كلية العلوم االنسانية واالجتماعية قسم :علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية. شعبة النشاط البدني الرياضي الترب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوي تخصص :نشاط البدني الرياضي المدرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي المستوى :السنة األولى م ـ ـ ــاستـر
مقياس:منهجية البحث العلمي
الدكتور:بن عمارة كمال العام الدراسي2023-2022 المحاضرة الثامنة بعنوان:منهج تحليل المحتوى والمضمون مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة :لقد شاع استخدام منهج تحليل المحتوى والمضمون في مجال االختبارات المدرسية فيما يتصل بأمر تحديد درجة صدق االختبارات التحصيلية فقبل المباشرة في بناء أي اختبار تحصيلي البد من القيام بعملية تحليل محتوى المادة الدراسية ذات الصلة قي ضوء األهداف المتوقع تحقيقها حتى تجئ أسئلة االختبار شاملة وممثلة لذلك المحتوى. ويعتبر أسلوب تحليل المحتوى أحد األساليب العلمية الشائعة االستخدام في مجال دراسة مواد االتصال ويهدف هذا األسلوب إلى التعرف بطريقة علمية منظمة على اتجاهات المادة التي يتم تحليليها وكذلك الوقوف على خصائصها بحيث يتم كل ذلك بعيدا عن االنطباعات الذاتية أو المعالجة العشوائية. نشأة منهج تحليل المحتوى :ظهر اهتمام الباحثين بمنهج تحليل المحتوى واستخدامه كوسيلة للبحث في منتصف الثالثينيات من القرن العشرين ،حيث قام كل من جري( )GRAYوليري ( )LEARYعام 1935بوضع أساليب ومعايير محددة للحكم على درجة مقروئية الكتب المدرسية .وقد تم اختيار خمسة معايير كان يعتقد أنها تصلح لهذا الغرض من بين ما يقرب 82معيار. وفي عام 1944توصل لورج ( )LORGEإلى تحديد ثالثة معايير فقط لهذه الغاية من بينها عدد الكلمات الصعبة وطول الجمل وصعوبة التراكيب اللغوية. ورغم تعدد هذه المعايير فقد اتضح أنها غير قابلة للتعميم ،إذ أن كل واحد يقيس المقروئية في حالة نوع معين من الكتب المدرسية دون غيرها ،كما أن بعضها يهتم بمسائل هامشية و يهمل أمورا هامة مثل أسلوب الكتابة أو اتجاهها والتي تؤثر بشكل ما على درجة المقروئية .وقد أسهم بلوم( )BLOOMكثيرا في تسهيل تحليل محتوى المواد الدراسية عندما نشر عام 1956تصنيفاته لألهداف المعرفية والتي تالها تصنيفات لألهداف الوجدانية واألهداف النفس حركية. ومع بداية النصف الثاني من القرن الحالي تم استخدام أسلوب تحليل المحتوى في مجال تفسير االختبارات النفسية ،خاصة نتائج االختبارات اإلسقاطية وفي هذا النوع من االختبارات يعرض على المفحوص صورة أو شكل ناقص ويطلب عليه االستجابة بطريقة حرة لذلك المثير وفي أعقاب ذلك يقوم الفاحص بتصنيف االجابة المعطاة ضمن عدد محدد من الفئات ليتسنى له التوصل على حكم أو استنساخ بشأنها ومن االعالم في هذا المجال نذكر ماكليالند()MECLEELAND ولم يقتصر استخدام أسلوب تحليل المحتوى على المجال التربوي أو النفسي بل شاع استخدامه أيضا في مجال الدراسات االجتماعية خاصة في مجال دراسة مواد االتصال الجماهيري من صحف ومجالت ونشرات إذاعية أو تلفزيونية وكان من أوائل من أعطاه تعريفا محددا في هذا المجال هو كل من ليتس وبول عام 1943إذ حصرا تعريفهما بالوظائف التالية التي يغطيها تحليل المحتوى وهي: oتحليل الخصائص اللغوية أو الداللية للرموز االتصالية المستخدمة. oتحديد تكرارات ظهور أو ورود أو حدوث هذه الخصائص بدرجة عالية من oإمكانية تمييز هذه الخصائص بمصطلحات ذات صيغة عامة. oإمكانية تمييزها باصطالحات ذات صلة بطبيعة فروض الدراسة ومجاالتها. oالضبط الدقيق المحكم لهذه االصطالحات المستخدمة في إمكانية التعرف على الخصائص الرمزية التي تمت دراستها. وفي عام 1980قدم كلوز كريندوف تعريفا محددا لتحليل المحتوى = هو أحد األساليب البحثية التي تستخدم في تحليل المواد اإلعالمية بهدف التوصل إلى استدالالت واستنتاجات صحيحة ومطابقة في حالة إعادة البحث أو التحليل= . مفهوم تحليل المحتوى :لدى مراجعته للتعريفات المختلفة التي أعطيت لتحليل المحتوى يرى سمير حسين أن تحليل المحتوى في مجال الدراسات اإلعالمية يمكن تعريفه على النحو التالي :تحليل المضمون أو المحتوى هو أسلوب أو أداة للبحث العلمي يمكن أن يستخدمه الباحثون في مجاالت بحثية متنوعة وعلى األخص في علم االعالم لوصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح البحث أو فروضه األساسية طبقا للتصنيفات الموضوعية التي يحددها الباحث وذلك بهدف وذلك بهدف استخدام إما في وصف هذه المواد اإلعالمية التي تعكس السلوك االتصالي العلني للقائمين باالتصال أو الكتشاف الخلفية الفكرية او السياسية أو العقائدية التي تنبع منها الرسالة اإلعالمية وللتعرف على مقاصد القائمين باالتصال من خالل الكلمات والجمل والرموز والصور واألساليب التعبيرية شكال ومضمونا والتي يعبر بها القائمون باالتصال على أفكارهم ومفاهيمهم على أن تتم عملية التحليل بصورة منتظمة ووفق أسس منهجية ومعايير موضوعية وان استند الباحث في عملية جمع البيانات وتبويبها وتحليلها على األسلوب الكمي بصفة أساسية. ويري جري ( )GREYأن تحليل المحتوى هو بمثابة وصف كمي ومنتظم لمادة ما ويستخدم هذا األسلوب في تحليل مضمون أشياء مثل الكتب والوثائق واألعمال الفنية من موسيقى ورسم وصور وغيرها وفي حالة تحليل محتوى الكتب الموجودة في طريقة عرض مادتها .وقد تكون دراسات تحليل المحتوى ال تعدو ان تكون تعداد لبعض األمور المطلوبة وقد تكون في الوقت ذاته معقدة عندما تحاول الكشف عن درجة التحيز في مثل هذه الكتب. ويرى بيرلسون ( )BERLSSONأن تحليل المحتوى هو أحد أساليب البحث العلمي التي تهدف إلى الوصف الموضوعي والمنظم والكمي للمضمون الظاهر لمادة من مواد االتصال .وقد استخدم بيرلسون عام 1912هذا األسلوب في التعرف على الموضوعات التي تهم الطلبة المتفوقين في أمريكا وذلك من خالل تحليل المقاالت العلمية التي قام بتحضيرها للطلبة الذين تقدموا آنذاك بطلبات للحصول على منح دراسية من الدولة. ويرى ترافير أن تحليل خصائص المادة اللفظية هو ما يطلق عليه غالبا اسم تحليل المحتوى وعندما يحول تحليل المحتوى نحو الكتب المدرسية أو أية مادة تعليمية يتعرض لها األطفال فإنه يكون الهدف من وراء ذلك التعرف على المتغيرات المثيرة أما عندما يحول إلى تحليل النتائج الكتابية الذي يقدمه فيكون الهدف من وراء ذلك حينئذ التعرف على المتغيرات الجوابية. تحليل المحتوى هو أسلوب للوصف الموضوعي للمادة اللفظية(مادة االتصال) بحيث يقتصر عمل الباحث على تصنيف المادة اللفظية التي يحللها وفق فئات محددة بغية تحديد خصائص كل فئة منها واستخراج السمات العامة التي تتصف بها واالنتهاء من كل ذلك بتفسير موضوعي دقيق لمضمونها والموضوعية في هذا السياق ستعني النظر إلى الموضوع نفسه دون تأثر كبير بالذات المدركة وللوصول إلى هذه الموضوعية البد أن تكون فئات التحليل واضحة أن تكون حدودها غير قابلة لالختالف حولها أو تأويلها. وتحليل المحتوى هو أسلوب كمي منتظم وهذا يعني أن التحليل يجب أن يتم وفق فئات محددة متفق عليها وعندئذ يكون دور الباحث أن يجد عدد الحاالت أو التكرارات الواقعة في كل فئة منها ليستخلص من ذلك في النهاية وصفا محددا ودقيقا لها وهذا الوصف سيكون كميا في النهاية ألنه يعتمد على عدد التكرارات أن تكون عملية تحديد الفئات منتظمة بحيث يتم حصر كل الفئات الممكنة من جهة وتحديد العناصر الفرعية الخاصة بكل فئة منها من جهة ثانية. ويتصدى تحليل المحتوى عادة لكل من مضمون المادة اللفظية وطريقة عرضها كما يحدث في حالة اإلعالنات إذ أن طريقة عرض المادة اللفظية في اإلعالن لها أهميتها في التأثير على الفرد المستقبل لها بغض النظر عن نوعية المادة المعروضة .وفي العادة فإن الباحث يقوم بالتطرق لظاهر المحتوى وال يعني نفسه كثيرا بدراسة األمور التي تقف وراء النص من مثل نوايا الكاتب ومقاصد الحقيقة ألن ذلك يجعل من عملية التحليل أمرا معقدا وصعبا كما أنه يقلل من مصداقية عملية التحليل ومستوى ثباتها نظرا لكونه يفتح المجال أمام االجتهادات الفردية والتأويالت الخاصة استخدامات تحليل المحتوى :يحدد بيرلسون مجاالت عدة الستخدامات تحليل المحتوى من بينها: -1وصف االتجاهات السائدة في المحتوى :أي انه يساعد تحديد االتجاهات مر السنين. -2تتبع تطور الدراسات األدبية والعلمية :أي أن هذا االستخدام يختص بتتبع اهتمامات وأوجه نشاط المشتغلين بالدراسات األدبية والعلمية. -3الكشف عن االختالفات بين مضمون االتصال في الدول المختلفة ،أن يستطيع التحليل المنظم لمواد االتصال من الكشف عن اوجه االختالف بين الدول في نظرتها وتفسيرها لمواد االتصال ،ويبرز لنا مثل هذا التحليل القضايا ذات االهتمام المشترك بين الدول والشعوب في تفسير هذه القضايا ،إضافة إلى أن استخدام تحليل المحتوى يمكننا من الكشف عن أشكال التفاوت بين الدول والشعوب نحو قيم أو اتجاهات معينة. -4المقارنة بين وسائل االتصال :وهذا التحليل يمكن له أن يبين لنا الفروق بين وسائل االتصال في عرضها لقضية معينة. -5الكشف عن أساليب الدعاية :فدراسة االتجاهات السائدة في مادة من مواد االتصال تساعد في الكشف عن أساليب الدعاية في المادة المدروسة. -6قياس مقروئية الكتب المدرسية :أي قياس سهولة أو صعوبة النص وذلك بدراسة العوامل التي تؤثر في هذا المستوى مثل المفردات والتراكيب اللغوية والمفاهيم والطباعة وغيرها. -7الكشف عن المالمح األسلوبية :أي الكشف عما تتسم به األجناس األدبية شعرا أو نثرا من خصائص مميزة تعبر عن كاتبها أو العصر الذي أنتجت فيه أو المكان الذي صدرت منه. -8الكشف عن االهتمامات أو الميول أو القيم االجتماعية :ويقصد بذلك التعرف على األنماط الثقافية الشائعة في مجتمع معين وقد يستخدم تحليل المحتوى في دراسات تعكس القيم واالتجاهات العامة لمجتمعات وليس األفراد ومثل هذه الدراسات التي تستخدم تحليل المحتوى تستند إلى منطق مؤداه أن القيم الثقافية التي تتجسد في بعض أشكال العمل بالمؤسسات االجتماعية تمثلها بوضوح مواد االتصال الصادرة عن أفراد ذوي صلة بهذه المؤسسات. -9الكشف عن بؤرة االهتمام :إذ من الممكن التعرف على المواضيع والقضايا تشغل الجماهير أو قطاعات منها في فترة زمنية معينة وذلك بتحليل بعض المواد اإلعالمية التي تنشر فيها هذه القضايا. -10مطابقة المحتوى العلمي في الكتب الدراسية لألهداف التربوية المتوخاة فمن خالل عملية تحليل المحتوى في ضوء األهداف التربوية المختلفة يمكن أن يتضح أي األهداف جرى التركيز عليها وأيها لم يحظ بمثل هذا النوع من التركيز ،ويعتبر تحليل المحتوى الكتب المدرسية في ضوء األهداف التربوية المرسومة خطوة أولى ورئيسية في سبيل بناء االختبارات التحصيلية. يستخدم أسلوب تحليل المحتوى لدراسة المواد اللفظية والمواد غير اللفظية على حد سواء ولكن المر الشائع هو استخدامه في دراسة المواد اللفظية ويعرف ترافرز تحليل المحتوى بأنه مصطلح يشير إلى مجموعة من األساليب مناسبة لتحليل مجموعة كبيرة من هذه المواد بما في ذلك تلك التي تشتمل عليها الكتب المدرسية والمحاضرات وأشكال التفاعل غير الرسمي بين المعلم وطالبه وموضوعات التعبير التحريرية التي يكتبها الطالب وغيرها. األساليب المتبعة في تحليل المحتوى :األسلوب الشائع في تحليل المحتوى هو محاولة وضع فئات تصنيفية محددة األطراف لتتم عملية التحليل بموجبها، وتكون هذه الفئات بالعادة بنود رئيسية أخرى فرعية ناتجة عنها .فإذا كنا بصدد تحليل محتوى أحد الكتب المدرسية لنرى مدى تحقيق ذلك المحتوى للتربي، فإن الفئات التصنيفية في هذه الحالة تكون عبارة عن كل من األهداف المعرفية، والهداف الوجدانية ،واألهداف النفس حركية ،ويتم تجزئة كل بند من هذه البنود الرئيسية إلى بنود فرعية كما يجري تجزئة البنود الفرعية من مستوى أقل حتى ييسر ذلك عملية التحليل. هذا ومن الجدير بالذكر أن فئات التصنيف ال تكون دائما محددة وإنما يضطر الباحث إلى تحديدها بنفسه بحسب المشكلة التي يحاول دراستها واألبعاد الهامة بالنسبة إليه فإذا أراد باحث أن يحدد صورة اإلنسان العربي في الصحف والمجالت البريطانية مثال ،فعليه أن يحدد الجوانب المختلفة لتلك الصورة حتى يبحث عنها في الكتابات الواردة في تلك الصحف والمجالت .الشيء نفسه أن نجد مستوى تحيز وسائل االتصال في بلد من البلدان ضد قضية معينة فعلينا أن نحدد المقصود بالتحيز وأن نحدد بناء على ذلك المظاهر والسلوكيات أو االتجاهات أو األلفاظ والعبارات تدل على ذلك النوع من التحيز ومن ثم نحاول أن نجد من النصوص المتوفرة تكرار تلك األمور ودرجة شدتها حتى نتوصل من ذلك إلى أحكام موثوقة إن األسلوب الشائع لتحليل المحتوى أيا كان هدفه أو مستواه يتمثل في إيجاد عدد من الفئات التصنيفية التي إما تكون محددة في دراسات مماثلة أو يقوم الباحث نفسه بإيجادها وتحديدها ومن ثم القيام باستعراض النص وتحليله في ضوء تلك الفئات درجة التكرار في كل حالة منها. األسس التي يقوم عليها تحليل المحتوى :يستند أسلوب تحليل المحتوى إلى افتراض مؤداه أننا نستطيع التعرف على اتجاهات الكاتب وخصائص النص من خالل عملية التحليل الكمي لمحتوى ذلك النص أي أن فهم النص واإلحاطة به ليس من المفروض أن يأتي دائما عن طريق الفكرة االجمالية التي يحملها إذ أن واتجاهات ونقاط التركيز عند كلها مؤشرات يجب أن تؤخذ بالحسبان عند محاولة فهم ودراسة ذلك النص لما كل ذلك من انعكاسات عديدة على طبيعة الرسالة التي يحملها بالنسبة للشخص الذي يقوم باستقبالها. كما أن تحليل المحتوى يؤدي بنا إلى أفضل للنص الذي نتناوله فإننا نستطيع بشكل أو بآخر أن نوجه تحليل المحتوى إلى الحكم على صالحية النص في إيصال الرسالة التي يريد الكاتب إيصالها للمستقبل.لذلك فإن هناك معايير يمكن وضعها في حالة أي مادة لغوي وبالتالي يمكن مقارنة النص مع هذه المعايير لنرى مدى قيامها بالهدف المرجو من خاللها ومثل هذا التحليل بال شك يستند على افتراض مؤداه أن الكاتب أو صاحب النص البد أن يراعي أمورا معينة في كتابة النص وتحضيره وأن درجة نجاعة في هذا المضمار يمكن الوقوف عليها من خالل تحليل النص وفق تلك المعايير. هذا ويعتقد الكثيرون أن الكتابات األدبية والسياسية واالجتماعية وغيرها تعكس الكثير من صورة العصر الذي يعيشه الكاتب بما في ذلك األحداث والعادات واالهتمامات والمشاكل وغيرها وأن مثل هذه األمور يمكن الكشف عنها بأسلوب علمي دقيق من خالل تحليل تلك الكتابات والنصوص هذا إذا أحسن وضع أسئلة بحثية للكشف عنها وإذا أحسن وضع الفئات التصنيفية الخاصة بها. لذلك فإنه إذا كانت النصوص المكتوبة هي بمثابة مرايا تعكس ما يدور في المجتمعات من أحداث واهتمامات وغيرها فإن أسلوب تحليل المحتوى يمكنه الكشف عن كل ذلك بأسلوب موضوعي موثوق ومنتظم. خطوات منهج تحليل المحتوى :يعتمد الباحث خطوات البحث العلمي في تحليل المحتوى وذلك على النحو التالي: -1تحديد مشكلة البحث -2.وضع فرضيات البحث -3.وضع فئات التحليل ووحداته -4.بناء أداة التحليل والتأكد من خصائصها السيكومترية. -5اختيار عينة المحتوى المراد تحليلها -6.جمع البيانات وتحليلها ونشرها. وفيما يلي نقوم بشرح كل خطوة على حدا: -1مشكلة البحث :تحديد مشكلة البحث بدقة ووضوح هي أول خطوة في أي بحث علمي ألنها توجه الباحث ويستطيع بناء خطواته الالحقة بناء على ذلك من جهة ثانية وأفضل هيئة لتحديد مشكلة البحث هو وضعها على هيئة سؤال يحتاج إلى إجابة. -2وضع فرضيات البحث :الفروض هي عبارة عن توقعات الباحث لإلجابة على أسئلة الدراسة وينظر إلى الفرض على أنه يفسر العالقة القائمة بين متغيرات الدراسة وتكتب الفروض عادة من خالل خبرة الباحث بموضوع الدراسة بناء على ما اكتسبه عنها من دراسات سابقة. -3وضع فئات التحليل ووحداته :يعتمد نجاح عملية تحليل المحتوى على عوامل عدة في مقدمتها التحديد الدقيق لفئات التحليل والتي يقصد بها العناصر الرئيسية والثانوية التي يتم وضع وحدات التحليل فيها ،ومن المفروض أن تكون هذه الفئات شاملة لمختلف الجوانب التي يتعرض لها الباحث في تحليله للمضمون المعين وان تكون الحدود بينهما واضحة دون تداخل وأن تبتعد عن وبعد االنتهاء من فئات التحليل تأتي مشكلة وحدات التحليل وهناك وجهات نظر متعددة إلى هذا المر فإذا أخذنا بيرلسون فإنه يفرق بين نوعين من وحدات التحليل أوالهما وحدة التسجيل ووحدة السياق فحيثما يمكن اعتبار الكلمة على انها وحدة التسجيل تكون الجملة هي وحدة السياق ،فإذا كنا مثال بصدد معرفة عدد المرات التي وردت فيها كلمة إسرائيل في القرآن الكريم فإن وحدة التسجيل هنا هي الكلمة ولكننا في الوقت ذاته قد نكون مهتمين بمعرفة طبيعة السياق ووردت قيه تلك الكلمة في األماكن المختلفة من القرآن الكريم هل هو في معرض الذم أم المدح؟. وتعتبر وحدات التحليل أساس للتحليل الكمي في مجال تحليل المحتوى لذلك فإن بيرلسون يزودنا في هذا المجال بوحدات التحليل الخمسة التالية: -1الكلمة :وهي أصغر وحدات التحليل وقد تكون الكلمة رمزا أو مصطلحا وتستخدم الكلمة الواحدة كوحدة لتحليل المحتوى في مواقف مختلفة من بينها دراسة المفاهيم السياسية واالقتصادية واالجتماعية وغيرها ،ومنها أيضا تحليل -2الموضوع :ويقصد بالموضوع هنا جملة بسيطة أو فكرة تدور حول قضية محددة وهي من أهم التحليل. -3الشخصية :وتستخدم هذه الوحدة في التحليل عند دراسة القصص والروايات والكتب التاريخية وكتب السير الذاتية وقد تكون الشخصية سياسية أو تاريخية أو خيالية. -4المفردة :وهي ما تسمى أحيانا بالوحدة الطبيعية وتختلف باختالف الدراسة فمنها ما يكون كتابا أو مجلة أو مقالة أو قصة أو برنامجا إذاعيا أو تلفزيونيا أو عمودا في صحيفة أو افتتاحية وما شابه ذلك. -5مقاييس المساحة والزمن :وهنا يكون الحيز الذي تشغله مادة التحليل هو األساس كأن يكون عدد الصفحات المخصصة له أو األعمدة أو السطور وما شابه وقد يكون أيضا الزمن الذي تستغرقه مادة التحليل وهذا البعد هام بشكل خاص في مجال الدراسات االقتصادية. -4بناء أداة التحليل والتأكد من خصائصها السيكومترية :أداة التحليل هي االستمارة التي يصممها الباحث لتساعده في جمع البيانات المطلوبة ورصدها إليجاد معدالت تكرارها وتحتوي هذه االستمارة في العادة على البنود الرئيسة التي سيشملها التحليل وكذلك على عناصرها الفرعية بحيث توضع جميعها في عمود يقع في يمين الصفحة ويليها عدد من األعمدة تبين درجة تواجد كل عنصر منها في المحتوى الذي يجري تحليله وتحدد درجة التواجد عادة بعدد من المستويات تمتد من مستويين إلى ثالثة وأحيانا إلى أكثر من ذلك حسب درجة الدقة التي يريدها الباحث ويتوخاها كما أن إدارة التحليل مفيدة للباحث حيث أنها تساعده على استكمال عناصر التحليل من جهة لتجعل عمله منظما وهادفا من جهة ثانية كما أنها تجعله يركز اهتماماته على البنود الموجودة فيه وبذلك ال تشتت أفكاره ويوفر على نفسه الكثير من الوقت والجهد. وبعد أن يتم بناء االستمارة البد من التأكد من درجة صدقها ودرجة ثباتها ونقصد بالصدق في هذا المقام شمول االستمارة لكل العناصر التي يجب أن تدخل في التحليل من ناحية ووضوح فقراتها ومفرداتها من ناحية أخرى بحيث أما بالنسبة للثبات فيقصد به إمكانية الحصول على النتائج نفسها في ما لو أعيد استخدام االستمارة نفسها ثانية لتحليل المحتوى نفسه أما الصدق فيتم التأكد منه في مثل هذه الحاالت من خالل آراء المحكمين الذين تقدم لهم االستمارة باإلضافة إلى وصف كامل للمشكلة المراد إيجاد جواب لها ،أما عن الثبات فإنه غالبا ما يتم التأكد منه بطرق إحصائية تكشف عن درجة التوافق بين نتائج التحليل. يجب أن تكون االستمارة مصممة بشكل يساعد الباحث للتعرف على اتجاهات الكاتب وتحديدها ويمكن الوصول إلى هذا الهدف بشكل جزئي إذا قام الباحث بمحاولة الربط بين العبارات والفقرات التي يحللها وبين السياق التي قيلت فيه ففصل الفقرات عن السياق العام لها يحرم الباحث من التعرف على اتجاهات البحث فيؤدي به إلى تبني استنتاجات خاطئة. -5اختيار عينات المحتوى :يستحسن أن يتم تحليل المحتوى على جميع مفردات المجتمع األصلي للمضمون اللغوي ولكن لما كلن مثل هذا األمر عليها وهناك بعض التوجيهات التي يستحسن اإللمام بها عند اختيار العينة: -1مستوى العينة الخاصة لمصدر النوع الوسيط. -2مستوى العينة الخاصة لألعداد المختارة من المصدر. -3مستوى العينة الخاصة بمادة التحليل. ويقصد بالمستوى في حالة وجود أكثر من نوع واحد من أنواع مصادر المضمون أن يتم اختيار بعضها بالطريقة العشوائية ،وعند اختيار العينة البد من القيام بتحديد اإلطار العام للمجتمع ومن ثمة يتم اختيار العينة المطلوبة منه هذا ومن المعلوم أن من الصفات الرئيسية لعينة البحث أن تكون كافية ومماثلة أي أن تستوفي كافة الشروط الموجودة في المجتمع األصلي وان تكون معبرة عن خصائص ،ومن المشاكل التي تواجه الباحث عند اختيار العينة هو تحديد حجمها ومع أن حجم العينة ليس هو العامل الهام في هذا االتجاه وإنما قدرتها على تمثيل المجتمع األصلي الذي استخلصت منه إال أن هناك بعض األمور التي يجب أخذها بعين االعتبار عند تحديد حجم العينة من بينها حجم المراد ضبطها وبالتالي إمكانات الباحث والزمن المتاح لالنتهاء من الدراسة. -6جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها :البيانات التي يتم جمعها في العادة هي بيانات كمية أي أنه يتم التعبير عن المحتوى بدالالت رقمية على شكل جداول تساعد الباحث في أمور ثالثة هي: -1المعالجة اإلحصائية للبيانات. -2إبراز االتجاهات السائدة في المحتوى وتحديد مدى شدتها. -3المقارنة بين البيانات وبين بيانات من دراسات أخرى. والخطوة األولى في التسجيل الكمي للمحتوى هي اختيار وحدة العد ويتوقف هذا بالطبع على طبيعة الدراسة وأهدافها وما يتوقع أن تخدمه من مجاالت. ويأخذ التسجيل في العادة شكلين أحدهما حساب التكرارات ويقصد بذلك عدد المرات التي تظهر فيها وحدة التحليل وثانيهما حساب الكمية الذي يقصد منه تقدير أوزان للمتغيرات الخارجية للمحتوى مثل مساحة النشر وزمن العرض وحجم العنوان واستخدام الصور اإليضاحية إذ أن هذه الوحدات تعتبر مقاييس وزن قيمة المحتوى. ومتى تم التعبير عن المحتوى بدالالت رقمية ووضع ذلك في جداول مناسبة نتساءل هل نكتفي من عملية التحليل بهذا القدر ونترك األمر لآلخرين ليستفيدوا منها بالشكل الذي يرونه ومع أن بعض الباحثين قد يميلون على ترك التحليل عند هذا الحد إال انه يفضل تعدي عملية العرض ألجدولي لنتائج التحليل إلى عملية الوصف الكيفي الذي يبرز وراء األرقام من مبررات وما لها من دالالت وقد يكون المبرر الذي يستند إليه من يتقيدون بالوصف الكمي للمحتوى دون التعمق في تفسيره أن عملية التفسير قد تفتح الباب واسعا أمام االجتهادات الذاتية واالنطباعات الشخصية إال انه يمكن اللجوء على بعض الضوابط التي يمكنها أن تحدد من عملية االجتهادات هذه من بينها محاولة ربط النتائج بالمقدمات في حدود األطر النظرية والتجريبية التي تحكم حركة الظواهر االجتماعية والنفسية واإلعالمية التي سبق التأكد منها باإلضافة إلى ذلك هنالك ضرورة ألن تتم صياغة التفسيرات واالستدالالت والتنبؤات في عبارات واضحة قابلة لالختبار من خارج فريق البحث وان تكون أيضا قابلة للتجريب واالختبار في حدود األطر االجتماعية والنفسية شكـ ـ ــرا على حسـن االصغاء والمتابع ــة