You are on page 1of 29

‫القصـ ــة‬

‫ـاصطالحا‬
‫ً‬ ‫تعرــيف القصة لغة وـ‬ ‫•‬
‫هل عرــف العرــبي الجاهلي القصة؟‬ ‫•‬
‫القصة في العصر العباسي‬ ‫•‬
‫مرــاحل القصة في األدب العرـبي الحديث‬ ‫•‬
‫الفرــق بين الخبر وــالقصة‬ ‫•‬
‫أشكال السرــد القصصي‬ ‫•‬
‫االتجاهات العامة للقصة‬ ‫•‬
‫تعرــيف القصة‪:‬‬
‫ـصت الشيــء‬
‫صـ“ فــي العرـبيــة تعنــي التتبــع وــاالقتفاء‪ .‬يقال‪ :‬قصـ ُ‬ ‫• فــي اللغــة‪ :‬مادة ”ق َّ‬
‫إذا تتبع ــت أثرــه شيئاً بع ــد شيء‪ .‬وــمن ــه قوـل ــه تعال ــى ع ــن أ ــم موـس ــى ”وــقال ــت ألخت ــه‬
‫قصيه“ أي‪ :‬تتبعي أثرــه حتى تكوــني على علم بما يحدث له‪ ،‬وــأين سيكوــن مآله‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫• فــي االصــطالح‪ :‬القصــة قالــب فنــي تعــبيرــي يعتمــد فيــه الكاتــب علــى سـرــد أحداث‬
‫معينــة‪ ،‬تجرــي للشخصــية‪ ،‬أــو بيــن شخصــية وــعدة شخصــيات‪ .‬يســتند فــي س ـرــدها‬
‫علـى الوـصـف مـع عنصـر التشوـيـق‪ ،‬حتـى يصـل بالقارــئ أـو السـامع إلـى نقطـة معينـة‬
‫تتأزــم فيهـا األحداث وــتسـمى ”العقدة“ وـيتطلـع معهـا المرــء إلـى البحـث عـن نهاية‪.‬‬
‫هل عرــف العرــبي الجاهلي القصة؟!‬
‫• عرــف الجاهلــي القصــة فــي شكلهــا البســيط الســاذــج الذي يعتمــد علــى الحادثــة‪،‬‬
‫وــلم يعرــف الشكل الفني المتطوــر للقصة‪.‬‬
‫• مارــس العرـبــي فــي العصــر الجاهلــي القصــة البســيطة مــن خالل شكليــن مــن أشكال‬
‫األدب‪ ،‬وـهما‪:‬‬
‫‪ -1‬قصــص األمثال‪ :‬حيــث يشيــر كــل مثــل إلــى قصــة تتكــئ عليه‪ .‬مثــل ”رـجــع بخفــي‬
‫حنين“ و ”أكرــم من حاتم“ ‪...‬‬
‫‪ -2‬القصـ ـ ــص الشعرــي‪ :‬علـ ـ ــى نحـ ـ ــو مـ ـ ــا نرـاه فـ ـ ــي المعلقات‪ ،‬وــغيرـهـ ـ ــا مـ ـ ــن قصـ ـ ــائد‬
‫الجاهليين التي تعتمد على سرــد قصص وــأحداث‪ ،‬كمعلقة امرــيء القيس‪:‬‬
‫بصبح وــما اإلصباــح منك ِ‬
‫بأمثل‬ ‫أال أيها الليل الطوــيل أال انجلي‬
‫القصة في العصر العباسي‪:‬‬
‫عرــف العصـ ـ ــر العباسـ ـ ــي القصـ ـ ــة‪ ،‬فـ ـ ــي شكلهـ ـ ــا البسـ ـ ــيط‬
‫السـ ـ ـ ــاذــج‪ ،‬مـ ـ ـ ــن خالل الحكايات‪ .‬كحكايات ”كليلـ ـ ـ ــة‬
‫وـدمنـ ــة“ و ”ألـ ــف ليلـ ــة وـليلـ ــة“ وــالمقامات‪ ،‬مثـ ــل مقامات‬
‫”بديـ ـ ــع الزــمان الهمذانـ ـ ــي“ وـمقامات الحرـيرــي‪ .‬وــالنوــادر‬
‫مثل ”نوــادر جحا“ و “نوــادر أشعب“‪...‬‬
‫القصة في األدب العرـبي الحديث‪:‬‬
‫مرــت القصة في العصر الحديث بثالث مرـاحل‪:‬‬
‫أوـالً‪ :‬مرــحلة الترــجمة (القرــن التاسع عشر)‬
‫‪ -1‬بدأ ــت بترــجم ــة القص ــص األجنبي ــة م ــع االحتفاظ بمعالمه ــا وــشخص ــياتها وــأحداثها‪ .‬م ــن‬
‫أشهــر المترــجميــن آنذاك رــفاعــة الطهطاوــي (توـفــي ‪ )1873‬فــي ”مغامرــات تليماك“ عــن‬
‫الفرـنسية‪ ،‬وــمحمد عثمان جالل في قصة ”بوـل وـفرــجيني“‪.‬‬
‫‪ -2‬عندمـــا هاجـــر عدد م ــن السـ ـوـرـيين إل ــى مص ــر خالل تل ــك الفترــة أســـهموــا فـــي ترــجمـــة‬
‫القصص‪ ،‬مثل نقوــال رـزــق الذي ترــجم قصة ”سقوــط نابليوـن الثالث“‪.‬‬
‫من سمات هذه المرــحلة‪:‬‬
‫كان ـ ــت الترــجم ـ ــة ضعيف ـ ــة األس ـ ــلوــب‪ ،‬حرــفي ـ ــة‪ ،‬هابط ـ ــة المس ـ ــتوــى‪ ،‬غي ـ ــر جيدة ف ـ ــي اختيار‬
‫الموــضو ــع وــالهدف‪.‬‬
‫رفاعة الطهطاوي‬
‫ثانيًا‪ :‬مرــحلة التعرــيب (القرــن العشرـين)‬
‫تسـ ــمى كذلـ ــك حر ــكـ ــة التمصـ ــير‪ ،‬وـذلـ ــك بإعطاء شخصـ ــيات القصـ ــص وــأماــكنهـ ــا أسـ ــماء عرـبيـ ــة‪،‬‬
‫وــالتصـرــف فــي بعــض أحداثهــا لتالئــم الجــو العرـبــي أــو المصـرــي‪ .‬مثــل ”البؤـســاء“ لفكتوــر هيجــو‬
‫التــي ع ّرـبهــا حافــظ إــبرـاهيم إلــى المصـرـية‪ .‬وــالمنفلوـطــي‪ ،‬الذي هــو أشهــر المعرـبيــن‪ ،‬وـقــد ع ّرـب‬
‫رـوــايات‪” :‬الفضيل ــة“ ‪ ،‬و“ماجدوــلي ــن“‪ ،‬و“الشاع ــر“‪ ،‬و“ف ــي س ــبيل التاــج“ بع ــد أ ــن قام آخرـوـن‬
‫بترــجمتها له ألنه لم يكن يتقن لغات أخرــى‪.‬‬
‫سمات هذه المرــحلة‪:‬‬
‫• التعرــيب عمل غير فني‪ ،‬وـغير خالّق‪ ،‬ألنه يعتمد على نتاــج اآلخرـين‪.‬‬
‫صـر أـو أخـل بجوــانـب أرـادهـا مؤـلـف النـص‬ ‫• إـن المع ّرـب يسـتبيح لنفسـه التغييـر فـي األصـل وـرـبمـا ق ّ‬
‫األصلي‪.‬‬
‫• نتيجــة تلــك المآخــذ‪ ،‬فقــد تعثــر التعرـيــب‪ ،‬فلــم يســتمر كثيرـاً‪ ،‬وــعادت الترــجمــة مــن جديــد‪ ،‬وـقــد‬
‫نشطت بعد الحرــب العالمية األوـلى وــاتجهت في طرـيقين‪:‬‬
‫‪ -1‬طرـيق يحاوــل اإلثارــة‪ ،‬وـتزــجية الفرـا ــغ‪ ،‬بالقصة الغرـامية وــالبوـليسية‪ .‬لماذا؟؟‬
‫كانــت تترـجــم القصــص آنذاك تجرــي بس ـرــعة‪ ،‬بأســلوـب ر ــكيــك ضعيــف‪ ،‬وـمســيء أحياناً إلــى عقليــة‬
‫الشباب وـنفوــسهم‪.‬‬
‫‪ -2‬طرـيـق اهتـم فيـه المترــجموــن باألسـلوـب وــالمضموـن معاً‪ ،‬مثـل ترــجمـة الزــيات لقصـة ”آالم فرـتـر“‬
‫لأللماني ”جوـته“‪ .‬وــمحمد عوـض محمد في ترــجمته لقصة ”فاوـست“ أيضاً لجوـته‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬مرــحلة التأليف‪:‬‬
‫مرــت مرــحلة تأليف القصة في العصر الحديث بثالث مرـاحل‪:‬‬
‫‪ -1‬بدأ تألي ــف القص ــة عل ــى شك ــل مقام ــة تنتق ــد المجتم ــع‪ ،‬مث ــل مقام ــة ”حدي ــث عيس ــى ب ــن هشام“‬
‫للموــيلحي‪ ،‬و مقامة ”ليالي سطيح“ لحافظ إبرـاهيم‪.‬‬
‫‪ -2‬جاءـت بعـد تلـك المرــحلـة مرــحلـة كتابـة القصـة التارـيخيـة‪ ،‬و ــكان أشهـر مـن كتـب القصـة التارـيخيـة‬
‫سـليم البسـتاني فـي ”زـنوــبيـا“ و جرـجـي زـيدان فـي ”أبـو مسـلم الخرـسـاني“ و“فتاة غسـان“ و ”غادة‬
‫كرـبالء“‪ ،‬وــمحم ــد فرـي ــد أب ــو حدي ــد ف ــي عمل ــه ”المل ــك الضلّي ــل“ و ”عنترــة“ وــعل ــي الجارــم ف ــي‬
‫”فارــس بني حمدان“‪ .‬ما هي مآخذ هذا اللوــن من التأليف؟!‬
‫‪ -3‬وــأخيرـاً بدأ العرــب فـي تأليـف القصـة بشكلهـا الفنـي المتطوــر‪ ،‬فظهرــت أوــل قصـة اجتماعيـة اسـمها‬
‫”زـين ــب“ س ــنة ‪ 1914‬للكات ــب محم ــد حس ــين هيك ــل (توـف ــي ‪ .)1956‬أعق ــب ذل ــك غزـارــة ف ــي‬
‫اإلنتاــج القصــصي‪ ،‬فتنوـعــت موــضوــعات القصــة‪ ،‬كالوــطنيــة وــالقوــميــة‪ ،‬مثــل عمــل نجيــب محفوــظ‬
‫”الثالثيـة“ وـعبـد الرــحمـن الشرــقاوـي ”األرــض“‪ ،‬كذلـك قصـص التحليـل النفسـي‪ ،‬مثـل عمـل عباس‬
‫محموــد العقاد ”سـارــة“‪ ،‬و“الشحات“ و“السـرـاب“ لنجيـب محفوــظ‪ ،‬أـو نقـد العيوــب االجتماعيـة‪،‬‬
‫مثل أعمال محموــد تيموــر‪ ،‬وـيحيى حقي‪ ،‬وـإحسان عبد القدوـس‪ ،‬وـيوــسف إدرـيس‪.‬‬
‫ما الفرــق بين الخبر وــالقصة؟!‬
‫كـل قصـة ترـوــي خـب ًرـا وــلكـن ال يمكـن أـن نعـد كـل خـبر أـو مجموـعـة مـن‬
‫األخبار قص ــة‪ .‬وــألج ــل أ ــن تك ّوـن األخبار قص ــة‪ ،‬الب ــد أ ــن ترـب ــط بينه ــا‬
‫حلق ــة وـص ــل‪ ،‬بحي ــث تتص ــل ببعضه ــا ف ــي أرــضي ــة مشتر ــك ــة‪ ،‬أ ــو حدث‬
‫أسـاسي‪ ،‬كـي تُحدث أث ًرـا كليًـا علـى المتلقي‪ .‬فضاًل عـن ضرـوـرــة وــجوــد‬
‫البناء الفني السرــدي الذي سنتطرــق إليه ال ح ًقا‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أشكال السرــد القصصي‪:‬‬
‫‪ -1‬المقال القصـ ــصي‪ :‬وــالمـقصـ ـ ـوــد ب ـ ــه المقال الذي ينبن ـ ــي عل ـ ــى قص ـ ــة‪ ،‬مث ـ ــل المقاالت القص ـ ــصية الت ـ ــي ضمنه ـ ــا‬
‫المـنفلوـطي في كتابه ”النظرـات“ وــمقاالت أحمد حسن الزـيات في ”وــحي الرــسالة“‪.‬‬

‫‪ -2‬المذــكرـات اليوـميـة‪ :‬وــفيهـا يعتمــد الكاتـب علـى تسـجيل المذ ــكرـات اليوــميـة مؤـرـخـة باأليام أـو الشهوــر‪ ..‬بحيـث‬
‫يرـبـط بيـن تلـك المذ ــكرـات خـط وــاحـد قصـصي‪ ،‬نحـو مـا يعرــف ب ـ ”سـيرــة ذاتيـة“ مثـل ”يوــميات نائـب فـي األرـياف“‬
‫لتوــفيق الحكيم و“مذ ــكرـات األرــقش“ لميخائيل نعيمة‪.‬‬

‫‪ -3‬المقامـة‪ :‬مثال‪ :‬مقامات العصـر العباسـي "الحرـيرــي" و "بديـع الزــمان الهمذانـي"‪ ،‬وـفـي العصـر الحديـث‪” :‬حديـث‬
‫عيسى بن هشام“ للموــيلحي‪ ،‬و مقامات "ليالي سطيح" لحافظ إبرـاهيم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -4‬الرـسـالة‪ :‬وـهـي أـن تكتـب القصـة فـي قالـب رـسـالة‪ ،‬أـو رـسـائل متبادلـة‪ ،‬مثـل قصــة ”مـا جدوـليـن“ للفوـنـس كار التـي‬
‫ع ّرـبها المنفلوــطي‪.‬‬

‫‪ -5‬الشعــر القصــصي‪ :‬وـهــو أــن يتضمــن الشعــر س ـرــد قصــة‪ .‬مثــل معلَّقــة (امرــئ القيــس) وــالشعــر القصــصي لألطفال‬
‫الذي نظمه الشاعر أحمد شوــقي‪.‬‬
‫االتجاهات العامة للقصة (الجو العام)‪:‬‬
‫‪ -1‬القصة الرـوــمانسية‪ :‬سماتها‬
‫‪ .a‬الخيال الحزـيـن ب‪ -‬الحوــار الذاتـي ”المنوــلو ــج“ ج‪ -‬رـفـض الوــاقـع د‪ -‬االتجاه إلـى الطبيعـة وــمظاهـر جمالها‪ .‬مثـل رـوــايـة‬
‫”الجنة العذرــاء“ لمحمد عبد الحليم عبد اهلل‪ ،‬و“إني رــاحلة“ ليوـسف السباعي‪ .‬وـرـوــاية "سارــة" لعباس محموـد العقاد‪.‬‬

‫‪ -2‬القصــة الوــاقعيــة‪ :‬وـهــي التــي تســتمد أحداثهــا مــن الوــاقــع‪ ،‬مثــل ”الســجينة“ لمليكــة أوــفقيــر‪ ،‬و“تلــك العتمــة الباهرــة“ للطاهــر بــن‬
‫جلوـن‪.‬‬

‫‪ - 3‬القصـة التارـيخيـة‪ :‬وــتسـتمد أحداثهـا مـن التارـيـخ‪ ،‬مثـل قصـة جرـجـي زـيدان ”أبـو مسـلم الخرـسـاني“ وــقصـة محمـد فرـيـد أبـو حديـد‬
‫في ”الملك الضليل“ و“عنترــة“‪.‬‬
‫‪ – 4‬القصـة االجتماعيـة‪ :‬وــفيهـا تصـوــير أـو نقـد للعادات االجتماعيـة وــالـبيئات‪ ،‬مثـل ثالثيـة نجيـب محفوـظ‪ ،‬وـرـوــايـة "البحرـيات" ألميمـة‬
‫الخميس‪ .‬وـرـوــاية "بنات الرـياض" لرــجاء الصانع‪.‬‬

‫‪ - 5‬القصــة التحليليــة النفســية‪ :‬وــفيهــا يكوـن التر ــكيــز علــى العمــق الســيكوــلوــجي للشخصــية‪ .‬مثال‪ :‬قصــة "غوــى" مذ ــكرـات شاب مــع‬
‫ثنائي القطب لعمر الرــديني‪.‬‬

‫‪ -6‬القصص البوــليسية‪ :‬تعتمد على الجرـائم‪ ،‬وــالتحقيقات‪ ،‬وــالتحرــيات‪ ،‬مثل قصة ”كائنات من طرــب“ ألمل الفارـان‪.‬‬
‫‪ – -7‬القصة العلمية‪ :‬وـهي التي تدوــر حوـل المخترــعات العلمية‪ ،‬أو الطموــحات العلمية المستقبلية‪ .‬مثال‪ :‬رـوــايات مصطفى‬
‫محموــد "العنكبوـت" و "رــجل تحت الصفر"‪.‬‬

‫س‪ /‬هل ممكن أن تحمل القصة أكثر من اتجاه؟!!‬


‫مادة العمل القصصي‪:‬‬
‫مادة العمل القصصي ترــجع إلى مصدرـين هما‪:‬‬ ‫•‬
‫حصلها الكاتب من خالل تجارـبه الخاصة‬ ‫الخبرـات التي يُ ّ‬ ‫‪.a‬‬
‫يحصلها الكاتب من خالل تجارــب اآلخرـين مما قرـأ وـسمع وـشاهد‬
‫الخبرــات التي ّ‬ ‫‪.b‬‬
‫س‪ :‬ما الموـقف النقدي من هذه المادة؟!‬ ‫•‬
‫س‪ :‬ما الفرــق بين الصدق الفني وــالصدق الوــاقعي؟!‬ ‫•‬

‫س‪ :‬كيف يستخدم الكاتب هذه المادة؟!‬ ‫•‬


‫ج‪ :‬أهميـة المادة ال تأتـي مـن أهميـة الحادثـة أـو أهميـة التارـيـخ الذي وـقعـت أثناءـه‪ ،‬وـإنمـا مـن تعميـق‬
‫الكاتـب لهـا‪ ،‬وـنظرـتـه الفاحصـة إليهـا مـن جميـع جوــانبهـا‪ ،‬وـإكسـابها قيمـة إنسـانية‪ ،‬فضالً عـن‬
‫أهمية أداة التوـصيل الفنية المؤـثرــة‪.‬‬
‫عناصر الفن القصصي‪:‬‬
‫الحادثة‬ ‫•‬
‫الشخوـص‬ ‫•‬
‫البناء‪ :‬وــيتضمن العقدة وــالحل‬ ‫•‬
‫الزــمان وــالمكان‬ ‫•‬
‫السرــد وــالحوــار وــالوــصف‬ ‫•‬
‫الفكرــة‬ ‫•‬
‫أوـالً‪ :‬الحادثة‬
‫هـي الموـضو ــع الذي تدوــر حوـلـه القصـص‪ ،‬وـيتم عرـضـه مـن خالل مجموـعـة مـن الوــقائـع‬
‫وــالحوــادث الجزـئية المترـابطة‪.‬‬

‫* شرــط نجاــح األحداث في القصة‪:‬‬


‫هـو أـن يسـتطيع الكاتـب أـن يحتفـظ فـي كـل مرــحلـة مـن مرـاحـل عرــض األحداث بعنصـر‬
‫التشوـيـق‪ ،‬فالتشوـيـق هـو الذي يشـد القارــئ‪ ،‬وـيثيـر اهتمامـه لمتابعـة القصـة مـن أوـلهـا‬
‫إلى آخرــها‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هي آليات صناعة التشويق؟!!‬


‫ثانيًا‪ :‬الشخصيات‬

‫عددهـم يقـل أـو يكثـر أ‪ -‬تبعاً لحجـم القصـة (قالبهـا)‪ :‬قصـة قصـيرــة‪ ،‬قصـة‪ ،‬رـوــايـة ب‪-‬‬
‫تبعاً التجاه القصــة‪ :‬فالقصــة التارـيخيــة وــاالجتماعيــة تكثــر فيهــا الشخصــيات‪ ،‬بينمــا‬
‫القصة التحليلية النفسية وــالعلمية عادة تقل فيها الشخصيات‪.‬‬
‫• رــسم الشخصية يقتضي من الكاتب االلتفات إلى ثالثة تكوــينات‪:‬‬
‫‪ -1‬التكوـيـ ـ ـ ــن الجسـ ـ ـ ــمي وــيعالـ ـ ـ ــج المالمـ ـ ـ ــح الظاهرـيـ ـ ـ ــة البارـزــة وــاألبعاد الجسـ ـ ـ ــمية‬
‫المحسوــسة‪.‬‬
‫‪ -2‬التكوـي ـ ــن االجتماع ـ ــي وــيعال ـ ــج الوــضعي ـ ــة الثقافي ـ ــة للشخص ـ ــية وــالحال ـ ــة المادي ـ ــة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وــالطبقة االجتماعية‪ ،‬وــالبيئة كالقرـية وــالمدينة‪...‬‬
‫‪ -3‬التكوـيـن النفسـي (وـهـو البعـد الباطنـي غيـر المادي للشخصـية) كالقلـق‪ ،‬وــالتوـتـر‪،‬‬
‫وــالخوــف ‪...‬‬
‫تنقسم الشخصيات من حيث‬
‫التكوــين النفسي إلى قسمين‬

‫الشخصية النامية أو المتطوـرــة‬ ‫الشخصية المسطحة‬


‫وـهي التي تتكشف لنا جوــانبها وــأبعادها مع‬ ‫وـهي الشخصية الثابتة التي لها طابع وــاحد‬
‫تطوــر القصة‪ ،‬فال تكتمل مالمحها االنفعالية‬ ‫في سلو ــكها وــانفعاالتها‬
‫إال بعد انتهاء القصة‬
‫تنقسم الشخصيات في العمل‬
‫القصصي من حيث أدوــارــها‬
‫إلى نوــعين‬

‫شخصيات ثانوـية‬ ‫شخصيات أساسية‬


‫ثال ًثا‪ :‬البناء‪ :‬ويتضمن العقدة والحل‬
‫بناء القص‪$‬ة ه‪$‬و رص‪$‬ف األحداث والوقائ‪$‬ع ف‪$‬ي القص‪$‬ة ف‪$‬ي خ‪$‬ط‬
‫تص‪$$$‬اعدي مشوق‪ ،‬حت‪$$$‬ى يص‪$$$‬ل بالقارئ إل‪$$$‬ى ”العقدة“ أ‪$$$‬و‬
‫األزم‪$‬ة فيتطل‪$‬ع معه‪$‬ا بشوق وحماس إل‪$‬ى ”الح‪$‬ل“ أ‪$‬و لحظ‪$‬ة‬
‫التنوير‪.‬‬

‫س‪ :‬هل من شروط القصة أن تحتوي على ”حل“ للعقدة؟!‬


‫س‪ :‬هل يوجد قصة دون ”عقدة“ ؟!‬
‫س‪ :‬ما هي أشكال ”الحلول“ التقليدية؟!‬
‫ابعا‪ :‬الزــمان وــالمكان‬
‫رـ ً‬
‫معرـفـ ـ ــة البيئـ ـ ــة الزــمانيـ ـ ــة وــالمكانيـ ـ ــة ضرـوـرـيـ ـ ــة السـ ـ ــتيعاب األحداث وـسـ ـ ــلوـك وــقيـ ـ ــم‬
‫الشخصيات ‪.‬‬
‫مــن ناحيــة المكان‪ :‬فإــن بيئــة الرـيــف وــالقرـيــة تختلــف عــن بيئــة المدينــة‪ ،‬وــبيئــة الشرــق‪،‬‬
‫تختلف عن بيئة الغرــب‪ .‬وــالبيئة اإلسالمية تختلف قيمها عن البيئة غير اإلسالمية‪.‬‬

‫مــن ناحيــة الزــمان‪ :‬كــل عصــر وـزــمان يمثــل ســمات وــمالمــح تختلــف عــن عصــر وـزــمان‬
‫آخرـين ‪..‬‬
‫•الكاتـ ـ ــب الناجـ ـ ــح هـ ـ ــو الذي يلتزــم فـ ـ ــي عرــض الشخصـ ـ ــيات وــاألحداث بالمقوــمات‬
‫وــالمالمح العامة للزــمان وــالمكان الذي جرــت فيه القصة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬السرــد‬
‫ً‬
‫أ‪ -‬السرــد‪ :‬هو نقل األحداث وــالموــاقف من صوـرــتها الوــاقعية إلى صوـرــة لغوــية‪،‬‬
‫بحيث يجعل القارــئ يتخيلها و ــكأنه يرــاها بعينه‪.‬‬
‫* هناك ثالث طرــق لسرــد القصـة‪:‬‬
‫‪ -1‬الطرــيقة المباشرــة‪ :‬وـهي من الطرــق األكثر شيوـعاً‪ ،‬فيها يرـوــي المؤـلف ما يحدث‬
‫لآلخرــين بضمير الغائب (جاءت الفتاة ‪ ...‬قالت فاطمة ‪)...‬‬
‫‪ -2‬طرــيقة السرــد الذاتي‪ :‬وــفيها تُرـوــى األحداث على لسان أحد أبطال القصة‬
‫أشعر بفرـا ــغ رــهيب ‪..‬‬
‫(ضمير المتكلم) وــالغالب أن يكوــن البطل (أنا حزــينة ‪ُ ..‬‬
‫و ــكساد في األصدقاء ‪)..‬‬
‫‪ -3‬طرـيق ــة الوــثائ ــق‪ :‬وــفيه ــا يعتم ــد المؤـل ــف عل ــى الخطابات وــالمذ ــكرـات وــاليوــميات‪،‬‬
‫وــيتخذ منها أدوــات لبناء قصة مترــابطة األجزـاء‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الحوــار‬
‫ً‬

‫هـ ــو الحديـ ــث الذي يدوــر بيـ ــن الشخصـ ــيات (الديالو ــج)‪ ،‬أـ ــو بيـ ــن‬
‫الشخصـية وـنفسـها (المنوـلو ــج)‪ .‬فائدتـه‪ :‬جعـل القارــئ أكثـر قرـباً‬
‫من الموــاقف‪ ،‬وـبعث الحيوـية في المشهد‪.‬‬

‫س‪ :‬هل من الضرـوـرــي أن يوــجد في القصة حوــار ؟!‬


‫سابعا‪ :‬الوـصف‬
‫ً‬

‫ه ـ ــو الذي يقوــم بنق ـ ــل الج ـ ــو الذي تجرــي في ـ ــه األحداث‪ ،‬وـتهيئ ـ ــة القارــئ الس ـ ــتقبال‬
‫تحوــالت األحداث وـمفاجآتها‪.‬‬

‫• مقياس نجاــح الوــصف‪ :‬قوـة التأثير في نفس القارــئ و ــكأنه يعيش الموــقف حقيقة‪.‬‬

‫• الوـصف يعد عنصرـاً محوـرـياً‪ ،‬وـر ــكيزــة مهمة في القصة ال يمكن االستغناء عنه‪.‬‬
‫ثامنًا‪ :‬الفكرــة‬
‫وـهــي المغزــى الذي يرـمــي إليــه الكاتــب مــن تأليــف القصــة‪ ،‬وــالهدف الذي‬
‫يرـيـ ــد تأكيده‪ .‬وــتكوــن الفكرــة غالباً مرـتبطـ ــة بالكشـ ــف عـ ــن حقيقـ ــة مـ ــن‬
‫حقائـق الحياة‪ ،‬أـو قيمـة‪ ،‬أـو رـصـد السـلوــك اإلنسـاني‪ .‬و“الفكرــة“ أحياناً‪،‬‬
‫هي التي تثير إعجابنا بالقصة‪.‬‬

‫س‪ :‬هل ”الفكرــة“ وــحدها هي مصدر إعجابنا بالعمل القصصي؟!‬


‫أنوـا ــع القصة من حيث القالب‪:‬‬
‫‪ -1‬الحكايـة‪ :‬وـهـي التـي تحكـي وــاقعـة مـن الوــقائـع الحقيقيـة أـو الخياليـة أـو‬
‫األس ـ ــطوـرــة أ ـ ــو الخرـافي ـ ــة دوــن التزـام بقوــاع ـ ــد الف ـ ــن القص ـ ــصي‪ ..‬مث ـ ــل‬
‫حكايات ”ألف ليلة وــليلة“ وــحكايات ”كليلة وــدمنة“ ‪...‬‬
‫‪ -2‬الرـوــاية‬
‫‪ -3‬القصة‬
‫‪ -4‬األقصوــصة (القصة القصيرــة)‬
‫‪ -5‬القصة القصيرــة ج ًدا‬
‫(وـهناك فرـوـق بينها من ناحية تمثل كل نو ــع بعناصر الفن القصصي)‪.‬‬
‫القصة القصيرــة ج ًدا‪:‬‬
‫وـهـي مـن الفنوـن الحديثـة نسـبياً‪ ،‬تعتمـد علـى االقتصـاد الشديـد فـي عدد الكلمات‪( ،‬فهـي أصـغر مـن‬
‫القصــة القصــيرــة حجماً) مــع التأثيــر الكــبير فــي المتلقي‪ .‬هدفهــا إيصــال فكرــة شديدة التكثيــف‪،‬‬
‫ليس من شأنها االهتمام بالتفاصيل أو الجزــئيات أو المسميات‪.‬‬
‫من مسمياتها‪:‬‬
‫القصــة القصــيرــة جداً‪ ،‬القصــة الكبس ـوـلة‪ ،‬القصــة البرــقيــة‪ ،‬القصــة الجديدة‪ ،‬القصــة الوــمضــة‪ ،‬القصــة‬
‫اللقطة‪ ،‬الخاطرــة القصصية‪.‬‬
‫من خصائصها‪:‬‬
‫أ) تح ِّرـض علـى نبـذ الكسـل المعرـفـي للمتلقـي ”القارــئ“ وـبذل مزـيـد مـن االجتهاد لفـك رــموــز المعنـى‬
‫الذي يرــيد الكاتب إيصاله‪.‬‬
‫ب) الذيـن يكتبوـن القصـة القصـيرــة جداً هـم علـى درـجـة عاليـة مـن المقدرــة علـى السـيطرــة علـى اللغـة‬
‫وــانتقاء األلفاظ التي ترــمي إلى المعنى دوــن زــيادة‪ ،‬أو خلل بسبب النقص‪.‬‬
‫ج) تتكــئ‪ ،‬عادة‪ ،‬علــى عناصــر الدهشــة‪ ،‬أــو الغرـابــة‪ ،‬أــو المفارـقــة‪ ،‬أــو الطرـافــة‪ ،‬وــالترــميــز‪ ،‬وــأحياناً‬
‫التناص‪ ،‬وــاألنسنة‪.‬‬
‫نموــذجان لفن ”القصة القصيرــة ج ًدا“‬
‫إيثـ ــار‬
‫أصر كل وــاحد منهم أنه لن يكوـن لجسده‪..‬‬ ‫كان المخبأ يتسع لجسد وــاحد‪َّ ..‬‬
‫قلّـب مسـؤـوـل حصـر الخسـائر حيرـتـه فوـق أجسـادهم صـباــح اليوـم التالـي‪ ،‬قبـل أـن يجمعهـم فـي‬
‫ذيل قائمته الطوـيلة‪ :‬ثالثة جنوـد قتلى‪ ،‬وـمخبأ فار ــغ‪!! ..‬‬
‫*******‬
‫نضـ ـو ــج‬
‫األصـدقاء الصـغار الذيـن تعاهدوــا ـ مرـارـاً ـ علـى اقتسـام علبـة المشرـوـبات الغازـيـة معاً‪ ،‬وـعلـى عقـد‬
‫خناصـرــهم الصـغيرــة كلمـا انتهـى بهـم طرـيـق اللعبـة إلـى خصـوـمة‪ ،‬كـبرـوــا ‪ ..‬وـنمـت فـي أجسـادهم‬
‫أشياء كثيرــة ‪ ..‬ليس من بينها خناصر لينة تجيد التصالح‪!..‬‬
‫*******‬
‫(من مجموــعة الكاتبة سهام العبوــدي (ظل الفرـا ــغ‪ :‬قصص قصيرــة جداً) الرــياض‪ :‬دار المفرــدات‪)2009 ،‬‬

You might also like