You are on page 1of 12

‫السنة التكوينية‪ 2019 :‬ـ ‪2020‬‬

‫الميدان الثالث‪ :‬مراحل تطور النظام التربوي الجزائري‬

‫‪ 1‬ـ التربية في الجزائر خالل العهد العثماني‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ السياسة التربوية الفرنسية في الجزائر‬

‫‪ 3‬ـ التربية والتعليم عند جمعية العلماء المسلمين‬

‫‪ 4‬ـ النظام التربوي الجزائري بعد االستقالل‬


‫‪ 1‬ـ التربية في الجزائر خالل العهد العثماني‬

‫‪ 1‬ـ مميزات التعليم‬

‫‪ 2‬ـ إدارة التعليم‬

‫‪ 3‬ـ مراحل التعليم‬

‫‪ 4‬ـ تقييم التعليم في هذه المرحلة‬


‫الوضع التربوي في الجزائر خالل العهد العثماني‬
‫‪ 1‬ـ مميزات التعليم‪:‬‬

‫تميز التعليم في العهد العثماني بميزتين‪:‬‬


‫أوال‪ :‬أ ن التعلي م والتعل م ف ي العه د العثمان ي ل م يك ن شأن ا‬
‫حكومي ا‪ ،‬ب ل كان م ن مهام المجتم ع ومس ؤوليته‪ ،‬وعل ى‬
‫ذلك فإنه كان تعليما حرا يمارسه أفراد الشعب ويسهرون‬
‫على إقامة مؤسسات له بما سعت له إمكانياتهم المادية‪،‬‬
‫وتوفي ر ك ل الظروف الت ي تس اهم ف ي أداء هذه الوظيف ة‬
‫عل ى أحس ن حال‪ ،‬بدء ا م ن بناء الكتاتي ب والمس اجد‬
‫والمدارس وانتهاء بتوفير الكتب ومرتبات المعلمين‪.‬‬
‫ثانيـا‪ :‬أـن هذا التعليـم كان تعليمـا دينيـا بالدرجـة األولـى‪،‬‬
‫إـذ أـن التعليـم العربـي اإلسـالمي منـذ نشأتـه‪ ،‬اتخـذ مكانـا‬
‫لــه المســجد والجامــع‪ ،‬وكان الهدف الدينــي فيــه هــو‬
‫األغلـب ومـن الواضـح أنـه كان لـه تقاليده‪ ،‬وطرائقـه‪،‬‬
‫ومؤسـساته المتشابهـة فـي كـل الواليات العثمانيـة‪ ،‬وقبـل‬
‫هيمنـة الدولـة العثمانيـة عليهـا‪ ،‬بـل كانـت ال تختلـف فـي‬
‫الواقـع‪ ،‬عمـا كانـت عليـه فـي أراضـي الدولـة العثمانيـة‬
‫نفسها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إدارة التعليم‪:‬‬
‫أ ـ الكتاب‪ :‬كان التعليم في الجزائر وفي جميع أنحاء العالم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬يبدأ في سن مبكرة فيما كان يسمى بالكتاب‪ ،‬أو المكتب‪،‬‬
‫أو المسيد‪ .‬وكان التعليم في الكتاب مجانا‪ ،‬إذ كان قد أسسه بعض‬
‫األثرياء‪ ،‬أو بعض رجال الدولة من قضاة ووالة وغيرهم‪ ،‬كانوا‬
‫يشتركون مع األهالي في هذه المهمة الخيرية‪ ،‬إذ يكون قد خص‬
‫بأوقاف معينة‪ ،‬تصرف منها أجور الشيخ‪ ،‬وأحيانا ما يلزم تالميذه‬
‫من نفقات غذاء ولباس‪ ،‬وال سيما منهم األيتام والفقراء‪ ،‬أما إذا‬
‫كان منشئ الكتاب هو الشيخ نفسه‪ ،‬فإنه كان يتقاضى من كل طفل‬
‫أجرة زهيدة‪ ،‬وتقدم في القرى على شكل هدايا نوعية‪.‬‬
‫لم يكن التعليم في الكتاتيب يرتبط بمراحل عمرية محددة‪ ،‬فعادة ما‬
‫يتراوح عدد المريدين ‪ 15‬و‪ 20‬طفال يزاولون الدراسة بها من ‪3‬‬
‫إلى ‪ 4‬سنوات‪ ،‬أما من يرغب في مواصلة الدراسة فيبقى لسنوات‬
‫أخرى من أجل تعلم وحفظ القران كله‪.‬‬
‫ب ـ الزوايا‪ :‬كانت تنتشر خاصة في الريف‪ ،‬ربما الفتقار األرياف‬
‫للمراكز التعليمية األخرى‪ ،‬إضافة إلى انتشار الصوفية التي كانت‬
‫تتخذ من الزوايا مراكز لها‬
‫وقد قسمت الزوايا في الجزائر إلى نوعين‪ :‬زوايا حرة ال تنسب إلى‬
‫ولي أو طريقة صوفية يدير شؤونها مجلس يتكون من الطلبة‪.‬‬
‫والنوع اآلخر تخضع في تسيير شؤونها إلى الشيخ المؤسس‪.‬‬
‫وتعتمد الزوايا في تمويلها على مصادر الوقفية (مزرعات واسعة‪،‬‬
‫معاصر الزيتون‪ ،‬وسائل النقل ‪...‬الخ) وأيضا من ترعات المسلميت‬
‫وهباتهم (األموال النقدية‪ ،‬المواد الغذائية‪ ،‬والتجهيزات أحيانا)‬
‫‪:‬ـ مراـحل اــلتعليمـ ‪3‬‬
‫التعليم األولي(االبتدائي)‪ :‬كان الطفل في هذه المرحلة األولية‪ ،‬يعلم‬
‫القرآن الكريم تالوة‪ ،‬وحفظا عن ظهر قلب‪ ،‬وكان يعلم أيضا‬
‫القراءة بصفة عامة ‪ ،‬والكتابة‪ ،‬وبعض الحساب‪ ،‬وقليل من‬
‫المعارف الدينية‪ ،‬واللغة العربية‪ .‬وقد كانت المدارس القرانية‬
‫المنتشرة في كل القرى واالحياء الجزائرية تتولى مهمته‪ ،‬تسمى‬
‫في الريف ”الشريعة“ وفي المدينة اسم المسيد‪.‬‬
‫التعليم الثانوي‪ :‬وكان يجري في الجوامع والمساجد والمدارس‬
‫والزوايا والخوانق والربط‪ ،‬المنتشرة انتشارا واسعا في البالد‪،‬‬
‫وكانت كل مؤسسة من تلك المؤسسات التعليمية تختلف عن‬
‫األخرى‪ ،‬في حجمها ومعلميها‪ ،‬وعدد طالبها‪ ،‬ومناهج تعليمها‪،‬‬
‫ويرتبط هذا بصفة خاصة‪ ،‬باألوقاف المخصصة لها من الهيئة التي‬
‫أنشأتها وبمستوى مدرسيها من العلم والمعرفة‪ ،‬وبطرائق‬
‫تدريسهم التي يجذبون بها طالب العلم بل والعلماء إليهم ال من‬
‫اإلقليم الذي تقع فيه فقط ‪ ،‬وإنما من األقاليم اإلسالمية األخرى‬
‫أيضا‬
‫وقد كان الطالب في النهاية ينال إجازة تشهد بأنه درس جميع‬
‫العلوم التي تدخل في نطاق تخصصه‪،‬وهي عبارة عن تعبير شفوي‬
‫من المدرس إلى التلميذ‪.‬‬
‫ج ـ التعليم العالي‪ :‬ما يمكن تسجيله بالنسبة لهذا الطور غياب‬
‫الهياكل المتكفلة به خصوصا‪ ،‬حيث لم يكن في الجزائر جامعة‬
‫واحدة بالمعنى المتعارف عليه‪ ،‬غير أن دروس جوامعها كانت‬
‫تضاهي بل قد تفوق أحيانا دروس الجامع األموي بدمشق‬
‫والحرمين الشريفين لتنوع الدراسات فيها‪ ،‬وتردد األساتذة عليها‬
‫من مختلف أنحاء العالم‪.‬‬
‫‪:‬ـ ت قييم ا لتعليم ف يا لعهد ا لعثماني‪4‬‬
‫‪ 1‬ـ ربما كانت السلطة العثمانية ال ترى في التنمية الثقافية التي‬
‫تتصل اتصاال وثيقا بالمستوى التعليمي في البالد طموحا يعنيها‪،‬‬
‫بقدر ما كان يعنيها التحكم في ميادين الحياة األخرى خاصة‬
‫السياسة واالقتصاد‪ ،‬و لكن ما يحفظ لألتراك هو أنه‪ :‬وان لم‬
‫يشجعوا التعليم فإنهم لم يعرقلوه ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ كان (التعليم) منتشراً في صفوف الجزائريين كباراً وصغاراً‪،‬‬
‫حيث انتشر التعليم بين األوساط الشعبية في القرى والمدن‬
‫والمداشر حتى أصبح غالبية أفراد الشعب الجزائري متعلمون‬
‫‪ 3‬ـ غياب الطابع النظامي‪ ،‬أوالتأطير الحكومي عن الممارسة‬
‫التعليمية سبب تراجعا في األداء المهني لهذا النشاط؛ فلم تكن‬
‫مهنة التعليم من المهن المرغوب فيها أو المربحة خالل‬
‫العهدالعثماني‪ ،‬فقد كانت مهنة ال تجلب إلى صاحبها إال الفقر‬
‫الفقر‪ ،‬إال أنها تجلب إليه عطف الناس واحسانهم‪ ،‬واحترامهم‬
‫المعنوي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ مستوى التعليم المقدم في الزوايا والمساجد‪ ،‬وبناء على ما‬
‫نقله الباحثون لنا‪ ،‬فإن التعليم كان يسير فيها بطريقة عشوائية‪،‬‬
‫بحيث كان الطلبة يتابعون الدراسة لعدد من السنين قد تقصر أو‬
‫تطول‪ ،‬يدرسون كتابا أو كتابين في الفقه المالكي‪ ،‬وكتابا أو كتابين‬
‫في البالغة والقواعد‪ ،‬بعد حفظ القرآن كله حفظا جيدا‪ ،‬وبقيت‬
‫مناهجها على تلك الحالة الجامدة منذ قرون دون تغيير‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تجاهل تعليم المرأة وتركها أمية جاهلة تتخبط في غياهب الجهل‬
‫والضياع‬
‫‪ 6‬ـ التعليم كان يقتصر على الحفظ دون الفهم والشرح والتحليل‬
‫ً‬
‫جامعة للدراسات‬ ‫‪ 7‬ـ لم يهتموا بالتعليم العالي فلم ينشؤوا معه ًدا أو‬
‫العليا كجامع الزيتونة المبارك أو جامع األزهر الشريف‪.‬‬
‫السنة التكوينية‪ 2019 :‬ـ ‪2020‬‬

You might also like