Professional Documents
Culture Documents
باب المعاشرة
باب المعاشرة
من
الفتاوى الرضوية
لإلمام أمحد رضا خان اهلندي احلنيف رمحه اهلل تعاىل
(املتوىف١٣٤٠ـﻫـ املوافق ١٩٢١م)
تعريب وتعليق
ادلكتور حممد مهربان باروي
تقديم
قسم الرتمجة إلدارة الشؤون العربية
اتلابع ملركز ادلعوة اإلسالمية
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
احلمد لل رب العاملني ،والصالة والسالم ىلع سيد املرسلني وخاتم
ن
است انلبيني ،سيدنا حممد الصادق الوعد األمني ،وىلع آهل وصحبه ومن
بسنته واهتدى بهديه إىل يوم ادلين ،أما بعد:
إن الل تعاىل أرسل نبيه ﷺ إىل انلاس اكفة يلكون هاديا وداعيا إىل
الل بإذنه ورساجا منيا ،ثم أهلم الصحابة ،واتلابعني والفقهاء املجتهدين
أن حيفظوا سي نبيهم تلتم انلعم ،واكن الل ىلع ما يشاء قديرا ،وقال الل
سبحانه وتعاىل يف فضل العلم والعلماء﴿ :إ َّن َما َيخۡ َشى َّ َ
ٱَّلل م ِۡن عِبَادِه ِ ِ
ۡ َ
م ُؤا﴾ [فاطر ،]28/35 :وقد بنيٱل ُعل َ َٰٓ
َ
ورفع َ ُ َ
قدرهم حيث قال: الل شأن العلماء
واِٱلۡعلۡ َِمِ َد َر َه ۡ َ َ َ ه ه ََۡ َه َ
[املجادلة.]11/58 :
جَٰتِ﴾ ينِأوت ِ
واِمنك ِمِوٱَّل ِامنه ِ
ينِ َء َ
ٱّللِٱَّل َِ
﴿يرفعِِ ِ
َ ُ َ ِّ ُ وقد صح عن رسول الل ﷺ أنه قالَ « :من يُرد ُ
الل بِ ِه خيا يفقهه ِِ
ُن ُ َ َ ََ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ن َ ََ َ
الل يع ِطيَ ،ولن ت َزال َه ِذ ِه األمة قا ِئمة ىلع أم ِر اسم و ين ،و ِإنما أنا ق ِ
ِ
يف ِّ
ادل ِ
َ َ َ
خالف ُهم َ َ ُ ُّ ُ َ َ َ
لل»(.)1 ح نّت يَأ ِ َ
ت أم ُر ا ِ لل ل يُضهم من ا ِ
1
َ َ
أسباب السعادة وانلجاة والفوز ،وعلم ومن ف ِقه يف ادلين فقد نال
الفقه من العلوم اهلامة اليت ينبيغ ألهل العلم العناية بها ،وإيضاحها
ََ َ َۡ ه ۡ َ َ ۡ َ َ
ّل ِِلَ ۡعبه هد ِ
ون ِ﴾٥٦ نس ِإ ِ
ن ِوٱۡل ِ
ت ِٱۡل ِ
للناس ،وقال الل تعاىل﴿ :وما ِخلق ِ
[اذلاريات.]56/51 :
ُّ ُ ن ُ
واستنباط
ِ الصالح ىلع تعلم الفقه، السلف ومن أجل ذلك قد حرص
ُّ ُ ن
وب يف ابلحث أحاكم الرشيعة الغراء ،وأوقفوا حياتهم للسي ادلؤ ِ
واتلأيلف يلال ونهارا به َمم اعيلة ،ل تعر ُف ََكَال ول َملَالَ ،
وع َمدوا إىل ِ ٍ ِِ ٍ
تدوين علو ِمهم ،ولم يهملوا شيئا منهاِ .
= "صحيح مسلم" :مسلم بن الحجاج بن مسلم أبو الحسين القشيري (ت٢٦1 :هـ)،
دار إحياء الرتاث العربي ،بيروت ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي ،كتاب الزكاة،
باب النهي عن المسألة ،رقم الحديث.٧1٨/٢ ،)1٠٣٧( :
2
يعتىن بها ،جعلها الل تعاىل لكم ذخر ايلوم املعاد ،والل أقول واحلق أقول:
أنه لو رآها أبو حنيفة انلعمان رمحه الل تعاىل ألقرت عينه وجلعل مؤلفها
من مجلة األصحاب.)1(»...
وهو ليس كتابا فقهيا فحسب بل حيمل يف طياته معالم اثلقافة
َ
اإلسالمية يف بالد شبه القارة اهلندية ،وذلك ل نما اكن يسأهل املستفيت لم
يكن متقيدا بأي صيغة يسأل ويف أي فن من الفنون يسأل وبأي زمان
وماكن يسأل كما هو احلال اآلن ،فجاء ك هذا الرتاث مكتوبا بادلقة مع
تدوين أسماء املستفتيني وبالدهم مفصال بدءا من الح ثم أقرب اسم
مركز الربيد أو قسم الرشطة ،ثم املديرية ثم املحافظة أو الولية ،ومع ذكر
اتلاريخ والشهر والعام اهلجري ،ومن خالل هذه األسئلة واألجوبة
نستطيع أن نعرف وضع املسلمني املعيش والفكري وادلعوي والعلم
واثلقايف والرتفيه وغيها يف تلك احلقبة جبيل كوضوح الشمس،
ويمكن احلصول ىلع مئات درجات ادلكتوراه يف ك فن وموضوع ،ومع
هذا َكه فلم حيظ الكتاب بالعناية العلمية اليت يستحقها.
ذكر اإلمام أمحد رضا خان رمحه الل تعاىل أقوال الفقهاء بشك دقيق
جدا ،ونقل نصوصهم احلرفية بأمانة علمية تامة ،واختار املعلومات
(" )1اإلجازات المتينة لعلماء بكة والمدينة" ،مطبوع مع الرسائل الرضوية :اإلمام
أحمد رضا خان الهندي المؤلف (ت1٣٤٠ :هـ) مكتبة المدينة ،سوق خضر
القديم ،كراتشي ،باكستان :ص.٥٩ -٥٨ :
3
املتنوعة من مصادرها املتخصصة بأمانة علمية متناهية ،وحقق ودقق
وفصل وفرع املسائل لم يسبق هل نظي عند أسالفنا من قبل ،وعلل
األحاكم بالقواعد األصويلة والفقهية والضوابط كثيا ويعترب املؤلف يف
ذلك مبتكرا ،وجاء فيه ما حدث بالفعل وسئل اإلمام عنه ،وىلع هذا لم
ُ
تذكر فيه الفرتاضيات إل نادرا تلفهيم املسألة وحنوه.
( ) 1كرسالة " :أعالي اإلفادة يف تعزية الهند وبيان الشهادة" ،ذكرها يف الفتاوى
الرضوية رضا فاؤنديشن ،الهور ،باكستان ،ط 1٤1٨ ،1هـ1٩٩٧/م ،كتاب
الحظر واإلباحة .٥11/٢٤ ،و" السوء والعقاب على المسيح الكذاب
المعروف بالقاديانية" ،ذكرها يف كتاب السير .٥٧1/1٥ :و"قوارع القهار يف
المجسمة ال ُف َّجار" ،ذكرها يف العقائد والكالم.11٩/٢٩ :
ِّ الرد على
( )٢كرسالة" :نعم الزاد لروم الضاد" ،ذكرها يف كتاب الصالة من الفتاوى الرضوية:
.٢٨٣/٦
( )٣كرسالة" :جلي النص يف أماكن الرخص" ،ذكرها يف كتاب الحظر واإلباحة من
الفتاوى الرضوية.٢٠1/٢1 :
4
ورسم اإلفتاء( )1إضافة إىل ذلك ما فيه من العلوم العقلية( .)2
أعرب بعض الشء من الفتاوى ُ
عزمت أن ِّ وهلذه األسباب وغيها
ََ
الرضوية حّت يكون عونا ملن يريد معرفة علم من أعالم شبه القارة
اهلندية ،ويف احلقيقة من اطلع ىلع مبحث من مباحث الفتاوى الرضوية
لعرف وادىع بأن ل تكتمل مكتبة الفقه احلنف دونه ،والل اهلادي إىل
سواء السبيل.
( )1أترجم باملعىن العريف دون احلريف ،أي :هو اتلعبي عن معاين
ُ ِّ
الم َؤلف إىل اللغة العربية مع وفاء مجيع املعاين واملقاصد ما أمكن، الكم
وأبذل اجلهد بكل ما يف وسيع أن يكون اتلعريب تصويرا لك ما أراد
ُ ِّ
الم َؤلف من معانيه ومقاصده.
( )2أحاول أن أعطي صورة واضحة قدر اإلماكن عن هذه األفاكر
بالرتكزي ىلع املعلومة وعدم اتلوقف مطول عند طريقة صياغة اللكمات.
( )1كرسالة" :أجلى اإلعالم أن الفتوى مطلقًا على قول اإلمام" ،ذكرها قبيل كتاب
الصالة من الفتاوى الرضوية.٩٥/1 :
( )٢كرسالة" :درء القبح عن درك وقت الصبح" ،ذكرها يف كتاب الصوم من الفتاوى
الرضوية .٦1٧/1٠ :و"هداية المتعال يف حد االستقبال" ،ذكرها يف كتاب
الصالة من الفتاوى الرضوية.٦٠/٦ :
5
( )3الكم املؤلف باللغة العربية أو للمستفيت أنقله دون أي تصف،
ووضعه بني القوسني الكبيين (( )) ،وإذا ختلل القتباس عن الكتب
الفقهية وباللغة العربية بني الكم املؤلف فال أضع القوسني الكبيين إل
يف بداية الالكم ونهايته وأضع القتباس احلريف عن الفقهاء بني اتلنصيص
مع اتلوثيق من املراجع األصلية ،وإذا اكن ذلك القتباس معنويا فأضع
انلقطتني العموديتني ( ):يف بداية القتباس وانلقطة الواحدة ( ).يف نهايته.
( )4وقد يقول املؤلف باللغة العربية :ويف "رد املحتار" وحنوه ثم يأت
بالقتباس فال أضع بني القوسني الكبيين مثل هذه اللكمات البسيطة
إل إذا اكن قبل القتباس أو بعده الكم املؤلف باللغة العربية أيضا ،حنو:
((يف "ادلر املختار"« :ل جيب ىلع الزوج تطليق الفاجرة» .)).....وكذلك
َكمة (انتىه) أو َكمة (ملخصا) أو (انتىه ملخصا) أو (ملتقطا) أو
(انتىه ملتقطا) لم أضعها بني القوسني الكبيين إل إذا اكن الكم املؤلف
العربية متصال ما قبله أو بعده.
( )5عدم اتلكرار إذا اكن الالكم يف اللغة األردية ثم يف نفس املعىن
يف اللغة العربية ،فأحاول اتلبديل ما يناسب السياق باملرتادفات أو
أحذف اتلكرار.
( )6أنقل أسماء األشخاص واألماكن كما يه ،والاكف الفارسية
يف األسماء واألماكن؛ وهو ينطق ( )Gباإلجنلزيية أثبته كما هو املعروف
يف اللغة العربية كـ :بنغال ديش حيث غي بالغني وقد يغي باجليم كـ:
6
اللغة اإلجنلزيية أو بالاكف ،وإذا لم نعرف نطقه باللغة العربية فغينا بـ:
الغني لكونه أقرب منه.
( )7وأنقل املصطلحات واألشعار واألمثلة يف اللغة األردية إىل ما
يرتادف يف املعىن من اللغة العربية إن أمكن وإل أذكر املعىن املناسب.
( )8انلصوص العربية املقتبسة أضع كما يه دون أي تصف ،وإذا
اكن القتباس حرفيا أحص بني عالمة اتلنصيص ،وإذا اكن القتباس
باملعىن أشي ذلك عند اتلوثيق بكلمة (انظر) يف اهلامش.
أوّاًلّ:املقابلةّوتصحيحّاملتنّواإلمالءّّ :
( )1خطة ابلحث اليت وضعتُها يف بداية ك رسالة ويف بداية
الفصول واملباحث وعند تقسيم األفاكر تقسيما منطقيا؛ ويه من عندي
للتوضيح وإظهار معالم هيك ابلحث والرسالة قبل أن خياض يف اتلفاصيل
وك ذلك لم أضع بني املعكوفتني.
( )2أنسخ الكتاب حسب القواعد اإلمالئية احلديثة ،اكتلفريق بني
اهلمزة الوصلية (ا) والقطعية (أ) وتنقيط ايلاء ،وطريقة كتابة اهلمزات...
7
( )3أقابل هذا الكتاب ىلع مجيع املصادر واملراجع -ما وقف ُ
ت منها-
عند اتلوثيق ،ولكنين لم أثبت يف حوايش اتلحقيق الزيادات أو الفروق
اليت انفردت بها املصادر واملراجع أو الطبعة األخرى من الفتاوى الرضوية
خشية اإلطالة.
( )4أضبط اللكمات اليت قد يشك ىلع القارئ ضبطها ،وذلك ىلع
الحتمال الواحد دون اإلشارة إىل الوجه اثلاين.
( )5أشك القواعد الفقهية واألصويلة ورسم اإلفتاء وضوابطها
واألشعار ورضب األمثال تشكيال اكمال.
( )6قد أجد يف إحدى طبعات الفتاوى الرضوية لفظا خيتلف عن
الطبعة األخرى والكهما صحيحان ،فأتعامل به اكتلايل :إذا اكنت تلك
العبارة اقتباسا من الكتب فأثبت ما يتفق بذلك القتباس ،وأما إن اكنت
العبارة من عند املؤلف نفسه فأثبت أصحهما وأفضلهما معنا واألنسب
حمال ولكن هذا بعد اتلدقيق ادلقيق لحتمال وقوع اخلطأ يف الفهم قبل
ك يشء ،مع املالحظة أنين لم أسجل الفروق بني طبعات الفتاوى
الرضوية حّت ل تكون عبئا ىلع الكتاب.
ثانيًاّ:تخريجّاألحاديثّوعزوّاآلياتّّ :
( )1أعزو اآليات القرآنية إىل السور مع بيان اسم السورة ورقمها
ِّ
ورقم اآلية ،وأضبطها ضبطا تاما مطابقا للقراءة اليت يريدها املؤلف،
ومزيتها عن سائر نصوص الكتاب حبصها بني قوسني مزهرين ﴿ .﴾......ن
8
( )2أخرج األحاديث انلبوية ،وأكتف بالعزو إىل صحيح ابلخاري
فقط أو مسلم فقط إذا ورد فيهما أو يف أحدهما ،ول أجتاوز إىل غيهما
خرجه عن السنن والكتب املشهورة منيف الغالب ،فإذا لم يوجد فيهما أ ِّ
9
ُّ ُ
ام ِة َو ِشقه َمائِل»" ،سنن أيب داود" ،كتاب انلاكح ،باب يف
اء يَو َم القيَ َ
ِ ج ََ
القسم بني النساء ،رقم احلديث ،6٤8/1 ،)2133( :أو مثال" :سنن
الرتمذي" ،كتاب انلاكح ،باب ما جاء يف التسوية بني الُضائر ،رقم
احلديث" ،٤٤٧/3 ،)11٤1( :املستدرك ىلع الصحيحني" ،كتاب انلاكح ،رقم
احلديث ،2٠3/2 ،)2٧5٩( :وقال احلاكم« :هذا حديث صحيح ىلع رشط
الشيخني ولم خيرجاه» ،ووافقه اذلهب قائال« :ىلع رشط ابلخاري ومسلم».
( )١إذا أشار املؤل ف إىل احلديث إشارة فأنا أذكر ن
نص ه وخترجيه
يف اهلوامش.
( )٢إذا تكرر األحاديث أو القواعد والضوابط أكتف ىلع اإلشارة
أنه سبق اتلخريج واتلوثيق واتلعليق يف كتاب كذا ورسالة كذا وىلع
صفحة كذا.
( )٣إذا لم أجد احلديث يف كتب متون احلديث أعود إىل كتب
َ
الفقهاء؛ ألن هناك أحاديث كثية يرويها الفقهاء بعضهم عن بعض،
فليس من الُضوري أن َكها ضعيفة أو ل أصل هلا ،ومن األمانة العلمية
أن أذكر احلديث كما ورد.
( )٤ذكر املؤلف حديثا ضعيفا؛ هناك حديث آخر قوي بسند آخر
يؤيد ما ذكر املؤلف فال أغي شيئا من عندي أبدا بل أخرج احلديث أول
مع بيان درجة احلديث من كتب متخصصة ثم أقول :حديث آخر صحيح
أو حسن يقويه ويعضده ما ذكره فالن يف كتاب كذا.
10
ثالثًاّ:أمورّتتعلّقّبعالماتّالترقيمّ :
( )١أضع عالمات الرتقيم يف مواضعها املناسبة.
( )٢ك ما جاء بني املعكوفتني يف املت أو احلوايش دون ِّ
أي إشارة
هو من عندي تلوضيح الالكم.
( )٣أضع انلقط اثلالثة أو األربعة األفقية ( )...لدلللة ىلع احلذف
يف القتباس احلريف ،ثم عند انتهاء انلقط وعالمة اتلنصيص وضع ُ
ت (إىل
آخره) اكتلايل ،».... « :إىل آخره ،وذلك إذا اكن املؤلف قد وضع إشارة (إلخ)
وإل أكتف ىلع انلقط األفقية املذكورة فقط.
( )٤قبل َكمة انتىه وبعدها أضع نقطة دائما.
( )5ل أترك أية مسافة وفراغ قبل انلقطتني العموديتني وقبل
الرشطة املائلة يف ذكر جزء الكتاب وصفحته يف اتلوثيقات واتلخاريج،
مثال أكتب اكتلايل" :كشف الظنون".25/1 ،
11
كـ "معجم لغة الفقهاء" فإنين ل أذكر املادة فيه ،أذكر العنوان إذا وجدته،
وإل أذكر رقم اجلزء والصفحة فقط ،واعتمدت ىلع املعاجم اللغوية
املعروفة وىلع كتب اللغة الفقهية.
ت ىلع بعض مسائل الكتاب يف املواضع اليت رأيت أن ( )٣علنق ُ
احلاجة تمس إىل زيادة بيان أو توضيح أو تعليق ،وخاصة فيما يتعلق
بانلوازل.
ُ ِّ
الم َؤلف إذا اكن يف ذلك غموض ،وقمت بإاعدة ت الكم ( )٤ن
وضح ُ
َ ن
الضمائر إىل مراجعها يف اهلوامش إذا اكن انلنص حيتاج إىل ذلك.
( )5حقق املؤلف ودقق وناقش وابتكر وفصل بعض املسائل
الفقهية لم يسبق نظيه من قبل عند أسالفنا ،ومثل هذه املسائل كثية
جدا ،وبلعض األهم منها أذكر يف عناوينها :حتقيق رائع للمؤلف بأن/
يف /يف مسألة /أو حتقيق عظيم للمؤلف ،حتقيق رفيع للمؤلف ،حتقيق
خطي الشأن للمؤلف ،حتقيق مهم جدا للمؤلف ،حتقيق فريد من نوعه
للمؤلف ،حتقيق جليل للمؤلف لم يسبق هل مثيل ،حتقيق جليل ،حتقيق
ساطع لمع ،وما شابهها.
12
( )2بسبب تعدد املجالس واختالف املكتبات لم أستطع اتلقيد
بدار نرش واحد أو طبعة واحدة يف كثي من املصادر واملراجع ،وأثبت يف
أول مرة ما اكن أكرث اعتمادا ،ثم يف فهرس املصادر املراجع أثبت دار
النرش أو الطبع األخرى للمصادر واملراجع.
( )3اكنت طريقة توثيق املعلومات من الكتب الفقهية يف احلوايش
ىلع انلحو اتلايل :أورد ن
انلص أول ثم أذكر املصدر ،ثم أذكر اسم الكتاب،
ثم أذكر اسم ابلاب أو الفصل ،ثم أذكر املطلب أو الفرع أو العنوان إذا
وجد ،ويف بعض األحيان أذكر :عند قوهل كذا ،إذا اكن القتباس معنويا،
نسجت جهازافلما قال املؤلف ىلع سبيل املثال :قال يف "ابلحر"« :صغية َ
أمها فسلنم أبوها َ
مجيع وسعيها حال صغرها وكربها فماتت ُّ بمال ِّ
أمها وأبيها َ
ِ ِ
نصيبهم من جهة األم» .انتىه .فأقول
ِ اجلهاز إيلها ،فليس إلخوتها دعوى
يف اهلامش" :ابلحر الرائق" ،كتاب انلاكح ،باب املهر .326/3 ،وقال املؤلف
َ ُ
ىلع سبيل املثال :قال يف "انلهر الفائق"« :ونقول :وينبيغ أن ل يُقبل قوهل
ُ ن
السكر وحنوه للعرف» .انتىه .فأقول يف أيضا يف اثلياب املحمولة مع
اهلامش" :انلهر الفائق" ،كتاب انلاكح ،باب املهر ،عند قول "الكنـز":
فقالت :هو هدية ،وقال :هو من املهر ،فالقول هل يف غي املهيأ لألكل.265/2 :
ت عناوين األبواب والفصول واملطالب وحنوها يف ( )4قد أضف ُ
اهلوامش عند اتلوثيقات لتسهيل القارئ إذا أراد الرجوع إىل املسألة
للمزيد أو اتلأكد ،مثال يف "الفتاوى الرضوية" :قال يف "احللية" بعد نقل
13
الالكم املصىف املذكور« :ليس يف الفتاوى اخلانية ول اخلالصة ذلك كما
َ
ذكره مطلقا ،وكذا ليس يف حميط ريض ادلين ،وأما املغين ومبسوط شيخ
اإلسالم فلم أقِف عليهما» .انتىه .ووثقته يف اهلامش اكآلت" :حلية
املجيل" ،كتاب الطهارة ،الطهارة الكربى ،اجلزء األول ،رقم اللوحة/88 :أ.
فعنوان (الطهارة الكربى) لم يرد يف احللية أصال أنا أضفته لتسهيل
الرجوع إىل املسألة.
ت أقوال العلماء وغيهم من كتبهم إن اكن هلم كتب ذكرت (َ )5وثنق ُ
ُ
فيها تلك األقوال ولو اكن املصدر خمطوطا ،وإل من الكتب األخرى اليت
نقلت أقواهلم؛ ألن األخطاء قد تتناقل يف الكتب الفقهية وغيها دون
ت ىلع ما لم أقف عليه.تدقيق ،ونبه ُ
( )6إذا اكن القتباس حرفيا بما نقله املؤلف ،أذكر اسم املرجع مع
حص الالكم بعالمة اتلنصيص « » دون َكمة :انظر يف احلوايش ،وإذا اكن
القتباس معنويا أورد انلص من املرجع حرفيا إذا اكن يف اذلكر فائدة
جديدة ،وإل أذكر املرجع فقط بكلمة :انظر .وإن جاء القتباس بداخل
القتباس فال أحص بني عالمة اتلنصيص إل األول فقط.
َ
( )7املصادر الفقهية أرتب حبسب ِقدم مذهبها ،فاحلنفية أول ،ثم
املالكية ،ثم الشافعية ،ثم احلنابلة ،أما عند اجتماع املصادر اللغوية
َ
والصطالحية والفقهية وغيها أقدم املصادر اللغوية اكملعاجم أول ثم
املراجع اليت تهتم املصطلحات ،ثم املراجع الفقهية وغيها ،إل إذا ورد
14
ت ذلك الكتاب أول بأي فن اكن ثم الرتتيب القتباس احلريف فقدم ُ
املذكور ،ويف ك طائفة قدم ُ
ت املرجع حسب تاريخ وفاة املؤلف.
( )8إذا تكرر املصدر نفسه عند اإلحالة أذكره ثانيا مع رقم
الصفحة والجتناب عن َكمة (املصدر السابق) لتسهيل القارئ.
ت أجزاء الكتاب بعضها ببعض وذلك بتعيني أرقام ( )9ربط ُ
ت ىلع كثي من القضايا الصفحات اليت وردت فيها املعلومة ،كما نبه ُ
15
الحالةّاألولىّ :القتباس اذلي انتىه وسط حاشية املؤلف أو قبل
نهايتها فأذكر املصدر واملرجع بعد انتهاء القتباس مبارشة ،مثال اكتلايل:
أي تصف(( :هل املراد شرب وهو حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون ِّ
ن
املستعمل أو الوسط تردد فيه الطحطاوي يف حاشية ادلر ،وقال :حيرر.
انتىه [الكم الطحطاوي يلع ادلر ،كتاب الطهارة .]٧٠/1 ،وقال الشايم:
ن
الظاهر اثلاين؛ ألنه حممل اإلطالق اغبلا .انتىه [الكم رد املحتار ،كتاب
الطهارة ،سنن الوضوء ،مطلب من انلصوص ما يعترب فيها مفهوم
املخالفة عند احلنفية .]300/1 ،...أقول :نقل العالمة الطحطاوي نفسه يف
حاشية املرايق هذا اذلي تراه لكننه نسبه إىل بعضهم فإن اكن ذلك ابلعض
ممن يعتمد ىلع قوهل ،فهذا نص يف ابلاب ،وإل فالظاهر مع الشايم ،والل
تعاىل أعلم)).
الحالةّالثانيّةّ :إذا اكن بعد القتباس اسم الكتاب املقتَبس منه
ُ
مجيع اللحية
أو مؤلفه فأحاول أن يكون الكما ممزوجا اكتلايل(( :غسل ِ
فرض عمليا ىلع املذهب الصحيح املفّت به املرجوع إيله .بدائع [ملتقطا
يف كتاب الطهارة ،باب بيان أراكن الوضوء .]4/1 ،ثم ل خالف أن
املسرتسل ل جيب غسله ول مسحه بل يسن)) .أي :ل حاجة إىل تكرار
اسم ابلدائع مرة ثانية.
الحالةّالثالثةّ :إن انتىه القتباس يف نهاية حاشية املؤلف فأذكر
املصدر واملرجع بني املعكوفتني بعد حاشية املؤلف تماما ،مثال اكتلايل:
16
وهو حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون أي تصف(( :حديث يونس
بن مّت ،وحديث ابن عمر يف الصالة ،وحديث القضاةُ ثالثة ،وحديث
ابن عباس حدثين رجال مرضيون منهم عمر وأرضاهم عندي عمر.
انتىه .أبو داود)) [كتاب الطهارة ،باب الوضوء من انلوم ،رقم احلديث:
( ،)2٠2ص.]3٩ :
الحالةّالرابعةّ :وإن اكن القتباس الواحد أثناء احلاشية واثلاين يف
نهايتها فأجعل توثيق الوسط بعده مبارشة واألخي بعد انتهاء احلاشية.
الحالةّالخامسة :وإن اكن يف نهاية اهلامش اسم الكتاب أو
املؤلف ثم َكمة انتىه فأ وثق املصدر بعد اسم الكتاب ولكمة انتىه
أجعلها بعد املعكوفتني اكتلايل :يف رد املحتار« :قوهل :ل خالف .أي:
بني أهل املذهب ىلع مجيع الروايات .الطحطاوي» [ىلع ادلر املختار،
كتاب الطهارة64 /1 ،؛ رد املحتار ،كتاب الطهارة ،باب أراكن الوضوء،
]100/1انتىه)).
ُ
الحالةّالسادسةّ :ذكرت يف املنهج أن الكم املؤلف لما انتىه يف
اهلامش وضع يف آخره ( 12م) أو ( 12منه) وحنوهما كما اعدته الرشيفة
ُ
فوضعنا مرموز إيله هو (انتىه منه غ ِف َر هل) .وإذا انتىه القتباس قبل (12
ُ
م) أو ( 12منه) أو (انتىه منه غ ِف َر هل) وحنوها فأوثق القتباس بعد النتهاء
مبارشة وأضع قبل املعكوفتني َكمة انتىه األوىل إن وجدت ،ثم (انتىه
ُ
منه غ ِف َر هل) ثم يف األخي أضع القوسني الكبيين ،مثال اكتلايل :وهو
17
ِّ
حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون أي تصف(( :قال الرميل« :هذا مروي
عن أيب حنيفة رمحه الل تعاىل ،والكمه هنا موهم أن ذلك مروي عن
املشائخ كما هو ظاهر من سياقه» .انتىه [الكم منحة اخلالق ،كتاب
ُ
القضاء ،فصل تقليد من شاء من املجتهدين .]293/6 ،انتىه منه غ ِف َر هل)).
( )13يف هامش املؤلف ل أضع هامشا إل إذا اكنت حاجة شديدة.
( )14ما ورد يف حاشية املؤلف (وهو حاشية املؤلف نفسه) أو (وهو
حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون ِّ
أي تصف) أغيها إىل تنسيق العنوان.
أي :أجعلها عنوانا جانِبيا ويكون حجم خطه أقل رقمني من خط
اهلامش العادي ،واهلامش ابلايق أجعله اغمقا يف اخلط املألوف ،وأما ما
جاء بني املعكوفتني من العزو واتلخريج واتلوثيق واتلفسي واتلعليق وما
إىل ذلك يبىق كما هو ،فال أغي منه أي يشء .أي :ل أجعله اغمقا ول
عنوانا جانبيا.
( )15عبارة (وهو حاشية املؤلف نفسه باللغة العربية نقلتها دون ِّ
أي
تصف) أستخدمها إذا اكن الكم املؤلف باللغة العربية فنقلته دون أي
تصف .وعبارة (وهو حاشية املؤلف نفسه) أستخدمها إذا اكن الكم
املؤلف باألردية فعربته أنا.
سادسًاّ:ماّيتعلّقّبتراجمّاألعالمّوتعاريفّالكتبّّ :
عرف ُ
ت مجيع الكتب الواردة يف نص الكتاب تعريفا موجزا بأن ( )١ن
أذكر أول اسم الكتاب اكمال مع ذكر اسم املت إن اكن رشحا ثم بما اشتهر
18
به ،وبعد انلقطتني العموديتني أذكر اسم املؤلف ،وبعد تاريخ وفات
املؤلف أذكر رشح الكتاب ومتنه وتلخيصه واختصاراته ومنهجه
وأهميته ،ك ذلك ل يتجاوز عن ثالثة أسطر ،وأخيا أذكر بعض أهم
املصادر من كتب الفهارس املعتمدة يف هذا ابلاب.
( )٢ترمج ُ
ت األعالم الواردة َكها عند أول ورودها يف معظم األحيان
وإل ذكرت رقم الصفحة اليت سأترمجها فيما بعد ،ودون اتلفات إىل أنها
غي مشهورين.
( )٣ترمج ُ
ت األعالم اذلين ورد ذكرهم يف املت ما عدا املالئكة،
ُ
الرتمجة َ
أسم العلم ثم اسم األب واجلد ثم والرسل واألنبياء ،وتناولت
الكنية ثم اللقب ثم النسبة ثم وضعت تاريخ وفات األعالم بني القوسني
بعد ورود أسمائهم مع رمز (ت) و(هـ) إىل تاريخ الوفاة من اهلجري ،ثم
ذكرت مذهبهم الفقه ثم جمال اتلخصص ثم شيوخهم وتالميذهم ،ثم
األمر اهلام يتعلق بهم ،وأخيا أذكر ن
أهم مؤلفاتهم إن اكنوا من العلماء
وألفوا شيئا ،أو ما اشتهروا به إن اكنوا غي ذلك ،ك ذلك ل يتجاوز عن
ثالثة أسطر ،ثم أذكر بعض مصادر ترامجهم املتخصصة من الطبقات.
19
()1
باب املعارشة
عاش ُرواَ :تخا َل ُطوا ،وع َِش ُير ال َمر َأةِ :الزَّ وج؛ ألنه
عاش َرة :ال ُمخا َل َط ُة ،و َت َ
عاش َر ُه ُم َ
(َ )1
واإلحسان قوال وفعال وخلقا ،قال النبي ﷺَ « :خيْ ُرك ُْم َخيْ ُرك ُْم ألَ ْهلِ ِهَ ،و َأنَا
َخ ْي ُرك ُْم ألَ ْهلِي» ،أخرجه الرتمذي عن سيدتنا عائشة رضي اهلل تعالى عنها ثم
قال :هذا حديث حسن صحيح"[ .سنن الرتمذي" ،كتاب المناقب عن
" ،٧٠٩/٥سنن ابن ماجه" ،كتاب النكاح ،باب حسن معاشرة النساء ،رقم
20
[املالعبة واملداعبة واملالطفة بالزوجة]
رقمّالفتوىّ ّ:102-101ّ:
تاريخ ورود الفتوى 2٧ :ربيع اآلخر 1336هـ.
اسم املستفيت :السيد رساج احلق إمام( )1جامع ميام بُور والشيخ بَ ُّدو
حاجب جتك.
21
ُ
عنوان املستفيت :جامع ميام بور ،مديرية هويلغ( .)1
السؤالّاألوّلّ(ّ :)2
لزيد عند
((ما قولكم رمحكم الل يف هذه املسألة ،هل جيوز ٍ
الختالط أن ُي َقبِّل ن
خد منكوحته وثديها ،وأن ن
يمص ثديها أو أن يُدخل
ثديَها يف ف ِمه شهوة وتلذا سواء اكنت ذات لنب أم ل ،وسواء اكنت
ُمراهقة( )3أم بالغة؟ فبينوا حكم ك ِشق منها باألدلة واتلفاصيل.
اثنا عشر؛ ألن ذلك أقل مدة يمكن فيها البلوغ»"[ .ابن عابدين" ،كتاب
النكاح ،فصل يف المحرمات أسباب التحريم" ،٣٥/٣ ،لسان العرب"،
مادة (ر ه ق).]1٢٨/1٠ ،
( )1يف طبعة كراتشي( :قرنَها).
( )٢رواه اإلمام مسلم عن سيدنا جابر رضي اهلل تعالى عنه قال :قال له النبي ﷺ:
« َأ َال َتزَ َّو ْجتَ َها بِ ْكرا ُت َال ِعبُ َك َو ُت َال ِعبُ َها؟» .ويف "مسند أحمد" بزيادة:
اح ُك َها»"[ .صحيح مسلم" ،كتاب المساقاة ،باب بيع اح ُك َك و ُت َض ِ «و ُت َض ِ
َ َ
البعير واستثناء ركوبه ،رقم الحديث" ،٥1/٥ ،)٤1٨٤( :مسند اإلمام
أحمد بن حنبل" ،رقم الحديث.]٢٥٨/٢٣ ،)1٥٠1٣( :
وقالت أم المؤمنين سيدتنا عائشة لعبد اهلل بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
23
وخش إن لو مص ثديها يدخل اللنب يف حلقه فاملص مكروه(.)1
رضي اهلل تعالى عنهمَ « :ما َي ْمنَ ُع َك َأ ْن َتدْ ن َُو مِ ْن َأ ْهلِ َك َفتُ َقبِّ َل َها َو ُت َال ِعبَ َها؟
َف َق َالُ :أ َق ِّب ُل َها َو َأنَا َصائِم؟ َقا َل ْت :نَ َع ْم»"[ .موطأ اإلمام مالك" رواية يحيى
الليثي :اإلمام مالك بن أنس أبو عبد اهلل األصبحي (1٧٩هـ) ،مؤسسة زايد
بن سلطان آل هنيان ،ط 1٤٢٥ ،1هـ٢٠٠٤/م ،كتاب الصيام ،باب ما جاء
يف الرخصة يف القبلة للصائم ،رقم الحديث" ،٤1٧/٣ ،)1٠٢٣( :شرح
معاين اآلثار" :أحمد بن سالمة األزدي أبو جعفر الطحاوي (٣٢1هـ) ،دار
الكتب العلمية بيروت ،ط 1٣٩٩ ،1هـ ،كتاب الصيام ،باب القبلة للصائم،
رقم الحديث.]٩٥/٢ ،)٣1٥٢( :
الس َلف والخَ لف على
( )1رضاع الرجل الكبير ال تثبت به البنوة ،فإن جماهير َّ
أن الرضاعة ال ُمحرمة ما كانت يف الصغر وقبل الفطام والفصال ،إذ يكون
مدار نمو البدن على الرضاع ،فال يدخل فيه هدم أكب المصالح الزوجية
وهو تحريم المرأة على زوجها إذا مص ثديها عن شهوة ومداعبة ،على أنه
ينبغي اتقاء ذلك احتياطا.
فأما مدة الرضاعة كالتالي:
قال جمهور الفقهاء :أبو يوسف ومحمد من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة:
24
َ ۡ َ َٰ َ َٰ ه ه ۡ ۡ َ َ ۡ َ َٰ َ ه َ َ ۡ َ ۡ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ه َ َ َ َ َ
اع ِةِ﴾نِيتمِٱلرض
ادِأ ِ
نِأر ِ
ينِلم ِ
ي َِكمل ِ
ن ِحول ِ
ن ِأولده ِتِيرضع ِ﴿وٱلولد ِ
بي يف
الص َّ
[البقرة ،]٢٣٣/٢ :وال زيادة بعد التَّمام والكمال؛ وألن الظاهر أن َّ
مدة الحولين يكتفي بال َّلبَن وبعد الحولين ال يكتفي به ،فكان هو بعد الحولين
الرضاع"[ .القدوري" ،كتاب الرضاع ،ص،٣1٧ :
بمنـزلة الكبير يف حكم َّ
"المبسوط" للسرخسي ،كتاب الطالق ،باب الرضاع" ،٣٧/٦ ،بداية
المجتهد" ،كتاب النكاح ،الباب الثاين يف موجبات صحة النكاح ،الفصل
الثالث يف مانع الرضاع" .٣٠/٢ ،المجموع" ،كتاب الرضاع ،فصل وتنتشر
حرمة الرضاع من الولد إلى أوالده وأوالد أوالده" ،٢1٢/1٨ ،الحاوي
الكبير" ،فصل فإذا ثبت أن تحريم الرضاع مختص بالصغير دون الكبير،
" ،٣٦٨/11المغني" البن قدامة ،كتاب الرضاع ،فصل ومسألة بيان من
ينتشر إليه التحريم بسبب الرضاع" ،٢٠1/٩ ،الشرح الكبير على متن
المقنع" ،كتاب الرضاع.]1٩٧/٩ ،
َّ
استدل بقوله الرضاع ثالثون شهرا قال اإلمام أبو حنيفة رحمه اهلل تعالىَّ :
أن مدَّ ة َّ
َ َ ۡ ه ه َ َ َٰ ه ه َ َ َٰ ه َ َ
ون ِش ۡه ًراِ﴾ [األحقاف ،]15/٤6 :وظاهر هذه
تعالى﴿ :وَحلهۥ ِوفصلهۥ ِثلث ِ
َ
الدليل اإلضافة يقتضي أن يكون جميع المذكور مدَّ ة لكل واحد منهما إال َّ
أن
أن مدَّة الحبل ال تكون أكثر مِن سنتين ،فبقي مدَّة الفصال على قد قام على َّ
َ
َ ۡ َ َ َٰ ه ه ۡ ۡ َ َ
نِِأ ۡولَٰ َد هه َِ
نِ ظاهره ،وقال اهلل تعالى[ :البقرة﴿ .]٢٣٣/٢ :وٱلوَٰلد ِ
ت ِيرضع ِ
َ َۡۡ َ َۡ َ ۡ ََ َ َ ه َ َ َ َ َ
اع ِةِ﴾ [البقرة.]٢٣٣/٢ : نِيتمِٱلرض
ادِأ ِ
نِأر ِ
ينِلم ِ
يَِكمل ِ
حول ِ
فاعتب التَّراضي والتَّشاور يف الفصلين بعد الحولين فذلك دليل على جواز
25
بي قبل الحولين ُي ِّ
غذيه اإلرضاع بعد الحولين؛ وألن ال َّل َبن كما ُي ِّ
الص َّ
غذي َّ
بعده ،والفطام ال َيحصل يف ساعة واحدة لكن ُيفطم درجة فدرجة حتَّى
ويتعو َد ال َّطعام ،فال بد مِن زيادة على الحولين بمدَّ ة ،وإذا
َّ ينسى ال َّلبَن
َ
أشهر اعتبارا
وجبت الزِّ يادة قدرنا تلك الزِّ يادة بأدنى مدَّ ة الحبل ،وذلك ستَّة ُ
لالنتهاء باالبتداء ،وبِهذا قال اإلمام زفر رحمه اهلل تعالى :إن مدَّ َتها ثالث
وجب اعتبار
َ سنين ،فإذا وجد اإلرضاع يف هذه المدَّ ة تثبت الحرمة؛ ألنَّه لما
بعض الحول وجب اعتبار كله و ُتقدَّ ر مدَّ ة الفطام بحول؛ ألنَّه َ
حسن
والتحول به مِن حال إلى حال"[ .المبسوط" للسرخسي ،كتاب ُّ لالختبار
الطالق ،باب الرضاع" ،٣٧/٦ ،القدوري" ،كتاب الرضاع ،ص.]٣1٧ :
وذهب داود وأهل ال َّظاهر إلى أنَّه يحرم رضاع الكبير وهو مذهب عائشة رضي
َّبي ﷺ َيرون ذلك رخصة لسالم اهلل تعالى عنها ،وكان سائر أزواج الن ِّ
استد ُّلوا بحديث أخرجه اإلمام مسلم عن سيدتنا زينب بنت أبي سلم َة
ول لِ َعائِ َشةَ: رضي اهلل تعالى عنها تقولَ :س ِم ْع ُت ُأ َّم َس َل َم َة زَ ْو َج النَّبِي ﷺ َت ُق ُ
ِّ
واهللِ! ما َتطِيب نَ ْف ِسي َأ ْن يرانِي ا ْل ُغالَم َق ِد استَ ْغنَى َع ِن الر َضاع َِةَ ،ف َقا َل ْت :لمِ
َ َّ ْ ُ ََ ُ َ َ
ول اهللِ! و اهللِ ول اهللِ ﷺ؟ َف َقا َل ْتَ :يا َر ُس َ ت َس ْه َل ُة بِن ُْت ُس َهيْل إِ َلى َر ُس ِ َقدْ َجا َء ْ
َ
ول اهللِ ﷺ: ول َسالِمَ ،قا َل ْتَ :ف َق َال َر ُس ُ إِنِّي َألَ َرى فِي َو ْج ِه َأبِي ُح َذ ْي َف َة مِ ْن ُد ُخ ِ
27
والل سبحانه وتعاىل أعلم.
[يستحب التعجيل بالرجوع إىل الهل بعد قضاء
الحاجة إذا كان مسافرا]
السؤالّالثانيّ :
وكم مدة جيوز هل السفر حال كونه جمردا عنها؟
الجوابّ :
ن
السفر إن اكن بُضورةٍ تقدر بقدرها ول يُعني هل حد ،وقد أمر ﷺ
ُُ
بتعجيل القفول( )1بعد قضاء احلاجة،
28
َ َُ َ َ َ ُ َ َ َُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ن َ
رشابَه اب ،يمنع أحدكم طعامه و
قِطعة ِمن العذ ِ
ُ()1
السفرو«
30
َ َ ُ ( َ َ ِّ َ ُ َ )2( ُ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ )1
جل إِىل أه ِل ِه( .)٤(»)3 َونومه ،ف ِإذا قض أحدكم نهمته ،فليع
31
أو كما قال ﷺ ،أما إذا اكن بال رضورةٍ ولم يستصحبها معه فال
يمس ن
كن أكرث ِمن أربعة أشهر ،بذلك أمر أمي املؤمنني عمر الفاروق
ريض الل تعاىل عنه( ،)1ويف احلديث قصة( ،)2والل تعاىل أعلم)).
32
[ إخراج الزوجة إىل بالد الغربة]
رقمّالفتوىّ 29ّ:
تاريخ ورود الفتوى 28 :ربيع اآلخر 1336هـ.
اسم املستفيت :السيد حسام ادلين.
ن
عنوان املستفيت :عن طريق مدير مكتب الربيد ،حيدر آباد َدكن( .)1
ت ُسوءا؟»َ ،قا َل ْتَ :م َعا َذ اهللَِ ،ق َال: َأشهر ،و َق ِد ْاشتَ ْق ُت إِ َلي ِهَ ،ف َق َالَ « :أرد ِ
َ ْ ْ ُ َ
كَ ،فإِن ََّما ُه َو ا ْل َب ِريدُ إِ َل ْي ِه»َ ،ف َب َع َث إِ َل ْي ِهُ ،ث َّم َد َخ َل َع َلى « َفام ُلكِي َع َلى نَ ْف ِس ِ
ْ
يه َعنِّي ،ك َْم َت ْشت ُ
َاق ك َعن َأمر َقدْ َأ َهمنِي َف َأ ْف ِر ِج ِ ح ْفص َة َف َق َال« :إِنِّي سائِ ُل ِ
َّ ْ ْ َ َ َ
اهلل َالاست ََحيَ ْتَ ،ف َق َالَ « :فإِ َّن َ ا ْل َم ْر َأ ُة إِ َلى زَ ْو ِج َها؟» ،فَخَ َف َض ْت َر ْأ َس َها َف ْ
َي ْست َْحيِي مِ َن ا ْل َح ِّق»َ ،ف َأ َش َار ْ
ت َث َال َث َة َأ ْش ُهر َو ِإ َّال َف َأ ْر َب َعةَ ،ف َكت َ
َب ع َُم ُر َأ َّال
وش َف ْو َق َأ ْر َب َع ِة َأ ْش ُهر»"[ .مصنف عبد الرزاق" :أبو بكر
ُت ْحبَ َس ا ْل ُجيُ ُ
عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري الصنعاين ( ٢11هـ) ،المكتب
اإلسالمي بيروت ،ط 1٤٠٣ ،٢هـ ،كتاب الطالق ،باب حق المرأة على
زوجها ويف كم تشتاق؟ رقم الحديث.]1٥٢/٧ ،)1٢٥٩٣( :
( )1حيدر آباد َدكَّن :Hyderabad Deccanمدينة هندية هامة تقع شرق نيؤ
دلهي ،وهي عاصمة والية أنْدرا َب َرديش ،Andhra Pradeshويبلغ عدد
سكاهنا حوالي ٦مليون نسمة بموجب إحصاء ٢٠٠1م ،وهي بذلك تعد
سادس أكب مدينة يف الهند ،وتعتب كأحد أهم مدن الهند مِن حيث التطور
والنمو والحداثة ،وكانت معروفة يف السابق بمدينة " اللؤلؤ" ،وتم تصنيفها
33
السؤالّ :
()2 عمرو زوج خلالة زيد ،موطنه( )1األصيل منطقة َ
أوده
على أنها المدينة األولى مِن حيث أولوية التنمية بسبب حجمها وعدد
سكانِها ،تعد هذه المدينة مركزا رئيس ًّيا مِن مراكز التكنلوجيا يف الهند ،وتضم
هذه المدينة كذلك المرافق الرياضية والمالعب ،ويجمع سكان هذه المدينة
بين الحضارة والتقاليد" .الموقع الرسمي المخصص لمدينة حيدر آباد
دكن".]/http://www.ghmc.gov.in ،
رابضها التي تأوي وأوطان األغنامَ :م ُُ ( )1الو َط ُن يف اللغةَ :موطِ ُن اإلنسان َم َح ُّل ُه،
يم بِها. ِ إليها ،و ُيقالَ :أو َط َن فالن َ
أرض كذا ،أي :اتخذها َم َح ًّال و َمس َكنا ُيق ُ
الوطن :مكان اإلقامة ،وهو على أنواع:
-1وطن أصلي :البلد الذي ُولد فيه اإلنسان ،أو البلد الذي ُيقيم فيه إقامة دائمة.
الصالة ،مِن
يصح له فيها قصر َّ
-٢وطن إقامة :البلد الذي نوى فيه اإلقامة مدَّ ة ال ُّ
غير أن يقيم إقامة دائمة فيه.
الصالة"[ .العين"
يصح له فيها قصر َّ
ُّ -٣وطن سكنى :البلد الذي ُيقيم فيه مدَّ ة
للفراهيدي ،مادة (و ط ن)" ،٤٥٤/٧ ،معجم لغة الفقهاء" ،ص.]٥٠٦ :
( )٢منطقة َأو ْده Awadh؛ وهي معروفة يف النصوص التاريخية البيطانية بـ Oudh
،Oundh Oudeوهي كانت تتضمن حسب التقسيم الحديث للمدن
والواليات :أمبيدكر نجر ،Ambedkar Nagarلكنمبور خيري
،Lakhimpur Kheriبال رامبور ،Balrampurبارابنكي
34
أ ِميته( )1ن
تعرف عليه أثناء وظيفته يف حيدر آباد ،وأما زيد فهو
ن
ِمن ُساكن اككوري( )2مديرية لكنؤ ،توظف عند اإلنكلزي يف املنطقة
35
املتوسطة( )1وهو ن
تزوج بنت عمرو بناء ىلع اتلعارف والقرابة القديمة يف
رشط مع الزوج ِمن املهر أو السفر وغيهما. حيدر آباد دون ِّ
أي
ٍ
زوجها إىل شّت مديريات ِمن املنطقة املتوسطة بسبب أخرجها ُ
انتقال وظيفته ،فمنع عمرو ابنتَه عن السفر مع زوجها بعد مرور ست
َ
ثالثة أولد قائال :إنه ل ُّ
حيق هل رشاع سنوات ِمن الزواج عندما أجنبت
ٍ
َ
املهر بإنكار اخلروج أن ينقلها إىل بالد الغربة( )2كما أنها لم تطالب
معه ،فهل جيوز إخراجها إىل ماكن اذلي يمارس وظيفته بعيدا عن
األهل؟ وإذا اد َعت هند اخلروج معه ألجل اإلرضار بها ولم تستطع
ن
إثباته ،أو أثبتَت ذلك ولكنه كفل شخصا معت ِمدا ىلع عدم اإليذاء ،فهل
ُ ُ
خيرجها أينما شاء؟ ((بينوا تؤجروا)).
36
الجوابّ :
ُ ُ
الزوج تسكن الزوجة معه ،لقول الل تعاىل: أينما يسكن
َ َ ۡ ُ ُ َّ ۡ َ ُ
حيۡث َسكنتُم﴾ [الطالق .]6/65 :وأيضا أمر سبحانه وتعاىل ﴿أسكِنوهن مِن
وه َّن الزوج بأن ل يُؤذيها ول يُضيِّق عليها ،حيث قالَ ﴿ :و َل تُ َ
ضا ٓ ُّر ُ َ
َ ُ َ ُ
نفسها كما ل يمنع ُّ
تستحق أن حتبس َ ضيِقوا َعليۡ ِه َّن﴾ [الطالق .]6/65 :ل ل ِت
أبوها عن إخراجها؛ ألنه لم يكن املهر معجال( )1يف عقد انلاكح ،إل إذا
ُ
ثبت أنه خيرجها بقصد اإليذاء فعند ذلك جيب انلظر يف األمر(.)2
( )1المهر المعجل :عرفه المؤلف يف باب المهر :هو المهر الذي يجب أداءه يف
الحال ،إما عن طريق االشرتاط يف عقد النكاح نفسه أو بعده ،أو عن طريق
عرف السائد ،وال يجوز الزفاف واللمس قبل أدائه دون رضاها ،والمهر
الذي ال يجب أداؤه يف الفور ،إما عن طريق اشرتاط الميعاد؛ كالعام والعا َمين
المؤَ َّجل ،ال يجب
أو عشرة أو غير ذلك ،أو عن طريق ال ُعرف ُيقال له :المهر ُ
ثم ال تستحق المرأة مطالبته بذلك"[ .الفتاوى ِ
أداؤه قبل حلول األجل ،ومن َّ
الرضوية" ،كتاب النكاح ،باب المهر ،رقم الفتوى.]1٤٢/1٢ ،1٧ :
( ) ٢وجاء يف " الفتاوى التتارخانية"« :ويف فتاوى الشيخ أبي الليث :إذا أراد
وج أن يخرج المرأ َة مِن بلد إلى بلد وقد أوفاها مهرها فجواب الكتاب
الزَّ ُ
أن له ذلك ،...واختار الشيخ اإلمام أبو ال َّليث على َأنَّه ليس له ذلك.
َّ
ويف " الكايف" :وكثير مِن المشايخ على أنه ليس للزوج أن يسافر بِها يف زماننا،
وإن أوفاها المهر»[ .كتاب النكاح ،الفصل السابع عشر يف المهر،
37
" ،11٥/٣ابن عابدين" ،كتاب النكاح ،باب المهر ،مطلب يف منع الزوجة
نفسها لقبض المهر.]1٥٧/٣ ،
ۡ ُ ُ َّ ۡ َ ُ َ
حيۡث استدل بقوله تعالى﴿ :أسكِنوهن مِنَّ َمن قال بجواز نقلها إلى بالد الغُربة
َ
َسكنتُم﴾ [الطالق ،]٦/٦٥ :و َمن قال بعدم جواز نقلها إلى بالد الغُربة
َ َ َ ُ َ ٓ ُّ ُ َّ ُ َ ُ
ضيِقوا َعليۡهِ َّن﴾ [الطالق.]٦/٦٥ : استدل بقوله تعالى﴿ :ول تضاروهن ل ِت َّ
واختار يف الفصول تفويض ذلك إلى المفتي المسؤول عن الحادثة؛ َّ
ألن المفتي
المضارة
َّ إنَّما يفتي بحسب ما يقع عنده مِن المصلحة ،ف ُيفتى بما يقع عنده مِن
وعدمها؛ وأنَّه ال ينبغي طرد اإلفتاء بواحد مِن القو َلين على اإلطالق ،فقد
وج غير مأمون عليها يريد نقلها مِن بين أهلها ليؤذيها أو يأخذ مالها،
يكون الزَّ ُ
أن رجال سافر بزوجته وادعى َأنَّها أمته وباعها ،ف َمن علم منه
بل نقل بعضهم َّ
الرواية؛ ألنا نعلم يقينا أن
يحل له أن يفتيه بظاهر ِّ المفتي شيئا مِن ذلك ال ُّ
اإلمام أبا حنيفة رحمه اهلل لم يقل بالجواز يف مثل هذه الصورة.
يتيسر له فيها المعاش ،فيريد أن ُينقلها
تزوج غريب امرأة غريبة يف بلدة وال َّ
وقد َّ
إلى بلده أو غيرها وهو مأمون عليها ،بل قد يريد نقلها إلى بلدها فكيف
الرواية يف الصورة؟ والحال َأنَّه لم يوجد َّ
الضرر يجوز العدول عن ظاهر ِّ
رر للزَّ وج دونَها ،فنعلم يقينا أيضا الذي ع َّلل به القائل بخالفه ،بل ُوجد َّ
الض ُ
الرواية ال يقول بالجواز يف مثل هذه الصورة،
أن َمن أفتى بخالف ظاهر ِّ
خاصا بِهذه المسألة ،بل لو
ًّ فتعين تفويض األمر إلى المفتي ،وليس هذا
علم المفتي أنَّه يريد نقلها مِن مح َّلة إلى مح َّلة أخرى يف البلدة بعيدة عن
38
أم ا تقديم الكفالة يف املحكمة بعدم اإلرضار بها يعين :أن هناك
شخصا معتمدا عند الفريقني يمنع اإليذاء عنها ،وقد يُراد بالكفالة أن
الزوج يدفع غرامة عند الزتام العهد ،وإذا ما دفع الغرامة وهو اذلي يدفع
عنه كفالة ،وإذا أريد به املعىن األول فال بأس به ،وإن أريد املعىن اثلاين
لم جيز ،بأن الغرامة املايلة باطل()1؛
39
المذهب عد ُم التعزير بأخذ المال"[ .البحر الرائق" ،كتاب الحدود،
َ والحاصل :أن
فصل يف التعزير" ،٦٨/٥ ،الدر المختار وابن عابدين" ،كتاب الحدود ،باب
التعزير.]٢٢٩/٤ ،
ثم قال الحصكفي« :فائدة :ذكر الطرسوسي يف مؤَ َّلف له أن ُمصا َد َرة السلطان
ًّ
مستدال بأن ُعمر رضي اهلل ألرباب األموال ال تجوزُ إال ل ُعمال بيت المال،
صادر أبا ُهريرة انتهى.
َ تعالى عنه
َ
وأخذ منه اثني عشر ألفا ثم دعاه البحرين" ثم عزَ َله
َ استع َم َله على "
وذلك حين ْ
للعمل فأبى»"[ .الدر المختار" ،كتاب الكفالة.]٤٧1/٥ ،
قال أبو الوليد ابن رشد مِن المالكية« :وقول ابن القاسم يف أنه ال يتصدق مِن
ذلك على الغاش إال بالشيء اليسير أحسن مِن قول مالك؛ ألن الصدقة
بذلك مِن العقوبات يف األموال ،والعقوبات يف األموال أمر كان يف أول
اإلسالم ،...ثم نسخ ذلك كله باإلجماع على أن ذلك ال يجب»"[ .البيان
والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة" :أبو الوليد
محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (٤٥٠هـ) ،دار الغرب اإلسالمي
بيروت ،ط 1٤٠٨ ،٢هـ1٩٨٨/م ،كتاب السلطان ،مسألة وسئل مالك
عن الرجل يشرتي الزعفران فيجده مغشوشا.]٣٢٠-٣1٩/٩ ،
وقال أحمد الصاوي مِن المالكية أيضا« :ذلك على الغاش إال بالشيء فال يجوز
إجماعا ،وما ُروي عن اإلمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة مِن جواز
التعزير للسلطان بأخذ المال ،فمعناه كما قال البزازي مِن أئمة الحنفيةْ :
أن
40
يمسك المال عنده مدة لينـزَ ِجر ثم ُيعيدَ ه إليه ،ال أنه يأخذ لنفسه أو لبيت
المال كما يتوهمه الظلمة ،إذ ال يجوز أخذ مال بغير سبب شرعي»"[ .بلغة
السالك" ،باب بين حقيقة الشارب وقدر حده وكيفيته.]٢٦٨/٤ ،
وأما عند الشافعية يف الجديد فال يجوز أيضا كما قال شهاب الدين عميرة
والشرواين"[ .حاشية عميرة" :شهاب الدين أحمد الرلسي الملقب بعميرة
(٩٥٧هـ) ،دار الفكر بيروت1٤1٩ ،هـ1٩٩٨/م ،تحقيق مكتب البحوث
والدراسات ،دار الفكر بيروت ،كتاب األشربة ،باب قاطع الطريق ،فصل
يعزر بحبس أو ضرب " ،٢٠٦/٤ ،حواشي الشرواين على تحفة المحتاج
بشرح المنهاج" :عبد الحميد المكي الشرواين (1٣٠1هـ) ،دار الفكر
بيروت ،كتاب األشربة ،فصل يف التعزير.]1٧٩/٩ ،
ولكن ذكر اإلمام السيوطي وفصل كالمه حيث أيد موقفه باألحاديث واآلثار
بأقوال الفقهاء ما مفاده الجواز إتالف األموال يف التعزير فيمكن أن نقيس
عليه األخذ أيضا ،فألخص ما قال :التعزير ال يختص بفعل معين وال قول
ُ
رسول اهلل ﷺ بال َهجر ،وأمر عمر بن الخطاب رضي اهلل معين فقد عزر
تعالى عنه بِ َه جر صبيغ الذي كان يسأل عن مشكالت القرآن ،فكان ال
وشق ُظروفِها ،ومِن ذلك
ُيك ِّلمه أحد وأمر رسول اهلل ﷺ ب َكسر دِنان الخمر ِّ
إباحته سلب الصائد يف حرم المدينة لمن وجده ،وأمره عبد اهلل بن عمرو
عصفرين ،وأمره يو َم خيبَر بكسر ال ُقدور التي ُطبِخ فيها
َ بتحريق الثوبَين ال ُم
الح ُمر ،وهدمه لمسجد الضرار ،وأمره بتحريق متاع الغال ،وبقطع
لحوم ُ
41
نخل اليهود وتحريقها ،ومِن ذلك أن عمر رضي اهلل تعالى عنه أراق اللبن
ُ
المغشوش ،وغير ذلك مما يكثر تعدا ُده ،وهذه قضايا صحيحة معروفة،
وسلك أصحابه وخلفاؤه مِن بعده مِن ذلك ما هو معروف مشهور.
وس ئل أستاذنا اإلمام كمال الدين بن الهمام الحنفي عن رجل يجمع يف بيته
ُ
أظهر الفسق يف
َ جماعة على الفسق ،فأجاب بما نصه :قال الفقهاء :رجل
وإن لم ي ُك َّ
ف تعرض له ْ
كف لم ُي َّ داره ينبغي أن ُيتقد َم إليه أبدا لل ُعذرْ ،
فإن َّ
ضر َبه أسواطا ْ
وإن شاء أز َع َجه عن سجنَه ْ
وإن شاء َ فاإلمام ُمخ َّير ْ
إن شاء َ
ِ
أشياخنا حيث أمر بتخريب دار الفاسق انتهى. بعض
داره ،وقد بالغ ُ
ِ
وما زال هذا دأب الخلفاء وال ُملوك س َلفا وخ َلفا من عهد الصحابة وه ُل َّم ًّ
جرا،
وقف على
َ والعلماء ُيفتونَ ُهم بذلك مِن غير نكير ،و َمن طالع تواريخ األمة
علم اليقين"[ .الحاوي للفتاوى" :اإلمام جالل الدين عبد ِ
ذلك وعل َمه َ
الرحمن بن أبي بكر السيوطي (٩11هـ) ،دار الكتب العلمية بيروت،
1٤٢1هـ٢٠٠٠/م ،كتاب البيوع.]1٢٠/1 ،
والتعزير يكون بالضرب والحبس والتوبيخ ،وال ُ وقال ابن قدامة مِن الحنابلة« :
أخذ مالِه؛ ألن الشر َع لم َي ِرد بشيء مِن
رحه وال ُ يجوزُ قط ُع شيء منه وال َج ُ
والتأديب ال يكون باإلتالف؛
ُ ب أدب، ِ
الواج َ ذلك عن أحد ُيقتَدَ ى به؛ وألن
ألن الشرع لم يرد بشيء»"[ .المغني" البن قدامة ،كتاب األشربة ،فصل
والتعزير يكون بالضرب والحبس والتوبيخ.]٣٢٤/1٠ ،
والحاصل :أن ه يجوز التعزير بأخذ المال كما ثبت باآلثار العديدة والعقل.
42
نسوخ حرام))( ،)2والل تعاىل أعلم(.)3
ِ ((ألنه منسوخ( )1والعمل َ
بالم
43
[حكم مس العضاء التناسلية بني الزوجني والنظر إليها]
رقمّالفتوىّ 30ّ:
ُ
تاريخ ورود الفتوى 23 :مجادي األوىل 1336هـ.
اسم املستفيت :السيد ظهور احلسن.
َ َ
عنوان املستفيت :قادري غنج ُم ِديرية ِبي بهوم( )1ولية بَنغال(.)2
السؤال:
هل جيوز انلظر إىل فرج زوجته أثناء اجلماع؛ يلكون أبلغ يف
تمس َ
ذكره إلثارة الشهوة؟ يمس َ
فرجها؛ ويه ُّ حتصيل اللة ،أو هو ُّ
( ) 1مديرية " ِبير ُبهوم" ُتتل َّفظ يف اللغة األردية :بـ "ریب ی
ھب یم ی" ،ويف اإلنكليزية:
،Birbhumتقع يف البنغال الغربية يف أقصى شمال قسم بردوان
،Burdwanأحد الثالثة ِمن األقسام اإلدارية يف غرب البنغال ،رأت المدينة
العديد ِمن الحركات الثقافية والدينية يف التاريخ ،والزراعة :هي المعاش
ألغلب سكانِها ،ومحطة توليد الطاقة وحيدة ِمن نوعها يف المنطقة ،ويبلغ عدد
سكانِها ٢،٠٩٥،٨٢٩بموجب إحصاء ٢٠٠1م"[ .الموقع الرسمي
المخصص لمديرية بير ُبهوم.]/http://birbhum.gov.in :
( ) ٢البَنغال الغربية ُتتَل َّفظ يف اللغة األردية :بـ "رغیب اگنبل" ،ويف اإلنكليزية:
،West Bengalلقد عرفنها عند أول ورودها على صفحة .٢٢
44
الجوابّ :
ل بأس م نس األعضاء اتلناسلية بني الزوجني ،بل هو عمل
مستحسن يؤجر عليه إذا اكن بنية اثلواب ((كما ُروي عن نفس سيدنا
ُ
انلظر إىل الفرج عند اإلمام األعظم ريض الل تعاىل عنه)) ،ولكن ُمنِع
َ نُ ُ ُ
ورث ال َع َم»(.)1اجلماع؛ كما جاء يف احلديث حيث قال ﷺ« :ف ِإنه ي ِ
فقال العلماء :حيتمل أن يكون انلظر سببا يف العم ،أو يتودل ِمن ِمجاعه
أولد عم أو تعم القلوب -معاذ الل -فهو أسوأ((( ،)2والل تعاىل أعلم)).
( )1أخرجه ابن عدي عن سيدنا أبي هريرة رضي اهلل تعالى عنه قال :قال رسول
ث ا ْل َع َمىَ ،و َال ُي ْكثِ ْر اهلل « :إ َذا َجا َم َع َأ َحدُ ك ُْم َف َال َينْ ُظ ْر إ َلى ا ْل َف ْرجِ َ ،فإِنَّ ُه ُي ِ
ور ُ
ث ا ْل َ
خ َر َس»"[ .الكامل يف ضعفاء الرجال".]٧٥/٢ ، ا ْل َك َال َمَ ،فإِنَّ ُه ُي ِ
ور ُ
وذكره اإلمام السيوطي يف " الآللي المصنوعة يف األحاديث الموضوعة":
الحافظ جالل الدين عبد الرحمن السيوطي (٩11هـ) ،دار الكتب العلمية
بيروت ،1٤٣/٢ ،وهو موضوع أو ضعيف جدًّ ا كما ذكره الزيلعي وابن
حجر العسقالين"[ .نصب الراية" ،كتاب النكاح ،فصل يف الوطء والنظر
والمس ،رقم الحديث" ،1٣٩/٦ ،)٢1( :الدراية يف تخريج أحاديث
الهداية" ،كتاب النكاح ،رقم الحديث.]٢٢٩/٢ ،)٩٥٤( :
( )٢ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز نظر الزوج لجميع أجزاء بدن الزوجة ،كما
يجوز لها أن تنظر منه ما أبيح له النظر إليه منها؛ ألن كل ما ورد مِن األثر يف
معنى :إذا جامع أحدكم فال ينظر إلى الفرج وهو موضوع أو ضعيف جدًّ ا،
45
إال ما صرح بعض الفقهاء بكراهة النظر إلى الفرج مطلقا ولو مِن نفسه بال
حاجة ،والصواب :جواز النظر إلى فرج زوجته ،بل االستحباب إذا كان يف
ذلك كمال استمتاع للطرفين.
ويف " فتح باب العناية"« :وأما حديث عائشة :أنه َما َر َأى مِنِّي وال َر َأيتُ ُه مِنه -
يعني :الفرج -كما رواه الرتمذي يف " الشمائل" ،فلعله مِن خصائصها،
ليكون أبل َغ يف تحصيل معنى اللذة. َ وكان ابن عمر يقول :األو َلى أن ين ُظ َر
ف. ث ا ْل َع َمىُ ،
وض ِّع َ عدي عن ابن عباس مرفوعا :إِنَّ ُه ُي ِ
ور ُ وروى ابن ِ
وأما قول "صاحب الهداية" :ألن ذلك -يعني :النظر إلى العورة -يورث النسيان
لورود األثر ،فغير معروف»"[ .المبسوط" للسرخسي ،كتاب االستحسان،
نظر الرجل إلى المرأة" ،1٢٢/1٠ ،الهداية" ،كتاب النكاح ،كتاب
الكراهية ،فصل يف اللبس.]٨٥/٤ ،
كراهتَه فقالَ :من
الرعَيني« :وقيل ألصبغ :إن قوما َيذكرون َ
وقال اإلمام الحطاب ُّ
بالطب ال بالعل ,م وال بأس به وليس بمكروه ،وقد ُروي عن
ِّ كرهه إنما ِ
كر َهه ِ
مالك أنه قال :ال بأس أن ين ُظ َر إلى الفرجِ يف حال ِ
الجماع ،وزاد يف رواية:
ويلح َسه بلسانه وهو مبا َل َغة يف اإلباحة»"[ .مواهب الجليل" ،باب يف النكاح،
َ
فصل ندب لمحتاج ذي أهبة نكاح بكر .]٢٣/٥ ،وال أرى أنه مضرة طبية يف
ذلك ،وهذا يف الحقيقة يحرم الزوجين مِن إشراك حاسة البصر يف الشعور
بالمتعة الجنسية ،ويف اإلثارة بالنظر إلى المفاتن واألوضاع الجنسية
المختلفة التي تلهب العواطف وتؤدي إلى اكتمال النشوة.
46
وقال اإلمام النووي مِن الشافعية« :و َمن تزوج امرأة أو ملك جارية يملك وطأها
فله أن ينظر منها إلى غير الفرج ،وهل يجوز أن ينظر إلى الفرج؟ فيه وجهان:
أحدهما :ال يجوز ،لما ُروي أن النبي ﷺ قال« :النَّ َظ ُر إِ َلى ا ْل َف ْرجِ ُي ِ
ور ُ
ث
ال َّط ْم َس» .والثاين يجوز ،وهو الصحيح؛ ألنه يملك االستمتاع به ،فجاز له
النظر إليه كالفخذ»"[ .المجموع" ،كتاب النكاح ،باب الجد واألخوة ،فصل
ومن تزوج امرأة أو ملك جارية يملك وطأها.]1٣٤/1٦ ،
النظر إلى
ُ وقال ابن قدامة المقدسي مِن الحنابلة« :ولكل واحد مِن الزوجين
ولمسه ،وكذلك السيدُ مع أ َمتِه؛ لما َر َوى بَهزُ بن َحكيمی ِ جمي ِع بدَ ِن َ
اآلخر
ِ ِ َق َالُ « :ق ْل ُت :يا رس َ ِ
ول اهلل ،ع َْو َرا ُتنَا َما نَ ْأتي من َْها َو َما ن ََذ ُع؟ َف َق َالْ « :
اح َف ْظ َ َ ُ
ال مِ ْن زَ ْو َجتِ َكَ ،أ ْو َما َم َل َك ْت َي ِمين َُك» .رواه الرتمذي وقال: ع َْو َر َتك ،إِ َّ
باح
الفرج ُي ُ
َ حديث حسن ،وال فرق بين الفرج ِ
وغيره ل ُع ُموم الحديث؛ وألن
النظر إلى
ُ ولمسه كبقية البدن ،وقيلُ :يكره
ُ النظر إليه
ُ االستِمتا ُع به ،فجاز
الفرج»"[ .الشرح الكبير" البن قدامة ،كتاب النكاح ،فصل وحكم المرأة
مع المرأة والرجل مع الرجل ،مسألة ولكل واحد من الزوجين النظر إلى
جميع بدن اآلخر ولمسه.]٣٥٤/٧ ،
والحديث :رواه أبو داود والرتمذي وحسنه"[ .سنن أبي داود" ،كتاب الحمام ،باب
ما جاء يف التعري ،رقم الحديث" ،٨٢/٤ ،)٤٠1٩( :سنن الرتمذي" ،كتاب
األدب ،باب ما جاء يف حفظ العورة ،رقم الحديث.]٩٧/٥ ،)٢٧٦٩( :
47