Professional Documents
Culture Documents
المراد بالخصائص النبوية ،هو «ما اختص به النبي ﷺ من الفضائل واألحكام عن غيرر مرن األنبيرا،،
األنبيرا ،يف شري ،منهرا ،لكنهرا يف مجموعهرا خاةرة برسرو اهلل والناس أجمعين» .وقد يشرتك مع بعر
وموضرروعا ﷺ .وال يسررتيني دارس السررير عررن معرفررة خصررائص الرسررو ﷺ؛ ألهنررا أحررد أغرررا
السير التي ِتزيد المسلم يقينا بصدق رسو اهلل ﷺ.
وقد أفرد العلما ،كتبًا للخصائص النبوية ،منها:
الصدور يف أعالم نبو الرسو ﷺ وخصائصه ،ألبي الربيع بن َسبع السبتي(حوالي520هر).
ر شفاُّ ،
السبتي( 633هر). ِ
ر هناية السو يف خصائص الرسو ﷺ ،ألبي الخطاب بن دح َية الكلبي َّ
ر اللفظ الم َك َّرم بخصائص النبي المعظم ﷺ ،لقطب الدين الخيضري( 892هر).
ر الخصائص الكربى (كفاية اللبيب يف خصائص الحبيب) ،لجال الدين السيوطي( 911هر).
الصيرى (أنموذج اللبيب يف خصائص الحبيب) ،للسيوطي( 911هر).
ر الخصائص ُّ
ر من معين الخصائص النبوية لصالح الشامي.
ر الجامع يف الخصائص لموسى العازمي.
ر كشف اليمة ببيان خصائص رسو اهلل ﷺ واألمة ،لمصطفى بن إسماعيل (اهتم بتخريج وتصرحيح
األحاديث الوارد يف الباب).
وهذ الكتب تدور على موضوعا ،وهي:
ر ما وجب عليه ﷺ دون غير ،أو ما َحرم عليه دون غير ،أو ما أبيح له دون غير .
وعمومًا فالخصائص النبوية يمكن تقسيمها إلى ضربين :خصائص األحكام ،وخصائص الفضائل.
1
وسنمثل لكال القسمين بأةح ما جا ،يف الباب ،طلبًا لالختصار:
أوال :خصائص األحكام ،ويمكن تقسيمها إلى نوعين:
1ـ خصائص له ﷺ دون سائر األنبياء ،ومن أمثلة ذلك:
أ ـ أنه ﷺ تحرم عليه الصدقات :ويشاركه يف هذا التحريم آله من بني هاشم ،وبني المطلب ،وزوجاته،
ومواليه.
فالزكوا الواجبة ،والصدقا النافلة ،والنذور والكفارا ،كل ذلك يحرم عليه لحديث أبري هريرر يف
الصحيحين :قا :أخذ الحسن بن علي ﭭ تمر من تمر الصدقة فجعلها يف فيه ،فقا ﷺ« :كخ ،كرخ،
أما علمت أنا ال نأكل الصدقة؟».
ب ـ إباحة النكاح له ﷺ بالهبة :فإذا وهبت المرأ نفسها للنبي ﷺ جراز زواجهرا منره بردون شري ،،لقرو
رك مِرن د ِ
ون ربنا جل شأنهَ ( :وام َر َأ مؤمِنَرة إِن َو َه َبرت نَف َس َرها لِلنَّبِ نري إِن َأ َرا َد النَّبِ ُّري َأن َيسرتَنكِ َح َها َخال ِ َصرة َل َ
المؤمِنِي َن).
يف ج ـ إباحــة ولــاص الصـ م :وهررو ترررك الفطررر يف الليررل والمواةررلة علررى ةرريام النهررار ،لحررديث أنر
البخاري :قا ﷺ« :ال تواةلوا ،قالوا :إنك تواةل؟ قا :لست كأحد منكم؛ إين أطعم وأسقى».
2ـ خصائص شاركه فيها األنبياء عليهم الصالة والسالم ،منها:
أ ـ إباحة الجمع بين أكثر من أربع نس ة.
ب ـ أنه ﷺ ال ُي رث :لما يف الصحيحين أنه ﷺ قا « :نحن معاشر األنبيا ،ال نورث ،ما تركنا ةدقة».
ج ـ أنه ﷺ ال تك ن له خائنة األعين.
د ـ أنه ﷺ تنام عينه وال ينام قلبه ...وغيرها من خصائص األحكام.
ثانيًا :خصائص الفضائل ،ويمكن تقسيمها أيضًا إلى نوعين:
1ـ ما يختص بالدنيا ،منها:
أ ـ أنه ﷺ خاتم النبيين.
ب ـ أن رسالته ﷺ للناس كافة.
كلها له ﷺ مسجد ،وأحلت له الينائم... ، ج ـ النصرة بالرعب ،وأن األر
2
ففي حديث جابر يف الصحيحين« :أعطيت خمسًا لرم يعطهرن أحرد مرن األنبيرا ،قبلري :نصرر بالرعرب
مسير شهر ،وجعلت لي األر مسجدا وطهورا ،وأيما رجل مِن أمتي أدركته الصال فليصل ،وأحلرت
لي الينائم ،وكان النبي يبعث إلى قومه خاةة وبعثت إلى الناس كافة ،وأعطيت الشفاعة».
وأنشد بعضهم يف هذ الخصائص وغيرها:
لم يحتلم قط وال له ظال ص نب ُّينَا بعش ِر ِخ َصا
خ َّ
واألر ما يخرج منه تبتلع كذلك ُّ
الذباب عنه ممتنع
يرى مِن خلف كما يرى مِن أمام تنام عينا وقلبه ال ينام
ولد مختونًا لها تابعة لم يتثا،ب قط وهي السابعة
تأيت إليه سريعة ال َتهرب تعرفه الدواب حين يركب
ةلى عليه اهلل ةبحًا ومسا، يعلو جلوسه جلوس الجلسا،
2ـ ما يختص باآلخرة ،منها:
أ ـ أنه ﷺ أوص من تنشق عنه األرض ي م القيامة.
ب ـ أعطي ﷺ الشفاعة العظمى ي م القيامة.
ج ـ أنه لاحب المقام المحم د ،وال سيلة ،والك ثر...،
3
مدخل إىل دالصل انب وة
المراد هبا« :ما أك ِرم به النبي ﷺ مما يد ُّ على ِةدق نبوته» .وتتنوع الدالئل إلى عرد فرروع ،تشرمل:
المعجزا ،والمبشرا ،واإلرهاةا ،واإلخبار بالمييبا ،وإجابة الدعوا .
والكتب التي اعتنت بموضوع الدالئل كثير جدا ،منها:
ـ دالئل النب ة ألبي بكر ال ِف ْريابي(ت.)301
ـ دالئل النب ة ألبي ُنعيم األلبهاين(ت.)430
ـ دالئل النب ة ومعرفة أح اص لاحب الشريعة ألبي بكر الب ْيهقي(ت.)458
ـ حجة اهلل على العالمين يف معجزات سيد المرسلين لي سف النبهاين (من أوسعها).
ـ نب ءات الرس ص ﷺ لعبد الستار الشيخ :دروس وعبر ...
وبتتبع ماد النبو،ا والدالئل يمكن التمييز بينها على عد اعتبارا ،منها:
،أو ب راليزوا والفتوحررا ،أو تتحرردث عررن الفررتن ،أو الخالفررة والملررك نبررو،ا تتعلررش بأشررخا
واإلمار والحكم ،أو أحوا اإلسالم والمسرلمين ،أو األهروا والكرذب وانتشرار الضرال والفسراد ،أو
مقارفة الكبائر وانتهاك المحرما ،أو فتن الدنيا والما ،أو األخالق والعبادا واآلداب والمعامال ،
أو العلم ،أو ظواهر طبيعية.
ويمكن تقسيم ماد الدالئل إلى ثالثة أنماط كربى:
ـ أولها :ما وقع كما أخبر به النبي ﷺ ومضى وانتهى.
ـ ثانيها :ما ظهر وتح ّقق واستحكم وال يزاص مستمرا.
ـ ثالثها :نب ءات لم تقع بعد.
ما ذكر: ونمثل يف ما يأيت لبع
ر القرآن العظيم الذي ال يأتيه الباطل مِن بين يديه وال مِن خلفه.
انشش ال َقمر ونَحن بمكة مع النبي
ر انشقاق القمر؛ ففي ةحيح البخاري عن عبداهلل بن مسعود ،قا َّ « :
ك َّلهرا، سرح َر األر حر محمدٌ القمر ،فقيل لهمَّ :
إن محمدا ال يستطيع أن َي َ ،فقا :ك َّفار أهل مكةَ :س َ
4
فسلوا من َيقدم عليكم هل رأوا مِ َثل ما رأيتم ،فسألوا ،فلرم َيقردم علريهم أحردٌ إال قرالواَ :رأينَرا مثرل الرذي
َرأيتم».
بع الما ،من بين أةابعه ﷺ بالحديبيرة،
نبع الماء بين ألابعه ﷺ؛ ففي البخاري من حديث جابرَ « :ن َ
ر ُ
عشر مائة». فتوضؤوا وشربوا منه وهم خم
ومنه حديث َس َل َمة بن األكوع ،قا :خرجنا مع النبي يف غزو ٍ ،فأةا َبنَا جهد حتى َه َممنرا أن نَن َحرر
بع ظهرنا ،فأمر نبي اهلل ،فجمعنا أزوادنا وبسطنا لها نِ َطعًا ، 1واجتمع زاد القوم علرى النن َطرعِ ،قرا :
) (
كرب َض ِة 2العنز ،ونحن أربعة عشرر مائة ،قا :فأكلنرا حترى شربعنا جميعرًا ،ثرم
فتطاولت ألَح ِز َر َ ،ف َح َزرته ِ
) (
ٍ
وضرو»،؟ فجرا ،رجرل برإداو فيهرا نقطرة ،فأفرغهرا يف قرد ، نبي اهلل «:هل من َح َشونا جر َبنا ،ثم قا ُّ
3 ) (
فتوضأنا كلنا ندَ غ ِفقه َدغ َف َقة 4أربع عشر مائة ،قا :ثم جا ،بعد ذلك ثمانية ،فقالوا :هل من طهرور؟ فقرا
) (
ٍ
األديم. ) (1النطع :يجمع على أنطاع ،بكسر النون وفتحها :بساط يتخذ من
. الربضة بالضم والفتح والكسر :الجثة ،ومعنا كجثته إذا رب ،أي ثنى قوائمه وبرك باألرَ )(2
ِ
) (3الج َراب :وعا ٌ ،من إهاب الشا ،وقيل هو المزود ،ال يوعى فيه إال ياب ٌ ،وجمعه :جر ٌب.
الصب الشديد للما ،،وفالن يف عيش دغفش أي واسع.
ُّ ) (4الدغفقة :هي
) (5جران البعير :مقدم عنقه من مذبحه إلى منحر .
5
ر وتفل يف عين علي ﭬ يوم خيرب ،وكان أرمد ،فربأ من ساعته.
ر وقا لعثمان بن عفان ﭬ« :إنه تصيبه بلوى شديد فيصرب» ،فقتِل عثمان ةابرا.
ر وقا للحسن ﭬ« :إن ابني هذا سيد ،ولعل اهلل أن يصلح به برين فتترين عظيمترين مرن المسرلمين».
فسلم األمر لمعاوية ،وةلح به حا المسلمين.
ر ومن إخبار ﷺ بالمييبا ؛ قو عوف بن مالرك ﭬ :أتيرت النبري ﷺ يف غرزو تبروك وهرو يف قبرة
1
) (
من أدم ،فقا :اعدد ستا بين يدي الساعةَ :موتِي ،ثم فتح بيت المقدس ،ثم موتان يأخذ فريكم كقعرا
الينم ،ثم استفاضة الما حتى يع َطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا ،ثرم فتنرة ال يبقرى بيرت مرن العررب
إال دخلته ،ثم هدنة تكون بينكم وبين بنري األةرفر ،فييردرون فيرأتونكم تحرت ثمرانين غايرة ،تحرت كرل
غاية اثنا عشر ألفا.
الحجاز تضي ،أعناق اإلبل ببصرى. نار من أر
ر ومنها قوله ﷺ :ال تقوم الساعة حتى تخرج ٌ
ر ومنهرا قولره ﷺ :ال تقروم السراعة حترى تظهرر معرادن كثيرر ،ال يسركنها إال أراذ النراس .ويف لفرظ:
َيخرج إليه شرار الناس.
أفال َذ كبدها ،أمثرا األسرطوان مرن الرذهب والفضرة ،فيجري ،القاترل ر ومنها :قوله ﷺ :تقي ،األر
فيقو :يف هذا َقتلت ،ويجري ،القراطع فيقرو :يف هرذا قطعرت رحمري ،ويجري ،السرارق فيقرو :يف هرذا
قطِعت يدي ،ثم َيدَ عونه فال يأخذون منه شيتًا.
إلى غير ذلك من المعجزا واآليا الدالة على ِةدق نبوته ﷺ.
:دا ٌ ،يصيب الينم فيسيل من أنوفها شي ،فتمو فجأ . ) (1القعا
6
مدخل إىل فقه انسرية:
السرير النبويرة وأحرداثها يقصد بفقه السير ذلكم المنهج يف التأليف الذي يقروم علرى إيرراد نصرو
مصحوبًا أو متبوعًا بدراستها وتحليلها واستنباط الفوائد والعرب منها.
ويسمى أيضًا المنهج التحليلي ،أو البعد الوظيفي.
والفقه بمعنا العام أمر زائد على مجرد الشر والبيان لأللفاظ ،أو الرتجيح للوقائع ونحرو ذلرك ،برل
هذ السير وأحداثها. هو اجتهاد يستنبط فيه الباحث ما يفيد القارئ من نصو
الس َهيلي( 581هر) ،من
ولعل رائد هذا المنهج من المتقدمين هو اإلمام الحافظ الليوي أبو القاسم ُّ
خالله كتابه الجليل« :الروض األُ ُنف والم ْشرع الروى يف تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة واحتـ ى»،
ويعد أو كتاب يف فقه السير بمعنا الوظيفي التحليلي وإن غلبت عليه االستنباطا الليوية.
اإلمررام المحرردث المررؤر أبررو شررامة ثررم أسررهم يف هررذا الموضرروع أيضررًا علررى جهررة الخصررو
المقدسي( 665هر) ،من خرال رسرالته« :شـرح الحـديث المقتفـى يف مبعـث النبـي المصـطفى» ،وقرد
اقتصر فيه على تحليل واستنباط المعاين والدالال الوارد يف حديث بد ،الوحي.
ثم جا ،بعدهما اإلمام العارف ابن قيم الجوزية( 751هر) يف كتابه الماتع« :زاد المعاد يف هـد خيـر
أحداث السير واستنباط فقهها وفوائدها ودروسها ،وباستقرا ،اسرتنباطاته وجمع فيه بين َعر
العباد»َ ،
،يررأيت أكثررر مررن غيررر ،ثررم يليرره المتصررلة بالسررير نجررد أن موضرروع األحكررام ،أي :الفقرره بمعنررا الخررا
موضوع العقيد ،ثم األخالق.
وتوالت بعد هؤال ،التآليف يف فقه السير النبوية إلى زماننا ،ومن أشهرهم:
ـ مصطفى السباعي(ت1384هـ1964/م) يف كتابه (السيرة النب ية دروس وعبر).
ـ سعيد ح ى(ت1409هـ) يف كتابه (األساس يف السنة وفقهها :السيرة النب ية).
ـ محمد الغزالي(ت1416هـ) يف كتابه (فقه السيرة).
ـ محمد سعيد رمضان الب طي(ت1434هـ2013/م) يف كتابه (فقه السيرة).
ـ مهد رزق اهلل أحمد يف كتابه (السيرة النب ية يف ض ء المصادر األللية ـ دراسة تحليلية).
ـ محمد بن األمين ب خبزة يف كتابه (الشذرات الذهبية يف السيرة النب ية)...
7