Professional Documents
Culture Documents
الأسواق المالية بحث
الأسواق المالية بحث
:المقدمة
یحظى موضوع األسواق المالیة باهتمام بالغ في األدب االقتصادي المعاصر ،خاصة بعد أن شهدت هذه األسواق تطورا ■
مهما،و أصبحت تحتل أهمية بالغة ضمن االقتصاد الوطني في أي دولة من دول العالم ،حیث تعتبر مرآة تعكس الوضع
االقتصادي ألي دولة ،وإلقاء نظرة على نشاط سوق األوراق المالیة بدولة ما في ظل المتغيرات االقتصادية واالجتماعية
والسیاسیة ،المحلیة والدولية ،كفیل بأن یعطي صورة أقرب إلى الصدق للوضع االقتصادي لتلك الدولة ،فهي تشكل
القنوات التي من خاللها يتم تسيير نقل األموال و القوة الشرائية من الوحدات االقتصادية ذات الفائض ( المدخرين) الى
الوحدات االقتصادية ذات العجز (المستثمرين) .و من هنا فان وجود األسواق المالية له اثر إيجابي على عمل و سير
حركة النشاط االقتصادي ككل ،سواءا على المستوى المحلي او العالمي .و للتعرف على األسواق المالية يستلزم إيضاح
ماهيتها ،و مما يزيد من وضوحها اإلحاطة بشيء من تاريخ نشأتها ،الية عملها ،المنتجات التي تباع فيها ،المتدخلون فيها،
.و كذا الخصائص التي تميزها ،و هذا ما سوف نتناوله في بحثنا هذا
أوال :تعريف األسواق المالية :
هي المكان و الميكانيكية التي يتم من خاللها خلق و تداول األصول المالية طويلة األجل ،أي أن التعامل في هذا السوق يتم
برؤوس أموال طويلة أجل ،في مواعيد محددة يغلب ان تكون يومية ،و يتم هذا من خالل التقاء الوحدات االقتصادية ذات
الفائض ( مقرضين يرغبون في توظيف أموالهم ألجل طويل) مع وحدات االقتصادية ذات العجز (المقترضين الذين يبحثون
عن أموال لتمويل استثماراتهم طويلة األجل) ،و عملية التمويل تتم عن طريق إصدارات لألوراق المالية ( األسهم و السندات).
ويتطلب استمرار السوق المالي وجود تدفق مستمر من األموال الباحثة عن االستثمارات ،و في نفس الوقت وجود مؤسسات
.مالية قادرة على امتصاص هذه األموال و توجيهها نحو االستثمارات المربحة
ثانيا :نشأة و تطور سوق األوراق المالية
في نهاية القرن الثالث عشر للميالد بدأت بيوت التجارة والصرافة اإليطالية تهاجر إلى بالد الفالندر ،حيث
أقاموا مستعمرات في واحدة من أشهر المدن والمراكز التجارية العالمية في ذلك الحين وهي مدينة بروج
البلجيكية ،وأصبح هذا المكان مرغوبا من طرف اإليطاليين ،وصار مهبط التجار ورجال األعمال .وفي عام
1300م أقيمت بورصة في مدينة بروج ،واحتفظت بمركز الصدارة في المال والتجارة إلى سنة 1485م .الى
ان أقيمت بورصة انفرس في مدينة انتورب الفلندية ،حيث تم توسيعها في 1531م فاستوعبت التجارة من
كل الدول.
و لم تنشأ سوق األوراق المالية بهياكلها ونظمها وإدارتها كما هي عليه اليوم بصورة فجائية ،بل مرت فكرة
:إنشائها عبر تطورها التاريخي وفقا للحاجة وطبيعة اإلمكانيات المتاحة بمجموعة من المراحل كاآلتي
مرحلة انشاء بورصات للبضائع . 1:
إن حدوث الثورة الصناعية في أوروبا واالنتقال من المرحلة الزراعية إلى المرحلة الصناعية ،وما رافقه من هجرة األيادي
العاملة وانتشار للمدن وازدحامها بالسكان ،أملى ضرورة تموينها بالمواد الغذائية والحبوب بطريقة منظمة ،فاقتضى
هذا وجود سوق عالمي للتجارة بالحاصالت الزراعية ،فنشأ فريق من التجار اطلق عليهم اسم المضاربين ليتحملوا خطر
تقلبات األسعار ،وفريق آخر هم تجار الجملة ليتحملوا خطر اإلتجار ،وأنشأ هؤالء التجار المخازن ،وقامت البنوك بمساعدة
هؤالء التجار ،فنشأت بورصات للبضائع في أماكن متعددة لتكون الملتقى والمنظم لتلك المعامالت.
.1السوق االولي:
و يسمى سوق اإلصدار أو االكتتاب ،و يكون التعامل فيه إما في شكل مساهمة (أسهم) أو قروض ( سندات) ،و يتم فيه إصدار أوراق مالية
جديدة لتمويل استثمارات جديدة.
إن عملية اإلصدار تتم عن طريق بيوت القبول (بنوك تجارية ،بنوك االستثمارات )...التي تعمل كتاجر جملة ،فتبيع كل الكميات من األوراق
المالية التي أصدرتها للشركة الجديدة إلى سماسرة األوراق المالية(أي بيعيها في البورصة) بسعر أقل قليال من سعر اإلصدار الورقة المالية ،و
يعاد بيعها في البورصة بقيمتها الحقيقية ،و بذلك تضمن الشركة حصولها على كل كميات رؤوس األموال التي طلبتها في الحال ،و ذلك بعد خصم
أو اقتطاع جميع المدفوعات التي يجب أن تدفعها الشركة للجهة التي تولت اإلصدار و التسويق مقابل خدماتها.
كما أن عملية إصدار األوراق المالية تتم بعد قيام بنوك اإلصدار بتحريات دقيقة عن الشركة الجديدة التي تسعى في طلب خدماتها ،و تعمل
البنوك التجارية غالبا كبيوت إصدار ،و قد أدى التطور حديثا إلى توسيع البورصة في مجال نشاطها ليشمل حتى عملية اإلصدار لألوراق المالية و
هذا من خالل تقديم طلب.
من الشركة الراغبة في ذلك لتسعير أسهمها الجديدة مصحوبا بالتنسيق مع مجموعة من شركات التأمين و شركات االستثمار
لشراء جميع اإلصدارات الجديدة (و يعتبر هذا النشاط ثانوي بالنسبة للبورصة).
السوق الثانوي2.:
ويطلق عليها بسوق التداول ،و هي السوق التي يجري التعامل فيها باالوراق المالية التي سبق إصدارها أي هي السوق الذي
يتم فيها تداول األوراق المالية لشركات قائمة بالفعل ،و اهم ميزة فيها هي انها توفر لألوراق المالية التي سبق إصدارها في
السوق االولي عنصر السيولة ،ولدى يقال بان السوق األولية تستمد فعاليتها من السوق الثانوية.
ويكون بيع األوراق المالية فيها عند التقاء العارضين بالطالبين لها ،بهدف الحصول على السيولة او إلعادة االستثمار في
:أوراق مالية بديلة ،و يحصل المشترون لألوراق المالية على نفس حقوق بائع الورقة االصلية ،وينقسم السوق الثانوي بدوره الى
أ -السوق المنظمة :
و يمكن تسميتها أيضا ببورصة األوراق المالية التي تمثل المكان الذي يتم فيه التعامل باألسهم و السندات ،أي السوق الذي يتم من خالله
اتصال الراغبين في شراء األسهم والسندات مع الراغبين في البيع ،و تتميز البورصة بأنها تسمح ألصحاب األسهم و السندات التصرف فيهم
متى يرغبون في ذلك ،كما تضفي صفة السيولة على رأس المال الدائم ،بمعنى توفر السيولة لألوراق المالية التي ال تكون لها تاريخ
استرداد ( مثال أسهم ،بعض السندات الحكومية التي ال يتحدد لها تاريخ استحقاق ...الخ ) و هذا ما يشجع األفراد على استثمار أموالهم في
شراء األوراق المالية و من أهم البورصات التي تمثل مراكز مالية رئيسية للعالم نجد بورصة لندن ،طوكيو ،فرانكفورت ،نيويورك.
_ السوق الرابع:
تتمثل في المؤسسات االستثمارية الكبيرة و االفراد األغنياء ،الذين يتعاملون فيما بينهم في شراء و بيع األوراق المالية في
.استثمارات كبيرة دون وساطة السماسرة للحد من العمولة
رابعا :األدوات (المنتجات) المستعملة في السوق المالية :
ان األدوات المستعملة في السوق المالي هي األسهم و السندات باإلضافة الى أوراق مالية أخرى لكنها تختلف من جهة الى
أخرى نذكر منها ما يلي:
_1األسهم:
األسهم هي حقوق ملكیة على الشركة المصدرة لها .حیث السهم یمثل حق المساهم في رأس مال إحدى شركات المساهمة أو
شركات التوصیة باألسهم ،أو هیئات ومؤسسات اخرى لها شخصیة معنویة عامة أو خاصة ،رأسمالها مقسم إلى أسهم أو حصص
متساویة .ویتم تمثیل ملكیة األسهم بصكوك ،حیث یوضح كل صك القیمة االسمیة للسهم ،اسم الشركة المصدرة للسهم ،نوع
.السهم ورقمه ،عدد األسهم بالصك
و تنقسم كما يلي حسب :
األسهم النقدية
طبيعة الحصة المقدمة
األسهم العينية
األسهم االسمية
األسهم لحاملها الشكل
األسهم االذنية
األسهم العادية
الملكية ( الحقوق )
األسهم الممتازة
األسهم العادية:
یعرف السهم العادي على أنه و رقة مالیة ،تصدر عن شركة مساهمة معینة بقیمة اسمیة ثابتة ،تضمن حقوقا وواجبات متساویة لمالكیها ،وتطرح
للجمهور عن طرق االكتتاب العام في السوق األولیة .ویسمح لها بالتداول في السوق الثانویة ،فتخضع قیمها السوقیة لتغیرات مستمرة ،تعود
ألسباب وتقییمات متباینة .وعلیه فإن السهم العادي هو أول أداة تصدرها الشركة ،وفي حالة تصفیة ممتلكات الشركة فإنه آخر ما یتم سداده.
ولحاملیه حصة الملكیة في الشركة ،ولهم األولویة األدنى في طلب العوائد ،حیث یسبقهم في هذا الطلب أصحاب األسهم الممتازة والسندات.
ولهم الحق في التصویت في مجلس اإلدارة والتدخل في الشؤون اإلداریة.
المتعاملون السماسرة
.2سوق األوراق المالية تتسم بكونها اكثر تنظيما من باقي األسواق األخرى نظرا لكون المتعاملين فيها من الوكالء المتخصصين ،و هناك شروط و
قيود قانونية لتداول األوراق المالية في هذا السوق .
.3االستثمار في سوق راس المال يكون اكثر مخاطرة و اقلها سيولة الن أدوات االستثمار فيه طويلة االجل.
.4يتطلب سوق األوراق المالية وجود سوق ثانوي ،يتم تداول أدوات االستثمار المختلفة فيه كي يتم تنشيط االستثمار فيه و كذلك توفير سيولة نقدية
مالئمة لألوراق المالية الطويلة االجل مما يزيد سرعة تداولها.
.5التداول في سوق األوراق المالية يتطلب توفير المناخ المالئم ،و كذا المنافسة التامة و بالتالي تحديد األسعار العادلة على أساس العرض و الطلب.
.6التداول في سوق األوراق المالية الخاصة يتم من خالل الوسطاء ذوي خبرة في الشؤون المالية.
.7تتميز بالمرونة و بإمكانية استفادتها من تكنولوجيا االتصاالت فان ذلك يعطي خاصية لألسواق المالية بكونها تتميز عن غيرها من أسواق السلع
.بانها أسواق واسعة تتم فيها صفقات كبيرة و ممتدة قد يتسع نطاقها ليشمل أجزاء عدة من العالم في نفس الوقت
بورصة الجزائر:
الجزائر على غرار كثير من الدول التي باشرت إصالحات اقتصادية بغية التحول من نظام االقتصاد الموجه نحو تبني آليات
اقتصاد السوق وذلك بإنشاء سوق األوراق المالية "البورصة ".
نشأة البورصة في الجزائر:
تدخل فكرة إنشاء بورصة األوراق المالية بالجزائر ،في إطار برنامج اإلصالح االقتصادي ،الذي أعلن عنه عام 1987و دخل حيز
التطبيق عام 1988أما التحضير الفعلي إلنشاء هذه البورصة ،فكان ابتداء من سنة ، 1990و منذ ذلك الحين إلى غاية
الوقت الحالي ،مرت هذه العملية بعدة مراحل نذكرها فيما يلي:
)1المرحلة التقريرية (:)1992-1990
لقد ظهرت فكرة إنشاء بورصة الجزائر عام 1990و بهذا نص المر سوم رقم 101-90المؤرخ بتاريخ 27مارس 1990
على إمكانية مفاوضة قيم الخزينة بين المؤسسات العمومية فقط .كما أوضح المرسوم رقم 102-90أنواع شهادات األسهم
التي يمكن أن تقوم بإصدارها الشركات العمومية االقتصادية و كذا شروط مفاوضتها ،و في أكتوبر من نفس السنة ،و من
خالل هيأة مؤهلة هي الجمعية العامة لصناديق المساهمة ،ا تخذت الحكومة قرار إنشاء هذه الهيأة بتسمية مؤقتة "شركة القيم
بتاريخ 09نوفمبر . 1990و لقد نصت القوانين األساسية لهذه الشركة بأن هدفها األساسي يكمن في وضع تنظيم يسمح بإنشاء بورصة لألوراق المالية في أفضل
الشروط.و تتوفر لديها جميع اإلمكانات للرقي و االزدهار محققة بذلك األهداف المنوطة بها .و نظرا لبعض الصعوبات التي واجهتها هذه الشركة و الخاصة بالدور
غير الواضح الذي يجب أن تلعبه فقد تم تعديل قوانينها كما غير اسمها لتحمل بذلك اسم بورصة األوراق المالية .و بالرغم من كل المجهودات المبذولة
)2المرحلة االبتدائية(:)1996 -1993
لقد تم في هذه المرحلة تعديل القانون التجاري الذي كان ال يتوافق مع شروط سير البورصة حيث منع قانون 04-88المؤرخ بتاريخ 12جانفي 1988عملية
تنازل الشركات العمومية عن أسهمها لغير المؤسسات العمومية ،لهذا الغرض و
بموجب المرسوم التشريعي رقم 08-93المؤرخ في 25أفريل 1993تم إدخال بعض التعديالت على القانون التجاري يتعلق االمر بتعديالت خاصة بشركات األسهم
و بالقيم المنقولة ففيما يخص شركات األسهم فقد نص المرسوم بصفة
واضحة على إمكانية تأسيسها و الشروع في العرض العمومي لالدخار سواء عند تأسيس الشركة أو عند تقرير رفع رأسمالها.
أما فيما يخص القيم المنقولة فقد نص المرسوم على إمكانية إصدار أنواع جديدة من القيم المنقولة تتمثل في :أسهم التمتع ،شهادات االستثمار ،شهادات الحق في
التصويت ،شهادات المشاركة ،السندات ،السندات القابلة للتحويل إلى أسهم و
السندات المرفقة بأذونات االكتتاب .
)3مرحلة االنطالق الفعلية (من 1996الى وقتنا الحالي):
مع نهاية سنة 1996كانت كل الظروف جاهزة من النتحية القانونية والتقنية
:النشاء بورصة القيم المنقولة حيث
السندات المرفقة بأذونات االكتتاب .