‫خطب لما قدم البصرة يتهدد اهل العراق ويتوعدهم‬

‫أيها الناس من أعياه داؤه فعندي دواؤه ومن استطال أجله فعلي أن أعجله‬
‫ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله ومن استطال ماضي عمره‬
‫قصرت عليه باقيه إن للشيطان طيفا وللسلطان سيفا فمن سقمت سريرته‬
‫صحت عقوبته ومن وضعه ذنبه رفعه صلبه ومن لم تسعه العافية لم‬
‫تضق عنه الهلكة ومن سبقته بادرة فمه سبق بدنه بسفك دمه‬
‫إني أنذر ثم ال أنظر وأحذر ثم ال أعذر وأتوعد ثم ال أعفو إنما أفسدكم‬
‫ترنيق والتكم ومن استرخى لببه ساء أدبه إن الحزم والعزم سلباني‬
‫سوطي وأبدالني به سيفي فقائمه في يدي ونجاده في عنقي وذبابه قالدة‬
‫لمن عصاني وهللا ال آمر أحدكم أن يخرج من باب من أبواب المسجد‬
‫فيخرج من الباب الذي يليه إال ضربت عنقه‪.‬‬
‫• في قوله " من اعياه داؤه" استعارة‪ .‬وكذلك في قوله "‬
‫فعندي داؤه"‪ .‬استعارة تصريحية‪ .‬فقد شبه القتل‬
‫بالدواء‪.‬‬

‫• في عبارة " من ثقل عليه رأسه" كناية عن التفكير في‬

‫الشر‪.‬‬

‫• وفي قوله" وضعت عنه ثقله" كناية عن قتله بقطع‬

‫رأسه‪.‬‬
 ‫• وفي قوله " من استرخي لبيه" كناية عن التساهل‪.‬‬

‫• وفي قوله " من سقمت سريرته" كناية عن إضمار الشر‪.‬‬

‫• بدأ الخطيب بأسلوب إنشائي‪ ,‬صيغته " النداء" أيها الناس ليثير‬
‫انتباه السامعين‪ ,‬ثم سار فيها كلها باألساليب الخبرية مؤكدا كثيرا‬
‫منها‪ ,‬وغرضها التهديد‪.‬‬
 ‫المعاني المفردات‬
‫ابن جال الرجل الواضح الذى ال يخفى شيئا‬ ‫•‬
‫طالع الثنايا ‪ :‬من جرب األمور وأحكمها‬ ‫•‬
‫والثنايا ‪ :‬الطريق فى الجبل‬ ‫•‬
‫ومعنى عجمها ‪ :‬اختبر عيدانها بعدما الكها بفمه‪،‬‬ ‫•‬
‫والسلمة ‪ :‬شجرة ذات شوك فتضرب بشدة حتى تعصب فال تؤذى بشوكها حاطبها وغريبة اإلبل‬ ‫•‬
‫هى ما يدخل فى جماعة اإلبل من اإلبل الغريبة عند ورود الماء فتضرب حتى تخرج‬
‫ضوا فى األَخبار السيئة وذكر الفت َ ِن وكلمة األيامى جمع أيم وهى التى ال زوج لها‬
‫ف القو ُم ‪ :‬خا ُ‬
‫أر َج َ‬
‫ْ‬ ‫•‬
‫والسمهى معناها الباطل‪ .‬وبقى أن نقول إن ال َح َّجاج بن يوسف الثقفى فوق كونه حاكما صارما فإنه‬
‫كان من فصحاء العرب‪ ،‬ويعد فى الذروة من أهل الخطابة والبيان فى العصر األول‪ .‬وهو سياسى‬
‫محنك‪ ،‬وقائد عسكرى وخطيب مفوه من دعائم دولة األمويين حيث نصر حكمهم بيده ولسانه‪.‬‬