You are on page 1of 114

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة الدكتور موالي الطاهر – سعيدة‪-‬‬
‫كلية اآلداب واللغات و العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‬
‫قسم العلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫اضطرابات الشخصية‬ ‫علم النفس العيادي‬

‫تحت عنوان ‪:‬‬

‫دراسة عيادية لحالة‬

‫تحت إشراف االستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫* توهامي سفيان‬ ‫‪ ‬عدة لطيفة كلثوم‪.‬‬

‫أعالسنة الجامعية‬
‫‪2013/2012‬‬
‫الشكر و العرفان‬

‫أشكر هللا العلي القدير الذي وفقني على انجاز هذا العمل البحثي الذي لوال‬
‫التوفيق مهنه ال ما وصلت إلى ما أنا عليه‪.‬‬
‫أتقدم بخالص الشكر والعرفان إلى األستاذ المشرف‬
‫" توهامي سفيان" الذي لم يبخلني بمعلوماته و نصائحه القيمة و توجيهاته‬
‫طيلة هذه الفترة البحثية‪.‬‬
‫كما أتقدم بشكري إلى أعضاء الجنة و أساتذة التخصص "علم النفس‬
‫العيادي "‪ ,‬زمالئي و زميالتي األخصائيين العياديين‪ ,‬كما أخص بالشكر‬
‫األستاذة "عثماني نعيمة" التي لم تبخل علي بنصائحها و توجيهاتها‪.‬‬

‫دون نسيان الحالة التي تعاونت معي و كل من كانت له يد العون في‬


‫مساعدتي على انجاز‬
‫هذا العمل البحثي‪.‬‬

‫" اللهم ال تصبني بالغرور إذا نجحت وال باليأس إذا فشلت‪ ,‬بل علمني أن الفشل‬
‫هو البوادر األولى التي تسبق النجاح"‪.‬‬

‫اإلهداء‬
‫أهدي ثمرة جهدي إلى أعز ما أملك في هذه الدنيا‬
‫" أمي و أبي "‬
‫إخوتي و أخواتي‪.‬‬
‫و إلى كل من تربطني به صلة قرابة‪.‬‬
‫و إلى كل من ساعدني على انجاز هذا العمل البحثي‪.‬‬
‫قائمة الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫الجداول‬
‫‪26‬‬ ‫جدول الحاالت الحدية‬
‫‪106‬‬ ‫جدول المحاور لسلم هاملتون‬
‫‪106‬‬ ‫مخطط سلم هاملتون للحالة (س)‬
‫الفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــرس‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫أ‬ ‫‪ ‬الشكر و العرفان‬
‫ب‬ ‫‪ ‬اإلهداء‬
‫ج‬ ‫‪ ‬ملخص الدراسة‬
‫د‬ ‫‪ ‬الفهرس‬
‫ه‬ ‫‪ ‬قائمة الجداول و األشكال‬
‫‪2‬‬ ‫‪ ‬مقدمة‬
‫‪12 – 3‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مدخل الدراسة‬
‫‪4‬‬ ‫‪ ‬تمهيد‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -)1‬أسباب الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -)2‬أهداف الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -)3‬أهمية الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -)4‬إشكالية الدراسة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -)5‬فرضية الدراسة‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -)6‬التعاريف اإلجرائية‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -)7‬الدراسات السابقة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -)8‬صعوبات الدراسة‬
‫‪12‬‬ ‫‪ ‬خالصة‬
‫‪44 – 13‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اضطراب الشخصية الحدية و عواقبها‬
‫‪19 - 14‬‬ ‫‪ .I‬اضطراب الشخصية الحدية و عواقبها الشخصية‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -)1‬تعريف الشخصية عند علماء النفس‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -)2‬النظريات و االتجاهات المفسرة للشخصية‬
‫‪16‬‬ ‫‪ :1.2‬نظرية األنماط‬
‫‪17‬‬ ‫‪ :2.2‬نظرية السمات‬
‫‪18‬‬ ‫‪ :3.2‬نظرية التحليل النفسي‬
‫‪18‬‬ ‫‪ :4.2‬النظرية اإلنسانية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ :5.2‬النظرية السلوكية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ :6.2‬نظرية التعلم االجتماعي‬
‫‪27 - 20‬‬ ‫‪ .II‬مدخل إلى اضطراب الشخصية‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -)1‬مفهوم اضطراب الشخصية‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -)2‬أنواع اضطراب الشخصية‬
‫‪21‬‬ ‫‪ :1.2‬مجموعة أ‪ :‬اضطرابات غريبة و شاذة‬
‫‪22‬‬ ‫‪ :2.2‬مجموعة ب‪ :‬اضطرابات عاطفية‪ ,‬دراماتيكية‪ ,‬أو غير منتظمة‬
‫‪22‬‬ ‫‪ :3.2‬مجموعة ج‪ :‬اضطراب القلق أو الخوف‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -)3‬نبذة تاريخية عن مفهوم الشخصية المضطربة‬
‫‪23‬‬ ‫‪ :1.3‬أسباب اضطرابات الشخصية‬
‫‪23‬‬ ‫‪ :2.3‬كيفية التعرف على الشخصية المضطربة‬
‫‪24‬‬ ‫‪ :3.3‬معايير تشخيص اضطرابات الشخصية‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -)4‬اضطراب الشخصية الحدية‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -)5‬تعريف اضطراب الشخصية الحدية‬
‫‪27‬‬ ‫‪ :1.5‬معايير تشخيص اضطراب الشخصية الحدية حسب ‪DSM4‬‬
‫‪34 – 28‬‬ ‫الصدمة النفسية‬ ‫‪.III‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -)1‬تعريف الصدمة النفسية‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -)2‬المقاربة النفسو – تحليلية للصدمة النفسية‬
‫‪30‬‬ ‫‪ :1.2‬المرحلة األولى من ‪1920 - 1895‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ :2.2‬المرحلة الثانية انطالقا من ‪1920‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ :3.2‬المرحلة الثالثة إلى نهاية ‪1939‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -)3‬األعراض الناتجة عن الصدمة‬
‫‪34‬‬ ‫‪ :1.3‬األعراض اإلكلينيكية للصدمة‬
‫‪34‬‬ ‫‪ :2.3‬األعراض النفسية للصدمة‬
‫‪40 - 36‬‬ ‫العصاب الصدمي‬ ‫‪.IV‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -)1‬تعريف العصاب الصدمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -)2‬تاريخ العصاب الصدمي‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -)3‬تشخيص العصاب الصدمي‬
‫‪39‬‬ ‫‪ :1.3‬تشخيص الجمعية األمريكية‬
‫‪40‬‬ ‫‪ :2.3‬التشخيص البسيكوسوماتي‬
‫‪44‬‬ ‫‪ ‬خالصة الفصل‬
‫‪67 – 45‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬
‫‪50 – 46‬‬ ‫‪ .I‬المراهقة‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -)1‬معنى المراهقة في اللغة العربية‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -)2‬مراحل المراهقة‬
‫‪48‬‬ ‫‪ :1.2‬المراهقة األولى‪ :‬من ‪ 12‬إلى ‪ 14‬سنة‬
‫‪48‬‬ ‫‪ :2.2‬المراهقة الثانية‪ :‬من ‪ 14‬إلى ‪ 17‬سنة‬
‫‪48‬‬ ‫‪ :3.2‬المراهقة الثالثة‪ :‬من ‪ 17‬إلى ‪ 22‬سنة‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -)3‬عالمات دخول المراهقة‬
‫‪49‬‬ ‫‪ :1.3‬النضوج الجنسي‬
‫‪49‬‬ ‫‪ :2.3‬التغير النفسي‬
‫‪49‬‬ ‫‪ :3.3‬التغير الجسدي‬
‫‪66 – 51‬‬ ‫‪ .II‬االغتصاب‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -)1‬مفهوم االغتصاب‬
‫‪54‬‬ ‫‪ -)2‬مقاربة تاريخية حول جريمة االغتصاب‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -)3‬أنواع االغتصاب‬
‫‪56‬‬ ‫‪ -)4‬أركان جريمة االغتصاب‬
‫‪56‬‬ ‫‪ :1.4‬فعل الوقاع (الركن المادي)‬
‫‪57‬‬ ‫‪ :2.4‬اإلكراه أو انعدام الرضا‬
‫‪57‬‬ ‫‪ :3.4‬القصد الجنائي‬
‫‪58‬‬ ‫‪ -)5‬دوافع ارتكاب جريمة االغتصاب‬
‫‪58‬‬ ‫‪ :1.5‬االغتصاب الناتج عن الغضب‬
‫‪58‬‬ ‫‪:2.5‬االغتصاب بهدف إثبات القوة‬
‫‪58‬‬ ‫‪ :3.5‬االغتصاب السادي‬
‫‪60‬‬ ‫‪ -)6‬وجهات النظر التحليلية لجريمة االغتصاب‬
‫‪60‬‬ ‫‪ :1.6‬وجهة نظر التحليل النفسي‬
‫‪61‬‬ ‫‪ :2.6‬وجهة نظر التحليالت السلوكية‬
‫‪61‬‬ ‫‪ -)7‬العوامل المؤدية لالغتصاب‬
‫‪61‬‬ ‫‪ :1.7‬التفكك األسري‬
‫‪61‬‬ ‫‪ :2.7‬غياب التربية الجنسية‬
‫‪62‬‬ ‫‪ :3.7‬االندماج الثقافي‬
‫‪62‬‬ ‫‪ :4.7‬وسائل اإلعالم‬
‫‪62‬‬ ‫‪ -)8‬متالزمة جريمة االغتصاب‬
‫‪62‬‬ ‫‪ :1.8‬المرحلة الحادة‬
‫‪63‬‬ ‫‪ :2.8‬المرحلة المزمنة‬
‫‪64‬‬ ‫‪ -)9‬األعراض المترتبة عن جريمة االغتصاب‬
‫‪64‬‬ ‫‪ :1.9‬المرحلة األولى‪ :‬ردود الفعل الفورية‬
‫‪64‬‬ ‫‪ :2.9‬المرحلة الثانية‪ :‬إعادة التنظيم‬
‫‪65‬‬ ‫‪ :3.9‬المرحلة الثالثة‪ :‬إخفاء المشكل أو التخلص منه‬
‫‪67‬‬ ‫‪ ‬خالصة الفصل‬
‫‪82 – 68‬‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫صراع المرأة و الرجل وتجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬
‫‪81 – 69‬‬ ‫‪ .I‬العالقات الجنسية المحرمية‬
‫‪71‬‬ ‫‪ -)1‬زنا المحارم‬
‫‪72‬‬ ‫‪ -)2‬مقاربة تاريخية لجذور جريمة االغتصاب‬
‫‪72‬‬ ‫‪ -)3‬جريمة االغتصاب عند األمم القديمة‬
‫‪72‬‬ ‫‪ :1.3‬االغتصاب في التاريخ اليهودي‬
‫‪73‬‬ ‫‪ :2.3‬االغتصاب في التاريخ اليوناني‬
‫‪74‬‬ ‫‪ :3.3‬االغتصاب في التاريخ المسيحي‬
‫‪74‬‬ ‫‪ -)4‬حكم االغتصاب من الناحية القانونية‬
‫‪75‬‬ ‫‪ :1.4‬قيام عالقات جنسية بالرضا‬
‫‪75‬‬ ‫‪ :2.4‬القرابة العائلية‬
‫‪75‬‬ ‫‪ :3.4‬القصد الجنائي‬
‫‪77‬‬ ‫‪ -)5‬تعريف الضحية‬
‫‪78‬‬ ‫‪ :1.5‬أنواع الضحية‬
‫‪78‬‬ ‫‪ -)6‬أنواع العنف الممارس على المرأة‬
‫‪79‬‬ ‫‪ :1.6‬اإلطار الذي يحدث فيه العنف ضد المرأة‬
‫‪82‬‬ ‫‪ ‬خالصة الفصل‬
‫‪108 - 83‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬
‫‪92 - 84‬‬ ‫الجانب المنهجي‬
‫‪84‬‬ ‫‪ -)1‬الدراسة االستطالعية‬
‫‪84‬‬ ‫‪ :1.1‬تحديد مكان الدراسة‬
‫‪85‬‬ ‫‪:2.1‬مدة الدراسة‬
‫‪85‬‬ ‫‪ :3.1‬حاالت الدراسة‬
‫‪86‬‬ ‫‪ :4.1‬المنهج المستخدم في الدراسة‬
‫‪87‬‬ ‫‪ :5.1‬األدوات المستخدمة في الدراسة‬
‫‪87‬‬ ‫‪ :1.5.1‬المالحظة‬
‫‪87‬‬ ‫‪ :2.5.1‬المقابلة العيادية‬
‫‪88‬‬ ‫‪ :3.5.1‬دراسة الحالة‬
‫‪88‬‬ ‫‪ :4.5.1‬اختبار تفهم الموضوع‬
‫‪89‬‬ ‫‪ :5.5.1‬تطبيق سلم هاملتون‬
‫‪90‬‬ ‫‪ :6.5.1‬استمارة الشخصية الحدية‬
‫‪91‬‬ ‫‪ -)2‬الدراسة األساسية‬
‫‪91‬‬ ‫‪ :1.2‬مكان الدراسة‬
‫‪91‬‬ ‫‪ :2.2‬مدة الدراسة‬
‫‪91‬‬ ‫‪ :3.2‬حاالت الدراسة‬
‫‪92‬‬ ‫‪ :4.2‬أدوات الدراسة‬
‫‪108 - 93‬‬ ‫الجانب التطبيقي‬
‫‪94‬‬ ‫‪ -)1‬تقديم الحالة (س)‬
‫‪94‬‬ ‫‪ -)2‬السوابق المرضية‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -)3‬السوابق الشخصية‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -)4‬واقع االغتصاب‬
‫‪96‬‬ ‫‪ -)5‬عرض المقابالت‬
‫‪97‬‬ ‫‪ )6‬التعليق على المقابالت‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -)7‬ميكانزمات الدفاع المستعملة من قبل الحالة (س)‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -)8‬تطبيق اختبار تفهم الموضوع ‪ T.A.T‬على الحالة (س)‬
‫‪99‬‬ ‫‪ :1.8‬عرض البطاقات‬
‫‪100‬‬ ‫‪ -)9‬تحليل بروتوكول ‪T.A.T‬‬
‫‪103‬‬ ‫‪ -)10‬نتيجة عامة حول تحليل لبروتوكول ‪T.A.T‬‬
‫‪104‬‬ ‫‪ -)11‬التشخيص‪ :‬تطبيق سلم هاملتون على الحالة (س)‬
‫‪107‬‬ ‫‪ -)12‬التعليق على سلم هاملتون للحالة (س)‬
‫‪107‬‬ ‫‪ -)13‬تطبيق استمارة الشخصية الحدية حسب ‪DSM4‬‬
‫‪108‬‬ ‫‪ -)14‬التعليق على استمارة الشخصية الحدية للحالة (س)‬
‫‪109‬‬ ‫‪ ‬خاتمة‬
‫‪110‬‬ ‫‪ ‬التوصيات و االقتراحات‬
‫‪113‬‬ ‫‪ ‬قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪118‬‬ ‫‪ ‬المالحق‬
‫مقدمة‬
‫فاحت رائحة التحرش الجنسي في الجزائر خالل السنوات األخيرة‪ ,‬و لقد‬
‫بلغت الذروة كون هذا الفعل يصدر من شخص أعلى درجة من الضحية فكان سببا‬
‫في خراب البيوت‪ ,‬و فيما يتعلق بزنا المحارم أو الجريمة المسكوت عنها فإنها تعد‬
‫من بين الجرائم األخالقية و الدينية التي عصفت بمجتمعنا الجزائري و تغلغلت فيه‬
‫إلى حد ال يمكن للعقل البشري تقبله‪ ,‬حيث كنا في القديم ال نسمع بهذا الكابوس‬
‫االجتماعي‪ ,‬النفسي‪ ,‬األخالقي‪.‬‬
‫أما‪ ,‬في عصرنا الحالي نتناقل على األلسن قصصا حقيقية يتدنى لها الجبين عن‬
‫ذئاب بشرية تجردت من إنسانيتها‪ ,‬فنجدوا أباءا تحرشوا و اغتصبوا بناتهم سواء‬
‫كانوا قصرا أو بالغات و غيرهم من أفراد األسرة في صمت مريب خشية من‬
‫الفضيحة و التفكك األسري‪.‬‬
‫و من ثم جاءت أهمية هذه الدراسة في بيان حقيقة هذه الجريمة لدرجة أنه‬
‫نادرا ما تصدر الصحف اليومية من دون ذكر لحادثة اغتصاب حدثت في العالم‬
‫العربي أو الغربي بشكل عام‪ ,‬و لحساسية هذه الجريمة و ارتباطها بالفضيحة و‬
‫العار مما يؤدي إلى عدم وجود أرقام و إحصائيات حقيقية و في خضم هذا باتت‬
‫جريمة االغتصاب ظاهرة مرضية تهدد استقرار المجتمع مما يملي علينا البحث‬
‫في عوامل حدوثها و ما يترتب عليها من آثار بغية تشخيص الظاهرة و تقديم‬
‫الحلول الممكنة‪.‬‬
‫و عندما أردنا الخوص في موضوع "زنا المحارم" أو "سفاح القرب" أو "هتك‬
‫العرض من األصول" لم تكن نيتنا صب الزيت على النار بقدر ما كان وضع‬
‫األصبع على الجرح النازف الذي ال يريد أن يندمل و أمام بحث دام قرابة سنة‬
‫وقفنا أمام حقيقة صادمة آلت إلى االنفجار في المجتمع الجزائري لنتصدى حقيقة‬
‫أحصتها مصالح الدرك الوطني يوم الثالثاء ‪ 11‬جوان ‪ 2013‬ببلدية نقمارية‬
‫بوالية مستغانم عن أب عمره ‪ 62‬سنة يتجرد من إنسانيته و يتحول إلى وحش‬
‫يعتدي على ابنته ذات ‪ 17‬سنة و يسقطها حامال منه‪ ,‬و قد صرح أنه مارس الفعل‬
‫المخل بالحياء مع ابنته لعدة أشهر في أوقات غياب أمها(زوجته) و أبقى األمر سرا‬

‫‪1‬‬
‫ألكثر من سنة لتنجب هذه األخيرة طفال من أبيها الذي القي القبض عليه‪ ,‬فلمن‬
‫ينسب هذا الطفل يا ترى ؟‬
‫زنا المحارم هذه القنبلة الموقوعة أو العار القادم من بيوتنا‪ ,‬ظاهرة طفت إلى‬
‫السطح مؤخرا لتخر جسد األسرة الجزائري‪ ,‬و بالرغم من عدم وجود أرقام‬
‫صحيحة لعدد من حاالت زنا األقارب‪ ,‬و ما هو موجود منها ال يعبر عن حجم‬
‫الكارثة ألن ما يخفى أعظم في مجتمع يحكمه العرف و التقاليد‪ ,‬فال يزال الصمت‬
‫يكتنف مثل هذه الجرائم باعتبارها من الطابوهات المسكوت عنها‪.‬‬
‫و كما يقول‪" :‬مالكوم إكس" { لقد تعلمت باكرا أن الحق ال يعطى لمن يسكت عنه‪,‬‬
‫و أن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد}‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تفشت ظاهرة الزنا بشكل كبير في المجتمع الجزائري وأضحى زنا المحارم‬
‫من أكبر صورها وقفا في الوسط العائلي‪ ,‬بحيث يصطدم الجميع كون أحد‬
‫طرفي الجريمة هو األب أو األخ أو الخال أو العم لتكون الضحية إحدى‬
‫القريبات من العائلة التي تحرم معاشرتها شرعا وقانونا ما أدى بأغلب العائالت‬
‫إلى دق ناقوس الخطر بااللتزام بأقصى شروط الحذر واالحتياط لتجنب تلك‬
‫الفضائح التي تؤدي إلى تشتت األسر وفضح العائالت‪ .‬ال سيما وأنها أصبحت‬
‫ما بين الطابوهات المنتشرة بكثرة في مجتمعنا وبالنظر إلى طريقة التستر التي‬
‫تلجأ إليها بعض األسر في مثل تلك القضايا‪ ,‬خاصة إذا كانت الضحية قاصر‬
‫فتبقى اإلحصائيات المعلنة عن زنا المحارم بعيدة عن الواقع بحكم أعراف‬
‫مجتمعنا الذي تتفادى فيه األسر الكشف عن مثل تلك القضايا المخجلة‪.‬‬
‫‪ -)1‬أسباب اختيار الدراسة‪:‬‬
‫‪ )1‬إلقاء الضوء على ظاهرة موجودة في المجتمع الجزائري ومنتشرة في كل‬
‫أنحاء الوطن التي تعتبر "تابو" ولكنها لم تحضي بالقدر الكافي من االهتمام‬
‫أال وهي جريمة اغتصاب المرأة الجزائرية من طرف أحد محارمها‪.‬‬
‫‪ )2‬إلقاء نظرة تحسيسية بخطورة هذه الظاهرة التي آلت في االنتشار ودق‬
‫ناقوس الخطر بااللتزام بأقصى شروط الحذر واالحتياط لتجنب وقوع مثل‬
‫تلك الفضائح التي تؤدي إلى تشتت األسر وفضح العائالت‬
‫‪ )3‬كيفية وطريقة التكفل بهؤالء الضحايا لتجاوز الصدمة النفسية واستعادة‬
‫االستقرار النفسي واالندماج ثانية في المجتمع‪.‬‬
‫‪ )4‬إثارة هذا الموضوع لفضولي‬
‫‪ )5‬سبب أكاديمي لنيل شهادة الماستر في علم النفس العيادي وإدراج الدراسة‬
‫في العديد من الحقول العيادية‪ ،‬القضائية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬دينية وأخالقية‪.‬‬

‫‪ -)2‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ )1‬التطرق إلى ظاهرة نفسية اجتماعية منتشرة فاحت رائحتها و راحت‬
‫ضحيتها بنات في عمر الزهور‪.‬‬
‫‪ )2‬معرفة مدى تأثير هذه الصدمة على حياة المراهقة المغتصبة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ )3‬معرفة نظرة المراهقة ضحية االغتصاب من أحد محارمها لذاتها ونظرة‬


‫أسرتها والمجتمع لها بعد تعرضها لالعتداء حسب نظرها هي‪.‬‬
‫‪ -)3‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫‪ )1‬التقرب من ضحايا االغتصاب وإبراز أهم اآلثار النفسية‪ ،‬الجسدية العالئقية‬
‫والسلوكية التي يخلفها االغتصاب لدى هذه المراهقة بعد تعرضها لهذه‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫‪ )2‬إبراز أهمية هذه المشكلة وخطورتها على بناتنا‪.‬‬
‫إعطاء األهمية لهذه الشريحة والنظر إليها على أنها ضحية عمل إجرامي ال‬
‫مجرمة‪.‬‬
‫‪ -)4‬إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫إن الحياة اليومية التي تعيشها كانت وال تزال مسرحا للعديد من مظاهر‬
‫العنف‪ ،‬هذا األخير الذي استقطب اهتمام كثير من الباحثين وفي جميع المجاالت‬
‫وعندما نتحدث عن العنف فإننا ال نقصد به الجانب اإليجابي والحي الذي يحمل في‬
‫طياته عوامل ديناميكية تفرضها علينا الحياة وإنما نقصد به الجانب السلبي‬
‫والمدمر‪.‬‬
‫و الجزائر كغيرها من الدول عاشت خالل أكثر من عشرية سوداء كاملة في‬
‫دوامة كبيرة من العنف حملت معها العديد من صور الرعب‪ ،‬الدمار‪ ،‬والخراب‪...‬‬
‫‪ ،‬التي خلقت حصيلة ثقيلة من األرواح وعدد الضحايا‪ ،‬كما انعكست على جميع‬
‫المجاالت وخاصة االجتماعية منها‪.‬‬
‫و عندما نتحدث عن هذه الفترة السوداء فإنه يتبادر في أذهاننا مباشرة‬
‫اإلرهاب‪ ،‬لكن اإلرهاب أنواع كثيرة؛ إذا يوجد نوع من اإلرهاب كان سببا في‬
‫خراب البيوت يدخل في دائرة المسكوت ونقصد بهذا النوع من اإلرهاب ظاهرة‬
‫االعتداء الجنسي على المحارم أو ما يعرف "زنا المحارم" أو "سفاح القربى"‬
‫الذي يعد من بين الجرائم الألخالقية التي عصفت بمجتمعنا الجزائري وتغلغلت‬
‫فيه‪.‬‬
‫بينما التطورات والتحوالت التي شهدتها المجتمعات نتج عنها ظاهرة التقليد‬
‫و التشجيع على ا لتحرر والجزائر من المجتمعات التي لم تنجو‬ ‫األعمى‬
‫من هذه الظاهرة فمتطلبات الحياة من االنترنت والهوائيات المقعرة استهوت‬
‫الشباب وغزت عقولهم بما تقدم لهم من مواقع إباحية مسلسالت‪ ،‬أفالم التي تحمل‬
‫‪5‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫استثارة الغرائز ومن جهة ثانية نجد غالء المعيشة وتفشي البطالة يقفان عائقا أمام‬
‫الزواج والشك أنه سبب في ظهور الكثير من االنحرافات الجنسية من جهة‬
‫والعدوان ضد المرأة من جهة أخرى‪ ،‬حيث أصبح هذا األخير مشكال خطيرا يلحق‬
‫بها أضرار نفسية و جسدية متعددة األشكال توسع ليضم جرائم ظاهرة وأخرى‬
‫خفية ترأس قيمتها "جريمة االغتصاب" حيث يبقى حجمها الحقيقي غير معروف‬
‫للجهات المختصة ووسط العائلة نظرا لحساسية الموضوع وموقف المرأة الحساس‬
‫وسط مجتمع إسالمي مليء بالقيم والمعايير االجتماعية يحول صورة المرأة إلى‬
‫حطام وما زاد من تأزم الوضع هو نظرة االحتقار التي تليها كونها لطخت شرف‬
‫العائلة وبذلك تبقى المرأة أسي رة خجلها وخوفها من الفضيحة التي ألمت بها ومن‬
‫هنا تكون نقطة لبداية صراع داخلي تعيشه وإحساس بالمرارة والذنب إضافة إلى‬
‫شعورها بأنها فرد غير مرغوب فيه داخل إطار الجماعة‪.‬‬
‫ومن هنا نطرح اإلشكال التالي‪:‬‬
‫‪ -‬هل يؤدي اغتصاب المراهقة من طرف أحد محارمها إلى ظهور الشخصية‬
‫الحدية؟‬
‫‪ -)5‬الفرضية‪:‬‬
‫‪ -‬يؤدي اغتصاب المراهقة من طرف أحد محارمها إلى ظهور الشخصية‬
‫الحدية‪.‬‬

‫‪ -)6‬التعاريف اإلجرائية‪:‬‬
‫‪ -)1‬اضطراب الشخصية الحدية‪ :‬هو شكل عام من االستقرار اتجاه العالقات ما‬
‫بين األفراد اتجاه صورة الذات والعواطف مع ظهور اندفاعية وأذى يظهر في‬
‫بداية سن الرشد يتجلى في مواضع مختلفة ومتنوعة‪.‬‬
‫‪ -)2‬المراهقة المغتصبة‪ :‬هي الضحية أو المجني عليها التي وقع عليها الفعل‬
‫اإلجرامي باإلكراه ما يلحق بهذه األخيرة أضرار نفسية وجسدية‪.‬‬
‫‪ -)3‬زنا المحارم‪ :‬هي كل عالقة لها طابع جنسي بين أفراد من نفس العائلة‬
‫(أب‪,‬بنت‪,‬ابن) (أخ ‪ /‬أخت‪ ) ...‬أو كل شخص له سلطة أبوية على الطفل (زوج‬
‫‪6‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫األم – زوجة األب) ويشتمل في مالئمة فعل االختراق الجنسي عن طريق‬


‫(المهبل – الشرج) بواسطة عضو جنسي‪.‬‬
‫‪ -)4‬االغتصاب‪ :‬هو سلوك إجرامي وضرب من ضروب الشذوذ الجنسي يقوم‬
‫من خالله المغتصب بممارسة الجنس باإلكراه والقوة من دون موافقة الطرف‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫‪ -)7‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ :1.6‬الدراسات المحلية‪:‬‬
‫‪ )1‬دراسة لموريس بوروا "الحالة العائلية لألطفال المنحرفين في الجزائر‬
‫العاصمة" (‪)1998‬‬
‫تعود هذه الدراسة إلى ما قبل االستقالل تركزت أهدافها على التعرف على العوامل‬
‫العائلية التي تقود إلى انحراف األحداث (كالطالق‪ ،‬وفاة أحد الوالدين‪ ،‬أو زواج كال‬
‫الوالدين) إضافة إلى التعرف على أثر شجار الوالدين كسبب مؤدي إلى جنوح‬
‫األحداث مركزة على الخصائص الشخصية لألب واألم كالسمعة السيئة وسوء‬
‫األخالق (فتحية كركوش‪.)113 :2011 ،‬‬
‫خالل هذه الدراسة اعتمد الباحث على أداتين هما المقابلة العيادية ودراسة‬
‫الملفات الخاصة بالمنحرفين وقدر عدد عينة الدراسة بـ ‪ 654‬طفل من الجنسين‬
‫(‪ 525‬ذكور و ‪ 129‬إناث) بحيث ينحدر ‪ 444‬منهم من أسر مرضية بينما باقي‬
‫أفراد العينة من أسر عادية كما توصل إلى وجود حاالت من الشذوذ الجنسي‬
‫العائلي بالنسبة للمنحرفين الذين ينحدرون من أسر مرضية‪.‬‬
‫‪ )2‬دراسة آيت سيدهم محند "البنات المنحرفات من خالل رائز الرورشاخ"‬
‫دراسة بالجزائر العاصمة (‪.)1973‬‬
‫هدفت هذه الدراسة بالدرجة األولى إلى التعرف على الخصائص الشخصية‬
‫للبنات المنحرفات من خالل تطبيق رائز الرورشاخ تمت الدراسة ميدانيا بمركز‬
‫إعادة التكيف بالشراقة (الجزائر العاصمة) يبلغ عدد أفراد العينة بـ ‪ 20‬فتاة تم‬
‫اختبارهن من بين ‪ 125‬فتاة منحرفة تمثلت أدوات البحث في رائز الرورشاخ‬
‫والمقابلة العيادية واعتمد الباحث على تحليل إجابات األفراد لرائز الرورشاخ على‬
‫النظرية التحليلية بحيث أن هذه األداة التحليلية تكشف الجانب الخفي في شخصية‬
‫المنحرفات وهو األمر الذي يساعد على الغوص في جانب مهم من شخصيتهن من‬
‫جهة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫خلصت نتائج الدراسة إلى وجود بعض الخصائص (السمات) الشخصية األساسية‬
‫لدى الفتيات المنحرفات (األنا الضعيف‪ ،‬اضطراب الحياة العاطفية‪ ،‬اضطراب‬
‫عالئقي مع اآلخرين‪ ،‬الخضوع لمبدأ اللذة‪ ،‬العالقة مع األشياء مجزأة وغير كاملة‬
‫وانخفاض في مستوى الذكاء إضافة إلى ما توصل إليه الباحث على أن المستوى‬
‫الدراسي ألفراد العينة تميز بالضعف بحيث تتراوح ما بين األمية واالبتدائي وأن‬
‫مستوى أسرهن االقتصادي واالجتماعي هو بدوره ضعيف ومنخفض كما أن أكثر‬
‫من ثلثي أفراد العينة ينحدرن من أسر متصدعة بالطالق أو باالنفصال أو بوفاة‬
‫أحد الوالدين مما يشير إلى وجود عالقة بين هذه الظروف االجتماعية واالنحراف‪.‬‬
‫(فتحية كركوش‪.)114 :2011 ،‬‬
‫‪ )3‬نادية ويس " آثار صدمة االغتصاب على المرأة " ‪ 2006‬هدفت الدراسة‬
‫إلى معرفة آثار صدمة االغتصاب على المرأة وذلك بالتقرب من الضحايا‬
‫والتعرف على اآلثار النفسية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬العالئقية والسلوكية إضافة إلى التعرف‬
‫على مدى تأثير الصدمة على حياة المرأة المغتصبة بعد ممارسة العنف عليها‬
‫ونظرتها لذاتها‪.‬‬
‫تمت الدراسة ميدانيا بالمركز االختصاصي لرعاية األحداث تكونت عينة‬
‫الدراسة من ‪ 4‬حاالت تتراوح أعمارهن ما بين ‪ 18‬و ‪ 19‬سنة شملت أدوات البحث‬
‫على المنهج اإلكلينيكي (العيادي) المتمثل في المقابلة المالحظة والمقابلة نصف‬
‫الموجهة ودراسة الحالة وتطبيق سلم هاملتون ‪ Max Hamilton‬لقياس القلق‬
‫‪ 1959‬م خلصت نتائج الدراسة إلى وجود بعض السمات الشخصية المتوفرة لدى‬
‫الحاالت المغتصبة‪.‬‬
‫خلصت نتائج الدراسة إلى وجود بعض السمات الموجودة في شخصية الضحيات‬
‫(فقدان الثقة باآلخرين (رجال‪ ،‬نساء) اضطراب الحياة العاطفية (الخوف من‬
‫الجنس اآلخر وفقدان اللذة الجنسية‪ ،‬اإلحساس بعدم الطهارة وتلطيخ شرفهن شرف‬
‫عائلتهن والرغبة في االنتحار‪ ،‬سلوك البكاء واإلحساس بالذنب والخجل إضافة إلى‬
‫عدم تقبل الواقع المؤلم‪ ،‬وجود آلية الهروب لديهن والعزلة باالنطواء حول الذات‪،‬‬
‫والعيش في حالة اكتئاب حاد يمنعهن من مواجهة الحقيقة والخروج إلى الواقع‪.‬‬
‫المستوى الدراسي ألفراد العينة يتميز بالضعف يتراوح ما بين األمية واالبتدائي‬
‫والمتوسطة ومستوى أسرهن بدوره ضعيف بحيث أن جل الحاالت المدروسة‬

‫‪8‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫منحدرة من أسر متفككة ويسودها الفساد األخالقي حيث واحدة من بين الحاالت‬
‫مورس نفس الفعل على عمتها من طرف األب أي الحالة‪.‬‬
‫‪ )4‬دراسة بزراوي نور الهدى "اإلحباط لدى الفتاة ضحية زنا المحارم"‬
‫أستاذة بقسم علم االجتماع كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬تلمسان – الجزائر‪.‬‬
‫انطلقت الباحثة من اإلشكال التالي‪:‬‬
‫‪ -‬هل يؤدي زنا المحارم إلى ظهور اإلحباط وبالتالي إلى ظهور عدوانية عند‬
‫الفتاة المغتصبة من طرف أحد محارمها؟ (مجلة اإلنسان والمجتمع‪:2012 ،‬‬
‫‪.)106‬‬
‫ولإلجابة على هذا اإلشكال اعتمدت الباحثة على المنهج العيادي لمعالجة دراستها‬
‫حيث اشتملت الدراسة على ‪ 4‬حاالت عيادية مستخدمة في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬المقابلة العيادية‪.‬‬
‫‪ -2‬المالحظة‪.‬‬
‫‪ -3‬اختبار روزنبارغ لقياس اإلحباط‪.‬‬
‫وفي األخير توصلت الباحثة إلى أن زنا المحارم يؤدي إلى ظهور اإلحباط وبالتالي‬
‫إلى ظهور عدوانية ذات اتجاهات مختلفة لدى الفتاة المغتصبة وذلك بالنسبة لـ ‪3‬‬
‫حاالت في حين أن الحالة ‪ 4‬لم تظهر وجود إحباط وبالتالي غياب المؤثرات‬
‫العدوانية‪.‬‬
‫‪ :2.6‬الدراسات الدولية‪:‬‬
‫‪ )1‬الدراسة التي قام بها الباحثان آدم ونيل (‪ )1967‬درسا من البيولوجية‬
‫البحثة اآلثار النفسية واالجتماعية حيث قاما بتتبع ‪ 18‬حالة كانوا تمرة زواج‬
‫محارم فوجدوا أن ‪ 5‬منهم قد ماتوا و‪ 5‬آخرين يعانون من تخلف عقلي‪ ،‬حالة‬
‫مصاب باالنشقاق في الشفة والسقف والحلق وهي نسبة مفزعة خاصة علما أن‬
‫العيوب الخلفية في عامة األسوياء حوالي ‪ %2‬وأغلبها تكون عيوب غير ملحوظة‪.‬‬
‫لذلك خلص هذان الباحثان إلى أن زنا المحارم لو انتشر يمكن أن يؤدي إلى انتهاء‬
‫الوجود البشري من أساسه وربما يكون هذا جزءا من الحكمة من التحريم الديني‬
‫والتحريم القانوني والوصم االجتماعي‬
‫‪ )2‬دراسة الدكتور أحمد المجذوب «زنا المحارم‪ ...‬الشيطان في بيوتنا»‬
‫‪2003‬م‪,‬‬

‫‪9‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتعتبر أول دراسة مصرية عرض فيها تاريخ هذه الجريمة في الحضارات القديمة‬
‫وكيف أن األديان السماوية حرمتها وفند خلوا القوانين الوضعية العربية من‬
‫األحكام الرادعة التي تطبق على مرتكب هذه الجريمة البشعة‪.‬‬
‫كانت الدراسة مطبقة على ‪ 200‬حالة ممن وقعوا في هذه الجريمة متخطيا بذلك‬
‫الصعوبات البالغة التي تعترض طريق أي باحث موضوعي يتصدى لمثل هذه‬
‫النوعية من المشكالت االجتماعية التي تحاط بسياج كبير من الصمت والسرية في‬
‫بلداننا العربية معتمدا في ذلك على البحث الذي أجراه معهد ‪ unicri‬لروما عن‬
‫ضحايا الجريمة الذي شمل ‪ 36‬دولة منها دول عربية حيث نشر الملخص في‬
‫التقرير الدولي الذي أصدره المعهد عام ‪ 1991‬إضافة إلى إجراء مقابالت مع إناث‬
‫تمثل كل منهن أسرة تبين من اإلجابات أن ‪ %10‬من العينة الكلية تعرضن لزنا‬
‫المحارم وال ربما العدد يزيد عن ذلك بينما كثير من الحاالت تتردد في اإلفصاح‬
‫عن ما حدث‪( .‬أحمد المجدوب‪ :2003,‬ط‪.)1‬‬
‫‪3) Stéphane Richard "Conduites suicidaires et‬‬
‫‪agressions sexuelles" : les relations entre viol, inceste et‬‬
‫‪suicide ou tentative de suicide.)2004( .‬‬
‫‪A travers cette étude l’auteur essaye de démontrer l’effet‬‬
‫‪de l’agression sexuelle, le viol, l’inceste sur la femme ; Cet‬‬
‫)‪état conduit le plus souvent la jeune femme (adolescente‬‬
‫‪violée au suicide, Elle reste donc prisonnière d’une douleur‬‬
‫‪inoubliable et d’un souvenir ineffaçable.‬‬
‫‪ -)8‬صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫‪ )1‬قلة المراجع المتضمنة لموضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪ )2‬صعوبة إيجاد الحاالت التي تخدم موضوع الدراسة و التي تمثل صورة‬
‫واقعية لهذه الفئة من المجتمع األصلي‪.‬‬
‫‪ )3‬رفض بعض الحاالت إجراء مقابالت خوفا من الفضيحة‪.‬‬
‫‪ )4‬من خالل هذه الدراسة واجهت الباحثة الكثير من االنتقادات و المتاعب من‬
‫المجتمع نظرا لحساسية و خطورته هذا الموضوع الذي يعكس ما هو‬
‫موجود في المجتمع‪ ,‬إضافة إلى أنها واجهت صعوبات من بعض المسؤولين‬

‫‪10‬‬
‫مدخل الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ذلك برفضهم مد لها يد المساعدة إلتمام هذا العمل الذي يدخل في إطار‬
‫البحث العلمي كسلك القضاء ألسباب نجهلها‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫نخلص من ما سبق أنه رغم الجهود المبذولة في اآلونة األخيرة حول إيجاد‬
‫كيفية لمحاربة مثل هذه الجرائم من خالل التوعية بخطورة هذا النوع من الجرم‬
‫الذي يمس كرامة المرأة الجزائرية و لما يخلفه من آثار سلبية حول نفسية الضحية‪,‬‬
‫إال و إن هذه الجهود التي تتمحور في تنظيم جمعيات للمناداة بحق مساواة المرأة‬
‫لقرينها الرجل لن تصل إلى الغاية المرجوة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .I‬اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها الشخصية‬


‫كثيرا ما نستخدم كلمة الشخصية في حياتنا اليومية فنقول أن فالنا ذو‬
‫شخصية قوية وأن اآلخر ذو شخصية ضعيفة ويقصد بذلك أن األول ذو تأثير على‬
‫غيره وأنه مستمر في رأيه‪ ،‬له أهدافه الواضحة في الحياة وأن الشخص اآلخر‬
‫ضعيف اإلرادة ليس فيه ما يميزه عن غيره فهو يتأثر بغيره بسهولة ويعجز عن‬
‫التأثير في الغير إلى غير ذلك من الصفات‪ ،‬في حين أن مصطلح الشخصية يعبر‬
‫عن دراسة الفرد من حيث هو كل موحد من األساليب السلوكية اإلنمائية المعقدة‬
‫التنظيم‪ ،‬التي تميز هذا الفرد عن غيره من الناس خاصة في المواقف االجتماعية‪.‬‬

‫ومن ثم فإن تعريف الشخصية مسألة افتراضية بحثه‪ ،‬فليس هناك تعريف‬
‫واحد صحيح والباقي تعريفات خاطئة والوقوف عند تعريف مقبول يرتضيه‬
‫الباحث يقتضي منه دراسة مختلف التعريفات التي وضعت لدراسة الشخصية ومن‬
‫الطبيعي أن يكون لمصطلح واسع االنتشار كالشخصية تعريفات كثيرة متعددة‬
‫ومختلفة حسب علماء النفس وحسب النظريات واالتجاهات المفسرة للشخصية‪.‬‬

‫‪ -)1‬تعريف الشخصية عند علماء النفس‪ ( :‬السيد فهمي علي ‪.)321 :2010‬‬
‫العديد من علماء النفس القدامى اهتموا بتحديد تعريف للشخصية باألخذ بعين‬
‫االعتبار التطور البيولوجي واالجتماعي لإلنسان ومن هذه التعريفات ما يلي‪:‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إذا نظرنا إلى الشخصية حسب "شون" [فهي التكوين المنظم أو الكل‬ ‫‪-1‬‬
‫الفعال أو وحدة العادات واالستعدادات والعواطف التي تميز أي فرد في‬
‫مجموع عن غيره من األفراد]‪.‬‬
‫( السيد فهمي علي ‪.)322 :2010‬‬

‫‪ -2‬يذهب كاتل إلى أن « الشخصية هي ما يمكننا أن نتنبأ بما يكون عليه‬


‫سلوك الفرد في موقف ما»‪ .‬مضيفا إلى ذلك وصف العناصر التي تتكون‬
‫منها الشخصية والتي صنفها إلى ثالثة أنواع من خالل وجهة نظره وهي‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬السمات أو العناصر الديناميكية وهي الدوافع المختلفة للسلوك أو أهدافه‬
‫سواء كانت فطرية أو مكتسبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬السمات المزاجية وهي التي تتعلق بالسمات الشاملة غير المتغيرة وهي‬
‫أيضا السمات التي تميز استجابات الفرد بصرف النظر عن المثيرات‬
‫التي تؤدي إليها مثل سرعة االستجابة أو قوتها أو مستوى النشاط‪.‬‬
‫ت‪ -‬القدرات والكفاءات العقلية وهي التي تحدد قدرة الفرد على القيام بعمل ما‬
‫وتتمثل في الذكاء والقدرات الخاصة والمهارات‪ ( .‬السيد فهمي علي ‪:2010‬‬
‫‪.)322‬‬

‫‪ -3‬تعريف ألبورت‪ :‬وإذا نظرنا إلى الشخصية من منظور ألبورت فهي‬


‫التنظيم الديناميكي في الفرد لجميع التكوينات الجسمية والنفسية وهذا‬
‫التنظيم هو الذي يحدد األساليب الفريدة التي يتوافق بها الشخص مع بيئته‬
‫ونستدرج من كل هذا‪:‬‬
‫‪ )1‬يوضح أن الشخصية تكوين أو تنظيم ديناميكي عام بمعنى أنه ثابت إلى حد‬
‫ما ومتغير وقابل للتغيير في نفس الوقت نتيجة التفاعل الدائم بين مختلف‬
‫العوامل الشخصية االجتماعية والمادية الخاصة بالفرد وبيئته‪ ( .‬السيد فهمي‬
‫علي ‪.)322 :2010‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعريف واطسن‪ :‬ومن وجهة نظر "واطسن" أن الشخصية هي كل ما‬ ‫‪-4‬‬


‫يفعله الفرد من أنشطة يمكن مالحظتها على مدى فترة طويلة من الزمن‬
‫( السيد فهمي علي ‪.)322 :2010‬‬
‫‪ -5‬تعريف جاثري‪ :‬يرمي التعريف الذي طرحه جاثري أن الشخصية هي‬
‫العادات ذات األهمية االجتماعية والتي تكون ثابتة وتقاوم التغير‪.‬‬
‫‪ -6‬تعريف روجرس ‪ :‬الشخصية عند روجرس هي نتاج التفاعل المستمر‬
‫فهي دائما في حالة من االرتقاء والتطور‪.‬‬
‫والسلوك اإلنساني يعمل بشكل كلي موحد إيجابي يسعى دائما إلى الوصول إلى‬
‫هدف واحد هو تحقيق الذات وهذا الدافع هو الذي يشجع الناس إلى تحقيقه‪ ,‬ففي‬
‫األساس الناس طيبون في حين إذا توفرت لهم ظروف النمو الطبيعية سيكونون‬
‫مسئولين عن تصرفاتهم‪.‬‬
‫‪ -)2‬النظريات واالتجاهات المفسرة للشخصية‪:‬‬
‫(المقاربات النظرية المفسرة للشخصية)‪:‬‬
‫تعددت واختلفت النظريات في تفسير الشخصية والسلوك اإلنساني ومن أهم‬
‫النظريات ما يلي‪:‬‬
‫‪:1.2‬نظريات األنماط (‪( :)Théorie des types‬السيد فهمي علي ‪)324 :2010‬‬
‫تعتبر نظرية األنماط من أقدم النظريات‪ ،‬تأسست على يد (هيبوقراط) الذي‬
‫افترض أن البشر يصنفون من خالل ‪ 4‬أنماط هي ‪ :‬الدموي‪ ،‬السوداوي‪،‬‬
‫الصفراوي‪ ،‬البلغمي‪ .‬وهذه األنماط تعتمد في تكوينها على ‪ 4‬مكونات أساسية‬
‫موجودة في كوكب األرض وهي‪ :‬الماء‪ ،‬النار‪ ،‬الهواء‪ ،‬التراب‪.‬‬
‫إلى أن وصل تطور هذه النظرية على يد (شلدون) ‪ W.H. Sheldon‬فتوصل إلى‬
‫وجود ‪ 03‬أنماط عامة بحيث أن كل نمط يصنف كل إنسان حسب امتالكه لجملة‬
‫من هذه المفردات التي تنتمي لألنماط (‪ )3‬المذكورة وعموما فإن صدق افتراض‬
‫شلدون لم يصل إلى الدرجة المقنعة‪.‬‬
‫‪:2.2‬نظرية السمات‪ ( :‬السيد فهمي علي ‪ )324 :2010‬كانت تصورات هذه‬
‫النظرية انطالقا من قوائم الصفات المتعددة التي من خاللها وضعت أشكال‬
‫السلوك الشخصي المتعلقة بالجوانب المعرفية أو الوجدانية أو غيرها ومن أهم‬
‫هذه التصنيفات تصنيف "هانز أيزنك"( السيد فهمي علي ‪ )325 :2010‬الذي‬
‫يرى أن شخصية اإلنسان تتكون من ‪ 4‬عوامل وكل عامل منها يستوعب العديد‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من الخصائص الصغرى التي تساعد على تكوين الشكل الذي يرسم المالمح‬
‫المتنوعة للشخصية‪ (.‬السيد فهمي علي ‪)325 :2010‬‬
‫ومن ثم فإن أهم سمات هذه النظرية هي تركيزها على العوامل المحددة التي‬
‫تفسر (السلوك البشري) حيث يفترض أصحاب نظرية السمات أن الناس يختلفون‬
‫في عدد من الخصال أو الصفات بحيث يشمل كل منها سمة كاالستقرار االنفعالي‪،‬‬
‫االندفاع‪ ،‬العدوان‪ ،‬السيطرة‪.‬‬
‫كما أن نظرية السمات تعتبر في بعض جوانبها متعارضة مع نظرية األنماط‬
‫فبذال من تصنيف األفراد وفق بعض األنماط السلوكية المعيشية فإن تصنيفهم يكون‬
‫بناء على درجة توفر بعض السمات عندهم‪.‬‬
‫في هذا المنظار فإن مجرد احتواء هذه السمات في قائمة صعب جدا ونستدرج من‬
‫هذا أن الشخصية من منظور نظرية السمات هي عبارة عن انتظام ديناميكي‬
‫لمختلف سمات الفرد التي تميزه عن غيره حيث تقوم هذه النظرية على أساس‬
‫تحديد السمات العامة للشخصية التي تكمن وراء السلوك‪ ،‬وإذا كانت هذه السمات‬
‫موجودة فإننا نستطيع أن نقبلها كأبعاد للشخصية‪ ،‬فالشخصية تبعا لذلك لها أبعاد‬
‫لمعرفة خصائصها‪.‬‬
‫والسمات هي هذه األبعاد فإذا عرفنا ذكاء الفرد فقد عرفنا بعدا من شخصيته‪.‬‬
‫كما أنها تتميز بأنها تمدنا بكل شيء يمكن قياسه ويمكن إجراء التجارب عليه‬
‫غير أن الدرجات التي تعطيها هذه االختبارات لعدد من السمات ليست كافية‬
‫لوصف الشخصية ألن مجرد معرفة ما لدى الفرد ال يبين لنا كيف تنتظم هذه‬
‫السمات عنده بصورة ديناميكية فسمات الفرد هي أساليب سلوكية تحت ظروف‬
‫المثيرات البيئية ووجودها يعتمد على نوعية التفاعل بين الفرد وبيئته مما يضعف‬
‫القول بثبات السمة فالفرد يخجل تحت ظروف معينة ويكون جريئا تحت ظروف‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ :3.2‬نظرية التحليل النفسي‪:‬‬
‫تعتبر نظرية التحليل النفسي التي انتهى إليها "فرويد" من أهم النظريات‬
‫الشخصية‪ ،‬ذلك ألنها كادت أن تكون متكاملة في التحليل النفسي‪ ،‬بل كانت أول ما‬
‫قدمت صورة شبه كاملة عن مكونات الشخصية وسماتها ووظيفتها وتفاعل بعضها‬
‫مع بعض ومع العالم الخارجي‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وقد قيل « إذا كان علم النفس هو علم السلوك‪ ،‬فالتحليل النفسي هو علم الشخصية‬
‫ذلك الهتمامها بدراسة الشخصية السوية والشاذة اهتماما بالغا وتأكيدها أثر العوامل‬
‫والدوافع الالشعورية في سلوك اإلنسان وكذا تأكيدها األثر الخطير لمرحلة الطفولة‬
‫المبكرة بخاصة عالقة الطفل بوالديه في تشكيل شخصية الطفل الراشد‪ (.‬عبد‬
‫الرحمن الوافي‪.)203 :2009 ،‬‬
‫وفي تمهيد الطريق لإلصابة باألمراض النفسية والعقلية وتوجيهها النظر إلى‬
‫األهمية النفسية لمرحلة الرضاعة وبسطها مفهوم الغريزة الجنسية ودراسة‬
‫تطورها من الناحية النفسية وصلة ذلك بشخصية الفرد ( عبد الرحمن الوافي‪:2009 ،‬‬
‫‪.)26-25‬‬
‫‪ :4.2‬النظرية اإلنسانية‪(Humanism :‬السيد فهمي علي ‪)325 :2010‬‬
‫‪( Humanistic‬د‪ .‬مأمون صالح ‪)60 :2011‬‬
‫نشأ هذا االتجاه ردا على االتجاه التحليلي والسلوكي كما تبنا هذا االتجاه كل من‬
‫أبراهام ماسلو و كارل روجرز لمحاولة من أجل النظر إلى الواقع اإلنساني‬
‫باعتباره هو األساس في تفسير السلوك اإلنساني بينما توصال إلى أن الدافعية يمكن‬
‫فهمها في إطار تدرج الحاجات كما تعتبر غرائز اإلنسان الدافعية محصورة في‬
‫تحقيق حاجته األساسية‪ .‬نفسية واجتماعية وبمجرد إشباع هذه الحاجة يكون الفرد‬
‫قد سعى إلى تحقيق ذاته‪.‬‬
‫‪ :5.4‬النظرية السلوكية‪:‬‬
‫تعتبر هذه النظرية أن الشخصية نتاج التفاعل بين الفرد ووسطه حيث يدرس‬
‫السلوكيين سلوكيات مالحظة وقابلة للقياس رافضين بذلك النظريات التي تنطلق‬
‫من التفكير واألحاسيس الداخلية ومن أشهر رواد هذه المدرسة (سكينز – جون –‬
‫واطسون) ( شكيب مصطفى‪.)7 :2007 ،‬‬
‫كما يعتبر (تولمان) من أهم الباحثين في علم النفس وفي االتجاه السلوكي وفي‬
‫الشخصية بوجه خاص مأمون صالح ‪ ) :2011‬إضافة إلى ذلك فإن السلوكية ترتكز‬
‫على دور التعلم )‪(Learning‬‬
‫(السيد فهمي علي ‪ )325 :2010‬في تكوين شخصية اإلنسان إذ تنظر لإلنسان على أنه‬
‫ميكانيكية مركبة معقدة‪.‬‬
‫‪ :5.6‬نظرية التعلم االجتماعي ‪:social Learning‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من مؤسسي هذا االتجاه (ألبيرت باندورا) حيث ترى أن الشخصية تتكون في‬
‫سياق اجتماعي تنمو فيه ويتم ذلك من خالل التعلم بواسطة [المحاكاة‪ ،‬التقليد‪،‬‬
‫المالحظة‪ ،‬والنمذجة]‪ (.‬السيد فهمي علي ‪.)326 :2010‬‬

‫‪ .II‬مدخل إلى اضطراب الشخصية‪:‬‬


‫عندما نتحدث عن "اضطراب الشخصية" فإننا نشير إلى الالسواء وسوء التكيف‬
‫واالضطراب الذي يسود معظم الشخصيات المنحرفة كما أنه يصعب تحديد السوي‬
‫والمرضي ألن السوي نسبي ويتغير حسب الزمن والمحيط ففي علم النفس‬
‫(الالسواء) يطلق على السلوك الذي ال يناسب السلوك المالحظ عادة في الجماعة‬
‫وفي ظروف معينة حيث أن الغير السوي ال يعني أنه مرضي وإنما يختلف سلوكه‬
‫عن المعتاد مالحظته‪.‬‬
‫كما أنه ال يوجد سواء مطلق والفرد السوي يستعمل بين الحين واآلخر آليات‬
‫مرضية في حياته ولكنها مؤقتة وليست دائمة وهذا ما يفرقه عن المريض الذي‬
‫يستجيب دائما بنفس الطريقة‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم اضطراب الشخصية‪:‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫اضطراب الشخصية ‪Trouble de la personnalité‬هي ترجمة حرفية‬
‫للتعبير اإلنجليزي ‪ Personality disorders‬الذي فرض على أثر إعداد ( مجلد‬
‫تشخيص وإحصاء االضطرابات العقلية) وهو يحاول أن يكون بديال للتعبير‬
‫الكالسيكي (الشخصية المرضية) (فهمي علي‪.)332 :2010 ،‬‬
‫على غرار أنه يوجد معايير مختلفة ال تتقاطع كلها للحكم على مرضية سمة معينة‬
‫أو مجموعة من السمات الموجودة في الشخصية بحيث أن شخصية الكائن البشري‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫"اإلنسان" تتكون من مزيج من (الدوافع – العادات – الميول – العقل – العواطف‬


‫– اآلراء والعقائد واألفكار‪ -‬االستعدادات‪ -‬المقدرات – المشاعر واألحاسيس‬
‫والسمات)‪ (.‬مأمون صالح‪.)207 :2011 ،‬‬
‫ومن ثم فإن كل هذه المكونات أو أغلبها يمتزج ويساهم في صنع أو تكوين‬
‫شخصية اإلنسان الطبيعية واألصل في الشخصية أن تكون طبيعية ولكن عندما‬
‫يحدث خلل في أحد أو بعض هذه المكونات يصبح ما يعرف (باضطراب‬
‫الشخصية )لينتج لنا طيفا واسعا من األنماط البشرية التي تراها ال ربما يوميا‬
‫ويصعب علينا إيجاد وتحديد تفسير لبعض تصرفاتها‪.‬‬
‫كما أنه ليس الضطراب الشخصية بداية محددة وإنما تطور بتطور نمو‬
‫الفرد وتبدأ مظاهرها في مرحلة المراهقة أو قبلها وتستمر لما بعد سن البلوغ‬
‫وتصبح أقل وضوحا وتطورا في الشيخوخة وتكون مالمحها المميزة منطبقة على‬
‫الشخص لوقت طويل من حياته وليست مقتصرة على فترة محددة‪.‬ويطلق عليها‬
‫عندئذ اضطراب لنمط الشخصية بحيث أن كل االضطرابات تظهر إما في‬
‫المراهقة أو الرشد أو مع بداية الرشد عند الشخصية المضادة للمجتمع والتي يتميز‬
‫صاحبها باالح تقار للمعايير االجتماعية والعاطفية والالمباالة يظهر هذا‬
‫االضطراب في سن (‪ 16‬سنة) وعادة يكون عند األطفال ذوي االضطرابات‬
‫السلوكية ويتجلى ذلك من خالل اضطراب التصرف لديهم‪.‬‬
‫وحتى يتسنى لنا تشخيص اضطراب الشخصية يجب أن يتوفر لنا شرطان‬
‫ضروريات للتشخيص‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عمر الشخص المضطرب أكثر من ‪ 18‬عاما حيث تبدأ‬
‫األعراض هذا العمل وتعرف بالسمات‪ (.‬مأمون صالح‪.)207 :2010 ،‬‬
‫‪ -2‬عندما تستمر هذه األعراض مع الشخص حتى عمر ‪ 18‬سنة تترسخ‬
‫ويصعب تغيرها‪.‬‬
‫‪ -)2‬أنواع اضطراب الشخصية‪:‬‬
‫أما عن التصنيف المحدد من قبل الدليل اإلحصائي للجمعية األمريكية للطب‬
‫النفسي تنقسم اضطرابات الشخصية إلى ‪ 10‬اضطرابات مختلفة مرتبة على ‪03‬‬
‫مجموعات‪:‬‬
‫‪:1.2‬مجموعة أ‪ :‬اضطرابات غريبة وشاذة‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬اضطراب الشخصية البارانوية أو االضطهادية ‪parnoid personality‬‬


‫‪disorder‬‬
‫‪ -‬اضطراب الشخصية الفصامية ‪.Schizoid‬‬
‫‪ -‬اضطراب الشخصية شبه الفصامية ‪Schizotypal:‬‬
‫يوصف أصحاب هذه الشخصيات بالبرود والغربة والشكوك‪.‬‬

‫‪:2.2‬مجموعة ب‪ :‬اضطرابات عاطفية‪ ،‬دراماتيكية‪ ،‬أو غير منتظمة‪:‬‬


‫‪ -‬اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع ‪.Antisocial personality‬‬
‫‪disroder‬‬
‫‪ -‬اضطراب الشخصية الحدية أو البينية ‪.Borderline‬‬
‫‪ -‬اضطراب الشخصية االستعراضية أو الهستيرية ‪.Histronic‬‬
‫‪ -‬اضطراب الشخصية نرجسية ‪.Narcistic‬‬
‫يوصف أصحاب هذه الشخصيات بأنهم انفعاليون وعاطفيون و متقلبوا األطوار‪.‬‬
‫‪:3.2‬مجموع جـ‪ :‬اضطرابات القلق أو الخوف‪.‬‬
‫‪ -‬اضطراب الشخصية التجنبية ‪.Avoidant‬‬
‫‪ -‬اضطراب الشخصية اعتمادية ‪.Dependant‬‬
‫‪ -‬اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية ‪.Obsession compulsive‬‬
‫يوصف أصحاب هذه الشخصيات بأنهم قلقون خائفون‪ (.‬مصطفى شكيب‪:2007 ،‬‬
‫‪.)13-12‬‬
‫أما بالنسبة للمجموعة المتبقية فهي اضطراب الشخصية الغير محدد وهو النمط‬
‫الذي ال تنطبق عليه المحكات في الدليل اإلحصائي التشخيصي األمريكي ‪DSM4‬‬
‫وهذا ما يعرف بالشخصية المختلطة وغير الموجودة في الدليل‪.‬‬
‫‪ -)3‬نبذة تاريخية عن مفهوم الشخصية المضطربة‪:‬‬
‫لقد بدأت دراسة اضطراب الشخصية في عام ‪ 1980‬مع نشر الطبعة ‪ 3‬من‬
‫دليل التشخيص اإلحصائي أمريكي )‪ (DSM4‬بالرغم من أن اضطرابات‬
‫الشخصية كانت موجودة منذ زمن طويل حيث يقدم كل من (ميلون وديفيس)‬
‫تاريخا مشوقا من عن فكرة اضطراب الشخصية حيث الحظا أن مفهوم الشخصية‬
‫واضطراب الشخصية يرجعان إلى اليونانيين والرومانيين القدماء‪(.‬فهمي علي‪،‬‬
‫‪.)333 :2010‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إضافة إلى أن المفاهيم األكثر حداثة قد كان لها تأثير كبير على آراء المعاصرة‬
‫الخاصة بالشخصية المضطربة وتشمل اآلراء أفكار اثنين من المؤرخين في تاريخ‬
‫الطب النفسي وعلم النفس هما (إيميل كرابيين و سيغموند فرويد)‪.‬‬
‫فقد كتب (كرابيين) أبو التشخيص في الطب النفسي في الطبعة الثامنة (‪ )8‬من‬
‫مرجعه الخاص بالطب النفسي عن الشخصية المضطربة عام ‪1914‬م كما كان‬
‫(فرويد ) أبو التحليل النفسي مهتما بدور الحيل الدفاعية الالشعورية‬
‫(االستراتيجيات الالشعورية لتجنب القلق)( فهمي علي‪.)333 :2010 ،‬في تطوير‬
‫أنماط الخلق سيئة التكيف وهو مصطلح آخر للشخصية كما أنه بشكل مرغوب أو‬
‫غير مرغوب فيها اكتسبت تلك االضطرابات اهتماما كبيرا من اإلكلينيكيين‬
‫والمنظرين والباحثين لدرجة أنه في نطاق ‪ 7‬سنوات تأسست مجلة اضطرابات‬
‫الشخصية ‪ Journal of personality disorder‬وباإلضافة لذلك شهد عام‬
‫‪ 1988‬تأسيس جمعية اضطراب الشخصية ومنذ ذلك الحين ازدهر البحث الخاص‬
‫باضطرابات الشخصية ( فهمي علي‪.)324 :2010 ،‬‬
‫‪:1.3‬أسباب اضطرابات الشخصية‪:‬‬
‫ظلت األسباب محط خالفات واختالفات في وجهات النظر فالبعض يعتبر أن‬
‫اضطرابات الشخصية مردها إلى التجارب األولى التي تنبئ عن نمو التفكير‬
‫السوي وأشكال السلوك فيما ذهب آخرون إلى إرجاع هذه االضطرابات إلى تأثير‬
‫العامل البيولوجي الجيني ومن ثم فإنه لم يحدد سبب مطلق يظهر أن األمر يتعلق‬
‫بمزيج من االستعداد الجيني وتأثيرات البيئة االجتماعية‬
‫‪:2.3‬كيفية التعرف على الشخصية المضطربة‪:‬‬
‫إذا ما أظهر الشخص أعراضا موافقة لما جاء في التصنيف اإلحصائي‬
‫للجمعية األمريكية للطب النفسي )‪ (DSM4‬منها أن تكون هذه األشكال مزمنة‬
‫ومؤثرة وتمس مظاهر عديدة من الحياة الشخصية كالعمل‪ ،‬النشاط االجتماعي‪،‬‬
‫المدرسة والعالقات الحميمة وأن تمس األعراض المجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬التفكير – االنفعاالت – العالقات الشخصية والتحكم في النفس‪.‬‬
‫‪ )2‬عدم استقرار السلوك عبر الزمن وافتقاره إلى بداية يمكن إيجادها في‬
‫المراهقة أو بداية البلوغ‪.‬‬
‫‪ )3‬عدم اعتبار اإلدمان على المخدرات أو أية أسباب أخرى إذا كانت وراء هذا‬
‫االضطراب‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫( مصطفى شكيب‪.)5 :2007 ،‬‬


‫‪:3.3‬معايير تشخيص اضطرابات الشخصية‪:‬‬
‫يمكن تشخيصها بصفة عامة كما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬نمط ثابت من الخبرة الذاتية وسلوك منحرف بشكل واضح عن الثقافة التي‬
‫يعيش فيها الفرد ويظهر هذا النمط في اثنين أو أكثر من الجوانب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬المعرفة‪.‬‬
‫‪ -2‬الوجدان‪.‬‬
‫‪ -3‬اضطراب األداء البينشخصي‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم القدرة على ضبط الدوافع‪.‬‬
‫‪ )2‬يكون هذا النمط الثابت غير مرن ومستمرا وشامال لمدى واسع من المواقف‬
‫الشخصية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ )3‬يؤدي النمط الدائم إلى أسى أو كرب أو تلف في مجاالت هامة من األداء‬
‫االجتماعي أو المهني أو غيرها‪.‬‬
‫‪ )4‬يكون النمط ثابتا وذا دوام طويل‪ ،‬ويمكن تتبع ظهوره في الماضي على‬
‫األقل‪ ،‬في المراهقة أو بداية الرشد‪.‬‬
‫‪ )5‬ال يرتبط النمط الدائم بظهور أو عواقب أي اضطراب عقلي آخر‪.‬‬
‫‪ )6‬ال يرجع النمط الثابت إلى التأثيرات الفسيولوجية المباشرة للمواد المؤثرة‬
‫نفسيا مثل‪{:‬سوء استخدام العقاقير‪ ،‬أو العالج باألدوية النفسية} وال يكون‬
‫نتيجة حالة طبية عامة مثل صدمة بالرأس‪ (.‬فهمي علي‪.)338-337 :2010،‬‬

‫‪ -)4‬اضطراب الشخصية الحدية‪:‬‬


‫مصطلح الحاالت الحدية أو البينية أدخل ألول مرة في مجال علم‬
‫األعصاب على يد العلم (‪ )C.Hugues‬سنة ‪ 1884‬للحاالت المتأرجحة و‬
‫المتذبذبة مدى الحياة بين الحدية و الخرف‪ ,‬ثم جاء طبيب آخر (‪)J.C.Rosse‬‬
‫‪ 1890‬باحثا عن دالالت سريرية عيادية للجنون البيني (الحدي)‪.‬بعد ذلك جاء‬
‫(‪ 1932 )Edward Glover‬أورد هذا المصطلح و قام بالتعليق عليه في‬
‫تقرير و بمعنى آخر قام بتوضيح العالقة بين الحدية و اإلدمان في مخطط‪.‬‬
‫حين مجيء (‪ 1937 )S.Freud‬بفكرته قائال‪:‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫{‪}Tout névrose possède un moi en partie psychotique‬‬


‫بمعنى أن كل ذهاني لديه "أنا" في المجال النفساني‪ .‬و ما لبث المصطلح أن‬
‫أدخل في التصنيفات على يد المحلل النفساني (‪.1938 )A. Stern‬‬
‫و في سنة ‪ )Helene Deutsch( 1942‬قام بوصف نوع من الشخصية الذي‬
‫يقترب كثيرا من مميزات الحدية(البينية)‪ ,‬ثم جاء (‪ )Germaine Guex‬سنة‬
‫‪ 1950‬مصرا على أن االضطراب يجب تسميته ب "عصاب التخلي"‪La {.‬‬
‫‪ }névrose D’abandon‬و من ثم‬
‫{‪.}Syndrome D’abandon‬متالزمة التخلي لمعرفة حاالت األطفال‪.‬‬
‫و في األخير جاء (‪ 1970 )Jean Bergeret‬مقترحا تالقي بين علم األمراض‬
‫أو االضطرابات الحدية(البينية) و االكتئاب و كان أول من قسم الشخصية‬
‫العادية و المرضية من خالل جملة من المكونات الميتاسيكولوجية األساسية‬
‫لبنية الشخصية و هي‪:‬‬
‫‪ .1‬مستوى نكوص اللبيدو و األنا‪.‬‬
‫‪ .2‬نوع القلق‪.‬‬
‫‪ .3‬نوع العالقة بالموضوع‪.‬‬
‫‪ .4‬طبيعة الصراع‪.‬‬
‫‪ .5‬اآلليات الدفاعية األساسية‪( .‬بدرة معتصم ميموني‪.)58 :2005 ,‬‬

‫الحاالت‬ ‫الذهان‬ ‫العصاب‬


‫البينية(الحدية)‬
‫الموت‪ ,‬فقدان الموضوع‬ ‫قلق‬ ‫قلق الخصاء‬ ‫القلق‬
‫التجزئة‪,‬‬
‫قلق االنقسام‬
‫الصورة‬ ‫ازدواج‬ ‫األنا‪,‬‬ ‫انشطار‬ ‫ميكانيزم الدفاع الكبت – التنقل‬
‫الهوامية‬ ‫اإلسقاط‪ ,‬االمتناع‬
‫اتكالي‬ ‫الموضوع الجزئي‬ ‫الموضوع النهائي‬ ‫العالقة‬
‫عالقة اندماجية‬ ‫تناسلية‬ ‫بالموضوع‬
‫مثالية األنا‪ ,‬الواقعية‬ ‫الواقع ‪ -‬الهوا‬ ‫داخلي نفسي‬ ‫الصراع‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫(‪.1)Cite D’internet‬‬
‫‪ -)5‬تعريف اضطراب الشخصية الحدية‪:‬‬
‫هي تلك الشخصية التي تقف على الحدود التي تفصل بين العصاب والذهان أو‬
‫التي تقوم بالحد بين العصاب والذهان‪ ،‬أدخل هذا المصطلح للمرة األولى في عام‬
‫‪1884‬م على يد العالم )‪ (Hugues‬ومن تم استدرج في التصنيفات عام ‪1938‬م‬
‫على يد العالم )‪ (Stern‬ولقد عرف مبدأ الشخصية الحدية قبوال ونجاحا واسعين‬
‫وذلك بسبب الحاجة إلى مثل هذا المصطلح الستخدامه في تصنيف وتبويب عدد‬
‫من االضطرابات العيادية التي يمكن إدراجها في عداد األبواب التقليدية المعروفة‬
‫في التصنيفات النفسية لهذه األسباب‪ ,‬تعرض مفهوم الشخصية الحدية إلى تغيرات‬
‫عميقة وعديدة مع مرو ر الزمن ولقد اهتم األمريكيون بشكل خاص بهذا النمط من‬
‫اضطراب الشخصية وعملوا على إيضاحه وجالء عناصره وهم يعرفونه على أنه‪:‬‬
‫"اضطراب للشخصية يطال عددا متغيرا من أصعدة الحياة النفسية‪ ,‬وخاصة تلك‬
‫المتعلقة بالعالقات الشخصية والمزاج األساسي وصورة الذات إضافة إلى تغيرات‬
‫فائقة في الشخصية وذلك بحيث ال تحافظ الشخصية على أي من مالمحها بشكل‬
‫دائم"‪(.‬محمد أحمد النابلسي‪.)35-30 :1999,‬‬
‫‪ ‬وحسب ‪ DSM4‬يعرف اضطراب الشخصية الحدية على أنها‪:‬‬
‫" طراز ثابت من عدم االستقرار في العالقات مع اآلخرين وفي صورة الذات وفي‬
‫العواطف واالندفاعية الواضحة حيث يكون البدء في فترة مبكرة من البلوغ‬
‫ويتجلى في مجموعة متنوعة من السياقات كما يستدل عليه بخمسة أو أكثر من‬
‫التظاهرات التالية"‪:‬‬
‫‪ :1.4‬معايير تشخيص اضطراب الشخصية الحدية حسب ‪:DSM4‬‬
‫‪ )1‬محاوالت محمومة لتجنب هجران حقيقي أو متخيل‪.‬‬
‫‪ )2‬طراز من العالقات غير المستقرة والحادة مع اآلخرين يتسم باالنتقال بين‬
‫أقصى المثال الكمالي وأقصى التبخيس من القدر‪.‬‬
‫‪ )3‬اضطراب الهوية وعدم استقرار واضح وثابت في صورة الذات أو‬
‫اإلحساس بالذات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://fr.wikipédia.org/wiki/trouble de la personnalité borderline.‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ )4‬االندفاعية في مجالين على األقل من المجاالت التي تحمل إمكانية إلحاق‬


‫األذى بالذات (مثل اإلنفاق‪ ،‬الجنس‪ ،‬سوء استخدام المواد‪ ،‬السياقة المتهورة‪،‬‬
‫اإلفراط الطعامي)‪.‬‬
‫‪ )5‬سلوك انتحاري متكرر أو إلماحات أو تهديدات أو سلوك مشوه للذات‪.‬‬
‫‪ )6‬عدم االستقرار االنفعالي الناجم عن إعادة تنشيط واضع للمزاج (قلق يستمر‬
‫لبضع ساعات أو أيام)‬
‫‪ )7‬إحساسات مؤمنة بالفراغ‪.‬‬
‫‪ )8‬الغضب الشديد غير المناسب أو الصعوبة في لجم الغضب (تظاهرات كثيرة‬
‫الغضب‪ ،‬شجارات متكررة)‪.‬‬
‫‪ )9‬تفكير زوراني عابر مرتبط بالشدة أو أعراض انشقاقية شديدة‪.‬‬

‫‪ .III‬الصــــــــــــــــــــــــــــــــدمة النفـســيــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫‪ -)1‬تعريف الصدمة النفسية‪:‬‬
‫إن مصطلح الصدمة مشتق من الكلمة اليونانية ‪ Traumatos‬والتي تعني الجرح‬
‫أو الجرح المحدث من طرف العنف‪ ،‬وقد استعمل هذا المصطلح في ميدان طب‬
‫الجراحة (‪ .1 )Cite D’internet‬وهذا يعني أن الصدمة عبارة عن جرح ينتج بعد‬
‫ممارسة فعل عنيف على الشخص تاركا له أثر عميق كتعرض المرأة العتداء‬
‫جنسي أو وفاة شخص تربطه به عالقة قرابة أو صداقة قوية‪.‬‬
‫‪ ‬أما في ميدان الطب العقلي فالصدمة "هي تجربة انفعالية أو صدمة لها أثر‬
‫نفسي مستمر أو صدمة انفعالية عنيفة جدا"‪( Khiati, M 2002: 58 - .‬‬
‫)‪59‬‬
‫ومن ثم فإن الصدمة حسب ‪ Khiati‬هي مرور الفرد بتجربة مؤلمة وعنيفة تركت‬
‫وراءها أثرا نفسيا الذي يظل الفرد يعاني منه باستمرار فالسبب راجع إلى أن‬
‫الصدمة كانت جد قاسي ة وقوية على الفرد لدرجة أنه لم يستطع مقاومتها أو نسيانها‬
‫ك مرور الفتاة المراهقة بفترة عصيبة في حياتها كتعرضها لالعتداء من طرف أحد‬
‫محارمها أو دخولها في عالقة عاطفية أدت بها في آخر المطاف إلى نتيجة سلبية‬
‫وهي االغتصاب من طرف هذا الشخص وذلك لكون أن ذلك الشخص قد حطم تلك‬
‫‪1‬‬
‫‪: Webster, nouveau dictionnaire universal, 2ème édition.‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصورة المرسومة في مخيلتها والثقة التي أعطتها له بارتكابه لمثل هذا الفعل‬
‫وبالتالي تعاني من تلك التجربة باستمرار خاصة إذا لم يكن هنالك تكفل نفسي من‬
‫قبل المختصين النفسانيين العياديين ومن األسرة أو العائلة‪.‬‬
‫‪ ‬الصدمة في ميدان علم النفس‪:‬‬
‫استعملت هذه العبارة (للداللة على ظاهرة اختراق وكسر للنفس عن طريق‬
‫مؤثرات عنيفة وقوية‪ ،‬كما تعمل على خلق تشويه وتغيير في مكونات الشخصية‬
‫والعالقات العاطفية)‪.‬‬
‫)‪)Miloud Ouahab, 2003 :81‬‬
‫ومن ثم فإننا نستدل من ما يلي أن الصدمة تدل على ظاهرة تتسم بالقوة والتي يكون‬
‫لها أثر كبير على شخصية الفرد المصدوم مما تحدث خلل في عالقاته مع اآلخرين‬
‫كتعرض الضحية لالغتصاب الجنسي يجعلها في حالة من االرتباك والخوف من‬
‫القيام بعالقات مع اآلخرين كما ينتابها الشعور بالذنب بأنها أصبحت ملطخة‪.‬‬
‫‪ ‬وحسب (‪ )Sillamy N‬فنجده يعرف الصدمة على أنه‪{:‬حادث عنيف قابل‬
‫لشن اضطرابات جسدية ونفسية تؤثر على بنية الشخصية‪ ،‬وإن لم تكن هذه‬
‫اآلثار يمكن اعتبارها أزمة عارضة وتكون دائما متبوعة بمجموعة من‬
‫االضطرابات النفسية والجسدية التي تكون غالبا مستمرة وتعرف بأعراض ما‬
‫بعد الصدمة وأهمها‪ :‬عدم االستقرار‪ ،‬الضعف‪ ،‬العياء النفسي‪ ،‬فقدان الذاكرة‪،‬‬
‫النكوص إلى مرحلة الطفولة}‪.(Sillamy. M, 1996 :226) .‬‬
‫ومما يبدو لنا أن ‪ Sillamy N‬أعطى أبعادا كثيرة لتأثير الصدمة على شخصية‬
‫الفرد لكونها تخلق لديه جملة من االضطرابات النفسية والجسدية التي تحدث تغيرا‬
‫في شخصيته حيث أن هذه االضطرابات يمكن أن تظل طيلة حياة الفرد ويمكن أن‬
‫تختفي مع الوقت إذا كان هنالك تكفل نفسي هادف أحيط بشخصية المصدوم‪.‬‬
‫أما بالنسبة لالضطرابات الجسمية فإن الفرد قد يعاني من فقدان الشهية أو عدم‬
‫األكل واالرتعاش وغيرها من األعراض وبالتالي فهي أحداث مرعبة لها نتائج‬
‫على الفرد وعلى صحته النفسية والجسدية‪.‬‬
‫‪ ‬كما نجد في معجم مصطلحات التحليل النفسي أن الصدمة النفسية هي‪":‬‬
‫حدث في حياة الشخص يتحدد بشدته وبالعجز الذي يجد الشخص فيه نفسه عن‬
‫االستجابة المالئمة حياله وبما يثيره في التنظيم النفسي من اضطراب وآثار‬
‫دائمة مولدة للمرض حيث تتصف الصدمة من الناحية االقتصادية بفيض من‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلثارات‪ ,‬تكون مفرطة بالنسبة لطاقة الشخص على االحتمال وبالنسبة لكفاءته‬
‫في السيطرة على هذه اإلثارات وإرصانئها نفسيا" ( عبد الرحمن سي موسى‪،‬‬
‫‪.)76 :2004‬‬
‫‪ ‬وفي معجم مصطلحات علم النفس تقول جابري لمياء بأن "الصدمة هي‬
‫تجربة غير متوقعة ال يستطيع المرء تقبلها"‪(.‬جابري لمياء‪:2005 ،‬‬
‫‪.)187‬‬
‫وكنتيجة لهذه التعاريف يمكننا أن نستنتج أن الصدمة هي كل حادث عنيف قوي‬
‫ومرعب يتعرض به الفرد بشكل مفاجئ وغير متوقع حيث أن هذا الحادث من‬
‫شأنه أن يخلق جملة من االضطرابات النفسية والجسدية لدى الفرد والتي تؤثر في‬
‫حياته الخاصة والعامة وقد تبقى مدى حياة الفرد إذا لم يكن هنالك تكفل نفسي دقيق‬
‫وموجه‪ ،‬قي حين إذا كان هناك تكفل نفسي فإنه بإمكان الفرد تجاوز تلك الصدمة‬
‫أو الحادث ويعيش حياته طبيعيا‪.‬‬
‫‪ -)2‬المقاربة النفسو ‪ -‬تحليلية للصدمة النفسية‪:‬‬
‫من خالل هذه المقاربة يمكننا فهم بوضوح وبدقة تطور مفهوم مصطلح الصدمة‬
‫من خالل ثالثة مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ :1.2‬المرحلة األولى من ‪ 1895‬إلى ‪.1920‬‬
‫في هذه المرحلة يبين ‪ Freud‬أن للصدمة طابع جنسي بحيث أن من خالل هذا‬
‫الطابع نجد أن الصدمة ترتبط بنظرية اإلغراء والتي تعني فعل اإلغراء الجنسي‬
‫الذي يؤدي إلى العصاب وهذه الفرضية تقسم إلى جانبين‪:‬‬
‫‪ :1.1.2‬الجانب األول‪ )1905 – 1895( :‬وهو عبارة عن الجانب اإلغرائي في‬
‫المرحلة ما قبل الجنسية‪ ,‬حيث أن النموذج األساسي لفعل الصدمة مرتبط‬
‫باإلغراء عند الطفل وهذا الجزء تبقى مشاهده مكبوتة في الالشعور‪.‬‬
‫‪ :2.1.2‬الجانب الثاني‪ )1920 – 1905( :‬هذا الجانب يحتوي على حدث صدمي‬
‫ليس بالغ األهمية لكنه يحيي ويوقظ الجانب األول أي الجانب االقتصادي‬
‫للصدمة كما أنه يأتي ليتزامن مع فترة البلوغ والمراهقة‪.‬‬
‫في حين أن الجانب الثاني يلعب دورا هاما في إخضاع إثارة داخلية لتنشيط الشيء‬
‫الذي وضعه فرويد في كتابه "دراسات في الهستيريا" قائال أن «أن اإلثارات‬
‫الجنسية وكذلك الوجدانية النفسية تكون الممر بين تطور الذكريات الداخلية‬
‫والوجدانية النفسية والتي تتناسب مع فترة البلوغ ففي هذه الفترة يكتسب الفرد‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المفهوم الجنسي من خالل النمو الذي يصبح رابطا بين هذه اإلثارات الداخلية‬
‫وإدراك الجانب الجنسي األول"‪) Freud et Breuner, 1987 :159(.‬‬
‫وفيما بعد أتى ‪ Freud‬متحدثا عن األعصبة والكوارث واضعا في اهتماماته مشكلة‬
‫الصدمة بشكلها العيادي المسمى (أعصبة الصدمة) وفي نفس الوقت يرى أن‬
‫الفيض المفرط لإلثارة يخرج مبدأ اللذة مباشرة من دائرة التأثير مجبرا في ذلك‬
‫الجهاز النفسي على القيام بربط اإلثارات بشكل يسمح بتصريفها الحقا ألن الصدمة‬
‫هي اختراق واسع لحدود األنا تسمح باستيعاب قدرة االرتباط التي يتمتع بها األنا‬
‫(البالنش وبانناليس‪.)303 :1987‬‬
‫‪ :2.2‬المرحلة الثانية انطالقا من ‪:1920‬‬
‫تحمل الصدمة بعدا جديدا في هذه المرحلة كما أنها تصبح مفهوم رمزي للجانب‬
‫االقتصادي للجهاز النفسي وهي عبارة عن تحطيم لواقية اإلثارة فالحصر هنا‬
‫يصبح نموذج للقلق من خالل الفيض اإلثاري عندما تكون إثارة القلق ال تسمح‬
‫لألنا بالحماية من التحطيم الكمي سواء كان ذو إثارات نزوية (طبيعة داخلية) أو‬
‫ذكريات صدمية (خارجية) ومن ثم وضع ‪ Freud‬سنة ‪ 1926‬في كتابه (الكف‪-‬‬
‫العرض والقلق) نظرية جديدة للقلق موضحا تركيزه حول الرابط بين الصدمة‬
‫وفقدان الموضوع والسبب راجع إلى أنها ترتبط بقلق االنفصال على غرار أن‬
‫‪ Freud‬ميز بين ‪ 5‬أنواع من القلق‪:‬‬
‫‪ )1‬القلق من الصدمة عند الوالدة‪.‬‬
‫‪ )2‬القلق من فقدان األم كموضوع فقدان الموضوع‪.‬‬
‫‪ )3‬القلق من فقدان عضو الذكورة (قلق الخصاء)‪.‬‬
‫‪ )4‬القلق من فقدان الحب كموضوع‪.‬‬
‫‪ )5‬القلق من فقدان حب األنا األعلى‪.‬‬
‫وأصبح مصطلح الصدمة النفسية ‪ Traumatisme‬متعلق بذلك الذي هو جرحي‬
‫ابتداء من ‪.1920‬‬
‫‪ :3.2‬المرحلة الثالثة إلى نهاية ‪:1939‬‬
‫في هذه المرحلة نجد أن التجارب الصدمية هي التي تبني التنظيم والوظائف‬
‫النفسية بحيث أن الصدمة النفسية أصبحت تعبر عن األحاسيس المعاشة في‬
‫المرحلة التي نسيت هي الطفولة الصغرى وفي هذا الصدد يمكننا التمييز بين ‪3‬‬
‫مصطلحات حتى نصل إلى الصدمة‪:‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ :1.3.2‬الصدمة الجرحية ‪:Traumatique‬‬


‫يقصد بها الجانب االقتصادي للصدمة النفسية بحيث أن هذا المبدأ‬
‫االقتصادي يسبب نمط وظائفي الذي من خالله ال نستطيع التحدث عن‬
‫التوظيف بالدليل الصدمي حتى ولو كان جزء من هذه اإلثارة يمكن أن يكون‬
‫صوري ورمزي فمن المؤكد أن ال تكون كلها‪.1‬‬
‫(‪.)Cite D’internet‬‬
‫‪ :2.3.2‬الصدمة النفسية ‪:Traumatisme‬‬
‫وتعني المفهوم المولد للصدمة وتوظف كآثار صورية ورمزية لألثر‬
‫الصدمي للتنظيم الهوامي للفرد وكذلك بالنسبة لما هو جنسي والذي يتعلق‬
‫بتنظيم األنماط الوظائفية النفسية التي تشير أعصبة التحويل‪.‬‬
‫‪ :3.3.2‬الصدمة‪:Trauma :‬‬
‫"هي تجربة غير متوقعة ال يستطيع المرء تقبلها" بمعنى أنها عبارة عن‬
‫مزيج بين الجانب اإليجابي والسلبي للصدمة النفسية في التنظيم النفسي‪.‬‬
‫كما بين ‪ Freud‬ذلك من خالل اإلصابات المبكرة لألنا التي ممكن أن تحدث تحت‬
‫شكل جروحات نرجسية‪ ,‬كما أن هذه الصدمات المتعلقة بالموضوع أو فعل المحيط‬
‫تأتي لتحدث اضطرابات نفسية وتقحم العمليات و الميكانيزمات الدفاعية األولى‬
‫مثال‪ :‬النكران‪ ،‬االنشطار‪ ،‬اإلسقاط‪ ،‬المثالية ‪.)Cite d’internet(.2...‬‬
‫نستنتج من خالل هذه المقاربة أن الصدمة تمر بـ ‪ 03‬مراحل كما أن كل مرحلة‬
‫تتميز بخصائص تكون مكملة للمرحلة التي تليها‪:‬‬
‫فالمرحلة األولى الممتدة من ‪ 1920 – 1895‬أعطاها ‪ Freud‬طابع جنسي وهي‬
‫مرتبطة باللذة الجنسية التي قسمها إلى جانبين متعلقين بمرحلتين من حياة الفرد‪.‬‬
‫‪ ‬فاألولى هي المرحلة ما قبل الجنسية التي ترتبط فيها الصدمة باإلغراء‬
‫وهي أن يمارس أمام الطفل مشهد إغرائي في حين أن ذلك المشهد يبقى مكبوتا في‬
‫الالشعور حتى مرحلة (البلوغ والمراهقة) وهذه المرحلة تخص المشهد الثاني من‬
‫المرحلة األولى‪ .‬بينما هذا المشهد يحفز ويوقظ ويحرك الجانب اإلغرائي المكبوت‬
‫في الالشعور ذلك لكون أن الطفل أصبح بالغا ومدركا لمعنى الجنس من خالل‬
‫نموه الجسدي بنمو أعضائه الجنسية وبالتالي فإدراكه للجنس يربطه مباشرة‬

‫‪1‬‬
‫‪: http ://349.Spp.dsso.fr/main/conférence en ligne.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Http : //349.Spp.dsso.fr/main/conférence en ligne./items/traumatisme.‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب مشاهد اإلغراء التي الحظها في مرحلة الطفولة وبالتالي يكون هناك إثارة‬
‫للنزوات الداخلية والعاطفية‪.‬‬
‫‪ ‬أما بالنسبة للمرحلة ‪ 2‬والتي تكون انطالقا من سنة ‪ 1920‬فهي تأخذ بعدا‬
‫آخر ومفهوما رمزيا للجهاز النفسي حيث أن هذه المرحلة تتميز بوجود القلق‬
‫وغياب الموضوع الذي يتم فيه تفريغ تلك النزوات الداخلية وذلك الغياب يجعل‬
‫الفرد عاجزا عن تفريغ تلك اإلثارات (النزوات) مما يشكل لديه نوع من القلق كما‬
‫بين ‪ Freud‬ذلك الربط للصدمة بفقدان الموضوع‪.‬‬
‫بمعنى أن ذلك الفيض النزوي أو اإلثاري الذي يعاني منه الفرد يصبح بمثابة قلق‬
‫وحصر حين غياب الموضوع الذي يفرغ فيه تلك النزوات أو اإلثارات‪.‬‬
‫مثال‪ :‬المراهقة المغتصبة تفقد الحصانة وتصبح تحس أنها ملوثة وملطخة وغير‬
‫مرغوب فيها كل هذا من شأنه أن يسبب لها القلق كما أنها تصبح أكثر عنفا‬
‫وانفعاال وأكثر انحرافا أيضا‪.‬‬
‫‪ ‬أما بالنسبة للمرحلة ‪ 3‬واألخيرة الممتدة إلى ‪ 1939‬نجد فيها أن التجارب‬
‫الصدمية لها جانب إيجابي ذلك لكونها تقوم بتنظيم الوظائف النفسية إضافة إلى أنه‬
‫يتم إخراج المكبوتات واألحاسيس المتعلقة بمرحلة الطفولة مما يبين وجود نوع من‬
‫االسترخاء وعلى غرار كل هذا نجد أن ‪ Freud‬قام بتمييز ‪ 3‬مصطلحات للوصول‬
‫إلى الصدمة وهي‪:‬‬
‫الصدمة‬ ‫الصدمة النفسية‬ ‫الصدمة الجرحية‬
‫‪Trauma‬‬ ‫‪Traumatisme‬‬ ‫‪Traumatique‬‬
‫‪ -)3‬األعراض الناتجة عن الصدمة‪:‬‬
‫إذا تعرض الفرد لحادث صدمي مهما كان مصدره سواء طبيعي أو بفعل‬
‫اإلنسان فإنه يخلف من وراءه آثارا نفسية وجسدية ولكون أن هذا الحادث يتميز‬
‫بالشدة والقوة في نفس الوقت فإنه بإمكاننا تمييز مثل هذه األعراض أو اآلثار إلى‬
‫نوعين إكلينيكية ونفسية‪:‬‬
‫‪ :1.3‬األعراض اإلكلينيكية للصدمة‪:‬‬
‫هنالك بعض المؤشرات والدالئل اإلكلينيكية تظهر عند الضحايا مثل‬
‫اضطرابات في النوم كاألحالم المتكررة المرتبطة بالحادث الذي تعرضت إليه‬
‫الضحية إضافة إلى بعض االضطرابات المتجسدة في األنشطة اليومية مثل‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اضطراب في السلوك بالنسبة للمراهقين مثال‪ :‬الهروب من المنزل‪ ،‬االنحراف‪،‬‬


‫تعاطي الكحول‪ ،‬اإلدمان على المخدرات‪ ،‬واضطرابات نفسو‪-‬جسدية‪.‬‬
‫كما أن هذه األعراض متغيرة أي أنها تختلف من شخص آلخر كما يمكن أن ال‬
‫تكون هنالك أية أعراض إكلينيكية وهذا حسب نوع الحادث ألن أثره يختلف من‬
‫شخص آلخر أو من فرد آلخر‪.‬‬
‫‪ :2.3‬األعراض النفسية للصدمة‪:‬‬
‫ونقصد بها اآلثار التي يتركها الحدث الصدمي فإذا كان هنالك بعض األشخاص‬
‫ال تظهر لديهم آثار إكلينيكية واضحة فإننا نجدهم يعانون نفسيا خاصة إذا كانت‬
‫الضحية قد تعرضت لالغتصاب‪ ،‬فالضحية هنا تعيش بالذنب ألنها تعتقد نفسها‬
‫مشاركة في هذا االعتداء الذي تعرضت إليه كما أنها تحس بعدم الطهارة ‪ ،‬الخجل‬
‫واإلحساس بالتغير والتميز عن اآلخرين ونظرة المجتمع لها نظرة االحتقار والذل‬
‫كما تشعر بأنها قد قامت بالمساس بشرف العائلة وغيره من المشاعر السلبية‬
‫األخرى‪.‬‬
‫(‪.) Roland Contanceau , 2000 106 : 108‬‬
‫إضافة إلى ذلك نجد أن الجنس قد يكون في حد ذاته صدمة لها وذلك إذا‬
‫مورس عليها بالعنف واإلرغام‪ ,‬أي دون موافقتها‪ .‬وبالتالي يترك أثارا على‬
‫الضحية قد تكون متغيرة في حين نجد أن بعض الضحايا تكون لهم حياة جنسية‬
‫طبيعية بعد االعتداء كما نجد أن البعض اآلخر يستمر في المعاناة لسنوات وقد ال‬
‫يشكل الجنس صدمة إذا كان هناك ارتياح واسترخاء مع الجنس اآلخر فنجد ذلك‬
‫يعطيهم مكانا لعمل نفسي إيجابي وبالتالي ال وجود للمشاعر السلبية وال للخوف من‬
‫الجنس ألنه مورس بموافقة وقبول كال الطرفين دون ضغط أو إرغام فبالتالي ال‬
‫وجود ألي أعراض نفسية أو جسدية كانت‪Roland Contanceau , (.‬‬
‫‪.)2000 :108‬‬
‫إن كل حدث صدمي من شأنه أن يخلف لدى الفرد جملة من األعراض‬
‫النفسية والجسدية التي تختلف من شخص آلخر حسب طبيعة الحادث وحسب‬
‫شخصية الفرد‪.‬‬
‫وهذا راجع إلى أن بعض األفراد تظهر لديهم أعراض جسدية وال تظهر لديهم‬
‫األعراض النفسية فإذا أخذنا المراهقة المغتصبة نجد أنه قد تظهر عندها آثار وال‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تظهر عند المراهقة التي مورس عليها نوع آخر من العنف كالتحرش الجنسي أو‬
‫الضرب‪.‬‬
‫كما أن هذه المراهقة تصبح تخاف من الجنس والرجال إضافة إلى اإلحساس‬
‫باالختالف عن اآلخرين‪ ,‬فقدان اللذة الجنسية وغيرها من الجروح النرجسية التي‬
‫تترسخ في نفسية المراهقة المغتصبة‪.‬‬

‫‪ .IV‬العصاب الصدمي‪:‬‬
‫تعتبر الصدمة كما سبق الذكر بمثابة حادث مفاجئ يتعرض له الفرد‬
‫ويخترق جهازه الدفاعي تؤثر فيه وتخلق لديه جملة من األعراض كاالكتئاب‬
‫والهلع والجروح النرجسية كما أن هذه األعراض تختلف من شخص آلخر وذلك‬
‫حسب شدة وطبيعة الصدمة وحسب شخصية الفرد زيادة على ذلك هذه األعراض‬
‫كلها تدخل ضمن جدول عيادي يسمى العصاب الصدمي‪.‬‬
‫‪ -)1‬تعريف العصاب الصدمي‪:‬‬
‫‪ ‬يعرف العصاب الصدمي في مجال التحليل النفسي على أنه "نمط من‬
‫العصاب تظهر فيه األعراض إثر صدمة انتقالية ترتبط عموما بوضعية أحس‬
‫الشخص فيها أن حياته مهددة بالخطر وهو يتخذ الصدمة على شكل نوبة قلق"‬
‫(البالنش وبانتاليس‪.)335 :1987 ,‬‬
‫ومن ثم فإن العصاب الصدمي في مجال التحليل النفسي هو نوع من أنواع‬
‫العصاب يظهر عند الشخص فور تعرضه لموقف يهدد حياته كمواجهة الموت‪،‬‬
‫فتتولد لديه نوبة قلق كلما تعرض لموقف مماثل‪ ،‬على سبيل المثال أن يتعرض‬
‫شخص لحادث مرور و نجا منه فيسبب له ذلك الحادث صدمة ألنه كان من‬
‫المحتمل أن يموت وبالتالي فتلك المواجهة مع الموت تجعل الفرد يخاف من‬
‫تكرار ما حدث له‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬أما بالنسبة للموسوعة الطبية فهي تعرف العصاب الصدمي بأنه "رد فعل‬
‫عصابي يكون مجموعة خاصة من األمراض النفسية المتعلقة بالحوادث في حياة‬
‫الفرد وهو يتفشى في الفرد مباشرة بعد حدث كإرثي عنيف‪.)Cite D’internet( 1.‬‬
‫فمن خالل الوصف المقدم نقول أن العصاب الصدمي ما هو إال استجابة‬
‫مباشرة وفورية لمثير خارجي والمتمثل في حادث عنيف أو كارثة‪ ،‬حيث أن تلك‬
‫االستجابة تتجلى في مجموعة من األعراض النفسية التي تظهر لدى الفرد بعد‬
‫تعرضه للحادث كاالكتئاب‪ ،‬القلق وغيرها من األعراض النفسية‪.‬‬
‫ومن ثم نقول أن العصاب الصدمي هو مجموعة من األعراض النفسية‬
‫الناتجة عن تعرض الفرد لصدمة عنيفة وقوية‪.‬‬
‫‪ ‬وفي كتاب )‪ (Freud et psychanalyse‬يقول "‪ "Zoila‬أن العصاب‬
‫الصدمي نمط من العصاب تظهر فيه أعراض انفعالية تكون مرتبطة عموما‬
‫بوضعية تهديد أو وضعية حصر أو قلق حادة والتي من الممكن أن تثير حاالت‬
‫هيجان وذهول شديدين‪.) Zoila, 1986 :73(.‬‬
‫هنا يشير العصاب الصدمي إلى ردود فعل انفعالية مرتبطة بموقف أو‬
‫وضعية قلق حاد تدفع بالفرد إلى الهيجان أو الذهول كما أن هناك تعريف آخر‬
‫للعصاب الصدمي وهو «أن عصاب الصدمة هو حالة من التمزق النفسي الذي‬
‫يشعر به المريض وبأنه قد تصدع‪ ,‬ولم يعد يدري شيئا سوى أن صدمة عنيفة قد‬
‫حلت به‪ ,‬ويتداعى له جسده فتظهر عليه بعض االضطرابات ويحل به النهك‬
‫النفسي والجسدي»‪ (.‬عبد المنعم حنفي‪.)888 :1995 ،‬‬
‫‪ ‬فحسب عبد المنعم حنفي العصاب الصدمي يدل على "حالة من التشقق‬
‫والتفكك النفسي الذي يصيب الفرد عندما يتعرض لصدمة ناتجة عن تعرضه‬
‫لحادث عنيف‪ ,‬بحيث يصبح غير مدرك لألمور وما يحدث من حوله كما يشعر‬
‫بالعياء الجسدي والنفسي الذي تخلفه الصدمة إضافة إلى بعض االضطرابات‬
‫األخرى"‪.‬‬
‫ومن خالل التعاريف التي تم عرضها نجد أن العصاب الصدمي ما هو إال‬
‫نوع م ن أنواع العصابات يصيب الفرد عند تعرضه لحادث عنيف أو قوي يخلق‬
‫لديه صدمة تنجر عنها مجموعة من االضطرابات واألعراض النفسية واالنفعالية‬

‫‪1‬‬
‫‪Domart. A et Bourneuf. G 1986, p682.‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مثل‪ :‬القلق‪ ،‬االكتئاب ‪ ،‬كما أن العصاب عبارة عن ردة فعل ناتجة عن صدمة‬
‫راجعة لقوة خارجية اخترقت الجهاز النفسي للفرد وأحدثت فيه خلال وتشققا‪.‬‬
‫‪ -)2‬تاريخ العصاب الصدمي‪:‬‬
‫إن الحياة التي نعيشها عرضة دائما لتهديدات المحيط الذي يتواجد فيه اإلنسان‬
‫وإذا كنا في مجال الحديث عن الصدمة النفسية فإن أكبر صدمة يمكن لإلنسان أن‬
‫يتلقاها هي تلك المفاجئة مع الموت فهذه المفاجئة تزيل عنه فكرة التأجيل وتدفعه‬
‫للتفكير باحتمال موته في أية لحظة أو ضمن فترة معينة من الزمن وهذه المواجهة‬
‫مع تهديد الحياة هي ما اصطلح على تسميته بـ(العصاب الصدمي ‪Névrose‬‬
‫‪ )traumatique‬وكانت أقدم قصة في تاريخ العصاب الصدمي هي قصة ذلك‬
‫المحارب األثيني الذي أصيب بالعمى نتيجة لمواجهته المفاجئة لعدو ضخم الجثة‬
‫جعله يحس أن موته بات وشيكا‪ .‬ولعل أن "ابن سينا" هو أول من درس العصاب‬
‫الصدمي بطريقة علمية تجريبية فقد قام بربط حمل وذئب في غرفة واحدة دون أن‬
‫يستطيع أحد ما مطاولة اآلخر فكانت النتيجة هزال الحمل وضموره ثم موته وذلك‬
‫بالرغم من إعطائه نفس كميات الغذاء التي كان يستهلكها حمل آخر يعيش في‬
‫ظروف طبيعية‪.‬‬
‫وبهذه التجربة توصل ابن سينا إلى عدة نتائج في آن واحد فهو قد أرسى‬
‫المبدأ التجريبي ومبدأ إعادة إنتاج الوضعية المرضية بالتجربة ومبدأ علم النفس‬
‫الحيواني إضافة إلى مبدأ السيكوسوماتيك خاصة مبدأ أثر العصاب الصدمي الذي‬
‫يمكنه أن يؤدي إلى الموت خوفا‪.‬‬
‫تجربة الباحث "‪ "Raab‬ومشاركيه إذ قاموا بإسماع عدد من الفئران لشريط‬
‫سجلت عليه أصوات معركة ناشبة بين قط وفأر فكانت النتيجة موت بعض‬
‫الفئران‪( .‬محمد أحمد النابلسي‪.)16 – 15 1997 ،‬‬
‫وبعد تشريح الفئران الميتة وجد الباحثون أن انسداد القلب هو سبب الوفاة‪.‬‬
‫( محمد أحمد النابلسي‪.)16 :1997 ،‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن ابن سينا هو أول من درس العصاب الصدمي وآثاره النفسية والجسدية‬
‫في تاريخ الطب وطرح تسمية وضعية الشعور بتهديد الحياة (اقتراب الموت)‬
‫باسم "العصاب الصدمي" وهذه التسمية ترجع للعالم ‪ 1884 -Oppenheim‬إذ‬
‫كان له الفضل في عزل وتمييز هذا العصاب بوصفه أنه يخلف آثارا نفسية ناجمة‬
‫عن الرعب المصاحب لحادثة من حوادث القدرات وقد أثار هذا الطرح معارضة‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العالم "‪ "Charcot‬الذي لم يرى في هذه اآلثار سوى نوع خاص من أنواع أو‬
‫ربما من أنواع الهستيريا النوراسثينيا‪.‬‬
‫وفي تيار "‪ "Charcot‬اهتم كل من ( ‪Freud‬و ‪ )Jannet‬بدراسة الدور‬
‫اإلمراضي الذي تسببه الصدمات النفسية والذكريات المنسية ذات الطابع الصدمي‬
‫في الوعي‪ ،‬وبهذا توصل كل منهما على طريقته الخاصة الكتشاف الالوعي الذي‬
‫يحفظ ويسجل هذه ال منسيات أو المكبوتات الصدمية كما توصل كالهما إلى مبدأ‬
‫التطهير "‪ "Catharsis‬وهذا يعني العمل على إخراج هذه الصدمات من الالوعي‬
‫وتذكير الوعي بها حتى يتخلص المرء من أثرها الصدمي واستعادة توازنه إضافة‬
‫إلى ذلك زاد االهتمام بالعصاب الصدمي في الحرب العالمية األولى والثانية وذلك‬
‫لما تخلف الحروب من آثار على األفراد‪.‬‬
‫‪ -)3‬تشخيص العصاب الصدمي‪:‬‬
‫‪ :)1.3‬تشخيص الجمعية األمريكية للطب النفسي ‪:DSM4‬‬
‫أدخل التصنيف األمريكي للطب النفسي ‪ DSM4‬اسما جديدا للعصاب‬
‫الصدمي هو‪( :‬اضطراب الشدة النفسية عقب التعرض للصدمة) كما يعتبر‬
‫التصنيف األمريكي هذا االضطراب مميز لذلك فإن تشخيص هذا النوع من‬
‫االضطراب يستند إلى جملة من المعطيات هي‪:‬‬
‫‪ )1‬التأكد من وجود الحدث الصدمي‪.‬‬
‫‪ )2‬تكرار معايشة الحديث الصدمي من قبل المريض وهذا التكرار يكون على‬
‫شكل ذكريات‪ ،‬رؤى هلوسية عابرة‪ ،‬كوابيس‪.‬‬
‫‪ )3‬ديمومة استمرار السلوك التجنبي من قبل المريض وذلك ببذل جهد للسيطرة‬
‫على األفكار والنشاطات ذات العالقة بالحادث الذي تسبب بالصدمة‪.‬‬
‫‪ )4‬دوام العالئم المرضية التي تعكس حالة االستنفار لدى المريض وتتسم هذه‬
‫العالئم في‪ :‬اضطرابات النوم‪ ،‬الحساسية النفسية‪ ،‬سرعة االستثارة‬
‫النفسية إضافة إلى االضطرابات اإلدراكية‪ ،‬وردود الفعل الفيزيولوجية‬
‫عندما يتعرض الفرد للمواقف التي تذكره بالحادث‪.‬‬
‫ونستدرج من كل هذا أن الطبعة المراجعة سنة ‪ 1987‬للتصنيف األمريكي تضيف‬
‫ضرورة كون العالئم المرضية السابقة الذكر تظهر وتستقر لدى المريض خالل‬
‫شهر على األقل‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما بالنسبة للحاالت التي تظهر فيها العالئم بعد مرور أكثر من ‪ 6‬أشهر على‬
‫حدوث الحادث يسمى التصنيف األمريكي بهذه الحاالت بـ االضطرابات المتأخرة‬
‫الظهور كما أنه يقسم اضطرابات الصدمة إلى شكلين عياديين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬الشكل الحاد‬
‫‪ -2‬الشكل المتأخرة‪ (.‬محمد أحمد النابلسي‪.)22 :1990 ،‬‬
‫اعتمدت الجمعية األمريكية لتشخيص العصاب الصدمي على االضطرابات التي‬
‫تظهر عند الفرد والتي من خاللها يمكن أن نعطي تشخيصا يؤكد بأن هذا الفرد‬
‫مصاب بالعصاب الصدمي‪.‬‬
‫وهذه االضطرابات متمثلة في تعرض لحدث صدمي واجه من خالله الموت أي أن‬
‫هناك تهديد للحياة إضافة إلى ذ لك يراود هذا الفرد المتعرض لهذا الحدث الصدمي‬
‫كوابيس وأحالم مزعجة مرتبطة بالحدث بمعنى تكرار معايشة الحدث من خالل‬
‫األحالم والكوابيس كما نالحظ على الفرد سلوك التجنب أو الهروب لتفادي تذكر‬
‫الحادث إضافة إلى ردود أفعال عنيفة بمجرد تعرضه لموقف أو رؤية لمشهد‬
‫يذكره بالحادث‪.‬‬
‫‪ :2.3‬التشخيص البسيكويسوماتي‪:‬‬
‫إن أهمية تشخيص اآلثار الجسدية النفسية للصدمة تفوق أهمية التشخيص‬
‫الطبي النفسي وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬إن اختصار عالج الحالة الصعبة بعالج القلق المصاحب لها هو تصور غير‬
‫متكامل ولكنه غير مخطئ أيضا وبمعنى آخر فإننا إذا ما عالجنا الصدمة بنفس‬
‫أسلوب عالجنا للقلق فإننا نخطئ بذلك بل إننا نحصل على نتائج محددة إذا ما اتبعنا‬
‫هذا األسلوب‪ (.‬محمد أحمد النابلسي‪.)23 -22 :1990 ،‬‬
‫ومن ثم نستنتج أن عالج الصدمة يمكن أن يعالج بنفس الطريقة التي يعالج بها‬
‫القلق ألن الصدمة والقلق هي أعراض نفسية تتغلب عليها سلوكات يمكن أن تكون‬
‫خطيرة إذا لم يتم التكفل بها‪.‬زيادة على ذلك أن التشخيص البسيكوسوماتي يجمع‬
‫بين قطبي االضطراب النفسي والجسدي وهو يأخذهما بعين االعتبار ليس فقط‬
‫للتشخيص وإنما أيضا للعالج ذلك ألنه أكثر مرضية وعقالنية‪.‬‬
‫( محمد أحمد النابلسي‪.)24 :1990 ،‬‬
‫ومن ثم نستدرج وجهات نظر مختلفة فيما يخص التشخيص البسيكوسوماتي‬
‫وهي‪:‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1.2.3‬فرويد والصدمة‪:‬‬
‫اعتبر فرويد صدمة الوالدة وما يصاحبها من إحساس الوليد باالختناق بمثابة‬
‫تجارب القلق األولى في حياة اإلنسان إلى أن عاد وتناول موضوع العصاب في‬
‫كتابات أخرى منها‪:‬‬
‫كتاب دراسات حول الهستيريا سنة ‪ 1890‬ومن ثم بعد الحرب العالمية األولى ثم‬
‫سنة ‪ 1921‬في كتاب ما وراء اللذة‪ (.‬محمد أحمد النابلسي‪.)24 :1990 ،‬‬
‫وبالتالي فإن "فرويد" يؤكد على أن أول صدمة يعايشها اإلنسان هي صدمة الوالدة‬
‫حيث تكون أول مواجهة اختناق للوليد أثناء خروجه إلى الحياة‪ ,‬ومن ثم فإن‬
‫العصاب موجود في تجارب اإلنسان الحياتية مؤكدا ذلك في مقولته الشهيرة "لقد‬
‫شدت هذه األعصبة دوما وتمردت على فرضية الصراع النفسي الطفولي"‪.‬‬
‫‪ :2.2.3‬البسيكوسوماتيك التحليلي‪:‬‬
‫أعاد المحللون المحدثون العاملون في ميدان البسيكوسوماتيك طرح‬
‫موضوع األعصبة الراهنة وكان مدخلهم إلى ذلك إعادة قراءتهم "لحالة دورا" تلك‬
‫المريضة التي عالجها فرويد وكتب عن حالتها كتابا ال يزال يستخدم في تعليم‬
‫التحليل النفسي‪.‬‬
‫وفور دراستهم "لحالة دورا" رأوا أنها كانت تعاني من عصاب هستيري‪ ,‬كما أنها‬
‫كانت تعاني من وضعيات عصابية أخرى تنتمي إلى ميدان األعصبة الالنمطية‬
‫وهذه األعصبة هي المسؤولة عن االضطرابات البسيكوسوماتية (النفسية الجسدية)‬
‫وهم يقسمونها إلى‪( :‬محمد أحمد النابلسي‪.)26-25 :1990 ،‬‬
‫‪ )1‬العصاب السلوكي‪ :‬ينجم عن سوء تنظيم الجهاز النفسي‪.‬‬
‫‪ )2‬العصاب الطبائعي‪ :‬ينجم عن عدم كفاية درجات التنظيم النفسي ومن هنا‬
‫يقسم العصاب الطبائعي إلى ‪ 3‬درجات هي‪:‬‬
‫‪ -3‬سيء التعقيل‪.‬‬ ‫‪ -2‬غير مؤكد التعقيل‬ ‫‪ -1‬جيد التعقيل‪.‬‬
‫وعلى هذا أكد المحللون أن المصاب بهذه األعصبة يكون أقل قدرة على تحمل‬
‫الصدمات والرضوض النفسية وذلك بسبب خلل جهازه النفسي المسؤول أصال‬
‫عن إصابته بالعصاب‪.‬‬
‫ومن خالل هذه النقاط التي وضعها البسيكوباتيون نالحظ أنهم يشددون على‬
‫دور األعصبة النفسية الجسدية ولكنهم ال يهملون األعصبة النفسية وإمكانية تواجد‬
‫النوعين معا‪ .‬ذلك بحيث أن المظاهر النفسية تظهر في حين لتظهر المظاهر‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الجسدية في حين آخر إضافة إلى ذلك ينصح البسيكوباتيون بتجنب االنهماك الكلي‬
‫(محمد أحمد نابلسي‪،‬‬ ‫بالمظاهر النفسية على حساب المظاهر البسيكوسوماتية‪.‬‬
‫‪.)27 – 26 :1990‬‬
‫مما سبق نفهم أن )‪ (Freud‬خالل دراسته لحالة (دورا) توصل إلى أن هذه‬
‫الحالة تصف صدمة نفسية حادة عقبتها اضطرابات نفسو‪ -‬جسدية ناتجة عن‬
‫األعصبة الالنمطية‪ ،‬إضافة إلى ذلك أن هذه الدراسة تكاد تغطي موضوع دراستنا‬
‫حول "المراهقة المغتصبة من المحارم" التي يبدو أنها تكون في وضعية تعاني‬
‫من اضطرابات نفسية واضطرابات جسدية منجرة عن نفس الحادث تقسم إلى‬
‫العصاب السلوكي والعصاب الطبائعي‪.‬‬
‫‪ :3.2.3‬التحليل النفسي وصدمة األنا‪:‬‬
‫من أجل إيضاح االختالف الموجود بين المظاهر النفسية والجسدية نجد أن المحللة‬
‫"ميالني كالين" )‪ (Mélanie Klein‬هي وتالمذتها من بعدها درست مطوال‬
‫"تأثير الصدمة على صعيد األنا" ويتلخص هذا التأثير في مايلي‪ (:‬محمد أحمد‬
‫النابلسي‪.)28 :1990 ،‬‬
‫‪ )1‬الجسد يهدد األنا‪ :‬الجسد هو مصدر الصدمة التي تهدد الحياة مثال‬
‫السرطان‪.‬‬
‫‪ )2‬الجسد موضوع تهديد‪ :‬الجسم سليم ولكنه يتعرض لتهديد عوامل خارجية‪.‬‬
‫‪ )3‬الجسد المشوه‪ :‬الخوف من تشوه الجسد‪.‬‬
‫‪ )4‬الجسد المتخلف‪ :‬التفكك النفسي الجسدي‪ (.‬محمد أحمد النابلسي‪.)116 :1990 ،‬‬
‫وبالتالي حسب التحليل النفسي فإن التشخيص يبنى من الناحية النفسية استنادا‬
‫على عالقة الفرد بجسمه كون أن هناك تأثير للصدمة على صعيد األنا وذلك في‬
‫حاالت مختلفة ففي الحالة األولى نجد أن الصدمة تخلق عندما يكون اإلنسان مهدد‬
‫في حياته (مرض مزمن أو خطير) فبالتالي الجسد هنا يشكل مصدر للصدمة ألنه‬
‫يهدد األنا‪.‬‬
‫الحالة الثانية هي أن يتعرض الجسد لظروف أو عوامل خارجية قد تهدد سالمته‬
‫كتعرضه لحادث مرور يسبب له إعاقة حركية أو بصرية والحالة الثالثة هي أن‬
‫يتعرض الفرد لتشوهات خلقية مما يجعله يحس أنه مختلف عن اآلخرين‪ .‬بالنسب‬
‫ل لحالة الرابعة واألخيرة يكون هنالك تفكك بين النفس والجسد بمعنى ال يوجد‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تناسق وارتباط بين الجانب النفسي والجسدي وبالتالي يكون هنالك انفصال بين‬
‫األنا الجسد‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫توصلنا من خالل هذا الفصل إلى أن األحداث الصدمية بمثابة قوة تخترق نظام‬
‫اإلنسانية وتعرقله‪ ،‬ذلك لكونها تخلف آثارا على الصحة العقلية والجسدية للفرد‪،‬‬
‫العائلة والمجتمع‪.‬‬
‫فهي أحداث خطيرة ومفاجئة وغير متوقعة تتسم بالقوة الشديدة ويترتب عنها‬
‫الخوف والقلق عند األفراد وهذه األحداث الصدمية أنواع قد تكون طبيعية‬
‫كالزالزل‪ ,‬أو أن تكون من صنع الكائن البشري اإلنساني كاالعتداءات الجنسية‬
‫وغيرها من أشكال العنف‪.‬‬
‫ومن ثم فإن كل حدث صدمي يخلف من وراءه صدمة يمكن أن يتجاوزها الفرد‬
‫كما يمكن أن تبقى تؤثر عليه مدى الحياة ومهما يكن فإن كل صدمة تخلف من‬
‫وراءها آثارا والتي قد تختلف من فرد آلخر حسب شخصية الفرد المعرض‬
‫للصدمة وحسب درجة القلق المعاش ودرجة حدة الصدمة‪.‬‬
‫اضطراب الشخصية الحدية وعواقبها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .I‬المراهقة‪:‬‬
‫تدل كلمة المراهقة في علم النفس على مرحلة االنتقال من مرحلة الطفولة إلى‬
‫مراحل أخرى من النمو‪ .‬فهي مرحلة دقيقة و فاصلة من الناحية النفسية و‬
‫االجتماعية يتأهب فيه الفرد إلى مرحلة الرشد‪ ,‬و تبدأ عادة من سن ‪ 11‬أو ‪ 12‬سنة‬
‫و تنتهي إلى غاية ‪ 21‬أو ‪ 22‬سنة‪ .‬فمن خالل هذه المرحلة أي المراهقة يتعلم الفرد‬
‫تحمل المسؤوليات االجتماعية من حقوق و واجبات و األفراد من حيث كمواطن‬
‫في المجتمع كما تختلف بدايتها عن نهايتها باختالف المجتمعات بلوغهم الجنسي‪.‬‬

‫‪ -1‬معنى كلمة المراهقة في اللغة العربية‬


‫هي من كلمة راهق و تعني االقتراب من الشيء‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أما في علم النفس فهي تشير إلى اقتراب الفرد من النضوج الجسماني و العقلي ‪,‬‬
‫االجتماعي و النفسي و تجدر اإلشارة هنا أن مرحلة المراهقة ال تعتبر مرحلة‬
‫نضوج تام بل هي مجرد مرحلة تؤدي تبعاتها و أحداثها إلى النضوج‪Cite (.‬‬
‫‪. )d’Internet‬‬
‫‪1 1‬‬

‫و في معجم مصطلحات علم النفس تعرف (جابري لمياء) المراهقة على أنها "‬
‫الفترة الممتدة من البلوغ إلى الرشد"‪( .‬جابري لمياء‪.)12 :2006,‬‬

‫و يعرفه كل من ‪Dans de la J.J .Schellens & J.Dumont,‬‬


‫‪psychologie moderne, L’adolescence : Période de la vie qui‬‬
‫‪.Ses limites varient selon le sépare l’enfance de l’âge adulte‬‬
‫‪sexe (12 à 18 ans) en moyenne chez la fille, (14 à 20 ans) chez‬‬
‫‪les garçons (J.J Schellens ; J.Dumont ,1967 :16-17).‬‬
‫بمعنى أن المراهقة هي مرحلة من الحياة التي تفرق بين الطفولة و سن البلوغ و‬
‫تحدد من خالل الجنس من ‪ 12‬إلى ‪ 18‬سنة على األقل بالنسبة لألنثى و من ‪14‬‬
‫إلى ‪ 20‬سنة بالنسبة للذكر‪.‬‬

‫‪ -2‬مراحل المراهقة ‪:‬‬


‫قام علماء علم النفس بتقسيم مرحلة المراهقة إلى ثالث أقسام و ذلك بسبب اختالف‬
‫فترة و مرحلة المراهقة من مجتمع آلخر وهي ‪:‬‬
‫‪ :1.2‬المراهقة األولى‪ :‬تبدأ من ‪ 12‬إلى ‪ 14‬سنة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-http://FR.wikipédia.org/wiki/adolescence.‬‬

‫‪47‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يطلق عليها أيضا اسم المراهقة المبكرة‪ ,‬في هذه المرحلة يبدأ السلوك الطفولي‬
‫بالتضاؤل و ذلك بخروج الطفل من مرحل ة الطفولة و الدخول في مرحلة‬
‫المراهقة التي تظهر فيها بعض المظاهر‪ :‬الجسمية‪ ,‬الفيزيولوجية‪,‬‬
‫العقلية‪,‬االنفعالية‪ ,‬االجتماعية‪,‬الدينية و األخالقية الخاصة بالمراهق كما تتصف‬
‫بتغيرات بيولوجية سريعة‪ .‬و أبرز ما يميز هذه المرحلة هو البلوغ الجنسي و نمو‬
‫األعضاء التناسلية‪.‬‬
‫‪ :2.2‬المراهقة الثانية‪ :‬تبدأ من ‪ 14‬إلى ‪ 17‬سنة‪.‬‬
‫و تعرف أيضا بالمراهقة الوسطى فيها يشعر المراهق بالنضج الجسمي و‬
‫االستقالل الذاتي نسبيا كما تتضح له كل المظاهر المميزة و الخاصة بمرحلة‬
‫المراهقة الوسطى‪ .‬لذلك نراه يهتم اهتماما كبيرا بجسمه باكتمال هذه التغيرات‬
‫البيولوجية‪( .‬عبد الرحمن الوافي‪.)166 -165: 2009,‬‬

‫‪ :3.2‬المراهقة الثالثة‪ :‬تبدأ من‪17‬إلى ‪ 22‬سنة‬


‫و تسمى أيضا المراهقة المتأخرة وهي من سن ‪17‬إلى ‪ 22‬سنة كما أن هذه‬
‫المرحلة في بعض المجتمعات تعرف بمرحلة الشباب و فيها يكتمل النمو بصفة‬
‫شاملة‪ .‬بحيث يتحول الفرد إلى إنسان راشد مظهرا و تصرفا‪ (.‬عبد الرحمن‬
‫الوافي‪.)167 : 2009,‬‬

‫و في المجال العام أو المفهوم العام فإن المراهقة فترة زمنية يمر بها كل إنسان في‬
‫حياته بحيث ينمو فيها فيزيولوجيا انفعاليا ‪,‬عقليا ‪,‬اجتماعيا و نفسيا ‪ ,‬كما تتميز‬
‫بتغير وظائف كل جهاز من أجهزة الجسم بدرجات متفاوتة في النسب غير أن أهم‬
‫تغير يحدث فيه هو البلوغ الجنسي‪ ,‬حيث يتحدد هذا البلوغ عند الذكور بظهور أول‬
‫قذف منوي‪ ,‬و عند اإلناث بحدوث أول حيض‪ ,‬و هو بذلك يعتبر نقطة تحول أو‬
‫عالمة انتقال من الطفولة إلى المراهقة إضافة إلى ذلك فان المراهقة عادة تقسم إلى‬
‫ثالث مراحل وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -)1‬المراهقة األولى أو المبكرة =======> من ‪ 12‬إلى غاية‪ 14‬سنة ‪.‬‬
‫‪ -)2‬المراهقة الثانية أو الوسطى =======> من ‪ 14‬إلى غاية ‪ 17‬سنة‪.‬‬
‫‪ -)3‬المراهقة الثالثة أو المتأخرة =======> من‪ 17‬إلى غاية ‪ 21‬سنة‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و عليه ولفهم مصطلح المراهقة و مظاهرها سنعرض بعض الخصائص التي‬


‫تقربنا إلى المراهقة و ما ينتج عنها من تغيرات على الفرد‪.‬‬
‫‪ -3‬عالمات دخول المراهقة ‪:‬‬
‫‪ :1.3‬النضوج الجنسي‪ :‬في اإلناث ببدء الحيض و ال يشترط هنا ظهور‬
‫الخصائص الجنسية الثانية ‪ :‬كبر حجم الثدي أما عند الذكور فتبدأ بزيادة حجم‬
‫الخصية و بدء نمو شعر العانة‪.‬‬
‫‪ :2.3‬التغير النفسي ‪ :‬تتسبب التغيرات الهرمونية و الجسدية للفرد المراهق‬
‫ببعض االضطرابات حيث أن أول قذف منوي للذكر يرافقه بعض الشاعر السلبية‬
‫و االيجابية و في اإلناث أيضا حيث يسبب الحيض لهم بعض االنزعاج و الخوف‪.‬‬
‫‪ :3.3‬التغير الجسدي‪ :‬يظهر عند الذكور بظهور العضالت و عند اإلناث بطول‬
‫الوركان‪.‬‬
‫و من ثم فإن الفرق بين المراهقة و البلوغ هو أن المراهقة هي عبارة عن تغيرات‬
‫جسدية‪ ,‬عقلية ‪ ,‬عاطفية و اجتماعية‪.‬‬
‫أما البلوغ فهو تغيير جسدي يدل على أن الفرد أصبح قادر على النسل بمعنى آخر‬
‫البلوغ هو مرحلة فرعية ضمن مراحل المراهقة و عادة يكون أولى العالمات‬
‫الدالة على بداية فترة المراهقة‪ .‬و هناك من يعتبر أن البلوغ هو العالمة المتميزة‬
‫كبدية مرحلة المراهقة و متهم من يعتبر أن المراهقة أعم فالبلوغ يختص بالنمو‬
‫الجنسي أو النمو العضوي و الجنسي و المراهقة تشمل ما سوى ذلك‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(‪.)Cite d’Internet‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-http://FR.wikipédia.org/wiki/adolescence.‬‬

‫‪49‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .II‬االغتصاب‪:‬‬
‫لقد شهد المجتمع أشكاال مختلفة للعنف التي تزايدت معدالته حتى أصبح في‬
‫شكل جرائم ترتكب ضد األفراد ومن بين أعنف جرائم العنف تلك المتجهة نحو‬
‫المرأة والتي تتصدرها جريمة االغتصاب إذ تعد شكل من أشكال الجرائم الجنسية‬
‫التي تتميز بالعدوانية الناتجة عن رغبة جنسية مكبوتة يهدف المغتصب إلى‬
‫إشباعها بشتى الوسائل فتسيطر عليه هذه الرغبة وتتحكم في تصرفاته وبالتالي‬
‫يصبح غير قادر على مقاومتها حيث لفتت جرائم االغتصاب انتباه الرأي العام‬
‫نتيجة تزايد معدالت نموها فغدت ظاهرة اجتماعية ومشكلة عالمية في كل‬
‫المجتمعات على اختالف ثقافتها وديانتها إال أن ظروف ارتكابها والدوافع والسمات‬
‫الشخصية لمرتكبيها تختلف من مجتمع آلخر‪.‬‬
‫ولحساسية هذه الجريمة وارتباطها بالفضيحة والعار مما يؤدي إلى عدم‬
‫وجود أرقام وإحصائيات حقيقية وفي خضم هذا باتت جريمة االغتصاب ظاهرة‬
‫مرضية تهدد استقرار المجتمع مما يملي علينا البحث في عوامل حدوثها وما‬
‫يترتب عليها من آثار نفسية على الضحية‪.‬‬

‫‪ -)1‬مفهوم االغتصاب‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫هناك تعاريف كثيرة حول جريمة االغتصاب وسيتم عرض البعض منها‬
‫وهي كما يلي‪:‬‬
‫فبرجوعنا إلى مصدر كلمة االغتصاب "‪ "Viol‬نجده يرجع إلى كلمتين هما‪:‬‬
‫سرق‪ ،Voler :‬اختطف أو انتزع‪. 3)Cite D’internet( .Enlever :‬‬
‫ومن خالل معاني الكلمات يمكننا الفهم أن االغتصاب هو أخذ شيء من شخص ما‬
‫وحرمانه منه‪ ،‬أي التعدي على شخص وتجريده من ممتلكاته‪.‬‬
‫‪ ‬االغتصاب من الناحية النفسية‪:‬‬
‫هو سلوك عدواني تختلف طبيعته الظاهرة وموضوعه من العدوان المباشر‬
‫في الديناميكية وتتشابه معه الوظيفة أي من حيث كونه سرقة للذة الجنسية ضد‬
‫إرادة ورغبة شخص ما‪.‬‬
‫(أسعد ميخائيل إبراهيم‪ ,‬بدون سنة‪.)104 :‬‬

‫‪ ‬ويعرف االغتصاب من الناحية الطبية على أنه "سلوك جنسي يتعرض له‬
‫الطفل من طرف شخص كهل أو شاب‪ ،‬قد يكون برغبة من الطفل أو رغما‬
‫عنه"‪.4)Cite D’internet(.‬‬
‫ومن خالل هذا التعريف نفهم أن االغتصاب هو سلوك يمارسه الفرد ضد الطفل‬
‫باستعمال العضو الجنسي وقد يكون برضا من الطفل أو رغما عنه فمثل "أن‬
‫يطلب شخص كبير من أخيه على أن يمارس معه الجنس على أنه مداعبة فقط‪،‬‬
‫ونظرا لكون الصغير ال يدرك حقيقة هذا الفعل ولديه فكرة أن الكبير له تجربة‬
‫ويدرك األمور أفضل منه‪ ،‬فإنه يسمح له بذلك ويحدث هنا اغتصاب برضاه في‬
‫المفهوم الطبي ولكنه يعتبر اغتصاب من الناحية القانونية ألنه مورس على طفل‬
‫صغير دون سن ‪ 16‬باستعمال الحيلة والخداع كما أن االغتصاب ال يمارس فقط‬
‫على الصغار بل يمارس أيضا على الكبار‪.‬‬

‫‪ ‬أما مفهوم االغتصاب من الناحية القانونية‪ :‬فهو يعتبر أكبر األفعال التي‬
‫تمس حق المرأة في صيانة عرضها والحفاظ على شرفها حيث يرتكب‬
‫ضدها عمدا بحيث يرتكب غالبا دون رضا المرأة فهو يمثل عدوان على‬

‫‪3‬‬
‫‪WWW.Canoe.qc.ca/art de vivre aout 6.02 viol.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪WWW.Rezgar.com.2004.‬‬

‫‪51‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عرضها وشرفها ويجرح كرامتها فهي بذلك تكون مكرهة على تحمل معاناة‬
‫فعل له داللة جنسية من شأنه أن يحافظ على عفتها وكرامتها ومن ثم فإنه ال‬
‫توجد مادة قانونية في قانون العقوبات الجزائري تتحدث عن االغتصاب‬
‫كجريمة منفصلة ويكن يمكن أن يصنف ذلك من خالل هتك عرض‪.‬‬
‫‪ ‬ويعرف االغتصاب فقهيا‪ :‬على أنه «‪ ...‬كل إيالج جنسي جرى ارتكابه على‬
‫شخص الغير ذكرا كان أو أنثى بدون رضاه‪.»....‬‬
‫ومن خالل هذا التعريف نفهم أن االغتصاب هو سلوك يمارسه الفرد ضد الطفل‬
‫باستعمال العضو الجنسي وقد يكون برضا من الطفل أو رغما عنه فمثل "أن‬
‫يطلب شخص كبير من أخيه على أن يمار معه الجنس على أنه مداعبة فقط‪،‬‬
‫ونظرا لكون الصغير ال يدرك حقيقة هذا الفعل ولديه فكرة أن الكبير له تجربة‬
‫ويدرك األمور أفضل منه‪ ،‬فإنه يسمح له بذلك ويحدث هنا اغتصاب برضاه في‬
‫المفهوم الطبي ولكنه يعتبر اغتصاب من الناحية القانونية ألنه مورس على طفل‬
‫صغير دون سن ‪ 16‬باستعمال الحيلة والخداع كما أن االغتصاب ال يمارس فقط‬
‫على الصغار بل يمارس أيضا على الكبار‪.‬‬
‫‪ ‬ويعرف االغتصاب قانونا‪« :‬بمواقعة أنثى بغير رضاها من أجل إشباع‬
‫رغبة جنسية» ‪.‬‬
‫ومن ثم فإن المشرع لم ينص على هذه الجريمة في قانون العقوبات بالعربية إال أن‬
‫تعبير ‪ le viol‬يعني عملية االغتصاب‪.‬‬
‫وهناك تعاريف أخرى لبعض العلماء منها تعريف أوليفين ‪« 1974‬االغتصاب هو‬
‫اختراق جنسي للمرأة رغما عنها ويحدث االغتصاب لو أن العضو الذكري لمس‬
‫جانب من العضو التناسلي للمرأة وليس بالضرورة أن يحدث اتصال كامل أو‬
‫يكون هناك قذف»‪(.‬توفيق عبد المنعم‪.)29-28 :1994,‬‬
‫وأيضا يقول عن االغتصاب مورجان ‪ 1989‬أنه «االتصال الجنسي مع امرأة‬
‫رغما عنها إما باستخدام القوة أو الحيل أو اإلرهاب ودوافعه مداها يبدأ من سوء‬
‫الفهم للوظيفة الجنسية إلى عمق العدائية نحو اإلناث»‪(.‬توفيق عبد المنعم‪-28 :1994,‬‬
‫‪.)29‬‬
‫وبالنظر إلى كل هذه التعاريف يمكننا إلى أن نتوصل إلى أن االغتصاب يدل على‬
‫كل سلوك شاذ وعنيف وغير سوي يمارسه الرجل على المرأة يولد لديها مشاعر‬

‫‪52‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وأحاسيس سلبية ذلك لكون أن الرجل قد استعمل القوة ضدها كما أنه لم يكن هناك‬
‫رضا أو قبول من كال الطرفين خاصة المرأة‪.‬‬
‫ما عدا التعريف الطبي الذي يرى أن االغتصاب قد يكون بالرضا وبصفة خاصة‬
‫الغتصاب األطفال‪.‬‬

‫‪-)2‬مقاربة تاريخية حول جريمة االغتصاب‪:‬‬


‫من المتعارف عليه مبدئيا أنه لفهم أي ظاهرة اجتماعية ال بد من العودة إلى‬
‫أصولها التاريخية‪.‬‬
‫فالمجتمع العربي قبل اإلسالم طبعت عليه صفة القبلية والمجتمع العشائري والميزة‬
‫الرئيسية التي تتميز بها العائلة هي شكل العائلة األبوية وكذا تعدد الزوجات‬
‫وامتالك العبيد وذلك بتحويل األسرى من الحرب إلى عبيد يعملون لسادتهم‬
‫وتحويل السبايا من نساء إلى آلة إلنتاج األوالد كما كانت المرأة في العصر‬
‫الجاهلي بضاعة تباع وتشترى بحيث يرتفع ثمنها بارتفاع صفاتها وكان للرجل‬
‫الحق في امتالكها منذ والدتها كما يحق له امتالك المرأة الحرة بدفع مهرها و‬
‫العبدة بشرائها وكالهما ملك له تمارس عليهما كل أشكال العنف واالضطهاد‬
‫إضافة إلى أن كل مجتمع يختلف عن اآلخر من حيث األعراف والتقاليد‪ .‬فإذا كان‬
‫المجتمع ال يتسامح مع الزانيات فهناك مجتمع آخر يحرص ويحث على البغاء‬
‫ويكون متسامحا فيه‪.‬‬
‫وبعدما جاء اإلسالم أعطى المرأة حقها الكامل كإنسان كامل األهلية وسوى بينها‬
‫وبين الرجل وأعطاها كامل الحرية في اختيار الزوج بالنسبة للحرة و العبدة سواء‬
‫بالموافقة أو بالرفض كما أضفى على المهر بعدا أكثر إنسانية فوصفه بالهدية‬
‫وأعطاه قيمة معنوية‪ .‬لكن هذا لم يمنع تغير الذهنيات التي يتسم بها الرجال‬
‫وتصوراتهم حول المرأة بحيث بقيت هذه األخيرة وما زالت تعاني من تعسف‬
‫الرجال‪ ,‬وجرائم االغتصاب وهذه الجرائم التي يجري عليها التعتيم من قبل األهل‬
‫ردعا للفضيحة‪.‬‬
‫أما االغتصاب الذي يدخل ضمن زنا المحارم كان سائدا في المجتمعات القديمة‬
‫وذلك نسبة الختالط األجناس فال تكاد تعرف األخت أخاها لكثرة اإلخوة من‬
‫زوجات كثيرات وال يكاد األب يعرف بناته لكثرة البنات الالئي أنجبتهن أمهات‬
‫كثيرات وال زال هذا النوع من االغتصاب سائدا في مجتمعاتنا اليوم وإن كان‬
‫‪53‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بصفة أقل إال أن العائلة تتستر عليه وكذا اإلعالم والمجتمع بصفة عامة وهذا خوفا‬
‫من العار والفضيحة (‪.5 )Cite D’internet‬‬

‫‪ -)3‬أنواع االغتصاب‪:‬‬
‫‪ ‬االغتصاب من شخص قريب من الضحية‪:‬‬
‫سواء كان فردا من العائلة (زنا المحارم) صديقا أو رفيق عمل‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫يكون االغتصاب أشد قوة وعنف من الضحية ذلك لكون أن المعتدي قام بتحقيرها‬
‫وإذاللها وبالتالي فالصدمة تكون جد كبيرة ألن مفاهيم الثقة بعد الخيانة تكون قد‬
‫زالت‬
‫‪ ‬المغتصب مجهول‪:‬‬
‫هذا النوع من االغتصاب يبدو أقل خطرا من األول حتى وإن كان عامل التحقير‬
‫والخيانة قد أزيح منه إال وإن العنف موجود دائما ويتجسد من خالل جروح نفسية‬
‫وجسدية خطيرة‪.‬‬
‫ومن ثم تنص المادة ‪ 334‬من قانون العقوبات‪« :‬يعاقب بالحبس من خمس (‪)5‬‬
‫إلى عشرة (‪ )10‬سنوات كل من ارتكب فعل مخل بالحياء ضد قاصر لم يكمل‬
‫السادسة عشر (‪ )16‬ذكرا كان أو أنثى بغير عنف أو شرع في ذلك»‪(.‬نبيل صقر‪،‬‬
‫‪.)272 :2009‬‬
‫»ويعاقب بالسجن المؤقت من خمس (‪ )5‬سنوات إلى عشرة (‪ )10‬سنوات أحد‬
‫األصول الذي يرتكب فعال مخال بالحياء ضد قاصر ولو تجاوز السادسة (‪)16‬‬
‫عشر من عمره ولم يصبح بعد راشدا بالزواج » (نبيل صقر‪.)272 :2009 ،‬‬
‫إضافة إلى أن الفعل الفاضح المخل بالحياء لم يعرف في قانون العقوبات وترك‬
‫ذلك للفقه والقضاء وهو ينص على أنه «كل فعل ينافي اآلداب العامة أو يخدش‬
‫الحياء ومن ذلك التعري وكشف العورة المتعمد والقول واإلشارة المخلة بالحياء‬
‫والمنافية لآلداب» (نبيل صقر‪.)271 :2009 ،‬‬

‫ومن ثم يعتبر االغتصاب من أكبر األفعال التي تمس حق المرأة في صيانة‬


‫عرضها والحفاظ على شرفها حيث يرتكب ضد المرأة عمدا وغالبا يرتكب دون‬
‫رضاها سواء ارتكب من طرف شخص قريب أو مجهول يعتبر جريمة في حق‬
‫‪5‬‬
‫‪WWW.gn4.nahda/art détails.‬‬

‫‪54‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الضحية ويولد لها صدمة يمكن مالحظتها من خالل سلوكاتها وتصرفاتها وبالتالي‬
‫نرى بأن ضحايا االغتصاب بحاجة إلى مساعدة وتكفل نفسي من أجل العودة إلى‬
‫الحياة وال بد من كسر قانون الصمت وعلى الضحية اتخاذها لموقف وذلك‬
‫باالعتراف والتحدث عما حدث لها وما ارتكب في حقها‪.‬‬

‫‪ -)4‬أركان جريمة االغتصاب‪:‬‬


‫تتكون جريمة االغتصاب التي ال توجد إال بمواقعة أنثى بغير رضاها من (‪)3‬‬
‫أركان وهي‪:‬‬
‫‪ ‬الركن المادي (فعل الوقاع) هو مواقعة أنثى‪.‬‬
‫‪ ‬عدم رضا المجني عليها بفعل الوقاع (اإلكراه)‪.‬‬
‫‪ ‬القصد الجنائي‪.‬‬

‫‪:1.4‬فعل الوقاع (الركن المادي)‪:‬‬


‫يتكون الركن المادي في جريمة اغتصاب اإلناث من خالل االتصال الجنسي‬
‫الغير مشروع ويقصد بهذا الوقاع هو اتصال الرجل بالمرأة جنسيا طبيعيا بإيالج‬
‫الجاني (الرجل) عضو تذكيره في المكان المعد في جسم األنثى أي فرجها سواء‬
‫كان كليا أو جزئيا‪(.‬نبيل صقر‪.)293-292 :2009,‬‬
‫‪ :2.4‬اإلكراه أو انعدام الرضا‪:‬‬
‫ال يوجد اغتصاب إال إذا حصل الوقاع بغير رضا األنثى سواء توصل الجاني‬
‫إلى ارتكاب الجريمة باستعمال القوة المادية أو القوة األدبية أو اإلكراه أو المباغتة‬
‫أو بالمكر والحيلة وفي هذه الحالة يتحقق االعتداء على الحرية الجنسية للمرأة ‪. ...‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة لإلكراه المادي يتجسد في استعمال القوة‪ ،‬الضرب والتهديد‬
‫بالسالح‪.‬‬
‫‪ -‬أما اإلكراه المعنوي فيتمثل في إرغام المجني عليها أو الضحية على قبول‬
‫االتصال الجنسي عن طريق تهديدها بإفشاء سرها وفضيحتها أو إلحاق أذى‬
‫جسيم بجسمها وبهذه الطريقة يصل الجاني إلى مراده ويرتكب جريمته‬
‫باستغالل ضعف الضحية‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ :3.4‬القصد الجنائي‪:‬‬
‫يعد االغتصاب من الجرائم المقصودة والقصد الجنائي هو أن تتجه إرادة‬
‫الجاني على مواقعة المجني عليها بغير رضاها مع علمه بذلك‪(.‬أحمد محمد‬
‫بدوي‪.)23 :21 :17 :1999,‬‬

‫ومن خالل ما سبق نتوصل أنه لكي تكتمل جريمة االغتصاب ال بد أن تتوفر (‪)3‬‬
‫أركان التي استنادا إليها تتحقق تلك الجريمة أال وهي االغتصاب وأول ركن هو‬
‫الركن المادي المتمثل في فعل الوقاع ومعنى ذلك هو مواقعة األنثى بدون رضاها‬
‫وذلك بإيالج الرجل عضو التذكير أو القضيب في فرج المرأة أي اتصال جنسي‬
‫غير مشروع وذلك بانعدام موافقة المرأة‪.‬‬
‫أما الركن الثاني المتمثل في اإلكراه ويتجسد ذلك باستعمال القوة إما بالضرب أو‬
‫استعمال السالح األبيض بغرض تخويف المرأة وإخضاعها للموافقة بالقوة‪.‬‬
‫أما الركن األخير والذي تكتمل بع جريمة االغتصاب وهو القصد الجنائي ومعنى‬
‫ذلك هو أن نية الجاني هي مواقعة المرأة دون موافقة منها ويكون هو على علم‬
‫بذلك فيعمل على إخضاعها لالتصال والقيام فعال باغتصابها‪.‬‬
‫‪ -)5‬دوافع ارتكاب جريمة االغتصاب‪:‬‬
‫في دراسة قام بها جروث ‪ 1979 Groth‬وجد أن هناك ثالثة دوافع لالغتصاب‬
‫وهي تتمثل في‪:‬‬
‫‪ :1.5‬االغتصاب الناتج عن الغضب‪:‬‬
‫هو عبارة عن تفريغ وتعبير عن الغضب المكبوت والغيظ إذ يستخدم فيه الفرد‬
‫القوة أكثر من اللزوم للحصول على االمتثال لغرض اإلشباع الجنسي وغرض‬
‫إلحاق الضرر بالضحية وإصابتها وال يهم إذا كان هناك إشباع جنسي أم ال أي‬
‫بمعنى أن يقوم "شخص باغتصاب فتاة رفض والدها تزويجه إياها فيقوم بهذه‬
‫الجريمة ردا العتباره وتفريغ غضبه فيها"‪( .‬توفيق عبد المنعم‪.)31 :1994,‬‬
‫‪ :2.5‬االغتصاب بهدف إثبات القوة‪:‬‬
‫في هذا النوع ال يرغب المغتصب في إيذاء ضحيته جسميا ولكنه يريد أن‬
‫يمتلكها جنسيا‪( .‬توفيق عبد المنعم ‪.)32-31 :1994,‬‬
‫فاالغتصاب في هذه الحالة يشكل اختبارا لرجولة المغتصب والهدف هنا هو‬
‫السيطرة والتحكم في ضحيته‪ ,‬فاالتصال الجنسي القوي هنا هو تعبير عن السيادة‪،‬‬

‫‪56‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القوة‪ ،‬التحكم‪ ،‬السلطة‪ ،‬األنانية‪ ،‬والقدرة كما أنه في هذا الموقف يحس بنوع من‬
‫اإلثارة‪ ,‬القلق‪ ,‬المتعة و الخوف في نفس الوقت‪.‬‬
‫وهذا النوع من المغتصبين يحتاج إلى االعتقاد بأن ضحيته تستمتع بما يحدث لها‬
‫وتنجذب إليه‪.‬‬
‫‪ :3.5‬االغتصاب السادي‪:‬‬
‫الهدف من االغتصاب السادي هو تعذيب الضحية والوسيلة هي الجنس والدافع‬
‫هو العقاب والتهديد كما أن المحاولة مع الضحية تكون مثيرة جنسيا للرجل‪ ,‬وغالبا‬
‫ما يحدث تزايد في العنف في حين أن المغتصب يستمد متعته من خالل تعذيبها‬
‫وعادة ما يتضمن طرق التعذيب األفعال الشاذة القاسية‪(.‬توفيق عبد المنعم‪:1994,‬‬
‫‪.)32‬‬
‫ومن ثم فإن المغتصب السادي يتلذذ بتعذيب الضحية الشيء الذي يحقق له تلك‬
‫اللذة أو المتعة من خالل التعذيب إضافة استعمال كل األفعال العنيفة والمضرة بها‬
‫ويكون ذلك بشكل كبير للحصول على اإلثارة الجنسية‪.‬‬
‫وفي دراسة قام بها كل ‪ Scully and Marolla‬مثلت دوافع المغتصبين في‪:‬‬
‫‪ ‬أوضح بعض المغتصبين أن االغتصاب كان أسلوبا لالنتقام والعقاب وكل‬
‫هذه االغتصابات كانت هادفة لالنتقام وقائمة على فكرة أن للنساء مسؤوالت عن‬
‫مشاكل المغتصبين كما أنه في بعض الحاالت كان الضحايا المغتصبات يمثلن كل‬
‫النساء بصفة عامة لدى المغتصبين‪ .‬لذلك استخدموا االغتصاب كأسلوب للعقاب أو‬
‫اإلذالل ويعتبرون أيضا كعملية السطو أو السرقة كما يرى آخرون أن االغتصاب‬
‫وسيلة للوصول إلى المرأة جنسيا خاصة المرأة غير الراغبة بيد أن هذا‬
‫االغتصاب يمثل لدى هذه الفئة تحديا ومغامرة فضال عما يشعرون به من راحة في‬
‫االغتصاب‪(.‬محمد الجوهري و آخرون‪.)284-283 :1995,‬‬
‫إضافة إلى ذلك ينظر آخرون أن النساء سلع جنسية و أن االغتصاب حق الرجل‬
‫وإذا امتنعت المرأة من إعطاء هذا الحق فيجب على الرجل أن يأخذه بالقوة وليس‬
‫لها الحق أن تقول ال‪.‬‬
‫وفي المقابل االتجاه القائل بأهمية القصور أو عدم الكفاية الجنسية تعتبر أحد‬
‫الدوافع المؤدية لالغتصاب‪.‬‬
‫ومن ثم سعي "‪ "Ducan Chappell‬وزمالؤه إلى تفسير أسباب ارتفاع معدالت‬
‫جرائم االغتصاب في مجتمع عن مجتمع آخر من خالل مقولته التساهل‬

‫‪57‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجنسي‪ Sexual permissiveness‬كما رفض "‪ "Ducan Chappell‬التسليم‬


‫بصحة الفرضية القائلة بأن نقص فرص ممارسة األنشطة الجنسية خارج نطاق‬
‫العالقات الزوجية في المجتمعات المحافظة التي تضع قيودا على الممارسات‬
‫الجنسية يترتب عليه ارتفاع معدالت جرائم االغتصاب وتعني هذه المقولة أنه كلما‬
‫زاد تسامح المجتمع اتجاه ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج كلما انخفضت‬
‫معدالت جرائم االغتصاب وهذا ما يرفضه ‪.Chappell‬‬

‫نتوصل من خالل ما سبق أن المغتصب لديه عدة دوافع حتى يتمكن من‬
‫ضحيته ويحصل على المتعة واللذة الجنسية فقد يكون االغتصاب لديه كهدف‬
‫لتفريغ الغضب ويكون باستعمال القوة أكثر من الالزم ذلك إلحقاق الضرر‬
‫بالضحية دون استمتاع أو لذة‪ .‬كما قد يكون بهدف إثبات الرجولة والسلطة‬
‫وإخضاع الضحية وتكون هناك لذة قلق وحزن معا باإلضافة إلى استعمال مختلف‬
‫األفعال القاسية التي تهدف إلى تعذيب الضحية والتي من خاللها تتحقق اإلثارة‬
‫الجنسية واللذة‪.‬‬
‫ومهما كان دافع المغتصب لجريمة االغتصاب تبقى المرأة دائما هي الضحية التي‬
‫تتحمل لوحدها آثار هذا الفعل العنيف مهما اختلفت أهدافه ودوافع المغتصب فليس‬
‫دائما الهدف هو المتعة ربما يكون الهدف هو االنتقام أو يكون تعبيرا عن الغضب‪.‬‬
‫ومن ثم فإن االغتصاب هو صورة عنف عن ردود فعل إجرامية ألشخاص‬
‫سيكوباتين أو مرضى نفسيين‪.‬‬
‫‪ -)6‬وجهات النظر التحليلية لجريمة االغتصاب‪:‬‬
‫‪ :1.6‬وجهة نظر التحليل النفسي‪:‬‬
‫غالبا ما ترى نظرية التحليل النفسي أن العنف الجنسي المعارض أو المعاكس‬
‫لإلناث المراهقات تنشأ من كره المرأة والتي تكون جزءا من خبرات الطفولة‬
‫المؤلمة‪ .‬في حين يعتبر "جروس" أول المدافعين عن وجهة النظر هذه حيث‬
‫أوضح أن االغتصاب فعل جنسي كاذب حيث أنه يخدم أوال حاجات غير جنسية‬
‫فهو يهدف إلى العدوانية ويستخدم الجنس للتعبير عن القوة والغضب‪(.‬توفيق عبد‬
‫المنعم‪.)35 :1994,‬‬
‫إضافة إلى أن هناك أدلة واضحة ذكرها كل من مارشال وآخرون ‪1984‬‬
‫توضح أن العدائية اتجاه المرأة توجد بين المغتصبين أكثر ما توجد بين المجرمين‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ومن ثم فإن هذه النظرية تفسر لنا االغتصاب على أنه نوع من اإلرهاب‬
‫والعدائية نحو المرأة بيد أن المغتصب يقوم باغتصاب ضحية ليس لتلبية اللذة أو‬
‫المتعة الجنسية‪ ,‬وإنما لترهيب المرأة وتعبيرا عن قوته‪ .‬هذا ما أكدته دراسات‬
‫جروس مارشال وآخرون التي ترى بأن القوة القسوة واإلرهاب هي الدافع‬
‫لممارسة العنف الجنسي أو االغتصاب على المرأة‪.‬‬
‫‪ :2.6‬وجهة نظر التحليالت السلوكية‪:‬‬
‫ترى هذه النظرية أن التفاعالت الجنسية والسلوكية تكون مكتسبة وخاصة فيما‬
‫يتعلق بعمليات التشريط الكالسيكي وقد أوضح ذلك كل من ماك جير وآخرون‬
‫‪ )(Mac Guirre et all 1956‬بينما أسس (الوس ‪ )1986 laws‬العمليات‬
‫التشريطية الكالسيكية لتقدير سوء االستخدام الجنسي وفي هذه العمليات التشريطية‬
‫يرى أن هناك عامل دائري لسلسلة من العناصر تقود إلى األفعال الجنسية‬
‫المنحرفة‪.‬‬
‫ومن ثم فإن هذه النظرية توضح أن السلوك االنحرافي راجع لتراكم سلسلة من‬
‫العوامل البيولوجية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬االجتماعية وكذلك المحيط الذي يعيش فيه الفرد‬
‫وأيضا خبرات الطفولة هذه العوامل وغيرها من شأنها أن تدفع بالفرد بأن يكون له‬
‫سلوك جنسي انحرافي‪.‬‬
‫‪ -)7‬العوامل المؤدية لالغتصاب‪ :‬توجد عدة عوامل منا ما يلي‪:‬‬
‫‪ :1.7‬التفكك األسري‪:‬‬
‫يعود إلى عدم الوفاق بين الوالدين من خالل النزاعات والشجارات داخل‬
‫البيت بحيث أن األسرة هي المسؤول األول عن تربية وتكوين شخصية الشاب‪ .‬فإذا‬
‫كانت األسرة متصدعة يسودها الفساد‪ ،‬الألمن والإلستقرار يجد الشاب نفسه يعيش‬
‫في دوامة مما تؤدي به إلى االنحراف وارتكاب المحرمات والجرائم‪ ( .‬الجوهري‬
‫محمد‪.)82 :1995 ,‬‬
‫‪ :2.7‬غياب التربية الجنسية‪:‬‬
‫إن التربية الجنسية التي يتلقاها الشاب وسط بعض األسر ال تهيؤه لمواجهة‬
‫الحواجز والصعوبات التي تصادفه نظرا لكون هذه التربية تقوم على أساس‬
‫االحترام بين أفراد العائلة خاصة عالقة‬
‫طفل ) أي األب وابنه حيث ال يسمح لهذا االبن بمناقشة بعض‬ ‫(أب‬
‫المواضيع الخاصة بالجنس فغياب التربية الجنسية وكل التغيرات المتعلقة بها‬

‫‪59‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يجعل االبن يعيش في محيط مغلق يغلب عليه الضغط العائلي لذلك نجده يتمسك‬
‫بالجنس اآلخر‪(.‬إبراهيم عبد الستار ‪.)11 :1978 ،‬‬
‫‪ :3.7‬االندماج الثقافي‪:‬‬
‫إن التضارب بين ما هو تقليدي وعصري ال زال قائما بالنسبة للشباب حيث‬
‫بدأت تظهر عليه بعض التغيرات مثل محاربة بعض العادات والتقاليد وتغير‬
‫اتجاهاته الفكرية وهذا يعود ألن مجتمعنا ال يزال يعاني من خلفية ثقافية بسبب‬
‫وجود الثقافة األجنبية إلى جانب ثقافتنا‪.‬‬
‫‪:4.7‬وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫شهد الشطر الثاني من هذا القرن تلفزيون سلكي الملون‪ ،‬الفيديو‪ ،‬واإلعالم‬
‫اآللي (اإلنترنت) وآخرها البث التلفزيوني عبر األقمار الصناعية وأحدث اكتشاف‬
‫الهوائيات المقعرة إذ أصبحت ثورة تكنولوجية هائلة وأصبح اليوم العالم مثل‬
‫القرية الصغيرة كما قال ماك لوهان‪ ":‬ليس بفعل الطباعة كما كان يتصور ولكن‬
‫بفعل األقمار الصناعية ونظام البث المباشر"‪(.‬إبراهيم عبد الستار‪ )14 :1978,‬فإن‬
‫للهوائيات المقعرة دور بارز في تنمية األفكار والتعرف على عادات مجتمع آخر‬
‫خصوصا تقريب وجهات النظر للشعوب العربية ولكن ما تعرضه القنوات‬
‫التلفزيونية من أفعال عنف وجريمة وصور جنسية خليعة تتخصص قنوات‬
‫تلفزيونية ‪24‬سا‪24/‬سا بكاملها هدفها هو التفنين في عرض عمليات جنسية على‬
‫المباشر بمختلف الطرق وبكامل اللغات‪.‬و من ثم أصبحت الهوائيات المقعرة وسيلة‬
‫لتدمير أخالق المجتمع واألفراد خصوصا الذين يتقمصون أدوار الشخصيات‬
‫التلفزيونية(إبراهيم عبد الستار‪.)14 :1978,‬‬
‫‪ -)8‬متالزمة جريمة االغتصاب‪:‬‬
‫إن اغتصاب اإلناث (المراهقات) أكثر أنواع العنف الموجه ضد المرأة‬
‫وحشية وأشدها تدميرا للروح والنفس والبدن وله آثارا حادة وأخرى مزمنة على‬
‫الضحية وعلى أسرتها قد تمتد إلى نهاية العمر وهذه الحالة يطلق عليها متالزمة‬
‫حادث االغتصاب والضحية المغتصبة تمر بمرحلتين‪:‬‬
‫‪:1.8‬المرحلة الحادة‪:‬‬
‫وهذه المرحلة تستمر لعدة ساعات وحتى لعدة أيام بعد الحادث‪ .‬كما تظهر‬
‫على الحالة اضطراب في التصرفات والسلوك المعتاد‪ ،‬تهيج وانفعال إضافة إلى‬
‫الشعور بالغضب ولوم النفس والشعور بالذل والتحقير والمهانة وهذا كله يتسبب‬
‫‪60‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في الكثير من األمراض والعقد النفسية إذا كتمت الضحية أحاسيسها وانفعاالتها‬
‫ومعاناتها في حيز الالشعور‪.‬‬
‫‪:2.8‬المرحلة المزمنة‪:‬‬
‫هذه المرحلة تبدأ بعد الحادث بحوالي أسبوعين (‪ )2‬أو (‪ )3‬كما تنتابها األحالم‬
‫المرعبة‪ ،‬الكوابيس والمخاوف الجنسية بعدها تبدأ المغتصبة بالعودة تدريجيا إلى‬
‫طبيعتها مع المساعدة النفسية والطبية قد تتعافى الضحية تماما من هذه الخبرة‬
‫المؤلمة بينما قد ال يستعيد البعض منهن أبدا صحتهن النفسية وإنما يعانيين طوال‬
‫حياتهن‪.‬‬
‫كما أن مضاعفات االغتصاب على الضحية ال تقتصر على ما سبق ذكره‬
‫فالمغتصب إذا كان مصابا بأمراض جنسية فإنه ينقلها إلى الضحية وأخطرها‬
‫اإليدز ‪ AIDS‬الزهري والعدوى البكتيرية والميكروبية التي تسبب التهابات على‬
‫مستوى الجهاز التناسلي مما يؤدي إلى العقم وذلك النسداد قناة فالوب‪(.‬نهى‬
‫القاطرجي‪.)329 :2003,‬‬
‫يتضح مما سبق أن كل عمل أو فعل عنيف يخلف من ورائه آثارا وعواقب‬
‫ممكن أن تظهر مباشرة بعدد ممارسة ذلك الفعل أو أن تأخذ وقتا لتظهر‬
‫واالغتصاب كظاهرة عنيفة له آثار على صحة ونفسية الضحية التي قد تغير‬
‫مجرى حياتها إذ أن الضحية المغتصبة تمر بمرحلتين بعد هذا الفعل الشنيع؛‬
‫األولى يطلق عليها المرحلة الحادة والتي تدوم من ساعات إلى عدة أيام بعد‬
‫الحادث وتكون مصحوبة بتغيرات في السلوك وتصرفات الضحية‪.‬‬
‫والمرحلة الثانية وهي مرحلة التي تعود فيها الضحية إلى ممارسة حياتها‬
‫الطبيعية وذلك بمساعدة األخصائي النفساني والمساعدة الطبية ويطلق على هذه‬
‫المرحلة بـالمرحلة المزمنة والتي تبدأ بحوالي (‪ )2‬أسبوع أو (‪ )3‬أسبوع بعد‬
‫الحادث (االغتصاب)‪.‬‬
‫كما يمكن للضحية أن تصاب بأعراض جسدية مثال مرض فقدان المناعة ‪AIDS‬‬
‫المتنقل عبر الجنس وغيره من األمراض المعدية التي تسبب التهابات على مستوى‬
‫الجهاز التناسلي للمرأة مما تؤدي إلى العقم‪.‬‬
‫‪-)9‬األعراض المترتبة عن جريمة االغتصاب‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من المتعارف عليه أن ضحايا االغتصاب يتعرضن لصدمة عنيفة أثناء وبعد‬
‫االغتصاب كما تنتابهن بعض األعراض النفسية والجسدية وهذه األعراض ممكن‬
‫أن تظهر وتظل لعدة سنوات‪.‬‬
‫وهنا دراسة حول ضحايا االغتصاب أظهرت بأن االغتصاب ممكن أن يقسم إلى‬
‫(‪ )3‬مراحل‪:‬‬
‫‪:1.9‬المرحلة األولى ردود الفعل الفورية (من أسبوع إلى ستة أسابيع)‪:‬‬
‫‪ ‬ردود فعل جسدية‪ :‬اضطرابات مختلفة ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬مشاكل في النوم كاألرق والكوابيس المتكررة‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل غذائية‪ :‬كفقدان الشهية أو اإلطراح (مشاكل الهضم والمعدة)‪.‬‬
‫‪ ‬ردود فعل انفعالية‪:‬‬
‫‪ ‬الخوف والقلق‪.‬‬
‫‪ ‬فقدان الثقة في النفس واتجاه اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬اإلحساس بالتحقير‪ ،‬الذل‪ ،‬واالنهيار‪ ،‬بكاء‪ ،‬انطواء على النفس‪،‬‬
‫صراخ‪.‬‬
‫‪:2.9‬المرحلة الثانية إعادة التنظيم من ‪ 6‬أسابيع إلى ‪ 6‬أشهر أو إلى مدى‬
‫الحياة‪:‬‬
‫‪ ‬العودة إلى الحياة الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬تغير مكان اإلقامة‪ ،‬العمل‪ ،‬رقم الهاتف‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬الفوبيا (الخوف من البقاء مفردا الخوف من الجنس (الرجال) أفكار‬
‫بارانويدية واضطرابات نفسية أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تقلبات في المزاج مفاجئة قلق‪ ،‬ضغط‪ ،‬كوابيس‪ ،‬وآالم في الرأس‬
‫‪6‬‬
‫مصحوبة بالغثيان(‪)Cite D’internet‬‬
‫‪:3.9‬المرحلة الثالثة إخفاء المشكل أو التخلص منه‪:‬‬
‫هذه المرحلة ممكن أن تأخذ أشكاال مختلفة بالنسبة لكل شخص كما أنه ال‬
‫يمكن الوصول إليها وبالرغم من أن ظهور هذه األعراض إال وإن كل شخص‬
‫‪7‬‬
‫مختلف عن اآلخر وقد ينفرد بأعراض أخرى منها‪)Cite D’internet( :‬‬
‫‪ ‬الشعور بالضعف‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪http//www.Collegeen.qc.ca/psychologie.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪http//www.Collegeen.qc.ca/psychologie‬‬

‫‪62‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إن المراهقة التي تعرضت لالغتصاب يتولد لديها الشعور بالضعف‬


‫والتحقير والمهانة ذلك ألنها فقدت أو حرمت من حريتها واستقالليتها خاصة وهي‬
‫في مقتبل العمر فكيف سيكون مصيرها مستقبال وهذا الشعور يمكن إرجاعه إلى‬
‫عدة أسباب منها‪:‬‬
‫‪ -‬هذا االعتداء الذي مورس عليها بالعنف أم ال تتولد عنه آالم جسدية‪ ,‬كما أن‬
‫الضحية ال تستطيع الهروب من الحقيقة التي فرضت عليها إضافة إلى التهديدات‬
‫من قبل المعتدي والخجل من الحقيقة والعار يلزمان الضحية على السكوت مما‬
‫يزيد ويقوي عندها الشعور بالضعف‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور بالخيانة‪:‬‬
‫بالنسبة للشعور بالخيانة فإنه ال يوجد شيء كريه ومؤلم كأن يحس الفرد بأنه‬
‫ثم خداعه وخيانته خاصة إذا حدث من شخص قريب يثق فيه ويحترمه‪ .‬ومن ثم‬
‫فالمعتدي عليه ال يحس بالخيانة من المعتدي فقط وإنما من اآلخرين الذين لم يمنعوا‬
‫ذلك أيضا‪ ,‬مما يولد عن ذلك أفكار بارانويدية كعدم الثقة والشك واالرتياب اتجاه‬
‫اآلخرين وفقدان األمل في إقامة عالقات معهم‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور المتناقض‪:‬‬
‫يتمثل في وجود اتجاهين متناقضين في آن واحد وهم‪:‬‬
‫‪ -‬التناقض في خطورة الشعور السلبي‪ :‬كالمعاناة‪ ،‬الخجل‪ ،‬والضعف والتي‬
‫تكون مصحوبة في بعض األحيان بالرغبة سواء كانت عالئقية أو حسية كمالمسة‬
‫عضو من أجزاء الجسم وهذا أول مؤشر لالعتداء‪.‬‬
‫‪ -‬وفي نفس الوقت التي تكون فيه الرغبة مصحوبة بالمعاناة فإن ذلك يسبب‬
‫ضررا ألن الضحية يحس بمسؤولية حدوث االعتداء ألنها كانت مشاركة فيه‬
‫وبالتالي تحرم اللذة والرغبة الجنسية أثناء العالقات الزوجية الحتمال رجوع‬
‫‪8‬‬
‫ذكرى االعتداء‪)Cite D’internet( .‬‬

‫‪8‬‬
‫‪http//www.Collegeen.qc.ca/psychologie‬‬

‫‪63‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫من خالل هذا الفصل توصلنا إلى أن االغتصاب هو أبشع وأخطر أنواع‬
‫العنف الممارس في حق المرأة وذلك لكونه يمس بشرفها وبشرف عائلتها‪ ,‬إضافة‬
‫إلى أنه يغير من نظرة المجتمع مما يولد لديها مشاعر سلبية وآثار نفسية وجسدية‬
‫التي تعيق حياتها وتبقى كحاجز لممارسة حياتها العادية‪.‬‬
‫وعلى غرار ذلك فإن ثقافة العنف ضد المرأة ليست حديثة على المجتمع‬
‫العربي والجزائري خاصة ذلك لجذورها القديمة والبعيدة أين كان الرجل هو السيد‬
‫المطاع الذي له الحق في إعطاء األوامر والنواهي وعلى المرأة الخضوع لتلك‬
‫األوامر‪ .‬فالمرأة باعتبارها كائن بشري لها الحق في العيش والتمتع بالصحة‬
‫الجسدية والنفسية وهذا األخير يمارس عليها العنف بشتى أنواعه حيث ال يتوان‬
‫ولو للحظة في إظهار غضبه وسخطه عليها‪ ,‬كما أن هذا السلوك يمكن إرجاعه إلى‬
‫تداخل عدة عوامل كنمط التربية السائد والمشاكل النفسية وغيرها من العوامل التي‬
‫تدفع بالرجل إلى تعنيف المرأة بالسيطرة على حريتها وإذاللها وغيرها من األفعال‬
‫التي تذل بكرامة المرأة من بينها االغتصاب‪.‬‬
‫وبالتالي ال تزال المرأة ضحية لنزوات وهفوات الرجل الذي يحاول إثبات‬
‫قوته ورجولته من خالل اقتراف هذا النوع من الجرائم التي تمس بشرف وعفة‬
‫الضحية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫االغتصاب و سيكولوجية المراهقة المغتصبة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪65‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ .I‬العالقات الجنسية المحرمية‪:‬‬


‫طيلة العقود الماضية وقع حظر عديد المحرمات القديمة في مجتمعاتنا الحديثة إال‬
‫و أنه على ما يبدو مازال هناك احترام محرم سفاح القرب ذلك من خالل بناءه‬
‫على أساس القوانين البيولوجية فالعالقة بين األقرباء قد تكون مخالفة للطبيعة و‬
‫األطفال المولودون من هذه الزيجات هم عرضة لعاهات وراثية‪.‬‬
‫و من ثم تعد جريمة زنا المحارم (سفاح القرب) عارا قادما داخل البيوت حيث‬
‫طفت إلى السطح لتنخر جسد األسرة الجزائري و بالرغم من عدم وجود أرقام‬
‫صحيحة لعدد حاالت زنا المحارم‪ ,‬و ما هو موجود منها ال يعبر عن حجم الكارثة‬
‫ألن ما يخفى أعظم في مجتمع يحكمه العرف و التقاليد‪ ,‬فال يزال الصمت و‬
‫الكتمان يكتنف هذه الجرائم باعتبارها من الطابوهات المسكوت عنها خوفا من‬
‫الفضيحة و العار‪.‬‬
‫في حين يرى (أمين‪ ,‬ش) باحث في علم االجتماع أن اإلحصاءات تدل على وجود‬
‫هذه الظاهرة في الواقع رغم أن هذه اإلحصاءات ليست حقيقية ألن الضحية يلتزم‬
‫الصمت خوفا و تجنبا للفضيحة‪ .‬و حسب بعض الدراسات فإن األسباب االجتماعية‬
‫ال تعطي تفسيرا و تحليال للظاهرة حيث ثبت أن الغني و الفقير يرتكبان الجريمة‬
‫ذاتها‪ ,‬كما يمس األميين و المثقفين معا فال ميزان للمستوى الثقافي و ال رادعا دينيا‬
‫أو أخالقيا من شأنه أن يكون عائقا أمام الفاعل‪.‬‬
‫فإن المجرم يغتنم فرصة سكوت الضحية خاصة إذا كان المعتدى هو األب أو األخ‬
‫فالفتاة المراهقة ال تستطيع أن تخبر أمها بذلك خوفا من الفضيحة أو أن ال تصدقها‬
‫فتكبت ذلك السيناريو و تبقى تعيش جوا من الترغيب و الترهيب مما يتولد عنه‬
‫صدمة وقلق دائم وضغط شديد تكون نتائجه و خيمة و أحيانا مأساوية‪.‬إضافة إلى‬
‫اآلثار المترتبة عن هذا النوع من الزنا من ذوي المحارم خاصة إذا كانت الضحية‬
‫قاصرا يصاحبها اإلحساس باأللم مدى الحياة مع فقدان النسب و االنتساب من‬
‫جراء ما حدث لها و فقدان معنى القرابة و الثقة بعالقات القرابة كما يقول اإلمام‬
‫علي بن أبي طالب كرم هللا وجهه ‪ ":‬رب نظرة زرعت شهوة‪ ,‬و شهوة ساعة‬
‫أورثت حزنا طويال "‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -1‬زنا المحارم (‪:)Inceste‬‬


‫تعددت تعاريف زنا المحارم بتعدد وجهات النظر المرجعية له سواء منها‬
‫االجتماعية ‪,‬القانونية‪ ,‬الدينية أو النفسية ‪,‬و عامة فإن زنا المحارم أو سفاح القرب‬
‫أو زنا األقارب هو أي عالقة جنسية كاملة بين شخصين تربطهما قرابة تمنع تلك‬
‫العالقة الجنسية بينهما‪ ,‬وذلك طبقا لمعايير محددة دينيا‪ ,‬اجتماعيا أو ثقافيا‪ .‬و قد‬
‫تنحصر وجهة النظر فيصبح زنا المحارم هو عالقة بين األبناء أو بين اإلخوة و‬
‫األخوات أين يكون الزواج بينهم محر ما‪ ,‬و قد يمتد هذا التحريم إلى درجات مختلفة‬
‫من القرابة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫)‪.(De Lannoy. J.D et Eyereisen, 1992 :4‬‬

‫‪ ‬أما في قاموس علم النفس فإن عشق المحارم‪ :‬هو الرغبة في االتصال‬
‫الجنسي مع أفراد شديدي القرابة‪( .‬جابري لمياء‪.)100: 2006,‬‬

‫و يعرف سفاح القرب كل من ‪J.J Schellens & J.Dumont‬‬


‫‪; Dans le dictionnaire de la psychologie moderne‬‬
‫‪L’inceste : Relations sexuelles entre membres d’une même‬‬
‫‪famille. Le plus souvent père et fille ; frère et sœur. Ses‬‬
‫‪relations sont un objet de réprobation dans toutes les‬‬
‫‪civilisations la seule interdiction qui soit à peu prés‬‬
‫‪universelle.‬‬
‫‪(J.J Schellens ; J.Dumont ,1967 : 289).‬‬

‫و هي بمعنى عالقات جنسية بين أفراد من نفس العائلة و األكثر شيوعا هو عالقة‬
‫أب‪/‬بنت‪ ,‬أخ‪/‬أخت‪ .‬كما أن هذه العالقات تتلقى موضوع الرفض في كل‬
‫الحضارات و العالقة الوحيدة التي تبقي تقريبا المرفوضة عالميا‬
‫‪ -2‬مقاربة تاريخية لجذور جريمة االغتصاب‪:‬‬
‫تنتشر في العصر الحالي الجرائم الجنسية بشكل عام و جريمة االغتصاب‬
‫بشكل خاص‪ ,‬لدرجة أنه نادرا ما تصدر الصحف اليومية من دون ذكر لحادثة‬
‫اغتصاب حصلت في الجزائر أو حتى في العالم بشكل عام‪ ,‬و قد أدى تفاقم هذا‬
‫الجرم إلى تخوف العلماء في مختلف المجاالت من ازدياد هذه الظاهرة و ما تخلفه‬
‫من آثار مضرة على المستوى الفردي و الجماعي‪ .‬و الواقع أن جريمة االغتصاب‬
‫بأنواعها ليست حديثة العهد بل هي قديمة قدم التاريخ ‪ ,‬و من ثم تأتي أهمية دراسة‬
‫تاريخ األمم السابقة كعنصر مهم ال يجوز على أي باحث في أي مجال كان إغفاله‪.‬‬
‫و فوائد االطالع على التاريخ تكمن في معرفة األمثال المنتشرة في األوساط‬
‫الشعبية التي تتناقل من جيل إلى جيل عبر التاريخ و أبرز هذه األمثال المثل القائل‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫" إن التاريخ يعيد نفسه "‪ .‬و هذا األمر يمكن االطالع عليه بالرجوع إلى أخبار‬
‫األمم القديمة‪.‬‬
‫‪ -)3‬جريمة االغتصاب عند األمم القديمة ‪:‬‬
‫‪ :1.3‬االغتصاب في التاريخ اليهودي‪:‬‬
‫ورد وصف األنبياء عليهم السالم في التوراة بصفات بشعة و ال أخالقية و‬
‫كثيرا ما قام بعض هؤالء األنبياء باالعتداء على النساء و اغتصابهن إشباعا‬
‫لشهواتهم و نقصد بالذكر التوراة المحرفة و ليست التوراة الصحيحة التي أنزلت‬
‫على النبي موسى عليه السالم‪.‬‬
‫‪ ‬بحيث أورد أيضا اغتصاب شكيم بن حامور لدينه ابنة يعقوب عليه السالم‪.‬‬
‫و ورد أيضا قصة اغتصاب النبي داوود عليه السالم المرأة فلطئيل إثر صراع قام‬
‫بين داوود و شاول من أجل الحصول على الملك‪( .‬د‪.‬نهى القاطرجي‪.)49-48 :2003,‬‬
‫‪ ‬اغتصاب آمنون بن داوود عليه السالم ألخته تامار‪ ,‬فقد لم يكتف اليهود بأن‬
‫يجعلوا من النبي داوود خاطف النساء من أزواجهن بل إنهم جعلوا ذلك في ساللته‬
‫فقد ورد في التوراة و جرى بعد ذلك أنه كان ألبشالوم ابن داوود أخت جميلة اسمها‬
‫تامار فأحبها آمنون ابن داوود و أحصر آمنون للسقم من أجل تامار أخته ألنها‬
‫كانت عذراء‪ ,‬و عسر في أعين آمنون أن يفعل لها شيئا‪(.‬د‪.‬نهى القاطرجي‪:2003,‬‬
‫‪.)49-48‬‬
‫‪ ‬اغتصاب لوط عليه السالم من قبل بناته‪ ,‬ورد في التوراة أيضا ذكر لنوع‬
‫من اال غتصاب غير المباشر حصل للنبي لوط مع ابنتيه‪ ,‬و هذا حسب زعم التوراة‬
‫باغتصابه لبناته بعد أن قامتا بدس المخدر له في الشراب و قد ورد في سفر‬
‫التكوين إنه " صعد لوط من صوغر و سكن في الجبل و بنتاه معه ألنه خاف أن‬
‫يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو ابنتاه"‪ ,‬فقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ‬
‫و ليس في األرض رجل ليدخل علينا كعادة على األرض هلم نسقي أبانا خمرا و‬
‫نضطجع معه فننجب من أبينا نسال فاضطجعت البكر الليلة األولى معا أبيها و‬
‫الصغيرة الليلة التالية دون علمه باضطجاعه و ال بما قامتا به‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫فحبلت كالهما من أبيهما "لوط" فولدت البكر ابنا أسمته مؤاب و هو" أب‬
‫المؤابين " إلى اليوم و الصغيرة ولدت ابنا أسمته ابن عمي و هو" أبو بني‬
‫عمون " إلى اليوم‪(. .‬د‪.‬نهى القاطرجي‪.)50 :2003,‬‬

‫‪ :2.3‬االغتصاب في التاريخ اليوناني‪:‬‬


‫تعتبر األسطورة المرجع الديني الذي من خالله يمكن استنباط عقيدة الشعوب‬
‫القديمة‪ ,‬كما تعتبر تصرفات اآللهة التي هي رمز و قدوة للمواطن العادي أكبر‬
‫دليل على معتقدات هذه الشعوب‪.‬‬
‫فقد كان االغتصاب أمرا عاديا لدى آلهة اليونان الذكور أمثال‪ :‬بان‪ ,‬هاديس‪,‬‬
‫أبولون‪ ,‬بوسيدون‪ ,‬زيوس‪Zeus, Pan, Hades, Appoleons, .‬‬
‫‪Possedon‬‬
‫الذين كانوا يغتصبون النساء بشكل دائم‪ .‬ومن بين اإلناث ضحايا االغتصاب كانت‬
‫‪ Hera‬أخت زوجة زيوس ‪ Zeus‬و كانت عشيقته في نفس الوقت‪ .‬و كان لهيرا‬
‫‪ Hera‬طريقة للتغلب على الوضع حيث كانت تغتسل كل عام في البحيرة التي‬
‫تعيد لها عذريتها و تعود صبية من جديد‪.‬‬
‫أما " ‪ " Philonel‬التي اغتصبت من " تيري " ‪ Teree‬ملك " ‪ " Thrace‬الذي‬
‫قام بقطع لسانها‪ ,‬كي ال تخبر القصة ألحد‪ ,‬فلقد عمدت إلى تسجيل أحزانها كتابة‬
‫على السجادة التي أرسلتها ألختها بروكن" ‪ " Procne‬التي كانت زوجة لتيري‪.‬‬
‫(د‪.‬نهى القاطرجي‪.)59 :2003,‬‬

‫‪ :3.3‬االغتصاب في التاريخ المسيحي‪:‬‬


‫شدد النصارى الحكم على من يتعدى على األقارب فجعلوا عقابهم قطع األنوف‬
‫بالسيف و من أحكامهم في هذا المجال الذين يخلطون الدم إما والدان مع أوالد أو‬
‫أوالد مع والدين‪ ,‬أخوات مع اإلخوة فليعاقبوا بالسيف‪ ,‬و مع ذوي القرابة "‬
‫األصهار‪ ,‬الربائب‪ ,‬ابن األخ لخالته أو عمته‪ ,‬أب الزوجة ألم الزوج‪ ,‬أخ لزوجة‬
‫أخيه أو لمرآة و ابنتها بمعرفة‪ ,‬الضرب و قطع أنوفهم و اللواتي فاسدوهن معهم‪.‬‬
‫(د‪.‬نهى القاطرجي‪.)64 :2003,‬‬

‫‪73‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫و من ثم تعتبر هذه األساطير دليال حسيا على أن اغتصاب المرأة كان موجودا في‬
‫ذلك العصر‪,‬فإذا أباحه و نفذه اآللهة فليس من المستغرب أن يقوم به الشعب‪ .‬و من‬
‫هنا جاءت أهمية هذه الدراسة في بيان حقيقة هذه الجريمة و ارتباطها التاريخي‬
‫بفساد األمم من جهة‪ ,‬و بيان أهم العوامل الفكرية و االجتماعية التي جعلت من‬
‫جريمة االغتصاب أخطر جريمة عنف تدوس كرامة المرأة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -4‬حكم االغتصاب من الناحية القانونية ‪:‬‬
‫المادة ‪( : 337‬أمر رقم ‪ )47-75‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1975‬فقد عرفت المادة‬
‫مكرر الفاحشة من ذوي المحارم العالقات الجنسية التي ترتكب بين‪:‬‬
‫‪ -)1‬األقارب من الفروع أو األصول‪.‬‬
‫‪ -)2‬اإلخوة و األخوات‪ ,‬األشقاء من األب أو األم‪.‬‬
‫‪ -)3‬بين شخصين و ابن أحد إخوته أو أخواته من األب أو األم أو مع أحد فروعه‪.‬‬
‫‪ -)4‬األم أو األب والزوج أو الزوجة و األرمل أو األرملة ابنه أو مع أحد آخر من‬
‫فروعه‪.‬‬
‫‪ -)5‬والد الزوج أو الزوجة أو زوج األم أو زوجة األب و فروع الزوج اآلخر‪.‬‬
‫‪ -)6‬من أشخاص يكون أحدهم زوجا ألخ أو أخت‪( .‬أحسن بوسقيعة‪.)142 :2011,‬‬

‫و من خالل هذا التعريف نستخلص أن الفاحشة من ذوي األصول أو المحارم تقوم‬


‫على ثالث أركان هي‪:‬‬
‫‪:1.4‬قيام عالقات جنسية بالرضا‪ :‬في هذه الحالة يشترط أن تتم العالقات الجنسية‬
‫برضا الطرفين فإن انتفى الرضا تحول الفعل حسب الحالة إلى اغتصاب أو فعل‬
‫مخل بالحياء مع استعمال العنف و ينفى الرضا إذا كان الفاعل قاصرا غير مميز‪.‬‬
‫‪ :2.4‬القرابة العائلية‪ :‬هنا يشترط أن تتم العالقات الجنسية بين المحارم كما هي‬
‫معرفة في الشريعة اإلسالمية‪ .‬أي أن يتم االتصال الجنسي بين الفروع أو‬
‫األصول‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ :3.4‬القصد الجنائي‪ :‬يجب أن يكون الجاني قد أتى الفاحشة عن وعي وهو على‬
‫دراية بالقرابة العائلية على النحو المبين أعاله و إذا تبث جهله انتفت الجريمة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك تتار مسألة القصد الجنائي بحدة عندما يتعلق األمر بالمحرم من‬
‫الرضاع (أحسن بوسقيعة‪.)143 :2011,‬‬

‫‪ ‬الفعل المخل بالحياء بدون عنف إذا كان الجاني من أصول الضحية‪:‬‬
‫و تكون العقوبة بالسجن من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة في الحالتين ‪ 1‬و ‪ .2‬أما بالنسبة‬
‫للحالة ‪ 5 – 4 – 3‬وهي الجناية المنصوص و المعاقب عليها في الفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 334‬و عقوبتها السجن المؤقت من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات و بالسجن أو الحبس‬
‫من ‪ 2‬إلى ‪ 5‬سنوات في الحالة رقم ‪ 6‬إذا كان المعتدي أحدهم زوجا ألخ أو أخت‪.‬‬
‫(أحسن بوسقيعة‪.)147 :2011,‬‬
‫‪ ‬و من ثم فإن الفقه القانوني يجعل في الحسبان هذه المحرمة التي تجعل زنا‬
‫المحارم هي كل عالقة بين قريبين تصل درجة قرابتهما غير المباشرة إلى الدرجة‬
‫الرابعة‪(.‬سليمان عبد هللا‪ .)84 :1996 ,‬كما توصف هذه العالقة بأنها عالقة جنسية‬
‫محرمة بين أفراد تربطهم نفس القرابة العائلية‪ ,‬بحيث تتحدد درجات و أشكال‬
‫قرابة األفراد حسب كل جنس (ذكر – أنثى)‪.‬‬
‫أو أنه بمعنى آخر اتصال جنسي بين فردين مختلفين شديدي القرابة حيث يحرم‬
‫اتصال أحدهما باآلخر نظرا لصلة القرابة و الدم التي تربطهم‪.‬‬
‫‪ ‬كما قد ورد في الفقه اإلسالمي موضوع المحرمات من النساء‪ ,‬حيث تصبح‬
‫كل الوضعيات القائمة بين األفراد محددة من خالل اآليات ‪ 23 – 22‬من سورة‬
‫النساء عبارة عن زنا المحارم‪ ,‬و التي تم تصنيفها من طرف علماء الشريعة إلى‬
‫ثالث أصناف ‪:‬‬
‫‪ ‬المحرمات من النسب‪ :‬وهن‪ :‬األمهات‪ ,‬البنات‪ ,‬األخوات‪ ,‬العمات‪,‬‬
‫الخاالت‪ ,‬بنات األخ و بنات األخت‪.‬‬
‫‪ ‬المحرمات بالمصاهرة‪ :‬وهن‪ :‬أم الزوجة‪ ,‬ابنة الزوجة‪,‬التي دخل بها‪,‬‬
‫بنات بناتها و بنات أبنائها‪ ,‬زوجة االبن و زوجة األب‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ ‬المحرمات بسبب الرضاعة‪ :‬في هذه الحالة يحرم من الرضاعة ما يحرم‬


‫من النسب‪.‬‬
‫و عموما فقد أخذت الشريعة اإلسالمية أصولها في التحريم على أساس قوة الصلة‬
‫التي تجمع بين اإلخوة و األخوات‪ .‬و من جهته تطرق القانون الجزائري إلى زنا‬
‫المحارم بصفة خاصة في محورين اثنين هما‪:‬‬
‫‪ -)1‬قانون األسرة‪ :‬حيث تعد الشريعة اإلسالمية المصدر الرسمي األول لهذا‬
‫القانون كما أضاف رجال القانون تأصيال آخر للمحرمات حيث ثم ذلك على أساس‬
‫رابطة الدم المباشرة و غير المباشرة‪(.‬الغوتي‪.)51 :2005,‬‬

‫‪ -)2‬أما المحور الثاني فيشمل نظرة قانون العقوبات الجزائري أين ثم تحديد زنا‬
‫المحارم كفعل إجرامي‪ ,‬و ينص على الجزاءات المقررة المرتكبة و ذلك تحت اسم‬
‫" انتهاك اآلداب" ‪(.‬قانون العقوبات‪.)96 :2001,‬‬

‫و من أشكال زنا المحارم هناك عالقة أب ‪ /‬ابنة وهي األكثر وقوعا و العالقة‬
‫أم ‪ /‬ابن ‪ ,‬حيث يعتبر هذا النوع أكثر تحريما‪.‬كما أعتبر األقل تواجدا و نتائجه أكثر‬
‫خطورة ‪ ,‬و من خالل وجهة نظر بعض االكلينيكين يرون أن هذا النوع من‬
‫العالقات يعد أكثر انتشارا عما هو معروف‪ ,‬حيث اعتبر نوع من زنا المحارم الذي‬
‫تعود نهايته إلى ذهان فصامي‪ .‬ثم عالقة أخ ‪ /‬أخت شأنها شأن‪.‬‬
‫العالقة أب ‪ /‬ابنة تعتبر حدثا مدمرا للعالقة األسرية‪ ,‬كما توجد حاالت أخرى لزنا‬
‫المحارم منها‪ :‬الخال – العم مع ابنة أخيه أو أخته‪ ,‬بين الجد و الحفيدة‪ ,‬إال أن‬
‫المعلومات حول هذه العالقة محدودة نوعا ما إذ غالبا ما يتعلق األمر بانجذابهم‬
‫نحو الضحية‪.‬‬
‫‪ -)5‬تعريف الضحية‪:‬‬
‫هي التي وقع عليها فعل اإلجرام بمعنى المجني عليها و قد عرفها " ‪Hellbern‬‬
‫"‪ " ,‬بأنها كل شخص عانى أصعب تجربة يمكن أن يعيشها اإلنسان بحيث يكون‬
‫اإلنسان ذئب أخيه اإلنسان "‪( .‬توفيق‪.)54 :1994 ,‬‬
‫و يعرفها فؤاد شاهين " أنها كل شخص يتألم من ضرر مادي أو جسدي أو‬
‫معنوي بسبب األفعال المسيئة إلى اآلخر أو األحداث الخارجية المؤدية و أكثر من‬
‫‪76‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ذلك يكون ضحية كل فرد يفقد السيطرة على شيء معين على وضع معين أو‬
‫سلوك معين ( ضحية سلوكه) أو من يكون ألعوبة مظاهر ال تخضع للسيطرة "‪.‬‬
‫(فؤاد شاهين‪.)1118 :1997,‬‬

‫‪:1.5‬أنواع الضحية‪:‬‬
‫تختلف الضحية على حسب الحالة و الشخصية بالخصوص كيفية تلقي العدوان أو‬
‫االعتداء و مرور بذلك فقد قام علماء النفس الجنائيين بتقسيم الضحية‪:‬‬
‫‪ ‬الضحية المستفزة‪ :‬وهي التي تستخف بالمعتدي فتتصرف حياله بما يثير‬
‫عصبيته كما أنها تقلل من شأنه مما يدفع به للتعامل معها بعدوانية انتقاما لها كرد‬
‫اعتبار لما بدر منها من استفزاز‪.‬‬
‫‪ ‬الضحية المسهلة‪ :‬هي الضحية التي تسهل على المعتدى عمله كما تمهد له‬
‫الطريق ذلك لقيامها بتصرفات أو حركات تثيره و خير مثال نستدل به هو ضحية‬
‫االعتداء الجنسي التي من شأنها أن تهئ للجاني ظروف االغتصاب‪.‬‬
‫فنظرا لغالء المعيشة و التكاليف الباهظة لتغطية الزواج التي ال يملكها الشاب‬
‫تتركه يعزف عن الزواج و بالتالي البحث عن فتاة يقاسمها الحياة الجنسية‬
‫كتعويض‪ ,‬فعندما يخرج إلى الشارع يرى فتيات كثيرات يظهرن في ثياب مغرية‬
‫عارية و إباحية تامة فيعتبرها كدعوة للحرية الجنسية التي يبحث عنها و من دون‬
‫مقابل‪ ,‬هذا ما يدفعه لتحقيق رغبته سواء شاءت الضحية أم أبت‪(.‬كمال‪.)64 :1984 ,‬‬
‫‪ -)6‬أنواع العنف الممارس على المرأة‪:‬‬
‫تواجه المرأة في مختلف مراحل حياتها أنواع مختلفة من العنف و بدرجات‬
‫متفاوتة من حيث الشدة و األثر الناتج عنه‪ ,‬و يمكن تقسيمها إلى مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬العنف الجسدي‪ :‬هو أشد و أبرز مظاهر العنف‪ ,‬يتراوح من أبسط األشكال‬
‫إلى أخطرها و أشد قسوة كالضرب‪ ,‬شد الشعر‪ ,‬الدفع‪ ,‬المسك بالعنف‪ ,‬الخنق‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ ‬العنف النفسي‪ :‬هو أي فعل مؤذ نفسيا لها و لعواطفها دون أن تكون له آثار‬
‫جسدية مثل‪ :‬الشتم‪ ,‬اإلهمال‪ ,‬المراقبة‪ ,‬عدم تقدير الذات‪ ,‬التحقير‪ ,‬توجيه‬
‫اللوم‪ ,‬االتهام بالسوء‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ :1-6‬اإلطار الذي يحدث فيه العنف ضد المرأة‪:‬‬


‫‪ -)1‬العنف في المحيط األسري‪:‬‬
‫إن المصدر األول الذي يهدد النساء هم الرجال الذين يعرفنهم و ليس الغرباء‬
‫و غالبا ما يكون هؤالء األفراد العائلة‪ .‬و ما يثير الدهشة هو درجة الشبه التي‬
‫تحيط بهذه المشكلة في مختلف أنحاء العالم حيث يعتبر البيت بالنسبة لماليين‬
‫النساء ليس المأوى الذين يجدن المأمن فيه و إنما مكان يسوده الرعب‪ ,‬حيث يمثل‬
‫العنف األسري أكثر أشكال العنف ضد المرأة انتشارا و أكثر قبوال من المجتمع‪ ,‬و‬
‫تتعرض له النساء اللواتي ينتمين إلى كل الطبقات االجتماعية و مختلف األجناس و‬
‫األجناس و الفئات العمرية على أيدي رجال يشاركونهن حياتهن‪.‬‬
‫فالعنف المن زلي ظاهرة عالمية و رغم تباين األرقام من بلد و آخر و بيد أن‬
‫المعاناة واحدة و أسبابها متشابهة في كل مكان‪ ,‬و قد كانت النظرة إلى العنف‬
‫ا لمنزلي ضد المرأة في الماضي على أنه شأن شخصي و ليس أمرا يتعلق بالحقوق‬
‫المدنية‪ ,‬أما اليوم فقد اعترف المجتمع الدولي صراحة بأنها قضية من قضايا حقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫كما أن العنف المنزلي يخلق الرهبة و الشعور باإلهانة و المذلة و يدمر احترام‬
‫اإلنسان لذاته وهو يتخذ أشكاال عديدة تتمثل في‪( :‬دعد موسى‪.)2004,‬‬

‫‪ ‬العنف المعنوي – النفسي‪ :‬و يعتبر من أخطر أنواع العنف فهو غير‬
‫ملموس و ال أثر واضح له للعيان و هو شائع في جميع المجتمعات غنية أو فقيرة‪,‬‬
‫متقدمة أو نامية أثار مدمرة على الصحة النفسية للمرأة و تكمن خطورة أن القانون‬
‫قد ال يعترف به كما يصعب إثباته ‪.‬‬

‫‪ ‬العنف الجسدي – الجنسي‪ :‬يعتبر من أخطر أنواع العنف الذي تتعرض له‬
‫المرأة داخل األسرة إال أنه يبقي في طي الكتمان‪ ,‬حيث التحرش الجنسي‪ ,‬الخطف‪,‬‬
‫االغتصاب و هتك العرض و الدعارة أشكاال شاذة تتعرض لها المرأة (زوجة –‬
‫ابنة – أخت – أم ) من طرف رجال العائلة‪ .‬كما أنه يترك آثارا بادية للعيان‬
‫باستخدام وسائل مخ تلفة غالبا ما تكون هذه األدوات اليدين و الرجلين‪ .‬كما يتم‬

‫‪78‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اللجوء إلى وسائل أخرى كالعصا‪ ,‬السكين أو تكسير أدوات المنزل و قذفها على‬
‫الضحية‪(.‬دعد موسى‪.)2004.‬‬

‫و من ثم فإن العنف الجسدي و الجنسي هو اإليذاء البدني و الجنسي ابتدءا من‬


‫الصفع و الضرب‪ ,‬التحرش الجنسي‪ ,‬سفاح القرب‪ ,‬هتك العرض‪ ,‬الخطف‪,‬‬
‫الفحشاء و الدعارة مرورا بالممارسات الجنسية الشاذة و االغتصاب و قتل‬
‫الشرف‪.‬‬
‫و في األخير يمكن القول أن العنف األسري هو المعاملة السيئة التي تتلقاها األنثى‬
‫سواء في منزل أبيها من قبل هذا األخير أو من قبل إخوتها‪ ,‬هؤالء الذين يعتقدون‬
‫أن لهم عليها حق التأديب‪ .‬و يعتبر العنف المنزلي انتهاك لحق المرأة في السالمة‬
‫الجسدية و النفسية و من غير المستبعد أن يستمر لسنين عديدة و يتفاهم مع الزمن‪,‬‬
‫و يمكن أن يتسبب في مشكالت صحية خطيرة طويلة األجل تتجاوز اإلصابة‬
‫المباشرة‪ .‬و من الواضح أن آثاره الجسدية و النفسية ذات بيعة تراكمية يحتمل أن‬
‫تدوم حتى بعد أن يتوقف العنف نفسه‪.‬‬
‫‪ -)2‬العنف العام‪:‬‬
‫هو الذي يحدث في إطار المجتمع العام من قبل أشخاص غرباء ليس لهم صلة‬
‫القرابة بالفتيات أو النساء اللواتي يتعرضن لهذا النوع من العنف بدءا بالمضايقات‬
‫اللفظية‪ ,‬اإلهانات‪ ,‬االعتداءات‪ ,‬التحرش الجنسي في الشارع انتهاءا باالغتصاب‪.‬‬
‫(دعد موسى‪.)2004.‬‬

‫و نستنتج مما سبق أن المرأة قد تتعرض لشتى أنواع العنف في أوساط مختلفة بدءا‬
‫باألسرة التي من المفروض أن تكون مصدر أمن و حماية لها في حين أصبحت‬
‫مصدر خوف و قلق‪ ,‬حيث تتعرض الضحية للعنف المعنوي‪ -‬النفسي كالسب و‬
‫الشتم و اإلذالل‪ ,‬أو العنف الجسدي الجنسي كاالعتداءات الجنسية من ذوي‬
‫األصول‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫صراع الرجل و المرأة و تجسيده في العالقات الجنسية المحرمية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫لقد شهد المجتمع أشكاال مختلفة للعنف التي تزايدت معدالته حتى أصبح في‬
‫شكل جرائم ترتكب ضد األفراد‪ ,‬و من بين أعنف جرائم العنف تلك المتجهة نحو‬
‫المرأة و التي تتصدرها جريمة االغتصاب إذ تعد شكل من أشكال الجرائم الجنسية‬
‫التي تتميز بالعدوانية الناتجة عن رغبة جنسية مكبوتة يهدف المغتصب إلى‬
‫إشباعها بشتى الوسائل فتسيطر عليه هذه الرغبة و تتحكم في تصرفاته و بالتالي‬
‫يصبح غير قادر على مقاومتها حيث لفتت جرائم االغتصاب انتباه الرأي العام‬
‫نتيجة تزايد معدالت نموها فغدت ظاهرة اجتماعية مرضية في المجتمع‪ ,‬إضافة‬
‫إلى ذلك تطلعنا الصحف كل يوم على حوادث هتك العرض و االغتصاب بأنواعه‬
‫التي تتسم بأقصى أساليب العنف و الوحشية نحو المرأة‪ ,‬و باتت على رأس قائمة‬
‫الجرائم الخفية العتبارات و قيم سائدة في المجتمع‪ .‬و لحساسية هذه الجريمة و‬
‫ارتب اطها بالفضيحة و العار مما يؤدي إلى عدم وجود أرقام و إحصائيات حقيقية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اإلجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫للدراسة‬

‫‪ -)1‬الدراسة االستطالعية‪:‬‬
‫للقيام بأي بحث و لتحديد المنهج المتبع في الدراسة البد على الباحث من‬
‫إجراء دراسة استطالعية التي تساعده على تحديد أبعاد بحثه و الهدف المراد‬
‫الوصول إليه من خالل هذه الدراسة‪.‬‬
‫فالدراسة االستطالعية هي‪ " :‬دراسة فرعية أو (دراسات فرعية) يقوم فيها‬
‫الباحث بمحاوالت استكشافية تمهيدية قبل أن ينخرط في بحثه األساسي‪ ,‬حتى‬
‫يطمئن على صالحية خطته و أدواته و مالئمة الظروف للبحث األساسي الذي‬
‫ينوي القيام به "‪(.‬فرج عبد القادر طه‪,‬ط‪.)194 :1‬‬
‫ففي دراستنا االستطالعية اعتمدنا على معلومات تم الحصول عليها من خالل‬
‫المقابالت التي أجرينها مع األخصائية النفسية العيادية و الطبيب الشرعي‬
‫الموجودين في مصلحة الطب الشرعي " المؤسسة االستشفائية العامة أحمد‬
‫مدغري بسعيدة "‪ .‬و هذا طبعا بعد موافقة رئيس مصلحة الطب الشرعي الذي‬
‫سهل لنا العمل و لم يعق دراستنا‪.‬‬
‫و قد مكنتنا هذه الدراسة من التعرف على مختلف الحاالت الموجودة في‬
‫المصلحة إضافة إلى ذلك أعطت لنا فكرة عن الحاالت التي سيتم التعامل معها و‬
‫التي تخدم موضوع دراستنا‪.‬‬
‫و من ثم فإن الدراسة االستطالعية وجهت بحثنا و مكنتنا من صياغة إشكالية‬
‫البحث و أبعاده كما مكنتنا من صياغة الفرضية بشكل دقيق‪.‬‬
‫‪ -1.1‬تحديد مكان الدراسة ‪:‬‬
‫لقد تمت الدراسة النهائية و الميدانية بمصلحة الطب الشرعي بالمؤسسة‬
‫االستشفائية العامة "أحمد مدغري" بسعيدة‪ ,‬أنشأت هذه المصلحة في سنة ‪1987‬م‪,‬‬
‫الذي من مهامها و ضع تقرير طبي مفصل حول الحاالت التالية‪ :‬الضرب و‬
‫الجرح العمدي‪ ,‬االعتداء الجنسي‪ ,‬حوادث المرور إضافة إلى معاينة و تشريح‬
‫الجثث‪ .‬يحتوي المركز على طبيبين شرعيين‪ ,‬كاتب طبي‪ ,‬و عاملة التنظيف‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫اإلجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫للدراسة‬

‫تحتوى المصلحة على مكتب الطبيب رئيس المصلحة‪ ,‬قاعة للعالج‪ ,‬قاعة‬
‫االنتظار‪ ,‬مكتب األرشيف‪ .‬أما بالنسبة للجناح الثاني من المصلحة فيحوي قاعة‬
‫تشريح الجثث‪ ,‬قاعة االنتظار‪ ,‬الغرفة الباردة لحفظ الجثث و الغرفة الثالجة و‬
‫غرفة التغسيل‪.‬‬
‫‪ – 2 . 1‬مدة الدراسة‪ :‬دامت مدة الدراسة في مصلحة الطب الشرعي‬
‫بمستشفى"أحمد مدغري" بوالية سعيدة من ‪ 05‬جانفي ‪ 2013‬إلى غاية ‪ 05‬مارس‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -3.1‬حاالت الدراسة‪:‬‬
‫إن اختيار حاالت الدراسة ال بد أن يكون اختيار منطقي يتماشى مع موضوع‬
‫الد راسة و الهدف المرجو الوصول إليه كما يجب على الباحث أن يأخذ بعين‬
‫االعتبار هذه التساؤالت‪:‬‬
‫‪ -‬هل هذه الحاالت تخدم فعال موضوع الدراسة و تعطي صورة واقعية لهذه‬
‫الفئة من المجتمع األصلي ؟‬
‫‪ -‬و لماذا هذه الحاالت و ما القياس المرجو منها ؟‬
‫و بالنظر إلى العدد القليل للحاالت الموجودة في المصلحة و التي تخدم موضوع‬
‫دراستنا قررنا دراسة هذه الحالة على حدى و ذلك بإجراء مقابالت معها كما طبقنا‬
‫عليها " اختبار تفهم الموضوع ‪ – T.A.T‬سلم هاملتون ‪ -‬استمارة الشخصية‬
‫الحدية ‪ .‬و هذا بعد أن قمنا بخلق جو من الثقة مع الحالة الذي ساعدنا أكثر بالتقرب‬
‫إليها و إلى معاناتها‪.‬‬
‫اشتمل البحث على حالة واحدة يتراوح عمرها ‪ 19‬سنة‪.‬‬
‫‪ ‬المستوى الدراسي‪ :‬الحالة لها مستوى الخامسة ابتدائي‪.‬‬
‫‪ ‬المستوى االجتماعي و االقتصادي‪ :‬متوسط على العموم‪.‬‬
‫إن الحالة قد تعرضت إلى االغتصاب من قبل أحد محارمها‪.‬‬
‫‪ -4.1‬المنهج المستخدم في الدراسة‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫اإلجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫للدراسة‬

‫من المتعارف عليه مبدئيا أن كل دراسة تتطلب منهج بحث يساعد على‬
‫الوصول إلى الهدف المسطر‪ ,‬و من ثم على الباحث اختيار المنهج المالئم لدراسته‬
‫حتى تتضح له األمور و يكون بحثه دقيق كون أن لكل دراسة منهج خاص بها‪.‬‬
‫فالمنهج هو‪ " :‬الطريقة أو األسلوب الذي ينتهجه العالم في بحثه أو دراسة مشكلته‬
‫و الوصول إلى حلول لها و إلى بعض النتائج "‪( .‬عبد الرحمن العيسوي‪.)13 :1997,‬‬

‫وحسب رونز‪ " :‬هو إجراء يستخدم في بلوغ غاية معينة " (محمد محمد قاسم‪:2003,‬‬
‫‪.)52‬‬

‫و نستدرج من مايلي أن المنهج هو أسلوب يتبعه الباحث بهدف دراسة مشكلة تم‬
‫طرحها من خالله للتوصل إلى أهدافه بشكل مباشر و محدد‪.‬‬
‫و نظرا ألن موضوع دراستنا يتمحور حول اضطراب الشخصية الحدية عند‬
‫المراهقة المغتصبة من طرف أحد محارمها‪ .‬فقد اعتمدنا على المنهج اإلكلينيكي‬
‫ألنه يخدم موضوع الدراسة و ال يمكن معالجته باستخدام منهج آخر‪.‬‬
‫المنهج اإلكلينيكي يعرف على أنه‪ " :‬أحد المناهج الرئيسية في مجاالت الدراسات‬
‫النفسية و يقوم على أسلوب دراسة الحالة بصورة كلية شاملة لكونها متفردة في‬
‫خصائصها "‪(.‬مصطفى كامل‪ ,‬ط‪.)263 :1‬‬

‫و من ثم فإن استخدامنا لهذا المنهج يساعدنا على التقرب من الحالة و تحديد‬


‫خصائصها النفسية و الجسدية و مختلف التغيرات التي تطرأ على تنظيمها النفسي‬
‫بعد تعرضها لفعل االغتصاب‪.‬‬

‫‪ -5.1‬األدوات المستخدمة في الدراسة‪:‬‬


‫إن أي دراسة تتطلب من الباحث إتباع منهج يخدم تلك الدراسة و استخدام‬
‫وسائل تساعده على التوصل إلى النتائج بشكل صحيح و دقيق‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫اإلجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫للدراسة‬

‫و قد استعملنا في دراستنا هذه عدة وسائل التي من خاللها نرجو أن يكون بحثنا‬
‫دقيق و موضوعي إلى حد ما و هذه الوسائل هي‪:‬‬
‫‪ :1.5.1‬المالحظة‪ :‬و هي وسيلة هامة من وسائل جمع المعلومات التي يستخدمها‬
‫الباحث في دراسته بغرض الحصول على المعلومات التي تخدم الدراسة‪.‬‬
‫و يمكن تعريف المالحظة على أنها " توجيه الحواس و االنتباه إلى ظاهرة معينة‬
‫أو مجموعة من الظواهر رغبة في الكشف عن صفاتها أو خصائصها توصال إلى‬
‫كسب معرفة جديدة عن تلك الظاهرة أو تلك الظواهر المراد دراستها "‪(.‬عبد‬
‫الرحمن العيسوي‪.)94 :1997 ,‬‬

‫بمعنى أن المالحظة تمكن الباحث من مالحظة كل األشياء المتعلقة بالظاهرة‬


‫موضوع الدراسة بهدف جمع البيانات التي تساعدنا في عملية التحليل و تشخيص‬
‫الحالة المدروسة فلهذا الغرض استعملت المالحظ‬
‫‪ :2.5.1‬المقابلة العيادية ‪ :‬تعد أحدث الوسائل المستخدمة لمعرفة الخصائص الفرد‬
‫الشخصية المختلفة كسماته‪ ,‬ميوله‪ ,‬اتجاهاته و رغباته‪ ,‬بحيث يعرفها بنجهام‪" :‬‬
‫أنها المحادثة الجادة الموجهة نحو هدف محدد غير مجرد الرغبة في المحادثة‬
‫نفسها "‪( .‬عبد الفتاح محمد دويدار‪.)189 :1996 ,‬‬

‫أي أن المقابلة عبارة عن لقاء يتم بين الباحث و بين العميل موضوع البحث و الذي‬
‫يتم من خالل تبادل الحديث بينهما كما على الباحث قيادة المقابلة حتى ال يتم‬
‫الخروج عن إطار الدراسة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك اعتمدنا في الدراسة على المقابلة نصف الموجهة ألنها تسمح‬
‫للمفحوص بالتحدث بنوع من الحرية و تدخل األخصائي النفساني يكون نوعا ما‬
‫توجيهي عندما يالحظ خروج المفحوص عن الموضوع فيحاول أن يحصره في‬
‫إطار الموضوع لكن يترك له حرية الكالم‪.‬‬
‫‪ :3.5.1‬دراسة الحالة‪ :‬تستخدم في " توجيه األفراد لألعمال التي تناسبهم و على‬
‫األخص عندما يعجز الفرد عن الوظيفة التي تناسبه و تتطلب دراسة الحالة تحليل‬
‫الفرد و بحث سجله المرضى و معرفة حالته الصحية‪ ,‬و كذلك فحص سجله‬

‫‪87‬‬
‫اإلجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫للدراسة‬

‫المدرسي و معرفة مستواه المادي زيادة على سمات شخصيته و عاداته و ميوله و‬
‫هواياته‪( ."...,‬موسوعة علم النفس و التربية‪ ,‬جزء ‪.)07 :09‬‬

‫و من ثم فإن دراسة الحالة هي دراسة الفرد دراسة كاملة و شاملة لجميع الظروف‬
‫المحيطة به‪ ,‬أي هي دراسة دقيقة لتاريخ الحالة‪.‬‬
‫‪ :4.5.1‬اختبار تفهم الموضوع (‪: )T.A.T‬‬

‫اختبار تفهم الموضوع أجراه ‪ MURRAY‬بمعية زميلته‬


‫‪ , K.MORGAN‬و قد ظهر هذا االختبار ألول مرة في مقال نشره االثنان سنة‬
‫‪1935‬م عن طريقة لفحص األخيلة و األوهام‪ .‬يعتبر من أكثر االختبارات‬
‫اإلسقاطية انتشارا سواء في مجال التشخيص أو في مجال البحث السيكولوجي‪.‬‬
‫يستخدم في دراسة الشخصية و في تشخيص االضطرابات النفسية‪ ,‬السلوكية‪,‬‬
‫الذهانية و الكشف عن االضطرابات السيكوباتية‪.‬‬
‫يتكون االختبار في أصله من ‪ 31‬لوحة فيها صور و رسومات مبهمة‪ ,‬تحمل هذه‬
‫اللوحات أرقاما على ظهرها من ‪ 1‬إلى ‪ 20‬كما أن هذه اللوحات في مجملها غير‬
‫موجهة لكل الفئات من السن و الجنس‪ .‬فمنها ما هو مشترك لدى كل األشخاص و‬
‫هي عادة تحمل رقما فقط عددها (‪ 11‬لوحة)‪ ,‬أما األخرى الباقية فهي متغيرة‬
‫حسب السن و الجنس يكون فيها الرقم التسلسلي مصحوبا بالحرف األول من‬
‫الكلمة األصلية باإلنجليزية‪( :‬بشير معمرية‪.)263 : 2007 ,‬‬

‫ولد ‪ ,B=boy‬بنت ‪ ,G=GIRL‬رجل ‪ ,M=Male‬امرأة ‪.F=Female‬‬


‫‪ :5.5.1‬تطبيق سلم هاملتون‪:‬‬
‫وضع " ‪ " Max Hamilton‬هذا السلم سنة ‪1959‬م لقياس القلق لدى‬
‫األفراد بمختلف درجاته و تظاهراته‪ ,‬و هو عبارة عن مقياس يتكون من ‪ 90‬سؤاال‬
‫يقيس ‪ 09‬محاور‪:‬‬
‫‪ -)1‬محور االهتمام بالجسد و يحتوي على ‪ 12‬سؤاال‪-49 -12-56 -58 -42(:‬‬
‫‪.)52 -40 -1 -53 -4 -48 -27‬‬

‫‪88‬‬
‫اإلجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫للدراسة‬

‫‪ -)2‬محور االستحواذ القهري يحتوي على ‪ 10‬أسئلة‪-46 -9 -51 -38 -45( :‬‬
‫‪.)3 -65 -28 -10 -55‬‬
‫‪ -)3‬محور الحساسية الذاتية يحتوي على ‪ 09‬أسئلة‪-41-37 -36 -34-21 -6( :‬‬
‫‪.)73 -69 -61‬‬
‫‪ -)4‬محور االكتئاب يحتوي على ‪ 13‬سؤاال‪-30 -29 -26 -22 -20 -14 -5 ( :‬‬
‫‪.)15 -79 -71 -54 -32 -31‬‬
‫‪ -)5‬محور القلق يحتوي على ‪ 10‬أسئلة‪-78 -72 -57 -39 -33 -23 -17 -2 ( :‬‬
‫‪.)86 -80‬‬
‫‪ -)6‬محور العدوانية يحتوي على ‪ 06‬أسئلة‪.)81 -74 -67 -23 -24 -11 ( :‬‬
‫‪ -)7‬محور قلق الفوبيا يحتوي على ‪ 07‬أسئلة‪-42 -75 -70 -47 -25 -13 ( :‬‬
‫‪.)50‬‬
‫‪ -)8‬محور األفكار الهذيانية يحتوي على ‪ 06‬أسئلة‪-76 -68 -43 -18 -8 ( :‬‬
‫‪.)83‬‬
‫‪ -)9‬محور العالمات الذهانية يحتوي على ‪ 10‬أسئلة‪-77 -62 -35 -16 -7 ( :‬‬
‫‪.)90 -88 -87 -85 -84‬‬
‫أما فيما يخص إجابة الحالة فهناك (‪ )5‬خمس احتماالت لإلجابة على كل سؤال و‬
‫كل إجابة تنقط من ‪ 0‬إلى ‪ 4‬كما يلي‪:‬‬
‫ليس على اإلطالق‪ :‬عالمتها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪0‬‬
‫عالمتها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪1‬‬ ‫نوعا ما‪:‬‬
‫عالمتها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪2‬‬ ‫متوسط‪:‬‬
‫عالمتها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪3‬‬ ‫كثيرا نوعا ما‪:‬‬
‫عالمتها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪4‬‬ ‫بكثرة‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫اإلجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫للدراسة‬

‫و بعد تطبيق االختبار نقوم بحساب معدالت كل محور‪ ,‬ثم تظهر النتائج التي‬
‫تسمح لنا بوضع مخطط الذي من خالله نستطيع معرفة معدل كل محور لذلك‬
‫المفحوص‪.‬‬
‫كما يتم تطبيق السلم بطرح األسئلة من طرف الفاحص على العميل و ال يعطى‬
‫للمفحوص ليجيب مباشرة على الورقة‪ ,‬حيث أن بعض المفحوصين ال يجيدون‬
‫القراءة كما أن التعب و اإلرهاق الذي يعانون منه ال يسمح لهم ببذل جهد لقراءة‬
‫األسئلة ثم اإلجابة عليها‪.‬‬
‫و بالنسبة لتعليمة االختبار هي سؤال واحد‪ :‬إلى أي مدى ضايقك مايلي؟ ثم يأتي‬
‫‪ 90‬سؤاال المقرر في السلم‪.‬‬
‫‪ :6.5.1‬استمارة الشخصية الحدية‪:‬‬
‫تتكون االستمارة من ‪ 9‬خصائص مستخرجة من المرجع السريع إلى المعايير‬
‫التشخيصية من الدليل التشخيصي و اإلحصائي المعدل لألمراض العقلية‬
‫(‪( )DSM4‬جمعية الطب النفسي األمريكية – ‪ )2004‬يستعمل من طرف األطباء‬
‫النفسيين و االكلينيكين كوسيلة لتقويم و تشخيص األمراض العقلية و من مزايا هذا‬
‫الدليل هو تقديمه لمعايير تشخيصية من أجل تحسين موثوقية األحكام التشخيصية‪.‬‬
‫(‪.)151 :2004 ,DSM4‬‬

‫تعليمة االختبار‪:‬‬
‫‪ -‬يسرني أن أقدم إليك مجموعة من العبارات المرجو منك أن تقرأها جيدا و‬
‫تضع عالمة (×) داخل الخانة التي ترى أنها تنطبق عليها تماما‪.‬‬
‫‪ -‬تستخدم النتائج المحصل عليها في إطار البحث العلمي‪ ,‬و ال غير أنها تحض‬
‫بالسرية التامة‪.‬‬
‫أما فيما يخص إجابة الحالة فهناك احتمالين لإلجابة على كل سؤال تنقط من (‪)0‬‬
‫إلى (‪)1‬‬
‫عالمتها ـــــــــــــــــــــــــــــــ ‪1‬‬ ‫نعم‪:‬‬
‫عالمتها ـــــــــــــــــــــــــــــــ ‪0‬‬ ‫ال‪:‬‬
‫‪90‬‬
‫اإلجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الخامس‬
‫للدراسة‬

‫و بعد تطبيق االستمارة نقوم بحساب عدد اإلجابات الصحيحة فإذا توفرت لنا خمس‬
‫(‪ )5‬إجابات صحيحة من مضمون تسعة (‪ )9‬فإن الحالة تعاني من اضطراب في‬
‫الشخصية الحدية‪.‬‬

‫‪ -)2‬الدراسة األساسية‪:‬‬
‫‪ :1.2‬مكان الدراسة‪:‬‬
‫تمت الدراسة األساسية بنفس المصلحة " الطب الشرعي" بمستشفى أحمد مدغري‬
‫لوالية سعيدة‪.‬‬
‫‪ :2.2‬مدة الدراسة ‪:‬‬
‫دامت مدة الدراسة األساسية بمصلحة الطب الشرعي بمستشفى " أحمد مدغري"‬
‫من ‪ 06‬مارس إلى غاية ‪ 10‬ماي ‪.2013‬‬
‫‪ :3.2‬حاالت الدراسة‪:‬‬
‫نفس الحالة باعتبارها تخدم موضوع دراستنا و التي تمثل صورة واقعية عن الفئة‬
‫الموجودة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ :4.2‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫نفس األدوات المستخدمة في الدراسة األساسية وهي‪ :‬اختبار تفهم الموضوع‬
‫‪ ,T.A.T‬المستخدم في دراسة الشخصية و اضطراباتها‪ ,‬مقياس ‪Max‬‬
‫‪ Hamilton‬لقياس القلق و استمارة الشخصية الحدية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الحالة (س)‪ :‬اغتصاب من قبل األخ من الرضاعة تحت تهديد بالسالح‬

‫‪ -)1‬تقديم الحالة‪:‬‬
‫‪( -‬س) تبلغ من العمر ‪ 19‬سنة من إحدى قرى مدينة وهران‪ ,‬من عائلة‬
‫مكونة من األب و األم و ثالث إخوة (‪ )1‬ذكر‪ )2( ,‬إناث و (س) تحتل‬
‫المرتبة األخيرة بين إخوتها‪.‬‬
‫‪ -‬األب يعمل تاجر أغنام و األم ماكثة بالبيت‪.‬‬
‫‪( -‬س) لديها مستوى الخامسة ابتدائي‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم برعي األغنام و فالحة األرض‪.‬‬
‫‪ -‬تم مجئ الحالة إلى مصلحة الطب الشرعي بأمر من المحكمة في "ماي"‬
‫‪ .2013‬ثم وضعت في المؤسسة االستشفائية لألمومة " حمدان بختة "‬
‫بسعيدة‪.‬‬
‫‪ -)2‬السوابق المرضية‪:‬‬
‫العائلة جد محافظة تخضع للعادات و التقاليد‪ ,‬فاألب له طبع متشدد نوعا ما‬ ‫‪-‬‬
‫خاصة مع البنات حيث ال يسمح لهن بالذهاب للمدرسة‪ ,‬فالتعليم مقتصر على‬
‫الذكور فقط‪ .‬كما أن األب يعاني من مرض السكر و األم أيضا إضافة إلى‬
‫أنها خضعت لعملية جراحية على مستوى الغدة الدرقية‪.‬‬
‫العال قات األسرية عادية و دون مشاكل كما أن االتصال العائلي محدود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األم تلعب دور الوسيط بين البنات و والدهن فالحوار منعدم مع األب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المستوى المعيشي ال بأس به‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العائلة لها مكانتها و سمعتها في القرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -)3‬السوابق الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬التحصيل الدراسي‪ :‬توقفت (س) عن الدراسة في الخامسة ابتدائي‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫حسنة السلوك‪ ,‬خجولة‪ ,‬قليلة الكالم‪ ,‬ليس لها عالقات كثيرة محبوبة من‬ ‫‪-‬‬
‫الجميع و هي البنت المفضلة و المحببة عند والدها ألنها مطيعة‬
‫تقوم بالواجبات المنزلية و كذا رعي األغنام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعرضت لفعل االغتصاب من طرف أخيها من الرضاعة في سبتمبر ‪/‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2012‬‬
‫أنجبت مولودا (ولد) من وراء هذا االعتداء و تم أخذه والتكفل به من طرف‬ ‫‪-‬‬
‫عائلة الضحية‪.‬‬
‫عانت من آالم في البطن مدة شهور جراء الحمل و الوالدة المتعسرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تم قبولها من طرف والدها و تم إخفائها بعيدا عن القرية لمدة طويلة خوفا‬ ‫‪-‬‬
‫من الفضيحة‪.‬‬
‫‪ -)4‬واقع االغتصاب‪:‬‬
‫بعد أيام معدودات من شهر رمضان الفارط تعرضت (س) لالغتصاب من قبل‬
‫أخيها من الرضاعة‪ ,‬هذا األخير الذي لديه أخالق سيئة و منحرف إذ يتناول‬
‫الكحول و المخدرات‪ .‬و في الوقت الذي كانت فيه (س) لوحدها ترعى الغنم جاء‬
‫أخوها من الرضاعة ليستغل هذه الفرصة للتحدث معها فطلبت منه (س) الذهاب‬
‫خ وفا من أن يراها أحد معه و يخبر عائلتها‪ ,‬كون أن أباها قام بطرده من المنزل‬
‫لسوء أخالقه و تصرفاته مع أخواته البنات‪ .‬فلم يجد هذا األخير طريقة لرد اعتباره‬
‫سوى الذهاب بها إلى مكان بعيد (قائال لها لكي ال يرانا أحد و لنتحدث بحرية ثم‬
‫أرجعك)‪ ,‬و االعتداء عليها فكانت الضحية أخته من الرضاعة (س) أحب ابنة في‬
‫العائلة مهددا إيها بالسكين و القتل إذا صرخت و لم تماس معه ما يشاء‪ ,‬رغم أنها‬
‫صدته إال أنها لم تستطع فلم تجد (س) سوى الخضوع ألوامره خوفا من تنفيذ‬
‫تهديده‪ ,‬فور إتمامه لفعل االغتصاب قال لها لم أفعل لك شيئا ثم أرجعها و طلب‬
‫منها التكتم عن األمر و أن ال تخبر أحدا عن هويته‪ .‬بعد مرور حوالي ‪ 20‬يوما‬
‫تقريبا من الحادث بدأت تظهر على (س) األعراض مثل‪ :‬النوم الكثير‪ -‬القيء‪-‬‬
‫الغثيان‪ -‬فقدان الشهية و عدم األكل‪ ,....‬ظنا منها لصغر سنها أنها أصيبت بداء‬
‫اليرقان‪ ,‬و بعد انتهاء الش هرين بدأت األم تالحظ تغيرات على جسم ابنتها إضافة‬
‫إلى األعراض المصرحة بها من الحالة مما جلب اهتمام والدتها التي أمرت بأخذها‬
‫إلى الطبيب للقيام بفحوصات أين ثبت أنها حامل‪ .‬فكانت الصدمة لها و لعائلتها‬

‫‪95‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫فأغمى على األم و انخفض ضغطها‪ .‬فلم تتقبل األم األمر في البداية و ذهبت بها‬
‫عند الجارة لتخبأها إلى أن أخبرت والدتها أباها ففي البداية صرخ و ثار غضبه و‬
‫بعدها قال‪" :‬قدر هللا و ما شاء فعل لن أرمى ابنتي إلى الشارع"‪ .‬وعند قروب‬
‫موعد الوالدة أتى بها والداها عند قريبتها في إحدى ضواحي والية سعيدة‪ ,‬فأدخلت‬
‫المؤسسة االستشفائية المتخصصة " حمدان بختة " بتاريخ "ماي" ‪ 2013‬فبقيت‬
‫هناك مدة ‪ 10‬أيام لتلد مولدها الذي تم التكفل به من طرف عائلتها‪ ,‬بينما كثرت‬
‫اإلشاعات في القرية عن اختفائها المفاجئ لمدة طويلة‪.‬‬
‫‪ -)5‬عرض المقابالت‪:‬‬
‫كان الهدف من إجراء المقابلة األولى هو جمع المعلومات األولية و معرفة‬
‫التاريخ المرضي للحالة ففي أول اتصال لنا معا الحالة تبين من خالل مالمح‬
‫وجهها أنه يبدو عليها الخوف و الذعر كما بدى عليها نوع من القلق و التوتر ظنا‬
‫منها أننا ننتمي إلى سلك األمن لكن بعدما قمنا بالتعريف بأنفسنا و خلق جو من‬
‫الراحة و االطمئنان تب ين أن الحالة لها رغبة في التحدث و التعاون معنا من خالل‬
‫ابتسامتها‪ .‬و من ثم بدأت الحالة بالتعريف عن نفسها بدون أي تدخل منا قائلة‪( :‬أنا‬
‫أحكي الواقع) فقد تحدثت لنا عن عالقتها وبأسرتها و أقاربها إضافة إلى تأكيدها لنا‬
‫بأنها محبوبة من الجميع كما تحدثت لنا أيضا عن سبب تواجدها في والية سعيدة‪.‬‬
‫أما في المقابلة الثانية فقد قمنا بتطبيق اختبار تفهم الموضوع ‪ T.A.T‬فالحظنا‬
‫تجاوب الحالة معنا من خالل استنتاجاتها و استجاباتها رغم أن استجابة الحالة تأخذ‬
‫قليال من الوقت‪ .‬و فور االنتهاك من تطبيق ‪ T.A.T‬أخذنا استراحة قصيرة‪ ,‬و بعد‬
‫ذلك رجعت الحالة و أجرينا في الجزء الثاني من المقابلة استمارة الشخصية الحدية‬
‫المستخرجة من ‪ DSM4‬التي قالت عنها أنها كانت محتاجة إلى طرح مثل هذه‬
‫األسئلة‪.‬‬
‫و في المقابلة الثالثة طبقنا على الحالة سلم ‪ Max Hamilton‬لقياس القلق نظرا و‬
‫ألن المستوى التحصيلي للحالة هو ‪ 5‬ابتدائي ما استدعى بنا أخذ وقت طويل‬
‫لتوضيحه لها‪.‬‬
‫‪ -)6‬التعليق على المقابالت‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫من خالل المقابالت التي أجريناها مع الحالة (س) تمكنا من التعرف على أنها‬
‫و تنتهي إلى عائلة جد محافظة تخضع للعادات و‬ ‫آخر عنقود في العائلة‬
‫التقاليد‪ ,‬ال يسمح فيها للفتاة بالذهاب إلى المدرسة و ال بالخروج بمفردها‪ ,‬فكانت‬
‫مهمة الحالة (س) تقتصر على رعي األغنام‪ ,‬فالحة األرض و القيام بالواجبات‬
‫المنزلية‪ ,‬فهي البنت المحبوبة من الجميع إضافة إلى أنها تحظى بمحبة كبيرة من‬
‫والدها ألنها البنت المطيعة‪ ,‬حسنة السلوك و الخلق‪ ,‬إال و إن عائلتها يسودها انعدم‬
‫و األخيرة ترجع إلى األب و الذكور‪ ,‬حيث أن األم‬ ‫الحوار و الكلمة األولى‬
‫كانت تلعب دور الوسيط بين البنات و والدهن لطبعه المتشدد و مبالغته في خوفه‬
‫عليهن‪ ,‬الشيء الذي جعلهن يعشن في حلقة مغلقة بين الرعي‪ ,‬الفالحة و أتعاب‬
‫المنزل‪ .‬و ما حدث أن أحب و أصغر ابنة في العائلة تكون ضحية االغتصاب من‬
‫أخيها من الرضاعة تحت تهديد بالسالح كون أن أباها منعه من الدخول إلى‬
‫المنزل و االقتراب منهن لسوء أخالقه و تصرفاته مع أخواته البنات‪ ,‬فكانت‬
‫النتيجة أن مارس عليها فعل االغتصاب بأبشع طريقة مهددا إياها بالقتل إذا‬
‫رفضت أو صرخت ‪ ,‬فمن جهة اغصبها و من جهة أصبحت حامال بولد من أخيها‬
‫مما زادها حزنا و ألما و اكتئابا شديدا من جراء ما حدث لها‪ .‬و بالتالي ما حدث‬
‫أدى بها إلى اإلصابة بعصاب الصدمة بعدما كانت البنت المحببة‪ ,‬الشريفة‪,‬‬
‫الطاهرة في لحظة لطخت شرفها و شرف عائلتها و أصبحت على ألسنة الجميع‬
‫زيادة على فقدانها تلك المكانة فهي ترى بأنها لم تعد كباقي الفتيات من خالل‬
‫ترديدها لكلمة {خسرلي حياتي}‪ ,‬هذا ما جعلها في حالة من الذعر‪ ,‬الخوف و‬
‫القلق الشديدين من المستقبل لدرجة أنها حاولت االنتحار مرات عدة و لم تنجح‬
‫للتخلص من هذا العار الذي تحمله‪ ,‬ألن الوسط الذي تعيش فيه الحالة يرفض تماما‬
‫تقبل مثل هذه األمور ما زاد الطين بلة و األمور تعقيدا ألن أبها جد محافظ و له‬
‫مكانته بين الجيران و ما حدث مع ابنته سيقضي على تلك المكانة‪ .‬و بالتالي هي‬
‫تلوم نفسها على ما حدث لها ألنها أبت الذهاب مع أخيها المجرم‪.‬‬
‫الحالة (س) مرت بتجربة قاسية جدا خاصة إذ أن المعتدى يكون أخوها من‬
‫الرضاع‪ ,‬فهذه التجربة أثرت سلبا على نفسيتها و حياتها المستقبلية فمن جهة‬
‫فقدت أنوثتها و شرفها من جهة فقدت مكانتها في الوسط الذي تعيش فيه مما جعلها‬
‫تعيش في دوامة و حالة من االكتئاب و القلق الشديد‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫من خالل المقابالت التي قمنا بها مع الحالة استخرجنا أهم األعراض التي‬
‫ظهرت عند (س) بعد ممارسة فعل االغتصاب عليها‪:‬‬
‫رفضها لما حدث لها و ما فعله بها أخوها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التساؤل باستمرار عن سبب قيام أخيها بهذا الفعل معها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البكاء و الشعور بالضيق و األلم ألنها خدعت من أخيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شعورها بالذنب بأنها لطخت شرف العائلة و اإلحساس بعدم الطهارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رفض الذات و التفكير في الموت بمحاولتها االنتحار و التخلص من الجنين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فقدان الثقة في اآلخرين خاصة الرجال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحطم صورة األخوة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلحساس بالألمن و الخوف من الوحدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العزلة و االنطواء حول الذات مصحوبة باكتئاب حاد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التفرد و تجنب الحديث مع اآلخرين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األرق و عدم القدرة على النوم مصحوب فقدان الشهية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القلق و التشاؤم من الحياة و المستقبل الذي ينتظرها هي و وليدها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فقدان األمل في الحياة وشعورها بأن حياتها قد تحطمت و رفضها فكرة‬ ‫‪-‬‬
‫الزواج نهائيا‪.‬‬
‫الرغبة في قتل المعتدي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -)7‬ميكانزمات الدفاع المستعملة من قبل الحالة (س)‪:‬‬
‫‪ ‬الرفض و اإلنكار‪ :‬المتمثل في رفض الحالة (س) لما حدث لها و شعورها‬
‫باألسى و االستياء و االكتئاب لدرجة أنها حاولت االنتحار‪.‬‬
‫‪ ‬التجنب و الهروب‪ :‬تجنب اآلخرين و عدم التحدث إليهم بهدف الهروب من‬
‫الحقيقة و الواقع المؤلم‪.‬‬
‫‪ :-)8‬تطبيق اختبار تفهم الموضوع‪ T.A.T‬على الحالة (س)‪:‬‬
‫‪ :1.8‬عرض البطاقات‪:‬‬
‫البطاقة (‪ :)1‬رجل صغير يفكر و هذه آلة عزف‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)2‬امرأة تحمل كتب و معها رجل‪ ,‬حصان و امرأة أخرى‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫البطاقة (‪ :)3BM‬رجل واضع رأسه و يبكي‪.‬‬


‫البطاقة (‪ :)4‬امرأة و زوجها في سعادة‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)5‬امرأة في المنزل بجانبها طاولة و بجانبها نواسة و هي في حالة‬
‫محيرة‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)6GF‬امرأة خائفة من الرجل‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)7GF‬امرأة و ابنتها جالستان البنت تسأل أمها و األم ال تكثرت لها‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :) 9GF‬امرأة و ابنتها تحمل شيئا و تجري و األم تلحق بها‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)10‬رجل و معه رجل‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)11‬ال يوجد بها شيء‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)12BG‬غابة و أشجار تفكرني بالحادثة‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)13MF‬رجل و معه امرأة عارية مستلقية و بجانبها طاولة فيها كتب‬
‫و هناك رجل واضع يده على جبينه‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)19‬لم أعرف شيئا‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)16‬البطاقة فارغة و ليس بها شيء كما البطاقات األخرى‪ ,‬حاليا ال‬
‫أتمني شيئا عندما كنت عازبة تمنيت أن أعمل و لم يسمحوا لي والدي و تمنيت‬
‫الخروج و لم يسمحوا لي‪ ,‬لم أعد أريد شيئا من الحياة سوى أن أربي ولدي‪ ,‬أنا‬
‫أجد خائفة من المستقبل‪ ,‬ال أفكر و ال أريد الزواج حتى لو جاء أحد لخطبتي و هو‬
‫على دراية بما حدث لي‪ .‬قائلة‪{ :‬خسرلي حياتي}‪.‬‬
‫‪ -)9‬تحليل بروتوكول ‪:T.A.T‬‬
‫البطاقة(‪ :)1‬بالمقارنة مع ما يوجد في الموضوع الظاهر نرى أن الحالة قدمت لنا‬
‫وجهة نظر متقاربة مع ما يوجد في الصورة‪ ,‬أما بالمقارنة مع الموضوع الكامن‬
‫نعلم بأن تقمص شخصية الشاب تدل على عدم النضج الوظيفي باعتبارها‬
‫كموضوع خاص بالراشد‪ ,‬و هنا نرى أن الحالة أكدت هذا الموضوع داللة على‬
‫عدم القدرة و العجز‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫البطاقة (‪ :)2‬بالمقارنة مع ما يوجد في الموضوع الظاهر نرى أن الحالة قدمت‬


‫صورة شاملة عن ما يوجد في المشهد‪ ,‬و بالمقارنة مع الموضوع الكامن نرى‬
‫تواجد ثالث أشخاص من جنسين مختلفين يدل على العالقة الثالثية‪.‬و ما أكدته‬
‫الحالة دليل على قابلية اإليحاء ما يسمى بالصراع األديبي‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)3GF‬بالمقارنة مع ما يوجد في الموضوع الظاهر نرى بأن الحالة‬
‫قدمت وصفا مختصرا‪ ,‬أما بالمقارنة مع ما يوجد في الموضوع الكامن نرى بأن‬
‫الوضعية التي يتواجد بها الشخص تدل على حالة اكتئابية مما استدعى بالحالة‬
‫التأكيد على أنه يبكي كدليل على فقدان أو ضياع الموضوع‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)4‬بالمقارنة مع ما قدمته الحالة و ما يوجد في الموضوع الظاهر نرى‬
‫أنها قدمت استنتاجا مختصرا حول المشهد‪ .‬أما بالمقارنة مع الموضوع الكامن نعلم‬
‫أن اختالف الجنسين داللة على وجود صراع في العالقات الجنسية فيما بينهما‪ ,‬و‬
‫من ثم نرى بأن الحالة حذفت هذا الموضوع داللة على عدم االستقرار في‬
‫العالقات الجنسية‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)5‬بالمقارنة مع ما يوجد في الموضوع الظاهر توصلنا إلى أن وجهة‬
‫نظر الحالة بعيدة كل البعد عن ما يوجد في المشهد‪,‬أما بالنسبة للموضوع الكامن‬
‫نعلم بأن المنزل أو الغرفة يدل و يشير على األم‪ ,‬و من هنا نرى أن الحالة قد‬
‫حذفت هذا الموضوع كدليل عن اإلحساس بالذنب المتجسد في إشكالية صراع‬
‫أوديبي داخلي‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)6GF‬وصف مختصر مقدم من قبل الحالة مقارنة مع الموضوع‬
‫الظاهر‪ ,‬أما بالمقارنة مع الموضوع الكامن فإنه يرمى إلى وجود إغراء من خالل‬
‫استثمار الجسم دون تكوين صراع نزوي و الشيء الذي حذفته الحالة دليل على ما‬
‫يسمى باإليحاء للرغبة الجنسية‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)7GF‬بالمقارنة ما يوجد في الموضوع الظاهر قدمت لنا الحالة وصفا‬
‫متكامال نوعا ما‪ ,‬أما بالمقارنة مع الموضوع الكامن يظهر لنا االختالف المتواجد‬
‫بين األم و البنت من خالل وجود الدمية‪ ,‬و الموضوع الذي أكدته الحالة داللة على‬
‫عدم النضج الوظيفي‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫البطاقة (‪ :)9GF‬نرى بأن الحالة عبرت لنا عن نصف المشهد مقارنة مع ما يوجد‬
‫في الموضوع الظاهر‪ ,‬و بالمقارنة مع الموضوع الكامن نعلم بأن التنافس بين‬
‫امرأتين يشير إلى وجود منافسة عاطفية بينهما لحب شاب‪ ,‬فهنا نرى أن الحالة‬
‫حذفت هذا الموضوع داللة على وجود صراع نفسي داخلي‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)10‬بالمقارنة ما يوجد في الموضوع الظاهر و ما قدمته الحالة منافي‬
‫تماما لما يوجد في المشهد‪ ,‬أما بالمقارنة مع الموضوع الكامن يدل على وجود‬
‫تقارب لبيدي داخل عالقة جنسية عادية‪ ,‬و من ثم نرى أن الحالة حذفت هذا‬
‫الموضوع داللة على يسمى قلق التجزئة أو االنقسام‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)11‬لم تقدم الحالة أي استنتاج أو وصف بالمقارنة مع الموضوع‬
‫الظاهر‪,‬أما بالمقارنة مع الموضوع الكامن نعلم بأن المنظر الرخوي يترجم من‬
‫خالل اإلحساس بالخوف و القلق‪ ,‬و من هنا نرى أن الحالة حذفت هذا الموضوع‬
‫من خالل عدم االعتراف به داللة على حالة مرضية‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)13MF‬وصف كامل حول ما يوجد في المشهد بالمقارنة مع‬
‫الموضوع الظاهر‪ ,‬أما بالمقارنة مع الموضوع الكامن نعلم بأن تواجد جنسين‬
‫مختلفين يدل على و جود عالقة جنسية عدوانية بمعنى استثمار الموضوع اللبيدي‬
‫العدواني و هذا ما ثم حذفه من قبل الحالة كترجمة على ما يسمى بجريمة‬
‫االغتصاب أو هتك العرض من األصول‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)12BG‬قدمت الحالة وصفا عاما مقارنة مع ما يوجد في الموضوع‬
‫الظاهر‪ ,‬أم بالنسبة للموضوع الكامن نعلم بأن الجانب التصوري يؤهل القدرات‬
‫اإلدراكية للتجارب ما قبل التناسلية من خالل وضع الفرق بين العالم الخارجي و‬
‫العالم الداخ لي‪ ,‬و هذا ما ثم حذفه من قبل الحالة داللة على غياب الموضوع‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)13MF‬بالمقارنة مع ما يوجد في الموضوع الظاهر أعطت الحالة‬
‫موصفا دقيقا‪ ,‬أما بالمقارنة مع الموضوع الكامن نعلم بأن تواجد جنسين مختلفين‬
‫يدل على وجود عالقة جنسية عدوانية بمعنى استثمار للموضوع اللبيدي العدواني‪,‬‬
‫و هذا ما ثم حذفه من قبل الحالة كترجمة على ما يسمى بجريمة االغتصاب أو‬
‫هتك العرض من طرف األصول‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫البطاقة (‪ :)19‬لم تقدم الحالة أي استنتاج كما في البطاقة (‪ )11‬بالمقارنة مع‬


‫الموضوع الظاهر‪,‬أما بالنسبة للموضوع الكامن فإن هذا المشهد يمثل لنا صورة‬
‫عن الطبيعة الصامتة و التي تمثل الصورة الهوامية لألم الثالجة من خالل استثمار‬
‫الموضوع اللبيدي‪ ,‬و هنا نرى أن الحالة حذفت هذا الموضوع دليل على ما يسمى‬
‫بانشطار األنا‪.‬‬
‫البطاقة (‪ :)16‬قدمت الحالة وصفا متطابقا مع ما يوجد في الموضوع الظاهر‪,‬أما‬
‫بالمقارنة مع الموضوع الكامن نعلم بأن تركيبة الموضوع المفضلة ترجع إلى‬
‫العميل و البد على الباحث اإللحاح بكثرة على أهمية هذه البطاقة‪ ,‬فهنا نرى أن‬
‫الحالة أكدت هذا الموضوع من خالل تغير وجه نظرها في الحياة‪.‬‬
‫‪ -)10‬نتيجة عامة حول تحليل لبروتوكول ‪:T.A.T‬‬
‫إن تعرض الحالة (س) لفعل االغتصاب من طرف أحد محارمها باستعمال الحيلة‬
‫و اإلرهاب تحت تهديد بالسالح خلق لديها صدمة نفسية عنيفة من جراء هذا الفعل‬
‫اإلجرامي الذي مورس في حقها كما أحدث لها خلل و اضطراب نفسي حاد‪.‬‬
‫فبرجوعنا إلى التعريف الذي وضعه مورجان ‪ 1989‬لالغتصاب يقول على أنه‪:‬‬
‫"االتصال الجنسي مع امرأة رغما عنها‪ ,‬إما باستخدام القوة أو بالحيل أو‬
‫باإلرهاب‪ ,‬و دوافعه مداها يبدأ من سوء الفهم للوظيفة الجنسية إلى عمق‬
‫العدائية نحو اإلناث"‪(.‬توفيق عبد المنعم‪ .)28 :1994,‬في حين نجد‬
‫تعريف(‪ )Sillamy,1996 :266‬للصدمة يبين على " أنها حادث عنيف لشن‬
‫اضطرابات جسدية و نفسية تؤثر على بنية الشخصية" و استنادا على هذا التعريف‬
‫نجد أن فعل االغتصاب أحدث اضطرابات نفسية و جسدية على الحالة (س) الذي‬
‫يظهر من خالل استجاباتها على البطاقات التالية‪,)12BG( ,)6GF( ,)3BM( :‬‬
‫(‪ .)16( ,)13MF‬حيث قالت عن البطاقة (‪ )3BM‬أنها تذكرني بحالة االكتئاب و‬
‫الحزن التي كنت فيها بعد االغتصاب‪ ,‬أما عن البطاقة (‪ )6GF‬فهي تذكرني‬
‫بمجئ أخي و قوله أنه يريد أن يتحدث معي بشرط أن يأخذني لمكان ال يرانا في‬
‫أحد‪ ,‬أما بالنسبة للبطاقة (‪ )12BG‬فقد تعمدت الباحثة تقديم هذه البطاقة للحالة‬
‫(س) لما فيها من أشياء تذكرها بالحادثة التي وقعت لها‪ ,‬رغم أن هذه البطاقة لم‬
‫تكن مدرجة بين البطاقات التي تستعمل مع الحاالت الحدية‪ ,‬أال و إن هذه البطاقة‬
‫أعطت االستجابة المتوقعة من الباحثة بحيث أن الحالة فور رأيتها للبطاقة تغيرت‬
‫‪102‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫مالمح وجهها بقولها‪":‬إنها تشبه نفس المكان‪ ...‬ولكن الذي أخذني إليه فيه أشجار‬
‫كثيرة"‪ .‬أما البطاقة (‪ )13MF‬فقالت عنها أنها تذكرني بحالتي بعد الجريمة‪ .‬و‬
‫البطاقة (‪ )16‬التي كانت آخر بطاقة قالت عنها أنها ال تريد شيئا من هذه الحياة‬
‫سوى أن أعيش بسالم‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬و نظرا ألن المستوى التحصيلي للحالة هو الخامسة (‪ )5‬ابتدائي كان‬
‫سببا في امتناعها عن فهم بعض الرسومات‪.‬‬

‫‪ -)11‬التشخيص‪ :‬تطبيق سلم هاملتون على الحالة (س)‪:‬‬


‫إلى أي مدى يضايقك مايلي؟‬
‫‪ .I‬المحاور‪:‬‬
‫‪ ‬المحور األول‪ :‬االهتمام بالجسد(‪ 12‬سؤال)‪:‬‬
‫(‪58,4()42,1‬‬
‫)(‪.)52,1( )40,2()1,4()53,3()4,3()48,1()27,2()49,1()12,0()56,4‬‬
‫{‪= 12 ÷ 26 = }1+ 2+ 4 + 3 + 3 + 1 + 2 + 1 + 0 + 0 + 4+ 4 + 1‬‬
‫‪2,16‬‬
‫‪ ‬المحور الثاني‪ :‬االستحواذ القهري(‪ 10‬أسئلة)‪:‬‬
‫(‪.)3,4()65,2()28,0()10,1()55,4()46,3()9,3()51,0()38,2()45,1‬‬
‫{‪2 = 10 ÷ 20 =}4 + 2 + 0+ 1 + 4 + 3 + 3 + 0 + 2 + 1‬‬
‫‪ ‬المحور الثالث‪ :‬الحساسية الذاتية(‪ 09‬أسئلة)‪:‬‬
‫(‪.)73,1()69,4()61,4()41,4()37,0()36,0()34,4()21,0()6,4‬‬
‫{‪1 = 9 ÷ 9 =}1 + 4 + 4 + 4 + 0 + 0 + 4 + 0 + 4‬‬

‫‪ ‬المحور الرابع‪ :‬االكتئاب (‪ 13‬سؤال)‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫(‪)54,4( )32,0( )31,2()30,4()29,4()26,4()22,4()20,4()14,4()5,4‬‬


‫(‪.)15,4()79,4()71,1‬‬
‫{‪13 ÷ 41 = }4 + 4 + 1 + 4 + 0 + 2 + 4 + 4+ 4+ 4 + 4 + 4 + 4‬‬
‫=‪3,15‬‬
‫‪ ‬المحور الخامس‪ :‬القلق(‪ 10‬أسئلة)‪:‬‬
‫(‪)80,1( )78,4( )72,4( )57,3( )39,4( )33,4( )23,4( )17,3( )2,4‬‬
‫(‪.)86,0‬‬
‫{‪3,1 = 10 ÷ 31 =}0+ 1 + 4 + 4 + 4 + 4 + 4 + 4 + 3 + 4‬‬
‫‪ ‬المحور السادس‪ :‬العدوانية(‪ 06‬أسئلة)‪:‬‬
‫(‪.)81,0()74,4()67,4()63,4()24,4()11,4‬‬
‫{‪3,33 = 6 ÷ 20 =}0 + 4 + 4 + 4 + 4 + 4‬‬
‫‪ ‬المحور السابع‪ :‬قلق الفوبيا(‪ 07‬أسئلة)‪:‬‬
‫(‪.)50,1()42,1()75,0()70,3()47,3()25,4()13,1‬‬
‫{‪1,85 = 7 ÷ 13 =}1 + 1 + 0 + 3 + 3 + 4 + 1‬‬
‫‪ ‬المحور الثامن‪ :‬األفكار الهذيانية(‪ 06‬أسئلة)‪:‬‬
‫(‪.)83,4()76,0()68,1()43,4()18,4()8,4‬‬
‫{‪2,83 = 6 ÷ 17 =}4 + 0 + 1 + 4 + 4 + 4‬‬

‫‪ ‬المحور التاسع‪ :‬العالمات الذهانية(‪ 10‬أسئلة)‪:‬‬


‫(‪.)90,0()88,4()87,1()85,3()84,4()77,4()62,1()35,4()16,1()7,0‬‬
‫{‪2,2 = 10 ÷ 22 =}0 + 4 + 1 + 3 + 4 + 4 + 1 + 4 + 1 + 0‬‬

‫‪104‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ .II‬جدول المحاور لسلم هاملتون‪:‬‬


‫‪09 08 07 06 05 04 03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫المحاور‬
‫‪2,2 2,83 1,85 3,33 3,1 3,15 9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫االستجابات ‪2,16‬‬

‫العالمات الذهانية‬
‫‪2.2‬‬
‫األفكار الهذيانية‬ ‫‪2.83‬‬

‫قلق الفوبيا‬
‫‪1.85‬‬
‫العدوانية‬
‫‪3.33‬‬
‫القلق‬
‫‪3.1‬‬
‫االكتئاب‬
‫‪3.15‬‬
‫الحساسية الذاتية‬
‫‪1‬‬
‫االستحواذ القهري‬
‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬
‫االهتمام بالجسد‬

‫‪ -‬مخطط سلم هاملتون للحالة (س) ‪-‬‬

‫‪ -)12‬التعليق على سلم هاملتون للحالة (س) ‪:‬‬


‫إن النتائج المتحصل عليها من خالل تطبيق سلم هاملتون أظهرت أن الحالة‬
‫(س) بعد تعرضها لفعل االغتصاب أصبحت تعاني من بعض األعراض نتيجة ما‬
‫حدث لها‪ ,‬حيث تعاني الحالة (س) من درجة كبيرة من العدوانية خاصة اتجاه‬
‫الجنس اآلخر و هذا ما الحظناه من خالل كالمها في المقابالت بترديدها‪{:‬أكره‬
‫الرجال}‪.‬بحيث تقدر نسبة العدوانية لديها ب‪ 3,33 :‬و هي تعتبر نسبة كبيرة نوعا‬
‫‪105‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ما‪ .‬كما تعاني أيضا بدرجة كبيرة من االكتئاب و هذا ما أكدته لنا من خالل‬
‫محاوالتها لالنتحار المتكررة رغبة في إنهاء حياتها للتخلص من العار الذي تحمله‬
‫و تقدر نسبة االكتئاب عند الحالة(س) ب‪ 3,15 :‬إضافة إلى أنها تعاني القلق بنسبة‬
‫متقاربة من االكتئاب بحيث تقدر نسبة القلق لديها ب‪ .3,1 :‬و على غرار ذلك‬
‫تعاني أيضا من األفكار الهذيانية كشعورها بالألمن و أن اآلخرين ينظرون إليها و‬
‫يتكلمون عنها بحيث تقدر نسبة هذه األفكار الهذيانية الملتمسة في الحالة (س) ب‪:‬‬
‫‪.2,83‬‬
‫و في األخير نخلص من خالل سلم هاملتون إلى أن الحالة التي مورس عليها‬
‫فعل االغتصاب قد أحدث لها اضطراب في الشخصية و يظهر ذلك مليا من خالل‬
‫سلوكاتها العدوانية اتجاه الجنس اآلخر فهي تعاني من العدوانية‪ ,‬االكتئاب الحاد‪,‬‬
‫القلق و األفكار الهذيانية‪.‬و هذه األعراض خطيرة و إن لم يتم التكفل الطبي بالحالة‬
‫قد تصبح تشكل خطرا على من حولها‪.‬‬
‫‪ -)13‬تطبيق استمارة الشخصية الحدية حسب ‪ DSM4‬للحالة (س)‪:‬‬
‫بناءا على الخصائص المستخرجة وفقا لمعايير الدليل التشخيصي الرابع ‪DSM4‬‬
‫لألمراض العقلية فإن الخصائص المتوفرة لدى الحالة هي‪:‬‬
‫‪ )1‬الخوف من الهجران الحقيقي أو المتخيل‪.‬‬
‫‪ )2‬عدم االستقرار في العالقات مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ )3‬الشعور دائما بالفراغ و الملل‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم الثبات في الحالة المزاجية‪.‬‬
‫‪ )5‬الصعوبة في التحكم في الغضب و الدخول في شجارات متكررة‪.‬‬
‫‪ )6‬اإلحساس أنها جرحت جرحا عميقا من شخص أو عدة أشخاص‪.‬‬
‫‪ )7‬المحاوالت المتكررة لالنتحار بتشويه صورة الجسد‪.‬‬
‫‪ -)14‬التعليق على استمارة الشخصية الحدية للحالة (س)‪:‬‬
‫بناءا على الخصائص المتوفرة لدى الحالة (س) ولكي نتمكن من تشخيص‬
‫اضطراب الشخصية لديها يجب أن تتوفر لنا (‪ )5‬خصائص من مضمون (‪ )9‬لكي‬

‫‪106‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تتحقق فرضية الباحثة حول ما إذا كانت المراهقة المغتصبة من طرف أحد‬
‫محارمها تعاني من اضطراب في الشخصية الحدية‪.‬‬
‫و من ثم فإن التشخيص المقترح للحالة(س) هو اضطراب في الشخصية الحدية‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫و تنتشر في العصر الحالي الجرائم الجنسية بشكل عام و جريمة االغتصاب‬
‫بشكل خاص‪ ,‬إذ يعتبر االغتصاب من أكبر األفعال التي تمس حق المرأة في‬
‫الحفاظ على شرفها‪ ,‬حيث يرتكب ضدها عمدا بحيث يرتكب دون رضاها‪ ,‬فهو‬
‫يمثل عدوانا على عرضها و شرفها و يجرح كرامتها‪ ,‬فهي بذلك تكون مكرهة‬
‫على تحمل معاناة فعل له داللة جنسية من شأنه أن يحافظ على عفتها و كرامتها‪.‬‬
‫و لعل أن الدراسة التي أجرتها الباحثة سمحت لها بالتوصل إلى أن المراهقة ضحية‬
‫االغتصاب من المحارم‪ ,‬هذا الفعل الذي يعتبر من أبشع و أخطر أنواع العنف‪,‬‬
‫الذي الممارس من قبل شخص قريب من الضحية منحط أخالقيا‪ ,‬دينيا و إنسانيا‬
‫مما يخلق للضحية صدمة نفسية تنجر عنها جملة من األعراض تكون كعوامل‬
‫لظهور اضطرابات نفسية كفقدان األمل في الحياة‪ ,‬اإلحساس بعدم الطهارة و‬
‫الشعور بالذنب‪ ,‬و الجسدية كفقدان الشهية و عدم القدرة على النوم‪ ,‬و‬
‫االضطرابات السلوكية‪ -‬عالئقية يظهر من خالل العصبية و اإلثارة الزائدة‪ .‬و من‬

‫‪107‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫خالل ما تم عرضه من نتائج التي ثم التوصل إليها بتطبيق اختبار تفهم الموضوع‬
‫‪ T.A.T‬و سلم هاملتون ‪ Max Hamilton‬و استمارة الشخصية الحدية‬
‫(‪ ) DSM4‬دون أن ننسى المعومات المقدمة من طرف الطبيب الشرعي و‬
‫األخصائية النفسانية و الملفات المطلع عليها في مصلحة الطب الشرعي يمكن‬
‫القول أن الفرضية المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ ‬تؤدي اغتصاب المراهقة من طرف أحد محارمها إلى ظهور الشخصية‬
‫الحدية‪.‬‬
‫و هذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الفرضية تحققت‪.‬‬

‫التوصيات و االقتراحات‪:‬‬
‫تنتاب المرأة بعد االغتصاب حاالت نفسية متعددة كاإلحساس بالنفور من‬
‫الجنس نتيجة إحساسها بالذل و المهانة من جراء ما حدث لها‪ ,‬فإن أي رجل حتى و‬
‫لو كان زوجها تعتقد بأنه يسبب لها األذى فتبدأ عملية النفور بعد الحادث مباشرة‬
‫حيث تشعر معظم النساء بالضيق‪ ,‬كما يرفضن ممارسة الجنس أليام و ليال و‬
‫كثيرات منهن من يعجزن عن ممارسة الجنس و عن التمتع و ال يشعرن بالسعادة‬
‫الجنسية‪.‬فمن خالل الجريمة التي ارتكبت في حقها‪:‬‬
‫‪ ‬هل هذه المراهقة قادرة على أن تمارس حياتها بصفة طبيعية؟‬
‫‪ ‬و كيف يمكنها أن تصبح أما بعدما اغتصبت من طرف أحد محارمها؟‬

‫‪108‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪109‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬
‫‪ .I‬المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ )1‬أحسن بوس قيعة‪ ,‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ,‬دار هومة للطباعة و‬
‫النشر‪ ,‬الجزائر‪ ,‬ط‪.2011 ,3‬‬
‫‪ )2‬أحمد محمد عبد الكريم حمزة‪ ,‬محمد أحمد الخطاب‪ ,‬التربية الجنسية‬
‫لألطفال و المراهقين‪ ,‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ,‬عمان‪ ,‬ط‪.2010 ,1‬‬
‫‪ )3‬أحمد محمد بدوي‪ ,‬جرائم العرض‪ ,‬سعد سمك للمطبوعات القانونية و‬
‫االقتصادية‪,‬مصر‪.1999‬‬
‫‪ )4‬أكرم نشأت إبراهيم‪ ,‬علم النفس الجنائي‪ ,‬در الثقافة للنشر و التوزيع‪,‬‬
‫عمان‪ ,‬األردن‪ ,‬ط‪.2009 ,4‬‬
‫‪ )5‬أميرة شيبي‪ ,‬أثر العنف و الصدمة النفسية على األطفال ضحايا اإلرهاب‪,‬‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير عام النفس العيادي‪ ,‬تحت إشراف‬
‫األستاذ الدكتور علي قوادرية‪.‬‬
‫‪ )6‬اإلنسان و المجتمع‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‪ ,‬كنوز للنشر و‬
‫التوزيع‪ ,‬جامعة تلمسان‪ ,‬العدد الرابع‪.2012 ,‬‬
‫‪ )7‬بدرة معتصم ميموني‪ ,‬االضطرابات النفسية و العقلية عند الطفل و‬
‫المراهق‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬بن عكنون‪ ,‬الجزائر‪,‬ط‪.2005 ,2‬‬
‫‪ )8‬بدرة معتصم ميموني‪ ,‬مصطفى ميموني‪ ,‬سيكولوجية النمو في الطفولة و‬
‫المراهقة‪,‬ديو ان المطبوعات الجامعية‪,‬بن عكنون‪ ,‬الجزائر‪.2010,‬‬
‫‪ )9‬بشير معمرية‪ ,‬القياس النفسي و تصميم أدواته‪ ,‬منشورات الحبر‪ ,‬بني‬
‫مسوس‪ ,‬الجزائر‪ ,‬ط‪.2007 ,2‬‬
‫‪ )10‬مرجع سريع إلى المعايير التشخيصية من الدليل التشخيصي و‬
‫اإلحصائي المعدل لألمراض العقلية‪ ,‬ترجمة تيسر حسون‪ ,‬جمعية الطب‬
‫النفسي األمريكية‪.2004 ,‬‬
‫‪ )11‬توفيق عبد المنعم توفيق‪ ,‬سيكولوجية االغتصاب‪ ,‬دار الفكر الجامعي‪,‬‬
‫مصر‪.1994 ,‬‬
‫‪ )12‬جابري لمياء‪ ,‬معجم مصطلحات علم النفس‪ ,‬دار الخلدونية للنشر و‬
‫التوزيع‪ ,‬القبة‪ ,‬الجزائر‪.2006 ,‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ )13‬جليل وديع شكور‪ ,‬العنف و الجريمة‪ ,‬الدار العربية للعلوم‪.1997 ,‬‬
‫‪ )14‬خالص جبلي‪ ,‬سيكولوجية العنف دار الفكر‪ ,‬سوريا‪ ,‬ط‪.1998 ,1‬‬
‫‪ )15‬روالن دورون و فرانسوار يارو‪,‬موسوعة علم النفس‪ ,‬تعريف فؤاد‬
‫شاهين‪ ,‬منشورات عويدات‪ ,‬لبنان‪ ,‬ط‪ ,1‬المجلد الثالث‪.1997 ,‬‬
‫‪ )16‬سلوى عثمان و آخرون‪ ,‬انحراف الصغار و جرائم الكبار‪ ,‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪ ,‬اإلسكندرية‪,‬مصر‪.2002 ,‬‬
‫‪ )17‬سيغم وند فرويد‪ ,‬خمسة دروس في التحليل النفسي‪ ,‬ترجمة مجموعة‬
‫من األساتذة و المختصين‪ ,‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪ )18‬صالح معاليم‪ ,‬بعض االختبارات في علم النفس فهم الموضوع و رسم‬
‫الشخص‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬بن عكنون‪ ,‬الجزائر‪ ,‬الجزء األول‪,‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ )19‬صالح معاليم‪ ,‬بعض االختبارات في علم النفس الرورشاخ و الرسم‬
‫عند الطفل‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬بن عكنون‪ ,‬الجزائر‪ ,‬الجزء‬
‫الثاني‪.2010 ,‬‬
‫‪ )20‬عبد الحميد إسماعيل األنصاري‪ ,‬العنف ضد المرأة‪ ,‬العربي‪ ,‬مطابع‬
‫الشروق‪ ,‬القاهرة‪ ,‬العدد‪.2004 ,548‬‬
‫‪ )21‬عبد الرحمان سي موسى‪ ,‬محمود بن خليفة‪ ,‬علم النفس المرضي‬
‫التحليلي و اإلسقاطي‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬بن عكنون الجزائر‪,‬‬
‫الجزء األول‪.2008 ,‬‬
‫‪ )22‬عبد الرحمن سي موسى و رضوان زقار‪ ,‬الصدمة النفسية و الحداد‬
‫عند الطفل و المراهق‪ ,‬جمعية علم النفس للجزائر العاصمة‪ ,‬ط‪.2002 ,1‬‬
‫‪ )23‬عبد الرحمن العيسوي‪ ,‬علم النفس الشواذ و الصحة النفسية‪ ,‬دار‬
‫الراتب‪ ,‬الجامعية‪ ,‬لبنان‪ ,‬ط‪.1995 ,1‬‬
‫‪ )24‬عبد الفتاح دويدار‪ ,‬مناهج البحث في علم النفس‪ ,‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,‬مصر‪.1996 ,‬‬
‫‪ )25‬عبد المنعم الحنفي‪ ,‬موسوعة الطب النفسي‪ ,‬مكتبة مدبولي‪ ,‬ط‪,2‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ )26‬عبد الرحمن الوافي‪ ,‬مدخل إلى علم النفس‪ ,‬دار هومة للطباعة و‬
‫النشر و التوزيع‪ ,‬بوزريعة‪ ,‬الجزائر‪ ,‬ط‪.2009 ,4‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ )27‬فاروق السيد عثمان‪ ,‬القلق و إرادة الضغوط النفسية‪ ,‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ,‬القاهرة‪.2001 ,‬‬
‫‪ )28‬فتيحة كركوش‪ ,‬ظاهرة انحراف األحداث في الجزائر‪ ,‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ,‬بن عكنون‪ ,‬الجزائر‪.2011 ,‬‬
‫‪ )29‬فرج عبد القادر طه‪ ,‬معجم علم النفس و التحليل النفسي‪ ,‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪ ,‬ط‪.1‬‬
‫‪ )30‬فهمي على‪ ,‬علم النفس المرضى‪ ,‬دار الجامعة الجديدة‪ ,‬األزاريطة‪,‬‬
‫اإلسكندرية‪.2011 ,‬‬
‫‪ )31‬البالنش و بانتاليس‪ ,‬معجم مصطلحات التحليل النفسي‪ ,‬ترجمة‪,‬‬
‫مصطفى حجازي‪ ,‬المؤسسة الجامعية للنشر و التوزيع‪ ,‬ط‪.1987 ,2‬‬
‫‪ )32‬مأمون صالح‪ ,‬الشخصية‪ ,‬دار أسامة للنشر و التوزيع‪ ,‬عمان‪ ,‬األردن‪,‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ )33‬محمد أحمد النابلسي‪ ,‬الصدمة النفسية‪ ,‬علم النفس الحرب و الكوارث‪,‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪.1990 ,‬‬
‫‪ )34‬محمد أحمد النابلسي‪ ,‬أصول الفحص النفسي و مبادئه‪ ,‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪.1999 ,‬‬
‫‪ )35‬نبيل صق ر‪ ,‬الوسيط في جرائم األشخاص‪ ,‬دار الهدى‪ ,‬عين ميلة‪,‬‬
‫الجزائر‪.2009 ,‬‬
‫‪ )36‬نهى القاطرجي‪ ,‬االغتصاب‪ ,‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و‬
‫التوزيع‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪ ,‬ط‪.2003 ,1‬‬
‫‪ .II‬المراجع األجنبية‪:‬‬
‫)‪37‬‬ ‫‪Domart. A et Bourneuf, nouveau Larousse‬‬
‫‪médicale, Paris, 1986.‬‬
‫‪38) Françoise. B.F et Catherine. C, Nouveau manuel du‬‬
‫‪T.A.T, Dunod, 2eme édition, Paris, 2003.‬‬
‫)‪39‬‬ ‫‪Le dictionnaire de la psychologie moderne,‬‬
‫‪J.J.Schellens et J.Dumont, Bibliothèque Marabout, Paris,‬‬
‫‪1967.‬‬
‫‪114‬‬
40) Malika. L, Violence contre les femmes, in, les
formes contemporaines de violence et de culture de paix,
O.N.D.H, 1997.
41) Miloud. O, contribution de la mise en en place
d’un dispositif, in, pratique psychologique, traumatismes
et pratiques de soins, volume 1, Algérie, 2003.
42) Pierre Daco, Les prodigieuses victoires de la
psychologie moderne, Collections Marabout, Paris, 1960.
43) Pierron. H, vocabulaire de la psychologie, 1979.
44) Roland. C, Les enjeux du destin du traumatisme :
Violence, maltraitance, comprendre, traiter, prévenir,
Paris, 2000.
45) Sillamy. N, dictionnaire de la psychologie, Paris,
1996.
46) Zoila. F. A, Freud et les psychanalyse, Nathan,
1986.
:‫مصادر اإلنترنيت‬ .III
47) http:// www.amenestry.org/2004.
48) http:// www.anabaa.com/2003.
49) http:// www.arab.psynet.com/2003.
50) http:// www.canoe.qc.ca/art de vivre/aout.6.02.viol.
52) http://www.pychomédia.qc.ca/trouble de la
personnalité limite.

115
53) http://www.fr.wikipédia.org/wiki/trouble de la
personnalité borderline.
54) http:// www.rezgar.com/2001.
55) http:// www.rezgar.com/2004.
56) http:// www.ssp.dsso.fr/main/conférence en
ligne/items traumatismes.

116
‫ملحق رقم (‪ :)1‬مقياس هاملتون لقياس القلق‬
‫بكثر‬ ‫كثيرا‬ ‫متوس‬ ‫نوعا‬ ‫ليس‬ ‫العبارات‬
‫ة‬ ‫نوعا‬ ‫ط‬ ‫ما‬ ‫على‬
‫ما‬ ‫اإلطالق‬
‫‪ -1‬الصداع‬
‫‪ -2‬العصبية و اإلثارة‬
‫‪ -3‬أفكار غير مرغوب فيها‬
‫‪ -4‬ضعف أو دوخة‬
‫‪ -5‬فقدان االهتمام الجنسي أو عدم االستمتاع‬
‫‪ -6‬الشعور بأنك موضع نقد اآلخرين‬
‫‪ -7‬الشعور بأن شخصا يسير أفكارك‬
‫‪ -8‬الشعور بأن اآلخرين مسؤولين عن معظم متاعبك‬
‫‪ -9‬األشجان الناتجة عن تذكر األشياء‬
‫‪ -10‬أن تكون مشغوال بعدم االهتمام و العناية‬
‫‪ -11‬الشعور بأنك تتضايق بسهولة و تنزعج‬
‫‪ -12‬اآلم في القلب و الصدر‬
‫‪ -13‬الشعور بالخوف من األماكن المفتوحة أو من‬
‫الشوارع‬
‫‪ -14‬الشعور بتباطئ أو انخفاض من طاقتك‬
‫‪ -15‬فكرة إتمام حياتك‬
‫‪ -16‬سماع أوات ال يسمعها اآلخرين‬
‫‪ -17‬االرتعاشات‬
‫‪ -18‬الشعور بأن معظم الناس ليسوا موضع ثقة‬
‫‪ -19‬ضعف الشهية‬
‫‪ -20‬البكاء بسهولة‬
‫‪ -21‬الشعور بانحراف المزاج أو الخجل من الطرف‬
‫اآلخر‬
‫‪ -22‬الشعور بأنك مقبوض أو داخل مصيدة‬
‫‪ -23‬الخوف فجأة بدون سبب‬
‫‪ -24‬االنفجار من الغضب و عدم التحكم فيه‬
‫‪ -25‬الشعور بالخوف عند الخروج من منزلك‬
‫‪ -26‬لوم نفسك على بعض األشياء‬
‫‪ -27‬اآلالم في مؤخرة الظهر‬
‫‪ -28‬الشعور بالتوقف عن انجاز أعمالك‬
‫ملحق رقم (‪ :)1‬مقياس هاملتون لقياس القلق‬
‫الشعور بالوحدة‬ ‫‪-29‬‬
‫الشعور بالسواد‬ ‫‪-30‬‬
‫الذعر بخصوص األشياء‬ ‫‪-31‬‬
‫الشعور بعدم االهتمام باألشياء‬ ‫‪-32‬‬
‫الشعور بالهلع‬ ‫‪-33‬‬
‫الشعور بأنك تجرح بسهولة‬ ‫‪-34‬‬
‫األشخاص الذين يعلمون أفكارك الداخلية‬ ‫‪-35‬‬
‫الشعور بأنك غير مفهوم و ينفرون منك‬ ‫‪-36‬‬
‫الشعور بأن اآلخرين أقل حفاوة منك وال يحبونك‬ ‫‪-37‬‬
‫العمل ببطء لتكون أعمالك مضبوطة‬ ‫‪-38‬‬
‫ضربات قلبية قوية و سريعة‬ ‫‪-39‬‬
‫غثيان أو غمة‬ ‫‪-40‬‬
‫الشعور بأنك أقل من اآلخر‬ ‫‪-41‬‬
‫تألم في عضالتك‬ ‫‪-42‬‬
‫الشعور بأن اآلخرين ينظرون إليك أو يتكلمون‬ ‫‪-43‬‬
‫عنك‬
‫صعوبة التنويم‬ ‫‪-44‬‬
‫التحقق و إعادة التحقق بما تقوم به‬ ‫‪-45‬‬
‫الصعوبة في اتخاذ القرار‬ ‫‪-46‬‬
‫الرعب من السفر في الحافالت و القطارات‬ ‫‪-47‬‬
‫الصعوبة في التنفس‬ ‫‪-48‬‬
‫نوبات البرد أو الحر‬ ‫‪-49‬‬
‫تجنب بعض األماكن و األنشطة ألنها تخيفك‬ ‫‪-50‬‬
‫أن يصبح عقلك فارغا‬ ‫‪-51‬‬
‫اإلحساس بالوخز أو التخدير‬ ‫‪-52‬‬
‫الشعور بانقباض في حنجرتك‬ ‫‪-53‬‬
‫الشعور بفقدان األمل في المستقبل‬ ‫‪-54‬‬
‫الشعور باالنقباض في التركيز‬ ‫‪-55‬‬
‫الشعور بعدم القوة في أجزائك‬ ‫‪-56‬‬
‫الشعور بالتوتر و االنضغاط‬ ‫‪-57‬‬
‫الشعور بثقل ذراعيك أو رجليك‬ ‫‪-58‬‬
‫التفكير في الموت‬ ‫‪-59‬‬
‫ملحق رقم (‪ :)1‬مقياس هاملتون لقياس القلق‬
‫‪ -60‬اإلفراط في األكل‬
‫‪ -61‬الشعور بضيق عندما ينظر إليك الناس أو‬
‫يتحدثون عنك‬
‫‪ -62‬أن تكون لديك أفكار غير أفكارك‬
‫‪ -63‬أن تكون لديك اندفاعات لتضرب أو تجرح أو‬
‫تصيب اآلخرين‬
‫‪ -64‬اإلفاقة في الصباح الباكر‬
‫‪ -65‬تكرار األفعال مثل اللمس – العد – الغسل‬
‫‪ -66‬النوم غير المريح و المضطرب‬
‫‪ -67‬االندفاع لرمي أو كسر األشياء‬
‫‪ -68‬أن تكون لديك أفكار أو معتقدات ال يقاسمك فيها‬
‫اآلخرين‬
‫‪ -69‬الشعور بالضيق الشديد مع اآلخرين‬
‫‪ -70‬انحراف المزاج في الزحام مثال األسواق‬
‫‪ -71‬بذل مجهود ألداء أي عمل‬
‫‪ -72‬نوبات الرعب و الفزع‬
‫‪ -73‬االنزعاج من األكل و الشرب في األماكن العامة‬
‫‪ -74‬الدخول في شجار متكرر‬
‫‪ -75‬أن تكون عصبيا عندما تترك لوحدك‬
‫‪ -76‬أن اآلخرين ال يثقون في تكاملك‬
‫‪ -77‬الشعور بأنك وحيد حتى و لو كنت مع اآلخرين‬
‫‪ -78‬الشعور بأنك جد ثائر حتى ال تستطيع الثبوت‬
‫‪ -79‬الشعور بأن ليس لك إال قيمة ضئيلة‬
‫‪ -80‬الشعور بأن األشياء العادية غريبة و غير دقيقة‬
‫‪ -81‬أن تهتف لألشياء ثم تتركها فجأة‬
‫‪ -82‬الخوف من اإلغماء وسط عامة الناس‬
‫‪ -83‬الشعور بأن الناس سيتفقون عليك إذا سمحت لهم‬
‫بذلك‬
‫‪ -84‬وجود أفكار من الجنس تضايقك كثيرا‬
‫‪ -85‬فكرة أنك ستعاقب عن خطاياك‬
‫‪ -86‬أن تدفع للقيام بأعمالك‬
‫‪ -87‬فكرة أن هناك شيئا خطيرا‬
‫ملحق رقم (‪ :)1‬مقياس هاملتون لقياس القلق‬
‫‪ -88‬إحساس بأنك لم تكن قريب من أي شخص‬
‫‪ -89‬الشعور بالتأنيب‬
‫‪ -90‬فكرة أن هناك خطأ في عقلك‬
‫الملحق رقم‪ )2( :‬استمارة الشخصية الحدية حسب (‪)DSM4‬‬

‫مالحظة‪ :‬هذه المعلومات سرية تأخذ في إطار البحث العلمي‪.‬‬


‫الجنس‪) ( :‬‬
‫السن‪) ( :‬‬

‫نعم ال‬ ‫العبارات‬


‫‪ )1‬لدي الخوف الشديد من الهجران الحقيقي أو المتخيل‪.‬‬
‫‪ )2‬أعاني من عدم االستقرار في العالقات مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ )3‬أشعر دائما بالفراغ و الملل لدرجة أنني ال أجد ما أفعل‪.‬‬
‫‪ )4‬أعاني من عدم الثبات في الحالة المزاجية‪.‬‬
‫‪ )5‬أجد صعوبة التحكم في غضبي لدرجة أنني أدخل في صراعات‬
‫أو شجارات بذنية‪.‬‬
‫‪ )6‬أحس أنني جرحت جرحا عميقا من طرف شخص أو عدة‬
‫أشخاص مرة أو مرات عدة لذلك ألؤمن باألمانة و ال بالصدق‬
‫اتجاه اآلخرين‪.‬‬
‫‪ )7‬ينتابني قلق يستمر عادة لبضع ساعات أو بضع أيام‪.‬‬
‫‪ )8‬قمت مرات عدة بتشويه صورة الذات رغبة في االنتحار أو‬
‫كمحاولة لالنتحار‪.‬‬
‫‪ )9‬لدي اندفاعية شديدة في القيام ببعض األفعال كالشراهة في األكل‬
‫و اإلفراط في صرف المال‪ -‬الجنس –و أخذ المواد الكحولية‪.‬‬
: ‫ملخص الدراسة‬
‫تم في هذه الدراسة تناول موضوع "اضطراب الشخصية الحدية للمراهقة‬
‫ حيث‬,‫المغتصبة من طرف أحد محارمها" لما فيه من أهمية بالغة في حياتنا‬
:‫حاولت الباحثة فيها اإلجابة على اإلشكال التالي‬
‫ هل يؤدي اغتصاب المراهقة من طرف أحد محارمها إلى ظهور الشخصية‬
‫الحدية؟‬
:‫و لإلجابة على هذا اإلشكال المطروح ثم اقتراح الفرضية التالية‬
‫ يؤدي اغتصاب المراهقة من طرف أحد محارمها إلى ظهور الشخصية‬
.‫الحدية‬
‫و لتحقيق هده الفرضية تم القيام بدراسة الحالة و تطبيق اختبار تفهم الموضوع‬
.‫ و استمارة الشخصية الحدية‬,‫و تطبيق سلم هاملتون لقياس القلق‬T.A.T
Résumer :
A travers cette modeste étude nous essayons de démontrer l’effet de
l’inceste et de la violence cet état conduit le plus souvent la jeune femme
violée au suicide.
Elle reste donc pinsonnière d’une douleur inoubliable et d’un souvenir
ineffaçable.
Notre travail est ascé sur la question suivante :
Problématique : es-ce-que le viol par inceste chez l’adolescente provoque
un PTSD ?
Pour y répondre nous avons mené une expérience en utilisant
Le T.A.T ; TEST de Max Hamilton ; le questionnaire de la personnalité
limite. Cela nous a conduit a validée notre hypothèse sur : que le viol par
inceste chez l’adolescente provoque un PTSD.
En conclusion ce sujet reste pour la plupart des gens un Tabou qui touche à
la morale mais qui vit et évolue en silence.

You might also like