You are on page 1of 15

‫تقديم وزارة العدل‬

‫يرتكز نظام المملكة المغربية على الملكية‬


‫الدستورية الديمقراطية والجتماعية‪ ،‬مما يفرض علينا بالنظر إلى الوظائف التي يقوم بها القضاء‪ ،‬متابعة العمل من أجل‬
‫تقوية دور المؤسسات‪ ،‬وسيادة القانون‪ ،‬وتحصين مجتمعنا‪ ،‬وتعزيز المن والطمأنينة‪ ،‬وتشجيع الستثمار‪ ،‬ودعم التنمية‬
‫الشاملة والمستديمة‪.‬‬

‫ويحظى موضوع إصلحا قطاع العدل بأهأمية بالغة لدى جللة الملك محمد السادس نصره ا‪ ،‬وهأي الهأمية التي جسدتها‬
‫خطب عديدة لجللته في مناسبات كثيرة‪ ،‬وتم تضمينها في التصريح الحكومي‪ ،‬وتجسيدهأا في برنامج عمل الحكومة‪.‬‬

‫إن هأذه الهأمية تستتبع بالضرورة تحول جوهأريا في دور القضاء حتى يرقى إلى الحماية القانونية الفعلية لحقوق النسان‪،‬‬
‫وإحكام الرقابة على اللتزامات والمعاملت في جميع المجالت‪ ،‬وتصريف القضايا بالسرعة المطلوبة والفاعلية المنشودة‬
‫لشإاعة العدل بين الناس‪.‬‬

‫لقد أصبح هأذا التحول في طبيعة المهام القضائية في حاجة ملحة إلى ثقافة قضائية جديدة تستوعب كل القيم‪ ،‬وتعطي للحكام‬
‫الفاصلة في النزاعات المعروضة على المحاكم أبعادهأا المستمدة من مصدرين أساسيين‪ ،‬هأما‪:‬‬

‫أول‪ :‬الطار الدستوري للمملكة الذي كرس مبدأ فصل السلط واستقلل القضاء‪ ،‬وحدد المرجعية التشريعية والرضية‬
‫القانونية التي نعمل جاهأدين على تطويرهأا حتى تنخرط بلدنا في منظومة أرقى التشريعات المقارنة؛‬

‫وثانيا‪ :‬الرادة الملكية السامية لصلحا منظومة العدالة المضمنة في الخطب السامية لصاحب الجللة الملك محمد السادس‬
‫أيده ا أبرزهأا‪:‬‬

‫الخطاب الملكي ليوم ‪ 20‬غشت ‪ 2009‬بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب‬ ‫§‬

‫الخطاب الملكي ليوم ‪ 8‬أكتوبر ‪ 2010‬بمناسبة افتتاحا الدورة التشريعية‬ ‫§‬

‫الخطاب الملكي ليوم ‪ 9‬مارس ‪ 2011‬بمناسبة العلن عن الصلحات الدستورية و تقديم تقرير اللجنة الملكية‬ ‫§‬
‫الستشارية حول الجهوية‪.‬‬
‫فبمناسبة الذكرى ‪ 56‬لثورة الملك والشعب بتاريخ ‪ 20‬غشت ‪ ،2009‬وجه جللة الملك محمد السادس نصره ا خطابا‬
‫ساميا خصصه حفظه ا بالكامل لموضوع إطلق الصلحا الشامل والعميق للقضاء‪ ،‬تعزيزا لوراش التحديث المؤسسي‬
‫والتنموي بالمملكة‪.‬‬

‫وقد حدد جللة الملك حفظه ا الهأداف المنشودة من هأذه المقاربة المتقدمة لصلحا القضاء في‪:‬‬

‫توطيد الثقة والمصداقية في قضاء فعال ومنصف‪ ،‬باعتباره حصنا منيعا لدولة الحق‪ ،‬وعمادا للمن القضائي‪،‬‬ ‫§‬
‫والحكامة الجيدة‪ ،‬ومحفزا للتنمية‪.‬‬

‫تأهأيل القضاء ليواكب التحولت الوطنية والدولية‪ ،‬ويستجيب لمتطلبات عدالة القرن الحادي والعشرين‪.‬‬ ‫§‬

‫الستجابة لحاجة المواطنين الملحة في أن يلمسوا عن قرب‪ ،‬وفي المد المنظور‪ ،‬الثر اليجابي المباشإر‬ ‫§‬
‫للصلحا‪.‬‬

‫وفي سبيل تحقيق هأذه الهأداف الكبرى‪ ،‬حث جللة الملك حفظه ا الحكومة على بلورة مخطط متكامل ومضبوط‪ ،‬يجسد‬
‫العمق الستراتيجي للصلحا‪ ،‬في محاور أساسية‪ ،‬تتمثل في ستة مجالت ذات أسبقية‪ .‬وهأي‪:‬‬

‫‪.‬تعزيز ضمانات استقلل القضاء؛‬ ‫‪.1‬‬

‫‪.‬تحديث المنظومة القانونية؛‬ ‫‪.2‬‬

‫‪.‬تأهأيل الهياكل القضائية والدارية؛‬ ‫‪.3‬‬

‫‪.‬تأهأيل الموارد البشرية؛‬ ‫‪.4‬‬

‫‪.‬الرفع من النجاعة القضائية؛‬ ‫‪.5‬‬

‫‪.‬ترسيخ التخليق‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫و بمناسبة افتتاحا الدورة التشريعية لسنة ‪ 2010‬أسس جللة الملك مفهوما جديدا لصلحا منظومة العدالة‪" :‬القضاء في‬
‫خدمة المواطن"‪.‬‬

‫شإمولية المفهوم الجديد للسلطة‪ ،‬وإلزاميته لكل سلطات الدولة وأجهزتها‪ ،‬تنفيذية كانت أو نيابية أو قضائية؛‬ ‫§‬

‫الهأداف المتوخاة من جعل "القضاء في خدمة المواطن"‪ :‬قيام عدالة متميزة‪:‬‬ ‫§‬

‫بقربها من المتقاضين؛‬ ‫‪.1‬‬

‫وببساطة مساطرهأا وسرعتها؛‬ ‫‪.2‬‬


‫ونزاهأة أحكامها؛‬ ‫‪.3‬‬

‫وحداثة هأياكلها؛‬ ‫‪.4‬‬

‫وكفاءة وتجرد قضاتها؛‬ ‫‪.5‬‬

‫وتحفيزهأا للتنمية؛‬ ‫‪.6‬‬

‫والتزامها بسيادة القانون‪ ،‬في إحقاق الحقوق ورفع المظالم‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫و قد أكد جللة الملك في الخطاب الملكي السامي بشأن مسار الجهوية المتقدمة و تقديم تقرير اللجنة الستشارية للجهوية و‬
‫العلن عن الصلحات الدستورية ليوم ‪ 09‬مارس ‪ 2011‬على أهأمية الرتقاء بالقضاء إلى سلطة مستقلة‪ ،‬إلى جانب‬
‫تعزيز صلحيات المجلس الدستوري‪ ،‬توطيدا لسمو الدستور‪ ،‬ولسيادة القانون‪ ،‬والمساواة أمامه‪.‬‬

‫وقد أعطى جللته حفظه ا توجيهاته السامية للحكومة‪ ،‬وخاصة وزارة العدل‪ ،‬للشروع في تفعيل المخطط المذكور‪ .‬مذكرا‬
‫حفظه ا بأن المحك الحقيقي لهذا الصلحا الجوهأري ل يكمن في مجرد وضعه‪ ،‬وإنما في القدرة على حسن تفعيله وتدبيره‬
‫على الصعيد المركزي وعلى صعيد المحاكم‪ .‬وأن المر يتعلق بورش شإاق وطويل‪ ،‬يتطلب تعبئة شإاملة ل تقتصر على‬
‫أسرة القضاء والعدالة‪ ،‬وإنما تشمل كافة المؤسسات والفعاليات‪ ،‬بل وكل المواطنين‪.‬‬

‫و قد ضعت وزارة العدل خططا متكاملة ومضبوطة‪ ،‬تجسد العمق الستراتيجي للصلحا‪ ،‬وفق مقاربة شإاملة ومتكاملة‬
‫للمجالت الساسية للصلحا العميق والشامل لمنظومة العدالة برمتها‪ ،‬وذلك على عدة مستويات‪:‬‬

‫المستوى المؤسساتي‪ :‬ترمي هأذه البرامج إلى دعم استقللية القضاء‪ ،‬وتحديث المنظومة القانونية‪ ،‬وتأهأيل الهياكل‬ ‫‪-‬‬
‫القضائية والدارية و البشرية‪ ،‬وترسيخ التخليق‪.‬‬

‫المستوى التنظيمي ‪ :‬تهدف برامج الوزارة إلى تحقيق نتائج ملموسة لفائدة المواطن في مجالت ضمان مقومات‬ ‫‪-‬‬
‫المحاكمة العادلة‪ ،‬وفعالية ونجاعة القضاء وقربه‪ ،‬ونهج الحكامة الجيدة‪ ،‬وكذا ترسيخ الحترافية‪ ،‬والشفافية‪ ،‬ونزاهأة وجودة‬
‫الحكام‪ ،‬والرقي بمستوى الخدمات القضائية‪ ،‬وتسهيل ولوج المتقاضين إلى المحاكم‪ ،‬وتبسيط المساطر والجراءات‬
‫القضائية فضل عن تفعيل اللتمركز لضمان الفعالية‪ ،‬والرفع من مستوى الخدمات الجتماعية لقضاة وموظفي العدل‪.‬‬

‫المستوى التشريعي‪:‬أعدت وزارة العدل أربعة وعشرين مشروع نص قانون و مرسوم‪ ،‬وهأي مشاريع تهم مختلف‬ ‫‪-‬‬
‫المناحي المرتبطة بالقضاء‪ ،‬ومجال العمال‪ ،‬والسياسة الجنائية‪ ،‬أحيلت كلها على المانة العامة للحكومة‪.‬‬

‫ترمي هأذه البرامج كلها إلى تحقيق المفهوم الجديد لصلحا العدالة المتمثل في جعل القضاء في خدمة المواطن وقد حققت‬
‫وزارة العدل العديد من المنجزات بهذا الشأن خلل سنة ‪ ،2010‬ووضعت برامج للسنوات القادمة‪.‬‬
‫أهم المنجزات في مجال إصلحا القضاء‬

‫‪ .1‬على المستوى التشريعي ‪ :‬قامت وزارة العدل بإحالة ‪ 17‬مشروع على المانة العامة قصد تحيين التوقيع كما عرضت‬
‫عدة مشاريع على البرلمان ‪ :‬مهنة التوثيق‪ ،‬مكافحة العنف أثناء المباريات الرياضية‪ ،‬تعديل المادة ‪ 16‬من مدونة السرة‬
‫المتعلقة بثبوت الزوجية‪ ،‬مشروع مدونة الحقوق العينية‪ ،‬تعديل المادة ‪ 16‬من قانون المحاكم التجارية‪ ،‬صندوق التكافل‬
‫العائلي‪ ،‬مشروع تعديل القانون المتعلق بتبييض الموال‪.‬‬

‫هأذا بالضافة إلى مشاريع أخرى صادق عليها مجلس الحكومة ‪ :‬تعديل التنظيم القضائي‪ ،‬تعديل قانون المسطرة الجنائية‪،‬‬
‫تعديل قانون المسطرة المدنية‪ ،‬قانون قضاء القرب‪.‬‬

‫‪ .2‬على مستوى تعزيز ضمانات استقلل القضاء ‪ :‬كان تسريع تدبير المسار المهني للقضاة محل عناية خاصة خلل سنة‬
‫‪ ، 2010‬إذ أسفرت نتائج أشإغال دورة المجلس العلى للقضاء بعد موافقة الجناب الشريف اسماه ا واعز أمره عليها عن ‪:‬‬

‫* تعيين ‪ 37‬مسؤول قضائيا ؛‬

‫* اكبر حصة من الترقيات‪ 931 :‬ترقية ؛‬

‫* البث في ‪ 361‬انتقال للقضاة ؛‬

‫* المتابعات التأديبية ؛‬

‫كما تم إعداد مشروع النص المتعلق بالمجلس العلى للقضاء و تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية ‪) :‬مقر خاص‪ ،‬ميزانية‬
‫خاصة‪ ،‬التمثيلية النسوية للقاضيات‪ ،(...‬وكذا مشروع النظام الساسي للقضاة )ضمانات مهمة للقضاة‪ ،‬مرونة الترقية‪ ،‬رفع‬
‫سن الولوج إلى القضاء من ‪ 21‬إلى ‪ 23‬سنة (‪.‬‬

‫‪ .3‬على مستوى النجاعة القضائية ‪ :‬تتركز برامج الوزارة بخصوص هأذا المحور على الرفع من فعالية القضاء وتحقيق‬
‫قضاء القرب بمفهومه الواسع‪ ،‬الذي ل يتعلق فقط بقضاء القرب كمكون من مكونات التنظيم القضائي من الناحية الجغرافية‪،‬‬
‫بل قضاء القرب بمعناه الواسع الذي يندرج في إطار المفهوم الذي أسس له صاحب الجللة نصره ا "القضاء في خدمة‬
‫المواطن"‪ ،‬بما يعنيه ذلك من تبسيط للمساطر‪ ،‬و فعالية‪ ،‬و جودة و حسن استقبال‪ ،‬فضل عن تقريب القضاء من المتقاضين‪.‬‬

‫عقلنه الخريطة القضائية‪:‬‬ ‫‪ü‬‬

‫‪ -‬مشروع مراجعة التنظيم القضائي )الستئناف أمام محاكم الدرجة الولى‪ ،‬إحداث محاكم ابتدائية للنظر في نوع معين من‬
‫القضايا )أقطاب قضائية( توسيع مجالت القضاء الفردي؛‬

‫‪ -‬مشروع قانون قضاء القرب )صادق عليه مجلس الحكومة‪ ،‬كما أنه تمت المصادقة على مقترحا تعديل قانون إلغاء محاكم‬
‫الجماعات و المقاطعات من طرف مجلس النواب‪ ،‬و هأو معروض على مجلس الحكومة(‪.‬‬

‫تسهيل الولوج‪:‬‬ ‫‪ü‬‬


‫‪ -‬تعميم شإبابيك الستقبال بالمحاكم؛‬

‫‪ -‬تعميم إحداث المواقع اللكترونية للمحاكم لتقديم الخدمات القضائية؛‬

‫‪ -‬إحداث مؤسسات الوسيط‪.‬‬

‫تسريع وتيرة معالجة القضايا‪:‬‬ ‫‪ü‬‬

‫‪ -‬وضع مشروع لتتميم المادة ‪ 16‬من القانون المتعلق بإحداث المحاكم التجارية؛‬

‫‪ -‬وضع مقتضيات بمشروع المسطرة المدنية و الجنائية‪ ،‬تمكن من البت في القضايا داخل أجل معين؛‬

‫‪ -‬تنفيذ مدونة السير‪ :‬التكوين على المقتضيات الجديدة‪ ،‬المعالجة المعلوماتية للمخالفات‪...‬‬

‫‪ -‬تنفيذ المادة ‪ 16‬من مدونة السرة ‪ :‬تسهيل المساطر بالنسبة للمعنيين ل سيما في الماكن النائية؛‬

‫‪ -‬التواصل مع الفاعلين في الحقل القضائي للرفع من النجاعة القضائية‪ :‬القيام بزيارات ميدانية‪ ،‬دعم التواصل مع المسئولين‬
‫القضائيين و مسئولي كتابة الضبط و القضاة و الموظفين و المحامين و باقي المهن القضائية‪ ،‬للوقوف على حاجيات المحاكم‬
‫و إيجاد الحلول للصعوبات التي تعترض سيرهأا سواء على مستوى التجهيز و الموارد البشرية‪.‬‬

‫‪ .4‬على مستوى التخليق ‪ :‬قامت وزارة العدل بتكثيف التفتيش العام والتسلسلي بمفهومه الحقيقي كوسيلة للطلع على‬
‫مجريات تصريف القضايا من خلل التفقد الدقيق والحرص على توحيد العمل والبحث على مواطن الخلل التي تحتاج دعم‬
‫الدارة المركزية‪.‬‬

‫فقد واصلت المفشية العامة للوزارة زياراتها لمختلف محاكم المملكة في إطار التفتيش العام‪ ،‬إذ قامت خلل سنة ‪ 2010‬بما‬
‫مجموعه ‪ 48‬تفقدا أنجزت عقبها تقارير و مكنت المسئولين القضائيين من نسخ منها للطلع على الملحظات الواردة فيها‪،‬‬
‫كما أعقب ذلك تمكين المحاكم من الحاجيات التي وقفت عليها المفشية العامة‪.‬‬

‫و تطبيقا لما تسمح به المقتضيات القانونية‪ ،‬أنجزت المفشية العامة من مجموع ما أحيل عليها من أوامر إجراء بحث ‪71‬‬
‫بحثا انتهت بإحالة ‪ 16‬حالة على المجلس العلى للقضاء‪.‬‬

‫‪ .5‬على مستوى التكوين‪ :‬تولي وزارة العدل لموضوع التكوين أهأمية بالغة‪ ،‬فهو أساس الجودة القضائية‪ ،‬و مناط استقلل‬
‫القاضي‘ و قد أخذ موضوع التكوين أبعادا جديدة تهدف إلى تحقيق المهنية و التخصص ولذا فإن الوزارة خصصت للتكوين‬
‫غلفا ماليا قدره ‪ 12.000.000‬درهأم‪.‬‬

‫التكوين الساسي‪:‬‬ ‫‪ü‬‬

‫‪ -‬استقبل المعهد العالي للقضاء‪ ،‬الفواج التي تم توظيفها مؤخرا سواء من القضاة أو الموظفين‪ ،‬و قام بالتحضير لبرامج‬
‫التكوين الساسي التي لم تعد مقصورة على الملحقين القضائيين‪ ،‬بل أصبحت متجهة كذلك للموظفين )‪ 654‬محررا قضائيا‬
‫من فوج التقنيين(‪ ،‬و بعض مساعدي القضاء )‪ 520‬مفوضا قضائيا و ‪ 500‬عدل(؛‬
‫‪ -‬الرفع من مدة تكوين الموظفين بالمعهد إلى شإهرين بدل أسبوع واحد‪ ،‬يلتحق بعدهأا المعنيون بالمحاكم لتنظم لهم بعد ذلك‬
‫حلقات تكوين تخصصي؛‬

‫‪ -‬عدم اقتصار برامج التكوين الساسي على الملحقين القضائيين‪ ،‬بل أصبحت موجهة كذلك لموظفي وزارة العدل‪.‬‬

‫التكوين المستمر‪:‬‬ ‫‪ü‬‬

‫‪ -‬يستفيد من برامج التكوين المستمر القضاة والموظفون حيث بلغ عدد المستفيدين من التكوين المستمر حتى حدود سنة‬
‫‪ 1.700 ،2010‬قاض و موظف ضمن البرنامج المنجز على صعيد المعهد العالي للقضاء‪ 1.681 ،‬قاض و موظف برسم‬
‫التكوين الذي تنفذه مديريات الوزارة‪.‬‬

‫‪ -‬كما تم اقتناء ‪ 5‬هأكتارات بمدينة الرباط لبناء مركب عصري للمعهد العالي للقضاء‪ ،‬يستوعب فضل عن تكوين القضاة و‬
‫الموظفين‪ ،‬تكوين المحامين و مختلف مساعدي القضاء‪.‬‬

‫‪ .6‬على مستوى تحديث الدارة القضائية وتعزيز البنية التحتية للمحاكم‪ :‬نظرا لهأمية التحديث في الرفع من النجاعة‬
‫القضائية‪ ،‬اتخذت الوزارة التدابير التية‪:‬‬

‫التجهيزات المعلوماتية‬ ‫‪ü‬‬

‫تراهأن وزارة العدل على مكننة كل الجراءات القضائية لضمان الفعالية و السرعة و الضبط و الشفافية و التواصل مع‬
‫المتقاضين‪.‬‬

‫تعزيز البنية التحتية للمحاكم‪:‬‬ ‫‪ü‬‬

‫‪ -‬دشإنت الوزارة سياسة جديدة تقوم على إحداث مركبات قضائية عصرية )قصور للعدالة(‪ ،‬وقد تم تنفيذ هأذه السياسة بمدينة‬
‫الجديدة‪ ،‬و ستتواصل بكل من فاس و مراكش و الدار البيضاء و الرباط و طنجة‪.‬‬

‫‪ -‬دشإنت الوزارة مشروعي قصر العدالة بالجديدة‪ ،‬و المحكمة البتدائية بسيدي سليمان و المحكمة البتدائية بسيدي قاسم‪.‬‬
‫كما شإرع في استخدام ‪ 4‬مقرات للمحاكم البتدائية التالية‪ :‬كلميم‪ ،‬طانطان‪ ،‬ڭرسيف‪ ،‬و مركز القاضي المقيم بأكنون و‬
‫محكمة أزيلل‪.‬‬

‫‪ .7‬على مستوى النهوض بالموارد البشرية‪ :‬استطاعت الوزارة سد نسبة عالية من الخصاص في الموارد البشرية‪ ،‬حيث بلغ‬
‫مجموع المناصب المالية المحدثة برسم ميزانية ‪ ،2010‬ما مجموعه ‪ 1.000‬منصب‪ ،‬و قد سهرت الوزارة على تنظيم‬
‫المباريات الخاصة باستخدامها‪:‬‬

‫توزع هأذه المناصب مابين ‪:‬‬

‫‪ 300-‬منصبا للقضاة؛‬

‫‪ 700 -‬منصبا مخصصة للموظفين؛‬

‫‪ -‬وقد تم تخصيص العديد من المناصب للتوظيف المباشإر لقضاة المحاكم الدارية من موظفين ومحامين وأساتذة جامعيين‪.‬‬
‫كما قامت وزارة العدل بعمليات انتقاء لتحمل المسؤولية بكتابات الضبط‪ ،‬وكتابات النيابة العامة فضل عن قيامها بمعالجة‬
‫مختلف الملفات الخاصة بالترقية في الرتبة والدرجة‪.‬‬

‫و في الختام‪ ،‬يمكن التأكيد بأن برنامج إصلحا العدالة لوزارة العدل بصفة عامة والقضاء بصفة خاصة شإكل أولوية وطنية‬
‫سواء من وجهة نظر توطيد دولة القانون أو من منظور الدفع إلى الرتقاء بالتنمية القتصادية والجتماعية فكان المخطط‬
‫مبنيا على إطار مرجعي سامي وهأو تأهأيل العدالة وجعل القضاء في خدمة المواطن‪.‬‬

‫‪ .8‬على مستوى النهوض بحقوق النسان ‪ :‬تعمل وزارة العدل في هأذا الطار‪ ،‬على ترسيخ دعائم دولة القانون والمؤسسات‬
‫و ذلك من خلل قيامها بمجموعة من النشطة و التظاهأرات الرامية للنهوض بحقوق النسان ‪:‬‬

‫رئاسة وزارة العدل للجنة الشإراف على إعداد الخطة الوطنية للديمقراطية وحقوق النسان؛‬ ‫‪ü‬‬

‫متابعة انطلق أشإغال لجنة متابعة الرضية المواطنة للنهوض بحقوق النسان؛‬ ‫‪ü‬‬

‫مواصلة وزارة العدل مساهأمتها في تفعيل اللتزامات الدولية للمملكة برسم التفاقيات الدولية لحقوق النسان‪ ،‬سواء‬ ‫‪ü‬‬
‫من خلل إعداد التقارير الدورية الوطنية حول إعمال الوفاق التي هأي طرف فيها‪ ،‬أو من خلل التواصل مع المؤسسات‬
‫الدولية المعنية‪ ،‬وخاصة مجلس حقوق النسان والمندوبية السامية للمم المتحدة الخاصة بحقوق النسان‪.‬‬

‫إعداد التقرير الوطني السادس حول إعمال الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية؛‬ ‫‪ü‬‬

‫إعداد مختلف التقارير الدولية المرتبطة بحقوق النسان؛‬ ‫‪ü‬‬

‫دعم العمل الحقوقي من خلل إعانات ودعم مالي للنسيج الجمعوي النشيط في مجال حقوق النسان على مختلف‬ ‫‪ü‬‬
‫توجهاته ومواقفه‪ ،‬بمبلغ ‪ 1.497.000‬درهأم‪.‬‬

‫مواصلة تنفيذ وزارة العدل لبرنامج تطويق ظاهأرة العنف ضد الطفال والنساء‪:‬بتعميم مكاتب خاصة بذلك على‬ ‫‪ü‬‬
‫مجموع المحاكم‪.‬‬

‫تنظيم حملت تحسيسية بمختلف جهات المملكة حول تطبيق المادة ‪ 16‬من مدونة السرة المتعلقة بثبوت الزوجية‬ ‫‪ü‬‬
‫حفاظا على حقوق الزوجين و الطفال‪.‬‬

‫‪ .9‬على مستوى التعاون القضائي الثنائي والدولي‪ :‬تفعيل اتفاقيات قضائية ثنائية‪ ،‬والتوقيع على العديد من التفاقيات‬
‫والبروتوكولت في ميادين شإتى ‪:‬‬

‫* دعم جهود التحديث ‪ :‬البنك الدولي والوكالة المريكية للتنمية الدولية ‪ USAID‬وكذا مع التحاد الوروبي في إطار‬
‫برنامج ميدا ‪ ،MEDA‬و برنامج ‪ ADL‬مع إسبانيا ؛‬

‫* دعم أقسام قضاء السرة‪ :‬برنامج المم المتحدة النمائي ‪ PNUD‬؛‬

‫* التكفل القضائي بالنساء و الطفال ‪ UNICEF :‬منظمة المم المتحدة للطفولة‪ FNUAP ،‬منظمة المم المتحدة للسكان ؛‬

‫* إدخال الطرق البديلة لفض المنازعات‪ ،‬ومنها الوساطة‪ ،‬إلى النظام القانوني والقضائي المغربي من خلل مشاريع تعاون‬
‫مع مؤسسة ' ‪ ISDLS‬معهد الدراسات لتنمية النظمة القضائية ' و منظمة ' ‪ Search For Ground Common‬البحث‬
‫عن أرضية مشتركة '‪... .‬‬
‫تبعا للتوجيهات الملكية السامية‪ ،‬فإن هأذا الصلحا الجوهأري للقضاء‪ ،‬يعتبر حجر الزاوية في بناء نظام قضائي عصري‬
‫يساير النظم القضائية الحديثة وفي ترسيخ الديمقراطية والمواطنة لدى شإبابنا وأجيالنا الحاضرة والصاعدة‪.‬‬

‫وطبقا لتوجيهات القاضي الول‪ ،‬والقائد الملهم جللة الملك محمد السادس نصره ا فإن هأذا الصلحا يتميز بأنه إصلحا‬
‫قضائي وفق منظور جديد‪ ،‬يشكل قطيعة مع التراكمات السلبية‪ ،‬للمقاربات الحادية والجزئية‪ ،‬وذلك بهدف بلورة إصلحا‬
‫جوهأري ل يقتصر على قطاع القضاء‪ ،‬وإنما يمتد بعمقه وشإموليته لنظام العدالة‪ ،‬وذلك في نطاق المرجعيات المتمثلة في‬
‫ثوابت المة‪ ،‬القائمة على كون القضاء من وظائف إمارة المؤمنين‪ ،‬وأن الملك هأو المؤتمن على ضمان استقلل السلطة‬
‫القضائية‪.‬‬

‫وزير العدل‬

‫منطومة القضاء بين مشروع الصلحا و الكاراهات‬

‫د‪ .‬سمية رفاش‬

‫من المؤكاد أن قطاع العدل يشكل إحدى الدعائم الساسية لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة ‪،‬و من المجالت التي تضطلع‬
‫بادوار حاسمة في المساهمة في خلق التنمية القتصادية عموما‪ ،‬و التي تؤثر على مجال العمال بصفة خاصة‪،‬المر‬
‫الذي تؤكاده العديد من الدراسات كاإعلن القاهرة المنبثق عن المؤتمر الثاني للعدالة العربية الذي اعتبر أن النظام‬
‫القضائي المستقل يشكل الدعامة الرئيسية لدعم الحريات المدنية و حقوق النسان‪ ،‬عمليات التطوير الشاملة و‬
‫الصلحات في أنظمة التجارة و الستثمار و التعاون الدولي‪ .‬انطلقا من كال هذا شكل القضاء بالمغرب موضوع ورش‬
‫إصلحيمن خلل مسار تخللته العديد من المراحل التي لم تفرز اية خطة اصلحية شاملة و نهائيةفي بداية المرإلى غاية‬
‫الخطاب الملكيل ‪ 20‬غشت ‪، 2009‬الذي تمبعده استصدار ميثاق إصلحا منظومة القضاء‪،‬بناء على العديد منالدراسات‬
‫والتحقيقاتالمعدة من طرف مجموعة من الهيئاتالتي أكادت بدورها على أهمية إصلحا منظومة القضاء و العدل‪.‬‬

‫فعلوة على ضرورة توفير ضمانات تتعلق بشروط النزاهأة و الشفافية في الجراءات الدارية و القانونية المعمول بها في‬
‫مجال الستثمار ‪،‬وكذا تعزيز الشفافية في الولوج إلى المعلومات المتعلقة بالصفقات العمومية التي تتحكم في حركية‬
‫الستثمارات ‪،‬فان نزاهأة منظومة القضاء و العدل تعد أيضا من الشروط الساسية التي يمكن أن تؤثر على عملية التنمية‬
‫عموما وعلى دينامية رؤوس الموال على وجه الخصوص ‪،‬و التي قد تساهأم في تحديد توجهات هأذه الستثمارات و‬
‫شإروط تموقعها ضمن هأذا المجال الترابي اوذاك‪.‬‬
‫من هأنا ‪،‬واعتبارا للدور الذي يضطلع به القضاء في مجال التنمية ‪ ،‬ومراعاة للتوجهات العالمية الجديدة على الصعيد‬
‫القتصادي بما في ذلك توجهات الستثمارات المباشإرة وما يترتب على ذلك من التزامات دولية للمغرب‪ ،‬افرز مسلسل‬
‫تأهأيل القضاء الذي انطلق منذ سنوات التسعيناتتزامنا مع توصيات البنك الدولي‪،‬بعض التدابير التي جاءت بمبادرة من جللة‬
‫الملك من خلل مجموعة من الخطب الملكية و ل سيما خطاب ‪ 20‬غشت ‪ ، 2009‬الذي شإكل قفزة نوعية في مسلسل‬
‫إصلحا القضاءالذي يعد ترجمة فعلية للمبادئ والهأداف المتعلقة بإصلحهذا المجال‪،‬إذحددخارطة طريق تقوم على أساس‬
‫تحقيق ستة أهأدافتتمحور أولحول دعم ضمانات استقللية القضاء من خلل منح المجلس العلى للقضاء الصلحيات‬
‫اللزمة لتدبير المسار المهني للقضاة بشفافية ‪،‬و ذلك من خلل عضوية تكفل لهذه المؤسسة شإروط النزاهأة ‪،‬بالضافةإلى‬
‫مراجعة النظام الساسي للقضاة بشكل يضمن الحترافية و التجرد‪...‬يضاف إلى ذلك تحديث المنظومة القانونية و ل سيما ما‬
‫يتعلق بمجال العمال و الستثمار‪ ،‬و ذلك من خلل نهج سياسة جنائية جديدة تقوم علىمراجعة و ملءمة القانون و‬
‫المسطرة الجنائية ‪،‬على أن يتم في نفس السياق تطوير الطرق القضائية البديلة كالوساطة و التحكيم و الصلح ‪...‬كما أن من‬
‫بين الهأداف التي حددهأا الخطاب الملكي مسالةتأهأيل الهياكل القضائية و الدارية على أساساللتمركز‪،‬متبوعةبتأهأيل‬
‫الموارد البشرية‪،‬إلى جانب هأذه الهأداف حدد الخطابأيضا الرفع من النجاعة القضائية من خلل تبسيط المساطر‪...‬وفي‬
‫الخير تخليق القضاء لتحصينه من الرتشاء و استغلل النفوذ‪...‬‬

‫كلها أهأداف شإكلت أرضية النطلقة بالنسبة للهيئة العليا للحوار الوطني التيبعد إجراء حوار وطني حول الصلحأصدرتفي‬
‫يوليوز ‪ 2013‬ميثاق إصلحا منظومة العدالة‪،‬الذييقدم في واقع المرعملية تشخيصية لواقع القضاء مع تقديمهلمجموعة من‬
‫المقترحات التي تهدف إلى تجاوز كافة الكراهأات التي تشوب هأذا المجال و التي تشكل في نفس الوقت عائقا أمامخلق‬
‫دينامية اقتصادية و النهوض بعملية الستثمار‪.‬فحسب هأذا الميثاق تتلخص أهأم اختللت منظومة القضاء في تراكم‬
‫النزاعات المعروضة أمام القضاء ‪،‬مما أصبح يشكل عبئا ثقيل على عاتق القضاة ‪ ،‬يضاف إلى هأذه الختللت توفر السلطة‬
‫التنفيذية على صلحيات اتجاه القضاء من شإانه أن يمس بشكل أوبأخر بمبدأ استقللية القضاء‪،‬كماأن ضعف المقاربة‬
‫الحقوقية في المنظومة الجنائية و عدم ترشإيد مسطرة العتقال الحتياطي و تدقيق الضوابط القانونية للوضع رهأن‬
‫الحراسة النظرية من المشاكل المطروحة في مجال القضاء‪،‬يضاف إلى ذلك عدم فعالية و نجاعة التنظيم القضائي ‪.‬أمام‬
‫هأذه النقائص قدم ميثاق إصلحا منظومة القضاء مجموعة من المقترحات التي تتمحور بشكلساسي حول ضرورةفصل‬
‫النيابة العامة عن السلطة التنفيذية و اسناذ رئاستها إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ‪،‬العمل أيضا على تفعيل‬
‫الضمانات المتعلقة باستقلل السلطة القضائية في بعديها الشخصي و المؤسسي‪،‬ثم إحداثمفتشيه عامة بالمجلس العلى‬
‫للسلطة القضائية تتولى التفتيش القضائي و في نفس الوقت إنشاءمفتشيه عامة بوزارة العدل تتولى التفتيش المالي و الداري‬
‫تحت سلطة وزير العدل‪...‬‬

‫بموازاة مع ميثاق إصلحا منظومة العدالة أثبتت دراسات أخرى أنجزت من طرف هأيئات مختلفة حكومية وأخرى تابعة‬
‫للقطاع الخاص كالتحاد العام لمقاولت المغرب‪ ،‬بالضافة إلى مؤسسات مالية دولية كالبنك الدولي و منظمات غير‬
‫حكومية كمنظمة تروسبرونسي‪ ،‬و أخرىتكتسي طابعا حقوقيا كهيئة النصاف و المصالحة ‪،‬وجود علقة تأثير بين استقلل‬
‫السلطة القضائية و القضاة من جهة و بين حصول تطورات أساسية في عدد من المجالت كمكافحة الفساد و تبني مقاربة‬
‫تشاركيةفي اتخاذ القرار المتعلق بالسياسات العمومية‪،‬كما أن هأذه الدراسات التي أجمعت في غالبيتها على تراكم العديد من‬
‫الكراهأات التي تمس منظومة العدالة بالمغرب بصفتها إحدى العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل جد سلبي على مجال‬
‫الستثمار‪،‬وذلك من خلل تقييم بعض هأذه الهيئات لمناخ العمال بالمغرب‪.‬‬

‫من بين هأده الدراسات نجد على سبيل المثال نتائج التحقيقالدي انجزه البنك الدولي من خلله مكتبه بالرباط سنة ‪2004‬‬
‫بخصوص الكراهأاتالتي تعرفها المقاولت التيتمس ابعاد عديدة تهم مجالت التمويل‪،‬النظام الجبائي‪ ،‬الكراهأات‬
‫القانونية‪،‬الحكامة‪...‬حيث كشفت نتائج هأذا التحقيق عن كون اختللت القضاء بالمغربتعد من بين العوامل التي تعيقعملية‬
‫الستثمارإلى جانب عوامل أخرىتتعلق بشكل أساسي بصعوبة الولوج للتموين ‪،‬وايضا صعوبات الولوج للعقار‪ ،‬ثم ضعف‬
‫قطاع التربية و التكوين وهأيمنة القطاع غير المهيكل‪...‬و يبقى حسب هأذه الدراسة تأخر هأيكلة القطاع الصناعي من اهأم‬
‫العراقيل التي تعيق عملية الستثمار‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتحاد العام لمقاولت المغرب الذي أجرى خلل سنة ‪ 2007‬دراسة تتعلق بالقضاء إلى جانب مجالت‬
‫أخرىكالتكوين و الضرائب ‪،‬فقد أكد على أهأمية نشر المقررات و الحكام القضائية ‪،‬و كذا ضرورة توفير المكانيات المالية‬
‫الضرورية لضمان تسيير أكثر نجاعة للقطاع ‪ ،‬إضافةإلىتأهأيل العنصر البشري و الموارد البشرية العاملة من خلل توفير‬
‫دورات تكوينية في مجال العمالكإجراءات عملية من شإأنها تجاوز العراقيل التي تشوب قطاع القضاء‪....‬‬

‫بدورهأا منظمةتراسبرونسي التيأجرتدراسة بخصوص هأذاالموضوع ‪،‬أبرزتفيإحدى نشراتها الخبارية أن القضاء بالمغرب‬
‫ل يحظى بثقة المواطنين ول بثقة الفاعلين القتصاديين ‪ ،‬و ذلك بالنظر إلى النقائص العديدة التي تعتري هأذا القطاع‬
‫الحيوي و في مقدمتها خضوعه و تبعيته لسلطة السياسة و المال ‪،‬المر الذي يتجسد على الخصوص من خلل إفلت‬
‫بعض الفئات المستفيدة من الحصانات من العقاب‪،‬مما يستدعي حسب هأذه المنظمة ضرورةالصلحا‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪،‬وبما أن تحديث القوانين من المسائل التي لها صلة بمجال العمال‪،‬ونظرا لكون مسالة الوساطة و التحكيم‬
‫تشكل إحدى النقط الساسيةالتي لها علقة بإصلحا منظومة القضاء‪،‬ل بد من الشإارةإلىأن الهأتمام بالتحكيم بالمغرب و إن‬
‫كان تقليدا قديما‪ ،‬فان التنظيم القانوني لهذه العملية ظل ضعيفا سواء بمقتضى ظهير المسطرة المدنية الملغى الصادر في‬
‫‪ 12‬غشت ‪،1913‬او بمقتضىقانون المسطرة المدنية الحالي الصادر في ‪ 28‬شإتنبر ‪ 1974‬الذي خصص الفصول ‪ 306‬الى‬
‫‪ 327‬للتحكيم‪،‬مقارنة معالقانون ‪ 05-08‬الصادر سنة ‪،2007‬الذيبالرغم من بعض النقائص التي تشوبهو المتعلقةاساسا بعدم‬
‫تضمنه لتعريف بخصوص التحكيم التجاري‪،...‬فانه على العموم يعد ايجابيا حيث يتجاوز تلك النظرة التقليدية للتحكيم‪،‬كما‬
‫انه يتضمن مقتضيات متقدمة مقارنة بنظام التحكيم المعمول به في اطار تعديلت ‪، 1974‬حيث أن من بين النقط اليجابية‬
‫لهذا النص نجد توسيع مجال التحكيم ‪،‬اضف الى ذلك القبول بالتحكيم الدولي عندما يتعلق المر بتواجد احد طرفي النزاع‬
‫على القل بالخارج وكذا التمييز بين التحكيم الداخلي و الدولي‪...‬‬

‫في الختام ‪ ،‬وفي أفق تنزيل مقتضيات دستور ‪ 2011‬الذي خصص ‪ 27‬مادة للقضاء تتطرق على وجه الخصوص لمسالة‬
‫السلطة القضائية وتكريساستقللية القضاء كسلطة مستقلة عن السلطتين التنفيذية و التشريعية ‪،‬و ذلك من خلل منح القضاة‬
‫مجموعة من الضمانات التي تمنع أي تدخل في القضايا المعروضة عليهم‪ ،‬بالضافة إلى مقتضيات أخرى تمنع نقل او عزل‬
‫قضاة الحكام إل بمقتضى القانون بل يمكن للقاضي في حال اعتبر أن استقلله مهدد أن يحيل المر على المجلس العلى‬
‫للسلطة القضائية ‪،‬كما أن هأذا الدستور يلزم من جهة أخرى قضاة النيابة العامة بتطبيق القانون و اللتزام في نفس الوقت‬
‫بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة التي يتبعون إليها و ذلك تفاديا لكل ما من شإانه أن يمس بحقوق‬
‫المتقاضين و حقهم في شإروط المحاكمة العادلة‪.‬أيضامن النقط الساسية التي يتضمنها دستور ‪ 2011‬منح اختصاصات‬
‫للمجلس العلى للقضاء تكرس استقللية هأذه المؤسسة الدستورية و تحددشإروطالعضويتها من شإانها أن تضمن النزاهأة‬
‫وتمثيلية لحضور المرأة و لرئيس المجلس الوطني لحقوق النسان مع إمكانية الطعن في المقرارات المتعلقة بالوضعيات‬
‫الفردية الصادرة عن المجلس العلى للسلطة القضائية بسبب الشطط في استعمال السلطة أماماعلى هأيئة قضائية إدارية‬
‫بالمملكة ‪،‬فضل عن كل ذلك فان الدستور الجديد يتضمن العديد من المقتضيات التي تضمن حق المتقاضين في شإروط‬
‫المحاكمة العادلة‪،‬فانه ليسعنا سوى التأكيد على أن نجاعة أي خطة تروم إنعاش الستثمارليمكنأن يتم بمعزل عن إصلحا‬
‫المنظومة القضائية‪ ،‬كما أنأي ورش إصلحي لهذا القطاع سيبقى رهأينا بمدى حسن تطبيق مقتضيات الدستور الجديد ‪،‬‬
‫لسيما ما يتعلق بتكريس استقلل القضاء و توفير شإروط النزاهأة و الشفافية سواء على مستوى تدبير القطاعاو على صعيد‬
‫المحاكمة‪...‬‬
‫الصلحا القضائي والضمانات الدستورية ‪ :‬استقلل القضاء يعد لبنة لتحقيق العدالة‬
‫التحاد الشإتراكي نشر في التحاد الشإتراكي يوم ‪2010 - 01 - 20‬‬

‫لم يعد الصلحا القضائي مجرد مطمح معبر عنه من طرف المسؤولين‪ ،‬أو نقطة مبرمجة في جدول أعمالهم بشكل روتيني‪،‬‬
‫بل أضحى من أهأم الوراش المراد إصلحها‪ ،‬ومسألة ذات أولوية بالنظر لهأمية القطاع كعماد لسلطة الدولة‪ ،‬وكثابت من‬
‫ثوابت النظام السياسي باعتباره جزءا ل يتجزأ من سلطه العمومية الثلث‪ ،‬بل بات كعربون لتوطيد دولة الحق والقانون‪،‬‬
‫وبالتالي ضمان الحقوق والحريات وكحارس لختام العدل الذي به تصان القيم‪ ،‬ومن خلله تستقر المبادئ‪ ،‬بل العدل جوهأر‬
‫رسالته وأساس الملك ككل ‪.‬‬
‫إن الصلحا القضائي يعتبر شإرطا ضروريا لنجاحا الستراتيجية القتصادية والنخراط في السوق التنافسية القائمة على‬
‫جلب الستثمارات‪.‬‬
‫ولهذه السباب وغيرهأا أصبح إصلحا القضاء من أهأم النشغالت المجتمعية‪ ،‬خاصة في ظل عالم اليوم المعلب بالعولمة‬
‫والمحكوم بالحكامة الجيدة‪ ،‬ولعل البوابة الدستورية هأي المدخل الساسي لصلحا القضاء‪ ،‬والشرط الساسي لتحقيق‬
‫استقلليته‪ ،‬والتي أصبحت جزءا من الضمير العالمي‪.‬‬
‫كما سبق الذكر‪ ،‬لم يبق الصلحا القضائي شإأنا حقوقيا أو مطلبا سياسيا‪ ،‬بل أصبح قضية مجتمعية ينشغل بها الجميع‪،‬‬
‫وينخرط فيها الفاعلون السياسيون سواء المنتمون إلى الجهزة الرسمية أو غيرهأا‪ ،‬ودون إغفال الفعاليات الكاديمية أو‬
‫الهيآت الحقوقية والمنظمات الدولية‪.‬‬
‫‪ -1‬موقع الصلحا القضائي في الخطاب الملكي‬
‫ل يخفى على أحد طبيعة العلقة بين المؤسسة الملكية وجهاز القضاء‪ ،‬إذ ليس التقعيد الدستوري ‪ -‬الحداثي‪ -‬هأو الذي يؤطر‬
‫اختصاصات الملك في هأذا الشأن كرئاسة الملك للمجلس العلى للقضاء وتعيينه للقضاة‪ ،‬وممارسته لحق العفو وإصدار‬
‫الحكام باسمه‪ ،‬بل إن النظرية السلمية للقضاء‪ ،‬والتي تعتبر هأذا الخير من وظائف المامة كانت قد شإكلت مخرجا وسندا‬
‫لموقف المجلس العلى في نازلة مزرعة عبد العزيز سنة ‪ ،1970‬وتبعا لذلك‪ ،‬فل غرابة إذا خص الملك جهاز القضاء‬
‫بالرعاية والهأتمام‪ ،‬إذ ما انفك جللته يذكر ويؤكد على ضرورة إصلحا قطاع العدل وتسريع وتيرته‪ ،‬وفي مختلف‬
‫المناسبات إما أثناء خطب العرش )‪ 30‬يوليوز ‪ ،(2001‬أو بمناسبة افتتاحا السنة القضائية بأكادير )‪ 29‬يناير ‪ ،(2003‬أو‬
‫خلل انعقاد دورة المجلس العلى )‪ (2004/ 04 / 12‬أو توجيه الرسالة إلى المشاركين في الندوة الدولية للمجلس العلى )‬
‫‪ 22 - 21‬نونبر ‪ ،(2007‬وغيرهأا من المحطات التي شإكلت مناسبة لتوجيه السلوك القضائي من طرف أعلى مؤسسة في‬
‫البلد‪ ...« ،‬ول يمكن للقضاء أن يحقق المكانة الجديرة به إل حين يكتسب ثقة المتقاضين )‪ ،(2004 / 04 / 12‬أو الدعوة‬
‫لقرار ميثاق وطني للقضاء ) مناسبة مرور ‪ 50‬سنة على تأسيس المجلس العلى للقضاء(‪ .‬ورسم خطاب الملك محمد‬
‫السادس الذي ألقاه في ‪ 20‬غشت ‪ 2009‬بمناسبة الذكرى ‪ 56‬لثورة الملك والشعب ‪ ،1953‬خريطة طريق لصلحا شإامل‬
‫للقضاء بكل دقة وتفصيل )ضمانات لستقللية القضاء وعصرنة الطار التنظيمي وإصلحا شإامل للهيكلة والموظفين وزيادة‬
‫الفعالية وإرساء قواعد للتخليق ‪ .( ...‬يظهر من خلل هأده المثلة والمواقف الستشهادية أن ورش إصلحا المؤسسة‬
‫القضائية حاضر بشكل مكثف وكانشغال مركزي في الخطب والرسائل الملكية‪ ،‬إلى جانب أطراف أخرى‪.‬‬
‫‪ - 2‬الصلحا القضائي من منظور المؤسسات الخرى‬
‫تنشغل بموضوع إصلحا جهاز القضاء أجهزة أخرى‪ ،‬وهأي إما رسمية أو غير ذلك‪ ،‬والتي يمكن اختزالها في بعض‬
‫المحطات أو المناسبات التي كانت موضوع الهأتمام بورش العدالة بدءا بالتصريح الحكومي المقدم بواسطة الوزير الول‪،‬‬
‫هأذا الخير الذي صرحا في مؤتمر صحفي في ‪ 29‬يناير ‪ 2009‬بأن إعادة هأيكلة النظام القضائي تعتبر من أهأم المجالت‬
‫التي تركز عليها جهود الحكومة‪ ،‬كما أن الوزير السابق الوصي على القطاع كان قد صرحا في ‪ 7‬فبراير ‪ 2008‬بأن إصلحا‬
‫القضاء من أكبر التحديات التي تواجه وزارته‪ ،‬هأاته الخيرة التي أعدت خطة لصلحا القضاء بغية تأهأيله وتعزيز تحصين‬
‫استقلليته‪ .‬وقد عملت وزارة العدل مباشإرة بعد الخطاب الملكي ل ‪ 20‬غشت من السنة الفارطة‪ ،‬على إعداد النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية‪ ،‬لتنفيذ خارطة الطريق لتفعيل إصلحا القضاء المنشود‪ .‬وأثناء حفل تسليم السلط في ‪ 6‬يناير ‪ 2010‬بين‬
‫وزير العدل السابق والوزير الحالي‪.‬الذي أكد أن تحديث قطاع القضاء وتأهأيل الموارد البشرية يعتبران عنصرين ل محيد‬
‫عنهما في عملية إصلحا القضاء‪ ،‬معربا عن استعداده لمواصلة الوراش التي أطلقها سلفه‪ .‬كما أكد على ضرورة انخراط‬
‫كل مكونات الحقل القضائي قصد نجاحا مشروع إصلحا القضاء‪ .‬وقال وزير العدل خلل زيارته لمقر مجلس هأيئة المحامين‬
‫بالدار البيضاء ‪ ،‬بحضور المسؤولين القضائيين بمحاكم الدارالبيضاء ‪ ،‬إن مشروع إصلحا القضاء الذي أطلقه جللة الملك‬
‫محمد السادس يتطلب تضافر جهود وزارة العدل والقضاة والمحامين ‪.‬‬
‫كما أن المنتسبين إلى جهاز العدالة ما انفكوا يشخصون مكامن الخلل في الجهاز القضائي‪ ،‬فهاته المفتشية العامة لوزارة‬
‫العدل تكشف عن اختللت سلوكية وأخلقية‪ ،‬ناهأيكم عن موقف أصحاب رسالة إلى التاريخ‪ ،‬وكما لم تظل جمعيات‬
‫المجتمع المدني مكتوفة اليدي أمام هأذا الملف الحساس والتي لم تكتف بالتشخيص‪ ،‬بل ارتقت إلى رسم خطة لصلحا‬
‫العدالة‪ ،‬ساهأمت فيها ‪ 10‬جمعيات في إعداد مذكرة ‪ 6‬أبريل ‪ ،2009‬بل هأناك بعضا من هأذه الجمعيات أسست للدفاع عن‬
‫إصلحا القضاء من قبيل جمعية الدفاع عن استقلل القضاء وجمعية عدالة‪ ،‬ولم يكن الورش القضائي انشغال وطنيا‪ ،‬بل أثار‬
‫انتباه أو تدخل حتى المهيآت الجنبية بالنظر لهأمية جهاز القضاء في جلب الستثمارات وضمان الحقوق‪ ،‬وتسعف تقارير‬
‫البنك الدولي في هأذا الشأن‪ ،‬والتي رسمت صورة سلبية لقطاع القضاء‪ ،‬أما التحاد الوربي فقدم مساعدة مالية لصلحا هأذا‬
‫الجهاز‪.‬‬
‫يتبين من خلل سرد المثلة المنتقاة ومن لدن مختلف المهيآت والمهتمين بقطاع القضاء‪ ،‬أن هأذا الخير ليعدو أن يكون‬
‫إصلحه ضرورة إنسانية‪ ،‬ليس فقط على مستوى إصلحا النصوص )مدونة السرة‪ ،‬الشغل‪ ،‬المسطرة الجنائية‪ ،(...‬أو‬
‫مسألة تجهيزات )إلغاء محكمة العدل الخاصة‪ ،‬خلق محاكم تجارية‪ ،(...‬بل إن عمق الصلحا لينفذ عبر استقلل القضاء‪،‬‬
‫وهأذا لن يتم إل بإصلحا الوضعية الدستورية كشرط أساسي لنجاحا كل الصلحات الهيكلية المزمع تحقيقها‪.‬‬
‫ما مدى الضمانات الدستورية لستقلل القضاء‬
‫إن إقرار استقلل القضاء ليعد لبنة أساسية لتحقيق العدالة في المجتمع‪ ،‬وتأكيد سيادة القاضي باعتباره سلطة وليس وظيفة‪،‬‬
‫وبالتالي ممارسته لسلطاته دون ضغط أو تأثير‪ ،‬بل اتسامه بالحياد والجرأة في الرأي والجتهاد‪ ،‬والدقة في التخصص‪.‬‬
‫‪ -1‬مدى العتماد الدستوري لستقلل القضاء‬
‫يجدر التذكير بداية بمقتضيات الفصل ‪ 82‬من الدستور المغربي التي تنص على أن القضاء مستقل عن السلطة التشريعية‬
‫وعن السلطة التنفيذية‪ ،‬حيث يلحظ أن الدستور أضفى صفة السلطة عن الجهازين التشريعي والتنفيذي‪ ،‬لكنها كانت مبتورة‬
‫بالنسبة لجهاز القضاء‪ ،‬وهأذا مدعاة للتساؤل‪ ،‬فهل المر يتعلق بثقوب وعيوب دستورية غيبت الشإارة المتوازنة ما بين‬
‫السلط الثلث أم ماذا؟‬
‫و يكاد يجمع الباحثون والممارسون والمهتمون والحقوقيون وغيرهأم بالدعوة إل إصلحا دستوري في سبيل إضافة صفة‬
‫سلطة إلى الجهاز القضائي كتعديل للفصل ‪ 82‬المذكور‪ .‬وتماشإيا مع ما هأو سائد في الدساتير المقارنة‪ ،‬والتي لم تكتف فقط‬
‫بالتنصيص على استقللية السلطة القضائية‪ ،‬بل خصتها بضمانات القواعد السامية من قبيل مقتضيات الدستور الجزائري‬
‫لسنة ‪ 1996‬التي نصت على أن السلطة القضائية مستقلة )المادة ‪ (138‬وتمارس في إطار القانون‪ ،‬وتصدر الحكام باسم‬
‫الشعب )المادة ‪ ،(141‬وتعلل الحكام القضائية وينطق بها في جلسات علنية )المادة ‪ ،(144‬والقاضي محمي من كل أشإكال‬
‫الضغوط والتدخلت والمناورات التي قد تضر بأداء مهمته أو تمس بنزاهأة حكمه )المادة ‪ . (148‬ونصت أحكام الدستور‬
‫الموريتاني لسنة ‪ 1991‬على استقلل السلطة القضائية عن السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وأن القاضي ل يخضع إل‬
‫للقانون‪ ،‬وهأو محمي في إطار مهمته من أشإكال الضغط التي تمس نزاهأة حكمه )الفصل ‪.(82‬‬
‫واستطردت الدساتير العربية في تقعيد استقللية القضاء وضمانات ذلك‪ ،‬بل هأناك من حرصت حتى على رسم السلوك‬
‫القويم للقاضي‪ ،‬فالدستور المصري أكد على استقلل السلطة القضائية التي تتولهأا المحاكم )الفصل ‪ (165‬وأن ل سلطات‬
‫على القضاة في قضائهم غير القانون )الفصل ‪ ،(166‬أما الدستور الكويتي فنص على شإرف ونزاهأة القضاة‪ ،‬وعدلهم هأو‬
‫أساس الملك وضمان الحقوق والحريات‪ ،‬ويتكفل القانون باستقلل القضاء‪.‬‬
‫يتبين مما سبق أن المشرع الدستوري المغربي لم يرق إلى إقرار استقللية القضاء كسلطة ‪ -‬وعلى غرار الدساتير المماثلة‬
‫بالخصوص ‪ -‬فكيف بالرتقاء بضمانات شإكل الستقللية المنصوص على بعضها بأحكام التشريع العادي )القانون الجنائي(‬
‫إلى التقعيد الدستوري‪ ،‬وهأو ما يستدعي إصلحا دستوريا يكون المدخل الساس لصلحا المنظومة القضائية عبر التحصين‬
‫الدستوري للستقلل القضائي المنشود‪ ،‬إل أن هأاته الداة الدستورية )الموضوعية والخارجية ( تظل غير كافية إذا لم يتم‬
‫إدماج ما هأو ذاتي الكفيل بضمان هأذه الستقللية في إطار إصلحا شإامل ومندمج‪.‬‬
‫‪ - 2‬الرتقاء الذاتي وضمانات استقللية المؤسسة القضائية‬
‫فكما قالت العرب سابقا‪» :‬فإن القوانين ل تصلح إل بما صلح بها أهألها‪ « .‬بحيث ل يمكن إغفال العنصر البشري في كل‬
‫معادلة إصلحية‪ ،‬وفي كل عمل إنساني‪ ،‬فالصلحا ل يستقيم بوجود ترسانة تشريعية براقة وإشإعاعية إذا لم تتوفر لها‬
‫شإروط التحقق‪ ،‬فالستقلل القضائي لن يتم إل من خلل الرتقاء الذاتي‪ ،‬فالذات القضائية يجب أن تكون محصنة بخصال‬
‫النزاهأة وصفات الستقامة والكفاءة والجرأة ورفض أي توجيه أو تدخل في شإؤون القضاة أو محاولة التأثير على قراراتهم‬
‫ومن أي مصدر كانت‪ .‬وهأذا ما حذرت منه الرسالة الملكية الموجهة للمجلس العلى للقضاء في ‪ 18‬أبريل ‪ ،2004‬والتي‬
‫جاء فيها ‪ ... »:‬حيث إن استقلل القضاء الذي نحن حريصون عليه إزاء السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ .....‬ولكن أمام‬
‫السلطات الخرى شإديدة الغراء‪ ...‬وفي مقدمتها سلطة المال المغرية بالرتشاء وسلطة العلم ‪ ،«...‬وذكر الملك بأن‬
‫النفس أمارة بالسوء وبالتالي فالضمانة الساسية هأي الضمانة الذاتية )الخطاب الملكي أثناء انعقاد الندوة الدولية بالرباط‬
‫بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس المجلس العلى للقضاء(‪ ،‬حيث شإدد على استقلل القضاء وحياده اعتمادا على التجرد‬
‫دون مفاضلة أو تحيز ودون إغفال التحلي بصفات النزاهأة لكسب ثقة المتقاضين‪ ،‬والرفع من مستوى الحكام وبنائها على‬
‫أسس وأسانيد تحقق القناع وتعلل النتائج بشكل منطقي وسليم‪ ،‬وإنتاج المقاولة القضائية لجتهادات قضائية متواترة من‬
‫شإأنها المساهأمة في استقرار المعاملت وتثبيت الوضاع‪ ،‬والتي ل يمكن أن تتأتى إل من خلل كذلك التحلي بالشجاعة‬
‫والحسم في المواقف والثقة في النفس واحترام الذات وقوة الشخصية والعمق في المعرفة القانونية المنتجة لعمال مبنية على‬
‫حكامة جيدة في ظل سيادة منظومة للقيم وسلوك أخلقي‪.‬‬
‫ويبدو مما سبق أن الصلحا القضائي لهو بالشأن المجمع عليه تصريحا وتوجيها ومواقف لكن ما يمنع من فتح أقفاله‪ ،‬وإذ‬
‫يعد المفتاحا الدستوري شإرطه الساسي‪ ،‬فإن الصلحا المندمج والشامل ليتوقف على مجموعة من التدابير في شإكل‬
‫إصلحات هأيكلية وتنظيمية وسلوكية‪ ،‬وهأي مثلية ل حصرية من قبيل‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في الخريطة القضائية للمملكة‪ ،‬وخاصة على مستوى هأيكلة المجلس العلى للقضاء‪ ،‬في اتجاه توسيع تمثيليته‬
‫واختصاصاته وإعادة النتشار العادل والمتوازن لعضاء الجسم القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار سياسة قضائية قائمة على برامج التأهأيل والتكوين والتحديث وعقلنة وسائل العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬دعم دولة الحق والقانون اعتمادا على تخليق الحياة القضائية وضمان المحاكمة العادلة وإقرار مدونة للسلوك والقيم‬
‫القضائية‪...‬‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بمكناس‬

‫الرميد‪ :‬إصلحا منظومة العدالة اعتمد على إصلحا دستوري‬


‫واضح في تكريس السلطة القضائية‬
‫منارة‬
‫‪18.03.2016‬‬
‫‪21h50‬‬
‫شإارك‬
‫أضف تعليق )‪(0‬‬
‫مصطفى الرميد وزير العدل والحريات | ت‪ :‬المهدي‬

‫أكد وزير العدل والحريات السيد مصطفى الرميد‪ ،‬اليوم الجمعة بمراكش‪ ،‬أن الصلحا الحالي لمنظومة العدالة اعتمد على‬
‫إصلحا دستوري واضح في تكريس السلطة القضائية‪.‬‬

‫وقال الوزير‪ ،‬في كلمة ألقاهأا بالنيابة عنه مدير التشريع بالوزارة السيد بنسالم أوديجا‪ ،‬خلل الجلسة الفتتاحية لشإغال ندوة‬
‫وطنية حول موضوع "قراءة في مشروع قانون التنظيم القضائي في ضوء الجهوية المتقدمة"‪" ،‬إن الصلحا الحالي اعتمد‬
‫على إصلحا دستوري واضح وحاسم في تكريس السلطة القضائية مع السترشإاد بمجموعة من المعايير الدولية‪ ،‬لكن ‪-‬‬
‫يضيف الوزير‪ -‬بمنهجية جديدة غير مسبوقة تقوم على حوار وطني لصلحا عميق وشإامل"‪.‬‬

‫وأوضح الوزير أن موضوع إصلحا منظومة العدالة من المواضيع الساسية ضمن السياسات العمومية بالمملكة‪ ،‬وأحد‬
‫المطالب المقدمة من طرف القوى الحية داخل المجتمع بمختلف مشاربها‪ ،‬وأيضا من بين المحاور الساسية التي حظيت‬
‫بعناية كبيرة في مجموعة من الخطب الملكية السامية‪ ،‬مشيرا إلى أن دستور ‪ 2011‬جاء بثورة حقيقية في مجال إصلحا‬
‫العدالة‪ ،‬ليكرس بشكل صريح القضاء كسلطة مستقلة وأرسى ‪ 22‬فصل أسسها وركائزهأا‪.‬‬

‫القضاء المتخصص غير معمم‬

‫وسجل أن "التنظيم القضائي الحالي يفتقد للنسجام بحكم التعديلت المتلحقة التي طالت مقتضياته وهأو ما ل يمكن من‬
‫التوظيف المثل للموارد البشرية والمادية‪ ،‬وقد ل يضمن القرب الحقيقي بين المتقاضين"‪ ،‬مضيفا أن "الخريطة القضائية‬
‫غير معقلنة‪ ،‬وأن القضاء المتخصص غير معمم‪ ،‬لذلك تضمن ميثاق إصلحا منظومة العدالة عدة توصيات تستهدف تأمين‬
‫فعالية منظومة العدالة وقربها من المتقاضين وتسهيل الولوج إليها"‪.‬‬

‫وأوضح الوزير أن هأذا المشروع يهدف إلى تحقيق النجاعة القضائية من خلل توفير عدالة قريبة وفعالة وفي خدمة‬
‫المتقاضين من أهأم تجلياتها ارتكاز مقومات التنظيم القضائي على مبدأ استقلل السلطة القضائية وتكريس أسس تنظيم‬
‫قضائي قائم على التخصص في إطار وحدة القضاء‪ ،‬وجعل المحكمة البتدائية الوحدة الرئيسية في التنظيم القضائي‬
‫باعتبارهأا صاحبة الولية العامة والمختصة في البث في كل القضايا التي لم يسند الختصاص بشأنها صراحة إلى جهة‬
‫قضائية معينة‪ ،‬فضل عن اعتماد المحاكم على الدارة اللكترونية في الجراءات والمساطر القانونية‪.‬‬

‫مراجعة الخريطة القضائية‬

‫وبخصوص واقع التنظيم القضائي الحالي دعا السيد الرميد إلى التفكير في مراجعة الخريطة القضائية وذلك بالزيادة في عدد‬
‫المحاكم وإعادة النظر في توزيعها الجغرافي في إطار التوجهات الجهوية واللتمركز التي أصبحت تفرض إعادة ضبط‬
‫التنظيم الترابي للمحاكم وكذا اختصاصها المحلي‪ ،‬وذلك مراعاة للحقائق الجغرافية والديمغرافية والقتصادية وايضا‬
‫متطلبات فعالية الدارة القضائية وتسهيل الولوج الى القانون والعدالة وتحقيق النجاعة القضائية‪.‬‬

‫من جهته‪ ،‬أكد رئيس المركز المغربي للمعالجة التشريعية والحكامة القضائية‪ ،‬السيد سمير أيت أرجدال‪ ،‬أن العتماد على‬
‫وحدة القضاء واعتبار المحكمة البتدائية بمثابة النواة الساسية في التنظيم القضائي للمملكة والكتفاء بإحداث أقسام‬
‫متخصصة في القضايا الدارية والتجارية بها‪ ،‬جعل بعض المتتبعين يقرون بأن المشروع دشإن لمرحلة تم من خللها‬
‫التراجع عن مكتسب المحاكم المتخصصة‪ ،‬وما لذلك من تأثير سلبي على التطبيق العادل للقانون وبالنضباط لهأم القواعد‬
‫المرجعية التي سبق تكريسها من طرف القضاءين الداري والتجاري لمختلف محاكم ربوع المملكة‪.‬‬

‫الرتقاء بالحكامة الترابية‬

‫وأضاف أن هأذه الندوة تروم بيان مدى ملءمة مشروع التنظيم القضائي للمملكة مع التوجهات السياسية للدولة‪ ،‬خاصة وأن‬
‫اختيار المغرب تفعيل مبادرة الحكم الذاتي في القاليم الجنوبية يستوجب تأهأيل المنظومة القضائية لمواكبة تعليق نظام‬
‫الجهوية المتقدمة والرتقاء بالحكامة الترابية‪ ،‬وذلك وفق مقاربة شإاملة ومتكاملة للصلحا العميق والشامل لمنظومة العدالة‪.‬‬

‫وأكد عميد كلية الحقوق بمراكش السيد يوسف البحيري‪ ،‬من جانبه‪ ،‬أن أهأمية موضوع هأذه الندوة يندرج في سياق دينامية‬
‫النخراط في هأذا النقاش القانوني والفقهي حول السبل الكفيلة بتقريب القضاء المتخصص من المتقاضين في إطار الجهوية‬
‫المتقدمة‪ ،‬وضمان النجاعة القضائية والفعالية على مستوى مختلف درجات التقاضي وأنواع الهيئات القضائية‪ ،‬خصوصا‬
‫وأن المغرب يعيش مرحلة تاريخية من البناء الديمقراطي والصلحات المؤسساتية والتشريعية والقضائية تحت القيادة‬
‫النيرة لصاحب الجللة الملك محمد السادس‪ ،‬والتي تهم بناء التوازن بين اللمركزية الجهوية واللتمركز الداري في إطار‬
‫الجهوية المتقدمة‪.‬‬

‫مجانية القضاء وقربه من المواطنين‬

‫وأشإارت باقي التدخلت إلى مدى استجابة مضامين هأذا المشروع للتنظيم القضائي لهأداف الجهوية المتقدمة وتأثير ذلك‬
‫على مستقبل القضاء المتخصص وإلحاقه بالمحاكم البتدائية‪ ،‬ومدى تفعيل هأذا المشروع لمبدأ مجانية القضاء وقربه من‬
‫المواطنين‪.‬‬

‫وأبرزوا أن دستور ‪ 2011‬أكد على الدور المحوري للسلطة القضائية من أجل تعزيز النجاعة القضائية في العديد من‬
‫الميادين‪ ،‬مضيفين أن مشروع التنظيم القضائي يتضمن الكثير من المواضيع الهادفة الى تيسير تقريب القضاء من المواطنين‬
‫وتبسيط المساطر‪.‬‬
‫وسيتناول المشاركون في هأذه الندوة‪ ،‬المنظمة على مدى يومين بمبادرة من مختبر الدراسات القانونية بكلية الحقوق بمراكش‬
‫وهأيئة المحامين بهذه المدينة والمركز المغربي للمعالجة التشريعية والحكامة القضائية وودادية موظفي قطاع العدل‪،‬‬
‫مواضيع تهم "التنظيم القضائي ‪ ..‬مقوماته وقواعد عمل الهيئات القضائية" و"موقع ومكونات الدارة القضائية في مشروع‬
‫التنظيم القضائي والحكامة الجيدة" و"الخريطة القضائية للمملكة في ضوء الجهوية المتقدمة"‪.‬‬

‫كما سيتطرق المشاركون إلى مواضيع أخرى ك"الحق في التقاضي وتقريب مرفق القضاء من المواطن" و"درجات‬
‫المحاكم وأنواعها في علقتها بالجهوية المتقدمة" و"استقلل السلطة القضائية في ضوء مشروع التنظيم القضائي للمملكة"‬
‫و"التفتيش والمراقبة القضائيين"‪.‬‬

You might also like