You are on page 1of 7

‫الفصل الثالث أساسي‪ :‬مقرر السرية النبوية‬

‫(مداخل أولية ‪ +‬من امليالد إىل البعثة وما فيه من الفقه)‬

‫انب وية‬ ‫مدخل إىل اخلاصئص‬

‫المراد بالخصائص النبوية‪ ،‬هو «ما اختص به النبي ﷺ من الفضائل واألحكام عن غيرر مرن األنبيرا‪،،‬‬
‫األنبيرا‪ ،‬يف شري‪ ،‬منهرا‪ ،‬لكنهرا يف مجموعهرا خاةرة برسرو اهلل‬ ‫والناس أجمعين»‪ .‬وقد يشرتك مع بعر‬
‫وموضرروعا‬ ‫ﷺ‪ .‬وال يسررتيني دارس السررير عررن معرفررة خصررائص الرسررو ﷺ؛ ألهنررا أحررد أغرررا‬
‫السير التي ِتزيد المسلم يقينا بصدق رسو اهلل ﷺ‪.‬‬
‫وقد أفرد العلما‪ ،‬كتبًا للخصائص النبوية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الصدور يف أعالم نبو الرسو ﷺ وخصائصه‪ ،‬ألبي الربيع بن َسبع السبتي(حوالي‪520‬هر)‪.‬‬
‫ر شفا‪ُّ ،‬‬
‫السبتي( ‪633‬هر)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ر هناية السو يف خصائص الرسو ﷺ‪ ،‬ألبي الخطاب بن دح َية الكلبي َّ‬
‫ر اللفظ الم َك َّرم بخصائص النبي المعظم ﷺ‪ ،‬لقطب الدين الخيضري( ‪892‬هر)‪.‬‬
‫ر الخصائص الكربى (كفاية اللبيب يف خصائص الحبيب)‪ ،‬لجال الدين السيوطي( ‪911‬هر)‪.‬‬
‫الصيرى (أنموذج اللبيب يف خصائص الحبيب)‪ ،‬للسيوطي( ‪911‬هر)‪.‬‬
‫ر الخصائص ُّ‬
‫ر من معين الخصائص النبوية لصالح الشامي‪.‬‬
‫ر الجامع يف الخصائص لموسى العازمي‪.‬‬
‫ر كشف اليمة ببيان خصائص رسو اهلل ﷺ واألمة‪ ،‬لمصطفى بن إسماعيل (اهتم بتخريج وتصرحيح‬
‫األحاديث الوارد يف الباب)‪.‬‬
‫وهذ الكتب تدور على موضوعا ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ر ما وجب عليه ﷺ دون غير ‪ ،‬أو ما َحرم عليه دون غير ‪ ،‬أو ما أبيح له دون غير ‪.‬‬
‫وعمومًا فالخصائص النبوية يمكن تقسيمها إلى ضربين‪ :‬خصائص األحكام‪ ،‬وخصائص الفضائل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وسنمثل لكال القسمين بأةح ما جا‪ ،‬يف الباب‪ ،‬طلبًا لالختصار‪:‬‬
‫أوال‪ :‬خصائص األحكام‪ ،‬ويمكن تقسيمها إلى نوعين‪:‬‬
‫‪1‬ـ خصائص له ﷺ دون سائر األنبياء‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫أ ـ أنه ﷺ تحرم عليه الصدقات‪ :‬ويشاركه يف هذا التحريم آله من بني هاشم‪ ،‬وبني المطلب‪ ،‬وزوجاته‪،‬‬
‫ومواليه‪.‬‬
‫فالزكوا الواجبة‪ ،‬والصدقا النافلة‪ ،‬والنذور والكفارا ‪ ،‬كل ذلك يحرم عليه لحديث أبري هريرر يف‬
‫الصحيحين‪ :‬قا ‪ :‬أخذ الحسن بن علي ﭭ تمر من تمر الصدقة فجعلها يف فيه‪ ،‬فقا ﷺ‪« :‬كخ‪ ،‬كرخ‪،‬‬
‫أما علمت أنا ال نأكل الصدقة؟»‪.‬‬
‫ب ـ إباحة النكاح له ﷺ بالهبة‪ :‬فإذا وهبت المرأ نفسها للنبي ﷺ جراز زواجهرا منره بردون شري‪ ،،‬لقرو‬
‫رك مِرن د ِ‬
‫ون‬ ‫ربنا جل شأنه‪َ ( :‬وام َر َأ مؤمِنَرة إِن َو َه َبرت نَف َس َرها لِلنَّبِ نري إِن َأ َرا َد النَّبِ ُّري َأن َيسرتَنكِ َح َها َخال ِ َصرة َل َ‬
‫المؤمِنِي َن)‪.‬‬
‫يف‬ ‫ج ـ إباحــة ولــاص الصـ م‪ :‬وهررو ترررك الفطررر يف الليررل والمواةررلة علررى ةرريام النهررار‪ ،‬لحررديث أنر‬
‫البخاري‪ :‬قا ﷺ‪« :‬ال تواةلوا‪ ،‬قالوا‪ :‬إنك تواةل؟ قا ‪ :‬لست كأحد منكم؛ إين أطعم وأسقى»‪.‬‬
‫‪2‬ـ خصائص شاركه فيها األنبياء عليهم الصالة والسالم‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أ ـ إباحة الجمع بين أكثر من أربع نس ة‪.‬‬
‫ب ـ أنه ﷺ ال ُي رث‪ :‬لما يف الصحيحين أنه ﷺ قا ‪« :‬نحن معاشر األنبيا‪ ،‬ال نورث‪ ،‬ما تركنا ةدقة»‪.‬‬
‫ج ـ أنه ﷺ ال تك ن له خائنة األعين‪.‬‬
‫د ـ أنه ﷺ تنام عينه وال ينام قلبه‪ ...‬وغيرها من خصائص األحكام‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬خصائص الفضائل‪ ،‬ويمكن تقسيمها أيضًا إلى نوعين‪:‬‬
‫‪1‬ـ ما يختص بالدنيا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أ ـ أنه ﷺ خاتم النبيين‪.‬‬
‫ب ـ أن رسالته ﷺ للناس كافة‪.‬‬
‫كلها له ﷺ مسجد‪ ،‬وأحلت له الينائم‪... ،‬‬ ‫ج ـ النصرة بالرعب‪ ،‬وأن األر‬

‫‪2‬‬
‫ففي حديث جابر يف الصحيحين‪« :‬أعطيت خمسًا لرم يعطهرن أحرد مرن األنبيرا‪ ،‬قبلري‪ :‬نصرر بالرعرب‬
‫مسير شهر‪ ،‬وجعلت لي األر مسجدا وطهورا‪ ،‬وأيما رجل مِن أمتي أدركته الصال فليصل‪ ،‬وأحلرت‬
‫لي الينائم‪ ،‬وكان النبي يبعث إلى قومه خاةة وبعثت إلى الناس كافة‪ ،‬وأعطيت الشفاعة»‪.‬‬
‫وأنشد بعضهم يف هذ الخصائص وغيرها‪:‬‬
‫لم يحتلم قط وال له ظال‬ ‫ص نب ُّينَا بعش ِر ِخ َصا‬
‫خ َّ‬
‫واألر ما يخرج منه تبتلع كذلك ُّ‬
‫الذباب عنه ممتنع‬
‫يرى مِن خلف كما يرى مِن أمام‬ ‫تنام عينا وقلبه ال ينام‬
‫ولد مختونًا لها تابعة‬ ‫لم يتثا‪،‬ب قط وهي السابعة‬
‫تأيت إليه سريعة ال َتهرب‬ ‫تعرفه الدواب حين يركب‬
‫ةلى عليه اهلل ةبحًا ومسا‪،‬‬ ‫يعلو جلوسه جلوس الجلسا‪،‬‬
‫‪2‬ـ ما يختص باآلخرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أ ـ أنه ﷺ أوص من تنشق عنه األرض ي م القيامة‪.‬‬
‫ب ـ أعطي ﷺ الشفاعة العظمى ي م القيامة‪.‬‬
‫ج ـ أنه لاحب المقام المحم د‪ ،‬وال سيلة‪ ،‬والك ثر‪...،‬‬

‫‪3‬‬
‫مدخل إىل دالصل انب وة‬

‫المراد هبا‪« :‬ما أك ِرم به النبي ﷺ مما يد ُّ على ِةدق نبوته»‪ .‬وتتنوع الدالئل إلى عرد فرروع‪ ،‬تشرمل‪:‬‬
‫المعجزا ‪ ،‬والمبشرا ‪ ،‬واإلرهاةا ‪ ،‬واإلخبار بالمييبا ‪ ،‬وإجابة الدعوا ‪.‬‬
‫والكتب التي اعتنت بموضوع الدالئل كثير جدا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ـ دالئل النب ة ألبي بكر ال ِف ْريابي(ت‪.)301‬‬
‫ـ دالئل النب ة ألبي ُنعيم األلبهاين(ت‪.)430‬‬
‫ـ دالئل النب ة ومعرفة أح اص لاحب الشريعة ألبي بكر الب ْيهقي(ت‪.)458‬‬
‫ـ حجة اهلل على العالمين يف معجزات سيد المرسلين لي سف النبهاين (من أوسعها)‪.‬‬
‫ـ نب ءات الرس ص ﷺ لعبد الستار الشيخ‪ :‬دروس وعبر ‪...‬‬
‫وبتتبع ماد النبو‪،‬ا والدالئل يمكن التمييز بينها على عد اعتبارا ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ،‬أو ب راليزوا والفتوحررا ‪ ،‬أو تتحرردث عررن الفررتن‪ ،‬أو الخالفررة والملررك‬ ‫نبررو‪،‬ا تتعلررش بأشررخا‬
‫واإلمار والحكم‪ ،‬أو أحوا اإلسالم والمسرلمين‪ ،‬أو األهروا والكرذب وانتشرار الضرال والفسراد‪ ،‬أو‬
‫مقارفة الكبائر وانتهاك المحرما ‪ ،‬أو فتن الدنيا والما ‪ ،‬أو األخالق والعبادا واآلداب والمعامال ‪،‬‬
‫أو العلم‪ ،‬أو ظواهر طبيعية‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم ماد الدالئل إلى ثالثة أنماط كربى‪:‬‬
‫ـ أولها‪ :‬ما وقع كما أخبر به النبي ﷺ ومضى وانتهى‪.‬‬
‫ـ ثانيها‪ :‬ما ظهر وتح ّقق واستحكم وال يزاص مستمرا‪.‬‬
‫ـ ثالثها‪ :‬نب ءات لم تقع بعد‪.‬‬
‫ما ذكر‪:‬‬ ‫ونمثل يف ما يأيت لبع‬
‫ر القرآن العظيم الذي ال يأتيه الباطل مِن بين يديه وال مِن خلفه‪.‬‬
‫انشش ال َقمر ونَحن بمكة مع النبي‬
‫ر انشقاق القمر؛ ففي ةحيح البخاري عن عبداهلل بن مسعود‪ ،‬قا ‪َّ « :‬‬
‫ك َّلهرا‪،‬‬ ‫سرح َر األر‬ ‫حر محمدٌ القمر‪ ،‬فقيل لهم‪َّ :‬‬
‫إن محمدا ال يستطيع أن َي َ‬ ‫‪ ،‬فقا ‪ :‬ك َّفار أهل مكة‪َ :‬س َ‬

‫‪4‬‬
‫فسلوا من َيقدم عليكم هل رأوا مِ َثل ما رأيتم‪ ،‬فسألوا‪ ،‬فلرم َيقردم علريهم أحردٌ إال قرالوا‪َ :‬رأينَرا مثرل الرذي‬
‫َرأيتم»‪.‬‬
‫بع الما‪ ،‬من بين أةابعه ﷺ بالحديبيرة‪،‬‬
‫نبع الماء بين ألابعه ﷺ؛ ففي البخاري من حديث جابر‪َ « :‬ن َ‬
‫ر ُ‬
‫عشر مائة»‪.‬‬ ‫فتوضؤوا وشربوا منه وهم خم‬
‫ومنه حديث َس َل َمة بن األكوع‪ ،‬قا ‪ :‬خرجنا مع النبي ‪ ‬يف غزو ٍ‪ ،‬فأةا َبنَا جهد حتى َه َممنرا أن نَن َحرر‬
‫بع ظهرنا‪ ،‬فأمر نبي اهلل ‪ ،‬فجمعنا أزوادنا وبسطنا لها نِ َطعًا ‪ ، 1‬واجتمع زاد القوم علرى النن َطرعِ‪ ،‬قرا ‪:‬‬
‫) (‬

‫كرب َض ِة ‪ 2‬العنز‪ ،‬ونحن أربعة عشرر مائة‪ ،‬قا ‪ :‬فأكلنرا حترى شربعنا جميعرًا‪ ،‬ثرم‬
‫فتطاولت ألَح ِز َر ‪َ ،‬ف َح َزرته ِ‬
‫) (‬

‫ٍ‬
‫وضرو‪»،‬؟ فجرا‪ ،‬رجرل برإداو فيهرا نقطرة‪ ،‬فأفرغهرا يف قرد ‪،‬‬ ‫نبي اهلل ‪«:‬هل من‬ ‫َح َشونا جر َبنا ‪ ،‬ثم قا ُّ‬
‫‪3‬‬ ‫) (‬

‫فتوضأنا كلنا ندَ غ ِفقه َدغ َف َقة ‪ 4‬أربع عشر مائة‪ ،‬قا ‪ :‬ثم جا‪ ،‬بعد ذلك ثمانية‪ ،‬فقالوا‪ :‬هل من طهرور؟ فقرا‬
‫) (‬

‫رسو اهلل ‪«:‬فر َغ الطهور»‪.‬‬


‫ـ تسبيح الحصا يف كفه ﷺ‪ ،‬وكذلك الطعام كان ُيسمع تسبيحه وه يأكل؛ ففي ةرحيح البخراري مرن‬
‫حديث ابن مسعود ﭬ قا ‪« :‬كنا نعدُّ اآليا بركرة‪ ،‬وأنرتم تعردوهنا تخويفرًا‪ ،‬كنرا مرع رسرو اهلل ﷺ يف‬
‫سفر‪ ،‬فقل الما‪ ،،‬فقا ‪« :‬اطلبوا فضلة من ما‪ ،»،‬فجا‪،‬وا بإنا‪ ،‬فيه ما‪ ،‬قليل‪ ،‬فأدخل يد يف اإلنرا‪ ،،‬ثرم قرا ‪:‬‬
‫«حي على الطهور المبارك‪ ،‬والربكة من اهلل»‪ ،‬فلقد رأيت الما‪ ،‬ينبع من بين أةرابع رسرو اهلل ﷺ‪ ،‬ولقرد‬
‫كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل»‪.‬‬
‫ـ مخاطبته ﷺ للبهائم؛ فقد مر يف ٍ‬
‫سفر ببعير يستقى عليه الما‪ ،،‬فلما رآ جرجر‪ ،‬ووضع جرانه ‪ ، 5‬فقا‬
‫) (‬

‫ﷺ‪« :‬إنه يشتكي كثر العمل‪ ،‬وقلة العلف»‪.‬‬


‫ر ويف أبي داود‪َ « :‬أمر بنحر ست َبدَ َنا فجعلن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ»‪.‬‬
‫ر ومن معجزاته ﷺ‪ :‬أن قتاد بن النعمان ﭬ أةيبت عينه يوم أحد حتى وقعت علرى وجنتره‪ ،‬فردهرا‬
‫ﷺ بيد ‪ ،‬فكانت أةح عينيه وأحدهما‪ ،‬وكانت ال ترمد إذا رمد األخرى‪.‬‬

‫ٍ‬
‫األديم‪.‬‬ ‫)‪ (1‬النطع‪ :‬يجمع على أنطاع‪ ،‬بكسر النون وفتحها‪ :‬بساط يتخذ من‬
‫‪.‬‬ ‫الربضة بالضم والفتح والكسر‪ :‬الجثة‪ ،‬ومعنا كجثته إذا رب ‪ ،‬أي ثنى قوائمه وبرك باألر‬‫َ‬ ‫)‪(2‬‬
‫ِ‬
‫)‪ (3‬الج َراب‪ :‬وعا ٌ‪ ،‬من إهاب الشا ‪ ،‬وقيل هو المزود‪ ،‬ال يوعى فيه إال ياب ٌ ‪ ،‬وجمعه‪ :‬جر ٌب‪.‬‬
‫الصب الشديد للما‪ ،،‬وفالن يف عيش دغفش أي واسع‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫)‪ (4‬الدغفقة‪ :‬هي‬
‫)‪ (5‬جران البعير‪ :‬مقدم عنقه من مذبحه إلى منحر ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ر وتفل يف عين علي ﭬ يوم خيرب‪ ،‬وكان أرمد‪ ،‬فربأ من ساعته‪.‬‬
‫ر وقا لعثمان بن عفان ﭬ‪« :‬إنه تصيبه بلوى شديد فيصرب»‪ ،‬فقتِل عثمان ةابرا‪.‬‬
‫ر وقا للحسن ﭬ‪« :‬إن ابني هذا سيد‪ ،‬ولعل اهلل أن يصلح به برين فتترين عظيمترين مرن المسرلمين»‪.‬‬
‫فسلم األمر لمعاوية‪ ،‬وةلح به حا المسلمين‪.‬‬
‫ر ومن إخبار ﷺ بالمييبا ؛ قو عوف بن مالرك ﭬ‪ :‬أتيرت النبري ﷺ يف غرزو تبروك وهرو يف قبرة‬
‫‪1‬‬
‫) (‬
‫من أدم‪ ،‬فقا ‪ :‬اعدد ستا بين يدي الساعة‪َ :‬موتِي‪ ،‬ثم فتح بيت المقدس‪ ،‬ثم موتان يأخذ فريكم كقعرا‬
‫الينم‪ ،‬ثم استفاضة الما حتى يع َطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا‪ ،‬ثرم فتنرة ال يبقرى بيرت مرن العررب‬
‫إال دخلته‪ ،‬ثم هدنة تكون بينكم وبين بنري األةرفر‪ ،‬فييردرون فيرأتونكم تحرت ثمرانين غايرة‪ ،‬تحرت كرل‬
‫غاية اثنا عشر ألفا‪.‬‬
‫الحجاز تضي‪ ،‬أعناق اإلبل ببصرى‪.‬‬ ‫نار من أر‬
‫ر ومنها قوله ﷺ‪ :‬ال تقوم الساعة حتى تخرج ٌ‬
‫ر ومنهرا قولره ﷺ‪ :‬ال تقروم السراعة حترى تظهرر معرادن كثيرر ‪ ،‬ال يسركنها إال أراذ النراس‪ .‬ويف لفرظ‪:‬‬
‫َيخرج إليه شرار الناس‪.‬‬
‫أفال َذ كبدها‪ ،‬أمثرا األسرطوان مرن الرذهب والفضرة‪ ،‬فيجري‪ ،‬القاترل‬ ‫ر ومنها‪ :‬قوله ﷺ‪ :‬تقي‪ ،‬األر‬
‫فيقو ‪ :‬يف هذا َقتلت‪ ،‬ويجري‪ ،‬القراطع فيقرو ‪ :‬يف هرذا قطعرت رحمري‪ ،‬ويجري‪ ،‬السرارق فيقرو ‪ :‬يف هرذا‬
‫قطِعت يدي‪ ،‬ثم َيدَ عونه فال يأخذون منه شيتًا‪.‬‬
‫إلى غير ذلك من المعجزا واآليا الدالة على ِةدق نبوته ﷺ‪.‬‬

‫‪ :‬دا ٌ‪ ،‬يصيب الينم فيسيل من أنوفها شي‪ ،‬فتمو فجأ ‪.‬‬ ‫)‪ (1‬القعا‬
‫‪6‬‬
‫مدخل إىل فقه انسرية‪:‬‬
‫السرير النبويرة وأحرداثها‬ ‫يقصد بفقه السير ذلكم المنهج يف التأليف الذي يقروم علرى إيرراد نصرو‬
‫مصحوبًا أو متبوعًا بدراستها وتحليلها واستنباط الفوائد والعرب منها‪.‬‬
‫ويسمى أيضًا المنهج التحليلي‪ ،‬أو البعد الوظيفي‪.‬‬
‫والفقه بمعنا العام أمر زائد على مجرد الشر والبيان لأللفاظ‪ ،‬أو الرتجيح للوقائع ونحرو ذلرك‪ ،‬برل‬
‫هذ السير وأحداثها‪.‬‬ ‫هو اجتهاد يستنبط فيه الباحث ما يفيد القارئ من نصو‬
‫الس َهيلي( ‪581‬هر)‪ ،‬من‬
‫ولعل رائد هذا المنهج من المتقدمين هو اإلمام الحافظ الليوي أبو القاسم ُّ‬
‫خالله كتابه الجليل‪« :‬الروض األُ ُنف والم ْشرع الروى يف تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة واحتـ ى»‪،‬‬
‫ويعد أو كتاب يف فقه السير بمعنا الوظيفي التحليلي وإن غلبت عليه االستنباطا الليوية‪.‬‬
‫اإلمررام المحرردث المررؤر أبررو شررامة‬ ‫ثررم أسررهم يف هررذا الموضرروع أيضررًا علررى جهررة الخصررو‬
‫المقدسي( ‪665‬هر)‪ ،‬من خرال رسرالته‪« :‬شـرح الحـديث المقتفـى يف مبعـث النبـي المصـطفى»‪ ،‬وقرد‬
‫اقتصر فيه على تحليل واستنباط المعاين والدالال الوارد يف حديث بد‪ ،‬الوحي‪.‬‬
‫ثم جا‪ ،‬بعدهما اإلمام العارف ابن قيم الجوزية( ‪751‬هر) يف كتابه الماتع‪« :‬زاد المعاد يف هـد خيـر‬
‫أحداث السير واستنباط فقهها وفوائدها ودروسها‪ ،‬وباستقرا‪ ،‬اسرتنباطاته‬ ‫وجمع فيه بين َعر‬
‫العباد»‪َ ،‬‬
‫‪ ،‬يررأيت أكثررر مررن غيررر ‪ ،‬ثررم يليرره‬ ‫المتصررلة بالسررير نجررد أن موضرروع األحكررام‪ ،‬أي‪ :‬الفقرره بمعنررا الخررا‬
‫موضوع العقيد ‪ ،‬ثم األخالق‪.‬‬
‫وتوالت بعد هؤال‪ ،‬التآليف يف فقه السير النبوية إلى زماننا‪ ،‬ومن أشهرهم‪:‬‬
‫ـ مصطفى السباعي(ت‪1384‬هـ‪1964/‬م) يف كتابه (السيرة النب ية دروس وعبر)‪.‬‬
‫ـ سعيد ح ى(ت‪1409‬هـ) يف كتابه (األساس يف السنة وفقهها‪ :‬السيرة النب ية)‪.‬‬
‫ـ محمد الغزالي(ت‪1416‬هـ) يف كتابه (فقه السيرة)‪.‬‬
‫ـ محمد سعيد رمضان الب طي(ت‪1434‬هـ‪2013/‬م) يف كتابه (فقه السيرة)‪.‬‬
‫ـ مهد رزق اهلل أحمد يف كتابه (السيرة النب ية يف ض ء المصادر األللية ـ دراسة تحليلية)‪.‬‬
‫ـ محمد بن األمين ب خبزة يف كتابه (الشذرات الذهبية يف السيرة النب ية)‪...‬‬

‫‪7‬‬

You might also like