‬
‫وسخف وأخطاء‪ .‬أما الثانية فهي غير متماسكة ومتقلبة من حين لحين‪ ،‬وشفافة في زيفها أي أن‬
‫زيفها ظاهر وواضح وال يحتاج لعناء في اكتشافه‪.‬‬

‫وتوجد ثالثة أنواع للهذيانات هي‪:‬‬

‫‪ -4‬الهذيانات السوداوية‪ :‬حيث يعتقد المريض أنه يخطئ منبوذ من المجتمع الرتكابه‬
‫الخطيئة التي ال تغتفر‪ ،‬وكذلك يعتبر أنه أهل ألي عقاب يوقع عليه‪.‬‬

‫‪ -4‬الهذيانات االضطهادية‪ :‬يكون األمر على العكس مما في الهذيانات السوداوية حيث‬
‫يرجع السبب إلى المؤامرات التي يدبرها اآلخرون من كبار رجال الدولة فهم سيقتلونه وهو بدوره‬
‫يضع الخطط الدفاعية لردع ذلك‪ .‬ويتطور مضمون هذه الهذيانات تبعاً للتغير التكنولوجي‬
‫فالشركات ترسل موجات من الصدمات اإللكترونية التي تصيب أجسامهم‪.‬‬

‫‪ -3‬هذيانات العظمة‪ :‬وفي هذيانات العظمة يعتقد المريض أنه شخصية عظيمة‬
‫ويتصف هذا النوع من الهذيانات بأنه أقل تنظيماً فيسلك المريض كما لو كان قائداً في المنفى أو‬
‫مخترعاً سرقت مخترعاته‪.‬‬

‫وقد يحدث أن تتسلسل إصابة المريض بهذه األنواع الثالثة من أعراض الهذيانات حسب‬
‫تسلسل سردنا السابق لها‪ .‬ففي بادئ األمر يحدث للمريض حالة من التفكير واليأس فتظهر عنده‬

‫‪69‬‬
‫الهذيانات السوداوية‪ ،‬وبعد ذلك ينسب ما أصابه من بؤس وشقاء إلى غيره فتتضح لديه هذيانات‬
‫االضطهاد‪ ،‬ولكي يبرر المريض ما يوجه إليه من اضطهاد فيعزو ذلك إلى تفرده عن غيره بفعل‬
‫المخترعات وغير ذلك من هذيانات العظمة‪.‬‬

‫(‪ -)3‬الهلوسات‪ :‬ويقصد بالهلوسات ‪ Hallucinations‬رؤية المريض الذهاني ألشياء‬


‫أو أشخاص‪ ،‬أو سماعه ألصوات تناديه أو تخاطبه‪ ،‬أو احساسه بأشياء تلمسه أو يشمها دون أن‬
‫يكون ألي منها وجود في عالم الواقع‪.‬‬

‫(‪ -)1‬عدم التعرف على المكان والزمان واألشخاص‪ :‬يوجد لدى كثير من المرضى‬
‫الذهانيين من ال يعرف اسم اليوم أو التاريخ (الزمان) وال يعرف أين يوجد اآلن (المكان)‪ ،‬وال‬
‫يعرف أسماء أقرب المقربين له (األشخاص)‪.‬‬

‫(‪ -)3‬الخبل (االنحالل)‪ :‬ويعني بالخبل ‪ Dementia‬انحالل السلوك العقلي للمريض‬


‫أي نقص الكفاية الذهنية لديه‪ .‬وهناك نوعين من االنحالل أحدهما يتعلق بالذاكرة واآلخر بالقدرة‬
‫على التعليم‪.‬‬

‫أ‪ -‬انحالل الذاكرة‪ :‬وفيه ينسى المريض المعلومات العامة بالحياة والسابق تعلمه لها‬
‫بصورة رسمية أو غير رسمية‪ .‬وقد يبلغ عدم التذكر حداً ينسى المريض أسماء أقرب المقربين له‬
‫وقد ينسى اسمه‪.‬‬

‫ب‪ -‬انحالل القدرة على التعلم‪ :‬حيث ال يستطيع المريض تعلم مهارات كلن في‬
‫استطاعته تعلمها فيما مضى من عمره‪.‬‬

‫(‪ -)6‬التفكك‪ :‬ويقصد بالتفكك ‪ Disassociation‬عدم قدرة المريض على الربط بين‬
‫خبراته وأفكاره بصورة متماسكة‪ ،‬وبتعبير آخر ال يستطيع المريض أن يدرك العالقة بين خبراته‬
‫الماضية وأفكاره الحالية فال يستطيع التفكير بوضوح‪.‬‬

‫(‪ -)7‬البالدة االنفعالية‪ :‬وتتمثل البالدة االنفعالية ‪ Emotional blunting‬في عدم‬


‫االكتراث وفي التحرك‪ ،‬وتحدث (كالم) المريض ببطء‪ .‬وقد يصل األمر بالمريض إلى أن يظل‬
‫فترة طويلة صامتاً قبل أن يجيب على سؤال بسيط يوجه إليه‪ .‬وتظهر البالدة االنفعالية لدى‬

‫‪71‬‬
‫المريض في نمطية االستجابة فيقول عن صحته إذا سئل عنها‪" :‬بأنها كويسة" وعن المستشفى‬
‫"بأنها كويسة أيضاً"‪.‬‬

‫أشكال الذهان‪ :‬يصنف الذهان إلى مجموعتين هما‪:‬‬

‫(‪ )1‬الذهان العضوي ‪ )0( ،Organic psychoses‬الذهان الوظيفي ‪Functional‬‬


‫‪ ،psychoses‬ويقد الدليل العصري لألمراض النفسية فئات كل مجموعة كما يلي (الدليل‬
‫العصري‪.)100 :1222 ،‬‬

‫‪ -4‬الذهان العضوي‪ :‬وهو تلك االضطرابات العقلية الخطير التي ترجع لعوامل‬
‫فسيولوجية معروفة لحد كبير مثل الشيخوخة وتصلب الشرايين في الدماغ‪ ،‬والتسممات الناتجة‬
‫عن تناول الكحوليات وزهري الجهاز العصبي‪ ،‬واصابات الدفاع والصرع‪.‬‬

‫ويصنف الدليل العضوي لتقسيم األمراض النفسية هذه المجموعة من الذهان العضوي‬
‫إلى عدة فئات نذكر هنا الفئات الهامة والشائعة منها وهي‪:‬‬

‫(أ) عته الشيخوخة وما قبل الشيخوخة‪ :‬وتتمثل أع ارضها في ضعف الذاكرة‬
‫القريبة‪ ،‬وثراء الذاكرة البعيدة‪ ،‬ونسيان المريض األشياء التي تعلمها‪ ،‬كما تظهر عالمات‬
‫الهذاء‪ ،‬وتصاب الحواس بالتدهور‪.‬‬

‫(ب) الذهان العضوي المصاحب لعدو بالدماغ‪ :‬كالجنون الشللي العام والذي‬
‫يتصف بوجود أعراض وعالمات اإلصابة العضوية بالزهري في الجهاز العصبي‪ ،‬كما‬
‫توجد تغيرات مزاجية‪ ،‬ويفقد المريض القدرة على كف نوازعه‪ ،‬وتدهور في النواحي‬
‫الحركية والعقلية‪ ،‬ويكون العالج ببث ميكروب الحمى في المريض لرفع ح اررته‪.‬‬

‫(جد) الذهان المصاحب لحاالت مخية أخر ‪ :‬كالذهان المصاحب لحالة تصلب‬
‫شرايين المخ‪ ،‬ومن الصعب تمييز هذا المرض عن عته الشيخوخة وألن تصلب الشرايين‬
‫يرجع لعوامل غذائية فإن العالج يتركز في رعاية المرضى غذائياً باالبتعاد عن المواد‬
‫الغذائية التي تساعد على تصلب الشرايين‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫(د) الذهان الصرعي‪ :‬وتتمثل الخاصية األساسية للصرع في نوبة تشنجية وقبل‬
‫حدوث النوبة يصاب المريض بعالمات ممهدة تشمل حالة قصيرة من الغثيان‪ ،‬وومضات‬
‫من الضوء‪ ،‬وتبدأ النوبة الحقيقية عندما يصبح المريض متصلباً‪ ،‬ويقع فاقد الحس‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك تحدث الحالة التشنجية في شكل انقباضات كما تخرج رغاوي من فم المريض‪ ،‬وقد‬
‫يعض لسانه وتأخذ النوبة بضع دقائق‪.‬‬

‫نوبات الصرع‪ :‬ثالثة (‪ )1‬النوبة الكبرى ويصاب بها ‪ %22‬من مرضى الصرع‪ ،‬حيث‬
‫تسبق النوبة "فوحة ‪ "aura‬قرب حدوث النوبة‪ ،‬كما يحدث تخدير في أطراف الجسم ودوار في‬
‫الرأس وارتعاش في الجسم وقد يعض المريض لسانه‪ )0( ،‬والنوبة الصغرى ويصاب بها ‪ %2‬من‬
‫الحاالت ويستمر فقدان الشعور فيها من عدد الثواني إلى دقيقة وال تؤدي هذه النوبة لخلط عقلي‪،‬‬
‫وقد تحدث عدة مرات في اليوم‪ )3( ،‬النوبة النفسية الحركية‪ ،‬ويصاب بها ‪ %0‬ويفقد المريض‬
‫الشعور ومع هذا يكون قاد اًر على القيام بأعمال موجهة‪ ،‬وقد يرتكب المريض بعض الجرائم‪ ،‬وقد‬
‫تستمر النوبة عدة أيام وقد تقتصر على عدة ثواني‪.‬‬

‫أسباب الصرع‪ :‬قد تكون وراثية‪ ،‬أو بيولوجية متمثلة في عسر الوالدة أو نقص السكر في‬
‫الدم مما يؤدي إلى اضطرابات في عمليات األيض‪.‬‬

‫تشخيص الصرع‪ :‬يسهل تشخيص بعض أنواع الصرع كما في حالة أعراض التشنج‬
‫‪ ،Convulsions‬وفي حالة نوبات الصراع الكبرى ‪.Grand Mal Fits‬‬

‫وهناك أنواع من الصرع يصعب تشخيصه (حتى مع توفر رسام المخ الكهربائي) لوجود‬
‫خلط بينه وبين الحاالت النفسية أو العقلية كالهستيريا‪ ،‬وصرع الفص الصدغي‪ ،‬أو الصرع‬
‫النفسي الحركي والذي يحدث نتيجة وجود بؤرة نشطة خارج الفص الصدغي كما وجد في ‪%02‬‬
‫من الحاالت ويتميز بالتبلد االنفعالي‪ ،‬واضطرابات إدراكية كالهالوس‪ ،‬وفي التفكير كالوساوس‪،‬‬
‫واضطرابات في الذاكرة‪ ،‬واضطرابات في الجهاز العصبي الالإرادي كاألحاسيس غير السوية في‬
‫البلعوم أو البطن‪ ،‬ونظ اًر لتشابه أعراض الصرع الحركي مع اضطرابات نفسية عقلية أخرى‪ ،‬وكما‬
‫سبق أن ذكرنا فإن التشخيص المبكر لهذا النوع من الصرع يحتاج إلى مقياس قام بإعداده سامي‬
‫عبد القوي علي (‪ )1220‬يتكون من فئات األعراض اآلتية‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫التركيز والذاكرة‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫األعراض الوجدانية‪.‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫األعراض الحسية‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أعراض الجهاز العصبي المستقل‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫األعراض اإلدراكية‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫اضطراب التفكير‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫وقد أجرى التحليل العاملي للمقياس (والذي حسبت له أيضاً الدرجة الكلية) على ‪122‬‬
‫مريضاً والذي كشف عن بنية عاملية مكونة من ثالثة عوامل تعكس األعراض األكثر شيوعاً لدى‬
‫مرضى هذا النوع من الصرع والمميزة له عن الفئات اإلكلينيكية األخرى كالقلق والفصام (سامي‬
‫عبد القوي‪.)22 :1223 ،‬‬

‫عالج الصرع‪ :‬يشخص الصرع بالرسم الكهربائي للمخ‪ ،‬وتستخدم عقاقير الميزانتون‬
‫‪ ،Mesanton‬والديالنتين ‪ Delantin‬الذي وجد أن له مفعول كبير في عالج ‪ %22‬من‬
‫الحاالت‪.‬‬

‫(هد) ذهان اإلدمان الكحولي وحاالت االعتماد على العقاقير‪ :‬في حالة التسمم الخفيفة‬
‫تحدث للمريض حاالت مرح ‪ Elation‬فتتدفق األفكار لديه بشكل كبير‪ ،‬واستغراق المريض في‬
‫تناول الكحوليات يقلبه من الصورة السابقة إلى حالة غير عادية من التهيج والتشكك أو الحزن‪،‬‬
‫كما تقل قدرته على كف سلوكه السابق‪ ،‬وتضعف ذاكرته‪ .‬وفي حاالت الذهان الكحولي الحاد‬
‫تحدث للمريض هلوسات بصرية كما في الحاالت المزمنة ارتجافات جسمية وعدم القدرة على‬
‫النوم‪.‬‬

‫ويرتبط بحالة الذهان الكحولي الحاد حالة يطلق عليها اسم "ذهان كورساكوف" والذي‬
‫يحدث نتيجة نقص فيتامين "ب" ‪ Vitamin B‬لسوء التغذية لديهم‪ .‬ويفقد مرضى "ذهان‬
‫كورساكوف" ذاكرتهم بشكل كبير‪ ،‬ويملئون الثغرات المنسية في الذاكرة بتأليف قصص عن خبرات‬
‫ال وجود لها (الدليل العصري ‪.)100 :1222‬‬

‫‪73‬‬
‫والعالج األساسي لحاالت اإلدمان الكحولي ليس بالوسائل الفسيولوجية بل من الضروري‬
‫عالج المشكالت النفسية االجتماعية وسوء التوافق االنفعالي التي دفعت بالشخص لإلدمان‪.‬‬
‫وبالنسبة لعالج ذهان كوساكوف فإن زيادة الغذاء للمريض واضافة فيتامين "ب" يساعد على إزالة‬
‫بعض أعراض المرض الظاهرية (‪.)Clark, 1959: 101‬‬

‫(و) أمراض نفسية مهنية أو الذهان المهني‪ :‬وهي تلك األمراض أو الذهانات أو‬
‫االضطرابات العقلية الناتجة عن التعرض للغازات واألتربة والضوضاء مما أثمر عن طرح ميدان‬
‫جديد من البحث (‪ )1220‬يسمى باسم"علوم السموم السلوكي ‪.Behavioral toxicology‬‬
‫(‪)Irgren, 1992: 205-206‬‬

‫(هد) علم السموم السلوكي‪ :‬وهو المشار إليه في الفقرة السابقة‪.‬‬

‫‪ -4‬الذهان الوظيفي‪ :‬يفوق انتشار الذهان الوظيفي ‪ Functional psychoses‬الذهان‬


‫العضوي في المستشفيات العقلية‪ .‬وكان يعتقد فيما مضى أن الذهان الوظيفي يرجع لعوامل نفسية‬
‫صرفة لكن يوجه نقد لهذا الرأي ويستند على ذلك بوجود عامل تكويني في الفصام‪.‬‬

‫تصنيف الذهان الوظيفي‪ :‬ويصنف الدليل العصري لتقسيم األمراض النفسية هذه‬
‫المجموعة من الذهان الوظيفي إلى عدة فئات هي‪:‬‬

‫(أ) أمراض الهوس واالكتئاب‪ :‬ويشمل عدة أنواع كالنوع االكتئابي والنوع الهوسي‪ ،‬والنوع‬
‫الدائري‪ ،‬والنوع المختلط‪ ،‬والميالنخوليا الرجوعية‪.‬‬

‫(ب) الفصام‪ :‬وهو عدة أنواع كفصام النوبة الحادة غير المتميزة‪ ،‬والفصام المبتدئ‪،‬‬
‫والفصام االنفعالي‪ ،‬والفصام البارانوي‪ ،‬والفصام المتاتوني‪ ،‬والفصام الطفلي‪.‬‬

‫(جد) حاالت البا ارنويا‪ :‬ومنها نوبة البارانويا الحادة‪ ،‬وحالة البارانويا الضاللية المزمنة‪،‬‬
‫وحاالت البارانويا الهلوسية المزمنة (الدليل العصري‪.)100 :1222 ،‬‬

‫ذهان الهوس واالكتئاب‪ :‬أطلق كريبلين (‪ )1222‬اسم ذهان الهوس واالكتئاب على‬
‫الحاالت الوجدانية المرحة والهائجة والمكتئبة‪ .‬ويعرفه لورانس شافر باسم "مرض المبالغات‬

‫‪74‬‬
‫االنفعالية" فالمريض أما أن يكون في حالة من الهوس والهياج أو يكون مكتئباً خامداً‪ .‬أما الدليل‬
‫العصري فإنه يعرفه بأنه اضطراب شديد في المزاج تنشأ عنها بقية األعراض بصورة تبدو‬
‫مباشرة‪ ،‬فإذا كانت هناك اضطرابات في التفكير والسلوك فإنها تناسب للمزاج السائد بصفة عامة‪.‬‬

‫األسباب‪ :‬تتضامن العوامل الوراثية والحضارية في حدوث ذهان االكتئاب‪ ،‬فبالنسبة‬


‫للناحية الوراثية وجد أن األعراض تنتشر بين أقرباء المرضى‪ ،‬أما العوامل النفسية فتتمثل في‬
‫التنشئة االجتماعية وعالقة الطفل بوالديه‪ ،‬كما تتمثل في الشخص خاصة سمة الطموح والنشاط‬
‫العالي والقلق والميل لتحقيقه لذاته‪ .‬وبالنسبة للنواحي الحضارية توجد فروق حضارية في انتشار‬
‫المرض‪.‬‬

‫العالج‪ :‬العالج بالعمل هو أهم ما يوصى به لعالج حاالت الهوس لتوجيه النشاط الزائد‬
‫لديهم في نواحي بناءة‪ ،‬هذا إلى جانب العالج الطبي والعالج النفسي‪.‬‬

‫الفصام‪ :‬يطلق اسم الفصام على المجموعة الثانية من االضطرابات العقلية الوظيفية‪،‬‬
‫وهذا االسم اطلقه بلويلر ‪ Bleuler‬عام ‪ 1211‬على كل حاالت االضطراب العقلي الوظيفي ما‬
‫عدا حاالت االضطراب العاطفي‪ .‬ويذهب ستافورد كالرك إلى أن كلمة الفصام مستخرجة من‬
‫كلمتين يونانيتين تعنيان تقسيم الشخصية‪ ،‬والقسم األول المألوف وهو ‪ ،Schism‬والثاني هو‬
‫الحجاب الحاجز ‪ Diaphragm‬والذي كان يعتبره أطباء اليونان مركز اإلحساس‪ .‬ويذهب كالرك‬
‫‪ Clarks‬إلى أن الفصام قد يحدث في الطفولة أو في المراهقة حسب كريبلين الذي أطلق عليه‬
‫اسم "الخبل المبكر" كما أنه قد يحدث بعد ذلك‪.‬‬

‫وحسب لويس ‪ Lewis‬يذهب ستافورد كالرك إلى أن أعراض الفصام األساسية تتمثل في‬
‫(‪ )1‬اضطراب التفكير‪ )0( ،‬عدم التناسب االنفعالي‪ )3( ،‬الهلوسات‪ )3( ،‬الدفعات أو األفعال‬
‫المضطربة‪ .‬ويتمثل اضطراب التفكير في أفكار اإلشارة ‪ Ideas of reference‬فالدخان‬

‫المتصاعد من مدفأة الجيران عالمة على األصدقاء أو األعداء‪ .‬ومن أمثلة أفكار اإلشارة أيضاً‬
‫صوت حركة المرور وأصوات السيارات وساعي البريد الذي يتجه للجيران‪ .‬ومن أمثلة التداخل‬
‫في عمليات التفكير لديهم عمليات توقف التفكير ‪ thought blocking‬فمجرى التفكير لديهم‬
‫يتوقف فجأة فينسون كل ما في ذهنهم‪ ،‬وقد يتم التواصل بعد ذلك بأفكار ال عالقة لها بالسابقة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ومن األعراض األخرى المصاحبة للفصام الهذاءات أي المعتقدات العقلية الخاطئة والتي‬
‫تتضمن التعصب واالضطهاد‪ ،‬واألنشطة المرتبطة بالنازية والشيوعية والصهيونية‪ .‬وتعتبر‬
‫الهلوسات أيضاً من األعراض المميزة للفصام سواء كانت هلوسات سمعية أو بصرية‪.‬‬

‫البارانويا‪ :‬وتتمثل في فئتين كبيرتين هما بارانويا العظمة وبارانويا االضطهاد ( ‪Clark‬‬
‫‪.)D.S, 1959: 101‬‬

‫ثانيا‪ :‬العصاب‬

‫يذهب كالرك بأن العصاب ‪ Neuroses‬هو تلك المجموعة من االضطرابات االنفعالية‬


‫والتي ال تحرم المريض من االتصال بالواقع‪ .‬وقد ميز دكتور روس ‪ Ross T.A‬في كتابه‬
‫العصاب الشائع ‪ Common Neuroses‬بين العصاب والذهان فيما يلي‪:‬‬

‫يعيش الذهاني في عالم من الخيال بينما العصابي يعيش في عالم الواقع‪ ،‬ولديه‬
‫مصاعب أكبر مما لدى العاديين لكنها نفس المصاعب التي لدى كل منا‪ .‬أما المصاعب التي‬
‫لدى الذهاني فتنبع من حقيقة أنه يعيش في عالم آخر ال يخضع لقوانين الطبيعة العادية‪.‬‬

‫وهناك وجهة نظر أخرى تذهب إلى عدم وجود فرق بين الذهان والعصاب فالفرق كمي‬
‫في الدرجة وعلى هذا األساس فإن القرار في أي حالة يعتمد على شدة األعراض‪ ،‬ونوع العالج‬
‫المتطلب‪ ،‬ومدى تعاون المريض مع العالج‪ .‬وفي هذا اإلطار فإن الذهاني ال يمكنه التعاون في‬
‫العالج ويحتاج لترتيبات خاصة يتعلق بالعناية به وحمايته‪.‬‬

‫تصنيف العصاب‪ :‬تقع فئتان أساسيتان داخل االضطرابات التي في المستوى االنفعالي‬
‫أو االضطرابات العاطفية هما االكتئاب والقلق‪ ،‬يضاف لهما الهستيريا وعصاب الوسواس‪.‬‬

‫القلق‪ :‬ويتمير القلق بالشعور الدائم بالتوتر‪ ،‬والقلق الذي ال يعرف المريض له سبباً‪،‬‬
‫حيث يكون الفرد خائفاً من أي شيء لكنه ال يعرف مما يخاف وال كيف يخاف‪ ،‬وال يختلف القلق‬
‫الذي يواجهة المريض عن القلق الذي يواجهه الناس عندما يكونون في ظروف شدة أو مشقة‪.‬‬
‫ويصاحب القلق اضطرابات فسيولوجية تتمثل في ارتفاع معدل النبض وجفاف الحلق‪ ،‬وعدم‬

‫‪76‬‬
‫وجود شهية للطعام‪ ،‬كما يكون نوم المريض مضطرباً‪ .‬ويدخل في إطار القلق ما يسمى بالقلق‬
‫الموضوعي الذي يعرفه سببه‪ ،‬والقلق العصابي الذي ال يعرف الذي ال يعرف الشخص سببه كما‬
‫سبق اإلشارة‪ ،‬وهناك المخاوف المرضية ‪ Phobias‬كالخوف من األماكن المزدحمة واألماكن‬
‫المرتفة‪.‬‬

‫االكتئاب‪ :‬ويذكر ستافور كالرك أن االكتئاب من نفس فئة القلق‪ ،‬وكل منا يخضع‬
‫لتقلبات المزاج فأحياناً يكون اإلنسان مبتهجاً وأحياناً يكون بائساً‪ .‬ويحدث االكتئاب لدى اإلنسان‬
‫العادي عندما يكون في حالة شديدة من الحزن أو عندما ال يكون موفقاً في بعض أمور الحياة‪.‬‬
‫واذا زاد االكتئاب في الشدة واستمر لفترة طويلة من الزمن‪ .‬تصل ألكثر من عام وأثر في‬
‫اتجاهات الفرد وعالقته مع اآلخرين فإنه ينظر إله على أنه مرض عقلي ويعالج من هذا‬
‫المنطلق‪.‬‬

‫ويحدث االكتئاب نتيجة ظروف ضاغطة واذا كان الفرد على علم بالظروف المصاحبة‬
‫لالكتئاب سمي اكتئاباً خارجياً أو رجعياً ‪ Reactive depression‬أما إذا كان غير معروف‬
‫األصل والمصدر سمي اكتئاباً داخلياً ‪ Endogenous depression‬وباإلضافة لحالة الحزن‬
‫المميزة لكال النوعين من االكتئاب والتي تميز مشاعر المريض فإن المريض يتصرف بحالة من‬
‫البالدة ‪ Blunting‬والعزلة وعدم االهتمام بما حوله‪ ،‬كما أن استجاباته لآلخرين تكون بطيئة‬
‫وبصعوبة وتتم بعد مقاومته‪ ،‬كما يتميز بالتردد والتأخر في الحركات كما في حالة التفكير‪.‬‬

‫واألعراض الفسيولوجية المصاحبة تتمثل في تعبيرات حزينة على الوجه‪ ،‬وتكون شهيته‬
‫لألكل ضعيفة‪ ،‬كما أن وزنه يبدأ في النقصان ويشكو باستمرار من اإلمساك‪ ،‬وقلة النوم ويستيقظ‬
‫مبك اُر ويجلس لعدة ساعات مستغرقاً في أفكار كثير تشغل باله (‪.)Clark D.S, 1959 :94‬‬

‫دراسات عربية على االكتئاب‪ :‬وقد وجد عمر السيد الشوربجي (‪ )1222‬أن أطفال األم‬
‫التي تعاني من االكتئاب يكونون أكثر عرضة لإلصابة باالكتئاب وكثي اًر ما تتعرض األم المكتئبة‬
‫لمشاكل صحية أثناء فترة الحمل‪ ،‬وقد يرجع ذلك إلى إصابتها بالمرض أو إلى تعاطيها األدوية‪.‬‬
‫وفي دراسة على ‪ 002‬حالة تتراوح أعمارهم بين ‪ 03 – 2‬عاماً وبمقابلة األمهات تبين أن اثني‬

‫‪77‬‬
‫عشر أماً من المصابات باالكتئاب كن تعانين من عدة مشاكل صحية أثناء الحمل‪ ،‬وأن ‪ 30‬كم‬
‫تتعاطين أدوية وعالج أثناء فترة الحمل (عمر السيد‪.)102 :1222 ،‬‬

‫وتشير ممدوحة سالمة (‪ )1222‬إلى أن المعرفيين يذهبون (ومنهم بيك ‪،1222 Beck‬‬
‫‪ )1222‬أيضاً أن االكتئاب اضطراب في التفكير‪ ،‬فالمريض باالكتئاب يتسم نمط تفكيره‬
‫بالتحريف والتشويه‪ ،‬فهو يستخلص استنتاجات غير منطقية‪ ،‬كما يحرف تفسير الوقائع واألحداث‬
‫بما يتفق مع اعتقاداته السلبية عن ذاته‪ ،‬ويركز انتباهه على الجوانب السلبية للموقف‪ .‬وقد أجرت‬
‫ممدوحة سالمة دراسة طبقت فيها مقياس االكتئاب لبيك ترجمة غريب عبد الفتاح (‪ )1225‬مع‬
‫عدد آخر من المقاييس وذلك على مجموعتين من الطلبة ببداب الزقازيق أحدها مرضى‪ ،‬واألخرى‬
‫أسوياء أعمارهم بين ‪ 32 – 12‬عاماً‪ .‬وقد وجدت أن تعميم الفشل هو أحد متغيرات التشويه‬
‫المعرفي الذي يمكن بموجبها التمييز بين المكتئبين وغير المكتئبين‪ ،‬وبالنسبة لمضمون‬
‫االسترجاع وجدت أن للمكتئب يركز تلقائياً على األحداث السلبية (ممدوحة سالمة‪:1222 ،‬‬
‫‪.)31‬‬

‫ويذهب رشاد عبد العزيز (‪ )1222‬إلى أن سبب عدم وجود فروق بين الجنسين في‬
‫االكتئاب ربما يعكس أن هذه الدراسات اعتبرت االكتئاب أحادي البعد ولذا فإنه يسعى في بحثه‬
‫للكشف عن أن البنية العاملية لألعراض االكتئابية لعينة اإلناث تختلف عن البنية العاملية‬
‫لألعراض االكتئابية لدى الذكور على المتغيرات التالية والمرتبة تنازليا حسب التشبع بالنسبة‬
‫للذكور‪ )1( :‬نوبات البكاء (‪ )0‬حدة الطبع (‪ )3‬اضطراب الشهية للطعام‪ ،‬وبالنسبة لإلناث (‪)1‬‬
‫االهتياج (‪ )0‬فقدان الوزن (‪ )3‬اضطراب النوم (رشاد عبد العزيز‪.)10 :1222 ،‬‬

‫الهستيريا‪ :‬تتميز الهستيريا بأعراضها الدرامية التمثيلية كالعمى والشلل‪ ،‬وفقدان الذاكرة‬
‫والتي ال يكون لها أساس عضوي‪ .‬ويعتبر فرويد العرض الهستيري مظهر رمزي كنوع كامل من‬
‫الصراع لم يجد له حالً ويتصل ذلك بأحداث وقعت في الطفولة‪ .‬ومن أنواع الهستيريا "الهستيريا‬
‫الجماعية" والتي ظهرت في أول ابريل ‪ 1223‬وانتشرت في إحدى عشر مدرسة بسبع محافظات‬
‫في صور إغماء جماعي بدأ في محافظة البحيرة بين طالبات المدارس الثانوية واإلعدادية وقد‬
‫أكد األطباء النفسيون بعد كافة التحاليل التي أجريت على تلك الحاالت (‪ 0222‬حالة) وأكد وزير‬

‫‪78‬‬
‫الصحة أنها حالة نفسية عابرة تنتقل باإليحاء ساعد على سرعة انتشارها الشائعات ووسائل‬
‫اإلعالم‪ .‬ولم تكن هذه هي المرة األولى التي تحدث فيه تلك الحاالت من اإلغماء بل حدثت عند‬
‫وفاة الرئيس جمال عبد الناصر والفنان عبد الحليم حافظ‪ .‬وقد ربط البعض بين وقوع حاالت‬
‫اإلغماء وبين ظروف الفتيات االقتصادية ونظرتهن لمستقبلهن غير الواضح ولتوترات الزلزال‬
‫الذي حدث في مصر في أكتوبر ‪.1223‬‬

‫عصاب الوسواس القهري‪ :‬الوسواس أفكار مزعجة تقطع على الفرد سلسلة أفكاره‪،‬‬
‫والقهري أفعال البد أن يقوم بها العصابي‪ .‬وكثي اًر ما يظهر الوسواس القهري معاً‪.‬‬

‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬السلوك املضاد للمجتمع‬

‫مقدمة‪ :‬ويشمل تلك الفئة التي ال يكون االضطراب فيها في العقل أو االنفعال لكن يكون‬
‫االضطراب في السلوك ويتعلق بتوافقهم مع أنفسهم أو مع باقي العالم‪ ،‬وهم هؤالء األفراد الذين‬
‫يرتكبون الجريمة وغير ذلك من صور السلوك المضاد للمجتمع كالنصب واالحتيال على اآلخرين‬
‫ويسمى هؤالء "بالسيكوباتيين" ‪.Psychopaths‬‬

‫ويتميز السيكوباتيين بعدم النضج االنفعالي وباالندفاع‪ ،‬ويكونون غير قادرين على‬
‫االستفادة من الخبرة السابقة‪ ،‬وعدم القدرة على المثابرة‪ ،‬كما يتميزون بالالمباالة‪ ،‬وعدم‬
‫اإلخالص‪ .‬وتوجد لديهم انحرافات جنسية ويتسمون بعدم النضج الجنسي‪ .‬وتوجد فئتين من‬
‫السيكوباتيين األولى العدوانيين المشاغبون الساديون الكحوليون‪ ،‬والثانية هي المجموعة التي‬
‫تتصف بعدم الكفاءة كالجناحين (‪ ،)Clarks D.S, 1959: 116‬وفي رأينا (محمود أبو النيل‪،‬‬
‫‪ )1223‬أن مما يتصف به السيكوباتي ايضاً (‪ )1‬ابتذاذ نقود اآلخرين‪ )0( .‬ابتذاذ عواطفهم‬
‫للعفو والتغاضي عما اقترفه تمهيداً للعودة مرة أخرى‪.‬‬

‫وفيما يختص بانتشار نسبة الجريمة من سرقة وقتل وخالفه والسلوك المضاد للمجتمع‬
‫وبلوغه مستويات أصبحت تشكل قلقاً مستم اًر للمجتمعات أفراداً وهيئات حاكمة أشار تقري اًر أعده‬
‫طريف شوقي (‪ )1220‬عن اآلثار النفسية للعقوبات السالبة بقسم بحوث العقوبة بالمركز القومي‬
‫للبحوث االجتماعية والجنائية إلى أنه على الرغم من ضخامة عدد الجرائم كما تشير لذلك‬

‫‪79‬‬
‫اإلحصاءات الرسمية‪ .‬فكما يذهب أيزنك ‪ Eysenck H.‬وفقاً إلحصائيات الجريمة في بريطانيا‬
‫فإن من المستحيل تقديم أية احصائيات دقيقة حول نسبة الجرائم التي ترتكب إذ أن غالبيتها ال‬
‫تبلغ للشرطة وبالتالي ال عرف (طريف شوقي‪.)02 :1220 ،‬‬

‫ومن الدراسات التي أجريت على جريمة القتل تلك التي قام بها جالل عبد العال‬
‫(‪ )1222‬على القاتالت وغير القاتالت‪ .‬ولقد وجد الباحث أن شخصية القاتالت تتميز بصفات‬
‫مثل االندفاعية‪ ،‬والجمود بعد اتخاذ القرار‪ ،‬والمرونة أحياناً في الوسائل التنفيذية‪ ،‬واالستقاللية‪.‬‬
‫كما وجد الباحث أنه في غير الحاالت العصابية تتميز الشخصيات السوية للقاتالت باالنفاعية‬
‫والتي تتصاعد إلى اللحظة الذهانية والتي تؤدي إلى سرعة اتخاذ القرار والوقوف عنده في جمود‪.‬‬
‫وتوقيت التنفيذ يتوقف على االرتفاع النسبي لكل من المازوخية والسادية‪ .‬فإذا كان ارتفاع السادية‬
‫متواكباً مع االندفاعية فإن اتخاذ القرار يعقبه مباشرة ويكون التنفيذ بوسائل من التي يستخدمها‬
‫الذكور كالخنق واالسلحة النارية‪ .‬أما إذا كان ارتفاع المازوخية متواكباً مع االندفاعية فيتم تأجيل‬
‫التنفيذ لحبك اإلخراج ويكون القتل بالوسائل التي تستخدمها اإلناث كالسم والمخدر (جالل عبد‬
‫العال‪.)21 :1222 ،‬‬

‫األدمان‬

‫مقدمة‪ :‬استعملت المخدرات قديم الزمان لتخفيف آالم الناس مما يواجهونه من ضغوط‬
‫الحياة‪ .‬وتؤثر المخدرات في الجهاز العصبي لإلنسان وتحدث حالة من السرور لديه‪ .‬وكانت‬
‫المخدرات تصنع من عصير من عصير أشجار الخشخاش حيث يتم صناعة األفيون من السائل‬
‫اللبني لهذه األشجار‪ ،‬أما الكوكايين فتتم صناعته من أوراق أشجار الكونجا‪ ،‬ويصنع الحشيش‬
‫من القنب‪ .‬وهناك الكثير من األنواع األخرى مثل الهيروين والحبوب المهدئة والتي تستخرج‬
‫بطرق معملية وبأساليب كيميائية من بعض المخدرات البنائية (محمود أبو النيل‪-1 :1221 ،‬‬
‫‪.)32‬‬

‫االنتشار‪ :‬وتتركز مناطق انتاج الهيروين في منطقة الهالل الذهبي وهي أفغانستان‬
‫وايران وباكستان‪ ،‬ومنطقة المثلث الذهبي وهايورماوالوس وتايالند باإلضافة إلى الهند ولبنان‬
‫والمكسيك‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ويذهب كل من سبوتس ‪ ،Spotts‬وشونتز ‪ Shonts‬إلى أن أعداد المدمنين في تزايد‬
‫مستمر‪ .‬وأصبح اإلدمان منتش اًر اآلن في كل طبقى اجتماعية‪ ،‬وأن من بين كل عشرة أشخاص‬
‫يوجد تسعة أشخاص تمثل أنماط حياتهم االعتماد الكامل على تعاطي الكوكايين‪.‬‬

‫وتعتبر مصر من الدول المستهلكة بصورة أكثر للحشيش العتقاد الناس انه غير محرم‬
‫دينياً‪ ،‬وكانت بعض مساحات األراضي تزرع بالخشخاش في صعيد مصر‪ ،‬وفي نهاية الحرب‬
‫العالمية األولى دخل الكوكايين مصر‪ ،‬وينتشر اآلن الهيروين المكسيكي بين األغنياء لرخص‬
‫سعره‪ .‬وقد وجد أن معظم مدمني الهيروين من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ‪32 – 02‬‬
‫سنة‪ ،‬أما الحشيش فإنه غالباً ما يبدأ الشباب التعاطي قبل سن العشرين‪ ،‬وسبب ذلك مجموعة‬
‫األصدقاء والبحث عن النشوة وحب االستطالع‪.‬‬

‫وتعتبر جرائم المخدرات عبر السنوات المختلفة مؤش اًر على مدى انتشارها بالنسبة إلى‬
‫جملة الجنايات كما في الجدول (‪.)0‬‬

‫جدول رقم (‪)4‬‬

‫عن عدد جرائم المخدرات وعدد الجرائم الجنائية عامة ونسبة جرائم المخدرات‬
‫إلى الجنايات العامة‪.‬‬
‫‪%‬‬ ‫الجنايات‬ ‫المخدرات‬ ‫السنة‬ ‫‪%‬‬ ‫الجنايات‬ ‫المخدرات‬ ‫السنة‬

‫‪%23‬‬ ‫‪2322‬‬ ‫‪2225‬‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪10222‬‬ ‫‪5222‬‬ ‫‪1252‬‬

‫‪%21‬‬ ‫‪2553‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪1223‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫‪11212‬‬ ‫‪2235‬‬ ‫‪1223‬‬

‫‪%20‬‬ ‫‪11223‬‬ ‫‪2221‬‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪10313‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪1222‬‬

‫‪%52‬‬ ‫‪2023‬‬ ‫‪3222‬‬ ‫‪1223‬‬

‫ويتضح من الجدول (‪ )0‬أن نسبة جرائم المخدرات إلى جملة الجنايات العامة في زيادة‬
‫مستمرة ففي عام ‪ 1225‬تصل نسبتها ‪ %31‬وبعد ثمانية وعشرون عاماً أي في عام ‪1222‬‬
‫تتضاعف النسبة لتصل إلى ‪.%20‬‬

‫‪80‬‬
‫ليس ذلك فقط ففي تقرير لقسم اإلحصاء باإلدارة العامة لمكافحة المخدرات عام ‪1222‬‬
‫أن عدد قضايا المخدرات وعدد المهتمين بها في زيادة كما بين الجدول‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)3‬‬

‫عدد المهتمين‬ ‫عدد القضايا‬ ‫السنة‬

‫‪2223‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪1225‬‬

‫‪10222‬‬ ‫‪11131‬‬ ‫‪1222‬‬

‫وكما يتبين من الجدول (‪ )0‬نجد أن عدد القضايا يرتبط بعدد من المهتمين فكلما زاد‬
‫عدد القضايا عدد المتورطين في الجريمة‪.‬‬

‫ويبين الجدول (‪ )3‬ما تم ضبطه من مواد مخدرة خالل أعوام ‪.1222 ،1222 ،1225‬‬

‫جدول رقم (‪)1‬‬

‫مواد مؤثرة على مجموع‬ ‫كوكايين‬ ‫هيروين‬ ‫أفيون‬ ‫حشيش‬ ‫السنة‬


‫كلي‬ ‫الحالة النفسية‬

‫‪%‬‬ ‫ن‬ ‫‪%‬‬ ‫ن‬ ‫‪%‬‬ ‫ن‬ ‫‪%‬‬ ‫ن‬ ‫‪%‬‬ ‫ن‬

‫‪51778‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪089‬‬ ‫‪18114‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1824‬‬ ‫‪024‬‬ ‫‪1857 288‬‬ ‫‪9888‬‬ ‫‪51075 0985‬‬

‫‪40137 1810‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪18115‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1809‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪1850 200 41741 41741 0987‬‬

‫‪37941 1815‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪18121‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1805‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪1824‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪37767 37767 0989‬‬

‫ويبين الجدول (‪ )3‬أن انتشار الحشيش عبر ثالث سنوات تكاد نسبته تكون ثابتة مما‬
‫يشير إلى أن يكاد يكون مادة اإلدمان الشائعة‪ .‬أما باقي المواد فإن النسب المئوية لما تم ضبطه‬

‫‪82‬‬
‫غير ثابتة في األفيون لكنها تعكس انخفاض نسبة المضبوط من عام لعام ‪،2.51 ،2.52‬‬
‫‪ 2.203‬وكذلك األمر بالنسبة للهيروين ‪( 2.15 ،2.12 ،2.03‬مجدي رزق‪.)2 :1225 ،‬‬

‫معنى اإلدمان‪ :‬شخص اإلدمان على أنه يرتبط باضطراب في الشخصية دون أن يكون‬
‫هذا االضطراب مصحوباً بأية أعراض ذهانية‪ .‬ويتمثل بهذه الصورة في المبالغة في تعاطي‬
‫المخدر حتى يبطل فعل مراكز الكف في الجهاز العصبي المركزي فيقوم الفرد بعمل أشياء وأمور‬
‫غير مقبولة من حيث القيم والتقاليد االجتماعية‪ .‬وال تتفق هذه األعمال وال تتناسب مع طبيعة‬
‫الموقف الموجود فيه الفرد إذا تتسم بالغرابة والشذوذ واذا وصل الفرد إلى حالة االعتياد أو‬
‫اإلدمان الفسيولوجية في تعاطي المخدر فإن هذه الظاهرة بال شك ترجع الضطراب في شخصية‬
‫الفرد‪.‬‬

‫وتنتج حالة اعتياد المخدر ‪ Habituation‬لحاجة الفرد إليه من الناحية الجسمية أو‬
‫النفسية أو كليهما‪ .‬وتستخدم كلمة "اعتياد" كمرادف لكلمة "أدمان" ‪ addiction‬وذلك ألنه في‬
‫حاالت إدمان العقاقير قلما يقف الفرد عند االعتياد فقط بل يقع بعد ذلك في اإلدمان ومع هذا‬
‫فهناك فرق بينهما‪.‬‬

‫"فاإلدمان فسيولوجية يستجيب بها الفرد لحاجة الجسم وتستثار لديه حاجة ‪ Nees‬لنوع‬
‫معين من المخدر ويزيد المدمن الجرعة يوماً وراء يوم حتى يصل لهدف النشوة والتخدير إلى أن‬
‫ينتشر في كل أجهزة الجسم نوعاً من التكوين البيوكيميائي"‪.‬‬

‫وفي هيئة الصحة العالمية استقر األمر على التخلي عن المفهومين السابقين (التعود‪،‬‬
‫اإلدمان) وحل محلهما مصطلح جديد هو "االعتماد" لجمعه بين النواحي المشتركة لهذين‬
‫المفهومين‪ ،‬وضرورة ربطه بالمواد المؤثرة في األعصاب (حسين فايد‪.)12 :1220 ،‬‬

‫إدمان المخدرات‪ :‬يعتبر إدمان العقاقير المختلفة ذات األثر التخديري داءاً خطي اًر ومشكلة‬
‫نفسية اجتماعية هدامة وصورة كبرى من صور االنحراف عن الصحة النفسية السوية‪ ،‬وذلك ألن‬
‫العقاقير يسهل الحصول عليها وتكون في متناول فئات كثير من الناس منهم األحداث الصغار‪.‬‬
‫وبمرور الزمن يصبح التعود على تناول هذه العقاقير أمر ال مفر منه ويكون األثر الذي يتركه‬

‫‪83‬‬
‫تعاطي المخدر ثواباً ‪ Reward‬يساعد على تدعيم العادة لدى المتعاطي حتى بعد زوال الظروف‬
‫التي أدت لذلك‪.‬‬

‫العقاقير المخدرة‪ :‬تنقسم العقاقير المخدرة إلى ثالثة أقسام هي‪:‬‬

‫‪ -1‬المسكنات‪ :‬وهذه العقاقير تعمل على اإلقالل من استجابة الجسم لأللم‪ ،‬خاصة‬
‫األعصاب‪ .‬ومن هذه العقاقير األفيون ومستخرجاته كالمورفين والهيروين والكوكايين‪.‬‬

‫‪ -0‬العقاقير والمخدرات الخاصة بزيادة االستثارة‪ :‬التي يتناولها المتعاطي للتخلص من‬
‫حالة االكتئاب التي تكون لديه‪ ،‬وتزيد هذه العقاقير درجة النشاط لدى الرد‪ ،‬وتؤثر على الجهاز‬
‫العصبي السمبتاوي ومن هذه العقاقير الكوكايين‪.‬‬

‫‪ -3‬عقاقير التنشيط وجلب النشوة‪ :‬وتنقسم لثالثة أقسام هي‪:‬‬

‫(أ) المسكنات‪ :‬ومنها األفيون (نبات السرور‪ :‬اسمه قديماً) وتشتق منه مخدرات‬
‫مثل المورفين وقد أمكن عزله من األفيون‪ ،‬ويحدث حالة تسكين قوية قد تسبب تكوين‬
‫السعادة‪ .‬ويشتق من المورفين أيضاً الهيروين وهو أقوى‪.‬‬

‫وتحدث هذه العقاقير أي المورفين والهيروين لدى المتعاطي حالة من السرور والنشاط‪،‬‬
‫وبزيادة الجرعات تختل الذاكرة ويضطرب اإلدراك البصري وقدرات الفرد الحركية ‪Motor‬‬
‫‪ ،Abilities‬كما تضطرب حالة النوم ويضعف االهتمام بالحياة الجنسية كما يرتفع ضغط الدم‬
‫لدى المتعاطي‪ ،‬وتزداد ضربات القلب لديه‪ ،‬كما يحدث نتيجة المنع فجأة ودون تدريج آالم في‬
‫عضالت الجسم وزيادة في حدة األعصاب‪ ،‬وقد يرتكب المتعاطي سلوكاً إجرامياً‪ .‬ومن الناحية‬
‫االجتماعية فمنها كان رقي المستوى االجتماعي للمتعاطي فإنه ال مانع لديه من مصاحبته‬
‫للمستويات االجتماعية األقل‪.‬‬

‫(ب) العقاقير المهدئة والمنومة‪ :‬وتستعمل للمساعدة على النوم واالسترخاء‬


‫وتنقسم حبوب هذه العقاقير لقسمين‪( :‬أ) نوع مفعوله طويل‪( ،‬ب) نوع مفعوله قصير‪.‬‬
‫ويؤدي استمرار تعاطيهما إلى حالة اإلدمان‪ .‬وهذه الحبوب تصنع بكثرة وتحت أسماء‬
‫تجارية ومن أنواعها السيكونال ‪ ،Seconal‬واألميتال ‪ Amytal‬وتحدث هذه العقاقير‬

‫‪84‬‬
‫حالة استرخاء عقلي وشعور بنشوة مؤقتة‪ ،‬وزيادة الكمية يؤدي إلى سرعة الثورة وعدم‬
‫اإلتزان االنفعالي‪ ،‬كما تضعف الذاكرة ويتعطل التفكير‪.‬‬

‫(ج) عقاقير التنشيط والنشوة‪ :‬وتحدث لدى المتعاطي االرتياح واالسترخاء‬


‫واالنزواء عن العالم والبعد عن المشكالت‪ .‬وتساعد مثل هذه العقاقير (المثدرين –‬
‫الدكسترين) على اليقظة في بداية األمر‪ ،‬على السهر الطويل لكنها تقلل الشهية‪ .‬وزيادة‬
‫الجرعات تؤدي إلى عصبية المزاج وسرعة التهيج والى اضطراب في العمليات العقلية‪.‬‬

‫تفسير اإلدمان‪ :‬هناك تفسيران يقفان وراء عملية اإلدمان‪ ،‬أولهما (‪ )1‬التفسير‬
‫الفسيولوجي حيث تحدث العقاقير المخدرة تغيرات هامة‪ .‬ما اتضح في وظائف أعضاء الجسم‬
‫بحيث أن اعتياد الجسم على هذه الحالة الجديدة يشعر الفرد بالضيق إذا عاد لحالته الطبيعية أو‬
‫أجبر على االمتناع مؤقتاً عن الخدر أو قام بإيقافه نهائياً‪ .‬وقد تكون المجارة االجتماعية أو غير‬
‫ذلك هو الدافع وراء أول جرعة‪ .‬ولكن األثر االنتشائي يجعل الفرد لكريقة آلية ‪Automatic‬‬
‫يكرر تناول المخدر فإذا قل في جسمه بعد ذلك الحد المطلوب للنشوة واالرتياج شعر ببالم ترجع‬
‫اختالل التوازن الكيميائي والحيوي وال يزيلها إال العودة إلى المخدر‪ .‬وثانيهما (‪ )0‬التفسير النفسي‬
‫حيث يعتبر علماء النفسأن تأثير حالة النشوة والسرور والتخدير لآلثار التي تعزز عادة التعاطي‬
‫واإلدمان ألنها تخفف التوتر واأللم النفسي وال يمكن ان نذكر أن هناك تفسي اًر ثالثاً (‪ )3‬التفسير‬
‫االجتماعي لإلدمان‪ ،‬والمتمثل في المجاراة والصحبة والظروف االجتماعية المواتية‪.‬‬

‫ظروف اإلدمان‪ :‬يحدث اإلدمان نتيجة توفر ظروف عدة منها غياب األب لمدة طويلة‬
‫عن األسرة‪ ،‬أو أن يكون األب مكروهاً من األبناء ألنانيته أو لقسوته في معاملتهم‪ ،‬وكذلك للتفكك‬
‫في العالقة بين الوالدين والشجار المستمر بينهما دور رئيسي في اإلدمان‪ ،‬وفي دراسة على‬
‫مؤسسة عقابية قررت مجموعة من السجينات أنهن تعلمن االعتماد على تلك المواد وكيفية‬
‫استخدامها والحصول عليها من السجينات القدامى (‪( )Gender & Plager 1968‬ظريف‬
‫شوقي‪.)02 :1220 ،‬‬

‫العالج‪ :‬يكون بتغيير جماعات االصدقاء للمرضى وبإعادة تاهيل شخصية المدمن‬
‫بتغيير مفهومة عن ذاته وتوفير أنشطة بديلة (لورانس شافر‪.)332 :1255 ،‬‬

‫‪85‬‬
‫وتوجد في مصر كثير من الجهات التي تتولى العالج من اإلدمان كاإلدارة العامة‬
‫لمكافحة المخدرات والجمعية المركزية لمنع المسكرات ومكافحة المخدرات وأندية الدفاع‬
‫االجتماعي‪ .‬ويبين الجدول (‪ )5‬عدد المدمنين المتقدمين للعالج من اإلدمان خالل إحدى عشر‬
‫سنوات نكتفي بست سنوات منها‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)3‬‬

‫عدد المدمنين المتقدمين للعالج‬


‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫السنة‬ ‫رقم‬

‫‪%0.3‬‬ ‫‪021‬‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪%0.2‬‬ ‫‪023‬‬ ‫‪1220‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪%3.3‬‬ ‫‪521‬‬ ‫‪1223‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪%12.2‬‬ ‫‪0232‬‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪%15.5‬‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪%05.3‬‬ ‫‪3032‬‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪5‬‬

‫وقد بلغ مجموع المتقدمين خالل اإلحدى عشر عاماً والذي حسبت منه النسبة ‪10220‬‬
‫متقدماً للعالج‪ .‬ويتضح من الجدول (‪ )5‬أن نسبة اإلقبل على العالج من اإلدمان في زيادة‬
‫مستمرة إذ بلغت ‪ %0.3‬في العام ‪ 1222‬وبلغت ‪ %05.3‬عام ‪ 1222‬أي أن الزيادة بلغت‬
‫‪( %03.1‬مجدي رزق‪.)12 :1225 /‬‬

‫دراسات عربية على اإلدمان‬

‫فيما يلي تعرض لخمس دراسات األولى أجريت عن التدخين والثانية عن تعاطي‬
‫الحشيش والثالثة عن إدمان المخدرات والرابعة عن المواد النفسية المؤثرة في األعصاب‪،‬ـ‬
‫والخامسة عن عالقة التعاطي بالصحة النفسية والتنشئة االجتماعية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫فقد أجرات مديحة العزبي (‪ )1222‬دراسة عن التدخين على طلبة الجامعات فذهبت إلى‬
‫أن عدد المدخنين في ازدياد مستمر بين الفئات المختلفة ذكو اًر واناثاً أطفاالً وكبار مثقفين وعمال‬
‫من مستويات اجتماعية اقتصادية مختلفة حيث كشفت الدراسات (عبده ميخائيل ‪ )1233‬أن سن‬
‫ابتداء التدخين كان ‪ 10‬عاماً‪ ،‬ونسبة التدخين بين آباء التالميذ المدخنين ‪ ،%22‬وبين آباء غير‬
‫المدخنين ‪ %52‬والسبب األول لتدخين هو الشعور بالزهو والرجولة‪ ،‬كما وجد (هند سيد طه‬
‫‪ )1223‬من العوامل التي تقف وراء التدخين تغيب األب عن المنزل وضغوط األصدقاء‬
‫المدخنيني والميل للسلوك اإلجرامي‪ .‬وقد هدفت دراسة مديحة العزبي إلى الكشف عن ما هو‬
‫الشخص الذي يدخن وتكونت العينة من ‪ 322‬طالباً من جامعتي عين شمس والقاهرة‪ .‬وقد‬
‫وجدت الباحثة أن التدخين يعبر عن وجود حاجة أو مجموعة معقدة من الحاجات تدفع الفرد الى‬
‫هذا السلوك‪ .‬كما أن التقليد سواء للكبار أو الزمالء يحتل مكاناً هاماً فالتدخين والرغبة في تجربته‬
‫يعتمد على محاولة تقليد نموذج سواؤ واقعي أو متخيل‪ ،‬كما أن الشخص يدخن لكي يشعر‬
‫باالسترخاء والهدوء (مديحة العزبي‪ .)2 :1222 ،‬ويمكن أن يسجل هنا أن دراسة سامي عبد‬
‫القوي (‪ )1222‬قد توصلت قبل ذلك لنفس النتائج‪ ،‬فيما يختص بدوافع التدخين ووجود نماذج‪،‬‬
‫وعوامل االستمرار واإلقالع عن التدخين وسمات الشخصية المرتبطة بالتدخين لدى الطالبات‬
‫كانت اكثر انبساطية (سامي عبد القوي‪.)132 :1222 ،‬‬

‫وقد قام أحمد عبد اهلل محمد السعيد بإجراء دراسة (‪ )1222‬على ‪ 122‬متعاطي مسجون‬
‫بالسعودية والذين ضبطوا من قبل رجال األمن في حالة تعاطي حشيش وكان العينة التجريبية‬
‫‪ 122‬مسجون بتهم أخرى غير التعاطي وكانت العينة الضابطة ‪ 122‬من األسوياء في نسيان‬
‫الهموم وتحسين المزاج واطالة العملية الجنسية ومجاراة األصدقاء (أحمد عبد اهلل‪:1222 ،‬‬
‫‪.)133‬‬

‫وبالنسبة للدراسات اإلكلينيكية نذكر دراسة حالة اإلدمان التي قام بها عبد الرحيم بخيت‬
‫عبد الرحيم (‪ )1222‬طبق فيها اختبار التات لقياس الشخصية‪ ،‬والمقابلة وتوصل إلى أن المدمن‬
‫بتصف بالميول االكتئابية والتي تضهر من فشله في الزواج‪ ،‬واليأس الذي ظهر في أحالمه‪،‬‬
‫وبالوساوس والقهر والذي بدأ في محاولة المريض القفز من سطح المنزل (عبد الرحيم بخيت‪،‬‬
‫‪.)51 :1222‬‬

‫‪87‬‬
‫وأجرت هبة اهلل أبو النيل (‪ )1222‬دراسة هدفت فحص العالقة بين أسلوب الحياة‬
‫وتعاطي المواد النفسية المؤثرة في األعصاب لدى عينة من طالب الجامعة من خالل توضيح‬
‫إلى أي حد يختلف أسلوب حياة المتعاطين عن نظرائهم من غير المتعاطين‪ .‬واختيرت عينة من‬
‫طالب الجامعة عددهم ‪ ،332‬نصفهم تقريباً من بعض الكليات العملية (ن = ‪ )123‬ونصفهم‬
‫اآلخر من بعض الكليات النظرية (ن=‪ )122‬قسمت إلى مجموعتين‪ ،‬األولى مجموعة من تعاطوا‬
‫أي مادة نفسية ولو لمرة واحدة (المتعاطون)‪ ،‬أما الثانية فهي مجموعة ضابطة من غير‬
‫المتعاطين‪ .‬وقد طبق على كل مجموعة بطارية من االختبارات وهي‪ :‬المقاييس المتعلقة بأسلوب‬
‫الحياة (أنشطة وعاداة الحياة اليومية‪ ،‬أنشطة وقت الفراغ‪ ،‬االتجاهات نحو الذات ونحو العناصر‬
‫المختلفة للسياق االجتماعي‪ ،‬مشكالت الحياة اليومية وطرق مواجهتها‪ ،‬مقياس فعالية التعامل مع‬
‫الوقت وتنظيمه) والمقاييس المتعلقة بالتعاطي (مصادر المعلومات عن التعاطي‪ ،‬االتجاه نحو‬
‫التعاطي) ثم مقاييس الشخصية (التطرف كأسلوب لالستجابة‪ ،‬مركز التحكم في التدعيم)‪.‬‬

‫وقد كشفت النتائج عن وجود فروق لها داللة إحصائية بين المتعاطين وغير المتعاطين‬
‫على المتغيرات المختلفة ألنشطة الخياة اليومية فأظهر المتعاطون أنه أقل التزاماً بالعادات‬
‫الصحية في التغذية وبأنهم أقل التزاماً بممارسة العادات اإليجابية المتصلة بنظام النوم‪ .‬وتتسم‬
‫تفاعالتهم داخل السياق األسري بالسلبية‪ ،‬كما أنهم ينمون عادات معوقة لالستذكار الفعال‪ ،‬كما‬
‫اظهر المتعاطون أنهم أقل استفادة من أوقات فراغهم مقارنة بغير المتعاطين ولم تظهر فروق بين‬
‫المتعاطين وغير المتعاطين في االتجاهات نحو الذات‪ ،‬أو نحو الدراسة والعمل‪ .‬واقتصرت‬
‫الفروق فقط على االتجاهات نحو األسرة وكذلك أيدت النتائج توقعنا بأن يكون المتعاطون أكثر‬
‫تعرضاً للمشكالت المثيرة للمشقة وأكثر معاناة من االضط اربات النفسية مقارنة بغير المتعاطين‬
‫(هبة اهلل أبو النيل‪.)22 :1222 ،‬‬

‫وفي دراسة مجدي رزق (‪ )1225‬عن أثر تعاطي اآلباء للمخدرات على الصحة النفسية‬
‫والتنشئة االجتماعية لدى األبناء‪ ،‬سعت للكشف عن‪:‬‬

‫أن أبناء المتعاطين لهم خصائص معينة‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫أنهم بدركون تنشئة أباءهم لهم بصورة خاصة‪.‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫يتسمون بخصائص عقلية معينة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪88‬‬
‫يتسمون بخصائص شخصية معينة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬وفيما يختص بالخصائص العامة ألبناء المتعاطين‪ :‬وجد أن اعمارهم تتراوح بين‬
‫‪ 02 – 00‬عاماً وأنهم يتوزعون على المستويات التعليمية المختلفة‪ ،‬أغلبهم في مستوى التعليم‬
‫المتوسط وبنسبة ‪ %32‬وذوي التعليم العالي ‪ %32‬أما بالنسبة لمستوى تعليم األب فقد كان‬
‫منخفضاً إذ بلغت نسبة الذي يعرفون القراءة والكتابة منهم ‪ %52‬كما أن أبناء المتعاطين‬
‫للمخدرات ينتمون إلى أسر كبيرة العدد‪ .‬ووجد في الدراسة أنه يغلب أن يكون ترتيب المتعاطي‬
‫من أبناء المتعاطين للمخدرات هو األول بين األخوة واألخوات بنسبة ‪.%22‬‬

‫(‪ )4‬وبالنسبة لالتجاهات الوالدية لد أبناء المتعاطين‪:‬‬

‫إدراك سلوب األب‪ :‬سلوك األب يتسم بعدم الضبط والتقبل التام لكل ما يؤتيه الطفل من‬
‫سلوك ال سوي والمشوب أحياناً بالسيطرة العدوانية على الطفل‪ ،‬إذ يتسعر األبناء القلق وعدم‬
‫األمن الذي يؤدي إلى االضطراب االنفعالي‪ .‬أما نفس السلوك من جانب األم فإن أثره على‬
‫سلوك األبناء يكون أخطر وأشد وطأة على البناء النفسي لألبناء‪ .‬إذ يؤدي إلى العصيان والتمرد‬
‫وألوان من السلوك المضاد للمجتمع‪.‬‬

‫إدراك أبناء المتعاطين للتعارض بين الوالدين في التنشئة‪ :‬أما إدراك أبناء المتعاطين‬
‫للتعارض الكبير بين اآلباء واألمهات في نمط التنشئة األجتماعية فيما يتعلق بنمط التقبل اى‬
‫التساهل الشديد مع الطفل من جانب احد الوالدين فى مقابل التقييد الشديد لرغباته من جانب‬
‫الوالد من الجنس االخر‪ ،‬فإن التذبذب بين التقييد والسماحة يعتبر شديد اإلرباك‪ ،‬حيث ال يستطيع‬
‫الطفل أن يستنتج ما هو مرغوب وما هو ممنوع كما يتفق الكثير من العلماء على أن عدم‬
‫االتساق بين أالب واألم في نمط التنشئة ااجتماعية يعتبر عامل أساسي وفعال في تكوين السلوك‬
‫المضاد للمجتمع‪.‬‬

‫(‪ )3‬وبالنسبة للخصائص العقلية ألبناء المتعاطين للمخدرات‪ :‬أوضحت نتائج الدراسة‬
‫الميدانية انخفاض أداء أبناء المتعاطين للمخدرات عموماً على مقياس وكسلر بلفيو لذكاء‬
‫الراشدين والمراهقين‪ ،‬فقد كان أداءهم أقل من أداء أبناء غير المتعاطين للمخدرات بشكل دال‬
‫إحصائياً‪ ،‬إذ كانت نسب الذكاء اللفظي والعملي والكلي ومعامل الكفاءة لديهم منخفضة بشكل‬

‫‪89‬‬
‫ملحوظ مما يشير إلى انخفاض مستوى كفاءة الوظيفة العقلية لدى أبناء المتعاطين للمخدرات‬
‫بصورة عامة‪.‬‬

‫أبناء المتعاطين للمخدرات‪ :‬أوضحت نتائج‬ ‫(‪ )1‬وبالنسبة للخصائص الشخصية لد‬
‫الدراسة من خالل الختبار الشخصية االسقاطي الجمعي ان أبناء المتعاطين للمخدرات ستمون‬
‫بعدم النضج االنفعالي ويفتقرون إلى الصحة النفسية‪ ،‬كما أن لديهم قابلية عالية للنجاح‪ ،‬وذلك‬
‫خالل ارتفاع "الدرجة الكلية" على االختبار لديهم (مجدي رزق‪.)032،032 :1225 ،‬‬

‫وقد وجد مجدي رزق (‪ )4993‬أن البناء النفسي ألبناء المتعاطين للمخدرات يتسم‬
‫بالخصائص اآلتية‪:‬‬

‫(أ) صورة الذات‪ :‬تتسم بالعجز والسلبية في مواجهة مواقف الحياة الضاغطة والتعلق‬
‫الطفلي باألم والمسل إلى اإلشباع الفوري للرغبات مع عدم القدرة على تحمل اإلحباط أو اإلغراء‬
‫أو تأجيل إشباع الرغبات‪ .‬وتبدو هذه الصورة أكثر وضوحاً لدى المتعاطين من أبناء المتعاطين‬
‫للمخدرات‪.‬‬

‫(ب) الصورة الوالدية‪ :‬غالباً ما يدرك أبناء المتعاطين للمخدرات صورة الوالد على أنها‬
‫شاذة‪ ،‬شريرة‪ .‬أما صورة األم فيتعلق يها أبناء المتعاطين للمخدرات تعلقاً يتسم بالخضوع والطاعة‬
‫وان كانت تبدو أحياناً مسيطرة إال أن صورتها الخاضعة والخانعة والمطيعة كانت هي األكثر‬
‫شيوعاً‪.‬‬

‫(ج) الصراع‪ :‬أوضحت النتائج أن الصراعات لدى أبناء المتعاطين للمخدرات تدور حول‬
‫الرغبات الجنسية مع امتثال افرد لها وعجزه عن التعامل بكفاءة معها‪.‬‬

‫(د) كفاءة األنا‪ :‬اتضح لدى أبناء المتعاطين للمخدرات ضعف األنا وعجزه عن مواجهة‬
‫صراعاته وحل مشكال ته بطريقة توافقية‪ ،‬فاألنا ال يتحمل اإلحباط واإلغراء وال يستطيع تأجيل‬
‫اإلشباع ويسوده مبدأ اللذة ويتسم بالتردد والسلبية‪.‬‬

‫(ه) األنا األعلى‪ :‬أظهرت النتائج أن االنا األعلى لدى أبناء المتعاطين للمخدرات يبدو‬
‫كثير الثغرات متساهالً أما انسياق الفرد وراء رغباته‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫العدوان‪ :‬توضح النتائج أن العدوان لدى أبناء المتعاطين للمخدرات يتجه نحو السلطة‬
‫الوالدية والمجتمع (مجدي رزق‪.)032 :1225 ،‬‬

‫دور أخصائي الصحة النفسية يف مواجهة مشكلة اإلدمان‬

‫مقدمة‪ :‬بعد أن تضاءل دول األسرة في توجيه األبناء نحو اكتساب العادات السوية‬
‫النشغال الوالدين في العمل بدأت أجهزة اإلعالم في تولي مد جمهور الناس بالمعلومات عن‬
‫كثير من أمور الحياة من أجل اإلقناع واالقتناع بمعتقدات معينة‪ .‬وان نجحت أجهزة اإلعالم‬
‫والموجهة لجميع فئات المجتمع في إقناعهم واقتناعهم ببعض األمور الثقافية والمشكالت الخاصة‬
‫بضغوط الحياة إال أن دورها بالنسبة لمشكلة اإلدمان من زاوية االحتواء والمكافحة لم يصل‬
‫للمستوى المطلوب بعد وذلك لسخونة معالجة البرامج الظاهرة في البداية ثم يحدث بعد ذلك القتور‬
‫في المواجهة‪ .‬هذا إضافة إلى أن أجهزة اإلعالم تلجأ إلى غير المتخصصين لمد جماهير‬
‫المستمعين (الراديو) والمشاهدين (التلفزيون) والقراء (الصحف والمجالت) بالمعلومات عن‬
‫الظاهرة إلرشادهم إلى أضرار التعاطي حيث الحق الناس الكثير من األضرار نتيجة االستعانة‬
‫بغير المتخصصين‪ .‬هذا إذا أضفنا أن البرامج اإلعالمية ال يوجد تنسيق بينها كما أنه ال توجد‬
‫ثقافة عامة لدى مقدمي هذه البرامج مما يفرغ البرنامج من هذفه نتيجة تسطيحهم للظاهرة‪.‬‬

‫تهدف هذه المقدمة إلى توضيح أن الفرد قد خضع من حيث التأثير في سلوكه‬
‫بالمؤسسات اآلتية‪:‬‬

‫(‪ )1‬األسرة‪.‬‬

‫(‪ )0‬المدرسة مع وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫ونجد أن دور االسرة قد تقلص واقتصر دور المدرسة على التعليم وأن الفرد يتعر لوسائل‬
‫غالم غير هادفة ال يوجد تكامل بين برامجها مما يجعل من الضرورة بمكان أن يكون ألخصائي‬
‫الصحة النفسية دور كبير في مواجهة ومكافحة ظاهرة التعاطي (محي الدين حسين‪.)1223 ،‬‬

‫يرتكز – كما أسلفنا – دور أخصائي النفسية في مواجهة ظاهرة التعاطي على‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫(‪ )1‬معايشته لألفراد‪.‬‬

‫(‪ )0‬المتابعة المستمرة لهم‪.‬‬

‫هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن المواجهة تتطلب إعداداً ألخصائي الصحة النفسية‬
‫وتدريبه على مواجهة الظاهرة لكي يستطيع القيام بدوره ولديه المعلومات الكاملة عن الظاهرة‪ .‬كما‬
‫تتلطب المواجهة أن يتوفر في أخصائي الصحة النفسية الذي يتم اختياره للقيام بدور المواجهة‬
‫شرطين أساسيين‪:‬‬

‫(‪ )1‬سمات واستعدادات معينة‪.‬‬

‫(‪ )0‬إعداداً وتدريباً خاصاً‪.‬‬

‫وذلك ألنه إذا كان العمل مع األسوياء من الناس يتطلب أن يكون القائم بهذا العمل‬
‫متصفاً بسمات تتركز في أي يكون متوافقاً نفسياً واجتماعياً فإن من باب أولى ان يتصف من‬
‫يواجه ظاهرة التعاطي بالصحة النفسية السوية وأن يكون تقبله لآلخرين صفة من الضروري أن‬
‫تتوفر فيه كما أن قدرته على فهم اآلخرين تصبح ذا أهمية كبرى في مواجهة أخصائي الصحة‬
‫النفسية السوية وان يكون تقبله لآلخرين صفة من الضروري أن تتوفر فيه كما أن قدرته على فهم‬
‫اآلخرين تصبح ذا أهمية كبرى في مواجهة أخصائي الصحة النفسية لهذه الظاهرة (جمعة سيد‬
‫يوسف‪.)22 :1233 ،‬‬

‫تدريب أخصائي الصحة النفسية‪ :‬يجب ان تلقى عملية تدريب أخصائي الصحة النفسية‬
‫عناية شديدة من الناحيتين النظرية والعملية في موضوع التعاطي بصفة عامة لكي يكسب‬
‫معلومات عن المخدرات وتعاطيها وانتشارها وتوزيعها وانتشارها وأنواعها وكيفية عالجها والوقاية‬
‫منه حتى يصبح قاد اًر على اإلفادة في مواجهة الظاهرة لدى األفراد‪ .‬ويقترح في هذا الصدد إعداد‬
‫برنامج لهذا الغرض لتدريب أخصائي الصحة النفسية على مواجهة ظاهرة التعاطي‪.‬‬

‫إعداد برنامج التدريب‪ :‬ينبغي أن يتوفر في برنامج التدريب إعداد أخصائي الصحة‬
‫النفسية لمواجهة ظاهرة التعاطي‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫(‪ )1‬تحديد الهدف من البرنامج‪.‬‬
‫(‪ )0‬عمل توصيف للظاهرة إلعداد مراد البرنامج‪.‬‬
‫(‪ )3‬التوصل للمهارات المطلوبة من أخصائي الصحة النفسية واكتسابها من‬
‫البرنامج‪.‬‬
‫(‪ )3‬عمل تقييم ومتابعة للبرنامج من حيث تحقيقه للهدف‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫أسس إعداد الربنامج‬

‫يؤسس البرنامج في محتواه على اإلفادة من المعلومات والمهارات التي أمكن‬ ‫(‪)1‬‬
‫تحصيلها من فروع علم النفس والطب النفسي واالجتماع والقانون وذلك بهدف‬
‫زيادة كفاءة الخدمة التي تقدم للمتعاطي من قبل األخصائي في مجاالت‬
‫المواجهة المختلفة‪.‬‬

‫كما أنه يمكن أن توضع في هذا الصدد برامج تدريب محدودة تقتصر على‬ ‫(‪)0‬‬
‫الجوانب الرئيسية لرعاية المتعاطي على أن يلحق ذلك دورات تدريب متتابعة‬
‫حتى يمكن تجديد معلومات األخصائي بصفة مستمرة‪.‬‬

‫برنامج مقترح‪ :‬يجب أن يتضمن البرنامج مواداً في علم النفس واالجتماع والطب كما‬
‫أسلفنا بحيث يكون لدى األخصائي معرفة عن التكامل البيولوجي النفسي االجتماعي والذي يشكل‬
‫الشخصية وأن الفرد المتعاطي إنسان أي "وحدة بيولوجية نفسية اجتماعية" متفاعلة ومتكاملة وأن‬
‫هذه العوامل الثالثة تؤثر في بعضها البعض‪.‬‬

‫وعلى هذا فإن الفروع اآلتية تساهم في إعداد مواد البرنامج‪:‬‬

‫(‪ )1‬علم النفس‪.‬‬

‫(‪ )0‬علم االجتماع‪.‬‬

‫(‪ )3‬الطب‪.‬‬

‫(‪ )3‬القانون‪.‬‬

‫(‪ )5‬بحوث التعاطي والخاصة بأنواعه والعوامل المسببة له وطرق عالجه‬


‫والوقاية منه‪.‬‬

‫(‪ )2‬عرض شرائط فيديو تعتمد على استخدام طرق للعالج السائدة في ذلك‬
‫المجال‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫دور أخصائي الصحة النفسية‬

‫الوقاية‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫اكتشاف التعاطي المبكر‪.‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫تدريب المدمن على اإلدراك السليم لمشكلته‬ ‫(‪)3‬‬

‫أوالا‪ :‬الوقاية‪ :‬وذلك بأن بتم عمل مخطط لمواجهة ظاهرة التعاطي وتتمثل تلك الوقاية في‬
‫منع وقوع تعاطي المواد للنفسية أي اإلعاقة الكاملة لظهور المشكلة وذلك لدى األفراد المحتمل‬
‫تورطهم في سلوك التعاطي‪ .‬أي أن يكون احتمال التعاطي لديهم بدرجة أعلى من لدىأي جماعة‬
‫أخرى ويسهم في ذلك االحتمال عدة عوامل نشير لها فيما بعد‪.‬‬

‫(‪ )1‬التعرض للمعلومات الخاصة بالمواد النفسية حيث أشارت البحوث بوجود ارتباط‬
‫مرتفع بين التعرض للمعلومات الخاصة بالمواد النفسية (سواء من خالل الرؤيا المباشرة أو‬
‫األقارب أو األصدقاء المتعاطين) وارتفاع احتمال إقبال األفراد على تعاطي هذه المواد‪.‬‬

‫(‪ )0‬التدخين فقد كشفت الدراسات عن وجود عالقة وثيقة بين تدخين السجائر واحتمال‬
‫التورط في التعاطي‪.‬‬

‫(‪ )3‬ارتفاع حجم المصروف‪ :‬وجدت عالقة قوية بينه وبين التورط في التعاطي (هند‬
‫طه‪.)031 :1223 ،‬‬

‫ثاني ا‪ :‬أكتشاف التعاطي المبكر‪:‬‬

‫ويكون ذلك من خالل المؤشرات اآلتية‪:‬‬

‫(‪ )1‬وجود مظاهر فسيولوجية على المتعاطي كانتفاخ العين وارتخاء عضالت الوجه‪.‬‬

‫(‪ )0‬انخفاض أداء الفرد في التحصيل الدراسي أو في العمل‪.‬‬

‫(‪ )3‬وجود مؤشرات للسلوك المرضي كالسرقة لإلنفاق على شراء المخدر‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ثالث ا‪ :‬تدريب المدمن على اإلدراك الواضح لمشكلته‪:‬‬

‫يكون دور األخصائي النفسي دو اًر مسانداً للمتعاطي وذلك بتدريبه على المالحظة الدقيقة‬
‫لنفسه للوصول به لإلدراك الواضح للجوانب العقلية والبدنية التي تاثرت بسلوكه اإلدماني والتي‬
‫تتمثل في‪:‬‬

‫مجموعة السوابق على فعل المتعاطي‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫فعل التعاطي نفسه‪.‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫مجموعة اللواحق المباشرة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫وتعتبر مالحظة ورصد السوابق التي تثير الدافع إلى التعاطي ثم مالحظة ورصد‬
‫اللواحق التي تدعم فعل التعاطي نقاط ارتكاز أساسية في إدراك المدمن لذاته إدراكاً واضحاً حتى‬
‫يمكن تطهير الجسم من السموم وذلك بان يتم في نفس العالج باألدوية حتى ال تحدث انتكاسة‬
‫لدة المتعاطي (محي الدين حسين‪.)051 :1223 ،‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫(‪ )1‬قارن بين عقاقير اإلثارة وعقاقير التنشيط وجلب النشوة‪.‬‬

‫(‪ )0‬ما الفرق بين الذهان والعصاب؟‬

‫مصادر تعلم أخر ‪ :‬أفالم لصور األمراض النفسية واإلدمان‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫مراجع الفصل الرابع‬

‫‪ -4‬أحمد عكاشة (‪ )1223‬الوقاية من الدرجتين الثانية والثالثة في الندوة القومية لمكافحة وعالج‬
‫اإلدمان – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -4‬أحمد عبد اهلل محمد السعيد (‪ )1222‬دراسة لبعض النواحي النفسية لمتعاطي الحشيش‬
‫بمنطقة الرياض – مجلة علم النفس – الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪ -3‬جمعة سيد يوسف (‪ )1223‬تدرب األخصائيين النفسيين اإلكلينيكيين لمواجهة مشكلة تعاطي‬
‫المخدرات في الندوة القومية لمكافحة المخدرات وعالج اإلدمان – المجلس القومي لمكافحة‬
‫وعالج اإلدمان – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -1‬جالل عبد العال (‪ )1222‬دراسة للعوامل النفسية التي تكمن وراء جريمة القتل عند القاتالت‬
‫– مجلة علم النفس – العدد الثاني – الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪ -3‬حسين فايد (‪ )1220‬دراسة مقارنة لديناميات شخصية متعاطي الهيروين ومتعاط الحشيش –‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة ببداب عين شمس ‪.‬‬

‫‪ -6‬رشاد عبد العزيز (‪ )1222‬النوع كمحدد سلوكي في االكتئاب النفسي دراسة عاملية – مجلة‬
‫علم النفس العدد (‪ )11‬الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪ -7‬سامي عبد القوي (‪ )1222‬خصائص الشخصية المرتبطة بتدخين السجائر دراسة في الفروق‬
‫بين الجنسين لدي طالب الجامعة– رسالة ماجستير ببداب عين شمس‪.‬‬

‫‪ -4‬ظريف شوقي (‪ )1220‬اآلثار النفسية للعقوبات سالبة الحرية المركز القومي للبحوث‬
‫االجتماعية والجنائية‪.‬‬

‫‪ -9‬عبد الرحيم بخيت عبد الرحيم (‪ – )1222‬الدالالت اإلكلينيكية الستجابات مدمن المخدرات‬
‫(دراسة حالة) – مجلة علم النفس العدد (‪ )3‬الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪ -40‬عمر سيد الشوربحي (‪ )1222‬أخطار اكتئاب األم علي الطفل مجلة‪:‬علم النفس العدد (‪)3‬‬
‫الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ -44‬كوفيل وآخرون – تأليف محمود الزبادي – ترجمة – علم نفس الشواذ – دار النهضة العربية‬
‫– القاهرة‪.‬‬

‫‪ -44‬لورانس شافر – تأليف – علم النفس المرضي واإلضطرابات الصغرى في ‪:‬ميادين علم‬
‫النفس تأليف بإشراف جيلفورد وترجمة بإشراف يوسف مراد المجلس األول دار المعارف‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -43‬محمود أبو النيل (‪ )1221‬اإلدمان محاضرة ألقيت ضمن برنامج تدريب الضباط بكلية‬
‫شرطة دبي‪.‬‬

‫‪ -41‬الجمعية المصرية للطب النفسي (‪ )1222‬الدليل العصري لألمراض النفسية‪-‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -43‬مجدي رزق (‪ )1225‬دراسة عن آثر تعاطي اآلباء للمخدرات علي الصحة النفسية والتنشئة‬
‫االجتماعية لألبناء – رسالة دكتوراه ببداب عين شمس‪.‬‬

‫‪ -46‬محي الدين أحمد حسين (‪ )1223‬إعادة التأهيل والدمج االجتماعي لمتعاطي المخدرات‪،‬‬
‫في‪ :‬الندوة القومية لمكافحة المخدرات وعالج اإلدمان – المجلس القومي لمكافحة وعالج‬
‫اإلدمان – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -47‬محي الدين أحمد حسين (‪ )1223‬تدريب اإلعالميين وترشيد اإلعالم ‪ ،‬في‪ :‬الندوة القومية‬
‫لمكافحة المخدرات وعالج اإلدمان – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -44‬هبه أبو النيل (‪ )1222‬العالقة بين أسلوب الحياة واالستهداف لتعاطي المواد النفسية المؤثرة‬
‫في األعصاب لدي طلبه الجامعة رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلداب – جامعة‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -49‬هند طه (‪ )1223‬الوقاية األولية معناها واجراءاتها ‪ ،‬في‪ :‬الندوة القومية لمكافحة المخدرات‬
‫وعالج اإلدمان – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان – القاهرة‪.‬‬

‫‪98‬‬
20- Clark Daived Stafford (1959) Psychiatry Today, Apelican Book,
London.

21- Irgren Andres & Serber Andrea (1992) psychologist Approaches


in Neurotoxichology: some introductory Remarks, Applied
psychology: An international Review.

99
‫الفصل اخلامس‬

‫تفسري السلوك الالسوي‬

‫العوامل واألسباب‬
‫األهداف‪ :‬يهدف هذا الفصل إلى مد القارئ بالمعرفة التي تتعلق بالعوامل واألسباب التي‬
‫تقف وراء حدوث اللوك الالسوى والتي تتركز في كل من الوراثة والبيئة وفي هذا اإلطار يتم‬
‫تعريف القارئ بالوراثة وتأثير البيئة الرحمية وما يحدث لألم من انفعاالت وتأثيرها كذلك يعرف‬
‫القارئ بدور الغدد الصماء في السلوك الالسوى عند زيادة أو نقصان إفرازها كذلك يهدف الفصل‬
‫إلى تعريف القارئ بدور البيئة والوراثة في السلوك اإلجرامي وفي الفصام‪.‬‬

‫المحتو ‪ :‬يشتمل على العديد من الوحدات ومن أهمها‪ :‬الوراثة تأثير البيئة الرحمية‬
‫وتأثير العوامل االنفعالية والمواد المخدرة والغدد الصماء والغذاء والبيئة‪ ،‬والتفاعل بين الوراثة‬
‫والبيئة دور الوراثة في السلوك اإلجرامي والتحضر والهجرة والسلوك اإلج ارمي والفصام بين الوراثة‬
‫والبيئة‪.‬‬

‫مقدمة‪ :‬إن ما حدث في تاريخ علم النفس عام ‪ 1222‬في القرن الماضي يعتبر نقطة‬
‫تحول من االعتماد على التفسيرات الواحدة إلى االعتماد على التفسيرات المتعددة والتي تتضمن‬
‫كل العوامل الوراثية والبيئة ويحاول العلماء التوفيق بين كل هذه العوامل فيلجأون لنظام في‬
‫ال تفسير من شأنه أن تقلل من عدد العوامل إلى الحد األدنى ولذلك فإنه بالنسبة لالضطرابات‬
‫النفسية واالجتماعية أي الصحة النفسية فإن أسبابها توحد في التخصيب بين البيولوجيا وعلم‬
‫النفس وعلم االجتماع وعلم الصحة واألنثروبولوجيا ونتناول فيما يلي العوامل البيولوجية والعمليات‬
‫التوافقية ثم ننتقل للكالم بالتفصيل عن الوراثة والبيئة‪.‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬العوامل البيولوجية والعمليات التوفقية‬
‫األساس البيولوجي‪:‬‬

‫أي انه يجب االبتداء بالفرد ككائن حي منذ البداية وكأساس لها‪ .‬وتعتبر العوامل دون‬
‫أدنى شك األساس في تحديد السلوك‪ ،‬وخاصة إنها من المحددات الهامة في نمو شخصية‬
‫اإلنسان‪ ،‬على هذا يجب البدء في النظر للسلوك الالسوى وعند تناول موضوعاته بالنظر للفرد‬
‫ككائن حي ‪ individual organism‬منذ البداية وذلك على الرغم من اجدل والنقاش الذي يتعلق‬

‫‪011‬‬
‫بمشكلة الوراثة في مقابل البيئة‪ ،‬ولقد الزمت هذه المناقشات أن يعطي للوراثة البيولوجية لإلنسان‬
‫قد اًر من األهمية وأن ينظر للسلوك الالسوى على أساس أنه نتيجة تفاعل اإلمكانيات الموروثة‬
‫والتأثيرات االجتماعية الثقافية فاألبنية البيولوجية لدى اإلنسان مسئوله جزئياً على ما يحدث له‬
‫من اضطرابات نفسية أي أن لها دو اًر في استعدادات الفرد لإلصابة بالمرض النفسي‬
‫(‪.)proshansky, 197:3‬‬

‫وبالنسبة لعالقة النواحي البيولوجية بالشخصية‪ ،‬فإنه نظ اًر ألن الشخصية عبارة عن نظام‬
‫شديد التعقيد فإنه من الممكن النظر للعوامل البيولوجية ال على أنها عوامل مسببة ‪causative‬‬
‫‪ ،factors‬بل على أنها عوامل محددة ‪ ، limiting factor‬أي أنها أحد العوامل التي لها عالقة‬
‫بنمو الشخصية وليس هي العامل الوحيد وانطالقاً من ذلك فإنه يعطي وزن للعوامل الفسيولوجية‬
‫والتكوينية التي يفترض أنها تلعب دو اًر في السلوك كالجهاز العضلي‪ ،‬والجهاز العصبي‪،‬‬
‫والحاجات األساسية للكائن الحي‪ ،‬والنشاط الغدي‪ .‬ونتكلم فيما يلي عن هذه النواحي‪:‬‬

‫‪ -1‬الجهاز العضلي‪ :‬أن الدور الذي يلعبة الجهاز العضلي‪ musculature‬والعضالت له‬
‫عالقة بدرجة اتزان أو اضطراب الشخصية فخالل الخوف أو التهيج‪ ،‬يزداد نشاط العضالت‬
‫خاصة الملساء في المعدة واألثنى عشر‪ ،‬وعندما تنقبض العضالت فإنها تحرك الجسم‬
‫وتطرد الهواء وتستقبله وتعمل على اهتزاز األحبال الصوتية‪ ،‬كما تساعد على مواجهة‬
‫الموقف‪ ،‬وعلى االتصال باآلخرين‪.‬‬
‫‪ -4‬الجهاز العصبي‪ :‬يوجد جهازان عصبيان هما ‪ :‬الجهاز العصبي المركزي ‪control‬‬
‫‪ nervous system‬والجهاز العصبي الالإرادي ‪ autonomic‬ويتكون الجهاز العصبي‬
‫المركزي من المخ والحبل الشوكي ‪ spinal cord‬وهو مركز كل الممرات والتوصيالت التي‬
‫تنتقل من خاللها للحركات أما الجاز الالإرادي فإنه يتحكم في نشاط الغدد والقلب والكبد‬
‫والمعدة واألمعاء ويعتبر الجهاز العصبي المركزي أساس الذكاء والفهم واللغة واإلدراك‬
‫والتعلم‪ ،‬كما أنه يساعد الفرد على التوافق والنجاح‪ .‬أبما الجهاز العصبي الالإرادي فيلعب‬
‫دو اًر أساسياً في التوافق الفسيولوجي للكائن الحي أثناء مواجهته للمخاطر والمخاوف‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ -3‬الحاجات األساسية للكائن الحي‪ :‬تشير الحاجة إلى حالة من النقص الذي يعتري الجسم‪ ،‬أو‬
‫إلي االضطراب الذي يصيب النفس‪ ،‬واذا لم يقم الفرد بإشباع هذه الحاجة‪ ،‬فإنه يثير لديه‬
‫حالة من التوتر والضيق الذي ينتهي بإشباع هذه الحاجة‪ .‬وتصنف الحاجات إلى ناحيتين‬
‫رئيسيتين‪ :‬األولى تلك الحاجات التي تكفل المحافظة على بقاء النوع‪ ،‬كالحاجة إلى الطعام‬

‫‪010‬‬
‫والراحة والنوم‪ ،‬والثانية تلك الحاجات التي تكفي للمحافظ على بقاء النوع‪ ،‬كالحاجة إلى‬
‫الجنس‪ ،‬والحاجة إلى األمومة‪ .‬ويميل اإلنسان من تلقاء نفسه إلى االحتفاظ بتوازنه الداخلي‬
‫الفيزيقي الكيميائي وذلك بالقيام بالعمليات الالزمة الستعادة توازنه‪ ،‬فإن ارتفعت درجة حرار‬
‫الجسم زاد إفراز العرق‪ ،‬وان فشل الفرد في استعادة توازنه العضوي مرض أو مات وعندما‬
‫يكون الفرد في حاجة إلى الماء أثارت هذه الحاجة توت اًر يحمله على أن يقوم بالسلوك‬
‫المناسب إلرضائها وازالة ما يعانيه من توتر ومن استعادة التوازن أن يعمل على المستوي‬
‫النفسي االجتماعي أيضاً كما يعمل على المستوى الفسيولوجي فاإلنسان يميل إلى االحتفاظ‬
‫بحالة توازن في عالقته بالبيئة المادية واالجتماعية فإن اختل هذا التوازن شعر الفرد بحالة‬
‫من التوتر تدفعه بنوع من السلوك الظاهر كالمشي‪ ،‬أو الباطن كالتفكير أو بهما معاً‪.‬‬

‫ولكل ما سبق فإن عالم النفس يعطي أهمية لدور الحاجات األساسية في السلوك‬
‫اإلنساني فاألطفال الذي ينتمون لمستوى اجتماعي اقتصادي منخفض أقل ذكاء من األطفال ذوي‬
‫المستوى االجتماعي االقتصادي المرتفع‪ .‬وذلك ألنه من المعروف أن األطفال ذوي المستوي‬
‫االقتصادي المنخفض ال تتوافر لهم نفس ظروف األطفال األغنياء الذين يمكنهم إشباع حاجاتهم‬
‫األساسية‪ ،‬وعلى رأسها الطعام الذي يلعب دو ًار هاماً في عملية النمو وتكوين بنية الجسم‪ ،‬وتزويد‬
‫الجسم بالطاقة التي يحتاجها كما يصلح الخاليا التالفة ويعيد بنائها ويكون خالليا جديدة كما أن‬
‫الطعام يزيد من مناعة الجسم ضد بعض األمراض‪ ،‬بوقايته منها‪ .‬وعندما تفوق عملية الهدم‬
‫البناء بسبب التغذية ينشأ عن ذلك إصابة الكيان النفسي بالوهن والهزال والنقص مما يقلل ذلك‬
‫من قدرته على التوافق النفسي االجتماعي‪.‬‬

‫(ب) العمليات التوافقية‪ :‬لقد جاءت مدارس جديدة في علم النفس‪ ،‬وتوارث من الوجود‬
‫مدارس أخرى‪ ،‬لكن المشكلة األساسية في علم النفس وموضوعة الرئيسي الزال باقياً كما هما‬
‫وهو دراسة خصائص الفرد في الجماعة وعمليات التوافق التي يكتسب بها أهدافه أو يقلل من‬
‫تواتراته كما يدرس سلوك الجماعة نفسها ويستند علم النفس المعاصر في إقامة صرح موضوعاته‬
‫على العمليات النفسية ومبادئ علم النفس‪ ،‬كما يؤكد في نفس الوقت على الشخصية ككل‪ ،‬وذلك‬
‫امتداداً لوجهة نظر الطب النفسي ‪ psychomedicine‬الذي ينظر لإلنسان ككل‪ .‬كما يعتبر‬
‫الفرويديون الجدد من أمثال هاري ستاك سولفيان وكارني هورني‪ ،‬وأريك فورم مصد اًر خصباً‬
‫وغير محدود في دراسة السلوك االجتماعي وعلم النفس اليوم ال يركز على االستجابة للمنبه بل‬
‫على التفاعل بين اإلنسان واإلنسان وبين اإلنسان والجماعة وبين الجماعات‪ ،‬وتعتبر التفاعلية‬

‫‪012‬‬
‫‪ interactionism‬اكتشافاً أساسه اجتماعي إلى حد كبير ونجده في الكثير من كتابات ميد‬
‫(‪.)bruner,j.s,119‬‬

‫ولقد استفاد علم النفس من كل هذه اآلراء واالكتشافات والدراسات الطب نفسيه‪،‬‬
‫واألنثروبولوجية‪ ،‬وذلك في نظرته لتوافقات الفرد‪ ،‬على أساس أنه وحده بيولوجية نفسيه اجتماعية‪،‬‬
‫وذلك منذ بداية حياته جنيناً في بطن أمه يتأثر بالعديد من المؤثرات مثل انفعاالت األم ومرضها‬
‫وادمانها على المهدئات وما تتناوله من غذاء وحتى يصير كائنا اجتماعياً متفاعالً ( ‪broun‬‬
‫‪.)foger,1965:8‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬الوراثة والبيئة‬

‫مقدمة‪ :‬تلعب كل من الوراثة والبيئة دو اًر أساسياً في تسبيب السلوك الالسوى‬


‫واالضطرابات البيئية واالجتماعية وسيتناول فيها كل منهما على حده وتوضيح دورها في نشأه‬
‫السلوك الالسوى‪.‬‬

‫الوراثة‪ :‬تعني الوراثة كافة الخصائص والصفات التي توجد لدى الفرد عندما يبدأ الحياة‪.‬‬

‫‪ -1‬يبدأ الحمل بالتقاء الحيوان المنوي للرجل ببويضة األنثى‪.‬‬


‫‪ -0‬وتنمو تلك البويضة المخصبة في رحم األم‪ ،‬وتنقسم إلى ‪ 0‬خلية‪ 3 ،‬خلية‪ 2،‬خلية‪12 ،‬‬
‫خلية‪ 30 ،‬خلية حتى يصل عددها ماليين وباليين الخاليا‪.‬‬
‫‪ -3‬وعلى الرغم من أن كل هذه الخاليات قد أتى من البويضه المخصبة فإن كال منها ينمو‬
‫على حده‪ ،‬فالبعض يصبح خاليا للعضالت والبعض للغدد والبعض لألعصاب وهكذا‪.‬‬
‫‪ -3‬وكل خلية تحتوي على نواه صغيرة وتختلف كيميائياً وفسيولوجياً عن باقي خاليا الجسم‪.‬‬
‫‪ -5‬ولكل خلية عملها فخاليا العضالت تقوم بعمليات التقلص واالنكماش واالنقباض وخاليا‬
‫الغدد تقوم بعملية اإلفراز وخاليا األعصاب تقوم بعمليات التوصيل‪.‬‬
‫‪ -2‬أما النواة فإن عملها يكون خاصاً بالنمو وبتقسيم الخلية‪ ،‬واعطائها الحياة والقوة ‪.‬‬
‫‪ -2‬وفي نهاية األمر نقول أن الوراثة لدى الفرد تتكون من باليين نواة الخلية وكلها آتية من‬
‫نواة البويضة المخصبة والتي تكونت من نواتين أحدهما من األب واألخرى من األم‬
‫ويوضح الشكل اآلتي تكون الخلية‪:‬‬

‫‪013‬‬
‫‪ -2‬والمالحظ في هذا الشكل الذي يبين تكوين الخلية ما يوجد بداخل النواة من شبكة من‬
‫الخيوط الرفيعة تسمى باسم الكروموزومات عليها بقع صغيرة تسمى الجينات وهي حملة‬
‫االستعداد الوراثي ويوضح الشكل ( ) هذه الجينات أي الموروثات‪.‬‬

‫شكل ( ) بتوضيحي بين الجينات أي الموروثات الذكرية"‪ "1‬من األب والموروثات األنثوية‬
‫"‪ "0‬من األم‪.‬‬

‫‪ -2‬وتحمل الخلية الواحدة التي تبدأ بها الحياة ‪ 03‬زوجاً من الكروموزومات بعضها من‬
‫األب وبعضها من األم كما يالحظ أن الشكل التوضيحي السابق‪.‬‬
‫وأن كل زوج من الكروموزومات مقسم إلى عدد كبير من الجينات وهي التي‬ ‫‪-12‬‬
‫تميز كل فرد عن اآلخر من حيث الطول والوزن ولون الشعر والبشرة ودرجة الذكاء‬
‫والشعور واالنفعال‪.‬‬

‫‪014‬‬
‫أوالا‪ :‬تأثير البيئة الرحمية على االستعدادات الوراثية‪ :‬تتأثر الموروثات حملة االستعداد‬
‫الوراثي بالبيئة الرحمية على النحو األتي‪:‬‬

‫‪ -4‬تأثير العوامل االنفعالية‪ :‬تؤثر العوامل االنفعالية من صراع وتوتر وقلق وعدم أمن نفسي‬
‫والتي تحدث لألم خالل الحمل تأثي اًر سيئاً في الجنين ويعمل على صعوبة توافقه مستقبالً‬
‫مع البيئية الخارجية التي يعيش فيها‪ ،‬ولقد وجد سونتاج ‪ )1233( sontag. L.W‬أن‬
‫األم التي تعاني من أزمات انفعالية وتوترات نفسية حادة خالل الحمل فإن ذلك يكون له‬
‫تأثيره على الطفل فيصبح أكثر استعداداً للتهيج واالستثارة ويكون دائب الحركة والصراع‬
‫مما يترتب على هذه العمليات كثرة في الطفل لما تناوله من غذاء فتزداد صحته سوءاً‪.‬‬
‫‪ -4‬انتقال عدو المرضى من األم للجنين‪ :‬على الرغم من وجود مانع بين أنواع الجراثيم‬
‫والفيروسات لدى األم وبين الجنين إال أن هناك حاالت ولد األطفال فيها وهم مصابون‬
‫بأمراض الحصبة والتهاب الغدد النكفية والجدري منقولة بالعدوى من األم‪ .‬ولقد مرضت‬
‫بعض األمهات بالحصبة األمانية أثناء شهور الحمل األولى فأصيب أطفالهن بالصم‬
‫والبكم واصابات قلبية وحاالت من الضعف العقلي‪ ،‬ولقد وجد في إحصاء أن ‪ %10‬من‬
‫األمهات يمرضن بالحصبة األلمانية توجد في أطفالهن ولديهم تشوهات عند والدتهن ‪.‬‬

‫ولقد وجدر ديبل ‪ )1223( DIPPEL‬مرض الزهري لدى ‪ 12‬جنيناً من ‪ 22‬أما مصابة‬
‫بالزهري ويساوى هذا العدد نسبة ‪ %03‬ولقد وجد ديبل أن الطفل إذا ظل حياً ولم يمت فإما أن‬
‫يحدث له ضعف عقلي أو عيوب خلقية أو تشوهات‪.‬‬

‫‪ -3‬تأثير المواد المخدرة والتدخين‪ :‬لوحظ أن كثير من الدراسات والبحوث أن األم التي‬
‫تتعاطي مواد مخدرة خالل المخاض ( فترة ما قبل الوالدة) تظهر على مواليدهن أعراض‬
‫التخدير الزائد عن الحد‪ ،‬كما تظهر على موالديهن أعراض التخدير الزائد عن الحد‪ ،‬كما‬
‫تظهر عليهم اضطرابات في التنفس وعالمات الخمول والرغبة في النوم المستمر إال أن‬
‫هذه العالمات تختفى في اليوم الثالث‪ .‬أما بالنسبة للتدخين فإن تدخين الحامل يؤثر في‬
‫الجنين لوجود مادة النيكوتين في الدخان ولقد وجد أن الجنين تزداد سرعة ضربات القلب‬
‫لديه عقب تدخين األم الحامل‪ .‬وهكذا نرى أن المواد المخدرة سواء التي يتم تناولها يقصد‬
‫أو التي تكون ضمن األدوية والعقاقير الطبية كذلك التدخين الذي يحتوى على مادة‬
‫النيكوتين تؤثر على األجهزة الحيوية لدى الجنين والوليد البشري وهذا بدوره يؤثر على‬
‫استجاباته المختلفة مما يؤخر ويعطل أساليب التكييف للبيئة الخارجية عنده‪.‬‬

‫‪015‬‬
‫‪ -3‬عدم مناسبة طعام األم لظروف الحمل‪ :‬يتغذى الجنين وهو في بطن األم من خالل‬
‫األغشية التي تنفذ إلى المشيمة والحبل السري‪ ،‬ولذلك فالبد أن تتغذى األم بالطعام‬
‫المناسب الخالي من المواد التي تؤدي إلى تهيج الجنين واستثارته وزيادة حركاته في‬
‫بطن األم‪ ،‬كما يجب أن يكون الطعام مليئاً بالمواد الغذائية التي تعوض األم عما تفقده‬
‫من دم يذهب إلطعام الجنين‪ ،‬ولقد أجرى أبس ‪ aps‬وآخرين (‪ )1230‬دراسة على ‪012‬‬
‫من السيدات الحوامل حيث أن كل منهن لم تتناول الغذاء المناسب خالل الخمسة شهور‬
‫األولى من الحمل وفي باقي مدة الحمل أي األربعة أشهر األخيرة قسمت عينة الدراسة‬
‫إلى مجموعتين‪:‬‬

‫المجموعة األولى‪ :‬تتكون من ‪ 22‬سيدة حصلن على طعام كاف ومناسب لظروف‬
‫الحمل‪.‬‬

‫المجموعة الثانية‪ :‬تتكون من ‪ 102‬سيدة استمرت طريقة تغذيتهن على ما هي عليه‪.‬‬

‫ولقد وجد في الدراسة التتبعية للمجموعتين أن المجموعة األولى قد عاشت فترة حمل‬
‫خالية من األنيميا واإلجهاض وتسمم الدم تلك النواحي التي شاعت بين األمهات في المجموعة‬
‫الثانية‪ ،‬كذلك وجد أن أطفال السيدات في المجموعة األولى كانوا أصحاء عن أبناء سيدات‬
‫المجموعة الثانية والتي انتشرت لديهم أمراض البرد والكساح وفقر الدم ومما ال شك فيه أن‬
‫اعتدال الصحة الجسمية نتيجة سوء التغذية لألم يؤثر على توافق الطفل ونظرته إلى نواحي‬
‫القصور البدنية التي قد تكون لديه‪.‬‬

‫ثاني ا الغدد الصماء‪ :‬لقد أشرنا إلى الغدد في كالمنا السابق لكن بصورة مختلفة عندما‬
‫تكلمنا عن الخاليا‪ ،‬وتتضح الصورة كاملة إذا عرفنا أن الوظيفة األساسية للغدد تتركز في تكوين‬
‫مركبات كيميائية خاصة يحتاج إليها الجسم ويطلق عليها اسم الهرمونات والغدد عبارة عن‬
‫أعضاء موجودة داخل الجسم وتنقسم الغدد إلى قسمين رئيسيين هما‪:‬‬

‫الغدد القنوية‪ :‬وهي الغدد التي تفرز إف ارزات خارجية كالغدد الدمعية‪ ،‬والغدد العرقية‬
‫والغدد اللعابية حيث تقوم بتجميع المواد األولية كالماء واألمالح المعدنية من الدم عند مروره بها‬
‫ثم تخلطهما ليتكون من ذلك الدموع والعرق واللعاب‪.‬‬

‫الغدد الصماء‪ :‬وهي الغدد التي تقوم بتجميع مواردها األولية من الدم مباشرة‪ ،‬ثم تحويلها‬
‫إلى موارد كيميائية معقدة للتركيب تسمى الهرمونات (كما سبق أن بينا) ثم تصبها مباشرة في الدم‬

‫‪016‬‬
‫دون االستعانة بقناة خاصة تسير فيها الهرمونات‪ ،‬ولذلك تسمى أحياناً الغدد غير المقناة‪.‬‬
‫ويتضمن الجسم البشري عدداً من الغدد الصماء توجد في نصفه العلوي كما يلي وبالترتيب‪.‬‬

‫‪ -1‬الغدد الصنوبرية‪ :‬وتوجد بأعلي المخ‪.‬‬


‫‪ -0‬الغدة النخامية‪ :‬وتوجد في منتصف الرأس‪.‬‬
‫‪ -3‬الغدة الدرقية‪ :‬وتوجد بأسفل الرقبة‪.‬‬
‫‪ -3‬الغدة جارات الدرقية‪ :‬وهي عبارة عن أربعة فصوص حول الغدة الدرقية‪.‬‬
‫‪ -5‬الغدة التيموسية‪ :‬وتوجد داخل تجويف الصدر وتضمر قبل البلوغ كالصنوبرية‪.‬‬
‫‪ -2‬الغدة الكظرية‪ :‬وتوجد في الكلى‪.‬‬
‫‪ -2‬الغدة التناسلية‪ :‬وهي الخصية في الرجل والمبيض في المرأة‪.‬‬

‫ويوضح الشكل األتي موقع كل غدة من الغدد ا لسابقة في الجسم البشري‪.‬‬

‫‪ -4‬الغدة الصنوبرية والغدة التيموسية‪ :‬كما سبق أن ذكرنا وكما شاهدنا في الشكل السابق‬
‫فإن للغدة التيموسية تقع فوق القلب والغدة الصنوبرية تقع في قاع المخ خلف الغدة‬
‫النخامية‪ :‬وقد تتعرض الغدتان للضمور قبل مرحلة البلوغ ليتيح ذلك الفرصة للغدد‬
‫التناسلية لكي تعمل وتقوم بدورها‪ .‬وعدم ضمور الغدتين يؤدي إلى بقاء الفرد كالطفل في‬
‫سلوكة ويعيش ضعيف اإلرادة كالطفل‪ ،‬أما حدث الضمور في وقت مبكر فإن ذلك ينشط‬
‫الغدد التناسلية ويحدث النضح الجنسي المبكر‪.‬‬
‫‪ -4‬الغدة النخامية‪ :‬وهي غدة صغيرة جدًا في الحجم وتوجد في قاع المخ وتتكون من‬
‫جزئين‪ :‬الفص األول (األمامي) والفص الخلفي ويفرز األمامي مجموعة من الهرمونات‬
‫عددها ‪ 10‬أهمها هرمون النمو وحدوث نقص في هذا الهرمون قبل البلوع يسبب وقف‬
‫نمو العظم لدى الطفل فيصبح بذلك قزماً طول حياته كما يؤثر هذا النقص في القوى‬
‫العقلية والتناسلية فيضعفها كما يؤدي إلي السمنه المفرطة‪ ،‬كذلك فإن آية زيادة في نسبة‬
‫‪017‬‬
‫هذا الهرمون في الدم تحدث قبل البلوغ أيضاً فإنها تؤدي إلي استمرار النمو حتى يصبح‬
‫الطفل عمالقاً‪ .‬كما أن حدوث الزيادة بعد البلوغ يؤدي إلى تضخم األطراف والي تشوه‬
‫عظام اليد والوجه‪.‬‬
‫‪ -3‬الغدة الدرقية‪ :‬وموضعها أسفل الرقبة أمام القصبة الهوائية ووظيفتها إفراز هرمون‬
‫الثيروكسين الذي يؤثر في تنشيط األعصاب‪ ،‬والنقص في إفراز هذا الهرمون يؤدي إلى‬
‫تأخر المشي والكالم والقدرة على تحريك األطراف‪ ،‬ويجعل العظام معوجه وبالتالي‬
‫الهيكل الجسمي‪ ،‬كما يؤدي إلى خشونة الجلد وعدم انتظام األسنان‪ ،‬والزيادة في إفراز‬
‫هذا الهرمون ينتج عنه أيضاً مرض يسمى مرض جريفر وأعراضة بروز في العينين‬
‫وسرعة في التنفس وتتابع ضربات القلب وحساسية شديدة في الناحية االنفعالية‪ .‬وهو‬
‫مرض يورث البالهة ولقد بينت األبحاث أن ‪ %22‬من البلهاء أيضاً أمهاتهم مصابات‬
‫بمرض تضخم الغدة الدرقية ومن أعراضه كذلك الكسل والخمول واإلمساك وفقدان‬
‫الشهية للطعام‪.‬‬
‫‪ -1‬المجاورة للدرقية‪ :‬وتتكون من أربعة فصوص يقع كل زوج منها إلى جوار فص من‬
‫فصي الغدة الدرقية‪ .‬وتقوم هذه الغدد بعملية ضبط ومراقبة نسبة الكالسيوم والفسفور في‬
‫الدم حيث أن النسبة العادية للكالسيوم تتراوح بين ‪ % 2.212.2.222‬وهبوط هذه النسبة‬
‫إلى ‪ 2.222‬أو أقل يؤدي إلى ‪:‬‬
‫أ‪ -‬شعور الفرد بالصداع الحاد والهبوط العام واأللم في االطراف‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشعور بالضيق والبالدة والخمول العقلي‪.‬‬
‫ج‪ -‬الثورات االنفعالية الحادة والميل إلى المقاتلة العنيفة‪ .‬وتمزيق المالبس والصراخ الحاد‬
‫المتواصل ألنفة األسباب‪.‬‬
‫‪ -3‬الغدة الكظرية‪ :‬وتسمى بالغدة اإلدرينالية نسبة السم الهرمون الذي تفرزه وهي عبارة عن‬
‫غدتان موقعهما فوق الكليتين وتتكون كل غدة منهما من جزئين‪.‬‬
‫أ‪ -‬جزء خارجي يفرز هرمونات لها عالقة بالمهارة العضلية والنواحي الجنسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬جزء داخلي واف ارزه له عالقة بالجهاز العصبي السمبتاوي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬يؤثر هرمون اإلدريناليين في الدم ويوجه نسبة كبيرة منه نحو المخ والنخاع الشوكي‬
‫والعضالت ليساعد الفرد على التفكير القوى في مواقف الخطر‪.‬‬
‫‪ ‬يزيد هذا الهرمون‪ :‬نسبة السكر في الدم حتى يؤدي احت ارق هذا السكر إلى زيادة الطاقة‬
‫التي يستعيد بها الفرد نشاطه في تلك المواقف الخطرة‪.‬‬

‫‪018‬‬
‫‪ -2‬الغدد التناسلية‪ :‬يؤثر نشاط هذه الغدد على النمو حسب جنس الشخص ذك اًر كان أم‬
‫أنثى ويؤثر أيضاً على نشاط الجهاز العصبي وعلى عمليات الهضم والتمثيل الغذائي‪.‬‬
‫ويؤثر نشاط الغدد التناسلية على الصفات الجنسية للذكر واألنثى وهذه الصفات تنقسم‬
‫لقسمين أساسية‪ ،‬وصفات ثانوية‪ ،‬وتتمثل الصفات األساسية في شكل ووظيفة األعضاء‬
‫التناسلية وفي قدرة الشخص على التناسل أما الصفات الثانوية فتتمثل في تمييز الرجل‬
‫بضخامة تكوينه‪ ،‬وقوة عضالته والجرأة والغلظة‪ ،‬وفي تمييز المرأة بنمو صدرها وبتركز‬
‫الدهن في أماكن أخرى من جسمها وباالستحياء والرقة وتتكون الغدد التناسلية الذكورية‬
‫في نوعين من الخاليا نوع يقوم بإفراز الحيوان المنوي ونوع يقوم بإفراز الهرمونات‬
‫الذكرية‪ :‬وتتكون الغدة التناسلية األنثوية أو المبيض من قشرة خارجية‪ ،‬ولب داخلي وتقوم‬
‫القشرة بإفراز البيضة األنثوية‪.‬‬

‫خاتمة في الغدد‪ :‬تسيطر الهرمونات على وظائف األعضاء المختلفة وتتأزر معاً على‬
‫تحديد شكل الجسم بتأثيرها على نمو الجنين وعلى تطوره وتؤثر هذه الهرمونات منفردة ومجتمعة‬
‫في تنظيم الوظائف المختلفة للجسم اإلنساني وفي تكييف الفرد جسمياً ونفسياً واجتماعياً‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الغذاء‪ :‬تتلخص وظيفة الغذاء في تزويد الجسم بالطاقة التي يحتاجها نشاطه ما‬
‫يصلح الغذاء لخاليا التالفة ويعيد بنائها ويكون خاليا جديدة‪ ،‬كما أن الغذاء يزيد من مناعة‬
‫الجسم ضد ألمراض ويقوم بوقايته منها‪.‬‬

‫وأهم المواد الغذائية التي يحتاج إليها الفرد في نموه‪:‬‬

‫‪ -1‬المواد الدهنية‪.‬‬
‫‪ -0‬المواد السكرية والنشوية‪.‬‬
‫‪ -3‬المواد الزاللية‪.‬‬
‫‪ -3‬بعض األمالح المعدنية‪.‬‬
‫‪ -5‬الفيتامينات والماء‪.‬‬

‫فالمواد الدهنية تزود الجسم بالطاقة التي تجعله يحافظ على درجة ح اررته وعلى تأدية‬
‫وظائفه المختلفة‪ .‬أما المواد الزاللية فتقوم ببناء الخاليا التي تلف كخاليا الدم الحمراء والتي تتلف‬
‫كل شهر تقريباً وتساعد الفيتامينات بوجه عام وتحول بين الفرد وبين اإلصابة ببعض األمراض‬
‫كالكساح وضعف اإلبصار‪ .‬أما الماء فهو الوسط الذي تحدث فيه التفاعالت الكيميائية الحيوية‬

‫‪019‬‬
‫كالهضم‪ .‬وفي نهاية األمر فإن السلوك الالسوي يخضع إلتزان المواد الغذائية من حيث تأثيرها‬
‫على الجسم فاإلفراط في أحدهما يؤدي إلى خلل في هذا االتزان‪.‬‬

‫البيئة‪ :‬والعامل الرابع واألخير في العوامل المؤثرة في االضطرابات النفسية واالجتماعية‬


‫هو البيئة وتلعب البيئة التي يعيش فيها الفرد دو اًر كبي اًر في ذلك ويبدأ عمل البيئة بعد عملية‬
‫التخصيب التي تحدث بين الحيوان المنوي للذكر من بويضة األنثى في رحم األم‪ .‬أي أن البيئة‬
‫تشمل البيئة الرحمية والبيئة الخارجية التي يخرج إليها الوليد بعد والدته ولقد سبق أن تكلمنا في‬
‫الجزء الخاص بتأثير البيئة الرحمية على االستعدادات الوراثية عن دور هذه البيئة أما البيئات‬
‫الخارجية فتشمل المؤسسات اآلتية‪.‬‬

‫‪ -1‬األسرة ‪( :‬الوالدين)‪.‬‬
‫‪ -0‬األخوة‪\ .‬‬
‫‪ -3‬الثقافة والمجتمع‪.‬‬

‫فاألسرة هي الوحدة االجتماعية األولى والبيئة التي تساعد الفرد وترعى وتوجه نموه وهو‬
‫طفل وفي األسرة تبدأ عالقة الطفل بأمه حيث تقوم بإشباع حاجاته البيولوجية األساسية من طعام‬
‫ونوم ودفء‪ .‬وشيأ فشيأ تتطور هذه العالقات إلى عالقات نفسية واجتماعية يكون امتداداً لها ما‬
‫يربط الطفل بأبيه واخوته ثم ينتقل بعد ذلك إلقامة عالقات بينه وبين زمالئه وأصدقائه ثم‬
‫بالمجتمع‪ .‬ويلعب ترتيب الطفل داخل أسرته دو اًر كبي اًر في نوع المعاملة وصورة العالقة التي‬
‫تربط ه بأمه وبباقي أفراد أسرته وبطبيعة الحال يتأثر نمو الطفل بترتيبه الميالدي في األسرة‪.‬‬
‫وتبعاً لذلك تختلف سرعة النمو من أخ إلى آخر ويتمثل ذلك في تقليد الطفل الثاني ألخية األول‪،‬‬
‫ويظهر ذلك واضحاً في النمو اللغوي والذي يعتمد أول ما يعتمد على المحاكاة والتقليد كما أن‬
‫الطفل األخير في الميالد يحظى من باقي أخوته بعطف ورعاية وتدليل زائدين مما يثير هذا في‬
‫أخوته خنقهم وعدوانهم الخفي نحوه‪.‬‬

‫ويتأثر الطفل بطبيعة الحال بالثقافة والمجتمع الذي يعيش فيه فيتشرب منه التقاليد والقيم‬
‫والمعايير االجتماعية والمحركات‪ ،‬وبهذه الكيفية ينشأ الطف ويتطور نموه في إطار الثقافة‬
‫والمجتمع الذي يؤثر فيه ويتفاعل معه‪ .‬وتؤثر الثقافة في الفرد من خالل كثير من المؤسسات‬
‫كاألسرة والمدرسة‪ ،‬وهو يحاول باستمرار التوافق والتكيف معها حينما يقلد لتعلم األساليب العامة‬
‫للحياة التي يرتضيها لنفسه‪ .‬وعندما تصل خاصية من خصائص النمو كالمشي أو الكالم لدرجة‬
‫معينة من النضج‪ ،‬فإن المؤسسات السابقة تتناول هذه الخاصية بالمرين والتعليم في الوقت‬

‫‪001‬‬
‫المالئم لكي تصل إلى نهاية نموها في وقت مالئم‪ ،‬فالطفل يبدأ المشي بتحريك رجله حركة عامة‬
‫ثم تنضج هذه المهارة عنده ثم تتميز حركة القدم ثم األصابع‪ ،‬وكل هذه النواحي تنمو بالتدريب‪.‬‬

‫دور الوراثة والبيئة يف االضطرابات النفسية واالجتماعية‬

‫مقدمة‪ :‬لقد سبق أن أوضحنا أن الوراثة تشمل كل العوامل التي تكون موجودة في الفرد‬
‫عندما يبدأ الحياة عند الحمل ‪ ، CONCEPTION‬أي قبل تسعة شهور تقريباً من الميالد في حين‬
‫أن البيئة تشمل كل العوامل الخارجية التي تؤثر على الفرد منذ ذلك الوقت أي منذ الحمل‬
‫وتتفاعل كل من الوراثة والبيئة بحيث يصعب التمييز بين أثر كل منهما‪.‬‬

‫التفاعل بين الوراثة والبيئة‪ :‬تتضمن الوراثة عدداً من االستعدادات التي تختص بالطول‬
‫والوزن ولون العين‪ ،‬وتعتمد هذه االستعدادات التي تختص بالطول والوزن ولون العين‪ ،‬وتعتمد‬
‫هذه االستعدادات في نموها على البيئة فاالستعداد الوراثي الخاص بتكوين العضالت لن ينمو إذا‬
‫لم تمده البيئة بالغذاء والطعام‪ ،‬كما أن العضالت لن تشتد وتقوي إذا لم تتح البيئة لها الفرصة‬
‫للتمرين‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن عضالت الراشد ما هي إال نتاج الوراثة والبيئة متضامنين‪.‬‬

‫كذلك األمر بالنسبة للنبات ‪،‬فالوراثة الخاصة به تتضمن الحبوب‪ ،‬في حين أن العوامل‬
‫البيئية تتكون من التربة ‪ ،‬والرطوبة وضوء الشمس‪ ،‬وغيرها فإذا زرع الزارع بذو اًر طماطم مثالً إلى‬
‫جانب بذور البامية فإنه سيحصل على طعام من البذور األولى وعلى باميه من البذور األخرى‬
‫رغماً من وضع بذور هذين النوعين من الخضار في نفس البيئة‪ ،‬ونعرض فيما يلي للجوانب التي‬
‫تشير لذلك التفاعل‪.‬‬

‫(أ) األهمية النسبية للوراثة والبيئة‪ :‬يتساءل الناس أحياناً أيهما أهم الوراثة أم البيئة؟‬
‫ويستوى هذا التساؤل مع تساؤل آخر هو أيهما أهم للعربة ماكينة الموتور أم البترول؟‬
‫ولقد تناولنا فيما بسبق مثال البذور وزراعتها‪ ،‬وفي ضوء األهمية النسبية للوراثة والبيئة‬
‫نجد أنه بدون بيئة سليمه ال تنبت البذور‪ ،‬وبدون وجود البذور لن يكون هناك شيئاً‪.‬‬
‫ولذلك فإن كال من الوراثة والبيئة أساس في عملية النمو‪ ،‬وفي القيام بالدور الرئيسي في‬
‫الفروق بالنسبة لكافة الخصائص سواء كانت جسمية أو عقلية‪.‬‬

‫وعادة عندما يتساءل أحد األفراد أيهما أهم الوراثة أم البيئة فإنه يشير بسؤاله لفروق بين‬
‫األفراد أو بين الجماعات أي أنه يريد أن يعرف هل يختلف الناس بعضهم عن بعض‬
‫ألن الوراثة لديهم مختلفة أم ألنهم ينتمون لبيئات مختلفة ويتضح األمر لو أشرنا مرة‬
‫أخرى لموضوع العربة‪ ،‬فهناك عربة أو سيارة تسير بسرعة أو في حالة أحسن من‬

‫‪000‬‬
‫األخرى ويرجع ذلك إما ألن ماكينة الموتور التي بنها أحسن أو ألن البترول الذي بها‬
‫أجود‪ .‬كذلك األمر بالنسبة لإلنسان‪ .‬فإننا نجد فردان (أخان) من وراثة واحدة لكنهما‬
‫يكونان مختلفان في النمو‪ ،‬وذلك ألنهما تربياً في بيئات مختلفة‪ ،‬كذلك األمر فإننا نجد‬
‫شخصان تربياً وعاشا في بيئة واحدة لكنهما يكونان مختلفان في كثير من الخصائص‬
‫الجسمية والنفسية واالجتماعية وذلك بسبب أنهما من بيئات مختلفة‪.‬‬

‫(ب) الفرد نتاج الوراثة والبيئة‪ :‬أن العالقة بين الوراثة والبيئة ليست عالقة إضافة بل عالقة‬
‫تضاعف‪ ،‬فالفرد ال يساوي الوراثة ‪ +‬البيئة بل يساوى الوراثة × البيئة‪ .‬فالفرد نتاج االثنين‬
‫من العوامل‪ ،‬وليس هو مجموعة من أجزاء معينة تعزي الوراثة‪ ،‬ومجموعة أخرى من‬
‫األجزاء التي تنسب للبيئة ويمكنننا أن نمثل الوراثة هنا بقاعدة أحد المستطيالت والبيئة‬
‫بارتفاع هذا المثلث والفرد بمساحة المثلث التي هي نتاج القاعدة واالرتفاع‪.‬‬

‫ويشير الخط غير المتصل إلى أن زيادة التنبيه البيئي المتمثل في ارتفاع المستطيل‬
‫يتبعه زيادة في مساحة المستطيل لكن العوامل الوراثية تظل كما هي‪.‬‬

‫وعندما نقارن بين فردين أو أكثر بإجراء نفس المثال السابق وهو المستطيل فإننا نجد‬
‫أنهما قد يختلفان في عامل الوراثة وحده أو في عامل البيئة وحده‪ ،‬أو في االثنين فالفرد أ‪ ،‬ب‬
‫يعيشان في بيئة واحدة سواء كان غنيه أو فقيرة لكنهما يختلفان لعدم‬

‫تساويهما في الوراثة‪ ،‬هذا في حين أن ب‪ ،‬ج الوراثة لديهما واحدة لكنهما يختلفان لعدم تساويهما‬
‫في البيئة‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫وبالدراسة األعمق لهذه المستطيالت نجد أن تحسين البيئة بالنسبة للمجتمع يؤدي إلى‬
‫تساوى هؤالء األفراد‪ ،‬وال يقلل من الفروق الفردية لديهم بل من المحتمل أن يؤدي إلى زيادتها‪.‬‬
‫فمثالُ نجد أن بعض األطفال يكون لديهم االستعداد الموسيقى أكثر من غيرهم‪ ،‬لكن إذا عاشوا‬
‫في بيئة يوجد بها أفرادها من يدعم ويعزز هذا االستعداد فإنهم لن يصبحوا موسيقيين‬
‫(‪.)WODWORTH,1974‬‬

‫كما سبق أن أوضحنا تعني الوراثة كافة‬ ‫دور الوراثة في السلوك اإلجرامي‪:‬‬
‫الخصائص والصفات التي توجد لدى الفرد عندما يبدأ الحياة وليس المقصود ببدء الحياة ميالد‬
‫الفرد لكن يعني بها وقت الحمل‪ .‬أي عندما يحدث التخصيب بين الحيوان المنوي للذكر وبويضة‬
‫األنثى‪ ،‬وليس هناك مجال للحديث عما يحدث بعد عملية التخصيب سوى أن البويضة بعد‬
‫التخصيب تنقسم لخاليا وتحمل كل خلية ‪ 03‬زوجاً من الكرموزومات بعضها من األب وبعضها‬
‫من األم ومجموعها ‪ 32‬كرموزوما منها اثنين أحدهما الكرموزوم ‪ X‬الخاص باألنوثة والثاني‬
‫الكرمزون ‪ Y‬والخاص بالذكر‪.‬‬

‫وفي المرأة تنقسم الخلية إلى خليتين في كل منهما ‪ X‬كروموزوم‪ ،‬وفي الرجل تنقسم‬
‫الخاليا فتكونه هناك خاليا ‪ X‬كرموزوم وخاليا ‪ Y‬كروموزوم‪ ،‬فإذا اجتمعت خلية ‪ X‬مع ‪ X‬كان‬
‫النتاج أنثى (‪ )XX‬والصورة السابقة هي العادية ‪.NORMAL‬‬

‫أ‪ -‬دراسات الكرموزومات‪ :‬وأما عن دور الوراثة في السلوك اإلجرامي فيتمثل في خروج‬
‫اجتماع الكرموزومات عن الصورة العادية السابقة فقد وجد لدى بعض األشخاص ومنهم‬
‫مجرمين كان توزيع الكرموزومات في خالياهم (‪ )XYY‬ويتميز هؤالء بالعدوانية والعنف‬
‫والميل للمشاجرة‪.‬‬

‫كما وجد أن األفراد الذين تتكون خاليا جسمهم من كرموزومات (‪ )XXX‬لديهم نزعة نحو‬
‫التخشن وفقدان الرجولة‪ .‬وقد وجد الباحثون في أدنبرة بانجلت ار أن بين ‪ 122‬سجيناً‬
‫فحصوا في المستشفى سبعة منهم يحملون خاليا (‪ )XYY‬وواحد يحمل خاليا (‪)XXYY‬‬
‫ولذلك ربط العلماء بين الشواذ في توزيع الكرموزومات وبين السلوك االجرامي‪.‬‬

‫ب‪ -‬دراسات جودارد‪ :‬قام جودارد ‪ GOODARD‬بدراستين توضحان عالقة الوراثة‬


‫بالسلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫‪ -1‬األولى دارت حول أسرة جوكس ‪ JUKES‬إذ وجد جوادارد في هذه األسرة خمس شقيقات‬
‫أنجين أطفاالً شرعيين وغير شرعيين وقد تبين من متابعة اثنين من الباحثين أنه من‬

‫‪003‬‬
‫أصل ‪ 0202‬فرد من هذه األسرة أن حوالي نصفهم يعاني من التأخر العقلي‪ ،‬وارتكب‬
‫عدد كبير منهم جرائم خطيرة كالبغاء وغيره‪.‬‬
‫‪ -0‬والدراسة الثانية كانت تتعلق بأسرة كاليكاك والذي تزوج من اثنين أحدهما سوية واألخرى‬
‫لديها تأخر عقلي‪ .‬وقد تمت متابعة األبناء من الزوجتين فوجد أن األبناء من الزوجة‬
‫غير السوية (التي لديها تأخر عقلي) لديهم انحرافات أخالقية وكثير منهم لديه تخلف‬
‫عقلي‪ .‬أما أبناء الزوجة السوية فلم توجد مظاهر شاذة لديهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬الغدد والسلوك اإلجرامي‪ :‬أكد كثير من الباحثين أن زيادة إفراز الغدة النخامية تؤدي‬
‫بالشخص ألن يصبح كثير الحركة واالنفعال أنانياً مستعداً دائماً للمشاجرة والتعدي‪،‬‬
‫أي تكون لديه ميوالً عدوانيه مع ارتكاب بعض السرقات‪ .‬وفي دراسة للمركز القومي‬
‫للبحوث االجتماعية والجنائية عام ‪ 1252‬على البغاء وجد أن ‪ %25‬منهن كن‬
‫مصابات باضطرابات في إفرازهن الهرموني وقد قام الطبيب اإلنجليزي "جيبنز"‬
‫بدراسة على السارقات وذهب في تقريره عام ‪ 1222‬أن معظمهن كن يشكين أثناء‬
‫السرقة أو قبلها من الضطرابات هرمونية ناتجه عن وجودهن في فترة الحيض‬
‫(مصطفى العوجي‪.)025 ،‬‬

‫الجهاز العصبي والسلوك اإلجرامي‪ :‬وجد أن إيقاع الموجات الصوتية الصادرة عن المخ‬
‫من النواحي الفسيولوجية التي تميز الجانحين‪ .‬وتتضح هذه اإليقاعات بواسطة الرسام الكهربائي‬
‫للمخ ‪ E.E.G‬فقد تبين أن هناك نشاطاً غير عادي لتلك الموجات في مناطق معينة في المخ‪.‬‬

‫كشف دراسات التوائم أن السيكوباتيين يرثون ميالً لخرق القانون‬ ‫دراسات التوائم‪:‬‬
‫(ميشيل أرجايل‪. )22 :1223 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬البيئة والسلوك اإلجرامي المضاد للمجتمع‪ :‬يشمل موضوع عالقة البيئة بالسلوك‬
‫اإلجرامي والجانح ما يلي من نواحي‪.‬‬

‫‪ -1‬تأثير البيئة الرحمية‪ :‬ويتضمن ذلك العوامل االنفعالية التي تؤثر على األم أثناء الحمل‪،‬‬
‫وانتقال عدوى المرض من األم للجنين وتأثير المواد المخدرة والتدخين وعدم مناسبة طعام‬
‫األمر لظروف الحمل على الجهاز النفسي والسلوكي لألبناء‪.‬‬
‫‪ -0‬تأثير البيئة بعد الرحمية‪ :‬ويتمثل تأثير البيئة بعد الرحمية في دور األسرة والوالدين‬
‫واألخوة والمجتمع‪ .‬ومن جوانب التنشئة االجتماعية التي ترتبط بالسلوك الجانح والسلوك‬
‫اإلجرامي‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫أ‪ -‬اإلهمال‪ :‬يرتبط بالسلوك السيكوباتي كاإلدمان والتشرد واحتراف الدعارة واالنحراف‬
‫الجنسي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحماية الزائدة‪ :‬ترتبط بعجز الطفل عن أ‪ ،‬يكون مستقالً كما يفقد اهتمامه بالعالم‬
‫المحيط به‪.‬‬
‫ج‪ -‬الخالفات الزوجية‪.‬‬
‫د‪ -‬السلطة والفطام‪.‬‬
‫ه‪ -‬العالقات باألشقاء‪.‬‬

‫الدراسات التي توضح عالقة التنشئة بالسلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسات بيرت عام ‪ 4911‬واهتم فيه بالكشف عن أثر الظروف المنزلية والجل‪ ،‬والقسوة‬
‫في المعاملة على الجناح ولقد وجد ارتباط الجناح بالكثافة السكانية أي بحجم األسرة‬
‫وبالتساهل مع األبناء في المعاملة وبعدم وجود نظم يسير األبناء وفقاً له في المنزل‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة بولبي ‪ 4916‬على ‪ 33‬ولد جانح ومثله من غير الجانحين وهدفت لدراسة أثر‬
‫العال قة بين الوالدين وأبنائهم فوجد أن السلوك الجانح له عالقة بابتعاد الطفل عن أمه‬
‫مدة كبيرة في السنوات الخمس األولى (محمود أبو النيل‪. )50 :1225 ،‬‬

‫الحديثة‬ ‫المدنية‬ ‫باألساليب‬ ‫األخذ‬ ‫التحضر‬ ‫يعني‬ ‫اإلجرامي‬ ‫والسلوك‬ ‫التحضر‬


‫‪ MODERNIZATION‬أي انتقال الناس من الريف للمدينة مما يستتبع تغيي اًر في عاداتهم‬
‫وتقاليدهم (محمد خيري‪ )333 :1222 ،‬وتذهب الكثير من الدراسات ( ‪CHESMAIS, 1981‬‬
‫‪ )REMY & VOYE,1981‬إلى أن الجريمة والجناح من نتائج الحياة الحضرية فمن المعروف أن‬
‫تزايد السلوك اإلجرامي يرتبط بحجم المدن ويزداد بصورة أكبر في وقت األزمات االقتصادية مما‬
‫أدى إلى ظهور مفهوم جديد هو عدم األمن ‪ INSECURITY‬وقد قام كليفورد شو ‪ 1201‬بدراسة‬
‫على األحياء التي يسكن فيها ‪ 122.222‬من التالميذ المنحرفين فوجد أن معظم عينته يسلكون‬
‫في مناطق معينة مالصقة لألحياء التجارية والصناعية والتي فيها تحول طبيعي من أحياء سكنية‬
‫إلى مراكز صناعية وتجارية (محمد خيري‪.)333 :1222 ،‬‬

‫الهجرة والسلوك اإلجرامي‪ :‬أجرى محمد خيري محمد عن (‪ )1222‬دراسة على الهجرة‬
‫والجريمة في مصر‪ ،‬وعني بالهجرة انتقال األفراد من مناطق إقامتهم إلى مناطق أخرى‪ .‬وكانت‬
‫عينة البحث من نزالء السجون المهاجرين فوجد ارتباط الجرائم بالعمر‪ ،‬وغير المتزوجين فهم‬
‫يبتعدون أكثر من موطنهم األصلي‪ ،‬وأن أكثر من نصف العينة ينتمون ألسر يزيد عدد أفرادها‬

‫‪005‬‬
‫عن خمسة أشخاص ومعدل الهجرة بين األميين أكثر كما وجد أن أغلب العينة لم ينتابها الحنين‬
‫للعودة للوطن األصلي (محمد خير محمد على ‪.)333 :1222 ،‬‬

‫الفصام بين الوراثة والبيئة‪ :‬وبالنسبة ألسباب الفصام فإن العوامل الوراثية تلعب دو اُر‬
‫كبي اًر في حدوثة إذ أن ‪ %12‬من األطفال الذين لهم أحد الوالدين فصامي يصبحون فصامين وأن‬
‫‪ %22.1‬من األطفال من أب وأم فصامين يصبحون فصاميين ويبين الجدول (‪ )2‬نسبة وقوع‬
‫الفصام في أٌقرباء المرضى الفصاميين‪.‬‬
‫‪ %‬لإلصابة بالفصام‬ ‫القــــرابة‬ ‫رقم‬
‫‪%8558‬‬ ‫توائم متماثلة (بويضة واحدة)‬ ‫‪1‬‬
‫‪%1557‬‬ ‫توائم غير متماثلة (بوضتين)‬ ‫‪2‬‬
‫‪%1453‬‬ ‫أخوة أشقاء‬ ‫‪3‬‬
‫‪%7‬‬ ‫أخوة غير أشقاء‬ ‫‪4‬‬
‫‪%158‬‬ ‫أخوة بالتبنى‬ ‫‪5‬‬
‫‪%251‬‬ ‫عالقة زواج‬ ‫‪6‬‬
‫ونجد في الجدول (‪ )2‬أن كلما كان دور العوامل الوراثية في درجة القرابة كبي اًر كلما‬
‫ارتفعت نسبة وقوع الفصام لدى أقرباء المرضى‪ .‬واضافة إلى العوامل الوراثية وكذلك االستعداد‬
‫التكويني يضاف إلى أسباب الفصام النفسية في الطفولة والتي تفترض أن الفصامي قد تعرض‬
‫لصدمة نفسية عنيفة في طفولته المبكرة جعله غير قادر على تحمل الضغوط التالية التي تحدث‬
‫له‪ ،‬لذا فكلما زادت الضغوط عليه ازداد اضطراباً حتى أنه يلجاً إلى النسحاب من عالم الواقع‬
‫إلى عالم الخيال ليحقق فيها إشبعاته التي حرم منها في الحقيقة‪.‬‬

‫كما أن الحماية الزائدة للطفل في المحيط العائلي تعزله عن المؤثرات التربوية التي‬
‫يقدمها المجتمع فال يعرض نفسه بشكل كاف للتفاعل االجتماعي والنتيجة النهائية هي الفشل في‬
‫تطوير مهاراته للقيام بأدواره في مجاالت الحياة المختلفة مما يؤدي إلى مزيد من فقدان االهتمام‬
‫بالعالم المحيط به‪.‬‬

‫كما تلعب العالقات العائلية دو اًر كبي اًر في حدوث ونشأة الفصام كالرعاية األموية الزائدة‪،‬‬
‫وتصدع العالقات داخل األسرة له تأثير كبير كذلك من األسباب الهامة في تطور الفصام تلك‬
‫األحداث التي تقلل من تقدير الفرد لنفسه أو التي تتحدى كفاءته‪.‬‬

‫كذلك فإنه من الممكن أن تؤدي صراعات المراهقة أو الضغط الناجم عن مواجهة‬


‫مشكالت النضج إلي النمط الفصامي كوسيلة للهروب (كوفيل وزمالؤه‪.)032- 031 :1222 ،‬‬

‫عالقة انتشار االضطرابات النفسية ببعض النواحي الديموغرافية‪:‬‬

‫‪006‬‬
‫وقد ربطت مجدة السيد على (‪ )0220‬في دراسة لها على طالب جامعة أسيوط بين‬
‫انتشار االضطرابات النفسية كما تقاس باختبار الشخصية المتعدد األوجة وبين بعض النواحي‬
‫الديموجرافية مثل نوع التعليم‪ ،‬ريف حضر‪ ،‬مهنة والد الطالب‪ ،‬دخل األسرة عدد األخوة عدد أفراد‬
‫األسرة‪ ،‬الترتيب الميالدي‪ ،‬وفيما يلي بعض نتائج هذه الدراسة‪:‬‬

‫‪ -4‬نوع التعليم‪ :‬ففي الكليات العملية تكون أعلى نسبة انتشار في المثلث العصابي بنسبة‬
‫‪ %53.2‬وأقل نسبة انتشار في االنحراف السيكوباتي بنسبة ‪ ،%33‬أما الكليات النظرية فقد‬
‫كانت أعلى نسبة انتشار لديهم في االنحراف السيكوباتي بنسبة ‪ %22‬وأقل نسبة في المثلث‬
‫العصابي ‪.%32.0‬‬
‫‪ -4‬ريف – حضر‪ :‬وبالنسبة لمتغير ريف – حضر وجدت أن أعلى نسبة انتشار لدى طالب‬
‫الريف االنطواء االجتماعي بنسبة ‪ %30.22‬وأقل نسبة في المثلث العصابي بنسبة ‪%15.3‬‬
‫وأقل نسبة في االنطواء االجتماعي بنسبة ‪ %02.52‬ونجد فيما سبق من نتائج أن العصاب‬
‫يكون أكثر انتشا اًر بين طالب الحضر بينما يكون األكثر انتشا اًر في الريف االنطواء‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬مهنة والد الطالب‪ :‬وكشفت النتائج أيضاً بالنسبة لعالقة نسب االنتشار بمهنة والد الطالب‬
‫أنه في مهنة العمال الحرفيين توجد أعلى نسبة في االنطواء االجتماعي بنسبة ‪ %13.3‬وأٌقل‬
‫نسبة انتشار في المثلث الذهابي بنسبة ‪ %11.23‬وبالنسبة لعمال الخدمات كانت أعلى‬
‫نسبة انتشار في االنطواء االجتماعي بنسبة ‪ %02.2‬وأقل نسبة انتشار في المثلث العصابي‬
‫بنسبة ‪ %2.2‬وأما الموظفون فقد كانت أعلى نسبة انتشار لديهم في االنطواء االجتماعي‬
‫بنسبة ‪ %30.22‬وأقل نسبة انتشار ‪ %12.02‬وفي الوظائف اإلدارية العليا كانت أعلى‬
‫نسبة في المثلث العصابي بنسبة ‪ %32.5‬وأقل نسبة في المثلث الذهابي نسبة ‪.%03.05‬‬
‫ونلمح في النسب المئوية السابقة أن االنطواء االجتماعي هو الذي يكون أعلى انتشا اًر لدى‬
‫الطالب الذين يعمل أباؤهم في مهن منخفضة المستوى بينما يكون العصاب هو األعلى‬
‫انتشار لدى الطالب الذين يعمل أباؤهم في المهن اإلدارية العليا‪.‬‬
‫‪ -1‬دخل األسرة‪ :‬وبالنسبة لدخل أسرة الطالب وعالقته بانتشار االضطرابات النفسية لديهم‬
‫وجدت الباحثة أن ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدخل األقل من ‪ :022‬وجدت أعلى نسبة في االنحراف السيكوباتي بنسبة ‪%12.22‬‬
‫وأقل نسبة في المثلث العصابي بنسبة ‪.%2.2‬‬

‫‪007‬‬
‫ب‪ -‬الدخل ‪ :322 -022‬وجدت أعلى نسبة في االنطواء االجتماعي بنسبة ‪ %02.2‬وأقل‬
‫نسبة في المثلث العصابي بنسبة ‪%2.2‬‬
‫ج‪ -‬الدخل ‪ : 222 -322‬وجدت أعلى نسبة في المثلث العصابي بنسبة ‪ %03.1‬وأقل‬
‫نسبة في المثلث الذهاني بنسبة ‪%2.3‬‬
‫د‪ -‬الدخل من ‪ :222 -222‬وجدت أعلى نسبة انتشار في االنحراف السيكوباتي بنسبة‬
‫‪ %12.22‬وأقل نسبة في المثلث الذهاني بنسبة ‪.%2.3‬‬
‫ه‪ -‬الدخل من ‪ :1222 – 222‬وجدت أعلى نسبة انتشار في االنطواء االجتماعي بنسبة‬
‫‪ %02.2‬وأقل نسبة انتشار في المثلث الذهاني بنسبة ‪. %11.23‬‬
‫و‪ -‬الدخل من ‪ :0222 -1222‬أعلى نسبة انتشار في المثلث العصابي بنسبة ‪%03.1‬‬
‫وأقل نسبة انتشار في المثلث الذهاني بنسبة ‪.%3.25‬‬

‫ويالحظ في النتائج السابقة أن كال من الطالب الذين ينتمون ألسر مرتفعة ومنخفضة‬
‫الدخل ينتشر بينهم االنطواء االجتماعي بنسبة أعلى ‪ %02.2 ،%02.2‬وينتشر بينهم االنحراف‬
‫السيكوباتي بنسبة أقل ‪ .%12.22 ،%12.22‬وفي حين ركون المثلث العصابي انتشاره أٌقل لدى‬
‫الطالب ذوي الدخل المنخفض نجد أن المثلث الذهاني هو األقل انتشا اًر لدى الطالب ذوي الدخل‬
‫المرتفع‪ .‬وقد قمنا بضم فئات أسرة الطالب في ثالث فئات وتم أيضاً حساب النسبة المئوية‬
‫النتشار االضطرابات النفسية كما تقاس باختبار الشخصية المتعدد األوجه في كل فئة من هذه‬
‫الفئات كما يتضح ذلك من الجدول (‪.)2‬‬

‫عن فئات الدخل ونسبة االضطراب المقابلة لكل فئة دخل‬

‫االنحراف‬ ‫االنطواء‬ ‫المثلث‬ ‫المثلث‬


‫فئة الدخل‬ ‫رقم‬
‫السيكوباتي‬ ‫االجتماعي‬ ‫الذهاني‬ ‫العصابي‬

‫‪%32‬‬ ‫‪%30.22‬‬ ‫‪%32.01‬‬ ‫‪%15.3‬‬ ‫‪ 322‬فما أقل‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 322‬إلي أٌل من‬


‫‪%33.33‬‬ ‫‪%13.02‬‬ ‫‪%12.22‬‬ ‫‪%03.1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪2222‬‬

‫‪%33.33‬‬ ‫‪%02.22‬‬ ‫‪%0.23‬‬ ‫‪%32.0‬‬ ‫‪ 222‬فما فوق‬ ‫‪3‬‬

‫‪008‬‬
‫وتعتبر الفئة األولى في الجدول (‪ )2‬المنخفضة الدخل والثانية المتوسطة الدخل والثالثة‬
‫المرتفعة الدخل‪ ،‬ونجد أن االنطواء االجتماعي هو األكثر انتشا اًر بين الطالب المنخفضي الدخل‬
‫وأن االنحراف السيكوباتي األكثر انتشا اًر بين الطالب المتوسطي الدخل وأن العصاب هوا ألكثر‬
‫انتشا اًر بين الطالب المرتفعي الدخل‪.‬‬

‫‪ -3‬عدد األخوة‪ :‬وبالنسبة لعدد األخوة وعالقته بنسبة انتشار االضطرابات النفسية لدى الطالب‬
‫وجد‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدد األخوة من ‪ : 3 -0‬وجد أن أعلى نسبة انتشار في االنحراف السيكوباتي بنسبة‬
‫‪ %33.33‬وأقل نسبة في االنطواء االجتماعي بنسبة ‪.%02.52‬‬
‫ب‪ -‬عدد األخوة من ‪ : 5- 3‬وجد أن أعلى نسبة انتشار في المثلث العصابي بنسبة‬
‫‪ %32.5‬وأقل نسبة انتشار في المثلث الذهاني بنسبة ‪.%02.2‬‬
‫ج‪ -‬عدد األخوة من ‪ :2-2‬وجد أن أعلى نسبة انتشار في االنطواء االجتماعي بنسبة‬
‫‪ % 02.52‬وأقل نسبة انتشار ‪ %02.2‬في المثلث الذهاني‪.‬‬
‫د‪ -‬عدد األخوة من ‪ : 2-2‬وجد أن أعلى نسبة انتشار في االنطواء االجتماعي بنسبة‬
‫‪ %13.02‬وأقل نسبة انتشار في المثلث الذهاني بنسبة ‪.%2.22‬‬

‫ويالحظ من النتائج السابقة أن االنحراف السيكوباتي هو االضطراب السائد لدى‬


‫الطالب الذي يكون عدد األخوة في أسرهم صغي اًر بينما االنطواء االجتماعي يكون االضطراب‬
‫السائد لدى الطالب الذي يكون عدد األخوة في أسرهم كبي اًر وقد قمنا بضم عدد األخوة في ثالثة‬
‫مجموعات‪ :‬صغيرة العدد – متوسطة العدد – كبيرة العدد وتم حساب النسبة المئوية النتشار‬
‫االضطرابات النفسية في كل مجموعة كما في الجدول (‪)2‬‬

‫االنحراف‬ ‫االنطواء‬ ‫المثلث‬ ‫المثلث‬


‫فئة الدخل‬ ‫رقم‬
‫السيكوباتي‬ ‫االجتماعي‬ ‫الذهاني‬ ‫العصابي‬
‫‪%33.33‬‬ ‫‪%02.52‬‬ ‫‪%05.55‬‬ ‫‪%15.3‬‬ ‫صغيرة العدد‬ ‫‪1‬‬
‫‪%33.33‬‬ ‫‪%13.02‬‬ ‫‪%02.22‬‬ ‫‪%32.5‬‬ ‫متوسطة العدد‬ ‫‪0‬‬
‫‪%12.22‬‬ ‫‪%03.25‬‬ ‫‪%02.22‬‬ ‫‪%32.2‬‬ ‫كبيرة العدد‬ ‫‪3‬‬

‫ويتضح من الجدول (‪ )2‬أن االضطراب األكثر انتشا اًر لدى الطالب في المجموعة الصغيرة‪ ،‬وأن‬
‫العصاب هو األكثر انتشا اًر لدى الطالب في المجموعة المتوسطة وأن االنطواء االجتماعي‬
‫األكثر انتشا اًر لدى الطالب في المجموعة الكبيرة العدد‪.‬‬

‫‪009‬‬
‫‪ -2‬حجم األسرة ‪:‬وبالنسبة لعدد أفراد األسرة وعالقة بانتشار االضطرابات النفسية وجد‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن في فئة عدد أفراد األسرة من ‪ 5-3‬تكون اضطرابات المثلث العصابي هي األكثر‬
‫انتشا اًر بنسبة ‪ %03.1‬واضطرابات المثلث الذهاني هي األقل انتشا اًر نسبة ‪.%13.25‬‬
‫ب‪ -‬أن في فئة عدد أفراد األسرة من ‪ 2-2‬يكون االنحراف السيكوباتي هو األكثر انتشا اًر‬
‫بنسبة ‪ %52‬والمثلث العصابي األقل انتشا اًر بنسبة ‪.%2.2‬‬
‫ج‪ -‬أن في فئة عدد أفراد األسرة من ‪ 2-2‬تكون اضطرابات المثلث العصابي هي األكثر‬
‫انتشا اًر بنسبة ‪ %53.2‬وأن اضطرابات المثلث الذهاني تكون األقل انتشا اًر وبنسبة‬
‫‪.%03.05‬‬
‫د‪ -‬أنه في فئة عدد أفراد األسرة من ‪ 11-12‬يكون االنحراف السيكوباتي هو األكثر انتشا اًر‬
‫بنسبة ‪ %12.22‬واضطرابات الذهان األقل انتشا اًر وبنسبة ‪.%13.25‬‬
‫‪ -7‬الترتيب الميالدي‪ :‬وبالنسبة للترتيب الميالدي وعالقة بانتشار االضطرابات النفسية وجد‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن الطالب الذين يكون ترتيبهم الميالدي األول والرابع يكون االنحراف السيكوباتي هو‬
‫األكثر انتشا اًر لديهما بنسبة ‪ %33.33‬لدى األول‪ ،‬وبنسبة ‪ %12.22‬لدى الرابع كما أن‬
‫الذهان هو األقل انتشا اًر لديهما وبنسبة ‪ %03.05‬لدى األول وبنسبة ‪ %3.25‬لدى‬
‫الرابع‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن الطالب الذين يكون ترتيبهم الميالدي الثالث والسابع يكون العصاب هو األكثر‬
‫انتشار لديهما بنسبة ‪ %15.3‬لدى الثالث وبنسبة ‪ %2.2‬لدى السابع وأن الذهان األقل‬
‫انتشا اًر لديهما أيضاً وبنسبة ‪ %2.22‬لدى الثالث وبنسبة ‪ %2.22‬أيضاً لدى السابع‪.‬‬

‫ويستخلص من النتائج السابقة أن الطالب الذين يقع ترتيبهم الميالدي في األول يغلب‬
‫انتشار االنحراف السيكوباتي واالنطواء االجتماعي لديهم وأن الذين يقع ترتيبهم الميالدي‬
‫في الوسط يغلب انتشار العصاب لديهم وأن الذين يقع ترتيبهم الميالدي بعد ذلك يغلب‬
‫انتشار االنحراف السيكوباتي والذهان لديهم (مجدى السيد على‪.)22-22 :0220 ،‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ -1‬قارن بين تأثير كل من البيئة الرحمية والبيئة بعد الرحمية‪ ،‬في االضطرابات النفسية‬
‫واالجتماعية؟‬
‫‪ -0‬الزيادة والنقصان في إفراز الغدد يؤدى إلى اضطرابات نفسية – اشرح هذه العبارة؟‬

‫مصادر تعليم أخرى‪ :‬فيلم عن الوراثة والبيئة والتوائم وأطفال المالجئ‪.‬‬

‫‪021‬‬
020
‫مراجع الفصل اخلامس‬
‫‪ -1‬عمر السيد الشوربجي (‪ )1222‬أخطار اكتئاب األم على الطفل – مجلة علم النفس‬
‫العدد (‪ )3‬الهيئة العامة للكتاب القاهرة‪.‬‬
‫‪ -0‬محمود أبو النيل (‪ )1225‬علم النفس االجتماعي – دار النهضة العربية – بيروت‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد خيري محمد على (‪ )1222‬الهجرة والجريمة في كتاب علم النفس االجتماعي في‬
‫البالد العربية – إعداد لويس كامل – الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬
‫‪ -3‬مجدى السيد على (‪ – )0220‬قدرة االختبارات النفسية الحركية على التمييز بين الفئات‬
‫اإلكلينيكية باختبار الشخصية المتعدد األوجة ‪ -‬دراسة على طالب جامعة أسيوط –‬
‫رسالة دكتوراه غير منشورة قدمت لكلية اآلداب جامعة أسيوط تحت إشراف محمود أبو‬
‫النيل‪.‬‬
‫‪ -5‬كوفيل وزمالؤه (‪ – )1222‬تأليف – محمود الزيادي – ترجمة – الصحة النفسية –‬
‫مكتبة األنجلو المصرية – القاهرة‪.‬‬
‫‪6- Proshansky, Harold & Seidenberg (1970), basic studies in social‬‬
‫‪psychology, holt rinehart and wiston, London.‬‬
‫‪7- Brown roger (1965), social psychology collier macmillan limited‬‬
‫‪london.‬‬
‫‪8- Brown i.s., social psychology and group process, annual review of‬‬
‫‪psychology & cp. Stone editor.‬‬
‫‪9- Woodworth robert & marquis donald g. (1974) psychology, henry‬‬
‫‪holt & company.‬‬

‫‪022‬‬
‫الفصل السادس‬

‫األمراض السيكوسوماتية (النفسية جسمية)‬

‫األهداف‪ :‬يمد هذا الفصل القارئ بعدد مـن المعـارف المرتبطـة بماهيـة األمـراض الجسـمية‬
‫الناتجة عن أسباب نفسية كالصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم وقرحـة المعـدة واسـهامات العلمـاء‬
‫الغـربيين والعلمـاء العـرب فـي تفســير هـذه األمـراض وفـي عالجهـا‪ .‬كمــا يهـدف الفصـل إضـافة إلــى‬
‫ذلك تعريف القارئ بمدى انتشار هذه األمراض في العصر الحديث‪.‬‬

‫المحتو ‪ :‬يتضمن الفصل الجوانب التاريخية لنشأة األمراض السيكوماتية – إسهام علماء‬
‫الغرب القدامى‪ ،‬أعمال األنثروبولوجين حجم المشكلة ومـدى االنتشـار – األمـراض السيكوسـوماتية‬
‫والحضارة – مرض الشريان التاجي – الحرب العالمية واألمـراض السيكوسـوماتية ‪ -‬حـاالت القلـق‬
‫واألمراض السيكوسوماتية لدى رجال األعمال‪.‬‬

‫ونتنــاول فيمــا يلــي تعريــق السيكوســوماتيك ثــم الجوانــب التاريخيــة وبعــد ذلــك حجــم وانتشــار‬
‫هذه االضطرابات‪.‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬تعريف السيكوسوماتيك (النفسي جسمي)‬

‫بــدأ اســتخدام تعبيــر "نفســي جســمي" ‪ Psychosomatic‬مــع "هنــرث" عــام ‪ 1212‬عنــدما‬


‫كــان يتحــدث عــن األســباب "النفســي جســمي" لحالــة األرق‪ .‬ومنــذ ذلــك الحــين اســتخدم هــذا التعبيــر‬
‫علــى نطــاق واســع وكــان الغــرض مــن اســتخدامه هــو تأييــد دور العوامــل النفســية فــي ميــدان الطــب‬
‫العضوي‪ .‬ومنـذ هـذه الفتـرة كانـت كلمـة "نفسجسـمية" تطلـق أيضـاً علـى مجموعـة مـن االضـطرابات‬
‫النفسية التي لها مظاهر عضوية مثل حاالت الهستيريا‪.‬‬

‫وقـ ــد الحظـ ــت الجمعيـ ــة األمريكيـ ــة للطـ ــب النفسـ ــي عـ ــام ‪ 1250‬إلـ ــى مـ ــا يتضـ ــمنه هـ ــذا‬
‫المصــطلح م ــن غم ــوض وال ــى ع ــدم تحدي ــد المقصــود بن ــوع الم ــرض األم ــر ال ــذي أدى إل ــى اتف ــاق‬
‫أعضــاء جمعيــة الطــب النفســي إلــى اســتخدام مصــطلح "نفــس فســيولوجي" عنــدما يكــون المقصــود‬
‫باالضطرابات الجسمية الناشئة عـن أسـباب نفسـية وبهـذا ال تعتبـر الهسـتريا ضـمن هـذه المجموعـة‬
‫من االضطرابات (عمر شاهين‪.)0 :1222 ،‬‬

‫‪023‬‬
‫ثاني د ا الجوانددب التاريخيددة‪ :‬ســنعالج فيمــا يلــي إســهام العلمــاء الغـربيين والعلمــاء العــرب فــي‬
‫النظـر للعالقــة بـين الــنفس والجسـم وتفاعلهمــا وتــأثير ذلـك فــي الفـرد نتيجــة الضـغوط التــي يتعــرض‬
‫لها في صور غير سوية تتمثل في أمراض القرحة المعدية وارتفاع الضغط والصداع النصفي‪.‬‬

‫إسهام علماء الغرب‪ :‬أن العالقة بـين الـنفس والجسـم قديمـة قـدم تـاريخ الفكـر اإلنسـاني إذ‬
‫يرجـع أثـر العوامـل النفسـية فـي الجسـم بالـذات إلـى زمـن قـديم فقـد أشـار بريـل ‪ A. A. Brill‬إلـى أن‬
‫هيبوقراط (أبـو الطـب) ‪ Hippocrats‬قـد اسـتطاع أن يشـفي "بـرد يكـاس" ملـك مقـدونيا مـن مرضـه‬
‫الجسمي وذلك عنـدما قـام بتحليـل أحالمـه (يوسـف كـرم‪ ،)153 ،13 :1252 ،‬ويعكـس ذلـك دون‬
‫شك أن إدراك هيبوقراط للعالقة بين النفس والجسم‪ .‬ويذهب أرسطو (‪ 300 – 323‬ق‪.‬م) إلـى أن‬
‫االنفعاالت مثـل الغضـب والخـوف والرجـاء والفـرح والمجـد ال يمكـن أن تصـدر عـن الـنفس وحـدها‪.‬‬
‫ففي نفس الوقت الذي يحدث فيه انفعال نفسي يحدث تغير في الجسـم (‪ .)153 :51‬وهكـذا نلمـح‬
‫في اعمال كل من أبقـراط وأرسـطو مـا يشـير إلـى أن أثـر الـنفس فـي الجسـم يـؤدي إلـى سـوء توافـق‬
‫اإلنسان في حياته‪.‬‬

‫وج ــاءت بع ــدهما ف ــي الق ــرن الث ــاني الم ــيالدي نظري ــة ج ــالينوس والت ــي فس ــرت بمقتض ــاها‬
‫الظواهر الحيوية في الجسم اإلنساني والصلة بينهما وبين بعض الظواهر النفسية‪.‬‬

‫وظه ــرت بع ــد ذل ــك نظري ــة أخ ــرى ه ــي نظري ــة المـ ـواراة ب ــين الجس ــم وال ــنفس والت ــي تعتب ــر‬
‫الظواهر البدنية ظروفاً أو شـروطاً للظـواهر النفسـية‪ ،‬كمـا أن الزيـادة فـي التغيـر فـي أحـدهما يتبعـه‬
‫زيادة في اآلخر‪.‬‬

‫ولقــد دعــم مــاديو القــرن التاســع عشــر آراءهــم عــن الصــلة بــين الــنفس والجســم بنظريــات‬
‫أبســتمولوجية (أي فــي طبيعــة المعرفــة) تظهــر أول آثارهــا فــي قــول ""فوجــت"‪ :‬بــأن المــخ هــو األداة‬
‫التــي بواســتطها يــؤدي العقــل وظيفتــه‪ .‬ويــأتي بعــد ذلــك مولشــت فــي كتابــه المســمى‪ :‬دور الحيــاة‬
‫(‪ )1222‬ليقول باتحاد الجسم والعقل‪.‬‬

‫إسددهام العلمدداء العددرب‪ :‬وال يقتصــر تنــاول موضــوع العالقــة بــين الــنفس والجســم علــى آراء‬
‫الفالســفة اليونــانيين القــدامى وغيــرهم مــن الفالســفة اإلنجليــز والفرنســيين المحــدثين‪ ،‬بــل كــذلك فطــن‬
‫العــرب مــا لألع ـراض النفســانية مــن أثــر فــي إحــداث تغي ـرات بدنيــة وأم ـراض جســمية‪ ،‬وفــي إعاقــة‬
‫الشــفاء أو تعجيلــه‪ ،‬ممــا يهــدد ذلــك توافــق اإلنســان‪ ،‬وأهــم مــن أشــار لــذلك مــن األطبــاء ابــن عيســى‬
‫المجوسي (‪223‬م) فيذهب في كتباه "كامل الصناعة الطبية" أن األمراض النفسية كالغم والغضب‬

‫‪024‬‬
‫والهم والحسد تغير مزاج البـدن وتـؤدي إلـى انهاكـه وتولـد هـذه األعـراض الحميـات الرديئـة (يوسـف‬
‫مراد‪.)132 ،132 :1253 ،‬‬

‫وليس رأي ابن عيسى المجوسي فقـط هـو الـرأي الوحيـد بـل إننـا نـرى أن التطبيـق الخـاص‬
‫للمبــادئ المتضــمنة فــي التشــخيص الطبــي والعــالج فــي أيامنــا ال يعتبــر جديــداً‪ ،‬ونستشــهد بمــا ذكــر‬
‫فـي الكتــاب الفارســي المسـمى "أخــالق الجاللــي" ‪ The Akhlaq – i – galali‬عــن أن الطبيــب‬
‫الـرازي العظـيم ‪ Rhazes‬قــد دعـى إلـى ترانسواكســيانا ليعـالج األميــر منصـور الـذي كــان يشـكو مــن‬
‫أم ـراض روماتيزميــة فــي مفاصــله‪ ،‬فلمــا وصــل نهــر أوكســيس خــاف عبــوره إلــى القــارب مــع جنــود‬
‫االمير فاضطروه للعبور‪ .‬ولما دخل الرازي بخـاري بلـد األميـر جـرب طرقـاً عديـدة لعالجـه دون أن‬
‫ينجح‪ .‬وقال له آخر األمر "سأجرب غداً طريقة جديدة ولكنها ستكلفك خير حصان وخير بغل في‬
‫حظيرتــك"‪ .‬وفــي اليــوم التــالي ركــب الـرازي واألميــر وذهــب إلــى حمــام ســاخن خــارج المدينــة‪ ،‬وربــط‬
‫الحصــان والبغــل خارجــه ثــم دخــل الحج ـرة الســاخنة وحــده مــع مريضــه الــذي وضــعه تحــت المــاء‬
‫الساخن عدة مرات وسقاه جرعة كان قد أعـدها "ليسـقيها لـه" كمـا يقـول الـرازي "عنـدما يجـئ الوقـت‬
‫الـذي تنضــح فيـه األخــالط التـي فــي مفاصـله"‪ .‬ثــم خــر ولـبس ثيابــه‪ ،‬ودخـل ثانيــة وفـي يــده ســكين‪،‬‬
‫ووقف برهة يسب األمير قائالً‪" :‬لقد أمرت أن أقيد وأن ألقى في القارب‪ ،‬متبم اًر بذلك على حياتي‪،‬‬
‫وان لــم أقتلــك عقاب ـاً لــك علــى ذلــك فلســت محمــد بــن زكريــا فغضــب األميــر غضــباً شــديداً وثــارت‬
‫ثائرمة وهب واقفاً على قدميه مدفوعاً بالغضب من جهة‪ ،‬والخوف مـن جهـة أخـرى‪ ،‬فأسـرع الـرازي‬
‫هارب ـاً ثــم أرســل رســالة لألميــر قــائالً "بأنــه عمــد للعــالج النفســي‪ ،‬ولمــا تعرضــت األخــالط الفاســدة‬
‫لح ـ اررة الحمــام الســاخن إلــى الحــد الكــافي أثرتــك عامــداً حتــى أزيــد مــن ح اررتــك الطبيعيــة‪ ،‬وبــذلك‬
‫اكتسبت من القوة‪ ،‬ما يكفي إلذابة األخالط التي كانت قد النت‪"........‬‬

‫وجاء في كتاب ان سينا "األصل والعودة" عام (‪222‬م) شيء شبيه بعمل الـرازي‪ ،‬وكانـت‬
‫المريض ــة جاري ــة ف ــي ب ــالط المل ــط إذ كان ــت منحني ــة ألس ــفل لرف ــع األكـ ـواب واألطب ــاق‪ ،‬فأص ــيبت‬
‫بتصــلب مفــاجئ فــي المفاصــل وصــارت غيــر قــادرة علــى أن تاخــذ الوضــع الطبيعــي‪ ،‬ولــم يســتطع‬
‫أطباء الملك حيالها شـيئاً‪ ،‬فرجعـوا للعـالج النفسـي‪ ،‬وجعـل ابـن سـينا انفعـال الخجـل أحـد مسـاعداته‬
‫وبـدأ برفــع مالبســها بادئـاً بــالبرقع حتــى الخمــاء وهكـذا‪ ،‬فــانتج ذلــك وهجـاً مـن الحـ اررة أوقفــت المـزاج‬
‫الرومــاتيزمي ‪ ،Dissolved the Rheumatic Humour‬ووقفــت المريض ــة معتدلــة كامل ــة‬
‫العالج‪ .‬وتشير هاتين الحادثتين إلى أن معرفة المبادئ التي تحكم الجسم والعقل مفهومة ومعروفة‬
‫منذ القدم‪ .‬وتشكل هذه المبادئ العالج األساسي للطرق الحديثة في الكشف عن الوجع‪.‬‬

‫‪025‬‬
‫أعمدددال األنثروبولدددوجين‪ :‬كمــا نالحــظ أن مــا ظهــر علــى عــالج حــديث ممكــن أن يرجــع‬
‫لمئات بل آلالف السنين عند بني البشر الذين ننظر إليهم على أنهم بدائيين‪ .‬وقد يكون ذكر عـن‬
‫موضــوع العالقــة بــين الــنفس والجســم فــي هــذه اللحظــة مــن واقــع مــا هــو مــدون فــي الم ارجــع وكتــب‬
‫الفلسفة والتاريخ‪ .‬ولعل في مالحظـات ومشـاهدات األنثروبولـوجين مثـاالً يوضـح الطـرق المسـتعملة‬
‫لديهم في الكشف عن السلوك اإلجرامي‪ ،‬فلقد ذبح شـيح أخـد القبائـل‪ ،‬و ُشـك فـي خمـس رجـال كـان‬
‫قــد أصــابهم ضــرر فــي الماضــي منــه‪ ،‬والكتشــاف المــذنب قــام الطبيــب العـراف بعمــل احتفــال كبيــر‬
‫وسط دقات الطبـول المنتظمـة‪ ،‬وأخـد التـوتر يظهـر لـدى الرجـال الـذين وقفـوا أمـام القبيلـة وظهـورهم‬
‫للنهــر‪ ،‬وقــد وضــع العـراف خمــس أكـوام مــن األرز أمــامهم‪ ،‬وأخــذ يخطــب عــن الظلــم والجــور الــذي‬
‫وقــع باغتيــال رئــيس القبيلــة‪ ،‬وعــن الســحر الــذي سيكشــف المغتــال‪ .‬فالشــخص المــذنب لــن يســتطيع‬
‫بلع األرز وغير المذنب سيأكل األرز دون صعوبة‪ .‬واستطرد العراف يسـرد م ازيـا طريفتـه هـذه فـي‬
‫كشــفها لمجــرمين اعترف ـوا مــن قبــل‪ .‬ثــم قــام بعــرض أطبــاق األرز علــى المتهمــين بطريقــة مســرحية‬
‫وقــال‪ :‬انظــر وشــاهد وتقــدم أربعــة مــنهم ألكــل األرز دون أن يظهــر عالمــات خارجيــة للســرور أو‬
‫الرعب‪ .‬أما الخامي فيوجـه لـه تغيـر فـي اللـون وبصـعوبة وقـف علـى رجلـين مـرتعبتين وأخـذ يحـرك‬
‫فكيه‪ ،‬وبال جدوى حاول ابتالع بعض األرز دون نجاح‪ ،‬واعترف بقتل رئيس القبيلة‪ .‬ويتضح فيما‬
‫حــدث بــين الع ـراف والمتهمــين حقيقــة التفاعــل بــين الــنفس والجســم‪ ،‬فــنحن نعــرف الفــم الجــاف مــن‬
‫الخــوف وأن االنفعــال الشــديد يكــف الهضــم‪ ،‬واف ـراز اللعــاب الــذي يتصــل اتصــاالً وثيق ـاً بالهضــم‪،‬‬
‫فبـدون اللعــاب يصــبح مــن الصــعوبة مضـغ وبلــع الطعــام‪ ،‬فالجــاني فــي هـذه الحادثــة خــاف مــن قــوة‬
‫الطبيـب العـراف وقدرتـه علــى كشـف الحقيقــة‪ ،‬وهكـذا فعنــدما ظهـر األرز لــم يكـن الجــاني فـي حالــة‬
‫نفسية مالئمة ألكله وبلعه‪.‬‬

‫والى جانب األحداث الثالثة السابة نسوق تلك الحادثة األخيرة البن سينا والتي ذكرت في‬
‫أفضل ما عمل من أعمال وهو كتاب "القانون" ‪ .The Qanun‬ففي القسم الخاص بالحب‪ ،‬والذي‬
‫يقع تحت األمراض العقلية والمخية‪ ،‬فعندما هرب ابن سينا من محمود الغزنوي ‪M. of Ghazna‬‬
‫متنك اًر إلى مدينة هايركانيا ‪ Hyrcania‬عن طريق نهر كاسـيبان ‪ Casippan‬وجـد أن أحـد أقـارب‬
‫حاكم ذلك اإلقليم مريضاً بمرض حيـر كـل األطبـاء المحليـين‪ ،‬وفحـص ابـن سـينا المـريض بعنايـة‪،‬‬
‫وطلــب أن يــأتي معــه بعض ـاً ممــن يعرفــون أحيــاء المدينــة والمــدن الموجــودة بــاإلقليم وقــاموا بــذكر‬
‫أســمائها‪ ،‬بينمــا ابــن ســينا واضــعاً يــده علــى نــبض الم ـريض‪ .‬وعنــدما ذكــر اســم مدينــة معينــة شــعر‬
‫بزيــادة فــي نــبض الم ـريض وفــي الحــال قــال ابــن ســينا‪ :‬إن ـي فــي حاجــة لــبعض ممــن يعرفــون كــل‬
‫البيــوت والشـوارع واألحيــاء فــي هــذه المدينــة‪ ،‬ومـرة أخــرى وجــد زيــادة فــي نــبض المـريض عنــد ذكــر‬

‫‪026‬‬
‫شـارع معــين‪ ،‬كــذلك وجـد عــن ذكــر القـاطنين فــي منــزل معـين زيــادة فــي نـبض المـريض‪ ،‬فقــال ابــن‬
‫سينا بعد ذلك إن هذا الشاب واقع في حـب بنـت تسـكن فـي ذلـك المنـزل مـن ذلـك الشـارع مـن ذلـك‬
‫الحي من تلك المدينة‪ ،‬واكتمل عالج الشاب بزواجه منها في ساعة حددها ابن سينا ( ‪Eysenck,‬‬
‫‪.)1962: 71‬‬

‫وهكذا نجد أن اإلنسان قـد عـرف منـذ زمـن طويـل كمـا سـبق‪ ،‬أن "األنفعـاالت النفسـية" لهـا‬
‫عالقــة بالحالــة الجســمية‪ ،‬والجســد عامــة‪ ،‬فالمثــل اإلغريقــي الــذي يقــول‪ :‬العق ـل الســليم فــي الجســم‬
‫الســليم‪ ،‬يعتــرف ضــمناً بــأن كليهمــا ي ـرتبط بــاآلخر ارتباط ـاً وثيق ـاً ومــع ذلــك فــإن الكثيــر مــن النــاس‬
‫يجدون صعوبة كبيرة في اإلعتراف بذلك حتى ولو بينهم وبين أنفسهم‪ .‬ولقد أتاحت المتاعب التـي‬
‫القيــت علــى الفــرد أثنــاء الحــرب للكثي ـرين مزيــداً مــن الــوعي والتقــدير العظــيم للعالقــة بــين أفكرنــا‬
‫ومشــاعرنا وطريقــة الجســم فــي القيــام بوظيفتــه‪ ،‬كمــا اكتشــفوا أمــو اًر عديــدة عــن انفعــاالتهم وأثــر هــذه‬
‫االنفعاالت على أجسامهم وهي حقائق لم يسبق لهم أن عرفوا شيئاً عنها‪.‬‬

‫ومــن أكثــر األمــور شــيوعاً ممــا تعلمــه هـؤالء الرجــال أنــه عنــدما كانــت الحيــاة عنيفــة بشــكل‬
‫غريــب لفت ـرة طويلــة كــانوا علــى وشــك أن تظهــر علــيهم أع ـراض جســمانية فكــان يحــدث أال يقــوم‬
‫عض ــو م ــن أعض ــاء الجس ــم بوظيفت ــه خي ــر قي ــام كالقل ــب أو الـ ـرئتين أو الع ــين أو المع ــدة (منج ــر‬
‫منرولي ــف‪ .)120 ،23 :1222 ،‬ولق ــد وص ــل برات ارن ــد ارس ــل‪ ،‬وج ــون دي ــوي وهم ــا م ــن المفكـ ـرين‬
‫المحــدثين التفــاق أن الفصــل بــين الجســم والعقــل ال معنــى لــه أساسـاً‪ ،‬ألنــه مــن الخطــأ التفرقــة بــين‬
‫العقـل فـي المحـل األول‪ ،‬وتصــو ار أنهمـا عمليـة مســتمرة مـن نـواحي عقليــة ونـواحي جسـمية كالهمــا‬
‫يخضع للدراسة العملية (‪.)Floydl, 1967: 437‬‬

‫تعليق‪ :‬يتضح من العرض السابق أن مشكلة العالقـة بـين الـنفس والجسـم سـارت فـي عـدة‬
‫اتجاهــات‪ .‬فهنــاك مــن يعتبــر الــنفس والجســم شــيئان منفصــالن‪ ،‬وهنــاك مــن يعتبرهــا شــيئاً واحــداً أو‬
‫مظه ـران لكــل واحــد هــو اإلنســان‪ .‬وهنــاك مــن يعتبرهمــا شــيئاً واحــداً ثــم يعــود فيقــول أنهمــا شــيئان‬
‫منفصـ ــالن ولعـ ــل ذلـ ــك يرجـ ــع فـ ــي حقيقـ ــة األمـ ــر للظـ ــروف التـ ــي كانـ ــت تحـ ــيط به ـ ـؤالء المفك ـ ـرين‬
‫والفالســفةن والعصــور التــي كــانوا يعيشــون فيهــا‪ ،‬فــالرأي الــذي كــان يقــول بانفصــال الــنفس والجســم‬
‫يعك ــس تزمتـ ـاً دينيـ ـاً واض ــحاً ل ــدى هـ ـؤالء المفكـ ـرين حي ــث كان ــت تعط ــى األهمي ــة للنـ ـواحي الديني ــة‬
‫والروحية‪ ،‬وتنكر النواحي المادية والجسمية‪.‬‬

‫ولقد التقت آراء أبقراط "أبـو الطـب" وأرسـطو وابـن عيسـى المجوسـي والطبيـب الـرازي وابـن‬
‫ســينا واإلنثروبولــوجيين‪ ،‬فــي الكشــف عــن أن اثــر االنفعــاالت فــي الجســم أمــر يهــدد تكيــف اإلنســان‬

‫‪027‬‬
‫ويشــير إلــى أن التوافــق الــذي كــان محققـاً بــين اإلنســان وبيئتــه قــد فقــد‪ .‬ولقــد تكلــم أرســطو عــن ذلــك‬
‫بوجه عام‪ .‬أما محاولة أبقراط القيام بتحليل أحالم ملك مقدونيا لشفائه من مرضـه الجسـمي فتشـير‬
‫إلى أن المرض لم يهدد التوافق العام للمريض فقط بل وافقه المهني‪ ،‬فهو كملك مسؤول عن رعية‬
‫لــو أزمــن المــرض لديــه لســاء توافقــه فــي تصـريف أمــور النــاس‪ .‬ونفــس الشــيء ينطبــق علــى األميــر‬
‫المنصــور الــذي كــان شــفاؤه علــى يــد الطبيــب الـرازي‪ ،‬وعلــى جاريــة الــبالط الملكــي والتــي كــان ابــن‬
‫سينا سبباً لشفائها‪.‬‬

‫مــن أيــن نعلــم أن هــذه األم ـراض التــي أصــابت ملــك مقــدونيا‪ ،‬واألميــر المنصــور‪ ،‬وجاريــة‬
‫الــبالط الملكــي "اض ــطرابات سيكوســوماتية"؟ إن األجاب ــة علــى ه ــذا التســاؤل وض ــحت فــي س ــردنا‬
‫ألخداث تلك الحاالت التي طال المرض بهـا واحتـار األطبـاء فـي عالجهـا‪ ،‬فطـول المـرض‪ ،‬وعـدم‬
‫جــدوى العــالج الطبــي وحــده فــي شــفائها مــن العالمــات التــي تســتخدم اآلن فــي الكشــف عــن هــذه‬
‫األمراض إلى جانب الوسائل األخرى‪.‬‬

‫ثالثددا‪ :‬حجددم المشددكلة ومددد اإلنتشددار‪ :‬اتضــح مــن العــرض التــاريخي الســابق مــدى مــا‬
‫تشــكله االضــطرابات السيكوســوماتية مــن خطــورة علــى حيــاة األفـراد سـواء فــي تـوافقهم العــام أو فــي‬
‫ت ـوافقهم المهنــي‪ ،‬وســنحاول هنــا أن نوضــح أهميــة هــذه المشــكلة ومــدى خطورتهــا أو بمعنــى آخــر‬
‫مدى انتشارها بين الناس ( ديوبولد‪.)011 :1222 ،‬‬

‫األمدددراض السيكوسدددوماتية والحضدددارة‪ :‬ولقــد ارتــبط انتشــار هــذه االضــطرابات بالحضــارة‬


‫فرغماً ممـا تتسـم بـه حياتنـا اليـوم مـن نعـيم وتـرف وعنايـة فـي التنشـئة والتربيـة الصـحية والتعليميـة‪،‬‬
‫والتـي لـم تـتح ألفـراد الجيـل السـابق‪ ،‬وبـالرغم مـن التقـدم الهائـل فـي وسـائل الطـب سـواء الوقــائي أو‬
‫العالجــي فقــد انتشــر فــي الحضــارة الحديثــة مجموعــة مــن األم ـراض الجســمية المزمنــة المستعصــية‬
‫عــى الشــفاء ومــن أظهرهــا أم ـراض الش ـريان التــاجي والذبحــة الصــدرية‪ ،‬والجلطــة الدمويــة‪ ،‬وارتفــاع‬
‫ضــغط الــدم الجــوهري أي الــذي ال يرجــع إلــى األس ـباب العضــوية المعروفــة‪ ،‬ومنهــا قرحــة المعــدة‬
‫واإلثنـ ـ ــى عشـ ـ ــر‪ ،‬وبعـ ـ ــض حـ ـ ــاالت اإلسـ ـ ــهال واإلمسـ ـ ــاك المـ ـ ــزمن‪ ،‬والربـ ـ ــو‪ ،‬والتهـ ـ ــاب المفاصـ ـ ــل‬
‫الروماتيزمي‪ ،‬وتصخم الغدة الدرقية‪ ،‬وكثير من حاالت الصداع النصفي‪ ،‬والطفح الجلـدي‪ ،‬والبـول‬
‫السكري‪ ،‬وسلس البول‪ ،‬واللمبـاجو‪ ،‬عـرق النسـاء‪ ،‬والصـلع‪ .‬وان ممـا يوضـح دور الحضـارة الغربيـة‬
‫وبين السكان األصليين هي ‪ 1 : 5‬كما لوحظ أنها بدأت تنتشر في البالد اآلخذة بالتصنيع كالهند‬
‫ـار فــي المن ــاطق الزراعيــة وغيــر المص ــنعة مــن انجلتـ ـ ار‪ .‬وقــد نش ــر‬
‫وغــرب أفريقيــا وأنه ــا اقــل انتش ـ اً‬
‫الدكتور عبد العزيز إسماعيل مقاالً بمجلة ‪ 1202 Lancer‬أشار فيه أن ارتفاع ضـغط الـدم نـادر‬

‫‪028‬‬
‫جــداً بــين العمــال المصـريين‪ .‬وممــا يجــب ذكـره أن هنــاك فارقـاً إحصــائياً داالً بــين ضــغط الــدم لــدى‬
‫الزنوج الذين يعيشون بالواليات المتحدة‪ ،‬وقد تأكد أنه فارق يرجـع للحضـارة ال للسـاللة‪ .‬كمـا لـوحظ‬
‫أن ضغط الدم لدى األجانب المقيمين في الصين والمناطق الحـارة أقـل مـن الضـغط لـديهم أنفسـهم‬
‫وهــم يعيشــون ف ــي المنــاطق المعتدل ــة‪ ،‬وأن التــاجر األميرك ــي ذا الحيــاة القلق ــة الصــاخبة إذا ذه ــب‬
‫ليعــيش بــين قــوم هــادئين انخفضــت عمليــات األيــض لــديهم – أي عمليــات التحــول الكيميــائي فــي‬
‫الجســ ــم – يظـ ـ ــل فـ ـ ــي مكانـ ـ ــه كأنـ ـ ــه معرض ـ ـ ـاً فـ ـ ــي أغلـ ـ ــب الظـ ـ ــن لإلصـ ـ ــابة بأحـ ـ ــد االضـ ـ ــطرابات‬
‫السيكوسوماتية نتيجة لقلقه الزائد (أحمد عزت راجح‪.)322 :1221 ،‬‬

‫حاالت الوجه المألوف والملف السدميك‪ :‬ولقـد بلغـت مشـكلة االضـطرابات السيكوسـوماتية‬
‫حجمـ ـ ـاً متض ـ ــخماً لدرج ـ ــة أن األطب ـ ــاء الممارس ـ ــون العمومي ـ ــون يش ـ ــكون م ـ ــن أن هن ـ ــاك مرض ـ ــى‬
‫يستشيرونهم باستمرار‪ ،‬وهذا يؤثر في الخدمة التي يمكن أن يؤدونها لباقي المرضى‪ ،‬ويصطلحون‬
‫علــى تســمية ه ـؤالء المرضــى بحــاالت "الملــف الســميك" "‪ "Thick-File‬لكث ـرة مــا بــه مــن فحــوص‬
‫وروشــتات خاصــة بالتشــخيص والعــالج‪ .‬كمــا يســمونهم أيض ـاً بحــاالت أع ـراض "الوجــه المــألوف"‬
‫"‪.)Kemp, 1963( "Familiar Face‬‬

‫مددرض الشددريان التدداجي لددد أعضدداء البرلمددان‪ :‬وفــي د ارســة شــملت ‪ 1312‬عضـواً مــن‬
‫أعضاء البرلمان االنجليزي رجاالً ونسـاءاً مـن عـام ‪ 1235‬حتـى نهايـة ‪ 1222‬سـواء الـذين مـازالوا‬
‫أعضاء أم ال‪ ،‬حيـث تـوفرت معلومـات عـن كـل عضـو أهمهـا تـاريخ وسـبب الوفـاة حيـث كـان ذلـك‬
‫األخيــر هــو هــدف الد ارســة فوجــد أن أســباب الوفــاة‪ :‬مــرض الشـريان التــاجي حيــث تــوفى ‪ 21‬بــذلك‬
‫الم ــرض ف ــي ح ــين أن المتوق ــع ‪ ،22.0‬وأمـ ـراض أوعي ــة القل ــب الدموي ــة حي ــث م ــات به ــا ‪ 22‬م ــن‬
‫األعضاء في حين أن المتوقع ‪.)Pincherle, 72( 135‬‬

‫الحدرب العالميددة واألمدراض السيكوسددوماتية‪ :‬وتزخـر الم ارجــع باإلحصـائيات التــي توضــح‬
‫خطــورة المشــكلة فقــد بلــغ عــدد الوفيــات مــن أم ـراض القلــب فــي الواليــات المتحــدة لكــل ‪122.222‬‬
‫مائة ألف شخص ‪ 130‬فـي عـام ‪ 1223‬فـارتفع الـى ‪ 002‬فـي عـام ‪ ،1233‬كمـا ارتفعـت حـاالت‬
‫الوف ــاة م ــن القرح ــة المعوي ــة ف ــي اس ــكتلنده م ــن ع ــام ‪ 1232 – 1212‬إل ــى ثالث ــة أض ــعاف‪ ،‬وف ــي‬
‫انجلت ـ ار إلــى أربعــة أضــعاف‪ ،‬كــذلك فــإن عــدد الجنــود الــذين أعف ـوا مــن الخدمــة العســكرية بســبب‬
‫إصابتهم بالقرحـة المعويـة فـي الخمسـة عشـر شـه اًر األولـى فـي الحـرب العالمـة األولـى ‪ ،252‬وفـي‬
‫حين وصل هذا العدد من السبعة والعشرين شه اًر األولى في الحـرب العالميـة الثانيـة إلـى ‪03523‬‬
‫(يوسف مراد‪.)112 :1253 ،‬‬

‫‪029‬‬
‫إحصددائيات التددأمين واألم دراض السيكوسددوماتية‪ :‬كمــا أنــه بــالنظر فــي إحصــائيات شــركة‬
‫متروبوليتان األمريكية للتأمين علـى الحيـاة يتضـح أن شخصـاً مـن كـل اثنـين فـي الواليـات المتحـدة‬
‫ممت تجاوزوا الخمسين يموت بفعل األمراض القلبيـة – الوعائيـة – "‪Renal Cardio-vascular‬‬
‫ويـدل البحـث علــى ان نصـف هـذه الحــاالت يرجـع إلـى ارتفــاع ضـغط الجـوهري‪ ،‬ومــن ثـم فـإن ربــع‬
‫السـ ــكان تقريب ـ ـاً ممـ ــن جـ ــاوزوا الخمسـ ــين يموتـ ــون مـ ــن أثـ ــر ارتفـ ــاع ضـ ــغط الـ ــدم‪ .‬واذا عرفنـ ــا أن‬
‫اإلحصــائيات تــدل مــن ناحيــة أخــرى علــى أن غالبيــة الســكان فــي ســبيل أن يصــبحوا تــدريجيا مــن‬
‫المتقــدمين فــي العمــر‪ ،‬وتبــين لنــا خطــورة المشــكلة‪ .‬ويؤكــد تلــك الخطــورة وطائفــة االنجليــز هالليــدي‬
‫‪ Hallidey‬عام ‪ ،1232‬حيث يقول أن األمراض العصبية وطائفـة مـن األمـراض العضـوية مثـل‪:‬‬
‫فق ـ ــر الــ ــدم والرومــ ــاتيزم والتهــ ــاب غشــ ــاء المع ـ ــدة‪ ،‬وقرحــ ــة المع ـ ــدة وه ـ ــي المس ـ ــامه باضـ ـ ــطرابات‬
‫سيكوسوماتية زيادة مطردة كما أنها لدى الشباب أكثر منها لدى الشيوخ (مصطفى زيور‪:1235 ،‬‬
‫‪.)13‬‬

‫ولـيس ذلــك فقــط بــل أن تكــاليف عــالج فئــة واحـدة مــن هــذه األمـراض وهــي الصــداع يبلــغ‬
‫‪ 22‬مليونـاً مــن الــدوالرات بالواليــات المتحــدة األمريكيــة ســنوياً (‪ )Laird, 1958: 337‬كمــا يقــرر‬
‫األطبــاء النفســيون أن مــن ‪ %25 – 52‬مــن الشــكاوي البدنيــة والتــي يــذهب مــن أجلهــا النــاس إلــى‬
‫الطبيــب نفســية المنشــأة (‪ .)Marraw, 1957: 227‬ويؤيــد ولــيم ك‪.‬مننجــر منروليــف ذلــك حيــث‬
‫يذكر أن نسبة عالية من األمراض التي نجدها في نصف المرضـى الـذي نـراهم فـي حياتنـا العامـة‬
‫اضطرابات سيكوسوماتية‪ ،‬كما يـذكر أنـه أعفـى مـن الخدمـة العسـكرية أكثـر مـن نصـف مليـوم مـن‬
‫الرجال والذين يكونون ‪ %32‬مـن مجموعـة الـذين أعفـوا مـن الجـيس بسـبب اضـطراب نفسجسـمي‪.‬‬
‫وكــان بســبب إعطــائهم عــد قــدرتهم علــى الوصــول إلــى درجــة التوافــق المطلوبــة (ولــيم منروليــف‪،‬‬
‫‪.)22 ،25 :1222‬‬

‫نسددبة الوفدداة فددي األم دراض السيكوسددوماتية‪ :‬ويــذكر بـراون أن نســبة الوفيــات فــي إنجلتـ ار‬
‫بســبب تســمم الغــدة الدرقيــة (الجــويتر) مــا بــين عــامي ‪ 1232 ،1222‬ازدادت إلــى ‪ %322‬ف ــي‬
‫الذكور‪ %032 ،‬في اإلناث على الرغم من تحسـم وسـائل العـالج‪ .‬كمـا تبـين أنـه فـي عـام ‪1203‬‬
‫قد توفى بالواليات المتحدة حوالي ‪ 132222‬مائة وأربعون ألفاً نتيجة لضغط الدم المرتفـع‪ ،‬إال أن‬
‫هــذا الـ ـرقم ق ــد ارتف ــع ع ــام ‪ 1232‬إل ــى ‪ 325222‬ثالثمائ ــة وخمس ــة وس ــبعين ألفـ ـاً‪ ،‬وف ــي اس ــتكلندا‬
‫أوضحت اإلحصائيات بين عامي ‪( 1232 ،1231‬الفترة التي بلغ التعطل فيها القمة) ازدياداً في‬
‫نسبة قرحة المعدة من ‪ %132 – 132‬والوهن العصـبي مـن ‪ %122 – 22‬والتهـاب المعـدة مـن‬
‫‪ .%102 – 112‬ويقول براون أنه ال يمكننا تجاهل األخطاء المنطقية العديدة التي تتضمنها هذه‬

‫‪031‬‬
‫األرق ــام‪ .‬ولك ــن سـ ـواء كان ــت االرق ــام مض ــبوطة أم ال ف ــإن حقيق ــة ازدي ــاد األمـ ـراض الناتج ــة ع ــن‬
‫الضــغوط االنفعاليــة أمــر ال شــك فيــه وخاصــة فــي األقطــار الصــناعية‪ ،‬وهــي نــادرة فــي المجتمعــات‬
‫البدائية غير المصنعة‪ .‬كما بـدأت تظهـر فـي الهنـد وغـرب أفريقيـا بـدخول التصـنيع فيهـا‪ .‬وال يـزداد‬
‫حدوث مثل هذه األمراض كمياً فقط بل إن التكرار األفقـي لهجماتهـا متجـه اآلن تجـاه المجموعـات‬
‫األصغر سناً كلما كانت ظروف األفراد في طفولتهم عسرة‪.‬‬

‫المهندددة واألمدددراض السيكوسدددوماتية‪ :‬وق ــد انتش ــر مكت ــب بي ــع الكت ــب ع ــام ‪ 1251‬تقريـ ـ اًر‬
‫"ال ــدول" ‪ Doll R.‬وآخ ــر "لج ــونز" ‪ Jones A.‬ع ــن "العوام ــل المهني ــة ف ــي تس ــبب قرح ــة المع ــدة‬
‫واألمعاء" حيث لفت هذان الباحثان النظر إلى حقيقة أن ‪ %2‬من األسـرة التـي يبلـغ تعـدادها أكثـر‬
‫من ‪ 32222‬سرير في الجراحة والطب عامـة تشـغلها حـاالت قرحـة ببسـينية (هضـمية) وأن ‪125‬‬
‫مــن المرضــى المتــرددين علــى العيــادات الخارجيــة هــم حــاالت تعــاني مــن ســوء الهضــم‪ ،‬وأنــه فــي‬
‫سلسلة متتابعة من التشريحات الكشـفية أوضـحت أن ‪ %2.55‬مـن الحـاالت قرحـة عاجلـة أو آثـار‬
‫قرحة ملتئمة‪ .‬وهذه الحاالت ال تنشر عشـوائياً فـي المجتمـع بـل إنهـا تقـع فـي بعـض المهـن بصـورة‬
‫أكثــر مــن المهــن األخــرى‪ ،‬وقــد وجــد أن المهــن التــي يــزداد فيهــا وقــوع هــذه األمـراض هــي األطبــاء‪،‬‬
‫والمشرفون‪ ،‬ورؤساء التنفيذ‪ .‬وهاتان المجموعتان األخيرتان تتضمنان أولئك الذين يسند إليهم أكثر‬
‫الم اركــز مســؤولية فــي الصــناعة‪ ،‬وقــد وجــدت نســبة منخفضــة لوقوعهــا كمــا هــو متوقــع بــين العمــال‬
‫الزارعين (براون‪.)022 :1252 ،‬‬

‫االضددطرابات السيكوسددوماتية فددي الوظيفددة المعديددة المعويددة‪ :‬كــذلك تحــدث االضــطرابات‬


‫السيكوسوماتية في الوظيفة المعديـة المعويـة لـدى النـاس األصـحاء الخاضـعين لشـدة انفعاليـة غيـر‬
‫عاديــة‪ .‬ولقــد وجــد ف اريــز ونســلون ‪ Fries & Nelson‬مــن بــين ‪ 022‬مريض ـاً عصــابياً ‪%31.5‬‬
‫كانــت شــكواهم الرئيســية أمـراض معديــة معويــة ويرجــع ذلــك إلــى أن الــبطن مــاذة غــذاء االنفعــاالت‬
‫‪ .Abdomen, indeed, the sounding board of emotion‬ولقـد وجـد دويـر وبالكفـورد‬
‫‪ Dwyer & Blackford‬فـي د ارسـة ل ـ ‪ 3222‬حالـة مـن وجهــة النظـر اإلكلينيكيـة أن اإلصــابات‬
‫الكبي ـرة فــي المعــدة واإلثنــى عشــر أوضــحت أع ارض ـاً معديــة فــي ‪ %15‬فقــط مــن الحــاالت‪ .‬وفــي‬
‫سلســلة متتابعــة مــن الفحــوص فــي عيــادة مــايو فحــص ‪ 15222‬مـريض لــديهم عســر هضــم مــزمن‬
‫فوجــد ‪ %15.5‬لــديهم تشــويهات ‪ Deformities‬نتيجــة قرحــة هضــمية بالمعــدة ‪،Peptic Ulcer‬‬
‫‪ %0.2‬لـ ــديهم ورم سـ ــرطاني معـ ــدي‪ ،‬وهـ ــذا يشـ ــكل ‪ %12‬مـ ــن المرضـ ــى الـ ــذين كـ ــان اضـ ــطرابهم‬
‫الهض ــمي نتيج ــة لألمـ ـراض العض ــوية الكبيـ ـرة ف ــي المع ــدة واإلثن ــى عش ــر‪ .‬ولق ــد عل ــق أيوس ــترمان‬
‫‪ Eusterman‬على ذلك بقوله أن هذه اإلضطرابات واصابات أخـرى قليلـة نـادرة تعلـل ‪ %02‬مـن‬

‫‪030‬‬
‫حــاالت االضــطرابات المعديــة المزمنــة‪ .‬لكنــه أضــاف إلــى أنــه فــي الطــب العــام قــد ال تزيــد النســبة‬
‫المئوية عن ‪%12‬ن واشار إلى االضطرابات المعدية المنعكسة عن أحشاء البطن بخالف المعـدة‬
‫مسؤول عن مـن ‪ %32 – 32‬مـن كـل الحـاالت‪ ،‬وهـذا فـي أريـه هـو العصـاب الـذي يشـكل ‪%05‬‬
‫مــن المجمــوع الكلــي‪ .‬هــذا باإلضــافة إلــى أن مــن ‪ %02 – 15‬مــن االضــطرابات المعديــة تعــزي‬
‫ألمراض أعضاء بعيدة عن المعدة (‪.)Weiss, 1950: 350‬‬

‫األمراض السيكوسوماتية لد رجال األعمال‪ :‬ويتضح لنـا أمـ اًر مشـابهاً لمـا سـبق أن ذكـره‬
‫ب ـراون‪ ،‬يتمثــل فــي تك ـرار وقــوع أولئــك الــذين يتحملــون ضــغط الصــناعة فريســة المــرض ويموتــون‬
‫بــأمراض األوعيــة الدمويــة‪ .‬ولقــد كتــب ج ـراي ‪ G. W. Gray‬فــي هــذا الصــدد قــائالً‪ :‬إن ض ـريبة‬
‫المـوت لرجـال األعمـال الـذي يقعـون فريسـة امـراض القلـب فـى العقـد ال اربـع والخـامس مـن اعمــارهم‬
‫إنما هو شـئ مرعـب ‪ ،‬لدرجـة أن المؤسسـات الكبـرى تصـر علـى الفحـص الطبـى السـنوي لمـديريها‬
‫الكبار‪ ،‬وذلـك لكـى تكتشـف هـذه األمـراض فـى مرحلـة مبكـرة‪ .‬وليسـت أمـراض القلـب واألوعيـة هـى‬
‫فقط السائدة فى الصناعة بل أن هنـاك مشـكلة اخـرى خطيـرة خاصـة باإللتهـاب الجلـدى فـى مجـال‬
‫الصناعة والتى وصـفها تويسـتون دافيـز ‪ J.H. Twiston Davis‬فـى مقـال بعنـوان "أمـراض الجلـد‬
‫فى الصناعة" بالمجلة البريطانية للطب بأنها اضطراب فـى الشخصـية‪ .‬وعلـى الـرغم مـن أنـه لـيس‬
‫هنــاك شــك فــى أن بعــض الم ـواد الصــناعية قــد تــؤدى الــى تلــف بالجلــد عنــد اى فــرد يلمســها فــان‬
‫الغالبيــة العظمــى مــن حــاالت االلتهــاب أدت اليــه الــروح المعنويــة المنخفضــة مــن العمــل أو القلــق‬
‫بالبيت ‪ ،‬وضاعفته السياسة الرسمية ‪ ،‬ومن المعتقد ان اكثـر مـن ‪ 322.222‬حالـة التهـاب جلـدي‬
‫تظهر كل عام يعتقد أن سببها الظروف الخارجية مثل الرطوبة‪ ،‬والسوائل‪ ،‬والبخر الذي تمتلـئ بـه‬
‫الصناعة (براون‪.)022 :1252 ،‬‬

‫وتـذكر الـدكتوره فالنـدرز دنبـار ‪ Dunbar F.‬أن المفقـود مـن الوقـت بسـبب أمـراض القلـب‬
‫بمثل ‪ %02‬من كل الوقت بسـبب المـرض عامـة‪ .‬وتأخـذ هـذه األمـراض رجـاالً مـن العمـل يقـدرون‬
‫بمليون رجل فـي السـنة أو ب ـ ‪ 052.222.222‬يـوم رجـل فـي السـنة‪ ،‬كمـا تـذكر أن الـدكتور شـارز‬
‫‪Nurturtion‬‬ ‫‪ Dr.‬المـ ــدير العلمـ ــي لمؤسسـ ــة التغذي ـ ـة‬ ‫‪Charles‬‬ ‫جلنكـ ــنج ‪glennking‬‬
‫‪ Foundation‬قد كتـب بـأن األشـخاص الـذين يزيـدون فـي الـوزن ‪ %15‬عـن معـدلهم يكـون نسـبة‬
‫موتهم ‪ %00‬فوق المتوسط‪ ،‬وهؤالء الذين يزيدون في الوزن ‪ %15‬عن معدلهم يكون نسبة موتهم‬
‫‪ %00‬فوق المتوسط‪ .‬وتشير دنبار إلى أن مرضى الشريان التاجي من المتوقـع أن يظهـر بأعـداد‬
‫أكبر من سن العشرين واألربعين وبين الشيوخ الكبار‪.‬‬

‫‪032‬‬
‫ولقد سجلت اإلحصاءات في الواليات المتحدة أن أمراض القلب بمختلـف أنواعهـا ارتفعـت‬
‫نسبة اإلصابة بها من ‪ %2‬عام ‪ 1222‬إلى ‪ %30.2‬عـام ‪ 1232‬أي بزيـادة أكثـر مـن ‪،%322‬‬
‫وأن ازديــاد الوفيــات مــن أمـراض القلــب ترجــع فــي المقــام األول إلــى الزيــادة المذهلــة فــي اإلصــابات‬
‫بأمراض الشريان التاجي‪ .‬كما دلت نفي اإلحصاءات إلى أن نسبة الوفيات باألمراض التاجيـة فـي‬
‫إنجلت ار أقل منها في إنجلت ار لمنها ال تزداد ‪.‬‬

‫ولقــد كــان الضــعف العصــبي الوعــائي ‪ Neuro circulatory‬مشــكلة أقــل فــي الحــرب‬
‫العامي ــة الثاني ــة م ــن األول ــى ولق ــد بلغ ــت الح ــاالت الت ــي تق ــدمت لمرك ــز العص ــاب بمستش ــفى لن ــدن‬
‫للطوارئ ‪ 0.303‬حالة‪ .‬كذلك يذكر كل من فيس وانجلش أن ارتفـاع ضـغط الـدم اضـطراب مـالزم‬
‫للحضارة الغربية‪ .‬فتشير الدراسات التي أجريت على أهالي أفريقيا والصينيين والعمـال المصـريين‪،‬‬
‫إلى أن ضغط الدم نادر جداً بينهم‪ .‬ولقـد وجـد كـل مـن شـولز وشـواب ‪ Schulze & Schwab‬أن‬
‫حــدوث ارتفــاع ضــغط الــدم بــين الزنــوج األمريكــان الجنــوبيينن كمــا ســبق أن اش ـرنا‪ ،‬بكــون مرتفع ـاً‬
‫مرتين ونصف علن البيض الجنوبيين‪ .‬كما بين شولز وشواب ومساعديهم هـاينز وبـراون ‪Hines‬‬
‫‪ & Brown‬أن الميــل الرتفــاع ضــغط الــدم كمــا تأكــد باعتبــار المــاء المــثلج ‪Ice Water Test‬‬
‫يوجــد بدرجــة أعلــى بــين الزنــوج واألمريكــان الجنــوبيين‪ .‬وهــذا يشــيؤ لعــدم وجــود أثــر للو ارثــة إذ أن‬
‫أجداد هؤالء الزنوج في أفريقيا قبل أن يأتوا ألمريكا لم يكن لديهم ضغط دم ٍ‬
‫عال بدرجـة أعلـى مـن‬
‫البـيض األمريكـان (‪ )Wess, 1950: 35‬وتواصـل دنبـار رأيهـا فتقـول أن ارتفـاع ضـغط الـدم أعـم‬
‫وأكثر مواتاً مـن السـرطان ويعتبـر أكبـر مشـكلة صـحية لـذوي األعمـال المتوسـطة ويقتـل واحـداً مـن‬
‫كل اربع رجال ونساء فوق الخمسين‪.‬‬

‫مشكلة االضطرابات السيكوسدوماتية علدى المسدتو القدومي‪ :‬يقـدر بعـض كبـار األطبـاء‬
‫في مدينة القاهرة نسبة هذه االضطرابات بـ ‪ %52‬من بـين مرضـاهم وهـي فـي التقـدير االحصـائي‬
‫بالخــارج ال تقــل عــن هــذا ال ـرقم إن لــم تتجــاوزه كمــا تبــين (صــبري جــرجس‪ ،)1252 ،‬وهــذا ال ـرقم‬
‫يتجاوز بالفعل مثيله في الخارج بمراحل ونعتقد أن هؤالء األطباء أدخلوا في حسابهم االضطرابات‬
‫العضوية المؤقتة والتي تزول بزوال أو انتهاء العوامل االنفعالية المسببة لها‪.‬‬

‫وق ـ ــد قمن ـ ــا بتطبي ـ ــق اس ـ ــتبيان عل ـ ــى األطب ـ ــاء لتحدي ـ ــد العم ـ ــال ال ـ ــذين ل ـ ــديهم اض ـ ــطرابات‬
‫سيكوسوماتية وتهدف أسئلة االستبيان إلى التعرف على حجم المشكلة من خالل رأي األطبـاء فـي‬
‫ضوء تعريفنا لالضطرابات السيكوسوماتية ونستعرض فيما يلي نتائج اإلجابة على هذه األسئلة‪:‬‬

‫‪033‬‬
‫أوالا‪ :‬نتائج اإلجابة على السؤال األول وهدو‪ :‬مـن بـين كـم مـن العمـال تـم بالتقريـب تحديـد‬
‫العم ــال ال ــذين ل ــديهم اض ــطرابات سيكوس ــوماتية؟ ويوض ــح الج ــدول (‪ )2‬نت ــائج اإلجاب ــة عل ــى ه ــذا‬
‫السؤال‪.‬‬

‫جدول (‪ )9‬نتائج اإلجابة عن عدد العمال المترددين على العيادة الطبية‬

‫عدد العاملين في كل‬ ‫عدد الحاالت التي‬


‫العمال المترددين‬ ‫الشركة‬ ‫الطبيب‬ ‫رقم‬
‫شركة‬ ‫تم تحديدها‬

‫‪66‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫بالحديد والصلب‬ ‫الطبيب األول‬ ‫‪2‬‬


‫‪8511‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪951‬‬ ‫بالحديد والصلب‬ ‫الطبيب الثاني‬ ‫‪1‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫النصر للسيارات‬ ‫الطبيب الثالث‬ ‫‪3‬‬


‫‪7511‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪811‬‬ ‫النصر للسيارات‬ ‫الطبيب الرابع‬ ‫‪4‬‬

‫جــدول (‪ )2‬يوضــح عــدد العمــال المتــرددين وعــدد الحــاالت التــي تــم تحديــدها مــن بيــنهم‬
‫ويتضح من الجدول (‪ )2‬بالنسبة لكل من الشركتين ما يلي‪:‬‬

‫(أ) بالنسبة لشركة الحديد والصلب‪ :‬نجد أن من بـين كـل ‪ 1252‬عامـل تقريبـاً يوجـد ‪12‬‬
‫مريض ـ ـاً بهـ ــذه االضـ ــطرابات وذلـ ــك فـ ــي ضـ ــوء المفهـ ــوم المقـ ــدم لألطبـ ــاء فـ ــي البحـ ــث عـ ــن هـ ــذه‬
‫االضــطرابات‪ .‬واذا عممنــا تلــك النتيجــة علــى مجمــوع العــاملين بالشــركة نجــد أن بالشــركة مــا يقــرب‬
‫من ‪ 512‬مريضاً باالضطرابات السيكوسوماتية‪.‬‬

‫(ب) بالنسددبة شددركة النصددر للسدديارات‪ :‬نجــد أنــه مــن بــين كــل ‪ 1222‬حالــة يوجــد ‪125‬‬
‫مريضاً بهذه االضطرابات واذا عممنا تلك النتيجة على مجموع العاملين بالشركة نجـد أن بالشـركة‬
‫ما يقرب من ‪ 332‬مريضاً باالضطرابات السيكوسوماتية‪.‬‬

‫ثالثددا‪ :‬نتددائج اإلجابددة علددى السددؤال الثدداني وهددو‪ :‬كــم نســبة انتشــار هــذه األم ـراض بــين‬
‫العمال؟ وقد قصدنا من هذا السؤال التأكد من دقة تحديد األطباء للعدد الذي تم من بينه تحديـدهم‬
‫للعمال المضطرين فكانت إجاباتهم كما هو موضح في الجدول (‪:)12‬‬

‫جدول (‪ )11‬للعدد الذي تم من بينه تحديد المضطرين سيكوسوماتيا‬

‫‪034‬‬
‫مجموووا النسووبتين متوسووط النسووبة‬
‫النسبة‬ ‫الشركة‬ ‫الطبيب‬ ‫رقم‬
‫في كل شركة‬ ‫في كل شركة‬

‫‪%5‬‬ ‫بالحديد والصلب‬ ‫الطبيب األول‬ ‫‪0‬‬


‫‪%685‬‬ ‫‪%03‬‬
‫‪%8‬‬ ‫بالحديد والصلب‬ ‫الطبيب الثاني‬ ‫‪2‬‬

‫‪%485‬‬ ‫النصر للسيارات‬ ‫الطبيب الثالث‬ ‫‪3‬‬


‫‪%485‬‬ ‫‪%485‬‬
‫لم يحدد‬ ‫النصر للسيارات‬ ‫الطبيب الرابع‬ ‫‪4‬‬

‫ويتبين من الجدول (‪ )40‬ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬ان مجموع متوسط النسبة المئوية في الشركتين ‪.%11‬‬


‫ب‪ -‬أن متوسط النسبة المئوية فـي الشـركتين ‪ %5.5‬واذا مـا حاولنـا معرفـة مـدى االنتشـار‬
‫بين العمال حسب هذه النسبة في كل شركة فتكون على النحو‪:‬‬
‫أ‪ -‬في الحديد والصلب ‪ 322‬حالة‪.‬‬

‫ب‪ -‬في النصر للسيارات ‪ 313‬حالة‪.‬‬

‫ويتضــح م ــن الج ــدول (‪ )11‬الع ــدد المق ــدر بالتقريــب م ــن العم ــال المض ــطرين بن ــاءاً عل ــى‬
‫السؤال األول والعدد المحسوب بناء النسبة المئوية في السؤال الثاني على النحو اآلتي‪:‬‬

‫جدول (‪ )11‬العدد المقدر من العمال المضطرين سيكوسوماتيا‬


‫العدد بناء على السؤال الثاني‬ ‫العدد بناء على السؤال األول‬ ‫الشركة‬

‫‪468‬‬ ‫‪501‬‬ ‫شركة الحديد والصلب‬

‫‪403‬‬ ‫‪438‬‬ ‫شركة النصر للسيارات‬

‫‪880‬‬ ‫‪948‬‬ ‫المجموع بالشركتين‬

‫‪441‬‬ ‫‪474‬‬ ‫المتوسط‬

‫جدول (‪ )11‬عن العدد المقدر بالتقريب للعمال الذين لديهم اضطرابات سيكوسوماتية‪.‬‬

‫‪035‬‬
‫ويرجــع الفــرق بــين المتوســطين إلــى أن العــدد كــان تقــديرياً‪ ،‬كمــا أن أحــد األطبــاء لــم يقــم‬
‫بتحديد النسبة على السؤال الثالث‪ ،‬إال أنه على الرغم من ذلك فإن هذا الفرق ليس كبي اًر‪.‬‬

‫تعميم النتائج السابقة على جميع العاملين في الصناعة في مصر‪.‬‬

‫تشــير النتــائج التــي تــم التوصــل إليهــا خاصــة مــا أشــار إليــه األطبــاء عــن العــدد الــذي تــم‬
‫تحديد هؤالء العمال المضطرين من بينه وتعميم النسبة على العدد اإلجمالي للعمالين والتي تصل‬
‫إلى نسبة ‪ %5.5‬في الشركتين‪ .‬ومنذ البداية فنحن نحتاط من هذا التعميم لما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن هذه النسبة بناءاً على تقدير أربعة أطباء‪.‬‬

‫‪ -0‬أن ه ــذه النس ــبة مق ــدرة ع ــن العم ــال بالش ــركتين الم ــذكورتين وهم ــا يم ــثالن ص ــناعات‬
‫معدني ــة وص ــناعات هندس ــية كم ــا أن ه ــاتين الص ــناعتين تقع ــان تح ــت ب ــاب الص ــناعات‬
‫التحويلية (الكتاب السنوي لإلحصاءات‪.)20 ،21 :1222 ،‬‬

‫‪ -3‬أن هــذا التقــدير قــد ينطبــق علــى المجــال الصــناعي وهــو أحــد المجــاالت التــي يتكــون‬
‫منها المجتمع‪.‬‬

‫‪ -3‬أن تقــدير األطبــاء كــان فــي ضــوء التعريــف المقــدم لهــم والــذي اســتخرجنا منــه وقــائع‬
‫كانــت بمثابــة ضـ ـوابط ال يخــرج عنهــا الطبي ــب فــي تحديــده للحال ــة التــي لــديها اض ــطراب‬
‫سيكوسوماتي‪.‬‬

‫‪ -5‬أن التقديرات السابقة التي ذكرها أطباء القاهرة من المحتمل أن تكون قد وضـعت فـي‬
‫حسابها العالقة المتبادلة بين النفس والجسم بينمـا اقتصـرنا نحـن فـي مفهومنـا لالضـطراب‬
‫السيكوسوماتية على التركيز على أثر العوامل النفسية في الجسم بالدرجة األولى‪.‬‬

‫ومــع ذكــر االحتياطــات الســابقة فــإن تعمــيم تلــك النســبة علــى جميــع العــاملين فــي المجــال‬
‫الصناعي حسب تعداد عام ‪ 1222‬وهـو ‪ 222‬ألـف عامـل نجـد أن عـدد العمـال المضـطرين بهـذه‬
‫األمراض ‪ 32.232‬ألف حالة بنسبة ‪ .%12‬ويشير هذا الرقم دون شك إلـى خطـورة هـذه المشـكلة‬
‫وأنها تستحق الدراسة باإلضافة إلى أننا نتوقع زيادتهـا نظـ اًر للتطـور الصـناعي المت ازيـد‪ ،‬ومـا يتبعـه‬
‫مــن تطــور تكنولــوجي يتمثــل فــي التعــديل المســتمر فــي تصــميم اآلالت والــذي يســتلزم توافقـاً وتكيفـاً‬
‫جديــداً مــن جانــب العامــل لمثــل هــذه الظــروف‪ .‬كمــا أن عــدد العــاملين فــي المجــال الصــناعي حتــى‬

‫‪036‬‬
‫إجـراء هــذه الد ارســة أصــبح يفــوق فــي العــدد المليــون عامــل ممــا يجعــل التقــدير يختلــف ويفتــرب مــن‬
‫الخمسين ألف عامل‪.‬‬

‫ويجب أن نوجه النظر إلى أن هذا العدد به نسبة من الحاالت التي لم يفطن لها األطبـاء‬
‫‪ -‬وهــذا أمــر لهــم عــذرهم فيــه – والتــي ترجــع ال ألســباب نفســية بــل لعوامــل خارجيــة وعضــوية ولقــد‬
‫وجدنا في دراستنا نسبة ‪ %13‬من الحاالت ترجع إما لعوامل انفعالية مؤقتة أو لعوامل مهنيـة فـإذا‬
‫عزلنا هذه النسبة من هذا العدد اإلجمالي ‪ 32.232‬ألف حالة فإننا نجد أن عدد المعزولين يصـل‬
‫إلى ‪ 2222‬حالة وبذلك يكون الباقي ‪ 32.223‬عامل‪.‬‬

‫مناقشة وتعليق‬

‫‪ -1‬نلمس فيما قدمنا إحصاءات وبيانـات أن التقـدم التكنولـوجي وعمليـات التحضـر قـد لعبـت‬
‫دو اًر كبيـ اًر فـي وجـود االضـطرابات إذ وجـد أن نسـبتها فـي المجتمـع اآلخـذ بالتصـنيع قـدر‬
‫المجتمــع األصــلي خمــس مـرات‪ ،‬كمــا تأكــد أن هــذا االنتشــار ارجــع فعـالً لعمليــات التقــديم‬
‫التكنول ــوجي‪ .‬وتب ــين أيضـ ـاً أن ض ــغط ال ــدم ل ــدى زن ــوج أفريقي ــا والزن ــوج ال ــذين بالوالي ــات‬
‫المتحدة ليس راجعاً للساللة بل للحضارة‪ ،‬وقد أيد كالً من فيس ولـنجلش ذلـك فـذهبا إلـى‬
‫أن ارتفاع الضغط اضطراب مصاحب للحضارة‪.‬‬

‫وال يقتصــر هــذا علــى ضــغط الــدم فقــط بــل نجــد أن ‪ %25‬مــن أم ـراض الجلــد‪ ،‬نــاتج عــن‬
‫الروح المعنوية المنخفضـة فـي الصـناعة‪ ،‬كـذلك األمـر بالنسـبة ألمـراض القلـب فهـو الضـريبة التـي‬
‫يدفعها رجال األعمال في الصناعة‪.‬‬

‫‪ -0‬نجـ ــد كـ ــذلك أن هـ ــذه االضـ ــطرابات تنتشـ ــر بـ ــين ذوي المهـ ــن والم اركـ ــز العليـ ــا كأعضـ ــاء‬
‫البرلمان وذوي المسؤولية الكبيرة‪ ،‬وتنخفض بين العمال الزراعيين‪.‬‬

‫‪ -3‬يشير ما سبق أن ذكرناه أن هذه االضطرابات ال تقتصر على سن معين بل تنتشر بين‬
‫الشــباب والشــيوخ‪ ،‬كمــا أشــارت إحصــاءات شــركة متروبوليــان مــن أن فــرداً واحــداً مــن كــل‬
‫اثنين ممن تجاوزوا سن الخمسين يموت بسبب ضغط الدم وهذا يساوي ربع من يموتـون‬
‫في هذه السن‪ .‬ويؤكد البعض (هاليدي) أن هذه األمراض بين الشباب أكثر من الشيوخ‪،‬‬
‫ومما يؤكد ذلك ما ذكره من أنه كلما كانت ظروف الطفولـة عسـرة كلمـا زاد انتشـارها فـي‬
‫سن الشباب‪.‬‬

‫‪037‬‬
‫‪ -3‬بـالنظر للسـنوات التــي عرضـت فيهــا اإلحصـاءات الســابقة نجـد أنهــا بـين عــامي ‪،1233‬‬
‫‪ 1232‬وهي السنوات التي سبق وتخللت وتبعـت الحـرب العالميـة الثانيـة أي كـان النـاس‬
‫يسمعون أنباء عن قرب انـدالع هـذه الحـرب فيقـع مـن يقـع صـريع المـرض لمجـرد سـماع‬
‫نبأ عن قرب الحرب‪ ،‬ومنهم مـن تحمـل أنـاه حتـى وقعـت الحـرب فلـم يصـمد فكـان توافقـه‬
‫على نحو اضطراب نفسي‪ ،‬ومنهم مـن تحمـل ويـالت الحـرب وتراكمـت علـى كاهلـه شـدة‬
‫الظروف حتى خر في نهايتها صريع االضطراب السيكوماتي(‪ .)‬وهذا ما تحمله لنا تلك‬
‫اإلحصـ ــاءات التـ ــي أش ـ ـرنا إليهـ ــا فلقـ ــد ازداد انتشـ ــار أم ـ ـراض القلـ ــب بالواليـ ــات المتحـ ــدة‬
‫األمريكي ــة ع ــام ‪ 1233‬وازداد انتش ــار قرح ــة المع ــدة ف ــي الس ــنتين األولت ــين م ــن ان ــدالع‬
‫الحــرب إذا بلــغ ‪ 03523‬حالــة‪ .‬ويؤكــد ذلــك مــا ذك ـره ولــيم ك‪ .‬منجــز منروليــف مــن أن‬
‫‪ %32‬ممـ ــن أعف ـ ـوا مـ ــن الجـ ــيش بسـ ــبب اضـ ــطرابات نفسـ ــية جسـ ــمية‪ .‬كمـ ــا أن معظـ ــم‬
‫اإلحصاءات الباقية تؤكد ذلك وتجعلها فـي ازديـاد نسـبة الوفيـات بتسـمم الغـدة الدرقيـة مـا‬
‫بين عامي ‪ 1232 – 1222‬إلى ‪ %322‬بين الذكور‪ %03 ،‬بين اإلناث وعام ‪1232‬‬
‫كان العالم خالله فـي حالـة حـرب‪ ،‬وزيـادة حـاالت ضـغط الـدم فـي الواليـات المتحـدة عـام‬
‫‪ 1232‬إلى ‪ 32،522‬بينما كانت عام ‪ 132222 ،1203‬كما أن نسبة أمـراض القلـب‬
‫بالواليــات المتحــدة ارتفعــت نســبة اإلصــابة بهــا مــن ‪ %2‬عــام ‪ 1222‬إلــى ‪ %30.2‬عــام‬
‫‪ 1232‬أي بزيــادة ‪ .%322‬ونحــن ال نســتطيع أن ننكــر أن الحــرب ليســت هــي العامــل‬
‫الوحيــد فــي هــذه الزيــادة بــل هنــاك عوامــل أخــرى ســبق أن قــدمناها ومــا الحــرب إال مــن‬
‫العوامل المساعدة أو من ظروف الشدة التي أدت إلى زيادة تلك االضطرابات‪.‬‬

‫‪ -5‬كذلك نجد أن ما يمر به المجتمع من ظروف شدة كالبطالـة يزيـد مـن هـذه االضـطرابات‬
‫وممــا يشــير إلــى ذلــك مــا حــدث فــي اســكتلندا بــين عــامي ‪ 1232 ،1231‬حيــث بلغــت‬
‫البطالة القمة فزادت القرحة والوهن العصبي والتهاب المعدة‪.‬‬

‫‪ -2‬وفـ ـي اإلحص ــاءات م ــا يش ــير إل ــى ان الم ــرض السيكوس ــوماتي يك ــون مص ــاحباً ل ــبعض‬
‫االضــطرابات النفســية وممــا يؤكــد ذلــك مــا تبــين مــن أن مــن بــين ‪ 022‬مـريض عصــابي‬
‫توج ــد ل ــدى ‪ %31.5‬م ــنهم ش ــكاوي م ــن أعـ ـراض معدي ــة معوي ــة كم ــا ي ــذكر المس ــؤولون‬
‫بمستشــفيات األم ـراض العقليــة مــن أن مــن ‪ %22 – 32‬مــن المرضــى الــذين يتــرددون‬
‫على األطباء يعانون من اضطرابات سيكوسوماتية‪.‬‬

‫( ‪ )‬مراحل تطور رفع الضغوط على الفرد مفترح من المؤلف‬


‫‪038‬‬
‫‪ -2‬ما نريد أن نؤكد في كل ما سبق ما يلي‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬المفقود من الوقت بسبب هذه األمراض يقدر بعشرات الماليين من الرجال كل عام‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬أن هنـاك قطاعـات كبيـرة مـن البشـر فـي أعمـار الشـباب والشـيوخ وفـي مهـن مختلفـة‬
‫قد فقدوا توافقهم نتيجة لهذه االضطرابات‪.‬‬

‫ثالث د ا‪ :‬أنــه نتيجــة لمــا جــاء فــي أوالً وثانيـاً فــإن هــذا المشــكلة جــديرة بالبحــث والد ارســة علــى‬
‫المستوى القومي‪.‬‬

‫تعليددق‪ :‬وممــا يشــير إلــى زيــادة االضــطرابات السيكوســوماتية فــي مصــر مــا أشــارت إليــه‬
‫جريدة األخبار المصرية في ‪ 13‬يونيو ‪ 0223‬العدد ‪ 12022‬أن معهد القلـب بإمبابـة بالقـاهرة قـد‬
‫بلــغ عــدد المتــرددين عليــه خــالل مــايو ‪ 0223‬مــن المرضــى ‪ 30‬ألــف م ـريض تكلــف عالجهــم ‪3‬‬
‫ماليين جنيه كما بلغ عدد حـاالت االسـتقبال بالمعهـد ‪ 3113‬حالـة بمـا يمثـل حالـة كـل ‪ 12‬دقـائق‬
‫وأجــرى المعهــد ‪ 132‬عمليــة قلــب مفتــوح‪ .‬كمــا يســتقبل المعهــد ســنوياً نصــف مليــوم مـريض بتكلفــة‬
‫عالجية ‪ 32‬مليون جنيه موزعه بين األدوية واألدوات واإلعاشة بالمعهد‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ -1‬قارن بين إسهامات العلماء العرب والعلماء الغربيين في األمراض السيكوسوماتية‪.‬‬

‫‪ -0‬ما المقصود بحاالت الوجه المألوف في ضوء تعريف األمراض السيكوسوماتية؟‬

‫‪ -3‬ما عالقة إحصائيات التأمين باألمراض السيكوسوماتية؟‬

‫مصادر تعليم أخر ‪ :‬شفافات الحصائيات عن انتشار ضغط الدم والصداع والقرح‪.‬‬

‫‪039‬‬
‫مراجع الفصل السادس‬

‫‪ -1‬ب ـ ـراون أ‪ – .‬تـــأليف – ســـيد محمـــد خيـ ــري وآخـ ــرون – ترجم ــة (‪ – )1252‬علـــم الـــنفس‬
‫االجتماعي في الصناعة – دار المعارف – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -0‬دبو بولد فان والين – تأليف – محمد نبيـل نوفـل وآخـرون – ترجمـة (‪ – )1222‬منـاهج‬
‫البحث في التربية وعلم النفس – األنجلو – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -3‬ص ــبري ج ــرجس (‪ – )1252‬االنفع ــال والم ــرض العض ــوي – مجل ــة الص ــحة النفس ــية –‬
‫مجلد (‪ )1‬العدد (‪.)0‬‬

‫‪ -3‬الكتاب السنوي لإلحصاءات العامة في ج‪.‬م‪.‬ع – الجهاز المركزي لإلحصاء – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -5‬عم ــر ش ــاهين (‪ )1222‬الط ــب النفس ــي الجس ــمي – مجل ــة الص ــحة النفس ــية – الجمعي ــة‬
‫المصرية للصحة العقلية – القاهرة‪.‬‬

‫‪ -2‬مصطفى زيور (‪ )1235‬فصول في الطب السيكوسوماتي مجلـة علـم الـنفس – يونيـو –‬


‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -2‬وليم مننجـز منروليـف – تـاليف – محمـد أحمـد غـالي – ترجمـة (‪ )1222‬أضـواء الطـب‬
‫النفسي على الشخصية والسلوك – القاهرة الحديثة‪.‬‬

‫والتركوفي ــل وآخ ــرون – ت ــاليف – محم ــود الزي ــادي – ترجم ــة (‪ – )1222‬دار النهض ــة‬ ‫‪-2‬‬
‫العربية‪.‬‬

‫يوســف كــرم (‪ – )1252‬تــاريخ الفلســفة اليونانيــة – لجنــة التــأليف والترجمــة والنشــر –‬ ‫‪-2‬‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -12‬يوسف مراد (‪ – )1253‬مبادئ علم النفس العام – دار المعارف – القاهرة‪.‬‬

‫‪11- A new survey of universal knowledge encyclopedia, William‬‬


‫‪Benton, Vol. 18.‬‬

‫‪041‬‬
12- Eysenck, H. J. (1967) Sense & Nonsense in psychology, Penguin
Book, London.

13- Feder carol, (1968) Relationship between self – acceptance and


adjustment Repression sensation and social competence, Journal
of abnormal psychology, Vol. 73, N.4.

14- Gilmer B. Von Haller (1960), Industrial psychology, Mc Grow Hill


Book Comp. New York.

15- Larid Donald & Lawird Eleanor (1950), Practical Business


psychology, Mc Grow Hill Book Comp. New York.

16- Marrow, Alfred (1957), Making management Human, Mc Grow


Hill Book Comp. New York.

17- Pincherel G., Mortality of Members of parliament, British Journal


of preventive of social Medicine, Vol. 23, N.2.

18- Weiss Edward & English O., Spurgeon, (1950), Psychosomatic


Medicine, W. W. B. Saunder, London.

040
‫الفصل السابع‬
‫نظريات تفسري االضطرابات السيكوسوماتية‬
‫(النفس جسمية)‬

‫األهدددداف‪ :‬يه ــدف ه ــذا الفص ــل إل ــى تق ــديم ع ــرض للق ــارئ ع ــن النظري ــات المفسـ ـرة لنش ــأة‬
‫وح ـ ــدوث االض ـ ــطرابات السيكوس ـ ــوماتية كالنظري ـ ــات الفس ـ ــيولوجية والنظري ـ ــات السيكوفس ـ ــيولوجية‬
‫والنظريات النفسية والنظريات االجتماعية والبيئة والسلوكية‪.‬‬

‫المحتدو ‪ :‬يحتــوي هــذا الفصـل علــى نظريـة الضــعف الجســمي ونظريـة االســتجابة النوعيــة‬
‫ونظريتــي كــانون ونظريــة الضــغوط لهانزســلي ونظريــة التحليــل النفســي‪ ،‬ونظريــة ســمات الشخصــية‬
‫ونموذج االستهداف للمشقة‪.‬‬

‫مقدمددة‪ :‬تعدددد التفسدديرات الخاصددة باالضــطرابات النفســية جســمية وتمثلــت فــي النظريــات‬
‫الفســيولوجية لنظريــة الضــعف الجســمي ونظريــة االســتجابة النوعيــة‪ ،‬والنظريــات السيكوفســيولوجية‬
‫الت ــي ب ــدأها بـ ــافلوف ونش ــأ عنهـ ــا نظريت ــي ك ــانون المهاريـــة واالتـ ـزان الي ــومي‪ ،‬ونظري ــة الضـ ــغوط‬
‫االنفعالي ــة لس ــيلي‪ ،‬ونظري ــة القل ــق الم ــؤدي لزي ــادة إفـ ـراز الهرمون ــات لول ــف‪ ،‬ث ــم النظري ــات النفس ــية‬
‫كالتحليل النفسي والتعليم وسمات الشخصية‪ ،‬وأخي اًر النظريات االجتماعية والبيئـة والسـلوكية وفيمـا‬
‫يلي عرض ألهم محاور هذه النظريات‪.‬‬

‫‪ -4‬النظريدددة الفسددديولوجية‪ :‬ت ـوازن االهتمــام بد ارســة العوامــل الفســيولوجية وأثرهــا فــي اإلصــابة‬
‫النفس جسمية‪ ،‬مع االهتمام بالعوامل النفسية واالجتماعية األخرى ومن أهم هذه النظريات‪:‬‬
‫أ‪ -‬نظرية الضعف الجسمي‪ :‬تشير هذه النظرية إلى أن االضطرابات النفس جسـمية تحـدث‬
‫نتيجــة الضــعف الجســمي‪ ،‬سـواء كــان فــي عضــو معــين مــن أعضــاء الجســم (مثــل المعــدة‪،‬‬
‫مســبباً م ــرض القرحــة) أو ف ــي فس ــيولوجي معــين ( مث ــل جه ــاز القلــب واألوعي ــة الدموي ــة‪،‬‬
‫مسـ ــبباً مـ ــرض ضـ ــغط الـ ــدم األساسـ ــي)‪ .‬ويفتـ ــرض ه ــذا أن العوامـ ــل الوراثيـــة‪ ،‬واألم ـ ـراض‬
‫الجسمية المبكرة في حياة الشخص‪ ،‬ونوعية الغذاء الذي يتناوله قد تؤدي في مجملها إلـى‬
‫اضطراب في وظيفة هـذا العضـو (أو الجهـاز) ممـا يجعـل هـذا العضـو األضـعف واألكثـر‬
‫اس ــتهدافاً للم ــرض فف ــي حال ــة تع ــرض الف ــرد لض ــغوط ش ــديدة‪ .‬وعل ــى ه ــذا ف ــإن الض ــعف‬
‫الجســمي فــي إطــار هــذه النظريــة – قــد يكــون موروثـاً‪ ،‬أو قــد يــزداد نتيجــة للمــرض (مثــال‬
‫العـ ــدوى فـ ــي الجهـ ــاز التنفسـ ــي التـ ــي تجعـ ــل الفـ ــرد مهيئ ـ ـاً لمـ ــرض البـ ــو) ( ‪gatchel,‬‬
‫‪.)r.j.,1993,p2‬‬

‫ويصعب االعتماد على هذه النظرية في تفسير االضطرابات النفس جسمية نظ اًر لصعوبة‬
‫تحديــد مــدى تــأثير كــل مــن عامــل الو ارثــة‪ ،‬أو عامــل اإلصــابة المكتســبة فــي الوقــوع فــي المــرض‬
‫النفس جسمية (أمال عبد الحليم ‪.) 43 :1222‬‬

‫‪042‬‬
‫ب‪ -‬نظريدددة االسدددتجابة النوعيدددة‪ :‬ويعن ــي ه ــذا المنح ــى ب ــأن األفـ ـراد يميل ــون إل ــى االس ــتجابة‬
‫فسيولوجياً للمواقـف الضـاغطة بطـريقتهم الخاصـة أي وفقـاً السـتعداداتهم الذاتيـة الخاصـة‪،‬‬
‫فأحـد األفـراد قـد يظهــر زيـادة فـي ضـربات القلـب‪ ،‬ومسـتوى ضـغط الــدم‪ ،‬وقـد اًر ضـئيالً مــن‬
‫التوتر في العضالت‪ ،‬بينمـا شـخص آخـر‪ ،‬يسـتجيب للموقـف نفسـه مظهـ اًر زيـادة قليلـة فـي‬
‫معدالت ضربات القلـب‪ ،‬ومسـتوى ضـغط الـدم‪ ،‬مـع زيـادة كبيـرة فـي تـوتر العضـالت‪ ،‬هـذا‬
‫االخــتالف فــي أنمــاط االســتجابة يســمى ( نمــط اســتجابة الفــرد) تأكيــداً لوجــود فــروق فرديــة‬
‫فــي الطريقــة النمطيــة لالســتجابة للمواقــف ووفق ـاً لهــذا المنحنــى فــإن العضــو الفســيولوجي‬
‫النـ ــوعي األكثـ ــر نشـ ــاطاً‪ .‬وتـ ــوت اًر يكـ ــون أكثـ ــر قابليـ ــة للتـ ــأثر والنتيجـ ــة هـ ــي نمـ ــو وزيـ ــادة‬
‫االضـ ــطرابات الـ ــنفس حيويـ ــة (السيكوفسـ ــيولوجية)‪ .‬فالشـ ــخص الـ ــذي يسـ ــتجيب باسـ ــتمرار‬
‫للمواقــف الضــاغطة بارتفــاع كبيــر فــي مســتوى ضــغط الــدم‪ ،‬يكــون عرضــه للضــغط علــى‬
‫جهـاز القلـب الوعـائي‪ ،‬بمـا ينـتج عنـه مـن اخـتالل آلليـات االتـزان الحيـوي‪ .‬وبالتـالي يكـون‬
‫أكثر قابلية لإلصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم‪.‬‬

‫والنقــد األساســي الــذي يوجــه لهــذا المنحنــى العــام‪ ،‬هــو افتقــاده للصــدق التنبــؤي فــال يمكــن‬
‫تفسير لماذا ال يصاب كل األفـراد الـذين يسـتجيبون بدرجـة دالـة للتنشـيط القلبـي الوعـائي بـأمراض‬
‫القلب الوعائية‪ :‬مثل مرض ارتفاع ضغط الـدم حيـث لـم يركـز المنحنـى علـى دور العوامـل النفسـية‬
‫في تحديد من سيصاب بالمرض ومن لن يصاب به (‪.)GATCHEL, R.J.,1993,P15‬‬

‫‪ -4‬االضطرابات السيكوفسيولوجية‪ :‬ترجع أصول هذه النظريات إلى بافلوف ‪ PAVLOV‬الذي‬


‫أكد أن عديداً من أمراض البدن مصـدرها اخـتالف العمليـات العصـبية‪ ،‬كمـا أن تلـك األمـراض‬
‫تؤثر بدورها على االضطرابات العصبية ومن ثم تزيد من حدتها مع األخذ في الحسبان أيضاً‬
‫أهميــة اتجاهــات الم ـريض النفس ـية‪ ،‬وآ ارئــه وتأثيرهــا علــى مســار عالجــه‪( .‬ســليمان ‪ ،‬نجــالء‪،‬‬
‫‪،0222‬ص ‪.)02‬‬

‫وقــد دعمــت افت ارضــات بــافلوف بالد ارســات التــي أج ارهــا كــانون ‪ )1202( Cannon‬عــن‬
‫المصاحبات الفسيولوجية لالنفعال‪ .‬مثل الخوف والغضـب فقـد وجـد كـانون أن الحيوانـات تسـتجيب‬
‫لأللم والخوف والجوع عن طريق تغيرات في إف ارزات الغدد‪ ،‬باإلضـافة إلـى حـدوث اضـطرابات فـي‬
‫نشاط العضالت‪ ،‬وفي األجهزة الوعائية القلبية‪ ،‬والمعدية‪ ،‬والمعوية ‪ ،‬وكل ذلك يكون تحت سيطرة‬
‫الجهاز العصبي الذاتي (أبو طيرة‪.)52 :1222 ،‬‬

‫‪ -4‬نظريتدي كددانون‪ :‬فـي ضــوء التصـورات الســابقة‪ ،‬قـدم كــانون نظـريتين حــاول مـن خاللهمــا‬
‫أن يفسر فسيولوجية االضطرابات النفسجسمية‪:‬‬

‫األولدى‪ :‬النظريدة المهاديددة لكدانون‪ :‬أوضـح كـانون فــي هـذه النظريـة أن الجـزء الســمبثاوي‬
‫مــن الجهــاز العصــبي الــذاتي يقــوم بــدو مميــز فــي اســتعداد الكــائن الحــي لمواجهــة حــاالت الطـوارئ‬
‫ففي الحاالت التـي تسـتثير الخـوف أو الغضـب تحـدث تغيـرات جوهريـة فـي الجسـم مثـل منـع إفـراز‬

‫‪043‬‬
‫اللعاب‪ ،‬والحركة المعوية‪ ،‬وافراز العصارة المعدية‪ ،‬وسرعة ضـربات القلـب‪ ،‬واعـادة توزيـع الـدم فـي‬
‫الجهاز العضلي‪ ،‬وزيادة ضغط الدم‪ ،‬واستعادة الجسم للقيام بنشاط عضلي قوي‪ ،‬مما جعـل كـانون‬
‫يستنتج أن التوتر االنفعالي يصـل إلـى معظـم أجـزاء الجسـم بواسـطة الممـرات األتونوميـة‪ ،‬وممـرات‬
‫القشرة المهادية‪.‬‬

‫الثانيدددة‪ :‬االتـ ـزان الحي ــوي‪ :‬أش ــار ك ــانون – ف ــي ه ــذه النظري ــة – إل ــى أن اس ــتثارة الجه ــاز‬
‫العصــبي الســمبثاوي مــع زيــادة إفـراز االدرينــالين يعنــي وجــود الكــائن الحــي فــي حالــة رد فعــل تجــاه‬
‫موق ــف ط ــارئ‪ ،‬وأن الجه ــاز العص ــبي الس ــمبثاوي يق ــاوم الض ــغوط البيئي ــة بينم ــا الوظيف ــة الرئيس ــية‬
‫للجه ــاز البا ارس ــمبثاوي ه ــو إع ــادة بن ــاء المص ــادر الخاص ــة بالك ــائن الح ــي‪ ،‬وعل ــى ه ــذا ف ــالتغيرات‬
‫الجســمية المرتبطــة باالنفعــاالت القويــة تنــتج عــن الجهــاز العصــبي الســمبثاوي وتهــدف إلــى إعــادة‬
‫التوازن الحيوي فهي بمثابة مؤشرات لنقص هذا التوازن مما حفز الجسم علـى إعادتـه مـرة أخـرى (‬
‫أبو طيرة‪ ،‬منى ‪ ،1222‬ص ‪.)55‬‬

‫ج‪ -‬نظرية الضغوط االنفعالية لسيلي‪ :‬أوضح سيلي في هذه النظريـة أن الضـغوط التـي يقـع‬
‫اإلنسان تحت وطأتها تمثل حجر الزاوية في كافة االضطرابات النفس جسمية‪ ،‬وهـو يـرى‬
‫أن اإلنسان يستجيب للضغوط عبر ثالث مراحل هي‪ :‬مرحلة استجابة اإلنذار‪ ،‬ثـم مرحلـة‬
‫المقاومة‪ ،‬ثم مرحلة االنهاك‪.‬‬

‫فدي المرحلدة األولددى‪ :‬يسـتدعي الجسـم كــل قـواه الدفاعيـة فــي صـورة تغيـرات فســيولوجية‪-‬‬
‫كزيادة إفراز اإلدرينالين ‪ ..‬الخ – نتيجة التعرض المفاجئ لمنبهات لم يكن الكائن مهيئـاً لهـا‪ ،‬فـإذا‬
‫اســتمر الموقــف الضــاغط فــإن مرحلــة اإلنــذار تتبعهــا مرحلــة مقاومــة هــذا الموقــف‪ ،‬وتشــمل هــذه‬
‫المرحلــة األعـراض الجســمية التــي يحــدثها التعــرض المســتمر للمنبهــات‪ ،‬والمواقــف الضــاغطة التــي‬
‫يكــون الكــائن قــد اكتســب القــدرة علــى التكيــف معهــا‪ ،‬ولــذلك تعتبــر هــذه المرحلــة هامــة فــي نشــأة‬
‫أع ـراض التكيــف واألمـ ـراض الــنفس جســمية‪ ،‬وخاص ــة عنــدما تعج ـزه ق ــدرة اإلنســان علــى مواجه ــة‬
‫المواق ــف ع ــن طري ــق رد فع ــل تكيف ــي كاف ــة‪ ،‬وي ــؤدي التع ــرض المس ــتمر للض ــغوط إل ــى اض ــطراب‬
‫التوازن الداخلي مما يؤدي إلى مزيـد مـن اإلفـ ارزات الهرمونيـة التـي تتسـبب فـي اضـطرابات التـوازن‬
‫الداخلي ممـا يـؤدي إلـى مزيـد مـن اإلفـ ارزات الهرمونيـة التـي تتسـبب فـي اضـطرابات عضـوية‪ ،‬فـإذا‬
‫استمر التعرض لمزيد من الضغوط تضـطرب أجهـزة الجسـم إلـى الدرجـة التـي قـد ينـتج عنهـا – إذا‬
‫تزايدت واستمرت على هذ النحو – الوفاة ( عبد القوي ‪.) 005 ، 005 :1225 ،‬‬

‫نظريدة عالقددة القلددق بالهرمونددات‪ :‬وقــد أجــرى وولـف ‪ wolf‬عــدة أبحـاث‪ ،‬امتــدت حـوالي‬
‫ثالثين عاماً‪ ،‬اهتمت بالعالقة بين المتغيرات الفسيولوجية والمتغيرات النفسية‪ ،‬وارجع االضطرابات‬
‫النفسجسمية إلى القلق والتوتر الذي يؤدي إلـى زيـادة إفـ ارزات الهرمونـات وعصـارات الغـدد بقـدر ال‬
‫تتحمله األجهزة الجسمية الداخليـة ‪ ،‬فتضـطرب الوظـائف وتصـاب األعضـاء كمـا يحـدث فـي حالـة‬
‫قرحة المعدة وقرحة القولون (منى ابو طيرة‪ :1222 ،‬ص ‪.)52‬‬

‫‪044‬‬
‫‪ -4‬النظريات النفسية‪ :‬يشير عدد من الباحثين إلى أن تعرض الفرد لمثيرات المشقة وللضـغوط‬
‫‪ stress‬ربما يـؤدي إلـى ارتفـاع درجـة اسـتهداف لإلصـابة بـاألمراض النفسجسـمية ( ‪wayner‬‬
‫‪ )et al,1979‬وتنقســم النظريــات النفســية التــي ســعت لتفســير االضــطرابات النفسجســمية إلــى‬
‫نظرية التحليل النفسي ونظرية التعلم ونظرية سمات الشخصية وذلك كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬نظرية التحليل النفسي‪ :‬يرى ف ارنـز الكسـندر ‪ f. alexander‬أن الصـراعات الحاليـة التـي‬
‫يعــاني منهــا المـريض ترجــع إلــى صـراعات ال شــعورية رمزيــة‪ ،‬مرتبطــة بم ارحــل مبكـرة مــن‬
‫النمو النفسي – الجنسي ‪ ،‬وعندما ال تحل هـذه الصـراعات بطريقـة مرضـية تتـدخل آليـات‬
‫الدفاع‪ ،‬وتؤدي إلـى زيـادة فـي التـوتر الجسـدي ثـم تظهـر علـى هيئـة اضـطرابات عضـوية‪،‬‬
‫أي أن االنفعاالت إن لم يـتم التعبيـر عنهـا تعبيـ اًر حـ اًر فإنـه تنشـأ عـن ذلـك تـوترات مزمنـه‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى اضطرابات نفسجسمية متباينة ومزمنة‬
‫‪ -3‬النظرية الفسيولوجية‪ :‬توازن االهتمام بدراسة العوامل الفسيولوجية وأثرها في اإلصابة النفس‬
‫جسمية‪ ،‬مع االهتمام بالعوامل النفسية واالجتماعية األخرى ومن أهم هذه النظريات‪:‬‬
‫د‪ -‬نظرية الضعف الجسمي‪ :‬تشير هذه النظرية إلى أن االضطرابات النفس جسـمية تحـدث‬
‫نتيجــة الضــعف الجســمي‪ ،‬سـواء كــان فــي عضــو معـين مــن أعضــاء الجســم (مثــل المعــدة‪،‬‬
‫مســبباً م ــرض القرحــة) أو ف ــي فس ــيولوجي معــين ( مث ــل جه ــاز القلــب واألوعي ــة الدموي ــة‪،‬‬
‫مسـ ــبباً مـ ــرض ضـ ــغط الـ ــدم األساسـ ــي)‪ .‬ويفتـ ــرض ه ــذا أن العوامـ ــل الوراثيـــة‪ ،‬واألم ـ ـراض‬
‫الجسمية المبكرة في حياة الشخص‪ ،‬ونوعية الغذاء الذي يتناوله قد تؤدي في مجملها إلـى‬
‫اضطراب في وظيفة هـذا العضـو (أو الجهـاز) ممـا يجعـل هـذا العضـو األضـعف واألكثـر‬
‫اس ــتهدافاً للم ــرض فف ــي حال ــة تع ــرض الف ــرد لض ــغوط ش ــديدة‪ .‬وعل ــى ه ــذا ف ــإن الض ــعف‬
‫الجســمي فــي إطــار هــذه النظريــة – قــد يكــون موروثـاً‪ ،‬أو قــد يــزداد نتيجــة للمــرض (مثــال‬
‫العـ ــدوى فـ ــي الجهـ ــاز التنفسـ ــي التـ ــي تجعـ ــل الفـ ــرد مهيئ ـ ـاً لمـ ــرض البـ ــو) ( ‪gatchel,‬‬
‫‪.)r.j.,1993,p2‬‬

‫ويصعب االعتماد على هذه النظرية في تفسير االضطرابات النفس جسمية نظ اًر لصعوبة‬
‫تحديــد مــدى تــأثير كــل مــن عامــل الو ارثــة‪ ،‬أو عامــل اإلصــابة المكتســبة فــي الوقــوع فــي المــرض‬
‫النفس جسمية (أمال عبد الحليم ‪.) 43 :1222‬‬

‫ه‪ -‬نظريدددة االسدددتجابة النوعيدددة‪ :‬ويعنــي هــذا المنحن ــى بــأن األف ـراد يميل ــون إلــى االس ــتجابة‬
‫فسيولوجياً للمواقـف الضـاغطة بطـريقتهم الخاصـة أي وفقـاً السـتعداداتهم الذاتيـة الخاصـة‪،‬‬
‫فأحـد األفـراد قـد يظهــر زيـادة فـي ضـربات القلـب‪ ،‬ومسـتوى ضـغط الــدم‪ ،‬وقـد اًر ضـئيالً مــن‬
‫التوتر في العضالت‪ ،‬بينمـا شـخص آخـر‪ ،‬يسـتجيب للموقـف نفسـه مظهـ اًر زيـادة قليلـة فـي‬
‫معدالت ضربات القلـب‪ ،‬ومسـتوى ضـغط الـدم‪ ،‬مـع زيـادة كبيـرة فـي تـوتر العضـالت‪ ،‬هـذا‬
‫االخــتالف فــي أنمــاط االســتجابة يســمى ( نمــط اســتجابة الفــرد) تأكيــداً لوجــود فــروق فرديــة‬
‫فــي الطريقــة النمطيــة لالســتجابة للمواقــف ووفق ـاً لهــذا المنحنــى فــإن العضــو الفســيولوجي‬
‫النـ ــوعي األكثـ ــر نشـ ــاطاً‪ .‬وتـ ــوت اًر يكـ ــون أكثـ ــر قابليـ ــة للتـ ــأثر والنتيجـ ــة هـ ــي نمـ ــو وزيـ ــادة‬

‫‪045‬‬
‫االضـ ــطرابات الـ ــنفس حيويـ ــة (السيكوفسـ ــيولوجية)‪ .‬فالشـ ــخص الـ ــذي يسـ ــتجيب باسـ ــتمرار‬
‫للمواقــف الضــاغطة بارتفــاع كبيــر فــي مســتوى ضــغط الــدم‪ ،‬يكــون عرضــه للضــغط علــى‬
‫جهـاز القلـب الوعـائي‪ ،‬بمـا ينـتج عنـه مـن اخـتالل آلليـات االتـزان الحيـوي‪ .‬وبالتـالي يكـون‬
‫أكثر قابلية لإلصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم‪.‬‬

‫والنقــد األساســي الــذي يوجــه لهــذا المنحنــى العــام‪ ،‬هــو افتقــاده للصــدق التنبــؤي فــال يمكــن‬
‫تفسير لماذا ال يصاب كل األفـراد الـذين يسـتجيبون بدرجـة دالـة للتنشـيط القلبـي الوعـائي بـأمراض‬
‫القلب الوعائية‪ :‬مثل مرض ارتفاع ضغط الـدم حيـث لـم يركـز المنحنـى علـى دور العوامـل النفسـية‬
‫في تحديد من سيصاب بالمرض ومن لن يصاب به (‪.)GATCHEL, R.J.,1993,P15‬‬

‫‪ -1‬االضطرابات السيكوفسيولوجية‪ :‬ترجع أصول هذه النظريات إلى بافلوف ‪ PAVLOV‬الذي‬


‫أكد أن عديداً من أم ارض البدن مصـدرها اخـتالف العمليـات العصـبية‪ ،‬كمـا أن تلـك األمـراض‬
‫تؤثر بدورها على االضطرابات العصبية ومن ثم تزيد من حدتها مع األخذ في الحسبان أيضاً‬
‫أهميــة اتجاهــات الم ـريض النفســية‪ ،‬وآ ارئــه وتأثيرهــا علــى مســار عالجــه‪( .‬ســليمان ‪ ،‬نجــالء‪،‬‬
‫‪،0222‬ص ‪.)02‬‬

‫وقــد دعمــت افت ارضــات بــافلوف بالد ارســات التــي أج ارهــا كــانون ‪ )1202( Cannon‬عــن‬
‫المصاحبات الفسيولوجية لالنفعال‪ .‬مثل الخوف والغضـب فقـد وجـد كـانون أن الحيوانـات تسـتجيب‬
‫لأللم والخوف والجوع عن طريق تغيرات في إف ارزات الغدد‪ ،‬باإلضـافة إلـى حـدوث اضـطرابات فـي‬
‫نشاط العضالت‪ ،‬وفي األجهزة الوعائية القلبية‪ ،‬والمعدية‪ ،‬والمعوية ‪ ،‬وكل ذلك يكون تحت سيطرة‬
‫الجهاز العصبي الذاتي (أبو طيرة‪.)52 :1222 ،‬‬

‫‪ -3‬نظريتدي كددانون‪ :‬فـي ضــوء التصـورات الســابقة‪ ،‬قـدم كــانون نظـريتين حــاول مـن خاللهمــا‬
‫أن يفسر فسيولوجية االضطرابات النفسجسمية‪:‬‬

‫األولدى‪ :‬النظريدة المهاديددة لكدانون‪ :‬أوضـح كـانون فــي هـذه النظريـة أن الجـزء الســمبثاوي‬
‫مــن الجهــاز العصــبي الــذاتي يقــوم بــدو مميــز فــي اســتعداد الكــائن الحــي لمواجهــة حــاالت الطـوارئ‬
‫ففي الحاالت التـي تسـتثير الخـوف أو الغضـب تحـدث تغيـرات جوهريـة فـي الجسـم مثـل منـع إفـراز‬
‫اللعاب‪ ،‬والحركة المعوية‪ ،‬وافراز العصارة المعدية‪ ،‬وسرعة ضـربات القلـب‪ ،‬واعـادة توزيـع الـدم فـي‬
‫الجهاز العضلي‪ ،‬وزيادة ضغط الدم‪ ،‬واستعادة الجسم للقيام بنشاط عضلي قوي‪ ،‬مما جعـل كـانون‬
‫يستنتج أن التوتر االنفعالي يصـل إلـى معظـم أجـزاء الجسـم بواسـطة الممـرات األتونوميـة‪ ،‬وممـرات‬
‫القشرة المهادية‪.‬‬

‫الثانيدددة‪ :‬االتـ ـزان الحي ــوي‪ :‬أش ــار ك ــانون – ف ــي ه ــذه النظري ــة – إل ــى أن اس ــتثارة الجه ــاز‬
‫العصــبي الســمبثاوي مــع زيــادة إفـراز االدرينــالين يعنــي وجــود الكــائن الحــي فــي حالــة رد فعــل تجــاه‬
‫موق ــف ط ــارئ‪ ،‬وأن الجه ــاز العص ــبي الس ــمبثاوي يق ــاوم الض ــغوط البيئي ــة بينم ــا الوظيف ــة الرئيس ــية‬
‫للجه ــاز البا ارس ــمبثاوي ه ــو إع ــادة بن ــاء المص ــادر الخاص ــة بالك ــائن الح ــي‪ ،‬وعل ــى ه ــذا ف ــالتغيرات‬

‫‪046‬‬
‫الجســمية المرتبطــة باالنفعــاالت القويــة تنــتج عــن الجهــاز العصــبي الســمبثاوي وتهــدف إلــى إعــادة‬
‫التوازن الحيوي فهي بمثابة مؤشرات لنقص هذا التوازن مما حفز الجسم علـى إعادتـه مـرة أخـرى (‬
‫أبو طيرة‪ ،‬منى ‪ ،1222‬ص ‪.)55‬‬

‫و‪ -‬نظرية الضغوط االنفعالية لسيلي‪ :‬أوضح سيلي في هذه النظريـة أن الضـغوط التـي يقـع‬
‫اإلنسان تحت وطأتها تمثل حجر الزاوية في كافة االضطرابات النفس جسمية‪ ،‬وهـو يـرى‬
‫أن اإلنسان يستجيب للضغوط عبر ثالث مراحل هي‪ :‬مرحلة استجابة اإلنذار‪ ،‬ثـم مرحلـة‬
‫المقاومة‪ ،‬ثم مرحلة االنهاك‪.‬‬

‫فدي المرحلدة األولددى‪ :‬يسـتدعي الجسـم كــل قـواه الدفاعيـة فــي صـورة تغيـرات فســيولوجية‪-‬‬
‫كزيادة إفراز اإلدرينالين ‪ ..‬الخ – نتيجة التعرض المفاجئ لمنبهات لم يكن الكائن مهيئـاً لهـا‪ ،‬فـإذا‬
‫اســتمر الموقــف الضــاغط فــإن مرحلــة اإلنــذار تتبعهــا مرحلــة مقاومــة هــذا الموقــف‪ ،‬وتشــمل هــذه‬
‫المرحلــة األعـراض الجســمية التــي يحــدثها التعــرض المســتمر للمنبهــات‪ ،‬والمواقــف الضــاغطة التــي‬
‫يكــون الكــائن قــد اكتســب القــدرة علــى التكيــف معهــا‪ ،‬ولــذلك تعتبــر هــذه المرحلــة هامــة فــي نشــأة‬
‫أع ـراض التكيــف واألمـ ـراض الــنفس جســمية‪ ،‬وخاص ــة عنــدما تعج ـزه ق ــدرة اإلنســان علــى مواجه ــة‬
‫المواق ــف ع ــن طري ــق رد فع ــل تكيف ــي كاف ــة‪ ،‬وي ــؤدي التع ــرض المس ــتمر للض ــغوط إل ــى اض ــطراب‬
‫التوازن الداخلي مما يؤدي إلى مزيـد مـن اإلفـ ارزات الهرمونيـة التـي تتسـبب فـي اضـطرابات التـوازن‬
‫الداخلي ممـا يـؤدي إلـى مزيـد مـن اإلفـ ارزات الهرمونيـة التـي تتسـبب فـي اضـطرابات عضـوية‪ ،‬فـإذا‬
‫استمر التعرض لمزيد من الضغوط تضـطرب أجهـزة الجسـم إلـى الدرجـة التـي قـد ينـتج عنهـا – إذا‬
‫تزايدت واستمرت على هذ النحو – الوفاة ( عبد القوي ‪.) 005 ، 005 :1225 ،‬‬

‫ز‪ -‬نظريددة عالقددة القلددق بالهرمونددات‪ :‬وقــد أجــرى وولــف ‪ wolf‬عــدة أبحــاث‪ ،‬امتــدت ح ـوالي‬
‫ثالثــين عام ـاً‪ ،‬اهتمــت بالعالقــة بــين المتغي ـرات الفســيولوجية والمتغي ـرات النفســية‪ ،‬وارجــع‬
‫االضــطرابات النفسجســمية إلــى القلــق والتــوتر الــذي يــؤدي إلــى زيــادة إف ـ ارزات الهرمونــات‬
‫وعصـ ــارات الغـ ــدد بقـ ــدر ال تتحملـ ــه األجه ـ ـزة الجسـ ــمية الداخليـ ــة ‪ ،‬فتضـ ــطرب الوظـ ــائف‬
‫وتصــاب األعضــاء كمــا يحــدث فــي حالــة قرحــة المعــدة وقرحــة القولــون (منــى ابــو طي ـرة‪،‬‬
‫‪ :1222‬ص ‪.)52‬‬
‫‪ -1‬النظريات النفسية‪ :‬يشير عدد من الباحثين إلى أن تعرض الفرد لمثيرات المشقة وللضـغوط‬
‫‪ stress‬ربما يـؤدي إلـى ارتفـاع درجـة اسـتهداف لإلصـابة بـاألمراض النفسجسـمية ( ‪wayner‬‬
‫‪ )et al,1979‬وتنقســم النظريــات النفســية التــي ســعت لتفســير االضــطرابات النفسجســمية إلــى‬
‫نظرية التحليل النفسي ونظرية التعلم ونظرية سمات الشخصية وذلك كما يلي‪:‬‬
‫ب‪ -‬نظرية التحليل النفسي‪ :‬يرى ف ارنـز الكسـندر ‪ f. alexander‬أن الصـراعات الحاليـة التـي‬
‫يعــاني منهــا المـريض ترجــع إلــى صـراعات ال شــعورية رمزيــة‪ ،‬مرتبطــة بم ارحــل مبكـرة مــن‬
‫النمو النفسي – الجنسي ‪ ،‬وعندما ال تحل هـذه الصـراعات بطريقـة مرضـية تتـدخل آليـات‬
‫الدفاع‪ ،‬وتؤدي إلـى زيـادة فـي التـوتر الجسـدي ثـم تظهـر علـى هيئـة اضـطرابات عضـوية‪،‬‬
‫أي أن االنفعاالت إن لم يـتم التعبيـر عنهـا تعبيـ اًر حـ اًر فإنـه تنشـأ عـن ذلـك تـوترات مزمنـة‪،‬‬
‫‪047‬‬
‫مما يؤدي إلى اضطرابات نفسجسمية متباينة ومزمنة يرتبطان باالضطرابات النفسجسـمية‬
‫وهم ــا ال ــنمط أ المرض ــى ‪ abnormal‬ال ــذي يجع ــل الف ــرد مس ــتهدفاً لإلص ــابة ب ــأمراض‬
‫الشريان التاجي‪ ،‬والـنمط (ب) السـوي ‪ normal‬ويتميـز أصـحاب الـنمط (أ) بسـمات مـن‬
‫قبي ــل‪ :‬التن ــافس الش ــديد‪ ،‬والرغب ــة ف ــي اإلنج ــاز‪ ،‬والتنبي ــه ال ازئ ــد‪ ،‬وس ــرعة الح ــديث‪ ،‬وت ــوتر‬
‫عضــالت الجبهــة‪ ،‬والشــعور بضــغط الوقــت‪ ،‬والغضــب‪ ،‬والعــداء‪ ،‬وعــدم التــأني‪ ،‬أمــا الــنمط‬
‫الثاني – النمط (ب) فهو نمط سوي ال تتوافر لديه تلك الخصال‪ ،‬وبالتالي يكون أصحابه‬
‫غيـ ــر مسـ ــتهدفين لإلصـ ــابة بـ ــاألمراض النفسجسـ ــمية ( ‪rosenman& Chesney,‬‬
‫‪.)1985,p549‬‬

‫بعـ ــد ذلـ ــك اقتـ ــرح جريـ ــر ومـ ــوريس نمطـ ــب آخـ ــر يصـ ــف الشخصـ ــية المسـ ــتهدفة لإلصـ ــابة‬
‫بالســرطان أطلقــا عليــه الــنمط (ج) ويوصــف الشــخص مــن الــنمط (ج) بانــه دمــث لخلــق‪ ،‬ومثــابر‪،‬‬
‫واجتمــاعي كمــا أن لديــه الميــل للعطــاء أكثــر مــن روح المنافســة والتحــدي‪ ،‬ويعتقــد الباحثــان أن هــذا‬
‫النمط يرتبط جوهريـاً بتطـوير مـرض السـرطان وسـرعة انتشـاره ويتسـم أفـراد هـذا الـنمط بسـمات مـن‬
‫قبيــل‪ :‬العجــز عــن التعبيــر عــن الغضــب‪ ،‬الميــل للموافقــة‪ ،‬عــدم تأكيــد الــذات‪ ،‬والتضــحية بالــذات‬
‫الهدوء‪ ،‬والصبر مما ينتج عنه العجز عن تفريغ التوتر‪ ،‬وعدم اإلفصاح عن االنفعاالت‪ ،‬والشعور‬
‫بالتفاهة‪ ...‬الخ (بدر األنصاري‪.)223 :1222 ،‬‬

‫ويتســق هــذا الوصــف لــنمط الشخصــية المســتهدفة لإلصــابة بالســرطان مــع مــا يشــير إليــه‬
‫إيزنك حيث يرى أن الشخصية المستهدفة للسرطان تتميز بخاصيتين أساسيتين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬االستجابة اليائسة وفقد األمل تجاه الضغوط‪.‬‬


‫‪ -0‬كبت االستجابة االنفعالية ألحداث الحياة المثيرة لإلنفعال‪.‬‬

‫(‪.)Sheridan & radmacher, 1992,p278‬‬

‫الصدددالبة النفسدددية والتماسدددك النفسدددي وعالقتهمدددا باالضدددطرابات النفسجسدددمية وحدددديث ا‬


‫قدمت كوباسا ‪ kobasa 1222-1220‬مفهوم الصالبة الذي يشـير إلـى أسـلوب الشخصـية الـذي‬
‫يتميز بقـدر كبيـر مـن الـتحكم‪ ،‬وااللتـزام والتحـدي فـي الحيـاة (‪ )santrock, 2000.p522‬وعرفـت‬
‫كوباســا االلت ـزام بأنــه قــدره الفــرد علــى االعتقــاد فــي القيمــة الحقيقيــة والمهمــة لذاتــه ولمــا يفعلــه فــي‬
‫الحياة‪ .‬أما الـتحكم فهـو درجـة اعتقـاد الفـرد فـي قدرتـه علـى التـأثير فـي أحـداث حياتـه وقدرتـه علـى‬
‫الس ــلوك أيضـ ـاً بش ــكل م ــؤثر ف ــي تل ــك األح ــداث والتح ــدي ه ــو النظ ــر عل ــى أي تغيي ــر ف ــي البيئ ــة‬
‫الخارجية أو الداخلية على أنه أمـر طبيعـي‪ ،‬وأن هـذا التغييـر هـو فرصـة يجـب اغتنامهـا أكثـر مـن‬
‫كونه تهديداً‪ .‬وأوضح الباحثون أن أسلوب الصالبة له تـأثير مباشـر علـى اإلصـابة بـالمرض‪ ،‬كمـا‬
‫أن األف ـراد ذوي الصــالبة فــي الشخصــية يميلــون إلــى إدراك عــدد قليــل مــن الضــغوط كمــا يــدركون‬
‫المنغصات اليومية على أنها أقل مشقة‪ ،‬وذلك مقارنه بمن هم أقل صالبة منهم‪.‬‬

‫‪048‬‬
‫أمــا التونوفســككي ‪ antonovsky,1979‬فــأهتم بد ارســة ســمات األشــخاص البــاقين علــى‬
‫قيــد الحيــاة مــن المرضــى فوجــد أن لــديهم نوع ـاً مــن الشــعور بالتماســك وعــرف أنتونوفســكي ثالثــة‬
‫مكونات لمفهوم الشعور بالتماسك وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬القدرة على الفهم‪.‬‬


‫‪ -0‬القدرة على التحكم‪.‬‬
‫‪ -3‬إضفاء المعنى‪.‬‬

‫ويشــير مفهــوم القــدرة علــى الفهــم‪ ،‬إلــى وعــي الفــرد بمــا يحــدث فــي الحيــاة أمــا القــدرة علــى‬
‫التحكم فتشير إلى الشعور بأن الفـرد لديـه مصـادر مالئمـة لمواجهـة مطالـب الحيـاة‪ .‬ويشـير مفهـوم‬
‫إضفاء المعنى إلى الشـعور‪ ،‬بـأن مطالـب الحيـاة‪ ،‬تحـديثات تسـتحق أن تسـتثمر وتمـارس‪ ،‬وأوضـح‬
‫انتونوفســكي أن األفـ ـراد ذوي الش ــعور الق ــوي بالتماس ــك يض ــفون ق ــد اًر م ــن البس ــاطة عل ــى المواق ــف‬
‫الس ــيئة‪ ،‬كم ــا أنه ــم يش ــعرون باالطمئن ــان إل ــى أنه ــم ق ــادرون عل ــى ال ــتحكم ف ــي الض ــغوط‪ ،‬أو ف ــي‬
‫اســتجاباتهم لهــا‪ ،‬فهــم قــادرون علــى إدارة الضــغوط بشــكل أفضــل مــن غيــرهم‪ ،‬وهــم أكثــر توافقـاً مــن‬
‫المشاق الناتجة عن مشكالت غير قابلة للحل (‪.) Sheridan & radmacher, 1992,p161‬‬

‫النظريات االجتماعية والبيئية والسلوكية‪ :‬يشـير ليبوفسـكي ‪ 1225 lipowski‬إلـى أن‬


‫الدراسات الفنسجسمية البد وأن تضع في اعتبارها تأثير البيئة االجتماعية مثـل الضـغوط المهنيـة‪،‬‬
‫والمواقــف التــي تســبب اإلنهــاك كفقــد الوظيفــة‪ ،‬أو العــيش فــي بيئــة مزعجــة‪ .‬كــذلك التعــرض إلــى‬
‫تغيرات شاملة في حاة األسرة‪ ،‬أو التعرض ألي اضطهاد من اآلخـرين‪ ،‬حيـث يـؤدي كـل ذلـك إلـى‬
‫ردود فعــل انفعاليــة شــديدة قــد تــؤثر بشــكل خطيــر علــى اإلفـ ارزات الهرمونيــة (جبــالي ‪)53 :1222‬‬
‫ويفســر ليبوفســكي ذلــك بــأن االســتثارة ال ازئــدة تــؤدي علــى زيــادة نشــاط الجهــاز األتونــومي‪ ،‬ولحــاء‬
‫المخ‪ ،‬مما يؤدي إلى أداء معرفين أو حركة وتكرار هذه االستثارة قد يؤدي إلى تغيـرات فسـيولوجية‬
‫باإلضافة إلى سـلوك معـين ممـا يـدعم القابليـة العامـة للمـرض لـدى الفـرد (نجـالء سـليمان ‪:0222‬‬
‫‪.)31‬‬

‫ولقد أوضحت المؤسسة القومية للسرطان أن أسـلوب لحيـاة والعوامـل البيئيـة مسـئوله عـن‬
‫‪ %22‬مــن حــدوث أم ـراض الســرطان‪ ،‬كمــا أوضــحت أن ‪ %32‬مــن المــوت بالســرطان ترجــع إلــى‬
‫تــدخين الســجائر‪ ،‬وأن مــن ‪ %05‬إلــى ‪ %35‬مــن المــوت بالســرطان يرجــع إلــى أســباب غذائيــة‪،‬‬
‫وعوامل بيئية تتمثل في تلوث المياه والهواء والتربة والمحيطة بنا‪.‬‬

‫وفي إطار تأكيد دور أسدلوب الحيداة اهتمدت دراسدة هبدة ا أبدو النيدل (‪ .)4004‬بالكشـف عـن‬
‫الفــروق فــي أنمــاط أســلوب الحيــاة بــين المـرتفعين والمنخفضــين فــي االضــطرابات النفسجســمية مــن‬
‫ناحية‪ ،‬والكشف – من ناحية ثانية – عن الفروق في أنماط أسلوب الحياة بـين فئتـين مـن مرضـى‬
‫االضطرابات النفسجسمية ( مرضى القلـب والشـريان التـاجي – مرضـى سـرطان الثـدي)‪ ،‬ولإلجابـة‬
‫عن أسئلة الدراسة طبقت بطارية اختبارات‪ ،‬على ثالث فئات من العينات‪.‬‬

‫‪049‬‬
‫األولى‪ :‬عينة ممن يعانين مـن اضـطرابات نفسجسـمية (بدرجـة مختلفـة)‪ ،‬وشـملت (‪)0:5‬‬
‫م ــن اإلن ــاث الالت ــى قس ــمن – وفقـ ـاً ل ــدرجاتهن عل ــى قائم ــة كورن ــل – إل ــي مجم ــوعتين متك ــافئتين‬
‫(مجموعة المرتفعات على االضطرابات النفسجسمية مقابل المنخفضات على هذه االضطرابات)‪.‬‬

‫والثانية‪ :‬عينة من المرضى الالتي يعانين من أمراض نفسجسميسة‪ ،‬وشملت مجموعتين‬


‫من المرضي أوالهما مجموعة مريضات القلب والشريان التاجي‪ ،‬والتي تكونـت مـن (‪ )05‬مريضـة‬
‫وثانيتهما‪ ،‬مجموعة مريضات سرطان الثدي‪ :‬والتي تكونت من (‪ )12‬مريضـة‪ ،‬ممـن تـم تشـخيص‬
‫الورم لديهم على أنه ورم سرطاني‪.‬‬

‫والثالثددة‪ :‬عينــة األســوياء‪ ،‬والتــي تكونــت مــن مجمــوعتين ضــابطتين مــن غيــر المصــابات‬
‫بأي مرض عضوي أو نفسي‪ ،‬واللتين روعي عند اختيارهما أن تكون المجموعـة الضـابطة األولـى‬
‫منهما مضاهية تماماً‪ -‬في السن والعدد والحالـة االجتماعيـة – لمجموعـة مرضـى الشـريان التـاجي‬
‫(ن=‪ )05‬أم ــا المجموع ــة الض ــابطة الثاني ــة‪ ،‬فروع ــي أن تك ــون مض ــاهية تمامـ ـاً‪ -‬ف ــي المتغيـ ـرات‬
‫السابقة – لمجموعة مرضى السرطان (ن=‪.)12‬‬

‫وقد تكونت بطارية الدراسة من خمسة مقـاييس – أربعـة مـنهم مـن أعـداد الباحثـة شـملت‪:‬‬
‫مقيــاس أســلوب الحيــاة الشــاق‪ ،‬مقيــاس أســلوب الحيــاة االنســحابي‪ ،‬مقيــاس التعــرض للمشــكالت‪،‬‬
‫مقي ــاس مواجه ــة المش ــكالت‪ ،‬قائم ــة كورن ــل لإلضـ ـرابات النفسجس ــمية‪ .‬وق ــد ج ــاءت النت ــائج مؤي ــده‬
‫لمعظــم فــروض الد ارســة حيــث وجــد ارتبــاط إيجــابي دال بــين االضــطرابات النفسجســمية وكــل مــن‬
‫أسلوب الحياة الشاق وأسلوب الحياة االنسحابي‪ ،‬والتعرض للمشكالت الضاغطة‪.‬‬

‫كما أظهرت مجموعة المرتفعـات فـي االضـطرابات النفسجسـمية زيـادة دالـة عـن مجموعـة‬
‫المنخفضات في حجم ما تتبناه من عادات وأنشطة شاقة (أسلوب الحياة الشاق)‪ ،‬وكذلك في حجم‬
‫ما تتبناه من عادات وأنشطة انسحابيه ( أسلوب الحياة االنسحابي)‪ .‬كما أنهـا تعرضـت علـى نحـو‬
‫أكبر من مجموعة المنخفضات للمشكالت الضاغطة‪ ،‬ولكن لم تظهر فروق بـين المجمـوعتين فـي‬
‫طــرق مواجهتهمــا لهــذه المشــكالت (س ـواء أكانــت هــذه المواجهــة ســلبية – شــاقة أو انســحابيه – أم‬
‫كانت مواجهة إيجابية إقداميـه) كمـا وجـدت فـروق دالـة بـين مريضـات القلـب والشـريان التـاجي مـن‬
‫ناحية‪ ،‬وغير المريضات من ناحية ثانية في أسلوب الحياة الشاق وأسلوب الحياة اإلنسحابي ‪ ،‬في‬
‫اتج ــاه المجموع ــة األول ــى كم ــا وج ــدت ف ــروق ب ــين المجم ــوعتين‪ ،‬ف ــي حج ــم التع ــرض للمش ــكالت‬
‫الضاغطة فتزيد عدد المشكالت التي يتعرض لها المريضات عن غيـر المريضـات ووجـدت فـروق‬
‫دالة بين مريضات سرطان الثـدي مـن ناحيـة‪ ،‬ومريضـات القلـب والشـريان التـاجي مـن ناحيـة ثانيـة‬
‫علــى أســلوب الحيــاة االنســحابى حيــث كانــت مريضــات الســرطان أكثــر معانــاة مــن أســلوب الحيــاة‬
‫االنس ــحابي م ــن مريض ــات الشـ ـريان الت ــاجي‪ ،‬ولك ــن ل ــم تظه ــر الف ــروق الدال ــة – المتوقع ــة – ب ــين‬
‫المجمــوعتين علــى أســلوب الحيــاة الشــاق‪ .‬أو علــى حجــم التعــرض للمشــكالت الضــاغطة أمــا طــرق‬
‫مواجهة هذه المشكالت فظهرت فروق بـين المجمـوعتين عليهـا ‪ .‬حيـث تميـل مريضـات القلـب إلـى‬

‫‪051‬‬
‫المواجهــة الشــاقة غيــر التكيفيــة للمشــكالت فــي حــين أن مريضــات الســرطان يملــن علــى المواجهــة‬
‫االنسحابية ( هبة اهلل أبو النيل ‪.)121 :0220‬‬

‫أمــا بالنســبة للعوامــل الحضــارية فقــد وجــد أن ضــغط الــدم المرتفــع بــين الســود فــي أمريكــا‬
‫ضـ ــعفه بـ ــين البـ ــيض علـ ــى األقـ ــل ووجـ ــده أيض ـ ـاً شـ ــائعاً بـ ــين السـ ــيدات مـ ــن الطبقـ ــة االجتماعيـ ــة‬
‫االقتصادية المنخفضة بنسبة ‪ 3 :0‬مقابل السيدات من الطبقة المتوسطة‪ ،‬وفي دراسة عن الفروق‬
‫الحض ــارية ف ــي االس ــتجابة لألل ــم ظه ــرت ف ــروق ل ــدى المرض ــى م ــن الش ــعوب المختلف ــة‪ ،‬فبالنس ــبة‬
‫للمرضــى مــن أصــل يهــودي غالبـاً مــا يكــون لــديهم قلــق متصــل بمعنــى األعـراض وذلــك الهتمــامهم‬
‫الزائد بالصحة العامة (نجالء سليمان ‪.)31 :0222‬‬

‫النظريات التفاعليدة‪ :‬للوصـول إلـى نظـرة أكثـر تكـامالً لتفسـير االضـطرابات النفسجسـمية‬
‫حاول بعض الباحثين اقتراح عدد من النماذج التي توضح كيفيـة التفاعـل بـين المتغيـرات الفنسـية‪،‬‬
‫والفسيولوجية‪ ،‬كمكونات أساسية في العملية التـي تـؤدي إلـى االضـطراب الـوظيفي وبـالرغم مـن أن‬
‫بعــض هــذه النمــاذج يخــتص بــأمراض معينــة مثــل ارتفــاع ضــغط الــدم‪ ،‬أو مــرض الس ـرطان‪ ،‬فــإن‬
‫أغلـ ــب هـ ــذه النمـ ــاذج تتسـ ــم بمقـ ــدار كبيـ ــر مـ ــن العموميـ ــة‪ ،‬بحيـ ــث يمكـ ــن تعميمهـ ــا علـ ــى مختلـ ــف‬
‫االضطرابات النفسجسمية وفيما يلي أمثله هذه النماذج‪.‬‬

‫نموذج االستهداف للمشقة‪ :‬يمثل هذا النموذج الذي لقي تأييداً كبي اًر مـن البـاحثين مثـاالً‬
‫لتوضيح التوجه الذي يهتم بضرورة أخذ مختلف العوامل المسببة لألمراض النفسجسـمية (النفسـية‪،‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬والجينية‪ ،‬والفسيولوجية) في الحسبان عند وصف هذه األمراض مع التركيز‬
‫علـ ــى مـ ــا يحـــدث بـــين هـــذه العوامـ ــل مـــن تـ ــأثير متبـ ــادل‪ .‬ويشـــير النم ــوذج إل ــى أن االســـتعدادات‬
‫الفسـ ــيولوجية السـ ــابقة علـ ــى حـ ــدوث المـ ــرض مثـ ــل الضـ ــعف الجينـ ــي وعـ ــدم الت ـ ـوازن البيولـ ــوجي‪،‬‬
‫والمتغيرات النفسية واالجتماعية المصاحبة له مثل المشقة‪ ،‬وكيفية التكيف معها‪ ،‬واالسـتجابة لهـا‪،‬‬
‫والمواقف البيئية التي يخبرهـا الفـرد تتفاعـل معـاً‪ ،‬مسـببة عديـداً مـن األمـراض النفسجسـمية وهـو مـا‬
‫يعن ــي أن ــه رغ ــم أهمي ــة العوام ــل البيولوجي ــة ف ــي اإلص ــابة به ــذه األمـ ـراض‪ ،‬ف ــإن العوام ــل النفس ــية‬
‫واالجتماعيــة لهــا تأثيرهــا الحاســم فــي ذلــك ويبنــي النمــوذج علــى وجــود شــقين يشــكالً اســتجابة الفــرد‬
‫للضغوط‪.‬‬

‫أولهمــا الجــزء االس ـتعدادي أو االســتهداف‪ ،‬ويفتــرض هنــا وجــود عــاملين رئيســين يحــددان‬
‫اســتعداد الفــرد لالســتجابة للمشــقة‪ ،‬األول‪ :‬االســتجابة النمطيــة والمعتــادة للفــرد‪ ،‬والتــي ينظــر إليهــا‬
‫بوصــفها اســتعداداً بنائي ـاً فــي الجســم لالســتجابة الفســيولوجية بطــرق محــددة لمواقــف متنوعــة‪ ،‬مــع‬
‫تنشــيط ثابــت لــبعض أعضــاء وأجه ـزة الجســم‪ ،‬والثــاني هــو االضــطراب فــي االت ـزان الحيــوي للجســم‬
‫الناتج عن ضعف في مستوى تحمل الفرد العصبي لمواجهة أحداث الحياة الشـاقة والـذي قـد يكـون‬
‫انعكاس ـاً الســتعداد جينــي‪ ،‬أو مــرض عضــوي‪ ،‬أو التعــرض لالنهيــار العصــبي أكثــر مــن م ـرة أمــا‬
‫الجــزء الثــاني فهــو موقــف التعــرض للمشــقة‪ ،‬ويبــرز فيــه أهميــة المحــددات الموقفيــه مثــل الظــروف‬
‫االجتماعية والفيزيقية‪ ،‬في تشكيل استجابة الفرد للمشقة ‪.‬‬

‫‪050‬‬
‫كما يفترض ستيرنباك والذي يمثل هـذا النمـوذج أن اسـتمرار التعـرض للتنبيـه أو المواقـف‬
‫الض ــاغطة يجع ــل الف ــرد ي ــدرك المواق ــف واألح ــداث الطبيعي ــة كض ــغوط‪ ،‬ويس ــتجيب له ــا اس ــتجابة‬
‫فسيولوجية شديدة (‪.)gatchel, r.j., 1993,p15‬‬

‫نمدددوذج تفاعدددل العوامدددل البيولوجيدددة والنفسدددية واالجتماعيدددة‪ :‬وف ــي هــذا النمــوذج اه ــتم‬
‫كــونتراداد وزميلــه بــدور العوامــل النفســية – االجتماعيــة‪ ،‬والعوامــل البيولوجيــة‪ ،‬والفســيولوجية‪ ،‬التــي‬
‫تتفاعـ ــل مـ ــع عوامـ ــل الشخصـ ــية‪ ،‬وتسـ ــهم فـ ــي اإلصـ ــابة بـ ــالمرض الجسـ ــمي (خاصـ ــة السـ ــرطان)‬
‫(‪ .)contrada leventhal & oleary 1990‬وأوضـح الباحثـان أن التعـرض للضـغوط النفسـية‬
‫مث ــل الفق ــد بأنواع ــه وأس ــاليب المواجه ــة القائم ــة عل ــى الكب ــت والتنف ــيس االنفع ــالي يوال ــدان الش ــعور‬
‫باالكتئــاب‪ ،‬الــذي يــؤدي بــدوره إلــى ممارســات أو ســلوكيات غيــر صــحية تــؤثر بشــكل غيــر مباشــر‬
‫على أداء الخاليا الطبيعية القاتلة فـي جهـاز المناعـة ممـا يجعـل الفـرد مسـتهدفاً لإلصـابة بـالمرض‬
‫الجسمي ‪ .‬ويوضح كونتراداد أن الطرق التي يتشكل من خاللها مرض السرطان قد تأخذ اتجاهين‬
‫هما‪:‬‬

‫االتجاه األول‪ :‬ويبدأ بتعـرض الفـرد لضـغوط نفسـية ناتجـه عـن أنـواع الفقـد المختلفـة مثـل‬
‫فقـد شـخص عزيـز أو فقـد الشـخص الحت ارمـه لذاتـه أو شـعور الشـخص بالفقـد النـاتج عـن التغيـرات‬
‫البدنية‪ ،‬والنفسية واالجتماعية مع مرور العمر وأي من مواقف الفقد تلك تسبب الشعور باالكتئـاب‬
‫الــذي يــؤدي بصــورة إلــي إف ـراز هرمــوني وممــا ارســات صــحية يجتمعــان ليشــكالً ســبباً يــؤدي إلــى‬
‫اختالف في جهاز المناعة مما يجعله مهيئا لإلصابة بمرض السرطان‪.‬‬

‫أما االتجاه الثاني‪ :‬فيبدأ مـن الكبـت وعـدم التنفـيس االنفعـالي اللـذين يمـثالن عـامالً غيـر‬
‫مباشر يتسبب في جهاز المناعة فضالً عن التأخر في طلـب الرعايـة الصـحية الالزمـة ممـا يـؤدي‬
‫إلى بداية الورم السرطاني وتطوره وانتشاره‪.‬‬

‫ويتفــق هــذا التصــور النظــري للنمــوذج مــع معظــم الد ارســات التــي عرضــت للعوامــل النفســية المهيئــه‬
‫لإلصــابة بمــرض الســرطان حيــث أشــارت تلــك الد ارســات إلــى ارتبــاط ظهــور الســرطان بمتغي ـرات‬
‫نفسية من قبيل الفقد وتجنب السراع‪ ،‬وعدم التنفيس االنفعالي ومشاعر االكتئاب‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ -1‬ما العالقة بين نظرية الضغوط ونظرية عالقة القلق بالهرمونات‪.‬‬


‫‪ -0‬فسر المقصود باالستعداد لإلصابة باالضطرابات السيكوسوماتيه‪.‬‬

‫مصددادر تعليمددة أخددر ‪ :‬إحصــائيات عــن أنمـاط أســلوب الحيــاة والمعــرض السيكوســوماتي‪،‬‬
‫وأفالم لحاالت سرطان قبل وبعد العالج‪.‬‬

‫‪052‬‬
‫مراجع الفصل السابع‬

‫‪ -4‬أمال عبد الحليم (‪ – )1221‬عالقة االضطرابات السيكوسوماتيه بأحداث الحياة ووجه‬


‫الضبط دراسة مقارنة لحاالت مرضى ضغط الدم والقرحة المعدية – رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة بكلية اآلداب جامعة عين شمس‪.‬‬
‫‪ -4‬بــدر األنصــاري (‪ )1222‬الشخصــية المســتهدفة لإلصــابة بالســرطان ف ـي ‪ :‬مجلــد البحــوث‬
‫العلميــة المقدم ــة للم ــؤتمر األول حــول م ــرض الس ــرطان بــين الحقيق ــة وال ــوهم – الكوي ــت –‬
‫الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان‪.‬‬
‫‪ -3‬سـ ــامى عبـــد القـــوي (‪ – )1225‬علـ ــم الـــنفس الفســـيولوجي – مكتب ــه النهض ــة المص ـ ـرية –‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -1‬منـ ـ ــى أبـ ـ ــو طي ـ ـ ـرة (‪ )1222‬عالقـ ـ ــة االضـ ـ ــطرابات السيكوسـ ـ ــوماتيه بالشخصـ ـ ــية والتنشـ ـ ــئة‬
‫االجتماعيــة لــدى طــالب الجامعــة – رســالة دكتــوراه غيــر منشــورة – كليــة اآلداب – جامعــة‬
‫عين شمس‪.‬‬
‫‪ -3‬نجــالء ســليمان (‪ )0222‬ســيكولوجية البدائيــة وعالقتهــا بالشخصــية فــي ضــوء الفــروق بــين‬
‫الجنسين – رسالة ماجستير غير منشورة – بكلية اآلداب – جامعة المنوفية‪.‬‬
‫‪ -6‬هبــة اهلل أبــو النيــل (‪ – )0220‬الفــروق فــي أنمــاط أســلوب الحيــاة بــين بعــض فئــات مرضــى‬
‫االضـ ــطرابات السيكوسـ ــوماتيه – رسـ ــالة دكتـ ــوراه غيـ ــر منشـ ــورة – قـ ــدمت بكليـ ــة اآلداب –‬
‫جامعة عين شمس‪.‬‬
‫‪7- Contrad, r.j., leventhal H.O. leary A., (1990), personality and health:‬‬
‫‪L.A. persin (Eds) handbook of personality theory and research, new‬‬
‫‪york> Guilford press.‬‬
‫‪8- Gatcel, R.L., (1993) psychophysiological disorders, past an present‬‬
‫)‪perspective, in: gatchel, R.J. & Blanchard, E.B.(Eds‬‬
‫‪psychophysiological disordes, amcriacn psychological association‬‬
‫‪(APA) first edition .‬‬
‫‪9- Rosenman. R.H., Chesny., M.A. (1982), stress type (A) behavior‬‬
‫)‪and coronary disease in Goldberger leo, breznitag. Sholomo (Eds‬‬
‫‪handbook of stress theoretical and clinical aspects, new york.‬‬
‫‪Macmillan, P. Co Inc.‬‬
‫‪10- Santrock,j., (2000), psychology, new york Mc grow hill, six‬‬
‫‪edition .‬‬
‫‪11- Sherdan C. radmacher, S. (1992) health psychology, canda john‬‬
‫‪wiley &sons inc.‬‬
‫‪12- Wayner L., Cox T.& mackay C.(1979) " stress immunity and‬‬
‫‪cacer" in : obrone D.j. etal., (Eds) research in psychology and‬‬

‫‪053‬‬
medicine, physical aspects: pain, stress, diagnosis and organic
damage, London: academic dress.
13- Wolman, B.B (1988), psychosomatic disorders, London: plenum
medical book company.

054
‫الفصل الثامن‬
‫تطبيقات الصحة النفسية في المجتمع‬
‫األهداف‪ :‬يهدف هذا الفصل إلى تعريف القارئ باإلجراءات التي تتخذها المجتمعات من‬
‫لوائح وقوانين وانشاءات من شأنها أن تقلل من انتشار األمراض النفسية واالجتماعية‪.‬‬

‫المحتدو ‪ :‬الدســتور والصــحة النفسـية – مكاتــب الـزواج والصــحة النفسـية‪ ،‬المــدن الجديــدة‬
‫والص ـ ــحة النفس ـ ــية – مكات ـ ــب األسـ ـ ـرة والس ـ ــكان والص ـ ــحة النفس ـ ــية – الع ـ ــالج األس ـ ــري – تعي ـ ــين‬
‫األخصائي النفسي بالمدرسة – تصنيف المجندين والصحة النفسية‪.‬‬

‫مقدمدددة‪ :‬ي ــرى الكثي ــرون أن الص ــحة النفس ــية – ه ــي مجموع ــة اإلجـ ـراءات الت ــي تتخ ــذها‬
‫المجتمعــات مــن أجــل الوقايــة مــن الوقــوع فــي االضــطرابات النفســية والعقليــة واالنح ارفــات الســلوكية‬
‫من جريمة وادمان وغير ذلك والتي تمثل خروجاً على قيم المجتمع‪.‬‬

‫وتتمثــل تلــك اإلج ـراءات فــي التش ـريعات والق ـوانين واقامــة المــدن الجديــدة وبنــاء العيــادات‬
‫النفســية والمستشــفيات ومؤسســات رعايــة األحــداث ومالجــئ األيتــام وغيــر ذلــك ونوضــح فيمــا يلــي‬
‫أمثل ــه م ــن ه ــذه اإلجـ ـراءات وال ــدور ال ــذي تلعب ــه ف ــي نش ــر الس ــلوك الس ــوي والص ــحة النفس ــية ف ــي‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫الدسدددتور والصدددحة النفسدددية‪ :‬يــنص الدس ــتور ف ــي كــل دول الع ــالم علــى كفال ــة الص ــحة‬
‫والتعل ــيم لك ــل مـ ـواطن‪ .‬وم ــن منطل ــق أن "ف ــي المعرف ــة الش ــفاء" نج ــد أن نش ــر التعل ــيم ال ــذي ي ــنص‬
‫الدســتور علــى كفالتــه ألف ـراد المجتمــع لــه عالقــة بنشــر الــوعي باألســس التــي يعتمــد عليهــا الســلوك‬
‫السـوي فــي تنشــئة األفـراد فــي األسـرة‪ .‬ولقــد وجــد فــي كثــر مـن البحــوث أن األمـراض العقليــة تنتشــر‬
‫بين األميين ومحدودي التعليم‪ ،‬كذلك تنتشر الجرائم بينهم ولذا قامت مصـر بإنشـاء الجامعـات فـي‬
‫صعيد مصر‪ .‬ومن أجل التنميـة فـي المقـام األول ومـن أجـل نشـر الـوعي باآلثـار الماديـة والبشـرية‬
‫لجرائم األخذ بالثأر والتطرف واإلرهاب‪.‬‬

‫إنشدداء مكاتددب للمقبلددين علددى الددزواج والصددحة النفسددية‪ :‬أنشــأت الكثيــر مــن دول العــالم‬
‫مكاتب للتأكد من سالمة الصحة النفسية والجسمية للمقبلين على الزواج‪ .‬إذ يتم فـي هـذه المكاتـب‬
‫الكش ــف عل ــى ك ــل م ــن الرج ــل والمـ ـرأة لإلطمئن ــان إل ــى خلوهم ــا م ــن األمـ ـراض المعدي ــة والوراثي ــة‬
‫ولالطمئنــان مــن عــدم وجــود عوامــل وراثيــة فيهمــا يــؤدي اتحادهــا إلــي إنجــاب أطفــال لــديهم عاهــات‬
‫جسمية أو عقلية‪.‬‬

‫كذلك يتم في هذه المكاتب تقديم صـورة نفسـية (بروفيـل) بهـا درجـة ذكـاء لكـل مـن الرجـل‬
‫واألنثــى‪ ،‬وبهــا بعــض الســمات الشخصــية التــي تســاعد كــل منهمــا علــى التعــرف علــى خصــائص‬
‫اآلخر لمواءمتها مع خصائصه قبل الزواج‪ .‬ومن المفيد أن نـذكر أن انتشـار هـذه المكاتـب يسـاعد‬
‫المقبلين على الزواج للتعرف على بعضهما مما يزيد من توافقهما الزواجي‪ ،‬كما سبق‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أنــه ســيتجنب المجتمــع وجــود حــاالت مــن ذوي العاهــات والمضــطربين عقليـاً وممــا يقلــل كــذلك مــن‬
‫نسبة األفراد المتخلفين عقلياً في المجتمع‪.‬‬

‫‪055‬‬
‫تطبيدددق األسدددس العلميدددة فدددي اختيدددار األفدددراد المتقددددمين للعمدددل بالوظدددائف المختلفدددة‬
‫والصحة النفسدية ‪ :‬إنـه ممـا ال شـك فيـه أن وضـع الشـخص المناسـب فـي المكـان المناسـب يـؤدي‬
‫إلــى زيــادة توافــق الفــرد وســعادته ورضــاه فــي عملــه ويعتمــد األســلوب العلمــي علــى تحديــد القــدرات‬
‫العقلية ومستوي الذكاء وصفات الشخصية الواجب أن تتوفر في الفرد الذي سيشـغل الوظيفـة التـي‬
‫أعلنـت المؤسسـة أو الشـركة عــن حاجتهـا ألفـراد يعملــون بهـا وبعـد ذلـك يقــوم أخصـائي علـم الــنفس‬
‫بإعـداد االختبـارات النفسـية التـي تقــيس تلـك القـدرات والصـفات وتطبيقهــا علـى األفـراد الـذين تقــدموا‬
‫بطلبــاتهم لشــغل تلــك الوظيفــة وبعــد ذلــك يقــوم األخصــائي ترتيــب هـؤالء األفـراد وفق ـاً لــدرجاتهم مــن‬
‫األعلى إلى األدنى ليتم تعيين الحاصرين على أعلى الدرجات ويترتب على ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬أنه يتم اختيار األفراد األكثر توافقاً من الناحيتين النفسية واالجتماعية‪.‬‬


‫‪ -0‬أن يتم اختيار األفراد كفاءة في األداء والعمل واإلنتاج‪.‬‬

‫كما أنه يتحقق من وراء ذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬انخفاض عدد األفراد المترددين على العيادة النفسية والطبية‪.‬‬


‫‪ -0‬انخفاض نسبة الغياب المرضي والغياب بدون إذن‪.‬‬
‫‪ -3‬انخفاض نسبة األفراد المستهدفين والذين لديهم ميل للوقوع في الحوادث‪.‬‬

‫وللتــدليل علــى األثــر الــذي تحدثــه الطريقــة العلميــة فــي حســن اختيــار الفــرد علــى زيــادة‬
‫اإلنتاج تبين فيما يلي مقارنة بين إنتاج أفراد أحد اختيارهم وأضرتين كـم تتبـع معهـم طريقـة مـا فـي‬
‫االختيار ‪ .‬كما يبين الجدول (‪. )32‬‬

‫الجدول (‪)36‬‬

‫المقارنة بين إنتاج العاملين المختارين وفق األسس العلمية والذين لم تستخدم طريقة علمية‬

‫انتاج من لم يتبع معهم طريقة ما‬ ‫انتاج المختارين بالطريقة العلمية‬ ‫الحرفة‬ ‫رقم‬

‫‪ 3.05‬دستة في الساعة‬ ‫‪ 2‬دست في الساعة‬ ‫أعمال الرقي للجوارب‬ ‫‪1‬‬

‫‪ %22‬من المعدل المتوسط‬ ‫‪ %13.5‬من المعدل المتوسط‬ ‫األعمال الكهربائية‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 3.2‬ساعة إلكمال نفس العمل‬ ‫‪ 2.2‬من الساعة إلكمال عمل ما‬ ‫أعمال النجارة‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 022‬ثانية لكي القميص‬ ‫‪ 013‬ثانية لكي القميص‬ ‫كي القمصان‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 23‬درجة من درجات اإلنتاج‬ ‫‪ 132‬ثانية لكي القميص‬ ‫مسك الدفاتر‬ ‫‪5‬‬

‫‪ %22‬من المتوسط‬ ‫‪ %120‬من المتوسط‬ ‫الكتابة على اآللة الكاتبة‬ ‫‪2‬‬

‫‪056‬‬
‫ويتضح من الجدول (‪ )32‬مقدار الزيادة من خالل مقارنة في اإلنتـاج لـدى األفـراد الـذين‬
‫اختيروا بالطريقة العملية عن الفريق لم تتبع معهم طريقـة فـي اختيـارهم ويمكـن أن نتوقـع ان يكـون‬
‫األف ـراد الــذين أحســن اختيــارهم أن يكون ـوا أكثــر أمن ـاً وزيــادة فــي التوافــق فــي عملهــم مــن المجموعــة‬
‫األخــرى‪ .‬وال ــذين يتوق ــع له ــم االطمئنــان ف ــي االس ــتمرار ف ــي العمــل واحتم ــال قي ــام ص ــاحب العم ــل‬
‫بفصــلهم منــه وبالتــالي تظهــر علــيهم عالمــات ســوء التوافــق وأغ ـراض االضــطراب النفســي (الســيد‬
‫خيري‪.)3 – 0 :1220 ،‬‬

‫إنشاء وزارة للبيئة والصحة النفسية‪ :‬ازدادت نسبة التلـوث فـي البيئـة فـي الهـواء والمـاء‬
‫نتيجة زيادة عدد السـيارات ونتيجـة إنشـاء كثيـر مـن الصـناعات كصـناعة الغـزل والنسـيج وصـناعة‬
‫بطاري ــات الس ــيارات والت ــي يترت ــب عل ــى ه ــاتين الص ــناعتين انتش ــار كثي ــر م ــن الغ ــازات سـ ـواء ف ــي‬
‫صـناعة الحريــر والتــي يـدخل فيهــا مــادة السـليلوز أو صــناعة بطاريــة السـيارة ويترتــب علــى تعــرض‬
‫العاملين في هذه الصناعات وغيرها لفترة طويلة استنشاق تلك الغازات مما يؤثر على خاليـا المـخ‬
‫ويؤدي إصابة بعض األماكن به وتسممه إلى وجـود خلـل فـي الوظـائف العقليـة كالـذاكرة واإلدراك‪.‬‬
‫ولـذا أنشــئت و ازرة البيئـة فــي مصـر للمحافظــة علــى الصـحة البدنيــة والعقليـة بالحــد مـن التلــوث مــن‬
‫خالل سن التشريعات التـي تجـرم السـلوك أو اإلجـراء الـذي مـن شـأنه أن يـؤدي إلـى التلـوث كإلقـاء‬
‫المخلفات الناتجة عن الصناعة في مياه النيل‪ ،‬وضرورة أن تقوم المصانع بعمل الفالتر التي تقلل‬
‫مــن الــدخان أو العــادم المتصــاعد مــن مــداخنها كمـا فــي صــناعة األســمنت وكمــا فــي تطبيــق التأكــد‬
‫من عدم تجاوز عادم السـيارة عـن حـد معـين قبـل إعطـاء صـاحبها الرخصـة لسـيارته‪ .‬ويسـهم الحـد‬
‫مــن التلــوث البيئــي فــي زيــادة توافــق النــاس فــي حيــاتهم نتيجــة عــدم إصــابتهم بــاإلمراض الجســمية‬
‫والعقلية‪.‬‬

‫ومــن الد ارســات التــي تشــير إلــى ذلــك تلــك التــي قــام بهــا محمــود أبــو النيــل عــن األمـراض‬
‫السيكوسـوماتيه فـي شـركتين صـناعيتين أحـدهما ترتفـع فيهــا نسـبة التلـوث كثيـ اًر وهـي شـركة الحديــد‬
‫والصلب واألخرى التي يقل فيها التلوث وهي شـركة النصـر لصـناعة السـيارات وفيمـا يلـي الجـدول‬
‫(‪ )32‬يوضح نتائج هذه الدراسة على مجموعتين من العمال في هاتين الشركتين‪.‬‬

‫الجدول (‪ )37‬المقارنة بين شركتين تختلفان من حيث درجة التلوث‬

‫مستو الداللة‬ ‫عينة النصر للسيارات‬ ‫عينة الحديد والصلب‬ ‫األعراض السيكوسوماتيه‬ ‫رقم‬

‫‪2.25 1.122‬‬ ‫‪5.12‬‬ ‫‪1.32‬‬ ‫‪3.32‬‬ ‫الخوف على الصحة‬ ‫‪1‬‬

‫‪2.221‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫‪5.20‬‬ ‫‪3.20‬‬ ‫‪3.35‬‬ ‫األعراض المعدية معوية‬ ‫‪0‬‬

‫‪2.221‬‬ ‫‪1.32‬‬ ‫‪3.22‬‬ ‫‪3.03‬‬ ‫‪3.32‬‬ ‫الحساسية والشك‬ ‫‪3‬‬

‫ويتضح من نتائج الجدول (‪ )32‬بالنسبة لمقدار تأثير التلوث في شـركة الحديـد والصـلب‬
‫في زيادة األعـراض السيكوسـوماتيه لـديهم بالنسـبة للخـوف علـى الصـحة وأعـراض الجهـاز المعـدي‬

‫‪057‬‬
‫معــوي عــن مجموعــة النصــر للســيارات وذلــك كمــا يتضــح فــي زيــادة متوســط درجــات عينــة الحديــد‬
‫والصلب على تلك األعراض (محمود أبو النيل ‪.)032 :1223 ،‬‬

‫إنشاء المدن الجديدة والصدحة النفسدية‪ :‬يهـدف إنشـاء المـدن الجديـدة كمدينـة ‪ 2‬أكتـوبر‬
‫ومدينة العاشر من رمضان ومدينة ‪ 15‬مايو ومدينة السادات إلى اإلقالل من الكثافة السكانية في‬
‫المــدن األخــرى كمدينــة القــاهرة واإلســكندرية والتــي أصــبحت الخــدمات فيهــا مــن طــرق ومواصــالت‬
‫وميــاه وكهربــاء ومــدارس وجامعــات ال تتناســب مــع عــدد ســكان هــذه المــدن لــيس ذلــك فقــط بــل إن‬
‫الزحام والزيادة العددية لدى أفراد األسر في هذه المدن يسـاعد علـى نشـر كثيـر مـن صـور السـلوك‬
‫الالسـوي كالجريمــة والبغـاء وغيــر ذلــك مـن االضــطرابات النفسـية والعقليــة ولــذلك فـإن إنشــاء المــدن‬
‫الجديــدة يفــتح المجــال أمــام الشــباب لوجــود مســاكن صــحية كمــا يعمــل علــى اســتقطاب كثيــر مــن‬
‫األســر فــي المــدن القديمــة للعــيش فــي المــدن الجديــدة يتمتــع فيــه الســكان بمنــاخ صــحي يجــدون فيــه‬
‫أماكن للترفيه وممارسة الرياضة باألندية المختلفة‪.‬‬

‫إنشاء مكاتب تنظيم األسدرة والصدحة النفسدية‪ :‬تقـوم الدولـة كـل عـام بإنشـاء كثيـر مـن ا‬
‫لمشروعات واقامة الصناعات الجديدة وذلك من أجل إيجاد وظائف جديـدة للخـريجين مـن المعاهـد‬
‫التعليميــة والجامعــات‪ .‬إال أن مــا يترتــب علــى إقامــة تلــك المشــروعات والصــناعات مــن زيــادة فــي‬
‫نسبة التنمية تلتهما أوالً بأول تملك الزيادة السكانية‪ .‬ولذلك أنشأت الدولة مكاتـب تنظـيم األسـرة بـل‬
‫وأطلقــت علــى و ازرة الصــحة أســماً جديــداً هــو و ازرة الصــحة والســكان والتــي يتبعهــا مكاتــب تنظــيم‬
‫األسرة والتي تساعد األسر على تنظيم نسلها في نطاق عدد معين مما يسـهل علـى الوالـدين تربيـة‬
‫أبنــائهم تربيــة ســوية وتعلــيمهم تعليم ـاً مناســباً يضــمن لهــم مســتقبالً ازه ـ اًر‪ .‬واألس ـرة الصــغيرة يــنعم‬
‫أفرادها بدرجة عالية من التوافق النفسي االجتماعي والصحة النفسية‪ ،‬وندرة وجود المشكالت التي‬
‫تهيئ المناخ للسلوك الالسوي بين األبناء‪.‬‬

‫إنشدداء محدداكم ل سددرة والصددحة النفسددية‪ :‬أنشــأت مصــر فــي بدايــة عــام ‪ 0223‬محــاكم‬
‫لألس ـرة للنظــر فــي المشــاكل التــي تحــدث بــين الــزوج والزوجــة‪ .‬وتتشــال مح ـاكم األس ـرة إلــى جانــب‬
‫القاضـ ــي مـ ــن األخصـ ــائي النفسـ ــي واألخصـ ــائي االجتمـ ــاعي لد ارسـ ــة كـ ــل الظـ ــروف التـ ــي ي ـ ـرتبط‬
‫بمشكالت االنفصال بين الزوجين أو الطالق بحيث ال يكون الفصل في ذلك متقص اًر على جانـب‬
‫واحد وهو القانون بل يوضع في االعتبار األحوال النفسـية واالجتماعيـة لكـل مـن الـزوجين ممـا قـد‬
‫يؤدي ذلك إلى خفض نسبة الطالق في األسرة نتيجة ما يقـوم بـه األخصـائي النفسـي واالجتمـاعي‬
‫من تعديل في اإلدراك للمشكلة التي بين الزوجين‪ .‬ويترتـب علـى ذلـك الـدور الـذي تقـوم بـه محـاكم‬
‫األس ـرة إل ــى إعــادة التواف ــق ب ــين الــزوجين بم ــا يض ــمن لجميــع أفــراد األســرة واألبنــاء حي ــاة متوافق ــة‬
‫يتمتعون فيها بصحة نفسية جيدة‪.‬‬

‫تعيددين أخصددائي نفسددي فددي المدرسددة الثانويددة‪ :‬قامــت مصــر فــي أواخــر القــرن العشـرين‬
‫بتعيين أخصائي نفسي في كل مدرسة ثانوية من خريجـي أقسـام علـم الـنفس بكليـات اآلداب وذلـك‬
‫نتيجة انتشار كثير من المشكالت الدراسية والنفسية واالجتماعية لدى تالميذ هذه المدارس‪ .‬ويقـوم‬
‫األخصـ ــائي النفسـ ــي فـ ــي المدرسـ ــة بـ ــدور وقـ ــائي وعالجـ ــي ويتمثـ ــل الـ ــدور الوقـ ــائي فـ ــي مسـ ــاعدة‬
‫المسؤولين على الوقوف على المشكالت الدراسية والنفسية واالجتماعية والسلوكية المحتمل أن يقع‬

‫‪058‬‬
‫فيهــا التالميــذ لكــي تق ــوم إدارة المدرســة باتخــاذ القـ ـ اررات التــي تســاعد علــى ع ــدم الوقــوع فــي تل ــك‬
‫المشكالت ويستفيد األخصائي في تشخيصه لهذه المشكالت بقيامه بعمل الدراسات المسحية على‬
‫التالميذ باستخدام االختبارات النفسية التي تحدد له التالميذ المستهدفين للوقع في اضطراب معـين‬
‫بــاقتراب درجــاتهم علــى هــذه االختبــارات مــن درجــة االس ـواء النفســي‪ .‬كم ـا يتمثــل الــدول العالجــي‬
‫لألخص ــائي النفس ــي المدرس ــي ف ــي تق ــديم اإلرش ــاد أو الع ــالج النفس ــي للتالمي ــذ ال ــذين يش ــكون م ــن‬
‫اضطرابات نفسية أو لديهم مشاكل حولتهم اإلدارة نتيجة ذلك إلى األخصائي النفسي لعلـم الد ارسـة‬
‫الالزمــة علــيهم تمهيــداً لعالجهــم بالتعــاون مــع الفريــق المدرســي مــن مــدرس وأخصــائي اجتمــاعي‬
‫وطبيــب‪ .‬وال شــك أن قيــام مصــر بتقــدم هــذه الخدمــة فــي المدرســة الثانويــة بالتالميــذ الــذين يمــرون‬
‫بمشكالت المراهقة في هـذه السـن سـيؤدي إلـى خفـض نسـبة التالميـذ المشـكلين والمضـطرين نفسـياً‬
‫مما يزيد من نسبة التوافق والصحة النفسية لدى هؤالء التالميذ في المدارس الثانوية‪.‬‬

‫عددالج أسددرة المددريض النفسددي‪ :‬أنشــأت الدولــة فــي مصــر كثيـ اًر مــن المستشــفيات ودور‬
‫االستشــفاء النفســي والتــي يقــيم فيهــا المرضــى النفســيون ط ـوال فت ـرة عالجهــم بهــا وترعــاهم الدولــة‬
‫ويتعهــ ــدهم األطبــ ــاء واألخصــ ــائيون النفســ ــيون واالجتمــ ــاعيون بتق ـ ــديم ال ـ ــدواء والمش ـ ــورة النفسـ ـ ــية‬
‫واالجتماعيــة والطبيــة حتــى يتمــاثلوا للشــفاء ويرجعــون إلــى أســرهم إال أنــه وجــد أن كثي ـ اًر مــن ه ـؤالء‬
‫المرضى يعودون مرة أخرى للمستشفى نتيجة عودة األعراض المرضية النفسية فترة أخرى‪.‬‬

‫ولق ــد وج ــد المع ــالجون واألخص ــائيون واألطب ــاء النفس ــيون أن المـ ـريض يع ــود بع ــد ش ــفاؤه‬
‫بالمستشفى إلى نفس البيئة التي أسهمت بصـورة مـا وفـي وجـود المـرض النفسـي لديـه‪ ،‬و أروا نتيجـة‬
‫ذلــك أن مــن الضــروري تغيــر هــذه البيئــة والتــي تشــتمل علــى الوالــدين بوجــه خــاص وذلــك بتقــديم‬
‫اإلرشاد والعالج النفسي للوالدين من خالل تغيير اتجاهاتهم نحو المرض النفسي واكسابهم الطرق‬
‫والوسائل الفعالة في كيفية معاملة ابنهم المريض معاملة سوية بعد خروجه من المستشفى وال شك‬
‫أن عالج أسرة المريض النفسي حتى يمكن أن تستقبل إنها بعد خروجـه مـن المستشـفى باتجاهـات‬
‫إيجابية تساعد على دعم السلوك السوي لديه يقلل من نسبة المرضى العـود إلـى المستشـفى ويرفـع‬
‫من نسبة السواء النفسي والصحة النفسية في المجتمع‪.‬‬

‫التعليم المفتوح والصحة النفسدية‪ :‬يصـاب اإلنسـان بالفشـل واإلحبـاط وتضـطرب حالتـه‬
‫النفسية إذا لم يستطع أن يحقق أماله وطموحاته في مجاالت الحياة المختلفـة وذلـك لوجـود عقبـات‬
‫في طريقه لم يكن قاد اًر على مواجهتها أو إيجاد حلول لها في أي مرحلة من مراحل حياته‪.‬‬

‫ولقــد قامــت الدولــة فــي مصــر فــي الســنوات األخي ـرة مــن القــرن العش ـرين بافتتــاح التعلــيم‬
‫المفتوح إلتاحة الفرصة لكثير من العاملين في الدولة الحاصلين على الثانوية في التعليم والذين لم‬
‫يستكملوا تعليمهم الجامعي والذين لم يتح لهم ذلك في حينه‪.‬‬

‫ـار س ــوياً ص ــحيحاً قام ــت مص ــر‬


‫ويعتبــر التعل ــيم المفت ــوح ف ــي إط ــار الص ــحة النفســية مس ـ اً‬
‫بإج ارئــه لرفــع اإلحبــاط النفســي ‪ psychological frustration‬لــدى كثيــر مــن العــاملين وغيــر‬
‫العــاملين فــي الدولــة إذ يمكــن مــن خــالل التعلــيم المفتــوح أن يتحقــق هــدفين أساســين مــن أهــداف‬
‫انتشــار الصــحة النفســية فــي المجتم ـع أولهمــا زيــادة توافــق الفــرد نفســياً أي انخفــاض مســتوى القلــق‬

‫‪059‬‬
‫والتــوتر واإلحبــاط لديــه بتحقيقــه لهــدف اســتكمال تعليمــه الجــامعي‪ ،‬والثــاني أنــه مــن خــالل التعلــيم‬
‫المفتــوح ســترتفع مهــارات الفــرد العلميــة والعمليــة والمعرفيــة وبالتــالي ســينتقل أثــر ذلــك علــى عملــه‬
‫فتزداد كفاءته اإلنتاجية ومن خالل ما سبق يمكن القول أن من خـالل التعلـيم المفتـوح نسـتطيع أن‬
‫نتوقــع زيــادة األف ـراد والمت ـوافقين نفســياً واجتماعي ـاً فــي المجتمــع مــن تلــك الش ـريحة التــي لــم تكــن قــد‬
‫أكملت دراستها الجامعية‪ ،‬وتلتحق به لتحقيق طموحاتها‪.‬‬

‫إنشدددداء الخددددط السدددداخن للمدددددمنين والصددددحة النفسددددة‪ :‬يعتب ــر إدمـ ــان المخ ــدرات مـ ــن‬
‫المشكالت التي يعاني منها المجتمع النتشاره بين كثير مـن الفئـات خاصـة الشـباب‪ ،‬وتبـذل الدولـة‬
‫الكثي ــر م ــن المجه ــودات لع ــالج الم ــدمنين‪ .‬وذل ــك م ــن خ ــالل اإلدارة العام ــة لمكافح ــة المخ ــدرات‪،‬‬
‫والجمعية المركزية لمنع المسكرات ومكافحـة المخـدرات وأنديـة الـدفاع االجتمـاعي‪ .‬وقـد قـام المركـز‬
‫القــومي للبح ــوث االجتماعيــة والجنائي ــة بإنشــاء الخ ــط الســاخن لمس ــاعدة المــدنيين وتق ــديم النص ــح‬
‫واإلرشاد من خالل خطوط تليفونية يعمل عليها أخصائيون نفسـيون لمـدة ‪ 03‬سـاعة يتغيـرون كـل‬
‫فترة عمل على مدى اليوم وقد تم تـدريب االخصـائيون النفسـيين علـى كيفيـة تقـديم الخدمـة النفسـية‬
‫والتــي أعلــن المركــز عنهــا‪ .‬ويتلقــى االخصــائيين عبــر الخــط الســاخن المكالمــات التــي تــأتيهم مــن‬
‫المـواطنين ويقومــون بــالرد علــى استفســاراتهم التــي تتعلــق بتــورطهم فــي التعــاطي وذلــك دون معرفــة‬
‫بأسمائهم حتـى يمكـنهم التحـدث بصـراحة عـن شـكواهم فيسـتطيع األخصـائي أن يتعـرف مـن خـالل‬
‫الحــديث التليفــوني علــى أبعــاد مشــكلته وظروفــه المحيطــة بالتعــاطي وآثــار التعــاطي علــى صــحته‬
‫الجسمية والعقلية‪ ،‬فيجيـب بالتـالي علـى أسـئلته ويعـرض مـن خاللهـا عليـه العـون والـذي يكـون مـن‬
‫بينه ــا اللج ــوء للع ــالج بالمص ــحات والت ــي يك ــون الم ــدمن ف ــي الع ــادة ال يع ــرف عنه ــا ش ــئياً بالنس ــبة‬
‫ألماكنهــا وبالنســبة لترتيبــات الــدخول وتكــاليف العــالج وأنــه ســيكون أمنــا فــال يــتم القــبض عليــه إذا‬
‫تقدم بنفسه للعالج وبهذه الخدمة التـي يقـدمها الخـط السـاخن ورغبـة المـدمن فـي تلقـى هـذه الخدمـة‬
‫طواعية يؤدي إلى إعادة التوافق النفسي واالجتماعي والصحة النفسية للمدمنين وبهذا يلعب الخط‬
‫الساخن درواً كبي اًر في انتشار الصحة النفسية والتوافق في المجتمع وعلى المستوى الرسـمي أيضـاً‬
‫قام مجلس الوزراء إلى جانب المركز القومي للبحـوث االجتماعيـة والجنائيـة بإنشـاء الخـط السـاخن‬
‫في صندوق مكافحة وعالج اإلدمان والتعاطي ويوجه في إعالناته نداء إلى اآلباء واألمهات على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬

‫عزيزتي األم‪...........‬؟‬

‫عزيزي األب‪..........‬؟‬

‫من أجل حفظ ابنك أو ابنتك من الوقوع في دائرة اإلدمان نرجو أن تالحظ هذه التغيـرات‬
‫التي تط أر على من يقع في هذه الدائرة الجهنمية‪.‬‬

‫‪ -1‬تغير سلوكيات االبن حيث يصبح أكثر انفعاالً وانـدفاعاً فـي تصـرفاته مـع اللجـوء للكـذب‬
‫عند محاولة مواجهته‪.‬‬
‫‪ -0‬اصفرار وشحوب بالوجه‪ ،‬مع تغير لون العينيين حيث يزداد احمرارهما‪.‬‬
‫‪ -3‬فقدان الشهية والهزل‪ ،‬ونقص الوزن بدرجة ملحوظة‪.‬‬

‫‪061‬‬
‫تغير مواعيد العودة من المؤسسة التعليمية أو من العمل للمنزل‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تغير مواعيد النوم‪ ،‬وكثرة الشكوى من الدوار والغثيان ورغبة األطراف‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تكرار فقدان بعض األشياء الثمينة واألموال من المنزل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تغير األصدقاء القدامى‪ ،‬وظهور أصدقاء في جدد في حياة الشباب أو الفتا‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫كيف تقضي على اإلدمان‬

‫إذا كنت أصبت بلعنة المخدرات ‪ ،‬أو إذا كان أحد أفـراد اسـرتك أو قريبـك أو صـديقك قـد‬
‫أصيب بها فاتصل فو اًر بالخطر السـاخن ‪ 3231232 -3251231‬اتصـل بـدون تـردد فـي سـرية‬
‫تامه بالخط الساخن " خبراء المشورة"‬

‫وفكـ ـرة الخ ــط الس ــاخن ال تقتص ــر عل ــى ح ــاالت اإلدم ــان ب ــل تمت ــد لك ــل ص ــورة الس ــلوك‬
‫الالسوى وقد أنشأ عدد من المعالجين النفسيين في عياداتهم الخاصة هذا الخطر‪.‬‬

‫تصددنيف التالميددذ فددي المراحددل الدراسددية وفقد ا لقدددراتهم والصددحة النفسددية‪ :‬مــن منطلــق‬
‫مبـدأ الفـروق الفرديـة بـين النـاس وأنهـم يختلفــون فيمـا يمتلكـون مـن قـدرات ذهنيـة وبدنيـة وتحصــيلية‬
‫وأنهـم يختلفـون فـي الميــول واالهتمامـات وأنـه كلمـا تــم توزيـع التالميـذ فـي نهايــة كـل مرحلـة د ارســية‬
‫إلى المرحلة التالية وفقاً لمستوى تحصيلهم والذي يعكس في الغالب النتاج النهائي لمستوى ذكائهم‬
‫وميــولهم وقــدراتهم العقليــة كلمــا ضــمناً زيــادة تـوافقهم النفســي واالجتمــاعي ولــذلك تقــوم الدولــة وو ازرة‬
‫التربية والتعليم بعد حصول التالميذ علـى شـهادة المرحلـة اإلعداديـة يـتم تـوزيعهم علـى نـوع التعلـيم‬
‫المناســب لمســتوى تحصــيلهم فالتالميــذ الحاصــلون علــى درجــات عاليــة يلحقــون بــالتعليم الثــانوي ثــم‬
‫الفن ــي والتج ــاري والز ارع ــي وهك ــذا‪ .‬وتوزي ــع التالمي ــذ وفقـ ـاً لمس ــتواهم التحص ــيلي عل ــى اعتب ــار أن ــه‬
‫محصــلة عمليــات التفكي ـر واإلدراك والــذاكرة وكــذلك الميــول ال شــك أنــه ســيزيد مــن ت ـوافقهم النفســي‬
‫واالجتماعي وسيساعد على نشر الصحة النفسية في جانبها اإليجابي لدى هـؤالء التالميـذ إذ أنهـم‬
‫يلتحقــون بنــوع التعلــيم الثــانوي المناســب لقــدراتهم الد ارســية تطبيق ـاً لمبــدأ الفــروق الفرديــة مــن جهــة‪،‬‬
‫ومــن جهــة أخ ـرى ســيتلقى التلميــذ فــي نــوع التعلــيم الــذي وزع لــه (ثــانوي‪ ،‬فنــي‪ ،‬ز ارعــي‪ ،‬تجــاري)‬
‫مجموعة المواد والمناهج التي تتناسب مع قدراته فيواصل التقدم فيها دون فشل أو إحباط‪.‬‬

‫تصنيف المجنددين بدالقوات المسدلحة ل سدلحة المختلفدة والصدحة النفسدية‪ :‬للعمـل فـي‬
‫أســلحة الق ـوات المســلحة متطلبــات نفســية وعقليــة تختلــف مــن ســالح ألخــر فــالفرد والــذي يجنــد فــي‬
‫سالح الطيران وما به من طائرات شديدة التعقيد وأسلحة متقدمـة غيـر الفـرد الـذي يجنـد فـي سـالح‬
‫المشاة والذي يتعامل مع أسلحة أقل تعقيداً لكنها في نفـس الوقـت تمكنـه مـن السـيادة علـى األرض‬
‫وهكذا يختلف كل سالح من حيث الواجبات والمسئوليات المتطلبة في الفرد الذي يلتحق به ولذلك‬
‫تقوم شعبة االنتقاء والتوجيه في كـل جيـوش العـالم بقيـاس القـدرات العقليـة والمهـارات الحركيـة لـدى‬
‫المتقدمين للتجنيد بالقوات المسـلحة‪ .‬ويـتم بعـد ذلـك تصـنيفهم لألسـلحة المختلفـة وفقـاً لتلـك القـدرات‬
‫وتوزيع الجنود حسب مستوى ذكائهم وقدراتهم يزيـد مـن أدائهـم وكفـاءتهم القتاليـة وبالتـالي بزيـد مـن‬
‫تـوافقهم النفســي واالجتمــاعي خــالل فت ـرة التجنيــد‪ .‬واســتخدام االختبــارات النفســية فــي توزيــع الجنــود‬

‫‪060‬‬
‫يــؤدي إلــى رفــع الــروح المعنويــة لــديهم لشــعور كــل جنــدي بأنــه قــد التحــق فــي الســالح الــذي يحبــه‬
‫ويناسب مواهبة وقدراته‪.‬‬

‫خاتمه‪:‬‬

‫ويسبق تطبيق هذه اإلجراءات توفير المتخصصين في مجال علم النفس خاصـة‪ ،‬وتعـين‬
‫األخص ــائي النفس ــي ف ــي المدرس ــة اإلعدادي ــة والثانوي ــة ب ــل وف ــي كلي ــات الجامع ــة للقي ــام بمس ــؤولية‬
‫عمليـات اإلرشـاد والتوجيـه‪ ،‬وكـذلك أن يكــون فـي كـل شـركة مــن شـركات الصـناعة أخصـائياً نفســياً‬
‫لكــل خمســمائة موظــف وعامــل وأن تنتشــر مكاتــب التوجيــه للــزواج والتوجيــه لنــوع التعلــيم والتــدريب‬
‫المهني واإلداري وأن يكون من بين القائمين على هذه المكاتب أخصائياً نفسياً مسؤوالً عن تطبيق‬
‫اختب ــارات عل ــم ال ــنفس ومس ــؤوالً ع ــن عملي ــات اإلرش ــاد والتوجي ــه واالختب ــار إل ــى جان ــب الطبي ــب‬
‫والطبيب النفسي السيكاتري واألخصائي االجتماعي‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬

‫‪ -1‬ما العالقة بين الدستور والصحة النفسية؟‬


‫‪ -0‬ما العالقة بين إنشاء و ازرة البيئة والصحة النفسية؟‬

‫مصددادر تعلدديم أخددر ‪ :‬أفددالم عددن تددأثير التلددوث فددي الجهدداز العصددبي وأفددالم عددن تددأثير‬
‫اإلدمان‪.‬‬
‫مراجع الفصل الثامن‬
‫‪ -1‬الســيد محم ــد خي ــري (‪ – )1220‬االختي ــار المهنــي – و ازرة الص ــناعة – مص ــلحة الكفاي ــة‬
‫االنتاجية والتدريب المهني – المطابع األميرية – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -0‬سيد محمد غنيم (‪ – )1225‬سيكولوجية الشخصية – النهضة العربية‪.‬‬
‫‪ -3‬عماد الدين اسماعيل (‪ – )1222‬الشخصية والعالج النفسي – النهضة العربية‪– .‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -3‬محمود أبو النيل (‪ – )1223‬االمراض السيكوسوماتية – المجلد الثاني – دار النهضة‬
‫العربية – بيروت‪.‬‬

‫‪062‬‬
‫المراجع العامة للكتاب‬
‫أحمد عبد اهلل محمد السعيد (‪ )1222‬دراسة لبعض النواحي النفسية لمتعاطي الحشيش بمنطقة‬ ‫‪-12‬‬
‫الرياض – مجلة علم النفس – الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬
‫أحمد عزت راجح (‪ )1221‬علم النفس الصناعي – المطبوعات الحديثة اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫أحمد عزت راجح (‪ – )1225‬أصول علم النفس – مطبعة جامعة اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫لمكافحة‬ ‫أحمد عكاشة (‪ )1223‬الوقاية من الدرجتين الثانية والثالثة في الندوة القومية‬ ‫‪-02‬‬
‫وعالج اإلدمان – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان – القاهرة‪.‬‬
‫أمال عبد الحليم (‪ – )1221‬عالقة االضطرابات السيكوسوماتيه بأحداث الحياة ووجه الضبط‬ ‫‪-01‬‬
‫دراسة مقارنة لحاالت مرضى ضغط الدم والقرحة المعدية – رسالة ماجستير غير منشورة بكلية‬
‫اآلداب جامعة عين شمس‪.‬‬
‫بدر األنصاري (‪ )1222‬الشخصية المستهدفة لإلصابة بالسرطان في ‪ :‬مجلد البحوث العلمية‬ ‫‪-00‬‬
‫المقدمة للمؤتمر األول حول مرض السرطان بين الحقيقة والوهم – الكويت – الجمعية الكويتية‬
‫لمكافحة التدخين والسرطان‪.‬‬
‫براون أ‪ – .‬تأليف – سيد محمد خيري وآخرون – ترجمة (‪ – )1252‬علم النفس االجتماعي في‬ ‫‪-03‬‬
‫الصناعة – دار المعارف – القاهرة‪.‬‬
‫براون أدوراد – تأليف ‪ ،‬أحمد شوقي حسن – ترجمة (‪ )1222‬الطب العربي – األلف كتاب‪،‬‬ ‫‪-03‬‬
‫مؤسسة سجل العرب بإشراف إبراهيم عبده – القاهرة‪.‬‬
‫جالل عبد العال (‪ )1222‬دراسة للعوامل النفسية التي تكمن وراء جريمة القتل عند القاتالت –‬ ‫‪-05‬‬
‫مجلة علم النفس – العدد الثاني – الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬
‫جمعة سيد يوسف (‪ )1223‬تدرب األخصائيين النفسيين اإلكلينيكيين لمواجهة مشكلة تعاطي‬ ‫‪-02‬‬
‫المخدرات في الندوة القومية لمكافحة المخدرات وعالج اإلدمان – المجلس القومي لمكافحة‬
‫وعالج اإلدمان – القاهرة‪.‬‬
‫الجمعية المصرية للطب النفسي (‪ )1222‬الدليل العصري لألمراض النفسية‪-‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫حسن الساعاتي وعبد المنعم المليجي (‪ – )1222‬محاضرات غير منشورة في الصحة النفسية‬ ‫‪-02‬‬
‫– قسم الدراسات النفسية واالجتماعية (فرع الدراسات النفسية) – كلية اآلداب جامعة عين‬
‫شمس‪.‬‬
‫حسن الفنجري (‪ – )1222‬العدوان لدى األطفال دراسة مقارنة في الريف والحضر – مجلة علم‬ ‫‪-02‬‬
‫النفس – العدد الخامس – الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬
‫الحسين عبد المنعم (‪ – )1223‬االتجاه العام النتشار المواد النفسية بين الطالب – الندوة‬ ‫‪-32‬‬
‫القومية لمكافحة المخدرات – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان‪.‬‬
‫حسين فايد (‪ )1220‬دراسة مقارنة لديناميات شخصية متعاطي الهيروين ومتعاط الحشيش –‬ ‫‪-31‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة ببداب عين شمس ‪.‬‬
‫خالد عبد المحسن بدر (‪ )1223‬العالقة بين تعاطي المواد النفسية واالضطراب النفسي – الندوة‬ ‫‪-30‬‬
‫القومية لمكافحة المخدرات – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان‪.‬‬
‫دبو بولد فان والين – تأليف – محمد نبيل نوفل وآخرون – ترجمة (‪ – )1222‬مناهج البحث‬ ‫‪-33‬‬
‫في التربية وعلم النفس – األنجلو – القاهرة‪.‬‬
‫‪063‬‬
‫رشاد عبد العزيز (‪ )1222‬النوع كمحدد سلوكي في االكتئاب النفسي دراسة عاملية – مجلة علم‬ ‫‪-33‬‬
‫النفس العدد (‪ )11‬الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬
‫سامي عبد القوي (‪ )1222‬خصائص الشخصية المرتبطة بتدخين السجائر دراسة في الفروق‬ ‫‪-35‬‬
‫بين الجنسين لدي طالب الجامعة– رسالة ماجستير ببداب عين شمس‪.‬‬
‫سامى عبد القوي (‪ – )1225‬علم النفس الفسيولوجي – مكتبه النهضة المصرية – القاهرة‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫سوزان ايزاكس (‪ – )1251‬تأليف – محمد محتار المتولي وآخرين – ترجمة – الطفل في‬ ‫‪-32‬‬
‫المدرسة االبتدائية – سلسلة كلية المعلمين بإشراف اسماعيل القباني – لجنة التأليف والترجمة –‬
‫القاهرة (‪.)1222‬‬
‫السيد محمد خيري (‪ )1252‬الصحة النفسية في الصناعة – مجلة الصحة النفسية – العدد‬ ‫‪-32‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫السيد محمد خيري (‪ – )1220‬االختيار المهني – و ازرة الصناعة – مصلحة الكفاية االنتاجية‬ ‫‪-32‬‬
‫والتدريب المهني – المطابع األميرية – القاهرة‪.‬‬
‫سيد محمد غنيم (‪ – )1225‬سيكولوجية الشخصية – النهضة العربية‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫صبري جرجس (‪ – )1252‬االنفعال والمرض العضوي – مجلة الصحة النفسية – مجلد (‪)1‬‬ ‫‪-31‬‬
‫العدد (‪.)0‬‬
‫صالح مخيمر (‪ – )1222‬مفهوم جديد للتوافق – مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬ ‫‪-30‬‬
‫ظريف شوقي (‪ )1220‬اآلثار النفسية للعقوبات سالبة الحرية المركز القومي للبحوث‬ ‫‪-33‬‬
‫االجتماعية والجنائية‪.‬‬
‫عبد الرحيم بخيت عبد الرحيم (‪ – )1222‬الدالالت اإلكلينيكية الستجابات مدمن المخدرات‬ ‫‪-33‬‬
‫(دراسة حالة) – مجلة علم النفس العدد (‪ )3‬الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬
‫عبد السالم عبد الغفار (‪ – )1222‬مقدمة في الصحة النفسية‪ -‬دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫‪-35‬‬
‫عبد المنعم المليجي (‪ – )1252‬خبراء النفوس – مكتبة مصر الفجالة – القاهرة‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫عماد الدين اسماعيل (‪ – )1222‬الشخصية والعالج النفسي – النهضة العربية‪ – .‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫عمر السيد الشوربجي (‪ )1222‬أخطار اكتئاب األم على الطفل – مجلة علم النفس العدد (‪)3‬‬ ‫‪-32‬‬
‫الهيئة العامة للكتاب القاهرة‪.‬‬
‫عمر شاهين (‪ )1222‬الطب النفسي الجسمي – مجلة الصحة النفسية – الجمعية المصرية‬ ‫‪-32‬‬
‫للصحة العقلية – القاهرة‪.‬‬
‫فؤاد البهي السيد (‪ – )1221‬علم النفس اإلحصائي وقياس العقل البشري – دار الفكر العربي‪.‬‬ ‫‪-52‬‬
‫فتحي السيد عبد الستار (‪ – )1220‬سيكولوجية األطفال غير العاديين (الجزء الثاني) – دار‬ ‫‪-51‬‬
‫القلم – الكويت‪.‬‬
‫فرج طه – علم النفس والمدرسة – في كتاب علم النفس وقضايا العصر لفرج طه – مكتبة سعيد‬ ‫‪-50‬‬
‫رافت – القاهرة‪.‬‬
‫فرج طه (‪ – )1222‬سيكولوجية العامل المشكل في الصناعة – دكتوراه غير منشورة قدمت‬ ‫‪-53‬‬
‫آلداب عين شمس‪.‬‬
‫الكتاب السنوي لإلحصاءات العامة في ج‪.‬م‪.‬ع – الجهاز المركزي لإلحصاء – القاهرة‪.‬‬ ‫‪-53‬‬

‫‪064‬‬
‫كوفيل وآخرون (‪ – )1222‬تأليف – محمود الزيادي – ترجمة علم النفس الشواذ – دار النهضة‬ ‫‪-55‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫كوفيل وزمالؤه (‪ – )1222‬تأليف – محمود الزيادي – ترجمة – الصحة النفسية – مكتبة‬ ‫‪-52‬‬
‫األنجلو المصرية – القاهرة‪.‬‬
‫لورانس شافر – تأليف – يوسف مراد – ترجمة بإشراف (‪ )1255‬علم النفس المرضي‬ ‫‪-52‬‬
‫واالضطرابات الصغري – في كتاب ميادين علم النفس – المجلد األول – دار المعارف‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫لورانس شافر ( ‪ – )1255‬تأليف – علم النفس المرضي واالضطرابات الصغري في كتاب‬ ‫‪-52‬‬
‫"ميادين علم النفس" تأليف بإشراف جيلفورد – وترجمة بإشراف يوسف مراد – المجلد األول –‬
‫دار المعارف‪.‬‬
‫مايسة أنور المفتي (‪ )1225‬دراسة مقارنة ألداء المصابين والمنجوليزم واألطفال المصابين‬ ‫‪-52‬‬
‫بتلف في المخ على بعض االختبارات السيكولوجية – رسالة دكتوراه ببداب عين شمس‪.‬‬
‫متغسل ملتن (‪ )1252‬تأليف – رياض عسكر – ترجمة – وجهة تظر التكيف مع البيئة – في‬ ‫‪-22‬‬
‫ميادين علم النفس – المجلد الثانى‪.‬‬
‫مجدى السيد على (‪ – )0220‬قدرة االختبارات النفسية الحركية على التمييز بين الفئات‬ ‫‪-21‬‬
‫اإلكلينيكية باختبار الشخصية المتعدد األوجة ‪ -‬دراسة على طالب جامعة أسيوط – رسالة‬
‫دكتوراه غير منشورة قدمت لكلية اآلداب جامعة أسيوط تحت إشراف محمود أبو النيل‪.‬‬
‫مجدي رزق (‪ )1225‬دراسة عن آثر تعاطي اآلباء للمخدرات علي الصحة النفسية والتنشئة‬ ‫‪-20‬‬
‫االجتماعية لألبناء – رسالة دكتوراه ببداب عين شمس‪.‬‬
‫محمد خيري محمد على (‪ )1222‬الهجرة والجريمة في كتاب علم النفس االجتماعي في البالد‬ ‫‪-23‬‬
‫العربية – إعداد لويس كامل – الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬
‫محمد شعالن (‪ – )1222‬االضطرابات النفسية في األطفال – الجهاز المركزي للكتب‬ ‫‪-23‬‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫محمد صالح الدين مجاور وآخرين (‪ – )1222‬سيكولوجية القراءة – دار النهضة العربية –‬ ‫‪-25‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫محمد عماد الدين إسماعيل (‪ – )1252‬الشخصية والعالج النفسي – النهضة العربية –‬ ‫‪-22‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫محمود أبو النيل (‪ )1225‬علم النفس االجتماعي – دار النهضة العربية – بيروت‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫محمود أبو النيل (‪ )1221‬اإلدمان محاضرة ألقيت ضمن برنامج تدريب الضباط بكلية شرطة‬ ‫‪-22‬‬
‫دبي‪.‬‬
‫محمود أبو النيل (‪ – )1223‬االمراض السيكوسوماتية – (المجلد الثاني) – دار النهضة العربية‬ ‫‪-22‬‬
‫– بيروت‪.‬‬
‫محمود أبو النيل (‪ – )1223‬األمراض السيكوسوماتية (المجلد األول) – مكتبة النهضة العربية‬ ‫‪-22‬‬
‫– بيروت‪.‬‬
‫محي الدين أحمد حسين (‪ – )1222‬التنشئة األسرية واألبناء الصغار – الهيئة المصرية العامة‬ ‫‪-21‬‬
‫للكتاب‪.‬‬

‫‪065‬‬
‫محي الدين أحمد حسين (‪ )1223‬إعادة التأهيل والدمج االجتماعي لمتعاطي المخدرات‪ ،‬في‪:‬‬ ‫‪-20‬‬
‫الندوة القومية لمكافحة المخدرات وعالج اإلدمان – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان –‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫مصطفى زيور (‪ )1235‬فصول في الطب السيكوسوماتي مجلة علم النفس – يونيو – القاهرة‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫مصطفى سويف (‪ – )1222‬علم النفس الحديث – األنجلو المصرية‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫منى أبو طيرة (‪ )1222‬عالقة االضطرابات السيكوسوماتيه بالشخصية والتنشئة االجتماعية لدى‬ ‫‪-25‬‬
‫طالب الجامعة – رسالة دكتوراه غير منشورة – كلية اآلداب – جامعة عين شمس‪.‬‬
‫نجالء سليمان (‪ )0222‬سيكولوجية البدائية وعالقتها بالشخصية في ضوء الفروق بين الجنسين‬ ‫‪-22‬‬
‫– رسالة ماجستير غير منشورة – بكلية اآلداب – جامعة المنوفية‪.‬‬
‫نيفين زيور (‪ – )1222‬دراسة متعمقة في ديناميات التبول الال ارادي – مجلة علم النفس –‬ ‫‪-22‬‬
‫الهيئة العامة للكتاب – العدد العاشر – القاهرة‪.‬‬
‫هانم علي ابراهيم الشبيني (‪ )1225‬السلوك المشكل لدى أطفال ما قبل المدرسة وعالقته ببعض‬ ‫‪-22‬‬
‫المتغيرات األسرية – رسالة ماجستير غير منشورة بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين‬
‫شمس‪.‬‬
‫هبة اهلل أبو النيل (‪ – )0220‬الفروق في أنماط أسلوب الحياة بين بعض فئات مرضى‬ ‫‪-22‬‬
‫االضطرابات السيكوسوماتيه – رسالة دكتوراه غير منشورة – قدمت بكلية اآلداب – جامعة عين‬
‫شمس‪.‬‬
‫هبه أبو النيل (‪ )1222‬العالقة بين أسلوب الحياة واالستهداف لتعاطي المواد النفسية المؤثرة في‬ ‫‪-22‬‬
‫األعصاب لدي طلبه الجامعة رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلداب – جامعة القاهرة‪.‬‬
‫هند طه (‪ )1223‬الوقاية األولية معناها واجراءاتها ‪ ،‬في‪ :‬الندوة القومية لمكافحة المخدرات‬ ‫‪-21‬‬
‫وعالج اإلدمان – المجلس القومي لمكافحة وعالج اإلدمان – القاهرة‪.‬‬
‫والتركوفيل وآخرون – تاليف – محمود الزيادي – ترجمة (‪ – )1222‬دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫وليم مننجز منروليف – تاليف – محمد أحمد غالي – ترجمة (‪ )1222‬أضواء الطب النفسي‬ ‫‪-23‬‬
‫على الشخصية والسلوك – القاهرة الحديثة‪.‬‬
‫يوسف كرم (‪ – )1252‬تاريخ الفلسفة اليونانية – لجنة التأليف والترجمة والنشر – القاهرة‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫يوسف مراد (‪ – )1253‬مبادئ علم النفس العام – دار المعارف – القاهرة‬ ‫‪-25‬‬

‫‪066‬‬
86- A new survey of universal knowledge encyclopedia, William
Benton, Vol. 18.
87- Bardon Jackl. (1982) The future of school psychology Journal of
professional Psychology, vol 13 N.6.
88- Brown i.s., social psychology and group process, annual review of
psychology & cp. Stone editor.
89- Brown roger (1965), social psychology collier macmillan limited
london.
90- Carrol H.C.M. (1977) Absence From secondary school, occasional
papers of the Division of education and child. Psychology of the
British psychological society Twelve – Summer>
91- Clar, David Stafford (1959) Psychiatry to day,
Apelican Book. London.
92- Contrad, r.j., leventhal H.O. leary A., (1990), personality and health:
L.A. persin (Eds) handbook of personality theory and research, new
york> Guilford press.
93- Cornwall K.F. (1974) Post - experience Training and specialization,
occasional papers of the division of education and child psychology
of the British psychology society, Five – spring.
94- Daws perter. (1967) Pupil counseling Anew element in the guidance
provision for children occasional Papers of the division of
educational and child psychology of the British psychological
society, Eleven-Autumn.
95- Driskeil games F. & O'msted Beckett, (1989) psychology and
Military Research Applications and Treads, American
psychologist, January.
96- Eysenck, H. J. (1967) Sense & Nonsense in psychology, Penguin
Book, London.
97- Fawcett R. (1974) some desirable New Emphases in the training of
education of educational psychologists occasional papers of the
division of educational and child psychology of the British
psychological society, Five-Spring.
98- Feder Carol Z. (1968), relationship Between self-Acceptance
and adjustment, repression sensitization and social competence
Journal of Abnormal psychology, Vol. 73, N4.

067
99- Gambberai Francsco (1992), Monitoring for health in
the Workers environment: Beyond pathology and occupational
Disease, applied psychology an interracial review, 41.
100- Gatcel, R.L., (1993) psychophysiological disorders, past an present
perspective, in: gatchel, R.J. & Blanchard, E.B.(Eds)
psychophysiological disordes, amcriacn psychological association
(APA) first edition .
101- Gilmer B. Von Haller (1960), Industrial psychology, Mc Grow Hill
Book Comp. New York.
102- Gilmer B.von Haller (1961), Industrial psychology, Me Graw
Hill Book Comp. New York.
103- Hoffman Louise E. (1992), American psychologist and wartime
research of Germany: 1941 - 1945, American psychologist, Vol.
47, No
104- Irgren Andres & Serber Andrea (1992) psychologist Approaches in
Neurotoxichology: some introductory Remarks, Applied
psychology: An international Review.
105- John spark (2004) World Health organizing, National
Institute of mentai health, from: News Week, 2004, 22 June,
N.210.
106- La bon Don (1977) A field work program for trainee educational
psychologist, occasional paper of the division of educational and
child psychology of the British psychological society, Five-Spring.
107- Laird Ronald & -Laird Eleanor, (1958) practical business
psychology, Me Graw Hill, New York
108- Larid Donald & Lawird Eleanor (1950), Practical Business
psychology, Mc Grow Hill Book Comp. New York.
109- Lindgren H.C.P. Byme of L. (1968), An introduction to a behavioral
Acience Joney son. London.
110- Marrow, Alfred (1957), Making management Human, Mc Grow
Hill Book Comp. New York.
111- Philips C.J., (1974) Report on A questionnaire on the training of
educational and child psychology of the British psychological
society, Five-Spring.
112- Pincherel G., Mortality of Members of parliament, British Journal of
preventive of social Medicine, Vol. 23, N.2.

068
113- Proshansky, Harold & Seidenberg (1970), basic studies in social
psychology, holt rinehart and wiston, London.
114- Rosenman. R.H., Chesny., M.A. (1982), stress type (A) behavior
and coronary disease in Goldberger leo, breznitag. Sholomo (Eds)
handbook of stress theoretical and clinical aspects, new york.
Macmillan, P. Co Inc.
115- Santrock,j., (2000), psychology, new york Mc grow hill, six edition .
116- Sherdan C. radmacher, S. (1992) health psychology, canda john
wiley &sons inc.
117- Wayner L., Cox T.& mackay C.(1979) " stress immunity and cacer"
in : obrone D.j. etal., (Eds) research in psychology and medicine,
physical aspects: pain, stress, diagnosis and organic damage,
London: academic dress.
118- Weiss Edward & English O., Spurgeon, (1950), Psychosomatic
Medicine, W. W. B. Saunder, London.
119- Wolman, B.B (1988), psychosomatic disorders, London: plenum
medical book company.
120- Woodworth robert & marquis donald g. (1974) psychology, henry
holt & company.

069

You might also like