You are on page 1of 8

‫‪ 

‬تقديم ‪:‬‬
‫‪-‬سلمى جعفري‬
‫‪-‬سعاد شمي‬
‫‪-‬شيماء عربي‬
‫تحت إشراف األستاذ‬
‫‪-‬حنان النعيمي‬ ‫القدير‪:‬‬
‫‪-‬نادية عاللي‬
‫ذ‪ .‬رفيق‬

‫‪1‬‬
‫مراحل دعوةالرسول ﷺ‬
‫تمهید‬
‫‪ ‬‬

‫ما إن علم النبي ﷺ أنه رسول هذه األمة وأنه سيالقي الصعاب والشدائد في‬
‫س بيل نش ر هذه الدعوة الت ي ارتكزت عل ى توحي د هللا ‪ ،‬وإفراده بالعبادة‪،‬‬
‫واإليمان باليوم اآلخر والبعث والحساب‪ ،‬والدعوة إلى مكارم األخالق‪ ،‬حتى سلك‬
‫كاف ة الس بل لنش ر هذه الدعوة؛ لذا مرت الدعوة بمرحلتي ن‪ ،‬إحداهم ا س رية‬
‫واألخرى جهرية‪.‬‬
‫أتعرف بداية مرحلة الدعوة السرية‪ .‬قال هللا تعالى‪ ) :‬يْأيُّها ا ْلمدَّثر‪ ،‬قم فَ ِ‬
‫َأنذ ْر‬ ‫َ َ ُ‬
‫الر ْج َزفاهجر(‬ ‫كبَ ْر‪َ ،‬وثَِيابَ َ‬
‫ك فَطَهر‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ك فَ َ‬
‫َو َربَّ َ‬
‫‪ ‬بعد نزول آیات املدثر قام رسول هللا ﷺ يدعو إلى هللا عز و جل و إلى اإلسالم‬
‫سرا‪ ،‬حفظا للدعوة من بطش املشركين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أوال ‪ :‬معايير اختيار الرسول ﷺ النخبة األولى للدعوة ‪:‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫املتصفون باألمانة‬ ‫أهل الثقة من‬ ‫أصحاب العقول‬
‫واملسؤولية‬ ‫املقربين‬ ‫الراجحة‬
‫السابقون األولون إلى الدعوة‬

‫السيدة خديجة بنت خويلد أم املؤمنين رضي هللا عنها‬ ‫‪ 1‬من النساء‬
‫‪.‬وأرضاها‬
‫أبو بكر الصديق ‪.‬‬ ‫‪ 2‬من الرجال‬

‫علي بن أبي طالب رضي هللا عنه ابن عم النبي ﷺ وهو في‬ ‫‪ 3‬من الصبيان‬
‫العاشرة من عمره‪.‬‬
‫زيد بن حارثة رضي هللا عنه‪.‬‬ ‫‪ 4‬من املوالي‬

‫ثانيا ‪ :‬دور أبي بكر الصديق رضي هللا عنه في الدعوة السرية‪:‬‬

‫قام الصديق رضي هللا عنه بدور كبير في الدعوة إلى هللا سرا‪ ،‬فبمجرد‬
‫إسالمه أسرع إلى نشر الدعوة بين أصحابه‪ ،‬فأسلم على يديه نخبة كان‬
‫لها األثر الكبير في نشر الدعوة داخل مكة وخارجها‪ ،‬منهم عثمان بن‬
‫عفان رضي هللا عنه و الزبير بن العوام حواري رسول هللا ﷺ وابن‬
‫عمته صفية بنت عبد املطلب وسعد بن أبي وقاص ( خال النبي ﷺ ) ‪،‬‬
‫فكان إسالم أبي بكر الصديق إسالم أمة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حسن اختيار مقر الدعوة‬

‫اختار النبي ﷺ دار األرقم بن أبي األرقم لتكون أول مركز دعوي إسالمي يجتمع‬
‫فيه الرسول )ص( بمن أسلم‪ ،‬يعلمهم ويزكيهم‪ ،‬حتى بلغوا أربعين ً‬
‫فردا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬بداية مرحلة الدعوة الجهرية‪:‬أمر هللا و رسوله أن يصدع بالحق‪ ،‬وال يخشى في هللا‬
‫ِ‬ ‫َأصدَ ْع بَِما تُْؤ َم ُر َو ْ‬
‫ين ) ‪ .‬وأن يبدأ بدعوة‬ ‫ض عَ ِن ا ْل ُم ْشرِك َ‬
‫َأعرِ ْ‬ ‫لومة الئم‪ ،‬فأنزل عليه قوله تعالى‪َ ( :‬ف ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ين )‪ .‬فقام بدعوة بني هاشم ومن معهم‬ ‫ك اَأْلقْ َربِ َ‬
‫يرتَ َ‬
‫أهله وعشيرته‪ ،‬فقال مخاطبا له‪َ ( :‬وَأنذ ْر عَش َ‬
‫من بني املطلب‪ ،‬وصعد النبي ﷺ على الصفا فجعل ينادي‪ « :‬يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش ‪-‬‬
‫حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسوال لينظر ما هو ‪ ،‬فجاء أبو لهب‬
‫وقريش فقال‪ :‬أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيال بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ما جربنا عليك إال صدقا‪ ،‬قال‪ « :‬فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك سائر‬
‫اليوم ألهذا جمعتنا ؟ (‪ . )۳‬فأنزل هللا تبارك وتعالى آيات يدافع فيها عن نبيه ﷺ فقال سبحانه‬
‫َ َّ ْ َ َ َأ َ َ َ َ َّ َ َأ ْ َ ْ ُ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ َأ ُ ُ َ َّ َ َ‬
‫وتعالى‪ ﴿ :‬تبت يدا ِبي له ٍب وتب ما غنى عنه ماله وما كسب سيصل نارا ذات ه ِب وامر ته حمالة‬
‫جيد َها َح ْب ٌل ِّمن مسد))‬ ‫ْ َ‬
‫الحطب في ِ‬

‫خصائص مرحلة الدعوة الجهرية‬

‫اإلعراض عن املشركين‬ ‫إعالن الدعوة‬


‫‪.‬وعدم مقاومتهم‬ ‫للناس كافة‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫خامسا‪:‬أنواع اإليذاء واألس‪b‬اليب التي اتبعها املشركون في محاربة الدعوة‪.‬‬

‫استخدم الكفار أنواعا وأساليب كثيرة في محاربة الدعوة منها ‪:‬‬

‫أوال اإليذاء املعنوي‪ :‬قد يكون له األثر الكبير على النفس‪ ،‬وقد يفوق البناء املادي‪ ،‬وهذا ما استخدمته‬
‫قريش في بداية الدعوة اإلسالمية‪.‬‬
‫أساليبه ‪:‬‬
‫‪ -1‬الضغط النفسي ‪:‬‬
‫ذهب وفد من أشراف قريش إلى أبي طالب فقالوا‪ :‬يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا‬
‫وسفه أحالمنا وضلل آباءنا‪ ،‬فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه‪.‬‬
‫فقال لهم أبو طالب قوال رقيقا وردهم ردا جميال فانصرفوا عنه‪ ،‬ومضى رسول هللا ﷺ إلى ما هو عليه يظهر‬
‫دين هللا ويدعو إليه‪.‬‬
‫‪ -2‬االتهام بالباطل وتشويه الحقيقة‪:‬‬
‫شنت حمالت مكثفة من التشويه املتعمد ضد النبي ﷺ ودعوته منها‪:‬‬
‫ال ْال َكا ِف ُرو َن َه َذا َساحر َك َذ ُ‬
‫اب‬ ‫أ ‪ -‬االتهام بالسحر والكذب‪َ ( :‬و َق َ‬
‫)‬

‫َ ُ َأ َّ‬
‫ب ‪ -‬االستهزاء به ووصفه بالجنون‪َ ﴿ :‬وقالوا َي ُّي َها ال ِذي ُن ِز َل‬
‫مَل َ َ‬ ‫ََْ ّ ْ‬
‫الذك ُر ِإ َّن َك ْج ُنون )‬
‫علي ِه ِ‬

‫ج ‪ -‬االتهام أن القرآن من نظمه ومن جلوسه مع األخرين ‪:‬‬


‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َ َأ‬
‫( َولق ْد ن ْعل ُم َّن ُه ْم َي ُقولون ِإ َّن َما ُي َع ِل ُم ُه َبشر )‬
‫‪ -3‬اإلعراض عن االستماع للدعوة‬
‫حاول املشركون منع الناس من سماع الدعوة وعدم ترك فرصة للنبي ﷺ لبيان ما يدعو إليه‪ ،‬ووصل بهم‬
‫الحال إلى التشويش والتصفيق حتى ال يسمعوا القرآن الكريم خوفا من تأثيره عليهم فلم يفلحوا‪.‬‬
‫َ َّ ُ َ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫اَل َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ‬
‫ين ك َف ُروا ت ْس َم ُعوا ِل َهذا ال ُق ْر ِان َوالغ ْوا ِف ِيه ل َعلك ْم تغ ِل ُبون )‬ ‫قال هللا تعالى‪ ( :‬وقال ال ِذ‬

‫‪4-‬التفاوض واملساومة ‪:‬‬

‫عندما لم تفلح املحاوالت السابقة لجأ املشركون إلى التفاوض مع الرسول ﷺ مع‬ ‫‪‬‬
‫ُ‬
‫ومساومته‪ ،‬بأن يعبدوا هللا يوما وأن يعبد سيدنا محمد ﷺ آلهتهم يوما‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬ق ْل‬
‫ُ اَل َأ‬ ‫اَل َأ َ‬ ‫َ َأ‬ ‫َ اَل َأ‬ ‫َ‬ ‫اَل َأ‬ ‫َْ‬
‫يايهاالك ِف ُرو َن ْع ُب ُد َما ت ْع ُب ُدون َو ُنت ْم َع ِب ُدون َما ْع ُب ُد َو نا َع ِاب ُد َما َع َبدك ْم َو ُنت ْم‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َأ‬
‫َع ِب ُدون َما ْع ُب ُد لك ْم ِد َينك ْم َو ِل َي ِد ِين ) ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإليذاء املادي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بعدما فشلت محاوالت مشركي مكة في اإليذاء املعنوي زادت نقمتهم وزاد غضبهم وحقدهم‬ ‫‪‬‬

‫على النبي وأصحابه املستضعفين‪ ،‬فلجأوا إلى اإليذاء املادي بأساليب عدة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ما تعرض له النبي ﷺ‪:‬‬

‫وضع األشواك‪:‬‬
‫كانت أم جميل ( َأزوجة عمه أبى لهب ) تضع األشواك في طريقه ﷺ وعلى بابه ليال‪ ،‬فقال هللا‬
‫يد َها َح ْب ٌل ِّمن مسد ) ‪.‬‬ ‫َ ُُ َ ََ ْ َ‬
‫تعالى‪ ( :‬و ْام َر ته‪ ،‬ح َّمالة الحطب ِفي ِج ِ‬
‫وضع األوساخ ‪:‬‬
‫قام بعض كفار قريش بوضع سال الجزور وفرث األنعام على ظهر رسول هللا ﷺ وهو ساجد أمام‬
‫الكعبة‪.‬‬
‫الخنق‬
‫حاول املشركون خنق الرسول ﷺ وهو قائم يصلي‪ ،‬إلى أن جاءه أبو بكر ومنعهم وقال لهم‪:‬‬
‫أتقتلون رجال أن يقول ‪ -‬ربي هللا ‪.‬‬
‫القتل أو الحبس أو النفي‪:‬‬
‫اجتمع مشركو قريش في دار الندوة‪ ،‬فتشاوروا في أمر الدعوة اإلسالمية‪ ،‬ففكروا في ثالث َأوسائل‪،‬‬
‫َ ْ َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ َ‬
‫ين كف ُروا ِل ُيثبتوك ْو‬ ‫وهي‪ :‬حبسه ‪ ،‬أو اغتياله‪ ،‬أو نفيه ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬وِإ ذ يمكر ِبك ال ِذ‬
‫ين )‪.‬‬‫الل ُه َخ ْي ُر امْل َكر َ‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وك َأ ْو ُي ْخر ُج َ‬
‫وك َو َي ْمك ُرو َن َو َي ْمك ُر هللا و‬ ‫َي ْق ُت ُل َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫واتفق رأيهم أخيرا على قتله شريطة اشتراك شبان من مختلف بيوتات قريش؛ حتى يتوزع دمه‪،‬‬
‫فال يستطيع بنو هاشم املطالبة بدمه‪.‬‬
‫‪2‬ما تعرض له الصحابة‬
‫التعذيب ‪ :‬تعرض خباب بن األرت هللا للتعذيب حتى ظهرت اآلثار على جسده‪.‬‬
‫القتل‪ :‬مثلما حدث ألسرة عمار بن ياسر‪ ،‬فقد قتل ياسر األب واألم سمية‪.‬‬
‫‪3-‬اإليذاء الشامل ( املقاطعة العامة ) ‪:‬‬
‫قرر كفار قريش مقاطعة املسلمين وبني هاشم دون أبي لهب ‪ ،‬فتعاهدوا وتواثقوا على ذلك‪،‬‬
‫وعلقوا صحيفة املقاطعة بالكعبة وفيها أنهم ال يتزوجون منهم وال يزوجونهم‪ ،‬وال يبيعون‬
‫لهم شيئا‪ ،‬وال يشترون منهم‪ ،‬فاضطر بنو هاشم وبنو عبد املطلب إلى النزوح إلى شعب أبي‬
‫طالب شرقي مكة‪ ،‬وقطعت عنهم قريش كل أنواع املؤن‪ ،‬ولم يكن يتاح لهم االختالط‬
‫بغيرهم من الناس إال في األشهر الحرم حين يفد العرب إلى مكة لزيارة البيت الحرام‪ ،‬وبلغ‬
‫بهم ا حدا ال يطاق‪ ،‬فذاقوا الجوع والحرمان حوالي ثالث سنوات ال يصل إليهم القوت إال‬
‫خفية‪.‬‬

‫وأخيرا أخذت الحمية والرأفة نفرا من القرشيين‬


‫منهم‪ :‬هشام بن عمرو بن الحارث العامري‪ ،‬وزهير‬
‫بن أمية بن املغيرة املخزومي واملطعم بن عدي بن‬
‫نوفل بن عبد مناف‪ ،‬وأبو البختري ابن هشام‪،‬‬
‫واألسود بن عبد املطلب بن أسد‪ ،‬وتعاهدوا على‬
‫نقض الصحيفة رغم اعتراض أبي جهل‪ ،‬وخرجوا‬
‫إلى بني هاشم‪ ،‬وبني عبد املطلب‪ ،‬وطلبوا منهم‬
‫العودة إلى منازلهم‪ ،‬وأرادوا شق الصحيفة‪،‬‬
‫فوجدوا األرضة قد أكلتها إال ما كان من‪« :‬‬
‫باسمك اللهم »‪،‬وهي فاتحة ما كانت تكتب‬
‫قريش‬

You might also like