You are on page 1of 10

‫حمارضات يف مادة قواعد تفسري النصوص‬

‫ختصص ماسرت القانون اجلنايئ‬


‫تقدمي ‪ :‬أ‪ .‬د ‪ /‬آمنة سلطاين‬
‫مفهوم التفسري‬
‫يراد من التفسري تطبيق قاعدة من القواعد القانونية عىل أحوال الناس يف شؤوهنم اخملتلفة ‪.‬‬ ‫•‬
‫و م@ا جيد فهيا من وقائع ‪ ،‬و ذكل إبعامل حمكه@ا عىل احلاالت الواقعي@ة ال@يت يص@دق علهيا الف@رض فهيا ‪ ،‬الب@د قب@ل ذكل من خط@وة الزمة دامئًا له@ذا‬ ‫•‬
‫التطبيق و يه ‪ :‬حتديد مدلول تكل القاعدة القانونية لتحديد املعىن املراد مهنا ‪ ،‬و ذكل هو التفسري ‪.‬‬
‫فالتفسري إذن هو حتديد معىن القاعدة القانونية من واقع األلفاظ و العبارات و ادلالالت اليت عرب عهنا املرشع ‪.‬‬ ‫•‬
‫و التفسري ه@و ن@وع من أن@واع البي@ان ‪ ،‬و يقص@د ب@ه إظه@ار املقص@ود ب@أبلغ لف@ظ أي تفسري بعمل فه@و عمل ق@امئ بذات@ه هل أدوات@ه ووس@ائهل للوصول إلي@ه ‪.‬‬ ‫•‬
‫وهو من الفهم و ذاكء القلب ؛ و أصهل الكشف و الظهور ‪ ،‬فهو إمس للك ما كشف عن معىن الالكم و أظهره‪.‬‬ ‫•‬
‫• فه@و إظه@ار املع@ىن و إ يض@احه للمخاطب مفصًال عام تسرت ب@ه و علي@ه إظه@ار مع@ىن القاعدة القانوني@ة‬
‫• للمخاطبني هبا ( فهي خط@اب م@وجز) يظه@ر م@ا تسرت هبا من مغوض أو إ هبام أو تع@ارض أو عدم وضوح‬
‫• حيث يستحيل إ لزام اخملاطبني هبا تطبيقها و تنفيذها و يه هبذا الشلك إ ال حال التفسري ‪.‬‬
‫جماالت التفسري‬
‫• يرد تفسري النص@وص عىل النص@وص القانوني@ة س@واء الص@ادرة من السلطة الترشيعية (الربملان) أو السلطة التنفيذي@ة ( رئيس امجلهوري@ة و‬
‫الوزير األول و الوزراء) املراد تطبيقها و الصادرة مكتوبة يف اجلريدة الرمسية مفن رشوط التفسري ‪:‬‬
‫• ‪ .1‬أن@ه يرد عىل القواعد أو النص@وص املكتوبة فه@و معلي@ة برصية ترتد إ ىل ادلماغ لتتح@ول إ ىل مع@اين و مف@اهمي قال ميكن احلديث عن تفسري‬
‫نصوص غري مكتوبة اكلعرف مثًال أو املبادئ العامة للقانون ‪.‬‬
‫• حيث أن@@ه عن@@دما تريد هجة م@@ا استخالص مع@@ىن القاعدة القانوني@@ة من م@@دلوالت األلف@@اظ ال@@يت عرب عهنا املرشع يقتيض ذكل تفسري ه@@ذه‬
‫األلفاظ اليت يتكون مهنا النصوص القانوين ملعرفة حقيقة معناه اذلي يدل عليه ‪.‬‬
‫• حيث جاء األكرثية من الفقه بأن التفسري ال يرد إ ال عىل املصدر اذلي يأيت ابللفظ و املعىن معًا ‪.‬‬
‫• و القاعدة العرفية كام هو معروف تأىب طبيعهتا عىل ذكل كام أهنا سهةل الفهم دلى امجليع ال حتتاج إ ىل بيان و تفسري ‪.‬‬
‫فالقاعدة العرفية ليست نصًا مكتوًاب حيتوى عىل اللفظ و املعىن و لكهنا متثل ما إعتاده الناس من سلوك معني يف أمر معني ‪.‬‬
‫و إ ن اكنت القاعدة العرفي@@ة حتت@@اج إ ىل بي@@ان و إ يض@@اح ‪ ،‬فهي حتت@@اج إ ىل البحث فامي ص@@دقها و كوهنا تش@@لك عرفا أم ال ؟ و ذكل خيتل@@ط يف‬
‫البحث عن سلوك األفراد و استقراء عاداهتم ؛ فإذا دل الاستقراء عىل وجودها و ثبت صدقها ‪.‬دل ذكل الاستقراء و البحث عىل معناها‬
‫عند الناس يف الغالب ‪.‬‬
‫و عليه ميكن القول بأن القاعدة العرفية تأىب حبمك طبيعهتا أن تكون حمًال للتفسري ‪.‬‬
‫املب@@ادئ العام@@ة للق@انون فهي ك@@ذكل ت@أىب طبيعهتا أن تك@@ون حمًال للتفسري ويه عب@@ارة عن استخالص و كش@@ف القايض عن وجود‬
‫مب @@ادئ يف ادلستور أو الق@@انون قابةل للتطبيق عىل حاالت املنازعة املعروض@@ة علي @@ه و ال @@يت يطبقه@@ا و يضفي علهيا اخلصوصية و يرشهحا و‬
‫يفرسها يف أحاكمه و اجهتاداته فهي ليست حباجة إ ىل تفسري‬
‫• ‪ .2‬من رشوط التفسري أن يرد عىل نص@وص غري واحضة أو مهبم@ة ف@إذا اكنت ألف@اظ النص واحضة وعبارته داةل عىل م@ا يريد الش@ارع التعبري‬
‫اجهتاد م@ع @وضوح الن@ص و@ ه@و م@ا يسمى‬ ‫عن@ه@‪ ،‬اكن عىل امل @فرس أن يأخذ ابملعىن ا@ذلى ت@د@ل علي@ه ألف@اظ @النص وم@دل@ول @عب@ارته‪ .‬فالقاع@دة @أن@ه ال @‬
‫ابلنص املفرس‬
‫• إ ي ش@ارح أللفاظ@ه و مدلوالت@ه وهو م@ا ي@أيب بطبيعت@ه التفسري ؛ و علي@ه ف@إن النص@وص اجلنائي@ة ق@د تن@درج مضن ه@ذا املع@ىن و النط@اق فاألص@ل‬
‫فهيا الوضوح‬
‫• حفني أن النص@وص اجلنائي@ة من صفاهتا و خصائصها أن تك@ون واحضة حمددة بعي@دة عن الغم@وض و عدم التحدي@د ((فاله@دف من مب@دأ الرشعية‬
‫ه@و@ ضامن إ خط@ار @امجله@ور مبا يعترب @جرمية و ابلعق@اب املرتتب عل@هيا و ابلقيود ال@واردة عىل احلرية ‪،‬و ه@و م@ا يستلزم و@ضو @ح قص@د الش@ارع ولك‬
‫مغوض يف النص@ اجلن@ايئ من ش@أنه أن ي@ؤدي @إ ىل التح@مك القض@ا@يئ اخلط@ر ‪ ،‬و ه@و م@ا @عرب عن@ه @اجمللس @ادلستوري ال@فرنيس عن ه@ذا املب@دأ يف‬
‫قوهل برضورة @أن يع@رف @املرشع ا@جلرامئ @يف عب@ارات واحضة @و حمددة @بطريق@ة@ اكفي@ة ‪@ ،‬و ذكل ال ستعاب التحمك ))@ @وهو م@ا يطل@ق علي@ه@ حالي@ًا‬
‫مبب@دأ األمن @الق@انو@ين و ه@و @نتي@جة @اع@رتاض@ات@ الش@ار@ع الفرنيس ( @امجلاهري)@ عىل إ رادة @املرشع@ يف إ ص@دا@ره و سن@ه لنص@و@ص غامض@ة و غري واحضة و‬
‫حىت إ ن اكنت لغهتا @تقنية مبا يستع@ىص عىل @اخملاطبني هبا فهمها و عليه قرروا عصيان@ مدين عىل تنفيذ و تطبيق هذا القوا @نني ‪.‬‬
‫و قىض بأن القانون جيب أن يعرف األراكن املكونة للجرمية يف عبارات واحضة حمددة ‪ ،‬فإذا عاقب املرشع عىل جرمية معينة دون حتديد أراكهنا اليت‬ ‫•‬
‫تقوم علهيا ‪ ،‬فإن النص الترشيعي اذلي تضمنه القانون يف هذا الشأن يكون غري مطابق لدلستور‪.‬‬
‫و قد ذهب البعض بصدد البحث يف قاعدة مبدأ الرشعية اجلنائية ‪ ،‬بأن القايض اجلنايئ يلزتم إبتباع مهنج معني يف التفسري (يتقيد القايض اجلنايئ‬ ‫•‬
‫بتفسري القواعد اجلنائية ) يطلق عليه التفسري الضيق أو احلريف و هو اجتاه مدرسة الرشح عىل املنت يأيت رشهحا يف حيهنا عند دراسة مناجه‬
‫التفسري ‪.‬‬
‫(( وأنص@ار ه@ذا الاجتاه مه اذلين أنك@روا عىل القايض اجلن@ايئ سلطة التفسري ودع@وا إىل إسنادها إىل السلطة الترشيعية ‪ ،‬حىت ال يتح@ول القض@اة إىل‬ ‫•‬
‫مرشع@ني ‪ .‬ولكن مب@@دأ الفص@@ل @بني السلط@تني الترشيعية والقض@@ائية ال ي@@ؤد@ي إىل رفع@ واجب تفسري الق @انون عن عات@ق القض@@اة ألن التف@سري الصحيح‬
‫جيب آال يوسع أو يضيق من النطاق السلمي للقانون ‪ ،‬وال جيوز أن ينشئ معىن خيرج عن إ رادة القانون )) ‪.‬‬
‫إذا اكن التج@رمي والعق@اب يستند إىل الق@انون ‪ ،‬فإن@ه من غري املفه@وم ‪ ،‬احلديث عن التفسري الضيق أو احلريف للق@انون ‪ .‬فالقايض عن@دما يفرس الق@انون‬ ‫•‬
‫جمهتدًا ب@@ذ @ل الوسع و اجله@@د يف استنباط‬
‫ال يعطي ر@أي@@ه الشخيص ب@@ل @يستخدم قواعد@ و أس@@اليب و أدوات ع@مل التفسري ‪ ،‬و علي@@ه حىت يك@@ون @‬
‫األح@اكم القانونية من أدلهتا النصية@ يبحث عن املعىن احلقيقي للقانو @ن ‪ ،‬وعن قميته ا@ملوضوعية وفق @إدارة و مبتغى املرشع‪.‬‬
‫• هذا إ ىل أن مهنج التفسري احلريف أو الضيق جيد تربيره الوحي@@دة يف العرص اذلي نش @أ في@@ه ‪ ،‬حيث ظه@@رت املدرسة الالكسيكية بزعام@@ة‬
‫بياكراي كرد فع@@ل ض@@د حتمك النظ@@ام الق@@دمي والسلطة التحمكي@@ة للقض@@اة ‪ .‬ولكن املب@@دأ يف حدة ذات@@ه تنقص@@ه املوضوعية ‪ ،‬ذكل أن التفسري‬
‫الضيق أو احلريف يفرتض ادلق@@@ة من جانب املرشع يف التعبري عن إ رادت@@@ه ويه أم@@@ر غري موجود س@@@واء من حيث الش@@@لك أو املوضوع‬
‫فالقانون قد ينطوي عىل عدم دقة يف الصياغة وكثريًا ما تشوبه بعض املتناقضات الظاهرية‪.‬‬
‫• وال ميكن أن نط@@الب القايض ب@أن يك@@ون بوقًا يردد ه@@ذه األخط@@اء ‪ ،‬فعلي@@ه أن يبحث عن إ رادة واض@@ع الق@انون من خالل اكف@@ة العب@@ارات‬
‫والصيغ املستعمةل يف نصوصه املتاكمةل للتعبري عن ه@ذه اإل رادة ‪ .‬ومىت اكنت عب@ارة الق@انون واحضة ال لبس فهيا ‪ ،‬فإهنا جيب أن تع@د تعبريًا‬
‫عن إ رادة الش@ارع ‪ .‬ومن انحي@ة أخ@رى ‪ ،‬ف@إن إ رادة املرشع ال@يت مضهنا النص ليس@ت مب@دأ جام@دًا حمكوما ابلوقائع الاجامتعي@ة املت@وافرة وقت‬
‫وضع النص‬
‫• وال ميكن أن نط@@الب القايض ب@أن يك@@ون بوقًا يردد ه@@ذه األخط@@اء ‪ ،‬فعلي@@ه أن يبحث عن إ رادة واض@@ع الق@انون من خالل اكف@@ة العب@@ارات‬
‫والصيغ املستعمةل يف نصوصه املتاكمةل للتعبري عن ه@ذه اإل رادة ‪ .‬ومىت اكنت عب@ارة الق@انون واحضة ال لبس فهيا ‪ ،‬فإهنا جيب أن تع@د تعبريًا‬
‫عن إ رادة الش@ارع ‪ .‬ومن انحي@ة أخ@رى ‪ ،‬ف@إن إ رادة املرشع ال@يت مضهنا النص ليس@ت مب@دأ جام@دًا حمكوما ابلوقائع الاجامتعي@ة املت@وافرة وقت‬
‫وضع النص ‪ ،‬ب@@ل يه إ رادة متط@ورة بتط@ور ه@ذه الوقائع الاجامتعي@@ة طاملا أهنا تراعي املصلحة الاجامتعي@ة احملمي@ة ابلنص ‪ ،‬ذكل أن ه@ذه‬
‫املصلحة تبل@@ور إ رادة املرشع وحتدد تبع @ًا له@@ا نط@@اق تطبيق نصوصه ‪ ،‬ومل يصنع الق @انون من أجل الي@@وم فق@@ط ‪ ،‬ب@@ل إ ن@@ه صنع من أجل‬
‫املستقبل ‪ .‬وإ رادة الق@انون هبذا املع@ىن ترتك للتفسري همم@ة حتدي@د مع@ىن النص@وص القانوني@ة اجملردة يف ض@وء التح@والت والتغريات الاجامتعي@ة ‪.‬‬
‫وال جيوز املبالغ@ة يف ذكل خشية افرتاض القايض إل رادة الق@انون ألن@ه جيب أن يلزتم دامئًا ابإل رادة احلقيقي@ة أو املفرتضة افرتاض@ًا منطقي@ًا يف‬
‫ض@وء الوقائع الاجامتعي@ة اجلدي@دة ‪ ،‬ومع احرتام@ه للصيغة ال@يت استعماله الق@انون للتعبري عن ه@ذه اإل رادة حتقيق@ًا لالستقرار الق@انوين ‪ .‬ولك‬
‫احنراف من جانب القايض عن هذا سوف يعترب خطأ يف تأويل القانون تصححه حممكة النقض‪.‬‬
‫و هبذا الوضوح يتحقق لأل فراد الاستقراء القانوين و يتأكد مبدأ املساواة أمام القانون‬ ‫•‬
‫و عليه فقد اجته تفرس حممكة اجلناايت الفرنسية قاعدة جنائية؟ املبدأ الرئييس ‪ ،‬اذلي حددته السوابق القضائية ‪ ،‬واذلي تبناه قانون‬ ‫•‬
‫العقوابت ‪ ،‬هو مبدأ التفسري املقيد‪.‬‬
‫ووفًقا لهذا املبدأ ‪ ،‬جيب تفسري القوانني أو اللواحئ اليت تنطوي عىل عقوبة جزائية تفسًري ا صارًم ا (املادة ‪ 4-111‬من قانون العقوابت)‪ .‬إ هنا‬ ‫•‬
‫نتيجة مبارشة ملبدأ الرشعية ‪ .‬ومع ذكل ‪ ،‬من الواحض أنه إ ذا اكن إبماكن حممكة جنائية تفسري قاعدة من قواعد القانون اجلنايئ عىل نطاق‬
‫واسع ‪ ،‬فإن مبدأ الرشعية سينقلب برسعة‪ .‬تنهتي احملمكة مبعاقبة فعل ال يوجد قانون أو الحئة مل خيطط‪ .‬عىل القايض أن تصبح املرشع ‪.‬‬
‫هذا املبدأ هو ببساطة توجيه ال حيدد طرق التفسري املسموح هبا وأي طرق التفسري حمظورة‪ .‬يف حاةل ‪ ،‬عىل مر السنني‪ ،‬إنشاء قواعد‬ ‫•‬
‫الهني عن أوضاع معينة من التفسري‪ .‬من هذا التطور الفقهي ‪ ،‬يرتتب عىل ذكل ‪ ،‬أوًال ‪ ،‬أن التفسري عن طريق القياس حمظور ‪ ،‬واثنًيا ‪،‬‬
‫ُيفضل التفسري الترصحيي (إل رادة املؤلف‪ :‬التفسري الغايئ)‪..‬‬
‫تتبع •‬

You might also like