Professional Documents
Culture Documents
بحث التخرج
بحث التخرج
جامعة تعز
كلية اآلداب
عنوان البحث
بعض االضطرابات النفسية ( االكتئاب ،الصدمة النفسية )
لدى جرحى الحرب في مدينة تعز
مقدم من الطالبين
ملكة عبدالجبار أحمد محمد سالم
وليد جمال عبدهللا الرباصي
إشراف
أ.د نبيلة عبدالكريم الشرجبي
|P a g e 1
الشكر والتقدير :
أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجميع المعلمين في قسم علم النفس – كلية اآلداب على تعاونهم المستمر
معي انا وزمالئي ،وفي مقدمتهم الدكتورة /نبيلة عبدالكريم الشرجبي عميد كلية اآلداب ،والتي تعتبر
المشرف المباشر لهذا البحث المتواضع ،كما يسرني ان أتقدم بخالص االمتنان للدكتور /محمد حاتم رئيس
قسم علم النفس ،والذي يعتبر المشرف الميداني لنا .وأقول لهم شكرا لكم على ثقتكم ،وعلى صبركم
وتعاونكم معنا ،كنتم وستضلون قدوتنا وملهمينا ،لكم منا خالص الود والمحبة والتقدير ..
وال انسى زمالئي االفاضل الذي كانوا سندا لنا ،وأيضا األعزاء الذي كانوا عونا في انجاز هذا البحث المتواضع .
|P a g e 2
الفهرس :
|P a g e 3
ملخص البحث :
بعض االضطرابات النفسية ( االكتئاب ،الصدمة النفسية ) لدى جرحى الحرب في مدينة تعز . 2019
.1التعرف على مستوى االكتئاب لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
.2التعرف على مستوى الصدمة النفسية لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
.3إيجاد الفروق في مستوى االكتئاب تبعا لمتغيري ( الجنس ،العمر ) لدى جرحى الحرب في مدينة
تعز .
.4إيجاد الفروق في مستوى الصدمة النفسية تبعا لمتغيري ( الجنس ،العمر ) لدى جرحى الحرب في
مدينة تعز .
مستوى اضطراب االكتئاب لدى جرحى الحرب في مدينة تعز مرتفع .
مستوى اضطراب الصدمة النفسية لدى جرحى الحرب في مدينة تعز مرتفع .
توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى دالة ( ) 0,05في اضطراب االكتئاب تبعا لمتغيري ( الجنس
،العمر ) لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى دالة ( ) 0,05في اضطراب الصدمة النفسية تبعا لمتغيري
( الجنس ،العمر ) لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
كما تكونت العينة من ( ) 100جريح ،واستخدم البحث ادائي قياس االكتئاب لبيك ،ومقياس كرب ما بعد
الصدمة لدافيدسون .
|P a g e 4
الفصل األول
المقدمة .
مشكلة البحث .
أهمية البحث .
أهداف البحث .
فروض البحث .
حدود البحث .
تحديد المصطلحات .
|P a g e 5
الفصل األول :اطار عام عن البحث
مقدمة :
إ ن االهتمام بالعالقة والتفاعل القائم بين االضطرابات النفسية وجرحى الحرب تلقى اهتماما كبيرا من قبل
المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية في وقتنا الحالي ،وكنتاج طبيعي للحرب تظهر بعض االضطرابات
النفسية في المجتمع منها االكتئاب والصدمات النفسية .
ويعرف االكتئاب بأنه مرض العصر ،إذ أنه انتشر بشكل غير مسبوق في كل المجتمعات المعاصرة ،ويؤكد
ذلك األرقام التي وردت في تقارير منظمة الصحة العالمية والتي تشير إلى أن % 7من سكان العالم يعانون
اليوم من االكتئاب ،كما أشارت اإلحصائيات إلى أن % 18-30من البشر يصيبهم االكتئاب في فترة ما من فترات
حياتهم ،ولذلك فقد حاول الباحثون والمتخصصون في مختلف المجاالت وخاصة في مجال علم النفس البحث
عن طرق وأساليب وقائية وعالجية بغية التصدي له ،وقد نتج عن ذلك نظريات وطرق عالجية نفسية عديدة ،
ومن هذه الطرق نجد العالج النفسي من منظور إسالمي ،هذا األخير الذي أ صبح يطرح اليوم كأحد أنواع العالج
النفسي ،وهو أسلوب عالجي محدد المبادئ والمفاهيم واألسس والخطوات والفنيات ،بهدف الوصول
باألفراد إلى حالة من التوافق والصحة النفسية .
https://www.who.int/ar/news-room/detail/02-07-1438--depression-let-s-talk-says-who-as-depression-tops-list-of-
causes-of-ill-health
ويعد االكتئاب النفسي من أمراض العصر التي تصيب اإلنسان ،والشخص الذي يعاني من مشاكل االكتئاب
يصبح أسيرا لمشاعر نفسية يكون من الصعب عليه التأقلم واالنخراط في المجتمع الذي يقيم فيه ،وربما
تجعله فردا ضارا ألسرته وللمجتمع ( الجبوري . ) 15 : 2010 ،
وتعرف الصدمة النفسية بانها (( :حدوث أشياء غير متوقعه للشخص قد حدثت له بصورة فجائية
ومربكة وخطيرة ،وتتسم بقوتها وتطرفها ،وتحدث حالة من الحداد والحزن والقلق واالنسحاب والتجنب
والفوبيا من تكرارها مره أخرى ،كما أن الصدمة تختلف في شدتها ما بين صدمة بسيطة أو متوسطة أو
شديدة أو مزمنة مستمرة )) ( غانم . ) 24 - 23 : 2004 ،
وبحسب افادة مدير مكتب األطراف الصناعية – تعز :بان جرحى الحرب يعانوا من اضطرابات مختلفة جراء
االضرار الجسدية التي تعرضوا لها ويتصدر هذه االضطرابات االكتئاب والعنف ،حيث ويبذل القائمين في مركز
األطراف الصناعية – تعز على توفير قدر اإلمكان من الرعاية النفسية للجرحى اثناء اعطائهم التمارين الروتينية
اليومية ،كونها توثر على سرعة تعافيهم وتقبلهم للعالج الفيزيائي الذي يقدم اليهم في المركز .
يرى الباحثين أن االضطرابات النفسية تعد شيء ط بيعي يواجه االنسان ،ومن االضطرابات التي انتشرت
في العصر الحالي هو االكتئاب والصدمات النفسية ،وذلك بسبب التقدم المستمر في مختلف الصناعات ،
وايضا بسبب الحروب والصراعات القائمة ،ويعرف عن االكتئاب انه يعيق االنسان عن كثير من االعمال ومنها
ممارسة حياته بشكل طبيعي ،وقد اثبتت العديد من الدراسات على ذلك .
|P a g e 6
وكما نالحظ أن اضطراب الصدمة النفسية يعد كنتاج طبيعي لبعض الحاالت التي تتعرض للكوارث
والحوادث وباألخص الحروب ،ونتيجة للحرب القائمة في الوقت الحالي ،فقد الحظ الباحثين من خالل زيارتهم
للمستشفيات والمراكز الصحية في مدينة تعز وجود هذه ا الضطرابات لدى فئه الجرحى الذين أصيبوا من جراء
الحرب ،مما أدت إلى تشوهات وإ عاقات جسدية مختلفة ،وبسبب فقدان البعض ألعضائهم ( كالبتر لبعض
األطراف ) كان هناك أثارا واضحة لالكتئاب وأثارا واضحة للصدمة لما أصابهم .
( ولهذا أراد الباحثين الخروج بإحصائيات علمية دقيقة عن هذه االضطرابات ،وعن الفروق المتغيرة تبعا
للجنس ،والعمر ) لدى جرحى الحرب ،هذا وقد حصل الباحثين على معلومات من مركز األطراف الصناعية –
تعز بمالحظاتهم عن ظاهرة االكتئاب والصدمات النفسية لدى جرحى الحرب المترددين لديهم .
.1ما مستوى اضطراب االكتئاب لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
.2ما مستوى اضطراب الصدمة النفسية لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
.3ما هي الفروق في مستوى اضطراب االكتئاب تبعا لمتغيري ( الجنس ،والعمر ) لدى جرحى الحرب
في مدينة تعز .
.4ما هي الفروق في مستوى اضطراب الصدمة النفسية تبعا لمتغيري ( الجنس ،والعمر ) لدى
جرحى الحرب في مدينة تعز .
نظرا لما يعانيه جرحى الحرب في مدينة تعز من أضرار جسدية ،أردنا هنا التخفيف من معاناتهم في الجانب
النفسي ،وذلك عبر معرفة المستوى الفعلي الضطرابات االكتئاب والصدمة النفسية لديهم للخروج بتوصيات
لمساعدتهم ،ومن خالل النتائج التي سنجدها سيتم التركيز على كيفية التخفيف منها عبر عمل برامج تساعد
على معالجة أثارها ،وتوعية المجتمع على التركيز على الفئات األكثر عرضه لالضطرابات والتعامل معهم
بطريقة مالئمة تتناسب مع الوضع الذي يمرون به .
تسليط الضوء على هذه الشريحة ،وتوعية المجتمع بأن هؤالء يحتاجون للدعم النفسي والرعاية الخاصة .
االستفادة من هذا النوع من البحوث في اثراء المكتبة المحلية .
أهمية هذا النوع من الدراسات بالنسبة لالكاديميين والباحثين العاملين في مجال الصحة النفسية .
االهتمام بهذه الشريحة من المجتمع ،والتخطيط لوضع وإعداد برامج ودورات تدريبية لهم .
الوصول إلى نتائج تطبيقي ة يمكن االستفادة منها في المستقبل وتعميمها ألجل التخفيف من هذه
االضطرابات لدى فئات مشابهة .
|P a g e 7
اهداف البحث :
التعرف على مستوى اضطراب االكتئاب لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
التعرف على مستوى اضطراب الصدمة النفسية لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
ايجاد الفروق في مستوى اضطراب االكتئاب تبعا لمتغيري ( الجنس ،العمر ) لدى جرحى الحرب
في مدينة تعز .
ايجاد الفروق في مستوى اضطراب الصدمة النفسية تبعا لمتغيري ( الجنس ،العمر ) لدى جرحى
الحرب في مدينة تعز .
مستوى اضطراب االكتئاب لدى جرحى الحرب في مدينة تعز مرتفع .
مستوى اضطراب الصدمة النفسية لدى جرحى الحرب في مدينة تعز مرتفع .
توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى دالة ( ) 0,05في اضطراب االكتئاب تبعا لمتغيري ( الجنس
،العمر ) لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى دالة ( ) 0,05في اضطراب الصدمة النفسية تبعا لمتغيري
( الجنس ،العمر ) لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
|P a g e 8
تحديد المصطلحات :
أوال :االضرابات النفسية :هو (( نمط سيكولوجي أو سلوكي ينتج عن الشعور بالضيق أو العجز الذي
يصيب الفرد وال يعد جزءًا من النمو الطبيعي للمهارات العقلية او الثقافية )) .
ثانيا :االكتئاب (( :من أكثر الظواهر النفسية انتشارا ،ونستطيع القول أن أي واحد منا قد يتملكه في
وقت من األوقات شعورا بالحزن أو الضيق ،أو أننا نشعر باضطراب يمنعنا من أنشطة الحياه
المعتادة كالعمل وتناول الطعام والنوم وزيارة األصدقاء ،كل هذه العالمات هي في الغالب داللة على
االكتئاب النفسي )) ( الشربيني . ) 15 : 2001 ،
ويعرفه بيك بانه (( :توقعات سلبية بشأن الذات والعالم والمستقبل تودي إلى انفعاالت اكتئابيه ))
( النونو . ) 12 : 2015 ،
كما يعرف بأنه (( :خليط من الحاالت المرضية أو غير المرضية في اإلنسان التي يغلب عليها طابع الحزن
،وهناك أنواع متعددة من االكتئاب قسمت حسب طول مدة الحزن )) ( الجبوري . ) 28 : 2010 ،
ثالثا :الصدمة النفسية (( :مصطلح Traumaالصدمة النفسية أو الرضخ ( جمع صدمات نفسية )Traumata
مأخوذ من اللغة اليونانية القديمة ،ويعني الجرح أو اإلصابة ،فيمكن من جهة أن يكون جسديا ،لكن من
جهة أخرى يصيب النفس اإلنسانية أيضا .وإحدى السمات المهمة للصدمة النفسية هي أنه يمكن
لكل شخص تقريبا أن يوجد لديه شك عميق في مثل هذه الحالة ،ألنه يشعر بخطر مباشر على حياته أو
حياه شخص اخر )) ) . ( MiMi , 2015 : 6
وكما تعرف الصدمة النفسية بأنها (( :خبرة تحدث ضررا في الشخصية كثيرا ما يكون ذا طبيعة باقية ،
ومثال ذلك االغتصاب واكتشاف أنه ممارس في ظل ظروف غير مالئمة ،وإساءة معاملته كطفل
واستغالله والنبذ الوالدي والهجر والرفض عامة ،ويطلق على الخبرة السيكولوجية المؤلمة ،ويستخدم
عادة مع مضمون أن أثر الخبرة باقي وأنه يتدخل ويعوق أداء الوظائف على نحو سوي )) (هدى .)102 : 2014 ،
وكما تعرف أيضا بأنها (( :تغيير نفسي يشهده الفرد نتيجة تعرضه للصدمات والمحن والشدائد ،والتي
تؤدي إ لى االرتفاع في مستوى األداء ،تلك الظروف تمثل مجموعة من التحديات يسعى الفرد للتكيف
معها ،مما يقود الفرد للتغيير في شخصيته من خالل نظرته لنفسه وعالقته باألخرين ونظرته للعالم
من حوله )) ( أبو عيشه . ) 51 : 2017 ،
وهنا يقوم الباحثين بتبني تعريف لكل من االكتئاب والصدمة النفسية :
ويتبنى الباحثين تعريف بيك بانه (( :توقعات سلبية بشأن الذات والعالم والمستقبل تودي إلى -
انفعاالت اكتئابيه )) ( النونو . ) 12 : 2015 ،
وعليه يكون التعريف االجرائي لالكتئاب :هي مجموع الدرجات التي يحصل عليها أفراد العينة من خالل
استجابتهم على مقياس االكتئاب في البحث الحالي .
|P a g e 9
اما بالنسبة للصدمة النفسية فيتبنى الباحثين تعريف أبو عيشه بأنه (( :تغيير نفسي يشهده الفرد نتيجة -
تعرضه للصدمات والمحن والشدائد ،والتي تؤدي إ لى االرتفاع في مستوى األداء ،تلك الظروف
تمثل مجموعة من التحديات يسعى الفرد للتكيف معها ،مما يقود الفرد للتغيير في شخصيته من
خالل نظرته لنفسه وعالقته باألخرين ونظرته للعالم من حوله )) ( أبو عيشه . ) 51 : 2017 ،
وعليه يكون التعريف االجرائي للصدمة النفسية :هي مجموع الدرجات التي يحصل عليها أفراد العينة من
خالل استجابتهم على مقياس كرب ما بعد الصدمة في البحث الحالي .
| P a g e 10
الفصل الثاني :
| P a g e 11
الفصل الثاني :اطار نظري ودراسات سابقة
-1االكتئاب :لقد تعددت النظريات المفسرة لالكتئاب ،واختل فت وجهات النظر ،فمنهم من ينظر إليه من
منظور سلوكي كالمدرسة السلوكية ،والذين اعتبروا أ ن كل سلوك ناتج عن االنسان هو سلوك متعلم ،
ومنهم من يربطون االكتئاب بطفولة الفرد نفسه كالمدرسة التحليلية ،وهناك من يرى ان هناك اختالال
وتشويها بالعقائد والتفكير كالمدرسة المعرفية ،وأيضا هناك من يرى أن اإلنسان مسئول عن الوجهة
التي تمضي فيها حياته الفسيولوجية .
-1النظرية التحليلية :تعتبر هذه النظرية من النظريات األولى التي اهتمت بتفسير االكتئاب والتعرف على
أسبابه ،وترى هذه النظرية أ ن الخبرات الضاغطة والصدمية التي يمر بها الفرد في سنوات عمره األولى
كفقدان أحد الوالدين أو االنفصال عن أحدهما ( الفقدان ) ؛ تجعل الطفل عرضة لإلصابة باالكتئاب ،ومن
ثم إذا ما تعرض الفرد لضغوط مشابهة لتلك الت ي تعرض لها في طفولته تظهر عليه أعراض االكتئاب ،
وهذا ما بينه فرويد في كتابة ( الحداد والميالنخوليا ) 1917 ،والذي أوضح فيه أن الفرد يواجه عدوانية تجاه
نفسه بدال عن الموضوع المفقود ،وأمام هذا اإلحباط والعدائية لموضوع الحب يظهر االكتئاب ،بمعنى
تحول االنفعاالت السلبية إلى داخل الفرد ويعتبروا االكتئاب عدوانا على الذات ،ويتفق العديد من منتسبي
تيار التحليل النفسي على فكرة الربط بين مسالة الفقدان واالكتئاب ،وفكرة الفقدان في تفسير االكتئاب
وليس بالضرورة أن يكون فقدانا حقيقيا ،فقد يكون فقدانا تخيليا ( موت محبوب ،أو انفصال ،أو رفض )
،والمفقود عادة هم أفراد مهمين في حياة الطفل المبكرة مثل الوالدين وخاصة األم ،والفقدان في
الطفولة يكون كعامل مهيئ لإلصابة في مراحل العمر المتقدمة إذا ما وجد الفرد فقدانا أو إحباطا كبيرا
( نصر الدين . ) 68 : 2016 ،
-2النظرية السلوكية :ينظر لالكتئاب في هذه المدرسة على أ نه سلوك مكتسب من البيئة ،وذلك بفعل
سلسلة من االرتباطات بين المنبهات المختلفة ،فالتفسير قائم أساسا على ضوء التعميم المفرط
للقاعدة السلوكية ( منبه واستجابة ) ،فالفرد المكتئب يبالغ في االستجابة ،ومثال على ذلك أن المكتئب
يفقد االهتمام بمدى واسع من األنشطة ،ويفقد الشهية ويقل اهتمامه بالجنس ،وينخفض تقديره لذاته
ردا على منبه معين كفقدان وظيفة مثال .وحديثا ركزت النظريات السلوكية على عمليات أكثر تعقيدا
كمفسرات لالكتئاب ،هذه العمليات تضمنت التركيز على أحداث الحياة الضاغطة كمؤثر في ظهور االكتئاب ،
وقد قام وينج وبينجتون ( ) Wing & Babington , 1985بدراسة هذا التغيرات ،ويهتم هذه االتجاه بدراسة
العالقة بين التوافق االنفعالي للناس واألحداث التي تحدث في حياتهم ،فاألحداث الضاغطة قد تستثير
اضطرابا وتوترا ما بعد الصدمة ( ، ) PTSDبينما األحداث التي تتضمن فقدانا مثل الترمل قد تستثير نوبات
اكتئابية أساسية وسنين من الضيق والكرب النفسي ،كما بينته العديد من البحوث ( نصر الدين .) 69 : 2016 ،
| P a g e 12
-3نظرية الشخصية في تفسير االكتئاب :لم ينجح منظور الشخصية في تحديد معالم الشخصية االكتئابية
أو شخصية المصاب بالجنون الدوري ،وعلى وجه العموم وجد أن مرضى الهوس يمتازون بالطموح
واالنطالق والحيوية والطاقة االجتماعية والتحكم في األسرار من الوعي بالذات ،وبالمثل مرضى االكتئاب
بهم بعض المالمح ،وباإلضافة إلى ذلك يميلون إلى الوسوسة والقلق وبخس الذات والضمير الحي
والتحكم الزائد ،ويشعر مريض الجنون الدوري بصفة عامة بأنه من الخطر االعتماد على األخرين ،ولذلك
يهتم بخلق دور اجتماعي يسمح له بالتحكم في الناس األ خرين الذين سوف يعتمد عليهم ،أما مرضى
االكتئاب خالفا لذلك يحاولون وضع الناس األ خرين في موقف يسمح لهم بتوحيد االهتمام واالنتباه نحو
المريض ،ولقد افترض ( ايزيك ) وضع ذهانات االكتئاب الدوري في بعد الشخصية االنبساطية والذهانية (
سعود . ) 29 : 2015 ،
ويرى بيك أن األ فراد المكتئبون لهم نظرة سلبية وتشاؤمية حيال ذواتهم والعالم المحيط بهم ،وكذا
للمستقبل ،وسماه بالثالوث المعرفي السلبي لالكتئاب وهذا بفضل المخطط المعرفي لالكتئاب الخاص بهم
،والذي يجعل الفرد يبدأ الدوران في دائرة التفكير االكتئابي ،وهناك قواعد غير منطقية على خبرات الحياة
واأل حداث تعمل على زيادة الشعور باالكتئاب وعدم السعادة لألفراد المكتئبين ،أما عن محتوى أفكارهم فهم
يشعرون بالحزن ألنهم يعتقدون أنهم حرموا من شيء هام جدا بالنسبة لهم ،وأن هذا الفقدان المدرك
يتضمن تهديدا لهم ولتقديرهم ولذواتهم ،إضافة إلى أنهم مقتنعون بأنهم مسئولون عن هذا الفقدان ،وهذه
االتجاهات المضطربة تجعلهم يفترضون أنهم عديمو القيمة وقليلو الحيلة ،وأن مجهوداتهم سيكتب لها
الفشل ،فهم يشوهون أ ي خبرة بما في ذلك الخبرات االيجابية لكي تتناسب مع معتقداتهم العامة ،فهم ال
يستطيعون التعلم من خبراتهم وأن يقاوموا هذه المعتقدات ألن أدراكهم األولي لهذه الخبرات مشوه وغير
واقعي ( نصر الدين . ) 70 : 2016 ،
التفسيرات البيولوجية لالكتئاب :أوضحت الدراسات الحديثة أن العوامل الوراثية تلعب دورا مؤثرا في
اإلصابة باالضطرابات الوجدانية ،وتشير هذه الدراسات إلى وجود عوامل في الجينات الوراثية لها دور
مهم في اإلصابة باالكتئاب ،وقد وجد أن حوالي % 50من حاالت االضطرابات ( ثنائي القطب ) يكون فيها
أحد الوالدين مصابا بالمرض نفسه ،فإذا كان األب أو األم مصابا بهذا المرض فإن طفلهما يكون
عرضة لإلصابة بنسبه ، % 30 – 25أما إذا كان الوالدين مصابين بالمرض نفسه فإن نسبة اإلصابة
لطفلهما ترتفع إلى ( % 60سعود . ) 30 : 2015 ،
| P a g e 13
النظريات المفسرة للصدمة النفسية :
-1تفسير الصدمة النفسية من طرف : Otto Rankقدم Otto Rankفي كتابة صدمة الميالد سنة 1923
محاولة لفهم الصدمة النفسية من منظور تحليلي ،ويرى أن عملية الميالد هي اول حالة للخطر ونجدها عند
الفرد العادي ،وتتركز في الينبوع ( الينبوع :حسب وصف الباحثة في المرجع -هدى ) 118 : 2014 ،الخلقي
لالشعور النفسي ،وتوصل إلى أن هذا الينبوع يتركز في منطقة نفس جسمية ومن الممكن تعريفها
بمصطلحات بيولوجية ،وهذا ما يطلق عليه تسمية ( صدمة الميالد ) ،وهي ظاهرة اعتبرت بيولوجية
خالصة ،غير أن الخبرة تسمح بأن تعتبر ينبوع األحداث النفسية ،ولها أهمية بالغة في تطور اإلنسانية ،
ويرى في هذه الصدمة نواة الالشعور ( هدى . ) 118 : 2014 ،
-2نظرية الصدمة النفسية لـــ : Pierre Janetيعد Pierre Janetأول من تحدث عن الصدمة النفسية ،وكان
ذلك سنة 1889في رسالة دكتوراه تحت عنوان ( االستقاللية النفسية ) ،ويقول (( :الصدمة النفسية
هي مجموع استثارات مرتبطة بحدث عنيف يهاجم الحياة النفسية ويخترقها بعنف شديد ،ويستقي
هذا الحدث داخل الحياة النفسية كجسم غريب )) ،حيث أن هذا األخير يتسبب في تحليل وتفكك النظام
الالشعوري استنكارا لهذا الحدث والشعور بإحساسات خالصة من الصور والتجارب التي سماها Janet
بالفكرة المثبتة ،والتي تتخذ مكان لها في زاوية من النظام ما قبل الشعور ،وتكون مجهولة من طرف
النظام الشعوري ،وتعمل هذه الفكرة في التسبب في تظاهرات نفسية أو نفسية حركية ألية غير متوقعة
مع الواقع مثل ( الهالوس ،الكوابيس ،الرعشة ،واالفعال االلية ) ،بينما يعمل الجزء المتبقي من
الشعور الجزء الذي لم يتفكك على المواصلة في تهيئة األفكار واألفعال الظرفية أو التكيفية ،وفيما
يتعلق بالتدخل العالجي أوصى Janetبما يلي :
محاولة إعادة إظهار الحدث الصدمي المنسي ونقله إلى مستوى الشعور ،ويكون ذلك بفعل التنويم
المغناطيسي ،كما تطلع المريض عليه عند استيقاظه من التنويم المغناطيسي .
تحت تأثير التنويم المغناطيسي يحول األحداث إلى منفذ مريح ومفرج إلخراج الحدث الصدمي ،ولمحو
األ ثار السيئة المرتبطة بالمنفذ الحقيقي الذي تم من خالله فعل االختراق .
أن نحث الفرد على تحويل االستذكار للحدث الخام إ لى ذكرى مبنية عن طريق استخدم اللغة ( عن طريق
التعبير اللغوي الشفوي ) .
وفي نفس السياق يؤكد Pierre Janetعلى أن العصاب الصدمي يتميز أساسا بعدم القدرة على
االنفصال عن ذكرى الحدث ،وحينما يريد األنسان نسيان ذكريات مؤلمة فأنه يحاول الهرب من بعيد
لكن الحزن يسافر معه ( هدى . ) 125 : 2014 ،
| P a g e 14
التعليق العام على النظريات :
يرى الباحثان أن النظريا ت التي تناولت االكتئاب النفسي قد حاولت تفسيره من زوايا معينة وفقا -
لخلفيتها العلمية ،فقد ركزت كل نظرية على جانب مهم من جوانب الحياة ،لذلك اختلفت في
أ سباب تفسير حدوثه وكيفية عالجه ،فهمنهم من ركز على العوامل السيكولوجية الدماغية
كأصحاب النظرية التحليلية والتي كانت نظرتهم لالكتئاب ( كمرض عصابي ) ينشأ نتيجة لصدمة
نفسية خالل الخمس السنوات األ ولى من حياة الفرد ،ويعبر االكتئاب عن صراع شديد بين مكونات
الشخصية ( الهو ،األنا ،األنا األعلى ) ،ولكي نقوم بالعالج ينبغي جعل الحزن واالكتئاب في دائرة
الشعور باستعادة الخبرات المصاحبة للموضوع المفتقد إلى الذات .
أما أصحاب النظرية السلوكية فيرون أن االكتئاب ( كسلوك عصابي ) يتم تعلمه تبعا لنفس المبادئ -
العامة التي تحكم اكتساب كل سلوك يتم تعلمه ( كمصادر التعزيز ) ،حيث اذا لم يستشعر الفرد
تعزيزا وتدعيما وتعاطفا من األخرين فإن الفرد ينسحب ويكتئب ،وعالجه يكون عن طريق تعديل أو
إطفاء هذا السلوك المتعلم واستبداله بسلوكيات جديدة جيدة .
ويرى أصحاب النظرية المعرفية أ ن االكتئاب يحدث نتيجة اضطراب في استراتيجية التفكير ،وتكوين -
نظم وأ فكار سالبة نحو الذات والعالم والمستقبل ،لذا يمكن عالجه عن طريق تعديل التفكير
واستبدال التفكير السلبي غير المنطقي بتفكير إيجابي منطقي .
وأ صحاب النظرية الشخصية لم ينجحوا في تحديد معالم الشخصية االكتئابية ،وعلى وجه العموم -
يرون أن االكتئاب يميل إلى الوسوسة والقلق وبخس الذات .
وأخيرا فإن اصحاب النظرية البيولوجية يرون أن سبب االكتئاب هو التفسير الوراثي ،وأكدوا على دور -
العوامل الوراثية في االكتئاب .
وبعد هذا العرض الشامل لتفسير النظريات يرى الباحثين أنه ينبغي تبني النظرية المعرفية لقدرتها
على تغيير مفاهيم ومعتقدات الفرد ،وكونها تستخدم كفنية عالجية حديثة بمسمى ( العالج المعرفي
السلوكي ) والذي أثبت فاعليته في عالج االكتئاب وغيره من االضطرابات النفسية ،ونعتقد بأنه أفضل
وأسرع خيار يمكن االعتماد عليه للوصول إلى تعديل األفكار لدى جرحى الحرب في هذا البحث .
نرى من خالل االطالع على النظريات المتعلقة بالصدمة النفسية أنها لها أهمية بالغة مجتمعة أو
متفرقة في حياة الفرد ،حيث كل من هذه النظريات تلعب دورا مهما ومكمال لبعضها البعض في رسم
خريطة متكاملة لذلك البحث ،علما بأ ن موضوع الصدمات النفسية يعتبر من المواضيع الحديثة نسبيا
في علم النفس ،وقد حاول الباحثان تناول أهم االضطرابات النفسية التي تصيب جرحى الحرب ،ولذلك
يتم التعرف عليها من خالل التعرف على أعراضها وتفسيرها من وجهه نظر النظريات النفسية ،وسيتم
تبني نظرية Pierre Janeالعتقادنا بأنها ستكون اقدر على تحليل وفهم مشاعر الصدمة ،خاصة لدى فئة
جرحى الحرب .
| P a g e 15
ثانيا :الدراسات السابقة :
أثر برنامج عالجي في التخفيف من حدة االعراض االكتئابية لدى المصابين بالعقم عنوان الدراسة
الوصول لوضع برنامج عالجي سيكولوجي فعال للتخفيف من حدة األعراض
االكتئابية لدى االزواج المصابين بالعقم .
تحديد أثر االستجابة الممكنة لهذأ النوع من البرامج العالجية السيكولوجية
عند كال الجنسين المصابين بالعقم الذين يعانون من األعراض االكتئابية . هدف الدراسة
تعديل األ فكار السلبية نحو الذات والعالم الخارجي والمستقبل لدى المكتئبين
المصابين بالعقم .
التحقق من مدى فاعلية هذا البرنامج العالجي في المدى القريب .
قام الباحث باختيار العينة بالطريقة القصدية ( عن طريق السحب بالصدفة ) من
عينة الدراسة
الفئة المستهدفة .
| P a g e 16
الدراسات السابقة :
فاعلية برنامج عالجي معرفي سلوكي مقترح لتخفيف االكتئاب لدى امهات االطفال
عنوان الدراسة
المصابين بتشوهات خلقية
| P a g e 17
الدراسات السابقة :
إبراز خصوصية الصدمة النفسية عند ضحايا الصدمة الدماغية ،وتعدد أثارها
النفسية والجسدية واالجتماعية وحتى العالئقية .
تبيان حقيقة الوضع ما بعد الصدمة الدماغية الذي يتميز بمجموعة من
الصعوبات والمعوقات التي تحوي في مضامينها مجموعة من التغيرات
هدف الدراسة
النفسية واالجتماعية والعالئقية والمهنية .
الكشف عن مدى تأثير هذه األصابة الدماغية ومخلفاتها على الضحية من
ناحية ردود أفعالها االنفعالية والوجدانية والسلوكية ،كاستجابة لحدث
الصدمة الدماغية واألثار ما بعد الصدمة ومعايشته كحدث صدمي .
تم تحديد مجتمع الدراسة تبعا لطبيعة موضوع الدراسة والمتمثل في تطبيق تحليل
المحتوى في تشخيص اضطراب الضغط ما بعد الصدمة عند ضحايا الصدمة
الدماغية الخطيرة ،والذي تتضمن الضحايا الذي تعرضوا لحدث الصدمة الدماغية ،
عينة الدراسة
وتكونت العينة من 8أفراد مثلوا مجتمع الدراسة متواجدين في المستشفى الجامعي
سعادة عبدالنور مصلحة جراحة االعصاب – ومستشفى إعادة التأهيل الوظيفي
براس الماء .
| P a g e 18
الدراسات السابقة :
نمو ما بعد الصدمة وعالقته بأعراض االضطراب النفسي لدى مرضى السرطان عنوان الدراسة
محمد سمير محمد ابو عيشة اسم الباحث
2017 سنة الدراسة
التعرف على مستوى نمو ما بعد الصدمة لدى مرضى السرطان .
الكشف على مستوى القلق العام لدى مرضى السرطان .
إظهار مستوى قلق الموت لدى مرضى السرطان . هدف الدراسة
ابراز مستوى االكتئاب لدى مرضى السرطان .
معرفة العالقة بين نمو ما بعد الصدمة وأعراض االضطراب النفسي .
تكونت عينة الدراسة من ( )120مريضا من مرضى السرطان ( )50من الذكور و( )70من
اإلناث ،المقيمين في مستشفى الرنتيسي بغزة ،والمتابعين بعيادة األورام والدم ،
عينة الدراسة
والمرضى المقيمين بالمستشفى األوروبي ،والمتابعين في العيادات الخارجية لألورام
والدم .
| P a g e 19
التعليق العام على نتائج الدراسات السابقة :
من خالل استعراض نتائج الدراسات السابقة اتضح أن كال من اضطراب االكتئاب والصدمات
النفسية تعتبر من االضطرابات الشائعة التي تصيب األنسان ،وتم التأكيد على فاعلية فنيات
العالج المعرفي السلوكي كأفضل حل لعالج هذه االضطرابات ،باإلضافة إلى أن كثير من
البحوث السابقة التي اجرت لم يكن هناك فروق ذات داللة إحصائية تبعا لمتغيري ( الجنس ،
والعمر ) ،وهذا ما يدع الباحثان في االعتقاد بأنهم لن يجدوا أي فروق ذات داللة إحصائية في
( الجنس ،العمر ) للبحث الحالي .
| P a g e 20
الفصل الثالث :
| P a g e 21
مقدمة :
يعرض الباحثين في هذا الفصل الخطوات واإلجراءات المتبعة في الميدان العملي للبحث الحالي ،من حيث
منهجية البحث ،ومجتمع البحث ،والعينة التي طبق عليهم البحث ،واألدوات التي استخدمها الباحثين ،وأخيرا
الوسائل اإلحصائية التي استخدمت في تحليل بيانات البحث .
اقتضت طبيعة الدراسة استخدام المنهج الوصفي التحليلي ألنه األنسب لعنوان البحث ،كونه يهتم بوصف
المشكالت والظواهر المدروسة كما هي في الواقع ،وذلك من خالل عملية المسح الميداني بواسطة أدوات
المناسبة ،لهدف جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بموضوع البحث .
يتمثل مجتمع البحث من جرحى الحرب في مدينة تعز ،حيث بلغ عددهم خالل الربع األول من عام ) 238 ( 2019
جريح ،وذلك بحسب إحصائية مكتب الصحة العامة والسكان – تعز .
بما أن مجتمع البحث معروف ومحدود مسبقا ،فقد تم اخذ عينة قدرها ( )100جريح بنسبة ( )42.02وبطريقة
قصدية .
جدول ( )01يوضح توزيع افراد عينة البحث بحسب نوع الجنس :
يتضح من الجدول رقم ( )01أن عينة البحث ( )%50ذكور ،و( )%50إناث .
| P a g e 22
متغير العمر :
يتضح من الجدول رقم ( )02أن عينة البحث وفقا للعمر ما نسبتهم ( )%65من مجموع المستجيبين اعمارهم
ما بين 50 – 25سنه ،وما نسبتهم ( )%35من مجموع المستجيبين أعمارهم من 25سنه فأقل .
يتطلب تحقيق أهداف الدراسة تطبيق أدوات علمية لذلك تم استخدام األدوات التالية :
لقد تناولت العديد من الدراسات السابقة مسالة ثبات ومصداقية هذا المقياس ،وكانت على النحو التالي :
تم التحقق من ثبات المقياس بطريقة التجزئة النصفية ،حيث تم حساب معامالت االرتباط بين درجات العينة
في الفقرات الفردية ودرجاتهم في الفقرات الزوجية على االستبانة ككل ،وذلك باستخدام معادلة (بيرسون)
باالستعانة بالحقبة اإلحصائية للعلوم االجتماعية ( ، )SPSSوقد بلغ معامل الثبات ( ، )0.901وبعد تصحيح
الثبات باستخدام معادلة التصحيح (لسبيرمان براون) بلغ ( )0.902مما يشير الى ان معامل ثبات جيد .
تم التحقق من ثبات المقياس باستخدام معادلة الفا كورنباخ حيث طبق المقياس على عينة مكونة من 100
جريح وجريحه ،وحسب معامل الثبات باالستعانة بالحقيبة اإلحصائية للعلوم االجتماعية ( ، )SPSSوبلغ الثبات
الكلي للمقياس ( )0.930مما يشير الى ان معامل ثبات جيد .
| P a g e 23
طريقة تصحيح المقياس :
يتكون المقياس بصورته النهائية من ( )21فقرة و 5بدائل ،حيث البدائل تعبر عن وجهة ذات تعبير مختلف ،
وبأوزان هي اوزان ( ابدا – نادرا – احيانا – غالبا – دائما ) .
يتكون المقياس من 17بند تماثل الصيغة التشخصية الرابعة للطب النفسي االمريكي ،ويتم تقسيم بنود
المقياس إلى ثالثة مقاييس فرعية ،وهي :
ويتم حساب النقاط على مقياس مكون من 5نقاط ( من ) 4 – 0ويكون سؤال المفحوص عن األعراض في
األسبوع المنصرم ،ويكون مجموع الدرجات للمقياس 153نقطة .
يتم تشخيص الحاالت التي يعاني من كرب ما بعد الصدمة بحساب ما يلي :
لقد تناولت العديد من الدراسات السابقة مسالة ثبات ومصداقية هذا المقياس وكانت على النحو التالي :
| P a g e 24
لقد استخدم معامل الفا كرونباخ لمعرفة االتساق الداخلي للمقياس من خالل دراسة تناولت 215
سائق اسعاف مقارنة مع موظفين في غزة وكان معامل الفا 0.78التجزئة النصفية بلغت 0.61
المصداقية الحالية :
لقد تم د راسة مصداقية المقياس بمقارنة بقياس االضطرابات النفسية الناتجة عن مواقف صادمة
لإلكلينيكيين ،وذلك بأخذ عينة مكونة من 120شخص من مجموعة من ضحايا االغتصاب .
ودراسة ضحايا إعصار اندرو والمحاربين القدماء ،وكانت النتيجة بان 67من هؤالء األشخاص تم
تشخيصهم كحالة كرب ما بعد الصدمة ،كان المتوسط الحسابي لمقياس دافيدسون لكرب ما بعد
الصدمة لهؤالء األشخاص هو ، 38 - /+ 62بينما كان المتوسط الحسابي لمقياس دافيدسون لكرب
ما بعد الصدمة لألشخاص الذين لم تظهر عليه اعراض كرب ما بعد الصدمة لعدد 62شخص هو
( 13.8 -/+ 15.5ت = ، 9.37داللة إحصائية ) 0.0001
الثبات إعادة تطبيق المقياس :
لقد تم تطبيق هذا المقياس على مجموعة من األشخاص الذين تم فحصهم من خالل مجموعة من
األشخاص في دراسة اكلينيكية لدى عدة مراكز ،وتم إعادة االختبار بعد أسبوعين وكان معامل
االرتباط 0.86وقمة الداللة اإلحصائية = 0.001
في دراسة أبو ليله وثابت ( 2005تحت الطبع ) تم اختبار المقياس على عينة من سائقي اإلسعاف ،
وكانت العينة مكونة من 20سائق ،وتم إعادة االختبار بعد أسبوعين وكان معامل االرتباط 0.86
وقمة الداللة اإلحصائية = 0.001
لغرض اإلجابة على أسئلة الدراسة وتحقيق أهدافها تم استخدام عدد من الوسائل اإلحصائية باالستعانة
بالحزمة االحصائية للعلوم االجتماعية المعروفة ( )SPSSكما يلي :
| P a g e 25
الفصل الرابع :
| P a g e 26
عرض نتائج الهدف االول وتفسيرها :
الهدف األول :التعرف على مستوى االكتئاب لدى جرحى الحرب في مدينة تعز :
ولقياس مستوى االكتئاب ،تم عمل اختبار الوسط الفرضي على جرحى الحرب في مدينة تعز ،من خالل اختبار
، t-testوكانت النتائج كما هو موضح بالجدول التالي :
مستوى
دال إحصائيا 0.000 99 -16.076 3 0.640 1.97 100
االكتئاب
يتضح من الجدول ( )03وجود فروق ذات دالة إحصائية بين كال من الوسط الفرضي لمقياس مستوى االكتئاب
المستخدم بالبحث والمتوسط الحسابي للعينة ،إذا بلغت القيمة التائية بينهما ( )-16.076بداللة إحصائية
بلغت ) ، )0.000وهذا يعني أن مستوى االكتئاب منخفض لدى جرحى الحرب في مدينة تعز .
الهدف الثاني :التعرف على مستوى الصدمة النفسية لدى جرحى الحرب في مدينة تعز :
ولقياس مستوى الصدمة النفسية تم عمل اختبار الوسط الفرضي لدى جرحى الحرب في مدينة تعز ،من خالل
اختبار ، t-testوكانت النتائج كما هو موضح بالجدول التالي :
مستوى
دال إحصائيا 0.000 99 - 10.511 3 0.837 2.12 100 الصدمة
النفسية
يتضح من الجدول ( )04وجود فروق داللة إحصائية بين كال من الوسط الفرضي لمقياس مستوى الصدمة
النفسية المستخدم بالبحث والمتوسط الحسابي للعينة ،إذا بلغت القيمة التائية بينهما ( )- 10.511بداللة
إحصائية بلغت ) ، )0.000وهذا يعني أن مستوى الصدمة النفسية منخفض لدى جرحى الحرب في مدينة
تعز .
| P a g e 27
الهدف الثالث :ما هي الفروق في مستوى اضطراب االكتئاب تبعا لمتغيري ( الجنس ،العمر )
لدى جرحى الحرب في مدينة تعز :
وفي هذا الجدول سنقوم بمعرفة ما إذا كان هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ، )0.05بين
استجابات افراد العينة حول مستوى االكتئاب تبعا لمتغيري ( الجنس – العمر ) ،ولقياس الفروق تم االعتماد
على اختبار ، t-testوكانت النتائج كما هو موضح بالجدول التالي :
الجنس :
ومن معطيات الجدول ( )05يتضح عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( )a=0.05في
تقديرات افراد العينة لمستوى االكتئاب لدى جرحى الحرب في مدينة تعز تبعا لمتغير الجنس ( ذكور – إناث ) ،
وهذا يشير إلى أن تقديرات الذكور واإلناث متقارب وال يوجد فروق جوهرية بينهم .
العمر :
ومن معطيات الجدول ( )06يتضح عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( )a=0.05في
تقديرات افراد العينة لمستوى االكتئاب لدى جرحى الحرب في مدينة تعز تبعا لمتغير العمر ( 25سنه فأقل 25 ،
– 50سنه ) ،وهذا يشير إلى أن تقديرات الجرحى رغم اختالف العمر اال ان اجاباتهم غير مختلفة حول
مستوى االكتئاب لديهم .
| P a g e 28
الهدف الرابع :ما هي الفروق في مستوى اضطراب الصدمة النفسية تبعا لمتغيري ( الجنس ،
العمر ) لدى جرحى الحرب في مدينة تعز :
وفي هذا الجدول سنقوم بمعرفة ما إذا كان هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( ، )0.05بين
استجابات افراد العينة حول مستوى الصدمة النفسية تبعا لمتغيري ( الجنس – العمر ) ،ولقياس الفروق تم
االعتماد على اختبار ، t-testوكانت النتائج كما هو موضح بالجدول التالي :
الجنس :
الجدول ( )07قياس الفروق في مستوى الصدمة النفسية تبعا لمتغير الجنس :
ومن معطيات الجدول ( )07يتضح عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( )a=0.05في
تقديرات افراد العينة لمستوى الصدمة النفسية لدى جرحى الحرب في مدينة تعز تبعا لمتغير الجنس ( ذكور –
إناث ) ،وهذا يشير إلى أن تقديرات الذكور واإلناث متقارب وال يوجد فروق جوهرية بينهم .
العمر :
الجدول ( )08قياس الفروق في مستوى الصدمة النفسية تبعا لمتغير العمر :
ومن معطيات الجدول ( )08يتضح عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( )a=0.05في
تقديرات افراد العينة لمستوى الصدمة النفسية لدى جرحى الحرب في مدينة تعز تبعا لمتغير العمر ( 25سنه
فأقل 50 – 25 ،سنه ) ،وهذا يشير إلى أن تقديرات الجرحى رغم اختالف العمر اال ان اجاباتهم غير مختلفة
حول مستوى الصدمة النفسية لديهم .
| P a g e 29
النتائج :
من خالل الدراسة الميدانية على جرحى الحرب في مدينة تعز توصل الباحثان إلى النتائج التالية :
.1مستوى اضطراب االكتئاب لدى جرحى الحرب في مدينة تعز منخفض .
.2مستوى اضطراب الصدمة النفسية لدى جرحى الحرب في مدينة تعز منخفض .
.3ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اضطراب االكتئاب تبعا لمتغيري ( الجنس ،العمر ) .
.4ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اضطراب الصدمة النفسية تبعا لمتغيري ( الجنس ،العمر ) .
التوصيات :
وفي ضوء ما توصل ألية الباحثان من خالل البحث الحالي يوصيان بالتالي :
فتح او انشاء مركز متخصص بالعالج النفسي بمدينة تعز ،لكونه ال يوجد ،مع إعطاء األولوية
لجرحى الحرب .
استمرار تقديم الخدمات النفسية لجرحى الحرب في مدينة تعز بشكل منتظم .
عمل برنامج دعم نفسي ألسر الجرحى والمحيطين بهم ،وتدريبهم على كيفية احتواء الجرحى
نفسيا ومعنويا .
المقترحات :
إعادة هذا البحث مرة أخرى للتأكد من عدم وجود تغييرات أل حقا ،مع الحرص على زيادة العينة إلى 1,000
جريح .
اجراء دراسات أخرى عن جرحى الحرب تشمل جميع االضطرابات النفسية األخرى ،الكتشاف
االضطرابات التي تالزمهم .
اجراء دراسة ميداني لجرحى الحرب الكتشاف افضل الوسائل التي تساعدهم على التكيف واالنخراط
بالمجتمع من جديد .
| P a g e 30
المراجع :
الجبوري ،محمد عبدالهادي ( : )2010قياس االكتئاب النفسي وعالقته ببعض المتغيرات لدى ابناء الجالية -
العربية المقيمين في الدنمارك ،رسالة ماجستير منشورة ،االكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك ،
كلية اآلداب والتربية .
الشربيني ،لطفي ( : )2001االكتئاب المرض والعالج ،ط ( ، )1منشاة المعارف جالل حزى وشركاه ، -
االسكندرية :مصر
النونو ،ياسين عبد ( : ) 2015االكتئاب وتمثيل مفهوم االبتالء لدى مرضى المياه الزرقاء ،رسالة ماجستير -
منشورة ،الجامعة اإلسالمية – غزة ،كلية التربية قسم علم النفس .
: ) 2015( Mit Migranten ، MiMiاالضطرابات الناتجة عن الصدمة النفسية واالضطراب المجهد بعد -
الصدمة النفسية ، BTBSدليل ارشادي ،د ( ، )1ع ( ، )1ص ( ، )6نسخة مترجمة بواسطة :د .عبدالناصر
الماسري .
هدى ،لكحل وذنو ( : )2014الصدمة النفسية عند ضحايا الصدمة الدماغية ،رسالة ماجستير منشورة ، -
جامعة سطيف – الجزائر ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية .
أبو عيشة ،محمد سمير محمد ( : ) 2017نمو ما بعد الصدمة وعالقته بأعراض االضطراب النفسي لدى -
مرضى السرطان ،رسالة ماجستير منشورة ،الجامعة اإلسالمية – غزة ،كلية التربية قسم الصحة
النفسية والمجتمعية .
نصر الدين ،بودحوش ( : )2016-2015أثر برنامج عالجي في التخفيف من حدة األعراض االكتئابية لدى -
المصابين بالعقم ،رسالة ماجستير منشورة ،جامعة وهران – غزة ،قسم علم النفس وعلوم التربية .
مسعود ،أسماء محمود ( : ) 2015فاعلية برنامج عالجي معرفي سلوكي مقترح لتخفيف االكتئاب لدى -
أمهات األطفال المصابين بتشوهات خلقية ،رسالة ماجستير منشورة ،الجامعة اإلسالمية – عزة ،كلية
التربية قسم الصحة النفسية والمجتمعية .
| P a g e 31