Professional Documents
Culture Documents
اللغوية
لبي هلل العسكري
* *1معجم الفروق اللغوية
الحاوي لكتاب ابي هلل العسكري وجزءا من كتاب السيد نور الدين الجزائري
* *1حرف اللف
1الفرق بين الثم والثيم.)44( :
2الفرق بين آخر الشي ء ونهايته :أن آخر الشئ خلف أوله وهما اسمان ،والنهاية مصدر مثل الحماية والكفاية
إل أنه سمي به منقطع الشئ فقيل هو نهايته أي منتهاه ،وخلف المنتهى المبتدأ فكما أن قولك المبتدأ يقتضي
ابتداء فعل من جهة اللفظ وقد انتهى الشئ إذا بلغ مبلغا ل يزاد عليه وليس يقتضي النهاية منتهي إليه ولو اقتضى
ذلك لم يصح أن يقال للعالم نهاية ،وقيل الدار الخرة لن الدنيا تؤدي إليها والدنيا بمعنى الولى ،وقيل الدار
الخرة كما قيل مسجد الجامع والمراد مسجد اليوم الجامع ودار الساعة الخرة ،وأما حق اليقين فهو كقولك
محض اليقين ومن اليقين وليس قول من يقول هذه إضافة الشئ إلى نعته بشئ لن الضافة توجب دخول الول
في الثاني حتى يكون في ضمنه ،والنعت تحلية وإنما يحلى بالشئ الذي هو بالحقيقة ويضاف إلى ما هو غيره في
الحقيقة ،تقول هذا زيد الطويل فالطويل هو زيد بعينه ،ولو قلت زيد الطويل وجب أن يكون زيد غير الطويل
ويكون في تلك الطويل ،ول يجوز إضافة الشئ إل إلى غيره أو بعضه فغيره نحو عبد زيد وبعضه نحو ثوب
حرير وخاتم ذهب أي من حرير ومن ذهب ،وقال المازني :عام الول إنما هو عام زمن الول.
3الفرق بين الخر والخر :أن الخر بمعنى ثان وكل شئ يجوز أن يكون له ثالث وما فوق ذلك يقال فيه آخر
ويقال للمؤنث أخرى وما لم يكن له ثالث فما فوق ذلك قيل الول والخر ،ومن هذا ربيع الول وربيع الخر.
4الفرق بين الخر والول والبعد والقبل.)343(:
5الفرق بين اللء والنعم :أن اللى واحد اللء وهي النعمة التي تتلو غيرها من قولك وليه يليه إذا قرب منه
وأصله ولي ،وقيل واحد اللء الي وقال بعضهم اللي مقلوب من إلى الشئ اذا عظم علي قال فهو اسم للنعمة
العظيمة.
6الفرق بين اللة والسبب.)1074(:
7الفرق بين الل والهل.)335(:
8الفرق بين الل والذرية(:)1
آل الرجل :ذو( )2قرابته ،وذريته :نسله .فكل ذرية آل ،وليس كل آل بذريد.وأيضا :الل يخص بالشراف،
وذوي القدار ،بحسب الدين ،أو الدنيا.
11الفرق بين الل والشخص :أن الل هو الشخص الذى يظهر لك من بعيد ،شبه بالل الذي يرتفع في
الصحاري ،وهو غير السراب وإنما السراب سبخة تطلع عليها الشمس فتبرق كأنها ماء ،والل شخوص ترتفع
في الصحاري للناظر وليست بشئ ،وقيل الل من الشخوص ما لم يشتبه وقال بعضهم " الل من الجسام ما
طال ولهذا سمي الخشب آل ".
قلت :ويدل عليه قوله تعالى " :ويأبى ال إل أن يتم نوره "(.)3وقوله تعالى " :إل إبليس أبى واستكبر "(.)4
15الفرق بين الباء والكراهة :أن الباء هو أن يمتنع وقد يكره الشئ من ل يقدر على إبائه وقد رأينا هم يقولون
للملك أبيت اللعن ول يعنون أنك تكره اللعن لن اللعن يكرهه كل أحد وإنما يريدون أنك تمتنع من أن تلعن وتشتم
لما تأتي من جميل الفعال ،وقال الراجز " ولو أرادوا ظلمه أبينا " أي امتنعنا عليهم أن يظلموا ولم يرد أنا نكره
ظلمهم إياه لن ذلك ل مدح فيه ،وقال ال تعالى " ويأبى ال إل أن يتم نوره "( )5أي يمتنع من ذلك ولو كان ال
يأبى المعاصي كما يكرهها لم تكن معصية ول عاص.
16الفرق بين الباء والمضادة :أن الباء يدل على النعمة ،أل ترى أن المتحرك ساهيا ل يخرجه ذلك من أن
يكون أتى بضد السكون ول يصح أن يقال قد أبى السكون ،والمضادة ل تدل على النعمة.
17الفرق بين الباحة والذن :أن الباحة قد تكون بالعقل والسمع ،والذن ل يكون إل بالسمع وحده ،وأما
الطلق فهو إزالة المنع عمن يجوز عليه ذلك ،ولهذا ل يجوز أن يقال ان ال تعالى مطلق وإن الشياء مطلقة له.
18الفرق بين الختراع والبتداع :أن البتداع إيجاد ما لم يسبق إلى مثله يقال أبدع فلن إذا أتى بالشئ الغريب
وأبدعه ال فهو مبدع وبديع ومنه قوله تعالى " بديع السموات والرض ".
( )1وفعيل من أفعل معروف في العربية يقال بصير من أبصر وحليم من أحلم ،والبدعة في الدين مأخوذة من
هذا وهو قول ما لم يعرف قبله ومنه قوله تعالى " ما كنت بدعا من الرسل "( )2وقال رؤبة :وليس وجه الحق أن
يبدعا
مسندا( )6عن محمد بن زيد قال :جئت إلى الرضا عليه السلم أسأله عن التوحيد فأملى علي " :الحمد ل فاطر
الشياء ومنشئها إنشاء ،ومبتدعها( )1ابتداء بقدرته وحكمته ،ل من شئ فيبطل الختراع ،ول لعلة فل يصح
البتداع ".
الحديث .فخص عليه السلم الختراع باليجاد ل من شئ ،والبتداع باليجاد ل لعلة(.اللغات).
26الفرق بين إبرام الشئ وإحكامه :أن إبرامه تقويته وأصله في تقوية الحبل وهو في غيره مستعار.
28الفرق بين قولك ابطل وبين قولك ادحض :أن أصل البطال الهلك ومنه سمي الشجاع بطل لهلكه قرنه،
وأصل الدحاض الذلل فقولك ابطله يفيد أنه اهلكه وقولك ادحضه يفيد أنه أزاله ومنه مكان دحض إذا لم تثبت
عليه القدام :وقد دحض إذا زل ومنه قوله تعالى " حجتهم داحضة عند ربهم "(.)2
29الفرق بين البلء والبتلء( :)3هما بمعنى المتحان :والختبار .قال القتبي(.:)1
يقال من الخير :أبليته أبليه ،إبلء ومن الشربلوته أبلوه بلء.وقال ابن الثير :المعروف أن البتلء يكون في
الخير والشر معا من غير فرق بين فعليهما ،ومنه قوله تعالى " :ونبلوكم بالشر والخير فتنة "((.)2اللغات).
31الفرق بين البلغ واليصال :أن البلغ أشد اقتضاء للمنتهي إليه من اليصال لنه يقتضي بلوغ فهمه وعقله
كالبلغة التي تصل إلى القلب ،وقيل البلغ اختصار الشئ على جهة النتهاء ومنه قوله تعالى " ثم أبلغه مأمنه
"(.)3
32الفرق بين البناء والذرية :أن البناء يختص به أولد الرجل وأولد بناته لن أولد البنات منسوبون إلى
آبائهم كما قال الشاعر:
33الفرق بين البن والولد :أن البن يفيد الختصاص ومداومة الصحبة ولهذا يقال ابن الفلد لمن يداوم سلوكها
وابن السرى لمن يكثر منه ،وتقول تبنيت ابنا إذا جعلته خاصا بك ،ويجوز أن يقال إن قولنا هو ابن فلن يقتضي
أنه منسوب إليه ولهذا يقال الناس بنو آدم لنهم منسوبون إليه وكذلك بنو إسرائيل ،والبن في كل شئ صغير
فيقول الشيخ للشاب يا بني ويسمي الملك رعيته البناء وكذلك أنبياء من بني إسرائيل كانوا يسمون اممهم أبناءهم
ولهذا كني الرجل بأبي فلن وإن لم يكن له ولد على التعظيم ،والحكماء والعلماء يسمون المتعلمين أبناءهم ويقال
لطالبي العلم أبناء العلم وقد يكنى بالبن كما يكنى بالب كقولهم ابن عرس وابن نمرة وابن آوى وبنت طبق
وبنات نعش وبنات وردان ،وقيل أصل البن التأليف والتصال من قولك بنيته وهو مبني وأصله بني وقيل بنو
ولهذا جمع على أبناء فكان بين الب والبن تأليف ،والولد يقتضي الولدة ول يقتضيها البن والبن يقتضي أبا
والولد يقتضي والدا ،ول يسمى النسان والدا إل إذا صار له ولد وليس هو مثل الب لنهم يقولون في التكنية
أبوفلن وإن لم يلد فلنا ول يقولون في هذا والد فلن إنهم أنهم قالوا في الشاة والد في حملها قبل أن تلد وقد
ولدت إذا ولدت إذا أخذ ولدها والبن للذكر والولد للذكر والنثى.
34الفرق بين البن والولد( :)1الول للذكر :والثاني يقع على الذكر والنثى ،والنسل والذرية يقع على
الجميع(.اللغات).
36الفرق بين التقاء والخشية :أن في التقاء معنى الحتراس مما يخاف وليس ذلك في الخشية.
37الفرق بين التقان والحكام :أن إتقان الشئ إصلحه وأصله من التقن وهو الترنوق( )1الذي يكون في
المسيل أو البئر وهو الطين المختلط بالحمأة يؤخذ فيصلح به التأسيس وغيره فيسد خلله ويصلحه فيقال أتقنه إذا(
)2طله بالتقن ثم استعمل فيما يصح معرفته فيقال أتقنت كذا أي عرفته صحيحا كأنه لم يدع فيه خلل ،والحكام
إيجاد الفعل محكما ولهذا قال ال تعالى " كتاب احكمت آياته "( )3أي خلقت محكمة ولم يقل اتقنت لنها لم تخلق
وبها خلل ثم سد خللها.وحكى بعضهم أتقنت الباب إذا أصلحته قال أبوهلل رحمه ال تعالى :ول يقال أحكمته إل
إذا ابتدأته محكما.
38الفرق بين التمام والكمال( :)4قد فرق بينهما بأن التمام :لزالة نقصان الصل.والكمال :لزالة نقصان
العوارض بعد تمام الصل .قيل :ولذا كان قوله تعالى " :تلك عشرة كاملة "( )5أحسن من (تامة).
فإن التام من العدد قد علم ،وإنما نفي احتمال نقص في صفاتها.وقيل :تم :يشعر بحصول نقص( )6قبله.وكمل :ل
يشعر بذلك .وقال العسكري :الكمال :اسم( )1لجتماع أبعاض الموصوف به.والتمام )2(:اسم للجزء الذي يتم به
الموصوف.ولهذا يقال :القافية تمام البيت ،ول يقال :كماله.ويقولون :البيت بكماله ،أو باجتماعه(.اللغات).
39الفرق بين التيان بغيره وتبديل الشئ :أن التيان بغيره ل يقتضي رفعه بل يجوز بقاؤه معه ،وتبديله ل يكون
إل برفعه ووضع آخر مكانه ولو كان تبديله والتيان بغيره سواء لم يكن لقوله تعالى " إئت بقرآن غير هذا أو
بدله "( )3فائدة وفيه كلم كثير أوردناه في تفسير هذه السورة ،وقال الفراء " يقال بدله إذا غيره وأبدله جاء ببدله
".
41الفرق بين الثر والعلمة :أن أثر الشئ يكون بعده ،وعلمته تكون قبله تقول الغيوم والرياح علمات المطر
ومدافع السيول آثار المطر.
42الفرق بين الثم والخطيئة.)863(:
43الفرق بين الثم والذنب :أن الثم في أصل اللغة التقصير أثم يأثم إذا قصر ومنه قول العشى:
44الفرق بين الثيم والثم :أن الثيم المتمادي في الثم ،والثم فاعل الثم.
قاله الطبرسي رضي ال عنه ،وعلى هذا فقوله تعالى " يسارعون في الثم والعدوان "(.)2
50الفرق بين قولك اجتزأ به وقولك اكتفى به :أن قولك اجتزأ يقتضي أنه دون ما يحتاج إليه وأصله من الجزء
وهو اجتزاء البل بالرطب عن الماء وهي وإن اجتزأت به يقتضي أنه دون ما تحتاج إليه عنه فهي محتاجة إليه
بعض الحاجة والكتفاء يفيد أن ما يكتفي به قدر الحاجة من غير زيادة ول نقصان تقول فلن في كفاية أي فيما
هو وفق حاجته من العيش.
54الفرق بين اجراء العلة في المعلول والمعارضة :أن المطالب بإجراء العلة في المعلول يبدأ بتقرير خصمه
على جهة العتلل ثم يأتي بالموضع الذي رام أن يجري فيه ،كما تقول لصحاب الصفات إذا قلتم إن كل موجود
لم يكن غير ال محدث فقولوا إن صفاته محدثة لنها ليست هي ال ،وكذلك قولك للملحد إذا قلت إن الجسام
قديمة لن قدمها متصور في العقل فل يتصور في العقل مال حقيقة له.
55الفرق بين الجر والثواب :أن الجر يكون قبل الفعل المأجور عليه والشاهد أنك تقول ما أعمل حتى آخذ
أجري ول تقول ل أعمل حتى آخذ ثوابي لن الثواب ل يكون إل بعد العمل على ما ذكرنا( )1هذا على أن الجر
ل يستحق له إل بعد العمل كالثواب إل أن الستعمال ويجري بما ذكرناه وأيضا فان الثواب قد شهر في الجزاء
على الحسنات ،والجر يقال في هذا المعنى ويقال على معنى الجرة التي هي من طريق المثامنة بأدني الثمان
وفيها معنى المعاوضة بالنتفاع.
56الفرق بين الجر والثواب( :)2الثواب :وإن كان في اللغة الجزاء الذي يرجع إلى العامل بعلمه ،ويكون في
الخير والشر ،إل أنه قد اختص في العرف بالنعيم على العمال الصالحة من العقائد الحقة ،والعمال البدنية
والمالية ،والصبر في مواطنه بحيث ل يتبادر منه عند الطلق إل هذا المعنى.والجر :إنما يكون في العمال
البدنية من الطاعات ،ويدل عليه قول أمير المؤمنين( )1عليه السلم لبعض أصحابه في علية اعتلها " :جعل ال
ما كان من شكواك حطا بسيئاتك " فإن المرض ل أجر فيه ،لكنه يحط السيئات ،ويحتها حت الوراق ،وإنما
الجر في القول باللسان ،والعمل باليدي والقدام.وإن ال يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من
عباده الجنة(.اللغات).
57الفرق بين الجل والعمر([ :)2الجل :هو آخر مدة العمر المضروبة
( )2الجل والعمر :لم تردا في نسخة خ :والمثبت من نسخة ط.ولهذا وضعت المادة المنقولة بين عقوفتين.وفي
القاموس :العمر :الحياة.والجل :غاية الوقت في الموت.والمادة في :الكليات 59 :1و ،259 :3و (الجل) في
مجمع البيان ،414 272 :2و (العمر) فيه في .403 :4وفي كشاف اصطلحات الفنون للتهاوي .121 :1وفي
مفردات الراغب (الجل 10 :والعمر.)518 :وتحت كلم المصنف هنا نظر فإن تفرقته بين العمر والجل على
هذا الوجه لم أقف عليه ،ول سند قويا له من اللغة ول من الصطلح.ويراجع في ذلك كتب التفسير العتمدة في
قوله تعالى (الرعد " :)39 :يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ".ويراجع تفصيل الطبرسي في مجمع
البيان( )299 297 ،3فيما رواه من وجوه تفسير الية الكريمة ،وهي ثمانية.
وقال في تفسير قوله تعالى (آل عمران " :)145 :3وما كان لنفس أن تموت إل بإذن ال كتابا مؤجل " معناه" :
كتب ال لكل حي أجل وقتا لحياته ووقتا لموته ل يتقدم ول يتأخر.وقيل حتما مؤقتا وحكما لزما مبرما ".مجمع
البيان(.)515 :1
في علمه تعالى ،فهو ل يتبدل.والعمر :هو ما يتبدل ويحتمل الزيادة والنقصان.وتوضيح المقام ،وتقريب المرام
يقتضي تقديم مقدمة في الكلم :وهي أن ل تعالى كتابين :كتاب مخزون محفوظ عنده ،وهو المعبر عنه بأم
الكتاب ،وكتاب محو وإثبات وفيه البداء.
فإن الحكمة اللهية اقتضت أن يكون :يكتب عمر زيد مثل " :ثلثون سنة " إن لم يصل رحمه أو لم يدع ،أو لم
يتصدق مثل ،وستون :إن وصل ،أو دعا ،أو تصدق ،فهو يطلع ملئكته أو رسله وأنبياءه على العمر الول
منغير إعلمهم بالشرط ،فإذا حصل الشرط بغير علمهم فيقولون :بد ال ،وهو سبحانه ل يتغير علمه ،وهذا هو
معنى البداء.ويستأنس هذا الفرق بينهما في قوله تعالى( " :)1وما يعمر من معمر ول ينقص من عمره إل في
كتاب.)2("..
( )2قال في مجمع البيان 404 :4نقل عن الحسن البصري وغيره " .قيل هو ما يعلمه ال أن فلنا لو أطاع لبقي
إلى وقت كذا ،وإذا عصى نقص عمره فل يبقى.فالنقصان على ثلثة أوجه :إما يكون من عمر المعمر أو من
عمر معمر آخر أو يكون بشرط " انتهي.وفصل القرطبي في تفسير هذه الية (الجامع لحكام القرآن 332 :14
)334وفيما نقله ما روي عن ابن عباس رضي ال عنهما (وما يعمر من معمر) إل كتب عمره كم هو سنة ،كم
هو شهرا ،كم هو يوما ،كم هو ساعة.
ثم يكتب في كتاب آخر :نقص من عمره يوم ،نقص شهر ،نقص سنة حتى يستوفي أجله.وقال سعيد بن جبير وهو
راوي الخبر عن ابن عباس :فما مضى من أجله فهو النقصان وما يستقبل فهو الذي يعمره .فالهاء على هذا
للمعمر ".وزاد في اثناء تفسير الية> - :
" وقيل :إن ال كتب عمر النسان مئة سنة إن أطاع ،وتسعين إن عصى فأيهما بلغ فهو في كتاب.وهذا مثل قوله
عليه الصلة والسلم :من أحب أن يبسط له في رزقه ويسأله في أثره فليصل رحمه أي أنه يكتب في اللوح
المحفوظ عمر فلن كذا سنة فإن وصل رحمه زيد في عمره كذا سنة فبين ذلك في موضع آخر من اللوح
المحفوظ أنه سيصل رحمه.
فمن اطلع على الول دون الثاني ظن أنه زيادة أو نقصان ".ونقل في مكان آخر من تفسيره(.)330 :9وقد أورد
الحديث السابق قيل لبن عباس كيف يزاد في العمر والجل فقال :قال ال عزوجل " هو الذي خلقكم من طين ثم
قضي أجل وأجل مسمى عنده " فالجل الول أجل العبد من حين ولدته إلى حين موته.والجل الثاني يعني
المسمى عنده من حين وفاته إلى يوم يلقاه في البرزخ ل يعلمه إل ال.
فإذا اتقى العبد ربه ووصل رحمه زاده ال في أجل عمره من أجل البرزخ ما شاء.وإذا عصى وقطع رحمه نقصه
ال من أجل عمره في الدنيا ما شاء .فيزيده في أجل البرزخ .فإذا تختم الجل في علمه السابق امتنع الزيادة
والنقصان لقوله تعالى " :فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ول يستقدمون " فتوافق الخبر والية.وهذه زيادة في
نفس العمر وذات الجل على ظاهر اللفظ في اختيار جبر المة.وال أعلم.
وقوله في غير موضع " :فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ول يستقدمون "((])1اللغات)
58الفرق بين المدة والجل :أن الجل الوقت المضروب لنقضاء الشئ ول يكون أجل بجعل جاعل وما علم أنه
يكون في وقت فل أجل له إل أن يحكم بأنه يكون فيه وأجل النسان هو الوقت لنقضاء عمره ،وأجل الدين محله
وذلك لنقضاء مدة الدين ،وأجل الموت وقت حلوله وذلك لنقضاء مدة الحياة قبله فأجل الخرة الوقت لنقضاء
ما تقدم قبلها قبل ابتدائها ويجوز أن تكون المدة بين الشيئين بجعل جاعل وبغير جعل جاعل ،وكل أجل مدة وليس
كل مدة أجل.
59الفرق بين الجمال والحسان :أن الجمال هو الحسان الظاهر من قولك رجل جميل كأنما يجري فيه السمن
وأصل الجميل الودك( )1واجتمل الرجل إذا طبخ العظام ليخرج ودكها ويقال أحسن اليه فيعدى بإلى وأجمل في
أمره لنه فعل الجميل في أمره ويقال أنعم عليه لنه دخله معنى علو نعمة عليه فهي غامرة له ،ولذلك يقال هو
غريق في النعمة ول يقال غريق في الحسان والجمال ويقال أجمل الحساب فيعدي ذلك بنفسه لنه مضمن
بمفعول ينبئ عنه من غير وسيلة ،وقد يكون الحسان مثل الجمال في استحقال الحمد به وكما يجوز أن يحسن
النسان إلى نفسه يجوز أن يجمل في فعله لنفسه.
60الفرق بين قولنا أجمع والجمع :أن أجمع اسم معرفة يؤكد به السم المعرفة نحو قولك المال لك أجمع وهذا
مالك أجمع ول ينصرف لنه أفعل معرفة والشاهد على أنه معرفة أنه ل يتبع نكرة أبدا ويجمع فيقال عندي
إخوانك أجمعون ومررت بإخوانك أجمعين ،ول يكون إل تابعا ل يجوز مررت بأجمعين وجاءني أجمعون،
ومؤنثه جمعاء يقال طفت بدارك جمعاء ويجمع فيقال مررت بجواريك جمع وجاءني جواريك جمع ،وأجمع جمع
جمع تقول جاءني القوم بأجمعهم كما تقول جاءني القوم بأفلسهم وألبهم وأعبدهم ،وليس هذا الحرف من حروف
التوكيد والشاهد دخول العامل عليه وإضافته ،وأجمع الذي هو للتوكيد ل يضاف ول يدخل عليه عامل ومن أجاز
فتح الجيم في قولك جاءني القوم بأجمعهم فقد أخطأ.
61الفرق بين الحباط والتكفير :أن الحباط هو إبطال عمل البر من الحسنات بالسيئات وقد حبط هو ومنه قوله
تعالى " وحبط ما صنعوا فيها "( )1وهو من قولك حبط بطنه إذا فسد بالمأكل الردئ ،والتكفير إبطال السيئات
بالحسنات وقال تعالى " كفر عنهم سيئاتهم "(.)2
63الفرق بين الحتراز والحذر :أن الحتراز هو التحفظ من الشئ الموجود ،والحذر هو التحفظ مما لم يكن إذا
علم أنه يكون أو ظن ذلك.
64الفرق بين الحتمال والصبر :أن الحتمال للشئ يفيد كظم الغيظ فيه ،والصبر على الشدة يفيد حبس النفس
عن المقابلة عليه بالقول والفعل ،والصبر عن الشئ يفيد حبس النفس عن فعله ،وصبرت على خطوب الدهر أي
حبست النفس عن الجزع عندها ،ول يستعمل الحتمال في ذلك لنك ل تغتاظ منه.
65الفرق بين الحجام والكف :أن الحجام هو الكف عما يسبق فعله خاصة يقال أحجم عن القتال ول يقال أحجم
عن الكل والشرب.
66الفرق بين الحداث والحدوث :أن الحداث والمحدث يقتضيان محدثا من جهة اللفظ ،وليس كذلك الحدوث
والحادث ،وليس الحدوث والحداث شيئا غير المحدث والحادث وإنما يقال ذلك على التقدير ،وشبه بعضهم ذلك
بالسراب وقال " وهو اسم ل مسمى له على الحقيقة " وليس المر كذلك لن السراب سبخة تطلع عليه الشمس
فتبرق فيحسب ماء فالسراب على الحقيقة شئ إل أنه متصور بصورة غيره وليس الحدوث والحداث كذلك.
67الفرق بين الحد والواحد :أن الحد يفيد أنه فارق غيره ممن شاركه في فن من الفنون ومعنى من المعاني،
كقولك فارق فلن أوحد دهره في الجود والعلم تريد أنه فوق أهله في ذلك.
69الفرق بين الحساس والدراك :على ما قال أبوأحمد أنه يجوز أن يدرك النسان الشئ وإن لم يحس به،
كالشئ يدركه ببصره ويغفل عنه فل يعرفه فيقال إنه لم يحس به ،ويقال إنه ليس يحس إذا كان بليدا ل يفطن،
وقال أهل اللغة كل ما شعرت به فقد أحسسته ومعناه أدركته بحسك ،وفي القرآن " فلما أحسوا بأسنا "( )1وفيه "
فتحسسوا من يوسف وأخيه "( )2أي تعرفوا بإحساسكم.وقال بعضهم :إدامة الكلم في الفرق بين الحس والعلم في
عدد( )739فراجع.
71الفرق بين الحسان والفضال :أن الحسان النفع الحسن ،والفضال النفع الزائد على أقل المقدار وقد خص
الحسان( )3بالفضل ولم يجب مثل ذلك في الزيادة لنه جرى مجرى الصفة الغالبة كما اختص النجم بالسماك
ول يجب مثل ذلك في كل مرتفع.
73الفرق بين الحسان والفضل :أن الحسان قد يكون واجبا وغير واجب ،والفضل ل يكون واجبا على أحد
وإنما هو ما يتفضل به من غير سبب يوجبه.
75الفرق بين قولهم أحسست ببصري وقولهم آنست ببصري :أن الحساس يفيد الرؤية وغيرها بالحاسة،
واليناس يفيد النس بما تراه ،ولهذا ل يجوز أن يقال إن ال يؤنس ويحس إذا ل يجوز عليه الوصف بالحاسة
والنس ،ويكون اليناس في غير النظر.
76الفرق بين الحصار والحصر :قالوا الحصار في اللغة منع بغير حبس ،والحصر المنع بالحبس قال
الكسائي :ما كان من المرض قيل فيه احصر ،وقال أبوعبيدة :ما كان من مرض أو ذهاب نفقة قيل فيه احصر
وما كان من سجن أو حبس قيل فيه حصر فهو محصور ،وقال المبرد :هذا صحيح وإذا حبس الرجل الرجل قيل
حبسه وإذا فعل به فعل عرضه به لن يحبس قيل أحبسه وإذا عرضه للقتل قيل أقتله وسقاه إذا أعطاه إناء يشرب
منه وأسقاه إذا جعل له سقيا ،وقبره إذا تولى دفنه وأقبره جعل له قبرا.
فمعنى قوله تعالى " فإن احصرتم "( )1عرض لكم شئ يكون سببا لفوات الحج.
77الفرق بين الحق والصلح( :)2قيل :الفرق بينهما أن الحق قد يكون من غير صفات الفعل ،كقولك :زيد
أحق بالمال.والصلح :ل يقع هذا الموقع لنه من صفات الفعل [ / 7أ]وتقول :ال أحق بأن يطاع ،ول تقول:
أصلح.
قلت :ويؤيده قوله تعالى " :وال ورسوله أحق أن يرضوه "((.)1اللغات).
83الفرق بين الخبات والخضوع :أن المخبت هو المطمئن باليمان وقيل هو المجتهد بالعبادة وقيل الملزم
للطاعة والسكون وهو من أسماء الممدوح مثل المؤم ن والمتقي ،وليس كذلك الخضوع لنه يكون مدحا وذما،
وأصل الخبات أن يصير ألى خبت تقول أخبت إذا صار إلى خبت وهو الرض المستوية الواسعة كما تقول أنجد
إذا صار إلى نجد ،فالخبات على ما يوجبه الشتقاق هو الخضوع المستمر على استواء.
86الفرق بين الخبال والفقار :أن الخبال أن يعطى الرجل فرسا ليغزو عليه وقيل هو أن يعطيه ماله ينتفع
بصوفه ووبره وسمنه ،قال زهير * :هنا لك إن يستخبلوا المال يخبلوا *
92الفرق بين الختصار والقتصار( :)1قيل :الختصار :ما كان قليل اللفظ ،كثير المعنى.والقتصار :ما كان
قليل اللفظ والمعنى .قلت :ويرشد إليه اشتقاقه( )2من القصور ،وهو النقصان(.اللغات).
93الفرق بين الختصار والحذف.)711(:
94الفرق بين الختصار واليجاز :أن الختصار هو إلقاؤك فضول اللفاظ من الكلم المؤلف من غير إخلل
بمعانيه ولهذا يقولون قد إختصر فلن كتب الكوفيين أو غيرها ،إذا ألقى فضول ألفاظهم وأدى معانيهم في أقل مما
أدوها فيه من اللفاظ فالختصار يكون في كلم قد سبق حدوثه وتأليفه ،واليجاز هو أن يبنى الكلم على قلة
اللفظ وكثرة المعاني ،يقال أوجز الرجل في كلمه إذا جعله على هذا السبيل ،واختصر كلمه أو كلم غيره إذا
قصره بعد إطالة ،فان استعمل أحدهما موضع الخر فلتقارب معنيهما.
95الفرق بين الختصاص والنفراد :أن الختصاص انفراد بعض الشياء بمعنى دون غيره كالنفراد بالعلم
والملك والنفراد تصحيح النفس وغير النفس ،وليس كذلك الختصاص لنه نقيض الشتراك ،والنفراد نقيض
الزدواج ،والخاصة تحتمل الضافة وغير الضافة لنها نقيض العامة فل يكون الختصاص إل على الضافة
لنه اختصاص بكذا دون كذا.
96الفرق بين الختلس والستلب( .)1قيل( )2المختلس :هو الذي يأخذ المال من غير الحرز.والمستلب :هو
الذي يأخذه جهرا ،ويهرب مع كونه غير محارب(.اللغات)
97الفرق بين الختلف في المذاهب والختلف في الجناس :أن الختلف في المذاهب هو ذهاب أحد
الخصمين إلى خلف ما ذهب إليه الخر ،والختلف في الجناس امتناع أحد الشيئين من أن يسد مسد الخر
ويجوز أن يقع الختلف بين فريقين وكلهما مبطل كاختلف اليهود والنصارى في المسيح.
100الفرق بين الختلق والخلق :أن الختلق اسم خص( )1به الكذب وذلك إذا قدر تقديرا يوهم أنه صدق،
ويقال خلق الكلم إذا قدره صدقا أو كذبا ،واختلقه إذا جلعه كذبا ل غير ،فل يكون الختلق إل كذبا والخلق
يكون كذبا وصدقا كما أن الفتعال ل يكون إل كذبا فالقول يكون صدقا وكذبا.
102الفرق بين الختيار والرادة :أن الختيار إرادة الشئ بدل من غيره ول يكون مع خطور المختار وغيره
بالبال ويكون إرادة للفعل لم يخطر بالبال غيره ،وأصل الختيار الخير ،فالمختار هو المريد لخير الشيئين في
الحقيقة أو خير الشيئين عند نفسه من غير إلجاء واضطرار ولو اضطر النسان إلى إرادة شئ لم يسمى مختارا
له لن الختيار خلف الضطرار
103الفرق بين الختيار والصطفاء :أن اختيارك الشئ أخذك خير ما فيه في الحقيقة أو خيره عندك،
والصطفاء أخذ ما يصفو منه ثم كثر حتى استعمل أحدهما موضع الخر واستعمل الصطفاء فيما ل صفو له
على الحقيقة.
105الفرق بين الخذ والتخاذ :أن الخذ مصدر أخذت بيدي ويستعار فيقال أخذه بلسانه إذا تكلم فيه بمكروه،
وجاء بمعنى العذاب في قوله تعالى " وكذلك أخذ ربك "( )1وقوله تعالى " فأخذتهم الصيحة "( )2وأصله في
العربية الجمع ومنه قيل للغدير وخذ وأخذ جعلت الهمزة واوا والجمع وخاذ واخاذ ،والتخاذ أخذ الشئ لمر
يستمر فيه مثل الدار يتخذها مسكنا والدابة يتخذها قعدة ،ويكون التخاذ التسمية والحكم ومنه قوله تعالى "
واتخذوا من دونه آلهة "( )3أي سموها بذلك وحكموا لها به.
106الفرق بين الخذ والتناول.)558(:
110الفرق بين أخمدت النار وأطفأتها :أن الخماد يستعمل في الكثير والطفاء في الكثير والقليل يقال أخمدت
النار وأطفأت النار ويقال أطفأت السراج ويقال أخمدت السراج ،وطفئت النار يستعمل في الخمود مع ذكر النار
فيقال خمدت نيران الظلم ويستعار الطفي في غير ذكر النار فيقال طفئ غضبه ول يقال خمد غضبه وفي
الحديث " :الصدقة تطفئ غضب الرب "( )1وقيل الخمود يكون بالغلبة والقهر والطفاء بالمداراة والرفق ،ولهذا
يستعمل الطفاء في الغضب لنه يكون بالمداراة والرفق ،والخماد يكون بالغلبة ،ولهذا يقال خمدت نيران الظلم
والفتنة.وأما الخمود والهمود فالفرق بينهما أن خمود النار أن يسكن لهبها ويبقى جمرها ،وهمودها ذهابها
البتة.وأما الوقود بضم الواو فاشتعال النار والوقود بالفتح ما يوقد به.
111الفرق بين الداء والبلغ :أن الداء إيصال الشئ على ما يجب فيه ،ومنه أداء الدين ،فلن حسن الداء لما
يسمع وحسن الداء للقراءة ،والبلغ إيصال ما فيه بيان للفهام ومنه البلغة وهي إيصال المعنى إلى النفس في
أحسن صورة.
112الفرق بين الداء والبلغ( :)2قد يفرق بينهما بأن اللبلغ :إيصال ما فيه بيان وإفهام ومنه البلغة ،وهو
إيصال الشئ إلى النفس بأحسن صورة من اللفظ.والداء :إيصال الشئ على الوجه الذي يجب( )3فيه
ومنه :فلن أدى الدين أداء.
وقال بعض المحققين :البلغ :يستعمل في المعاني كما في قوله سبحانه " :ليعلم أن قد أبلغوا رسالت ربهم "(
.)1والداء في العيان كما في قوله سبحانه " :إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إلى أهلها "((.)3()2اللغات).
114الفرق بين الد والعجب :أن الد العجب المنكر.وأصله من قولك أد البعير كما تقول ند أي شرد فالد العجب
الذي خرج عما في العادة من أمثاله ،والعجب استعظام الشئ لخفاء سببه والمعجب ما يستعظم لخفاء سببه.
117الفرق بين الدراك والعلم :أن الدراك موقوف على أشياء مخصوصة ،وليس العلم كذلك ،والدراك يتناول
الشئ على أخص أوصافه وعلى الجملة والعلم يقع بالمعدوم ول يدرك إل الموجود ،والدراك طريق من طرق
العلم ،ولهذا لم يجز أن يقوى العلم بغير المدرك قوته بالمدرك.
أل ترى أن النسان ل ينسى ما يراه في الحال كما ينسى ما رآه قبل.
122الفرق بين الذن والجازة( :)1قد فرق بينهما بأن الذن :هو الرخصة في الفعل قيل إيقاعه ،ويدل عليه
قوله تعالى " :فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم "(.)2وقوله تعالى " :ليستاذنكم الذين ملكت
أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم "(.)3والجازة :الرخصة في الفعل بعد إيقاعه ،وهو بمعنى الرضا بما وقع ،ولذلك
يسمون الفقهاء( )4رضا المالك بما فعله الغير :فضول ،وكذا يسمون رضا الوارث بما فعله الموصي من الوصية
بمازاد على الثلث :إجازة(.اللغات).
125الفرق بين الرادة والصابة :أن الرادة سميت إصابة على المجاز في قولهم أصاب الصواب وأخطأ
الجواب أي أراد ،قال ال تعالى " رخاء حيث أصاب "(.)5وذلك أن أكثر الصابة تكون مع الرادة.
131الفرق بين الرادة والرضا :أن إرادة الطاعة تكون قبلها والرضا بها يكون بعدها أو معها فليس الرضا من
الرادة في شي ء ،وعند أبي هاشم رحمه ال :أن الرضا ليس بمعنى ونحن وجدنا المسلمين يرغبون في رضا ال
تعالى ول يجوز أن يرغب في ل شئ ،والرضا أيضا نقيض السخط ،والسخط من ال تعالى إرادة العقاب فينبغي
أن يكون الرضا منه إرادة الثواب أو الحكم به.
132الفرق بين الرادة والشهوة :أن النسان قد يشتهي ما هو كاره له كالصائم يشتهي شرب الماء ويكرهه ،وقد
يريد النسان مال يشتهيه كشرب الدواء المر والحمية والحجامة وما بسبيل ذلك ،وشهوة القبيح غير قبيحة وإرادة
القبيح قبيحة فالفرق بيهما بين.
133الفرق بين الرادة والشهوة( :)1قال الطبرسي( )2رضي ال عنه :الشهوة :مطالبة النفس بفعل ما فيه اللذة
وليست كالرادة ،لنها قد تدعو إلى الفعل من الحكمة.والشهوة ضرورية
137الفرق بين الرادة والمشيئة :أن الرادة تكون لما يتراخى وقته ولما ل يتراخى ،والمشيئة لما لم يتراخ وقته،
والشاهد أنك تقول فعلت كذا شاء زيد أو أبى فيقابل بها إباه وذلك انما يكون عند محاولة الفعل وكذلك مشيئته إنما
تكون بدل من ذلك في حاله.
138الفرق بين الرادة والمشيئة( :)1قيل :الرادة هي العزم( )2على الفعل ،أو الترك بعد تصور الغاية،
المترتبة عليه من خير ،أو نفع ،أو لذة ونحو ذلك.وهي أخص من المشيئة ،لن المشيئة ابتداء العزم على الفعل،
فنسبتها إلى الرادة نسبة الضعف إلى القوة ،والظن إلى الجزم ،فإنك ربما شئت شيئا ول تريده ،لمانع عقلي أو
شرعي.وأما الرادة فمتى حصلت صدر الفعل ل محالة.وقد يطلق كل منهما على الخر توسعا.وإرادته عزوجل
للشئ نفس منها ما روي عن صفوان قال :قلت( )2لبي الحسن أخبرني عن الرادة من ال ،ومن الخلق ،فقال:
الرادة من الخلق :الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل.وأما من ال تعالى فإرادته إحداثه ل غير ذلك ،لنه ل
يروي.ول يهم ،ول يتفكر.فهذه الصفات منفية عنه تعالى.وهي صفات الخلق .فإرادة ال الفعل ل غير ،يقول له:
كن فيكون ،بل لفظ ول قول :ول نطق بلسان ،ول همة ول تفكر.ول كيف لذلك ،كما أنه ل كيف له.وقال بعض
المحققين :الرادة في الحيوان شوق متأكد إلى حصول المراد.وقيل :إنها مغايرة للشوق( ،)3فإن الرادة هي
الجماع وتصميم العزم.وقد يشتهي النسان ما ل يريده كالطعمة اللذيذة بالنسبة إلى العاقل الذي يعلم ما في أكلها
من الضرر.وقد يريد :ما ل يشتهيه كالدوية الشنيعة( )4النافعة التي يريد النسان تناولها لما فيها من النفع.وفرق
بينهما بأن الرادة :ميل اختياري ،والشوق :ميل جبلي طبيعي.ولذا( )5يعاقب النسان المكلف بإرادة المعاصي،
ول يعاقب باشتهائها.وقيل :إرادة ال سبحانه توجب للحق حال يقع منه الفعل على وجه دون وجه.
/ 3ب]وقيل :بل( )1هي علمه بنظام الكل على الوجه التم الكمل ،من حيث إنه كاف في وجود الممكنات،
ومرجح لطرف وجودها على عدمها ،فهي عين ذاته والمحبة فينا ميل النفس أو سكونها بالنسبة إلى ما يوافقها
عند تصور كونه موافقا ،وملئما لها ،وهو مستلزم لرادته إياه .ولما كانت المحبة بهذا المعنى محال في حقه
تعالى ،فالمراد بها ذلك اللزم ،وهو الرادة.وقال بعض العلم( :)2المشيئة والرادة قد يخالفان المحبة ،كما قد
نريد نحن شيئا ل يستلذ ،كالحجامة ،وشرب الدواء الكريه الطعم.وكذلك ربما انفكت مشيئة ال تعالى وإرادته عن
محبته( )3رضاه.انتهى.وعلى هذا فالرادة أعم من المحبة ،لن كل محبوب مراد ،دون العكس.وقال بعض
المحدثين من المتأخرين ،في جواب من سأل عن الفرق بين القضاء والقدر ،والمضاء والمشيئة ،والرادة
واخلق :المستفاد من الخبار أن هذه الشياء متغايرة في المعنى ،مترتبة في الوجود ،إل أن الظاهر أن المضاء
والخلق بمعنى واحد.
فالمشيئة قبل الرادة ،والرادة قبل القدر ،والقدر( )4قبل القضاء ،والقضاء قبل المضاء ،وهو الخلق ،وهو
إبراز المعدوم في الوجود ،وتأليفه ،وتركيبه ،فالمشيئة بالنسبة إلينا هي( )1الميل الول بعد حصول العلم
بالشئ.والرادة :هي الميل الثاني القريب بعد أن تنشطت النفس إلى فعله( ،)2وصممت على إيجاده.والقدر :هو
التقدير بالمقدار طول وعرضا مثل.والقضاء :هو التقطيع والتأليف.والمضاء :هو إبراز الصنعة في عالم()3
المصنوع ،مثاله في المحسوس :هو أنك إذا أردت أن تخيط ثوبا ،فلبد أن تكون عالما بالعلة( )4الغائية التي هي
المرتبة الولى ،بيحصل لك ميل إلى لبس الثوب ،وهذا هو المشيئة وهي المرتبة الثانية ،فيدعوك ذلك الميل إلى
لبسه إلى الميل إلى خياطته وتقطيعه ،وهذا هو الرادة :وهي المرتبة الثالثة.
فتقدره أول قبل تقطيعه ،لئل يحصل فيه الزيادة والنقصان ،وهذا هو القدر :وهي المرتبة الرابعة ،فتقطعه بعد
ذلك على حسب وضع الثوب في كيفيته ،فيحصل الغرض المقصود منه ،وهذا هو القضاء :وهي المرتبة
الخامسة ،ثم تؤلف تلك الجزاء ،وتضعها في مواضعها.وهذا هو المضاء :وهو الخلق ،وهو الصنع
والتصوير.ويدل على ذلك صريحا ما رواه الكلينى( )5قدس سره ،قال :سئل العالم عليه السلم :كيف علم ال؟
قال " :علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى فأمضى ما قضى ،وقضى ما قدر وقدر ما أراد ،فبعلمه كانت
المشيئة وبمشيئتة كانت الرادة ،وبإرادته كان التقدير ،وبتقديره كان القضاء ،وبقضائه كانت المشيئة وبمشيئته
كانت الرادة ،وبأرادته كان التقدير ،وبتقديره كان القضاء ،وبقضائه كان المضاء.والعلم متقدم على المشيئة،
والمشيئة ثانية ،والرادة ثالثة ،والتقدير واقع على القضاء بالمضاء.
فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء ،وفيما أراد من تقدير الشياء ،فإذا وقع القضاء بالمضاء ،فل بداء.
فالعلم بالمعلوم قبل كونه ،والمشيئة في المشاء( )1قبل عينه ،والرادة في المراد قبل قيامه.والتقدير لهذه
المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا ،والقضاء بالمضاء من المبرم من المفعولت ،الحديث.وبه ينحل
قول مولنا أمير المؤمنين لمافر من حائط أشرف على النهدام " :أفر من قضاء ال إلى قدره " .إل أن نسبة هذه
المعاني إليه سبحانه على وجه المجاز ل الحقيقة ،إذ المقصود من هذا الكلم :التقريب إلى الفهام .إذا عرفت هذا
فاعلم أن إرادته سبحانه على ضربين كمشيئته :أحدهما :حتم :وهي الرادة المتعلقة بالتكوين كالخلق ،والرزق
والحياء ،والماتة ،وتسخير الفلك ،وبالجملة فكل ما هو ليس من أفعال العباد الختيارية فهذه ل تختلف عن
إرادته ،وإليه أشار سبحانه بقوله " :ولو شاء ربك لمن من في الرض كلهم جميعا "( )2الثاني( :)3إرادة عزم:
وهي( )4المتعلقة بأفعال العباد وأعمالهم الختيارية من المور التكليفية ،وهذه قد تختلف إذ ليس معنى إرادته
فيها إل أمره بها ،ومحبته لها ،وهذا ل يلزم منه الوقوع ،وإل لزم الجبر واللجاء ،وبطل الثوب والعقاب.وفي
القول به خروج عن جادة الصواب.انتهى كلمه ،زيد إكرامه( .)1هذا ،وقد استدل بعض الفاضل على أن
المشيئة من ال تقتضي وجود الشئ ،بما ورد من قوله صلى ال عليه وآله " :ما شاء ال كان "( )2وعلى أن
الرادة منه سبحانه ل تقتضي وجود المراد ل محالة بقوله تعالى " :يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر "()3
وبقوله سبحانه " :وما ال يريد ظلما للعباد "( .)4معلوم أنه قد يحصل العسر والظلم فيما بين الناس( .)5أقول:
ويمكن المناقشة في الستدلل باليتين بأن المراد بإرادة اليسر وعدم إرادة العسر في الية الولى :الرخصة
للمريض ،والمسافر في الفطار في شهر رمضان ،والية مسوقة لذلك ،لقوله تعالى " :فمن شهد منكم الشهر
فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر "( )6والمراد" :
يريد ال بكم اليسر " في جميع المور " ،ول يريد بكم العسر " أي التضيق عليكم وتكليفكم ما ل تطيقونه ،وعلى
التقديرين فإرادته سبحانه لم تتخلف( )1عن وجود المراد ل محالة في هذا الباب.وأما الية الثانية فالمعنى أنه
سبحانه :ل يريد ظلم عباده بأن يحملهم من العقاب مال يستحقونه( )2أو ينقصهم من الثواب عما استحقوه.وهذا
المراد أيضا ل يتخلف عن إرادته سبحانه(.اللغات)
141الفرق بين الرب والعقل :أن قولنا الرب يفيد وفور العقل من قولهم عظم مؤرب إذا كان عليه لحم كثير
وافر ،وقدح أريب وهو المعلى وذلك أنه يأخذ النصيب المؤرب( )3أي الوافر.
143الفرق بين الرتياب والشك :أن الرتياب شك مع تهمة( )4والشاهد أنك تقول إني شاك اليوم في المطر ،ول
يجوز أن تقول إني مرتاب بفلن إذا شككت في أمره واتهمته.
فأما " :تتمة الكلم في كلمتين الريبة والتهمة "(.)5
144الفرق بين الرسال والنفاذ :أن قولك أرسلت زيدا إلى عمرو يقتضي أنك حملته رسالة إليه أو خبرا وما
أشبه ذلك ،والنفاذ ل يقتضي هذا
147الفرق بين الزالة والتنحية :أن الزالة تكون إلى الجهات الست ،والتنحية الزالة إلى جانب اليمين أو
الشمال أو خلف أو قدام ،ول يقال لما صعد به أو سفل به نحي وإنما التنحية في الصل تحصيل الشئ في جانب
ونحو الشئ جانبه.
148الفرق بين قولك أزاله عن موضعه وأزله :أن الزلل عن الموضع هو الزالة عنه دفعة واحدة من قولك
زلت قدمه ومنه قيل أزل إليه النعمة إذا اصطنعها إليه بسرعة ،ومنه قيل للذنب الذي يقع من النسان على غير
اعتماد زلة والصفاء الزلل بمعنى المزل.
150الفرق بين الساءة والمضرة :أن الساءة قبيحة وقد تكون مضرة حسنة إذا قصد بها وجه يحسن نحو
المضرة بالضرب للتأديب ،وبالكد للتعلم والتعليم.
151الفرق بين الساءة والسوء :أن الساءة اسم للظلم يقال أساء إليه إذا ظلمه والسوء اسم الضرر والغم يقال
ساءه يسوؤه إذا ضره وغمه وإن لم يكن ذلك ظلما.
152الفرق بين الساءة والنقمة( :)1قد فرق بينهما بأن النقمة :قد تكون بحق جزاء على كفران النعمة.والساءة:
ل تكون ال قبيحة.ولذا ل يصح وصفه تعالى بالمسئ ،وصح وصفه بالمنتقم.
قال سبحانه " :وال عزيز ذو انتقام "( )1وقال " :ومن عاد فينتقم ال منه "(( )2اللغات).
154الفرق بين الستبشار والسرور :أن الستبشار هو السرور بالبشارة والستفعال للطلب والمستبشر بمنزلة
من طلب السرور في البشارة فوجده ،وأصل البشرة من ذلك لظهور السرور في بشرة الوجه.
155الفرق بين الستثناء والعطف :أنك إذا قلت ضربت القوم فقد أخبرت أن الضرب قد استوفى القوم ثم قلت
وعمرا فعمرو غير القوم والفعل الواقع به غير الفعل الواقع بالقوم وإنما أشركته معهم في فعل ثان وصل إليه
منك وليس هذا حكم الستثناء لنك تمنع في الستثناء أن يصل فعلك إلى جميع المذكور.
156الفرق بين الستجابة والجابة( :)3قيل :الستجابة فيه :قبول لما دعا إليه( ،)4ولذا وعد سبحانه الداعين
بالستجابة في قوله سبحانه " :ادعوني أستجب لكم "( )5والمستجيبين بالحسن في قوله.
" للذين استجابوا لربهم الحسنى "( .)6وأما قوله سبحانه " :ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم
يستجيبوا لهم "( )1مع أن الظاهر نفي مطلق الجواب.
فلن الغرض بيان خيبتهم ،وعدم حصول مأمولهم ومتوقعهم من قبول الشركاء دعاءهم وشفاعتهم عند ال.
على أن كون الظاهر نفي مطلق الجواب غير ظاهر بدليل أنه سبحانه حكى عن الشركاء في موضع آخر بقوله
تعالى " :وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون "(.)2
فالمنفي :هو قبول الدعوة فقط ،وليست( )3كذلك الجابة ،لنه يجوز( )4أن يجيب بالمخالفة كما يقول السائل:
أتوافق في هذا المذهب( )5أم تخالف؟ فيقول المجيب :اخالف.وقيل :إن :أجاب و :استجاب بمعنى(.اللغات).
157الفرق بين الستخبار والسؤال :أن الستخبار طلب الخبر فقط ،والسؤال يكون طلب الخبر وطلب المر
والنهي وهو أن يسأل السائل غيره أن يأمره يالشئ أو ينهاه عنه ،والسؤال والمر سواء في الصيغة وإنما يختلفان
في الرتبة فالسؤال من الدنى في الرتبة والمر من الرفع فيها.
159الفرق بين الستدلل والحتجاج :أن الستدلل طلب الشئ من جهة غيره ،والحتجاج هي الستقامة في
النظر على ما ذكرنا سواء كان من جهة ما يطلب معرفته أو من جهة غيره.
160الفرق بين الستدلل والدللة.)907(:
161الفرق بين الستدلل والنظر :أن الستدلل طلب معرفة الشئ من جهة غيره ،والنظر طلب معرفته من
جهته ومن جهة غيره ،ولهذا كان النظر في معرفة القادر قادرا من جهة فعله استدلل ،والنظر في حدوث
الحركة ليس باستدلل ،وحد النظر طلب إدراك الشئ من جهة البصر أو الفكر ويحتاجذ في إدراك المعنى إلى
المرين جميعا كالتأمل للخط الدقيق بالبصر أول ثم بالكفر لن إدراك الخط الدقيق التي بها يقرأ طريق إلى
إدراك المعنى وكذلك طريق الدللة المؤدية إلى العلم بالمعنى ،وأصل النظر المقابلة ،فالنظر بالبصر القبال به
نحو المبصر ،والنظر بالقلب القبال بالفكر نحو المفكر فيه ،ويكون النظر باللمس ليدري اللين من الخشونة،
والنظر إلى النسان بالرحمة هو القبال عليه بالرحمة ،والنظر نحو ما يتوقع والنظار إلى مدة هو القبال
بالنظر نحو المتوقع ،والنظر بالمل هو القبال به نحو المأمول ،والنظر من الملك لرعيته هو إقباله نحوهم
بحسن السياسة ،والنظر في الكتاب بالعين والفكر هو القبال نحوه بهما ،ونظر الدهر اليهم أي أهلكهم وهو إقباله
نحوهم بشدائده ،والنظير المثيل ،فإنك إذا نظرت إلى أحدهما فقد نظرت إلى الخر ،وإذا قرن النظر بالقلب فهو
الفكر في أحوال ما ينظر فيه ،وإذا قرن بالبصر كان المراد به تقليب الحدقة نحو ما يلتمس رؤيته مع سلمة
الحاسة.
162الفرق بين قولنا استشرفه ببصره ومد إليه بصره :أن قولنا استشرفه ببصره معناه أنه مد إليه بصره من
أعله.
***
163الفرق بين الستطاعة والقدرة :أن الستطاعة في قولك طاعت جوارحه للفعل أي انقادت له ولهذا ل
يوصف ال بها ويقال أطاعة وهو مطيع وطاع له وهو طائع له إذا انقاد له ،وجاءت الستطاعة بمعنى الجابة
وهو قوله تعالى " هل يستطيع ربك "( )1أي هل يجيبك إلى ما تشأله وأما قوله تعالى " ل يستطيعون سمعا "(
)2فمعناه أنه يثقل عليهم استماع القرآن ليس أنهم ل يقدرون على ذلك ،وأنت تقول ل أستطيع أن أبصر فلنا
تريد أن رؤيته تثقل عليك.
164الفرق بين الستطاعة والقدرة( :)3قيل الفرق بينهما أن الستطاعة :انطباع الجوارح للفعل.والقدرة :هي ما
أوجب كون القادر عليه قادرا.ولذلك ل يوصف ال تعالى بأنه مستطيع ،ويوصف بأنه قادر (اللغات).
165الفرق بين الستطاعة والقدرة( :)4قيل :الستطاعة أخص من القدرة ،فكل مستطيع قادر وليس كل قادر
بمستطيع ،لن الستطاعة :اسم لمعان يتمكن بها الفاعل مما يريده من أحداث الفعل وهي( )5أربعة أشياء :إرادته
للفعل ،وقدرته على الفعل بحيث ل يكون له مانع منه ،وعلمه بالفعل ،وتهيؤ ما يتوقف عليه الفعل.
أل ترى أنه يقال :فلن قادر على كذلك لكنه ل يريده ،أو يمنعه منه مانع ،أو ل علم له به أن يعوزه كذا .فظهر أن
القدرة أعم من الستطاعة ،والستطاعة أخص من القدرة(.اللغات).
166الفرق بين الستعارة والتشبيه.)490(:
167الفرق بين الستغفار والتوبة :أن الستغفار طلب المغفرة بالدعاء والتوبة أو غيرهما من الطاعة ،والتوبة
الندم على الخطيئة مع العزم على ترك المعاودة فل يجوز الستغفار مع الصرار لنه مسلبة ل ما ليس من
حكمه ومشيئته مال تفعله مما قد نصب الدليل فيه وهو تحكم عليه كما يتحكم المتأمر المتعظم على غيره بأن
يأمره بفعل ما أخبر أنه ل يفعله.
168الفرق بين الستفهام والسؤال :أن الستفهام ل يكون إل لما يجهله المستفهم أو يشك فيه وذلم أن المستفهم
طالب لن يفهم ويجوز أن يكون السائل يسأل عما يعلم وعن ما ل يعلم فالفرق بينهما ظاهر ،وأدوات السؤال هل
واللف وأم وما ومن وأي وكيف وكم وأين ومتى ،والسؤال هو طلب الخبار بأداته في الفهام فان قال ما مذهبك
في حدث العالم فهو سؤال لنه قد أتى بصيغة السؤال ،وإن قال أخبرني عن مذهبك في حدث العالم فمعناه معنى
السؤال ولفظه لفظ المر.
171الفرق بين الستكبار والستنكاف 172 .)175(:الفرق بين الستكبار والتكبر( :)1الول :طلب الكبر من
غير استحقاق.والثاني :قد يكون باستحقاق.ولذلك جاز في صفة ال تعالى :المتكبر.ول يجوز :المستكبر(.اللغات).
173الفرق بين الستماع والسماع( :)2قال الفيومي " :يقال " استمع " لما كان بقصد ،لنه ل يكون إل
بالصغاء وهو الميل.و " سمع " يكون بقصد ،وبدونه "(.)3انتهى.
قلت :ويؤيده قوله تعالى " :وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له "(.)4
إشارة إلى قصدهم إلى ذلك ،وميلهم إلى السماع الخالي عن القصد(.اللغات).
174الفرق بين الستماع والسمع :أن الستماع هو استفادة المسموع بالصغاء إليه ليفهم ولهذا ل يقال إن ال
يستمع ،وأما السماع فيكون اسما للمسموع يقال لما سمعته من الحديث هو سماعي ويقال للغناء سماع ،ويكون
بمعنى السمع تقول سمعت سماعا كما تقول سمعت سمعا،
175الفرق بين الستنكاف والستكبار :أن في الستنكاف معنى النفة وقد يكون الستكبار طلب من غير أنفة
وقال تعالى " :ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر "( )1أي يستنكف عن القرار بالعبودية ويستكبر عن الذعان
بالطاعة.
176الفرق بين الستهزاء والسخرية :أن النسان يستهزأ به من غير أن يسبق منه فعل يستهزأ به من أجله،
والسخر يدل على فعل يسبق من المسخور منه والعباة من اللفظين تدل عن صحة ما قلناه وذلك أنك تقول
استهزأت به فتعدى الفعل منك بالباء والباء لللصاق كأنك ألصقت به استهزاء من غير أن يدل على شئ وقع
الستهزاء من أجله ،وتقول سخرت منه فيقتضي ذلك من وقع السخر من أجله كما تقول تعجبت منه فيدل ذلك
على فعل وقع التعجب من أجله ،ويجوز أن يقال أصل سخرت منه التسخير وهو تذليل الشئ وجعلك إياه منقادا
فكأنك إذا سخرت منه جعلته كالمنقاد لك ،ودخلت من للتبعيض لنك لم تسخره كما تسخر الدابة وغيرها وإنما
خدعته عن بعض عقله ،بني الفعل منه على فعلت لنه بمعنى عنيت وهو أيضا كالمطاوعة والمصدر السخرية
كأنها منسوبة إلى السخرة مثل العبودية واللصوصية ،وما قوله تعالى " ليتخذ بعضهم بعضا سخريا "( )2فإنما
هو بعث الشئ المسخر ولو وضع موضع المصدر جاز ،والهزء يجري مجرى العبث ولهذا جاز هزأت مثل
عبثت فل يقتضي معنى التسخير فالفرق بينهما بين.
178الفرق بين الستواء والستقامة :أن الستواء هو تماثل أبعاض الشئ واشتقاقه من السي وهو المثل كأن
بعضه سي بعض أي مثله ،ونقيضه التفاوت وهو أن يكون بعض الشئ طويل وبعضه قصيرا وبعضه تاما
وبعضه ناقصا.والستقامة الستمرار على سنن واحد ونقيضها العوجاج وطريق مستقيم ل اعوجاج فيه.
179الفرق بين الستواء والنتصاب :أن الستواء يكون في الجهات كلها والنتصاب ل يكون إل علوا.
180الفرق بين الس والصل :أن الس ل يكون إل أصل وليس كل أصل أسا وذلك أن اس الشئ ل يكون فرعا
لغيره مع كونه أصل ،مثال ذلك ان أصل الحائط يسمى اس الحائط وفرع الحائط ل يسمى اسا لعرفه.
185الفرق بين السم والتسمية والسم واللقب :أن السم فيما قال ابن السراج :ما دل على معنى مفرد شخصا
كان أو غير شخص.وفيما قال أبو الحسن علي بن عيسى رحمه ال :كلمة تدل على معنى دللة الشارة واشتقاقه
من السمو وذلك أنه كالعلم ينصب ليدل على صاحبه.وقالبوالعلء المازني رحمه ال :السم قول دال على
المسمى غير مقتض لزمان من حيث هو اسم.والفعل ما اقتضى زمانا أو تقديره من حيث هو فعل.
قال والسم اسمان اسم محض وهو قول دال دللة الشارة واسم صفة وهو قول دال دللة الفادة.وقال علي بن
عيسى :التسمية تعليق السم بالمعنى على جهة البتداء.وقال أبوالعلء :اللقب ما غلب على المسمى من اسم علم
بعد اسمه الول فقولنا زيد ليس بلقب لنه أصل فل لقب إل علم وقد يكون علم ليس بلقب.وقال النحويون :السم
الول هو السم المستحق بالصورة مثل رجل وظبي وحائط وحمار ،وزيد هو اسم ثان.واللقب ما غلب على
المسمى من اسم ثالث.واما النبز فإن المبرد قال :هو اللقب الثابت قال :والمنابزة الشاعة باللقب يقال لبني فلن
نبز يعرفون به إذا كان لهم لقب ذائع( )1شائع ومنه قوله تعالى " ول تنابزوا باللقاب "( )2وكان هذا من أمر
الجاهلية فنهى ال تعالى عنه.وقيل النبز ذكر اللقب يقال نبز ونزب كما يقال جذب وجبذ ،وقالوا في تفسير الية
هو أن يقول للمسلم يا يهودي أو يا نصراني فينسبه إلى ما تاب منه.
187الفرق بين السم الشرعي والسم العرفي :أن السم الشرعي ما نقل عن أصله في اللغة فسمي به فعل أو
حكم حدث في الشرع نحو الصلة والزكاة والصوم والكفر واليمان والسلم وما يقرب من ذلك.وكانت هذه
أسماء تجري قبل الشرع على أشياء ثم جرت في الشرع على أشياء اخر وكثر استعمالها حتى صارت حقيقة فيها
وصار استعمالها على الصل مجازا ،أل ترى أن استعمال الصلة اليوم في الدعاء مجاز وكان هو الصل،
والسم العرفي ما نقل عن بابه بعرف الستعمال نحو قولنا دابة وذلك أنه قد صار في العرف اسما لبعض ما
يدب وكان في الصل اسما لجميعه ،وكذلك الغائط كان اسما للمطمئن من الرض ثم صار في العرف اسما
لقضاء الحاجة حتى ليس يعقل عند الطلق سواه ،وعند الفقهاء أنه إذا ورد عن ال خطاب قد وقع في اللغة لشئ
واستعمل في العرف لغيره ووضع في الشرع لخر ،فالواجب حمله على ما وضع في الشرع لن ما وضع له في
اللغة قد انتقل عنه وهو الصل فما استعمل فيه بالعرف أولى بذلك ،وإذا كان الخطاب في العرف لشئ وفي اللغة
بخلفه وجب حمله على العرف لنه أولى أما أن اللفظ الشرعي يحمله على ما عدل عنه ،وإذا حصل الكلم
مستعمل في الشريعة أولى على ما ذكر قبل ،وجميع أسماء الشرع تحتاج إلى بيان نحو قوله تعالى " وأقيموا
الصلة وآتوا الزكاة "( )1إذ قد عرف بدليل أنه اريد بها غير ما وضعت له في اللغة وذلك على ضربين :أحدهما
يراد به ما لم يوضع له البتة نحو الصلة والزكاة ،والثاني يراد به ما وضع له في اللغة لكنه قد جعل اسما في
الشرع لما يقع منه على وجه مخصوص أو يبلغ حدا مخصوصا فصار كأنه مستعمل في غير ما وضع له وذلك
نحو الصيام والوضوء وماشاكله.
189الفرق بين السم العرفي والسم الشرعي 0 .)187(:الفرق بين السهاب والطناب.)208(:
191الفرق بين الشتياط والغضب :أن الشتياط خفة تلحق النسان عند الغضب وهو في الغضب كالطرب في
الفرح ،وقد يستعمل الطرب في الخفة التي تعتري من الحزن ،والشتياط ل يستعمل إل في الغضب ويجوز أن
يقال الشتياط سرعة الغضب.
قال الصمعي :يقال ناقة مشياط إذا كانت سريعة السمن ،ويقال استشاط الرجل إذا التهب من الغضب كأن
الغضب قد طار فيه.
193الفرق بين الصابة والستقامة :أن الصابة مضمنة بملبسة الغرض وليس كذلك الستقامة لنه قد يمر
على الستقامة ثم ينقطع عن الغرض الذي هو المقصد في الطلب.
196الفرق بين الصعاد والصعود :أن الصعاد في مستوى الرض ،والصعود في الرتفاع يقال أصعدنا من
الكوفة إلى خراسان وصعدنا في الدرجة والسلم والجبل.
197الفرق بين الصعاد والصعود( :)1قد فرق بينهما :بأن الصعاد يكو في مستو من الرض ،والصعود :في
ارتفاع.
يقال :أصعدنا من مكة :إذا ابتدأ السفر( )1ومثله قول الشاعر( :)2هواي مع الركب اليمانين مصعد * جنيب
وجثماني بمكة موثق قلت :ويدل عليه قوله تعالى " :إذ تصعدون ول تلوون على أحد "( )3إشارة إلى ذهابهم()4
في وادي احد ،للنهزام فرارا من العدو(.اللغات).
198الفرق بين الصغاء والسمع.)1130(:
205الفرق بين الطراء والمدح :أن الطراء هو المدح في الوجه ومنه قولهم الطراء يورث الغفلة يريدون
المدح في الوجه ،والمح يكون مواجهة وغير مواجهة.
207الفرق بين الطلق والتخلية :أن الطلق عند الفقهاء كالذن إل أن أصل الذن أن يكون ابتداء والطلق
ل يكون إل بعد نهي ،ثم كثر حتى استعمل أحدهما في موضع الخر ،والطلق مأخوذ من الطلق وهو القيد
أطلقه إذا فك طلقه أي قيده كما تقول أنشط إذا حل النشوطة ،ومنه طلق المرأة وذلك أنهم يقولون للزوجة :إنها
في حبال الزوج فإذا فارقها قيل طلقها كأنه قطع حبلها وإنما قيل في الناقة :أطلق وفي المرأة طلق للفرق بين
المعنيين والصل واحد.
208الفرق بين الطناب والسهاب :أن الطناب هو بسط الكلم لتكثير الفائدة ،والسهاب بسطه مع قلة الفائدة
فالطناب بلغة والسهاب عي ،والطناب بمنزلة سلوك طريق بعيدة تحتوي على زيادة فائدة ،والسهاب بمنزلة
سلوك ما يعد جهل بما يقرب ،وقال الخليل :يختصر الكلم ليحفس ويبسط ليفهم ،وقال أهل البلغة :الطناب إذا
لم يكن منه بد فهو إيجاز ،وفي هذا الباب كلم كثير استقصيناه في كتاب صنعة الكلم 209الفرق بين الظفار
والفشاء.)238(:
216الفرق بين العتقاد والعلم :أن العتقاد هو اسم لجنس الفعل على أي وجه وقع اعتقاده ،والصل فيه أنه
مشبه بعقد الحبل والخيط فالعالم بالشئ على ما هو به كالعاقد المحكم لما عقده ومثل ذلك تسميتهم العلم بالشئ
حفظا له ول يوجب ذلك أن يكون كل عالم معتقدا لن اسم العتقاد اجري على العلم مجازا وحقيقة العالم هو من
يصح منه فعل ما علمه متيقنا( )1إذا كان قادار عليه.
217الفرق بين العتماد والسكون :أنه قد يجوز أن يسكن الرجل يده ببسطه إياها في الهواء أو على شئ من غير
أن يعتمد عليه ،ولذلك قد يحرك يده مباشرة من غير أن يعتمد على شئ.
218الفرق بين العتماد والكون :أن العتماد يحل في غير جهة مكانه ول يجوز أن يحل الكون في غير جهة
مكانه.
219الفرق بين العتماد والمصاكة.)2012(:
221الفرق بين العجمي والعجمي( :)1العجمي :الذي يمتنع لسانه من العربية ،ول يفصح ،وإن كان نازل
بالبادية ،والعجمي :منسوب إلى العجم ،وإن كان فصيحا.
قاله صاحب أدب الكاتب ،قلت :ويدل عليه قوله تعالى " ولو نزلناه على بعض العجمين "(.)2
223الفرق بين العدام والفقر :أن العدام أبلغ في الفقر :وقال أهل اللغة :المعدم الذي ل يجد شيئا ،وأصله من
العدم خلف الوجود وقد أعدم كأنه صار ذا عدم ،وقيل في خلف الوجود عدم للفرق بين المعنيين ولم يقل عدمه
ال وإنما قيل أعدمه ال ،وقيل في خلفه قد وجد ولم يقل وجده ال وإنما قيل أوجده ال ،وقال بعضهم :العدام
فقر( )3بعد غنى.
224الفرق بين العرابي والعربي( :)4العرابي :البدوي ،وإن كان بالحضر ،والعربي :منسوب إلى العرب،
وإن لم يكن بدويا فبينهما عموم من وجه(.اللغات).
225الفرق بين العضاء والجوارح.)671(:
228الفرق بين العطاء والهبة :أن العطاء هو اتصال الشئ إلى الخذ له أل ترى انك تعطي زيدا المال ليرده
إلى عمرو وتعطيه ليتجر لك به ،والهبة تقتضي التمليك فإذا وهبته له فقد ملكته إياه ،وثم كثر استعمال العطاء
حتى صار ل يطلق إل على التمليك فيقال أعطاه مال إذا ملكه إياه والصل ما تقدم.
229الفرق بين العلم والخبار( :)1قال الطبرسي :الفرق بينهما أن العلم قد يكون بخلق العلم الضروري
في القلب ،كما خلق ال سبحانه من كمال العقل والعلم بالمشاهدات ،وقد يكون بنصب الدلة على الشئ.والخبار:
هو إظهار الخبر ،علم به أو لم
[ / 8ب]يعلم ،ول يكون مخبرا بما يحدثه من العلم في القلب كما يكون معلما بذلك(.اللغات)
230الفرق بين العلم والخبار :أن العلم التعريض لن يعلم الشئ وقد يكون ذلك بوضع العلم في القلب لن
ال تعالى قد علمنا ما اضطررنا إليه ،ويكون العلم بنصب الدللة والخبار والظهار للخبر علم به أو لم يعلم،
ول يكون ال مخبرا بما يحدثه من العلم في القلب.
232الفرق بين العلم والتعلم( :)1قيل :هما بمعنى .كما تقول :علمت ،وأعلمت ،وفهمت وأفهمت.وقال
بعضهم :بينهما فرق .فمعنى تعلم :تسبب إلى ما به يعلم من النظر في الدلة ،وليس في (أعلم) هذا المعنى.
فقد يقال ذلك لما يعلم بل تأمل ،كقولك :اعلم أن الفعل يدل على الفاعل ،وتقول في الول :تعلم النحو والفقه.انتهى.
قلت :ويمكن أن يعتبر الفرق بوجه آخر ،ولعله النسب وهو أن التعلم يعتبر في مفهومه التكرا حتى يصير ذلك
الشئ ملكة بخلف العلم ،إذ يعتبر في مفهومه ذلك ،فإنه قريب من معنى الخبار أو بما معناه ،كما مر من
قريب(( )2اللغات).
233الفرق بين العلن والجهر :أن العلن خلف الكتمان وهو إظهار المعنى للنفس ول يقتضي رفع الصوت
به ،والجهر يقتضي رفع الصوت به ومنه يقال رجل جهير وجهوري إذا كان رفيع الصوت.
234الفرق بين العلى وفوق :أن أعلى الشئ منه يقال هو في أعلى النخلة يراد أنه في نهاية قامتها ،وتقول
السماء فوق الرض فل يقتضي ذلك أن تكون السماء من الرض ،وأعلى يقتضي أسفل ،وفوق يقتضي تحت
وأسفل الشئ منه وتحته ليس منه أل ترى أنه يقال وضعته تحت الكوز ول يقال وضعته أسفل الكوز بهذا المعنى
ويقال أسفل البئر ول يقال تحت البئر.
235الفرق بين قولنا ال أعلم بذاته ولذاته :أن قولنا هو عالم بذاته يحتمل أن يراد أنه يعلم ذاته كما إذا قلنا إنه
عالم بذاته لما فيه من الشكال ،ونقول هو عالم لذاته لنه ل إشكال فيه ،ويقال هو إله بذاته ول يقال هو إله لذاته
احترازا من الشكال لنه يحتمل أن يكون قولنا إله لذاته أنه إله ذاته كما يقال إنه إله لخلقه أي إله خلقه ،ويجوز
أن يقال قادر لذاته وبذاته لن ذلك ل يشكل لكون القادر ل يتعدى بالباء واللم وإنما يعدى بعلى.
236الفرق بين العوجاج والختلف :أن العوجاج من الختلف ما كان يميل إلى جهة ثم يميل ألى اخرى وما
كان في الرض والدين والطريقة فهو عوج مكسور الول تقول في الرض عوج وفي الدين عوج مثله والعوج
بالفتح ما كان في العود والحائط وكل شئ منصوب.
237الفرق بين الغماء والسهو :أن الغماء سهو يكون من مرض فقط والنوم سهو يحدث مع فتور جسم
الموصوف به.
238الفرق بين الفشاء والظهار :أن الفشاء كثرة الظهار ومنه أفشى القوم إذا كثر ما لهم مثل أمشوا والفشاء
كثرة المال ومثله المشاء( )1وقريب منه النماء والضياء وقد أنمى القوم وأصبوا وأمشوا وأفشوا إذا كثر ما لهم،
ولهذا يقال فشى الخير في القوم أو الشر إذا ظهر بكثرة وفشى فيها الحرب إذا ظهر وكثر ،والظهار يستعمل في
كل شئ والفشاء ل يصح إل فيما ل تصح فيه الكثرة ول يصح في ذلك أل ترى أنك تقول هو ظاهر المروءة ول
تقول كثير المروءة.
239الفرق بين قولك افترى وقولك اختلق :أن افترى قطع على كذب وأخبر به ،واختلق قدر كذبا وأخبر به لن
أصل افترى قطع وأصل اختلق قدر على ما ذكرنا(.)1
242الفرق بين الفضال والتفضل :أن الفضال من ال تعالى نفع تدعو إليه الحكمة وهو تعالى يفضل ل محالة
لن الحكيم ل يخالف ما تدعوا إليه الحكمة وهو كالنعام في وجوب الشكر عليه ،وأصله الزيادة في الحسان
والتفضل التخصص بالنفع الذي يوليه القادر عليه وله أن ل يوليه وال تعالى متفضل بكل نفع يعطيه إياه من
ثواب وغيره ،فان قلت :الثواب واجب من جهة أنه جزاء على الطاعة فكيف يجوز أن ل يفعله ،قلنا :ل يفعله بان
ل يفعل سببه المؤدي إليه.
246الفرق بين الفول والغيوب :أن الفول هو غيوب الشئ وراء الشئ ولهذا يقال أفل النجم لنه يغيب وراء
جهة الرض ،والغيوب يكون في ذلك وفي غيره ،أل ترى أنك تقول غاب الرجل إذا ذهب عن البصر وإن لم
يستعمل إل في الشمس والقمر والنجوم ،والغيوب يستعمل في كل شئ وهذا أيضا فرق بين.
247الفرق بين أقام بالمكان وغني بالمكان :أن معنى قولك غني بالمكان يغني غنيا أنه أقام به إقامة مستغني به
عن غيره وليس في القامة هذا المعنى.
248الفرق بين القامة والعكوف.)1475(:
249الفرق بين القبال والمضي والمجئ :أن القبال التيان من قبل الوجه والمجئ إتيان من أي وجه كان " بقية
المطلب في كلمة :المضي ".
252الفرق بين القتضاء والطلب :أن القتضاء على وجهين :أحدهما اقتضاء الدين وهو طلب أدائه والخر
مطالبة المعني لغيره كأنه ناطق بأنه لبد منه ،وهو على وجوه منها القتضاء لوجود المعني كاقتضاء الشكر من
حكيم لوجود النعمة وكاقتضاء وجود النعمة لصحة الشكر وكاقتضاء وجود مثل آخر وليس كالضد الذي ل يحتمل
ذلك وكاقتضاء القادر
المقدور والمقدور القادر وكاقتضاء وجود الحركة للمحل من غير أن يقتضي وجود المحل وجود الحركة لنه قد
يكون فيه السكون واقتضاء الشئ لغيره قد يكون بجعل جاعل وبغير جعل جاعل وذلك نحو ضرب يقتضي ذكر
الضارب بعده بوضع واضع اللغة له على هذه الجهة ،وضرب ل يقتضي ذلك وكلهما يدل عليه.
255الفرق بين القرار والعتراف :أن القرار فيما قاله أبوجعفر الدامغاني :حاصله إخبار عن شئ ماض.وهو
في الشريعة جهة ملزمة للحكم والدليل على أنه جهة ملزمة قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين " إلى
قوله " وليملل الذي عليه الحق "( )1فأمر بالصغاء إلى قول من عليه الحق في حال الستيثاق والشهاد ليثبت
عليه ذلك فول أنه جهة ملزمة لم يكن لثباته فائدة ،وقال بعضهم :العتراف مثل القرار إل أنه يقتضي تعريف
صاحبه الغير أنه قد التزم ما اعترف به ،وأصله من المعرفة ،وأصل القرار من التقرير وهو تحصيل ما لم
يصرح به القول ،ولهذا اختار أصحاب الشروط أقر به ولم يختاروا اعترف به ،قال الشيخ أبو هلل أيده ال
تعالى :يجوز أن يقر بالشئ وهو ل يعرف أنه أقربه ويجوز أن يقر بالباطل الذي ل أصل له ول يقال لذلك
اعتراف إنما العتراف هو القرار الذي صحبته المعرفة بما أقر به مع اللتزام له ،ولهذا يقال :الشكر اعتراف
بالنعمة ول يقال إقرار بها لنه ل يجوز أن يكون شكرا إل إذا قارنت المعرفة موقع المشكور وبالمشكور له في
أكثر الحال فكل اعتراف إقرار وليس كل إقرار اعتراف ،ولهذا اختار أصحاب الشروط ذكر القرار لنه أعم،
ونقيض العتراف الجحد ونقيض القرار النكار.
256الفرق بين القرار والعتراف( :)1القرار :هو التكلم بالحق ،اللزم على النفس ،مع توطين النفس على
النقياد والذعان.ويشهد له قوله تعالى " :ثم أقررتم وأنتم تشهدون "(.)2والعتراف :هو التكلم بذلك وإن لم يكن
معه توطين ،أو إن العتراف هو ما كان باللسان ،والقرار قد يكون به ،وبغيره ،بل بالقرائن ،كما في حق
الخرس.وينطبق على الوجهين تسمية الشهادة بالتوحيد :إقرارا ،ل اعترافا ،كما ل يخفى.وأهل اللغة لم يفرقوا
بينهما(.اللغات).
261الفرق بين اللتماس والطلب :أن اللتماس طلب باللمس ثم سمي كل طلب التماسا مجازا.
262الفرق بين اللجاء والضطرار :أن اللجاء يكون فيما ل يجد النسان منه بدا من أفعال نفسه مثل أكل الميتة
عند شدة الجوع ومثل العدو على الشوك عند مخافة السبع فيقال إنه ملجأ إلى ذلك ،وقد يقال إنه مضطر إليه
أيضا ،فأما الفعل الذي يفعل في النسان وهو يقصد المتاع منه مثل حركة المرتعش فإنه يقال هو مضطر إليه
ول يقال ملجأ إليه ،وإذا لم يقصد المتناع منه لم يسم اضطرارا كتحريك الطفل يد الرجل القوي ،ونحو هذا قول
علي بن عيسى :إن اللجاء هو أن يحمل النسان على أن يفعل ،والضرورة أن يفعل فيه ما ل يمكنه النصراف
عنه من الضر والضر ما فيه ألم قال والضطرار خلف الكتساب أل ترى أنه يقال له باضطرار عرفت هذا أم
باكتساب؟ ول يقع اللجاء هذا الموقع ،وقيل هذا الصطلح من المتكلمين قالوا فأما أهل اللغة فإن اللجاء
والضطرار عندهم سواء ،وليس كذلك لن كل واحد منهما على صيغة ومن أصل وإذا اختلفت الصيغ والصول
اختلفت المعاني ل محالة ،والجبار يستعمل في الكراه ،واللجاء يستعمل في فعل العبد على وجه ل يمكنه أن
ينفك منه ،والمكره من فعل ما ليس له إليه داع وإنما يفعله خوف الضرر ،واللجاء ما تشتد دواعي النسان إليه
على وجه ل يجوز أن يقع مع حصول تلك الدواعي.
263الفرق بين الضطرار واللجاء( :)1قال بعض المحققين في الفرق بينهما إن الضطرار :كون الشئ بحيث
ل يقدر النسان على المتناع منه بسبب موجب لذلك ،وإن كان بحسب ذاته قادرا على المتناع.
كقوله سبحانه " :ثم أضطره إلى عذاب النار "( )1فإن أهل جهنم وإن كانوا في أنفسهم قادرين على المتناع من
دخولها إل أنهم مكرهون على ذلك.واللجاء :قد يكون بالختيار لبقاء القدرة على المتناع ،كما لو انحصر علج
المريض بالعضد مثل ،فإنه يقال :هو ملجأ إلى العضد ،مع أن قدرته على المتناع عنه غير مسلوبة.والحاصل:
أن الضطرار أخص من اللجاء لشتراط زوال الختيار في الول دون الثاني(.اللغات).
265الفرق بين اللزام واليجاب :أن اللزام يكون في الحق والباطل يقال ألزمته الحق وألزمته الباطل،
واليجاب ل يستعمل إل فيما هو حق فان استعمل في غيره فهو مجاز والمراد به اللزام.
268الفرق بين إل ولكن :أن الستثناء هو تخصيص صيغة عامة فأما لكن فهي تحقيق إثبات بعد نفي أو نفي بعد
إثبات تقول ما جاءني زيد لكن عمرو جاءني.وأتى عمرو لكن زيد لم يأت فهذا أصل لكن ،وليس باستثناء في
التحقيق ،وقال ابن السراج :الستثناء هو إخراج بعض من كل
269الفرق بين الله والمعبود بحق :أن الله هو الذي يحق له العبادة فل إله إل ال وليس كل معبود يحق له
العبادة ،أل ترى أن الصنام معبودة والمسيح معبود ول يحق له ولها العبادة.
271الفرق بين قولنا ال وبين قولنا إله :أن قولنا ال اسم لم يسم به غير ال وسمي غير ال إلها على وجه الخطأ
وهي تسمية العرب الصنام آلهة ،وأما قول الناس ل معبود إل ال فمعناه أن ل يستحق العبادة إل ال تعالى.
273الفرق بين قولنا ال وقولنا اللهم :أن قولنا ال اسم واللهم نداء والمراد به يا ال فحذف حرف النداء وعوض
الميم في آخره.
278الفرق بين اللهام والمعرفة الضرورية :أن اللهام ما يبدو في القلب من المعارف بطريق الخير ليفعل
وبطريق الشر ليترك ،والمعارف الضرورية على أربعة أوجه :أحدها يحدث عند المشاهدة والثاني عند
التجربةوالثالث عند الخبار المتواترة والرابع أوائل العقل.
279الفرق بين اللهام والوحي( :)1قيل :اللهام يحصل من الحق تعالى من غير واسطة الملك.والوحي :من
خواص الرسالة ،واللهام من خواص الولية.وأيضا الوحي مشروط بالتبليغ ،كما قال تعالى " :يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك من ربك "( )2دون اللهام.ومنهم من جعل اللهام نوعا من الوحي ،وقال في الغريب " :يقال
لما يقع في النفس من عمل الخير :إلهام.ولها يقع من الشر ،وما ل خير فيه :وسواس.ولما يقع من الخوف:
إيحاش ،ولما يقع من تقدير نيل الخير :أمل.ولما يقع من التقدير الذي ل على النسان ول له :خاطر ".انتهى.وقال
بعض المحققين " :الوحي فيضان العلم من ال إلى النبي بواسطة الملك.واللهام :اللقاء ،في قلبه ابتداء.والول
يختص بالنبياء عليهم السلم ،وبينه قوله سبحانه " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي "(.)3
فإن الجملة الخيرة إنما سيقت لبيان المايز ،وأن المماثلة التي دلت عليها الجملة الولى ليست في الصفات
الجسمانية والنفسانية معا بل في الولى خاصة " انتهى.
أقول :وقد يطلق الوحي على اللهام كما في قوله تعالى " :وإذا أوحيت إلى الحواريين "(.)4
فإنهم لم يكونوا أنبياء .وقوله تعالى " :وأوحينا إلى ام موسى "(.)1وقوله " :وأوحى ربك إلى النحل "(.)2وهذا
الطلق إما بحسب اللغة أو على سبيل التجوز((.)3اللغات)
283الفرق بين المتراء والشك :أن المتراء هو استخراج الشبه المشكلة ،ثم كثر حتى سمي الشك مرية
وامتراء ،وأصله المري وهو استخراج اللبن من الضرع ،مري الناقة يمريها مريا ،ومنه ما راه مما راة ومراء
إذا استخرج ما عنده بالمناظرة ،وامترئ امتراء إذا استخرج الشبه المشكلة من غير حل لها.
285الفرق بين المداد والمد( :)4قال المفضل :ما كان منه بطريق التقوية ،والعانة يقال فيه :أمده ،يمده،
إمدادا .وما كان بطريق الزيادة يقال فيه :يمده ،مدا ،ومنه قوله تعالى " :و يمدهم في طغيانهم يعمهون "()1
وقوله سبحانه " :ونمدله من العذاب مدا "(.)2والمداد في الخير ،كما في قوله تعالى " :وأمددناكم بأموال و بنين
"(.)3وقيل :المد :إعانة الرجل القوم بنفسه.والمداد إعانته إياهم( )4بغيره.
يقال :مد زيد القوم أي صار لهم مددا(.)5وأمدهم :أعانهم بمدد.وإلى هذا القول مال صاحب القاموس كما يظهر
من تضاعيف كلمه((.)6اللغات).
286الفرق بين المد والغاية :أن المد حقيقة والغاية مستعارة على ما ذكرنا( )7ويكون المد ظرفا من الزمان
والمكان ،فالزمان قوله تعالى " فطال عليهم المد "( )8والمكان قوله تعالى " تودلو أن بينها وبينه أمدا بعيدا "(
.)9
287الفرق بين المر والخبر :أن المر ل يتناول المر لنه ل يصح أن يأمر النسان نفسه ول أن يكون فوق
نفسه في الرتبة فل يدخل المر مع غيره في المر ويدخل مع غيره في الخبر لنه ل يمتنع أن يخبر عن نفسه
كإخباره عن غيره ولذلك قال الفقهاء :إن أوامر النبي صلى ال عليه [وآله] وسلم تتعداه إلى غيره من حيث كان
ل يجوز أن يختص بها ،وفصلوا بينها وبين أفعاله بذلك فقالوا أفعاله ل تتعداه إل بدليل ،وقال بعضهم :بل حكمنا
وحكمه في فعله سواء فإذا فعل شيئا فقد صار كأنه قال لنا إنه مباح ،قال ويختص العام بفعله كما يختص
بقوله.ويفرق بينهما أيضا من وجه آخر وهو أن النسخ يصح في المر ول يصح في الخبر عند أبي علي وأبي
هاشم رحمهما ال تعالى :وذهب أبوعبدال البصري رحمه ال إلى أن النسخ يكون في الخبر كما يكون في المر
قال وذلك مثل أن يقول الصلة تلزم المكلف في المستقبل ثم يقول بعد مدة إن ذلك ل يلزمه ،وهذا أيضا عند
القائلين بالقول الول أمر وإن كان لفطه لفظ الخبر.وأما الخبر عند حال الشئ الواحد المعلوم أنه ل يجوز خروجه
عن تلك الحال فان النسخ ل يصح في ذلك عند الجميع نحو الخبر عن صفات ال بأنه عالم وقادر.
288الفرق بين المر والعجب :أن المر العجب الظاهر المكشوف ،والشاهد أن أصل الكلمة الظهور ومنه قيل
للعلمة المارة لظهورها والمرة والمارة ظاهر الحال ،وفي القرآن " لقد جئت شيئا إمرا "(.)1
289الفرق بين أم وأو :أن أم استفهام وفيها ادعاء إذا عادلت اللف نحو أزيد في الدار ،وليس ذلك في أو ،ولهذا
اختف الجواب فيهما فكان في أم بالتعبير وأو بنعم أو ل.
290الفرق بين الملء والستدراج( :)2الملء :هو المهال والتأخير .قال تعالى " :وأملي لهم إن كيدي متين
"(.)1والستدراج :هو أنه كلما جدد العبد خطيئته جدد ال له نعمة ،وأنساه( )2الستغفار إلى أن يأخذه قليل قليل(
)3ول يباغته.وروي عن أبي عبدال عليه السلم في تفسير ،حيث سئل في قوله تعالى " :سنستدرجهم من حيث
ل يعلمون "(.)4
فقال " :هو العبد يذنب الذنب فيجدد له النعمة معه ،تلهية تلك النعمة عن الستغفار من ذلك الذنب ".وعلى هذا
هما( )5عموم وخصوص ،إذ كل استدراج إملء وليس كل إملء استدراجا(.اللغات).
291الفرق بين المل والطمع( :)6قيل :أكثر ما يستعمل المل فيما يستبعد حصوله ،فإن من عزم على سفر إلى
بلد بعيد يقول " :أملت الوصول إليه " ول يقول " :طمعت " إل إذا قرب منه ،فإن الطمع ل يكون إل فيما قرب
حصوله.وقد يكون المل بمعنى الطمع.وأما الرجاء :فهو بين المل والطمع ،فإن الراجي قد يخاف أن ل يحصل
مأموله.ولهذا يستعمل بمعنى الخوف( .)7قال" :والرجاء قد يكون بمعنى الخوف كما في قول الشاعر:
292الفرق بين القل والوجل :أن المل رجاء يستمر فلجل هذا قيل للنظر في الشئ إذا استمر وطال تأمل،
وأصله من الميل وهو الرمل المستطيل.
296الفرق بين المين والمأمون :أن المين الثقة في نفسه ،والمأمون الذي يأمنه غيره.
298الفرق بين الناة والحلم :أن الناة هي البطئ في الحركة وفي مقاربة الخطو في المشي ولهذا يقال للمرأة
البدينة أناة قال الشاعر:
299الفرق بين الناة والتؤدة :أن التؤدة مفارقة الخفة في المور وأصلها من قولك وأده يئده إذا أثقله بالتراب
ومنه الموؤدة وأصل التاء فيها واو ومثلها التخمة وأصلها من الوخامة والتهمة وأصلها من وهمت والترة وأصله
من ترت ،فالتؤدة تفيد من هذا خلف ما تفيد الناة وذلك أن الناة تفيد مقاربة المر والتسبب إليه بسهولة ،والتؤدة
تفيد مفارقة الخفة ولول أنا رجعنا إلى الشتقاق لم نجد بينهما فرقا ويجوز أن يقال إن الناة هي المبالغة في الرفق
بالمور والتسبب إليها من قولك آن الشئ إذا انتهى ومنه " حميم آن "( )2وقوله " غير ناظرين إنيه "( )3أي
نهايته من النضج.
300الفرق بين النابة والرجوع :أن النابة الرجوع إلى الطاعة فل يقال لمن رجع إلى معصية أنه أناب،
والمنيب اسم مدح كالمؤمن والمتقي.
301الفرق بين النام والناس :أن النام على ما قال بعض العلماء :يقتضي تعظيم شأن المسمى من الناس قال ال
عزوجل " الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم "( )4وإنما قال لهم جماعة وقيل رجل واحد وإن
أهل مكة قد جمعوا لكم ،ول تقول جاءني النام تريد بعض النام وجمع النام آنام ،قال عدي بن زيد :إن النسي
قلنا جمع نعلمه فيما من النام والمم جمع امة وهي النعمة.
303الفرق بين النتظار والمهال :أن النتظار مقرون بما يقع فيه النظر والمهال مبهم.
306الفرق بين النتظار والنظر :النتظار طلب ما يقدر النظر إليه ويكون في الخير والشر ويكون مع شك
ويقين وذلك أن النسان ينتظر طعاما يعمل في داره وهو ل يشك أنه يحضر له ،وينتظر قدوم زيد غدا وهو شاك
فيه.
307الفرق بين النتقال والزوال :أن النتقال فيما ذكر علي بن عيسى :يكون في الجهات كلها ،والزوال يكون
في بعض الجهات دون بعض ،أل ترى أنه ل يقال زال من سفل إلى علو كما يقال انتقل من سفل إلى علو ،قلنا
ويعبر عن العدم بالزوال فنقول زالت علة زيد ،والنتقال يقتضي منتقل إليه والشاهد أنك تعديه بإلى والزوال ل
يقتضي ذلك ،والزوال أيضا ل يكون إل بعد استقرار وثبات صحيح أو مقدر تقول :زال ملك فلن ول تقول ذلك
إل بعد ثبات الملك له وتقول :زالت الشمس ،وهذا وقت الزوال وذلك أنهم كانوا يقدرون أن الشمس تستقر في كبد
السماء ثمتزول وذلك لما يظن من بطئ حركتها إذا حصلت هناك ،ولهذا قال شاعرهم :وزالت زوال الشمس عن
مستقرها * فمن مخبري في أي أرض غروبها وليس كذلك النتقال.
308الفرق بين النتقام والعقاب :أن النتقام سلب النعمة بالعذاب ،والعقاب جزاء على الجرم بالعذاب لن العقاب
نقيض الثواب والنتقام نقيض النعام.
وفرق بعضهم بينهما فقال :النجاء في الخلص قبل الوقوع في المهلكة *(.)2والتنجية يستعمل في الخلص بعد
الوقوع في المهلكة.
قلت :ويؤيد الول قوله تعالى " :ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين "(.)3
فإن المراد بالمنجين :النبياء ،وقد أنجاهم ال من العذاب قبل وقوعه على المم.ويؤيد الثاني قوله تعالى " :وإذ
نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب "(.)4
فإن إنجاء بني إسرائيل من آل فرعون وذبح أبنائهم ،وتحميلهم العمال الشاقة كان بعد مدة من الزمان .هذا وقد
يستعمل كل منهما في موضع الخر إما مجازا أو بحسب اللغة(.اللغات).
310الفرق بين النذار والعلم( :)1إعلم معه تخويف ،فكل منذر معلم ،وليس بالعكس.ويوصف القديم سبحانه
بأنه منذر ،لن العلم يجوز وصفه به ،والتخويف أيضا كذلك لقوله تعالى " :ذلك يخوف ال به عباده "( )2فإذا
جاز وصفه بالمعنيين ،جاز وصفه بما يشتمل عليهما ،قاله الطبرسي(.اللغات).
311الفرق بين النذار والتخويف :أن النذار تخويف مع إعلم موضع المخافة من قولك نذرت بالشئ إذا علمته
فاستعددت له فإذا خوف النسان غيره وأعلمه حال ما يخوفه به فقد أنذره ،وإن لم يعمله ذلك لم يقل أنذره ،والنذر
ما يجعله النسان على نفسه إذا سلم مما يخافه ،والنذار إحسان من المنذر ،وكلما كانت المخافة أشد كانت النعمة
بالنذار أعظم ولهذا كان النبي صلى ال عليه [وآله]وسلم أعظم الناس منة بانذاره لهم عقاب ال تعالى.
312الفرق بين النذار والوصية :أن النذار ل يكون إل منك لغيرك وتكون الوصية منك لنفسك ولغيرك تقول
أوصيت نفسي كما تقول أوصيت غيري ول تقول أنذرت نفسي ،والنذار ل يكون إل بالزجر عن القبيح وما
يعتقد المنذر قبحه.والوصية تكون بالحسن والقبيح لنه يجوز أن يوصي الرجل الرجل بفعل القبيح كما يوصي
بفعل الحسن ول يجوز أنينذره إل فيما هو قبيح ،وقيل النذارة نقيضة البشارة وليست الوصية نقيضة البشارة.
313الفرق بين النزال والتنزيل( :)1قال بعض المفسرين :النزال :دفعي ،والتنزيل :للتدريج.
قلت :ويدلك عليه قوله تعالى " :نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والنجيل "(.)2
حيث خص القرآن بالتنزيل ،لنزوله منجما ،والكتابين بالنزال لنزولهما دفقة.وأما قوله تعالى " :الحمد ل الذي
أنزل على عبده الكتاب "( )3فالمراد هناك( )4مطلقا من غير اعتبار التنجيم ،وكذا قوله تعالى " :إنا أنزلناه في
ليلة القدر"(.)5
فإن المراد إنزاله إلى سماء الدنيا( ،)6تم تنزيله منجما على النبي صلى ال عليه وآله في ثلث وعشرين كما
وردت به الروايات(.اللغات).
315الفرق بين النسي والنسان :أن النسي يقتضي مخالفة الوحشي ويدل على هذا أصل الكلمة وهو النس
والنس خلف الوحشة ،والناس يقولون إنسي ووحشي ،وأما قولهم إنسي ووحشي والنس والجن أجري في هذا
مجرى الوحش فاستعمل في مضادة النس ،و النسان يقتضي مخالفته البهيمة فيذكرون أحدهما في مضادة
الخر ويدل على ذلك أن اشتقاق النسان من النسيان وأصله إنسيان فلهذا يصغر فيقال انيسان ،والنسيان ل يكون
إل بعد العلم فسمي النسان إنسانا لنه ينسى ما علمه ،وسميت البهيمة بهيمة لنها أبهمت على العلم والفهم ول
تعلم ول تفهم فهي خلف النسان ،والنسانية خلف البهيمية في الحقيقة وذلك أن النسان يصح أن يعلم إل أنه
ينسى ما علمه والبهيمة ل يصح أن تعلم.
316الفرق بين النشاء والفعل :أن النشاء هو الحداث حال بعد حال من غير احتذاء على مثال ومنه يقال نشأ
الغلم وهى ناشئ إذا نما وزاد شيئا فشيئا والسم النشوء ،وقال بعضهم النشاء إبتداء اليجاد من غير سبب،
والفعل يكون عن سبب كذلك الحداث وهو إيجاد الشئ بعد أن لم يكن ويكون بسبب وبغير سبب ،والنشاء ما
يكون من غير سبب والوجه الول أجود.
317الفرق بين النصاف والعدل :أن النصاف إعطاء النصف ،والعدل يكون في ذلك وفي غيره أل ترى أن
السارق إذا قطع قيل إنه عدل عليه ول يقال إنه أنصف ،وأصل النصاف أن تعطيه نصف الشئ وتأخذ نصفه من
غير زيادة ول نقصان ،وربما قيل أطلب منك النصف كما يقال أطلب منك النصاف ثم استعمل في غير ذلك مما
ذكرناه ،ويقال أنصف الشئ إذا بلغ نصف نفسه ،ونصف غيره إذا بلغ نصفه.
318الفرق بين النظار والمهال :أن النظار مقرون بمقدار ما يقع فيه النظر ،والمهال مبهم ،وقيل النظار
تأخير العبد لينظر في امره ،والمهال تأخيره ليسه ما يتكلفه من عمله 319 .الفرق بين النظار والتأخير( :)1قد
فرق بينهما بأن النظار :إمهال لينظر صاحبه في أمره ،خلف التقديم.ويرشد إليه قوله تعالى حاكيا عن هود
عليه السلم مخاطبا لقومه " :فكيدوني جميعا ثم ل تنظرون "((.)2اللغات).
320الفرق بين النعام والحسان :أن النعام ل يكون إل من المنعم على غيره لنه متضمن بالشكر الذي يجب
وجوب الدين ،ويجوز إحسان النسان إلى نفسه تقول لمن يتعلم العلم أنه يحسن( )3إلى نفسه ول تقول منعم على
نفسه ،والحسان متضمن بالحمد ويجوز الحامد لنفسه ،والنعمة متضمنة بالشكر ول يجوز شكر الشاكر لنفسه
لنه يجري مجرى الدين ول يجوز أن يؤدي النسان الدين إلى نفسه ،والحمد يقتضي تبقية الحسان إذا كان
للغير ،والشكر يقتضي تبقية النعمة ،ويكون من الحسان ما هو ضرر مثل تعذيب ال تعالى أهل النار ،وكل من
جاء بفعل حسن فقد أحسن ،أل ترى أن من أقام حدا فقد أحسن وان أنزل بالمحدود ضررا ،ثم استعمل في النفع
والخير خاصة فيقال أحسن إلى فلن إذا نفعه ول يقال أحسن إليه إذا حده ويقولون للنفع كله إحسانا ول يقولون
للضرر كله إساءة ،فلو كان معنى الحسان هو النفع على الحقيقة لكان معنى الساءة الضرر على الحقيقة لنه
ضده ،والب يحسن إلى ولده بسقيه الدواء المر ،وبالفصد والحجامة ،ول يقال ينعم عليه بذلك ويقال أحسن إذا
أتى بفعل حسن ول يقال أقبح إذا أتى بفعل قبيح اكتفوا بقولهم أساء ،وقد يكون أيضا من النعمة ما هو ضرر مثل
التكليف نسميه نعمة لما يؤدي إليه من اللذة والسرور.
321الفرق بين النعام والتمتع :أن النعام يوجب الشكر ،والتمتع كالذي يمتع النسان بالطعام والشراب ليستنيم
إليه فيتمكن من اغتصاب ماله والتيان على نفسه.
322الفرق بين النعام والنعم )1(:قال الحريرى في " درة الغواص " :قد فرقت بينهما العرب ،فجعلت النعم
اسما للبل خاصة ،والماشية التي فيها البل ،وجعلت النعام :اسما لنواع المواشي من البل ،والبقر ،والغنم،
حتى إن بعضهم أدخل فيها الظباء ،وحمر الوحشي ،متعلقا بقوله تعالى " :أحلت لكم بهيمة النعام "((.)2اللغات).
324الفرق بين النفاذ والبعث :أن النفاذ يكون حمل وغير حمل ،والبعث ل يكون حمل ويستعمل فيما يعقل دن
ما ل يعقل فتقول بعثت فلن ا بكتابي ول يجوز أن تقول بعثت كتابي إليك كما تقول أنفذت كتابي إليك ،وتقول
أنفذت إليك جميع ما تحتاج إليه ول تقول في ذلك بعثت ولكن تقول بعثت إليك بجميع ما تحتاج إليه فيكون المعنى
بعثت فلنا بذلك.
325الفرق بين النفاق والعطاء :أن النفاق هو إخراج المال من الملك،ولهذا ل يقال ال تعالى ينفق على
العباد ،وأما قوله تعالى " ينفق كيف يشاء "( )1فإنه مجاز ل يجوز استعماله في كل موضع وحقيقته أنه يرزق
العباد على قدر المصالح ،والعطاء ل يقتضي إخراج المعطي من الملك ،وذلك أنك تعطي زيدا المال ليشتري
لك الشئ وتعطيه الثوب ليخيطه لك ول يخرج عن ملكك بذلك فل يقال لهذا إنفاق.
330الفرق بين قولك أنكر وبين قولك نقم :أن قولك نقم أبلغ من قولك أنكر ومعنى نقم أنكر إنكار المعاقب ومن
ثم سمي العقاب نقمة.
331الفرق بين قولك أنكر منه كذا وبين قولك نقم منه كذا :أن قولك أنكر منه كذا يفيد أنه لم يجوز فعله ،وقولك
أنكره عليه يفيد أنه بين أن ذلك ليس بصلح له ،وقوله نقم منه يفيد أنه أنكر عليه إنكار من يريد عقابهومنه قوله
تعالى " وما نقموا منهم إل أن يؤمنوا بال "( )1وذلك أنهم أنكروا منهم التوحيد وعذبوهم عليه في الخدود المقدم
ذكره في السورة وقال تعالى " وما نقموا إل أن أغناهم ال ورسوله من فضله "( )2أي ما أنكروا من الرسول
حين أرادوا إخراجه من المدينة وقتله إل أنهم استغنوا وحسنت أحوالهم منذ قدم بلدهم والدليل على ذلك قوله
تعالى " وهموا بما لم ينالوا "( )3أي هموا بقتله أو اخراجه ولم ينالوا ذلك ،ولهذا المعنى سمي العقاب انتقاما
والعقوبة نقمة.
334الفرق بين الهلك والعدام :أن الهلك أعم من العدام لنه قد يكون ينقض البنية وإبطال الحاسة وما
يجوز أن يصل معه اللذة والمنفعة ،والعدام نقيض اليجاد فهو أخص فكل إعدام إهلك وليس كل إهلك إعداما.
335الفرق بين الهل والل :أن الهل يكون من جهة النسب والختصاص فمن جهة النسب قولك أهل الرجل
لقرابته الذنين ،ومن جهة الختصاص قولك أهل البصرة وأهل العلم ،ر والل خاصة الرجل من جهة القرابة أو
الصحبة تقول آل الرجل لهله وأصحابه ول تقول آل البصرة وآل العلم وقالوا آل فرعون أتباعه وكذلك آل لوط،
وقال المبرد :إذا صغرت العرب الل قالت أهل ،فيدل على أن أصل الل الهل،
وقال بعضهم :الل عيدان الخيمة وأعمدتها وآل الرجل مشبهون بذلك لنهم معتمده ،والذي يرفع في الصحارى
آل لنه يرتفع كما ترفع عيدان الخيمة ،والشخص آل لنه كذلك.
338الفرق بين الواب والرجوع( :)1قال الراغب :الوب ضرب من الرجوع ،وذلك لن الواب ل يقال إل في
الحيوان الذي له إرادة ،والرجوع يقال فيه ،وفي غيره.والواب ،كتواب :الراجع إلى ال تعالى بترك المعاصي،
وفعل الطاعات ،ومنه قيل :التوبة أوبة(.)2انتهى ملخصا(.اللغات).
341الفرق بين أولء واولئك :أن أولء لما قرب وأولئك لما بعد كما أن ذا لما قرب وذلك لما بعد وإنما الكاف
للخطاب ودخلها معنى البعد لن ما بعد عن المخاطب يحتاج من إعلمه وإنه مخاطب بذكره لما ل يحتاج إليه ما
قرب منه لوضوح أمره.
342الفرق بين الول والسابق 343 .)1068(:الفرق بين قولنا الول وبين قولنا قبل وبين قولنا آخر وقولنا بعد:
الول هو من جملة ما هو أوله وكذلك الخر من جملة ما هو آخره وليس كذلك ما يتعلق بقبل وبعد ،وذلك أنك إذا
قلت زيد أول من جاءني من بني تميم وآخره أوجب ذلك أن يكون زيد من بني تميم وإذا قلت جاءني زيد قبل بني
تميم أو بعدهم لم يجب أن يكون زيد منهم ،فعلى هذا يجب أن يكون قولنا ال أول الشياء في الوجود وآخرها أن
يكون ال من الشياء ،وقولنا إنه قبلها أو بعدها لم يوجب أنه منها ول أنه شئ إل أنه ل يجوز أن يطلق ذلك دون
أن يقال إنه قبل الشياء الموجودة سواه أو بعدها فيكون استثناؤه من الشياء ل يخرجه من أن يكون شيئا ،وقبل
وبعد ل يقتضيان زمانا ولو اقتضيا زمانا لم يصح أن يستعمل في الزمنة والوقات بأن يقال بعضها قبل بعض
أو بعده لن ذلك يوجب للزمان زمانا ،وغير مستنكر وجود زمان لفي زمان ووقت لفي وقت ،وقبل مضمنة
بالضافة في المعنى واللفظ وربما حذفت الضافة اجتزاء بما في الكلم من الدللة عليها ،وأصل قبل المقابلة
فكأن الحادث المتقدم قد قابل الوقت الول والحادث المتأخر قد بعد عن الوقت الول ما يستقبل والخر يجئ على
تفصيل الثنين تقول أحدهما كذا والخر كذا ،والول والخر يقال بالضافة أوله كذا وآخره إل في أسماء ال
تعالى والول الموجود قبل والخر الموجود بعد.
344الفرق بين اليتاء والعطاء( :)1قال الفاضل النيسابوري :في العطاء دليل التملك دون اليتاء.انتهى .قلت:
ويؤيده قوله تعالى " :إنا أعطيناك الكوثر "( )1فإنه كان له منع من شاء
[ / 9أ]منه كالمالك للملك.وأما القرآن فحيث( )2أن امته مشاركون له في فوائده ،ولم يكن له منعهم منه ،قال" :
ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم "((.)3اللغات).
345الفرق بين الياب والرجوع :أن الياب هو الرجوع إلى منتهى المقصد ،والرجوع يكون لذلك ولغيره ،أل
ترى أنه يقال رجع إلى بعض الطريق ول يقال آب إلى بعض الطريق ولكن يقال أن حصل في المنزل ،ولهذا قال
أهل اللغة التأويب أن يمضي الرجل في حاجته ثم يعود فيثبت في منزله ،وقال أبوحاتم رحمه ال :التأويب أن
يسير النهار أجمع ليكون عند الليل في منزله وأنشد:
346الفرق بين اليثار والختيار :أن اليثار على ما قيل هو الختيار المقدم والشاهد قوله تعالى " قالوا تال لقد
آثرك ال علينا "( )5أي قدم اختيارك علينا وذلك أنهم كلهم كانوا مختارين عند ال تعالى لنهم كانوا أنبياء:
واتسع في الختيار فقيل لفعال الجوارح اختيارية تفرقة بين حركة البطش وحركة المجس وحركة المرتعش
وتقول اخترت المروي
على الكتان أي اخترت لبس هذا على لبس هذا وقال تعالى " ولقد اخترناهم على علم على العالمين "( )1أي
اخترنا إرسالهم ،وتقول في الفاعل مختار لكذا وفي المفعول مختار من كذا ،وعندنا أن قوله تعالى " آثرك ال
علينا " معناه أنه فضلك ال علينا ،وأنت من أهل الثرة عندي أي ممن افضله على غيره بتأثير الخير والنفع
عنده ،واخترتك أخذتك للخير الذي فيك في نفسك ولهذا يقال آثرتك بهذا الثوب وهذا الدينار ول يقال اخترتك به
وإنما يقال اخترتك لهذا المر ،فالفرق بين اليثار والختيار بين من هذا الوجه.
350الفرق بين اليلم والعذاب( :)2قال الطبرسي :الفرق بينهما أن اليلم قد يكون بجزء من اللم في الوقت
الواحد مقدار ما يتألم به.والعذاب :اللم الذي له استمرار في أوقات ،ومنه العذاب :الستمرار في الخلق(.اللغات).
353الفرق بين البأس والخوف :أن البأس يجري على العدة من السلح وغيرها ونحوه قوله تعالى " وأنزلنا
الحديد فيه بأس شديد "( )1ويستعمل في موضع الخوف مجازا فيقال ل بأس عليك ول بأس في هذا الفعل أي ل
كراهة فيه.
354الفرق بين البأساء والضراء :أن البأساء ضراء معها خوف وأصلها البأس وهو الخوف يقال ل بأس عليك
أي ل خوف عليك ،وسميت الحرب بأسا لما فيها من الخوف والبأس الرجل إذا لحقه بأس وإذا لحقه بؤس أيضا
وقال تعالى " فل تبتئس بما كانوا يفعلون "( )2أي ل يلحقك بؤس ،ويجوز أن يكون من البأس أي ل يلحقك
خوف بما فعلوا ،وجاء البأس بمعنى الثم في قولهم ل بأس بكذا أي ل إثم فيه ويقال أيضا ل بكس فيه أي هو
جائز شائع.
353الفرق بين البأس والخوف :أن البأس يجري على العدة من السلح وغيرها ونحوه قوله تعالى " وأنزلنا
الحديد فيه بأس شديد "( )1ويستعمل في موضع الخوف مجازا فيقال ل بأس عليك ول بأس في هذا الفعل أي ل
كراهة فيه.
354الفرق بين البأساء والضراء :أن البأساء ضراء معها خوف وأصلها البأس وهو الخوف يقال ل بأس عليك
أي ل خوف عليك ،وسميت الحرب بأسا لما فيها من الخوف والبأس الرجل إذا لحقه بأس وإذا لحقه بؤس أيضا
وقال تعالى " فل تبتئس بما كانوا يفعلون "( )2أي ل يلحقك بؤس ،ويجوز أن يكون من البأس أي ل يلحقك
خوف بما فعلوا ،وجاء البأس بمعنى الثم في قولهم ل بأس بكذا أي ل إثم فيه ويقال أيضا ل بكس فيه أي هو
جائز شائع.
355الفرق بين البأساء والضراء( :)3قيل :الول إشارة إلى الضرر الحاصل ،والثاني إلى الضرر المتوقع أو:
الول :الضرر الشديد ،والثاني :الضعيف.وقيل :يحتمل أن يكون الول :الجهل البسيط ،والثاني
المركت(.اللغات).
356الفرق بين البائس والفقير :قال مجاهد وغيره :البائس الذي يسأل بيده ،قلنا وإنما سمي من هذه حاله بائسا
لظهور أثر البؤس عليه بمد يده للمسألة وهو على جهة المبالغة في الوصف له بالفقر ،وقال بعضهم هو بمعنى
المسكين لن المسكين هو الذي يكون في نهاية الفقر قد ظهر عليه السكون للحاجة وسوء الحال وهو الذي ل يجد
شيئا.
357الفرق بين الباطل والفاسد( :)1الول :ما لم يشرع بالكلية كبيع ما في بطون المهات.والثاني :ما يشرع
أصله ،ولكن امتنع لشتماله على وصف كالربا( )2كذا قال الشهيد في تمهيد القواعد((.)3اللغات).
358الفرق بين الباقي والقديم والمتقدم ::أن الباقي هو الموجود لعن حدوث في حال وصفه بذلك ،والقديم ما لم
يزل كائنا موجودا على ما ذكرنا وأنت تقول سابقي هذا المتاع لنفسي ول تقول ساقدمه واستبقيت الشئ ول تقول
استقدمته ،وقال قوم :القديم في اللغة مبالغة في الوصف بالتقدم في الوجود وكلما تقدم وجوده حتى سمي قديما
فذلك حقيقة فيه ،وقال من يرد ذلك لو كان القدم يستفاد لجاز أن تقول لما علمته سيبقى طويل أنه سيقدم كما تقول
أنه سيبقى ،وفي بطلن ذلك دللة على أنه في المحدث توسع والمتقدم خلف المتأخر ،والتقدم حصول الشئ قدام
الشئ ومنه القدوم لتقدمها في العمل وقيل لمضيها في العمل ل تنثني فتوبع لها في الصفة كالتقدم في المر ،ومنه
القدم لنك تتقدم بها في المكان في المشي ،والسابقة في المر ،ومنه القدم لنك تتقدم بها في المكان في المشي،
والسابقة في الخير والشر قدم وفي القرآن " قدم صدق عند ربهم "( )1وقوادم الريش العشر المتقدمات ،ويقال
قدم العهد وقدم البلى أي طال وكل ما يقدم فهو قديم وقدم ،وفي الحديث " حتى يضع الجبار فيها قدمه " أي في
النار يريد من سلف في علمه أنه عاص ،ويجوز أن يكون من سلف بعصيانه ،والقديم على الحقيقة هو الذي ل
أول لحدوثه.
363الفرق بين البحث والطلب :أن البحث هو طلب الشئ مما يخالطه فأصله أن يبحث التراب عن شئ يطلبه
فالطلب يكون لذلك ولغيره،وقيل فلن يبحث عن المور تشبيها بمن يبحث التراب لستخراج الشئ.
364الفرق بين البخس والنقصان :أن البخس النقص بالظلم قال تعالى " ول تبخسوا الناس أشياءهم "( )1أي ل
تنقصوهم ظلما ،والنقصان يكون بالظلم وغيره.
370الفرق بين البدن والجسد :أن البدن هو ماعل من جسد النسان ولهذا يقال للزرع القصير الذي يلبس الصدر
إلى السرة بدن لنها تقع على البدن وجسم النسان كله جسد ،والشاهد أنه يقال لمن قطع بعض أطرافه إنه قطع
شئ من جسده ول يقال شئ من بدنه وإن قيل فعلى بعد ،وقد يتداخل السمان إذا تقاربا في المعنى ،ولما كان
البدن هو أعلى الجسد وأغلظة قيل لمن غلظ من السمن قد بدن وهو بدين ،والبدن البل المسمنة للنحر ثم كثر ذلك
حتى سمي ما يتخذ للنحر بدنة سمينة كانت أو مهزولة 371 .الفرق بين البدن والجسد( :)1قال في البارع(( :)2ل
يقال الجسد إل للحيوان العاقل وهو النسان والملئكة والجن ول يقال لغيره جسد)( ،)3وقيل البدن :الجسد ما
سوى الرأس( )4ويظهر من كلم الجوهري الترادف((.)6()5اللغات).
372الفرق بين البدنة والهدي :أن البدن ما تبدن من البل أي تسمن يقال بدنت الناقة إذا سمنتها وبدن الرجل
سمن ،ثم كثر ذلك حتى سميت البل بدنا مهزولة كانت أو سمينة فالبدنة إسم يختص به البعير إل أن البقرة لما
صارت في الشريعة في حكم البدنة قامت مقامها وذلك أن النبى صلى ال عليه [وآله]وسلم قال " البدنة عن سبعة
والبقرة عن سبعة " فصار البقر في حكم البدن ولذلك كان يقلد البقرة كتقليد البدنة في حال وقوع الحرام بها
لسايقاها ول يقلد غيرها ،والهدي يكون من البل والبقر والغنم ول تكون البدنة من الغنم والبدنة ل يقتضي
إهداؤها إلى موضع والهدي يقتضي إهداؤه إلى موضع لقوله تعالى " هديا بالغ الكعبة "( )7فجعل بلوغ الكعبة
من صفة الهدي فمن قال علي بدنة جاز لهنحرها بغير مكة وهو كقوله علي جزور ومن قال علي هدي لم يجز أن
يذبحه إل بمكة ،وهذا قول جماعة من التابعين وبه قال أبوحنيفة ومحمد رحمهم ال ،وقال غيرهم إذا قال علي
بدنه أو هدي فبمكة وإذا قال جزور فحيث ير وهو قول أبي يوسف.
374الفرق بين البديع والمبدع( :)1كلهما بمعنى في اللغة.وهو منشئ الشياء على غير مثال سبق.
غير أن الفرق بينهما :أن في البديع مبالغة ليست في المبدع ،إذ هو يستحق
[ / 10ب]الوصف به في غير حال الفعل على الحقيقة ،بمعنى أن من شأنه إنشاء الشياء على غير مثال
(اللغات).
376الفرق بين البديهة والنظر :أن البديهة أول النظر يقال عرفته على البديهة أي في أول أحوال النظر ،وله في
الكلم بديهة حسنة إذا كان يرتجله من غير فكر فيه.
377الفرق بين البذر والبزر( :)2قد يفرق بينهما بأن البذر بالذال المعجمة في الحبوب ،كالحنطة
والشعير.والبزر بالزاء( )3للرياحين والبقول(.اللغات) 378 .الفرق بين البذل والهبة.)2237(:
379الفرق بين البرء والخلق :أن البرء هو تمييز الصورة وقولهم برأ ال الخلق أي ميز صورهم ،وأصله القطع
ومنه البراءة وهي قطع العلقة وبرئت من المرض كأنه انقطعت أسبابه عنك وبرئت من الدين وبرأ اللحم من
العظم قطعه وتبرأ من الرجل إذا انقطعت عصمته منه.
380الفرق بين قولنا الجسم ل يبرح من كذا ول ينفك ول يزال ول يخلو ول يعرى.)877(:
382الفرق بين البر والخير :أن البر مضمن بجعل عاجل قد قصد وجه النفع به فأما الخير فمطلق حتى لو وقع
عن سهو لم يخرج عن استحقاق الصفة به ،ونقيض الخير الشر ونقيض البر العقوق.
383الفرق بين البر والخير( :)1قيل :الفرق بينهما أن البر هو الخير الواصل إلى الغير مع القصد إلى ذلك
والخير يكون خيرا ،وإن وقع عن سهو.وضد البر :العقوق ،وضد الخير :الشر(.اللغات)
385الفرق بين البر والصلة :أن البر سعة الفضل المقصود إليه ،والبر ايضايكون بلين الكلم ،وبر والده إذا لقيه
بجميل القول والفعل قال الراجز :بني ان البر شئ هين * وجه طليق وكلم لين والصلة البر المتأصل ،وأصل
الصلة وصلة على فعله وهي للنوع والهيئة يقال بار وصول أي يصل بره فل يقطعه ،وتواصل القوم تعاملوا
بوصول بر كل واحد منهم إلى صاحبه وواصله عامله بوصول البر وفي القرآن " ولقد وصلنا لهم القول "()1
أي كثرنا وصول بعضه ببعض بالحكم الدالة على الرشد.
387الفرق بين البركة والزيادة( :)2البركة :هي الزيادة والنماء من حيث ل يوجد بالحس ظاهرا ،فإذا عهد من
الشئ هذا المعنى خافيا عن الحس ،قيل هذه بركة قيل :اشتقاقها من البروك ،وهو اللزوم والثبوت ،لثبوتها في
الشئ.ويوصف بها كل شئ لزمه وثبت فيه خير إلهي.وليس لضدها اسم معروف ،فلذلك يقال فيه :قليل البركة،
ول يسند فعل البركة إل إلى ال ،فل يقال :بارك زيد في الشئ ،وإنما يقال :بارك ال فيه.وإلى هذه الزيادة أشير
بما روي أنه( :)3ل ينقص مال من صدقة ،ل إلى النقصان المحسوس فإذن كل بركة زيادة ،وليس كل زيادة
بركة(.اللغات)
388الفرق بين البرهان والدللة :أن البرهان ل يكون إل قول يشهد بصحة الشئ ،والدللة تكون قول تقول
العالم دللة على القديم وليس العالم قول ،وتقول دللتي على صحة مذهبي كذا فتأتي بقول تحتج به على صحت
مذهبك ،وقال بعض العلماء البرهان بيان يشهد بمعنى آخر حق في نفسه وشهادته مثال ذلك أن الخبار بأن
الجسم محدث هو بيان بأن له محدثا والمعنى الول حق في نفسه ،والدليل ما ينبئ عن معنى من غير أن يشهد
بمعنى آخر وقد ينبئ عن معنى يشهد بمعنى آخر فادليل أعم ،وسمعت من يقول البرهان ما يقصد به قطع حجة
الخصم فارسي معرب وأصله بران أي اقطع ذلك ومنه البرهة وهي القطعة من الدللة ول يعرف صحة ذلك،
وقال علي بن الحسين :الدليل يكون وضعيا قد يمكن أن يجعل على خلف ما جعل عليه نحو دللة السم على
المسمى ،وأما دللة البرهان فل يمكن أن توضع دللة على خلف ماهي دللة عليه نحو دللة الفعل على الفاعل
ل يمكن أن تجعل دللة على أنه ليس بفاعل.
389الفرق بين البرهان والدليل( :)1البرهان :الحجة القاطعة المفيده للعلم.وأما ما يفيد الظن فهو الدليل.ويقرب
منه :المارة.ولذا أفحم سبحانه الكفار بطلب البرهان منهم فقال غ وهو أصدق القائلين " :قل هاتوا برهانكم إن
كنتم صادقين "((.)2اللغات) 390الفرق بين البرية والناس :أن قولنا برية يقتضي تميز الصورة وقولنا الناس ل
يقتضي ذلك لن البرية فعليه من برأ ال الخلق أي ميز صورهم ،وترك همزة لكثرة الستعمال كما تقول هم
الحابية والذرية وهي من ذرء الخلق ،وقيل أصل البرية البري وهو القطع وسمي برية لن ال عز وجل قطعهم
من جملة الحيوان فأفردهم بصفات ليست لغيرهم ،وذكر أن أصلها من البري وهو التراب ،وقال بعض
المتكلمين :البرية إسم إسلمى لم يعرف في الجاهلية ،وليس كما قال لنه جاء في شعر النابغة وهو قوله :قم في
البرية فاحذرها عن الفند والنابغة جاهلي البيات.
391الفرق بين البزاق والريق( :)1قيل :البزاق :ماء الفم إذا خرج منه ،ومادام فيه ريق(.اللغات)
393الفرق بين البزوغ والطلوع والشروق :أن البزوغ أول الطلوع ولهذا قال تعالى " فلما رأى الشمس بازغة
"( )2أي لمارآها في أول أحوال طلوعها تفكر فيها فوقع له أنها ليست بإله ولهذا سمي الشرط تبزيغا لنه شق
خفي كأنه أول الشق يقال بزغ قوائم الدابة إذا شرطها وإسم ما يبزغ به المبزغ وقيل البزوغ نحو البروز وبزغ
قوائم الدابة إذا شرطها ليبرز الدم ،والشروق الطلوع تقول طلعت ول يقال شرق الرجل كما يقال طلع الرجل
فالطلوع أعم 394 .الفرق بين البسالة والشجاعة :أن أصل البسل الحرام فكأن الباسل حرام أن يصاب في الحرب
بمكروه لشدته فيها وقوته ،والشجاعة الجرأة والشجاع الجرئ المقدام في الحرب ضعيفا كان أو قويا ،والجرأة قوة
القلب الداعي إلى القدام على المكاره فاشجاعة تنبئ عن الجرأة والبسالة تنبئ عن الشدة والقوة يجوز أن يكون
الباسل من البسول وهي تكره الوجه مثل البثور وهما لغتان ،وسمي باسل لتكرهه ول تجوز الصفة بذلك على ال
تعالى.
395الفرق بين البسلة( )1والحلوان والرشوة :أن البسلة أجر الراقي وجاء النهي عنها وذلك إذا كانت الرقية
بغير ذكر ال تعالى فأما إذا كانت بذكر ال تعالى وبالقرآن فليس بها بأس ويؤخذ الجر عليها ،والشاهد أن قوما
من الصحابة رقوا من العقرب فدفعت إليهم ثلثون شاة فسألوا رسول ال صلى ال عليه [وآله]وسلم عن ذلك
فقال فهم اقتسموها واضربوا لي معكم بسهم ،والحلوان أجر الكاهن وقد نهي عنه يقال حلوته حلوانا ثم كثر ذلك
حتى سمي كل عطية حلوانا قال الشاعر:
396الفرق بين البشارة والخبر( :)1البشارة :الخبار بما يسر به المخبر به إذا كان سابقا لكل خبر سواه.وبنى
العلماء عليه مسألة فقهية بأن النسان إذا قال لعبيده أيكم بشرني بقدوم زيد فهو حر ،فبشروه فرادى ،عتق أولهم،
لنه هو الذي سره بخبره سابقا ،ولو قال :مكان بشرني( :أخبرني) عتقوا جميعا.واشتقاقه قيل من البشر ،وهو
السرور ،فيختص بالخبر الذي يسر،
[ / 9ب] وأما قوله تعالى " :فبشرهم بعذاب أليم "( )2و " إذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم
"(.)3
فهو من باب التهكم والستهزاء.وقيل :اشتقاقه( )4من البشرة وهو ظاهر الجلد لتأثيره في تغيير بشرة الوجه،
فيكون فيما يسر ويغم ،لن السرور كما يوجب تغيير البشرة ،فكذلك( )5الحزن يوجبه.
قال تعالى " :فبشر عباد "(.)1وفي الثاني " :فبشرهم بعذاب أليم "(( )2اللغات).
399الفرق بين البشر والبشاشة :أن البشر أول ما يظهر من السرور بلقي من يلقاك ،ومنه البشارة وهي أول ما
يصل إليك من الخبر السار فاذا وصل إليك ثانيا لم يسم بشارة ولهذا قالت الفقهاء إن من قال من بشرني بمولود
من عبيدي فهو حر أنه يعتق أول من يخبره بذلك والنغية هي الخبر السار وصل أول أو أخيرا وفي المثل البشر
علم من أعلم النجح.والهشاشة هي الخفة للمعروف وقد هششت يا هذا بكسر الشين وهو من قولك شئ هش إذا
كان سهل المتناول فإذا كان الرجل سهل العطاء قيل هو هش بين الهشاشة.والبشاشة إظهار السرور بمن تلقاه
وسواء كان أول أو أخيرا.
400الفرق بين البشر والناس :أن قولنا البشر يقتضي حسن الهيئة وذلك أنه مشتق من البشارة وهي حسن الهيئة
يقال رجل بشير وامرأة بشيرة إذا كان حسن الهيئة فسمي الناس بشرا لنهم أحسن الحيوان هيئة ،ويجوز أن يقا
إن قولنا بشر يقتضي الظهور وسموا بشرا لظهور شأنهم ،ومنه قيل لظاهر الجلد بشرة ،وقولنا الناس يقتضي
النوس وهو الحركة ،والناس
جمع والبشر واحد وجمع وفي القرآن " ما هذا إل بشر مثلكم "( )1وتقول محمد خير البشر يعنون الناس كلهم
ويثنى البشر فيقال بشران وفي القرآن " لبشرين مثلنا "( )2ولم يسمع أنه يجمع.
402الفرق بين البصيرة والعلم :أن البصيرة هي تكامل العلم والمعرفة بالشئ ولهذا ل يجوز أن يسمى الباري
تعالى بصيرة إذ ل يتكامل علم أحد بعظمته وسلطانه.
403الفرق بين البصير والمستبصر :أن البصير على وجهين أحدهما المختص بأنه يدرك المبصر إذا وجد،
وأصله البصر وهو صحة الرؤية ،ويؤخذ منه صفة مبصر بمعنى رأي والرأي هو المدرك للمرئي والقديم رأي
بنفسه ،والخر البصير بمعنى العالم تقول منه هو بصير وله به بصر وبصيرة أي علم ،والمستبصر هو العالم
بالشئ بعد تطلب العلم كأنه طلب البصار مثل المستفهم والمستخبر المتطلب للفهم والخبر ،ولهذا يقال إن ال
بصير ول يقال مستبصر ،ويجوز أن يقال إن الستبصار هو أن يتضح له المر حتى كأنه يبصره ول يوصف
ال تعالى به لن التضاح ل يكون إل بعد الخفاء.
405الفرق بين قولك بطر النعمة وقولك كفر النعمة :أن قولك بطرها يفيد أنه عظمها وبغى فيها.وكفرها يفيد أنه
عظمها فقط ،وأصل البطر الشقومنه قيل للبيطار بيطار وقد بطرت الشئ أي شققته وأهل اللغة يقولون البطر
سوء إستعمال النعمة وكذلك جاء في تفسير قوله تعالى " بطرت معيشتها "( " )1ول تكونوا كالذين خرجوا من
ديارهم بطرا ورئاء الناس "(.)2
406الفرق بين البعث والرسال :أنه يجوز أن يبعث الرجل إلى الخر الحاجة يخصه دونك ودون المبعوث إليه
كالصبي تبعثه إلى المكتب فتقول بعثته ول تقول أرسلته لن الرسال ل يكون إل برسالة وما يجري مجراها.
408الفرق بين البعث والنشور :أن بعث الخلق إسم لخراجهم من قبورهم إلى الموقف ومنه قوله تعالى " من
بعثنا من مرقدنا "( )3والنشور إسم لظهور المبعوثين وظهور أعمالهم للخلئق ومنه قولك نشرت إسمك ونشرت
فضيلة فلن إل أنه قيل أنشر ال الموتى باللف ونشرت الفضيلة والثوب للفرق بين المعنيين.
409الفرق بين البعد والقبل والول والخر.)343(:
410الفرق بين البعض والجزء :أن البعض ينقسم والجزء ل ينقسم والجزء يقتضي جمعا والبعض يقتضي كل،
وقال بعضهم يدخل الكل على أعمر العام ول يدخل البعض على أخص الخاص والعموم ما يعبر به الكل
والخصوص ما يعبر عنه البعض أو الجزء وقد يجئ الكل للخصوصبقرينة تقوم مقام الستثناء كقولك :لزيد في
كل شئ يد ويجئ البعض بمعنى الكل كقوله تعالى " إن النسان لفي خسر"( )1وحد البعض ما يشمله وغيره إسم
واحد ويكون في المتفق والمختلف كقولك الرجل بعض الناس وقولك السواد بعض اللوان ول يقال ال تعالى
بعض الشياء ،وإن كان شيئا واحدا يجب إفراده بالذكر لما يلزم من تعظيمه وفي القرآن " وال ورسوله أحق أن
يرضوه "( )2ولم يقل يرضوهما ،وقيل حد البعض التناقص عن الجملة ،وقال البلخي رحمه ال :البعض أقل من
النصف ،وحد الجزء الواحد من ذا الجنس ،ولهذا ل يسمى القديم جزءا كما يسمى واحدا.
411الفرق بين البعل والزوج :أن الرجل ل يكون بعل للمرأة حتى يدخل بها وذلك أن البعال النكاح والملعبة
ومنه قوله عليه السلم " أيام أكل وشرب وبعال " وقال الشاعر:
413الفرق بين البغض والكراهة :أنه قد إتسع بالبغض ما لم يتسع بالكراهة فقيل أبغض زيدا أي أبغض إكرامه
ونفعه ،ول يقال أكرهه بهذا المعنى كما إتسع بلفظ المحبة فقيل أحب زيدا بمعنى أحب إكرامه ونفعه ول يقال
أريده في هذا المعنى ،ومع هذا فإن الكراهة تستعمل فيما ل يستعمل فيه البغض فيقال أكره هذا الطعام ول يقال
أبغضه كما تقول احبه والمراد إني أكره أكله أن المراد بقولك اريد هذا الطعام أنك تريد أكله أو شراءه.
418الفرق بين البلء والنقمة :أن البلء يكون ضررا ويكون نفعا وإذا أردت النفع قلت أبليته وفي القرآن "
وليبلى المؤمنين منه بلء حسنا "( )1ومن الضر بلوته ،وأصله أن تختبره بالمكروه وتستخرج ما عنده من
الصبر به ويكون ذلك إبتداء والنقمة ل تكون إل جزاء وعقوبة وأصلها شدة النكار تقول نقمت عليه المر إذا
أنكرته عليه وقد تسمى النقمة بلء والبلء ل يسمى نقمة إذا كان إبتداء والبلء أيضا إسم للنعمة وفي كلم
الحنف :البلء ثم الثناء أي النعمة ثم الشكر.
419الفرق بين بلى ونعم :أن بلى ل تكون إل جوابا لما كان فيه حرف جحد كقوله تعالى " ألست بربكم قالوا بلى
"( )2وقوله عزوجل " ألم يأتكمرسل منكم "( )1ثم قال في الجواب " قالوا بلى "( )2ونعم ل تكون للستفهام بل
جحد كقوله تعالى " فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم "( )3وكذلك جواب الخبر إذا قال قد فعلت ذلك قلت
نعم لعمري قد فعلته ،وقال الفراء وإنما امتنعوا أن يقولوا في جواب الجحود نعم لنه إذا قال الرجل مالك علي
شئ فلو قال الخر نعم كان صدقه كأنه قال نعم ليس لي عليك شئ وإذا قال بلى فانما هو رد لكلم صاحبه أي
بلى لي عليك شئ فلذلك إختلف بلى ونعم.
420الفرق بين البنية والتأليف :أن البنية من التأليف يجري في إستعمال المتكلمين على ما كان حيوانا يقولون
القتل نقض البنية والتأليف عندهم عام ،وأهل اللغة يجرونها على البناء يقولون بنية وبنية وقال بعضهم بنى بنية
من البناء وبنية من المجد وأنشد قول الحطيئة:
426الفرق بين البوش والجماعة :أن البوش هم الجماعة الكثيرة من أخلط الناس ول يقال لبني الب الواحد
بوش ويقال أيضا جماعة من الحمير ول يقال بوش من الحمير لن الحمير كلها جنس واحد وأما العصبة فالعشرة
وما فوقها قليل ومنه قوله عزوجل " ونحن عصبة "( )1وقيل هي من العشرة إلى الربعين وهي في العربية
الجماعة من الفرسان والركب ركبان البل خاصة ول يقال للفرسان ركب ،والعدي رجال يعدون في الغزو
والرجل جمع راجل والنقيضة هي الطليعة وهم قوم يتقدمون الجيش فينقون الرض أي ينظرون ما فيها من قولك
نقضت المكان إذا نظرت ،والمقنب نحو الثلثين يغزى بهم ،والحظيرة نحو الخمسة إلى العشرة يغزى بهم،
والكتيبة العسكر المجتمع فيه آلت الحرب من قولك كتبت الشئ إذا جمعته ،وأسماء الجماعات كثيرة ليس هذا
موضع ذكرها وإنما نذكر المشهور منها فمن ذلك( .)2الفرق بين البيان والبرهان والسلطان( :)1هي نظائر،
وتختلف حدودها.
فالبيان :إظهار المعنى للنفس كإظهار نقيضه.والبرهان :إظهار صحة المعنى وإفساد نقيضه.والسلطان :إظهار ما
يتسلط به على نقيض المعنى بالبطال كذا قيل(.اللغات)
428الفرق بين البيان والفائدة :قال علي بن عيسى :ما ذكر ليعرف به غيره فهو البيان كقولك غلم زيد وإنما
ذكر ليعرف به الغلم فهو للبيان وقولك ضربت زيدا إنما ذكر زيد لبعرف أن الضرب وقع به فذكر ليعرف به
غيره ،والفائدة ما ذكر ليعرف في نفسه نحو قولك قام زيد إنما ذكر قام ليعرف أنه وقع القيام ،وأما معتمد البيان
فهو الذي ل يصح الكلم إل به نحو قولك ذهب زيد فذهب معتمد الفائدة ومعتمد البيان ،وأما الزيادة في البيان فهو
البيان الذي يصح الكلم دونه وكذلك الزيادة في الفائدة هي التي يصح الكلم دونها نحو الحال في قولك مر زيد
ضاحكا والبيان قولك أعطيت زيدا درهما فعلى هذا يجري البيان والفائدة ومعتمد الفائدة والحال أبدا للزيادة في
الفائدة فالمفعول الذي والفائدة ومعتمد الفائدة والحال أبدا للزيادة في الفائدة فالمفعول الذي ذكر فاعله للزيادة في
البيان فأما الفاعل فهو معتمد البيان وكذلك ما لم يسم فاعله وقولك قام زيد معتمد الفائدة فإذا كان صفة فهو للزيادة
فيالبيان نحو قولك مررت برجل قام فهو هاهنا صفة مذكورة للزيادة في البيان.
429الفرق بين البيان والهدى :أن البيان في الحقيقة إظهار المعنى للنفس كائنا ما كان فهو في الحقيقة من قبيل
القول.والهدى بيان طريق الرشد ليسلك( )1دون طريق الغي هذا إذا أطلق فإذا قيد استعمل في غيره فقيل هدي
إلى النار وغيرها.
430الفرق بين البيتوتة والنوم( :)2قال الحريري في درة الغواص " :ومن ذلك توهمهم أن معنى بات فلن أي
نام ،وليس كذلك ،بل معنى بات :أظله المبيت وأجنه الليل ،سواء نام أم لم ينم ،يدل على ذلك قوله تعالى " :والذين
يبيتون لربهم سجدا وقياما "(.)3ويشهد له أيضا قول ابن رميض(:)4
433الفرق بين قولك تابعت زيدا وقولك وافقته :أن قولك تابعته يفيد أنه قد تقدم منه شئ افتديت به فيه ،ووافقته
يفيد أنكما إتفقتما معا في شئ من الشياء ومنه سمي التوفيق توفيقا ،ويقول أبوعلي رحمة ال عليه.ومن تابعه
يريد به أصحابه ومنه سمي التابعون التابعين ،وقال أبوعلي رحمه ال :ومن وافقه يريد من قال بقوله وإن لم يكن
من أصحابه ،وأيضا فإن النظير يقال إنه تابع لنظيره لن التابع دون المتبوع ويجوز أن يوافق النظير النظير.
434الفرق بين التالي والتابع :أن التالي فيما قال علي بن عيسى :ثان وإن لم يكن يتدبر بتدبر الول.والتابع إنما
هو المتدبر بتدبر الول ،وقد يكون التابع قبل المتبوع في المكان كتقدم المدلول وتأخر الدليل وهو مع ذلك يأمر
بالعدول تارة إلى الشمال وتارة إلى اليمين كذا قال.
436الفرق بين التأريب والبرام :أن التأريب شدة العقد يقال أرب العقد إذا جعل عقدا فوق عقد وهو خلف
النشط يقال نشطه إذا عقده بانشوطة
وهو عقد ضعيف وأربه إذا أحكم عقده وأنشطه إذا حل النشوطة.
437الفرق بين التأسف والتلهف( :)1ذهب كثير من أهل اللغة إلى ترادفهما ،وانهما بمعنى الحزن.وفرق بعضهم
بأن التلهف )2(:التحزن على مافات ،والتأسف :مطلق الحزن والصح أن يقال :إن التأسف :على مافات،
والتلهف :على ما يأتي.ويؤيده قول الشاعر :وبعد غد يالهف نفسي من غد * إذا راح أصحابي ولست برائح ! قال
الجوهري :السف :أشد الحزن ،والتلهف :الحزن(.اللغات).
438الفرق بين التأسف والندم :أن التأسف يكون على الفائت من فعلك وفعل غيرك والندم جنس من أفعال
القلوب ل يتعلق إل بواقع من فعل النادم دون غيره فهو مباين لفعال القلوب وذلك أن الرادة والعلم والتمني
والغبط قد يقع على فعل الغير كما يقع على فعل الموصوف به ،والغضب يتعلق بفعل الغير فقط.
439الفرق بين التأليف والبنية.)420(:
440الفرق بين الترتيب والتأليف والتركيب والتصنيف( :)3الترتيب :هو جمع الشياء المختلفة ،بحيث يطلق
عليها اسم :الواحد ،ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقديم والتأخير في النسبة العقلية ،وإن لم تكن مؤلفة فهو
أعم من التأليف من وجه ،لن التأليف :ضم الشياء مؤتلفة يرشدك إليه اشتقاقه من اللفة سواء كانت مرتبة
الوضع أو ل ،وهما أخص من التركيب مطلقا لنه :ضم الشياء مؤتلفة كانت أم ل ،مرتبة الوضع كانت أم ل.وقد
يستعمل الترتيب أخص مطلقا من التأليف ،وقد يجعلن مترادفين ،كذا حققه الشهيد الثاني طاب ثراه.وأما
التصنيف فالمشهور أنه :ما كان من كلم المصنف.
قال شيخنا البهاء( )1قدس سره في الكشكول :قد يقال :إن جمع القرآن ل يسمى تصنيفا إذ الظاهر أن التصنيف ما
كان من كلم المصنف ،والجواب أن جمع القرآن إذا لم يكن تصنيفا لما ذكرت من العلة ،فجمع الحديث أيضا
ليس تصنيفا مع أن إطلق التصنيف على كتب الحديث شائع ذائع.انتهى(.اللغات).
441الفرق بين التأليف والترتيب والتنظيم :أن التأليف يستعمل فيما يؤلف على إستقامة أو على إعوجاج،
والتنظيم والترتيب ل يستعملن إل فيما يؤلف على إستقامة ،ومع ذلك فان بين الترتيب والتنظيم فرقا وهو أن
الترتيب هو وضع الشئ مع شكله ،والتنظيم هو وضعه مع ما يظهر به ،ولهذا استعمل النظم في العقود والقلئد
لن خرزها ألوان يوضع كل شئ منها مع ما يظهر به لونه.
442الفرق بين التأليف والتصنيف :أن التأليف أعم من التصنيف وذلك أنالتصنيف تأليف صنف من العلم ول
يقال للكتاب إذا تضمن نقض شئ من الكلم مصنف لنه جمع الشئ وضده والقول ونقيضه ،والتأليف يجمع ذلك
كله وذلك أن تأليف الكتاب هو جمع لفظ إلى لفظ ومعنى إلى معنى فيه حتى يكون كالجملة الكافية فيما يحتاج إليه
سواء( )1كان متفقا أو مختلفا والتصنيف مأخوذ من الصنف ول يدخل في الصنف غيره.
446الفرق بين التبديل والبدال :قال الفراء :التبديل تغيير الشئ عن حاله ،والبدال جعل الشئ مكان الشئ.
447الفرق بين البدال والتبديل( :)2قيل :هما يمعنى ،وقيل )3(:التبديل :تغيير حال إلى حال آخر
[ / 4ب]يقال :بدل صورته.والبدال :رفع الشئ بأن يجعل( )4غيره مكانه.وقال بعضهم :التبديل هو التغيير،
يقال :أبدلت الشئ بالشئ إذا بدلت( )5عينا بعين ،قال الشاعر( :)6عزل المير بالمير المبدل * وبدلت،
بالتشديد :إذا غيرت هيئته ،والعين واحد ،يقولون :بدلت جبتي قميصا :أي :جعلتها قميصا ذكره المغربي.وقد
يكون التبديل بأن يوضع غيره موضعه.
قال تعالى " :يوم تبدل الرض "(.)1وقال سبحانه " :وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أل خمط وأثل شئ من سدر
قليل "( ،)2ويحتمل الوجهين قوله سبحانه " :ما يبدل القول لدى "((.)3اللغات).
451الفرق بين التتابع والتواتر( :)1قال الحريري في درة الغواص :تقول جاءتنا الخيل متتابعة إذا جاء بعضها
في إثر بعض ،بل فصل.وجاءت متواترة :إذا تل حقت ،وبينها فصل ،ويؤيده قوله تعالى " :ثم أرسلنا رسلنا تترا
"(.)2ومعلوم أنه كان بين كل فترة وتراخي مدة.وعن بعض الصحابة أنه قال لعلي عليه السلم :إن علي أياما من
شهر رمضان أيجوز إن أقضيها متفرقة؟.
قال :اقضها إن شئت متتابعة ،وإن شئت متواترة تترى ،فقلت :إن بعضهم قال ل تجزئ عنك إل متتابعة.
فقال :بل( )3تجزئ تترى لنه عزوجل قال " :فعدة من أيام أخر "(.)4ولو أراد متتابعة لبين التتابع كما قال
عزوجل " :فصيام شهرين متتابعين "(.)5انتهى ملخصا(.اللغات).
452الفرق بين التثريب والتفنيد واللوم :أن التثريب شبيه بالتقريع والتوبيخ تقول وبخه وقرعه وثربه بما كان
منه ،واللوم قد يكون لما يفعله النسانفي الحال ول يقال لذلك تقريع وتثريب وتوبيخ ،واللوم يكون على الفعل
الحسن ول يكون التثريب إل على قبيح ،والتفنيد تعجيز الرأي يقال فنده إذا عجز رأيه وضعفه والسم الفند،
وأصل الكلمة الغلظ ومنه قيل للقطعة من الجبل فند ،ويجوز أن يقال التثريب الستقصاء في اللوم والتعنيف،
وأصله من الثرب وهو شحم الجوف لن البلوغ إليه هو البلوغ إلى المواضع القصى من البدن.
453الفرق بين التجريب والختبار :أن التجريب هو تكرير الختبار والكثار منه ويدل على هذا أن التفعيل هو
للمبالغة والتكرير ،وأصله من قولك جربه إذا داواه من الجرب فنظر أصلح حاله أم ل ومثله قرد البعير إذا نزع
عنه القردان وقرع الفصيل إذا داواه من القرع وهو داء معروف ول يقال إن ال تعالى يجرب قياسا على قولهم
يختبر ويبتلي لن ذلك مجاز والمجاز ل يقاس عليه.
455الفرق بين التحسس والتجسس( : )1التحسس بالحاء المهملة :طلب الشئ بالحاسة.والتجسس بالجيم مثله.
وفي الحديث " :ل تحسسوا ،ول تجسسوا "(.)1
قيل :معناهما واحد ،وعطف أحدهما على الخر لختلف اللفظين كقول الشاعر * :متى أدن منه ينأ عني ويبعد
* وقيل :التجسس بالجيم البحث عن عورات النساء.وبالحاء الستماع لحديث القوم ،ويروى أن ابن عباس سئل
عن الفرق بينهما فقال :ل يبعد أحدهما عن الخر :التحسس في الخير ،والتجسس في الشر.
قلت :ويؤيده قوله تعالى حكاية عن يعقوب " :يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف "( )2بالحاء.
على القراءة المشهورة ،فإنه كان متوقعا لن يأتيه الخبر بسلمة يوسف.وقوله سبحانه " :ول تجسسوا "()3
بالجيم فإن المنهي عنه البحث عن معائب الناس وأسرارهم التي ل يرضون بإفشائها واطلع الغير
عليها(.اللغات).
456الفرق بين التحري والرادة :أن التحري هو طلب مكان الشئ مأخوذ من الحرا وهو المأوى وقيل لمأوى
الطير حراها ولموضع بيضها حرا أيضا ومنه تحري القبلة ول يكون مع الشك في الصابة ولهذا ل يوصف ال
تعالى به فليس هو من الرادة في شئ.
457الفرق بين التحلية والصفة :أن التحلية في الصل فعل المحلي وهو تركيب الحلية على الشئ مثل السيف
وغيره.وليس هي من قبيل القول.واستعمالها في غير القول مجاز وهوانه قد جعل ما يعبر عنه بالصفة صفة كما
أن الحقيقة من قبيل القول.
ثم جعل ما يعبر عنه بالحقيقة حقيقة وهو الذات إل أنه كثر به الستعمال حتى صار كالحقيقة.
458الفرق بين التحميل والتكليف :أن التحميل ل يكون إل لما يستثقل ولهذا قال تعالى " ول تحمل علينا إصرا
"( )1والصر الثقل.والتكليف قد يكون لما ل ثقل له نحو الستغفار تقول كلفه ال الستغفار ول تقول حمله ذلك.
459الفرق بين التحيت والتقليد :أن التحيث هو العتقاد الذي يعتد به النسان من غير أن يرجحه على خلفه أو
يخظر بباله أنه بخلف ما اعتقده ،وهو مفارق للتقليد لن التقليد ما يقلد فيه الغير والتحيت ل يقلد فيه أحد.
460الفرق بين التحية والسلم :أن التحية أعم من السلم ،وقال المبرد :يدخل في التحية حياك ال ولك البشرى
ولقيت الخير ،وقال أبو هلل أيده ال تعالى :ول يقال لذلك سلم إنما السلم قولك سلم عليك ،ويكون السلم في
غيره هذا الوجه السلمة مثل الضلل والضللة والجلل والجللة ،ومنه دار السلم أي دار السلمة وقيل دار
السلم أي دار ال ،والسلم إسم من أسماء ال ،والتحية أيضا الملك ومنه قولهم التحيات ل.
461الفرق بين التخصيص والنسخ :أن التخصيص هو ما دل على أن المراد بالكلمة بعض ما تناولته دون
بعض ،والنسخ ما دل على أن مثل الحكم الثابت بالخطاب زائل في المستقبل على وجه لوله لكان ثابتا ،ومن حق
التخصيص أن ل يدخل إل فيما يتناوله اللفظ ،والنسخ يدخل في النص على عين والتخصيص ما ل يدخل فيه،
والتخصيص يؤذن بأن المراد بالعموم عند الخطاب ما عداه ،والنسخ يحقق أن كل ما يتناوله اللفظ مراد في حال
الخطاب وإن كان غيره مرادا فيما بعد ،والنسخ في الشريعة ل يقع بأشياء يقع بها التخصيص ،والتخصيص ل
يقع ببعض ما يقع به النسخ فقد بان لك مخالفة أحدهما للخر في الحد والحكم جميعا ،وتساويهما في بعض
الوجوه ل يوجب كون النسخ تخصيصا.
463الفرق بين التخلص والنجاة :أن التخلص يكون من تعقيد وان لم يكن أذى والنجاة ل تكون إل من أذى ول
يقال لمن ل خوف عليه نجا لنه ل يكون ناجيا إل مما يخاف.
469الفرق بين التدبر والتفكر :أن التدبر تصرف القلب بالنظر في العواقب والتفكر تصرف القلب بالنظر في
الدلئل.وسنبين إشتقاق التدبر وأصله فيما بعد.
[ / 11ب]بأن التدبر :تصرف القلب بالنظر في عواقب المور.والتفكر :تصرف القلب بالنظر في
الدلئل(.اللغات).
471الفرق بين التدبير والتقدير :أن التدبير هو تقويم المر على ما يكون فيه صلح عاقبته ،وأصله من الدبر
وأدبار المور عواقبها وآخر كل شئ دبره وفلن يتدبر أمره أي ينظر في أعقابه ليصلحه على ما يصلحها،
والتقدير تقويم المر على مقدار يقع معه الصلح ول يتضمن معنى العاقبة.
474الفرق بين التذكير والتنبيه :أن قولك ذكر الشئ يقتضي أنه كان عالما به ثم نسيه فرده إلى ذكره ببعض
السباب وذلك أن الذكر هو العلم الحادث بعد النسيان على ما ذكرنا( )1ويجوز أن ينبه الرجل على الشئ لم
يعرفه قط أل ترى أن ال ينبه على معرفته بالزلزل والصواعق وفهم من لم يعرفه البتة فيكون ذلك تنبيها له كما
يكون تنبيها لغيره ،ول يجوز أن يذكره ما لم يعلمه قط.
475الفرق بين التذلل والذل :أن التذلل فعل الموصوف به وهو إدخال النفس في الذل كالتحلم إدخال النفس في
الحلم والذليل المفعول به الذل من قبل غيره في الحقيقة وإن كان من جهة اللفظ فاعل ،ولهذا يمدح الرجل بأنه
متذلل ول يمدح بأنه ذليل لن تذل لغيره إعترافه له والعتراف حسن ويقال العلماء متذللون ل تعالى ول يقال
أذلء له سبحانه.
476الفرق بين التذلل والتواضع :أن التذلل إظهار العجز عن مقاومة من يتذلل له.والتواضع إظهار قدرة من
يتواضع له سواء كان ذا قدرة على المتواضع أو ل أل ترى أنه يقال العبد متواضع لخدمة أي يعاملهم معاملة من
لهم عليه قدرة ول يقال يتذلل لهم لن التذلل إظهار العجز عن مقاومة المتذلل له وإنه قاهر وليست هذه صفة
الملك مع خدمه.
477الفرق بين التربص والنتظار :أن التربص طول النتظار يكون قصير المدة وطويلها ومن ثم يسمى
المتربص بالطعام وغيره متربصا لنه يطيل النتظار لزيادة الربح ومنه قوله تعالى " فتربصوا به حتى حين "(
)2وأصله من الربصة وهي التلبث يقال مالي على هذا المر ربصة أي تلبث في النتظار حتى طال
478الفرق بين الترتيب والتأليف والتنظيم.)441(:
479الفرق بين الترجي والنتظار والتوقع :أن الترجي إنتظار الخير خاصة ول يكون إل مع الشك ،وأما
النتظار والتوقع فهو طلب ما يقدر أن يقع.
480الفرق بين الترجي والنتظار( :)1الفرق بينهما أن الترجي للخير خاصة.والنتظار قد يكون في الخير،
والشر.ويدل عليه قوله تعالى " :قل انتظروا إنا منتظرون "( )2وقوله سبحانه " :يرجون تجارة لن تبور "( )3و
" يرجوا رحمة ربه "( )4ونحوهما مما استعمل فيه الرجاء في الخير خاصة(.اللغات).
481الفرق بين الترك والتخلية :أن الترك هو ما ذكرنا( )5والتخلية للشئ نقيض التوكيل به يقال خله إذا أزال
التوكيل عنه كأنه جعله خاليا ل أحد معه ،ثم صارت التخلية عند المتكلمين ترك المر بالشئ والرغبة فيه والنهي
عن خلفه ،ويقولون القادر مخلى بينه وبين مقدوره أي ل مانع له منه شبه بمن ليس معه موكل يمنعه من
تصرفاته.
483الفرق بين الترك والكف :أن الترك عند المتكلمين فعل أحد الضدين اللذين يقدر عليهما المباشر وقال
بعضهم كل شيئين تضادا وقدر عليهما بقدرة واحدة مع كون وقت وجودهما وقتا واحدا وكانا يحلن محل القدرة
وانصرف القادر بفعل أحدهما عن الخر سمى الموجود منهما تركا وما لم يوجد متروكا ،والترك عند العرب
تخليف الشئ في المكان الذي هو فيه والنصراف عنه ،ولهذا يسمون بيضة النعامة إذا خرج فرخها تريكة لن
النعامة تنصرف عنها ،والتريكة الروضة يغفلها الناس ول يرعونها.
486الفرق بين التسبيح والتقديس( :)1هما يرجعان إلى معنى واحد ،وهو تبعيد ال عن السوء.وقال بعض
الفاضل :بين التسبيح والتقديس فرق ،وهو أن التسبيح هو التنزيه عن الشرك والعجز والنقص ،والتقديس هو
التنزيه عما ذكروه عن التعلق بالجسم ،وقبول النفعال ،وشوائب المكان ،وإمكان( )2التعدد في ذاته وصفاته،
وكون الشئ من كمالته بالقوة.والتقديس أعم ،إذ كل مقدس مسبح من غير عكس ،وذلك لن البعاد من الذهاب
في الرض أكثر من البعاد في الماء ،فالملئكة المقربون الذين هم أرواح مجردة بتجردهم وامتناع تعلقهم،
وعدم احتجابهم عن نور ربهم ،وقهرهم لما تحتهم بإضافة النور عليهم ،وتأثيرهم في غيرهم ،وكون كل كمالتهم
بالفعل مسبحون ومقدسون ،وغيرهم من الملئكة السماوية والرضية ببساطة ذواتهم وخواص أفعالهم
وكمالتهم ،مسبحون بل كل شئ مسبح وليس بمقدس.ويقال :سبوح قدوس.ول يعكس.
* وقال بعض المحققين :التسبيح هو تنزيه ال عما ل يليق بجاهه من صفات النقص.والتقديس :تنزيه الشئ عن
النقوص(.)1والحاصل أن التقديس ل يختص به سبحانه بل يستعمل في حق الدميين.
يقال :فلن رجل مقدس :إذا اريد تبعيده عن مسقطات العدالة ووصفه بالخبر ،ول يقال :رجل مسبح ،بل ربما
يستعمل في غير ذوي العقول أيضا ،فيقال :قدس ال روح فلن ،ول يقال :سبحه.ومن ذلك قوله تعالى " :ادخلوا
الرض المقدسة "( )2يعني أرض المقدسة ،يعني أرض الشام.وأما قول الملئكة( :سبوح ،قدوس) مع أن
المناسب تقديم القدوس ليكون ذكره بعده ترقيا من الدنى إلى العلى ،فلعله لليذان من أول المر بأن المراد
وصفه سبحانه دون غيره.انتهى.وهو تحقيق أنيق *((.)3اللغات).
487الفرق بين التسديد والتقويم :أن التسديد هو التوجيه للصواب فيقال سدد السهم إذا وجهه وجه الصواب،
والتقويم إزالة العوجاج كتقويم الرمح والقدح ثم يستعار فيقال قوم العمل فالمسدد المقوم لسبب الصلح،
والتسديد يكون في السبب المولد كتسديد السهم للصابة ،ويكون في السبب المؤدي كاللطف الذي يؤدي إلى
الطاعة ،والسبب على وجهين مولد ومؤد فالمولد هو الذي ل يتسع المسبب إل به لنقص القادر عن فعله دونه
والمؤدي هو الداعي إلى الفعل دعاء الترغيب والترهيب والتسديد من أكبر السباب لنه يكون في المولد
والمؤدي والتسديد للحق ل يكون إل مع طلب الحق فأما مع العراض عنه والتشاغل بغيره فل يصح والصلح
تقويم المر على ما تدعو إليه الحكمة.
490الفرق بين التشبيه والستعارة :أن التشبيه صيغة لم يعبر عنها واللفظ المستعار قد نقل من أصل إلى فرع
فهو مغير عما كان عليه فالفرق بينهما بين.
492الفرق بين التصور والتخيل :أن التصور تخيل ل يثبت على حال وإذا ثبت على حال لم يكن تخيل فإذا
تصور الشئ في الوقت الول ولم يتصور في الوقت الثاني قيل إنه تخيل ،وقيل التخيل تصور الشئ على بعض
أوصافه دون بعض فلهذا ل يتحقق ،والتخيل والتوهم ينافيان العلم كما أن الظن والشك ينافيانه.
493الفرق بين التصور والتوهم :أن تصور الشئ يكون مع العلم به ،وتوهمه ل يكون مع العلم به لن التوهم
من قبيل التجويز والتجويز ينافي العلم ،وقال بعضهم :التوهم يجري مجري الظنون يتناول المدرك وغير المدرك
وذلك مثل أن يخبرك من ل تعرف صدقه عما ل يخيل العقل فيتخيل كونه فإذا عرفت صدقه وقع العلم بمخبره
وزال التوهم ،وقال آخر :التوهم هو تجويز ما ل يمتنع من الجائز والواجب ول يجوز أن يتوهم النسان ما يمتنع
كونه أل ترى أنه ل يجوز أن يتوهم الشئ متحركا ساكنا في حال واحدة.
500الفرق بين التعريض والكناية( :)1الفرق بينهما أن التعريض ضد التصريح :وهو إبهام المقصود بما لم
يوضع له لفظ حقيقة ول مجازا ،وهو أن نضمن كلمك ما يصلح للدللة على المقصود وغير المقصود ،إل أن
إشعاره بجانب المقصود أتم وأرجح كقول السائل للغني ،جئتك لسلم عليك ،يريد به الشارة إلى طلب شئ منه،
وكقول القائل للبخيل :ما أقبح البخل ! يعرض أن المخاطب بخيل.
قيل :وأصله من العرض للشئ الذي هو جانبه وناحية منه .كأن المتكلم أمال الكلم إلى جانب يدل على
الغرض.ويسمى :التلويخ أيضا ،لنه يلوح منه ما يريده.والكناية :الدللة.على الشئ بغير لفظه الموضوع له ،بل
لوازمه ،كطويل النجاد :لطويل القامة ،وكثير الرماد :للمضياف(.اللغات)
504الفرق بين التفاوت والختلف :أن التفاوت كله مذموم ولهذا نفاه ال تعالى عن فعله فقال " ما ترى في خلق
الرحمن من تفاوت "( )1ومن الختلف ما ليس بمذموم أل ترى قوله تعالى " وله إختلف الليل والنهار "()2
فهذا الضرب من الختلف يكون على سنن واحد وهو دال على علم فاعله ،والتفاوت هو الختلف الواقع على
غير سنن وهو دال على جهل فاعله.
505الفرق بين قولنا تفرد وبين قولنا توحد :أنه يقال تفرد بالفضل والنبل.وتوحد تخلى.
506الفرق بين التفريق والتفكيك :أن كل تفكيك تفريق وليس كل تفريق تفكيكا وإنما التفكيك ما يصعب من
التفريق وهو تفريق الملتزقات من المؤلفات والتفريق يكون فيها وفي غيرها ولهذا ل يقال فككت النخالة بعضها
من بعض كما يقل فرقتها ،وقيل التفريق تفكيك ما جمع وألف تقريبا ،وهذا يقوله من ل يثبت لللتزاق معنى غير
التأليف.
509الفرق بين التفريق والتقسيم( :)1التقسيم جعل الشئ أقساما ،وذلك يستدعي تقدم ما يتناول القسام نحو:
الكلمة :اسم وفعل وحرف.والتفريق :قطع التصال بين شيئين أو أكثر لما عرفت وذلك ل يستدعي تقدم ما
يتناول.
510الفرق بين التفسير والتأويل :أن التفسير هو الخبار عن أفراد آحاد الجملة ،والتأويل الخبار بمعنى الكلم،
وقيل التفسير أفراد ما انتظمه ظاهر التنزيل ،والتأويل الخبار بغرض المتكلم بكلم ،وقيل التأويل إستخراج
معنى الكلم ل على ظاهره بل على وجه يحتمل مجازا أو حقيقة ومنه يقال تأويل المتشابه ،وتفسير الكلم إفراد
آحاد الجملة ووضع كل شئ منها موضعه ومنه أخذ تفسير المتعة بالماء ،والمفسر عند الفقهاء ما فهم معناه
بنفسه والمجمل ما ل يفهم المراد به إل بغيره ،والمجمل في اللغة ما يتناول الجملة ،وقيل المجمل ما يتناول جملة
الشياء أو ينبئ عن الشئ على وجه الجملة دون التفصيل ،والول هو العموم وما شاكله لن ذلك قد سمي مجمل
من حيث يتناول جملة مسميات ،ومن ذلك قيل أجملت الحساب ،والثاني هو ما ل يمكن أن يعرف المراد به
خلف المفسر والمفسر ما تقدم له تفسير ،وغرض الفقهاء غير هذا وإنما سموا ما يفهم المراد منه بنفسه مفسرا
لما كان يتبين كما يتبين ماله تفسير ،وأصل التأويل في العربية من ألت إلى الشئ أؤول إليه إذا صرت إليه ،وقال
تعالى " وما يعلم تأويله إل ال والراسخون في العلم "( )1ولم يقل تفسيره لنه أراد ما يؤول من المتشابه إلى
المحكم.
511الفرق بين التفسير والتأويل( :)2قد اختلف العلماء في تفسيرهما .فقال أبوعبيدة ،والمبرد :هما بمعنى.وقال
الراغب :التفسير من التأويل ،وأكثر استعماله في اللفاظ ،ومفرداتها.وأكثر التأويل في المعاني والجمل ،وأكثر ما
يستعمل في الكتب اللهية ،والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.وقال غيره :التفسير بيان لفظ ل يحتمل إل وجها
واحدا.والتأويل :توجيه لفظ متوجه إلى معان مختلفة بما ظهر من الدلة.وقال الماتريدي( :)3التفسير :القطع على
أن المراد من اللفظ هذا ،والشهادة على ال أنه عنى باللفظ هذا ،فإن قام دليل مقطوع به فصحيح ،وإل فتفسير
بالرأي.وهو المنهي عنه(.)1والتأويل بترجيح أحد المحتملت بدون( )2القطع ،والشهادة على ال سبحانه
وتعالى.وقال الثعلبي( :)3التفسير بيان وضع اللفظة حقيقة أو مجازا كتفسير الصراط بالطريق ،والصيب
بالمطر.والتأويل :تفسير باطن اللفظ مأخوذ من الول وهو الرجوع لعاقبة المر .فالتأويل :إخبار عن حقيقة
المراد ،والتفسير إخبار عن دليل المراد؟ لن اللفظ يكشف عن المراد ،والكاشف دليل .مثاله قوله تعالى " :إن
ربك لبالمرصاد "(.)4وتفسيره :إنه من الرصد ،يقال رصدته أي رقبته ،والمرصاد :مفعال منه.وتأويله :التحذير
من التهاون بأمر ال سبحانه ،والغفلة عن الهبة ،والستعداد للعرض عليه.وقواطع الدلة تقتضي بيان المراد منه
على خلف وضع اللفظ في اللغة.وقال الصبهاني في( )5تفسيره :اعلم أن التفسير في عرف العلماء كشف
معاني القرآن ،وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره.والتأويل :أكثره في الجمل ،والتفسير
إما أن يستعمل في غريب اللفاظ ،نحو البحيرة( )1والسائبة( )2والوصيلة( ،)3أو في وجيز يتبين بشرح نحو "
واقيموا الصلة واتوا الزكاة "(.)4
أو في كلم متضمن لقصة ل يمكن تصويره إل بمعرفتها كقوله تعالى " :إنما النسئ زيادة في الكفر "(.)5وأما
التأويل فإنه يستعمل تارة عاما ،وتارة خاصا نحو الكفر المستعمل في الجحود المطلق ،وتارة في جحود الباري
خاصة ،واليمان
( )1البحيرة :كانوا إذا نتجت الشاة عشرة أبطن بحروها وتركوها ترعى ،وحرموا لحمها إذا ماتت على نسائهم،
وأكلها الرجال ،أو هي التي خليت بل راع ،أو التي إذا نتجت خمسة أبطن والخامس ذكر نحروه فأكله الرجال
والنساء ،وإن كانت أنثى بحروا أذنها فكان حراما عليهم لحمها ولبنها.وركوبها ،فإذا ماتت حلت للنساء ،أو هي
ابنة السائبة وحكمها حكم أمها ،أو هي في الشاة خاصة ،إذا نتجت خمسة أبطن بحرت.ويقال فيها الغزيرة.ومعنى
البحر من بحر الذن أي شقها.
( )2والسائبة :الناقة كانت تسيب في الجاهلية لنذر أو نحوه ،أو كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث سيبت.
أو كان الرجل إذا قدم من سفر بعيد أو نجت دابته من مشقة أو حرب قال هي سائبة.
أو كان ينزع من ظهرها فقارة أو عظما ،وكانت ل تمنع عن ماء ول كلء ول تركب.
( )3والوصيلة :الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن ،ومن الشياه التي وصلت سبعة أبطن عناقين عناقين ،فإن
ولدت في السابقة عناقا وجديا قيل وصلت أخاها ،فل يشرب لبن الم إل الرجال دون النساء وتجري مجرى
السائبة .أو هي الشاة خاصة كانت إذا ولدت النثى فهي لهم ،وإذا ولدت ذكرا جعلوه للهتهم وإن ولدت ذكرا أو
أنثى قالوا :وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر للهتهم.
أو هي شاة تلد ذكرا ثم أنثى فتصل أخاها فل يذبحون أخاها من أجلها.وإذا ولدت ذكرا قالوا :هذا قربان للهتنا.
المستعمل في التصديق المطلق تارة وفي تصديق الحق في( )1أخرى ،وإما في لفظ مشترك بين معان مختلفة،
نحو لفظ (وجد) المستعمل في الجدة والوجود.وقال غيره :التفسير يتعلق بالرواية ،والتأويل يتعلق بالدراية.وقال
قوم :ما وقع مبينا في الكتاب ،ومعينا في صحيح السنة سمي تفسير ،لن معناه قد ظهر ووضح ،وليس لحد أن
يتعرض له باجتهاد( )2ول غيره ،بل بحمله على المعنى الذي ورد ول يتعداه.والتأويل :ما استنبطه العلماء
العاملون بمعاني الخطاب ،الماهرون في آيات العلوم.وقال الطبرسي( :)3التفسير كشف المراد عن اللفظ
المشكل.والتأويل :رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر.وقال بعض المحققين :التفسير كشف الغطاء ،ودفع
البهام بما ل يخالف الظاهر.ومثله ما ورد في قوله سبحانه " :وأقيموا الصلة "( )4من بيان أعدادها ،وأوقاتها،
وشرائطها ،ونحو ذلك.ومثل ما ورد في تفسير الستطاعة في قوله سبحانه " :من استطاع إليه سبيل "(.)5في
ذكر ماهية الستطاعة ،وشروطها ،وما يتركب فيها ،فإن شيئا من ذلك ل يخالف الظاهر.والتأويل :صرف اللفظ
عن ظاهره ،لوجود ما يقتضي ذلك ،مثل قوله سبحانه " :وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "(.)1
على أن المراد نظرها إلى رحمة ربها ،أو انتظارها لنعمته وجنته.وحمل قوله سبحانه " :وجاء ربك والملك صفا
"( )2على أن المراد والمجئ أمر الرب أو جنوده وملئكته الفعالة لقيام الدلة القاطعة على امتناع الرؤية(،)3
والمجئ والذهاب وأمثالهما عليه سبحانه انتهى.
أقول :ل يخفى أن غاية ما يتحصل من هذه القاويل يتخلص من هذه التفاصيل أن :التأويل له مزية زائدة على
التفسير ،ويرشد إليه قوله تعالى " :وما يعلم تأويله إل ال والراسخون في العلم "( )4حيث حصر سبحانه علم
التأويل في جنابه تعالى ومن رسخ في العلم قدمه واستضاء في طريق التحقيق علمه ،ووقع على عجائب ما أودع
فيه من السرار ،وأطلع على تفاصيل ما اشتمل عليه من الحكام والثار.وقد دعا النبي صلى ال عليه وآله لبن
عباس وقال( " :)5اللهم فقهه في الدين ،وعلمه التأويل ".
فلو لم يكن للتأويل مزيد فضل لم يكن لتخصيص ابن عباس بذلك مع جللة قدره ،وعظيم شأنه( ،)6مزيد فائدة(
(.)7اللغات)
512الفرق بين التفصيل والتقسيم :أن في التفصيل معنى البيان عن كل قسم بما يزيد على ذكره فقط والتقسيم
يحتمل المرين ،والتقسيم يفتح المعنى
والتفصيل يتم بيانه.
518الفرق بين التقحم والقدام :أن التقحم القدام في المضيق بشدة يقال تقحم في الغار وتقحم بين القران ول
يقال أقدم في الغار ،وأصل التقحم القدام على القحم وهي المور الشديدة واحدها قحمة ،والقدام هو حمل النفس
على المكروه من قدام ،ويخالف التقدم في المعنى لن التقدم يكون في المكروه والمحبوب ،والقدام ل يكون إل
على المكروه.
520الفرق بين التقدير والقدر :أن التقدير يستعمل في أفعال ال تعالى وأفعال العباد ،ول يستعمل القدر إل في
أفعال ال عزوجل وقد يكون التقدير حسنا وقبيحا كتقدير المنجم موت زيد وإفتقاره وإستغناءه ،ول يكون القدر إل
حسنا.
526الفرق بين التصديق والتقليد )1(:الفرق بينهما أن التصديق ل يكون فيما يبرهن عند صاحبه.والتقليد يكون
فيما لم يبرهن.ولهذا ل نكون مقلدين للنبي صلى ال عليه وآله ،وإن كنا مصدقين له.
قال الطبرسي(.اللغات).
527الفرق بين التقليد والظن :أن المقلد وإن كان محسنا للظن بالمقلد لما عرفه من أحواله فهو سيظن أن المر
على خلف ما قلده فيه ،ومن اعتقد فيمن قلده أنه ل يجوز أن يخطئ فذاك ل يجوز كون ما قلده فيه على خلفه
فلذلك ل يكون ظانا ،وكذلك المقلد الذي تقوى عنده حال ما قلده فيه يفارق الظان لنه كالسابق إلى إعتقاد الشئ
على صفة ل ترجيح لكونه عليها عنده على كونه على غيرها ،والظن يكون له حكم إذا كان عن إمارة صحيحة
ولم يكن الظان قادرا على العلم فأما إذا كان قادرا عليه فليس له حكم ،ولذلك ل يعمل بخبر الواحد إذا كان بخلف
القياس وعند وجود النص.
531الفرق بين التقوى والتقى( :)2قيل :التقوى خصلة من الطاعة يحترز بها من العقوبة.والتقى :صفة مدح ل
تطلق إلعلى من يستحق الثواب(.اللغات).
532الفرق بين التقوى والطاعة( :)3المستفاد من الروايات هو أن الطاعة :النقياد لمطلوب الشارع بما أمر به
واجبا كان أم مستحبا.والتقوى :كف النفس عما نهى الشارع عنه حراما كان أم مكروها.
533الفرق بين التقي والمتقي والمؤمن :أن الصفة بالتقي أمدح من الصفة بالمتقي لنه عدل عن الصفة الجارية
على الفعل للمبالغة والمتقي أمدح من المؤمن لن المؤمن يطلق بظاهر الحال والمتقي ل يطلق إل بعد الخبرة
وهذا من جهة الشريعة والول من جهة دللة اللغة ،واليمان نقيض الكفر والفسق جميعا لنه ل يجوز أن يكون
الفعل إيمانا فسقا كما ل يجوز أن يكون إيمانا كفرا إل أن يقابل النقيض في اللفظ بين اليمان والكفر أظهر .الفرق
بين التقية والمداهنة.)1971(:
536الفرق بين التكرار والعادة :أن التكرار يقع على إعادة الشئ مرة وعلى إعادته مرات ،والعادة للمرة
الواحدة أل ترى أن قول القائل أعاد فلن كذا ل يفيد إل إعادته مرة واحدة وإذا قال كرر كذا كان كلمه مبهما لم
يدر أعاده مرتين أو مرات ،وأيضا فإنه يقال أعاده مرات ول يقال كرره مرات إل أن يقول ذلك عامي ل يعرف
الكلم ،ولهذا قال الفقهاء المر ل يقتضي التكرار والنهي يقتضي التكرار ولم يقولوا العادة ،وإستدلوا على ذلك
بأن النهي الكف عن المنهي ول ضيق في الكف عنه ول حرج فاقتضى الدوام والتكرار ولو إقتضى المر
التكرار للحق المأمور به الضيق والتشاغل به عن اموره فاقتضى فعله مرة ولو كان ظاهرا لمر يقتضي التكرار
وما قال سراقة للنبي صلى ال عليه [وآله]وسلم ألعامنا هذا أم للبد فقال للنبي صلى ال عليه [وآله]وسلم للبد
قال لو قلت نعم لوجبت ،فأخبر أن الظاهر ل يوجبه وإنه يصير واجبا بقوله.والمنهي عن الشئ إذا عاد إلى فعله
لم يقل إنه قد إنتهى عنه وإذا أمر بالشئ ففعله مرة واحدة لم يقل إنه لم يفعله.
فالفرق بين المر والنهي في ذلك ظاهر ،ومعلوم أن من يوكل غيره بطلق إمرأته كان له أن يطلق مرة واحدة،
وما كان من أوامر القرآن مقتضيا للتكرار فإن ذلك قد عرف من حاله بدليل ل يظاهره ،ول يتكرر( )1المر مع
الشرط أيضا أل ترى أن من قال لغلمه إشتر اللحم إذا دخلت السوق لم يعقل ذلك التكرار 537 .الفرق بين
التكفير والحباط.)61(:
538الفرق بين التكليف والبتلء :أن التكليف إلزام ما يشق إرادة النسانية عليه ،وأصله في العربية اللزوم ومن
ثم قيل كلف بفلنة يكلف بها كلفا إذا لزم حبها ومنه قيل الكلف في الوجه للزومه إياه والمتكلف للشئ الملزم به
على مشقة وهو الذي يلتزم ما ل يلزمه أيضا ومنه قوله تعالى " وما أنا من المتكلفين "( )1ومثله
المكلف.والبتلء هو إستخراج ما عند المبتلي وتعرف حاله في الطاعة والمعصية بتحميله المشقة وليس هو من
التكليف في شئ فإن سمي التكليف إبتلء في بعض المواضع فقد يجري على الشئ إسم ما يقاربه في المعنى،
وإستعمال البتلء في صفات ال تعالى مجاز معناه أنه يعامل العبد معاملة المبتلى المستخرج لما عنده ويقال
للنعمة بلء لنه يستخرج بها الشكر والبلى يستخرج قوة الشئ بإذهابه إلى حال البال فهذا كله أصل واحد.
540الفرق بين التكليم والكلم :أن التكليم تعليق الكلم بالمخاطب فهو أخص من الكلم وذلك أنه ليس كل كلم
خطابا للغير فاذا جعلت الكلم في موضع المصدر فل فرق بينه وبين التكليم وذلك أن قولك كلمته كلما وكلمته
تكليما سواء وأما قولنا فلن يخاطب نفسه ويكلم نفسه فمجاز وتشبيه بمن يكلم غيره ولهذا قلنا إن القديم لو كان
متكلما فيما لم يزل لكان ذلك صفة نقص لنه كان تكلم ول مكلم وكان كلمه أيضا يكون إخبارا عما لم يوجد
فيكون كذبا .الفرق بين التلوة والقراءة :أن التلوة ل تكون إل لكلمتين فصاعدا ،والقراءة تكون للكلمة الواحدة
يقال قرأ فلن إسمه ول يقال تل اسمه وذلك أن أصل التلوة إتباع الشئ الشئ يقال تله إذا تبعه فتكون التلوة في
الكلمات يتبع بعضها بعضا ول تكون في الكلمة الواحدة إذ ل يصح فيه التلو.
542الفرق بين التلوة والقراءة( :)1قال الراغب :التلوة تختص باتباع كتب ال المنزلة تارة بالقراءة وتارة
بالرتسام ،لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب ،أو ما يتوهم فيه ذلك ،وهي أخص من القراءة ،فكل تلوة
قراءة ،وليس كل قراءة( )2تلوة ،فقوله تعالى " :وإذا تتلى عليهم آياتنا "( ،)3فهذا بالقراءة
المراد به التباع له بالعلم والعمل ،وإنما استعمل التلوة في قوله تعالى( " :)5واتبعوا ما تتلوا الشياطين على
ملك سليمان "(.)6
لما كان يزعم الشياطين أن ما يتلونه من كتب ال.انتهى.وقيل :إن معنى تتلو :تكذب.
فاليهود لما ادعوا أن سليمان إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان( )7ذلك الدعاء كالفتراء على ملك
سليمانقال الطبرسي :الفرق بين القراءة والتلوة أن أصل القراءة جمع الحروف((.)1اللغات).
543الفرق بين التلقين والتعليم :أن التلقين يكون في الكلم فقط ،والتعليم يكون في الكلم وغيره تقول لقنه الشعر
وغيره ول يقال لقنه التجارة والنجارة والخياطة كما يقال علمه في جميع ذلك ،واخرى فإن التعليم يكون في المرة
الواحدة ،والتلقين ل يكون إل في المرات ،واخرى فإن التلقين هو مشافهتك الغير بالتعليم وإلقاء القول إليه ليأخذه
عنك ووضع الحروف مواضعها والتعليم ل يقتضي ذلك.ولهذا ل يقال إن ال يلقن العبد كما يقال إن ال يعلمه.
545الفرق بين قولك تماما له وتماما عليه في قوله تعالى " تماما على الذي أحسن "( :)2أن تماما له يدل على
نقصانه قبل تكميله وتماما عليه يدل على نقصانه فقط لنه يقتضي مضاعفة عليه.
549الفرق بين التمكين والتملك :أن تمكين الحائز يجوز ول يجوز تمليكه لنه إن ملكه الحوز فقد جعل له أن
يحوز وليس كذلك التمكين لنه مكن مع الزجر ودل على أنه ليس له أن يجوز وليس كل من مكن من الغصب قد
ملكه.
551الفرق بين التمني والرادة :أن التمني معنى في النفس يقع عند فوت فعل كان للمتمني في وقوعه نفع أو في
زواله ضرر مستقبل كان ذلك الفعل أو ماضيا ،والرادة ل تتعلق إل بالمستقبل ،ويجوز أن يتعلق التمني بما ل
يصح تعلق الرادة به أصل وهو أن يتمنى النسان أن ال لم يخلقه وأنه لم يفعل ما فعل أمس ول يصح أن يريد
ذلك ،وقال أبوعلي رحمه ال :التمني هو قول القائل ليت المر كذا فجعله قول وقال في موضع آخر التمني هو
هذا القول وإضمار معناه في القلب ،وإلى هذا ذهب أبو بكر بن الخشاد ،والتمني أيضا التلوة قال ال تعالى " إذا
تمنى ألقى الشيطان في امنيته "( )1وقال إبن النباري :التمني التقدير قال ومنه قوله تعالى " من نطفة إذا تمنى
"( ،)1وتمنى كذب وروي أن بعضهم قال للشعبي :أهذا مما رويته أو مما تمنيته أي كذب في روايته ،وأما التمني
في قوله تعالى " فتمنوا الموت إن كنتم صادقين "( )2فل يكون إل قول وهو أن يقول أحدهم ليته مات ،ومتى قال
النسان ليت الن كذا فهو عند أهل اللسان متمن غير اعتبارهم لضميره ويستحيل أن يتحداهم بأن يتمنوا ذلك
بقلوبهم مع علم الجميع بأن التحدي بالضمير ل يعجز أحدا ول يدل على صحة مقالته ول فسادها لن المتحدي
بذلك يمكنه أن يقول تمنيت بقلبي فل يمكن خصمه إقامة الدليل على كذبه ،ولو إنصرف ذلك إلى تمني القلب دون
العبارة باللسان لقالوا قد تمنينا ذلك بقلوبنا فكانوا مساوين له فيه وسقط بذلك دللته على كذبهم وعلى صحة ثبوته
فلما لم يقولوا ذلك علم أن التحدي وقع بالتمني لفظا.
553الفرق بين التمني والمحبة( :)3قد فرق بينهما بأن التمني قد يقع على الماضي والمستقبل .أل ترى أنه يصح
أن يتمنى أن كان له ولد ،ويصح أن يتمنى أن يكون له ولد.والمحبة ل تقع إل على المستقبل ،وبه يظهر الفرق
بين المحبة والمودة ،لن المودة قد تكون بمعنى التمني كقولك :أو دلو قدم زيد ،بمعنى :أتمنى قدومه ،ول يجوز
أحب لو قدم زيد(.اللغات) 554 .الفرق بين التمويل والتخويل.)467(:
555الفرق بين التمويه والسحر :أن التمويه هو تغطية الصواب وتصوير الخطأ بغير صورته ،وأصله طلء
الحديد والصفر( )1بالذهب والفضة ليوهم أنه ذهب وفضة ،ويكون التمويه في الكلم وغيره تقول كلم مموه إذا
لم تبين حقائقه ،وحلي مموه إذا لم يعين( )2جنسه.والسحر إسم لما دق من الحيلة حتى ل تفطن الطريقة ،وقال
بعضهم التمويه إسم لكل حيلة ل تأثير لها قال ول يقال تمويه إل وقد عرف معناه والمقصد منه ،ويقال سحر وإن
لم يعرف المقصد منه ولهذا قيل :التمويه ما ل يثبت ،وقيل التمويه أن ترى شيئا مجوزا بغيره كما يفعل مموه
الحديد فيجوزه بالذهب.وسمى النبي صلى ال عليه [وآله]وسلم البيان سحرا وذلك ،أن البليغ يبلغ ببلغته ما ل
يبلغ الساحر بلطافة حيلته.
556الفرق بين التناقض والتضاد :أن التناقض يكون في القوال والتضاد يكون في الفعال يقال الفعلن
متضادان ول يقال متناقضان فإذا جعل الفعل مع القول استعمل فيه التضاد فقيل فعل زيد يضاد قوله وقد يوجد
النقيضان من القول ول يوجد الضدان من الفعل أل ترى أن الرجل إذا قال بلسانه زيد في الدار في حال قوله في
الضد إنه ليس في الدار فقد أوجد نقيضين معا وكذلك لو قال أحد القولين بلسانه وكتب الخر بيده أو أحدهما
بيمينه والخر بشماله ول يصح ذلك في الضدين ،وحد الضدين هو ما تنافيا في الوجود ،وحد النقيضين القولن
المتنافيان في المعنى دون الوجود ،وكل متضادين متنافيان وليس كل متنافيين ضدين عند أبي علي كالموت
والرادة وقال أبوبكر :هما ضدان لتمانعهما وتدافعهما قال ولهذا سمي القرنان المتقاومان ضدين.ومما يجري مع
هذا وإن لم يكن قول التنافي والتضاد والفرق بينهما أن التنافي ل يكون إل بين شيئين يجوز عليهما البقاء،
والتضاد يكون بين ما يبقى وما ل يبقى.
557الفرق بين التنافي والتضاد :أن التنافي ل يكون إل بين شيئين يجوز عليهما البقاء ،والتضاد يكون بين ما
يبقى وبين ما ل يبقى.
558الفرق بين التناول والخذ :أن التناول أخذ الشئ للنفس خاصة أل ترى أنك ل تقول تناولت الشئ لزيد كما
تقول أخذته لزيد فالخذ أعم ويجوز أن يقال إن التناول يقتضي اخذ شئ يستعمل في أمر من المور ولهذا ل
يستعمل في ال تعالى فيقال تناول زيدا كما تقول أخذ زيدا وقال ال تعالى " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم "()1
ولم يقل تناولنا وقيل التناول أخذ القليل المقصود إليه ولهذا ل يقال تناولت كذا من غير قصد إليه ويقال اخذته من
غير قصد.
569الفرق بين التوبة والعتذار :أن التائب مقر بالذنب الذي يتوب منه معترف بعدم عذره فيه والمعتذر يذكر
أن له فيما أتاه من المكروه عذرا ولو كان العتذار التوبة لجاز أن يقال إعتذر إلى ال كما يقال تاب إليه وأصل
العذر إزالة الشئ عن جهته إعتذر إلى فلن فعذره أي أزال ما كان في نفسه عليه في الحقيقة أو في الظاهر ويقال
عذرته عذيرا ،ولهذ يقال من عذيري من فلن وتأويله من يأتيني بعذر منه ومنه قوله تعالى " عذرا أو نذرا "()1
والنذر جمع نذير.
570الفرق بين التوبة والنابة( :)2قيل :التوبة هي الندم على فعل ما سبق.والنابة :ترك المعاصي في المستقبل.
قلت :ويشهد لذلك قول سيد الساجدين عليه السلم في الصحيف الشريفة " :اللهم إن يكن الندم توبة إليك فأنا أندم
النادمين ،وإن يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أول المنيبين "(( )1اللغات).
571الفرق بين التوبة والندم :أن التوبة أخص من الندم وذلك أنك قد تندم على الشئ ول تعتقد قبحه ،ول تكون
التوبة من غير قبح فكل توبة ندم وليس كل ندم توبة.
572الفرق بين التوحد والتفرد.)505(:
573الفرق بين التوخي والرادة :أن التوخي مأخوذ من الوخي وهو الطريق القاصد المستقيم وتوخيت الشئ مثل
تطرقته جعلته طريقي ثم استعمل في ذا الطلب والرادة توسعا ،والصل ما قلناه.
575الفرق بين توطين النفس والرادة :أن توطين النفس على الشئ يقع بعد الرادة له ول يستعمل إل فيما يكون
فيه مشقة أل ترى أنك ل تقول وطن فلن نفسه على ما يشتهيه.
577الفرق بين التوقير والوقار :أن التوقير يستعمل في معنى التعظيم يقال وقرته إذا عظمته وقد أقيم الوقار
موضع التوقير في قوله تعالى " مالكم ل ترجون ل وقارا "( )2أي تعظيما وقال تعالى " وتعزروه وتوقروه "(
)3وقال أبوأحمد
ابن أبي سلمة رحمه ال :ال جل إسمه ل يوصف بالوقار ويوصف العباد بأنهم يوقرونه أي يعظمونه ول يقال إنه
وقور بمعنى عظيم كما يقال إنه يوقر بمعنى يعظم لن الصفة بالوقور ترجع إليه إذا وصف بها ،قال أبوهلل:
وهي غير لئقة به لن الوقار مما تتغير به الهيبة ،قال أبوأحمد :والصفة بالتوقير ترجع إلى من توقره ،قال
أبوهلل أيده ال تعالى :عندنا أنه يوصف بالتوقير إن وصف به على معنى التعظيم ل لغير ذلك.
579الفرق بين التيمم والرادة :أن أصل التيمم التأمم وهو قصد الشئ من أمام ولهذا ل يوصف ال به لنه ل
يجوز أن يوصف بأنه يقصد الشئ من أمامه أو ورائه والمتيمم القاصد ما في أمامه ثم كثر حتى أستعمل في غير
ذلك.
583الفرق بين الثبة والناس :أن الثبة الجماعة المجتمعة على أمر يمدحون به وأصلها ثبت الرجل تثبته إذا أثنيت
عليه في حياته خلف أبنته إذا أثنيت عليه بعد وفاته قال ال عزوجل " فانفروا ثبات "( )1وذلك لجتماعهم على
السلم ونصرة الدين.
584الفرق بين الثرد والثريد( :)2في الحديث أن النبي صلى ال عليه وآله قال " :بورك لمتي في الثرد والثريد
" .قيل :الثرد ما صغر ،والثريد .ما كبر.وفي الحديث " :أول من ثرد الثريد إبراهيم عليه السلم وأول من هشم
الثريد هاشم "(.)3وكأن الفرق بينهما أن الثرد في غير اليابس ،والهشيم في اليابس.
قال الجوهري :الهشم كسر اليابس ،يقال هشم الثريد ،وبه سمي هاشم(.اللغات).
587الفرق بين الثمين( )1والمثمن( :)2قال الحريري في درة الغواص :الثمين يقال لما كثر ثمنه ،كما يقال:
رجل لحيم ،إذا كثر لحمه ،وكبش شحيم ،إذا كثر شحمه.والمثمن :هو الذي صار له ثمن وإن قل كما يقال :غصن
مورق ،إذا بدا فيه الورق وإن قل وشجر مثمر ،إذا أخرج الثمرة(.اللغات).
589الفرق بين الثناء والمدح :أن الثناء مدح مكرر من قولك ثنيت الخيط إذا جعلته طاقين وثنيته بالتشديد إذا
أضفت إليه خيطا آخر ومنه قوله تعالى " سبعا من المثاني "( )3يعني سورة الحمد لنها تكرر في كل ركعة.
590الفرق بين الثناء والنثاء :على ما قال أبوأحمد بن عبدال بن سعيد رحمه ال )1(:أن الثناء يكون في الخير
والشر يقال أثنى عليه بخير وأثنى عليه بشر والنثا مقصور ل يكون إل في الشر ونحن سمعناه في الخير والشر،
والصحيح عندنا أن النثاء هو بسط القول في مدح الرجل أو ذمه وهو مثل النث نث الحديث نثا إذا نشره ويقولون
جاءني نثا خبر ساءني يريدون إنتشاره وإستفاضته ،وقال أبوبكر :الثناء بالمد ل يكون إل في الخير وربما
أستعمل في الشر والنثا يكون في الخير والشر ،وهذا خلف ما حكاه أبو أحمد والثناء عندنا هو بسط القول مدحا
أو ذما والنثا تكريره فالفرق بينهما بين.
591الفرق بين ثنيته ومنعته.)2088(:
596الفرق بين الجانب والناحية والجهة قال المتكلمون( :)1أن جانب الشئ غيره وجهته ليست غيره أل ترى أن
ال تعالى لو خلق الجزء الذي ل يتجزأ منفردا لكانت له جهات ست بدللة أنه يجوز أن تجاوره ستة أجزاء من
كل جهة جزء ول يجوز أن يقال إن له جوانب لن جانب الشئ ما قرب من بعض جهاته أل ترى أنك تقول
للرجل خذ على جانبك اليمين تريد ما يقرب من هذه الجهة لو كان جانبك اليمين أو الشمال منك لم يمكنك الخذ
فيه ،وقال بعضهم ناحية الشئ كله وجهته بعضه أو ما هو في حكم البعض.
يقال ناحية العراق أي العراق كلها وجهة العراق يراد بها بعض أطرافها.وعند أهل العربية أن الوجه مستقبل كل
شئ ،والجهة النحو يقال كذا على جهة كذا قاله الخليل:
قال ويقال رجل احمر من جهة الحمرة وأسود من جهة السواد ،والوجهة القبلة قال تعالى " ولكل وجهة "( )1أي
في كل وجه استقبلته وأخذت فيه ،وتجاه الشئ ما إستقبلته يقال توجهوا إليك ووجهوا إليك كل يقال غير ان قولك
وجهوا إليك على معنى ولوا وجوههم والتوجه الفعل اللزم والناحية فاعلة لمعنى مفعولة وذلك أنها منحوة أي
مقصودة كما تقول راحلة وإنما هي مرحولة وعيشة راضية أي مرضية.
597الفرق بين الجائزة والعطية :أن الجائزة ما يعطاه المادح وغيره على سبيل الكرام ول يكون إل ممن هو
أعلى من المعطى ،والعطية عامة في جميع ذلك وسميت الجائزة جائزة لن بعض المراء في أيام عثمان وأظنه
عبدال بن عامر قصد عدوا من المشركين بينه وبينهم حسر فقال لصحابه من جاز إليهم فله كذا فجازه قوم منهم
فقسم فيهم مال فسميت العطية على هذا الوجه جائزة.
598الفرق بين قولك جئته وجئت إليه :أن في قولك جئت إليه معنى الغاية من أجل دخول إلى ،وجئته قصدته
بمجئ وإذا لم تعده لم يكن فيه دللة على القصد كقولك جاء المطر.
599الفرق بين الجبار والقهار( :)2الجبار في صفة ال عزوجل صفة تعظيم ،لنه يفيد القتدار ،وهو سبحانه لم
يزل جبارا ،بمعنى :أن ذاته تدعو العوارف بها إلى تعظيمها .والقهار :هو الغالب لمن ناوأه ،أو كان في حكم
المناوى ،بمعصيته إياه.ول يوصف سبحانه فيما لم يزل بأنه قهار.والجبار في صفة المخلوقين صفة ذم لنه
يتعظم لما ليس له ،فإن العظمة ل سبحانه.
قال تعالى " :وإذا بطشتم بطشتم جبارين "(.)1وقال تعالى حكاية عن عيسى عليه السلم " ولم يجعلني جبارا
شقيا "((.)2اللغات).
600الفرق بين الجبت والطاغوت( :)3قيل :هما صنمان كانا لقريش.وقيل :الجبت ،الصنام.والطاغوت ،تراجمة
الصنام الذين كانوا يتكلمون بالكذب عنها.وقيل :الجبت ،الساحر ،والطاغوت )4(* :الكاهن.وقيل :الجبت:
إبليس ،والطاغوت( :)5أولياؤه.وقيل :هما كل ما عبد من دون ال من حجر أو صورة أو شيطان.وهو الولى
لشموله كل ما ذكر.
*( )6ويؤيده قوله سبحانه " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال "((.)7اللغات).
601الفرق بين الجبروت والجبرية والكبر 602 .)602(:الفرق بين الجبرية والجبروت والكبر :أن الجبرية أبلغ
من الكبر وكذلك الجبروت ويدل على هذا فخامة لفظها وفخامة اللفظ تدل على فخامة المعنى فيما يجري هذا
المجرى ،ولهذا قال أهل العربية الملكوت أبلغ من الملك لفخامة لفظه وكذلك الطاغوت أبلغ من الطاغي لفخامة
لفظه ولكن كثر إستعمال الطاغوت حتى سمي كل ما عبد من دون ال طاغوتا وسمي الشيطان به لشدة طغيانه،
وكل من جاوز الحد في ضرب أو معصية من الشر والمكروه فقد طغى ،وتجبر أبلغ من تكبر ،وقال بعض
العلماء تجبر الرجل إذا تعظم بالقهر وهذا يؤيد ما قلناه من أنه أبلغ من تكبر لن التكبر ل يتضمن معنى القهر،
والجبار القهار والجبار العظيم في قوله تعالى " إن فيها قوما جبارين "( )1والجبار المتسلط في قوله تعالى " وما
أنت عليهم بجبار "( )2وقال الجبار القتال في قوله تعالى " وإذا بطشتم بطشتم جبارين "( )3قالوا قتالين،
والجبار الكراه وجبر النقص إتمامه وجبر المصيبة رفعها بالنعمة والجبارة خشب الجبر وإجتبر وتجبر تعظم
بالقهر والجبار الذي ل أرش فيه وقيل الجبار في صفات ال تعالى بمعنى أنه ل يبالي بالذى وأصله في النخلة
التي فاتت اليد ،ويقال تجبر الرجل مال إذا أصاب مال وتجبر النبت إذا نبت في يبسه الرطب ،وقال إبن عطاء:
الجبار في أسماء ال تعالى جل إسمه بمعنى أنه يجبر الكسر ،والجبرية مصدر منسوب إلى الجبروت بحذف
الواو والتاء والجبروت أيضا يجري مجرى المصادر ومعناه المبالغة في التجبر 03 .الفرق بين الجبلة والناس:
أن الجبلة إسم يقع على الجماعات المجتمعة من الناس حتى يكون لهم معظم وسواد وذلك أن أصل الكلمة الغلظ
والعظم ومنه قيل الجبل لغلظه وعظمه ورجل جبل وإمرأة جبلة غليظة الخلق وفي القرآن " واتقوا الذي خلقكم
والجبلة الولين "( )1وقال تعالى " ولقد أضل منكم جبل كثيرا "( )2أي جماعات مختلفة مجتمعة أمثالكم والجبل
أول الخلق جبله إذا خلقه الخلق الول وهو أن يخلقه قطعة واحدة قبل أن يميز صورته ولهذا قال النبي صلى ال
عليه [وآله]وسلم " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها " وذلك أن القلب قطعة من اللحم وذلك يرجع إلى
معنى الغلظ.
604الفرق بين الجبهة والجبين( :)3الجهة :مسجد الرجل الذي يصيبه ندب السجود ،والجبينان يكتنفانها :من كل
جانب جبين.
605الفرق بين الجثة والشخص :أن الجثة أكثر ما تستعمل في الناس وهو شخص النسان إذا كان قاعدا أو
مضطجعا وأصله الجث وهو القطع ،ومنه قوله تعالى " اجتثت من فوق الرض "( )4والمجثاث( )5الحديدة التي
يقلع بها الفسيل ويقال للفسيل الجثيث فيسمى شخص القاعد جثة لقصره كأنه مقطوع.
606الفرق بين الجحد والنكار :أن الجحد أخص من النكار وذلك أن الجحد انكار الشئ الظاهر ،والشاهد قوله
تعالى " باياتنا يجحدون "( )1فجعل الجحد مما تدل عليه اليات ول يكون ذلك إل ظاهرا وقال تعالى " يعرفون
نعمة ال ثم ينكرونها "( )2فجعل النكار للنعمة لن النعمة قد تكون خافية ،ويجوز أن يقال الجحد هو انكار الشئ
مع العلم به والشاهد قوله " وجحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم "( )3فجعل الجحد مع اليقين ،والنكار يكون مع العلم
وغير العلم.
607الفرق بين قولك جحده وجحد به :أن قولك جحده يفيد أنه أنكره مع علمه به ،وجحد به يفيد أنه جحد ما دل
عليه وعلى هذا فسر قوله تعالى " وجحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم "( )4أي جحدوا ما دلت عليه من تصديق
الرسل ونظير هذا قولك إذا تحدث الرجل بحديث كذبته وسميته كاذبا فالمقصود المحدث وإذا قلت كذبت به فمعناه
كذبت بما جاء به فالمقصود هاهنا الحديث ،وقال المبرد ل يكون الجحود إل بما يعلمه الجاحد كما قال ال تعالى "
فإنهم ل يكذبونك ولكن الظالمين بآيات ال يجحدون "(.)5
هذا وقد يراد بالجدال مطلق المخاصمة ،ومنه قوله تعالى " :فما أنتم هؤلء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن
يجادل ال عنهم يوم القيامة "(.)6وقوله تعالى " :يجادلون في آيات ال بغير سلطان أتاهم "(.)7وأما قوله تعالى:
" فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط "(..)8الية.
فقيل إنه قال للملئكة :بأي شئ استحقوا عذاب الستئصال وهل ذلك واقع ل محالة أم هو تخويف لهم()9
ليرجعوا إلى الطاعة؟ وبأي شئ يهلكون؟ وكيف ينجي ال المؤمنين؟ فسمي ذلك السؤال المستقصي جدال.
فالمراد :يجادل رسلنا وتلك المجادلة إنما كان من رقة قلبه رحمته وشدة رأفت عليه السلم *(.)1وفي قوله
تعالى " :إن ابراهيم لحليم أواه منيب "(.)2
إشارة إلى هذا((.)3اللغات).
611الفرق بين الجدال والمراء( :)4قيل :هما بمعنى .غير أن المراء مذموم ،لنه مخاصمة في الحق بعد ظهوره
وليس كذلك الجدال(.اللغات).
612الفرق بين الجد والنكماش.)329(:
613الفرق بين الجدة واليسار والغنى :أن الجدة كثرة المال فقط يقال رجل واجد أي كثير المال ،والغنى يكون
بالمال وغيره من القوة والمعونة وكل ما ينافي الحاجة ،وقد غنى يغني غنى ،وإستغنى طلب الغنى ،ثم كثر حتى
أستعمل بمعنى غنى ،والغناء ممدودا من الصوت لمتاعه النفس كإمتاع الغنى ،والمغاني المنازل للستغناء بها
في نزولها ،والغانية الجارية لستغنائها بجمالها عن الزينة ،وأما اليسار فهو المقدار الذي تيسر معه المطلوب من
المعاش فليس ينبئ عن الكثرة أل ترى أنك تقول فلن تاجر موسر ول تقول ملك موسر لن أكثر ما يمكله التاجر
قليل في جنب ما يملكه الملك.
614الفرق بين جدير به وحري به وخليق به وقمين به.)1746(:
615الفرق بين الجذل والسرور :أن الجذل هو السرور الثابت مأخوذ من قولك جاذل أي منتصب ثابت ل يبرح
مكانه ،وجذل كل شئ أصله ،ورجل جذلن ول يقال جاذل إل ضرورة.
616الفرق بين الجذم والصل :أن جذم الشجرة حيث تقطع من أصلها ،وأصله من الجذم وهو القطع فل يستعمل
الجذم فيما ل يصلح قطعه أل ترى أنه يقال جذم الكوز وما أشبه ذلك فإن أستعمل في بعض المواضع مكان
الصل فعلى التشبيه.
617الفرق بين الجرح والكسب :أن الجرح يفيد من جهة اللفظ أنه فعل بجارحة كما أن قولك عنته يفيد أنه من
جهة اللفظ للصابة بالعين ،والكسب ل يفيد ذلك من جهة اللفظ.
618الفرق بين الجرم والجسم :أن جرم الشئ هو خلقته التي خلق عليها يقال فلن صغير الجرم أي صغير من
أصل الخلقة ،أصل الجرم في العربية القطع كأنه قطع على الصغر أو الكبر ،وقيل الجرم أيضا الكون والجرم
الصوت أورد ذلك بعضهم وقال بعضهم الجرم إسم لجنس الجسام وقيل الجرم الجسم المحدود والجسم هو
الطويل العريض العميق وذلك أنه إذا زاد في طوله وعرضه وعمقه قيل إنه جسم وأجسم من غيره فل تجئ
المبالغة من لفظ إسم عند زيادة معنى إل وذلك السم موضوع لما جاءت المبالغة من لفظ إسمه أل ترى أنه ل
يقال هو أقدر من غيره إل والمعلومات له أجلى ،وأما قولهم أمر جسين فمجاز ولو كان حقيقة لجاز في غير
المبالغة فقيل أمر جسيم وكل ما ل يطلق إل في موضع مخصوص فهو مجاز.
619الفرق بين الجرم والذنب.)958(:
622الفرق بين الجزالة والشهامة :أن الجزالة أصلها شدة القطع تقول جزلت الشئ إذا قطعته بشدة وقيل حطب
جزل إذا كان شديد القطع صلبا وإذا كان كذلك كان أبقى على النار فشبه به الرجل الذي تبقى قوته في المور
فسمي جزل ول يوصف ال به.
624الفرق بين الجزء من الجملة والسهم من الجملة :أن الجزء منها ما انقسمت عليه فالثنان جزء من العشرة
لنهما ينقسمان عليها والثلثة ليست بجزء منها لنها ل تنقسم عليها وكل ذلك يسمى سهما منها كذا حكى
بعضهم ،والسهم في اللغة السدس كذا حكي عن ابن مسعود ولذلك قسمت عليه الدوانيق لنه هو العدد التام
المساوي لجميع أجزائه ،والجزء هو مقدار من مقدار كالقليل من الكثير إذا كان يستوعب فدرهم ودرهمان وثلثة
اجزاء الستة والستة تتم بأجزائها ولو قلت هذا من الثمانية لنقض لن أجزاء الثمانية هو واحد وإثنان وأربعة
وليست ثلثة بجزء من الثمانية لن الجزء ما يتم به العدد والثلثة ل تتم بها الثمانية فلما كانت الستة هي العدد
التام لجميع أجزائه وعليه قسمت الدوانيق فالسهم منه هو السدس لنه جزء العدد التام قالوا فإذا أوصى له بسهم
من ماله فإنالسهم يقع على السدس ويقع على سهام الورثة وما يدخل في قسمد الميراث فأنصباء الورثة تسمى
سهاما فتعطيه مثل أحسن سهام الورثة إذا كان أقل من السدس لنا ل نعطيه الزيادة على الخس إل بدللة وإن
كان أنقص من السدس نقصناه من السدس لنه يسمى سهما ول تزيده على السدس لن السدس يعبر عنه بالسهم
فل نزيده عليه إل بدللة.
625الفرق بين الجزء والسهم( :)1الفرق بينهما أن السهم من الجملة ما ينقسم عليه ،نحو الثنين من العشرة.وقد
يقال :الجزء لما ل ينقسم عليه ،نحو الثلثة من العشرة ،ول تنقسم العشرة عليها وإن كانت الثلثة جزء من
العشرة .قاله الطبرسي.وربما يخص الجزء بالعشر ،وفرع عليه الفقهاء أنه لو أوصى بجزء من ماله انصرف
إلى العشر ،وقد وردت بذلك رواية عن طريق الصحاب رضوان ال عليهم أجمعين( )2استئناسا بقوله تعالى" :
ثم اجعل على كل جبل منهم جزء "( )3وكانت الجبال يومئذ عشرة(.اللغات)
627الفرق بين الجسد والطلل :أن الجسد يفيد الكثافة ول يفيد الطلل والشخص ذلك وهو من قولك دم جاسد أي
جامد ،والجسد أيضا الدم بعينه قال النابغة * :دم أهريق على النصاب من جسد * فيجوز أن يقال إنه سمي جسدا
لما فيه من الدم فلهذا خص به الحيوان فيقال جسد النسان وجسد الحمار ول يقال جسد الخشبة كما يقال جرم
الخشبة وإن قيل ذلك فعلى التقريب والستعارة ويقال ثوب مجسد إذا كان يقوم من كثافة صبغه وقيل للزعفران
جساد تشبيها .بحمرة الدم.
628الفرق بين الجسر والقنطرة( :)1القنطرة ما بينى على الماء ،للعبور عليه ،والجسر أعم منه ،لنه يكون بناء
وغير بناء(.اللغات)
633الفرق بين الجللة والهيبة :أن الجللة ما ذكرناه( ،)2والهيبة خوف القدام على الشئ فل يوصف ال بأنه
يهاب كما ل يوصف بأنه ل يقدم عليه لن القدام هو الهجوم( )3من قدام فل يوصف ال تعالى بأن له قداما
ووراء ،والهيبة هو أن يعظم في الصدور فيترك الهجوم عليه.
634الفرق بين الجللة والجلل( :)1قال الراغب :الجللة بالهاء عظم القدر والجلل بغير الهاء التناهي في
ذلك ،وخص بوصف ال تعالى ،فقيل :ذو الجلل والكرام ،ولم يستعمل في غيره(.اللغات)
635الفرق بين الجلدة والنفاذ :أن أصل الجلدة صلبة البدن ولهذا سمي الجلد جلدا لنه أصلب من اللحم وقيل
الجليد لصلبته وقيل للرجل الصلب على الحوادث جلد وجليد من ذلك ،وقد جالد قرنه وهما يجالدان إذا اشتد
أحدهما على صاحبه ،ويقال للرض الصلبة الجلد بتحريك اللم(.)2
636الفرق بين الجلد والشدة :أن الجلد صلبة البدن ومنه الجلد لنه أصلب من اللحم ،والجلد الصلب من
الرض وقيل يتضمن وقيل يتضمن الجلد معنى القوة والصبر ول يقال ل جليد لذلك.
637الفرق بين الجلوس والقعود( :)3قد فرق بينهما بأن الجلوس :هو النتقال من سفل إلى علو.والقعود :هو
النتقال من علو إلى أسفل .فعلى الول يقال لمن هو نائم :اجلس ،وعلى الثاني لمن هو قائم :اقعد .قيل :وقد
يستعمل جلس بمعنى قعد ،كما يقال
[ / 13ب]جلس متربعا ،قد متربعا( ،)1وفي حديث القبر )2(:إذا وضع الميت في القبر يقعدانه ،ويجوز أن يراد
به اليقاظ تجوزا واتساعا(.اللغات).
644الفرق بين الجماعة والفريق :أن الجماعة الثانية من جماعة أكثر منها تقول جاءني فريق من القوم ،وفريق
الخيل ما يفارق جمهورها في الحلبة فيخرج منها وفي مثل أسرع من فريق الخيل ،والجماعة تقع على جميع
ذلك.
647الفرق بين الجمال والحسن :أن الجمال هو ما يشتهر ويرتفع به النسان من الفعال والخلق ومن كثرة
المال والجسم وليس هو من الحسن في شئ أل ترى أنه يقال لك في هذا المر جمال ول يقال لك فيه حسن ،وفي
القرآن " ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون "( )1يعني الخيل والبل.والحسن في الصل الصورة ثم
أستعمل في الفعال والخلق :والجمال في الصل للفعال والخلق والحوال الظاهرة ثم أستعمل في الصور،
وأصل الجمال في العربية العظم ومنه قيل الجملة لنها أعظم من التفاريق والجمل الحبل الغليظ والجمل سمي
جمل لعظم خلقته ،ومنه قيل للشحم جميل لعظم نفعه.
651الفرق بين الجمع والتأليف :أن بعضهم قال لفظ التأليف في العربية يدل على اللصاق ولفظ الجمع ل يدل
على لك أل ترى أنك تقول جمعت بين القوم في المجلس فل يدل ذلك على أنك ألصقت أحدهم بصاحبه ول تقول
ألفتهم بهذا المعنى وتقول فلن يؤلف بين الزانيين لما يكون من التزاق أحدهما بالخر عند النكاح ولذلك ل
يستعمل التأليف إل في الجسام ،والجمع يستعمل في الجسام والعراض فيقال تجتمع في الجسم أعراض ،ول
يقال تتألف فيه أعراض ،ولهذا يستعار في القلوب لنها أجسام فيقال ألف بين القلوب كما قال ال تعالى " وألف
بين قلوبهم "( )1ويقال جمع بين الهواء ول يقال ألف بين الهواء لنها أعراض ،وعندنا أن التأليف واللفة في
العربية تفيد الموافقة ،والجمع ل يفيد ذلك أل ترى أن قولك تألف الشئ وألفته يفيد موافقة بعضه لبعض وقولك
إجتمع الشئ وجمعته ل يفيد ذلك ولهذا قال تعالى " وألف بين قلوبهم " لنها اتفقت على المودة والمصافاة ،ومنه
قيل اللفان والليفان لموافقة أحدهما صاحبه على المودة والتواصل والنسة ،والتأليف عند المتكلمين ما يجب
حلوله في محلين فإنما قيل يجب ليدخل فيه المعدوم ،والجتماع عندهم ما صار به الجوهر أن يحب ل قرب
قريب منه ،وقد يسمون التأليف مماسة وإجتماعا ،وقال بعضهم الخشونة واللين والصقال يرجع إلى التأليف ،وقال
آخرون يرجع إلى ذهاب الجسم في جهات.
655الفرق بين الجم والكثير :أن الجم الكثير المجتمع ومنه قيل جمة البئر لجتماعها وقال أهل اللغة جمة البئر
الماء المجتمع فيها والجمة من الشعر سميت جمة لجتماعها وأجممت الفرس إذا أرحته يتجمع قوته ،وأجم الشئ
إذا قرب كأنه قصد الجتماع معك ويجوز أن يكون كثيرا غير مجتمع 56 .الفرق بين الجنس والصنف.)1291(:
658الفرق بين الجنس والقبيل :أن الجنس يقتضي التفاق ،والقبيل ل يقتضيه أل ترى أنك تقول اللون قبيل
والطعم قبيل ول يقال لذلك جنس ويقال السواد جنس والبياض جنس ،ومن الكلم ما يبين قبيل من قبيل وهو قولنا
لون ومنه ما يبين جنسا من جنس وهو قولنا سواد.
659الفرق بين الجنس والنوع :أن الجنس على قول بعض المتكلمين أعم من النوع قال لن الجنس هو الجملة
المتفقة سواء كان مما يعقل أو من غير ما يعقل قال والنوع الجملة المتفقة من جنس ما ل يعقل قال أل ترى أنه
يقال الفاكهة نوع كما يقال جنس ول يقال للنسان نوع ،وقال غيره النوع ما يقع تحته أجناس بخلف ما يقوله
الفلسفة أن الجنس أعم من النوع ،وذلك أن العرب ل تفرق الشياء كلها فتسميها بذلك وأصحابنا يقولون السواد
جنس واللون نوع ويستعملون الجنس في نفس الذات فيقولون التأليف جنس واحد وهذا الشئ جنس الفعل
والحركة ليست بجنس الفعل يريدون أنها كون على وجه ويقولون الكون جنس الفعل وإن كان متضادا لما كان ل
يوجد إل وهو كون ول يقولون في العلم ذلك لنه قد يوجد وهو غير علم ويقولون في الشياء المتماثلة أنها جنس
واحد وهذا هو الصحيح.
660الفرق بين الجنس والوجه :أن الجنس يقع على الذوات ،والوجه يتناول الصفات يقال الجواهر جنس من
الشياء ول يقال وجه منها وإنما يقال الشئ على وجوه أي على صفات.
664الفرق بين الجهر والظهار :أن الجهر عموم الظهار والمبالغة فيه أل ترى أنك إذا كشفت المر للرجل
والرجلين قلت أظهرته لهما ول تقول جهرت به إل إذا أظهرته للجماعة الكثيرة فيزول الشك ولهذا قالوا " أرنا
ال جهرة "( )1أي عيانا ل شك معه ،وأصله رفع الصوت يقال جهر بالقراءة إذا رفع صوته بها وفي القرآن "
ول تجهر بصلتك ول تخافت بها "( )2أي بقراءتك في صلتك ،وصوت جهير رفيع الصوت ولهذا يتعدى
بالباء فيقال جهرت به كما تقول رفع صوته به لنه في معناه وهو في غير ذلك إستعارة ،وأصل الجهر إظهار
المعنى للنفس وإذا أخرج الشئ من وعاء أو بيت لم يكن ذلك جهرا وكان إظهارا ،وقد يحصل الجهر نقيض
الهمس لن المعنى يظهر للنفس بظهور الصوت.
668الفرق بين الجهل والظن :أن الجاهل يتصور نفسه بصورة العالم ول يجوز خلف ما يعتقده وإن كان قد
يضطرب حاله فيه لنه غير ساكن النفس إليه ،وليس كذلك الظان.
671الفرق بين الجوارح والعضاء( :)1الجوارح :أعضاء النسان التي يكتسب بها ،كيديه ورجليه.
قال تعالى " :ويعلم ما جرحتم "( .)2أي كسبتم.والجوارح :الصوائد من السباع والطير ،سميت بذلك لنها
كواسب [ / 14أ]بأنفسها.
673الفرق بين الجود والكرم :أن الجود هو الذي ذكرناه( ،)4والكرم يتصرف على وجوه فيقال ل تعالى كريم
ومعناه أنه عزيز وهو من صفات ذاته ومنه قوله تعالى " ما غرك بربك الكريم "( )5أي العزيز الذي ل يغلب،
ويكون بمعنى الجواد المفضال فيكون من صفات فعله ،ويقال رزق كريم إذا لم يكن فيه إمتهان أي كرم صاحبه،
والكريم الحسن في قوله تعالى " من كل زوج كريم "( )1ومثله " وقل لهما قول كريما "( )2أي حسنا والكريم
بمعنى المفضل في قوله تعالى " إن أكرمكم عند ال أتقاكم "( )3أي أفضلكم ومنه قوله تعالى " ولقد كرمنا بني
آدم "( )4أي فضلناهم ،والكريم أيضا السيد في قوله صلى ال عليه [وآله]وسلم " إذا أتاكم كريم قوم فاكرموه "
أي سيد قوم ،ويجوز أن يقال الكرم هو إعطاء الشئ عن طيب نفس قليل كان أو كثيرا ،والجود سعة العطاء ومنه
سمي المطر الغزير الواسع جودا سواء كان عن طيب نفس أو ل ،ويجوز أن يقال الكريم هو إعطاء من يريد
إكرامه وإعزازه ،والجواد قد يكون كذلك وقد ل يكون.
674الفرق بين الجود والكرم( :)5قيل في الفرق بينهما أن الجواد هو الذي يعطي مع السؤال.والكريم :الذي
يعطي من غير سؤال.وقيل بالعكس.والحق :الول ،لما ورد في أدعية الصحيفة الشريفة " )6(:وأنت الجواد
الكريم " ترقيا في الصفات العلية من الدنى إلى العلى.وقيل :الجود إفادة ما ينبغي ل لغرض( )7والكرم :إيثار
الغير بالخير((.)1اللغات)
675الفرق بين الجور والظلم :أن الجور خلف الستقامة في الحكم ،وفي السيرة السلطانية تقول جار الحاكم في
حكمه والسلطان في سيرته إذا فارق الستقامة في ذلك ،والظلم ضرر ل يستحق ول يعقب عوضا سواء كان من
سلطان أو حاكم أو غيرهما أل ترى أن خيانة الدانق والدرهم تسمى ظلما ول تسمى جورا فإن أخذ ذلك على وجه
القهر أو الميل سمي جورا وهذا واضح ،وأصل الظلم نقصان الحق ،والجور العدول عن الحق من قولنا جار عن
الطريق إذا عدل عنه وخلف بين النقيضين فقيل في نقيض الظلم النصاف وهو إعطاء الحق على التمام ،وفي
نقيض الجور العدل وهو العدول بالفعل إلى الحق
* *1حرف الحاء
676الفرق بين الحاجة والفقر :أن الحاجة هي النقصان ولهذا يقال الثوب يحتاج إلى خزمة وفلن يحتاج إلى
عقل وذلك إذا كان ناقصا ولهذا قال المتكلمون الظلم ل يكون إل من جهل أو حاجة أي من جهل بقبحه أو نقصان
زاد جبره بظلم الغير ،والفقر خلف الغنى فأما قولهم فلن مفتقر إلى عقل فهو إستعارة ومحتاج إلى عقل حقيقة.
678الفرق بين الحاذر والحذر( :)1قيل :الحاذر :الفاعل للحذر.والحذر :المطبوع على الحذر ،فهو أبلغ.وقرئ
بهما قوله تعالى " :وإنا لجميع حاذرون "((.)2اللغات).
685الفرق بين قولك ل يحبه وقولك يبغضه :أن قولك ل يحبه أبلغ من حيث يتوهم إذا قال يبغضه إنه يبغضه من
وجه ويحبه من وجه كما إذا قلت يجهله جاز أن يجهله من وجه ويعلمه من وجه وإذا قلت ل يعلمه لم يحتمل
الوجهين.
الفرق بين الحب والود :أن الحب يكون فيما يوجبه ميل الطباع والحكمة جميعا والود من جهة ميل الطباع فقط أل
ترى أنك تقول أحب فلنا وأوده وتقول أحب الصلة ول تقول أود الصلة وتقول أود أن ذاك كان لي إذا تمنيت
وداده وأود الرجل ودا ومودة والود والوديد مثل الحب وهو الحبيب.
688الفرق بين الحبور والسرور :أن الحبور هي النعمة الحسنة من قولك حبرت الثوب إذا حسنته وفسر قوله
تعالى " في روضة يحبرون "( )2أي تنعمون وإنما يسمى السرور حبورا لنه يكون مع النعمة الحسنة ،وقيل في
المثل :ما من دار ملئت حبرة إل ستمل عبرة قالوا لحبرة هاهنا السرور والعبرة الحزن ،وقال العجاج :الحمد ل
الذي أعطى الحبر * هو إلى الحق ان المولى شكر وقال الفراء :الحبور الكرامة ،وعندنا أن هذا على جهة
الستعارة ،والصل فيه النعمة الحسنة ومنه قولهم للعالم حبر لنه حبر بأحسن الخلق ،والمداد حبر لنه يحسن
الكتب.
689الفرق بين الحبور والسرور( :)1قيل :السرور :انبساط القلب لنيل محبوب أو توقعه.والحبور :السرور الذي
يظهر في الوجه أثره ،فهو أشد السرور ،ولذا خاطب سبحانه أهل الجنة بقوله " :ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم
تحبرون "((.)2اللغات)
690الفرق بين الحتم والفرض :أن الحتم إمضاء الحكم على التوكيد والحكام يقال حتم ال كذا وكذا وقضاه
قضاء حتما أي حكم به حكما مؤكدا وليس هو من الفرض واليجاب في شي ء لن الفرض واليجاب يكونان في
الوامر والحتم يكون في الحكام والقضية وإنما قيل للفرض فرض حتم على جهة الستعارة والمراد أنه ل يرد
كما أن الحكم الحتم ل يرد والشاهد أن العرب تسمي الغراب حاتما لنه يحتم عندهم بالفراق أي يقضي به وليس
يريدون أنه يفرض ذلك أو يوجبه.
691الفرق بين الحث والحض( :)3قال الخليل :الحث يكون في السير والسوق ،والحض يكون فبما عداهما نحو
قوله تعالى " :ول يحض على طعام المسكين "((.)1اللغات).
693الفرق بين الحجا والعقل :أن الحجا هو ثبات العقل من قولهم تحجي بالمكان إذا قام به.
694الفرق بين الحجاب والستر والغطاء :أنك تقول حجبني فلن عن كذا ول تقول سترني عنه ول غطاني،
وتقول إحتجبت بشئ كما تقول تسترت به فالحجاب هو المانع والممنوع به والستر هو المستور به ،ويجوز أن
يقال حجاب الشئ ما قصد ستره أل ترى أنك ل تقول لمن منع غيره من الدخول إلى الرئيس داره من غير قصد
المنع له أنه حجبه ،وإنما يقال حجبه إذا قصد منعه ول تقول إحتجبت بالبيت إل إذا قصدت منع غيرك عن
مشاهدتك أل ترى أنك إذا جلست في البيت ولم تقصد ذلك لم تقل إنك قد إحتجبت.وفرق آخر أن الستر ل يمنع من
الدخول على المستور والحجاب يمنع.
696الفرق بين الحجة والسنة :أن الحجة تفيد أنها يحج فيها والحجة المرة الواحدة من حج يحج والحجة فعلة مثل
الجلسة والقعدة ثم سميت بها السنة كما يسمى الشئ بإسم ما يكون فيه.
697الفرق بين الحج والقصد :أن الحج هو القصد على إستقامة ومن ثم سمي قصد البيت حجا لن من يقصد
زيارة البيت ل يعدل عنه إلى غيره ومنه قيل للطريق المستقيم محجة والحجة فعلة من ذلك لنه قصد إلى إستقامة
رد الفرع إلى الصل.
698الفرق بين الحدث والخبث( :)1الحدث :هو الثر الحاصل للمكلف ،وشبهه عند عروض أحد أسباب
الوضوء ،والغسل المانع من الصلة ،المتوقف رفعه على النية.والخبث :هو النجس.وفرق بينهما بأن الحدث ما
افتقر إلى النية ،والخبث ما ل يفتقر إليها ،وأن الول ما ل يدرك بالحس ،والثاني ما يدرك به(.اللغات).
699الفرق بين الحد والسم :أن الحد يوجب المعرفة بالمحدود من غير الوجه المذكور في المسألة عنه فيجمع
للسائل المعرفة من وجهين.وفرق آخر وهو أنه قد يكون في السماء مشترك وغير مشترك مما يقع اللتباس فيه
بين المتجادلين فإذا توافقا على الحد زال ذلك.وفرق آخر وهو أنه قد يكون مما يقع عليه السم ما هو مشكل فإذا
جاء الحد زال ذلك.
مثاله قول النحويين السم والفعل والحرف.وفي ذلك إشكال فإذا جاء الحد أبان.وفرق آخر وهو أن السم يستعمل
على وجه الستعارة والحقيقة فإذا جاء الحد بين ذلك وميزه.
700الفرق بين الحد والحقيقة :أن الحد ما أبان الشئ وفصله من أقرب الشياء بحيث منع من مخالطة غيره له
وأصله في العربية المنع.والحقيقة ما وضع من القول موضعه في أصله اللغة والشاهد أنها مقتضية المجاز وليس
المجاز إل قول فل يجوز أن يكون ما يناقضه إل قول.ومثل ذلك الصدق لما كان قول كان نقيضه وهو الكذب
قول ثم يسمى ما يعبر عنه بالحقيقة وهو الذات حقيقة مجازا فهي على الوجهين مفارقة للحد مفارقة بينة.والفرق
بينهما أيضا أن الحد ل يكون إل لما له غير يجمعه واياه جنس قد فصل بالحد بينه وبينه.والحقيقة تكون كذلك ولما
ليس له غير كقولنا شئ والشئ ل حد له من حيث هو شئ وذلك أن الحد هو المانع لمحدود من الختلط بغيره
والشئ ل غير له ولو كان له غير لما كان شيئا كما أن غير اللون ليس بلون فتقول ما حقيقة الشئ ول تقول ما حد
الشئ.وفرق آخر وهو أن العلم بالحد هو علم به وبما يميزه والعلم بالحقيقة علم بذاتها.
701الفرق بين الحد والرسم :أن الحد اتم ما يكون من البيان عن المحدود .والرسم مثل السمة يخبر به حيث
يعسر التحديد .ول بد للحد من الشعار بالصل إذا أمكن ذلك فيه والرسم غير محتاج إلى ذلك.وأصل الرسم في
اللغة العلمة ومنه رسوم الديار .وفرق المنطقيون بين الرسم والحد فقالوا الحد مأخوذ من طبيعة الشئ والرسم
من أعراضه.
710الفرق بين الحذف والقتصار :أن الحذف لبد فيه من خلف ليستغني به عن المحذوف ،والقتصار تعليق
القول بما يحتاج إليه من المعنى دون غيره مما يستغني عنه ،والحذف إسقاط شئ من الكلم وليس كذلك
القتصار.
711الفرق بين الحذف والختصار( :)1الحذف يتعلق باللفاظ :وهو أن يأتي بلفظ تقضى غيره ،ويتعلق به ول
يستقل( )2بنفسه ،ويكون في الموجود دللة المحذوف ،فيقتصر عليه طلب لختصار ،كقوله تعالى " :واسأل
القرية "( )3أي :أهل القرية.
فإن السؤال يتعلق بأهلها ،والقرية تدل على المحذوف.وأما الختصار :فيرجع إلى المعاني ،وهو أن يؤتى بلفظ
مفيد لمعان كثيرة لو غير بغيره ،لحتاج إلى أكثر من ذلك اللفظ ،كقوله تعالى في قصة يوسف " :أنا أنبئكم
بتأويله فأرسلون "( )1فأرسلوه ،فأبى يوسف ،فقال :أيها الصديق ! وكقوله تعالى " :اضرب بعصاك الحجر
فانفجرت "(.)2
المعنى :فضربها ،فانفجرت.وعلى هذا فبين الحذف والختصار عموم وخصوص ،فكل حذف اختصار ،وليس
كل اختصار حذفا(.اللغات).
713الفرق بين الحراسة والحفظ :أن الحراسة حفظ مستمر ،ولهذا سمي الحارس حارسا لنه يحرس في الليل
كله أو لن ذلك صناعته فهو يديم فعله ،وإشتقاقه من الحرس وهو الدهر والحراسة هو أن يصرف الفات عن
الشئ قبل أن تصيبه صرفا مستمرا فاذا أصابته فصرفها عنه سمي ذلك تخليصا وهو مصدر والسم الخلص
ويقال حرس ال عليك النعمة أي صرف عنها الفة صرفا مستمرا والحفظ ل يتضمن معنى الستمرار وقد حفظ
الشئ وهو حافظ والحفيظ مبالغة وقالوا الحفيظ في أسماء ال بمعنى العليم والشهيد فتأويله الذي ل يعزب عنه
الشئ ،وأصله أن الحافظ للشئ عالم به في أكثر الحوال إذا كان من خفيت عليه أحواله ل يتأتى له حفظه ،قال
أبوهلل أيده ال تعالى :والحفيظ بمعنى عليم توسع أل ترى أنه ل يقال إن ال حافظ لقولنا وقدامنا علىمعنى قولنا
فلن يحفظ القرآن ولو كان حقيقة لجري في باب العلم كله.
714الفرق بين الحرام والسحت :أن السحت مبالغة في صفة الحرام ،ولهذا يقال حرام سحت وليقال سحت
حرام ،وقيل السحت يفيد أنه حرام ظاهر فقولنا حرام ل يفيد أنه سحت وقولنا سحت يفيد أنه حرام ول يجوز أن
يقال إن السحت الحرام الذي يستأصل الطاعات من قولنا سحته إذا إستأصلته ،ويجوز أن يكون السحت الحرام
الذي ل بركة له فكأنه مستأصل ،ويجوز أن يكون المراد به أنه يستأصل صاحبه.
716الفرق بين الحرث والزرع( :)1الفرق بينهما أن الحرث :بذر الحب من الطعام في الرض.والزرع :نبته
نباتا إلى أن يبلغ.ويؤيده قوله تعالى " :أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون "(.)2
حيث أسند الحرث إلى العباد ،والزرع إلى نفسه سبحانه وروي عنه صلى ال عليه وآله أنه قال " :ل يقولن
أحدكم زرعت ،وليقل حرثت ".وهو يرشد إلى ما ذكرناه(.)3وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما(.اللغات).
717الفرق بين الحرج والضيق :أن الحرج ضيق ل منفذ فيه مأخوذ من الحرجة وهي الشجر الملتف حتى ل
يمكن الدخول فيه ول الخروج منه
ولهذا جاء بمعنى الشك في قوله تعالى " ثم ل يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت "( )1أي شكا لن الشاك في
المر ل ينفذ فيه ومثله " فل يكن في صدرك حرج منه "( )2وليس كل ما خاطب به النبي صلى ال عليه
[وآله]وسلم والمؤمنين أرادهم به أل ترى إلى قوله " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى "()3
والقصاص في العمد فكأنه أثبت لهم اليمان مع قتل العمد وقتل العمد يبطل اليمان وإنما أراد أن يعلمهم الحكم
فيمن يستوجب ذلك ونحوه قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا ل تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة "( )4وقد تكلمنا في
هذا الحرف في كتاب تصحيح الوجوه والنظائر بأكثر من هذا ومما قلنا قال بعض المفسرين في قوله تعالى " وما
جعل عليكم في الدين من حرج "( )5أنه أراد ضيقا ل مخرج منه وذلك أنه يتخلص من الذنب بالتوبة فالتوبة
مخرج وترك ما يصعب فعله على النسان بالرخص ويحتج به فيما أختلف فيه من الحوادث فقيل إن ما أدى إلى
الضيق فهو منفي وما أوجب التوسعة فهو أولى.
718الفرق بين الحرد والغضب :أن الحرد هو أن يغضب النسان فيبعد عن من غضب عليه وهو من قولك
كوكب حريد أي بعيد عن الكواكب وحي حريد أي بعيد المحل ،ولهذا ل يوصف ال تعالى بالحرد وهو الحرد
بالسكان ول يقال حرد بالتحريك وإنما الحرد إسترخاء يكون في أيدي البل جمل أحرد وناقة حرداء ،ويجوز أن
يقال أن الحرد هو القصد وهو أن يبلغ في الغضب أبعد غاية.
719الفرق بين الحرد والقصد :أن الحرد قصد الشئ من بعد ،وأصله من قولك رجل حريد المحل إذا لم يخالط
الناس ولم يزل معهم وكوكب حريد منتح عن الكواكب وفي القرآن " وغدوا على حرد قادرين "( )1والمراد أنهم
قصدوا أمرا بعيدا وذلك أن ال أهلك ثمرتهم بعد النتفاع بها.
720الفرق بين الحرص والطمع( :)2قيل :الحرص أشد الطمع ،وعليه جرى قوله تعالى " :أفتطمعون أن يؤمنوا
لكم "(.)3
لن الخطاب فيه للمؤمنين.وقوله سبحانه " :إن تحرص على هداهم "(.)4
فإن الخطاب فيه مقصور على النبي صلى ال عليه وآله.ول شك أن رغبته صلى ال عليه وآله في إسلمهم
وهدايتهم كان أشد( )5واكثر من رغبة المؤمنين المشاركين له في الخطاب الول في ذلك(.اللغات)
721الفرق بين الحرف والحرمان.)725(:
725الفرق بين الحرمان والحرف :أن الحرمان عدم الظفر بالمطلوب عند السؤال يقال سأله فحرمه ،والحرف
عدم الوصول إلى المنافع من جهة الصنائع يقال للرجل إذا لم يصل إلى إحراز المنافع في صناعته إنه محارف
وقد يجعل المحروم خلف المرزوق في الجملة فيقال هذا محروم وهذا مرزوق.
730الفرق بين الحزن والبث :أن قولنا الحزن يفيد غلظ الهم ،وقولنا البث يفيد أنه ينبث ول ينكتم من قولك أبثثته
ما عندي وبثثته إذا أعلمته إياه ،وأصل الكلمة كثرة التفريق ومنه قوله تعالى " كالفراش المبثوث "( )1وقال
تعالى " إنما أشكو بثي وحزني إلى ال "( )2فعطف البث على الحزن لما بينهما من الفرق في المعنى وهو ما
ذكرناه.
731الفرق بين الحزن والبث( :)3قيل :البث أشد الحزن ،الذي ل يصبر عليه صاحبه ،حتى يبثه أو
يشكوه.والحزن :أشد الهم.وقيل :البث :ما أبداه النسان ،والحزن :ما أخفاه ،لن الحزن مستكن في القلب ،والبث:
ما بث وأظهر وكل شئ فرقته فقد بثثته.ومنه قوله تعالى " :وبث فيها من كل دابة "(.)1
فالبث غير الحزن.وقيل :هما بمعنى ،وقوله تعالى " :إنما أشكوا بثي وحزني إلى ال "( )2من عطف الشئ على
رديفه(.اللغات).
733الفرق بين الحزن والكرب :أن الحزن تكاثف الغم وغلظه مأخوذ من الرض الحزن وهو الغليظ الصلب،
والكرب تكاثف الغم مع ضيق الصدر ولهذا يقال لليوم الحار يوم كرب أي كرب من فيه وقد كرب الرجل وهو
مكروب وقد كربه إذا غمه وضيق صدره.
735الفرق بين الحسبان والزعم( :)3الفرق بينهما أن الحسبان ل يكون إل باطل .قال تعالى " :أفحسبتم أنما
خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون "(.)4والزعم قد يكون حقا ،وقد يكون باطل ،قال الشاعر:
[ / 14ب]
737الفرق بين الحسرة والسف والغم :أن الحسرة غم يتجدد لفوت فائدة فليس كل غم حسرة.والسف حسرة
معها غضب أو غيظ والسف الغضبان المتلهف على الشئ ثم كثر ذلك حتى جاء في معنى الغضب وحده في
قوله تعالى " فلما آسفونا إنتقمنا منهم "( )1أي أغضبونا ،وإستعمال الغضب في صفات ال تعالى مجاز وحقيقته
إيجاب العقاب للمغضوب عليه.
738الفرق بين قولنا حس يحس وبين قولنا درك يدرك :أن الصفة بحس مضمنة بالحاسة والصفة تدرك مطلقة،
والحاسة إسم لما يقع به إدراك شئ مخصوص ولذلك قلنا الحواس أربع السمع والبصر والذوق والشم ،وإدراك
الحرارة والبرودة ل تختص بآلة وال تعالى لم يزل مدركا بمعنى أنه لم يزل عالما وهو مدرك للطعم والرائحة
لنه مبين لذلك من وجه يصح أن يتبين منه لنفسه ،ول يصح أن يقال إنه يشم ويذوق لن الشم ملبسة المشموم
للنف ،والذوق ملبسة المذوق للفم ،ودليل ذلك قولك شممته فلم أجد له رائحة وذقته فلم أجد له طعما ،ول يقال
إن ال يحس بمعنى أنه يرى ويسمع إذ قولنا يحس يقتضي حاسة.
739الفرق بين الحس والعلم :أن الحس هو أول العلم ومنه قوله تعالى " فلما
أحس عيسى منهم الكفر "( )1أي علمه في أول وهلة ،ولهذا ل يجوز أن يقال إن النسان يحس بوجود نفسه ،قلنا
وتسمية العلم حسا وإحساسا مجاز ويسمى بذلك لنه يقع مع الحساس والحساس من قبيل الدراك ،واللت
التي يدرك بها حواس كالعين والذن والنف والفم ،والقلب ليس من الحواس لن العلم الذي يختص به ليس
بإدراك وإذا لم يكن العلم إدراكا لم يكن محله حاسة ،وسميت الحاسة حاسة على النسب ل على الفعل لنه ل يقال
منه حسست وإنما يقال أحسستهم إذا أبدتهم قتل مستأصل ،وحقيقته أنك تأتي على إحساسهم فل تبقي لهم حسا.
742الفرق بين الحسنة والحسن :أن الحسنة هي العلى في الحسن لن الهاء داخلة للمبالغة فلذلك قلنا إن الحسنة
تدخل فيها الفروض والنوافل ول يدخل فيها المباح وإن كان حسنا لن المباح ل يستحق عليه الثواب ول الحمد
ولذلك رغب في الحسنة وكانت طاعة فيه المباح لن كل مباح حسن ولكنه ل ثواب فيه ول حمد فليس هو
بحسنة.
744الفرق بين الحسن والصباحة 745 .)1239(:الفرق بين الحسن والعدل :أن الحسن ما كان القادر عليه فعله
ول يتعلق بنفع واحد أو ضره والعدل حسن يتعلق بنفع زيد أو ضر غيره أل ترى أنه يقال إن أكل الحلل حسن
وشرب المباح حسن وليس ذلك بعدل.
746الفرق بين قولنا يحسن وبين قولنا يعلم :أن قولنا فلن يحسن كذا بمعنى يعلمه مجازا ،وأصله فيما يأتي
الفعل الحسن أل ترى أنه ل يجئ له مصدر إذا كان بمعنى العلم البتة فقولنا فلن يحسن الكتابة معناه أنه يأتي بها
حسنة من غير توقف وإحتباس ،ثم كثر ذلك حتى صار كأنه العلم وليس به.
751الفرق بين الحشر والجمع :أن الحشر هو الجمع مع السوق ،والشاهد قوله تعالى " وابعث في المدائن
حاشرين "( )1أي إبعث من يجمع السحرة ويسوقهم إليك ،ومنه يوم الحشر لن الخلق يجمعون فيه ويساقون إلى
الموقف ،وقال صاحب المفصل :ل يكون الحشر إل في المكروه ،وليس كما قال لن ال تعالى يقول " يوم نحشر
المتقين إلى الرحمن وفدا "( )2وتقول القياس جمع بين مشتبهين يدل الول على صحة الثاني ول يقال في ذلك
حشر وإنما يقال الحشر فيما يصح فيه السوق على ما ذكرنا وأقل الجمع عند شيوخنا ثلثة ،وكذلك هو عند
الفقهاء ،وقال بعضهم إثنان وإحتج بأنه مشتق من أجتماع شئ إلى شئ وهذا وإن كان صحيحا فإنه قد خص به
شئ بعينه ،كما أن قولنا دابة وإن كان يوجب إشتقاقه إن جرى على كل مادب فإنه قد خص به شئ بعينه فاما قوله
عليه الصلة والسلم " الثنان فما فوقهما جماعة " فان ذلك ورد في الحكم ل في تعليم السم لن كلمه صلى
ال عليه [وآله]وسلم يجب أن يحمل على ما يستفاد من جهته دون ما يصح أن يعلم من جهته ،وأما قوله تعالى "
هذان خصمان إختصموا "( )1وقوله تعالى " وكنا لحكمهم شاهدين "( )2يعني داود وسليمان عليهما السلم فإن
ذلك مجاز كقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "( )3ولو كان لفظ الجمع حقيقة في الثنين لعقل
منه الثنان كما يعقل منه الثلثون ،وإذا كان قول الرجل رأيت الرجال ل يفهم منه إل ثلثة علمنا أن قول الخصم
باطل.
752الفرق بين الحشر والنشر( :)4الحشر لغة :إخراج الجماعة عن مقرهم ،وإزعاجهم ،وسوقهم إلى الحرب،
ونحوها.
ثم خص في عرف الشرع عند الطلق بإخراج الموتى عن قبورهم ،وسوقهم إلى الموقف للحساب والجزاء .قال
الراغب :ل يقال :الحشر إل للجماعة(.)1
قلت :هذا في أصل اللغة وإل فقد يستعمل في الواجد والثنين.ومنه دعاء الصحيفة الشريفة( " :)2وارحمني في
حشري ونشري ".والنشر إحياء الميت بعد موته.ومنه قوله تعالى " :ثم إذا شاء أنشره "( )3أي أحياه(.اللغات).
754الفرق بين الحصر والحبس :أن الحصر هو الحبس مع التضييق يقال حصرهم في البلد لنه إذا قعل ذلك فقد
منعهم عن النفساخ في الرعي والتصرف في المور ويقال حبس الرجل عن حاجته وفي الحبس إذا منعه عن
التصرف فيها ،ول يقال حصر في هذا المعنى دون أن يضيق عليه وهو في حصار أي ضيق ،والحصر إحتباس
النجو كأنه من ضيق المخرج كذا قال أهل اللغة ويجوز أن يقال إن الحبس يكون لمن تمكنت منه والحصر لمن لم
تتمكن منه وذلك أنك إذا حاصرت أهل بلد في البلد فإنك لم تتمكن منهم وإنما تتوصل بالحصر إلى التمكن منهم
والحصر في هذا سبب التمكن والحبس يكون بعد التمكن.
755الفرق بين الحصر والصد( :)4هما بمعنى المنع ،لكن اصطلح الفقهاء بتسميته :الممنوع عن الحج بالمرض
محصورا ،والممنوع بالعدو مصدودا(.اللغات).
756الفرق بين الحصة والنصيب :أن بعضهم قال إن الحصة هي النصيب الذي بين وكشفت وجوهه وزالت
الشبهة عنه وأصلها من الحصص وهو أن يحص الشعر عن مقدم الرأس حتى ينكشف ،ومنه قول ابن السكت:
قد حصت البيضة رأسي فما أطعم نوما غير تهجاع وفي القرآن " الن حصحص الحق "( )1ولهذا يكتب
أصحاب الشروط حصته من الدار كذا ول يكتبون نصيبه لن ما تتضمنه الحصة من معنى التبيين والكشف ل
يتضمنه النصيب ،وعندنا أن الحصة هي ما ثبت للنسان وكل شئ حركته لتثبته فقد حصحصته وهذه حصتي أي
ما ثبت لي وحصته من الدار ما ثبت له منها وليس يقتضي أن يكون عن مقاسمة كما يقتضي ذلك النصيب.
فأما قولهم للساهر أنه يرعى النجوم فهو تشبيه براعي المواشي لنه يراقبها كما يراقب الراعي مواشيه.
765الفرق بين الحفظ والعلم :أن الحفظ هو العلم بالمسموعات دون غيره من المعلومات أل ترى أن أحدا ل
يقول حفظت أن زيدا في البيت وإنما استعمل ذلك في الكلم ول يقال للعلم بالمشاهدات حفظ ،ويجوز أن يقال إن
الحفظ هو العلم بالشئ حال بعد حال من غير أن يخلله جهل أو نسيان ،ولهذا سمي حفاظ القرآن حفاظا ول
يوصف ال بالحفظ لذلك.
768الفرق بين الحقبة والزمان :أن الحقبة إسم للسنة إل أنها تفيد غير ما تفيده السنة وذلك أن السنة تفيد أنها
جمع شهور والحقبة تفيد أنها ظرف لعمال ولمور تجري فيها مأخوذة من الحقيبة وهي ضرب من الظروف
تتخذ من الدم يجعل الراكب فيها متاعه وتشد خلف رحله أو سرجه.وأما البرهة فبعض الدهر أل ترى أنه يقال
برهة من الدهر كما يقال قطعة من الدهر وقال بعضهم هي فارسية معربة.
772الفرق بين الحق والصدق :أن الحق أعم لنه وقوع الشئ في موقعه الذي هو أولى به ،والصدق الخبار عن
الشئ على ما هو به ،والحق يكون إخبارا وغير إخبار.
773الفرق بين الحق والصدق( :)1الحق في اللغة :هو الثابت الذي ل يسوغ إنكاره من حق الشئ ،يحق ،إذا ثبت
ووجب(.)2وفي اصطلح أهل المعاني :الحكم المطابق للواقع ،يطلق على القوال والعقائد ،والديان ،والمذاهب
باعتبار اشتمالها على ذلك ،ويقابله الباطل .وأما الصدق ،فقد شاع في القوال خاصة ،ويقابله الكذب.وقد يفرق
بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع وفي الصدق من جانب الحكم ،فمعنى صدق الحكم مطابقته
للواقع.ومعنى حقيته :مطابقة الواقع إياه ،وقد يطلق الحق على الموجد للشئ( ،)1وعلى الحكمة ،ولما يوجد عليه،
كما يقال :ال :حق( ،)2وكلمته :حق.وقد يراد به القبال على ال تعالى بلزوم العمال الصالحة المطابقة للعقائد
المطابقة للواقع ،وبالباطل :اللتفات عنه إلى غير ذلك مما ل يجدي نفعا في الخرة(.اللغات).
774الفرق بين الحقير والصغير :أن الحقير من كل شئ ما نقص عن المقدار المعهود لجنسه يقال هذه دجاجة
حقيرة إذا كانت ناقصة الخلق عن مقادير الدجاج ويكون الصغر في السن وفي الحجم تقول طفل صغير وحجر
صغير ول يقال حجر حقير لن الحجارة ليس لها قدر معلوم فإذا نقص شئ منها عنه سمي حقيرا كما أن الدجاج
والحجل وما أشبهها لها أقدار معلومة فإذا نقص شئ من جملتها عنه سمي حقيرا ،والصغير يكون صغيرا
بالصافة إلى ما هو أكبر منه وسواء كان من جنسه أو ل فالكوز صغير بالضافة إلى الجرة والجمل صغير
بالضافة إلى الفيل ول يقال للجمل صغير على الطلق وإنما يقال هو صغير بجنب الفيل.
776الفرق بين الحقيقة والحق :أن الحقيقة ما وضع من القول موضعه في أصل اللغة حسنا كان أو قبيحا والحق
ما وضع موضعه من الحكمة فل يكون إل حسنا وإنما شملهما إسم التحقيق لشتراكهما في وضع الشئ منهما
موضعه من اللغة والحكمة.
779الفرق بين الحكم والحاكم :أن الحكم يقتضي أنه أهل أن يتحاكم إليه ،والحاكم الذي من شأنه أن يحكم.
فالصفة بالحكم أمدح وذلك أن صفة حاكم جار على الفعل فقد يحكم الحاكم بغير الصواب فأما من يستحق الصفة
بحكم فل يحكم إل بالصواب لنه صفة تعظيم ومدح.
781الفرق بين الحكيم والعالم :أن الحكيم على ثلثة أوجه أحدهما بمعنى المحكم مثل البديع بمعنى المبدع
والسميع بمعنى المسمع ،والخر بمعنى محكم وفي القرآن " فيها يفرق كل أمر حكيم "( )1أي محكم ،وإذا
وصف ال تعالى بالحكمة من هذا الوجه كان ذلك من صفات فعله ،والثالث الحكيم بمعنى العالم بأحكام المور
فالصفة به أخص من الصفة بعالم ،وإذا وصف ال به على هذا الوجه فهو من صفات ذاته.
782الفرق بين الحلل والطيب( :)2قال بعض أصحابنا :الحلل والطيب وإن كانا( )1متقاربين ،بل متساويين
في اللغة ،إل أن المستفاد من الخبار أن بينهما فرقا في عرف الئمة عليهم السلم.انتهى.وكان الفرق هو أن
الطيب :ما هو طيب في ظاهر الشرع سواء كان طيبا في الواقع أم ل.والحلل :ما هو حلل وطيب( )2في الواقع
لم تعرضه النجاسة والخباثة قطعا ،ولم تتناوله أيدي المتغلبة أصل.وقد ورد أنه قوت النبياء عليهم السلم ،وأنه
نادر جدا ،وأما ما وقع من طلبه في بعض الدعية فالمراد به ما هو بمعنى الطيب.
* وهذا ول يخفى أن الغالب استعمال الطيب بمعنى المستحسن المرغوب فيه ،ويقابله الخبيث ،وقد حكي في شأن
نزول قوله تعالى " :أنفقوا من طيبات ما كسبتم "(.)3
أنهم كانوا يأتون أخبث الثمر وأرداه فيخرجونه في زكواتهم وصدقاتهم ،فنهوا عنه.
*(( )4اللغات).
783الفرق بين الحلل والمباح :أن الحلل هو المباح الذي علم إباحته بالشرع ،والمباح ل يعتبر فيه ذلك تقول
المشي في السوق مباح ول تقول حلل ،والحلل خلف الحرام والمباح خلف المحظور وهو الجنس الذي لم
يرغب فيه ،ويجوز أن يقال هو ما كان لفاعله أن يفعله ول ينبئ عن مدح ول ذم وقيل هو ما أعلم المكلف أو دل
على حسنه وإنه ل ضرر عليه في فعله ول تركه ،ولذلك ل توصف أفعال ال تعالى بأنها مباحة ول توصف
أفعال البهائم بذلك فمعنى قولنا أنه على الباحة أن للمكلف أن ينتفع به ول ضرر عليه في ذلك وإرادة المباح
والمر به قبيح لنه ل فائدة فيه إذ فعله وتركه سواء في أنه ل يستحق عليه ثواب وليس كذلك الحلل.
784الفرق بين الحلل والمباح( * )2(:)1الحلل من حل العقد في التحريم.والمباح :من التوسعة في الفعل.
كذا قيل.والمراد أن( * )3الحلل ما نص الشارع على حله ،فكأنه انحل من عقد التحريم.والمباح :ما لم ينص
على تحريمه في حكم خاص أو عام.
فالنسان في توسعه( )4من حكمه ،بمعنى أنه يجوز له تناول ذلك واستعماله ،كبعض الطعمة واللبسة التي لم
ينص الشارع على تحريمها عموما أو خصوصا(.اللغات).
786الفرق بين الحلم والمهال :أن كل حلم إمهال وليس كل إمهال حلما لن ال تعالى لو أمهل من أخذه لم يكن
هذا المهال حلما لن الحلم صفة مدح والمهال على هذا الوجه مذموم وإذا كان الخذ والمهال سواء في
الستصلح فالمهال تفضل والنتقام عدل وعلى هذا يجب أن يكون ضد الحلم السفه إذا كان الحلم واجبا لن
ضده استفساد فلو فعله لم يكن ظلما إل أنه لم يكن حكمة أل ترى أنه قد يكون الشئ سفها وإن لم يكن ضده حلما
وهذا نحو صرف الثواب عن المستحق إلى غيره لن ذلك يكون ظلما من حيث حرمة من استحقه ويكون سفها
من حيث وضع في غير موضعه ولو أعطي مثل ثواب المطيعين من لم يطع لم يكن ذلك ظلما لحد ولكن كان
سفها لنه وضع الشئ في غير موضعه ،وليس يجب أن تكون إثابة المستحقين حلما وإن كان خلف ذلك سفها
فثبت بذلك أن الحلم يقتضي بعض الحكمة وأن السفه يضاد ما كان من الحلم واجبا ل ما كان منه تفضل وأن
السفه نقيض الحكمة في كل وجه ،وقولنا ال حليم من صفات الفعل ،ويكون من صفات الذات بمعنى أهل لن
يحلم إذا عصي ،ويفرق بين الحلم والمهال من وجه آخر وهو أن الحلم ل يكون إل عن المستحق للنتقام وليس
كذلك المهال أل ترى أنك تمهل غريمك إلى مدة ول يكون ذلك منك حلما ،وقال بعضهم ل يجوز أن يمهل أحد
غيره في وقت إل ليأخذه في وقت آخر.
787الفرق بين الحلم والناة.)298(:
788الفرق بين الحلم والرؤيا( :)1كلهما ما يراه النسان في المنام ،لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير،
والشئ الحسن ،والحلم :ما يراه من الشر والشئ القبيح ،ويؤيده الحديث " :الرؤيا من ال والحلم من الشيطان "(
( )1اللغات).
789الفرق بين الحلم والصبر :أن الحلم هو المهال بتأخير العقاب المستحق ،والحلم من ال تعالى عن العصاة
في الدنيا فعل ينافي تعجيل العقوبة من النعمة والعافية ،ول يجوز الحلم إذا كان فيه فساد على أحد من المكلفين
وليس هو الترك لتعجيل العقاب لن الترك ل يجوز على ال تعالى لنه فعل يقع في محل القدرة يضاد المتروك
ول يصح الحلم إل ممن يقدر على العقوبة وما يجري مجراها من التأديب بالضرب وهو ممن ل يقدر على ذلك
ولهذا قال الشاعر * :ل صفح ذل ولكن( * )2صفح أحلم * ول يقال لتارك الظلم حليم إنما يقال حلم عنه إذا
أخر عقابه أو عفا عنه ولو عاقبه كان عادل ،وقال بعضهم ضد الحلم السفه ،وهو جيد لن السفه خفة وعجلة وفي
الحلم أناة وإمهال ،وقال المفضل السفه في الصل قلة المعرفة بوضع المور مواضعها وهو ضعف الرأي ،قال
أبوهلل :وهذا يوجب أنه ضد الحلم لن الحلم من الحكمة والحكمة وجود الفعل على جهة الصواب ،قال
المفضل :ثم أجري السفه على كل جهل وخفة يقال سفه رأيه سفها ،وقال الفراء :سفه غير متعد وإنما ينصب رأيه
على التفسير ،وفيه لغة أخرى سفه يسفه سفاهة ،وقيل السفيه في قوله تعالى " فإن كان الذي عليه الحق سفيها "(
)3هو الصغير وهذا يرجع إلى أنه القليل المعرفة ،والدليل على أن الحلم أجري مجرى الحكمة نقيضا للسفه قول
المتلمس:
792الفرق بين الحلية والهيئة :أن الحلية هيئة زائدة على الهيئة التي ل بد منها كحلية السكين والسيف إنما هي
هيئة زائدة على هيئة السكين والسيف وتقول حليته إذا هيأته هيئة لم تشمله بل تكون كالعلمة فيه ومن ثم
795الفرق بين الحمد والحماد :أن الحمد من قبيل الكلم على ما ذكرناه ،والحماد معرفة تضمرها ولذلك
دخلته اللف فقلت أحمدته لنه بمعنى أصبته ووجدته فليس هو من الحمد في شئ.
797الفرق بين الحمد والشكر والمدح( :)1الحمد :هو الثناء باللسان على الجميل ،سواء تعلق بالفضائل كالعلم،
أم( )2بالفواضل كالبر.والشكر :فعل ينبى عن تعظيم المنعم لجل النعمة ،سواء أكان نعتا باللسان ،أو اعتقادا ،أو
محبة بالجنان ،أو عمل وخدمة بالركان.وقد جمعها الشاعر في قوله(:)3
فبينهما عموم وخصوص من وجه ،فهما يتصادقان في الثناء باللسان على الحسان ،ويتفارقان في صدق()1
الحمد فقط على النعت بالعلم مثل ،وصدق الشكر فقط على المحبة بالجنان ،لجل الحسان.وأما الفرق بين الحمد
والمدح فمن وجوه :منها :أن المدح للحي ولغير الحي كاللؤلؤ واليواقيت الثمينة.والحمد للحي فقط.ومنها :أن
المدح قد يكون قبل الحسان وقد يكون بعده ،والحمد إنما يكون بعد الحسان.ومنها :أن المدح قد يكون منهيا عنه.
قال صلى ال عليه وآله " احثوا التراب على وجوه المداحين "(.)2والحمد مأمور به مطلقا.
قال صلى ال عليه وآله " :من لم يحمد الناس لم يحمد ال "؟ ومنها أن المدح عبارة عن القول الدال على أنه
مختص بنوع من أنواع الفضائل باختياره ،وبغير اختياره(.)3والحمد قول دال على أنه مختص بفضيلة من
الفضائل معينة وهي فضيلة النعام إليك ،وإلى غيرك ،ولبد أن يكون على جهة التفضيل ل على التهكم
والستهزاء
ومنها أن الحمد نقيضه الذم ،ولهذا قيل " )1(:الشعير يؤكل ويذم ".والمدح نقيضه الهجاء.
798الفرق بين الحمد والمدح :أن الحمد ل يكون إل على إحسان وال حامد لنفسه على إحسانه إلى خلقه فالحمد
مضمن بالفعل ،والمدح يكون بالفعل والصفة وذلك مثل أن يمدح الرجل باحسانه إلى نفسه وإلى غيره وان يمدحه
بحسن وجهه وطول قامته ويمدحه بصفات التعظيم من نحو قادر وعالم وحكيم ول يجوز أن يحمده على ذلك
وإنما يحمده على إحسان يقع منه فقط.
799الفرق بين الحمق والجهل :أن الحمق هو الجهل بالمور الجارية في العادة ،ولهذا قالت العرب :أحمق من
دغة ،وهي إمرأة ولدت فظنت أنها أحدثت فحمقتها العرب بجهلها بما جرت به العادة من الولدة ،وكذلك قولهم
أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها وهي إمرأة راودها رجل عن نفسها فقالت ل تنكحني بغير مهر فقال لها
مهرتك إحدى خدمتيك أي خلخاليك فرضيت فحمقها العرب بجهلها بما جرت به العادة في المهور ،والجهل يكون
بذلك وبغيره ول يسمى الحهل بال حمقا ،وأصل الحمق الضعف ومن ثم قيل البقلة الحمقاء لضعفها ،وأحمق
الرجل إذا ضعف فقيل للحمق أحمق لضعف عقله.
800الفرق بين الحميل والضمين :أن الحمالة ضمان الدية خاصة تقول حملت حمالة وأنا حميل وقال بعض
العرب :حملت دماء عولت فيها على مالي وآمالي فقدمت مالي وكنت من أكبر آمالي فإن حملتها فكم من غم
شفيت وهم كفيت وان حال دون ذلك حائل لم أذم يومك ولم أيأس من غدك.والضمان يكون في ذلك وفي غيره.
801الفرق بين الحنان والمنان( :)1الحنان :الذي يقبل على من أعرض عنه.والمنان :الذي يبدأ بالنوال قبل
السؤال.
802الفرق بين الحنف والحيف :أن الحنف هو العدول عن الحق والحيف الحمل على الشئ حتى ينقصه ،وأصله
من قولك تحيفت الشئ إذا تنقصته من حافاته.
803الفرق بين الحوب والذنب :أن الحوب يفيد أنه مزجور عنه وذلك أن أصله في العربية الزجر ومنه يقال في
زجر البل حوب حوب وقد سمي الجمل به لنه يزجر وحاب الرجل يحوب وقيل للنفس حوباء لنها تزجر
وتدعي.
804الفرق بين الحول والقوة( :)2قيل :الحول :القدرة على التصرف والقوة :مبدأ الفعال الشاقة ،وروي عن
مولنا أمير المؤمنين في تفسير.
ل حول ول قوة إل بال ،أن المعنى ل حائل عن المعاصي ،ول قوة على الطاعات إل بال ،أي باستعانته وتوفيقه
(اللغات).
808الفرق بين الحياة والنماء :أن الحياة هي ما تصير به الجملة كالشئ الواحد في جواز تعلق الصفات بها فأما
قوله تعالى " فأحيينا به الرض بعد موتها "( )1فمعناه أنا جعلنا حالها كحال الحي في النتفاع بها ،والصفة ل
بأنه حي مأخوذة من الحياة على التقدير ل على الحقيقة كما أن صفته بأنه موجود مأخوذة من الوجود على التقدير
وقد دل الدليل على أن الحي بعد أن لم يكن حيا حي من أجل الحياة فالذي لم يزل حيا ينبغي أن يكون حيا لنفسه،
والنماء يزيد الشئ حال بعد حال من نفسه ل بإضافة إليه فالنبات ينمي ويزيد وليس بحي وال تعالى حي ول
ينام ،ول يقال لمن أصاب ميراثا أو أعطي عطية أنه قد نما ماله وإنما يقال نما ماله إذا زاد في نفسه ،والنماء في
الماشية حقيقة لنها تزيد بتوالدها قليل قليل ،وفي الورق والذهب مجاز فهذا هو الفرق بين الزيادة والنماء ،ويقال
للشجار والنبات نوام لنها تزيد في كل يوم إلى أن تنتهي إلى حد التمام.
814الفرق بين الحيلة والمكر :أن من الحيلة ما ليس بمكر وهو أن يقدر نفع الغير ل من وجهه فيمسى ذلك حيلة
مع كونه نفعا ،والمكر ل يكون نفعا.وفرق آخر وهو أن المكر بقدر ضرر الغير من غير أن يعلم به وسواء كان
من وجهه أو ل ،والحيلة ل تكون إل من غير وجهه ،وسمى ال تعالى ما توعد به الكفار مكرا في قوله تعالى "
فل يأمن مكر ال إل القومالخاسرون "( )1وذلك أن الماكر ينزل المكروه بالممكور به من حيث ل يعلم فلما كان
هذا سبيل ما توعدهم به من العذاب سماه مكرا ،ويجوز أن يقال سماه مكرا لنه دبره وأرسله في وقته ،والمكر
في اللغة التدبير على العدو فلما كان أصلهما واحدا قام أحدهما مقام الخر ،وأصل المكر في اللغة الفتل ومنه قيل
جارية ممكورة أي ملتفة البدن وإنما سميت الحيلة مكرا لنها قيلت على خلف الرشد.
815الفرق بين الحيلة والمكر( :)2قال الطبرسي رضي ال عنه :الحيلة قد تكون لظهار ما يعسر من الفعل من
غير قصد إلى الضرار بالعبد(.)3والمكر :حيلة على العبد توقعه في مثل الوهق(.)4انتهى.ول يخفى أن مكر ال
عباده كما قال تعالى " :ومكروا ومكر ال وال خير الماكرين "( )5عبارة عن إيصال الجزاء إلى الماكر،
واستدراجه العبد من حيث ل يعلم ،ومعاملته معاملة الماكر للممكور(.)6
816الفرق بين الحين والسنة :أن قولنا حين إسم جمع أوقاتا متناهية سواء كان سنة أو شهورا أو أياما أو ساعات
ولهذا جاء في القرآن لمعان مختلفة ،وبينه وبين الدهر فرق وهو أن الدهر يقتضي أنه أوقات متوالية مختلفة على
ما ذكرنا( )1ولهذا قال ال عزوجل حاكيا عن الدهريين " وما يهلكنا إل الدهر "( )2أي يهلكنا الدهر بإختلف
أحواله ،والدهر أيضا ل يكون إل ساعات قليلة ويكون الحين كذلك.
817الفرق بين الحيوان والحي :أن الحيوان هو الحي ذو الجنس ويقع على الواحد والجمع ،وأما قوله تعالى "
وان الدار الخرة لهي الحيوان "( )3فقد قال بعضهم يعني البقاء يريد أنها باقية ،ول يوصف ال تعالى بأنه
حيوان لنه ليس بذي جنس.
820الفرق بين الخاطر والذكر :أن الخاطر يكون ابتداء ويكون عن عزوب ،والذكر ل يكون إل عن عزوب
لنه إنما يذكر ما عزب( )1عنه وهو عرض ينافي النسيان.
821وأما الفرق بين الخاطر والذكر :فإن الخاطر مرور المعنى على القلب ،والذكر حضور المعنى في النفس.
822الفرق بين الخاطر والنظر :أن الخاطر مرور معنى بالقلب بمنزلة خطاب مخاطب يحدث بضروب
الحاديث ،والخواطر تنقسم بحب المعاني إذ كل معنى فله خاطر يختصه يخالف جنس ما يختص غيره ومن
كمال العقل تصرف القلب بالخواطر ول يصح التكليف إل مع ذلك ،وعند أبي علي :أن الخاطر جنس من
العراض ل يوجد إل في قلب حيوان وأنه شئ بين الفكر والذكر لن الذكر علم والفكر جنس من النظر الذي هو
سبب العلم ،والخواطر تنبه على الشياء وتكون ابتداء ول تولد علما ،ومنزلة الخاطر في ذلك منزلة التخيل في
أنه بين العلم والطن لنه تمثل شئ من غير حقيقة ،وعند البلخي رحمه ال أنه كلم يحدثه ال تعالى في سمع
النسان أو يحدثه الملك أو الشيطان فإذا كان من الشيطان سمي وسواسا ،وإلى هذا ذهب أبوهاشم رحمه ال،
والذي يدل على أن الخاطر ليس بكلم ما يدل من أفعال الخرس خطور الخواطر بقلبه وهو ل يعرف الكلم
أصل ول يعرف معانيه ،عن إبراهيم :أنه لبد من خاطرين أحدهما يأمر بالقدام والخر بالكف ليصح الختيار،
وعن إبن الراوندي :أن خاطر المعصية من ال تعالى وأن ذلك كالعقل والشهوة لن الشهوة ميل الطبع المشتهي،
والعقل التمييز بين الحسن والقبيح.
824الفرق بين الخالي والماضي :أن الخالي يقتضي خلو المكان منه وسواء خل منه بالغيبة أو بالعدم ومنه.
يخلو الجسم من حركة أو سكون لمتناع خلو المكان منهما وأما ل يخلو الشئ من أن يكون موجودا أو معدوما
فمعناه أنه ل يخلو من أن يصح له معنى إحدى الصفتين.
828الفرق بين الخبر وبن الحديث :أن الخبر هو القول الذي يصح وصفه بالصدق والكذب ويكون الخبار به
عن نفسك وعن غيرك واصله ان يكون الخبار به عن غيرك وما به( )1صار الخبر خبرا هو معنى غير صيغته
لنه يكون على صيغة ما ليس بخبر كقولك رحم ال زيدا والمعنى اللهم إرحم زيدا.والحديث في الصل هو ما
تخبر به عن نفسك من غير أن تسنده إلى غيرك وسمي حديثا لنه ل تقدم له وإنما هو شئ حدث لك فحدثت به ثم
كثر إستعمال اللفظين حتى سمي كل واحد منهما بإسم الخر فقيل للحديث خبر وللخبر حديث ،ويدل على صحة
ما قلنا أنه يقال فلن يحدث عن نفسه بكذا وهو حديث النفس ول يقال يخبر عن نفسه ول هو خبر النفس ،وإختار
مشايخنا قولهم إن سأل سائل فقال أخبروني ولم يختاروا حدثوني لن السؤال إستخبار والمجيب مخبر ،ويجوز
أن يقال إن الحديث ما كان خبرين فصاعدا إذا كان كل واحد منهما متعلقا بالخر فقولنا رأيت زيدا خبر ،ورأيت
زيدا منطلقا حديث ،وكذلك قولك رأيت زيدا وعمرا حديث مع كونه خبرا.
830الفرق بين الخبر والعلم :أن الخبر هو العلم بكنه المعلومات على حقائقها ففيه معنى زائد على العلم ،قال
أبوأحمد بن أبي سلمة رحمه ال :ل يقال منه خابر لنه من باب فعلت مثل طرقت وكرمت وهذا غلط لن فعلت
ل يتعدى وهذه الكلمة تتعدى به وإنما هو من قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره وأنا خابر وخبير من
قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره وأنا خابر وخبير من قولك خبرت الشئ إذا عرفته مبالغة مثل عليم
وقدير ثم كثر حتى أستعمل في معرفة كنهه وحقيقته قال كعب الشقري(:)1
832الفرق بين الختم والرسم :أن الختم ينبئ عن إتمام الشئ وقطع فعله وعمله تقول ختمت القرآن أي أتممت
حفظه وقرأته وقطعت قراءته وختمت الكبر لنه آخر ما يفعل به لحفظه ول ينبئ الرسم عن ذلك وإنما الرسم
إظهار الثر بالشئ ليكون علمة فيه وليس يدل على تمامه أل ترى أنك تقول ختمت القرآن ول تقول رسمته فإن
أستعمل الرسم في موضع الختم في بعض المواضع فلقرب معناه من معناه ،والصل في الختم ختم الكتاب لنه
يقع بعد الفراغ منه ومنه قوله تعالى " اليوم نختم على أفواههم "(.)1
منع وقوله تعالى " ختم ال على قلوبهم "( )2ليس بمنع ولكنه ذم بأنها كالممنوعة من قبول الحق على أن الرسم
فارسي معرب ل أصل له في العربية فيجوز أن يكون بمعنى الختم ل فرق بينهما لنهما لغتان.
834الفرق بين الخجل والحياء :أن الخجل معنى يظهر في الوجه لغم يلحق القلب عند ذهاب حجة أو ظهور على
ريبة وما أشبه ذلك فهو شئ تتغير به الهيبة ،والحياء هو الرتداع بقوة الحياء ولهذا يقال فلن يستحي في هذا
الحال أن يفعل كذا ،ول يقال يخجل أن يفعله في هذه الحال لن هيئته ل تتغير منه قبل أن يفعله فالخجل مما كان
والحياء مما يكون،
وقد يستعمل الحياء موضع الخجل توسعا ،وقال النباري :أصل الخجل في اللغة الكسل والتواني وقلة الحركة في
طلب الرزق ثم كثر إستعمال العرب له حتى أخرجوه على معنى النقطاع في الكلم ،وفي الحديث " إذا جعتن
وقعتن وإذا شبعتن خجلتن " وقعتن أي ذللتن وخجلتن كسلتن ،وقال أبوعبيدة :الخجل هاهنا الشر وقيل هو سوء
إحتمال العناء وقد جاء عن العرب الخجل بمعنى الدهش قال الكميت :فلم يدفعوا عندنا ما لهم * لوقع الحروب ولم
يخجلوا أي لم يقوا دهشين مبهوتين.
836الفرق بين الخدع والكيد :أن الخدع هو إظهار ما ينطق خلفه أراد إجتلب نفع أو دفع ضر ،ول يقتضي أن
يكون بعد تدبر ونظر وفكر أل ترى أنه يقال خدعه في البيع إذا غشه من جشاء وهمه النصاف وإن كان ذلك
بديهة من غير فكر ونظر ،والكيد ل يكون إل بعد تدبر وفكر ونظر ،ولهذا قال أهل العربية :الكيد التدبير على
العدو وإرادة إهلكه ،وسميت الحيل التي يفعلها أصحاب الحروب بقصد إهلك أعدائهم مكايد لنها تكون بعد
تدبر ونظر ،ويجئ الكيد بمعنى الرادة وهو قوله تعالى " كذلك كذنا ليوسف "( )1أي أردنا ،ودل على ذلك بقوله
" إل أن يشاء ال "( )2وإن شاء ال بمعنى المشيئة ،ويجوز أن يقال الكيد الحيلة التي تقرب وقوع المقصود به
من المكروه وهو من قولهم كاد يفعل كذا أي قرب إل أنه قيل في هذا يكاد وفي الولى يكيد للتصرف فيالكلم
والتفرقة بين المعنيين ،ويجوز أن يقال إن الفرق بين الخدع والكيد أن الكيد إسم لفعل المكروه بالغير قهرا تقول
كايدني فلن أي ضرني قهرا ،والخديعة إسم لفعل المكروه بالغير من غير قهر بل بأن يريد بأنه ينفعه ،ومنه
الخديعة في المعاملة وسمى ال تعالى قصد أصحاب الفيل مكة كيدا في قوله تعالى " ألم يجعل كيدهم في تضليل
"( )1وذلك أنه كان على وجه القهر.
837الفرق بين الخدمة والطاعة :أن الخادم هو الذي يطوف على النسان متحققا في حوائجه ولهذا ل يجوز أن
يقال إن العبد يخدم ال تعالى ،وأصل الكلمة إلطافة بالشئ ومنه سمي الخلخال خدمة ثم كثر ذلك حتى سمي
الشتغال بما يصلح به شأن المخدوم خدمة وليس ذلك من الطاعة والعبادة في شئ أل ترى أنه يقال فلن يخدم
المسجد إذا كان يتعهده بتنظيف وغيره ،وأما الحفد فهو السرعة في الطاعة ومنه قوله تعالى " بنين وحفدة "()2
وقولنا في القنوت وإليك نسعى ونحفد.
838الفرق بين الخرص والكذب :أن الخرص هو الحزر وليس من الكذب في شئ والخرص ما يحزر من الشئ
يقال كم خرص نخلك أي كم يجئ من ثمرته وإنما أستعمل الخرص في موضع الكذب لن الخرص يجري على
غير تحقيق فشبه بالكذب وأستعمل في موضعه ،وأما التكذيب فالتصميم على أن الخبر كذب بالقطع عليه ونقيضه
التصديق ول تطلق صفة المكذب إل لمن كذب بالحق لنها صفة ذم ولكن إذا قيدت فقيل مكذب بالباطل كان ذلك
مستقيما وإنما صار المكذب صفة ذم وإن قيل كذب بالباطل لنه من أصل فاسد وهو الكذب فصار الذم أغلب
عليه كما أن الكافر صفة ذم وإن قيل كفر بالطاغوت لنه من أصل فاسد وهو الكفر.
839الفرق بين الخروج والفسق.)1620(:
840الفرق بين الخزي والذل :أن الخزي ذل مع إفتضاح وقيل هو النقماع لقبح الفعل ،والخزاية الستحياء ،لنه
إنقماع عن الشئ لما فيه من العيب قال إبن درستويه :الخزي القامة على السوء خزي يخزي خزيا وإذا إستحيا
من سوء فعله أو فعل به قيل خزي يخزي خزاية لنهما في معنى واحد وليس ذلك بشئ لن القامة على السوء
والستحياء من السوء ليسا بمعنى واحد.
842الفرق بين الخسوب والكسوف( :)1الغالب نسبة الكسوف إلى الشمس والخسوف إلى القمر ،وعليه جرى
قول جرير(.)2والشمس كاسفة ليست بطالعة * تبكي عليك نجوم الليل والقمر وقد يطلق الكسوف عليهما
معا.وكذا الخسوف(.اللغات).
843الفرق بين الخشوع والتواضع( :)3قال الراغب في الفرق بينهما :إن التواضع يعتبر بالخلق والفعال
الظاهرة والباطنة .والخشوع :يقال باعتبار الجوارح ،ولذلك قيل :إذا تواضع القلب خشعت الجوارح(.اللغات).
844الفرق بين الخشوع والخضوع :أن الخشوع على ما قيل فعل يرى فاعليه أن من يخضع له فوقه وأنه أعظم
منه ،والخشوع في الكلم خاصة والشاهد قوله تعالى " وخشعت الصوات للرحمن "( )1وقيل هما من أفعال
القلوب وقال إبن دريد :يقال خضع الرجل للمرأة وأخضع إذا ألن كلمه لها قال والخاضع المطأطئ رأسه وعنقه
وفي التنزيل " فظلت أعناقهم لها خاضعين "( )2وعند بعضهم أن الخشوع ل يكون إل مع خوف الخاشع
المخشوع له ول يكون تكلفا ولهذا يضاف إلى القلب فيقال خشع قلبه وأصله البس ومنه يقال قف خاشع للذي
تغلب عليه السهولة ،والخضوع هو التطامن والتطأطوء ول يقتضي أن يكون معه خوف ،ولهذا ل يجوز إضافته
إلى القلب فيقال خضع قلبه وقد يجوز أن يخضع النسان تكلفا من غير أن يعتقد أن المخضوع له فوقه ول يكون
الخشوع كذلك ،وقال بعضهم الخضوع قريب المعنى من الخشوع إل أن الخضوع في البدن والقرار بالستجداء
والخشوع في الصوت.
845الفرق بين الخشوع والخضوع( :)3قال الفيروز آبادي( :)4الخشوع :الخضوع أو قريب من الخضوع أو
هو في البدن.والخشوع في الصوت والبصر .وقال صاحب المحكم( :)1خشع يخشع خشوعا،
[ / 16أ]وتخشع رمى ببصره نحو الرض ،وخفض صوته(.)2وقيل :الخشوع قريب من الخضوع إل أن
الخضوع في البدن والخشوع في الصوت والبصر ،لقوله تعالى " :خاشعة أبصارهم "( )3وقوله " :وخشعت
الصوات للرحمن "(.)4انتهى.
قلت :ويناسب التفسير( )5الول عبارة الدعاء في طلب التوبة في الصحيفة الشريفة " :فمثل بين يديك متضرعا،
وغمض بصره إلى الرض متخشعا "(.)6وقال البيضاوي :الخشوع :الخبات ،والخضوع :اللين والنقياد ولذلك
يقال :الخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب(.اللغات).
850الفرق بين الخوف والخشية( :)5ذكر المحقق الطوسي في بعض مؤلفاته ما حاصله :أن الخوف والخشية
وإن كانا في اللغة بمعنى واحد إل أن بين خوف ال وخشيته وفي عرف أرباب القلوب فرقا وهو أن
[ / 15ب] الخوف تألم النفس من العقاب المتوقع بسبب ارتكاب المنهيات ،والتقصير في الطاعات.وهو يحصل
لكثر الخلق وإن كانت مراتبه متفاوتة جدا ،والمرتبة العليا منه ل تحصل إل للقليل.والخشية :حالة تحصل عند
الشعور بعظمة الخالق وهيبته وخوف الحجب عنه ،وهذه حالة ل تحصل إل لمن اطلع على حال الكبرياء وذاق
لذة القرب ،ولذا قال تعالى " :إنما يخشى ال من عباده العلماء "( .)6فالخشية :خوف خاص ،وقد يطلقون عليها
الخوف.انتهى كلمه.
قلت :ويؤيد هذا الفرق أيضا قوله تعالى يصف المؤمنين " ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب "( )1حيث
ذكر الخشية في جانبه سبحانه والخوف في جانب الحساب(.)2
هذا وقد يراد بالخشية :الكرام والعظام ،وعليه حمل قراءة من قرأ " :إنما يخشى ال من عباده العلماء "()3
برفع (ال) ونصب العلماء((.)4اللغات).
851الفرق بين الخصوص والخاص :أن الخصوص يكون فيما يراد به بعض ما ينطوي عليه لفظه بالوضع،
والخاص ما إختص بالوضع ل بإرادة ،وقال بعضهم الخصوص ما يتناول بعض ما يتضمنه العموم أو جرى
مجرى العموم من المعاني ،وأما العموم فما إستغرق ما يصلح أن يستغرقه وهو عام ،والعموم لفظ مشترك يقع
على المعاني والكلم ،وقال بعضهم الخاص ما يتناول أمرا واحدا بنفس الوضع ،والخصوص أن يتناول شيئا
دون غيره وكان يصح أن يتناوله وذلك الغير.
854الفرق بين الخضوع والذل :أن الخضوع ما ذكرناه والذل النقياد كرها ونقيضه العز وهو الباء والمتناع
والنقياد على كره وفاعله ذليل ،والذلل النقياد طوعا وفاعله ذلول.
855الفرق بين الخطأ واللخطاء( :)1قال أبوعبيدة :خطأ ،وأخطأ :بمعنى واحد :لمن يذنب على غير عمد.وقال
غيره( :خطأ) في الدين ،و (أخطأ) في كل شئ عامدا كان أو غير عامد.وقيل :خطأ :إذا تعمد ما نهي عنه ،فهو
خاطئ.وأخطأ :إذا أراد الصواب فصار إلى غيره.
قلت :ويناسب المعنى الخير عبارة الدعاء في الصحيفة الشريفة " :أنا المسئ المعترف الخاطئ "(.)2
فإنه عليه السلم أراد القرار على نفسه بالمعاصي متعمدا بقرينة ما بعده ،وهو قوله عليه السلم " :أنا الذي
عصاك متعمدا "(.)3وقوله تعالى حكاية عن المؤمنين " :ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا "(.)4
[ / 6أ]فإن المراد :المعاصي الواقعة عن عمد ،لن الصادر عن غير عمد ل( )5مؤاخذة عليه ،فل يناسبه
استدعاء المغفرة مع أنه قد سبق سؤال عدم المؤاخذة عليه في قولهم " :ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا "()1
(اللغات).
856الفرق بين الخطأ والخطاء :أن الخطأ هو أن يقصد الشئ فيصيب غيره ول يطلق إل في القبيح فإذا قيد جاز
أن يكون حسنا مثل أن يقصد القبيح فيصيب الحسن فيقال أخطأ ما أراد وإن لم يأت قبيحا ،والخطاء تعمد الخطأ
فل يكون إل قبيحا والمصيب مثل المخطئ إذا أطلق لم يكن إل ممدوحا وإذا قيد جاز أن يكون مذموما كقولك
مصيب في رميه وإن كان رميه قبيحا فالصواب ل يكون إل حسنا والصابة تكون حسنة وقبيحة والخاطئ في
الدين ل يكون إل عاصيا لنه قد زل عنه لقصده غيره ،والمخطئ يخالفه لنه قد زل عما قصد منه وكذلك يكون
المخطئ من طريق الجتهاد مطيعا لنه قصد الحق وإجتهد في إصابته.
858الفرق بين الخطأ والذنب( :)2الفرق بينهما أن الذنب يطلق على ما يقصد بالذات ،وكذا السيئة والخطيئة
تغلب على ما يقصد بالعرض ،لنها من الخطأ ،كمن رمى صيدا فأصاب إنسانا ،أو شرب مسكرا فجنى جناية في
سكره.
( * )3وقيل :الخطيئة :السيئة الكبيرة ،لن الخطأ بالصغيرة أنسب والسوء بالكبيرة ألصق *.وقيل الخطيئة ما
كان بين النسان وبين ال تعالى ،والسيئة ما كان بينه وبين العباد (اللغات).
862الفرق بين خطل اللسان وزلق اللسان :أنه يقال فلن خطل اللسان إذا كان سفيها ل يبالي ما يقول وما يقال
له قال أبوالنجم * :أخطل والدهر كثير خطله * أي ل يبالي ما أتى به من المصائب وأصله من إسترخاء الذن ثم
أستعمل فيما ذكرناه( ،)1والزلق اللسان الذي ل يزال يسقط السقطة ول يريدها ولكن تجري على لسانه.
863الفرق بين الخطيئة والثم :أن الخطيئة قد تكون من غير تعمد ول يكون الثم إل تعمدا ،ثم كثر ذلك حتى
سميت الذنب كلها خطايا كما سميت إسرافا ،وأصل السراف مجاوزة الحد في الشئ.
864الفرق بين الخلفة والمامة( :)2قال الطبرسي :الخليفة والمام واحد ،إل أن بينهما فرقا ،فالخليفة من
استخلف في المر مكان من كان( )3قبله ،فهو مأخوذ من أنه خلف غيره ،وقام مقامه.والمام :مأخوذ من التقدم،
فهو المتقدم فيما يقتضي( )4وجوب القتداء بغيره ،وفرض طاعته فيما تقدم فيه(.اللغات) 865 .الفرق بين
الخلق والنصيب :أن الخلق النصيب الوافر من الخير خاصة بالتقدير لصاحبه أن يكون نصيبا له لن إشتقاقه
من الخلق وهو التقدير ويجوز أن يكون من الخلق لنه مما يوجبه الخلق الحسن.
867الفرق بين الخلة والفقر :أن الخلة الحاجة والمختل المحتاج وسميت الحاجة خلة لختلل الحال بها كأنما
صار بها خلل يحتاج إلى سده والخلة أيضا الخصلة التي يختل إليها أي يحتاج ،والخلة المودة التي تتخلل السرار
معها بين الخليلين ،وسمي الطريق في الرمل خل لنه يتخلل لنعراجه ،والخل الذي يصطبغ به لنه يتخلل ما
عين فيه بلطفه وحدته وخللت الثوب خل وخلل وجمع الخلل خلل وفي القرآن " فترى الودق يخرج من خلله
"( )1والخلل ما يخل به الثوب وما يخرج به الشئ من خلل السنان فالفقر أبلغ من الخلة لن الفقر ذهاب المال
والخلة الخلل في المال.
869الفرق بين الخلف والخلف :أنه يقال لمن جاء بعد الول خلف شرا كان أو خيرا والدليل على الشر قول لبيد:
* وبقيت في خلف كجلد الجرب * وعلى الخير قول حسان:
870الفرق بين الخلف والكذب( :)1قال في أدب الكاتب :الكذب فيما مضى ،وهو أن تقول فعلت كذا ،ولم تفعله !
والخلف لما( )2يستقبل :وهو أن تقول :سأفعل كذا ول نفعله انتهى.
قلت :ويرشد إليه قوله تعالى " :وال يشهد إن المنافقين لكاذبون "(.)3
874الفرق بين الخلق والتغيير والفعل :أن الخلق في اللغة التقدير يقال خلقت الديم إذا قدرته خفا أو غيره وخلق
الثوب وأخلق لم يبق منه إل تقديره ،والخلقاء الصخرة الملساء لستواء أجزائها في التقدير واخلولق السحاب
استوى وانه لخليق بكذا أي شبيه به كأن ذلك مقدر فيه ،والخلق العادة التي يعتادها النسان ويأخذ نفسه بها على
مقدار بعينه ،فإنزال عنه إلى غيره قيل تخلق بغير خلقه ،وفي القرآن " إن هذا إل خلق الولين "( )1قال الفراء
يريد عادتهم :والمخلق التام الحسن لنه قدر تقديرا حسنا ،والمتخلق المعتدل في طباعه ،وسمع بعض الفصحاء
كلما حسنا فقال هذا كلم مخلوق ،وجميع ذلك يرجع إلى التقدير ،والخلوق من الطيب أجزاء خلطت على تقدير،
والناس يقولون ل خالق إل ال والمراد أن هذا اللفظ ل يطلق إل ل إذ ليس أحد إل وفي فعله سهو أو غلط يجري
منه على غير تقدير غير ال تعالى كما تقول ل قديم إل ال وإن كنا نقول هذا قديم لنه ليس يصح قول لم يزل
موجودا إل ال.
878الفرق بين الخلود والبقاء :أن الخلود إستمرار البقاء من وقت مبتدأ على ما وصفنا( ،)1والبقاء يكون وقتين
فصاعدا ،وأصل الخلود اللزوم ومنه أخلد إلى الرض وأخلد إلى قوله أي لزم معنى ما أتى به فالخلود اللزوم
المستمر ولهذا يستعمل في الصخور وما يجري مجراه ومنه قول لبيد * :حمر خوالد ما يبين كلمها * وقال علي
بن عيسى :الخلود مضمر بمعنى في كذا ولهذا يقال خلده في الحبس وفي الديوان ،ومن أجله قيل للثافي خوالد
فإذا زالت لم تكن خوالد ،ويقال ل تعالى دائم الوجود ول يقال خالد الوجود.
881الفرق بين الخنزوانة والنخوة :أن الخنزوانة هو أن يشمخ أنفه من الكبر ويفتح منخره ،ولهذا يقال في أنفه
خنزوانة ول يقال في أنفه نخوة ويقال أيضا في رأسه خنزواتة إذا مال رأسه من الكبر شبهها بإمالة أنفه.
883الفرق بين الخوف والحذر والخشية والفزع :أن الخوف توقع الضرر المشكوك في وقوعه ومن يتيقن
الضرر لم يكن خائفا له وكذلك الرجاء ل يكون إل مع الشك ومن تيقن النفع لم يكن راجيا له ،والحذر توقي
الضرر وسواء كان مظنونا أو متيقنا ،والحذر يدفع الضرر ،والخوف ل يدفعه ولهذا يقال خذ حذرك ول يقال خذ
خوفك.
888الفرق بين الخوف والوجل :أن الخوف خلف الطمائنينة وجل الرجل يوجل وجل إذا قلق ولم يطمئن ويقال
انا من هذا على وجل ومن ذلك( )1على طمأنينة ول يقال على خوف في هذا الموضع ،وفي القرآن " الذين إذا
ذكر ال وجلت قلوبهم "( )2أي إذا ذكرت عظمة ال وقدرته لم تطمئن قلوبهم إلى ما قدموه من الطاعة وظنوا
أنهم مقصرون فاضطربوا من ذلك وقلقوا فليس الوجل من الخوف في شئ ،وخاف متعد ووجل غير متعد
وصيغتاهما مختلفتان أيضا وذلك يدل على فرق بينهما في المعنى.
889الفرق بين الخول والعبيد :أن الخول هم الذين يختصون بالنسان من جهة الخدمة والمهنة ول تقتضي الملك
كما تقتضيه العبيد( )3ولهذا يقاللخلق خول ال كما يقال عبيده(.)1
890الفرق بين الخيانة والسرقة( :)2قال ابن قتيبة :ل يكاد الناس يفرقون بين الخائن والسارق.والخائن الذي
ائتمن فأخذ( ،)3قال النمر بن تولب(:)4
899الفرق بين الدراية والعلم :أن الدراية فيما قال أبوبكر الزبيري( :)1بمعنى الفهم قال وهو لنفي السهو عما
يرد على النسان فيدريه أي يفهمه ،وحكي عن بعض أهل العربية :أنها مأخوذة من دريت إذا اختلت وأنشد:
* يصيب فما يدري ويخطي فما درى *
أي ما اختل فيه يفوته وما طلبه من الصيد بغير ختل يناله ،فإن كانت مأخوذة من ذاك فهو يجري مجرى ما يفطن
النسان له من المعرفة التي تنال غيره فصار ذلك كالختل منه للشياء ،وهذا ل يجوز على ال سبحانه وتعالى،
وجعل أبوعلي رحمه ال :الدارية مثل العلم وأجازها على ال واحتج بقول الشاعر:
* لهم ل أدري وأنت الداري *
وهذا صحيح لن النسان إذا سئل عما ل يدري فقال ل أدري فقد أفاد هذا القول منه معنى قوله ل أعلم لنه ل
يستقيم أن يسأل عما ل يعلم فيقول ل أفهم لن معنى قوله ل أفهم أي ل أفهم سؤالك وقوله ل أدري إنما هو ل
أعلم ما جواب مسألتك ،وعلى هذا يكون العلم
والدرياة سواء لن الدراية علم يشتمل على المعلوم من جميع وجوهه وذلك أن الفعالة للشتمال مثل العصابة
والعمامة والقلدة ،ولذلك جاء أكثر أسماء الصناعات على فعالة نحو القصارة والخياطة ومثل ذلكل العباة
لشتمالها على ما فيها ،فالدراية تفيد ما ل يفيده ،العلم من هذه الوجه والفعالة أيضا تكون للستيلء مثل الخلفة
والمارة فيجوز أن تكون بمعنى الستيلء فتفارق العلم من هذه الجهة.
900الفرق بين الدرك والحس (يدرك ويحس).)739(:
902الفرق بين الدعاء والمر( :)1قال الطبرسي( :)2الفرق بين الدعاء والمر أن في المر ترغيبا في الفعل،
وزجرا عن تركه ،وله صيغة تنبئ عنه ،وليس كذلك الدعاء ،وكلهما طلب.وأيضا فإن المر يقتضي أن يكون
المأمور دون المر في الرتبة.والدعاء يقتضي أن يكون فوقه(.اللغات).
904الفرق بين الدفتر والصحيفة :أن الدفتر ل يكون إل أوراقا مجموعة والصحيفة تكون ورقة واحدة تقول
عندي صحيفة بيضاء فاذا قلت صحف أفدت أنها مكتوبة ،وقال بعضهم يقال صحائف بيض ول يقال صحف
بيض وانما يقال من صحائف إلى صحف ليفيد أنها مكتوبة ،وفي القرآن (وإذا الصحف نشرت)( )1وقال أبوبكر:
الصحيفة قطعة من أدم ابيض أو ورق يكتب فيه.
907الفرق بين الدللة والستدلل :أن الدللة ما يمكن الستدلل به ،والستدلل فعل المستدل ولو كان
الستدلل والدللة سواء لكان يجب أن لو صنع جميع المكلفين للستدلل على حدث العالم أن ل يكون في العالم
دللة على ذلك.
908الفرق بين دللة الية وتضمين الية :أن دللة الية على الشئ هو ما يمكن الستدلل به على ذلك الشئ
كقوله الحمد ل يدل على معرفة ال إذا قلنا إن معنى قوله الحمد ل أمرا لنه ل يجوز أن يحمد من ل يعرف،
ولهذا قال أصحابنا :إن معرفة ال واجبة لن شكره واجب لنه ل يجوز أن يشكر من ل يعرف ،وتضمين الية
هو إحتمالها للشئ بل مانع أل ترى أنه لو إحتملته لكن منع منه القياس أو سنة أو آية أخرى لم تتضمنه ،ولهذا
نقول إن قوله " السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما "( )2ل يتضمن وجوب القطع على من سرق دانقا وإن كان
محتمل لذلك لمنع السنة منه ،وهذا واضح والحمد ل تعالى.
909الفرق بين الدللة والمارة :أن الدللة عند شيوخنا ما يؤدي النظر فيه إلى العلم ،والمارة ما يؤدي النظر
فيه إلى غلبة الظن لنحو ما يطلب به من جهة القبلة ويعرف به جزاء الصيد وقيم المتلفات ،والظن في الحقيقة
ليس يجب عن النظر في المارة لوجوب النظر عن العلم في الدللة وإنما يختار ذلك عنده فالمارة في الحقيقة ما
يختار عنده الظن ،ولهذا جاز إختلف المجتهدين مع علم كل واحد منهم بالوجه الذي منه خالفه صاحبه كاختلف
الصحابة في مسائل الجد واختلف آراء ذوي الرأي في الحروب وغيرها مع تقاربهم في معرفة المور المتعلقة
بذلك ،ولهذا تستعمل المارة فيما كان عقليا وشرعيا.
911الفرق بين الدللة والحجة :قال بعض المتكلمين الدلة تنقسم أقساما وهي دللة العقل ودللة الكتاب ودللة
السنة ودللة الجماع ودللة القياس ،فدللة العقل ضربان أحدهما ما أدى النظر فيه إلى العلم بسوى المنظور فيه
أو بصفة لغيره ،والخر ما يستدل به على صفة له اخرى وتسمى طريقة النظر ول تسمى دللة لنه يبعد أن
يكون الشئ دللة على نفسه أو على بعض صفات نفسه فل يبعد أن يكون يدل على غيره وكل ذلك يسم حجة
فافترقت الحجة والدللة من هذا الوجه ،وقال قوم ل يسميان حجة ودللة إل بعد النظر فيهما وإذا قلنا حجة ال
ودللة ال فالمراد أن ال نصبهما وإذا قلنا حجة العقل ودللة العقل فالمراد أن النظر فيهما يفضي إلى العلم من
غير افتقار إلى أن ينصبهما ناصب ،وقال غيره :الحجة هي الستقامة في النظر والمضي فيه على سنن مستقيم
من رد الفرع إلى الصل وهي مأخوذة من الحجة وهي الطريق المستقيم وهذا هو فعله المستدل وليس من الدللة
في شئ ،وتأثير الحجة في النفس كتأثير البرهان فيها وإنما تنقصل الحجة من البرهان لن الحجة مشتقة من
معنى الستقامة في القصد حج يحج إذا استقام في قصده ،والبرهان ل يعرف له إشتقاق وينبغي أن يكون لغة
مفردة.
912الفرق بين الدللة والشبهة :فيما قال بعض المتكلمين :أن النظر في الدللة يوجب العلم ،والشبهة يعتقد
عندها أنها دللة فيختار الجهل ل لمكان الشبهة ول للنظر فيها ،والعتقاد هو الشبهة في الحقيقة ل المنظور فيه.
913الفرق بين الدللة والعلمة :أن الدللة على الشئ ما يمكن كل ناظر فيها أن يستدل بها عليه كالعالم لما كان
دللة على الخالق كان دال عليه لكل مستدل به ،وعلمة الشئ ما يعرف به المعلم له ومن شاركه في معرفته
دون كل واحد كالحجر تجعله علمة لدفين تدفته فيكون دللة لك دون غيرك ول يمكن غيرك أن يستدل به عليه
إل إذا وافقته على ذلك كالتصفيق تجعله علمة لمجئ زيد فل يكون ذلك دللة إل لمن يوافقك عليه ،ثم يجوز أن
تزيل علمة الشئ بينك وبين صاحبك فتخرج من أن تكون علمة له ول يجوز أن تخرج الدللة على الشئ من
أن تكون دللة عليه ،فالعلمة تكون بالوضع والدللة بالقتضاء.
916الفرق بين دللة الكلم ودللة البرهان :أن دللة البرهان هي الشهادة للمقالة بالصحة ،ودللة الكلم
إحضاره المعنى النفس من غير شهادة له بالصحة إل أن يتضمن بعض الكلم دللة البرهان فيشهد بصحة
المقالة ،ومن الكلم ما يتضمن دللة البرهان ومنه ما ل يتضمن ذلك إذ كل برهان فإنه يمكن أن يظهر بالكلم
كما أن كل معنى يمكن ذلك فيه ،والسم دللة على معناه ،وليس برهانا على معناه وكذلك هداية الطريق دللة
عليه وليس برهانا عليه فتأثير دللة الكلم خلف تأثير دللة البرهان.
917الفرق بين الدللة والدليل :أن الدللة تكون على أربعة أوجه أحدها مايمكن أن يستدل به قصد فاعله ذلك أو
لم يقصد ،والشاهد أن أفعال البهائم تدل على حدثها وليس لها قصد إلى ذلك والفعال المحكمة دللة على علم
فاعلها وإن لم يقصد فاعلها أن تكون دللة على ذلك ،ومن جعل قصد فاعل الدللة شرطا فيها احتج بأن اللص
يستدل بأثره عليه ول يكون أثره دللة لنه لم يقصد ذلك فلو وصف بأنه دللة لوصف هو بأنه دال على نفسه
وليس هذا بشئ لنه ليس بمنكر في اللغة أن يسمى أثره دللة عليه ول أن يوصف هو بأنه دال على نفسه بل ذلك
جائز في اللغة معروف يقال قد دل الحارب على نفسه بركوبه الرمل ويقال أسلك الحزن لنه ل يدل على نفسك
ويقولون إستدللنا عليه بأثره وليس له أن يحمل هذا على المجاز دون الحقيقة إل بدليل ول دليل ،والثاني العبارة
عن الدللة يقال للمسؤول اعد دللتك ،والثالث الشبهة يقال دللة المخالف كذا أي شبهته ،والرافع المارات يقول
الفقهاء الدللة من القياس كذا والدليل فاعل الدللة ولهذا يقال لمن يتقدم القوم في الطريق دليل إذ كان يفعل من
التقدم ما يستدلون به ،وقد تسمى الدللة دليل مجازا ،والدليل أيضا فاعل الدللة مشتق من فعله ،ويستعمل الدليل
في العبارة والمارة ول يستعمل في الشبه ،والشبهة هي العتقاد الذي يختار صاحبه الجهل أو يمنع من إختيار
العلم وتسمى العبارة عن كيفية ذلك العتقاد شبهة أيضا وقد سمي المعنى الذي يعتقد عنده ذلك العتقاد شبهة
فيقال هذه الحيلة شبهة لقوم إعتقدوها معجزة.
918الفرق بين الدلو والذنوب :أن الدلو تكون فارغة وملى ،والذنوب ل تكون إل ملى ولهذا سمي النصيب
ذنوبا قال الشاعر:
922الفرق بين الدنو والقرب :أن الدنو ل يكون إل في المسافة بين شيئين تقول داره دانية ومزاره دان ،والقرب
عام في ذلك وفي غيره تقول قلوبنا تتقارب ول تقول تتدانى وتقول هو قريب بقلبه ول يقال دان بقلبه إل على
بعد.
923الفرق بين الدنيا والعالم :أن الدنيا صفة والعالم إسم تقول العالم السفلي والعالم العلوي فتجعل العالم إسما
وتجعل العلوي والسفلي صفة وليس في هذا إشكال فأما قوله تعالى " وللدار الخرة خير "( )1ففيه حذف أي دار
الساعة الخرة وما أشبه ذلك.
924الفرق بين الدهر والبد :أن الدهر أوقات متوالية مختلفة غير متناهية وهو في المستقبل خلف قط في
الماضي وقوله عزوجل " خالدين فيها أبدا "( )1حقيقة وقولك إفعل هذا مجاز والمراد المبالغة في إيصال هذا
الفعل.
925الفرق بين الدهر والزمان( :)2هما في اللغة مترادفان.وقيل :الدهر طائفة من الزمان غير محدودة ،والزمان
مرور الليالي واليام.وقال الزهري( :)3الدهر عند العرب يطلق على الزمان ،وعلى الفصل من فصول السنة،
وعلى أقل من ذلك ،ويقع على مدة الدنيا كلها.
قال :وسمعت غير واحد من العرب يقول " :أقمنا على ماء كذا دهرا ،وهذا المرعى يكفينا دهرا ".انتهى.ول
يخفى أن إطلق الدهر على الزمن القليل من باب المجاز والتساع وقالت الحكماء :الدهر هو الن الدائم الذي هو
امتداد الحضرة اللهية ،وهو باطن الزمان ،وبه يتجدد الزل والبد.والزمان مقدار حركة الفلك( )1الطلس.وعند
المتكلمين :الزمان عبارة عن متجدد معلوم يقدر به متجدد آخر موهوم ،كما يقال :آتيك عند طلوع الشمس.
أن طلوع الشمس( )2معلوم :ومجيئه موهوم ،فإذا قرن ذلك الموهوم بذلك المعلوم زال البهام.وقال ابن السيد(
:)3الدهر مدة الشياء الساكنة ،والزمان :مدة الشياء المتحركة ،يقال :الزمان مدة الشياء المحسوسة ،والدهر:
مدة الشياء( )4المعقولة(.اللغات).
926الفرق بين الدهر والعصر :أن الدهر هو ما ذكرناه والعصر لكل مختلفين معناهما واحد مثل الشتاء
والصيف والليلة واليوم والغداة والسحر يقال لذلك كله العصر ،وقال المبرد :في تأويل قوله عزوجل " والعصر
إن النسان لفي خسر "( )5قال العصر هاهنا الوقت قال ويقولون أهل هذا العصر كما يقولون أهل هذا الزمان،
والعصر إسم للسنين الكثيرة قال الشاعر:
927الفرق بين الدهر والمدة :أن الدهر جمع أوقات متوالية مختلفة كانت أو غير مختلفة ولهذا يقال الشتاء مدة
ول يقال دهر لتساوي أوقاته في برد الهواء وغير ذلك من صفاته ،ويقال للسنين دهر لن أوقاتها مختلفة في الحر
والبرد وغير ذلك ،وأيضا من المدة ما يكون أطول من الدهر أل تراهم يقولون هذه الدنيا دهور ول يقال الدنيا
مدد ،والمدة والجل متقاربان فكما أن من الجل ما يكون دهورا فكذلك المدة.
928الفرق بين الدهش والحيرة :أن الدهش حيرة مع تردد واضطراب ول يكون إل ظاهرا ويجوز أن تكون
الحيرة خافية كحيرة النسان بين أمرين تروى فيهما ول يدري على أيهما يقدم ول يظهر حيرته ول يجوز أن
يدهش ول يظهر دهشته.
929الفرق بين الدوام والخلود :أن الدوام هو إستمرار البقاء في جميع الوقات ول يقتضي أن يكون في وقت
دون وقت أل ترى أنه يقال إن ال لم يزل دائما ول يزال ،دائما والخلود هو إستمرار البقاء من وقت مبتدأ ولهذا
ل يقال إنه خالد كما إنه دائم.
937الفرق بين الذبح والقتل :أن الذبح عمل معلوم ،والقتل ضروب مختلفة ولهذا منع الفقهاء عن الجارة على
قتل رجل قصاصا ولم يمنعوا من
الجارة على ذبح شاة لن القتل منه ل يدري أيقتله بضربة أو بضربتين
أو أكثر وليس كذلك الذبح.
938الفرق بين الذبح والذبح( :)2الذبح بكسر الذال :المهيأ لن يذبح ،وبفتح الذال :المصدر.
939الفرق بين الذرء والخلق :أن أصل الذرء الظهار ومعنى ذرأ ال الخلق أظهرهم باليجاد بعد العدم ،ومنه
قيل للبياض الذرأة لظهوره وشهرته وملح ذرآني لبياضه والذر وبل همزة التفرقة بين الشيئين ،ومنه قوله تعالى
" تذروه الرياح "( )1وليس من هذا ذريت الحنطة فرقت عنها التبن.
943الفرق بين الذكاء والفطنة :أن الذكاء تمام الفطنة من قولك ذكت النار إذا تم إشتعالها ،وسميت الشمس ذكاء
لتمام نورها ،والتذكية تمام الذبح ففي الذكاء معنى زائد على الفطنة.
946الفرق بين الذكر والعلم :أن الذكر وإن كان ضربا من العلم( )2فإنه
عيسى :الذكر يضاد السهو ،والعلم يضاد الجهل ،وقد يجمع الذكر
953الفرق بين الذليل والذلول( :)1قيل :يقال لكل مطبوع من الناس ذليل :ومن غير الناس ذلول .قال تعالى" :
لذلول تثير
الرض "( )2أي غير مذللة للحرث ،أو ل تمنع على طالب.وقال بعض المفسرين :الذل بالكسر ضد الصعوبة،
بضمها ضد
العز ،يقال :ذلول من الذل من قوم أذلة ،وذليل من الذل من قوم أذلء ،والول من اللين والنقياد ،والثاني من
الهون والستخفاف(.اللغات).
956الفرق بين الذم والهجو :أن الذم نقيض الحمد وهما يدلن على الفعل وحمد المكلف يدل على إستحقاقه
للثواب بفعله ،وذمه يدل على إستحقاقه
للعقاب بفعله ،والهجو نقيض المدح وهما يدلن على الفعل والصفة
كهجوك النسان بالبخل وقبح الوجه ،وفرق آخر أن الذم يستعمل في الفعل والفاعل فتقول ذممته بفعله وذممت
فعله ،والهجو يتناول الفاعل والموصوف دون الفعل والصفة فتقول هجوته بالبخل وقبح الوجه ول تقول
هجوت قبحه وبخله ،وأصل الهجو في العربية الهدم تقول هجوت البيت
إذا هدمته وكان الصل في الهجو أن يكون بعد المدح كما أن الهدم يكون
958الفرق بين الذنب والجرم :أن الذنب ما يتبعه الذم أو ما يتتبع عليه العبد
من قبيح فعله ،وذلك أن أصل الكلمة التباع على ما ذكرنا فأما قولهم
للصبي قد أذنب فإنه مجاز ،ويجوز أن يقال الثم هو القبيح الذي عليه
كالذنب الذي هو أرذل ما في صاحبه ،والجرم ما ينقطع به عن الواجب وذلك أن أصله في اللغة القطع ومنه قيل
للصرام الجرام وهو قطع التمر.
أن أصل الذنب التباع ،فهو ما يتبع عليه العبد من قبيح عمله،
(اللغات).
60الفرق بين الذنب والحوب.)830(:
المقدور مستحقا عليه العقاب وقد يكون قبيحا ل عقاب عليه كالقبح يقع
من الطفل قالوا ول يسمى ذلك ذنبا وإنما يسمى الذنب ذنبا لما يتبعه من
الذم ،وأصل الكلمة على قولهم التباع ومنه قيل ذنب الدابة لنه
كالتابع لها والذنوب الدلو التي لها ذنب ،ويجوز أن يقال إن الذنب يفيد
أنه الرذل من الفعل الدنئ وسمي الذنب ذنبا لنه أرذل ما في صاحبه وعلى هذا إستعماله في الطفل حقيقة.
967الفرق بين الذهن والعقل :أن الذهن هو نقيض سوء الفهم وهو عبارة عن وجود الحفظ لما يتعلقه النسان
ول يوصف ال به لنه ل يوصف بالتعلم.
968الفرق بين الذوق وإدراك الطعم :أن الذوق ملبسة يحس بها الطعم وإدراك الطعم يتبين به من ذلك الوجه
وغير تضمين ملبسة الحبل وكذلك يقال ذقته فلم أجد له طعما.
9691الفرق بين الراحة واللذة :أن الراحة من اللذة ما تقدمت الشهوة له وذلك
أن العطشان إذا إشتهى الشرب ولم يشرب مليا ثم شرب سميت لذته
بالشرب راحة وإذا شرب في أول أوقات العطش لم يسم بذلك ،وكذلك
الماشي إذا أطال المشي ثم قعد وقد تقدمت شهوته للقعود سميت لذته
بالقعود راحة وليس ذلك من إرادت ولكنه يجري معها ويشكل بها ،وعند أبي هاشم رحمه ال :أن اللذة ليست
بمعنى ،وفي تعيين الملتذ بها وبضروبها الدالة على إختلف أجناسها دليل على أنها معنى ولو لم تكن
970الفرق بين الرأفة والرحمة :أن الرأفة أبلغ من الرحمة ولهذا قال أبوعبيدة :إن في قوله تعالى (رؤوف
رحيم)( )1تقديما وتأخيرا أراد أن التوكيد يكون في البلغ في المعنى فإذا تقدم البلغ في اللفظ كان المعنى مؤخرا.
971الفرق بين الرأفة والرحمة( :)2قيل :الرأفة أشد الرحمة ،وقيل :الرحمة أكثر من الرأفة ،والرأفة أقوى منها
في الكيفية ،لنها عبارة عن إيصال النعم صافية عن اللم .والرحمة :إيصال النعم مطلقا.وقد يكون مع الكراهة
واللم للمصلحة كقطع العضو المجذوم.وإطلق الرأفة عليه تعالى كإطلق الرحمة( :اللغات).
975الفرق بين الصفة برب والصفة بمالك :أن الصفة برب أفخم من الصفة
بمالك لنها من تحقيق القدرة على تدبير ما ملك فقولنا رب يتضمن معنى
الملك والتدبير فل يكون إل مطاعا أيضا والشاهد قول ال تعالى " اتخذوا
بمالك تقتضي القوة على تصريف ما ملك وهو من قولك ملكت العجين
القادر على تصريف ماله ،ولذلك لم يحسن إطلق الصفة برب إل على
ال تعالى ،والصفة برب أيضا تقضي معنى المصلح ومنه ربيت النعمة
إذا أصلحتها بإتمامها وأديم مربوب مصلح ويجوز أن يقال إن قولنا رب
يقتضي معنى ولية المر حتى يتم ومن ثم قيل رب الولد ورب السمسم
وشاة ربى وهي مثل النفساء من النساء وقيل لها ذلك لنها تربي ولدها
فالباء في التربية أصلها ياء نقلت إلى حرف العلة كما قيل في الظن
التظني.
976الفرق بين الرجاء والطمع :أن الرجاء هو الظن بوقوع الخير الذي يعتري صاحبه الشك فيه إل أن ظنه فيه
أغلب وليس هو من قبيل العلم ،والشاهد أنه ل يقال أرجو أن يدخل النبي الجنة لكون ذلك متيقنا.ويقال أرجو أن
يدخل الجنة إذا لم يعلم ذلك.والرجاء المل في الخير والخشية والخوف في الشر لنهما يكونان مع الشك في
المرجو والمخوف ول يكون الرجاء إل عن سبب يدعو إليه من كرم المرجو أو مابه إليه ،ويتعدى بنفسه تقول
دجوت زيدا والمراد رجوت الخير من زيد لن الرجاء ل يتعدى إلى أعيان الرجال.والطمع ما يكون من غير
سبب يدعو إليه فإذا طمعت في الشئ فكأنك حدثت نفسك به من غير أن يكون هناك سبب يدعو إليه ،ولهذا ذم
الطمع ولم يذم الرجاء ،والطمع يتعدى إلى المفعول بحرف فتقول طمعت فيه كما تقول فرقت منه وحذرت منه
وإسم الفاعل طمع مثل حذر وفرق ودئب إذا جعلته كالنسبة وإذا بنيته على الفعل قلت طامع.
977الفرق بين الرجاح والرزانة :أن الرجاح أصله الميل ومنه رجحت كفة
الميزان إذا مالت لثقل ما فيها ومنه زن وأرجح ،يوصف الرجل بالرجاح
على وجه التشبيه كأنه وزن مع غيره فصار أثقل منه وليس هو صفة
تختص النسان على الحقيقة أل ترى أنه ل يجوز أن يقال للنسان ترجح
أي كن رزينا وهي أيضا تستعمل في التثبيت والسكون ،والرجاح في زيادة الفضل فالفرق بينهما بين.
978الفرق بين الرجع والرد :أنه يجوز أن ترجعه من غير كراهة له قال ال
تعالى " فإن رجعك ال إلى طائفة منهم "( )1ول يجوز أن ترده إل إذا
كرهت حاله ،ولهذا يسمى البهرج ردا ولم يسم رجعا ،هذا أصله ثم ربما
979الفرق بين الرجفة والزلزلة :أن الرجفة الزلزلة العظيمة ولهذا يقال زلزلت
الرض زلزلة خفيفة ول يقال رجفت إل إذا زلزلت زلزلة شديدة وسميت
زلزلة الساعة رجفة لذلك ،ومنه الرجاف وهو الخبار باضطراب أمر
الرجل ورجف الشئ إذا اضطرب يقال رجفت منه إذا تقلقلت.
980الفرق بين الرجل والمرء :أن قولنا رجل يفيد القوة على العمال ولهذا يقال في مدح النسان إنه رجل،
والمرء يفيد أنه أدب النفس ولهذا يقال المروءة أدب مخصوص.
كان فيه قبل ،والنقلب المصير إلى نقيض ما كان فيه قبل ويوضح
ذلك قولك إنقلب الطين خزفا فأما رجوعه خزفا فل يصح لنه لم يكن
قبل خزفا.
984الفرق بين الرجوع والوب.)338(:
إلى حال كان عليها ،والعود :يستعمل في هذا المعنى على الحقيقة ،ويسعمل في البتداء مجازا ،قال الزجاج :يقال
قد عاد إلي( )2من فلن
مكروه ،وإن لم يكن قد سبقه مكروه قبل ذلك.وتأويله أنه لحقني منه
مكروه.انتهى.
قلت :ومنه قوله تعالى " :قال المل الذين استكبروا من قومه
988الفرق بين الرحمن والرحيم :أن الرحمن على ما قال إبن عباس :أرق من الرحيم يريد أنه أبلغ في المعنى
لن الرقة والغلظة ل يوصف ال تعالى بهما والرحمة من ال تعالى على عباده ونعمته عليهم في باب الدين
والدنيا ،وأجمع المسلمون أن الغيث رحمة من ال تعالى ،وقيل معنى قوله رحيم أن من شأنه الرحمة وهو على
تقدير يديم ،والرحمن في تقدير بزمان وهو إسم خص به الباري عزوجل ،ومثله في التخصيص قولنا فهذا النجم
سماك وهو مأخوذ من السمك الذي هن الرتفاع وليس كل مرتفع سماكا وقولنا للنجم الخر دبران لنه يدبر
الثريا ،وليس كل ما دبر شيئا يسمى دبرانا فأما قولهم لمسيلمة رحمان اليمامة فشئ وضعه له أصحابه على وجه
الخطأ كما وضع غيرهم إسم اللهية لغير ال وعندنا أن الرحيم مبالغة لعدوله وأن الرحمن أشد مبالغة لنه أشد
عدول وإذا كان العدول على المبالغة كلما كان أشد عدول كان أشد مبالغة.
989الفرق بين الرحمن والرحيم( :)1هما مشتقان من الرحمة ،وهي لغة :رقة القلب وعطفه.والمراد هنا التفضل
والحسان .فإن أسماءه سبحانه تؤخذ باعتبار الغايات دون المبادئ.وقيل( :الرحمن) أبلغ من (الرحيم) ،لكثرة
حروفه ،مختص بال تعالى ،ل بطريق العلية لجريانه وصفا ،وإطلقه على غير تعالى كفر.ومبالغته إما بالكمية
لكثرة أفراد الرحمة ،وأفراد المرحوم ،أو بالكيفية لتخصيصه بجلئل النعم وأصولها المستمرة وتقديمه على
الرحيم في البسملة ،لختصاصه به تعالى.وروى عن أبي عبدال عليه السلم أنه قال " :الرحمن اسم خاص
بصفة عامة "( )1والرحيم بالعكس.وذلك أن لفظ (الرحمن) ل يطلق على غيره تعالى ،كما سبق.وأما صفة
عمومه ،فلن رحمته في الدنيا واسعة شاملة للمؤمن والكافر.وأما (الرحيم) فيطلق على غيره تعالى.وأما صفة
خصوصه فلن رحمته في الخرة ل تشمل إل المؤمن .فإن قلت :قد ورد في بعض الدعية( :يا رحمن الدنيا
ورحيم الخرة) ،وفي بعضها( :يا رحمن الدنيا والخرة ورحيم الدنيا) ،وورد في الصحيفة الشريفة " :يا رحمن
الدنيا والخرة ورحيمهما "( ،)2فما وجه الختلف؟ قلت :قد أجبت عنه بأن اختلف العبارات باختلف
العتبارات فعند اعتبار أن (الرحمن) أبلغ من (الرحيم) لدللة زيادة المباني على زيادة المعاني ،واعتبار الغلبية
فيه باعتبار الكمية نظرا إلى كثرة أفراد المرحومين عبر برحمن الدنيا ورحيم الخرة لشمول رحمته في الدنيا:
للمؤمن والكافر ،واختصاص رحمة الخرة بالمؤمن.وعند اعتبار الغلبية باعتبار الكيفية ،وهي جللة الرحمة
ودقتها بالنسبة إلى مجموع كل من الرحمتين عبر برحمن الدنيا والخرة ،ورحيم الدنيا لجللة رحمة الخرة
بأسرها بخلف رحمة الدنيا ،وباعتبار نسبة بعض أفراد كل من رحمة الدنيا والخرة إلى بعض عبر برحمن
الدنيا والخرة ورحميهما ،لن بعض من كل منهما أجل من البعض ،وبعضا من كل منهما أدق(.اللغات).
990الفرق بين الرحمة والرأفة.)971(:
992الفرق بين الرحمة والنعمة :أن الرحمة النعام على المحتاج إليه وليس
كذلك النعمة لنك إذا أنعمت بمال تعطيه إياه فقد أنعمت عليه ول تقول إنك رحمته.
995الفرق بين الرد والرفع :أن الرد ل يكون إل إلى خلف ،والرفع يكون إلى
996الفرق بين الرد والدفع( :)1هما بمعنى.وفرق بعضهم بينهما بأن الدفع
قد يكون إلى جهة القدام والخلف والرد ل يكون إل إلى جهة الخلف.ويدل عليه قوله تعالى " :وإنهم آتيهم عذاب
غير مردود "( .)2فإنه ل معقب لحكمه(.اللغات).
998الفرق بين الرزانة والوقار :أن الرزانة تستعمل في النسان وغيره فهي أعم يقال رجل رزين أي ثقيل ول
يقال حجر وقور.
999الفرق بين الرزق والحظ :أن الرزق هو العطاء الجاري في الحكم على الدرار ولهذا يقال أرزاق الجند
لنها تجري على إدرار ،والحظ ل يفيد هذا المعنى وإنما إرتفاع صاحبه به على ما ذكرنا( ،)1قال بعضهم يجوز
أن يجعل ال للعبد حظا في شئ ثم يقطعه عنه ويزيله مع حياته وبقائه ،ول يجوز أن يقطع رزقه مع إحيائه ،وبين
العلماء في ذلك خلف ليس هذا موضع ذكره ،وكل ما خلقه ال تعالى في الرض مما يملك فهو رزق للعباد في
الجملة بدللة قوله تعالى " خلق لكم ما في الرض جميعا "( )2وإن كان رزقا لهم في الجملة فتفصيل قسمته
على ما يصح ويجوز من الملك ،ول يكون الحرام رزقا لن الرزق هو العطاء الجاري في الحكم وليس الحرام
مما حكم به ،وما يفترسه السد رزق له بشرط غلبته عليه كما أن غنيمة المشركين رزق لنا لشرط غلبتنا عليه
والمشرك يملك ما في يده أما إذا غلبناه عليه بطل ملكه له وصار رزقا لنا ،ول يكون الرزق إل
حلل فأما قولهم رزق حلل فهو توكيد كما يقال بلغة حسنة ول تكون البلغة إل حسنة.
1000الفرق بين الرزق والغذاء :أن الرزق إسم لما يملك صاحبه النتفاع به فل يجوز منازعته فيه لكونه حلل
له ،ويجوز أن يكون ما يغتذيه النسان حلل وحراما إذ ليس كل ما يغتذيه النسان رزقا له أل ترى أنه يجوز أن
يغتذي بالسرقة وليس السرقة رزقا للسارق ،ولو كانت رزقا له لم يذم عليها وعلى النفقة منها ،بل كان يحمد على
ذلك وال تعالى مدج المؤمنين بإنفاقهم في قوله تعالى " ومما رزقناهم ينفقون "(.)1
1001الفرق بين الرسخ والعلم :أن الرسخ هو أن يعلم الشئ بدلئل كثيرة أو بضرورة ل يمكن إزالتها ،وأصله
الثبات على أصل يتعلق به ،وسنبين ذلك( )2في آخر الكتاب إن شاء ال ،وإذا علم الشئ بدليل لم يقل إن ذلك
رسخ.
1002الفرق بين الرسم والحد.)701(:
1003الفرق بين الرسم والختم.)832(:
1004الفرق بين الرسم والعلمة :أن الرسم هو إظهار الثر في الشئ ليكون علمة فيه ،والعلمة تكون ذلك
وغيره أل ترى أنك تقول علمة مجئ زيد تصفيق عمرو وليس ذلك بأثر.
1005الفرق بين الرسوخ والثبات :أن الرسوخ كمال الثبات والشاهد أنه يقال للشئ المستقر على الرض ثابت
وإن لم يتعلق بها تعلقا شديدا ،ول يقال راسخ ول يقال حائط راسخ لن الجبل أكمل ثباتا من الحائط وقال ال
تعالى " والراسخون في العلم "( )3أي الثابتون فيه ،وقد تكلمنا في ذلك قبل ويقولون هو أرسخهم في المكرمات
أي أكملهم ثباتا فيها ،وأما الرسو فل يستعمل إل في الشئ الثقيل نحو الجبل وما شاكله من الجسام الكبيرة يقال
جبل راس ول يقال حائط راس ول عود راس وفيالقرآن " بسم ال مجريها ومرسيها "( )4شبهها بالجبل لعظمها
فالرسو هو الثبات مع العظم والثقل والعلو فإن استعمل في غير ذلك فعلى التشبيه والمقاربة نحو قولهم ارست
العود في الرض.
حرف الزاي
1042الفرق بين (زال) ل يزال ل يخلو ل يعرى ل ينفك ل يبرح.)877(:
1043الفرق بين (زال) لم يزل ولم يبرح ولم ينفك.)1652(:
1044الفرق بين الزبر والكتب :أن الزبر الكتابة في الحجر نقرا ثم كثر ذلك حتى سمي كل كتابة زبرا ،وقال
أبوبكر :أكثر ما يقال الزبر وأعرفه الكتابة في الحجر قال وأهل اليمن يسمون كل كتابة زبرا ،وأصل الكلمة
الفخامة والغلظ ومنه سميت القطعة من الحديد زبرة والشعر المجتمع على كتف السد زبرة ،وزبرت البئر إذا
طويتها بالحجارة وذلك لغلظ الحجارة وإنما قيل للكتابة في الحجر زبر لنها كتابة غليظة ليس كما يكتب في
الرقوق والكواغد وفي الحديث " الفقير الذي ل زبر له " قالوا ل معتمد له وهو مثل قولهم رقيق الحال كأن الزبر
فخامة الحال ،ويجوز أن يقال الزبور كتاب يتضمن الزجر عن خلف الحق من قولك زبره إذا زجره وسمي
زبور داود لكثرة مزاجره ،وقال الزجاج الزبور كل كتاب ذي حكمة.
1068الفرق بين السابق والول :أن السابق في أصل اللغة يقتضي مسبوقا ،والول ل يقتضي ثانيا أل ترى أنك
تقول هذا أول مولود ولد لفلن وإن لم يولد له غيره ،وتقول أول عبد يملكه حر وإن لم يملك غيره ول يخرج
العبد والبن من معنى البتداء ،وبهذا يبطل قول الملحدين أن الول ل يسمى أول إل بالضافة إلى ثان ،وأما
تسمية ال تعالى بأنه سابق يفيد أنه موجود قبل كل موجود ،وقال بعضهم ل يطلق ذلك في ال تعالى إل مع البيان
لنه يوهم أن معه أشياء موجودة قد سبقها ولذلك ل يقال إن ال تعالى أسبق من غيره لنه يقتضي الزيادة في
السبق ،وزيادة أحد الموصوفين على الخر في الصفة يوجب إشتراكهما فيها من وجه أو من وجوه.
1069الفرق بين الساعة والوقت :أن الساعة هي الوقت المنقطع من غيره ،والوقت إسم الجنس ولهذا تقول إن
الساعة عندي ول تقول الوقت عندي.
1070الفرق بين السامع والسميع.)1131(:
1071الفرق بين الصفة بسامع والصفة بعالم :أنه يصح عالم بالمسموع بعد نقضه ول يصح سامع له بعد نقضه.
1072الفرق بين قولنا سال وفاض.)1585(:
1073الفرق بين السب والشتم.)1174(:
1074الفرق بين السبب واللة :أن السبب يوجب الفعل واللة ل توجبه ،واللة هي التي يحتاج إليها بعض
الفاعلين دون بعض فل ترجع إلى حسن الفعل وهي كاليد والرجل.
1075الفرق بين السبب والشرط :أن السبب يحتاج إليه في حدوث المسبب ول يحتاج إليه في بقائه أل ترى أنه
قد يوجب المسبب والسبب معدوم وذلك نحو ذهاب السهم يوجد مع عدم الرمي ،والشرط يحتاج إليه في حال
وجود المشروط وبقائه جميعا نحو الحياة لما كانت شرطا في وجود القدرة لم يجز أن تبقى القدرة مع عدم الحياة.
1076الفرق بين السبب والعلة.)1486(:
1077الفرق بين السبط والولد :أن أكثر ما يستعمل السبط في ولد البنت ومنه قيل للحسن والحسين رضي ال
عنهما سبطا رسول ال صلى ال عليه [وآله]وسلم ،وقد يقال للولد سبط إل أنه يفيد خلف ما يفيده لن قولنا سبط
يفيد أنه يمتد ويطول ،وأصل الكلمة من السبوط وهو الطول والمتداد ومنه قيل السباط لمتداده بين الدارين
والسبطانة ما يرمى فيها البندق من ذلك ،والسبط شجر سمي بذلك لمتداده وطوله.
1078الفرق بين السبق والقدم 1079 .)1704(:الفرق بين السبيل والصراط والطريق.)1260(:
1080الفرق بين الستر والحجاب والغطاء.)694(:
1081الفرق بين الستر والغطاء :أن الستر ما يسترك عن غيرك وإن لم يكن ملصقا لك مثل الحائط والجبل،
والغطاء ل يكون إل مل صقا أل ترى أنك تقول تسترت بالحيطان ول تقول تغطيت بالحيطان وإنما تغطيت
بالثياب لنها ملصقة لك ،والغشاء أيضا ل يكون إل ملصقا.
1082الفرق بين الستر والغفران.)1556(:
1083الفرق بين سترته وكننته.)1841(:
1084الفرق بين السحت والحرام.)714(:
1085الفرق بين السحر والشعبذة :أن السحر هو التمويه وتخيل الشئ بخلف حقيقته مع إرادة تجوزه على من
يقصده به وسواء كان ذلك في سرعة أو بطئ ،وفي القرآن " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى "( )1والشعبذة ما
يكون من ذلك في سرعة فكل شعبذة سحر وليس كل سحر شعبذة.
1086الفرق بين السحر والتمويه.)555(:
1087الفرق بين السحر والكهانة( :)2قال المحقق كمال الدين ميثم البحراني * في شرح الحديث المروي عن
مولنا أمير المؤمنين :المنجم كالكاهن ،والكاهن كالساحر ،والساحر كالكافر ،والكافر في النار.
اعلم أن الكاهن يتميز عن المنجم بكون ما يخبر به من المور الكائنة إنما هو عن قوة نفسانية له.وظاهر أن ذلك
أدعى إلى فساد أذهان الخلق وإغوانهم إلى زيادة اعتقادهم فيه على المنجم.وأما الساحر فيتميز عن الكاهن بأن له
قوة على التأثير في أمر خارج عن بدنه آثارا خارجة عن الشريعة مؤذية للخلق ،كالتفريق بين الزوجين ونحوه،
وتلك زيادة شر آخر على الكاهن أدعى إلى فساد أذهان الناس وزيادة اعتقادهم
[ / 18ب]فيه ،وانفعالهم( )1عنه خوفا ورغبة.وأما الكافر فيتميز عن الساحر بالعبد الكبر عن ال تعالى وعن
دينه ،وإن شاركه في أصل النحراف عن سبيل ال.وحينئذ صار الضلل والفساد في الرض مشتركا بين
الربعة ،إل أنه مقول عليهم بالشد والضعف .فالكاهن أقوى في ذلك من المنجم ،والساحر أقوى من الكاهن
والكافر أقوى من الساحر ،ولذلك التفاوت جعل الكاهن أصل في التشبيه للمنجم لزيادة فساده عليه ،ثم ألحق
به.وجعل الساحر أصل للكاهن والكافر أصل للساحر ،لن التشبيه يستدعي كون المشبه به أقوى في الصل الذي
فيه التشبيه ،وأحق به وقد لح من ذلك أن وجه التشبيه في الكل ما يشتركون فيه من العدول والنحراف من
طريق ال بالتنجيم ،والكهانة ،والسحر وما يلزم من ذلك من صد كثير من الخلق عن سبيل ال ،وإن اختلفت()1
جهات هذا العدول بالشدة والضعف كما بيناه.انتهى.وهو تحقيق أنيق ،وبه يظهر الفرق بين هؤلء الربعة
المتناسبة( :)2المنجم ،والكاهن ،والساحر ،والكافر(.اللغات).
1088الفرق بين السخاء والجود :أن السخاء هو أن يلين النسان عند السؤال ويسهل مهره للطالب من قولهم
سخوت النار أسخوها سخوا إذا الينتها وسخوت الديم لينته وأرض سخاوية لينة ولهذا ل يقال ل تعالى سخي،
والجود كثرة العطاء من غير سؤال من قولك جادت السماء إذا جادت بمطر عزيز ،والفرس الجواد الكثير
العطاء للجري وال تعالى جواد لكثرة عطائه فيما تقتضيه الحكمة ،فإن قيل فلم ل يجوز على ال تعالى الصفة
بسخي وجاز عليه الصفة بكبير وأصل الكبير كبر الجثة أي كبير الشأن ،والسخي مصرف من السخاوة
كتصريف الحكيم من الحكمة وكل مصرف من أصله فمعناه فيه ،وأما المنقول فليس كذلك لنه بمنزلة السم العلم
في أنه ل يكون فيه معنى ما نقل عنه وإنما يوافقه في اللفظ فقط ،ويجوز أن يكون أصل الجواد إعطاء الخير
ومنه فرس جواد وشئ جيد كأنه يعطي الخير لظهوره فيه وأجاد في أمره إذا أحكمه لعطاء الخير الذي ظهر
فيه.
1089الفرق بين السخاء والجود( :)3يظهر من كلم بعضهم :الترادف وفرق بعضهم بينهما :بأن من أعطى
البعض وأبقى لنفسه البعض فهو صاحب سخاء.ومن بذل الكثر وأبقى لنفسه شيئا ،فهو صاحب جود(.اللغات).
1091الفرق بين السخرية واللعب( :)1قيل :الفرق بينهما أن في السخرية خديعة واستنقاصا لمن يسخر به ،ول
يكون إل بذي حياة.وأما اللعب فقد يكون بجماد ،ولذلك أسند سبحانه السخرية إلى الكفار بالنسبة إلى النبياء كقوله
سبحانه " :وكلما مر عليه مل من قومه سخروا منه "((.)2اللغات).
1092الفرق بين السخرية والهزء( :)3قد يفرق بينهما بأن في السخرية معنى طلب الذلة كما مر ،لن التسخير
في الصل التذليل.وأما الهزء :فيقتضي( )4طلب صغر القدر بما يظهر في القول(.اللغات).
1096الفرق بين السرعة والعجلة( :)1العجلة :التقدم بالشئ قبل وقته وهو مذموم والسرعة :تقديم الشئ في
أقرب أوقاته وهو محمود ويشهد للول قوله تعالى " :ول تعجل بالقران من قبل أن يقضى إليك وحيه "(
.)2وقوله تعالى " :أتى أمر ال فل تستعجلوه "(.)3وللثاني في قوله تعالى " :وسارعوا إلى مغفرة من ربكم "(
(.)4اللغات).
1097الفرق بين السرعة والعجلة :أن السرعة التقدم فيما ينبغي أن يتقدم فيه وهي محمودة ونقيضها مذمون
وهو البطاء ،والعجلة التقدم فيما ل ينبغي أن يتقدم فيه وهي مذمومة ،ونقيضها محمود وهو الناة ،فأما قوله
تعالى " وعجلت إليك رب لترضى "( )5فإن ذلك بمعنى أسرعت.
1099الفرق بين السرمد والدائم :أن السرمد هو الذي ل فصل يقع فيه وهو اتباع الشئ الشئ والميم فيه زائدة،
والعرب تقول شربته سرمدا مبردا كأنه إتباع.
1104الفرق بين السرور والفرح :أن السرور ل يكون إل بما هو نفع أو لذة على الحقيقة ،وقد يكون الفرح بما
ليس بنفع ول لذة كفرح الصبي بالرقص والعدو والسباحة وغير ذلك مما يتعبه ويؤذيه ول يسمى ذلك سرورا أل
ترى أنك تقول الصبيان يفرحون بالسباحة والرقص ول تقول يسرون بذلك ،ونقيض السرور الحزن ومعلوم أن
الحزن يكون بالمرازي فينبغي أن يكون السرور بالفوائد وما يجري مجراها من الملذ ،ونقيض الفرح الغم وقد
يغتم النسان بضرر يتوهمه من غير أن يكون له حقيقة وكذلك يفرح بما ل حقيقة له كفرح الحالم بالمنى وغيره،
ول يجوز أن يحزن ويسر بما ل حقيقة له ،وصيغة الفرح والسرور في العربية تنبئ عما قلناه فيهما وهو أن
الفرح فعل مصدر فعل فعل وفعل المطاوعة والنفعال فكأنه شئ يحدث في النفس من غير سبب يوجبه،
والسرور إسم وضع موضع المصدر في قولك سر سرورا وأصله سرا وهو فعل يتعدى ويقتضي فاعل فهو
مخالف للفرح من كل وجه ،ويقال فرح إذا جعلته كالنسبة وفارح إذا بنيته على الفعل ،وقال الفراء :الفرح الذي
يفرح في وقته والفارح الذي يفرح فينا يستقبل مثل طمع وطامع.
1105الفرق بين السعبر والجحيم والحريق والنار :أن السعير هو النار الملتهبة الحراقة أعني أنها تسمى حريقا
في حال إحراقها للحراق يقال في العود نار وفي الحجر نار ول يقال فيه سعير ،والحريق النار الملتهبة شيئا
وإهلكها له ،ولهذا يقال وقع الحريق في موضع كذا ول يقال وقع السعير فل يقتضي قولك السعير ما يقتضيه
الحريق ولهذا يقال فلن مسعر حرب كأنه يشعلها ويلهبها ول يقال محرق ،والجحيم نار على نار وجمر على
جمر ،وجاحمة شدة تلهبه وجاحم الحرب أشد موضع فيها ويقال لعين السد جحمة لشدة توقدها.وأما جهنم فيفيد
بعد القعر من قولك جهنام إذا كانت بعيدة القعر.
1106الفرق بين السفر والكتاب :أن السفر الكتاب الكبير ،وقال الزجاج :السفار الكتب الكبار وقال بعضهم
السفر الكتاب يتضمن علوم الديانات خاصة والذي يوجبه الشتقاق أن يكون السفر الواضح الكاشف للمعاني من
قولك أسفر الصبح إذا أضاء ،وسفرت المرأة نقابها إذا ألقته فانكشف وجهها وسفرت البيت كنسته وذلك لزالتك
التراب عنه حتى تنكشف أرضه وسفرت الريح التراب أو السحاب إذا قشعته فانكشفت السماء.
1108الفرق بين السفه والطيش :أن السفه نقيض الحكمة على ما وصفنا ويستعار في الكلم القبيح فيقال سفه
عليه إذا أسمعه القبيح ويقال للجاهل سفيه ،والطيش خفة معها خطأ في الفعل وهو من قولك طاش السهم إذا خف
فمضى فوق الهدف فشبه به الخفيف المفارق لصواب الفعل.
1110الفرق بين السقي والسقاء( :)1قيل :السقي لما ل كلفة فيه.ولهذا ذكر في شراب أهل الجنة.
قال سبحانه " :وسقاهم ربهم شرابا طهورا "(.)2وأما قوله تعالى في وصف أهل النار " :وسقوا ماء حميما "(
.)3
فمجاز أو للتهكم(.)4والستسقاء :لما فيه كلفة ،ولهذا ذكر في ماء الدنيا نحو " :لسقيناهم ماء غدقا "(
(.)5اللغات).
1111الفرق بين السكب والسفوح والصب والهطل والهمول :أن السكب هو الصب المتتابع ،ولهذا يقال فرس
سكب إذا كان يتابع الحري ول يقطعه ومنه قوله تعالى " وماء مسكوب "( )6لنه دائم ل ينقطع ،والصب يكون
دفعة واحدة ،ولهذا يقال صبه في القالب ول يقال سكبه فيه لن ما يصب في القالب يصب دفعة واحدة ،والسفوح
إندفاع الشئ السائل وسرعة جريانه ،ولهذا قيل دم مسفوح لن الدم يخرج من العرق خروجا سريعا ،ومنه سفح
الجبل لن سيله يندفع إليه بسرعة ،والهمول يفدى أن الهامل يذهب كل مذهب من غير مانع ولهذا قيل أهملت
المواشي إذا تركتها بل راع فهي تذهب حيث تشاء بل مانع ،وأما الهمر فكثرة السيلن في سهولة ومنه يقال همر
في كلمه إذا كثر منه ورجل مهمار كثير الكلم وظبية همير بسيطة الجسم ،والهطل دوام السيلن في سكون كذا
حكى السكري وقال :الهطلن مطر إلى اللين ما هو ،وأما السح فهو عموم النصباب ومنه يقال شاة ساح كأن
جسمها أجمع يصب ودكا أي شحما.
1113الفرق بين السكون والحركة :أن السكون يوجد في الجوهر في كل وقت ول يجوز خلوه منه وليس كذلك
الحركة لن الجسم يخلو منها إلى السكون.
1116الفرق بين السكينة والوقار :أن السكينة مفارقة الضطراب عند الغضب والخوف أكثر ما جاء في الخوف
أل ترى قوله تعالى " فأنزل ال سكينته عليه "( )1وقال " فأنزل ال سكينته على رسوله وعلى المؤمنين "()2
ويضاف إلى القلب كما قال تعالى " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين "( )3فيكون هيبة وغير هيبة،
والوقار ل يكون إل هيبة.
1117الفرق يبن السكينة والوقار( :)4المشهور في الفرق بينهما أن السكينة :هيئة بدنية تنشأ من اطمئنان
العظاء .والوقار :هيئة نفسانية تنشأ من ثبات القلب ،ذكر ذلك صاحب التنقيح.ونقله صاحب مجمع البحرين عن
بعض المحققين.ول يخفى أنه لو عكس الفرق ،لكان أصوب وأحق بأن تكون السكينة هيئة نفسانية ،والوقار :هيئة
بدنية.
أما الول فلقوله تعالى " :هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين "(.)1
[ / 19أ]عما فعل بهم اللطف( )3الذي يحصل لهم عنده من البصيرة بالحق ما تسكن إليه نفوسهم ،ويثبتوا في
القتال.وأما الثاني فلقوله عزوجل مخاطبا لزواج النبي صلى ال عليه وآله " :وقرن في بيوتكن "(.)4
على أنه أمر من الوقار ،فإن سكونهن في البيوت ،وعدم خروجهن وتبرجهن هيئة بنبتة تنشأ من اطمئنان
العضاء وثباتها(.اللغات).
1119الفرق بين السلمة والصحة :أن السلمة نقيضة الهلك ونقيض الصحة الفة من المرض والكسر وما
بسبيل ذلك أل ترى أنه يقال سلم الرجل من علته إذا كان يخاف عليه الهلك منها أو على شئ من جسده ،وإذا لم
يكن يخاف عليه ذلك منها لم يقل سلم منها وقيل صح منها ،هذا على أن السلمة نقيضة الهلك وليست الصحة
كذلك وفي هذا وقوع الفرق بينهما ،ثم كثر استعمال السلمة حتى قيل للمتبرئ من العيب سالم من العيب،
والسلمة عند المتكلمين زوال الموانع والفات عن من يجوز عليه ذلك ول يقال ل سالم لن الفات غير جائزة
عليه ول يقال له صحيح لن الصحة تقتضي منافاة المرض والكسر ول يجوزان على ال تعالى.
1120الفرق بين السلمة والصحة( :)1قيل :الصحة البرء من المرض ،والبراءة من كل عيب.والسلمة:
الخلوص من الفات(.اللغات).
1121الفرق بين السلخ والخراج :أن السلخ هو إخراج ظرف أو ما يكون بمنزلة الظرف له ،والخراج عام في
كل شئ وهو الزالة من محيط أو ما يجري مجرى المحيط.
1123الفرق بين السلطان والملك :أن السلطان قوة اليد في القهر للجمهور العظم وللجماعة اليسيرة أيضا أل
ترى أنه يقال الخليفة سلطان الدنيا وملك الدنيا وتقول لمير البلد سلطان البلد ول يقال له ملك البلد لن الملك هو
من اتسعت مقدرته على ما ذكرنا فالملك هو القدرة على أشياء كثيرة ،وللسلطان القدرة سواء كان على أشياء
كثيرة أو قليلة ولهذا يقال له في داره سلطان ول يقال له في داره ملك ولهذا يقال هو مسلط علينا وإن لم يملكنا،
وقيل السلطان المانع المسلط على غيره من أن يتصرف عن مراده ولهذا يقال ليس لك على فلن سلطان فتمنعه
من كذا
1124الفرق بين السماء والفلك( :)1قال ابن قتيبة :السماء كل ما علك ،فأظلك ،ومنه لسقف البيت " سماء "
وللسحاب " سماء " .قال عزوجل " :ونزلنا من السماء ماء مباركا "( .)2يريد السحاب.والفلك :مدار النجوم
الذي يضمها .قال عزوجل " :كل في فلك يسبحون "( .)3سماه تعالى فلكا لستدارته.ومنه قيل :فلك
المغزل.والفلك قطبان :قطب في الشمال وقطب في الجنوب ،متقابلن.انتهى(.اللغات).
1125الفرق بين السماجة والقبح :أن السماجة فعل العيب والشاهد قول الهذلي :فمنهم صالح وسمج ،وجعل
السماجة نقيض الصلح ،والصلح فعل فكذلك ينبغي أن تكون السماجة فلو كانت السماجة قبح الوجه لم يحسن
أن يقول ذلك أل ترى أنه ل يحسن أن تقول فمنهم صالح وقبيح الوجه ،وقال إبن دريد :ربما قيل لمن جاء بعيب
سمجا ،ثم اتسع في السماجد فاستعمل مكان قبح الصورة فقيل وجه سميج وسمج كما قيل قبيح كأنه جاء بعيب لن
القبيح عيب.
1127الفرق بين السمة والعلمة :أن السمة ضرب من العلمات مخصوص وهو ما يكون بالنار في جسد حيوان
مثل سمات البل وما يجري مجراها وفي القرآن " سنسمه على الخرطوم "( )1وأصلها التأثير في الشئ ومنه
الوسمي( )2لنه يؤثر في الرض أثرا ،ومنه الموسم لما فيه من آثار أهله والوسمة( )3معروفة سميت بذلك
لتأثيرها فيما يخضب بها.
1128الفرق بين السمت والوقار :أن السمت هو حسن السكون وقالوا هو كالصمت فأبدل الصاد سينا كما يقال
خطيب مسقع ومصقع ،ويجوز أن يكون السمت حسن الطريقة واستواؤها من قولك هو على سمت البلد ،وليس
السمت من الوقار في شئ.
1130الفرق بين السمع والصغاء :أن السمع هو إدراك المسموع والسمع أيضا إسم اللة التي يسمع بها،
والصغاء هو طلب إدراك المسموع بإمالة السمع إليه يقال صغا يصغو إذا مال وأصغى غيره وفي القرآن " فقد
صغت قلوبكما "( )4أي مالت ،وصغوك مع فلن أي ميلك.
1131الفرق بين السميع والسامع( :)5قيل :السميع من كان على صفة يجب لجلها أن يدرك المسموعات إذا
وجدت ،فهي ترجع إلى كونه حيا ل آفة به.والسامع :المدرك ويوصف القديم سبحانه في الرض بأنه سميع ول
يوصف في الزل بأنه سامع وإنما يوصف به إذا وجدت المسموعات(.اللغات) 1132 .الفرق بين السن
والضرس( :)1يظهر من كلم اللغويين أنهما مترادفان ويظهر من إطلقات الخبار الخبار وغيرها اختصاص
السن بالمقاديم الحداد ،والضرس بالمآخير العراض.
ففي كتاب (العلل والخصال) عن الصادق عليه السلم في احتجاجه على الطبيب الهندي قال :وجعل السن حادا(
،* )2لن به احتجاجه على الطبيب الهندي قال :وجعل السن حادا( ،* )2لن به يقع الفرض ،وجعل الضرس
عريضا( * )3لن به يقع الطحن والمضغ ،وكان الناب طويل ،ليشد الضراس والسنان كالسطوانة في
البناء(.اللغات).
1137الفرق بين السنة والنافلة :أن السنة على وجوه أحدها أنا إذا قلنا فرض وسنة فالمراد به المندوب إليه وإذا
قلنا الدليل على هذا الكتاب والسنة فالمراد بها قول رسول ال صلى ال عليه [وآله]وسلم وإذا قلنا سنة رسول ال
صلى ال عليه [وآله]وسلم فالمراد بها طريقته وعادته التي دام عليها وأمر بها فهي في الواجب والنفل وجميع
ذلك ينبئ عن رسم تقدم وسبب فرد والنفل والنافلة ما تبد به من غير سبب.
1138الفرق بين السنخ والصل :أن السنخ هو أصل الشئ الداخل في غيره مثل سنخ السكين والسيف وهو
الداخل في النصاب وسنوخ النسان ما يدخل منها في عظم الفك فل يقال سنخ كما يقال أصل ذلك ،والصل إسم
مشترك يقال أصل الحائط وأصل الجبل وأصل النسان وأصل العداوة بينك وبين فلن كذا والصل في هذه
المسألة كذا وهو في ذلك مجاز وفي الجبل والحائط حقيقة ،وحقيقة أصل الشئ ما كان عليه معتمده ومن ثم سمي
العقل أصالة لن معتمد صاحبه عليه ورجل أصيل أي عاقل ،وحقيقة أصل الشئ عندي ما بدئ منه ومن ثم يقال
إن أصل النسان التراب وأصل هذا الحائط حجر واحد لنه بدئ في بنيانه بالحجر والجر.
1145الفرق بين السؤال والطلب :أن السؤال ل يكون إل كلما ويكون الطلب السعي وغيره ،وفي مثل :عليك
الهرب وعلي الطلب
1146الفرق بين السؤال والطلب( :)1قد فرق بينهما بأن السؤال يكون بالفعل والقول.والسؤال يستدعي جوابا إما
باللسان أو باليد.والطلب :قد يفتقر إلى جواب ،وقد ل ،وكل سؤال طلب ،وليس كل طلب سؤال(.اللغات).
1149الفرق بين السوء والسوء :أن السؤء مصدر اضيف المنعوت إليه تقول هو رجل سوء ورجل السوء بالفتح
وليس هو من قولك سؤته وفي المثل ل يعجز مسك السوء عن عرق السوء أي ل يعجز الجلد الردئ عن الريح
الرديئة ،والسوء بالضم المكروه يقال ساءه يسوؤه سوء إذا لقي منه مكروها ،وأصل الكلمتين الكراهة إل أن
إستعمالهما يكون على ما وصفنا.
1151الفرق بين السوء والقبيح :أن السوء مأخوذ من أنه يسوء النفس بما قربه لها وقد يلتذ بالقبيح صاحبه كالزنا
وشرب الخمر والغصب.
1155الفرق بين السياسة والتدبير :أن السياسة في التدبير المستمر ول يقال للتدبير الواحد سياسة فكل سياسة
تدبير وليس كل تدبير سياسة ،والسياسة أيضا في الدقيق من امور المسوس على ما ذكرنا قبل( )1فل يوصف ال
تعالى بها لذلك.
1156الفرق بين السيد واالرب الصفة برب والصفة بسيد :أن السيد مالك من يجب عليه طاعته نحو سيد المة
والغلم ،ول يجوز سيد الثوب كما يجوز رب الثوب ،ويجوز رب بمعنى سيد في الضافة ،وفي القرآن " فيسقي
ربه خمرا "( )2وليس ذلك في كل موضع أل ترى أن العبد يقول لسيده يا سيدي ول يجوز ان يقول يا ربي فأما
قول عدي بن زيد:
1159الفرق بين سيد القوم وكبيرهم :أن سيدهم هو الذي يلي تدبيرهم ،وكبيرهم هو الذي يفضلهم في العلم أو
السن أو الشرف وقد قال تعالى " فعله كبيرهم "( )1فيجوز أن يكون الكبير في السن ،ويجوز أن يكون الكبير في
الفضل ويقال لسيد القوم كبيرهم ول يقال لكبيرهم سيدهم إل إذا ولي تدبيرهم ،والكبير في أسماء ال تعالى هو
الكبير الشأن الممتنع من مساواة الصغر له بالتضعيف( )2والكبير الشخص الذي يمكن من مساواة الصغر له
بالتضعيف( )2والكبير الشخص الذي يمكن مساواته للصغر بالتجزئة( )3ويمكن مساواة الصغر له
بالتضعيف ،والصفة بهذا ل تجوز على ال تعالى ،وقال بعضهم :الكبير في أسماء ال تعالى بمعنى أنه كبير في
أنفس العارفين غير أن يكون له نظير.
1160الفرق بين السيد والمالك :أن السيد في المالكين كالعبد في المملوكات فكما ل يكون العبد إل ممن يعقل،
فكذلك ل يكون السيد إل ممن يعقل ،والمالك يكون ذلك ولغيره فيقال هذا سيد العبد ومالك العبد ويقال هو مالك
الدار ول يقال سيد الدار ويقال للقادر مالك فعله ول يقال سيد فعله وال تعالى سيد لنه مالك لجنس من يعقل.
قاله الراغب.ويويده()2
1164الفرق بين الشاهد والحاضر :أن الشاهد للشئ يقتضي أنه عالم به ولهذا قيل الشهادة على الحقوق لنها ل
تصح إل مع العلم بها وذلك أن أصل الشهادة الرؤية وقد شاهدت الشئ رأيته ،والشهد العسل على ما شوهد في
موضعه ،وقال بعضهم الشهادة في الصل إدراك الشئ من جهة سمع أو رؤية فالشهادة تقتضي العلم بالمشهود
على ما بينا ،والحضور ل يتقضي العلم بالمحضور أل ترى أنه يقال حضره الموت ول يقال شهده الموت إذ ل
يصح وصف الموت بالعلم ،وأما الحضار فإنه يدل على سخط وغضب ،والشاهد قوله تعالى " ثم هو يوم القيامة
من المحضرين"(.)4
1165الفرق بين الشاهد والشهيد( :)1قيل :الشاهد بمعنى الحدوث.والشهيد بمعنى الثبوت.
ثم يطلق الشاهد عليه مجاز ،كما في قوله تعالى " :واستشهدوا شهيدين من رجالكم "(.)2
1168الفرق بين الشبح والشخص :أن الشبح ما طال من الجسام ومن ثم قيل هو مشبوح الذراعين أي طويلهما،
وهو الشبح والشبح لغتان.
1170الفرق بين الشبه والشبيه :أن الشبه أعم من الشبيه أل تراهم يستعملون الشبه في كل شئ ،وقلما يستعمل
الشبية إل في المتجانسين تقول زيد يشته السد أو شبه الكلب ،ول يكادون يقولون شبيه السد وشبيه الكلب
ويقولون زيد شبيه عمرو لن باب فعيل حكمه أن يكون إسم الفاعل الذي يأتي فعله على فعل ول يأتي ذلك في
الصفات فإذا قلت زيد شبيه عمرو فقد بالغت في تشبيهه به وأجريته مجرى ما ثبت لنفسه وإضافته إليه إضافة
صحيحة ،وإذا قلت زيد شبه عمرو وعمرو شبه السد فهو على النفصال أي شبه لعمرو وشبه للسد لنه نكرة
وكذلك المثل ،ولهذا تدخل عليه رب وإن أضيف إلى الكاف قال الشاعر:
1174الفرق بين الشتم والسب :أن الشتم تقبيح أمر المشتوم بالقول وأصله من الشتامة وهو قبح الوجه ورجل
شتيم قبيح الوجه وسمي السد شتيما لقبح منظره ،والسب هو الطناب في الشتم والطالة فيه واشتقاقه من السب
وهي الشقة الطويلة ويقال لها سبيب أيضا ،وسبيب الفرس شعر ذنبه سمي بذلك لطوله خلف العرف ،والسب
العمامة الطويلة فهذا هو الصل فإن استعمل في غير ذلك فهو توسع.
1175الفرق بين الشتم والسفه :أن الشتم يكون حسنا وذلك إذا كان المشتوم يستحق الشتم ،والسفه ل يكون إل
قبيحا وجاء عن السلف في تفسير قوله تعالى " صم بكم "( )2إن ال وصفهم بذلك على وجه الشتم ولم يقل على
وجه السفه لما قلناه.
1180الفرق بين الشح والبخل :أن الشح الحرص على منع الخير ويقال زند( )1شحاح إذا لم يور نارا وإن أشح
عليه بالقدح كأنه حريص على منع ذلك ،والبخل منع الحق فل يقال لمن يؤدي حقوق ال تعالى بخيل.
1181الفرق بين الشح والبخل( :)2قد يفرق بينهما بأن الشح :البخل مع حرص ،فهو أشد من البخل.وقيل :الشح:
اللؤم ،وأن تكون النفس حريصة على المنع.وقد اضيف إلى النفس في قوله تعالى " :وأحضرت النفس الشح "(
.)3لنه غريزة فيها.وفي الحديث( " )4الشح أن ترى القليل سرفا ،وما أنفقت تلفا ".وفيه أيضا " :البخيل يبخل
بما في يده ،والشحيح يشح بما في أيدي الناس ،وعلى ما في يده حتى ل يرى في أيدي الناس شيئا إل تمن أن
يكون له بالحل والحرام ،ول يقنع بما رزقه ال تعالى ".وفيه أيضا " :ل يجتمع الشح واليمان في قلب عبد أبدا
" .وتوجيهه :أن( )1الشح حالة غريزة جبل عليها النسان فهو كالوصف اللزم له ،ومركزها النفس ،فإذا انتهى
سلطانه إلى القلب ،واستولى عليه عري القلب عن اليمان ،لنه يشح بالطاعة فل يسمح بها ،ول يبذل النقياد
لمر ال .قال بعض العارفين " :الشح في نفس النسان ليس بمذموم ،لنها طبيعة خلقها ال تعالى في النفوس،
كالشهوة.والحرص للبتلء ولمصلحة عمارة العالم ،وإنما المذموم أن يستولي سلطانه على القلب فيطاع ".وقيل:
" الشح إفراط في الحرص على الشئ ،ويكون بالمال وبغيره من الغراض .يقال :هو شحيح بمودتك أي حريص
على دوامها ،ول يقال بخيل ".والبخيل :يكون بالمال خاصة(.اللغات).
1185الفرق بين الشخص والجسم :أن الشخص ما ارتفع من الجسام من قولك شخص إلى كذا إذا ارتفع
وشخصت بصري إلى كذا أي رفعته إليه وشخص إلى بلد كذا كأنه ارتفع إليه ،والشخاص يدل على السخط
والغضب مثل الحصار 1186الفرق بين الشخص والطل.)1354(:
1189الفرق بن الشدة والصعوبة :أن الشدة ما ذكرناه( ،)1والصعوبة تكون في الفعال دون غيرها يقال صعب
علي المر يعني أن فعله صعب عليك ورجل صعب أي مقاساته صعبة ،وفيها معنى الغلبة لمن يزاولها ،ومن ثم
سمي الفحل الشديد الغالب مصعبا فالصعوبة أبلغ من الشدة ،وقد يكون شديد غير صعب إذا استعمل فيما يستعمل
فيه الصعب ول صعب إل شديد.
1190الفرق بين الشدة والقوة :أن الشدة في الصل هي مبالغة في وصف الشئ في صلبة وليس هو من قبيل
القدرة ولهذا ل يقال ل شديد ،والقوة من قبيل القدرة على ما وصفنا ،وتأويل قوله تعالى " أشد منهم قوة "( )2أي
أقوى منهم وفي القرآن " ذو القوة المتين "( )3أي العظيم الشأن في القوة وهو اتساع.
1191الفرق بين الشراء والستبدال :أن كل شراء إستبدال وليس كل إستبدال شراء لنه قد يستبدل النسان
غلما بغلم وأجيرا بأجير ولم يشتره 1192الفرق بين الشرح والتفصيل :أن الشرح بيان المشروح وإخراجه من
وجه الشكال إلى التجلي والظهور ،ولهذا ل يستعمل الشرح في القرآن ،والتفصيل هو ذكر ما تضمنه الجملة
على سبيل الفراد ،ولهذا قال تعالى " ثم فصلت من لدن حكيم خبير "( )1ولم يقل شرحت ،وفرق آخر أن
التفصيل هو وصف آحاد الجنس وذكرها معا ،وربما إحتاج التفصيل إلى الشرح والبيان والشئ ل يحتاج إلى
نفسه.
1193الفرق بين الشرذمة والجماعة :أن الشرذمة البقية من البقية والقطف منه قال ال عزوجل " لشرذمة قليلون
"( )2أي قطعة وبقية لن فرعون أضل منهم الكثير فبقيت منهم شرذمة أي قطعة قال الشاعر:
1196الفرق بين الشرعة والمنهاج( :)3المنهج والمنهاج :الطريق الواضح ،ثم استعير للطريق في الدين كما
استعيرت الشريعة لها.والشرعة بمعنى المنهاج.
كذا ذكر بعضهم.وروي عن ابن عباس (رضي ال عنه) أن الشرعة :ما ورد به القرآن والمنهاج :ما وردت به
السنة(.)1ويؤيده قوله تعالى " :لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاحا "()2
[ / 19ب]إذ العطف ظاهر ،في المغايرة إيثارا للتأسيس على التأكيد(.اللغات).
1198الفرق بين الشرق والشجى( )33قيل :الفرق بينهما أن الشرق يكون بالريق والماء ونحوهما من كل مائع،
قال الشاعر(:)4
1201الفرق بين الشريعة والدين :أن الشريعة هي الطريقة المأخوذة فيها إلى الشئ ومن ثم سمي الطريق إلى
الماء شريعة ومشرعة وقيل الشارع لكثرة الخذ فيه والدين ما يطاع به المعبود ولكل واحد منا دين وليس لكل
واحد منا شريعة ،والشريعة في هذا المعنى نظير الملة إل أنها نفيد يفيده الطريق المأخوذ ما ل تفيده الملة ،ويقال
شرع في الدين شريعة كما يقال طرق فيه طريقا ،والملة تفيد إستمرار أهلها عليها.
1202الفرق بين الشعب والتفريق :أن الشعب تفريق الشياء المجتمعة على ترتيب صحيح أل ترى أنك إذا
جمعته ورتبته ترتيبا صحيحا قلت شعبته أيضا ،فهو يقع على الشئ وضده لن الترتيب يجمعهما.
1205الفرق بين الشفقة والخشية :أن الشفقة ضرب من الرقة وضعف القلب ينال النسان ومن ثم يقال للم إنها
تشفق على ولدها أي ترق له وليست هي من الخشية والخوف في شئ والشاهد قوله تعالى " إن الذين هم من
خشية ربهم مشفقون "( )1ولو كانت الخشية هي الشفقة لما حسن أن يقول ذلك كما ل يحسن أن يقول يخشون من
خشية ربهم ،ومن هذا الصل قولهم ثوب شفق إذا كان رقيقا وشبهت به البداة لنها حمرة ليست بالمحكمة ،فقولك
أشفقت من كذا معناه ضعف قلبي عن احتماله.
1206الفرق بين الشفيق والرفيق :أنه قد يرق النسان لمن ل يشفق عليه كالذي يئد المؤودة فيرق لها ل محالة
لن طبع النسانية يوجب ذلك ول يشفق عليها لنه لو أشفق عليها ماوأدها.
1209الفرق بين الشكر والجزاء :أن الشكر ل يكون إل على نعمة والنعمة ل تكون إل لمنفعة أو ما يؤدي إلى
منفعة كالمرض يكون نعمة لنه يؤدي إلى النتفاع بعوض ،والجزاء يكون منفعة ومضرة كالجزاء على الشر.
1211الفرق بين الشكر والحمد :أن الشكر هو العتراف بالنعمة على جهة التعظيم للمنعم ،والحمد الذكر
بالجميل على جهة التعظيم المذكور به أيضا ويصح على النعمة وغير النعمة ،والشكر ل يصح إل على النعمة
ويجوز أن يحمد النسان نفسه في امور جميلة يأتيها ول يجوز أن يشكرها لن الشكر يجري مجرى قضاء الدين
ول يجوز أن يكون للنسان على نفسه دين فالعتماد في الشكر على ما توجبه النعمة وفي الحمد على ما توجبه
الحكمة.ونقيض الحمد الذم إل على إساءة ويقال الحمد ل على الطلق ول يجوز أن يطلق إل ل لن كل إحسان
فهو منه في الفعل أو التسبيب ،والشاكر هو الذاكر بحق المنعم بالنعمة على جهة التعظيم ،ويجوز في صفة ال
شاكر مجازا ،والمراد أنه يجازي على الطاعة جزاء الشاكرين على النعمة ونظير ذلك قوله تعالى " من ذا الذي
يقرض ال قرضا حسنا "( )1وهذا تلطف في الستدعاء إلى النفقة في وجوه البر والمراد أن ذلك بمنزلة القرض
في إيجاب الحق ،وأصل الشكر إظهار الحال الجميلة فمن ذلك دابة شكور إذا ظهر فيه السمن مع قلة العلف،
وأشكر الضرع إذا امتل وأشكرت السحابة إمتلت ماء ،والشكير قضبان غضة تخرج رخصة بين القضبان
العاسية ،والشكير من الشعر والنبات صغار نبت خرج بين الكبار مشبهة بالقضبان الغضة ،والشكر بضع المرأة،
والشكر على هذا الصل إظهار حق النعمة لقضاء حق المنعم كما أن الكفر تغطية النعمة ل بطال حق المنعم فإن
قيل أنت تقول الحمد ل شكرا فتجعل الشكر مصدرا للحمد فلول إجتماعهما في المعنى لم يجتمعا في اللفظ قلنا هذا
مثل قولك قتلته صبرا واتيته سعيا والقتل غير الصبر والتيان غير السعي ،وقال سيبويه :هذا باب ما ينصب من
المصادر لنه حال وقع فيها المر وذلك كقولك قتلته صبرا ومعناه أنه لما كان القتل يقع حال وقع فيها المر
وذلك كقولك قتلته صبرا ومعناه أنه لما كان القتل يقع على ضروب وأحوال بين الحال التي وقع فيها القتل والحال
التي وقع فيها الحمد فكأنه قال قتلته في هذه الحال ،والحمد ل شكرا أبلغ من قولك الحمد ل حمدا لن ذلك للتوكيد
والول لزيادة معنى وهو أي أحمده في حال إظهار نعمه علي.
1212الفرق ين الشاكر والشكور( :)1قيل :الشاكر من وقع منه الشكر ،والشكور :المتوفر على أداء الشكر بقلبه
ولسانه وجوارحه أكثر أوقاته.ومع ذلك ل يوفي حقه لن توفيقه للشكر نعمة تستدعي شكرا آخر ل إلى
نهاية.وإليه يشير قوله تعالى " :وقليل من عبادي الشكور "((.)2اللغات).
1213الفرق بين الشكر والمكافأة :أن الشكر على النعمة سمي شكرا عليها وإن لم يكن يوازيها في القدر كشكر
العبد لنعم ال عليه ول تكون المكافإة بالشر مكافأة به حتى تكون مثله وأصل الكلمة ينبئ عن هذا المعنى وهو
الكفؤ يقال هذا كفء هذا إذا كان مثله ،والمكافأة أيضا تكون بالنفع والضر والشكر ل يكون إل على النفع أو ما
يؤدي إلى النفع على ما ذكرنا( ،)1والشكر أيضا ل يكون إل قول والمكافأة تكون بالقول والفعل وما يجري مع
ذلك.
1217الفرق بين الشك والظن :أن الشك إستواء طرفي التجويز ،والظن رجحان أحد طرفي التجويز ،والشاك
يجوز كون ما شك فيه على إحدى الصفتين لنه ل دليل هناك ول أمارة ،ولذلك كان الشاك ل يحتاج في طلب
الشاك إلى الظن ،والعلم وغالب الظن يطلبان بالنظر ،وأصل الشك في العربية من قولك شككت الشئ إذا جمعته
بشئ تدخله فيه ،والشك هو إجتماع شيئين في الضمير ،ويجوز أن يقال الظن قوة المعنى في النفس من غير بلوغ
حال الثقة الثابتة ،وليس كذلك الشك الذي هو وقوف بين النقيضين من غير تقوية أحدهما على الخر.
1218الفرق بين الشك والظن والوهم( :)2الشك :خلف اليقين.وأصله اضطراب النفس ،ثم استعمل في التردد
بين الشيئين سواء استوى طرفاه ،أو ترجح أحدهما على الخر قال تعالى " :فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك "(
.)1أي غير مستيقن.وقال الصوليون :هو تردد الذهن بين أمرين على حد سواء.
قالوا :التردد بين الطرفين إن كان على السواء فهو الشك ،وإل فالراجح ظن :والمرجوح وهم(.اللغات).
1219الفرق بين الشكل والشبه( :)2قال الراغب :الشكل في الهيئة والصورة والقدر والمساحة.والشبه في
الكيفية ،والتساوي في الكمية فقط ،والمثل عام في ذلك كله.وقوله تعالى " :واخر من شكله أزواج "(.)3
أي مثل له( )4في الهيئة وتعاطي الفعل.انتهى(.اللغات).
1220الفرق بين الشكل والمثل :أن الشكل هو الذي يشبه الشئ في أكثر صفاته حتى يشكل الفرق بينهما ،ويجوز
أن يقال إن إشتقاقه من الشكل وهو الشمال واحد الشمائل قال الشاعر:
1222الفرق بين الشهادة والخبر :أن شهادة الثنين عند القاضي يوجب العمل عليها ول يجوز النصراف عنها،
ويجوز النصراف عن خبر الثنين والواحد إلى القياس والعمل به ويجوز العمل به أيضا والتعبد أخرج الشهادة
عن حكم الخبر المحض ،ويفرق بين قولك شهد عليه وشهد على إقراره فتقول إذا جرى الفصل أو الخذ بحضرة
الشاهد كتب شهد عليه ،وإذا جرى ذلك رؤية ثم أقربه عنده كتب شهد على إقراره.
1223الفرق بين الشهادة والعلم :أن الشهادة أخص من العلم وذلك أنها علم بوجود الشياء ل من قبل غيرها،
والشاهد نقيض الغائب في المعنى ولهذا سمي ما يدرك بالحواس ويعلم ضرورة شاهدا ،وسمي ما يعلم بشئ غيره
وهو الدللة غائبا كالحياة والقدرة ،وسمي القديم شاهدا لكل نجوي لنه يعلم جميع الموجودات بذاته ،فالشهادة علم
يتناول الموجود ،والعلم يتناول الموجود والمعدوم.
1225الفرق بين الشهامة والقوة :أن الشهامة خشونة الجانب مأخوذة من الشيهم وهو ذكر القنافذ ول يسمى ال
شهما لذلك.
1226الفرق بين الشهوة والرادة.)132(:
1227الفرق بين الشهوة والتمني :أن الشهوة ل تتعلق إل بما يلذ من المدركات بالحواس ،والتمني يتعلق بما يلذ
وما يكره ،مثل أن يتمنى النسان أن يموت ،والشهوة أيضا ل تتعلق بالماضي.
1228الفرق بين الشهوة والتمني( :)1قيل التمني :معنى في القلب وليس هو من قبيل الشهوة ،ول من قبيل
الرادة ،لن الرادة ل تتعلق إل بما يصح حدوثه.والشهوة ل تتعلق إل بما مضى.والرادة والتمني قد يتعلقان
بالماضي.وقيل :الفرق بين التمني والرادة :أن الرادة من أفعال القلوب ،والتمني قول القائل :ليت كان كذا وليت
لم يكن ،ويؤيده أن أهل اللغة ذكروا التمني في أقسام الكلم(.اللغات).
1229الفرق بين الشهوة واللذة :أن الشهوة توقان النفس إلى ما يلذ ويسر ،واللذة ما تاقت النفس إليه ونازعت إلى
نيله فالفرق بينهما ظاهر.
1230الفرق بين الشهوة والمحبة :أن الشهوة توقان النفس وميل الطباع إلى المشتهى وليست من قبيل الرادة،
والمحبة من قبيل الرادة ونقيضها البغضة ،ونقيض الحب البغض ،والشهوة تتعلق بالملذ فقط ،والمحبة تتعلق
بالملذ وغيرها.
1232الفرق بين الشهيد والشاهد 1233 .)1165(:الفرق بين الشئ والجسم :أن الشئ ما يرسم به بأنه يجوز أن
يعلم ويخبر عنه ،والجسم هو الطويل العريض العميق ،وال تعالى يقول " وكل شئ فعلوه في الزبر "( )1وليس
أفعال العباد أجساما وأنت تقول لصاحبك لم تفعل في حاجتي شيئا ،ول تقول لم تفعل فيها جسما ،والجسم إسم عام
يقع على الجرم والشخص والجسد وما بسبيل ذلك ،والشئ أعم لنه يقع على الجسم وغير الجسم.
1234الفرق بين الشيطان والجن :أن الشيطان هو الشرير من الجن ولهذا يقال للنسان إذا كان شريرا شيطان
ول يقال جني لن قولك شيطان يفيد الشر ول يفيده قولك جني ،وإنما يفيد الستتار ولهذا يقال على الطلق لعن
ال الشيطان ول يقال لعن ال الجني ،والجني إسم الجنس والشيطان صفة.
1235الفرق بين الشياطين والجن( :)2قيل :الشياطين جنس ،والجن جنس ،كما أن النسان جنس ،والفرس جنس
آخر.وقيل :الجن منهم أخيار ومنهم أشرار ،والشياطين اسم أشرار الجن ومتمرديهم(.اللغات).
1236الفرق بين الشيعة والجماعة :أن شيعة الرجل هم الجماعة المائلة إليه من محبتهم له ،وأصلها من الشياع
وهي الحطب الدقاق التي تجعل مع الجزل في النار لتشتعل كأنه يجعلها تابعا للحطب الجزل لتشرق.
* *1حرف الصاد
1237الفرق بين الصاحب والقرين :أن الصحبة تفيد إنتفاع أحد الصاحبين بالخر ولهذا يستعمل في الدميين
خاصة فيقال صحب زيد عمرا وصحبه عمرو ،ول يقال صحب النجم النجم أو الكون الكون ،وأصله في العربية
الحفظ ومنه يقال صحبك ال وسر مصاحبا أي محفوظا وفي القرآن " ول هم منا يصحبون "( )1أي يحفظون
وقال الشاعر:
* وصاحب من دواعي الشر مصطحب *
والمقارنة تفيد قيام أحد القرينين مع الخر ويجري على طريقته وإن لم ينفعه ومن ثم قيل قران النجوم ،وقيل
للبعيرين يشد أحدهما إلى الخر بحبل قرينان فإذا قام أحدهما مع الخر لبطش فيهما قرنان فإنما خولف بين
المثالين لختلف المعنيين والصل واحد.
1238الفرق بين الصالح والمصلح( :)2قال الطبرسي :الصالح عامل الصلح الذي يقوم به حاله في دنياه.وأما
المصلح فهو فاعل الصلح يقوم به أمر من المور.
قيل :ولهذا ل يوصف سبحانه بأنه مصلح ،ول يوصف بأنه صالح(.اللغات).
1239الفرق بين الصباحة والحسن :أن الصباحة إشراق الوجه وصفاء بشرته مأخوذ من الصبح وهو بريق
الحديد وغيره وقيل للصبح صبح لبريقه ،وأما الملحة فهي أن يكون الموصوف بها حلوا مقبول الجملة وإن لم
يكن حسنا في التفصيل ،قال العرب :الملحة في الفم والحلوة في العينين والجمال في النف والظرف في
اللسان ،ولهذا قال الحسن :إذا كان اللص ظريفا لم يقطع يريد أنه يدافع عن نفسه بحلوة لسانه وبحسن منطقه،
والمشهور في الملحة هو الذي ذكرته.
1243الفرق بين الصبغة والصورة :أن الصبغة هيئة مضمنة بجعل جاعل في دللة الصفة اللغوية ،وليس كذلك
الصورة لن دللتها على جعل جاعل قياسية.
1245الفرق بين الصحة والعافية :أن الصحة أعم من العافية يقال رجل صحيح وآلة صحيحة وخشبة صحيحة
إذا كانت ملتئمة ل كسر فيها ول يقال خشبة معافاة ،وتستعار الصحة فيقال صححت القول وصح لي على فلن
حق ،ول تستعمل العافية في ذلك ،والعافية مقابلة المرض بما يضاده من الصحة فقط والصحة تنصرف في
وجوه على ما ذكرناه( ،)1وتكون العافية ابتداء من غير مرض وذلك مجاز كأنه فعل ابتداء ما كان من شأنه أن
ينافي المرض يقال خلقه ال معافى صحيحا ،ومع هذا فإنه ل يقال صح الرجل ول عوفي إل بعد مرض يناله،
والعافية مصدر مثل العاقبة والطاغية وأصلها الترك من قوله تعالى " فمن عفى له من اخيه شئ "( )1أي ترك
له ،وعفت الدار تركت حتى درست ومنه " اعفوا اللحى " أي أتركوها حتى تطول ومنه العفو عن الذنب وهو
ترك المعاقبة عليه وعافاه ال من المرض تركه منه بضده من الصحة ،وعفاه يفعوه وإعتفاه يعتفيه إذا أتاه يسأله
تاركا لغيره.
1246الفرق بين الصحة والقدرة :أن الصحة يوصف بها المحل واللت ،والقدرة تتعلق بالجملة فيقال غير
صحيحة وحاسة صحيحة ،ول يقال عين قادرة وحاسة قادرة.
1249الفرق بين الصداق والمهر :أن الصداق إسم لما يبذله الرجل للمرأة طوعا من غير إلزام ،والمهر إسم
لذلك ولما يكزمه ،ولهذا إختار الشروطيون في كتب المهور :صداقها التي تزوجها عليه ،ومنه الصداقة لنها ل
تكون بإلزام وإكراه ومنه الصدقة ،ثم يتداخل المهر والصداق لقرب معناهما.
1250الفرق بين الصداقة والخلة :أن الصداقة إتفاق الضمائر على المودة فإذا أضمر كل واحد من الرجلين مودة
صاحبه فصار باطنه فيها كظاهره سميا صديقين ولهذا ل يقال ال صديق المؤمن كما أنه وليه ،والخلة
الختصاص بالتكريم ولهذا قيل إبراهيم خليل ال لختصاص ال إياه بالرسالة وفيها تكريم له ،ول يجوز أن يقال:
ال خليل إبراهيم لن إبراهيم ل يجوز أن يخص ال بتكريم( ،)1وقال أبوعلي رحمه ال تعالى :يقال للمؤمن إنه
خليل ال ،وقال علي بن عيسى :ل يقال ذلك إل لنبي لن ال عزوجل يختصه بوحيه ول يختص به غيره قال
والنبياء كلهم أخلء ال.
1251الفرق بين الصداقة والمحبة :أن الصداقة قوة المودة مأخوذة من الشئ الصدق وهو الصلب القوي ،وقال
أبوعلي رحمه ال :الصداقة إتفاق القلوب على المودة ولهذا ل يقال إن ال صديق المؤمن كما يقال إنه حبيبه
وخليله.
1253الفرق بين الصد والمنع :أن الصد هو المنع عن قصد الشئ خاصة ،ولهذا قال ال تعالى " وهم يصدون
عن المسجد الحرام "( )2أي يمنعون الناس عن قصده ،والمنع يكون في ذلك وغيره أل ترى أنه يقال منع الحائط
عن الميل ،ول يقال صده عن الميل لن الحائط ل قصد له ،ويقولون صدني عن لقائك يريد عن قصد لقائك وهذا
بين.
1257الفرق بين الصدقة والعطية( :)1قيل :الصدقة ما يرجى به الثواب ،بخلف العطية.
قال النيسابوري :يمنع( )2العلماء أن يقال :اللهم تصدق علينا بل يجب أن يقال / 20[ :أ]اللهم أعطني ،أو تفضل
علي ،وارحمني ،لن الصدقة يرجى بها الثواب عند ال ،وهو مستحيل في حقه جل شأنه.انتهى.
قلت :ويرده ما ورد عن سيد الساجدين من دعاء الصحيفة الكاملة " )3(:وتصدق علي بعافيتك ".
فإذا ورد ذلك في كلم المعصوم فل عبرة بكلم غيره.وحينئذ يكون المراد بالتصدق مطلق العطاء(.اللغات).
1258الفرق بين الصدق والحق 1257 .)773(:الفرق بين قولك صدق ال وصدق به :أن المعنى فيما دخلته
الباء أنه أيقن بال لنه بمنزلة صدق الخبر بتثبيت ال ومعنى الوجه الول أنه صدق ال فيما أخبر به.
1260الفرق بين الصراط والطريق السبيل :أن الصراط هو الطريق السهل قال الشاعر:
1261الفرق بين السبيل والطريق( :)1قد يفرق بينهما بأن السبيل أغلب وقوعا في الخير ،ول يكاد اسم الطريق
يراد به الخير إل مقترنا بوصف أو إضافة تخلصه لذلك.
كقوله تعالى " :يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم "((.)2اللغات).
1266الفرق بين الصغار والذل :أن الصغار هو العتراف بالذل والقرار به وإظهار صغر النسان ،وخلفه
الكبر وهو إظهار عظم الشأن ،وفي القرآن " سيصيب الذين أجرموا صغار عند ال "( )1وذلك أن العصاة
بالخرة مقرون بالذل معترفون به ويجوز أن يكون ذليل ل يعترف بالذل.
1269الفرق بين الصفة والسم :أن الصفة ما كان من السماء مخصصا مفيدا مثل زيد الظريف وعمرو العاقل،
وليس السم كذلك فكل صفةإسم وليس كل إسم صفة والصفة تابعة للسم في إعراب وليس كذلك السم من حيث
هو إسم ويقع الكذب والصدق في الصفة لقتضائها الفوائد ول يقع ذلك في السم واللقب فالقائل للسود أبيض
على الصفة كاذب وعلى اللقب غير كاذب ،والصحيح من الكلم ضربان أحدهما يفيد فائدة الشارة فقط وهو
السم العلم واللقب وهو ما صح تبديله واللغة مجالها كزيد وعمرو لنك لو سميت زيدا عمروا لم تتغير
اللغة.والثاني بنقسم أقساما فمنها ما يفيد إبانة موصوف من موصوف كعالم وحي.ومنها ما يبين نوعا من نوع
كقولنا لون وكون واعتقاد وإرادة.ومنها ما يبين جنسا من جنس كقولنا جوهر وسواء وقولنا شئ يقع على ما يعلم
وإن لم يفد أنه يعلم.
1272الفرق بين الصفة والحال :أن الصفة تفرق بين إسمين مشتركين في اللفظ.والحال زيادة في الفائدة والخبر.
قال المبرد :إذا قلت جاءني عبدال وقصدت إلى زيد فخفت أن يعرف السامع جماعة أو إثنين كل واحد عبدال أو
زيد قلت الراكب أو الطويل أو العاقل وما أشبه ذلك من الصفات لتفصل بين من تعني وبين من خفت أن يلبس به
كأنك قلت جاءني زيد المعروف بالركوب أو المعروف بالطول فأن لم ترد هذا ولكن أردت الخبار عن الحال
التي وقع فيها مجيئه قلت جاءني زيد راكبا أو ماشيا فجئت بعده بذكره ل يكون نعتا له لنه معرفة وإنما أردت أن
مجيئه وقع في هذه الحال ولم ترد جاءني زيد المعروف بالركوب فان ادخلت اللف واللم صارت صفة للسم
المعروف وفرقا بينه وبينه.
1280الفرق بين الصفوة والصفو :أن الصفو مصدر سمي به الصافي من الشياء إختصارا واتساعا ،والصفوة
خالص كل شئ ،ولهذ يقال :محمد صلى ال عليه [وآله]وسلم صفوة ال ول تقول صفو ال.
فالصفوة والصفو مختلفان وإن كانا من أصل واحد كالخبرة والخبر ،ولو كان الصفوة والصفو لغتين على ما ذكر
ثعلب في الفصيح لقيل محمد صلى ال عليه [وآله]وسلم صفو ال كما قيل صفوة ال.
1281الفرق بين الصلبة والشدة :أن الصلبة هي التئام الجزاء بعضهاإلى بعض من غير خلل مع يبوسة فيها،
والشدة هي التزاق الجزاء بعضها ببعض سواء كان الموصوف بها ملتئما أو متحلل ،والشدة مبالغة في وصف
الشئ والصلبة خلفه واستعمالها في موضع الصلبة إستعارة.
1283الفرق بين الصلح والسلم واليمان :أن الصلح إستقامة الحال وهو مما يفعله العبد لنفسه ويكون بفعل
ال له لطفا وتوفيقا ،واليمان طاعة ال التي يؤمن بها العقاب على ضدها وسميت النافلة إيمانا على سبيل التبع
لهذه الطاعة ،والسلم طاعة ال التي يسلم بها من عقاب ال وصار كالعلم على شريعة محمد صلى ال عليه
[وآله]وسلم ،ولذلك ينتفي منه اليهود وغيرهم ول ينتفون من اليمان.
1284الفرق بين السلم واليمان( :)1ل يخفى أن السلم أعم من اليمان مطلقا ،كما نطقت به الخبار
الصحاح ،والروايات الصراح المروية عن أهل بيت
[ / 5أ] العصمة ،صلوات ال عليهم ،وهي كثيرة جدا ،فل يلتفت أحد إلى قول من قال من المتكلمين )2(:إنهما
مترادفان( ،)3فمنها ما رواه ثقة السلم في موثقة سماعه قال :قلت لبي عبدال عليه السلم :أخبرني عن
السلم واليمان أهما مختلفان؟ فقال " :إن اليمان يشارك السلم ،والسلم ل يشارك اليمان .فقلت :صفهما
لي .فقال :السلم شهادة أن ل إله إل ال ،والتصديق برسول ال صلى ال عليه وآله ،به حقنت الدماء ،وبه جرت
المناكح( )1والمواريث ،وعلى ظاهره جماعة الناس.واليمان :الهدى ،وما يثبت في القلوب من صفة السلم وما
ظهر من العمل.واليمان :أرفع من السلم بدرجة أن اليمان يشارك السلم في الظاهر ،والسلم ل يشارك
اليمان في الباطن وإن اجتمعا في القول والصفة.ومنهما ما رواه في الصحيح عن أبي( )2الصباح الكناني قال:
قلت لبي عبدال عليه السلم :أيهما أفضل :اليمان أو السلم ،فإن من قبلنا يقولون إن السلم أفضل من
اليمان؟ فقال :اليمان( )3أرفع من السلم.
قلت :فأوجدني ذلك.
قال :ما( )4تقول في من أحدث في المسجد الحرام متعمدا؟ قال ،قلت :يضرب ضربا شديدا.
قال :أصبت ،فما تقول فيمن أحدث( )5في الكعبة متعمدا؟ ،قال ،قلت :يقتل.
قال :أصبت ،أل ترى أن الكعبة أفضل من المسجد( ،)6وأن الكعبة تشرك المسحد والمسجد ل يشرك
الكعبة.وكذلك اليمان :يشرك السلم ،والسلم ل يشرك اليمان.
فهذان الخبران ،وغيرهما من الخبار ،صريحة في أن السلم أعم من اليمان مع اعتضادهما بما نطق( )1به
القرآن الكريم في قوله تعالى " :قالت العراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل اليمان في قلوبكم
"(.)2
فإنه سبحانه أثبت لهم السلم.ونفي عنهم اليمان.وأما قوله تعالى " :إن الدين عند ال السلم "(.)3وقوله تعالى
" فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا غير بيت من المسلمين "( ،)4فل حجة فيها لما عرفت من أن
اليمان يشارك السلم دائما ،والسلم ل يشاركه دائما ،لنه تارة يشاركه ،وتارة ينفرد عنه ،إذ الخاص مركب
من العام وزيادة( ،)5فالعام جزء من الخاص ،والخاص ليس بجزء له.
فالسلم هنا هو المشارك لليمان( )6ل المنفرد عنه.والمغايرة في اللفظ بين الفقرتين مع اتحاد المعنى تفنن في
التعبير ،وهو في كلم الفصحاء كثير ،وبه ينحل الشكال في قولهم عليهم السلم ،في كثير من الخبار :اليمان
يشارك السلم ،والسلم ل يشارك اليمان.
قيل :وأما ما جاء في الدعوات ،وصلوات الموات " :اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ،والمسلمين والمسلمات ".
فالظاهر أن المراد بالمؤمنين هنا :هم الكاملون في اليمان عن اعتقاد راسخ ودليل واضح.والمسلمون :هم
المستضعفون من النساء والولدان ونحو ذلك.وأن المؤمنين هم أهل الطاعات( ،)1والمسلمون هم أهل الكبائر من
الفرقة الناجية ،وإل فسائر فرق المسلمين من غير الفرقة( )2الناجية ل يجوز لهم الدعاء بالمغفرة ،كما وردت
[ / 5ب]( )3به الخبار وشهدت له الثار(.اللغات).
1285الفرق بين الصلح والخبر :أن الصلح الستقامة على ما تدعو إليه الحكمة ويكون في الضر والنفع
كالمرض يكون صلحا للنسان في وقت دون الصحة وذلك أنه يؤدي إلى النفع في باب الدين فأما اللم الذي ل
يؤدي إلى النفع فل يسمى صلحا مثل عذاب جهنم فإنه ل يؤدي إلى نفع ول هو نفع في نفسه ،ويقال أفعال ال
تعالى كلها خير ول يقال عذاب الخرة خير للمعذبين به وقيل الصلح التغير إلى إستقامة الحال والصالح المتغير
إلى إستقامة الحال ولهذا ل يقال ل تعالى صالح ،والصالح في الدين يجري على الفرائض والنوافل دون
المباحات لنه مرغب فيه ومأمور به فل يجوز أن يرغب في المباح ول أن يؤمر به لن ذلك عبث ،والخير هو
السرور والحسن وإذا لم يكن حسنا لم يكن خيرا لما يؤدي إليه من الضرر الزائد على المنفعة به ولذلك لم تكن
المعاصي خيرا وإن كانت لذة وسرورا ،ول يقال للمرض خير كما يقال له صلح فإذا جعلت خيرا أفعل فقلت
المرض خير لفلن من الصحة كان ذلك جائزا ،ويقال ال تعالى خير لنا من غيره ول يقال هو أصلح لنا من
غيره لن أفعل إنما يزيد على لفظ فاعل مبالغة فإذا لم يصح أن يوصح بأنه أصلح من غيره ،والخير إسم من
أسماء ال تعالى وفي الصحابة رجل يقال له عبد خير وقال أبوهشام :تسمية ال تعالى بأنه خير مجاز قال ويقال:
خار ال لك ولم يجئ أنه خائر.
1286الفرق بين الصلح والفلح :أن الصلح ما يتمكن به من الخير أو يتخلص به من الشر.والفلح نيل الخير
والنفع الباقي أثره وسمي الشئ الباقي الثر فلحا ويقال للكار فلح لنه يشق الرض شقا باقيا في الرض()1
والفلح المشقوق الشقة السفلى ،يقال هذه علة صلحه ول يقال فلحه بل يقال هي سبب فلحه ويقال موته
صلحه لنه يتخلص به من الضرر العاجل ،ول يقال هو فلحه لنه ليس بنلع يناله ويقال أيضا لكل من عقل
وحزم وتكاملت فيه حلل الخير قد أفلح ول يقال صلح إل إذا تغير إلى إستقامة الحال ،والفلح ل يفيد التغيير
ويجوز أن يقال الصلح وضع الشئ على صفة ينتفع به سواء إنتفع أو ل ،ولهذا يقال أصلحنا أمر فلن فلم ينتفع
بذلك فهو كالنفع في أنه يجوز أن ل ينتفع به ،ويقال فلن يصلح للقضاء ويصلح أمره ،ول يستعمل الفلح في
ذلك.
1290الفرق بين الصنع والفعل والعمل( :)1قال الراغ في الفرق بينها :الفعل لفظ عام.
يقال لما كان بإجادة وبدونها ،ولما كان بعلم أو غير علم ،وقصد أو غير قصد ،ولما كان من النسان والحيوان
والجماد.وأما العمل فإنه ل يقال إل لما كان من الحيوان دون ما كان من الجماد ولما كان بقصد وعلم دون ما لم
يكن عن قصد وعلم.
قال بعض الدباء :العمل مقلوب عن العلم ،فإن العلم فعل القلب ،والعمل فعل الجارحة ،وهو يبرز عن فعل القلب
الذي هو العلم وينقلب عنه .وأما الصنع فإنه من النسان دون سائر الحيوانات ،ول يقال إل لما كان بإجادة.ولهذا
يقال للحاذق المجيد ،والحاذقة المجيدة.
صنع كبطل وصناع ،كسلم.والصنع يكون بل فكر لشرف فاعله ،والفعل قد يكون بل فكر لنقص فاعله.والعمل
ل يكون إل بفكر لتوسط فاعله.
فكل صنع عمل ،وليس كل عمل صنعا ،وكل عمل فعل ،وليس كل فعل عمل.وفارسية هذه اللفاظ تنبئ عن
الفرق بينهما ،فإنه يقال للفعل (كار) وللعمل (كردار) وللصنع (كيش)(.اللغات).
1291الفرق بين الصنف والجنس :أن الصنف ما يتميز من الجناس بصفة يقولون السوادات الموجودة صنف
على حيالها وذلك لشتراكها في الوجود كأنها ما صنف من الجنس فل يقال للمعدوم صنف لن التصنيف ضرب
من التأليف فل يجري التأليف على المعدوم ويجري على بعض الموجودات حقيقة وعلى بعضها مجازا.
1292الفرق بين الصنم والوثن( :)1قيل :الصنم ما كان مصورا من صفر أو ذهب أو غير ذلك.والوثن :ما كان
غير مصور ،ولم أقف في ذلك على دليل(.اللغات).
1294الفرق بين الصواب والمستقيم :أن الصواب إطلق الستقامة على الحسن والصدق ،والمستقيم هو الجاري
على سنن فتقول للكلم إذا كان جاريا على سنن ل تفاوت فيه أنه مستقيم وإن كان قبيحا ول يقال له صواب إل إذا
كان حسنا ،وقال سيبويه :مستقيم حسن ومستقيم قبيح ومستقيم صدق ومستقيم كذب قلنا ول يقال صواب قبيح.
1295الفرق بين الصواب والصياح :أن الصوت عام في كل شي ء تقول صوت الحجر وصوت الباب وصوت
النسان ،والصياح ل يكون إل لحيوان فأما قول الشاعر:
1296الفرق بين الصوت والكلم :أن من الصوت ما ليس بكلم مثل صوت الطست وأصوات البهائم
والطيور.ومن المشكلة وهي حمرة تخالط بياض العين وغيرها والمختلط بغيره قد يظهر للمتأمل فكذلك المعنى
المشكل قد يعرف بالتأمل والذي فيه ليس كالمستور والمستور خلف الظاهر.
1298الفرق بين الصورة والهيئة :أن الصورة إسم يقع على جميع هيئات الشئ ل على بعضها ويقع أيضا على
ما ليس بهيئة أل ترى أنه يقال صورة هذا المر كذا ول يقال هيئته كذا ،وإنما الهيئة تستعمل في البنية ويقال
تصورت ما قاله وتصورت الشئ كهيئته الذي هو عليه ونهايته من الطرفين سواء كان هيئة أو ل ،ولهذا ل يقال
صورة ال كذا
لن ال تعالى ليس بذي نهاية.
1300الفرق بين الصياح والنداء :أن الصياح رفع الصوت بما لمعنى له وربما قيل للنداء صياح فأما الصياح
فل يقال له نداء إل إذا كان له معنى.
1301الفرق بين الصيام والصوم( :)1قد يفرق بأن الصيام هو الكف عن المفطرات مع النية ،ويرشد إليه قوله
تعالى " :كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم "(.)2والصوم :هو الكف عن المفطرات ،والكلم كما
كان في الشرائع السابقة ،وإليه يشير قوله تعالى مخاطبا مريم عليها السلم " :فإما ترين من البشر أحدا فقولي
إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا "(.)3
1303الفرق بين الضد والترك :أن كل ترك ضد وليس كل ضد تركا لن فعل غيري يضاد فعلي ول يكون تركا
له.
1304الفرق بنى الضد والنقيض( :)1قيل :النقيضان :ما كان التقابل بينهما تقابل النفي والثبات أو( )2العدم،
والملكة ،ولذا ل يمكن اجتماعهما في مادة ،ول ارتفاعهما كالحركة والسكون.وأما المتضادان :فيجوز ارتفاعهما
ويمتنع اجتماعهما كالسواد والبياض * )3(.وأما المتخالفان فيجوز اجتماعهما وارتفاعهما جميعا السواد *
والقيام.فيصح هذا قائم أسود ،وقائم ليس بأسود
1306الفرق بين الضراء والضر :أن الضراء هي المضرة الظاهرة وذلك أنها أخرجت مخرج الحوال الظاهرة
مثل الحمراء والبيضاء على ما ذكرنا(.)1
1307الفرق بين الضراعة والذل :أن الضراعة مشتقة من الضرع ،والضرع معرض لحالبه والشارب منه،
فالضارع هو المنقاد الذي ل إمتناع به ،ومنه التضرع في الدعا والسؤال وغيرهما ومنه الضريع الذي ذكره
سبحانه وتعالى في كتابه إنما هو من طعام وذل ل منفعة فيه لكله كما وصفه ال تعالى بقوله " ل يسمن ول
يغني من جوع "( )2ويجوز أن يقال التضرع هو أن يميل أصبعه يمينا وشمال خوفا وذل ،ومنه سمي الضرع
ضرعا لميل اللبن إليه ،والمضارعة المشابهة لنها ميل إلى الشبه مثل المقاربة.
1308الفرق بين الضرب والجنس :أن الضرب إسم يقع على الجنس والصنف ،والجنس قولك الحمر ضرب من
الحيوان ،والصنف قولك التفاح الحلو صنف والتفاح الحامض صنف ،ويقع الضرب أيضا على الواحد الذي ليس
بجنس ول صنف كقولك الموجود على ضربين قديم ومحدث فيوصف القديم بأنه ضرب ول يوصف بأنه جنس
ول صنف 1309 .الفرق بين الضر والضر :أن الضر خلف النفع ويكون حسنا وقبيحا فالقبيح الظلم وما بسبيله،
والحسن شرب الدواء المر رجاء العافية ،والضر بالضم الهزال وسوء الحال ورجل مضر ورسئ الحال ،ومن
وجه آخر أن الضر أبلغ من الضرر لن الضرر يجري على ضره يضره ضرا فيقع على أقل قليل الفعل لنه
مصدر جار على فعله كالصفة الجارية على الفعل ،والضر بالضم كالصفة المعدولة للمبالغة.
1310الفرق بين الضرر والضرار( :)1في الحديث " :ل ضرر ول ضرار في السلم ".
قال ابن الثير في النهاية )2(:الضر :ضد النفع ،فقوله :ل ضرر :أي ل يضر الرجل أخاه فينقصه شيئا من
حقه.والضرار :فعال من الضر ،أي ل يجازيه على إضراره بإدخال الضرر عليه ،والضر :فعل الواحد،
والضرار :فعل الثنين.والضر :ابتداء الفعل.والضرار :الجزاء عليه.وقيل :الضر :ما تضر به صاحبك وتنتفع به
أنت.والضرار :أن تضره من غير أن تنتفع ! وقيل :هما بمعنى واحد ،وتكرارهما للتأكيد(.اللغات).
1312الفرق بين الضر والسوء :أن الضر يكون من حيث ل يعلم المقصود به والسوء ل يكون إل من حيث
يعلم ،ومعلوم أنه يقال ضررت فلنا من حيث ل يعلم ول يقال سؤته إل إذا جاهرته بالمكروه.
1313الفرق بين الضر والشر :أن السقم وعذاب( )1جهنم ضر في الحقيقة وشر مجازا ،وشرب الدواء المر
رجاء العافية ضرر يدخله النسان على نفسه وليس بشر ،والشاهد على أن السقم وعذاب جهنم ل يسمى شرا
على الحقيقة أن فاعله ل يسمى شريرا كما يسمى فاعل الضر ضارا ،وقال أبوبكر بن الخشاد رحمه ال تعالى:
السقم وعذاب جهنم شر على الحقيقة وإن لم يسم فاعلهما شريرا لن الشرير هو المنهمك في الشر القبيح وليس
كل شر قبيحا ول كل من فعل الشر شريرا كما أنه ليس كل من شرب الشراب شريبا وإنما الشريب المنهمك في
الشرب المحظور ،والشر عنده ضربان حسن وقبيح فالحسن السقم وعذاب جهنم والقبيح الظلم وما يجري مجراه
قال ويجوز أن يقال للشئ الواحد إنه خير وشر إذا أردت بأحد القولين إخبارا عن عاقبته وإنما يكونان نقيضين إذا
كانا من وجه واحد.
1315الفرق بين الضعة والذل :أن الضعة ل تكون إل بفعل النسان بنفسه ول يكون بفعل غيره وضيعا كما
يكون بفعل غيره ذليل ،وإذا غلبه غيره قيل هو ذليل ولم يقل هو وضيع ،ويجوز أن يكون ذليل لنه يستحق الذل
كالمؤمن يصير في ذل الكفر فيعيش به ذليل وهو عزيز في المعنى فل يجوز أن يكون الوضيع رفيعا.
1316الفرق بين الضعف والضعف :أن الضعف بالضم يكون في الجسد خاصة وهو من قوله تعالى " خلقكم من
ضعف "( )1والضعف بالفتح يكون في الجسد والرأي والعقل يقال في رأيه ضعف ول يقال فيه ضعف كما يقال
في جسمه ضعف وضعف.
1317الفرق بين الضعف والوهن :أن الضعف ضد القوة وهو من فعل ال تعالى كما أن القوة من فعل ال تقول
خلقه ال ضعيفا أو خلقه قويا ،وفي القرآن " وخلق النسان ضعيفا "( )2والوهن هو أن يفعل النسان فعل
الضعيف تقول وهن في المر يهن وهنا وهو واهن إذا أخذ فيه أخذ الضعيف ،ومنه قوله تعالى " ول تهنوا ول
تحزنوا وأنتم العلون "( )3أي ل تفعلوا أفعال الضعفاء وأنتم أقوياء على ما تطلبونه بتذليل ال أياه لكم ،ويدل
على صحة ما قلنا أنه ل يقال خلقه ال واهنا كما يقال خلقه ال ضعيفا ،وقد يستعمل الضعف مكان الوهن مجازا
في مثل قوله تعالى " وما ضعفوا وما استكانوا "( )4أي لم يفعلوا فعل الضعيف ،ويجوز أن يقال إن الوهن هو
انكسار الحد والخوف ونحوه ،والضعف نقصان القوة ،وأما الستكانة فقيل هي إظهار الضعف قال ال تعالى "
وما ضعفوا وما استكانوا " أي لم يضعفوا بنقصان القوة ول استكانوا بإظهار الضعف عند المقاومة ،قال الخليل:
إن الوهن الضعف في العمل والمر وكذلك في العظم ونحوه يقال وهن العظم يهن وهنا وأوهنه موهنة ورجل
واهن في المر والعمل وموهون في العظم والبدن ،والموهن لغة والوهين بلغة أهل مصر رجل يكون مع الجير
يحثه على العمل.
1318الفرق بين الضعف والوهن( :)1قد فرق بينهما بأن الوهن انكسار الجسد بالخوف وغيره ،والضعف
نقصان القوة .قلت :ويدل عليه قوله تعالى في وصف المؤمنين المجاهدين " :وكأين من نبي قاتل معه ربيون
كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل ال وما ضعفوا "( .)2إشارة إلى نفي الحالتين عنهم في الجهاد(.اللغات).
1321الفرق بين الضم والجمع :أن الضم جمع أشياء كثيرة ،وخلفه البث وهو تفريق أشياء كثيرة ،ولهذا يقال
إضمامة من كتب لنها أجزاء كثيرة ،ثم كثر حتى استعمل في الشيئين فصاعدا والصل ما قلنا ،والشاهد قوله
عليه الصلة والسلم " ضموا مواشيكم حتى تذهب فحمة الليل " ويجوز أن يقال إن ضم الشئ إلى الشئ هو أن
يلزقه به ،ولهذا يقال ضممته إلى صدري ،والجمع ل يقتضي ذلك.
1322الفرق بين الضمين والحميل 1323 .)800(:الفرق بين الضن والبخل :أن الضن أصله أن يكون
بالعواري ،والبخل بالهيئات ولهذا تقول هو ضنين بعلمه ول يقال بخيل بعلمه لن العلم أشبه بالعارية منه بالهبة،
وذلك أن الواهب إذا وهب شيئا خرج من ملكه فإذا أعار شيئا لم يخرج أن يكون( )1عالما به فأشبه العلم العارية
فاستعمل فيه من اللفظ ما وضع لها ولهذا قال ال تعالى " وما هو على الغيب بضنين "( )2ولم يقل بخيل.
1324الفرق بين الضياء والنور :أن الضياء ما يتخلل الهواء من أجزاء النور فيبيض بذلك ،والشاهد أنهم يقولون
ضياء النهار ول يقولون نور النهار إل أن يعنوا الشمس فالنور الجملة التي يتشعب منها ،والضوء مصدر ضاء
يضوء ضوء يقال ضاء وأضاء أي ضاء هو واضاء غيره.
1325الفرق بين الضياء والنور( :)3هما مترادفان لغة.وقد يفرق بينهما بأن الضوء :ما كان من ذات الشئ
المضئ ،والنور :ما كان مستفادا من غيره.وعليه جرى قوله تعالى " :هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا
"(.)4وقال الراغب :النور الضوء المنتشر الذي يعين على البصار.وهو ضربان :دنيوي وأخروي.والدنيوي
ضربان :معقول بعين البصيرة ،وهو ما انتشر من النوار اللهية كنور العقل ونور القرآن.ومنه " :قد جاءكم من
ال نور "( )5ومحسوس بعين التبصر وهو ما انتشر من الجسام النيرة ،كالقمرين والنجوم النيرات ،ومنه " :هو
الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا "(.)1ومن النور الخروي قوله تعالى " :يسعى نورهم بين أيديهم "(
(.)2اللغات).
1329الفرق بين الطاعة الجابة :الفرق بينهما أن الطاعة :موافقة الرادة الحادثة إلى الفعل برغبته ،أو
رهبته.والجابة :موافقة الداعي إلى الفعل من أجل أنه دعابه ،ولذا
يقال :أجاب ال فلنا ،ول يقال :أطاعه ،كذا قال بعضهم(.اللغات).
1330الفرق بين الطاعة والجابة :أن الطاعة تكون من الدنى للعلى لنها في موافقة الرادة الواقعة موقع
المسألة ول تكون إجابة إل بأن تفعل لموافقة الدعاء بالمر ومن أجله كذا قال علي بن عيسى رحمه ال.
1331الفرق بين الطاعة والتطوع( :)1قال الطبرسي :الفرق بينهما أن الطاعة موافقة الرادة في الفريضة،
والنافلة والتطوع :التبرع بالنافلة خاصة.وأصلهما من الطوع :الذي هو من( )2النقياد(.اللغات).
1335الفرق بين الطاعة والقبول :أن الطاعة إنما تقع رغبة أو رهبة ،والقبول مثل الجابة يقع حكمة ومصلحة
ولذلك حسنت الصفة ل تعالى بأنه مجيب وقابل ول تحسن الصفة له بأنه مطيع.
1339الفرق بين الطبع والختم :أن الطبع أثر يثبت في المطبوع ويلزمه فهو يفيد من معنى الثبات واللزوم ما ل
يفيده الختم ،ولهذا يقال طبع الدرهم طبعا وهو الثر الذي يؤثره فيه فل يزول عنه ،كذلك أيضا قيل طبع النسان
لنه ثابت غير زائل ،وقيل طبع فلن على هذا الخلق إذا كان ل يزول عنه ،وقال بعضهم :الطبع علمة تدل على
كنه الشئ قال وقيل طبع النسان لدللته على حقيقة مزاجه من الحرارة والبرودة قال وطبع الدرهم علمة
جوازه.
1340الفرق بين الطبيعة والقريحة :أن الطبيعة ما طبع على النسان أي خلق ،والقريحة فيما قال المبرد ما
خرج من الطبيعة من غير تكلف ومنه فلن جيد القريحة ويقال للرجل إقترح ما شئت أي اطلب ما في نفسك،
وأصل الكلمة الخلوص ومنه ماء قراح إذا لم يخالطه شئ ،ويقال للرض التي ل تنبت شيئا قرواح إذا لم يخالطها
شئ من ذلك ،والنخلة إذا تجردت وخلصت جلدتها قرواح وذلك إذا نمت وتجاوزت وأتى عليها الدهر ،والفرس
القارح يرجع إلى هذا لنه قد تم سنه ،قال وأما القرح والقرحة فليس من ذلك وإنما القرح ثلم في الحلد والقرحة
مشبهة بذلك.
1342الفرق بين الطريف والعجب :أن الطريف خلف التليد وهي ما يستطرفه النسان من الموال ،والتليد
المال القديم الموروث من المال أعجب إلى النسان سمي كل عجيب طريفا وإن لم يكن مال.
1344الفرق بين الطغيان والعتو :أن الطغيان مجاوزة الحد في المكروه مع غلبة وقهر ومنه قوله تعالى " إنا لما
طغى الماء "( )1الية يقال طغى الماء إذا جاوز الحد في الظلم ،والعتو المبالغة في المكروه فهو دون الطغيان
ومنه قوله تعالى " وقد بلغت من الكبر عتيا "( )2قالوا كل مبالغ في كبر أو كفر أو فساد فقد عتا فيه ومنه قوله
تعالى " بريح صرصر عاتية "( )3أي مبالغة في الشدة ،ويقال جبار عات أي مبالغ في الجبرية ومنه قوله تعالى
" عتت عن أمر ربها "( )4يعني أهلها تكبروا على ربهم فلم يطيعوه.
1345الفرق بين ذلك( )5وبين طلقة الوجه :أن طلقة الوجه خلف العبوس والعبوس تكره الوجه عند اللقاء
والسؤال وطلقته إنحلل ذلك عنه وقد طلق يطلق طلقة كما قيل صبح صباحة وملح ملحة ،وأصل الكلمة
السهولة والنحلل وكل شئ تطلقه من حبس أو تحله من وثاق فينصرف كيف شاء ،أو تحلله بعد تحريمه أو
تبيحه بعد المنع تقولطلقته وهو طلق وطليق ،ومنه طلقت المرأة لن ذلك تخليص من الحمل
1352الفرق بين قولك طل دمه وقولك أهدر دمه :أن قولك طل دمه معناه أنه بطل ولم يطلب به ويقال طل
القتيل نفسه وطله فلن إذا أبطله وأما أهدر فهو أن يبيحه السلطان أو غيره وقد هدر الدم هدرا وهو هادر كأنه
مأخوذ من قولك هدر الشئ إذا غلى وفار ،وكذلك هدر الحمامة وهو مادام ولج في صوته بمنزلة غليان القدر
ويقال للمستقتل من الناس قد هدر دمه.
1354الفرق بين الطل والشخص :أن أصل الطلل ما شخص من آثار الديار ثم سمي شخص النسان طل على
التشبيه بذلك ،ويقال تطاللت أي ارتفعت لنظر إلى شي ء بعيد ،وأكثر ما يستعمل الطلل في النسان إذا كان
طويل جسيما يقال لفلن طل ورواء إذا كان فخم المنظر.
1359الفرق بين الطهارة والنظافة :أن الطهارة تكون في الخلقة والمعاني لنها تقتضي منافاة العيب يقال فلن
طاهر الخلق وتقول المؤمن طاهر مطهر يعني أنه جامع للخصال المحمودة ،والكافر خبيث لنه خلف المؤمن
وتقول هو طاهر الثوب والجسد.والنظافة ل تكون إل في الخلق واللباس وهي تفيد منافاة الدنس ول تستعمل في
المعاني وتقول هو نظيف الصورة أي حسنها ونظيف الثوب والجسد ول تقول نظيف الخلق.
1360الفرق بين الطول والفضل :أن الطول هو ما يستطيل به النسان على من يقصده به ول يكون إل من
المتبوع إلى التابع ول يقال لفضل التابع على المتبوع طول ،ويقال طال عليه وتطول وطل عليه إذا سأله ذلك قال
الشاعر * :أقر لكي يزداد طولك طول * وقال ال تعالى " اولوا الطول منهم "( )1أي من معه فضل يستطل به
على عشيرته.
1364الفرق بين الظعن والرحل :أن الظعن هو الرحيل في الهوادج ومن ثم سميت المرأة إذا كانت في هودجها
ظعينة ثم كثر ذلك حتى سميت كل إمرأة ظعينة ،والظعان حبل يشد به الهودج قال الشاعر:
* كما حاد الرب عن الظعان *
والمظعون المشدود بالظعان ،ثم كثر الظعن حتى قيل لكل رحل ظعن والصل ما قلناه.
1365الفرق بين الظفر والفوز :أن الظفر هو العلو على المناوئ المنازع قال ال تعالى " من بعد أن أظفركم
عليهم"( )1وقد يستعمل في موضع الفوز يقال ظفر ببغيته ول يستعمل الفوز في موضع الظفر أل ترى أنه ل
يقال فاز بعدوه كما يقال ظفر بعدوه بعينه فالظفر مفارق للفوز وقال علي بن عيسى :الفوز الظفر بدل من الوقوع
في الشر وأصله نيل الحظ من الخير ،وفوز إذا ركب المفازة وفوز أيضا إذا مات لنه قد صار في مثل المفازة.
1366الفرق بين الظل والفئ :أن الظل يكون ليل ونهارا ول يكون الفئ إل
بالنهار وهو ما فاء من جانب إلى جانب أي رجع ،والفئ الرجوع ويقال الفئ التبع لنه يتبع الشمس وإذا ارتفعت
الشمس إلى موضع المقال من ساق الشجرة قيل قد عقل الظل.
1367الفرق بين الظل والفئ( :)1الظل :الفئ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس ،وقيل هي( )2الطلوع إلى
الزوال.والفئ :من الزوال إلى الغروب.وقال المبرد :الفئ ما نسخته الشمس ،لنه الراجع ،والظل :ما كان قائما لم
ينسخه ضوء الشمس ،قال الشاعر.)3(:
1372الفرق بين الظن والتصور :أن الظن ضرب من أفعال القلوب يحدث عند بعض المارات وهو رجحان
أحد طرفي التجوز ،وإذا حدث عند أمارات غلبت وزادت بعض الزيادة فظن صاحبه بعض ما تقتضيه تلك
المارات سمي ذلك غلبة الظن ،ويستعمل الظن فيما يدرك وفيما ل يدرك والتصور يستعمل في المدرك دون
غيره كأن المدرك إذا أدركه المدرك تصور نفسه ،والشاهد أن العراض التي ل تدرك ل تتصور نحو العلم
والقدرة ،والتمثل مثل التصور إل أن التصور أبلغ لن قولك تصورت الشئ معناه أني بمنزلة من أبصر صورته،
وقولك تمثلته معناه أني بمنزلة من أبصر مثاله ،ورؤيتك لصورة الشئ أبلغ في عرفان ذاته من رؤيتك لمثاله.
1375الفرق بين الظن والحسبان :أن بعضهم قال :الظن ضرب من العتقاد ،وقد يكون حسبان ليس بإعتقاد أل
ترى أنك تقول أحسب أن زيدا قد مات ول يجوز أن تعتقد أنه مات مع علمك بأنه حي.
قال أبوهلل رحمه ال تعالى :أصل الحسبان من الحساب تقول أحسبه بالظن قد مات كما تقول أعده قد مات ،ثم
كثر حتى سمي الظن حسبانا على جهة التوسع وصار كالحقيقة بعد كثرة الستعمال وفرق بين الفعل منهما فيقال
في الظن حسب وفي الحساب حسب ولذلك فرق بين المصدرين فقيل حسب وحسبان ،والصحيح في الظن ما
ذكرناه(.)1
1377الفرق بين الظن والعلم :أن الظان يجوز أن يكون المظنون على خلف ما هو ظنه ول يحققه والعلم يحقق
المعلوم وقيل جاء الظن في القرآن بمعنى الشك في قوله تعالى " إن هم إل يظنون "( )2والصحيح أنه على
ظاهره.
1378الفرق بين الظهور والبدو :أن الظهور يكون بقصد وبغير قصد تقول إستتر فلن ثم ظهر ويدل هذا على
قصده للظهور ،ويقال ظهر أمر فلن وإن لم يقصد لذلك فأما قوله تعالى " ظهر الفساد في البر والبحر "()1
فمعنى ذلك الحدوث وكذلك قولك ظهرت في وجهه حمرة أي حدثت ولم يعن أنها كانت فيه فظهرت ،والبدو ما
يكون بغير قصد تقول بدا البرق وبدا الصبح وبدت الشمس وبدا لي في الشئ لنك لم تقصد للبدو ،وقيل في هذا
بدو وفي الول بدء وبين المعنيين فرق والصل واحد.
* *1حرف العين
1379الفرق بين العادة والعرف( :)1الفرق بينهما أن العرف يستعمل في اللفاظ.والعادة تستعمل في
الفعال.وذكر المحققون من الصوليين أن العرف والعادة قد يخصصان العومات ،وفرعوا على ذلك مالو حلف
أن ل يأكل الرؤوس ،فإنه ينصرف إلى الغالب من رؤوس النعم دون رؤوس الطير والجراد والسمك ،لعدم
دخولها
[ / 22أ] عرفا في اسم الرؤوس.وكذا لو حلف :ل يأكل البيض لم يحنث بيض بعض السمك ونحوه على
الصح.وكذا لو حلف ل يأكل منها [ما يؤكل]( )2عادة وهو الثمر دون ما ل يؤكل عادة كالورق والقشر
والخشب(.اللغات).
1381الفرق بين العادة والدأب :أن العادة على ضربين إختيار أو اضطرار فالختيار كتعود شرب النبيذ وما
يجري مجراه مما يكثر النسان فعله فيعتاده ويصعب عليه مفارقته والضطرار مثل أكل الطعام وشرب
الماء لقامة الجسد وبقاء الروح وما شاكل ذلك ،والدأب ل يكون إل إختيارا أل ترى أن العادة في الكل والشرب
المقيمين للبدن ل تسمى دأبا.
1382الفرق بين العادة والسنة :أن العادة ما يديم النسان فعله من قبل نفسه ،والسنة تكون على مثال سبق
وأصل السنة الصورة ومنه يقال سنة الوجه أي صورته وسنة القمر أي صورته ،والسنة في العرف تواتر وآحاد،
فالتواتر ما جاز حصول العلم به لكثرة رواته وذلك أن العلم ل يحصل في العادة إل إذا كثرت الرواة ،والحاد ما
كان رواته القدر الذي ل يعلم صدق خبرهم لقلتهم وسواء رواه واحد أو أكثر والمرسل ما أسنده الراوي إلى من
لم يره ولم يسمع منه ولم يذكر من بينه وبينه.
1390الفرق بين العالم والعليم :أن قولنا عالم دال على معلوم لنه من علمت وهو متعد ،وليس قولنا عليم جاريا
على علمية فهو ل يتعدى ،وإنما يفيد أنه إن صح معلوم علمه ،كما أن صفة سميع تفيد أنه إن صح مسموع
سمعه ،والسامع يقتضي مسموعا ،وإنما يسمى النسان وغيره سميعا إذا لم يكن أصم وبصيرا إذا لم يكن أعمى
ول يقتضي ذلك مبصرا ومسموعا أل ترى أنه يسمى بصيرا وإن كان مغمضا ،وسميعا وإن لم يكن بحضرته
صوت يسمعه فالسميع والسامع صفتان ،وكذلك المبصر والبصير والعليم والعالم والقدير والقادر لن كل واحد
منهما يفيد ما ل يفيده الخر فإن جاء السميع والعليم وما يجري مجراهما متعديا في بعض الشعر فإن ذلك قد
جعل بمعنى السامع والعالم ،وقد جاء السميع أيضا بمعنى مسمع( )1في قوله:
1393الفرق بين العام والسنة :أن العام جمع أيام والسنة جمع شهور أل ترى أنه لما كان يقال أيام الرنج قيل عام
الرنج ولما لم يقل شهور الرنج لم يقل سنة الرنج ويجوز أن يقال العام يفيد كونه وقتا لشئ والسنة ل تفيد ذلك
ولهذا يقال عام الفيل ول يقال سنة الفيل ويقال في التاريخ سنة مائة وسنة خمسين ول يقال عام مائة وعام خمسين
إذ ليس وقتا لشئ مما ذكر من هذا العدد ومع هذا فإن العام هو السنة والسنة هي العام وإن اقتضى كل واحد منهما
ما ل يقتضيه الخر مما ذكرناه كما أن الكل هو الجمع والجمع هو الكل وإن كان الكل إحاطة بالبعاض والجمع
إحاطة بالجزاء.
1394الفرق بين العام والسنة( :)1قال ابن الجواليقي( :)2ول يفرق( )3عوام الناس بين السنة والعام
ويجعلونهما بمعنى.ويقولون لمن سافر في وقت من السنة أي وقت كان إلى مثله :عام ،وهو غلط ،والصواب ما
أخبرت به عن أحمد بن يحيى( )4أنه قال :السنة من أول يوم عددته إلى مثله ،والعام ل يكون إل شتاء
وصيفا.وفي التهذيب( )5أيضا :العام :حول يأتي على شتوة وصيفة.وعلى هذا فالعام أخص من السنة.وليس كل
سنة عاما.
فإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف ،ونصف الشتاء.والعام ل يكون إل صيفا أو
شتاء متوالين.انتهى.
أقول :وتظهر فائدة ذلك في اليمين( )1والنذر ،فإذا حلف أو نذر أن يصوم عاما ل يدخل بعضه في بعض إنما هو
الشتاء والصيف ،بخلف ما لو حلف( )2ونذر سنة(.اللغات).
1395الفرق بين العام والمبهم :أن العام يشتمل على أشياء والمبهم يتناول واحد الشياء لكن غير معين الذات
فقولنا شئ مبهم وقولنا الشياء عام.
1396الفرق بين العبادة والطاعة :أن العبادة غاية الخضوع ول تستحق إل بغاية النعام ولهذا ل يجوز أن يعبد
غير ال تعالى ول تكون العبادة إل مع المعرفة بالمعبود والطاعة الفعل الواقع على حسب ما أراده المريد متى
كان المريد أعلى رتبة ممن يفعل ذلك وتكون للخالق والمخلوق والعبادة ل تكون إل للخالق والطاعة في مجاز
اللغة تكون إتباع المدعو الداعي إلى مادعاه إليه وإن لم يقصد التبع كالنسان يكون مطيعا للشيطان وإن لم يقصد
أن يطيعه ولكنه اتبع دعاءه وإرادته.
1403الفرق بين العتاب واللوم :أن العتاب هو الخطاب على تضييع حقوق المودة والصداقة في الخلل
بالزيارة وترك المعونة وما يشاكل ذلك ول يكون العتاب إل ممن له موات يمت بها فهو مفارق للوم مفارقة بينة.
1404الفرق بين العترة والل :أن العترة على ما قال المبرد " :النصاب ومنه عترة فلن أي منصبه " ،وقال
بعضهم " :العترة أصل الشجرة الباقي بعد قطعها قالوا فعترة الرجل اصله " ،وقال غيره " :عترة الرجل أهله
وبنو أعمامه الدنون " واحتجوا بقول أبي بكر رضي ال عنه عن عترة رسول ال صلى ال عليه [وآله]وسلم
يعني قريشا فهي مفارقة للل على كل قول لن الل هم الهل والتباع والعترة هم الصل في قول والهل وبنو
العمام في قول آخر.
1406الفرق بين العتيق والقديم :أن العتيق هو الذي يدرك حديث جنسه فيكون بالنسبة إليه عتيقا ،أو يكون شيئا
يطول مكثه ويبقى أكثر مما يبقى أمثاله مع تأثير الزمان فيه فيسمى عتيقا ،ولهذا ل يقال إن السماء عتيقة وإن
طال مكثها لن الزمان ل يؤثر فيها ول يوجد من جنسها ما تكون بالنسبة إليه عتيقا ،ويدل على ذلك أيضا أن
الشياء تختلف فيعتق بعضها قبل بعض على حسب سرعة تغيره وبطئه والقائم ما لم يزل موجودا ،والقدم ل
يستفاد والعتق يستفاد أل ترى أنه ل يقال سأقدم هذا المتاع كما تقول سأعتقه ،ويتوسع في القدم فيقال دخول زيد
الدار أقدم من دخول عمرو ،ول يقال أعتق منه فالعتق في هذا على أصله لم يتوسع فيه.
1407الفرق بين العثو والفساد :أن العثو كثرة الفساد وأصله من قولك ضبع عثواء إذا كثر الشعر على وجهها
وكذلك الرجل ،وعاث يعيث لغة وعثا يعثو أفصح اللغتين ومنه قوله عزوجل " ول تعثوا في الرض مفسدين "(
.)1
1411الفرق بين العجب والكبر :أن العجب بالشئ شدة السرور به حتى ل يعاد له شئ عند صاحبه تقول هو
معجب بفلنة إذا كان شديد السرور بها ،وهو معجب بنفسه إذا كان مسرورا بخصالها.ولهذا يقال أعجبه كما يقال
سر به فليس العجب من الكبر في شئ ،وقال علي بن عيسى :العجب عقد النفس على فضيلة لها ينبغي أن يتعجب
منها وليست هي لها.
1412الفرق بين العجز والمنع :أن العجز يضاد القدرة مضادة التروك ويتعلق بمتعلقها على العكس ،والمنع ما
لجله يتعذر الفعل على القادر فهو يضاد الفعل وليس يضاد القدرة بل ليس يسمى منعا إل إذا كان مع القدرة فليس
هو من العجز في شئ.
1416الفرق بين العداوة والشنآن :أن العداوة هي إرادة السوء لما تعاديه وأصله الميل ومنه عدوة الوادي وهي
جانبه ،ويجوز أن يكون أصله البعد ومنه عدواء الدار أي بعدها ،وعدا الشئ يعدوه إذا تجاوزه كأنه بعد عن
التوسط ،والشنآن على ما قال علي بن عيسى :طلب العيب على فعل الغير لما سبق من عداوته ،قال وليس هو
من العداوة في شئ وإنما اجري على العداوة لنها سببه وقد يسمى المسبب بإسم السبب وجاء في التفسير " شنآن
قوم "( )1أي بغض قوم فقرئ شنآن قوم بالسكان أي بغض قوم شني وهو شنآن كما تقول سكر وهو سكران.
1419الفرق بين العدل والعدل :أن العدل بالكسر المثل تقول :عندي عدل جاريتك فل يكون إل على جارية
مثلها ،والعدل من قولك :عندي عدل جاريتك فيكون على قيمتها من الثمن ومنه قوله تعالى " أو عدل ذلك صياما
"()2
1424الفرق بين العديل والمثل :أن العديل ما عادل أحكامه أحكام غيره وإن لم يكن مثل له في ذاته ولهذا سمي
العدلن عدلين وإن لم يكونا مثلين في ذاتهما ،ولكن لستوائهما في الوزن فقط.
1427الفرق بين العذاب واللم :أن العذاب أخص من اللم وذلك أن العذاب هو اللم المستمر ،واللم يكون
مستمرا وغير مستمر أل ترى أن قرصة البعوض ألم وليس بعذاب فإن استمر ذلك قلت عذبني البعوض الليلة،
فكل عذاب ألم وليس كل ألم عذابا ،وأصل الكلمة الستمرار ومنه يقال ماء عذب لستمرائه في الحلق.
1430الفرق بين عرفة وعرفات( :)1قد عرفت يوم عرفة ،وهو اليوم التاسع من ذي الحجة.وعرفة.
قيل :اسم لموقف الحاج ذلك اليوم ،وهي اثنا عشر ميل من مكة.وسمي عرفات أيضا ،وهو المذكور في التنزيل.
قال تعالى فإذا أفضتم من عرفات "(.)2وقال النيسابوري :عرفات جمع عرفة.وكلهما علم للموقف ،كأن كل
قطعة من تلك الرض عرفة ،فسمي مجموع تلك القطعة بعرفات.وكذا قال ابن الحاجب( )3في شرح المفصل.
قال الطبرسي :عرفات :اسم للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها ،ويوم عرفة يوم الوقوف بها(.)1ووافق على
ذلك الفيروزأبادي.وهذا القول مبني على إنكار كون عرفة اسما للموقف.وهو قول الفراء(.اللغات).
1433الفرق بين العرية والمنحة :أن العرية من النخل ،والمنحة في البل والشاة وهو أن يعطي الرجل ثمرة
نخل سنة أو أكثر من ذلك أو أقل وقد أعراه قال الشاعر * :ولكن عرايا في السنين الجوائح *.
1435الفرق بين العز والشرف :أن العز يتضمن معنى الغلبة( )2والمتناع على ما قلنا ،فأما قولهم عز الطعام
فهو عزيز فمعناه قل حتى ل يقدر عليه فشبه بمن ل يقدر عليه لقوته ومنعته لن العز بمعنى القلة ،والشرف إنما
هو في الصل شرف المكان ومنه قولهم أشرف فلن على الشئ إذا صار فوقه ومنه قيل شرفة القصر ،وأشرف
على التلف إذا قاربه ،ثم أستعمل في كرم النسب فقيل للقرشي شريف ،وكل من له نسب مذكور عند العرب
شريف ،ولهذا ل يقال ل تعالى شريف كما يقال له عزيز.
1436الفرق بين العزم والحزم( :)1قيل :الول :التأهب للمر ،والثاني :النفاذ فيه(.اللغات).
1437الفرق بين العزم والزماع :أن العزم يكون في كل فعل يختص به النسان ،والزماع يختص بالسفر يقال
أزمعت المسير قال الشاعر * :ازمعت من آل ليلى ابتكارا * ول يقال أزمعت الكل والشرب كما تقول عزمت
على ذلك ،والزماع أيضا يتعدى بعلى فالفرق بينهما ظاهر.
1438الفرق بين العزم والمشيئة :أن العزم إرادة يقطع بها المريد رويته في القدام على الفعل أو الحجام عنه
ويختص بإرادة المريد لفعل نفسه لنه ل يجوز أن يعزم على فعل غيره.
1440الفرق بين العزم والهم( :)2قال الطبرسي ،العزم هو تصميم القلب على الشئ ،والنفاذ فيه بقصد
ثابت.والهم يأتي على وجوه :ومنها العزم على الفعل كقوله تعالى " :إذ هم قوم أن ببسطوا إليكم أيديهم "( )3أي
صمموا النية وعزموا عليه ،فيرادف العزم .ومنها خطور الشئ في البال ،وإن لم يقع العزم عليه ،لقوله تعالى" :
إذ همت طائفتان منكم أن تفشل وال وليهما "(.)1
يعنى أن الفشل خطر ببالهم ،ولو كان هنا عزما لما كان ال وليهما ،لن العزم على المعصية معضصية.ول
يجوز أن يكون ال ولي من عزم على الفرار عن نصره به ،ويقوي ذلك قول كعب بن زهير بن أبي سلمى)2(:
يقول القائل فيما يشتهيه ،ويميل طبعه إليه :هذا أهم الشياء إلي.وفي ضده :ليس هذا من همي ! (اللغات).
1441الفرق بين العزيز والقاهر :أن العزيز هو الممتنع الذي ل ينال بالذى
ولذلك سمي أبوذؤيب العقاب عزيزة لنها تتخذ وكرها في أعلى الجبل فهي ممتنعة على من يريدها فقال:
1442الفرق بين العزيز والكريم :)1(:قيل :هما بمعنى.وفرق بعضهم بينهما فقال :العزيز يأبى أن يقضى عليه،
والكريم يأبى أن يقضى له.انتهى.
قلت :وهذا يرجع إلى معنى العزيز في الصل ،فإنه الغالب الذي ل يفوته شئ ،ول يعجزه شئ(.اللغات).
1443الفرق بين قولك العزيز وبين قولك عزيزي :أن قولك عزيزي بمعنى حبيبي الذي يعز عليك فقده لميل
طبعك إليه ،ول يوصف العظماء به مع الضافة ،وليس كذلك السيد وسيدي لن الضافة ل تقلب معنى ذلك إل
بحسب ما تقتضيه الضافة من الختصاص.
1445الفرق بين العشق والمحبة :أن العشق شدة الشهوة لنيل المراد من
المعشوق إذا كان إنسانا والعزم على مواقعته عند التمكن منه ،ولو كان العشق مفارقا للشهوة لجاز أن يكون
العاشق خاليا من أن يشتهي النيل ممن يعشقه ،إل أنه شهوة مخصوصة ل تفارق موضعها وهي شهوة الرجل
للنيل ممن يعشقه ،ول تسمى شهوته لشرب الخمر وأكل الطيب عشقا ،والعشق أيضا هو الشهوة التي إذا أفرطت
وإمتنع نيل ما يتعلق بها قتلت صاحبها ول يقتل من الشهوات غيرها أل ترى أن أحدا لم يمت من شهوة الخمر
والطعام والطيب ول من محبة دارهه أو ماله ومات خلق كثير من شهوة الخلوة مع المعشوق والنيل منه.
قال أبوهلل أيده ال :والبيان عند المتكلمين الدليل الذي تتبين به الحكام ،ولهذا قال أبوعلي وأبوهاشم رحمهما
ال :الهداية هي الدللة والبيان فجعل الدللة والبيان واحدا ،وقال بعضهم هو العلم الحادث الذي يتبين به الشئ،
ومنهم من قال :البيان حصر القول دون ما عداه من الدلة ،وقال غيره :البيان هو الكلم والحظ والشارة ،وقيل
البيان هو الذي أخرج الشئ من حيز الشكال إلى حد التجلي ،ومن قال هو الدللة ذهب إلى أنه يتوصل بالدللة
إلى معرفة المدلول عليه ،والبيان هو ما يصح أن يتبين به ما هو بيان له ،وكذلك يقال إن ال قد بين الحكام بأن
دل عليها بنصية الدللة في الحكم المظره ظنا ،وكذلك يقال للمدلول عليه قد بان ،ويوصف الدال بأنه يبين
وتوصف المارات الموصلة إلى غلبة الظن بأنها بيان كما يقال إنها دللة تشبيها لها بما يوجب العلم من الدلة.
1450الفرق بين العطف والفاء الجوابية :أن العطف يوجب الشتراك في المعنى ،والجواب يوجب أن الثاني
بالول كقوله تعالى " ول تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب "(.)1
1454الفرق بين العظيم والكبير :أن العظيم قد يكون من جهة الكثرة ومن غير جهة الكثرة ،ولذلك جاز أن
يوصف ال تعالى بأنه عظيم وإن لم يوصف بأنه كثير ،وقد يعظم الشئ من جهة الجنس ومن جهة
التضاعف.وفرق بعضهم بين الجليل والكبير بأن قال الجليل في أسماء ال تعالى هو العظيم الشأن المستحق
الحمد ،والكبير فيما يجب له من صفة الحمد ،والجل بما ليس فوقه من هو أجل منه ،وأما الجل من ملوك الدنيا
فهو الذي ينفرد في الزمان بأعلى مراتب الجللة ،والجلل إذا أطلق كان مخصوصا بعظم الشأن ،ويقال حكم
جليلة للنفع بها ويوصف المال الكثير بأنه جليل ول يوصف الرمل الكثير بذلك لما كان من عظم النفع في المال،
وسميت الجلة جلة لعظمها والمجلة الصحيفة سميت بذلك لما فيها من عظم الحكم والعهود.
1455الفرق بين عظيم القوم وكبير القوم :أن عظيم القوم هو الذي ليس فوقه أحد منهم فل تكون الصفة به إل
مع السؤدد والسلطان فهو مفارق للكبير ،وكتب رسول ال صلى ال عليه [وآله]وسلم إلى كسرى عظيم فارس،
والعظيم في أسماء ال تعالى بمعنى عظيم الشأن والمتناع عن مساواة الصغير له بالتضعيف ،وأصل الكلمة القوة
ومنه سمي العظيم عظيما لقوته ،ويجوز أن يقال إن أصله عظيم الجثة ثم نقل لعظيم الشأن كما فعل بالكبير وقال
تعالى " عذاب يوم عظيم "( )1فسماهعظيما لعظم ما فيه من اللم والبلء ،وما اتسع لن يكون فيه العظم
استحق بأن يوصف أنه عظيم.
1456الفرق بين العظيم والمتعظم( :)1قيل :العظيم :الذي جاوز حدود العقول أن تقف على صفات كماله،
ونعوت جلله.وأصل العظم في الجسام ثم استعمل في مدركات البصائر ،وهي متفاوتة في العظم تفاوت
الجسام.
فما ل يتصور أن يكون( )2يحيط العقل أصل بكنه حقيقته وصفته منها ،فهو العظيم المطلق ،وهو ال
تعالى.والمتعظم :البليغ العظمة أو( )3المستنكف أن يكون له نظير في عظمته(.اللغات).
1457الفرق بين العفو والصفح( :)4هما بمعنى في اللغة.وقال الراغب :الصفح :ترك التثريب ،وهو أبلغ من
العفو وقد يعفو النسان ول يصفح.وقال البيصاوي :العفو ترك عقوبة المذنب ،والصفح :ترك لومه.
ترقيا في المر بمكارم الخلق من الحسن إلى الحسن ،ومن الفضل إلى الفضل(.اللغات) 1458 .الفرق بين
العفو والعافية والمعافاة( :)1قيل :الول هو التجاوز عن الذنوب ومحوها.
الثاني :دفاع ال سبحانه السقام والبليا عن العبد.وهو اسم من عافاه ال وأعفاه ،وضع موضع المصدر.والثالث:
أن يعافيك ال عن الناس ويعافيهم عنك ،أي :يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ،ويصرف أذاهم عنك وأذاك
عنهم(.اللغات).
1459الفرق بين العفو والمغفرة( :)2قد فرق بينهما بأن العفو :ترك العقاب على الذنب ،والمغفرة :تغطية الذنب
بإيجاب المثوبة.ولذلك كثرت المغفرة من صفات ال تعالى دون صفات العباد ،فل يقال :استغفر السلطان كما
يقال :استغفر ال.وقيل :العفو :إسقاط العذاب.والمغفرة أن يستر عليه بعد ذلك جرمه صونا له عن عذاب الخزي
والفضيحة ،فإن الخلص من عذاب النار إنما يطلب إذا حصل عقيبه الخلص من عذاب الفضيحة.
فالعفو :إسقاط العذاب الجسماني.والمغفرة :إسقاط العذاب الروحاني ،والتجاوز يعمهما.وقال الغزالي( :)3في
العفو مبالغة ليست في الغفور ،فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحو ،وهو أبلغ من الستر ،لن
السبر للشئ قد يحصل مع إبقاء( )1أصله ،بخلف المحو فإنه إزالته جملة ورأسا(.اللغات).
1462الفرق بين العقاب والعذاب :أن العقاب ينبئ عن استحقاق وسمي بذلك لن الفاعل يستحقه عقيب فعله،
ويجوز أن يكون العذاب مستحقا وغير مستحق ،وأصل العقاب التلو وهو تأدية الول إلى الثاني يقال عقب الثاني
الول إذا تله ،وعقب الليل النهار ،والليل والنهار هما عقيبان ،وأعقبه بالغبطة حسرة إذا أبد له بها وعقب
باعتذار بعد إساءة وفي التنزيل " ولى مدبرا ولم يعقب "( )2أي لم يرجع بعد ذهابه تاليا له مجيئه وفيه " ل
معقب لحكمه "( )3وتعقبت فلنا تتبعت أمره واستعقبت منه خيرا وشرا أي استبدلت بالول ما يتلوه من الثاني،
وتعاقبا المر تناوباه بما يتلو كل واحد منهما الخر وعاقبت اللص بالقطع الذي يتلو سرقته ،واعتقب الرجلن
العقبة إذا ركبها كل واحد منهما على مناوبة الخر " والعاقبة للمتقين "( )4وعلى المجرمين لنها تعقب المتقين
خيرا والمجرمين شرا كما تقول الدائرة لفلن على فلن.
1463الفرق بين العقاب والعذاب( :)1الفرق بينهما أن الول يقتضي بظاهره الجزاء على فعله المعاقب ،لنه
من التعقيب والمعاقبة.والعذاب ليس كذلك إذ يقال للظالم المبتدي بالظلم إنه معذب.وإن قيل معاقب فهو على سبيل
المجاز ل الحقيقة.
1465الفرق بين العقد والعهد :أن العقد أبلغ من العهد تقول عهدت إلى فلن بكذا أي ألزمته إياه وعقدت عليه
وعاقدته ألزمته باستيثاق وتقول عاهد العبد ربه ول تقول عاقد العبد ربه إذ ل يجوز أن يقال إستوثق من ربه
وقال تعالى " أوفوا بالعقود "( )2وهي ما يتعاقد عليه إثنان وما يعاهد العبد ربه عليه ،أو يعاهده ربه على لسان
نبيه عليه السلم ،ويجوز أن يكون العقد ما يعقد بالقلب واللغو ما يكون غلطا والشاهد قوله تعالى " ولكن
يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم "( )3ولو كان العقد هو اليمين لقال تعالى :ولكن يؤاخذكم بما عقدتم أي حلفتم ولم يذكر
اليمان فلما أتى بالمعقود به الذي وقع به العقد علم أن العقد غير اليمين ،وأما قول القائل :إن فعلت كذا فعبدي حر
فليس ذلك بيمين في الحقيقة وإنما هو شرط وجزاء به ،فمتى وقع الشرط وجب الجزاء فسمي ذلك يمينا مجازا
وتشبيها كأن الذي يلزمه من العتق مثل ما يلزم المقسم من الحنث ،وأما قول القائل عبده حر وامرأته طالق فخبر
مثل قولك عبدي قائم إل أنه ألزم نفسه في قوله عبدي حر عتق العبد فلزمه ذلك ولم يكن في قوله عبدي قائم
إلزام.
1466الفرق بين العقد والعهد( :)1قيل :الفرق بينهما أن العقد فيه معنى الستيثاق والشد ،ول يكون إل بين
متعاقدين.والعهد قد ينفرد به الواحد فبينهما عموم وخصوص(.اللغات).
1467الفرق بين العقد والقسم :أن العقد هو تعليق القسم بالمقسم عليه مثل قولك وال لدخلن الدار فتعقد اليمين
بدخول الدار وهو خلف اللغو من اليمان ،واللغو من اليمان ما لم يعقد بشئ كقولك في عرض كلمك هذا
حسن وال وهذا قبيح وال.
1472الفرق بين العقل والعلم :أن العقل هو العلم الول الذي يزجر عن القبائح وكل من كان زاجره أقوى كان
أعقل ،وقال بعضهم العقل يمنع صاحبه عن الوقوع في القبيح وهو من قولك عقل البعير إذا شده فمنعه من أن
يثور ولهذا ل يوصف ال تعالى به ،وقال بعضهم العقل الحفظ يقال أعقلت دراهمي أي حفظتها وأنشد قول لبيد:
1476الفرق بين العلمة والية :أن الية هي العلمة الثابتة من قولك تأييت بالمكان إذا تحبست به وتثبت قال
الشاعر:
1483الفرق بين علم وعلمة :أن الصفة بعلم صفة مبالغة وكذلك كل ما كان على فعال ،وعلمة وإن كان
للمبالغة فإن معناه ومعنى دخول
الهاء فيه أنه يقوم مقام جماعد علماء فدخلت الهاء فيه لتأنيث الجماعة التي هي في معناه ،ولهذا يقال ال علم ول
يقال له علمة كما يقال إنه يقوم مقام جماعة علماء ،فأما قول من قال إن الهاء دخلت في ذلك على معنى الداهية
فإن إبن درستويه رده واحتج فيه بأن الداهية لم توضع للمدح خاصة ولكن يقال في الذم والمدح وفي المكروه
والمحبوب قال وفي القرآن " والساعة أدهى وأمر "( )1وقال الشاعر:
1484الفرق بين العلة والدللة :أن كل علة مطردة منعكسة وليس كل دللة تطرد وتنعكس أل ترى أن الدللة
على حدث الجسام هي إستحالة خلوها عن الحوادث وليس ذلك بمطرد في كل محدث لن العرض محدث ول
تحله الحوادث ،والعلة في كون المتحرك متحركا هي الحركة وهي مطردة في كل متحرك وتنعكس فليس بشئ
يحدث فيه حركة إل وهو متحرك ول متحرك إل وفيه حركة.
1485الفرق بين العلة والسبب :أن من العلة ما يتأخر عن المعلول كالربح وهو علة التجارة يتأخر ويوجد بعدها
والدليل على أنه علة لها أنك تقول إذا قيل لك لم تتجر قلت للربح.وقد أجمع أهل العربية أن قول القائل لم مطالبة
بالعلة ل بالسبب فإن قيل ما أنكرت إن الربح علة لحسن التجارة وسبب له أيضا ،قلنا أول ما في ذلك أنه يوجب
أن كل تجارة فيها ربح حسنة لنه قد حصل فيها علة الحسن ،كما أن كل ما حصل فيه ربح فهو تجارة ،والسبب
ل يتأخر عن مسببه على وجه من الوجوه ،أل ترى أن الرمي الذي هو سبب لذهاب السهم ل يجوز أن يكون بعد
ذهاب السهم ،والعلة في اللغة ما يتغير حكم غيره به ومن ثم قيل للمرض علة لنه يغير حال المريض ويقال
للداعي إلى الفعل علة له تقول فعلت كذا لعلة كذا ،وعند بعض المتكلمين أن العلة ما توجب حال لغيره كالكون
والقدرة ول تقول ذلك في السواد لما لم يوجب حال ،والعلة في الفقه ما تعلق الحكم به من صفات الصل
المنصوص عليه عند القايس.
1486الفرق بين العلة والسبب( :)1قال الطبرسي( :)2الفرق بينهما في عرف المتكلمين :أن السبب ما يوجب
ذاتا ،والعلة( )3ما توجب صفة(.اللغات) 1487 .الفرق بين العلم والدراك.)117(:
1490الفرق بين العلم والتبيين :أن العلم هو إعتقاد الشئ على ما هو به على سبيل الثقة كان ذلك بعد لبس أو ل،
والتبيين علم يقع بالشئ بعد لبس فقط ولهذا ل يقال تبينت أن السماء فوقي كما تقول علمتها فوقي ول يقال ل
متبين لذلك.
1491الفرق بين العلم والتقليد :أن العلم هو إعتقاد الشئ على ما هو به على سبيل الثقة ،والتقليد قبول المر ممن
ل يؤمن عليه الغلط بل حجة فهو وإن وقع معتقده على ما هو به فليس بعلم لنه ل ثقة معه ،واشتقاقه من قول
العرب قلدته المانة أي ألزمته إياها فلزمته لزوم القلدة للعنق ،ثم قالوا طوقته المانة لن الطوق مثل القلدة،
ويقولون هذا المر لزم لك وتقليد عنقك ومنه قوله تعالى " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه "( )1أي ما طار
له من الخير والشر والمراد به عمله يقال طار لي منك كذا أي صار حظي منك ،ويقال قلدت فلنا ديني ومذهبي
أي قلدته إثما إن كان فيه وألزمته إياه إلزام القلدة عنقه ،ولو كان التقليد حقا لم يكن بين الحق والباطل فرق.
1492الفرق بين العلم والحسن 1493 )739(:الفرق بين العلم والحس بقوله يعلم ويحس.)746(:
1500الفرق بين العلم والشعور :أن العلم هو ما ذكرناه( :)1والشعور علم يوصل إليه من وجه دقيق كدقة الشعر
ولهذا قيل للشاعر شاعر لفطنته لدقيق المعاني ،وقيل للشعير شعيرا للشظية الدقيقة التي في طرفه خلف الحنطة،
ول يقال ال تعالى يشعر لن الشياء ل تدق عنه ،وقال بعضهم الذم للنسان بأنه ل يشعر أشد مبالغة من ذمه
بأنه ل يعلم لنه إذا قال ل يشعر فكأنه أخرجه إلى معنى الحمار وكأنه قال ل يعلم من وجه واضح ول خفي وهو
كقولك ل يحس ،وهذا قول من يقول إن الشعور هو أن يدرك بالمشاعر وهي الحواس كما أن الحساس هو
الدراك بالحاسة ولهذا ل يوصف ال بذلك 1501 .الفرق بين العلم والشعور( :)1قال الطبرسي :الشعور :هو
ابتداء العلم بالشئ من جهة المشاعر وهي الحواس.ولذلك ل يوصف تعالى بأنه شاعر ول بأنه يشعر ،وإنما
يوصف بأنه عالم ،ويعلم.وقيل :إن الشعور هو إدراك ما دق للطف الحس ،مأخوذ من الشعر لدقته.ومنه الشاعر،
لنه يفطن من إقامة الوزن وحسن النظر لما ل يفطن له غيره(.اللغات).
1509الفرق بين العلم واليقين( :)2قد سبق تعريف العلم ،وأما اليقين فهو العلم بالشئ استدلل بعد أن كان
صاحبه شاكا فيه.
قبل :ولذك ل يوصف الباري سبحانه بأنه متيقن.ول يقال :تقنت أن السماء فوقي.
فكل يقين علم ،وليس كل علم يقينا.وقيل :هو العلم بالحق مع العلم بأنه ل يكون غيره ،ولذلك قال المحقق
الطبرسي :هو مركب من علمين(.اللغات).
1510الفرق بين العلم واليقين :أن العلم هو إعتقاد الشئ على ما هو به على سبيل الثقة ،واليقين هو سكون النفس
وثلج الصدر بما علم ،ولهذا ل يجوز أن يوصف ال تعالى باليقين ،ويقال ثلج اليقين وبرد اليقين ول يقال ثلج
العلم وبرد العلم ،وقيل الموقن العالم بالشئ بعد حيرة الشك ،والشاهد أنهم يجعلونه ضد الشك فيقولون شك ويقين
وقلما يقال شك وعلم ،فاليقين ما يزيل الشك دون غيره من أضداد العلوم ،والشاهد قول الشاعر:
وأيقن أنا لحقان بقيصرا
1514الفرق بين الصفة منه عزوجل بأنه علي وبين الصفة للسيد من العباد بأنه رفيع :أن الصفة بعلي منقولة
إلى علم إنسان بالقهر والقتدار ومنه " ان فرعون عل في الرض "( )3أي قهر أهلها وقوله تعالى " ولعل
بعضهم على بعض "( )4فقيل ل تعالى " علي " من هذا الوجه ،ومعناه أنه الجليل بما يستحق من ارتفاع
الصفات ،والصفة بالرفيع يتصرف من علو المكان وقد ذكرنا( )5أن في المصرف معنى ما صرف منه فلهذا ل
يقال ال رفيع ،والصل في الرتفاع زوال الشئ عن موضعه إلى فوق ،ولهذ يقال إرتفع الشئ بمعنى زال
وذهب ،والعلو ل يقتضي الزوال عن أسفل ولهذا يقال إرتفع الشئ وإن ارتفع قليل لنه زال عن موضعه إلى
فوق ول يقال عل إذا ارتفع قليل ،ويجوز أن يقال الصفة برفيع ل تجوز على ال تعالى لن الرتفاع يقتضي
الزوال.
فأما قوله تعالى " رفيع الدرجات "( )1فهو كقوله كثير الحسان في أن الصفة للثاني في الحقيقة.
1516الفرق بين العمرى والرقبى :أن العمرى هي أن يقول الرجل للرجل هذه الدار لك عمرك أو عمري،
والرقبى أن يقول إن مت قبلي رجعت إلي وإن مت قبلك فهي لك ،وذلك أن كل واحد منهما وقت موت صاحبه.
1517الفرق بين العمل والجعل :أن العمل هو إيجاد الثر في الشئ على ما ذكرنا( ،)2والجعل تغيير صورته
بايجاد الثر فيه وبغير ذلك ،أل ترى أنك تقول جعل الطين خزفا وجعل الساكن متحركا وتقول عمل الطين خزفا
ول تقول عمل الساكن متحركا لن الحركة ليست بأثر يؤثر به في الشئ ،والجعل أيضا يكون بمعنى الحداث
وهو قوله تعالى " وجعل الظلمات والنور "( )3وقوله تعالى " وجعل لكم السمع والبصار "( )4ويجوز أن يقال
إن ذلك يقتضي أنه جعلها على هذه الصفة التي هي عليها كما تقول جعلت الطين خزفا ،والجعل أيضا يدل على
التصال ولذلك جعل طرفا للفعل فتستفتح به كقولك جعل يقول وجعل ينشد قال الشاعر:
1518الفرق بين العمل والفعل :أن العمل إيجاد الثر في الشئ يقال فلن يعمل الطين خزفا ويعمل الخوص
زنبيل والديم سقاء ،ول يقال يفعل ذلك لن فعل ذلك الشئ هو إيجاده على ما ذكرنا( )3وقال ال تعالى " وال
خلقكم وما تعملون "( )4أي خلقكم وخلق ما تؤثرون فيه بنحتكم إياه أو صوغكم له ،وقال البلخي رحمه ال
تعالى :من الفعال ما يقع في علج وتعب واحتيال ول يقال للفعل الواحد عمل ،وعنده أن الصفة ل بالعمل
مجاز ،وعند أبي علي رحمه ال تعالى :من الفعال ما يقع في علج وتعب واحتيال ول يقال للفعل الواحد عمل،
وعنده أن الصفة ل بالعمل مجاز ،وعند أبي علي رحمه ال :أنها حقيقة ،وأصل العمل في اللغة الدؤوب ومنه
سميت الراحلة يعملة وقال الشاعر:
وقالوا قف ول تعجل
م ما نلقى من العمل
1520الفرق بين قولك عندي كذا وقولك قبلي كذا قولك في بيتي كذا :قال الفقهاء :أصل هذا الباب أن المقر
مأخوذ بما في لفظه ل يسقطه عنه ما يقتضيه ول يزاد ما ليس فيه ،فعلى هذا إذا قال لفلن علي ألف درهم ثم قال
هي وديعة لم يصدق لن موجب لفظه الدين وهو قوله علي لن كلمة علي ذمة فليس له اسقاطه ،وكذا إذا قال له
قبلي ألف درهم لن هذه اللفظة تتوجه إلى الضمان وإلى المانة إل أن الضمان عليها أغلب حتى سمي الكفيل
قبيل فإذا أطلق كان على الضمان وأخذ به إل أن يقيده بالمانة فيقول له قبلي ألف درهم وديعة وقوله علي ل
يتوجه إلى الضمان فيلزمه به الدين ول يصدق في صرفه عند فصل أو وصل ،وقوله وعندي وفي منزلي وما
أشبه ذلك من الماكن ل يقتضي الضمان ول الذمة لنها ألفاظ المانة.
1526الفرق بين العوج والعوج( )2بالكسر والفتح :الول في المعاني ،والثاني في العيان.
قال في الكشاف عند تفسير قوله تعالى " :فيذرها قاعا صفصفا ل ترى فيها عوجا ول أمتا "( :)3فإن قلت:
الرض عين فكيف صح فيها مكسور العين؟ قلت :اعتبار هذا اللفظ له موقع حسن بديع في وصف الرض
بالستواء ونفي العوجاج.وذلك أنك لو عمدت إلى قطعة أرض وبالغت في تسويتها على عيون البصراء،
واتفقوا على أنه لم يكن فيها اعوجاج ،ثم استطلعت ،رأي المهندس فيها ،وأمرته أن يعرض استواءها على
المقاييس الهندسية ،لعثر فيها على عوج ل يدرك بحاسة البصر.
فنفى ال ذلك العوج الذي لطف عن الدراك إل بمقاييس الهندسة.وذلك العوجاج لما لم يدرك إل بالقياس دون
الحساس لحق بالمعاني ،فقيل :فيه (عوج) بالكسر(.اللغات).
1527الفرق بين العود والرجوع .)986(:الفرق بين العوض والبدل :أن العوض ما تعقب به الشي ء على جهة
المثامنة تقول هذا الدرهم عوض من خاتمك وهذا الدينار عوض من ثوبك ولهذا يسمى ما يعطي ال الطفال على
إيلمه إياهم إعواضا ،والبدل ما يقام مقامه ويوقع موقعه على جهة التعاقب دون المثامنة أل ترى أنك تقول لمن
أساء ألى من أحسن إليه أنه بدل نعمته كفرا لنه أقام الكفر مقام الشكر فل تقول عوضه كفرا لن معنى المثامنة
ل يصح في ذلك ،ويجوز أن يقال العوض هو البدل الذي ينتفع به وإذا لم يجعل على الوجه الذي ينتفع به لم يسم
عوضا ،والبدل هو الشئ الموضوع مكان غيره لينتفع به أو ل ،قال إبن دريد :البدال جمع بديل مثل أشراف
وشريف وفنيق وأفناق ،وقد يكون البدل الخلف من الشئ ،والبدل عند النحويين مصدر سمي به الشئ الموضوع
مكان آخر قبله جاريا عليه حكم الول وقد يكون من جنسه وغير جنسه أل ترى أنك تقول مررت برجل زيد
فتجعل زيدا بدل من رجل وزيد معرفة ورجل نكرة والمعرفة من غير جنس النكرة.
1529الفرق بين البدل والثمن والعوض( :)1البدل :هو الشئ الذي يجعل مكان غيره.والثمن :هو البدل في البيع
من العين أو الورق.وإذا استعمل في غيرهما كان مشبها بهما كقوله تعالى " :ول تشتروا بآياتى ثمنا قليل "(.)1
إن المراد به الرئاسة ،والجاه والحطام الدنية الدنيوية.والعوض :هو البدل الذي ينتفع به كائنا ما كان(.اللغات)
1531الفرق بين العوض والثواب :أن العوض يكون على فعل العوض ،والثواب ل يكون على فعل المثيب
وأصله المرجوع وهو ما يرجع إليه العامل ،والثواب من ال تعالى نعيم يقع على وجه الجلل وليس كذلك
العوض لنه يستحق باللم فقط وهو مثامنة من غير تعظيم فالثواب يقع على جهة المكافأة على الحقوق والعوض
يقع على جهة المثامنة في البيوع.
1532الفرق بن العيش والحياة :أن العيش إسم لما هو سبب الحياة من الكل والشرب وما بسبيل ذلك ،والشاهد
قولهم معيشة فلن من كذا يعنون مأكله ومشربه مما هو سبب لبقاء حياته فليس العيش من الحياة في شئ.
1533الفرق بين العين والبصر :أن العين آلة البصر وهي الحدقة ،والبصر إسم للرؤية ولهذا يقال إحدى عينيه
عمياء ول يقال أحد بصريه أعمى ،وربما يجري البصر على العين الصحيحة مجازا ول يجري على العين
العمياء فيدلل هذا على أنه إسم للرؤية على ما ذكرنا ،ويسمى العلم بالشئ إذا كان جليا بصرا ،يقال لك فيه بصر
يراد أنك تعلمه كما يراه غيرك.
* *1حرف الغين
1534الفرق بين الغاية والمد.)286(:
1535الفرق بين غاية الشئ والمدى :أن أصل الغاية الراية وسميت نهاية الشئ غايته لن كل قوم ينتهون إلى
غايتهم في الحرب أي رايتهم ،ثم كثر حتى قيل للك ما ينتهى إليه غاية ،ولكل غاية نهاية ،والصل ما قلناه،
ومدى الشئ ما بينه وبين غايته والشاهد قول الشاعر :ولم ندر إن خضنا من الموت خيضة * لم العمر باق
والمدى متطاول يعني مدى العمر والمعنى ان المل منفسح لما بينه وبين الموت ،ومن ذلك قولهم هو مني مدى
البصر أي هو حيث يناله بصري كأن بصري ينفسح بيني وبينه ،ثم كثر ذلك حتى قيل للغاية مدى كما يسمى
الشئ بإسم ما يقرب منه.
1536الفرق بين الغبط والحسد :أن الغبط هو أن تتمنى أن يكون مثل حال المغبوط لك من غير أن تريد زوالها
عنه ،والحسد أن تتمنى أن تكون حاله لك دونه فلهذا ذم الحسد ولم يذم الغبط ،فأما ما روي أنه عليه السلم سئل
فقيل له أيضر الغبط فقال نعم كما يضر العصا الخبط فإنه أراد أن تترك مالك فيه سعة لئل تدخل في المكروه
وهذا مثل قولهم ليس الزهد في الحرام إنما الزهد في الحلل ،والغتباط الفرح
بالنعمة ،والغبطة الحالة الحسنة التي يغبط عليها صاحبها.
1537الفرق بين الغداة والصيل والبكرة والعشاء والعشي والمساء :أن الغداة إسم لوقت والبكرة فعلة من بكر
يبكر بكورا أل ترى أنه يقال صلة الغداة وصلة الظهر والعصر فتضاف إلى الوقت ول يقال صلة البكرة وإنما
يقال جاء في بكرة كما تقول جاء في غدوة وكلهما فعل مثل النقلة ،ثم كثر استعمال البكرة حتى جرت على
الوقت وإذا فاء الفئ سمي عشية ثم أصيل بعد ذلك ،ويقال فاء الفئ إذا زاد على طول الشجرة ويقال أتيته عشية
أمس وسآتيه العشية ليومك الذي أنت فيه ،وسآتيه عشي غد بغير هاء وسآتيه بالعشي والغداء أي كل عشي وكل
غداة ،والطفل وقت غروب الشمس والعشاء بعد ذلك وإذا كان بعيد العصر فهو المساء ويقال للرجل عند العصر
إذا كان يبادر حاجة قد أمسيت وذلك على المبالغة.
1540الفرق بين الغرر والخطر :أن الغرر يفيد ترك الحزم والتوثق فيتمكن ذلك فيه ،والخطر ركوب المخاوف
رجاء بلوغ الخطير من المور ول يفيد مفارقة الحزم والتوثق.
1541الفرق بين الغرور والخدع :أن الغرور إيهام يحمل النسان على فعل ما يضره مثل أن يرى السراب
فيحسبه ماء فيضيع ماءه فيهلك عطشا وتضييع الماء فعل أداه إليه غرور السراب إياه ،وكذلك غر إبليس آدمففعل
آدم الكل الضار له.والخدع أن يستر عنه وجه الصواب فيوقعه في مكروه ،وأصله من قولهم خدع الضب إذا
توارى في حجره وخدعه في الشراء أو البيع إذا أظهر له خلف ما أبطن فضره في ماه ،وقال علي بن عيسى:
الغرور إيهام حال السرور فيما المر بخلفه في المعلوم وليس كل إيهام غرورا لنه قد يوهمه مخوفا ليحذر منه
فل يكون قد غره ،والغترار ترك الحزم فيما يمكن أن يتوثق فيه فل عذر في ركوبه ،ويقال في الغرور غره
فشيع ماله وأهلك نفسه ،والغرور قد يسمى خدعا ،والخدع يسمى غرورا على التوسع والصل ما قلناه ،واصل
الغرور الغفلة ،والغر الذي لم يجرب المور يرجع إلى هذا فكأن الغرور يوقع المغرور فيما هو غافل عنه من
الضرر ،والخدع مرجع يستر عنه وجه المر.
1542الفرق بين الغرور والوهم( :)1قيل :الغرور :إيهام حال السرور فيما المر بخلفه في المعلوم ،وليس كل
وهم غرورا ،لنه قد يتوهمه مخوفا ،فيحذر منه ،فل يقال :غره(.اللغات).
1543الفرق بين الغرض والمعنى.)2040(:
1544الفرق بين الغزو والجهاد( :)2الغزو :إنما يكون في بلد العدو.والجهاد :مطلق ،فكل غاز مجاهد ،دون
العكس.
* كذا قيل ،والظهر في الفرق أن يقال أن الغزو ما كان الغرض الصلي فيه الغنيمة ،وتحصيل المال وإن
استلزم ذلك الحرب والمقاتلة.والجهاد :ما كان الغرض فيه المحاربة لقهر العدو وإن استلزم ذلك تحصل الغنائم
والفوائد((.* )1اللغات).
1545الفرق بين الغشاء والغطاء :أن الغشاء قد يكون رقيقا يبين ما تحته ويتوهم الرائي أنه ل شئ عليه لرقته،
ومن ثم سميت أغشية البدن وهي أعصاب رقيقة قد غشي بها كثير من أعضاء البدن مثل الكبد والطحال فالغطاء
يقتضي ستر ما تحته والغشاء ل يقتضي ذلك ومن ثم قيل غشي على النسان لن ما يعتريه من الغشي ليس بشئ
بين والغطاء ل يكون إل كثيفا ملصقا ،وقيل الغشاء يكون من جنس الشئ والغطاء ما يقتضيه من جنسه كان أو
من غير جنسه ولذلك تقول تغطيت بالثياب ول تقول تغشيب بها ،فإن استعمل الغشاء موضع الغطاء فعلى
التوسع.
1546الفرق بين الغشم والظلم :أن الغشم كره الظلم وعمومه توصف به الولة لن ظلمهم يعم ،ول يكاد يقال
غشمني في المعاملة كما يقال ظلمني فيها وفي المثل وال غشوم خير من فتنة تدوم ،وقال أبوبكر :الغشم إعتسافك
الشئ ،ثم قال يقال غشم السلطان الرعية يغشمهم ،قال الشيخ أبوهلل رحمه ال :العتساف خبط الطريق على
غير هداية فكأنه جعل الغشم ظلما يجري على غير طرائق الظلم المعهودة.
1547الفرق بين الغضب وإرادة النتقام :أن الغضب معنى يقتضي العقاب
من طريق جنسه من غير توطين النفس عليه ول يغير حكمه ،وليس كذلك الرادة لنها تقدمت فكانت عما توطن
النفس على الفعل فإذا صحبت الفعل غيرت حكمه ،وليس كذلك الغضب ،وأيضا فإن المغضوب عليه من نظير
المراد وهو مستقل.
1550الفرق بين الغضب والسخط :أن الغضب يكون من الصغير على الكبير ومن الكبير على الصغير والسخط
ل يكون إل من الكبير على الصغير يقال سخط المير على الحاجب ول يقال سخط الحاجب على المير
ويستعمل الغضب فيهما ،والسخط إذا عديته بنفسه فهو خلف الرضا يقال رضيه وسخطه وإذا عديته بعلى فهو
بمعنى الغضب تقول سخط ال عليه إذا أراد عقابه.
1552الفرق بين الغضب الذي توجبه الحمية والغضب الذي توجبه الحكمة :أن الغضب الذي توجبه الحمية
إنتقاض الطبع بحال يظهر في تغير الوجه ،والغضب الذي توجبه الحكمة جنس من العقوبة يضاد الرضا وهو
الغضب الذي يوصف ال به.
1556الفرق بين الغفران والستر :أن الغفران أخص وهو يقتضي إيجاب الثواب.والستر سترك الشئ بستر ثم
استعمل في الضراب عن ذكر الشئ فيقال ستر فلن على فلن إذا لم يذكر ما اطلع عليه من عثراته وستر ال
عليه خلف فضحه ول يقال لمن يستر عليه في الدنيا إنه غفر له لن الغفران ينبئ عن إستحقاق الثواب على ما
ذكرنا ويجوز أن يستر في الدنيا على الكافر والفاسق.
1557الفرق بين الغفران والصفح :أن الغفران ما ذكرناه(.)1والصفح التجاوز عن الذنب من قولك صفحت
الورقة إذا تجاوزتها وقيل هو ترك مؤاخذة المذنب بالذنب وإن تبدي له صفحة جميلة ولهذ ل يستعمل في ال
تعالى.
1558الفرق بين الغفران والعفو :أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب وإسقاط العقاب هو إيجاب الثواب فل يستحق
الغفران إل المؤمن المستحق للثواب ،وهذا( )2ل يستعمل إل في ال فيقال غفر ال لك ول يقال غفر زيد لك إل
شاذا قليل والشاهد على شذوذه أنه ل يتصرف في صفات العبد كما يتصرف في صفات ال تعالى ،أل ترى أنه
يقال إستغفرت ال تعالى ول يقال إستغفرت زيدا.والعفو يقتضي إسقاط اللوم والذم ول يقتضي إيجاب الثواب،
ولهذا يستعمل في العبد فيقال عفا زيد عن عمرو وإذا عفا عنه لم يجب عليه إثابته ،إل أن العفو والغفران لما
تقارب معناهما تداخل واستعمل في صفات ال جل إسمه على وجه واحد فيقال عفا ال عنه وغفر له بمعنى
واحد ،وما تعدى به اللفظان يدل على ما قلنا وذلك أنك تقول عفا عنه فيقتضي ذلك إزالة شئ عنه وتقول غفر له
فيقتضي ذلك إثبات شئ له.
1559الفرق بين قوله ل يغفر أن يشرك به وقوله ل يغفر الشرك به :فيما قال علي بن عيسى :أن ل تدل على
الستقبال وتدل على وجه الفعل في الرادة ونحوها إذا كان قد يريد النسان الكفر مع التوهم أنه إيمان كما يريد
النصراني عبادة المسيح ويجوز إرادته أن يكفر مع التوهم أنه إيمان.والفرق من جهة اخرى أن المصدر ل يدل
على زمان وان يفعل على( )1يدل على زمان ففي قولك إن مع الفعل زيادة ليست في الفعل.
1560الفرق بين الغفلة والسهو :أن الغفلة تكون عما يكون ،والسهو يكون عما ل يكون تقول غفلت عن هذا
الشئ حتى كان ول تقول سهوت عنه حتى كان لنك إذا سهوت عنه لم يكن ويجوز أن تغفل عنه ويكون ،وفرق
آخر أن الغفلة تكون عن فعل الغير تقول أنت غافل عما كان من فلن ول يجوز أن يسهى عن فعل الغير.
1561الفرق بين الغفلة والسهو( :)2قيل :السهو عدم التفطن للشئ مع بقاء صورته أو معناه في الخيال أو الذكر
بسبب اشتغال النفس والتفاتها إلى بعض مهماتها.والغفلة :عدم حضور الشئ في البال بالفعل.
فهي أعم من السهو ولما كان ذلك من لواحق الفوى النسانية كان مسلوبا عن الملئكة(.اللغات).
1562الفرق بين الغفلة والنسيان( :)1الغفلة :عبارة عن عدم التفطن للشئ وعدم عقليته بالفعل ،سواء بقيت
صورتها أو معناه في الخيال ،أو الذكر ،أو انمحت عن أحدهما.وهي أعم من النسيان ،لنه عبارة عن الغفلة عن
الشئ مع انمحاء صورته أو معناه عن الخيال ،أو الذكر ،بالكلية ،ولذلك يحتاج الناسي إلى تجشم كسب جديد
وكلفة في تحصيله ثانيا.
1563الفرق بين الغلبة والقدرة :أن الغلبة من فعل الغالب وليست القدرة من فعل القادر يقال غلب خصمه غلبا
كما تقول طلب طلبا وفي القرآن " وهم من بعد غلبهم سيغلبون "( )2وقولهم ال غالب من صفات الفعل ،وقولنا
له قاهر من صفات الذات ،وقد يكون من صفات الفعل وذلك أنه يفعل ما يصبر به العدو مقهورا ،وقال علي بن
عيسى :الغالب القادر على كسر حد الشئ عند مقاومته باقتداره ،والقاهر القادر على المستعصب من المور.
1564الفرق بين الغلبة والقهر :أن الغلبة تكون بفضل القدرة وبفضل العلم يقال قاتله فغلبه وصارعه فغلبه وذلك
لفضل قدرته وتقول حاجه فغلبه ولعبه بالشطرنج فغلبه بفضل علمه وفطنته ،ول يكون القهر إل بفضل القدرة،
أل ترى أنك تقول ناوأه فقهره ول تقول حاجه فقهره ول تقول قهره بفضل علمه كما تقول غلبه بفضل علمه.
1565الفرق بين الغلط والخطأ :أن الغلط هو وضع الشئ في غير موضعه ويجوز أن يكون صوابا في نفسه،
والخطأ ل يكون ثوابا على وجه ،مثال ذلك أن سائل لو سأل عن دليل حديث العراض فاجيب بأنها ل تخلو من
المتعاقبات ولم يوجد قبلها كان ذلك خطأ لن العراض ل يصح ذلك فيها ،ولو اجيب بأنها على ضربين منها ما
يبقى ومنها ما ل يبقى كان ذلك غلطا ولم يكن خطأ لن العراض هذه صفتها إل أنك قد وضعت هذا الوصف لها
في غير موضعه ،ولو كان خطأ لكان العراض لم تكن هذه حالها لن الخطأ ما كان الصواب خلفه وليس الغلط
ما يكون الصواب خلفه بل هو وضع الشئ في غير موضعه ،وقال بعضهم الغلط أن يسهى عن ترتيب الشئ
وإحكامه والخطأ أن يسهى عن فعله أو أن يوقعه من غير قصد له ولكن لغيره.
1568الفرق بين الغنيمة والفئ( :)1الغنيمة :ما أخذ من أموال أهل الحرب من الكفار بقتال ،وهي للمسلمين هبة
من ال عزوجل لهم.والفئ :ما اخذ بغير قتال ،وهو خاص للنبي صلى ال عليه وآله ،ومن بعده للمام.وهو
المروي عن الئمة عليهم السلم.
1569الفرق بين الغنيمة والفئ :أن الغنيمة إسم لما اخذ من أموال المشركين بقتال ،والفئ ما اخذ من أموالهم
بقتال وغير قتال إذا كان سبب أخذه الكفر ولهذا قال أصحابنا إن الجزية والخراج من الفئ.
1573الفرق بين الغيث والمطر( :)2الغيث :المطر الذي يغيث من الجدب.وكان نافعا في وقته.والمطر :قد يكون
نافعا وقد يكون ضارا في وقته ،وفي غير وقته ،قاله الطبرسي(.اللغات).
1574الفرق بين الغيظ والغضب( :)3قد فرق بينهما بأن الغضب ضد الرضا ،وهو إرادة العقاب المستحق
بالمعاصي .والغيظ :هيجان
[ / 22ب]الطبع بكثرة( )1ما يكون من المعاصي ،ولذلك يقال( :غضب ال على الكفار) ،ول يقال :اغتاظ
منهم.وعرف الغزالي وغيره الغضب بأنه :غليان دم القلب لطلب النتقام.وعلى هذا فالغيظ والغضب مترادفان،
ويكون إطلق الغضب عليه تعالى باعتبار غاية الغاية كأكثر الصفات ،فإنها باعتبار الغايات ل المبادي(.اللغات).
1575الفرق بين الغيظ والغضب :أن النسان يجوز أن يغتاظ من نفسه ول يجوز أن يغضب عليها وذلك أن
الغضب إرادة الضرر للمغضوب عليه ول يجوز أن يريد النسان الضرر لنفسه ،والغيظ يقرب من باب الغم.
1576الفرق بين الغيوب والفول.)246(:
1577الفرق بين الغي والضلل :أن أصل الغي الفساد ومنه يقال غوى الفصيل إذا بشم من كثرة شرب اللبن
وإذا لم يرو من لبن امه فمات هزل.
فالكلمة من الضداد ،وأصل الضلل الهلك ومنه قولهم ضلت الناقة إذا هلكت بضياعها وفي القرآن " أءذا
ضللنا في الرض "( )2أي هلكنا بتقطع أوصالنا فالذي يوجبه أصل الكلمتين أن يكون الضلل عن الدين أبلغ من
الغي فيه ويستعمل الضلل أيض في الطريق كما يستعمل في الدين فيقال ضل عن الطريق إذا فارقه ول يستعمل
الغي إل في الدين خاصة فهذا فرق آخر وربما استعمل الغي في الخيبة يقال غوى الرجل إذا خاب في مطلبه
وأنشد قول الشاعر:
1578الفرق بين الغي والفساد :أن كل غي قبيح ويجوز أن يكون فساد ليس بفبيح كفساد التفاحة بتعينها ويذهب
بذلك إلى أنها تغيرت عن الحال التي كانت عليها ،وإذا قلنا فلن فاسد إقتضى ذلك أنه فاجر وإذا قلت إنه غاو
إقتضى فساد المذهب والعتقاد
1579الفرق بين الغواية والضلل( :)1قال النيسابوري * عند تفسير قوله تعالى " :ما ضل صاحبكم وما غوى
"( :)2الظاهر أن الضلل أعم ،وهو أن ل يجد السالك مقصده طريقا أصل.والغواية :أن ل يكون المقصد طريقا،
فكأنه سبحانه نفى العم أول ،ثم نفى عنه الخص ،ليفيد أنه على الجادة ،غير منحرف عنها أصل(.اللغات).
* *1حرف الفاء
1580الفرق بين الفائدة والبيان.)428(:
1585الفرق بين قولنا فاض وبين قولنا سال :أنه يقال فاض إذا سال بكثرة ومنه الفاضة من عرفة وهو أن
يندفعوا منها بكثرة.وقولنا سال ل يفيد الكثرة ،ويجوز أن يقال فاض إذا سال بعد المتلء وسال على كل وجه.
1586الفرق بين الفاضل والمتفضل( :)1أن الفاضل هو الزائد على غيره في خصلة من خصال الخير ،والفضل
الزيادة يقال فضل الشئ في نفسه إذا زاد وفضله غيره إذا زاد عليه وفضله بالتشديد إذا اخبر بزيادته على غيره
ول يوصف ال تعالى بأنه فاضل لنه ل يوصف بالزيادة والنقصان
1587الفرق بين الفئة والجماعة :أن الفئة هي الجماعة المتفرقة من غيرها من قولك فأوت رأسه أي فلتقه،
وانفأي الفرج إذا انفرج مكسورا ،والفئة في الحرب القوم يكونون ردء المحاربين يعنون إليهم إذا حالوا ومنه قوله
عزوجل " أو متحيزا إلى قئة "( )1ثم قيل لجمع كل من يمنع أحدا وينصره فئة ،وقال أبوعبيدة الفئة العوان.
1589الفرق بين الفتح والفصل :أن الفتح هو الفصل بين الشيئين ليظهر ماوراءهما ومنه فتح الباب ثم اتسع فيه
فقيل فتح إلى المعنى فتحا إذا كشفه ،وسمت المطار فتوحا والفاتح الحاكم وقد فتح بينهما أي حكم ومنه قوله
تعالى " افتح بيننا وبين قومنا بالحق "(.)2
1590الفرق بين الفتق والفصل :أن الفتق بين الشيئين الذين كانا ملتئمين أحدهما متصل بالخر فإذا فرق بينهما
فقد فتقا ،وإن كان الشئ واحدا ففرق بعضه من بعض قيل قطع وفصل وشق ولم يقل فتق وفي القرآن " كانتا رقتا
ففتقناهما "( )3والرق مصدر رتق رتقا إذا لم يكن بينهما فرجة والرتقاء من النساء التي يمتنع فتقها على مالكها.
1591الفرق بين الفتنة والختبار :أن الفتنة أشد الختبار وأبلغه ،وأصله عرض الذهب على النار لتبين صلحه
من فساده ومنه قوله تعالى " يوم هم على النار يفتنون "( )1ويكون في الخير والشر أل تسمع قوله تعالى " إنما
أموالكم وأولدكم فتنة "( )2وقال تعالى " لسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه "( )3فجعل النعمة فتنة لنه قصد بها
المبالغة في إختبار المنعم عليه بها كالذهب إذا اريد المبالغة في تعرف حاله فيراني أدخل النار ،وال تعالى ل
يختبر العبد لتغيير حاله في الخير والشر وإنما المراد بذلك شدة التكليف.
1594الفرق بين الفحش والقبح :أن الفاحش الشديد القبح ويستعمل القبح في الصور فيقال القرد فبيح الصورة
ول يقال فاحش الصورة ويقال هو فاحش القبح وهو فاحش الطول وكل شئ جاوز حد العتدال مجاوزة شديدة
فهو فاحش وليس كذلك القبيح.
1595الفرق بين فحوى الخطاب ودليل الخطاب :أن فحوى الخطاب ما يعقل عند الخطاب ل بلفظه كقوله تعالى
" فل تقل لهما اف "( )4فالمنع من ضربهما يعقل عند ذلك ،ودليل الخطاب هو أن يعلق بصفة الشئ أو بعدد أو
بحال أو غاية فما لم يوجد ذلك فيه فهو بخلف الحكم ،فالصفة قوله في سائمة الغنم الزكاة فيه دليل على أنه ليس
في المعلوفة زكاة ،والعدد تعليق الحد بالثمانين فيه دليل على سقوط مازاد عليه ،والغاية قوله تعالى " حتى
يطهرن "( )1فيه دليل على أن الوطئ قبل ذلك
محظور ،والحال مثل ما روي أن يعلى بن أمية :قال لعمر مالنا نقصر وقد أمنا يعني الصلد فقال عمر تعجبت
مما تعجبت منه وسأل رسول
يكن مناقضة ولو قرن باللفظ فحوان لكان ذلك مناقضة أل ترى أنه لو
قال في سائمة الغنم الزكاة وفي المعلوفة الزكاة لم يكن تناقضا ،ولو قال
فل تقل لهما اف واضربهما لكان تناقضا ،وكذلك لو قال هو مؤتمن على
قنطار ثم قال يخون في الدرهم يعد تناقضا وقوله تعالى " ول تظلمون
فتيل "( )2يدل فحواه على نفي الظلم فيم زاد على ذلك ،ودللة هذا
تعالى " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر "()3
فمعناه فامطر بعده ،وقد جعله بعضهم فحوى الخطاب ،وليس ذلك
فحوان لم يكن تناقضا فأما قوله تعالى " والسارق والسارقة فاقطعوا
أيديهما "( )4فإنه يدل على المراد بفائدته ل بصريحه ول فحواه وذلك أنه
لما ثبت أنه زجر أفاد أن القطع هو لجل السرقة وكذلك قوله تعالى
" الزانية والزاني "( .)5الفرق بين الفداء والعدل :أن الفداء ما يجعل بدل الشئ لينزل على
حاله التي كان عليها وسواء كان مثله أو أنقض منه ،والعدل ما كان
من الفداء مثل لما يفدى ومنه قوله تعالى " ول يقبل منها عدل "( )1وقال تعالى " أو عدل ذلك صياما "( )2أي
مثله.
1597الفرق بين الفذ والواحد :أن الفذ يفيد التقليل دون التوحيد يقال
يقال له فرد.
البليغ الفردانية.وقيل :هو الذي تفرد بخصوص وجود تفردا ل يتصور أن يشاركه فيه غيره ،فهو سبحانه الفرد
المطلق أزل وأبدا.والمخلوق إنما يكون فردا إذا لم يكن له في أبناء جنسه نظير من
خصلة من خصال الخير ،وذلك بالضافة على أبناء جنسه ،وبالضافة إلى الوقت ،إذ يمكن أن يظهر في وقت
آخر مثله بالضافة إلى بعض الخصال دون الجميع.
(اللغات).
1601الفرق بين الفرد والواحد :أن الفرد يفيد النفراد من القرن ،والواحد
أل ترى أنك تقول فلن فرد في داره ول تقول واحد في داره ،وتقول هو واحد أهل عصره تريد أنه قد انفرد
بصفة ليس لهم مثلها وتقول ال واحد تريد أن ذاته منفردة عن المثل والشبه ،وسمي الفرد فردا بالمصدر يقال فرد
يفرد فردا وهو فارد وفرد والفرد مثله.وقال علي بن عيسى رحمه ال تعالى :الواحد ما ل ينقسم في نفسه أو معنى
في صفته دون جملته كإنسان واحد ودينار واحد ،وما ل ينقسم في معنى جنسه كنحو هذا الذهب كله واحد وهذا
الماء
كله واحد ،والواحد في نفسه ومعنى صفته بما ل يكون لغيره أصل هو
ال جل ثناوه.
1604الفرق بين الفرض والوجوب :أن الفرض ل يكون إل من ال ،واليجاب يكون منه ومن غيره تقول فرض
ال تعالى على العبد كذا وأوجبه عليه ،وتقول أوجب زيد على عبده والملك على رعيته كذا ول يقال فرض عليهم
ذلك وإنما يقال فرض لهم العطاء ويقال فرض
حيث أنه غير متعد وليس كذلك الفرض لنه متعد ولهذا صح وجوبالثواب على ال تعالى في حكمته ول يصح
فرضه ،ومن وجه آخر أن
السنة المؤكدة تسمى واجبا ول تسمى فرضا مثل سجدة التلوة هي واجبة على من يسمعها وقيل على من قعد لها
ولم يقل إنها فرض ومثل
ذلك الوتر في أشباه له كثيرة ،وفرق آخر أن العقليات ل يستعمل فيها الفرض ويستعمل فيها الوجوب تقول هذا
واجب في العقل ول يقال فرض في العقل ،وقد يكون الفرض والواجب سواء في قولهم
صلة الظهر واجبة وفرض ل فرق بينهما هاهنا في المعنى ،وكل واحد منهما
من أصل فأصل الفرض الحز في الشئ تقول فرض في العود فرضا إذا
حز فيه حزا ،وأصل الوجوب السقوط يقال وجبت الشمس للمغيب
إذا سقطت ووجب الحائط وجبة أي سقط ،وحد الواجب والفرض عند
من يقول إن القادر ل يخلو من الفعل والترك ما له ترك قبيح وعند من
يجيز خلو القادر من الفعل والترك ما إذا لم يفعله إستحق العقاب وليس يجب الواجب ليجاب موجب له ولو كان
كذلك لكان القبيح واجبا إذا أوجبه موجب ،والفعال ضربان أحدهما أل يقارنه داع ول قصد ول علم فليس له
حكم زائد على وجوده كفعل الساهي والنائم ،والثاني يقع مع قصد وعلم أو داع وهذا على أربعة أضرب
أحدها ما كان لفاعله أن يفعله من غير أن يكون له فيه مثل المباح ،والثاني ما يفعله لعاقبة محمودة وليس عليه في
تركه مضرة ويسمى
ذلك ندبا ونفل وتطوعا ،وإن لم يكن شرعيا سمي تفضل وإحسانا وهذا هو زائد( )1على كونه مباحا ،والثالث
ماله فعله وإن لم يفعله
لحقه مضرة وهو الواجب والفرض وقد يسمى المحتم واللزم ،والرابع الذي ليس له فعله وإن فعله إستحق الذم
وهو القبيح والمحظور والحرام.
الشئ في نفسه من غير إيجاب موجب ،ولذلك صح وجوب الثواب والعرض عليه سبحانه ولم يجز أن يقال:
فرض ومفروض.وقال بعضهم :الفرق بين الفريضة والواجب هو أن الفريضة
مطلوبا( )2يجوز حمله على العقلي والشرعي.وقيل :الفرض ما أمر ال عباده أن يفعلوه كالصلة ،والزكاة،
والصوم ،والحج ،فهو أخص من الواجب(.اللغات).
1607الفرق بين قولك فرقه وبين قولك بثه :أن قولك فرق يفيد أنه باين بين
مختلفة متباينة وإذا فرق بين شيئين لم يقل إنه بث وفي القرآن " وبث فيها من كل دابة "(.)3
1608الفرق بين الفرق والتفريق :أن الفرق خلف الجمع ،والتفريق جعل الشئ مفارقا لغيره حتى كأنه جعل
بينهما فرقا بعد فرق حتى تباينا وذلك أن التفعيل لتكثير الفعل وقيل فرق الشعر فرقا بالتخفيف لنه
جعله فرقتين ولم يتكرر فعله فيه ،والفرق أيضا الفصل بين الشيئين
حكما أو خبرا ولهذا قال ال تعالى " فافرق بيننا وبين القوم
الفاسقين "( )1أي أفصل بيننا حكما في الدنيا والخرة ومن هذا فرق بين
الحق والباطل.
جعل الشئ ل مع غيره.ويؤيد هذا الفرق قوله تعالى " :ل نفرق
1613الفرق بين الفزع والحذر والخشية والخوف .)885(:الفرق بين الفزع والخوف( :)1قيل :الفزع انقباض
ونفار يعرض
للنسان من الشئ المخيف وهو من جنس الجزع.وقيل :هو الخوف الشديد ،ومنه قوله تعالى " :ل يحزنهم الفزع
الكبر "(.)2
قيل هو الخوف من دخول النار وعذابها.وقيل :هو النفخة الخيرة لقوله تعالى " ويوم ينفخ في الصور ففزع
من في السماوات ومن في الرض "(.)3وقيل :هو النصراف إلى النار.وقيل :هو حين تطبق النار على أهلها،
وعلى كل من التفاسير(.)4
1615الفرق بين الفزع والخوف والهلع :أن الفزع مفاجأة الخوف عند هجوم
غارة أو صوت هدة وما أشبه ذلك ،وهو إنزعاج القلب بتوقع مكروه
عاجل وتقول فزعت منه فتعديه بمن وخفته فتعديه بنفسه فمعنى خفته
لبتداء الغاية وهو يؤكد ما ذكرناه ،وأما الهلع فهو أسوأ الجزع وقيل
الهلوع على ما فسره ال تعالى في قوله تعالى " إن النسان خلق هلوعا
إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا "( )5ول يسمى هلوعا
حتى تجتمع فيه هذه الخصال 1616 .الفرق يبن الفساد والعثو.)1407(:
تدعو إليه الحكمة والشاهد أنه نقيض الصلح وهو الستقامة على
ما تدعو إليه الحمة وإذا قصر عن المقدار أو أفرط لم يصلح وإذا كان
على المقدار أصلح والقبيح ما تزجر عنه الحكمة وليس فيه معنى المقدار.
عن المقدار الذي تدعو إليه الحكمة وليس كذلك القبيح ،لنه ليس فيه معنى المقدار ،وإنما هو ما تزجر عنه
الحكمة ،كما أن الحسن ما تدعو
إليه الحكمة(.اللغات).
1620الفرق بين الفسق والخروج :أن الفسق في العربية خروج مكروه ومنه
الرطبة إذا خرجت من قشرها لن ذلك فساد لها ومنه سمي الخروج
من طاعة ال بكبيرة فسقا ومن الخروج مذموم ومحمود والفرق بينهما
بين.
1621الفرق بين الفسق والفجور :أن الفسق هو الخروج من طاعة ال
بكبيرة ،والفجور النبعاث في المعاصي والتوسع فيها وأصله من قولك أفجرت السكر إذا خرقت فيها خرقا
واسعا فانبعث الماء كل منبعث
فل يقال لصاحب الصغيرة فاجر كما ل يقال لمن خرق في السكر خرقا
صغير أنه قد فجر السكر ثم كثر إستعمال الفجور حتى خص بالزنا واللواط وما أشبه ذلك.
1625الفرق بين الفصل والفرق :أن الفصل يكون في جملة واحدة ،ولهذا
ثم كثر حتى سمي ما يتضمن جملة من الكلم فصل ولهذا أيضا يقال
فصل المر لنه واحد ول يقال فرق المر لن الفرق خلف الجمع فيقال فرق بين المرين كما يقال جمع بين
المرين ،وقال المتكلمون
الحد ما أبان الشئ وفصله من أقرب الشياء شبها به لنه إذا قرب شبهه
منه صارا كالشئ الواحد ويقال أيضا فصلت العضو وهذا مفصل
ليس بائنا منه ،وقال بعضهم ما كان من الفرق ظاهرا ولهذا يقال لما
تضمن جنسا من الكلم فصل واحد لظهوره وتجليه ولما كان الفصل
ل يكون إل ظاهرا قالوا فصل الثوب ولم يقولوا فرق الثوب ثم قد
1626الفرق بين الفصل والقطع :أن الفصل هو القطع الظاهر ولهذا يقال فصل الثوب والقطع يكون ظاهرا
وخافيا كالقطع في الشئ الملزق
المموه ول يقال لذلك فصل حتى يبين أحد المفصولين عن الخر ،ومن ثم يقال فصل بين الخصمين إذا ظهر
الحق على أحدهما فزال
تعلق أحدهما بصاحبه فتباينا ول يقال في ذلك قطع ،ويقال قطعه في
المناظرة لنه قد يكون ذلك من غير أن يظهر ومن غير أن يقطع شغبه وخصومته.
1630الفرق بين الفطر والفعل :أن الفطر إظهار الحادث بإخراجه من العدم
إلى الوجود كأنه شق عنه فظهر ،وأصل الباب الشق ومع الشق
الظهور ومن ثم قيل تفطر الشجر إذا تشقق بالورق وفطرت الناء
شققته وفطر ال الخلق إظهرهم بايجاده إياهم كما يظهر الورق إذا
تفطر عنه الشجر ففي الفطر معنى ليس في الفعل وهو الظهار
الوجود ،أل ترى أنك ل تقول إن ال فطر الطعام والرائحة كما تقول
فعل ذلك ،وقال علي بن عيسى :الفاطر العامل للشئ بايجاده بمثل
النشقاق عنه.
1632الفرق بين الفطنة والذكاء 1633 .)943(:الفرق بين الفطنة والعلم :أن الفطنة هي التنبه على المعنى،
وضدها الغفلة ورجل مغفل ل فطنة له وهي الفطنة والفطانة ،والطبانة مثلها ورجل طبن فطن ،ويجوز أن يقال
إن الفطنة إبتداء المعرفة من وجه غامض فكل فطنة علم وليس كل علم فطنة ،ولما كانت الفطنة علما بالشئ من
وجه غامض لم يجز أن يقال النسان فطن بوجود نفسه وبأن السماء فوقه.
1635الفرق بين الفعل والختراع :أن الفعل عبارة عما وجد في حال كان
غير سبب وأصله في العربية اللين والسهولة فكأن المخترع قد سهل له
1641الفرق بين الفقد والعدم( :)1الفقد :عدم الشئ بعد وجوده ،فهوأخص من العدم ،لن العدم يقال فيه وفيما ل
يوجد.
فعلى هذا
1645الفرق بين الفقير والمسكين( :)1ل خلف في اشتراكهما في وصف عدمي هو [ / 3أ]عدم وفاء الكسب
بالكلية ،والمال لمؤنته ،ومؤونة
عياله.وإنما الخلف في أيهما أسوأ حال.ومنشأ هذا الخلف اختلف أهل اللغة في ذلك ،فقال الشيخ في المبسوط
والجمل :الفقير أسوأ حال لوجوه:
الول :أنه ابتدئ به في الية ،وهو يدل على الهتمام بشأنه في الحاجة.والثاني :أنه صلى ال عليه وآله قال :تعوذ
من الفقر وسأل المسكنة ،حيث قال " :اللهم إني أعوذ بك من الفقر "( )2وقال " :اللهم أحييني مسكينا ،وأمتني
مسكينا ،واحشرني في زمرة المساكين "( .)3الثالث :قوله تعالى " :أما السفينة فكانت لمساكين "( )1فقد
أثبت للمسكين مال ،وبه قال ابن حمزة ،وابن البراج ،وابن إدريس.وقال الشيخ في النهاية :المسكين أسوأ حال
لوجوه:
الول :التأكيد به.فإنه يقال :فقير مسكين ،ول يقال العكس.والتأكيد إنما يكون بالقوى.
الثاني :قوله تعالى " :أو مسكينا ذا متربة "( )2وهو المطروح على
الثالث :ما رواه أبوبصير[.عن المعصوم عليه السلم]قال :قلت لبي عبدال عليه السلم :قول ال عزوجل " :إنما
الصدقات للفقراء والمساكين "(.)3
قال :الفقير :الذي ل يسأل الناس ،والمسكين :أجهد منه ،والبائس أجهدهم.
قال شيخنا البهاء( )4طاب ثراه :قوله " :الفقير الذي ل يسأل الناس ".
الظاهر أنه كناية عن أن له مال أو كسبا في الجملة ،وهو( )5يقنع به.وكان قاصرا عن مؤونته ،ول يسأل
الناس.وقوله " :المسكن أجهد منه " أي :أشق حال.والجهد :بالفتح المشتقة بمعنى أنه ل مال له ول كسب
أصل.وعلى هذا فيشكل جعل البائس أجهد منه.
اللهم إل أن يعتبر فيه الضعف البدني كالزمانة ونحوها.انتهى كلمه ،رفع مقامه .وتظهر الفائدة في النذر
والوصية لسوئهما حال وفي الكفارة أيضا ،وتظهر الفائدة في النذر والوصية لسوئهما حال وفي الكفارة أيضا،
(اللغات).
1646الفرق بين الفقر والمسكنة :أن الفقر فيما قال الزهري :في تأويل قوله تعالى " إنما الصدقات للفقراء
والمساكين "( )1الفقير الذي ل يسأل والمسكين الذي يسأل ،ومثل عن إبن عباس والحسن وجابر بن زيد ومجاهد
وهو قول أبي حنيفة وهذا يدل على أنه رأى المسكين أضعف حال وأبلغ في جهة الفقر ،ويدلى عليه قوله تعالى "
للفقراء الذين احصروا في سبيل ال "( )2إلى قوله تعالى " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف "( )3فوصفهم
بالفقر وأخبر مع ذلك عنهم بالتعفف حتى يحسبهم الجاهل بحالهم أغنياء من التعفف ول يحسبهم أغنياء إل ولهم
ظاهر جميل وعليهم بزة حسنة ،وقيل لعرابي أفقير أنت فقال بل مسكين وأنشد:
" فكانت لمساكين يعملون في البحر "( )5فأثبت لهم ملك سفينة وسماهم مساكين فإنه روي أنهم كانوا أجراء فيها
ونسبها إليهم
لتصرفهم فيها والكون بها كما قال تعالى " ل تدخلوا بيوت النبي "()1
ثم قال " وقرن في بيوتكن "( )2وعن أبي حنيفة فيمن قال مالي للفقراء والمساكين أنهما صنفان.وعن أبي
يوسف :أن نصف المال لفلن ونصفه الفقراء والمساكين ،وهذا يدل على أنه جعلهما صنفا واحدا والقول قول أبي
حنيفة ،ويجوز أن يقال المسكين هو الذي يرق له النسان إذا تأمل حاله وكل من يرق له النسان يسميه مسكينا.
تفقه ما أقوله أي تأمله لتعرفه ،ول يستعمل إل على معنى الكلم قال ومنه قوله تعالى " ل يكادون يفقهون قول
"( )3وأما قوله تعالى " وإن
أتى بلفظ التسبيح الذي هو قول ذكر الفقه كما قال " سنفرغ
لكم "( )5عقب قوله " كل يوم هو في شأن "( )6قال الشيخ أبو
هلل رحمه ال :وسمي علم الشرع فقها لنه مبني عن معرفة كلمال تعالى وكلم رسول ال صلى ال عليه
[وآله]وسلم.
1652الفرق بين قولنا لم ينفك ولم يبرح ولم يزل :أن قولنا لم ينفك يقتضي غيرا
لم ينفك منه وهو يستعمل فيما كان الموصوف به لزما لشئ أو مقارنا
له أو مشبها بذلك على ما ذكرنا ،ولم يبرح يقتضي مكانا لم يبرح منه ،وليس كذلك لم يزل فيما قال علي بن
عيسى :إنما يستعمل فيما يوجب التفرقة به كقولك لم يزل موجودا وحده ول يقال لم ينفك زيد وحده ،وقال
النحويون :لم حرف نفي وزال فعل نفي ومعناه ضد دام فلما دخلت عليه صار معناه دام فقولك لم يزل موجودا
بمعنى قولك دام موجودا لن نفي النفي إيجاب ،وما في قولك ما زال حرف نفي وفي قولك
1655الفرق بين الفلق والشق :أن الفلق على ما جاء في التفسير هو الشق على أمر كبير ولهذا قال تعالى " فالق
الصباح "( )1ويقال فلق الحبة عن السنبلة وفلق النواة عن النخلة ول يقولون في ذلك شق لن في
1658الفرق بين الفهم والعلم :أن الفهم هو العلم بمعاني الكلم عند سماعه
خاصة ولهذا يقال فلن سئ الفهم إذا كان بطئ العلم بمعنى ما يسمع ولذلك كان العجمي ل يفهم كلم العربي،
ول يجوز أن يوصف ال بالفهم لنه عالم بكل شئ على ما هو به فيما لم يزل ،وقال
بعضهم ل يستعمل الفهم إل في الكلم أل ترى أنك تقول فهمت كلمه ول تقول فهمت ذهابه ومجيئه كما تقول
علمت ذلك.وقال أبو أحمد بن أبي سلمة رحمه ال :الفهم يكون في الكلم وغيره من البيان
كالشارة أل ترى أنك تقول فهمت ما قلت وفهمت ماأشرت به إلي.قال الشيخ أبوهلل رحمه ال :الصل هو
الذي تقدم وإنما استعمل الفهم في الشارة لن الشارة تجري مجرى الكلم في الدللة على
المعنى.
1659الفرق بين الفهم والعلم( :)1قيل :الفهم :تصور المعنى من لفظ المخاطب ،وقيل :أدراك خفي ،دقيق ،فهو
أخص من العلم ،لن العلم نفس الدراك سواء كان خفيا أو جليا ،ولهذا قال سبحانه في
قصة داود وسليمان عليهما السلم " :ففهمناها سليمان وكل آتينا حكما وعلما "(.)2خص الفهم بسليمان ،وعمم
العلم لداود وسليمان(.اللغات) 1660 .الفرق بين الفوج والجماعة والثلة والحزب والزمرة :أن الفوج الجماعة
الكثيرة ومنه قوله تعالى " ورأيت الناس يدخلون في دين ال أفواجا "( )1وذلك أنهم كانوا يسلمون في وقت ثم
نزلت هذه الية وقبيلة قبية ،ومعلوم أنه ل يقال للثلة فوج كما يقال لهم جماعة ،والثلة الجماعة تندفع في المر
جملة من قولك ثللت الحائط إذا نقضت أسفله فاندفع ساقطعا كله ثم كثر ذلك حتى سمي كل بشر ثل ومنه ثل
عرضه ،وقيل الثلل الهلك ،والزمرة جماعة لها صوت ل يفهم وأصله من الزمار وهو صوت النثى من النعام
ومنه قيل الزمرة وقرب منها الزجلة وهي الجماعة لها زجل وهو ضرب من الصوات ،وقال أبو عبيدة :الزمرة
جماعة في تفرقه ،والحزب الجماعة تتحزب على المر أي تتعاون وحزب الرجل الجماعة التي تعينه فيقوى
أمره بهم وهو من قولك حزبني المر إذا اشتد علي كأنه في إذا المرء(.)2
1664الفرق بين الفئ والرجوع :أن الفئ هو الرجوع من قرب ومنه قوله تعالى " فإن فاءوا فإن ال غفور رحيم
"( )3يعني الرجوع ليس ببعيد ،ومنه سمي مال المشركين فيئا لذلك كأنه فاء من جانب إلى جانب.
1667الفرق بين الصفة بقادر والصفة برب :أن الصفة بقادر أعم من حيث تجري على المقدور نحو قادر أن
يقوم ،ول يجوز الصفة برب إل في المقدر المصرف المدبر وصفة قادر تجري في كل وجه وهو الصل في هذا
الباب ،وقال بعضهم ل يقال الرب إل ل فرده بعضهم وقال قد جاء عن العرب خلف ذلك وهو قول الحارث بن
حلزة:
1668الفرق بين القادر والقدير( :)2القادر :هو الذي إن شاء فعل ،وإن شاء لم يفعل.والقدير :الفعال لكل ما
يشاء ،ولذلك لم يوصف به غير الباري تعالى شأنه(.اللغات).
1672الفرق بين قولك قادر عليه وقادر على فعله :أن قولك قادر عليه يفيد أنه قادر على تصريفه كقولك فلن
قادر على هذا الحجر أي قادر على رفعه ووضعه ،وهو قادر على نفسه أي قادر على ضبطها ومنعها فيما تنازع
إليه ،وقادر على فعله يفيد أنه قادر على إيجاده فبين الكلمتين فرق.
1674الفرق بين القاضي والمفتي( :)1الفرق بينهما أن المفتي يقرر القوانين الشرعية.والقاضي :يشخص تلك
القوانين في المواد الجزئية ،مثل أن يقول للمشار إليه :عليك البينة ،وعلى خصمك اليمين.
1680الفرق بين القبول والجابة وبين قولك أجاب واستجاب :أن القبول يكون للعمال قبل ال علمه ،والجابة
الدعية يقال أجاب دعاءه وقولك أجاب معناه فعل الجابة واستجاب طلب أن يفعل الجابة لن أصل الستفعال
لطلب الفعل ،وصلح إستجاب بمعنى أجاب لن المعنى فيه يؤول إلى شئ واحد وذلك أن استجاب طلب الجابة
بقصده إليها وأجاب أوقع الجابة بفعلها.
1687الفرق بين القتل والذبح 1688 .)937(:الفرق بين القتل والموت :أن القتل هو نقض البنية الحيوانية ول
يقال له قتل في أكثر الحال إل إذا كان من فعل آدمي ،وقال بعضهم القتل إماتة الحركة.ومنه يقال ناقة مقتلة إذا
كثر عليها ال تعاب حتى تموت حركتها ،والموت عرض أيضا يضاد الحياة مضادة الروك ول يكون إل من فعل
ال ،والميتة الموت بعينه إل أنه يدل على الحال ،والموت ينفي الحياة مع سلمة البنية ،ول بد في القتل من
إنتقاض البنية ،ويقال لمن حبس النسان حتى يموت أنه قتله ولم يكن( )1بقاتل في الحقيقة لنه لم ينقض البنية،
ويستعار الموت في أشياء فيقال مات قلبه إذا صار بلدا ومات المتاع أي كسد ومات الشئ بينهم نقص وحظ ميت
ضعيف ونبات ميت ذابل ووقع في المال موتان إذا تماوتت وموتان الرض إذا لم تعمر.
1692الفرق بين القدرة والحياة :أن قدرة الحي قد تتناقض مع بقاء حياته على حد واحد أل ترى أنه قد يتعذر
عليه في حال المرض والكبر كثير من أفعاله التي كانت مناسبة له مع كون إدراكه في الحالين على حد واحد
فيعلم أن ما صح به أفعاله قد يتناقض وما صح به إدراكه غير متناقض ،وفرق آخر أن العضو قد يكون فيه الحياة
بدليل صحة إدراكه وإن لم تكن فيه القدرة كالذن أل ترى أنه يتعذر تحريكها مباشرا وإن كانت منفصلة ،وفرق
آخر أن الحياة جنس واحد والقدرة مختلفة ولو كانت متفقة لقدرتا بقدرتين على مقدور واحد.
1696الفرق بين القدرة والقهر :أن القدرة تكون على صغير المقدور وكبيره ،والقهر يدل على كبر المقدور
ولهذا يقال ملك قاهر إذا اريد المبالغة في مدحه بالقدرة ،ول يقال في هذا المعنى ملك قادر لن إطلق قولنا قادر
ل يدل على عظيم المقدور كما يدل عليه إطلق قولنا قاهر.
[ / 24أ] بحيث إن شاء فعل ،وإن شاء ترك.والقوة :هي المعنى الذي يتمكن بها الحي من مزاولة الفعال
الشاقة(.اللغات).
1701الفرق بين القدر والقضاء( :)1القضاء عبارة عن وجود الصور العقلية لجميع الموجودات بإبداعه سبحانه
إياها في العالم العقلي على الوجه الكمل( )2بل زمان على ترتيبها الطولي( )3الذي هو باعتبار سلسلة العلل
والمعلومات.والعرضي :الذي باعتبار سلسلة الزمانيات والمعدات بحسب مقارنة جزئيات الطبيعة المنتشرة في
أفراد أحزاء( )4الزمان ،كما قال تعالى " :وإن من شئ إل عندنا خزائنه "(.)5والقدر :عبارة عن ثبوت جميع
الموجودات في العالم النفسي الفلكي على الوجه الجزئي مطابقة لما في مواردها الخارجية الشخصية مستندة إلى
أسبابها الجزئية واجبة بها ،لزمة لوقاتها المعينة.
كذا حققه المحقق الكاشي في (عين اليقين) *.وقال الراغب :القضاء من ال أخص من القدر :لن القضاء:
الفصل ،والقدر :هو التقدير.وذكر بعض العلماء أن القدر بمنزلة المقدر للكيل ،والقضاء بمنزلة الكيل.وقد سبق
في باب اللف عند ذكر الفرق بين الرادة والمشيئة( )1كلم في هذا الباب به يتضح المرام ،وينكشف المقام،
فارجع إليه(.اللغات).
1704الفرق بين قولك بقدمه وقولك يسبقه :أن معنى قولك يقدمه يسير قدامه ويسبقه يقتضي أنه يلحق قبله ،وقال
تعالى " يقدم قومه يوم القيامة "( )2قيل إنه أراد يمشي على قدمه يقودهم إلى النار وليس كذلك يسبقهم لن
يسبقهم يجوز أن يكون معناه أنه يوجد قبلهم فيها.
1709الفرق بين القرآن والفرقان( :)1قال الجوهري( :)2الفرقان :القرآن.وكل ما فرق به بين الحق والباطل
فهو فرقان ،ولهذا قال تعالى " :ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان "(.)3والفرق :الفرقان أيضا ونظيره :الخسر
والخسران.انتهى.وذكر المفسرون لتسمية القرآن بالفرقان وجوها منها :أنه سمي به لنزوله متفرقا مدة
الزمان.ومنها أنه مفروق بعضه من بعض ،لنه مفصل بالسور واليات.ومنها :افتراقه عن سائر المعجزات
ببقائه على صفحات اليام والدهور.ومنها :فرقه بين الحق والباطل ،والحلل والحرام.وروى ابن سنان * عمن
ذكره قال :سألت أبا عبدال عليه السلم عن القرآن والفرقان أهما شئ واحد ،أم شيئان؟ فقال عليه السلم :القرآن
جملة الكتاب ،والفرقان :المحكم الواجب العمل به .وأقول( :)1كفى بالحديث فارقا ،ولعمري ل يفرق بين القرآن
والفرقان إل من نزل في نبيهم القرآن ،وعرفوا ظاهره وخوافيه ،وأهل البيت أعلم بما فيه ! (اللغات).
1710الفرق بين القربان والبر :أن القربان البر الذي يتقرب به إلى ال وأصله المصدر مثل الكفران والشكران.
1711الفرق بين القرب والقربة والقرباء والقرابة( :)2الول :يقال في المكان ،والثاني في المنزلة ،والثالث
والرابع في النسب.
قاله الفيومي في المصباح(.)3وقد يطلق احدهما على الخر من باب المجاز والمشاركة(.اللغات).
1713الفرق بين القرض والدين :أن القرض أكثر ما يستعمل في العين والورق هو أن تأخذ من مال الرجل
درهما لترد عليه بدله درهما فيبقى دينا عليك إلى أن تره فكل قرض دين وليس كل دين قرضا وذلك أن أثمان ما
يشترى بالنسأ ديون وليست بقروض ،فالقرض يكون من جنس ما اقترض وليس كذلك الدين ،ويجوز أن يفرق
بينهما فنقول قولنا يداينه يفيد أنه يعطيه ذلك ليأخذ منه بدله ،ولهذا يقال قضيت قرضه وأديت دينه وواجبه ،ومن
أجل ذلك أيضا يقال أديت صلة الوقت وقضيت ما نسيت من الصلة لنه بمنزلة القرض.
1714الفرق بين القرض والدين( :)1قال في القاموس )2(:الدين :ماله أجل ،ومال أجل له فقرض.انتهى.وقيل:
الدين :كل معاوضة يكون أحد العوضين فيها مؤجل.وأما القرض :فهو إعطاء الشئ ليستعيد( )3عوضا وقتا آخر
من غير تعيين الوقت.
قلت :ويدل عليه قوله تعالى " :إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى "(.)4
حيث اعتبر الجل في مفهوم الدين ولم يعتبر ذلك في القرض ،كما في قوله تعالى " :من ذا الذي يقرض ال
قرضا حسنا "(.)5
هذا وقد يراد من الدين ما ثبت في الذمة من مال الخر ،سواء كان مؤجل أم لم يكن(.اللغات).
1715الفرق بين القرض والفرض :أن القرض ما يلزم إعطاؤه ،والفرض ما ل يلزم إعطاؤه ويقال ما عنده
قرض ول فرض أي ما عنده خير لمن يلزمه أمره ول لمن ل يلزمه أمره ،وأصل القرض القطع وقد أقرضته إذا
دفعت إليه قطعة من المال ومنه المقراض( )6ويجوز أن يقال أنه سمي قرضا لتساوي ما يأخذ وما يرد ،والعرب
تقول تقارض الرجلن الثناء إذا أثنى كل واحد منهما على صاحبه ،وقال الشاعر * :وأيدي الندى في الصالحين
قروض * وقال بعضهم هما يتقارظان ول يقال يتقارضان ،كلهما عندنا جيد بل الضاد أكثر من الظاء في هذا
وأشهر ورواه علي بن عيسى :في تفسيره.
1716الفرق بين القرن والقروم :أن القرن إسم يقع على من يكون من الناس في مدة سبعين سنة والشاهد قول
الشاعر:
1719الفرق بين القسامة والحسن :أن القسامة حسن يشتمل على تقاسيم الوجه والقسم المستوي أبعاضه في
الحسن ،والحسن يكون في الجملة والتفصيل ،والحسن أيضا يكون في الفعال والخلق ،والقسامة ل تكون إل
في الصور.
1720الفرق بين القسط والعدل :أن القسط هو العدل البين الظاهر ومنه سمي المكيال قسطا والميزان قسطا لنه
يصور لك العدل في الوزن حتى تراه ظاهرا وقد يكون من العدل ما يخفى ولهذا قلنا إن القسط هو النصيب الذي
بينت وجوهه وتقسط القوم الشئ تقاسموا بالقسط.
1722الفرق بين القسم والحظ :أن كل قسم حظ وليس كل حظ قسما وإنما القسم ما كان عن مقاسمة وما لم يكن
عن مقاسمة فليس بقسم فالنسان إذا مات وترك مال ووارثا واحدا قيل هذا المال كله حظ هذا الوارث ول يقال
هو قسمه لنه ل مقاسم له فيه فالقسم ما كان من جملة مقسومة والحظ قد يكون ذلك وقد يكون الجملة كلها.
1723الفرق بين القسم والحلف :أن القسم أبلغ من الحلف لن معنى قولنا أقسم بال أنه صار ذا قسم بال ،والقسم
النصيب والمراد أن الذي أقسم عليه من المال وغيره قد أحرزه ودفع عنه الخصم بال ،والحلف من قولك سيف
حليف أي قاطع ماض فإذا قلت حلف بال فكأنك قلت قطع المخاصمة بال فالول أبلغ لنه يتضمن معنى الخر
مع دفع الخصم ففيه معنيان وقولنا حلف يفيد معنى واحدا وهو قطع المخاصمة فقط وذلك أن من أحرز الشئ
باستحقاق في الظاهر فل خصومة بينه وبين أحد فيه وليس كل من دفع الخصومة في الشئ فقد أحرزه ،واليمين
إسم للقسم مستعار وذلك أنهم كانوا إذا تقاسموا على شئ تصافقوا بأيمانهم ثم كثر ذلك حتى سمي القسم يمينا.
1725الفرق بين القسوة والصلبة :أن القسوة تستعمل فيما ل يقبل العلج ولهذا يوصف بها القلب وإن لم يكن
صلبا.
1726الفرق بين القصد والرادة :أن قصد القاصد مختص بفعله دون فعل غيره ،والرادة غير مختصة بأحد
الفعلين دون الخر ،والقصد أيضا إرادة الفعل في حال إيجاده فقط وإذا تقدمته بأوقات لم يسم قصدا أل ترى أنه ل
يصح أن تقول قصدت أن أزورك غدا.
1729الفرق بين القصد والقناعة :أن القصد هو ترك السراف والتقتير جميعا ،والقناعة القتصار على القليل
والتقتير أل ترى أنه ل يقال هو قنوع إل إذا استعمل دون ما يحتاج إليه ومقتصد لمن ل يتجاوز الحاجة ول
يقصر دونها وترك القتصاد مع الغنى ذم وترك القناعة معه ليس بذم وذلك أن نقيض القتصاد السراف ،وقيل
القتصاد من أعمال الجوارح لنه نقيض السراف وهو من أعمال الجوارح والقناعة من أعمال القلوب.
1730الفرق بين القصد والنحو.)2147(:
1732الفرق بين القصص والحديث :أن القصص ما كان طويل من الحاديث متحدثا به عن سلف ومنه قوله
تعالى " نحن نقص عليك أحسن القصص "( )1وقال " نقص عليك من أنباء الرسل "( )2ول يقال ل قاص لن
الوصف بذلك قد صار علما لمن يتخذ القصص صناعة ،وأصل القصص في العربية اتباع الشئ بالشئ ومنه
قوله تعالى " وقالت لخته قصيه "( )3وسمي الخبر الطويل قصصا لن بعضه يتبع بعضا حتى يطول وإذا
استطال السامع الحديث قال هذا قصص والحديث يكون عمن سلف وعمن حضر ويكون طويل وقصيرا ،ويجوز
أن يقال القصص هو الخبر عن المور التي يتلو بعضها بعضا ،والحديث يكون عن ذلك وعن غيره ،والقص
قطع يستطيل ويتبع بعضه بعضا مثل قص الثوب بالمقص وقص الجناح وما أشبه ذلك ،وهذه قصة الرجل يعني
الخبر عن مجموع أمره وسميت قصة لنها يتبع بعضها بعضا حتى تحتوي على جميع أمره.
1733الفرق بين القصم والفصم :أن القصم بالقاف الكسر مع البانة قال أبوبكر :القسم مصدر قصمت الشئ
قصما إذا كسرته والقصمة من الشئ القطعة منه والجمع قصم.والفصم بالفاء كسر من غير إبانة قال أبوبكر:
إنفصم الشئ إنفصاما إذا تصدع ولم ينكسر ،قال أبوهلل ومنه قوله تعالى " ل انفصام لها "( )1ولم يقل ل
انقصام لها لن النفصام أبلغ فيما اريد به هاهنا وذلك أنه إذا لم يكن لها إنفصام كان أحرى أن ل يكون لها
إنقصام.
1734الفرق بين القضاء والحكم :أن القضاء يقتضي فصل المر على التمام من قولك قضاه إذا أتمه وقطع عمله
ومنه قوله تعالى " ثم قضى أجل "( )2أي فصل الحكم به " وقضينا إلى بني إسرائيل "( )3أي فصلنا العلم به
وقال تعالى " قضينا عليه الموت "( )4أي فصلنا أمر موته " فقضاهن سبع سماوات في يومين "( )5أي فصل
المر به ،والحكم يقتضي المنع عن الخصومة من قولك أحكمته إذا منعته قال الشاعر:
1736الفرق بين قولك قضى إليه وقضى به :أن قولك قضى إليه أي أعلمه وقوله تعالى " وقضينا إليه ذلك
المر "( )2أي أعلمناه ثم فسر المر الذي ذكره فقال " إن دابر هؤلء مقطوع مصبحين "( )3فكأنه قال وقضينا
إليه أن دابر هؤلء مقطوع ،ومعنى قولنا قضى به أنه فصل المر به على التمام.
1737الفرق بين القط والقد( :)4القد :قطع الشئ طول ،والقط :قطعه عرضا ،وفي وصف ضربات علي " :كان
إذا اعتلى قد ،وإذا اعترض قط ".ومنه قط القلم ،وهو قطع طرفه.
قاله الحريري(.اللغات).
1741الفرق بين القلب والبال :أن القلب إسم للجارحة وسمي بذلك لنه وضع في موضعه من الجوف مقلوبا،
والبال والحال وحال الشئ عمدته فلما كان القلب عمدة البدن سمي بال فقولنا بال يفيد خلف ما يفيده قولنا قلب
لن قولنا بال يفيد أنه الجارحة التي هي عمدة البدن وقولنا قلب يفيد أنه الجارحة التي وضعت مقلوبة أو الجارحة
التي تتقلب بالفكار والعزوم ،ويجوز أن يقال إن البال هو الحال التي معها ولهذا يقال إجعل هذا على بالك وقال
امرؤ القيس:
1742الفرق بين القلب والفؤاد( :)1لم يفرق بينهما أهل اللغة ،بل عرفوا كل منهما بالخر ،وقال بعض أصحابنا
من أهل الحديث ،الفئدة
[ / 23ب]توصف بالرقة.والقلوب باللين ،لن الفؤاد :غشاء القلب ،إذ رق نفذ القول فيه وخلص إلى ماوراءه.وإذا
غلظ تعذر وصوله إلى داخله.وإذا صادف القلب شيئا علق به إذا كان لينا(.اللغات).
1743الفرق بين قلب المسألة والمعارضة :أن قلب المسألة هو الرجوع على السائل بمثل مطالبته في مذهب له
يلزمه فيه مثل الملك كقولنا للمحيرة إذا قالوا إن الفاعل في الشاهد ل يكون إل جسما فلما كان ال فاعل وجب أن
يكون جسما ما أنكرتم إذا كان الفاعل في الشاهد ل يكون إل محدثا مربوبا أي ل يكون في الغالب إل كذلك ،وقلب
المسألة يكون بعد الجواب فإذا كان قبل الجواب كان ظلما إل أن يجعل على صيغة الجواب ،والمعارضة هو أن
يذكر المذهبان جميعا فيجمع بينهما ،وقلب السؤال ل يكون إل ذكر مذهب واحد.
1744الفرق بين القليل واليسير :أن القلة تقتضي نقصان العدد يقال قوم قليل وقليلون وفي القرآن " لشرذمة
قليلون "( )1يريد أن عددهم ينقص عن عدة غيرهم وهي نقيض الكثرة وليس الكثرة إل زيادة العدد وهي في
غيره إستعارة وتشبيه ،واليسير من الشياء ما يتيسر تحصيله أو طلبه ول يقتضي ما يقتضيه القليل من نقصان
العدد أل ترى أنه يقال عدد قليل ول يقال عدد يسير ولكن يقال مال يسير لن جمع مثله يتيسر فإن استعمل اليسير
في موضع القليل فقد يجري إسم الشئ على غيره إذا قرب منه.
1745الفرق بين القمقام والهمام :أن القمقام هو السيد الذي تجتمع له امور ول تتفرق عليه شؤونه من قولهم
تقمقم الشئ إذا تجمع وقمقم عصبه جمعا ويقال للبحر قمقام لنه مجمع المياه 1746 .الفرق بين قولك هو قمين به
وقولك هو حري به وخليق به وجدير به :أن القمين يقتضي مقاربة الشئ والدنو منه حتى يرجى تحققه ولذلك قيل
خبز قمين إذا بدا ينكرح كأنه دنا من الفساد ويقال للقودح الذي تتخذ منه الكوامخ القمن ،وقولك حري به يقتضي
أنه مأواه فهو أبلغ من القمين ومن ثم قيل لمأوى الطير حراها ولموضع بيضها الحري ،وإذا رجا النسان أمرا
وطلبه قيل تحراه كأنه طلب مستقره ومأواه ومنه قول الشاعر:
1749الفرق بين القنوط والخيبة واليأس :أن القنوط أشد مبالغة من اليأس وأما الخيبة فل تكون إل بعد المل
لنها إمتناع نيل ما امل ،فأما اليأس فقد يكون قبل المل وقد يكون بعده ،والرجاء واليأس نقيضان يتعاقبان
كتعاقب الخيبة والظفر ،والخائب المنقطع عما أمل.
1750الفرق بين الخيبة واليأس( :)1الخائب :المنقطع عما أمل ،ول تكون الخيبة إل بعد المل ،لنها امتناع نيل
ما أمل.
واليأس قد يكون قبل المل.
كذا قيل((.)1اللغات)
1751الفرق بين القنوط واليأس( :)2اليأس :انقطاع الطمع من الشئ ،والقنوط :أخص منه ،فهو أشد اليأس.ويدل
عليه قول سيد الساجدين في دعاء الصحيفة الشريفة السجادية( " :)3تفعل ذلك يا آلهي بمن خوفه منك أكثر من
طمعه فيك ،وبمن يأسه من النجاة أوكد من رجائه للخلص ل أن يكون يأسه قنوطا ".وقال الراغب :القنوط:
اليأس ،وقيل هو من الخير ،فهو أخص من مطلق اليأس ،ويدل عليه قوله تعالى " :ل تقنطوا من رحمة ال "(
(.)4اللغات).
1752الفرق بين القنوع والسؤال :أن القنوع سؤال الفضل والصلة خاصة ،والسؤال عام في ذلك وفي غيره يقال
قنع يقنع قنوعا إذا سأل وهو قانع وفي القرآن " وأطعموا القانع والمعتر "( )5قال القانع السائل والمعتر الذي يلم
بك لتعطيه ول يسأل ،إعتره يعتره وعره يعره وقيل عره واعتره واعتراه إذا جاءه يطلب معروفه ،وقال الليث:
القانع المسكين الطواف ،وقال مجاهد :القانع هنا جارك ولو كان( )6غنيا وقال الحسن :القانع الذي يسأل ويقنع
بما تعطيه ،وقال الفراء :القانع الذي إن أعطيته شيئا قبله ،وقال أبوعبيدة :القانع السائل الذي قنع إليك أي خضع،
وقال أبوعلي :هو الفقير الذي يسأل ،وقال إبراهيم :القانع الذي يجلس في بيته والمعتر الذي يعتريك.
1761الفرق بين القول والعبارة والكلمة :أن القول يقتضي المقول بعينه مفردا كان أو جملة أو ما يقوم مقام ذلك
ولذلك تعدى تعديا مطلقا ولم يتعد إلى غير المقول ،والعبارة تعدت إلى معنى القول بحرف فقيل عبرت عنه.
1762الفرق بين القول والكلم( :)1قال الطبرسي في القرق بينهما :القول يدل على الحكاية.وليس كذلك الكلم.
فإذا أخبرت عنه بالكلم قلت :تكلم بالحمد قال :والحكاية على ثلثة أوجه.
أحدها :حكاية على اللفظ والمعنى ،نحو " :قالءاتوني افرغ عليه قطرا "(.)1
إذا حكاه من يعرف لفظه ومعناه.وحكاية على المعنى ،وحكاية على اللفظ ،نحو ما إذا حكاه من يعرف لفظه دون
معناه ،نحو أن يقول نحاسا بدل قوله :قطرا(.اللغات).
1764الفرق بين القوي والقادر :أن القوي هو الذي يقدر على الشئ وعلى ما هو أكثر منه ولهذا ل يجوز أن
يقال للذي إستفرغ قدرته في الشئ أنه قوي عليه وإنما يقال له إنه قوي عليه إذا كان في قدرته فضل لغيره ،ولهذا
قال بعضهم القوي القادر العظيم الشأن فيما يقدر عليه.
1765الفرق بين القياس وبن الجتهاد :أن القياس حمل الشئ على الشئ في بعض أحكامه لوجه من الشبه وقيل
حمل الشئ على الشئ وإجراء حكمه عليه لشبه بينهما عند الحامل ،وقال أبوهاشم رحمه ال " :حمل شئ على
شئ وإجراء حكمه عليه " ولذلك سمي المكيال مقياسا من حيث كان يحمل عليه ما يراد كيله ،وكذلك يسمون ما
يقدر به النعال مقياسا أيضا ،ولذلك ل يستعمل القياس في شئ من غير إعتبار له بغيره وإنما يقال قست الشئ
بالشئ فل( )1يقال لمن شبه شيئا بشئ من غير أن يحمل أحدهما على الخر ويجري حكمه عليه قايس ،ولو جاز
ذلك لجاز أن يسمى ال تعالى قايسا لتشبيه الكافر بالميت والمؤمن بالحي والكفر بالظلمة واليمان بالنور ،ومن
قال القياس إستخراج الحق من الباطل فقد أبعد لن النصوص قد يستخرج بها ذلك ول يسمى قياسا ،ومثال القياس
قولك إذا كان ظلم المحسن ل يجوز من حكيم فعقوبة المحسن ل تجوز منه ،والفقهاء يقولون هو حمل الفرع على
الصل لعلة الحكم ،والجتهاد موضوع في أصل اللغة لبذل المجهود ،ولهذا يقال إجتهد في حمل الحجر إذا بذل
مجهوده فيه ول يقال إجتهدت في حمل النواة ،وهو عند المتكلمين ما يقتضي غلبة الظن في الحكام التي كل
مجتهد فيها مصيب ولهذا يقولون قال أهل الجتهاد كذا وقال أهل القياس كذا فيفرقون بينهما ،فعلى هذا الجتهاد
أعم من القياس لنه يحتوي على القياس وغيره ،وقال الفقهاء الجتهاد بذل المجهود في تعرف حكم الحادثة من
النص ل بظاهره ول فحواه ،ولذلك قال معاذ :أجتهد رأيي فيما ل أجد فيه كتابا ول سنة ،وقال الشافعي :الجتهاد
والقياس واحد وذلك أن الجتهاد عنده هو أن يعلل أصل ويرد غيره إليه بها ،فأما الرأي فما أوصل إليه الحكم
الشرعي من الستدلل والقياس ولذلك قال معاذ :أجتهد رأيي ،وكتب عمر هذا ما رأى عمر وقال علي عليه
السلم :رأي ورأي عمر أن ل يبعن ثم رأيت بيعهن ،يعني امهات الولد ،وفيه دللة على بطلن قول من يرد
الرأي ويذمه ،والترجيح ما أيد به العلة والخبر إذا قابله ما يعارضه ،والستدلل أن يدل على أن الحكم في الشئ
ثابت من غير رده إلى أصل ،والجتهاد ل يكون إل في الشرعيات وهو مأخوذ من بذل المجهود واستفراغ الوسع
في النظر في الحادث ليرده إلى المنصوص على حسب ما يغلب في الظن وإنما يوسع ذلك مع عدم الدللة
والنص أل ترى أنه ل يجوز لحد أن يقول إن العلم بحدوث الجسام إجتهاد كما أن سهم الجد إجتهاد ،ول يجوز
أن يقال وجوب خمسة دراهم في مائتي درهم مسألة إجتهاد لكون ذلك مجمعا عليه ،وقد يكون القياس في العقليات
فالفرق بينه وبين الجتهاد ظاهر.
1766الفرق بين القيمة والثمن :أن القيمة هي المساوية لمقدار المثمن من غير نقصان ول زيادة ،والثمن قد
يكون بخسا وقد يكون وفقا وزائدا والملك ل يدل على الثمن فكل ماله ثمن مملوك وليس كل مملوك له ثمن وقال
ال تعالى " ول تشتروا بآياتى ثمنا قليل "( )1فادخل الباء في اليات وقال في سورة يوسف " وشروه بثمن بخس
"( )2فأدخل الباء في الثمن ،قال الفراء :هذا لن العروض كلها أنت مخير في إدخال الباء فيها إن شئت قلت
إشتريت بالثوب كساء وإن شئت قلت إشتريت بالكساء ثوبا أيهما جعلته ثمنا لصاحبه جاز فإذا جئت إلى الدراهم
والدنانير وضعت الباء في الثمن لن الدراهم أبدا ثمن.
1767الفرق بين الثمن والقيمة( :)3الفرق بينهما أن القيمة :ما يوافق مقدارالشئ ،ويعادله.ويدل عليه قول أمير
المؤمنين عليه السلم " :وقيمة المرء ما قد كان يحسنه "( )1والثمن :ما يقع التراضي به مما يكون وفقا له ،أو
أزيد ،أو انقص.ويرشد إليه قوله سبحانه( :وشروه بثمن بخس)(.)2
فإن تلك الدراهم العديدة لم تكن قيمة يوسف ،وإنما وقع عليها التراضي ،وجرى عليها البيع
* *1حرف الكاف
1768الفرق بين الكائن والثابت :أن الكائن ل يكون إل موجودا ويكون ثابت ليس بموجود وهو من قولهم فلن
ثابت النسب معنى ذلك أنه معروف النسب وإن لم يكن موجودا ويقال شئ ثابت بمعنى أنه مستقر ل يزول،
ويستعمل الثبات في الجسام والعراض وليس كذلك الكون.
1769الفرق بين الكائن والواقع( :)1والفرق بينهما :أن الواقع ل يكون إل حادثا ،تشبيها بالحائط الواقع ،لنه من
أبين الشياء في الحدوث.والكائن أعم منه ،لنه بمنزلة الموجود الثابت ،يكون حادثا وغير حادث.
قاله الطبرسي(.اللغات).
1771الفرق بين الكأس والقدح :وذلك أن الكأس ل تكون إل مملؤة والقدح تكون مملؤة وغير مملؤة.وكذلك
الفرق بين الخوان والمائدة وذلك أنها ل تسمى مائدة إل إذا كان عليها طعام وإل فهو خوان.وال سبحانه
وتعالى أعلم.
1772الفرق بين الكآبة والحزن :أن الكآبة أثر الحزن البادي على الوجه ومن ثم يقال عليه كآبة ول يقال عله
حزن أو كرب لن الحزن ل يرى ولكن دللته على الوجه وتلك الدللت تسمى كآبة والشاهد قول النابغة:
1773الفرق بين قولك تكأدني الشئ وقولك شق علي :أن معنى قولك يكأدني آذانى ومعنى قولك شق علي،
والشق الطويل سمي بذلك لبعد أوله من آخره والشقة البعد والشقة من الثياب ترجع إلى هذا ،وأما قولهم بهظني
الشئ معناه شق علي حتى غلبني والباهظ الشاق الغالب ،وأما قولهم بهرني الشئ فإن الباهر الذي يغلب من غير
تكلف ومنه قيل القمر الباهر.
1774الفرق بين الكاشح والعدو :أن الكاشح هو العدو الباطن العداوة كأنه أضمر العداوة تحت كشحه ويقال
كاشحك فلن إذا عاداك في الباطن والسم الكشيحة والمكاشحة.
1775الفرق بين الكافر والمشرك( :)1قال بعض المتأخرين :الكافر اسم لمن ل إيمان له ،فإن أظهر اليمان
خص باسم المنافق ،وإن أظهر الكفر
بعد السلم خص باسم المرتد ،لرجوعه عن السلم.
فإن قال بإلهين فصاعدا خص باسم المشرك ،وإن كان متدينا ببعض الديان والكتب المنسوخة خص باسم
الكتابي ،وإن كان يقول بقدم الدهر وإستناد الحوادث إليه سمي باسم الدهري.وإن كان ل يثبت البارئ خص باسم
المعطل ،وإن كان مع اعترافه بنبوة نبينا محمد صلى ال عليه وآله ،وإظهار شرائع السلم ،ويبطن عقائد من
كفر بالتفاق خص باسم الزنديق(.اللغات).
1776الفرق بين كاف التشبيه وبين المثل :أن الشئ يشبه بالشئ من وجه واحد ل يكون مثله في الحقيقة إل إذا
أشبهه من جميع الوجوه لذاته فكأن ال تعالى لما قال " ليس كمثله شئ "( )1أفاد أنه ل شبه له ول مثل ولو كان
قوله تعالى " ليس كمثله شئ " نفيا أن يكون لمثله مثيل لكان قولنا ليس كمثل زيد رجل مناقضة لن زيدا مثل من
هو مثله والتشبيه بالكاف يفيد تشبيه الصفات بعضها ببعض وبالمثل يفيد تشبيه الذوات بعضها ببعض تقول ليس
كزيد رجل أي في بعض صفاته لن كل أحد مثله في الذات ،وفلن كالسد أي في الشجاعة دون الهيئة وغيرها
من صفاته وتقول السواد عرض كالبياض ول تقول مثل البياض.
1777الفرق بين الكبر والتيه :أن الكبر هو إظهار عظم الشأن وهو في صفات ال تعالى مدح لن شأنه عظيم،
وفي صفاتنا ذم لن شأننا صغير وهو أهل للعظمة ولسنا لها بأهل ،والشأن هاهنا معنى صفاته التي هي في أعلى
مراتب التعظيم ويستحيل مساواة الصغر له فيها على وجه من الوجوه ،والكبير الشخص والكبير في السن
والكبير في الشرف والعلم يمكن مساواد الصغير له ،أما في السن فبتضاعف مدة البقاء في الشخص تتضاعف
أجزاؤه ،وأما بالعلم فباكتساب مثل ذلك العلم.والتيه أصله الحيرة والضلل وإنما سمي المتكبر تائها على وجه
التشبيه بالضلل والتحير ول يوصف ال به ،والتيه من الرض ما يتحير فيه وفي القرآن " يتيهون في الرض
"( )1أي يتحيرون.
1779الفرق بين الكبر والزهو :أن الكبر إظهار عظم الشأن وهو فينا خاصة رفع النفس فوق الستحقاق،
والزهو على ما يقيضيه الستعمال رفع شئ إياها من مال أو جاه وما أشبه ذلك أل ترى أنه يقال زها الرجل وهو
مزهو كأن شيئا زهاه أي رفع قدره عنده وهو من قولك زهت الريح الشئ إذا رفعته ،والزهو التزيد في الكلم.
1781الفرق بين الكبر والكبرياء :أن الكبر ما ذكرناه( )2والكبرياء هي العز والملك وليست من الكبر في شئ
والشاهد قوله تعالى " وتكون لكما الكبرياء في الرض "( )3يعني الملك والسلطان والعزة ،وأما التكبر فهو
إظهار الكبر مثل التشجع إظهار الشجاعة إل أنه في صفات ال تعالى بمعنى أنه يحق له أن يعتقد أنه الكبير وهو
على معنى قولهم تقدس وتعالى ،ل على ترفع علينا وتعظيم.وقيل المتكبر في صفاته بمعنى أنه المتكبر عن ظلم
عباده.
1787الفرق بين الكتاب والباب والفصل( :)1قال شيخنا الرنيني طاب ثراه :الكتاب هو الجامع لمسائل متحدة في
الجنس مختلفة في النوع.والباب :هو الجامع لمسائل متحدة في النوع ،مختلفة في الصنف.والفصل :هو الجامع
لمسائل متحدة في الصنف ،مختلفة في الشخص(.اللغات) 1788 .الفرق بين الكتاب والدفتر :أن الكتاب يفيد أنه
مكتوب ول يفيد الدفتر ذلك أل ترى أنك تقول عندي دفتر بياض ول تقول عندي كتاب بياض.
1790الفرق بين الكتاب والمصحف :أن الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق ،والمصحف ل يكون إل
جماعة أوراق صحفت أي جمع بعضها إلى بعض ،وأهل الحجاز يقولون مصحف بالكسر أخرجوه مخرج ما
يتعاطى باليد وأهل نجد يقولون مصحف وهو أجود اللغتين ،وأكثر ما يقال المصحف لمصحف القرآن ،والكتاب
أيضا يكون مصدرا بمعنى الكتابة تقول كتبته كتابا وعلمته الكتاب والحساب وفي القرآن " ولو نزلنا عليك كتابا
في قرطاس "( )1أي كتاب في قرطاس ولو كان الكتاب هو المكتوب لم يحسن ذكر القرطاس.
1795الفرق بين الكتمان والختفاء :أن الكتمان هو السكوت عن المعنى وقوله تعالى " إن الذين يكتمون ما
أنزلنا من البينات "( )2أي يسكتون عن ذكره ،والخفاء يكون في ذلك وفي غيره ،والشاهد أنك تقول أخفيت
الدرهم في الثوب ول تقول كتمت ذلك وتقول كتمت المعنى وأخفيته فالخفاء أعم من الكتمان.
1796الفرق بين الكتمان والسر( :)1قيل :المكتوم يختص بالمعاني كالسرار والخبار ،لن الكتمان ل يستعمل
إل فيهما.والمستور يختص بالجثث والعيان ،لن الصل في السر تغطية الشئ بغطاء.
قلت :ويؤيده عبارة الدعاء في الصحيفة الشريفة " )2(:ول تبرز مكتومي ول تكشف مستوري ".والعطف ظاهر
في المغايرة فهو من باب عطف( )3الشئ على مغايره ،أو من عطف العام على الخاص(.اللغات).
1798الفرق بين الكثير والكبير( :)4وقد فرق بينهما بأن الكبير بالباء الموحدة بحسب الشأن والخطر ،كالجليل
والعظيم.والكثير بالمثلثة بحسب الكمية والعدد( )5فيقال :دار واحدة كبيرة.ول يجوز :كثيرة .ويقال :جنود كثيرة
ول يجوز :كبيرة ،وأيضا :الكبير نقيض الكثير ،والكثير نقيض القليل((.)1اللغات).
1799الفرق بين الكثير والوافر :أن الكثرة زيادة العدد ،والوفور إجتماع آخر الشئ حتى يكثر حجمه أل ترى أنه
يقال كردوس وافر والكردوس عظم عليه لحم ول يقال كردوش كثير وتقول حظ وافر ول تقول كثير وإنما تقول
حظوظ كثيرة ورجال كثيرة وليقال رجل كثيرة فهذا يدل على أن الكثرة ل تصح إل فيما له عدد وما ل يصح أن
يعد ل تصح فيه الكثرة إل على إستعارة وتوسع.
1800الفرق بين الكدح والكسب :أن الكدح الكسب المؤثر في الخلل كتأثير الكدح الذي هو الخدش في الجلد،
وقال ال تعالى " إنك كادح إلى ربك كدحا فملقيه "( )2وهو يرجع إلى شدة الجتهاد في السعى والجمع وفلن
يكدح لدنياه ويكدح لخرته أي يجتهد لذلك.
1801الفرق بين الكذب والفتراء والبهتان( :)3الكذب :هو عدم مطابقة الخبر للواقع ،أو( )4لعتقاد المخبر
لهما على خلف في ذلك.والفتراء :أخص منه ،لنه الكذب في حق الغير بما ل يرتضيه ،بخلف الكذب فإنه قد
يكون في حق المتكلم نفسه ،ولذا يقال لمن قال( :فعلت كذا ولم أفعل كذا) مع عدم صدقه في ذلك :هوكاذب ،ول
يقال :هو مفتر ،وكذا من مدح أحدا بما ليس فيه ،يقال :إنه كاذب في وصفه ،وليقال :هو مفتر ،لن في ذلك مما
يرتضيه المقول فيه غالبا.وقال سبحانه حكاية عن الكفار " :افترى على ال كذبا "(.)1
لزعمهم أنه أتاهم بما ل يرتضيه ال سبحانه مع نسبته إليه.وأيضا قد يحسن الكذب على بعض الوجوه ،كالكذب
في الحرب ،وإصلح ذات البين ،وعدة الزوجة ،كما وردت به الرواية ،بخلف الفتراء.وأما البهتان :فهو الكذب
الذي يواجه به صاحبه على وجه المكابرة له.
فإن اليهود كانوا يواجهون مريم عليها السلم بالقذف ،وينسبونها إلى ما ل ينبغي من القول بالمشافهة(.اللغات).
1802الفرق بين الكذب والفك :أن الكذب إسم موضوع للخبر الذي ل مخبر له على ما هو به ،وأصله في
العربية التقصير ومنه قولهم كذب عن قرنه في الحرب إذا ترك الحملة عليه وسواء كان الكذب فاحش القبح أو
غير فاحش القبح ،والفك هو الكذب الفاحش القبح مثل الكذب على ال ورسوله أو على القرآن ومثل قذف
المحصنة وغير ذلك مما يفحض قبحه وجاء في القرآن على هذا الوجه قال ال تعالى " ويل لكل أفاك أثيم "()3
وقوله تعالى " إن الذين جاءو بالفك عصبه منكم "( )4ويقال للرجل إذا أخبر عن كون زيد في الدار وزيد في
السوق إنه كذب ول يقال إفك حتى يكذب كذبة يفحش قبحها على ما ذكرنا وأصله في العربية الصرف وفي
القرآن " أنى يؤفكون "( )1أي يصرفون عن الحق ،وتسمى الرياح المؤتفكات لنها تقلب الرض فتصرفها عما
عهدت عليه ،وسميت ديار قوم لوط المؤتفكات لنها قلبت بهم.
1803الفرق بين الكذب والجحد :أن الكذب هو الخبر الذي ل مخبر له على ما هو به ،والجحد إنكارك الشئ
الظاهر أو إنكارك الشئ مع علمك به فليس الجحد له إل النكار الواقع على هذا الوجه ،والكذب يكون في إنكار
وغير إنكار.
1810الفرق بين الكراهة ونفور الطبع :أن الكراهة ضد الرادة ،ونفور الطبع ضد الشهوة وقد يريد النسان
شرب الدواء المر مع نفور طبعه منه ،ولو كان نفور الطبع كراهة لما اجتمع مع الرادة ،وقد تستعمل الكراهة
في موضع نفور الطبع مجازا ،وتسمى المراض والسقام مكاره وذلك لكثرة ما يكره النسان ما ينفر طبعه منه،
ولذلك تسمى الشهوة محبة والمشتهي محبوبا لكثرة ما يحب النسان ما يشتهيه ويميل إليه طبعه ،ونفور الطبع
يختص بما يؤلم ويشق على النفس ،والكراهة قد تكون كذلك ولما يلذ ويشتهي من المعاصي وغيرها.
1814الفرق بين الكريم والمتكرم( :)1قال الراغب :إذا وصف ال بالكرم بمعنى انتفاء النقائص عن الشئ،
واتصافه بجميع المحامد فهذا المعنى صحيح في وصفه تعالى.والمتكرم :البليغ الكرم أو المتنزه عما ل يليق
بجنابه القدس.
1816الفرق بين الكسب والكتساب :)2(:قيل :الول أخص ،لن الكسب لنفسه ولغيره ،والكتساب ما يكتسبه
لنفسه خاصة.وقيل :في الكتساب مزيد أعمال ،وتصرف ،لهذا خص بجانب الشرفي قوله تعالى " :لها ما كسبت
وعليها ما اكتسبت "(.)3
دللة على أن العبد ل يؤاخذ من السيئات إل بما عقد الهمة عليه ،وربط القلب به ،بخلف الخير ،فإنه يثاب عليه
كيفما صدر عنه(.اللغات).
1817الفرق بين الكسب والخلق :أن الكسب الفعل العائد على فاعله بنفع أو ضر ،وقال بعضهم الكسب ما وقع
بمراس وعلج ،وقال آخرون الكسب ما فعل بجارحة وهو الجرح وبه سميت جوارح النسان جوارح وسمي ما
يصاد به جوارح وكواسب ولهذ ل يوصف ال بأنه مكتسب والكتساب فعل المكتسب ،والمكتسب إذا كان مصدرا
فهو فعل المكتسب وإذا لم يكن مصدرا فليس بفعل ،يقال إكتسب الرجل مال وعقل واكتسب ثوابا وعقابا ،ويكون
بمعنى الفعل في قولك إكتسب طاعة ،فحد المكتسب هو الجاعل للشئ مكتسبا له بحادث إما بنفسه أو غيره
فمكتسب الطاعة هو الجاعل لها مكتسبة بإحداثها ومكتسب المال هو الجاعل له مكتسبا بإحداث ما يملكه به.
1821الفرق بين الكفالة والضمان :أن الكفالة تكون بالنفس والضمان يكون بالمال ،أل ترى أنك تقول كفلت زيدا
وتريد إذا التزمت( )1تسليمه ،وضمنت الرض إذا التزمت أداء الجر عنها ول يقال كفلت بالرض لن عينها
ل تغيب فيحتاج إلى إحضارها فالضمان إلتزام شئ عن المضمون والكفالة إلتزام نفس المكفول به ومنه كفلت
الغلم إذا ضممته إليك لتعوله ،ول تقول ضمنته لنك إذا طولبت به لزمك تسليمه ول يلزمك تسليم شئ عنه وفي
القرآن " وكفلها زكريا "( )2ولم يقل ضمنها ،ومن الدليل على أن الضمان يكون للمال والكفالة للنفس أن النسان
يجوز أن يضمن عمن ل يعرفه ،ول يجوز أن يكفل من ل يعرفه لنه إذا لم يعرفه لم يتمكن من تسليمه ويصح أن
يؤدي عنه وإن لم يعرفه.
1822الفرق بين الكفر واللحاد :أن الكفر إسم يقع على ضروب من الذنوب فمنها الشرك بال ومنها الجحد
للنبوة ومنها إستحلل ما حرم ال وهو راجع إلى جحد النبوة وغير ذلك مما يطول الكلم فيه وأصله التغطية،
واللحاد إسم خص به إعتقاد نفي التقديم مع إظهار السلم وليس ذلك كفر اللحاد أل ترى أن اليهود ل يسمى
ملحدا وان كان كافرا وكذلك النصراني وأصل اللحاد الميل ومنه سمي اللحد لحدا لنه يحفر في جانب القبر.
1823الفرق بين الكفر والشرك :أن الكفر خصال كثيرة على ما ذكرنا( )3وكل خصلة منها تضاد خصلة من
اليمان لن العبد إذا فعل خصلة
من الكفر فقد ضيع خصلة من اليمان ،والشرك خصلة واحدة وهو إيجاد الهية مع ال أو دون ال واشتقاقه ينبئ
عن هذا المعنى ثم كثر حتى قيل لكل كفر شرك على وجه التعظيم له والمبالغة في صفته وأصله كفر النعمة
ونقيضه الشكر ونقيض الكفر بال اليمان ،وإنما قيل لمضيع اليمان كافر لتضييعه حقوق ال تعالى وما يجب
عليه من شكر نعمه فهو بمنزلة الكافر لها ونقيض الشرك في الحقيقة الخلص ثم لما استعمل في كل كفر صار
نقيضه اليمان ول يجوز أن يطلق إسم الكفر إل لمن كان بمنزلة الجاحد لنعم ال وذلك لعظم ما معه من المعصية
وهو إسم شرعي كما أن اليمان إسم شرعي.
1828الفرق بين الكلءة والحفظ :أن الكلءة هي إمالة الشئ إلى جانب يسلم فيه من الفة ومن ثم يقال كلت
السفينة إذا قربتها إلى الرض والكلء مرفأ السفينة فالحفظ أعم لنه جنس الفعل فإن استعملت إحدى الكلمتين في
مكان الخرى فلتقارب معنييهما.
1835الفرق بين الكل والكلي( :)2قد فرق بينهما بوجوه منها :أن الكل
متقوم بأجزائه ،والكلي متقوم بجزئياته.ومنها :أن الكل في الخارج ،والكلي في الذهن.ومنها :أن أجزاء الكل
تتناهى وجزئيات الكلي غير متناهية.ومنها :أن الكل ل يحمل على أجزائه كالسكنجبين مثل ،فإنه ل يطلق على
كل من العسل والخل بانفراده ،إنه سكنجبين.والكلي يحمل على جزئياته ،كالنسان بالنسبة إلى أفراده ،فإنه يطلق
على زيد وعمر وأنه إنسان(.اللغات).
1836الفرق بين الكلمة والعبارة :أن الكلمة الواحدة من جملة الكلم ثم سميت القصيدة كلمة لنها واحدة من
جملة القصائد.والعبارة عن الشئ هي الخبر عنه بما هو عليه من غير زيادة ول نقصان أل ترى أنه لو سئل عن
الجسم فقيل هو الطويل العريض العميق المانع لم يكن ذلك عبارة عن الجسم لزيادة المانع في صفته ولو قيل هو
الطويل العريض لم يكن ذلك عبارة عنه أيضا لنقصان العمق من حده.ويقال فلن يعبر عن فلن إذا كان يؤدي
معاني كلمه على وجهها من غير زيادة فيها ول نقصان منها وإذا زاد فيها أو نقص منها لم يكن معبرا عنه.وقيل
العبارة من قولك عبرت الدنانير وإنما يعبر ليعرف مقدار وزنها فيرتفع الشكال في صفتها بالزيادة
والنقصان.وسميت العبارة عبارة لنها تعبر المعنى إلى المخاطب ،والتعبير وزن الدنانير لنها تعبر به من حال
المقدار إلى ظهره.والعبرة الدمعة المترددة في العين لعبورها من أحد الجانبين إلى الخر ،والعبرة الية التي يعبر
بها من منزلة الجهل إلى العلم ،والتعبير تفسير الرؤيا لنه يعبر بها من حال النوم إلى اليقظة ،والعبارة بمنزلة
القول في أنها إسم لما يتكلم به المتكلم أجمعوأنها تقتضي معبرا عنه ،وتكون مفردا وجملة فالمفرد قولك عبرت
عن الرجل بزيد ،والجملة قولك عبرت عما قلته بقام زيد وبزيد منطلق.
1838الفرق بين الكمال والتمام :أن قولنا كمال إسم لجتماع أبعاض الموصوف به ولهذا قال المتكلمون العقل
كمال علوم ضروريات يميز بها القبيح من الحسن يريدون إجتماع علوم ،ول يقال تمام علوم لن التمام إسم
للجزء والبعض الذي يتم به الموصوف بأنه تام ولهذا قال أصحاب النظم القافية تمام البيت ول يقال كمال البيت
ويقولون البيت بكماله أي باجتماعه والبيت بتمامه أي بقافيته ،ويقال هذا تمام حقك للبعض الذي يتم به الحق ول
يقال كمال حقك ،فإن قيل لم قلت إن معنى قول المتكلمين كمال علوم إجتماع علوم؟ قلنا ل إختلف بينهم في ذلك
والذي يوضحه أن العقل المحدود بأنه كمال علوم هو هذه الجملة واجتماعها ولهذا ل يوصف المراهق بأنه عاقل
وإن حصل بعض هذه العلوم أو أكثرها له وإنما يقال له عاقل إذا اجتمعت له.
1840الفرق بين الكنف والجانب :أن الكنف هو ما يسد الشئ من أحد جانبيه ولهذا يستعمل في المعونة أكنف
الرجل إذا أعانه وكنفته إذا حطته وكنفت البل إذا حطتها في حظيرة من الشجر ،ويجوز أن يقال الفرق بين
الجانب والكنف أن الكنف هو الجانب المعتمد عليه وليس كذلك الجانب 1841 .الفرق بين قولك كننته وقولك
سترته :أن معنى كننته صنته والموضع الكنين هو المصون وذلك أن يكون كنينا وإن لم يكن مستورا ،وقيل الدر
المكنون لنه في حق يصان فيه ،وجارية مكنونة في الحجاب أي مصونة قال العشى * :وبيضة في الدعص
مكنونة * والبيضة ليست بمستورة وإنما هي مصونة عن الترجرج والنكسار ،واكتننت الشئ في نفسي إذا صنته
عن الداء ودخلت فيه اللف واللم على معنى جعلت له كذا ،وفي القرآن " ما تكن صدورهم "(.)1
1845الفرق بين الكون والسكون :أن الجوهر في حال وجوده كائن وليس بساكن ،والكون في حال خلق ال
تعالى الجسم يسمى كونا فقط وما يوجد عقيب ضده منها حركة ويجب أن تحد الحركة بأنها كون يقع عقيب ضده
بل فصل إحترازا من أن يوجد عقيب ضده وقد كان
عدم ،والسكون هو الذي يوجب كون الجسم في المحاذاة التي كان فيها بل فصل ودخل فيه الباقي والحادث،
واعلم أن القيام والقعود والضطجاع والصعود والنزول وما شاكل ذلك عبارات عن أكوان تقع على صفات
معقولة.
1846الفرق بين الكون والمماسة :أن الكون هو ما يوجب حصول الجسم في المحادثات ويحل في الجزء
والمفرد ،والمماسة ل توجد إل في الجزئين وأيضا فإنك تبطل الكون من الحجر بنقلك اياه من غير أن تبطل
مماسته ،وتبطل مماسة الجسم بنقل جسم عنه من غير أن يبطل كونه ،وأيضا فإن الجسم قد تم بين الجسم من
الجهات الست ول يكون كائنا إل في مكان واحد وأيضا فإنه يوجد الكون والمكان معدوم ول توجد المماسة
والمماس معدوم ،وأيضا فإن المماسة تحل المماس وتحل( )1مكانه ،والكون ل يحل إل مكانه.
1849الفرق بين الكيس والحذق والفطنة :أن الكيس هو سرعة الحركة في المور والخذ فيما يعني منها دون ما
ل يعني يقال غلم كيس إذا كان يسرع الخذ فيما يؤمر به ويترك الفضول وليس هو من قبيل العلوم ،والحذق
أصله حدة القطع يقال حذقه إذا قطعه ،وقولهم حذق الصبي القرآن معناه أنه بلغ آخره قطع تعلمه وتناهى في حفظ
ه وكل حاذق بصناعة فهو الذي تناهى فيها وقطع تعلمها فلما كان ال تعالى ل توصف معلوماته بالنقطاع لم
يجز أن يوصف بالحذق
* *1حرف اللم
1850الفرق بين ل وما :أن ل سؤال إستفهام كقولك أتقول كذا فيكون الجواب ل ،وما جواب عن الدعوى تقول
قلت كذا فيكون الجواب ما قلت.
1852الفرق بين اللئيم والبخيل( :)1قال صاحب أدب الكاتب " :يذهب الناس إلى أنهما سواء ،وليس كذلك ،إنما
البخيل :الشحيح الضنين( ،)2واللئيم :الذي جمع الشح ،ومهانة النفس ،ودناءة الباء.
1855الفرق بين اللحن والخطأ :أن اللحن صرفك الكلم عن جهته ثم صار إسما لزما لمخالفة العراب،
والخطأ إصابة خلف ما يقصد وقد يكون في القول والفعل ،واللحن ل يكون إل في القول تقول لحن في كلمه
ول يقال لحن في فعله كما يقال أخطأ في فعله إل على إستعارة بعيدة ،ولحن القول ما دل عليه القول وفي القرآن
" ولتعرفنهم في لحن القول "( )1وقال إبن النباري :لحن القول معنى القول ومذهبه واللحن أيضا اللغة يقال هذا
بلحن اليمن ،واللحن بالتحريك الفطنة ومنه قوله عليه السلم فلعل بعضكم ألحن بحجته.
1856الفرق بين لدني وعندي :أن لدني يتمكن تمكن عند أل ترى أنك تقول هذا القول عندي صواب ول تقول
لدني صواب وتقول عندي مال ول تقول لدني مال ولكن تقول لدني مال إل أنك تقول ذلك في المال الحاضر
عندك ويجوز أن تقول عندي مال وإن كان غائبا عنك لن لدني هو لما يليك وقال بعضهم لدن لغة لدني.
1859الفرق بين اللذة والنعمة :أن اللذة ل تكون إل مشتهاة ويجوز أن تكون نعمة ل تشتهي كالتكليف ،وإنما
صار التكليف نعمة لنه يعود عليها بمنافع وملذ وإنما سمي ذلك نعمة لنه سبب للنعمة.
1860الفرق بين اللذع واللسع( :)1الفرق بينهما أن اللذع :يقال لما يضرب بفيه كالحية.ومنه قول بعض الرجاز(
.)2
1866الفرق بين اللطف واللطف :أن اللطف هو البر وجميل الفعل من قولك فلن يبرني ويلطفني ويسمى ال
تعالى لطيفا من هذا الوجه أيضا لنه يواصل نعمه إلى عباده.
1871الفرق بين اللعن والبهل :أن اللعن هو الدعاء على الرجل بالبعد ،والبهل الجتهاد في اللعن ،قال المبرد:
بهله ال ينبئ عن اجتهاد الداعي عليه باللعن ولهذا قيل للمجتهد في الدعاء المبتهل.
1872الفرق بين اللغز والمعمى( :)1قد فرق بينهما بأن الكلم إذا دل على اسم شئ من السماء بذكر صفات له
تميزه عما عداه ،كان ذلك لغزا ،وإذا دل على اسم خاص بملحظة كونه لفظا بدللة بينة تؤثره ،سمي ذلك معمى.
فالكلم الدال على بعض السماء يكون معمى من حيث إن مدلوله اسم من السماء بملحظة الرمز على حروفه،
ولغزا من حيث إن مدلوله ذات من الذوات بملحظة أوصافها.
1875الفرق بين لما ولم :أن لما يوقف عليها نحو قد جاء زيد فتقول لما أي لما يجئ ول يجوز في ذلك كلمهم
كاد ولما كاد يفعل ولم يفعل ،ولما جواب قد فعل ولم جواب فعل لن قد للتوقع وقال سيبويه :ليست ما في لما زادة
لن لما تقع في مواضع ل تقع فيها لم فإذا قال القائل لم يأتني زيد فهو نفي لقوله أتاني زيد وإذا قال لما يأتني
فمعناه أنه لم يأت وإنما يتوقعه.
1876الفرق بين اللمح واللمع 1877 .)1881(:الفرق بين قولك لمزه وبين قولك عابه :أن اللمز هو أن يعيب
الرجل بشئ يتهمه فيه ولهذا قال تعالى " ومنهم من يلمزك في الصدقات "( )1أي يعيبك ويتهمك أنك تضعها في
غير موضعها ول يصح اللمز فيما ل تصح فيه التهمة ،والعيب يكون بالكلم وغيره يقال عاب الرجل بهذا القول
وعاب الناء بالكسر له ول يكون اللمز إل قول.
1879الفرق بين اللمس والمس :أن اللمس يكون باليد خاصة ليعرف اللين من الخشونة والحرارة من البرودة،
والمس يكون باليد وبالحجر وغير ذلك ول يقتضي أن يكون باليد ولهذا قال تعالى " مستهم البأساء "( )2وقال "
وإن يمسسك ال بضر "( )3ولم يقل يلمسك.
قيل :الفرق بينهما أن اللمس لصوق بإحساس ،والمس :لصوق فقط.وقد يكون اللمس بمعنى المس.وقال
البيضاوي :المس :إيصال الشئ بالبشرة بحيث تتأثر الحاسة.واللمس كالطلب له ،ولذلك يقال :ألمسه فل
أجده.انتهى.والمراد أن اللمس ينبئ عن اعتبار الطلب له سواء كان داخل في مفهومه ،أو لزما له.وقد يستعار
اللمس للصابة ،ومنه قوله تعالى " :إن تمسسكم حسنة "(.)1
قال في الساس( :)2ومن المجاز :مسه الكبر ،ومسه العذاب ،انتهى.وقال علي بن عيسى( :)3إن المس يكون بين
جمادين ،واللمس ل يكون إل بين حيين ،لما فيه من
[ / 25أ](.اللغات).
1881الفرق بين اللمع واللمح :أن اللمع أصله في البرق وهي البرقة ثم الخرى المرة بعد المرة ،واللمح مثل
اللمع في ذلك إل أن اللمع ل يكون إل من بعيد هكذا حكاه السكري في تفسير قول إمرئ القيس :وتخرج منه ل
معات كأنها * أكف تلقى الفوز عند المفيض والبرق أصله فيما يقع به الرعب ولهذا استعمل في التهدد.
1885الفرق بين اللهو واللعب :أنه ل لهو إل لعب وقد يكون لعب ليس بلهو لن اللعب يكون للتأديب كاللعب
بالشطرنج وغيره ول يقال لذلك لهو وإنما اللهو لعب ل يعقب نفعا وسمي لهوا لنه يشغل عما يعني من قولهم
ألهاني الشئ أي شغلني ومنه قوله تعالى " ألهاكم التكاثر "(.)1
1886الفرق بين اللهو واللعب( :)2اللهو :ما يشغل النسان عما يعنيه.ويهمه.واللعب :طلب المزح بما ل يحسن
أن يطلب به(.)3
كلعاب الطفل(.اللغات).
1887الفرق بين قولك لهيت عن الشئ وقولك تركت الشئ :أنه يقال لهيت عنه إذا تركته سهوا أو تشاغل ،ول
يقال لمن ترك الشئ عامدا أنه لهى عنه ،وقول صاحب الفصيح لهيت عن الشئ إذا تركته غلط أل ترى أنه ل
يقال لمن ترك الكل بعد شبع أو الشرب بعد الري أنه لهى عن ذلك ،وأصله من اللهو ميل النفعال والمطاوعة.
1888الفرق بين اللوذعي واللمعي :أن اللوذعي هو الخفيف الظريف مأخود من لذع النار وهو سرعة أخذها
في الشئ ،واللمعي هو الفطن الذكي الذي يتبين عواقب المور بأدني لمحة تلوح له.
1890الفرق بين اللوم والعتاب .)1403(:الفرق بين اللوم والذم :أن اللوم هو تنبيه الفاعل على موقع الضرر في
فعلة وتهجين طريقته فيه ،وقد يكون اللوم على الفعل الحسن كاللوم على السخاء والذم ل يكون إل على القبيح
واللوم أيضا يواجه به الملوم ،والذم قد يواجه به المذموم ويكون دونه ،وتقول حمدت هذا الطعام أو ذممته وهو
إستعارة ول يستعار اللوم في ذلك.
1892الفرق بين المائق والحمق :أن المائق هو السريع البكاء القليل الحزم والثبات ،والماقة البكاء وفي المثل:
أنا يئق وصاحبي مئق فكيف نتفق ،وقال بعضهم المائق السئ الخلق ،وحكى إبن النباري :أن قولهم أحمق مائق
بمنزلة عطشان نطشان وجائع نائع(.)1
1895الفرق بين المال والنشب :أن المال إذا لم يقيد فإنما يراد به الصامت والماشية ،والنشب ما نشب من
العقارات قال الشاعر:
1899الفرق بين المالك والقادر :أن الملك يضاف إلى المقدور وغير المقدور نحو زيد مالك للمال وليس بقادر
عليه فالقادر على الشئ قادر على إيجاده والمالك للشئ مالك لتصريفه ،وقد يكون المالك بمعنى القادر سواء وهو
قوله تعالى " مالك يوم الدين "( )1ويوم الدين لم يوجد فيملك وإنما المراد أنه قادر عليه ،والملك في الحقيقة ل
يكون إل لموجود والقدرة ل تكون على الموجود.
1900الفرق بين المالك والملك( :)2الملك :القادر الواسع المقدور الذي له السياسة والتدبير.والمالك :القادر على
التصرف في ماله ،وله أن يتصرف فيه على وجه ليس لحد منعه منه.
قال شيخنا الطبرسي في المجمع في تفسير الفاتحة " )3(:اختلفوا في أن أي القراءتين أمدح ،فمن قرأ (مالك)،
قال :إن هذه الصفة أمدح.
لنه ل يكون مالكا للشئ ،إل وهو يملكه ،وقد يكون ملكا للشئ ول يملكه ،كما يقال :ملك العرب.وملك الروم،
وإن كان ل يملكهم.وقد يدخل في المالك ما ل يصح دخوله في الملك.
فالوصف بالمالك أعم من الوصف بالملك.وال تعالى مالك كل شئ وقد وصف نفسه بأنه :مالك الملك.
فوصفه بالمالك ،أبلغ في الثناء والمدح من وصفه بالملك.ومن قرأ (ملك) قال :إن هذه الصفة أمدح.
[ / 26أ]عل الجمع الكثير ،واختاره السراج( ،)1وقال :إن الملك الذي يملك الكثير من الشياء ،ويشارك غيره
من الناس في ملكه بالحكم عليه.
فكل ملك مالك ،وكل مالك ليس ملكا ،وإنما قال تعالى " مالك الملك "( ،)2لنه تعالى يملك ملوك الدنيا وما ملكوا
فمعناه أنه يملك ملوك الدنيا ،فيؤتي الملك فيها من يشاء.
فأما يوم الدين ،فليس إل ملكه ،وهو ملك الملوك يملكهم كلهم " :وقد يستعمل هذا في الناس ،يقال :فلن ملك
الملوك ،وأمير المراء ،يريد بذلك ،أن من دونه ملوكا وامراء ،ول يقال :ملك الملك ،ول أير المارة ،لن
(أميرا) و (ملكا) صفة غير جارية على فعل ،فل معنى لضافتهما إلى المصدر " انتهى ملخصا(.اللغات).
1901الفرق بين مالك وملك :أن مالك يفيد مملوكا ،وملكا ل يفيد ذلك ولكنه( )3يفيد المر وسعة المقدرة على
أن المالك أوسع من الملك لنك تقول ال مالك الملئكة والنس والجن ومالك الرض والسماء ومالك السحاب
والرياح ونحو ذلك ،ومالك ل يحسن إل في الملئكة والنس والجن قال الفرزدق:
1903الفرق بين قولك مالك ل تفعل كذا وقولك لم ل تفعل :أن قولك لم ل تفعل أعم لنه قد يكون بحال يرجع
إلى غيره ومالك ل تفعل بحال يرجع إليه.
1907الفرق بين المباح والحسن :أن كل مباح حسن وليس كل حسن مباحا وذلك أن أفعال الطفل والملجأ قد
تكون حسنة وليست بمباحة.
1908الفرق بين المبدئ والمبتدئ :أن المبدئ للفعل هو المحدث له وهو مضمن بالعادة وهي فعل الشئ كرة
ثانية ول يقدر عليها إل ال تعالى ،فأما قولك أعدت الكتاب فحقيقته أنك كررت مثله فكأنك قد أعدته ،والمبتدئ
بالفعل هو الفاعل لبعضه من غير تتمة ول يكون
إل لفعل يتطاول كمبتدئ بالصلة وبالكل وهو عبارة عن أول أخذه فيه.
1913الفرق بين المتانة والقوة :أن المتانة صلبة في إرتفاع ،والمتن من الرض الصلب المرتفع والجمع متان،
ومنه سمي عقب الظهر متنا ،والصلبة قريبة من ذلك ،ول تجوز الصفة بالصلبة والمتانة على ال فأما قوله
تعالى " ذو القوة المتين "( )1فالمتين في أسمائه مبالغة في الوصف بأنه قوي وهو في ال توسع لن المتانة في
الصل نقيضة الرخاوة فاستعملت في نقيض الضعف للمبالغة في صفة القوة وال أعلم.
1914الفرق بين المتحقق والعالم :أن المتحقق هو المتطلب حق المعنى حتى يدركه كقولك تعلم أي اطلب العلم،
ولهذا ل يقال إن ال متحقق وقيل التحقق ل يكون إل بعد شك تقول تحققت ما قلته فيفيد ذلك أنك عرفته بعد شك
فيه.
1924الفرق بين المتكير والكبير( :)1قال بعض المحققين :الكبير هو الذي كل شئ ،دونه ،لكمال وجوده ،وكمال
الوجود يرجع إلى شيئين :أحدهما دوامه أزل وأبدا ،فكل وجود مقطوع سابقا ول حقا فهو ناقص ،ولذلك يقال
للنسان إذا طالت مدة وجوده إنه كبير ،أي كبير السن ،طويل مدة البقاء ،ول يقال عظيم.
فإن كان ما طال وجوده مع كونه محدود مدة البقاء كبيرا كان الدائم الزلي البدي الذي يستحيل عليه العدم أولى
بأن يكون كبيرا.والثاني :أن وجوده هو الوجود الذي يصدر عنه وجود كل موجود ،فإن كان الذي تم وجوده في
نفسه كامل وكبيرا ،فالذي حصل منه الوجود لجميع الموجودات أحق أن يكون كامل وكبيرا.والمتكبر :ذو
الكبرياء والعظمة والجبروت ،فهو الذي يرى الكل حقيرا بالضافة إلى ذاته ،ول يرى الكمال والشرف والعز إل
لنفسه.
فإن كانت هذه الرؤية صادقة ،كان التكبر حقا محمودا ،وكان صاحبها جديرا بأن يتكبر حقا.ول يتصور ذلك على
الطلق إل ال سبحانه وإن كان ذلك الرأي باطل ،ولم يكن ما يراه من التفرد بالعظمة كما يراه ،كان التكبر
باطل مذموما.وكل من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على الخصوص دون غيره كانت رؤيته كاذبة ونظره باطل
إل ال سبحانه وتعالى(.اللغات).
1925الفرق بين المتكلم والكلماتي :أن المتكلم هو فاعل الكلم ثم استعمل في القاص ومن يجري مجراه من أهل
الجدل على وجه الصناعة.والكلماتي الحقت به الزوائد للمبالغة ومثله الشعراني.والصفة به تلحق الذرب اللسان
المقتدر على الكلم القوي على الحتجاج ول يوصف ال تعالى به لن الصفة بالذرابة ل تلحقه.
1926الفرق بين المتمكن والقادر :أن المتمكن مضمن باللة والمكان الذي يتمكن فيه ،ولهذا ل تجوز الصفة به
على ال تعالى ،وصفة القادر مطلقة لنه ل يجوز أن يستغني بنفسه عن القدرة كما يستغني بها عن اللة في
الكتابة ونحوها ويقال مكنه ومكن له قال بعضهم معناهما واحد ،قال ومنه قوله تعالى " مكناهم في الرض ما لم
نمكن لكم "( )1قال فجاء باللغتين للتوسع في الكلم ،والصحيح أن مكنت له جعلت له ما يتمكن به ومكنته أقدرته
على ملك الشئ في المكان.
1927الفرق بين المتناقض والمحال :أن من المتناقض ما ليس بمحال وذلك ان القائل ربما قال صدقا ثم نقضه
فصار كلمه متناقضا قد نقض آخره أوله ولم يكن محال لن الصدق ليس بمحال وقولنا محال ل يدخل إل في
الكلم ،ولكن المتكلمين يستعملونه في المعنى الذي ل يصح ثبوته كالصفة وهو في اللغة قول الواصف ثم تعارفه
المتكلمون في المعاني.والمناقضة تنقسم أقساما :فمنها مناقضة جملة بتفصيل كقول المخبر ال عادل ول يظلم مع
قولهم إنه خلق الكفار للنار من غير جرم ،ومنها نقض جملة بجملة وهو قولهم إن جميع جهات الفعل بال ثم
يقولون إنه ليثاب العبد ،ومنها نقض تفضيل بتفصيل كقول النصارى واحد ثلثة وثلثة واحد لن إثباته واحدا
نفي لثاني وثالث وفي إثباته ثلثة إثبات لما نفي في الول بعينه.
1933الفرق بين المثل والمثال( :)1المثل :هو المشارك في تمام الحقيقة ولذا نفي عن ال سبحانه كما قال" :
ليس كمثله شئ "(.)2والمثال :المشارك في بعض الغراض.
مثال للنسان الطبيعي لمشاركته في المقدار ،والجهة ،ونحوه ،وليس مثل له(.اللغات).
1934الفرق بين المثل والمثل :أن المثلين ماتكافئا في الذات ،والمثل بالتحريك الصفة قال ال تعالى " مثل الجنة
التي وعد المتقون "( )4اي صفة الجنة ،وقولك ضربت لفلن مثل معناه أنك وصفت له شيئا ،وقولك مثل هذا
كمثل هذا أي صفته كصفته وقال ال تعالى " كمثل الحمار يحمل أسفارا "( )5وحاملوا التوراة ل يماثلون الحمار
ولكن جمعهم واياه صفة فاشتركوا فيها.
1937الفرق بين المثلين والمتفقين :أن التماثل يكو بين الذوات على ما ذكرنا( )1والتفاق يكون في الحكم
والفعل تقول وافق فلن فلنا في المر ول تقول ماثله في المر.
1941الفرق بين المجاورة والجتماع :قال علي بن عيسى :المجاورة تكون بين جزءين ،والجتماع يكون بين
ثلثة أجزاء فصاعدا وذلك أن أقل الجمع ثلثة والشاهد تفرقة أهل اللغة بين التثنية والجمع كتفرقتهم بين الواحد
والتثنية فالنثان ليس بجمع كما أن الواحد ليس بإثنين قال ول يكاد العارف بالكلم يقول إجتمعت مع فلن إل إذا
كان معه غيره فإذا لم يكن معه غيره قال أحضرته ولم يقل إجتمعت معه كذا قال ،والذي يقولونه إن أصل
المجاورة في العربية تقارب المحال من قولك أنت جاري وأنا جارك وبيننا جوار ،ولهذا قال بعض البلغاء:
الجوار قرابة بين الجيران ثم استعملت المجاورة في موضع الجتماع مجازا ثم كثر ذلك حتى صار كالحقيقة
1942الفرق بين المجئ والمضي والقبال.)249(:
1943الفرق بين المجيد والرفيع :أن المجيد هو الرفيع في علو شأنه ،والماجد هو العالي الشأن في معاني
صفاته ،وقيل المجيد الكريم في قوله تعالى " بل هو قرآن مجيد "( )1أي كريم فيما يعطي من حكمه وقيل فيما
يرجى من خيره ،وأصل المجد العظم إل أنه جرى على وجهين عظم الشخص وعظم الشأن فيقال تمجدت البل
تمجدا إذا عظمت أجسامها لجودة الكل وأمجد القوم إبلهم إذا رعوها كل جيدا في أول الربيع ،ويقال في علو
الشأن مجد الرجل مجدا وأمجد إمجادا إذا عظم شأنه لغتان ومجدت ال تعالى تمجيدا عظمته.
1944الفرق بين المجلة والكتابة :أن المجلة كتاب يحتوي على أشياء جليلة من الحكم وغيرها قال النابغة:
1947الفرق بين المجون والمزاح :أن المجون هو صلبة الوجه وقلة الحياء من
قولك مجن الشئ يمجن مجونا إذا صلب وغلظ ومنه سميت الخشبة التي يدق عليها القصار الثوب مجنة وأصل
المجنة البقعة الغليظة تكون في الوادي وأصلها موجنة فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ،ومنه الوجين وهو الغليظ
من الرض ومنه ناقة وجناء صلبة شديدة وقيل هي الغليظة الوجنات والوجنة ما صلب من الوجه ،والمجون
كلمة مولدة لم تعرفه العرب وإنما تعرف أصله وهو الذي ذكرناه ،وقيل المزاح البهام للشئ في الظاهر وهو
على خلفه في الباطن من غير إغترار لليقاع في مكروه ،والستهزاء اليهام لما يجب في الظاهر والمر على
خلفه في الباطن على جهة الغترار.
1949الفرق بين المحال والكذب :أن المحال ما احيل من الخبر عن حقه حتى ل يصح إعتقاده ويعلم بطلنه
إضطرارا مثل قولك سأقوم أمس وشربت غدا والجسم أسود أبيض في حال واحدة ،والكذب هو الخبر الذي يكون
مخبره على خلف ما هو عليه ويصح إعتقاد ذلك ويعلم بطلنه إستدلل.والمحال ليس بصدق ول كذب ،ول يقع
الكذب إل في الخبر ،وقد يكون المحال في صورة الخبر مثل قولك هو حسن قبيح من وجه واحد ،وفي صورة
الستخبار مثل قولك أقدم زيد غدا ،وفي صورة التمني كقولك ليتني في هذه الحال بالبصرة ومكة ،وفي صورة
المر إتق زيدا أمس ،وفي صورة النهي كقولك ل تلق زيدا في السنة الماضية ،ويقع في النداء كقولك يا زيد بكر
على أن تجعل زيدا بكرا.وخلف المحال المستقيم وخلف الكذب الصدق.والمحال على ضربين تجويز الممتنع
وإيجابه فتجويزه قولك المقيد يجوز أن يعدو وإيجابه كقولك المقيد يعدو ،والخر مال يفيد ممتنعا ول غير ممتنع
بوجه من الوجوه كقول القائل يكون الشئ أسود أبيض وقائما قاعدا.
1951الفرق بين المحال والممتنع :على ما قال بعض العلماء أن المحال ما ل يجوز كونه ول تصوره مثل قولك
الجسم أسود أبيض في حال واحدة ،والممتنع مال يجوز كونه ويجوز تصوره في الوهم وذلك مثل قولك للرجل
عش أبدا فيكون هذا من الممتنع لن الرجل ل يعيش أبدا مع جواز تصور ذلك في الوهم.
1952الفرق بين المحاولة والطلب :أن المحاولة الطلب بالحيلة ثم سمي كل طلب محاولة.
1953الفرق بين المحبة والرادة :أن المحبة تجري على الشئ ويكون المراد به غيره ،وليس كذلك الرادة تقول
أحببت زيدا والمراد أنك تحب إكرامه ونفعه ول يقال أردت زيدا بهذا المعنى ،وتقول أحب ال أي أحب طاعته
ول يقال أردت زيدا بهذا المعنى ،وتقول أحب ال أي أحب طاعته ول يقال أريده بهذا المعنى ،فجعل المحبة
لطاعة ال محبة له كما جعل الخوف من عقابه خوفا منه ،وتقول ال يحب المؤمنين بمعنى أنه يريد إكرامهم
وإثابتهم ول يقال إنه يريدهم بهذا المعنى ،ولهذا قالوا إن المحبة تكون ثوابا وولية ،ول تكون الرادة كذلك،
ولقولهم احب زيدا مزية على قولهم اريد له الخير وذلك أنه إذا قال اريد له الخير لم يبين أنه ل يريد له شيئا من
السوء وإذا قال احبه أبان أنه ل يريد به سواء أصل وكذلك إذا قال أكره له الخير لم يبين أنه ل يريد له الخير()1
البتة وإذا قال أبغضه أبان أنه ل يريد له خيرا البتة ،والمحبة أيضا تجري مجرى الشهوة فيقال فلن يحب اللحم
أي يشتهيه وتقول أكلت طعاما ل أحبه أي ل أشتهيه ومع هذا فإن المحبة هي الرادة ،والشاهد أنه ل يجوز أن
يحب النسان الشئ مع كراهته له.
1960الفرق بين المحدود والمحارف :أن المحدود على ما قال بعض أهل العلم هو من ل يصل إلى مطلوبه من
الظفر بالعدو عند منازعته إياه وقد يستعمل في غير ذلك من وجوه المنع ،والصحيح أن المحدود هو الممنوع من
وجوه الخير كلها من قولك حد إذا منع وحده إذا منعه وحدود ال ما منع عنه بالنهي.
1961الفرق بين المحض والخالص :أن المحض هو الذي يكون على وجهه لم يخالطه شئ.والخالص هو
المختار من الجملة ومنه سمي الذهب
النقي عن الغش خالصا ،ومن الول قولهم لبن محض أي لم يخاله ماء.
1962الفرق بين المحظور والحرام :أن الشئ يكون محظورا إذا نهى عنه ناه وإن كان حسنا كفرض السلطان
التعامل ببعض النقود أو الرعي ببعض الرضين وإن لم يكن قبيحا ،والجرام ل يكون إل قبيحا ،وكل حرام
محظور وليس كل محظور حراما ،والمحظور يكون قبيحا إذا دلت الدللة على أن من حظره ل يحظر إل القبيح
كالمحظور في الشريعة وهو ما أعلم المكلف أو دل على قبحه ،ولهذا ل يقال إن أفعال البهائم محظورة وإن
وصفت بالقبح وقال أبوعبدال الزبيري :الحرام يكون مؤبدا والمحظور قد يكون إلى غاية.وفرق أصحابنا بين
قولنا وال ل آكله فقالوا إذا حرمه على نفسه حنث بأكل الخبز وإذا قال وال ل آكله لم يحنث حتى يأكله كله
وجعلوا تحريمه على نفسه بمنزلة قوله وال ل آكل منه شيئا.
1963الفرق بين المحفل والمجلس :أن المحفل هو المجلس الممتلئ من الناس من قولهم ضرع حافل إذا كان
ممتلئا.
1964الفرق بين المحق والذهاب :أن المحق يكون للشياء ول يكون في الشئ الواحد يقال محق الدنانير ول
يقال محق الدينار إذا أذهبه بعينه ولكن تقول محق الدينار إذا أردت قيمته من الورق فأما قوله تعالى " يمحق ال
الربا "( )1فإنه أراد أن ثواب عامله يمحق والثواب أشياء كثيرة والشاهد قوله تعالى " ويربي الصدقات "()2
ليس أنه يربي نفسها وإنما يربي ثوابها فلذلك يمحق ثواب فاعل الربا ونحن نعلم أن المال يزيد بالربا في العاجل.
1965الفرق بين المحيط بالشئ والعالم به :أن أصل المحيط المطيف بالشئ من حوله بما هو كالسور الدائر عليه
يمنع أن يخرج عنه ما هو منه ويدخل فيه ما ليس فيه ،ويكون من قبيل العلم وقبيل القدرة مجازا فقوله تعالى "
وكان ال بكل شئ محيطا "( )1يصلح أن يكون معناه أن كل شئ في مقدوره فهو بمنزلة ما قبض القابض عليه
في إمكان تصريفه ،ويصلح أن يكون معناه أنه يعلم بالشياء من جميع وجوهها وقال " قد أحاط بكل شئ علما "(
)2أي علمه من جميع وجوهه وقوله " وأحاط بما لديهم "( )3يجوز في العلم والقدرة وقال " قد أحاط ال بها "(
)4أي قد أحاط بها لكم بتمليككم إياه وقال " وال محيط بالكافرين "( )5أي ل يفوتونه ،وهو تخويف شديد بالغلبة
فالمعلوم الذي علم من كل وجه بمنزلة ما قد احيط به بضرب سور حوله وكذلك المقدور عليه من كل وجه فإذا
اطلق اللفظ فالولى أن يكون من جهة المقدور كقوله تعالى " وال محيط بالكافرين " وقوله " وكان ال بكل شئ
محيطا " ويجوز أن يكون من الجهتين فإذا قيد بالعلم فهو من جهة المعلوم ل غير ،ويقال للعالم بالشئ عالم وإن
عرف من جهة واحدة فالفرق بينهما بين ،وقد أحتطت في المر إذا أحكمته كأنك منعت الخلل أن يدخله ،وإذا
احيط بالشئ علما فقد علم من كل وجه يصح أن يعلم منه ،وإذا لم يعلم الشئ مشاهدة لم يكن علمه إحاطة.
1966الفرق بين المخاصمة والمجادلة والمناظرة( :)1هي نظائر.وإن كان بينها فرق.
فإن المجادلة :هي المخاصمة فيما وقع فيه خلف بين اثنين.والمخاصمة :منازعة( )2المخالفة بين اثنين على
وجه الغلظة.والمناظرة :ما يقع بين النظيرين((.)3اللغات).
1967الفرق بين المخاصمة والمعاداة :أن المخاصمة من قبيل القول ،والمعاداة من أفعال القلوب ،ويجوز أن
يخاصم النسان غيره من غير أن يعاديه ،ويجوز أن يعاديه ول يخاصمه.
1968الفرق بين المختلف والمتضاد :أن المختلفين اللذين ل يسد أحدهما مسد الخر في الصفة التي يقتضيها
جنسه مع الوجود كالسواد والحموضة ،والمتضادان هما اللذان ينتفي أحدهما عند وجود صاحبه إذا كان وجود
هذا على الوجه الذي يوجد عليه ذلك كالسواد والبياض ،فكل متضاد مختلف وليس كل مختلف متضادا ،كما أن
كل متضاد ممتنع إجتماعه وليس كل ممتنع إجتماعه متضادا ،وكل مختلف متغاير وليس كل متغاير مختلفا،
والتضاد والختلف قد يكونان في مجاز اللغة سواء يقال زيد ضد عمرو إذا كان مخالفا له.
1969الفرق بين المداراة واللطف :أن المداراة ضرب من الحتيال والختل من قلك دريت الصيد إذا ختلته وإنما
يقال داريت الرجل إذا توصلت إلى المطلوب من جهته بالحيلة والختل.
1971الفرق بين المداهنة والتقية( :* )1قال الشهيد الثاني طاب ثراه في قواعد المداهنة في قوله تعالى " :ودوا
لو تدهن فيدهنون "(.)2
[المداهنة]( )3معصية ،والتقية غير معصية ،والفرق بينهما أن الول تعظيم غير المستحق ،لتلب نفعه ،أو
لتحصيل صداقته ،كمن يثني على ظالم بسبب ظلمه ،يصوره بصورة العدل.
أو مبتدع على بدعته ويصورها بصورة الحق.والتقية مخالطة الناس فيما يعرفون ،وترك ما ينكرون حذرا من
غوائلهم ،كما أشار أمير المؤمنين عليه السلم :وموردها غالبا الطاعة والمعصية فمجاملة الظالم فيما يعتقده
ظلما ،والفاسق التظاهر بفسقه اتقاء شرهما [من]( )4باب المداهنة الجائزة ،ول تكاد تسمى تقية( )5الكتاب
والسنة ،قال تعالى " :ل يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من ال في شي ء
إل أن تتقوا منهم تقاة "(.)6وقال تعالى " :إل من اكره وقلبه مطمئن باليمان "( .)7وقال الئمة عليهم السلم" :
تسعة أعشار الدين التقية ".وقالوا عليهم السلم " :من ل تقية له ل دين له ".انتهى مخلصا.
أقول :ويدل على التقية من الكتاب العزيز قوله تعالى " :ول تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "(.)1
فإن إظهار الحق إذا قضي إلى التهلكة يكون منهيا عنه ،فتجب التقية.وكذا قوله تعالى " :وقال رجل مؤمن من آل
فرعون يكتم إيمانه "(.)2
فأن كتمانه إيمانه إنما كان لجل الخوف من العداء ،وهو معنى التقية وقد سماه سبحانه مؤمنا(.اللغات).
1978الفرق بين المدح والتقريظ :أن المدح يكون للحي والميت ،والتقريظ ل يكون إل للحي ،وخلفه التأبين ول
يكون إل للميت يقال أبنه يؤبنه تأبينا وأصل التقريظ من القرض وهو شئ يدبغ به الديم وإذا دبغ به حسن وصلح
وزادت قيمته فشبه مدحك للنسان الحي بذلك كأنك تزيد في قيمته بمدحك إياه ول يصح هذا المعنى في الميت
ولهذا يقال مدح ال ول يقال قرظه.
1985الفرق بين المذي والوذي والودي( :)1المذي :بالتسكين والذال المعجمة :ماء لزج يخرج عقيب الملعبة
والتقبيل بعد انكسار الشهوة.والوذي :بالمعجمة أيضا :ماء يخرج عقيب النزال.والودي :بالدال المهملة :ماء
أبيض غليظ يخرج عقيب البول.
كلها طاهرة غير ناقضة للوضوء على المشهور بين الفقهاء رضوان ال عنهم(.اللغات).
1986الفرق بين المراء والجدال :ذيل( 1987 .)611الفرق بين المرء والرجل.)980(:
1988الفرق بين المرجع والمصير( :)1قال الطبرسي قد يفرق بينهما بأن المرجع :انقلب الشئ إلى حال قد
كان عليها.والمصير :انقلب الشئ إلى خلف الحال التي هو عليها نحو :مصير الطين خزفا ،ول يقال رجع
الطين خزفا ،لنه لم يكن قبل خزفا.انتهى.
فإن قلت :ينافي هذا الفرق قوله تعالى " :ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ،ثم إن مرجعهم للى الجحيم "(.)2
قلت :قد روي أن أهل النار يوردون الحميم لشربه ،وهو خارج من الجحيم ،كما تورد البل الماء ،ثم يردون إلى
الجحيم.
يدل على ذلك قوله تعالى " :يطوفون بينها وبين حميم آن "((.)3اللغات).
1989الفرق بين المرح والفرح( :)4الفرق بينهما أن الفرح قد يكون بحقه فيحمد عليه.وقد يكون بالباطل فيندم
عليه.والمرح ل يكون إل بالباطل.ويؤيده قوله تعالى " :ذلكم بما كنتم تفرحون في الرض بغير الحق وبما كنتم
تمرحون "( )5حيث قيد الول ،وأطلق الثاني(.اللغات).
1990الفرق بين المردود والفاسد وبين المنهي عنه وبين الفاسد :أن المردود ما وقع على وجه ل يستحق عليه
الثواب وذلك أنه خلف المقبول والقبول من ال تعالى إيجاب الثواب ول يمنعه ذلك من أن يكون مجزئا مثل
التوضوء بالماء المغصوب وغيره مما ذكرناه آنفا ،والمنهي عنه ينبئ عن كراهة الناهي له ول يمنعه ذلك من أن
يكون مجزئا أيضا فكل واحد من المنهي عنه والمردود يفيد ما ل يفيده الخر ،والفاسد ل يكون مجزئا فهو مفارق
لهما.
1991الفرق بين المرسل والرسول :أن المرسل يقتضي إطلق غيره له ،والرسول يقتضي إطلق لسانه
بالرسالة.
1993الفرق بين المزاح والستهزاء :أن المزاح ل يقتضي تحقير من يمازحه ول إعتقاد ذلك أل ترى أن التابع
يمازح المتبوع من الرؤساء والملوك ول يقتضي ذلك تحقيرهم ول إعتقاد تحقيرهم ولكن يقتضي الستئناس بهم
على ما ذكرناه في أول الكتاب ،والستهزاء يقتضي تحقير الستهزأ به واعتقاد تحقيره.
1996الفرق بين المساء والصيل والبكرة والعشاء والعشي والغداة 1997 .)1537(:الفرق بين المساواة
والمماثلة :أن المساواة تكون في المقدارين اللذين ل يزيد أحدهما على الخر ول ينقص عنه والتساوي التكافؤ في
المقدار ،والمماثلة هي أن يسد أحد الشيئين مسد الخر كالسوادين.
1998الفرق بين المسألة والدعاء :أن المسألة يقارنها الخضوع والستكالة ولهذا قالوا المسألة ممن دونك والمر
ممن فوقك والطلب ممن يساويك ،فأما قوله تعالى " ول يسألكم أموالكم "( )1فهو يجري مجرى الرفق في الكلم
واستعطاف السامع به ومثله قوله تعالى " إن تقرضوا ال قرضا حسنا "( )2فأما قول الحصين بن المنذر ليزيد
بن المهلب والحصين بن حيدة:
1999الفرق بين المسألة والفتيا :أن المسألة عامة في كل شئ والفتيا سؤال عن حادثة ،وأصله من الفتاء وهو
الشباب والفتى الشباب والفتاة الشابة وتقول للمة وإن كانت عجوزا فتاة لنها كالصغيرة في أنها ل توقر توقير
الكبيرة ،والفتوة حال الغرة والحداثة ،وقيل للمسألة عن حادثة فتيا لنها في حالة الشابة في أنها مسألة عن شئ
حدث.
2000الفرق بين المستبصر والبصير.)403(:
2001الفرق بين المستحب والمندوب( :)1المستحب :هو الذي حث الشارع على فعله ،ووعد عليه الثوب،
والثم في تركه.والمندوب :هو المرغوب فيه ،المدعو إليه ،لنه من الندب سواء كان الداعي إليه ،هو الشرع ،أو
العقل ،كبعض مكارم العادات ،ووظائف المروءات ،ولذلك يقال :هذا المر مندوب شرعا ،ول يقال مستحب
شرعا.
إذ الستحباب ل يكون إل من قبل الشارع ،فبينهما عموم وخصوص مطلق ،إذ كل مستحب مندوب ،وليس كل
مندوب مستحبا.وأما السنة فهو ما سنة النبي صلى ال عليه وآله من الحكام ،وهو يعم الواجب والمستحب ومنه
الحديث.
" الختان سنة "( ،)2أي علم وجوبه من سنة النبي صلى ال عليه وآله(.اللغات).
2002الفرق بين المستقيم والصحيح والصواب :أن كل مستقيم صحيح وصواب وليس كل صواب وصحيح
مستقيما ،والمستقيم من الصواب والصحيح ما كان مؤلفا ومنظوما على سنن ل يحتاج معه إلى غيره ،والصحيح
والصواب يجوز أن يكونا مؤلفين وغير مؤلفين ولهذا قال المتكلمون هذا جواب مستقيم إذا كان مؤلفا على سنن
يغني عن غيره وكان مقتضيا لسؤال السائل ،ول يقولون للجواب إذا كان كلمة نحو ل ونعم مستقيم ،وتقول
العرب هذه كلمة صحيحة وصواب ول يقولون كلمة مستقيمة ،ولكن كلم مستقيم لن الكلمة ل تكون مؤلفة
والكلم مؤلف.
2007الفرق بين المشاهد والشاهد :أن المشاهد للشئ هو المدرك له رؤية ،وقال بعضهم رؤية وسمعا وهو في
الرؤية أشهر ،ول يقال إن ال لم يزل مشاهدا لن ذلك يقتضي إدراكا بحاسة والشاهد ل يقتضي ذلك.
2008الفرق بين المشرك والكافر :ذيل 2009 .)1775(:الفرق بين المشهور والمعروف :أن المشهور هو
المعروف عند الجماعة الكثيرة ،والمعروف معروف وإن عرفه واحد يقال هذا معروف عند زيد ول يقال مشهور
عند زيد ولكن مشهور عند القوم.
2012الفرق بين المصاكة والعتماد :أن المصاكة ل تكون إل مع صوت ،والعتماد قد يكون بل صوت وذلك
أن المصاكة كون يحصل معه إعتماد وله صوت( )1ول يكون إل في جسم صلب.
2018الفرق بين المضرة والساءة 2019 .)150(:الفرق بين المضي والقبال والمجئ.)249(:
2020الفرق بين المضي والذهاب :أن المضي خلف الستقبال ولذا يقال ماض ومستقبل وليس كذلك الذهاب ثم
كثر حتى استعمل أحدهما في موضع الخر ،وقال علي بن عيسى :قبل نقيض بعد ونظيرهما من المكان خلف
وأمام فقيل فيما مضى قبل وفيما يأتي بعد ويقال المستقبل والماضي.
2021الفرق بين المطالبة والمنازعة :أن المطالبة تكون بما يعرف به المطلوب كالمطالبة بالدين ول تقع إل مع
القرار به وكذلك المطالبة بالحجة على الدعوى والدعوى قول يعترف به المدعي ،والمنازعة ل تكون إل فيما
ينكر المطلوب ول يقع فيما يعترف به الخصمان منازعة.
2026الفرق بين المعارضة واللزام :أن كل معارضة إلزام وليس كل إلزام معارضة أل ترى أن قولك لمن
أنكر حدوث الجسام ما أنكرت أنها سابقة للحوادث إلزام وليس بمعارضة ،والمعارضة أن تبدأ بما في عرض
المسألة وبما في رأيه ثم تأتي بالمسألة فتجمع بينهما وبين ذلك إما بعلة أو بغير علة.
فالمعارضة بالعلة كقولك إن كان ال تعالى يفعل الجور فل يكون الجور لنه القادر المالك ،والمعارضة على
غير علة نحو قولنا لمن يقول إن السواد والحركة جسم ما أنكرت أن البياض والسكون أيضا جسم.
2029الفرق بين مع وعند :أن قولك مع يفيد الجتماع في الفعل وقولك عند يفيد الجتماع في المكان ،والذي يدل
على أن عند تفيد المكان ول تفيده مع ،أنه يجوز ذهبت إلى عند زيد ول يجوز ذهبت إلى مع زيد ومن ثم يقال أنا
معك في هذا المر أي معينك فيه كأني مشاركك في فعله ول تقول في هذا المعنى أنا عندك.
2031الفرق بين المعذر والمعذر والمعتذر( :)1المعذر ،بالتخفيف :الذي له عذر صحيح.والمعذر.
بالتشديد :الذي ل عذر له ،وهو يريك بلسانه أنه معذور.وقال تعالى " :وجاء المعذرون من العراب "(
.)2والمعتذر :يقال لمن له عذر.ولمن ل عذر له.وقولهم :من يعذرني؟ ،معناه :من يقوم بعذري؟(.اللغات).
2032الفرق بين المعرفة الضرورية واللهام 2033 .)278(:الفرق بين المعرفة والعلم :أن المعرفة أخص من
العلم لنها علم بعين الشئ مفصل عما سواه ،والعلم يكون مجمل ومفصل قال الزهري :ل أصف ال بأنه عارف
ول أعنف من يصفه بذلك لن المعرفة مأخوذة من عرفان الدار يعني آثارها التي تعرف بها ،قال ول يجوز أن
يكون علم ال تعالى بالشياء من جهة الثر والدليل ،قال والمعرفة تمييز المعلومات فأومأ إلى أنه ل يصفه بذلك
كما ل يصفه بأنه مميز ،وليس ما قاله بشئ لن آثار الدار إن كانت سميت عرفانا فسميت بذلك لنها طريق إلى
المعرفة بها وليس في ذلك دليل على أن كل معرفة تكون من جهة الثر والدليل ،وأما وصف العارف بأنه يفيد
تمييز المعلومات في علمه فلو جعله دليل على أن ال عارف كان أولى من المعلومات متميزة في علمه بمعنى
أنها متخيلة له وإنما لم يسم علمه تمييزا لن التمييز فينا هو إستعمال العقل بالنظر والفكر اللذين يؤديان إلى
التمييز المعلومات فلم يمتنع أن توصف معلوماته بأنها متميزة وإن كان ل يوصف بأنه مميز لن تميزها صفة
لها ل له والمعرفة بها تفيد ذلك فيها ل فيه فكل معرفة علم وليس كل علم معرفة وذلك أن لفظ المعرفة يفيد تمييز
المعلوم من غيره ولفظ العلم ل يفيد ذلك إل بضرب آخر من التخصيص في ذكر المعلوم ،والشاهد قول أهل اللغة
إن العلم يتعدى إلى مفعولين ليس لك القتصار على أحدهما إل أن يكون بمعنى المعرفة تعالى " ل تعلمونهم ال
يعلمهم "( )1أي ل تعرفونهم ال يعرفهم ،وإنما كان ذلك كذلك لن لفظ العلم مبهم فإذا قلت علمت زيدا فذكرته
بإسمه الذي يعرفه به المخاطب لم يفد فإذا قلت علمت زيدا فذكرته بإسمه الذي يعرفه به المخاطب لم يفد فإذا قلت
قائما أفدت لنك دللت بذلك على أنك علمت زيدا على صفة جاز أن ل تعلمه عليها مع علمك به في الجملة ،وإذا
قلت عرفت زيدا أفدت لنه بمنزلة قولك علمته متميزا من غيره فاستغنى عن قولك متميزا من غيره لما في لفظ
المرفة من الدللة على ذلك.والفرق بين العلم والمعرفة إنما يتبين في الموضع الذي يكون فيه جملة غير مبهمة
أل ترى أن قولك علمت أن لزيد ولدا وقولك عرفت أن لزيد ولدا يجريان مجرى واحدا.
2034الفرق بين المعرفة والعلم( :)1قيل :المعرفة إدراك البسائط والجزئيات.والعلم :إدراك المركبات
والكليات.ومن ثم يقال :عرفت ال ،ول يقال علمته.وقيل :هي عبارة عن الدراك التصوري.والعلم هو الدراك
التصديقي.ومن ذهب إلى هذا القول جعل العرفان أعظم رتبة من العلم ،قال :لن استناد هذه المحسوسات إلى
موجود واجب الوجود أمر معلوم بالضرورة.وأما تصور حقيقة واجب الوجود فأمر فوق الطاقة البشرية ،لن
الشئ مالم يعرف لم تطلب ماهيته.
فعلى هذا كل عارف عالم من دون عكس( )2ولذلك كان الرجل ل يسمى عارفا إل إذا توغل في بحار العلوم
ومباديها( ،)3وترقى من مطالعها إلى مقاطعها.ومن مباديها إلى غاياتها بحسب الطاقة البشرية.وقيل :المعرفة:
إدراك الشئ ثانيا بعد توسط نسيانه.
لذلك يسمى الحق تعالى بالعالم دون العارف.وهو أشهر القوال في تعريف المعرفة.وقيل :المعرفة :قد تقال فيما
تدرك آثاره ،وإن لم يدرك ذاته( ،)1والعلم ل يكاد يقال إل فيما أدرك ذاته.ولذا يقال :فلن يعرف ال ،ول يقال:
يعلم ال ،لما كانت معرفته سبحانه ليست إل بمعرفة آثاره دون معرفة ذاته.وأيضا( )2فالمعرفة تقال فيما لم
يعرف إل كونه موجودا فقط.والعلم أصله فيما يعرف وجوده ،وجنسه ،وعلته ،وكيفيته.ولهذا يقال :ال عالم بكذا
ول يقال :عارف لما كان العرفات يستعمل في العلم القاصر.وأيضا
[ / 21ب]فالمعرفة تقال فيما يتوصل إليه بتفكر وتدبر.والعلم قد يقال في ذلك وفي غيره.
هذا وقد يستفاد من كلم الشيخ الرئيس( )3في بعض مصنفاته أنهما مترادفان.وإليه ذهب جماعة من أهل اللغة
وأرباب الصول.ويشهد لذلك قول سيد الساجدين في الصحيفة الكاملة " )4(:وقد أحصيتهم بمعرفتك ".
فإنه أطلق المعرفة عليه سبحانه ويمكن أن يراد بها العلم هنا تجوزا(.اللغات) 2035الفرق بين المعروف
والمشهور.)2009(:
2036الفرق بين المعصية والذنب :أن قولك معصية ينبئ عن كونها منهيا عنها والذنب ينبئ من إستحقاق
العقاب عند المتكلمين وهو على القول الخر فعل ردئ والشاهد على أن المعصية تنبئ عن كونها منهيا عنها
قولهم أمرته فعصاني ،والنهي ينبئ عن الكراهة ،ولهذا قال أصحابنا :المعصية ما يقع من فاعله على وجه قد
نهي عنه أو كره منه.
2038الفرق بين المعنى والرادة :أن المعنى إرادة كون القول على ما هو موضوع له في أصل اللغة أو مجازها
فهو في القول خاصة إل أن يستعار لغيره على ما ذكرنا( )1قبل ،والرادة تكون في القول والفعل.
2039الفرق بين المعنى والحقيقة :أن المعنى هو القصد الذي يقع به القول على وجه دون وجه وقد يكون معنى
الكلم في اللغة ما تعلق به القصد.والحقيقة ما وضع من القول موضعه منها على ما ذكرنا( )2يقال عنيته أعنيه
معنى.والمفعل يكون مصدرا ومكانا وهو هاهنا مصدر ومثله قولك دخلت مدخل حسنا أي دخول حسنا.ولهذا قال
أبوعلي رحمة ال عليه :إن المعنى هو القصد إلى ما يقصد إليه من القول فجعل المعنى القصد لنه مصدر.
قال :ول يوصف ال تعالى بأنه معنى لن المعنى هو قصد قلوبنا إلى ما نقصد إليه من القول والمقصود هو
المعنى وال تعالى هو المعنى وليس بمعنى وحقيقة هذا الكلم أن يكون ذكر ال هو المعنى والقصد إليه هو
المعنى إذا كان المقصود في الحقيقة حادث.وقولهم عنيت بكلمي زيدا كقولك أردته بكلمي ول يجوز أن يكون
زيد في الحقيقة مرادا مع وجوده فدل ذلك على أنه عنى ذكره واريد الخبر عنه دون نفسه.والمعنى مقصور على
القول دون ما يقصد.
أل ترى أنك تقول معنى قولك كذا ول تقول معنى حركتك كذا ثم توسع فيه فقيل ليس لدخولك إلى فلن معنى
والمراد أنه ليس له فائدة تقصد ذكرها بالقول.وتوسع في الحقيقة ما لم يتوسع في المعنى فقيل ل شئ إل وله حقيقة
ول يقال ل شئ إل وله معنى.ويقولون حقيقة الحركة كذا ول يقولون معنى الحركة كذا هذا على أنهم سمو
الجسام والعراض معاني إل أن ذلك توسع والتوسع يلزم موضعه المستعمل فيه ول يتعداه.
2040الفرق بين المعنى والغرض :أن المعنى القصد الذي يقع به القول على وجه دون وجه على ما ذكرنا()1
والكلم ل يترتب في الخبار والستخبار وغير ذلك إل بالقصد فلو قال قائل :محمد رسول ال ويريد محمد بن
جعفر كان ذلك باطل ولو أراد محمد بن عبدال عليه السلم كان حقا أو قال زيد في الدار يريد بزيد تمثيل
النحويين لم يكن مخبرا.والغرض هو المقصود بالقول أو الفعل بإضمار مقدمة ولهذا ل يستعمل في ال تعالى
غرضي بهذا الكلم كذا اي هو مقصودي به وسمي غرضا تشبيها بالغرض الذي يقصده الرامي بسهمه وهو
الهدف وتقول معنى قول ال كذا لن الغرض هو المقصود وليس للقول مقصود فإن قلت ليس للقول قصد أيضا
قلنا هو مجاز والمجاز يلزم موضعه ول يجوز القياس عليه فتقول غرض قول ال كما تقول معنى قول ال
قياسا.والغرض ايضا يقتضي أن يكون بإضمار مقدمة والصفة بالضمار ل يجوز على ال تعالى ويجوز أن يقال
الغرض المعتمد الذي يظهر وجه الحاجة إليه ولهذ ل يوصف ال تعالى به لن الوصف بالحاجة ل يلحقه.
2046الفرق بين المفهوم والمعنى والمدلول( :)1قال الفاضل اليزدي * :اعلم أن ما يستفاد من اللفظ باعتبار أنه
[فهم منه :يسمى مفهوما ،وباعتبار أنه]( )2قصد منه يسمى :معنى ،وباعتبار أن اللفظ دال عليه ،يسمى
مدلول.ول يخفى أنها فروق اعتبارية(.اللغات).
2048الفرق بين المقابلة والجزاء :أن المقابلة هي المساواة بين شيئين كمقابلة الكتاب بالكتاب وهي في المجازاة
إستعارة قال بعضهم قد يكون جزاء الشئ أنقص منه والمقابلة عليه ل تكون إل مثله واستشهدوا بقوله " وجزاء
سيئة سيئة مثلها "( )1قال ولو كان جزاء الشئ مثله لم يكن الذكر المثل هاهنا وجه والجواب عن هذا أن الجزاء
يكون على بعض الشئ فإذا قال مثلها فكأنه قال على كلها.
2049الفرق بين المقاربة والملقاة :أن الشيئين يتقاربان وبينهما حاجز يقال إلتقى الحدان والفارسان ،والملقاة
أيضا أصلها أن تكون من قدام أل ترى أنه ل يقال لقيته من خلفه وقيل اللقاء إجتماع الشئ مع الشئ على طريق
المقاربة وكذلك يصح إجتماع عرضين في المحل ول يصح التقاؤهما ،وقيل اللقاء يقتضي الحجاب يقال إحتجب
عنه ثم لقيه وأما المصادفة فأصلها أن تكون من جانب والصدفان جانبا الوادي ومنه قوله تعالى " إذا ساوى بين
الصدفين "(.)2
2050الفرق بين المقاصة والمجازاة( )3قيل :الفرق بينهما أن المقاصة تكون بمقابلة الفعل بفعل من جنسه.
كمقابلة الضرب والجرح بالضرب والجرح ،والمجازاة :تكون بمقابلته من غير الخر((.)4اللغات).
2051الفرق بين المقالة والمذهب :أن المقالة قول يعتمد عليه قائله ويناظر فيه يقال هذه مقالة فلن إذا كان سبيله
فيها هذا السبيل والمذهب ما يميل إليه من الطرق سواء كان يطلق القول فيه أو ل يطلق والشاهد أنك تقول هذا
مذهبي في السماع والكل والشر لشئ( )1تختاره من ذلك وتميل إليه تناظر فيه أول.وفرق آخر وهو أن المذهب
يفيد أن يكون الذاهب إليه معتقدا له أو بحكم المعتقد والمقالة ل تفيد ذلك لنه يجوز أن يقول ويناظر فيه ويعتقد
خلفه فعلى هذا يجوز أن يكون مذهب ليس بمقالة ومقالة ليس بمذهب.
2053الفرق بين المقيت والقادر :أن المقيت على ما قال بعض العلماء يجمع معنى القدرة على الشئ والعلم به
قال والشاهد قول الشاعر:
2057الفرق بين المكر والكيد :أن المكر مثل الكيد في أنه ل يكون إل مع تدبر وفكر إل أن الكيد أقوى من
المكر ،والشاهد أنه يتعدى بنفسه والمكر يتعدى بحرف فيقال كاده يكيده ومكر به ول يقال مكره والذي يتعدى
بنفسه أقوى ،والمكر أيضا تقدير ضرر الغير من ان يفعل به أل ترى أنه لو قال له أقدر أن أفعل بك كذا لم يكن
ذلك مكرا وإنما يكون مكرا إذا لم يعلمه به ،والكيد إسم ليقاع المكروه بالغير قهرا سواء علم أو ل ،والشاهد
قولك فلن يكايدني فسمي فعله كيدا وإن علم به ،وأصل الكيد المشقة ،ومنه يقال فلن يكيد لنفسه أي يقاسي
المشقة ،ومنه الكيد ل يقاع ما فيه من المشقة ويجوز أن يقال الكيد ما يقرب وقوع المقصود به من المكروه على
ما ذكرناه( ،)2والمكر ما يجتمع به المكروه من قولك جارية ممكورة الخلق أي ملتفة مجتمعة اللحم غير رهلة.
2058الفرق بين المكر والغدر( :)3الفرق بينهما أن الغدر نقض العهد الذي يجب الوفاء به.والمكر :قد يكون
ابتداء من غير عقد(.اللغات).
2059الفرق بين المل والجماعة :أن المل الشراف الذين يملؤون العيون جمال والقلوب هيبة ،وقال بعضهم:
المل الجماعة من الرجال دون النساء ،والول الصحيح وهو من ملت ،ويجوز أن يكون المل الجماعة الذى
يقومون بالمور من قولهم هو ملئ بالمر إذا كان قادرا عليه ،والمعنيان يرجعان إلى أصل واحد وهو الملء.
2061الفرق بين الملة والدين :أن الملة إسم لجملة الشريعة ،والدين إسم لما عليه كل واحد من أهلها أل ترى أنه
يقال فلن حسن الدين ول يقال حسن الملة وإنما يقال هو من أهل الملة ويقال لخلف الذمي الملي نسب إلى جملة
الشريعة فل يقال له ديني وتقول ديني دين الملئكة ول تقول ملتي ملة الملئكة لن الملة إسم للشرائع مع القرار
بال.والدين ما يذهب إليه النسان ويعتقد أنه يقربه إلى ال وإن لم يكن فيه شرائع مثل دين أهل الشرك وكل ملة
دين وليس كل دين ملة واليهودية ملة لن فيها شرائع وليس الشرك ملة وإذا أطلق الدين فهو الطاعة العامة التي
يجازى عليها بالثواب مثل قوله تعالى " إن الدين عند ال السلم "( )1وإذا قيد إختلف دللته وقد يسمى كل واحد
من الدين والملة بإسم الخر في بعض المواضع لتقارب معنييهما والصل ما قلناه ،والفرس تزعم أن الدين لفظ
فارسي وتحتج بأنهم يجدونه في كتبهم المؤلفة قبل دخول العربية أرضهم بألف سنة ويذكرون أن لهم خطا يكتبون
به كتابهم المنزل بزعمهم يسمى دين دوري أي كتابه الذي سماه بذلك صاحبهم زرادشت ،ونحن نجد للدين أصل
واشتقاقا صحيحا في العربية وما كان كذلك ل نحكم عليه بأنه أعجمي وإن صح ما قالوه فإن الدين قد حصل في
العربية والفارسية إسما لشئ واحد على جهة التفاق وقد يكون على جهة التفاق ما هو أعجب من هذا ،وأصل
الملة في العربية المل وهو أن يعدو الذئب على سن ضربا من العدو فسميت الملة ملة لستمرار أهلها عليها وقيل
أصلها التكرار من قولك طريق مليل إذا تكرر سلوكه حتى توطأ ،ومنه الملل وهو تكرار الشئ على النفس حتى
تضجر ،وقيل الملة مذهب جماعة يحمي بعضهم لبعض عند المور الحادثة وأصلها من المليلة وهي ضرب من
الحمى ،ومنه الملة موضع النار وذلك أنه إذا دفن فيه اللحم وغيره تكرر عليه الحمى حتى ينضج.وأصل الدين
الطاعة ودان الناس مالكهم أي أطاعوه.ويجوز أن يكون أصله العادة ثم قيل للطاعة دين لنها تعتاد وتوطن النفس
عليها.
2062الفرق بين الملة والدين( :)1الدين :هو الطريقة المخصوصة الثابتة من النبي صلى ال عليه وآله ،يسمى
من حيث النقياد له دينا ،ومن حيث إنه يملي ويبين الناس ملة.ومن حيث إنه يردها الواردون المتعطشون إلى
زلل نيل الكمال :شرعا وشريعة والدين يضاف إلى ال ،وإلى النبي ،وإلى آحاد الئمة.والملة إلى النبي وإلى
الئمة :كذا حققه التفتازاني.
قال الراغب( :)1الملة هي :الدين ،غير أن الملة ل تستعمل إل في جملة الشرائع دون آحادها ،ول تضاف إل إلى
النبي ،تسند إليه نحو " :فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا "(.)2ول تكاد توجد مضافة ألى ال ول إلى آحاد امة النبي ،فل
يقال :ملة ال ،ول ملتي ،ول ملة زيد كما يقال :دين ال ،وديني ،ودين زيد.انتهى.
أقول :ويرده قول سيد الساجدين عليه السلم في دعاء مكارم الخلق " :واجعلني على ملتك أموت وأحيا "(
.)3وقوله عليه السلم في دعاء وداع شهر رمضان " :اللهم إنا نتوب إليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين
عيدا وسرورا ،ولهل ملتك مجمعا [ 16ب] ومحتشدا "(.)4حيث أضاف الملة إلى ال سبحانه ،فإذا وقع ذلك في
كلم المعصوم ،وهو منبع البلغ ومعدن الفصاحة( )5والبراعة ،فتحقيق التفتازاني ل حقيقة له ،وكلم الراغب ل
يرغب فيه.
2063الفرق بين الملك والملكوت( :)6الملك ،بالضم :ما يدرك بالحس ،ويقال له :عالم الشهادة.والملكوت :مالم
يدرك به ،وهو عالم الغيب ،وعالم المر.ولكون عالم الشهادة بالنسبة إلى عام الغيب كقطرة من البحر ،يسمى
الول :ملكا والثاني ملكوتا ،لما تقرر أن زيادة المباني تدل على زيادة المعاني(.اللغات).
2065الفرق بين الملك والملك :أن الملك هو إستفاضة الملك وسعة المقدور لمن له السياسة والتدبير ،والملك
إستحقاق تصريف الشئ لمن هو أولى به من غيره.
2067الفرق بين ملك اليمين وقولك الملك :أن ملك اليمين متى أطلق علم منه المة والعبد المملوكان ول يطلق
على غير ذلك ،ل يقال للدار والدابة وما كان من غير بني آدم ملك اليمين وذلك أن ملك العبد والمة أخص من
ملك غيرهما أل ترى أنه يملك التصرف في الدار بالنقض والبناء ول يملك ذلك في بني آدم ويجوز عارية الدار
وغيرها من العروض ول يجوز عارية لفروج.
2068الفرق بين الملك والدولة :أن الملك يفيد إتساع المقدور على ما ذكرنا( :)1والدولة إنتقال حال سارة من
قوم إلى قوم ،والدولة ما ينال من المال بالدولة فيتداوله القوم بينهم هذا مرة وهذا مرة ،وقال بعضهم الدولة فعل
المنتهبين والدولة الشئ الذي ينتهب ،ومثلها غرفة لما في يدك والغرفة فعلة من غرفت ومثل ذلك خطوة للموضع
وخطوة فعلة من خطوت ،وجمع الدولة دول مثل غرف ومن قال دول فهي لغة والول الصل.
2070الفرق بين المليك والمالك :أن المليك مبالغة مثل سميع وعليم ول يقتضي مملوكا وهو بمعنى فاعل إل أنه
يتضمن معنى التكثير والمبالغة ،وليس معنى قولنا فاعل أنه فعل فعل إستحق من أجله الصفة بذلك وإنما يراد به
أعمال ذلك في العراب على تقدير أسماء الفاعلين.
2071الفرق بين المماثلة والمساواة.)1997(:
2072الفرق بين المماسة والعتماد :أنه يماس الجسم ما فوقه ول يعتمد على ما فوقه ،والمماسة تكون في
الجهات والعتماد ل يكون إل في جهة واحدة ،والعتماد هو المعنى الذي شأنه في الوجود أن يوجب حركة محله
إلى إحدى الجهات الست مع زوال الموانع.
2075الفرق بين المملق والفقير :أن المملق مشتق من الملق وهو الخضوع والتضرع ومنه قيل للجمة
المفترشة ملقة والجمع ملقات فلما كان الفقير في أكثر الحال خاضعا متضرعا سمي مملقا ول يكون إل بعد غنى
كأنه صار ذا ملق كما تقول أطفلت المرأة إذا صار لها طفل ،ويجوز أن يقال إن الملق نقل إلى عدم التمكن من
النفقة على العيال ولهذا قال ال تعالى " ول تقتلوا أولدكم خشية إملق "( )1أي خشية العجز عن النفقة عليهم.
2077الفرق بين المناوأة والمعاداة :أن مناوأة غيرك مناهضتك له بشدة في حرب أو خصومة وهي مفاعلة من
النوء وهو النهوض بثقل ومشقة ،ومنه قوله تعالى " ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة "( )2ويقال للمرأة البدنية إذا
نهضت أنها ناءت وينوء بها عجزها وهو من المقلوب أي هي تنوء به ،وناء الكوكب إذا طلع كأنه نهض بثقل،
وقال صاحب الفصيح تقول إذا ناوأت الرجال فاصبر أي عاديت وهي المناوأة ،وليست المناوأة من المعاداة في
شئ أل ترى أنه يجوز أن يعاديه ول يناوئه.
2081الفرق بين من يأتيني فله درهم والذي يأتيني فله درهم :أن جواب الجزاء يدل على أنه يستحق من الفعل
الول والفاء في خبر الذي مشبهة بالجزاء وليست به وإنما دخلت لتدل على أن الدرهم يجب بعد
التيان.
2082الفرق بين المنة والقدرة :أن المنة تفيد أنها قدرة للمبالغة تقطع بها العمال الشاقة وأصل الكلمة القطع
ومنه قوله تعالى " أجر غير ممنون "( )1أي مقطوع ،والمنون المنية لنها قاطعة عن التصرف بالحياة ،وقيل
للمتنان بالنعمة إمتنان لنه يقطع الشكر.
2083الفرق بين المنة والنعمة :أن المنة هي النعمة المقطوعة من جوانبها كأنها قطعة منها ،ولهذا جاءت على
مثال قطعة ،وأصل الكلمة القطع ومنه قوله تعالى " لهم أجر غير ممنون "( )2أي غير مقطوع وسمي الدهر
منونا لنه يقطع بين اللف وسمي العتداد بالنعمة منا لنه يقطع الشكر عليها.
2085الفرق بين المنحة والهبة :أن أصل المنحة الشاة أو البعير يمنحها الرجل أخاه فيحتلبها زمانا ثم يردها ،قال
بعضهم ل تكون المنحة إل الناقة ،وليس كذلك والشاهد ما أنشد الصمعي رحمه ال تعالى:
منيحتنا فيما ترد المنائح
2087الفرق بين المنشور والكتاب :أن قولنا عند فلن منشور يفيد أن عنده مكتوبا يقويه ويويده ،والمنشور في
الصل صفة الكتاب وفي القرآن " كتابا يلقاه منشورا "( )2لنه قدر صار إسما للكتاب المفيد الفائدة التي ذكرنا
والكتاب ل يفيد ذلك.
2088الفرق بين قولك منعته عن الفعل وبين قولك ثنيته عنه :أن المنع يكون عن إيجاد الفعل ،والثني ل يكون إل
المنع عن إتمام الفعل تقول ثنيته عنه إذا كان قد إبتدأه فمنعته عن إتمامه واستبقائه وإلى هذا يرجع الستثناء في
الكلم لنك إذا قلت ضربت القوم إل زيدا فقد أخبرت أن الضرب قد استمر في القوم دون زيد فكأنك أطلقت
الضرب حتى إذا استمر في القوم ثنيته فلم يصل إلى زيد.
2091الفرق بين المنع والكف :أن المنع ما ذكرنا( )3والكف على ما ذكر بعضهم يستعمل في المتناع عما
تدعو إليه الشهوة قال والمساكمثله يقال كف عن زيارة فلن وأمسك عن الفطار ،وليس المر كما قال بل
يستعمل المساك والكف فيما تدعوا إليه الشهوة وفيما ل تدعو إليه ،يقال كف عن القتال كما يقال كف عن شرب
الماء وأمسك عن ذلك أيضا ،وأصل المساك حبس النفس عن الفعل ومنه المساك وهو مكان يمسك الماء أي
يحبسه والجمع مسك ،والمسكة السوار سمي بذلك لنه يلزم المعصم فهو كالمحبوس فيه ،والماسكة جلدة تكون
على وجه الولد في بطن امه لنها محيطة به كإحاطه الحبس بالمحبوس ،واستمسك الشئ وتماسك كأن بعضه
إحتبس على بعض ،ونقيض الستمساك السترسال ونقيض المساك الرسال ،وأصل الكف النقباض والتجمع
ومنه سميت الكف كفا لنها تقبض على الشياء وتجتمع ،ويقال جاءني الناس كافة أي جميعا فالكف عن الفعل هو
المتناع عن موالة الفعل وإيجاده حال بعد حال خلف النبساط فيه وإنما قلنا ذلك لن أصله النقباض وخلف
النقباض النبساط ،والمساك حبس النفس عن الفعل على ما ذكرنا فالفرق بينهما بين.
2092الفرق بين المنفرد والواحد :أن المنفرد يفيد التخلي والنقطاع من القرناء ،ولهذا ل يقال ل سبحانه وتعالى
منفرد كما يقال إنه متفرد ومعنى المتفرد في صفات ال تعالى المتخصص بتدبير الخلق وغير ذلك مما يجوز أن
يتخصص به من صفاته وأفعاله.
2093الفرق بين المنفعة والخير :أن من المعصية ما يكون منفعة وقد شهد ال تعالى بذلك في قوله " قل فيهما
إثم كبير ومنافع للناس "( )1وما كانت فيه منفعة فهو منفعة ول تكون المعصية خيرا وقد اجريت الصفة بنافع
على الموجب للنفع فقيل طعام نافع ودواء نافع.
2095الفرق بين المنفعة والمتعة( )1قد فرق بينهما :بأن المتعة :منفعة توجب اللتذاذ في الحال.والمنفعة :قد
تكون بألم تؤدي عاقبته إلى نفع.
فكل متعة منفعة ،ول ينعكس.ويرشد إليه قوله تعالى " :أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لقيه ،كمن متعناه متاع
الحياة الدنيا "(( )2اللغات).
2096الفرق بين المنفعة والنعمة :أن المنفعة تكون حسنة وقبيحة كما أن المضرة تكون حسنة وقبيحة والمنفعة
القبيحة منفعتك الرجل تنفعه ليسكن إليك فتغتاله ،والنعمة ل تكون إل حسنة ،ويفرق بينهما أيضا فتقول النسان
يجوز أن ينفع نفسه ول يجوز أن ينعم عليها.
2097الفرق بين المنهاج والشرعة.)1196(:
2099الفرق بين قولك مني له كذا وقولك قدر له كذا :أن المني ل يكون إل تقدير المكروه يقال مني له الشر ول
يقال مني له الخير ومن ثم سميت المنية ويقال أعلمت ما منيت به من فلن ،والتقدير يكون في الخير والشر.
2102الفرق بين العقل والنفس والروح( :)1قال بعض المحققين :العقل جوهر مجرد عن المادة ،وهو الذي
يدرك المعاني الكلية والحقائق المعنوية.
مشتق من عقل البعير عقل إذا شده ،سمي به ،لنه يمنع صاحبه عن ارتكاب مال ينبغي ،مثل العقال.
وهذا الجوهر سمي نفسا باعتبار تعلقه بالبدن ،وهي النفس الناطقة ،ويسمى عقل باعتبار نسبته إلى عالم القدس
لما فيه من معنى الشتقاق.
قال بعض الفاضل :العقل يطلق في كلم العلماء على عشرة معان.وفي الحاديث على ثلثة معان :أحدها:
الطبيعة التي خص بها النسان يميز بها بين الخير والشر.ويقابلها الجنون ،وأدنى مرتبه مناط التكليف ،وهو
موجود في المؤمن والكافر.وثانيها :الطبيعة التي بها مناط السعادة الخروية ،وهي القوة الداعية إلى الخيرات
الصارفة عن اكتساب السيئات.وإليه أشار الصادق عليه السلم بقوله " :من كان عاقل كان له دين ،ومن كان له
دين دخل الجنة.
" وقوله عليه السلم " :العقل :ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان ".وثالثها :ما كان بمعنى العلم أخذا من
التعقل وهو المعنى المقابل للجهل.
كما في قول الرضا عليه السلم " :صديق كل امرئ عقله ،وعدوه جهله ".ومثله حديث العقل ،وجنوده ،والجهل
وجنوده.وأما النفس :فتطلق على النفس الناطقة كما عرفت ،وهي المعبر عنها بقولك( :أنا).وهي التي عنى ال
سبحانه
[ / 21أ]بقوله تعالى " :أن النفس بالنفس "(.)1وعلى العقل كما عرفت باعتبار تعلقه بالبدن ،وهي النفس
الناطقة.وعلى القوة الداعية إلى الشرور ،والموقعة صاحبها في المحذور.وهي التي عنى ال سبحانه بقوله " :إن
النفس لمارة بالسوء "(.)1وعلى الروح أيضا ،كما ورد في الخبار ،وكما ورد في حسنة إدريس القمي( )2قال:
سمعت أبا عبدال يقول :إن ال عزوجل يأمر ملك الموت برد نفس المؤمن ليهون عليه ويخرجها من أحسن
وجهها فيحصل من ذلك أن للعقل ثلثة إطلقات ،وللنفس أربعة.وإن كل منهما يطلق على الخر في مادة وتنفرد
النفس في ثلث ،فيكون بينهما عموم وخصوص من وجه.وأما الروح :فهي ما به الحياة.وقد تطلق على النفس
أيضا.
قلت :ويؤيد هذا الفرق ما رواه العياشي( )3عن الباقر عليه السلم في تفسير قوله تعالى " :ال يتوفى النفس حين
موتها و التي لم تمت في منامها "( )4قال " :ما من أحد ينام إل عرجت نفسه إلى السماء وبقيت روحه في بدنه
وصار بينهما سبب كشعاع الشمس ،فإن أذن ال في قبض روح أجابت الروح النفس.وإن أذن ال في رد الروح
أجابت النفس الروح "..الحديث.والظاهر أن المراد برد( )5الروح إبقاؤها في البدن.وقال بعض المفسرين في
تفسير الية :إن التوفي مستعمل في الول حقيقة ،وفي الثاني مجازا(.)6والتي تتوفى عند الموت هي نفس الحياة
التي إذا زالت زالت معها النفس ،والتي تتوفى عند النوم هي النفس التي بها العقل ،والتمييز ،وهي التي تفارق
النائم فل يعقل(.)1والفرق بين قبض النوم وقبض الموت أن قبض النوم يضاد اليقظة وقبض الموت يضاد
الحياة(.اللغات).
2103الفرق بين المهلة والمدارة( :)2الفرق بينهما :أن المهملة :عدم سرعة المؤاخذة ،وترك النتقام مع القدرة،
لمصلحة تقتضي ذلك عاجل أو آجل ،وقد تسند إلى ال تعالى فيقال :أمهل ال عباده.والمداراة :عبارة عن
الملطفة ،وحسن المعاشرة مع الناس اتقاء من شرهم.ولذا ل تنسب إلى ال عزوجل ،ويدل على ذلك قول سيد
الساجدين في دعاء الصحيفة الشريفة(( :)3لم يكن إمهالك عجزا ،ول إمساكك غفلة ،ول انتظارك
مداراة)(.اللغات).
2105الفرق بين المهمل والهذيان والهذر :أن المهمل خلف المستعمل وهو ل معنى له في اللغة التي هو مهمل
فيها والمستعمل ما وضع لفائدة مفردا كان أو مع غيره ،والهذيان كلم مستعمل اخرج على وجه ل تنعقد به
فائدة ،والهذر السقاط في الكلم ول يكون الكلم هذرا حتى يكون فيه سقط قل أو كثر ،وقال بعضهم الهذر كثرة
الكلم ،والصحيح هو الذي تقدم.
2106الفرق بين المهين والذليل والمذعن :أن المهين هو المستضعف وفي القرآن " أم أنا خير من هذا الذي هو
مهين "( )1وفبه " من سللة من ماء مهين "( )2قال أهل التفسير أراد الضعيف قال المفضل هو فعيل من
المهانة يقال مهن يمهن مهانة ومهنته مهنا وأنا ماهن وهو مهون ومهين ،ويقال هو من المهنة وهي العمل
وامتهنته امتهانا إذا إبتذلته ،ومن ثم قيل للخادم ماهن والجمع مهنة ومهان ،وأما الذعان في العربية فهو السراع
في الطاعة وليس هو من الذل والهون في شئ.
2108الفرق بين موافقة الرادة والطاعة :أن موافقة الرادة قد تكون طاعة وقد ل تكون طاعة وذلك إذا لم تقع
موقع الداعي إلى الفعل كنحو إرادتك أن يتصدق زيد بدرهم من غير أن تشعر بذلك فل يكون بفعله مطيعا لك
ولو علمه ففعله من أجل إرادتك كان مطيعا لك ولذلك لو أحس بدعائك إلى ذلك فمال معه كان مطيعا لك.
2109الفرق بين الموجود والكائن :أن الموجود من صح له تأثير فتأثير القديم صحة الفعل منه وتأثير الجسم
شغله للحيز( )3وتأثير العرض تغييره للجسم وصفة الموجود من الوجود على التقدير وكذلك صفة القديم من
القدم وصفة الحادث من الحدوث ،وإنما جرت الصفات على البيان بأصل رجع إليه إما محقق وإما مقدر وقد
يكون الكلم المقدر أبلغ منه بالمحقق أل ترى أن قول إمرء القيس * :بمنجرد قيد الوابد هيكل * أبلغ من مانع
الوابد وهو مقدر تقدير المانع ،والكائن على أربعة أوجه أحدها بمعنى الوجود يصح ذلك في القديم كما يصح في
المحدث والناس يقولون إن ال لم يزل كائنا ،والثاني بمعنى وجود الصنع والتدبير وهو قول الناس إن ال تعالى
كائن بكل مكان والمراد أنه صانع مدبر بكل مكان وإنه عالم بذلك غير غائب عن شئ من أحواله فيكون من هذا
الوجه في حكم من هو كائن منه ،والثالث قولنا للجوهر إنه كائن بالمكان ومعناه أنه شاغل للمكان ،والرابع قولنا
للعرض إنه كائن في الجسم فالمراد حلوله.
2111الفرق بين الموصوف والمعنى :أن قولنا موصوف يجئ مطلقا وقولنا معنى ل يجئ إل مقيدا تقول هذا
الشئ موصوف ول تقول معنى حتى تقول معنى بهذا القول وبهذا الكلم وذلك أن وصفت تتعدى إلى مفعول
واحد بنفسه كضربت تقول وصفت زيدا كما تقول ضربت زيدا فإن أردت زيادة فائدة عديته بحرف فقلت وصفته
بكذا كما تقول ضربته بعضا أو بسيف.وعنيت يتعدى إلى مفعولين أحدهما بنفسه والخر بالحرف تقول عنيت
زيدا بكذا فالفائدة في قولك بكذا فهو كالشئ الذي ل بد منه.
2112الفرق بين المولى والولي 2113 .)2340(:الفرق بين الميت والميت( :)1قال أكثر اللغويين )2(:إن الثاني
لغة في الول.وقد جمعهما الشاعر في بيت واحد(.)3
قال تعالى " :إنك ميت وإنهم ميتون "( * )5()4وبالتخفيف ل يطلق إل على من مات *((.)6اللغات).
2114الفرق بين الميثاق والعهد :أن الميثاق توكيد العهد من قولك أو ثقت الشئ إذا أحكمت شده ،وقال بعضهم
العهد يكون حال من المتعاهدين والميثاق يكون من أحدهما.
2116الفرق بين الميقات والوقت :أن الميقات أقدر ليعمل فيه عمل من العمال ،والوقت وقت الشئ قدره مقدر
أو لم يقدره ولهذا قيل مواقيت الحج للمواضع التي قدرت للحرام وليس الوقت في الحقيقة ساعة غير حركة
الفلك وفي ذلك كلم كثير ليس هذا موضع ذكره.
2117الفرق بين الميقات والوقت( :)1قد يفرق بينهما :بأن الميقات ما قدر ليعمل فيه عمل العمال.والوقت:
وقت الشئ.
قدره مقدر ،أو لم يقدره ،ولذلك قيل :مواقيت الحج ،وهي المواضع التي قدرت للحرام فيها.ومنه قوله تعالى" :
فتم ميقات ربه أربعين ليلة "((.)2اللغات).
2119الفرق بين الميل والميد :أن الميل يكون في جانب واحد ،والميد هو أن يميل مرة يمنة ومرة يسرة ومنه
قوله تعالى " وجعلنا في الرض رواسي أن تميد بهم "( )3أي تضطرب يمنة ويسرة ومعروف أنه لم يرد أنها
تميد في جانب واحد وإنما أراد الضطراب والضطراب يكون من الجانبين قال الشاعر:
2120الفرق بين الميل والميل :أن الميل مصدر ويستعمل فيما يرى وفيما ل يرى مثل ميلك إلى فلن ومال
الحائط ميل ،وميل بالتحريك إسم يستعمل فيما يرى خاصة تقول في العود ميل وفي فلن ميل إذا كان يميل في
أحد الجانبين من خلقه.
* *1حرف النون
2121الفرق بين الناحية والجانب والجهة.)596(:
2130الفرق بين الناس والورى :أن قولنا الناس يقعل على الحياء والموات ،والورى الحياء منهم دون
الموات ،وأصله من وري الزند يري إذا أظهر النار ،فسمي الورى ورى لظهوره على وجه الرض ،ويقال
الناس الماضون ول يقال الورى الماضون.
2133الفرق بين النبأ والخبر :أن النبأ ل يكون إل للخبار بما ل يعلمه المخبر ويجوز أن يكون المخبر بما
يعلمه وبما ل يعلمه ولهذا يقال تخبرني عن نفسي ول يقال تنبئني عن نفسي ،وكذلك تقول تخبرني عما عندي ول
تقول تنبئني عما عندي ،وفي القرآن " فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون "( )3وإنما استهزءوا به لنهم لم
يعلموا حقيقته ولو علموا ذلك لتوقوه يعني العذاب وقال تعالى " ذلك من أنباء القرى نقصهعليك "( )1وكان النبي
صلى ال عليه [وآله]وسلم يكن يعرف شيئا منها ،وقال علي بن عيسى :في النبأ معنى عظيم الشأن وكذلك أخذ
منه صفة النبي صلى ال عليه [وآله]وسلم ،قال أبوهلل أيده ال ولهذا يقال سيكون لفلن نبأ ول يقال خبر بهذا
المعنى ،وقال الزجاج في قوله تعالى " فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون "( )2أنباؤه تأويله والمعنى
سيعلمون ما يؤول إليه إستهزاؤهم.
قال أبوهلل والنباء عن الشئ أيضا قد يكون بغير حمل النبأ عنه تقول هذا المر ينبئ بكذا ول تقول يخبر بكذا
لن الخبار ل يكون إل بحمل الخبر.
2134الفرق بين النبأ والخبر( :)3النبأ :الخبر الذي له شأن عظيم( ،)4ومنه اشتقاق النبوة ،لن النبي مخبر عن
ال تعالى ويدل عليه قوله تعالى " :نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون "(.)5وقوله " وهل أتاك نبأ الخصم "(
.)6وقوله تعالى " :عم يتساءلون عن النبإ العظيم "( )7فوصفه بالعظمة.وصف كاشف عن حقيقته.وقال الراغب:
النبأ خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن.ول يقال للخبر( )8نبأ حتى يتضمن هذه الشياء(.)9وحق
الخبر الذي قال فيه نبأ أن يتعرى عن الكذب كالمتواتر(.)10وخبر اللهعزوجل وخبر النبي صلى ال عليه
وآله(.اللغات).
2135الفرق بين النبذ والطرح :أن النبذ إسم للقاء الشئ إستهانة به واظهارا للستغناء عنه ولهذا قال تعالى "
فنبذوه وراء ظهورهم "( )1وقال الشاعر:
2136الفرق بين النبل والجمال :أن النبل هو ما يرتفع به النسان من الرواء ومن المنظر ومن الخلق
والفعال ومما يختص به من ذلك في نفسه دون ما يضاف يقال رجل نبيل في فعله ومنظره وفرس نبيل في
حسنه وتمامه ،والجمال يكون في ذلك وفي المال وفي العشيرة والحوال الظاهرة فهو أعم من النبل أل ترى أنه
يقال لك في المال والعشيرة جمال ول يقال لك في المال نبل ول هو نبيل في ماله ،والجمال أيضا يستعمل في
موضع الحسن فيقال وجه جميل كما يقال وجه حسن ول يقال نبيل بهذا المعنى ،ويجوز أن يكون معنى قولهم
وجه جميل أنه يجري فيه السمن ويكون إشتقاقه من الجميل وهو الشحم المذاب.
2137الفرق بين النبي والرسول :أن النبي ل يكون إل صاحب معجزة وقد يكون الرسول رسول لغير ال تعالى
فل يكون صاحب معجزة.والنباء عن الشئ قد يكون من غير تحميل النبأ ،والرسال ل يكون بتحميل ،والنبوة
يغلب عليها الضافة إلى النبي فيقال نبوة النبي لنه يستحق منها الصفة التي هي على طريقة الفاعل ،والرسالة
تضاف إلى
ال لنه المرسل بها ولهذا قال برسالتي ولم يقل بنبوتي والرسالة جملة من البيان يحملها القائم بها ليؤديها إلى
غيره ،والنبوة تكليف القيام بالرسالة فيجوز إبلغ الرسالت ول يجوز إبلغ النبوات.
2138الفرق بين النبي والرسول( :)1قيل :ل فرق بينهما ،وقيل :الرسول أخص من النبي لن كل رسول نبي
من غير عكس.وقيل :الرسول الذي معه كتاب النبياء ،والنبي الذي ينبئ عن ال وإن لم يكن معه كتاب.
[ / 17أ]المفسرين ،وأورد عليه أن لوطا وإسماعيل وأيوب ويونس وهارون كانوا مرسلين ،كما ورد في التنزيل،
ولم يكونوا أصحاب كتب مستقلة.وقيل :الرسول من بعثه ال بشريعة جديدة يدعو الناس إليها ،والنبي :من بعثه
لتقرير( )2شريعة سابقة كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهما السلم.ويدل عليه أنه عليه
السلم سئل عن النبياء فقال " :مئة ألف وأربعة وعشرون ألفا فقيل :فكم الرسل منهم؟ فقال :ثلث مئة وثلثة
عشر.وقيل :الرسول من يأتيه الملك بالوحي عيانا ومشافهة ".والنبي يقال له ولمن يوحى إليه في المنام.وهذا
القول مروي عن أبي جعفر ،وأبي عبدال عليهما السلم.
قال :إن الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه ،والنبي :هو الذي يرى في منامه.وربما اجتمعت النبوة والرسالة
لواحد.وعن زرارة قال :سألت أبا عبدال عليه السلم عن قوله ال تعالى " :وكان رسول نبيا "( )1ما الرسول؟
وما النبي؟.
قال :النبي " :الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ول يعابن الملك ،والرسول :الذي يسمع الصوت ويرى في
المنام ويعاين الملك "(.اللغات).
2141الفرق بين النجاة والفوز :أن النجاة هي الخلص من المكروه ،والفوز هو الخلص من المكروه مع
الوصول إلى المحبوب ولهذا سمى ال تعالى المؤمنين فائزين لنجائهم من النار ونيلهم الجنة ولما كان الفوز
يقتضي نيل المحبوب قيل فاز بطلبته وقال تعالى " يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما "( )2أي أنال الخير
نيل كثيرا.
2142الفرق بين النجاة والهداية :أن النجاة تفيد الخلص من المكروه والهداية تفيد التمكن من الوصول إلى
الشئ ولفظهما ينبئ عن معنييهما وهو أنك تقول نجاه من كذا وهداه إلى كذا ،فالنجاة تكون من الشئ والهداية
تكون إلى الشئ وإنما ذكرناهما والفرق بينهما لن بعضهم ذكر أنهما سواء.
2143الفرق بين النجدة والشجاعة :أن النجدة حسن البدن وتمام لحمه وأصلها الرتفاع ومنه سميت بلدهم
المرتفعة نجدا ،وقيل للنجاد نجاد لنه يحشو الثياب فترتفع ثم قيل للشجاعة نجدة لنها تكون مع تمام الجسم في
أكثر الحال.
2145الفرق بين النجوى والسر :أن النجوى إسم للكلم الخفي الذي تناجي به صاحبك كأنك ترفعه عن غيره
وذلك أن أصل الكلمة الرفعة ،ومنه النجوة من الرض ،وسمي تكليم ال تعالى موسى عليه السلم مناجاة لنه
كان كلما أخفاه عن غيره ،والسر إخفاء الشئ في النفس ،ولو إختفى بستر أو وراء جدار لم يكن سرا ،ويقال في
هذا الكلم سر تشبيها بما يخفي في النفس ،ويقال سري عند فلن تريد ما يخفيه في نفسه من ذلك ول يقال نجواي
عنده ،وتقول لصاحبك هذا القيه إليك تريد المعنى الذي تخفيه في نفسك ،والنجوي تتناول جملة ما تناجى به من
الكلم ،والسر يتناول معنى ذلك وقد يكون السر في غير المعاني مجازا تقول فعل هذا سرا وقد أسر المر،
والنجوى ل تكون إل كلما.
2146الفرق بين النحلة والعطية :أن النحلة ما يعطيه النسان بطيب نفس ،ومنه قوله تعالى " وآتو النساء
صدقاتهن نحلة "( )1أي عن طيب أنفس ،وقيل نحلة ديانة ،ومنه قوله نحلة الكلم والقصيدة إذا نسبها إليه طيب
النفس بذلك وانتحل هو ،وقيل النحلة أن تعطيه بل إستعراض ومنه قولهم نحل الوالد ولده ،وفي الحديث " ما
نحل واحدولده أفضل من أدب حسن " وقال علي بن عيسى :الهبة ل تكون واجبة والنحلة تكون( )1واجبة وغير
واجبة ،وأصلها العطية من غير معاوضة ،ومنه النحلة الديانة لنها كالنحلة التي هي العطية.
2147الفرق بين النحو والقصد :أن النحو قصد الشئ من وجه واحد يقال نحوته إذا قصدته من وجه واحد،
والناس يقولون الكلم في هذا على أنحاء أي على وجوه ،وروي أن أبا السود عمل كتابا في العراب وقال
لصحابه انحوا هذا النحو أي اقصدوا هذا الوجه من الكلم فسمي العراب نحوا ،وناحية الشئ الوجه الذي
يقصد منه وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي هي منحوة.
2149الفرق بين النخوة والزهوة :أن النخوة هو أن ينصب رأسه من الكبر ولهذا يقال في رأسه نخو ويتصرف
في العربية كتصرف الزهو فيقال نخا الرجل فهو منخو إل أنه لم يسمع نخاه كذا كما يقال زهاه كذا.
2150الفرق بين النداء والدعاء :أن النداء هو رفع الصوت بماله معنى والعربي يقول لصاحبه ناد معي ليكون
ذلك أندى لصوتنا أي أبعد له ،والدعاء يكون برفع الصوت وخفضه يقال دعوته من بعيد ودعوت ال في نفسي
ول يقال ناديته في نفسي ،وأصل الدعاء طلب الفعل دعا يدعو وادعى ادعاء لنه يدعو إلى مذهب من غير دليل،
وتداعى البناء يدعو بعضه بعضا إلى السقوط ،والدعوى مطالبة الرجل بمال يدعو إلى أن يعطاه ،وفي القرآن "
تدعو من أدبر وتولى "( )1أي يأخذه بالعذاب كأنه يدعوه إليه.
2151الفرق بين النداء والدعاء( :)2الول قد يكون بعلمة من غير صوت ول كلم ،ولكن بإشارة تنئ عن
معنى :تعال ،ول يكون النداء إل برفع الصوت ،وامتداده.
قاله الطبرسي(.)3
قلت :ولذا ل يسند النداء إلى ال سبحانه بخلف الدعاء قال تعالى " :وال يدعوا إلى دار السلم "( " ،)4وال
يدعوا إلى الجنة والمغفرة "((.)5اللغات).
2153الفرق بين الندب والنافلة :أن الندب في اللغة ما امر به وفي الشرع هو النافلة والنافلة في الشرع واللغة
سواء ،والنافلة في اللغة أيضا إسم للعطية والنوفلة الجواد والجمع نوفلون ،ويقال أيضا للعطية نوفل والجمع
نوافل.
2154الفرق بين الند والمثل :أن الند هو المثل المناد من قولك ناد فلن فلنا إذا عاداه وباعده ولهذا سمي الضد
ندا ،وقال صاحب العين :الند ما كان مثل الشئ يضاده في اموره والنديد مثله والندود الشرود والتناد التنافر
وأنددت البعير ونددت بالرجل سمعت بعيوبه ،وأصل الباب التشريد فالند لمناداته لصاحبه كأنه يريد تشر يده.
2155الفرق بين الند والمثل( :)1هما بمعنى في اللغة ،وقال بعضهم :ل يقال الند إل للمثل.
أي خالفته ونافرته.ومعنى قول الموحدين " :ليس ل ضد ول ند " نفى ما يسد مسده ،ونفي ما ينافيه ،قلت :ويدل
عليه عبارة الدعاء في الصحيفة الشريفة( " :)2ول ند لك فيعارضك ".وقال الراغب :ند الشئ :مشاركة في
جوهره.وذلك ضرب من المماثلة ،فإن المثل يقال في أي مشاركة كانت.
2158الفرق بين الندى والجواد :أن الندى إسم للجواد الذي ينال القريب والبعيد فيبعد مذهبه مشبه بندى المطر
لبعد مذهبه ،وفلن أندى صوتا من فلن أي أبعد مذهبا والمنديات المخزيات( )3التي يبعد بها الصوت واحدها
مندية.وقال الخليل :الندى له وجوه ندى الماء وندى الخير وندى الشم وندى الصوت قال الشاعر:
2159الفرق بين الندى والمجلس والمقامة :أن الندى هو المجلس للهل ومن
ثم قيل هو أنطقهم في الندى ،ول يقال في المجلس إذا خل من أهله ندى ،وقد تنادى القوم إذا تجالسوا في الندى،
والمقامة بالضم المجلس يؤكل فيه ويشرب والمقامة بالفتح المجلس الذي يتحدث فيه ،والمقامة بالفتح أيضا
الجماعة وأما المقام فالقامة والمقام بالفتح مصدر قام يقوم مقاما ،والمقام أيضا موضع القيام.
2160الفرق بين النزغ والوسوسة :أن النزغ هو الغواء بالوسوسة وأكثر ما يكون عند الغضب ،وقيل أصله
للزعاج بالحركة إلى الشر ويقال هذه نزعة من الشيطان للخلصلة الداعية إلى الشر ،وأصل الوسوسة الصوت
الخفي ومنه يقال لصوت الحلي وسواس ،وكل صوت ل يفهم تفصيله لخفائه وسوسة ووسواس وكذلك ما وقع في
النفس خفيا ،وسمى ال تعالى الموسوس وسواسا بالمصدر في قوله تعالى " :من شر الواس الخناس "(.)1
2161الفرق بين قولك نزل به وقولك حاق به :أن النزول عام في كل شئ يقال نزل بالمكان ونزل به الضيف
ونزل به المكروه ،ول يقال حاق إل في نزول المكروه فقط تقول حاق به المكروه يحيق حيقا وحيوقا ومنه قوله
تعالى " وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون "( )2يعني العذاب لنهم كانوا إذا ذكر لهم العذاب إستهزءوا به وأراد
جزاء إستهزائهم ،وقيل أصل حاق حق لن المضاعف قد يقلب إلى حرف نحو قول الراجز * :تقضي البازي إذا
البازي كسر * وهذا حسن في تأويل هذه الية لنه فيه معنى الخبر الذي أتت به الرسل 2162الفرق بين النزلة
والزكام.)1049(:
2164الفرق بين النساجة والحياكة( :)1قد تخص النساجة ببعض الجناس كالرقيق ،والحياكة بغيره.وقيل:
النساجة أعم من الحياكة مطلقا.ولم يفرق الجوهري بينهما ،قال في الصحاح :نسج الثوب وحاكه واحد(.اللغات).
2165الفرق بين النسخ والبداء :أن النسخ رفع حكم تقدم بحكم ثان أوجبه كتاب أو سنة ولهذا يقال إن تحريم
الخمر وغيرها مما كان مطلقا في العقل نسخ لباحة ذلك لن إباحته عقلية ول يستعمل النسخ في العقليات،
والبداء أصله الظهور تقول بدا لي الشئ إذا ظهر وتقول بدا لي في الشئ إذا ظهر لك فيه رأي لم يكن ظاهرا لك
فتركته لجل ذلك ،ول يجوز على ال البداء لكونه عالما لنفسه ،وما ينسخه من الحكام ويثبته إنما هو على قدر
المصالح ل أنه يبدو له من الحوال ما لم يكن باديا ،والبداء هن أن تأمر المكلف الواحد بنفس ما تنهاه عنه على
الوجه الذي تنهاه عنه والوقت الذي تنهاه فيه عنه وهذا ل يجوز على ال لنه يدل على التردد في الرأي ،والنسخ
في الشريعة لفظة منقولة عما وضعت له في أصل اللغة كسائر السماء الشرعية مثل الفسق والنفاق ونحو ذلك،
وأصله في العربية الزالة أل تراهم قالوا نسخت الريح الثار فان قلت إن الريح ليست بمزيلة لها على الحقيقة
قلناإعتقد أهل اللغة أنها مزيلة لها كإعتقادهم أن الصنم إله.
2167الفرق بين النسخ والكتب :أن النسخ نقل معاني الكتاب ،وأصله الزالة ومنه نسخت الشمس الظل ،وإذا
نقلت معاني الكتاب إلى آخر فكأنك أسقطت الول وأبطلته ،والكتب قد يكون نقل وغيره وكل نسخ كتب وليس كل
كتب نسخا.
2168الفرق بين النسيان والسهو :أن النسيان إنما يكون عما كان ،والسهو يكون عما لم يكن تقول نسيت ما
عرفته ول يقال سهوت عما عرفته وإنما تقول سهوت عن السجود في الصلة فتجعل السهو بدل عن السجود
الذي لم يكن والسهو والمسهو عنه يتعاقبان ،وفرق آخر أن النسان إنما ينسى ما كان ذاكرا له ،والسهو يكون عن
ذكر وعن غير ذكر لنه خفاء المعنى بما يمتنع به إدراكه ،وفرق آخر وهو أن الشئ الواحد محال أن يسهى عنه
في وقت ول يسهى عنه في وقت آخر وإنما يسهى في وقت آخر عن مثله ويجوز أن ينسى الشئ الواحد في وقت
ويذكره في وقت آخر.
2174الفرق بين النصر والمعونة( :)2النصر :يختص بالمعونة على العداء.والمعونة :عامة في كل شئ.
فكل نصر معونة ول ينعكس.ويدل عليه قوله تعالى " :إنا لننصر رسلنا "( )3و " وينصرك ال نصرا عزيزا "(
)4و " ونصرناهم فكانوا هم الغالبين "(.)5
فإن مساق اليات الخبار عن ظفر النبياء عليهم السلم ،ونصرتهم على أعدائهم ،إما بالغلبة ،أو بالحجة(
(.)6اللغات).
2177الفرق بين النصيب والحظ :أن النصيب يكون في المحبوب والمكروه يقال وفاه ال نصيبه من النعيم أو
من العذاب ،ول يقال حظه من العذاب إل على إستعارة بعيدة لن أصل الحظ هو ما يحظه ال تعالى للعبد من
الخير ،والنصيب ما نصب له ليناله سواء كان محبوبا أو مكروها ،ويجوز أن يقال الحظ إسم لما يرتفع به
المحظوظ ،ولهذا يذكر على جهة المدح فيقال لفلن حظ وهو محظوظ ،والنصيب ما يصيب النسان من مقاسمة
سواء ارتفع به شأنه أم ل ولهذا يقال لفلن حظ في التجارة ول يقال له نصيب فيها لن الربح الذي يناله فيها ليس
عن مقاسمة.
2179الفرق بين النصيب والقسط :أن النصيب يجوز أن يكون عادل وجائرا وناقصا عن الستحقاق وزائدا يقال
نصيب مبخوس وموفور ،والقسط الحصة العادلة مأخوذة من قولك أقسط إذا عدل ويقال قسط القوم الشئ بينهم
إذا قسموه على القسط ،ويجوز أن يقال القسط إسم للدل في القسم ثم سمي العزم على القسط قسطا كما يسمى
الشئ بإسم سببه وهو كقولهم للنظر رؤية ،وقيل القسط ما استحق المقسط له من النصيب ولبد له منه ولهذا يقال
للجوهر قسط من المسامحة أي لبد له من ذلك.
2181الفرق بين النطق والكلم( :)1قيل :الفرق بينهما أن الكلم هو ما يتكلم به قليل كان( )1أو كثيرا.وأما كلم
ال سبحانه فهو عبارة عن إيجاده الصوات والحروف في محل ،وإسماعها النبياء والملئكة.والنطق.
قال تعالى " :وكلم ال موسى تكليما "(.)2وأهل اللغة لم يفرقوا بينهما.
2187الفرق بين النظر والتأمل :أن النظر هو ما ذكرناه( ،)4والتأمل هو النظر المؤمل به معرفة ما يطلب ول
يكون إل في طول مدة فكل تأمل نظر وليس كل نظر تأمل.
2189الفرق بين النظر والرؤية :أن النظر طلب الهدى ،والشاهد قولهم نظرت فلم أر شيئا ،وقال علي بن
عيسى :النظر طلب ظهور الشئ ،والناظر الطالب لظهور الشئ وال ناظر لعباده بظهور رحمته إياهم ،ويكون
الناظر الطالب لظهور الشئ بإدراكه من جهة حاسة بصره أو غيرها من حواسه ويكون الناظر إلى لين هذا
الثوب من لين غيره ،والنظر بالقلب من جهة التفكر ،والنظار توقف لطلب وقت الشئ الذي يصلح فيه قال
والنظر أيضا هو الفكر والتأمل لحوال الشياء أل ترى أن الناظر على هذا الوجه لبد أن يكون مفكرا والمفكر
على هذا الوجه يسمى ناظرا وهو معنى غير الناظر وغير المنظور فيه أل ترى أن النسان يفصل بين كونه
ناظرا وكونه غير ناظر ،ول يوصف القديم بالنظر لن النظر ل يكون إل مع فقد العلم ومعلوم أنه ل يصلح
النظر في الشئ ليعلم أل وهو مجهول ،والنظر يشاهد بالعين فيفرق بين نظر الغضبان ونظر الراضي ،واخرى
فإنه لو طلب جماعة الهلل ليعلم من رآه منهم ممن لم يره مع أنهم جميعا ناظرون فصح بهذا أن النظر تقليب
العين حيال مكان المرئي طلبا لرؤيته ،والرؤية هي إدراك المرئي ،ولما كان ال تعالى يرى الشياء من حيث ل
يطلب رؤيتها صح أنه ل يوصف بالنظر 2190 .الفرق بين النظر والرؤية( :)1قيل :الفرق بينهما أن الرؤية
هي( :)2إدراك المرئي.والنظر :القبال بالبصر نحو المرئي.ولذلك قد ينظر ول يراه ،ولذلك يجوز أن يقال ل
تعالى :إنه ،راء ول يقال :إنه ناظر.وفيه نظر.
2191الفرق بين النظر والفكر :أن النظر يكون فكرا ويكون بديهة والفكر ماعدا البديهة.
2193الفرق بين النعت والصفة :أن النعت فيما حكى ابوالعلء رحمه ال :لمايتغير من الصفات.والصفة لما
يتغير ولما ل يتغير فالصفة أعم من النعت.
قال فعلى هذا يصح أن ينعت ال تعالى بأوصافه لفعله لنه يفعل ول يفعل.ول ينعت بأوصافه لذاته إذ ل يجوز أن
يتغير.ولم يستدل على صحة ما قاله من ذلك بشئ والذي عندي أن النعت هو ما يظهر من الصفات ويشتهر ولهذا
قالوا هذا نعت الخليفة كمثل قولهم المين والمأمون والرشيد.وقالوا أول من ذكر نعته على المنبر المين ولم
يقولوا صفته وإن كان قولهم المين صفة له عندهم لن النعت يفيد من المعاني التي ذكرناها مال تفيده الصفة ثم
قد تتداخل الصفة والنعت فيقع كل واحد منهما موضع الخر لتقارب معناهما ،ويجوز أن يقال الصفة لغة والنعت
لغة أخرى ول فرق بينهما في المعنى والدليل على ذلك أن أهل البصرة من النحاة يقولون الصفة وأهل الكوفة
يقولون النعت ول يفرقون بينهما فأما قولهم نعت الخليفة فقد غلب على ذلك كما يغلب بعض الصفات على بعض
الموصوفين بغير معنى يخصه فيجري مجرى اللقب في الرفعة ثم كثرا حتى استعمل كل واحد منهما في موضع
الخر.
2194الفرق بين النعت والوصف( :)1قيل :هما مترادفان ،وفرق بعضهم بينهما ،بأن الوصف :ما كان بالحال
المتنفلة كالقيام والقعود.والنعت :ما كان في خلق وخلق.
كالبياض والكرم.
قيل :ولهذا ل يجوز إطلق النعت عليه سبحانه ،لن صفاته سبحانه ل تزول.
قلت :ويرده ما في الدعية المأثورة.ومن ذلك( " :)2يا من عجزت عن نعته أوصاف الواصفين ".وغير ذلك من
الدعية.
قال ابن الثير " :النعت وصف الشئ بما فيه من حسن ،ول يقال في القبيح ،إل أن يتكلف ،فيقال :نعت
سوء.والوصف ،يقال في الحسن وفي القبيح ".
( )3انتهى (اللغات) 2195 .الفرق بين النعماء والنعمة :أن النعماء هي النعمة الظاهرة وذلك أنها اخرجت مخرج
الحوال الظاهرة مثل الحمراء والبيضاء ،والنعمة قد تكون خافية فل تسمى نعماء.
2205الفرق بين النعمة والهبة :أن النعمة مضمنة بالشكر لنها ل تكون إل حسنة وقد تكون الهبة قبيحة بأن
تكون مغصوبة.
2208الفرق بين النفاد والفناء :أن النفاد هو فناء آخر الشئ بعد فناء أوله ،ول يستعمل النفاد فيما يفنى جملة أل
ترى أنك تقول فناء العالم ول يقال نفاد العالم ويقال نفاد الزاد ونفاد الطعام لن ذلك يفنى شيئا فشيئا.
2209الفرق بين النفاق والرياء :أن النفاق إظهار اليمان مع إسرار الكفر وسمي بذلك تشبيها بما يفعله اليربوع
وهو أن يجعل بجحره بابا ظاهرا وبابا باطنا يخرج منه إذا طلبه الطالب ول يقع هذا السم على من يظهر شيئا
ويخفي غيره إل الكفر واليمان وهو إسم إسلمي والسلم والكفر إسمان إسلميان فلما حدثا وحدث في بعض
الناس إظهار أحدهما مع إبطان الخر سمي ذلك نفاقا ،والرياء إظهار جميل الفعل رغبة في حمد الناس ل في
ثواب ال تعالى فليس الرياء من النفاق في شئ فإن استعمل أحدهما في موضع الخر فعلى التشبه والصل ما
قلناه.
2210الفرق بين النفر والرهط :أن النفر الجماعة نحو العشرة من الرجال خاصة ينفرون لقتال وما أشبهه ،ومنه
قوله عزوجل " مالكم إذا قيل لكم إنفروا في سبيل ال اثاقلتم إلى الرض "( )1ثم كثر ذلك حتى سموا نفرا وإن لم
ينفروا.والرهط الجماعة نحو العشرة يرجعون إلى أب واحد وسموا رهطا بقطعة أو لم يقطع أطرافها مثل الشرك
فتكون فروعها شتى وأصلها واحد تلبسها الجارية يقال لها رهط والجمع رهاط قال الهذلي * :وطعن مثل تعطيط
الرهاط * وتقول ثلثة رهط وثلثة نفر لنه إسم لجماعة ،ولو كان إسما واحدا لم تجز إضافة الثلثة إليه كما ل
يجوز أن تقول ثلثة رجل وثلثة فليس وقال عز وجل " وكان في المدينة تسعة رهط "( )2على التذكير لنه
وإن كان جماعة فإن لفظه مذكر مفرد فيقال تسعة على اللفظ وجاء في التفسير أنهم كانوا تسعة رجال والمعنى
على هذا وكان في المدينة تسعة من رهط.
2212الفرق بين النفع والحسان :أن النفع قد يكون من غير قصد والحسان ل يكون إل مع القصد تقول ينفعني
العدو بما فعله بي إذا أراد بك ضرا فوقع نفعا ول يقال أحسن إلي في ذلك.
2213الفرق بين النفل والغنيمة :أن أصل النفل في اللغة الزيادة على المستحق ومنه النافلة وهي التطوع ثم قيل
لما ينفله صاحب السرية بعض أصحابه نفل والجمع أنفال وهو أن يقول إن قتلت قتيل فلك سلبه ،أو يقول لجماعة
لكم الربع بعد الخمس وما أشبه ذلك ،ول خلف في جواز النفل قبل إحراز الغنيمة ،وقال الكوفيون ل نفل بعد
إحراز الغنيمة على جهة الجتهاد ،وقال الشافعي :يجوز النفل بعد إحراز الغنيمة على جهة الجتهاد ،وقال إبن
عباس :في رواية النفال ماشذ عن المشركين إلى المسلمين من غير قتال نحو العبد والدابة ولذلك جعلها ال
تعالى للنبي صلى ال عليه [وآله]وسلم في قوله " قل النفال ل والرسول "( )1وروي عن مجاهد :أن النفال
الخمس جعله ال لهل الخمس ،وقال الحسن :النفال من السرايا التي تتقدم أمام الجيش العظم ،وأصلها ما
ذكرنا ثم اجريت على الغنائم كلها مجازا.
قال تعالى " :ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الموال والنفس والثمرات "(.)3وتقول :فلن دخل
عليه نقص في عقله ،أو في دينه.وأما النقصان :فل يستعمل إل في ذهاب العيان ،ل يقال :فلن في عقله
نقصان ،أو في دينه ،بل نقول :نقص ،ونقول :ليس في هذا المر نقص ،أي بأس وعيب ،ول تقول فيه نقصان،
إل إذا استلزم ذهاب مال أو انتفاع.
2217الفرق بين النقص والتخفيف :أن النقص الخذ من المقدار كائنا ما كان ،والتخفيف فيما له إعتماد واستعمل
التخفيف في العذاب لنه يجثم على النفوس جثوم ماله ثقل.
2218الفرق بين النقص والحاجة :أن النقص سبب إلى الحاجة فالمحتاج يحتاج لنقصه ،والنقص أعم من الحاجة
لنه يستعمل فيما يحتاج وفيما ل يحتاج.
2219الفرق بين النقلة والحركة :أن النقلة ل تكون إل عن مكان وهي التحول منه إلى غيره ،والحركة قد تكون
لعن مكان وذلك أن الجسم قد يجوز أن يحدثه ال تعالى لفي مكان ول يخلو من الحركة أو السكون في الحال
الثاني فإن تحرك تحرك لعن مكان وإن سكن سكن لفي مكان.
2223الفرق بين نقم منه كذا وأنكر منه كذا 2224 .)331(:الفرق بين النقيض والضد.)1304(:
2226الفرق بين النماء والزيادة :أن قولك نما الشئ يفيد زيادة من نفسه وقولك زاد ل يفيد ذلك أل ترى أنه يقال
زاد مال فلن بما ورثه عن والده ول يقال نما ماله بما ورثه وإنما يقال نمت الماشية بتناسلها ،والنماء في الذهب
والورق مستعار ،وفي الماشية حقيقة ومن ثم أيضا سمي الشجر والنبات النامي ومنه يقال نما الخضاب في اليد
والحبر في الكتاب.
2227الفرق بين النهار واليوم :أن النهار إسم للضياء المنفسخ الظاهر لحصول الشمس بحيث ترى عينها أو
معظم ضوئها وهذا حد النهار وليس هو في الحقيقة إسم للوقت ،واليوم إسم لمقدار من الوقات يكون فيه هذا
السنا ،ولهذا قال النحويون :إذا سرت يوما فأنت موقت تريد مبلغ ذلك ومقداره وإذا قلت سرت اليوم أو يوم
الجمعة فأنت مؤرخ فإذا قلت سرت نهارا أو النهار فلست بمؤرخ ول بمؤقت وإنما المعنى سرت في الضياء
المنفسح ولهذا يضاف النهار إلى اليوم فيقال سرت نهار يوم الجمعة ،ولهذا ل يقال للغلس والسحر نهار حتى
يستضئ الجو.
وقال أبوحنيفة :ل تدخل فيه وإن كتب حدها الول المسجد وأدخله فسد البيع في قولهما وقال أبوحنيفة :ل يفسد
لن هذا على مقتضى العرف وقصد الناس في ذلك معروف ،وأما العاقبة فهي ما تؤدي إليه التأدية والعاقبة هي
الكائنة بالنسب الذي من شأنه التأدية وذلك أن السبب على وجهين مولد ومؤد وإنما العاقبة في المؤدي فالعاقبة
يؤدي إليها السبب المقدم وليس كذلك الخرة لنه قد كان يمكن أن تجعل هي الولى في العدة.
2230الفرق بين النهى والعقل :أن النهى هو النهاية في المعارف التي ل يحتاج إليها في مفارقة الطفال ومن
يجري مجراهم وهي جمع واحدها النهية ويجوز أن يقال إنها تفيد أن الموصوف بها يصلح أن ينتهي إلى رأيه،
وسمي الغدير نهيا لن السيل ينتهي إليه ،والتنهية المكان الذي ينتهي إليه السيل والجمع التناهي وجمع النهي أنه
وأنهاء.
2233الفرق بين النوم والبيتوتة 2234 .)430(:الفرق بين النية والعزم :أن النية إرادة متقدمة للفعل بأوقات من
قولك إنتوى إذا بعد ،والنوى والنية البعد فسميت بها الرادة التي بعد ما بينها وبين مرادها ،ول يفيد قطع الروية
في القدام على الفعل ،والعزم قد يكون متقدما للمعزوم عليه بأوقات وبوقت ،ول يوصف ال بالنية لن إرادته ل
تتقدم فعله ول يوصف بالعزم كما ل يوصف بالروية وقطعها في القدام والجحام.
2235الفرق بين النيف والبضع( :)1النيف :من واحد إلى ثلثة.والبضع :من أربعة( )2إلى تسعة.ول يقال
(نيف) إل بعد عقد ،نحو عشرة ونيف ،ومائة ونيف ،بخلف البضع فإنه يستعمل مستقل.ومنه قوله تعالى" :
فلبث في السجن بضع سنين "((.)3اللغات).
* *1حرف الهاء
2236الفرق بين الهبة والعطاء.)228(:
2237الفرق بين الهبة والبذل( :)1هما بمعنى النحلة والعطية.ويستفاد من كلم الفقهاء في كتاب الحج الفرق
بينهما ،بأن الهبة إذا تعلقت بالزاد والراحلة أعيانهما ،فهي بذل سواء كان بصيغة الهبة أم غيرها على خلف،
وإذا لم تتعلق بأعيانها فهي بذل( )2سواء تعلقت بأثمانها أم مال غيره.وتظهر الفائدة في أن البذل يجب قبوله
والرضا به في الستطاعة للحج.ول يشترط فيه القبول ،لنه إباحة يكفي فيها اليقاع.
بخلف الثاني فإن المعتبر فيه القبول.وهو نوع اكتساب والكتساب( )3غير واجب للحج ،لن وجوبه مشروط
بوجود الستطاعة ،فل يجب تحصيل شرطه.وأور عليه بأن مقتضى الروايات تحقق الستطاعة ببذل ما يحج به،
وهو كما يتحقق يتناول عين الزاد والراحلة ،كذلك يتناول أثمانها.
وثانيا :إن الظاهر تحقق الستطاعة ،وهي التمكن من الحج بمجرد البذل ،ومتى تحققت الستطاعة يصير
الوجوب مطلقا.وحينئذ ،فيجب كل ما يتوقف عليه من المقدمات(.اللغات).
2241الفرق بين الهبوط والنزول :أن الهبوط نزول يعقبه إقامة ،ومن ثم قيل هبطنا مكان كذا أي نزلناه ومنه
قوله تعالى " اهبطوا مصر "( )1وقوله تعالى " قلنا إهبطوا منها جميعا "( )2ومعناه انزلوا الرض للقامة فيها،
ول يقال هبط الرض إل إذا استقر فيها ويقال نزل وإن لم يستقر.
2245الفرق بين الهدية والهبة :أن الهدية ما يتقرب به المهدي إلى المهدى إليه ،وليس كذلك الهبة ولهذ ل يجوز
أن يقال إن ال يهدي إلى العبد كما يقال إنه يهب له وقال تعالى " فهب لي من لدنك وليا "( )3وتقول أهدى
المرؤوس إلى الرئيس ووهب الرئيس للمرؤوس ،وأصل الهدية من قولك هدى الشئ إذا تقدم وسميت الهدية هدية
لنها تقدم أمام الحاجة.
2246الفرق بين الهدية والهبة( :)1الهدية :وإن كانت ضربا من الهبة ،إل أنها مقرونة بما يشعر إعظام المهدي
إليه وتوقيره ،بخلف الهبة.وأيضا الهبة :يشترط فيها اليجاب ،والقبول ،والقبض إجماعا.واختلف الصحاب في
الهدية :فذهب العلمة الجرجاني في القواعد على الشتراط ،لنها نوع من الهبة ،فيشترط فيها ما يشترط في
الهبة.وذهب بعض المتأخرين :إلى عدم اشتراط ذلك فيها ،لن الهدايا كانت تحمل إلى النبي صلى ال عليه وآله
من كسرى ،وقيصر.وسائر الملوك ،فيقبلها ،ول لفظ هناك.واستمر الحال على هذا من عهده صلى ال عليه وآله
إلى هذا الوقت في سائر الصقاع ،ولهذا كانوا يبعثونها على أيدي الصبيان الذين ل يعتد بعبارتهم.
ل يقال كان ذلك إباحة ل تمليكا ،لنا نقول :لو كان كذلك لما تصرفوا فيه تصرف المال.ومعلوم أن النبي صلى
ال عليه وآله كان يتصرف فيه ،ويملكه غيره من زوجاته ،وغيرهن ،قيل :ويؤيده :أن الهدية مبنية على الحشمة
والعظام.وذلك يفوت مع اعتبار اليجاب والقبول ،وينقص موضعها من النفس.
يقول جامع الكتاب وفقه ال للصواب :هذا ما تيسر لي في هذا الوقت( )2إيراده من الفروق ،وإن وقفت على غير
ذلك فيما بعد( ،)3ألحقته إن شاء تعالى بالكتاب ،وال الهادي في كل باب(.اللغات).
2251الفرق بين الهزل والمزاح :أن الهزل يقتضي تواضع الهازل لمن يهزل بين يديه والمزاح ل يقتضي ذلك،
أل ترى أن الملك يمازح خدمه وإن لم يتواضع لهم تواضع الهازل لمن يهزل بين يديه والنبي صلى ال عليه
[وآله]وسلم يمازح ول يجوز أن يقال يهزل ،ويقال لمن يسخر يهزل ول يقال يمزح.
2252الفرق بين الهضم والظلم :أن الهضم نقصان بعض الحق ول يقال لمن أخذ جميع حقه قد هضم.والظلم
يكون في البعض والكل وفي القرآن " فل يخاف ظلما ول هضما "( )1أي ل يمنع حقه ول بعض حقه وأصل
الهضم في العربية النقصان ومنه قيل للمنخفض من الرض هضم والجمع أهضام.
2255الفرق بين الهمام والسيد :أن الهمام هو الذي يمضي همه في المور ول يوصف ال تعالى به لنه ل
يوصف بالهم.
2257الفرق بين الهمة والهم :أن الهمة إتساع الهم وبعد موقعه ولهذ يمدح بها النسان فيقال فلن ذو همة وذو
عزيمة ،وأما قولهم فلن بعيد الهمة وكبير العزيمة ،فلن بعض الهمم يكون أبعد من بعض وأكبر من بعض،
وحقيقة ذلك أنه يهتم بالمور الكبار ،والهم هو الفكر في إزالة المكروه واجتلب المحبوب ومنه يقال أهم
بحاجتي ،والهم أيضا الشهوة قال ال تعالى " ولقد همت به وهم بها "( )1أي عزمت هي على الفاحشة واشتهاها
هو والشاهد على صحة هذا التأويل قيام الدللة على أن النبياء صلوات ال عليهم ل يعزمون على الفواحش
وهذا مثل قوله تعالى " إن ال وملئكته يصلون على النبي " ( )2والصلة من ال الرحمة ومن الملئكة
الستغفار ومن الدميين الدعاء ،وقوله تعالى " شهد ال أنه ل إله إل هو والملئكة "( )3فالشهادة من ال تعالى
إخبار وبيان ومنهم إقرار ،والهم أيضا عند الحزن الذي يذيب البدن من قولك هم الشحم إذا أذابه.وسنذكر الفروق
بين الهم والغم والحزن في بابه إن شاء ال
2258الفرق بين الهمز واللمز :قال المبرد :الهمز هو أن يهمز النسان بقول قبيح من حيث ل يسمع أو يحثه
ويوسده على أمر قبيح أي يغريه به ،واللمز أجهر من الهمز وفي القرآن " همزات الشياطين "( )1ولم يقل
لمزات لن مكايدة الشيطان خفية ،قال الشيخ رحمه ال :المشهور عند الناس إن اللمز العيب سرا ،والهمز العيب
بكسر العين وقال قتادة " :يلمزك في الصدقات "( )2يطعن عليك وهو دال على صحة القول الول.
فإن الهمزة :الذي يعكس بظهر الغيب.واللمزة :الذي يعكس في وجهك.وقيل :الهمزة :الذي يؤذي حليسه بسوء.
لفظه.واللمزة :الذي يكثر عيبه على جليسه ،ويشير برأسه ،ويومئ بعينه(.اللغات).
2260الفرق بين الهم والرادة :أن الهم آخر العزيمة عند مواقعة الفعل قال الشاعر:
2262الفرق بين الهم والغم :أن الهم هو الفكر في إزالة المكروه واجتلب المحبوب ،وليس هو من الغم في الشئ
أل ترى أنك تقول لصاحبك اهتم في حاجتي ول يصح أن تقول اغتم بها.والغم معنى ينقبض القلب معه ويكون
لوقوع ضرر قد كان أو توقع ضرر يكون أو يتوهمه وقد سمي الحزن الذي تطول مدته حتى يذيب البدن هما،
وإشتقاقه من قولك إنهم( )1الشحم إذا ذاب ،وهمه إذا أذابه.
2263الفرق بين الهم والغم( :)3(* )2قيل :الغم :ما ل يقدر النسان على إزالته كموت المحبوب.
قلت :ويؤيده قوله تعالى في وصف أهل النار " :كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم اعيدوا "(.)5
فإنهم لم يكونوا قادرين على إزالة مابهم من العذاب.وقيل :الهم :قبل نزول المر ،ويطرد النوم ،والغم.
2264الفرق بين الهم والقصد :أنه قد يهم النسان بالمر قبل القصد إليه وذلك أنه يبلغ آخر عزمه عليه ثم
يقصده 2265 .الفرق بين الهم والهمة.)2257(:
2267الفرق بين الهنئ والمرئ :أن الهنئ هو الخالص الذي ل تكدير فيه ويقال ذلك في الطعام وفي كل فائدة لم
يعترض عليها ما يفسدها ،والمرئ المحمود العاقبة يقال مرئ ما فعلت أي أشرفت على سلمة عاقبته ،وقال
الكسائي :تقول هناني الطعام ومراني الطعام بغير ألف فإذا أفردت قلت أمراني بغير همز ،وقال المبرد :هذا
الكلم لو كان له وجه لكان قمنا أن يأتي فيه بعلة وهل يكون فعل على شئ إذا كان وحده فإذا كان مع غيره إنتقل
لفظه والمراد واحد وإنما الصحيح ما أعلمتك ،وأمراني بغير همز معناه هضمته معدتي.
2268الفرق بين الهنئ والمرئ( :)1قال الهروي( :)2والهنئ :ما ل تعب فيه ،ول إثم.والمرئ :ما لداء
فيه(.اللغات).
2269الفرق بين ما هو وما حده :أن قولنا ما هو يكون سؤال عن الحد كقولك ما الجسم ،وسؤال عن الرسم
كقولك ما الشئ وذلك أن الشئ ل يحد على ما ذكرنا( )3وإنما يرسم بقولنا إن الذي يصح أن يعلم ويذكر ويخبر
عنه.وسؤال عن الجنس كقولك ما الدنيا ،وسؤال عن التفسير اللغوي كقولك ما القطر فتقول النحاس وما القطر
فتقول العود.وليس كذلك قولنا ما حده لن ذلك يبين الختصاص منوجه من هذه الوجوه.
2270الفرق بين الهوى والشهوة :أن الهوى لطف محل الشئ من النفس مع الميل إليه بما ل ينبغي ولذلك غلب
على الهوى صفة الدم ،وقد يشتهي النسان الطعام ول يهوى الطعام.
2271الفرق بين الهوى والشهوة( :)1الفرق بينهما بأن الهوى يختص بالداء والعتقادات ،والشهوة تختص بنيل
المستلذات.ويدل عليه قوله تعالى " :ول تتبع الهوى فيضلك "( )2أي ل تتبع ما يميل إليه طبعك ويقتضيه رأيك
من غير أن يسند( )3إلى دليل شرعى.ويدل على الثاني قوله تعالى " :زين للناس حب الشهوات من النساء
والبنين "( )4الية.
حيث بين مراتب المشتهيات بعدها ،وفصل أصول المستلذات عقيب ذلك ،وعدها(.اللغات).
2272الفرق بين الهول والخوف :أن الهول مخافة الشئ ل يدري على ما يقحم عليه منه ،كهول الليل وهول
البحر وقد هالني الشئ وهو هائل ول يقال أمر مهول إل أن الشاعر قال في بيت:
2278الفرق بين واحد وأحد :أن معنى الواحد أنه ل ثاني له فلذلك ل يقال في التثنية واحدان كما يقال رجل
ورجلن ،ولكن قالوا إثنان حين أرادوا أن كل واحد منهما ثان للخر ،وأصل أحد أوحد مثل أكبر وإحدى مثل
كبرى فلما وقعا إسمين وكانا كثيري الستعمال هربوا في إحدى إلى الكبرى ليخف وحذفوا الواو ليفرق بين السم
والصلة وذلك أن أوحد إسم وأكبر صفة والواحد فاعل من وحد يحد وهو واحد مثل وعد يعد وهو واعد ،والواحد
هو الذي ل ينقسم في وهم ول وجود ،وأصله النفراد في الذات على ما ذكرنا( )1وقال صاحب العين :الواحد
أول العدد ،وحد الثنين ما يبين أحدهما عن صاحبه بذكر أو عقد فيكون ثانيا له بعطفه عليه ويكون الحد أول له
ول يقال إن ال ثاني إثنين ول ثالث ثلثة لن ذلك يوجب المشاركة في أمر تفرد به فقوله تعالى " ثاني إثنين إذ
هما في الغار "( )2معناه أنه ثاني إثنين في التناصر وقال تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن ال ثالث ثلثة "()3
لنهم أوجبوا مشاركته فيما ينفرد به من القدم واللهية فأما
قوله تعالى " إل هو رابعهم "( )1فمعناه أنه يشاهدهم كما تقول للغلم اذهب حيث شئت فأنا معك تريد أن خبره
ل يخفى عليك.
2279الفرق بين الواحد والحد( )2والمتوحد :قال بعض المحققين :الواحد :الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن
معه آخر.والحد :الفرد الذي ل يتجزأ ،ول يقبل النقسام.
لحد :المتفرد بالمعنى.وقيل :المراد بالواحد :نفي التركيب والجزاء الخارجية والذهنية عنه تعالى ،وبالحد :نفي
الشريك عنه في ذاته وصفاته.وقيل :الواحدية :لنفي المشاركة في الصفات ،والحدية لتفرد الذات.ولما لم ينفك
عن شأنه تعالى أحدهما عن الخر قيل :الواحد والحد( )3في حكم اسم واحد.وقد يفرق بينهما في الستعمال من
وجوه :أحدها :أن الواحد يستعمل وصفا مطلقا ،والحد يختص بوصف ال تعالى نحو " :قل هو ال أحد "(.)4
الثاني :أن الواحد أعم موردا ،لنه يطلق على من يعقل وغيره ،والحد ل يطلق إل على من يعقل.
الثالث :أن الواحد يجوز أن يجعل له ثان ،لنه ل يستوعب جنسه بخلف الحد
[ / 7ب]أل ترى أنك * لو قلت :فلن ل يقاومه واحد ،جاز أن يقاومه اثنان ،ول اكثر *(.)1
الرابع :أن الواحد يدخل في الحساب ،والضرب ،والعدد والقسمة ،والحد يمتنع دخوله في ذلك.
الخامس :أن الواحد يؤنث بالتاء والحد يستوي فيه المذكر والمؤنث ،قال تعالى " :كأحد من النساء "( ،)2ول
يجوز :كأحد من النساء ،بل :كواحدة.
السادس :أن الواحد ل يصلح للقرار والجمع ،بخلف الحد [ / 7ب]فإنه يصلح لهما ،ولهذا وصف بالجمع قوله
تعالى " :من أحد عنه حاجزين "(.)3
السابع :أن الواحد ل جمع له من لفظه ،وهو أحدون ،وآحاد.وأما المتوحد :فهو البليغ في الوحدانية ،كالمتكبر:
البليغ في الكبرياء.وفي القاموس( :)4ال الحد ،والمتوحد :ذو الوحدانية.وقيل :المتوحد :المستنكف عن النظير،
كما قيل :المتكبر :هو الذي تكبر عن كل ما يوجب حاجة أو نقصانا(.اللغات).
2280الفرق بين الوالد والب( :)5الفرق بينهما :أن الوالد ل يطلق إل على من أولدك من غير واسطة.والب:
قد يطلق على الجد البعيد ،قال تعالى " :ملة أبيكم إبراهيم "( .)6وفي الحديث النبوي " :هذا أبي آدم ،وهذا أبي
نوح " ومنه يظهر الفرق بين الولد والمولود ،فإن الولد يطلق على ولد الولد أيضا ،بخلف المولود ،فإنه لمن ولد
منك من غير واسطة ويدل عليه قوله تعالى " :واخشوا يوما ل يجزي والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده
شيئا "(.)1
فإنه تضمن نفي النفع والشفاعة بأبلغ وجه ،فكأنه قيل :إن الواحد منهم لو شفع للب الدنى الذي ولد منه لم تقبل
شفاعته ،فضل أن يشفع لمن فوقه(.اللغات).
2285الفرق بين الواسع والجواد :أن الواسع مبالغة في الوصف بالجود والشاهد أنه نقيض قولهم للبخيل ضيق
مبالغة في الوصف بالجو وهذا في أوصاف الخلق مجاز لن المراد أن عطاءه كثير ،وقال بعضهم هو في صفات
ال تعالى بمعنى أنه المحيط بالشياء علما من قوله تعالى " وسع كل شئ علما "( )2وله وجه آخر في اللغة وهو
أن يكون مأخوذا من الوسع وهو قدر ما تسع له القوة وهو بمنزلة الطاقة وهو نهاية مقدور القادر فل يصح ذلك
في ال تعالى.
2286الفرق بين الوافر والكثير 2287 .)1799(:الفرق بين قولك وافقه وبين قولك تابعه.)433(:
2291الفرق بين الوجدان والدراك :أن الوجدان في أصل اللغة لما ضاع أو لما يجري مجرى الضائع في أن ل
يعرف موضعه ،وهو على خلف النشدان فأخرج على مثاله يقال نشدت الضالة إذا طلبتها نشدانا فاذا وجدتها
قلت وجدتها وجدانا فلما صار مصدره موافقا لبناء النشدان إستدل على أن وجدت هاهنا إنما هو للضالة،
والدراك قد يكون لما يسبقك أل ترى أنك تقول وجدت الضالة ول تقول أدركت الضالة وإنما يقال أدركت الرجل
إذا سبقك ثم اتبعته فلحقته ،وأصل الدراك في اللغة بلوغ الشئ وتمامه ومنه إدراك الثمرة وإدراك الغلم
وإدراكك من تطلب يرجع إلى هذا لنه مبلغ مرادك ومنه قوله تعالى " قال أصحاب موسى إنا لمدركون "()1
والدرك الحبل يقرن بحبل آخر ليبلغ ما يحتاج إلى بلوغه ،والدرك االمنزلة لنها مبلغ من تجعل له ،ثم توسع في
الدراك والوجدان فاجر يا مجرى واحدا فقيل أدركته ببصري ووجدته ببصري ووجدت حجمه( )2بيدي
وأدركت حجمه بيدي ووجدته بسمعي وأدركته بسمعي وأدركت طعمه بفمي ووجدت طعمه بفمي وأدركت ريحه
بأنفي ووجدت ريحه بأنفي ،وحد المتكلمون الدراك فقالوا هو ما يتجلى به المدرك تجلي الظهور ثم قيل يجد
بمعنى يعلم ومصدره الوجود وذلك معروف في العربية ومنه قول الشاعر:
2292الفرق بين الوجع واللم :أن الوجع أعم من اللم تقول آلمني زيد بضربته إياي وأوجعني بذلك وتقول
أوجعني ضربني ول تقول آلمني ضربني وكل ألم هو ما يلحقه بك غيرك ،والوجع ما يلحقك من قبل نفسك ومن
قبل غيرك ثم استعمل أحدهما في موضع الخر.
2299الفرق بين الوحش والقبيح :أن الوحش الهزيل وقد توحش الرجل إذا هزل وتوحش أيضا إذا تجوع فسمي
القبيح المنظر بإسم الهزيل لن الهزيل قبيح ،ويجوز أن يقال إن الوحش هو المتناهي في القباحة حتى يتوحش
الناظر من النظر إليه ويكون الوحش على هذا التأويل بمعنى الموحش ،وتوحش الرجل أيضا إذا تعرى ،ويجوز
أن يكون الوحش العاري من الحسن وهو شبيه بما تقدم( )2من ذكر الهزال.
2300الفرق بين الوحيد والواحد والفريد :أن قولك الوحيد والفريد يفيد التخلي من الثنين يقال فلن فريد ووحيد
يعني أنه ل أنيس له ،ول يوصف ال تعالى به لذلك.
2301الفرق بين الوحي واوحى :أن وحي جعله على صفة كقولك مسفرة ،وأوحى جعل فيها معنى الصفة لن
أفعل أصله التعدية كذا قال علي بن عيسى 2302الفرق بين الوحي واللهام.)279(:
2307الفرق بين الوزر والذنب :أن الوزر يفيد أنه يثقل صاحبه وأصله الثقل ومنه قوله تعالى " ووضعنا عنك
وزرك الذي أنقض ظهرك "( )1وقال تعالى " حتى تضع الحرب أوزارها "( )2أي أثقالها يعني السلح وقال
بعضهم الوزر من الوزر وهو الملجأ يفيد أن صاحبه ملتجئ إلى غير ملجأ والول أجود.
2308الفرق بين الوسامة والحسن :أن الوسامة هي الحسن الذي يظهر للناظر ويتزايد عند التوسم هو التأمل
يقال توسمته إذا تأملته وهو على حسب ما قال الشاعر:
2309الفرق بين الوسط والوسط :أن الوسط ل يكون إل ظرفا تقول قعدت
وسط القوم وثوبي الثياب وإنما تخبر عن شئ فيه الثوب وليس به ،فإذا حركت السين كان إسما وكان بمعنى
بعض الشئ تقول وسط رأسه صلب فترفع لنك إنما تخبر عن بعض الراس لعن شئ فيه ،والوسط إسم الشئ
الذي ل ينفك من الشئ المحيط به جوانبه كوسط الدار ،وإذا حركت السين دخلت عليه في فتقول إحتجم في وسط
رأسه ووسط رأسه بموضع هذا في وسط القوم ،ول يقال قعدت في وسط القوم كما ل يقال قعدت في بين القوم
كما أن بين ل يدخل عليه في فكذلك ل تدخل على ما أدى عنه بين.
2310الفرق بين الوسط والبين :أن الوسط يضاف إلى الشئ الواحد وبين تضاف إلى شيئين فصاعدا لنه من
البينونة تقول قعدت وسط الدار ول يقال قعدت بين الدارين أي حيث تباين إحداهما صاحبتها وقعدت بين القوم أي
حيث يتباينوا من المكان ،والوسط يقتضي إعتدال الطراف إليه ولهذا قيل الوسط العدل في قوله تعالى " وكذلك
جعلناكم أمة وسطا "(.)1
2311الفرق بين الوسيلة والذريعة :أن " الوسيلة " عند أهل اللغة هي القربة وأصلها من قولك سألت أسأل أي
طلبت وهما يتساولن أي يطلبان القربة التى ينبغي أن يطلب مثلها وتقول توسلت إليه بكذا فتجعل كذا طريقا إلى
بغيتك عنده ،والذريعة إلى الشئ :هي الطريقة إليه ولهذا يقال جعلت كذا ذريعة إلى كذا فتجعل الذريعة هي
الطريقة نفسها وليست الوسيلة هي الطريقة فالفرق بينهما بين 2312 .الفرق بين الوسوسة والنزغ.)2160(:
2313الفرق بين الوصب واللم :أن الوصب هو اللم الذي يلزم البدن لزوما دائما ومنه يقال ول واصبة إذا
كانت بعيدة كأنها من شدة بعدها ل غاية لها ومنه قوله تعالى " وله الدين واصبا "( )1وقوله تعالى " ولهم عذاب
واصب "(.)2
2314الفرق بين الوصف والصفة :أن الوصف مصدر والصفة فعلة.وفعلة نقصت فقيل صفة وأصلها وصفة
فهي أخص من الوصف لن الوصف إسم جنس يقع على كثيره وقليله والصفة ضرب من الوصف مثل الجلسة
والمشية وهي هيئة الجالس والماشي.ولهذا اجريت الصفات على المعاني فقيل العفاف والحياء من صفات المؤمن
ول يقال أوصافه بهذا المعنى لن الوصف ل يكون إل قول والصفة اجريت مجرى الهيئة وإن لم تكن بها فقيل
للمعاني نحو العلم والقدرة صفات لن الموصوف بها يعقل عليها كما ترى صاحب الهيئة على هيئته وتقول هو
على صفة كذا وهذه صفتك كما تقول هذه حليتك ول تقول هذا وصفك إل أن يعني به وصفه للشئ.
2317الفرق بين الوضاءة والحسن :أن الوضاءة تكون في الصورة فقط لنها تتضمن معنى النظافة يقال غلم
وضئ إذا كان حسنا نظيفا ومنه قيل الوضوء لنه نظافة ووضوء النسان وهو وضئ ووضاء كما تقول رجل
قراء وقد يكون حسنا ليس بنظيف ،والحسن أيضا يستعمل في الفعال والخلق ول تستعمل الوضاءة إل في
الوضوء ،والحسن على وجهين حسن في التدبير وهو من صفة الفعال والحسن في المنظر على السماء يقال
صورة حسنة وصوت حسن.
2318الفرق بين الوضيعة والخسران :أن الوضيعة ذهاب رأس المال ول يقال لمن ذهب رأس ماله كله قد
وضع ،والشاهد أنه من الوضع خلف الرفع ،والشئ إذا وضع لم يذهب وإنما قيل وضع الرجل على الختصار
والمعنى أن التجارة وضعت من رأس ماله ،وإذا نفد ماله وضع لن الوضع ضد الرفع ،والخسران ذهاب رأس
ماله ،وإذا نقص ماله فقد وضع لن الوضع ضد الرفع والخسران ذهاب رأس المال كله ثم كثر حتى سمي ذهاب
بعض رأس المال خسرانا وقال ال تعالى " خسروا أنفسهم "( )1لنهم عدموا النتفاع بها فكأنها هلكت وذهبت
أصل فلم يقدر منها على شئ.وأصل الخسران في العربية الهلك.
2321الفرق بين الوعد والوعيد( :)3الفرق بينهما :أن الوعيد :في الشر خاصة.والوعد :يصلح بالتقييد للخير
والشر ،غير أنه إذا اطلق اختص بالخير ،وكذلك إذا ابهم التقييد كقولك :وعدته بأشياء لنه بمنزلة
المطلق(.اللغات).
2322الفرق بين الوعد والوأي :أن الوعد يكون مؤقتا وغير مؤقت فالمؤقت كقولهم جاء وعد ربك ،وفي القرآن
" فإذا جاء وعد أولهما "( )1وغير المؤقت كقولهم إذا وعد زيد أخلف وإذا وعد عمرو وفى ،والوأي ما يكون
من الوعد غير مؤقت أل ترى أنك تقول إذا وأي زيد أخلف أو وفى ول تقول جاء وأي زيد كما تقول جاء وعده.
فإن الوفاء قد يكون بالفعل دون القول ،ول يكون الصدق إل في القول ،لنه نوع من أنواع الخبر ،والخبر
قول(.اللغات).
2325الفرق بين الوقار والحلم :أن الوقار هو الهدوء وسكون الطراف وقلة الحركة في المجلس ،ويقع أيضا
على مفارقة الطيش عند الغضب ،مأخوذ من الوقر وهو الحمل ،ول تجوز الصفة به على ال سبحانه وتعالى.
2326الفرق بين الوقار والرزانة.)988(:
2330الفرق بين الوقت والوان( :)1الفرق بينهما أن الوقت :مقدار من الزمان مفروض لمر ما.والوان:
الحين ،وهو الزمان قل أو كثر ،وسواء كان مفروضا أم ل ،فكل وقت أوان دون العكس.وفي دعاء الصحيفة
الكاملة " :اللهم صل على محمد وآل محمد في كل وقت ،وفي كل أوان "(.)2
فهو من
2335الفرق بين الولية بفتح الواو والنصرة :أن الولية النصرة لمحبة المنصور ل للرياء والسمعة لنها تضاد
العداوة ،والنصرة تكون على الوجهين.
2336الفرق بين الولية والعمالة :أن الولية أعم من العمالة وذلك أن كل من ولي شيئا من عمل السلطان فهو
وال فالقاضي وال والمير وال والعامل وال وليس القاضي عامل ول المير وإنما العامل من يلي جباية المال
فقط فكل عامل وال وليس كل وال عامل وأصل العمالة اجرة من يلي الصدقة ثم كثر إستعمالها حتى اجريت
على غير ذلك.
2340الفرق بين الولي والمولى :أن الولي يجري في الصفة على المعان والمعين تقول ال ولي المؤمنين أي
معينهم ،والمؤمن ولي ال أي المعان بنصر ال عزوجل ،ويقال أيضا المؤمن ولي ال والمراد أنه ناصر لوليائه
ودينه ،ويجوز أن يقال ال ولي المؤمنين بمعنى أنه يلي حفظهم وكلءتهم كولي الطفل المتولي شأنه ،ويكون
الولي على وجوه منها ولي المسلم الذي يلزمه القيام بحقه إذا احتاج إليه ،ومنها الولي الحليف المعاقد ،ومنها ولي
المرأة القائم بأمرها ،ومنها ولي المقتول الذي هو أحق بالمطالبة بدمه.وأصل الولي جعل الثاني بعد الول من
غير فصل من قولهم هذا يلي ذاك وليا ووله ال كأنه يلي أمره ولم يكله إلى غيره ،ووله أمره وكله إليه كأنه
جعله بيده وتولى أمر نفسه قام به من غير وسيطة وولي عنه خلف والى إليه ووالى بين رميتين جعل إحداهما
تلي الخرى والولى هو الذي الحكمة إليه أدعى ،ويجوز أن يقال معنى الولي أنه يحب الخير لوليه كما أن معنى
العدو أنه يريد الضرر لعدوه.والمولى على وجوه هو السيد والمملوك والحليف وإبن العم والولى بالشئ
والصاحب ومنه قول الشاعر:
أي صاحب سوأة ،وتقول ال مولى المؤمنين بمعنى أنه معينهم ول يقال إنهم مواليه بمعنى أنهم معينوا أوليائه كما
تقول إنهم أولياؤه بهذا المعنى.
2341الفرق بين الولي والنصير :أن الولية قد تكون بإخلص المودة ،والنصر تكون بالمعونة والتقوية وقد ل
تمكن النصرة مع حصول الولية فالفرق بينهما بين.
قال تعالى " :ويل لكل همزة لمزة "( ،)2وقيل :ويل " واد في جهنم ".وقال سيبوية(([ :)3ويح) زجر لمن أشرف
على الهلكة.و (ويل) لمن وقع فيها]وفي المجمع( :ويح) كلمة ترحم ،وتوجع لمن وقع في هلكة ،وقد يقال للمدح،
والتعجب ،ومنه " :ويح ابن عباس " كأنه أعجب بقوله
* *1حرف الياء
2346الفرق بين اليأس والخيبة والقنوط.)891(:
2348الفرق بين قولك يجب كذا وقولك ينبغي كذا :أن قولك ينبغي كذا يقتضي أن يكون المبتغي حسنا سواء كان
لزما أو ل والواجب ل يكون إل لزما.
2350الفرق بين قولنا يجوز كذا وقولك يجزئ كذا :أن قولك يجوز كذا بمعنى يسوغ ويحل كما تقول يجوز
للمسافر أن يفطر ونحوه ويجوز قراءة " مالك يوم الدين " و " مالك يوم الدين " ويكون بمعنى الشك نحو قولك
يجوز أن يكون زيد أفضل من عمرو ،ويجوز بمعنى جواز النقد وقال بعضهم يجوز بمعنى يمكن ول يمتنع نحو
قولك يجوز من زيد القيام وإن كان معلوما أن القيام ل يقع منه.وقال أبوبكر :الخشاد أكره هذا القول لن
المسلمين ل يستجيزون أن يقولوا يجوز الكفر من الملئكة حتى يصيروا كإبليس لقدرتهم على ذلك ،ول أن يقولوا
يجوز من ال تعالى وقوع الظلم لقدرته عليه إل أن يقيد.وأصل هذا كله من
قولك جاز أي وجد مسلكا مضى فيه ومنه الجواز في الطريق والمجاز في اللغة ،فقولك قراءة جائزة معناه أن
قارئها وجد لها مذهبا يأمن معه أن يرد عليه ،وإذا قلت يجوز أن يكون فلن خيرا من فلن فمعناه أن وهمك قد
توجه إلى هذا المعنى منه فإذا علمته لم يحسن فيه ذكر الجواز ،والجائز لبد أن يكون منيبا عما سواه أل ترى أن
قائل لو قال :يجوز أن يعبد العبد ربه لم يكن ذلك كلما مستقيما إذا لم يكن منبئا عما سواه.وقولنا هذا الشئ يجزئ
يفيد أنه وقع موقع الصحيح فل يجب فيه القضاء ويقع به التمليك إن كان عقدا وقد يكون المنهي عنه مجزئا نحو
التوضوء بالماء المغصوب والذبح بالسكين المغصوب وطلق البدعة والوطئ في الحيض والصلة في الدار
المغصوبة محرمة عند الفقهاء لنه نهي عنها ل بشرائط الفعل الشرعية ولكن لحق صاحب الدار لنه لو أذن في
ذلك لجاز ول يكون المنهي عنه جائزا فالفرق بينهما بين ،وذهب أبوعلي وأبوهاشم رحمهما ال تعالى :إلى أن
الصلة في الدار المغصوبة غير مجزئة لنه قد أخذ على المصلي ينوي أداء الواجب ول يجوز أن ينوي ذلك
والفعل معصية.