You are on page 1of 18

‫ال تر بية ال بيئية ن شأتها وت طوره ا وت أثيرها عل ى ال مناهج‬

‫ا لمختلفة‪.‬‬
‫إعداد‪ /‬ياسر سيد حسن مهدي‬
‫مدرس مساعد بكلية التربية‪ -‬جامعة عين شمس‬
‫‪Yasser91977@yahoo.com‬‬

‫أول‪ -‬نشأة التربية البيئية وتطورها‬


‫على الرغم من أن العلقة بي " البيئة " و " والتربية " قد ظهرت منذ أن وجد النسان على ظهر الرض‪،‬‬
‫إل أن التأمل ف طبيعة هذه العلقة يرى أنا مرت بعدة مراحل متميزة‪ ،‬ففي بداية حياة النسان كانت البيئة‬
‫هي الصدر الباشر للتربية‪ ،‬منها يكتسب خباته من خلل تفاعله الباشر مع كل مكوناتا‪ ،‬ومع تطور الياة‬
‫وظهور الدرسة كمؤسسة اجتماعية ظهر ما يكن أن نسميه " التعليم الشكلي " حيث تبلورت خبات النسان‬
‫ف صورة مواد دراسية وأصبح واجب التعلم هو أن يلم بذه البات من خلل عملية تعليم وتعلم قوامها‬
‫الفظ والستظهار‪ ،‬وبذلك انعزل التعلم عن بيئته‪ ،‬وانعزلت التربية عن البيئة‪.‬‬

‫ومع مرور الزمن شعر العديد من الربي بطورة هذه الفجوة‪ ،‬ونادوا بضرورة ربط ما يدرسه التعلم ببيئته‬
‫حت يصبح ما يتعلمه ذا معن بالنسبة له‪ ،‬واستجابت التربية لذه الدعوة وبذلت جهود من أجل تقيق هذه‬
‫الغاية ولكنها نظرت إل البيئة باعتبار أنا "وسيلة " للتربية‪ ،‬أي أن تطوير البيئة والحافظة عليها ل يكن هدفا من‬
‫أهداف التربية ف تلك الرحلة‪ ،‬وبدخول النسان عصر العلم والتكنولوجيا‪ ،‬ظهرت مشكلت بيئية أخذت‬
‫تزداد خطورة إل الد الذي أصبحت معه تدد البيئة‪ ،‬بل حياة النسان نفسه‪ ،‬ومن هنا ظهرت الدعوة إل ما‬
‫نسميه الن " بالتربية البيئية " الت تأخذ فيها التربية بعدا جديدا باعتبارها " وسيلة " و" غاية " ف الوقت نفسه‪،‬‬
‫فالبيئة مصدر إثراء للعملية التربوية‪ ،‬وف الوقت نفسه فإن التربية تدف إل الحافظة عليها ورفع مستواها‬
‫وتطورها‪ ،‬وبذا الفهوم الديث أخذت " التربية البيئية " مكانتها التميزة ف الفكر التربوي العاصر‪،‬‬
‫واستحوذت على اهتمام الربي بعامة والتخصصي ف الناهج خاصة‬

‫ويكن تعريف التربية البيئية بأنا " العملية النظمة لتكوين القيم والتاهات والهارات‬
‫اللزمة لفهم العلقات العقدة الت تربط النسان وحضارته بالبيئة‪ ،‬ولتاذ القرارات الناسبة‬
‫التصلة بنوعية البيئة وحل الشكلت القائمة والعمل على منع ظهور مشكلت بيئية جديدة"‬

‫‪1‬‬
‫ويؤكد ويلر ‪ Wheeler‬على أن مصطلح " التربية البيئية" ظهر لول مرة ف بريطانيا خلل مؤتر‬
‫التربية وحاية البيئة النعقد ف جامعة كييل ‪ University of Keele‬عام ‪1965‬م بينما يرى آخرون‬
‫أن " توماس ريتشارد ‪ " Thomas Pritchard‬هو أول من استخدم مصطلح التربية البيئية خلل‬
‫مؤتر التاد الدول لماية البيئة الطبيعية النعقد ف باريس عام ‪1948‬م‪ ،‬بينما يدعي " سكونفيلد‬
‫‪ – " Schoenfield‬الذي مول ملة التربية البيئية ف عام ‪ – 1969‬أنه أول من استخدم مصطلح "‬
‫التربية البيئية " ف الوليات التحدة وذلك ف عام ‪1966‬م كما أنا ظهرت ف مقال ل "سوان‬
‫" ‪ "handbook‬عام ‪1972‬م‬ ‫كتاب ‪Sale and Lee's‬‬ ‫‪ " Swan‬ف عام ‪1969‬م كما ظهرت ف‬

‫وف عام ‪ 1972‬اقترح آرثر لوكس ‪ Arthur Lucas‬النظرة الثلثية الشهية للتربية البيئية‪:‬‬

‫البيئة ‪in the‬‬ ‫‪‬الدراسة ف‬


‫‪ environment‬والت تسعى إل‬
‫استخدام البيئة والصادر البيئية الطبيعية‬
‫والصناعية كمكان لدراسة البيئة‪.‬‬
‫‪about the‬‬ ‫‪ ‬الدراسة عن البيئة‬
‫‪ environment‬والت تتم بتكوين‬
‫شخص يعرف مكونات البيئة ويهتم‬
‫بالنواحي العرفية ول يهتم بالنواحي‬
‫الخرى من وجدانية ومهارية‪.‬‬
‫أجل البيئة ‪for the‬‬ ‫‪‬الدراسة من‬
‫‪ environment‬والت تدف إل زيادة‬
‫قدرة الفرد على تطوير البيئة والحافظة‬
‫عليها والعمل على تسي نوعية الياة‬
‫فيها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وف يونيو من نفس العام – ‪ -1972‬عقد مؤتر المم التحدة للبيئة البشرية ف استكهول بالسويد‬
‫والذي يعد أول مؤتر عالي ف هذا الشأن‪ ،‬وتيز هذا الؤتر بالعلن العالي للبيئة‪ ،‬حيث درست‬
‫فيه متلف جوانب مشكلت البيئة آنذاك‪ ،‬وانعكاسات ذلك على الجتمعات البشرية‪.‬‬

‫ولقد اعترف هذا الؤتر بدور التربية البيئية واعتبها ركنا من أركان الحافظة على البيئة حيث‬
‫اختصت التوصية رقم (‪ )96‬من توصيات الؤتر بإعداد برامج لتربية النسان تربية بيئية يكون من‬
‫شأنا تعديل سلوكه الدمر تاه البيئة ويعد مضمون هذه التوصية بثابة اعتراف عالي بأهية التربية‬
‫البيئية وحتميتها من أجل حاية البيئة وتسينها والحافظة عليها‪ ،‬وهذا يتاج ال عملية تربوية‬
‫كبية تكون السبيل ال ذلك‪.‬‬

‫‪1975‬‬ ‫ونتيجة لتأسيس برنامج المم التحدة للبيئة ‪ (UN Environment Program (UNEP‬ت ف عام‬
‫‪Environmental Education‬‬ ‫بساعدة اليونسكو البدء ف بناء برامج متكاملة ف التربية البيئية‬
‫‪(Interdisciplinary Program (EEIP‬‬

‫وف أكتوبر عام ‪1975‬م حاول برنامج المم التحدة للبيئية ‪ UNEP‬بالتعاون مع اليونسكو من‬
‫خلل ندوة بالراد بيوغوسلفيا تفيز الهود الدولية من أجل فهم ومارسة هذا النوع الديد من‬
‫التربية‪ ،‬وكان اهتمامه منصبا على التعليم البيئي ف جيع الدول حيث صدر ميثاق شامل حدد‬
‫أسس العمل ف مال التربية البيئية‪ ،‬مؤكدا على أن هذا الجال يهدف ال تطوير عال يكون سكانه‬
‫أكثر وعيا واهتماما بالبيئة ومشكلتا‪ ،‬ويتلكون من العارف والهارات والتاهات والدوافع‬
‫واللتزام بالعمل على مستوى فردي وجاعي‪.‬‬

‫ولقد عقد ف الفترة من ‪ 26-14‬أكتوبر ‪1977‬م مؤتر "التعليم البيئي بي الكومات" ف تبليسي‬
‫بالتاد السوفيت – سابقا‪ -‬والذي حضرته ‪ 68‬دولة منها ‪ 9‬دول عربية‪،‬ووضع فيه الجتمعون‬
‫أفكارا واستراتيجيات للتربية البيئية‪ ،‬وتنمية اللق البيئي الذي يكن أن ينقذ النس البشري من‬

‫‪3‬‬
‫ويلت المارسات الاطئة للنسان ف البيئة‪ ،‬كما أعطى الؤتر معن متسع للبيئة‪ ،‬بيث أصبحت‬
‫تشمل الوانب الطبيعية والتقنية والجتماعية والقتصادية‪ ،‬وقد شخص هذا الؤتر واقع البيئة ف‪:‬‬

‫‪.1‬ظهور مشكلت بيئية جديدة بعد مؤتر‬


‫استوكهول ‪1972‬م‪ ،‬وندوة بلجراد ‪1975‬م‬
‫ذات تأثي حاد على بعض الدول‪.‬‬
‫‪.2‬النفجار السكان الذي أوضح الاجة‬
‫للتنمية من زاوية أن الفقر نفسه نوع من‬
‫تدهور البيئة‪ ،‬وأن حاية البيئة ف الدول‬
‫النامية يتطلب ضرورة التنمية‪.‬‬
‫‪.3‬ضرورة أل يمي النسان بيئته فقط‪،‬‬
‫ولكن عليه أن يسنها أيضا‪.‬‬
‫‪.4‬حل الشكلت البيئية من خلل تليل‬
‫دقيق لا يترتب عليه علج هذه‬
‫الشكلت‪.‬‬

‫كما حدد الؤتر عددا من غايات التربية البيئية ف خطوط عريضة‪:‬‬

‫‪.1‬تعزيز الوعي والهتمام بترابط‬


‫الوانب القتصادية والسياسية‬
‫واليكولوجية ف الناطق الضرية‬
‫والريفية‪.‬‬
‫‪.2‬إتاحة الفرص لكل فرد لكتساب‬
‫العرفة والقيم وروح اللتزام‬

‫‪4‬‬
‫والهارات الفردية لماية البيئة‬
‫وتسينها‪.‬‬
‫‪.3‬خلق أناط جديدة من السلوك‬
‫تاه البيئة لدى الفراد‬
‫والماعات والجتمع ككل‪.‬‬

‫وقد صيغت هذه الغايات ف الهداف التالية‪:‬‬

‫‪.1‬الوعي‪ :‬مساعدة الفراد‬


‫والماعات على اكتساب الوعي‬
‫بقضايا البيئة من جيع جوانبها‬
‫والشكلت الرتبطة با‪.‬‬
‫‪.2‬العرفة ‪ :‬مساعدة الفراد‬
‫والماعات على اكتساب خبات‬
‫متنوعة والتزود بفهم أساسي‬
‫للبيئة والشكلت الرتبطة با‪.‬‬
‫‪.3‬التاهات‪ :‬مساعدة الفراد‬
‫والماعات على اكتساب مموعة‬
‫من القيم والهتمام بالبيئة‪،‬‬
‫وحفزهم على السهام الفعال ف‬
‫تسينها وحايتها‪.‬‬
‫‪.4‬الشاركة‪ :‬أتاحة الفرصة للفراد‬
‫والماعات للمشاركة الفعالة‬

‫‪5‬‬
‫على كافة الستويات ف العمل‬
‫على حل الشكلت البيئية‪.‬‬

‫كما خرج الؤتر بجموعة من التوصيات والباديء الداعية ال ضرورة نشر مفهوم التربية البيئية‪،‬‬
‫ومن ضمن هذه التوصيات‪:‬‬

‫‪-1‬وجوب تدريس البيئة من‬


‫وجوهها الختلفة‪:‬‬
‫الطبيعة‪ ،‬التقنية‪،‬‬
‫القتصادية‪ ،‬السياسية‪،‬‬
‫الثقافية‪ ،‬التاريية‪،‬‬
‫والخلقية‪ ،‬والمالية‪.‬‬
‫‪-2‬تكون التربية البيئية‬
‫عملية مستمرة مدى‬
‫الياة‪ ،‬تبدأ قبل السن‬
‫الدرسية‪ ،‬ث تستمر خلل‬
‫مرحلت التعليم النظامي‬
‫والتعليم غي النظامي‪.‬‬
‫‪-3‬أل تقتصر التربية البيئية‬
‫على فرع واحد من‬
‫فروع العلوم‪ ،‬بل تستفيد‬
‫من الحتوى الاص لكل‬
‫علم من العلوم ف تكوين‬
‫نظرة شاملة ومتوازنة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-4‬تبحث التربية البيئية‬
‫السائل البيئية الكبى من‬
‫النواحي الحلية والقومية‬
‫والقليمية والدولية‪.‬‬
‫‪-5‬تركز التربية البيئية على‬
‫الواقف الراهنة والنتظرة‬
‫مع مراعاة البعد التاريي‪.‬‬
‫‪-6‬تؤكد التربية البيئية أهية‬
‫التعاون الحلي والقومي‬
‫والدول ف منع مشاكل‬
‫البيئة وحلها‪.‬‬
‫‪-7‬تراعي التربية البيئية البعد‬
‫البيئي ف خطط التنمية‪.‬‬
‫‪-8‬تكن التربية البيئية‬
‫التعلمي من أن يكون لم‬
‫دور ف إستغلل خباتم‬
‫التعليمية‪ ،‬وإتاحة الفرصة‬
‫لتاذ القرارات وقبول‬
‫نتائجها‪.‬‬
‫‪-9‬تعلم التربية البيئية‬
‫الدارسي ف كل سن‬
‫كيفية التعامل مع البيئة‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫والعلم با وحل‬
‫مشاكلها‪.‬‬
‫‪-10‬تؤكد التربية البيئية على‬
‫مبدأ التفكي الدقيق‬
‫والهارة ف حل‬
‫الشكلت البيئية العقدة‪.‬‬
‫‪-11‬تساعد التربية البيئية على‬
‫إكتشاف الشكلت‬
‫البيئية وأسبابا القيقية‪.‬‬
‫‪-12‬تستخدم التربية البيئية‬
‫بيئات تعليمية متلفة‪،‬‬
‫وعددا كبيا من الطرق‬
‫التعليمية لعرفة البيئة‬
‫وتعليمها مع العناية‬
‫بالنشطة العملية‬
‫والشاهدة الباشرة‪.‬‬

‫وتوالت بعد مؤتر تبليسي الؤترات البيئية حت إنعقد مؤتر ريودي جانيو ف البازيل (‪)1992‬‬
‫حيث مثلت الجندة (‪ )21‬الصادرة عن الؤتر برنامج عمل لستقبل مستدي للبشرية واعتب هذا‬
‫الؤتر الطوة الول نو التأكيد بأن العال سوف يكون موطنا أكثر عدل وأمنا ورفاها لكل بن‬
‫البشر وضرورة توجيه التعليم نو التنمية الستدية‪ ،‬وتطوير البامج التدريبية وتنشيطها‪ ،‬وزيادة‬
‫الوعي العام لختلف قطاعات المهور نو البيئة وقضاياها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كما عقد مؤتر قمة جوهانسبغ‪ ،‬جنوب أفريقيا‪ ،‬لعام ‪ - 2002‬مؤتر القمة العالي للتنمية‬
‫الستدامة ‪ -‬الذي حضره عشرات اللوف من الشاركي‪ ،‬منهم رؤساء الدول والكومات‪،‬‬
‫وأعضاء الوفود الوطنية‪ ،‬وقيادات من النظمات غي الكومية وقطاع العمال التجارية وغي‬
‫ذلك من الفئات الرئيسية‪ .‬وركز مؤتر القمة اهتمام العال على العمال الادفة إل تقيق التنمية‬
‫الستدامة‪.‬‬

‫وقد استجابت مصر والعال العرب لذا التجديد التربوي استجابة سريعة فعقدت اللقات‬
‫الدراسية والندوات العلمية لناقشة جانب أو أكثر من الوانب الرتبطة بقضية صيانة بيئة‬
‫النسان‪:‬‬

‫فلقد عقدت اللقة الدراسية العربية حول الظروف البيئية وعلقتها بطط التنمية‪ ،‬ف الدول‬
‫العربية الت عقدتا النظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ف الرطوم من ‪ 12-5‬فباير ‪،1972‬‬
‫ونوقشت فيها ثلثة مالت رئيسية تشمل السكان والبيئة والسكانية واستثمار وتنمية الوارد‬
‫الطبيعية وتلوث البيئة‪ ،‬وأوصى الجتمعون بضرورة حاية البيئة ف البلد العربية من هذه الخطار‪.‬‬

‫كما عقدت ندوة عن تلوث البيئة ف إبريل ‪1972‬م بقر النظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‬
‫بالقاهرة وأوصت بضرورة مكافحة التلوث والتغلب عليه‪.‬‬

‫ث عقد الؤتر العلمي الول لتلوث البيئة بامعة السكندرية ف الفترة من ‪ 10-8‬مايو ‪1973‬م‪،‬‬
‫وناقش مشكلة تلوث البيئة ف مصر‪ ،‬وأوصى بضرورة العمل على إنشاء جهاز لماية البيئة‬
‫الطبيعية والحافظة عليها وهو ما يعرف الن بهاز شئون البيئة‪.‬‬

‫كما عقد الؤتر الول لجلس بوث البيئة بالركز القومي للبحوث بالدقي ‪ 31-29‬مايو ‪1973‬م‬
‫من أجل إعداد دراسة حول قضية علقة النسان الصري ببيئته وما يترتب على هذه العلقة من‬
‫آثار وأوصى الؤتر بضرورة إنشاء لنة قومية عليا لماية والبيئة وإنشاء مركز قومي لبحوث‬
‫البيئة‪ ،‬واستكمال تطوير التشريعات الاصة بماية البيئة الصرية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كما عقدت بالكويت الندوة العربية للتربية البيئية ف الفترة من ‪ 26-21‬فباير ‪1976‬م وذلك من‬
‫أجل وضع استراتيجية عربية للتربية البيئية استعدادا لؤتر تبليسي ‪1977‬م‪ ،‬وقد أكدت جهود‬
‫ندوة الكويت ضرورة قيام نظام تعليم يهتم بالبيئة ف كل مراحل التعليم‪ ،‬ويهدف ال تعريف‬
‫التلميذ ببيشتهم والعمل على حايتها وصيانتها ما يتهددها من أخطار‪.‬‬

‫وقد أصدرت النظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مرجعا ف التعليم البيئي للتعليم العام عام‬
‫‪1976‬م يعتب من أفضل الراجع على مستوى العلم‪ .‬ولقد بر الباء عندما عرض ف الجتماع‬
‫الدول الذي عقد ف مدينة تبليسي بولية جورجيا ف التاد السوفيت عام ‪1977‬م‪ ،‬كما أن هذا‬
‫الرجع ت استخدامه ف ادخال البعد البيئي ضمن مناهج الراحل البتدائية واالعدادية والثانوية‬
‫ف العديد من مناهج الدول العربية‪.‬‬

‫وتبلور هذا التاه ف اجتماع خباء التربية العرب ف الكويت ف إبريل ‪1978‬م بالتعاون مع‬
‫النظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬حيث انتهى الباء ال بناء وحدات مرجعية ف التربية‬
‫البيئية توجه ال مطط الناهج الدراسية ومصمم الوسائل التعليمية وواضعي برامج اعداد العلمي‬
‫ف الوطن العرب للسترشاد با ف استيعاب التربية البيئية وأهدافها ف الناهج والقررات‬
‫الدراسية‪.‬‬

‫وف هذا الصدد عقد مؤتر (أخطار البيئة ) ف السكندرية ف أغسطس ‪1978‬م وأوصى الؤتر‬
‫بضرورة تزويد مصر بباء ف حاية البيئة‪ ،‬وإنشاء أقسام متخصصة لذلك ف الامعات‪ ،‬وتوطيد‬
‫الصلة بينها وبي اليئات الدولية ف هذا الشأن‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تأثي التربية البيئية على الناهج‬


‫لا كانت التربية البيئية تقسم ال قسمي رئيسيي ها النظامية وغي النظامية فأنه من الفيد أن نعرض لكل قسم‬
‫على حدة‪:‬‬

‫أول‪ -‬التعليم النظامي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫تعتب النطقة العربية با فيها مصر من مناطق العال التقدمة ف مال التربية البيئية على مستويات التعليم العام‬

‫‪ -1‬التربية البيئية ف منهج الدرسة البتدائية‪:‬‬

‫كان السلم ف مصر كمعظم الدول العربية ‪ 3-3-6‬ولكن الرحلة البتدائية اختصرت ال خس سنوات بدل‬
‫من ست فأصبح ‪ 3-3-5‬ث بعد ذلك ت إعادة السنة السادسة مرة أخرى ليعود السلم التعليمي ‪3-3-6‬‬

‫ويقوم بالتدريس ف الصفوف الثلثة الول مدرس فصل يدرس التلميذ معظم متويات النهج بينما يقوم‬
‫بالتدريس ف الصفوف الرابع والامس والسادس مدرسون متخصصات النهج الختلفة‪.‬‬

‫وقد حاول الهتمون بقضايا التعليم ف مصر ادخال التربية البيئية ضمن برامج الدرسة البتدائية بوسائل‬
‫متعددة‪ .‬ال أن تأكيد النظام التعليمي على الفظ واستظهار القائق كان دائما عائقا دون تقيق قدر يذكر من‬
‫التربية البيئية لدى تلميذ هذه الرحلة‪.‬‬

‫وقد أدخل مؤخرا منهج ف الصفوف الثلثة الول يعال بعض قضايا البيئة تت مسمى ( مشاهد وأنشطة ) ال‬
‫أن التنفيذ الواقعي يلقي كثي من الصعوبات منها التأكيد على المتحانات وحفظ الادة بدل من ماولت‬
‫جادة لتغيي سلوك التلميذ نو البيئة‪.‬‬

‫‪ -2‬مناهج الرحلة العدادية ف مصر‪:‬‬

‫تأثرت مناهج الرحلة العدادية ف مصر ال حد يذكر بركة التربية البيئية الت تنادي بتشريب الناهج الختلفة‬
‫بقدر من العلومات والهارات والتاهات عن البيئة‪ .‬وقد تأثرت مناهج الواد الختلفة بدرجات متفاوتة وكان‬
‫من أكثرها استجابة مناهج العلوم ث بعض الناهج الخرى‪.‬‬

‫أ‪ -‬مناهج العلوم ف الرحلة العدادية‪:‬‬

‫تنفذ حاليا ف مصر مناهج العلوم التكاملة الت تعرض الوضوعات العلمية ف اطار بيئي مع استيفاء جيع الفاهيم‬
‫العلمية الطلوبة للصفوف الثلثة‪ .‬وقد بدأ هذا التاه بشروع أشرف عليه الستاذ الدكتور ممد صابر سليم‬
‫ترتب عليه انتشار مدخل العلوم التكاملة الذي يعتب الوعاء البيئي أساسا لتكاملها‪.‬‬

‫فيعال منهاج الصف الول ( السابع ) موضوع النسان وبيئته الباشرة كأطار عام يعال فيه وظيفة الواس ف‬
‫دراسة البيئة والتغي والتزان ف البيئة والظروف الواتية الواتية للحياة ف البيئة وأثر النسان على البيئية وف‬
‫منهاج الصف الثان وعنوانه النسان والصادر الطبيعية ويعال استثمار النسان لوارد البيئة بأنواعها الختلفة‬
‫من دائمة ومتجددة وغي متجددة واستثمار الطاقة وتولتا والغذاء كمصدر للطاقة والشكلة الغذائية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أما منهاج الصف الثالث عنوانه النسان والكون يعال وحدات بناء الكون من الذرة واللية أو كوكب‬
‫الرض جزء من نظام أكب‪ ،‬تكيف النسان للقوى الؤثرة على سطح الرض‪ ،‬الكون مصدر الطاقة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الناهج الخرى ف الرحلة العدادية‪:‬‬

‫على الرغم من تشريب بعض هذه الناهج بالفاهيم البيئية إل أنه يوجد ف الوقت الراهن العديد من الهود الت‬
‫تسعى ال تزويد تلك الناهج بقدر أكب من الفاهيم والهارات البيئية‪.‬‬

‫ومن الدير بالذكر أنه قبل أن تطور مناهج العلوم بالصورة الت ذكرت أجرى بث تت اشراف الستاذ‬
‫الدكتور ممد صابر سليم للتعرف على مدى ادراك مؤلفي الكتب الدرسية للمواد الختلفة للقضايا البيئية‬
‫وأبعادها وكيفية ادخالا ضمن متوى الكتب الت الت يقومون بتأليفها وذلك عن طريق القابلة الباشرة مع‬
‫الؤلفي‪ .‬وقد أثبتت الدارسة غياب الوعي البيئي تاما عند معظم الؤلفي‪ ،‬إل أن الصورة اختلفت ف الوقت‬
‫الال اذ أصبحت الناهج تؤكد بصورة قاطعة على ادخال الفاهيم والهارات البيئية ضمن نسيج الناهج ف‬
‫متلف الوضوعات‪.‬‬

‫‪ -3‬مناهج الدرسة الثانوية‪:‬‬

‫هناك وعي بي مططي الناهج ف هذه الرحلة بضرورة الهتمام بالوعي البيئي ف موضوعاتا‪ .‬وبينما نرى‬
‫الهتمام ف الرحلة البتدائية يشمل جيع الناهج فان التركيز ف الرحلة الثانوية يقتصر على مناهج العلوم‬
‫والجتماعيات ف حي أن مناهج اللغات والرياضيات والتربية الفنية لبد وأن تلعب دورا أساسيا ف توعية‬
‫الطلب بأمور البيئة‪ .‬وتشي الدراسات العلمية ال أن التقدم بطئ جدا ف تطوير مناهج هذه الرحلة بسبب‬
‫تأكيد العلومات البحته لجتياز المتحانات‪.‬‬

‫ففي الكيمياء على سبيل الثال ندرس الصناعات على أنا تفاعلت كيميائية ف أجهزة بذاتا ول تتعرض‬
‫الدراسة لقتصاديات الامات وال النبعاثات الت تنتج عن هذه التفاعلت وأثر هذه النبعاثات على البيئة‬
‫وتلويثها‪ .‬لذلك تدرس صناعات الصلب والسماد والسنت دون ذكر للثار البيئية لذه الصناعات‪ .‬كما ل‬
‫تدرس آثار الغازات النبعثة من وسائل الواصلت والصانع على صحة الواطني وكذلك آثارها ف طبقة‬
‫الوزون وكذلك احتمال ارتفاع درجة حرارة الكرة الرضية بسبب ظاهرة الصوبة الزجاجية الناتة عن غلف‬
‫الغازات حول الرض وف مناهج الفيزياء ل تركز الناهج على ترشيد الطاقة ومشكلتا الستقبلية وكذلك‬
‫الطاقة النظيفة من مصادر معينة ال غي ذلك ما يؤثر ف البيئة سلبا أو إيابا‪.‬‬

‫وف مناهج الحياء الت أقرب ما يكون ال طبيعة البيئة عند الطلب ل تتم الناهج بتدعيم الفاهيم البيئية‬
‫وتأكيد الشكلت البيئية اللحة مثل التصحر والتهديد الال للتنوع البيولوجي وضرورة الفاظ عليه‪.‬‬

‫‪ -4‬الامعات والعاهد العليا‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫لكي نتعرض للوضع الراهن للتربية البيئية ف الامعات والعاهد العليا‪ .‬فأنه من الفيد التعرف على أهداف هذه‬
‫الؤسسات‪:‬‬

‫‪.1‬تزويد الجتمع بالتخصصي والفنيي والباء ف متلف الجالت اللزمة لدمة برامج التنمية‬
‫الشاملة وتقيق الهداف القومية‪.‬‬
‫‪.2‬اعداد الباحثي وتوجيه البحوث لدمة خطط التنمية مع الساهة ف تنمية فكر متميز يؤكد أصالة‬
‫المة الضارية وثقافتها التميزة‪.‬‬
‫‪.3‬اعداد الواطن الزود بأصول العرفة وطرق البحث التقدمة والقيم الرفيعة والذي يمع بي‬
‫عناصر الصالة والستمرار‪.‬‬

‫يستطيع الباحث ف التعليم الامعي على النطاق العالي بصفة عامة وف النطقة العربية بصفة خاصة أن يدد‬
‫بعض العال الت تنطبق على معظم الامعات من منظور مكانة التربية البيئية وتتلخص فيما يأت‪:‬‬

‫‪.1‬تتم الامعات بصفة عامة بإعداد التخصصي ف مالت مثل الطب والزراعة والقانون وغيها‪،‬‬
‫كما تتم أيضا بإعداد العلماء وف غمرة هذا الهتمام قد يغيب مفهوم التربية البيئية عن الذهان‬
‫على الرغم من أهيته القصوى لميع التخصصات‪.‬‬
‫‪.2‬يعتقد كثيون من رجال الامعات أن أي نوع من أنواع ( التربية ) هو مسئولية الراحل السابقة‬
‫للجامعة‪ ،‬ويأت بعد ذلك دور الامعة ف تعميق البحث والدراسة ف الجالت الختلفة بصفة‬
‫مركزة‪.‬‬
‫‪.3‬قد يكون ذلك نتيجة لعدم اقتناع السئولي من الامعة عن الامعة بدوى اليود عن الطوط‬
‫التقليدية الوضوعة من عشرات السني والت قد تكون منقولة من نظم جامدة‪ ،‬وإيانم بأن هذه‬
‫الطوط الرسومة يب عدم الساس با‪.‬‬
‫‪.4‬تتم طبيعة بعض ميادين الدراسة ف الامعة العمل ف البيئة مثل دراسات علوم البحار – الزراعة‬
‫– الندسة وغيها‪ .‬وف هذه الالت يكون اتصال الطالب بالبيئة ف إطار الدود الضيقة جدا‬
‫لعمله دون نظرة أوسع للعوامل العقدة الت تتداخل ف هذا الجال‪.‬‬
‫‪.5‬اهتم بعض الرواد ف التعليم الامعي بإدخال البيئة ضمن مالت الدراسة واستخدموها كمعامل‬
‫للدراسة‪ .‬ولكن ف كثي من الالت ل يتعد هذا الهتمام ما يسمى العمل ف البيئة ‪in the‬‬
‫‪ environment‬دون توسيع مال هذا الهتمام ال معالة ما يضمن تسي نوعية الياة ف‬
‫البيئة ‪ for the environment‬وقد ترتب على ذلك تريج جامعيي متخصصي ف‬
‫مالتم الت ترتبط طبيعتها بعالة أمور البيئة دون أن تكون لديهم النظرة الشاملة والهارة لتاذ‬
‫القرارات التكاملة للحفاظ على البيئة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وإذا كان هذا يثل الصورة العامة للوضع الراهن‪ ،‬فإن هناك مهودات كبية بذلت وتبذل على الستوى‬
‫العالي والعرب ف هذا الجال ف هذا الجال فقد اتذت بعض الامعات خطوات متلفة‪:‬‬

‫•ففي بعض الامعات أجتمع عدد من الساتذة من تصصات متلفة وقاموا‬


‫ببناء مقررات بيئية تشترك فيها كل تصصاتم‪.‬‬
‫•وف عدد قليل من الامعات أنشئت بعض العاهد أو الراكز التخصصة‬
‫بشئون البيئة ولا هيئات تدريس خاصة‪ .‬فقد أنشأت جامعة عي شس ف‬
‫القاهرة معهدا للدراسات والبحوث البيئية عام ‪1981‬م لجراء البحوث‬
‫والدراسات وإعداد جيل من الباحثي ف التخصصات البيئية الختلفة على‬
‫مستوى الاجستي والدكتوراة كما يقدم دراسات عامة لدرجة دبلوم ف‬
‫الدراسات البيئية‪.‬‬
‫•أنشئت بعض الامعات الديدة حول ماور بيئية مثل جامعة وسكونس ف‬
‫جرين باي ‪Univ. of Wisconsin Green Bay‬‬
‫•أنشأت بعض الامعات مقررات ف البيئة على مستوى الدراسات العليا‬
‫للتخصص ف حاية البيئة‪ -‬كما قدمت دورات تدريبية ف هذا الجال‪.‬‬

‫وتقسم الناهج الت تقدم ف الامعات ال قسمي رئيسي‪:‬‬

‫‪.a‬الناهج السحية‪:‬‬
‫وهذه تقدم للطلبة‬
‫ف الرحلة الول‬
‫من التعليم الامعي‬
‫وعادة ما تقدم‬
‫لطلبة التخصصات‬
‫الندسية والعلمية‪.‬‬
‫‪.b‬الناهج التخصصة‪:‬‬
‫وهذه تعال نواحي‬
‫مددة ف البيئة‬
‫مرتبطة بتخصصات‬
‫بعينها ف مالت‬
‫الندسة والطب ‪...‬‬
‫ال‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ولا كانت الناهج العامة والتخصصة ف التربية البيئية غي منتشرة على نطاق واسع على مستوى دراسات‬
‫البكالوريوس والليسانس فإن بعض الناهج العامة تقدم حاليا على مستوى الدراسات العليا كما يدث ف معهد‬
‫الدراسات والبحوث البيئية ف جامعة عي شس‪.‬‬

‫•التربية البيئية ف الدراسات العليا‪:‬‬

‫تدف برامج التربية البيئية على مستوى الدراسات العليا ال ‪:‬‬

‫‪.1‬إعداد الختصي ف الشئون البيئية ف متلف التخصصات القادرين على إدراك مشاكل البيئة‬
‫والعمل على حلها‪ .‬والذين يقومون بتدريب الفنيي ف مالت البيئة‪.‬‬
‫‪.2‬اعداد الباحثي والعلماء ف التخصصات البيئية‪.‬‬
‫‪.3‬اعداد اعضاء هيئات التدريس ف الامعات الذين يوكل إليهم أمور تنفيذ مقررات التربية البيئية‬
‫ف الكليات الامعية‪.‬‬

‫•الدرجات العلمية ف مال العلوم البيئية‪:‬‬

‫ينح معهد البحوث والدراسات البيئية ف جامعة عي شس درجة الدبلوم ف العلوم ومدتا سنة دراسية‬
‫كاملة بعد ترج الطالب ف الامعة‪ .‬وتصص نصف السنة الدراسية لوضوعات عامة تتم بتعميق الفاهيم‬
‫والقضايا البيئية‪ ،‬كما تصص نصف السنة الخر لدراسات متخصصة ف القضايا البيئية ف كل تصص‬
‫على حدة‪.‬‬

‫•ماجستي ودكتوراة ف العلوم البيئية‪:‬‬

‫ينح العهد درجة الاجستي والدكتوراه ف العلوم البيئية ف تصصات التربية والثقافة‪ ،‬الزراعة‪ ،‬التشريعات‬
‫والقتصاد‪ ،‬الطب‪ ،‬الندسة‪ ،‬العلوم النسانية والعلوم التطبيقية‪.‬‬

‫‪ -6‬التربية البيئية ف اعداد العليمي‪:‬‬

‫إن التتبع التاريي لوجود التربية البيئية على خريطة برامج اعداد العلمي ف مصر يد انا كانت حت أوائل‬
‫السبعينات تتل جزءا متواضعا جدا من هذه الريطة أو غائبة تاما‪.‬‬

‫وف السنوات القليلة الاضية تعدلت هذه الصورة ال درجة ما وبدأت كليات ومعاهد اعداد العلمي ف مصر‬
‫تقدم بعض البامج ف هذا الجال‪.‬‬

‫ففي كليات التربية ينفذ برنامج لتأهيل ‪ 146000‬من معلمي التعليم البتدائي أثناء الدمة ومنحهم درجات‬
‫جامعية ويتوي البنامج الخطط على مقررين ف العلوم البيئية يدرس اجباريا لكل الدارسي كما يقدم لم مقرر‬

‫‪15‬‬
‫آخر ف الدراسات البيئية‪ .‬ورغم السلبيات الت تواجه هذا البنامج فإنه يسي ف التاه الصحيح فيما يتص‬
‫بالتربية البيئية‪.‬‬

‫كما أنه ف برامج العداد قبل الدمة لدرسي التعليم الساسي ( الصفوف من ‪ ) 6-1‬ف كليات التربية يدرس‬
‫الطلب مقررين ف العلوم البيئية ف السني الول والثانية بواقع ساعتي كل أسبوع يعرض خللا أهم الفاهيم‬
‫البيئية والقضايا الحلية والعالية وكيفية معالتها عن طريق مناهج التعليم‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التعليم غي النظامي‪:‬‬

‫يكاد يشمل المهور الستهدف ف التعليم غي النظامي كل مستويات الجتمع على اختلف العمار‬
‫ومستويات الثقافة وغي ذلك من اللفات‪ .‬كما أن هذا المهور الستهدف ل تدد له أوقات أو أزمنة معينة‬
‫لتلقي البامج التعليمية الوجهه إليه‪.‬‬

‫فبامج الذاعة والتليفيزيون والصحف والجلت وغيها من البامج غي النظامية الت توجه لتعميق الثقافة‬
‫البيئية‪.‬‬

‫أ‪ -‬دور وسائل العلم ف التربية البيئية ‪:‬‬

‫ويعد وضوح الشكلت البيئية بكافة مضامينها العلمية والجتماعية والقتصادية والحلية والعالية ف أذهان‬
‫مططي ومنفذي برامج وسائل العلم الختلفة‪ ،‬فمهما كانت جودة عرض البنامج وفعالية أدواته إل أن‬
‫الضمون السليم القنع يقع ف مقدمة عناصر النجاح‪.‬‬

‫ولكي يتم بناء برنامج للتربية البيئية غي النظامية عن طريق وسائل العلم فأنه يب أن ندرس أهم القضايا‬
‫والشكلت البيئية‪ .‬فذلك يساعد على توضيح الغايات والهداف من البنامج وتدد متواه‪.‬‬

‫ب‪ -‬أهية توافر مصادر غنية وفعالة لعداد برامج التربية البيئية‪:‬‬

‫من اللحظ أن البامج البيئية الت تعرضها وسائل العلم برامج فردية منفصلة وليس لا طابع الستمرارية‪.‬‬
‫وينطبق ذلك على كل وسائل العلم القروءة والسموعة والرئية على حد سواء‪ .‬وقد يكون السبب الرئيسي‬
‫وراء ذلك هو عدم توافر الادة الت يكن أن تساعد على عرض القضايا البيئية ومتابعتها بصفة مستمرة‪ .‬وقد‬
‫أوضحت الدراسات الت أجريت ف هذا الصوص عند تليل متويات الصحف فترة زمنية معينة أنه ليست‬
‫هناك استمرارية ف معالة القضايا البيئية ومتابعتها واستطلع آراء الباء وعرض النماذج وتوضيح البعاد‬
‫الختلفة لا‪ .‬وأوضحت هذه الدراسات أيضا أن الصحف ل تصص مساحات دائمة لقضايا البيئة مثل الت‬
‫تصصها للرياضة أو الوادث والقضايا وغيها كما أنا ل تؤكد وجود الفراد والختصي ف القضايا البيئية‬
‫ضمن السرة العلمية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ج‪ -‬اعداد الفراد وتدريبهم‪:‬‬

‫ل شك أن ناح برامج التربية البيئية يعتمد بالدرجة الول على توفي الكفاءات التخصصة الواعية الهتمة‬
‫بقضايا البيئة والتفهمة لبعادها‪ .‬وقد يكون ذلك من المرو الت تتاجها الؤسسات السئولة عن التربية البيئية‬
‫فبالضافة ال خباء اعداد برامها‪ ،‬فأنه ل تكتمل تلك البامج دون توافر الخصائي الهتمي بشئون البيئة‬
‫والذين يسعون دائما لساعدة الماهي على إدراك قضاياها ومشاكلها الحلية والقليمية والعالية‪.‬‬

‫وأرجو أن نسمع عن وجود مررين بيئي متخصصي ف كل صحيفة وخباء ف الذاعة والتليفزيون لعالة‬
‫شئون البيئة بإخلص واقتدرا‪.‬‬

‫وف مصر يقوم اتاد الذاعة والتلفيزيون بالشتراك مع اكاديية البحث العلمي والتكنولوجيا بإعداد برامج‬
‫تدريبية لعدي البامج ومقدميها والسئولي عنها لعرض أهم القضايا البيئية ترتيب أولوياتا والساعدة على‬
‫اعداد برامج فعالة ف هذا الجال‪.‬‬

‫تعليم الكبار‪:‬‬

‫‪.1‬من السلم به أن بعض الطلب ف متلف الراحل الدراسية ل يستكملون القدر اللزمن من‬
‫التعليم ومن ث فلبد من توجيه خدمة تعليمية لم ف مال التربية البيئية بيث تصل إليهم مهما‬
‫كان نوع العمل وماله ووقته‪.‬‬
‫‪.2‬لبد من اشتراك التجمعات الختلفة مثل الصانع والزارع ونوادي الشباب والقوات السلحة‬
‫والشرطة ونوادي القرى والنقابات والندية والساجد والكنائس‪.‬‬

‫وقد قام معهد البحوث والدراسات البيئية بعقد دورات لئمة الساجد ف عدد من مافظات مصر وف هذه‬
‫الدورات كانت توضح الفاهيم والقضايا البيئية الت تتم بالماهي وأهيتها وخطورة بعضها – وكذلك‬
‫مساعدة الئمة على صياغة بعض الوضوعات البيئية الت تتضمن ف أحاديثهم وخطبهم ف الساجد‪ .‬وعند‬
‫تقوي نتائج هذه الدورات اتضح أنا ذات تأثي معقول ف نشر الوعي البيئي بي عدد ل بأس به من‬
‫الواطني‪.‬‬

‫‪.3‬اعداد كتيبات ذات لغة بسيطة يعال كل منها مشكلة واحدة من مشكلت البيئة مثل التلوث –‬
‫كفاءة النتاج – الستخدام المثل للمبيدات والسدة –الطاقة ‪ ...‬ال بيث ل يزيد الكتاب‬
‫عن ‪ 32‬صفحة وتعرض فيه الفاهيم الساسية ذات الصلة بالشكلة الت يعرضها كل كتاب ومن‬
‫الفيد ف هذا الجال أن تراعي نوعية الدارسي وخصائصهم وخباتم السابقة عند الليف وف‬
‫اختيار أسلوب عرض الادة العلمية وتنظيمها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪.4‬تعد فرق متارة من متلف التجمعات سابقة الذكر من خل دورات تدريبية خاصة لدراسة‬
‫مشكلت البيئة وكيفية مواجهتها مع التأكيد على دور الفرد العادي ف الياة اليومية ازاء كل‬
‫مشكلة منها‪ .‬وتتوال هذه الجموعات بعد اتام تدريبها النتشار بي التجمعات مع بعض الباء‬
‫لقامة ندوات وماضرات للتوعية بشكلت البيئة ومناقشة الدراسي فيما قد يقدم لم من‬
‫تساؤلت أو أفكار‪.‬‬
‫‪.5‬يكن الستفادة ف هذا الجال من قاعات الدراسة بالدارس وقاعات الجتماعات والنوادي‬
‫والنقابات وغيها من الؤسسات فيما يعقد من لقاءات أو ندوات وخاصة ف غي أوقات العمل‬
‫وف أثناء العطلت السبوعية والسنوية‪.‬‬
‫‪.6‬ربا يكون من الناسب بعد ذلك أن تعد تلك الواد التعليمية الت تشملها تلك الكتيبات ف شكل‬
‫دراسة بالراسلة ومن الفيد أيضا الستعانة بأمكانات الذاعة والتلفيزيون ف هذا الجال‬

‫تعليق عام‬

‫دور أكب لنظمات الجتمع الدن والمعيات الهلية‪.‬‬

‫الحلية ف التربية البيئية‪.‬‬

‫‪18‬‬

You might also like