Professional Documents
Culture Documents
العلاج النفسي لآدلر
العلاج النفسي لآدلر
الـخـــاتــمـة
المقدمة
أطل ق أدل ر Adlerعل ى نظريت ه ف ي الشخصية اس م ( عل م النف س الفردي
)Individua Psychologyيرى أدل ر أ ن جمي ع البش ر لديه م هدف
مشترك ،وه و التطور نح و األفض ل أ و النضال م ن أج ل التفوق ،لكنه م
يختلفون في األساليب التي يتبعونها لتحقي ق هذا الهدف ،فك ل منهم يتبع
أس لوباً معيناً ف ي الحياة يناض ل م ن خالل ه ليحق ق هذا الهدف ،وهذا
األسلوب يؤثر على ردود فعله نحو المشكالت التي تواجهه ،صاغ ادلر
فهم ا للطبيع ة البشري ة ول م يص ورنا في ه ضحاي ا للغرائ ز ،والص راعات ،
ومحكوما علينا بالقوى البايولوجية ،وتجارب الطفولة
-1مدرسة ألفريد آدلر
كبير وشهرة في تأسيس مدرسة نجاح ا ًا
ً حقق فرويد، عن أدلر انفصال بعد
مستقلة للعالج النفسي وعلم نفس الشخصية الفريد .سافر وألقى محاضرات
عام ا لتعزيز نهجه االجتماعي .كان هدفه بناء حركة تنافس ،بل لمدة ً 25
وتس تبدل الحركات األخرى ف ي عل م النف س م ن خالل الدفاع ع ن التكام ل
الشامل للصحة النفسية مع المساواة االجتماعية .توقفت جهود أدلر بسبب
الحرب العالمي ة األول ى الت ي عم ل خالله ا كط بيب ف ي الجي ش النمس اوي
المجري .بع د انتهاء الحرب ،ازداد نفوذه بشكل كبير .في عشرينيات القرن
عددا م ن عيادات لتوجي ه األطفال .من ذ عام 1921فم ا الماض ي ،أنش أ ً
ائر
متكرر في أوروبا والواليات المتحدة ،وأصبح أستا ًذا ز ًا
ًا محاضر
ًا بعد ،كان
في جامعة كولومبيا في عام .1927هدفت طرق العالج السريرية للبالغين
إل ى الكش ف ع ن المقص د الخف ي لألعراض باس تخدام الوظائ ف العالجي ة
للبصيرة والمعنى
-2مفاهيم خاصة حول نظرية ألفريد آدلر
ص اغها ادل ر ولقي ت قبوال لدى علماء النف س ب ل لدى عام ة الناس ،فالشعور
بالنق ص ه و حال ة عام ة عن د الناس جميع ا وليس ت اشارة ال ى اضطراب نفس ي
وع د ادل ر مشاع ر النق ص ه ي اس اس ك ل نشاط انس اني هادف ال ى النم و
والتطور وهو ناتج عن محاوالت الفرد المختلفة بقصد تعويض هذا النقص سواء
أكان هذا النق ص حقيقي ا او متوهم ا وبقص د التص دي لهذا الشعور بالنق ص فان
الفرد يحاول جاهدا تحقي ق اعل ى الدرجات ،تبدا مشاع ر النق ص من ذ الطفول ة
تبدا العملية في فترة الرضاعة حسبما يقول ادلر ،فالرضيع صغير يعتمد كليا
عل ى الكبار ،يعتق د ادل ر بان الرضي ع واع لس لطة والدي ه الك بيرة نس بيا وقوته ا
وهو أي الرضيع مدرك لليأس من مقاومة تلك السلطة او تحديها وكنتيجة لذلك
تنشأ لدى الرضيع مشاعر النقص بالمقارنة باالشخاص االقوياء في بيئته ،
ان عقدة النقص يمكن ان تنشأ وتتكون بثالث طرق في الطفولة :النقص
على تقوية جسمه وعضالته بحيث يصبح رياضيا ،يقول ادلر ان اصابة
الفرد بمرض ما في عضو خاص بالجسم يشير الى ضعف بناء او تكوين
هذا العضو ويشير بهذا الصدد الى ان الشخص المصاب بعجز او قصور
ف ي عضوا م ا ,يحاول ف ي الغال ب تعوي ض هذا النق ص او العج ز بالعم ل
عل ى تقوي ة هذا العض و بالمزي د م ن العم ل او التدري ب ،ث م تطور هذا
المفهوم لديه ولم يصبح قاص ار على النقص العضوي فحسب ولكنه اصبح
يعن ى الشعور بالنق ص عام ة ،وق د يتضم ن هذا الشعور بالنق ص نواح ي
نفس ية او اجتماعي ة وغي ر النواح ي العضوي ة وحي ن يح س االنس ان بهذا
الدونية يدفع ه هذا الشعور للتعويض الزائ د ،وبهذا الص دد يقول ادل ر االن
بدأت ارى بوضوح في كل ظاهرة نفسية ( النضال من اجل التفوق ) .
ام ا الدالل الزائ د فيمك ن ان يقود ال ى مرك ب النق ص ،اذ يكون الطف ل ه و مرك ز
االنتباه ف ي ال بيت تشب ع ك ل حاجات ه وال يهم ل منه ا اال القلي ل ،تح ت هذه
الظروف من الطبيعي ان تنشأ لدى الطفل فكرة بانه هو الشخص االكثر اهمية
ف ي أ ي موق ف وان االخري ن يج ب ان يكونوا خاضعي ن ل ه ،تات ي الهزة العنيف ة
للطفل هي في دخوله المدرسة ،اذ لم يعد مركز االهتمام كذلك هناك امران في
المدرس ة هم ا الطاع ة والضب ط فه و ل م يتعود عل ى رف ض حاجات ه ،لك ن ف ي
المدرس ة ك ل شي ء حس ب اوقات ه فاالك ل والخروج والدخول والجلوس والنهوض
والتغوط والنظافة ،هذه كلها لم يتعود عليها الطفل عندها تكون الهزة العنيفة التي
اليكون الطف ل مهيئ ا للتغل ب عليه ا ،فاالطفال المدللين لديه م القلي ل من الشعور
االجتماعي وهم قليلوا الصبر مع االخرين فلم يتعلموا ان ينتظروا لما يريدون كما
ل م يتعل م هكذا اطفال التغل ب عل ى الص عوبات ويكيفوا انفس هم لالخري ن ،عندم ا
تواجههم عقبات تعوق ابتهاجهم يتكون لديهم االعتقاد بان نقص قدرتهم هي التي
تخذله م ،معن ى ذل ك انه م يرجعون س بب فشله م ال ى نق ص ف ي قدراته م وبالتال ي
يصبح النقص داخل الفرد الحساسه لضعف قدراته ،هكذا ينمو مركب النقص .
ام ا االهمال الزائ د فيكون في ه الطف ل منبوذ ومهم ل وغي ر مرغوب في ه
وتتسم طفولته بانعدام الحب والطانينة بسبب عدم اكتراث الوالدين او حتى
كرههم له وكنتيجة لذلك قد ينمو لدى الطفل مشاعر الدونية وينظر لكل
شخ ص بان ه غي ر موض ع ثقت ه ،فالطف ل هن ا يكون فاقدا للح ب والعط ف
والرعاي ة واالهتمام وبالتاي فه و يفق د ثقت ه بالوالدي ن كون ان الطف ل يشع ر
بالثق ة م ن م ع الوالدي ن عندم ا يوفروا ل ه الح ب والحنان ويعم م ذل ك عل ى
العال م الخارج ي ام ا اذا حدث العك س وفق د الثق ة بالوالدي ن فان ه يعم م عدم
الثقة هذه على العالم الخارجي فيبدو قاسيا جاف الوجدان شككا غير آمن
وبالتالي يحاول تعويض هذا النقص باشكال شتى منها القسوة مع االخرين
مشاع ر النق ص ه ي الت ي تدفعن ا ال ى االمام ،لك ن الي هدف ؟ وم ا ه و
الهدف االخي ر الذي نكاف ح م ن اجل ه ؟ أه و فق ط التخل ص م ن مشاع ر
النقص ؟ ال فان ادلر ينظر لالنسان كمكافح لشيء اكثر من هذا
الكفاح م//ن اج//ل التفوق :هذا النضال او الكفاح يس ير موازي ا م ع النم و
الجسمي ويعد بمثابة ضرورة واقعية للحياة نفسها ،ويعد النضال من اجل
التفوق االساس لطرح كل الحلول المتاحة والممكنة لمواجهة مشاكل الحياة
،وتتب ع ك ل وظائ ف االنس ان الفرد هذا المفهوم ،اي ان ك ل وظائ ف
االنس ان الفرد تناض ل م ن اج ل اكتس اب الثق ة واليقي ن والمزي د م ن التفوق
والس يطرة وهذه القوة المتمثل ة ف ي النضال ,تدف ع الفرد بص فة مس تمرة
ليتخطى الصعاب ،وليس هناك من نهاية لهذا الدافع ،اي ان الحث هنا
يتسم باالستم اررية ،ويدفع من اسفل الى اعلى ،وقد يتضمن هذا الشعور
بالنقص والنواحي النفسية او االجتماعية غير النواحي والعضوية ،وحين
يحسب االنسان بهذه الدونية يدفعه هذا الشعور للتعويض الزائد Over
– Compensation
وبهذا الصدد يقول " ادلر " االن بدات ارى بوضوح في كل ظاهرة نفسية
االجتماعية المهمة في الطفولة التي يخلق منها الفرد اسلوب حياته ،كما انه ركز على ثالثة
مراكز مختلفة :الطفل االول ,الطفل الثاني ,الطفل االصغر
يجد الطفل االول نفسه في موقف فريد ومحسود كثي ار وحيث يكون الوالدان عادة سعداء جدا
بوالدة مولوده م االول ويخص صان الوق ت واالهتمام الك بيرين للطف ل الجدي د .فالطف ل االول
يحصل على االهتمام الكامل الغير مج أز من الوالدين ،نتيجة لذلك يحصل الطفل االول في
الغالب على الحياة السعيدة ,امنة – الى ان يظهر الطفل الثاني ويا لها من خدمة البد منها
فلم يعزله مركز االهتمام ,كما انه لم يحصل على الحب غير المجز ورعاية والديه ,بكلمات
ادلر " مخلوعا عن العرش "كل االطفال االول يحسون بصدمة تغير مراكزهم في العائلة .
وجد ادلر ان االطفال االكبر هم في الغالب متجهون نحو الماضي وتواقون اليه ,متشائمون
من المستقبل ,النهم تعلمو متع السلطة في فترة من الفترات فانهم يبقون متشبثين رها مدى
حياته م ،النه م يس تطيعون ممارس ة الس لطة عل ى اخوانه م الص غار لدرج ة م ا ،وم ع ذل ك
يكونون ف ي ص ف س لطة الوالدي ن ،وكنتيج ة لك ل هذا يتس م االطفال االول بالمحافظ ة عل ى
النظام والس لطة وج د ادل ر بأنه م يص بحون منظمي ن وممتازي ن ,وذوي ضمائ ر حي ة وكثيري
االهتمام بالتفاصيل .
اما الطفل الثاني لم يكن قد مارس السلطة لذا فأنه غير مهتم بها مثل
الطفل االول وهو اكثر تفاؤال للمستقبل من الطفل االول فالطفل الثاني
اميل الن يكون طموحا وتنافسيا الى درجة عالية
ام ا الطف ل االص غر او المولود اخي ار ال يواج ه هزة التنازل ع ن العرش
فالطف ل االخي ر يص بح ف ي الغال ب المحبوب م ن قب ل العائل ة كله ا ,
فالطفل االصغر في الغالب ينمو بسرعة ملحوظة ،فالطفل الوحيد الى
ح د م ا ه و الطف ل االول والذي ل م يفق د الموق ع االول والس لطة ويس تمر
الطفل في كونه بؤرة ومركز اهتمام العائلة .وهو غالبا ما ينضج مبك ار
ف ي وق ت مبك ر جدا ويس لك س لوك الكبار واتجاهاته م بوق ت اس رع ،م ن
المحتم ل ان الطف ل الوحي د يتعرض ال ى هزة عنيفة كلم ا يك بر ووج د ان
ف ي مجاالت الحياة ف ي خارج ال بيت ( مث ل المدرس ة ) ان ه لي س مرك ز
اهتمام .الطفل الوحيد تعلم ان ال ينافس وال يشارك على المركز .واذا
كان الطف ل ل م يل ق االهتمام الكاف ي م ن المحتم ل ان يشع ر بخيب ة ام ل
قاسية .
-3الجوانب األساسية التي ركز عليها آدلر
عدم االهتمام بالغرائز أو الجنس ،بل التركيز على ديناميات االس رة ومركز المسترشد
التحدي لدى المس ترشد ،ودف ع الفرد م ن خالل شعوره بالحرمان واالضطهاد للقيام
بمحاوالت التعويض كردة فعل الستعادة ذاته.
العم ل عل ى مس اعدة المس ترشد ف ي تص حيح أس لوب ونم ط الحياة الخاط ئ والخ برات
المبكرة بتأكي د م ا لدى الفرد م ن امكانيات وقدرات إو عادة الثق ة إل ى المس ترشد،
فالشجاعة والعطاء االجتماعي هما ثمار التفكير المنطقي والعقالني.
أما إذا كان المسترشد طفاًل فإن آدلر كان يلجأ إلى عالج االبوين والمدربين والمربين
وبالتال ي عملي ة الكب ت ،ب ل كان يجع ل المس ترشد يواج ه م ا يشع ر ب ه ويس اعده عل ى
االندماج بالمجتمع ،والواقع ليشعر المسترشد ان هناك تشويهًا في نظرية لقيم المجتمع
والواقع.
-4إجراءات عملية العالج حسب نظرية آدلر:
يرتكز العالج عند ادلر على ثالث نقاط اساسية :
1 ـ ـ امباثي ة المعال ج واهتمام ه الخاص بمريض ه ومشاركت ه مشاعره وادراك ه
السلوب حياته الساعي نحو النضال من اجل التفوق .
2 ــ محاولة تفسير المرض من جانب المعالج بان الحالة امامه ما هي اال
تع بير عص ابي ع ن النضال م ن اج ل التفوق م بر از ل ه االس لوب الفاش ل
الذي اتخذه المريض في هذا النضال
3 ـ ـ دع م االهتمام االجتماع ي لدى المري ض وتشجيع ه عل ى بناء عالقات
صحية خارج نطاق العالقة الحميمةوبين المعالج ،أي محاولة دمجه في
عالقات جديدة ناجح ة داخ ل بيئت ه المجتمعي ة تحق ق ل ه النضال الص حيح
من اجل التفوق .
-5األساليب العالجية التي استخدمها آدلر /في نظريته:
عددا م ن األس اليب العالجي ة ف ي معالج ة الحاالت الت ي
لق د اس تخدم آدل ر ً
تعامل معها ،ومن األساليب التي ركزت عليها نظريته:
كبس الزر
أسلوب المقارنة
تحليل الحلم
اكتشاف نمط الحياة عند المسترشد
فهم المسترشد
الـخـــاتــمـة:
إيجابي ا ،يمت د عل ى
ً ا ديناميكي
ً ا ي
ً نفس ا عالج
ً ياألدلر ي النفس العالج عد
ّ ي
صب أدلر اهتمامه على شعور الفرد بالدونية أو التفوق واإلحباط واالنتماء ّ