You are on page 1of 9

‫‪:‬مقدمة‬

‫لكي تظل تعلمات التلميذ واضحة و راسخة و يمكن استثمارها يجب أن تكون لها معنى و فائدة هذا هو‬
‫‪ .‬رهان الديداكتيك بشكل عام‬
‫‪.‬المعنى ‪ :‬التعلمات يجب أن تكون واضحة ومفهومة‬
‫‪.‬الفائدة ‪ :‬يمكن استثمار هذه التعلمات و توظيفها في الحياة الواقعية‬
‫كيف يمكن تحقيق هذين الشرطين ؟‬
‫الجواب ‪ :‬هو إشراك المتعلمين في بناء تعلماتهم وإال ستظل تلك التعلمات مجردة و غامضة مما‬
‫‪.‬يستحيل عل‪F‬ى التلميذ توظيفها و استثمارها فتتعرض للنسيان ثم اإلهمال‬
‫إذا كيف يمكن إشراكهم ؟‬
‫‪.‬الجواب ‪ :‬هو وضعهم في وضعيات مشكلة مثيرة و مستفزة ترتبط بواقعهم وتستجيب لتطلعاتهم‬
‫فما المقصود بالوضعية المشكلة ؟ وما هي أنواعها ؟ و ما هي خطوات تنزيل وضعية مشكلة؟‬
‫مفهوم الوضعية المشكلة‬
‫الوضعية المشكلة حسب روغيرس‪:‬‬

‫الوضعية ‪ :‬تحيل على الذات بعالقتها بسياق معين أو بحدث وتعني الوضعية ما يدل على العالقات التي‬
‫تقيمها الذات‪ :‬ذات المتعلم(ة) مع المحيط االجتماعي (األسرة‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬القرية‪ ،‬المدينة ‪)...‬‬

‫المشكلة ‪ :‬تحيل على إنجاز مهمة‪ /‬تخطي حاجز‪ ،‬دون أن تكون لدى المتعلم قوا‪F‬عد منظمة أو منهجية توصله‬
‫إلى الحل مما يطرح له تحديا ‪ ،‬و يستلزم تعبئة موارد مندمجة‪.‬‬
‫تحدث الوضعية المشكلة في اإلطار ال‪F‬تربوي خلخلة للبنية المعرفية للمتعلم و تساهم في إعادة بناء التعلم ‪.‬‬
‫لكل مشكل ثالثة معايير أساسية‪:‬‬

‫التقبل‪ :‬أي أن الفرد يتقبله باعتباره مشكال ويشعر بدافع للبحث من أجل الحل‪.‬‬
‫العائق‪ :‬يشعر المتعلم أنه ال يستطيع استعمال نماذجه الخاصة و المألوفة وال يملك خطة جاهزة للحل‪.‬‬
‫االستكشاف‪ :‬هو الدافع الذي يحفز المتعلم ويجعله يبحث عن طرق لمعالجة المشكل‪.‬‬
‫أنواع الوضعية_المشكلة‬
‫الوضعية_المشكلة البنائية‬

‫الوضعية_المشكلة االدماجية‬

‫الوضعية_المشكلة التقويمية‬
‫الوضعية المشكلة البائية‪ :‬هي الوضعية التعليمية التي يكون فيها المتعلم أمام مشكالت ال يملك لها حلوال جاهزة‪ ،‬فهي‬

‫تدخله في حالة من الصراع المعرفي‪ ،‬و عدم االتزان‪ ،‬الشيء الذي يدفعه إلى تعبئة موارده وإدماجها قصد التوصل إلى حل‪.‬‬

‫المقاربة بالكفايات تنطلق من تصور للفعل التربوي يتأسس على مايلي‪:‬‬

‫‪-‬االنطالق من الحوافز الداخلية للمتعلمين‪ ،‬واالستجابة لحاجاتهم‪.‬‬

‫‪ -‬االعتماد على الجهد الشخصي للمتعلمين في التعلم الذاتي‪.‬‬

‫‪ -‬التركيز على روح البحث واالكتشاف والنقد والتعاون‪.‬‬

‫وبهذا المعنى‪ ،‬فإنه في مجال التعلمات العامة‪ ،‬اليمكن أن ندفع بالمتعلم إلى بناء كفايات ذات مستوى عال‪ ،‬إال‬
‫بوضعه باستمرار‪ ،‬وبوتيرة مكثفة‪ ،‬أمام مشكالت كثيرة ومعقدة‪ ،‬تتطلب تجنيد أنواع مختلفة من المكتسبات‪.‬‬

‫الوضعية المشكلة ليست أي وضعية ديداكتيكية‪ ،‬إنها وضعية تتمحور حول تخطي عائق محدد بشكل مضبوط‪،‬‬
‫وتضع المتعلم في موقع اتخاذ سلسلة من القرارات للوصول إلى الهدف‪ ،‬عبر مواجهة صعوبات تتوفر على مقاومة‬
‫كافية‪ ،‬تدفع بالمتعلم إلى توظيف واستحضار جميع مكتسباته وتصوراته السابقة‪ ،‬ووضعها أمام المحك للتأكد من‬
‫مدى قدرتها على تمكينه من تجاوز الصعوبات‪.‬‬

‫بمعنى آخر هي وضعية تعلم‪ ،‬يواجهها المتعلم‪ ،‬تكون معارفه‪ ،‬وخبراته السابقة‪ ،‬غير كافية‪ ،‬إليجاد الحل الفوري لها‪ ،‬فيسلك مسلكا مكلفا‬
‫من حيث الوقت والجهد‪ ،‬كما تكون الطريقة إلى يسلكها‪ ،‬محفوفة بعقبات‪ ،‬قد تؤدي به إلى الخطأ‪ .‬ومن ثم يالحظ المتعلم‪ ،‬ويشعر بقصور‬
‫معرفته‪ ،‬إما من خالل النتيجة الخاطئة‪ ،‬أو من خالل الطريقة التي سلكها‪ ،‬فيضطر إلى تعديل‪ ،‬أو تطوير المنظومة القديمة التي يفكر‬
‫بها‪ ،‬و يمارسها‪ ،‬فيتم حدوث تعلم جديد‪.‬‬
‫خصائص الوضعية المشكلة البنائية‬

‫دالة‪ :‬مرتبطة بواقع المتعلم المعيشي و االجتماعي‬ ‫•‬

‫إدماجية‪ :‬تتطلب تعبئة موارد المتعلم و إدماجها‬ ‫•‬

‫إنتاجية‪ :‬أن تكون إجابة المتعلم منتظرة باستمرار‬ ‫•‬

‫‪ ‬ضرورة‪ ‬أن تتض ّمن الوضعية‪-‬المشكلة مجموعة من القيّم‪ ،‬مثل مراعاة مق ّومات شخصيّة مجتمع المتعلّم واحترام المحيط‬ ‫•‬
‫وسالمة الفرد‪...‬‬

‫‪ ‬جعل‪ ‬الوضعيّة‪ ‬المشكلة مفتوحة فتتوفّر فرص النّقاش والتفاوض وتبادل الرأي بين المتعلّمين‪  .‬‬ ‫•‬

‫‪ ‬من األفضل أن تعتمد‪ ‬الوضعيّة‪-‬المشكلة‪  ‬سندات‪ ‬ووثائق حقيقية‪.‬‬ ‫•‬

‫إدراج‪ ‬معلومات مش ّوشة فتكتسب الوضعيّة‪-‬المشكلة طابعا واقعيّا‪ ،‬كأن تُعرض على المتعلّمين سندات أو وثائق تتض ّمن‬ ‫•‬
‫معلومات وبيانات يحتاجها المتعلّم في ح ّل الوضعيّة وأخرى ال يحتاجها‪.‬‬
‫خصائصها حسب جيراردو فيتشي ونيكول كارمونا‬
‫‪et Nicole Carmona Gérard de Vecchi‬‬

‫ارتباطها بعائق محدد يمكن تجاوزه و الوعي به من طرف التلميذ من خالل تصوراته (تمثالته)‪.‬‬ ‫•‬

‫تولد التساؤالت لدى التلميذ وال يكتفي فقط بأسئلة المدرس وحدها‬ ‫•‬

‫تناسبها مع وضعية مشكلة معقدة مرتبطة بال‪F‬واقع ما أمكن ذلك منفتحة على مختلف االجابات‬ ‫•‬
‫المقبولة و مختلف االستراتيجيات المستعملة‪.‬‬
‫خصائصها حسب ‪ASTOLFI‬‬

‫أن تكون منظمة حول عائق محدد بدقة‪.‬‬ ‫•‬

‫ذات طابع حقيقي و ملموس‪ ،‬تمكن المتعلم من وضع فرضيات و تخمينات‪.‬‬ ‫•‬

‫يدرك المتعلمون ان الوضعية المقترحة عليهم عبارة عن لغز حقيقي ينبغي حله‪.‬‬ ‫•‬

‫تمارس نوعا من المقاومة الستفزاز ال‪F‬متعلم‪ ،‬إلعادة تحليل‪ ،‬وتنظيم معلوماته ال‪F‬سابقة‪ ،‬إلنتاج‬ ‫•‬
‫معلومات جديدة‪.‬‬

‫توصف ضمن لغة واضحة و مفهومة من قبل التلميذ‪.‬‬ ‫•‬


‫أهمية الوضعية المشكلة‬

‫تدفع المتعلم إلى تقدير الذات وزرع الثقة بالنفس و التعبير بحرية و تقبل مواجهة الخطأ بإعادة‬ ‫•‬
‫النظر في أساليب التفكير و استراتيجيات العمل‪.‬‬

‫تنمية قدرات المتعلم على التواصل و البرهنة و الحجج من خالل فترات المناقشة و الحوار‪.‬‬ ‫•‬

‫تنمية مجموعة من ا‪F‬لقيم لدى المتعلم خاصة قيمة التعاون أثناء عمل‪F‬ية البحث عن حلول داخل‬ ‫•‬
‫المجموعة و االنصات و اعتبار االخر‬

‫تنمية روح المبادرة و تحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫•‬

‫تعلم ال‪F‬متعلم كيف يواجه ما قد يعترضه من مشاكل‪.‬‬ ‫•‬


‫دور المدرس أثناء حل الوضعية المشكلة البنائية‪:‬‬

‫يتابع المدرس االعمال الفردية عن كثب‪ ،‬ويالحظ المحاوالت المتعثرة و الصائبة الستثمارها أثناء المناقشة‬ ‫•‬
‫الجماعية في بناء التعلمات‪.‬‬

‫يحرص على إشراك جميع التالميذ في البحث عن الحل حتى يتجنب اتكال بعض التالميذ على غيرهم أو‬ ‫•‬
‫على االستاذ نفسه‪.‬‬

‫يحفز المتعلمين و يشجعهم على مالمسة الجوانب المهمة للمشكل التي تثير فضولهم و تدفعهم للبحث عن‬ ‫•‬
‫حل للمشكل ألنه كلما كان الدافع قويا ازدادة مردودية المتعلم‪.‬‬

‫يجب على االستاذ أن يتنقل بين الصفوف لتتبع أنشطة التالميذ نظرا لما له من أهمية قصوى‪.‬‬ ‫•‬

‫يلعب االستاذ دور الموجه و المنشط وال يتدخل إال عند اللزوم ‪.‬‬ ‫•‬

‫يجب عل المدرس طرح أفكار ونظريات جديدة كلما أحس بتهاون‪ ،‬و ملل المتعلمين قصد دفعهم إلى‬ ‫•‬
‫االستمرار في البحث‪.‬‬

You might also like