Professional Documents
Culture Documents
بناء الكفاءات المحورية من أجل إنشاء ميزة تنافسية - حالة فندق هيلتون الجزائر
بناء الكفاءات المحورية من أجل إنشاء ميزة تنافسية - حالة فندق هيلتون الجزائر
57
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
_0مقدمة
املؤسسة من خالل
منذ سنوات التسعينات من القرن العشرين والنقاش ال يزال حمتدماً حول إسرتاتيجية ّ
اجلدل القائم بني الرؤيا الكالسيكية املرتكزة على األنشطـة واليت نـادى هبا » ،« PORTER
والرؤيا املبنية على املوارد والكفـاءات .ظهرت هذه األخرية يف سنوات التسعينات من القرن املاضي
كنتيجة لتكامل مقاربتني ،املقاربة املبنية على املوارد « Ressource Bsed View
طورها
أسسها » « WERNERFELTسنة ،4891مثّ ّ » ’ ‘RBVواليت ّ
» « BARNEYسنة ،4891واملقاربة املبنية على الكفاءات « Competence Based
» ’ View ‘CBVاملستوحاة من املقـال الذي كتبه ك ّـل من & « HAMEL
ألول مرة فـي « Harvard Business Review ِ
» PRAHALADوالذي نُشر ّ
» ’ ‘HBRسنة 4881معلنني بشكل واضح ّأّنا أفضل وسيلة لوضع اسرتاتيجيات ناجحة ومرحبة
الصناعة.
للمؤسسة االعتماد عليها للنجاح يف ّ
ّ ميكن
والتطورات
ّ _1الميزة التنافسية -المفهوم
متيّزت اإلدارة االسرتاتيجية يف بداية ستينات القرن العشرين إىل ّناية الثمانينات ،ب َك ْو ْن التكاليف هي
للمؤسسة
ّ املصدر الوحيد للميزة التنافسية ،ومتّ االعتمـاد على اخلربة للتح ّكم يف التكاليف ،حيث الب ّد
املؤسسة من تطوير الكفاءات اليتأن تتعلّم كيفية تسيري نشاطها بفعالية ،فمن خالل جتربتها ستتم ّكن ّ
السوقية هو هدف اسرتاتيجي احلصة ّ
تسمح هلا ببناء ميزة تنافسية قوية .يف هذه املرحلة ،كان كسب ّ
فاملؤسسة اليت
تعزز املركز التنافسيّ ، املؤسسات إىل حتقيقه باعتبارها أحد املؤشرات اهلـامة اليت ّ
تسعـى ّ
حصة سوقية حجم نشـاطها يكون كبري ،وتكتسب خربة أسرع من غريها وتكون ذات متتلك أكرب ّ
أسسالسوق .غري أنّه ،ومع بداية الثمانينات ،جاء » « PORTERو ّ املركز التنافسي األقوى يف ّ
الصياغة املفاهيمية للميزة التنافسية.
اجليل الثاين من ّ
_0_1مفهوم الميزة التنافسية:
املؤسسة على مفهوم التموقع أو التمركز التنافسي
اعتمد منهج امليزة التنافسية يف تصميم اسرتاتيجية ّ
والذي ينطوي على مبدأين أسـاسني مها:4
السوق؛
املؤسسة أن تتكيّف مع بيئتها لضمـان استمرارها وبقائها يف ّ
يتوجب على ّ ّ
57
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
املؤسسة أن تكسب مزايا تنافسية حامسة ومن مثّ تدافع عنها لضمان ولكي تنجح ،على ّ
إستمراريتها.
للمؤسسة أن متتلك ميزة تنافسية
ّ واإلشكـال الذي كـان مطروحاً يف هذه املرحلة هو" :كيف ميكن
مستدمية مقارنةً مبنافسيها؟" وقبل اإلجابة عن هذا السؤال الب ّد من تعريف امليزة التنافسية ،فحسب «
» PORTERامليزة التنافسية املستدمية هي ذلك العنصر احلرج الذي يق ّدم فرصة جوهرية
للمؤسسة وتسمح هلا بتحقيق رحبية دائمة مقارنة مبنافسيها ،وتنشأ أساساً من القيمة اليت تستطيع ّ
املؤسسة خلقها للزبون ،حبيث ميكن أن تأخذ شكل أسعار أقل بالنسبة ألسعار املنافسني مبنافع ّ
2
السعرية املفروضة .
تعوض بشكل واسع الزيادة ّ متفردة يف املنتج ّ
متساوية ،أو بتقدمي منافع ّ
ؤسسة أو حتصل عليه عن طريق ال يُنظَر امليزة التنافسية على كوّنا شيء مادي أو غري مادي متتلكه امل ّ
املؤسسة
توجه ّ كل ذلك ،فضالً عن تكييفه مبا يتوافق مع ّ الشراء ،بل ميكن القول بأنّه خليط من ّ
املؤسسة
التفرد اليت تكون هبا ّ
تعرب عن حالة ّ اإلسرتاتيجي واألهداف املطلوب حتقيقها .فامليزة التنافسية ّ
كل إمكانياهتا وقدراهتا يف
تسخر ّللمؤسسة أن ّ ّ مقارنة مبنافسيها ،وهذا ما يقودنا للقول بأنّه الب ّد
الصحيح للفرص املتاحة بالسوق مقارنة دائماً مبنافسيها. االستثمار ّ
املؤسسة
املؤدية لتحقيق ّتفسر العوامل ّالرواد الذين ق ّدموا مقاربة نظرية ّ » « PORTERهو أحد ّ
متكونة من
مليزة تنافسية مستدمية وذلك من خالل منوذجه الشهري ،ويستند هذا األخري على سلسلة ّ
الصناعة ،ثالثا حتليل سلسلة
أربع خطوات هامة وهيّ :أولا حتديد نطاق اللّعب ،ثانيا حتليل قطاع ّ
القيمة ،اخلطوة الرابعة واألخرية هي اتباع إحدى االسرتاتيجيات التنافسية .تتمحور اخلطوة األوىل يف
الصناعي جمموع املؤسّسات
حتديد نطاق اللّعب » « l’air du jeuيف القطاع ،واملقصود بالقطاع ّ
اليت تنتج سلع أو خدمات متماثلة أي منتَجات بديلة .بينما تتمثّل اخلطوة الثانية يف حتديد مدى
مؤسسة هو اكتساب ميزة تنافسية داخل القطاع الذي الصناعة ،فباعتبار أ ّن هدف أي ّجاذبية قطاع ّ
تنشط فيه ،وجب أن تكون تلك امليزة التنافسية حامسة ،مستدمية وميكن الدفاع عنها .وميكن أن يتم
الصدد الب ّد من حتديد ذلك من خالل العمل على القوى التنافسية اخلمس املميّزة للقطاع ،وهلذا ّ
القوى اليت تضع شروط اللّعبة التنافسية داخل القطاع .ويتعلّق األمر هنا بالفهم اجليّد لقواعد اللّعبة
» « Les règles du jeuأي حتديد عوامل النّجاح الرئيسية للقطاع « Facteurs Clés
» .de Succèsواملقصود بعوامل النجـاح الرئيسية تلك العوامل االسرتاتيجية اليت يتوجّب على
معني .ويقول » « PORTER املؤسّسة السّيطرة عليهـا من أجل التفوّق على منـافسيها يف قطـاع ّ
55
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
يف هذا الصدد أ ّن اكتساب ميزة تنافسية أمـام هذه القوى التنافسية يستند على إجراءين متكاملني
السلبية اليت تفرزها تلك القوى وكذا التأثري فيها.
املؤسسة من التأثريات ّ
ومها محاية ّ
_1_1مقاربة هيكل الصناعة (القوى التنافسية الخمس):
املؤسسة هو جاذبية القطاع الذي تنشط فيه « L’attrait إ ّن العامل األساسي الذي حي ّدد رحبية ّ
يتم حتديده خبمس قوى :دخــول منـافسني جدد ،هتديد املنتجـات البديلة،» ،du secteurوالذي ّ
املؤسسات املتنـافسة املوجـودة يف
للموردين ،شـ ّدة املزامحة بني ّ
القوة التفاوضية للزبـائن ،القوة التفاوضية ّ
ألّنا تؤثر على األسعار ،تكاليف واستثمارات
نفس القطـاع .وحت ّدد هذه القوى اخلمس رحبية القطـاع ّ
املؤسسة على املدى
مؤسسات القطـاع .أي أ ّن هذه القوى التنافسية اخلمس تساهم يف حتديد أرباح ّ ّ
املؤسسات البقاء وتعظيم رحبية صناعتها ،فإذا
توضح الكيفية اليت تستطيع من خالهلا ّ البعيد ،كما ّأّنا ّ
املنجر عن نشاطها يف القطاع سيكون حمدود كان مستوى القوى التنافسية اخلمس عايل فإ ّن الربح ّ
تسري تلك
يتوجب عليها أن ّ املؤسسة يكون عــايل حبيث ّ
ج ّدا ،بينما إ ْن كانت القوى ضعيفة فإ ّن أداء ّ
املؤسسة أن تدرس
يتوجب على ّ القوى التنافسية من أجل اكتساب ميزة تنافسية .ومن أجل هذا ّ
يتضمن منوذج » « PORTER ِ
كل عنصر على حدى .ومل ّ للصناعة ع َوض دراسة ّ
اهليكل العام ّ
املؤسسة االقتصادي.
تدخل لل ّدولة يف نشاط ّاللّوائح احلكومية كونه ذات توجه ليربايل يرفض أي ّ
املؤسسة باعتبارها قوة تؤثر على
وبالرغم من ذلك ،ونظراً ألمهية الدولة ومدى تأثريها يف نشاط ّ ّ
املؤسسة وباعتبارها كذلك قوة تؤثر على جاذبية القطاع ،متّ إضـافة احلكومة كقوة سادسة ّ تنافسية
مؤسسة إىل أخرى ومن قطاع آلخر. لتحليل القوى التنافسية ،وختتلف أمهية تأثري هذه القوة من ّ
واإلشكالية هنا ليست إ ْن كانت ال ّدولة هلا تأثري قوي أم ال ،مثلما حلّلنا القوى التنافسية اخلمس
املؤسسة.
املتخذة من طرف ال ّدولة حت ّد وتقلّص من أربـاح ّ
األخرى ،وإّمنا نبحث إ ْن كانت القرارات َ
وللتمييز بني قوة ال ّدولة وباقي القوات التنافسية تغريت تسمية النموذج لـ "منوذج القوى )4(+5
التنافسية".
57
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
الصناعي حسب » « PORTER
الشكل رقم ( :)0القوى التنافسية الخمس في القطاع ّ
المنتجات البديلة
الداخلين الجدد
57
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
بالنسبة للحواجز املالية ،Les barrières financièresفهي تضم :اقتصاديات الحجم
،Les économies d’échelleوالذي يتوافق مع ختفيض تكلفة الوحدة الواحدة من
3
املؤسسات القائمة يف القطاع
السلع/اخلدمات املرتبطة بزيادة عدد الوحدات املنتجة ،حيث تفرض ّ
ّ
االنتاج بكميات تسمح هلا بتحقيق تكاليف تنافسية تعيق دخول منافسني جدد؛ كثافة رأس المال
،L’intensité capitalistique/ Ticket d’entréeوتشري إىل رأس املال الالّزم
لالستثمار والدخول يف أحد القطاعات وهذا لتمويل محالت اإلشهار ،مصاريف البحث والتطوير،
املتطورة ،ولتمويل دورة االستغالل وعادة ما تقاس برقم األعمال
اقتناء التكنولوجيات احلديثة و ّ
السنوي4؛ تكاليف التبديل ،Les coûts de transfertوهي التكاليف اآلنية اليت
ّ
املؤسسات احلالية املتواجدة يف القطاع إىل منتَجات املنافسني
حتوله من منتَج ّ
يتحملها الزبون نتيجة ّ
ّ
ال ّداخلني اجلُ ُدد.
78
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
املوزعني ،وهلا مسعة
املوردين و ّ
املنافسني اجلدد الدخول إىل قطاع حتتفظ مؤسساته بعالقات ممتازة مع ّ
طيّبة بني زبائنها ،وتسيطر متاماً على املعارف الالزمة.5
مؤسسات املؤسسات يف منافسة مع ّ_ تهديد المنتجات أو الخدمات البديلة :تدخل ّ
أخرى تنتج منتجات بديلة ،حيث تقلِّص هذه األخرية من املردودية َ
احملتملة للقطاع ،وميكن التعرف
على املنتجات البديلة ،من خالل البحث عن املنتجات اليت بإمكاّنا تأدية وظيفة منتج القطاع
تطورها حنو حتسني العالقة
حمل مراقبـ ــة ،هي تلك اليت يتجه ّ
نفسها .واملنتجات اليت جيب أن تكون ّ
جودة-سعر مقارنة مبنتَج القطاع ،أو بتلك املنتجات اليت تُصنَع من قِبل قطاعات حيث الرحبية
مرتفعة.
78
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
املؤسسة أن تضع خطّة للّعب ،حيث تعيد تشكيل يتوجب على ّ ملقاربة » ،« PORTERحيث ّ
سلسلة القيمة اخلاصة هبا ،واليت تع ّد من األساليب اليت ميكن استخدامها خللق املزايا التنافسية .ويقوم
للمؤسسة يتمثّل يف خلق القيم من خالل ّ هذا األسلوب على افرتاض أساسي مفاده أ ّن هدف
أنشطتها املختلفة ،فعن طريق فحص وتدقيق املوارد هلذه األنشطة ميكن الوصول إىل فهم عميق
تتحول إىل
لقابليات هذه األنشطة يف خلق القيمة ،وبالتايل حتديد مواطن القوة فيها اليت ُحيتمل أن ّ
مزايا تنافسية.
فاملؤسسة حتتاج البىن
لكل نشاط من األنشطة األساسيةّ ، الساندة ضرورياً ّكل نشاط من األنشطة ّ يع ّد ّ
األساسية املختلفة يف أداء خمتلف أنشطتها األساسية ،وهي حتتاج إىل العنصر البشري واألنشطة
املتطورة
املرتبطة به ألداء أنشطتها األساسية ،وبالقدر نفسه الذي حتتاج بـه إىل الطرق واألساليب ّ
كل نشاط على بكل أنواعها ترتبط ببعضها حبيث يؤثر ّ والتكنولوجيا ألداء األعمال .وهذه األنشطة ّ
يعرب
املؤسسة أرباحاً عندما تكون قيمة املخرجات (واليت ر كفاءة وفاعلية األنشطة األخرى ،وحتقق ّ
كل أنشطة املؤسسة نظري ّ
حتملتها ّ لكل األنشطة) أكرب من التكاليف اليت ّ عنها بـحصيلة القيمة املضافة ّ
سلسلة القيمة.
املؤسسة
وجتدر اإلشارة كذلك إىل أ ّن إنشاء القيمة يقتضي أيضاً التنسيق بني سلسلة قيمة ّ
باملوردين ،املوزعني وكذلك الزبائن ،وهو ما يُطلَق عليه بنظام القيم .وإذا كان التكامل
وتلك اخلاصة ّ
للمؤسسة ميثل التنسيق الداخلي فإ ّن نظام القيم ميثل التنسيق
ّ والتوفيق بني األنشطة يف سلسلة القيمة
للمؤسسة.
ّ ولكل دوره يف حتقيق ميزة تنافسية مستدمية
اخلارجي ٍّ
_4_1اإلستراتيجيات التنافسية:
للمؤسسة خبلق ميزة تنافسية على مستوى وحدة ّ تسمح هذه االسرتاتيجيات التنافسية العامة
املؤسسة من أجل تلبية حاجـات الزبــون األعمال اإلسرتاتيجي ) ،(DASوحت ّدد كيف ستتنافس ّ
للمؤسسة أن تتبىن مق ــاربتني أساسيتنيّ :إمـا
ّ بطريقة أكثر فعالية من منافسيها .ومن أجل ذلك ميكن
عن طريق تقدمي منتَج بنفس قيمة منتَج املنافسني لكن بسعر أقل من أسعـار املنـافسني ،أو بتقدمي
منتَج خمتلفّ ،إما بقيمة أعلى وبسعر أعلى ،أو بقيمة منخفضة وبسعر أقل.
78
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
السيطرة بالتكاليف « La stratégie de domination
_0_4_1استراتيجية ّ
» :par les couts
تع ّد اسرتاتيجية السيطرة بالتكاليف مدخل تنافسي قوي يف األسـواق اليت يتميّز زبائنها
مؤسسة ّأّنا تطبّق هذه االسرتاتيجية عندما تق ّدم منتَجاً/خدمةً بنفس
حبساسيتهم لألسعار .ونقول عن ّ
جودة منتجات/خدمات منافسيها وبأسعار أقل .فمن خالل ختفيض التكاليف إىل احل ّد األدىن مع
املؤسسة من بيع احملافظة على مستوى مقبول من اجلودة مقارنة مع منافسيها ،ستتم ّكن ّ
منتجاهتا/خدماهتا بأسعار رائدة يف الســوق .وتعتمد هذه االسرتاتيجية على التكلفة املنخفضة وتتطلّب
تطور
أساليب ُحم َكمة تتعلّق بالتسهيالت البيعية ذات الكفاءة العالية ،ورقابة مستمرة وصارمة لعوامل ّ
الرائدة اليت تبنّت
املؤسسات ّ
املستعملة من طرف َّ التكاليف بغرض ختفيضها .ومن بني األساليب
اسرتاتيجية التكلفة األقل ،وضع برامج ملراقبة تكاليف كافة األنشطة املنتِجة للقيمة وليس اإلنتاج
املؤسسات املنافِسة.
املؤسسة أو مقارنتها بأنشطة ّ
فحسب ،مثّ مقارنتها بني خمتلف وحدات ّ
_1_4_1استراتيجية التمييز :La stratégie de différenciation
املؤسسة عن متييز
ميكن تعريف هذه االسرتاتيجية على ّأّنا األسلوب الذي تبحث فيه ّ
للسعر .ونقول عنتقل حساسيتهم ّ منتجاهتا مقارنة باملنافسني يف قطاع واسع من الزبائن الذين ّ
معني للزبائن على مستوى
مؤسسة ّأّنا تتميّز وتنفرد عن منافسيها عندما يكـون مبقدورها تقدمي منتَج ّ
ّ
يتم إدراكه من قبل الزبون على أنّه شيء
املهمة لديهم مقابل سعر مرتفع نسبياً وبشكل ّ بعض اجلوانب ّ
فريد أو مميّز .هذه اجلوانب تتجلّى يف تشكيالت خمتلفة للمنتج ،مسات خاصة به ،تصميم مميّز ،مسعة
للمؤسسة القدرة على بيع كميات أكربّ جيّدة ،خدمات متع ّددة ...إخل .7كما أ ّن ميزة التميّز متنح
املتوسط نظراً لوالء
من منتجاهتا بسعر مرتفع نسبياً ومنه حتقيق عائد على االستثمار يفوق املستوى ّ
املؤسسة ختصيص جزء من أرباحها إلعـادة الزبائن للعالمة .وإلجناح هذه االسرتاتيجية جيب على ّ
استثمارها يف جمال البحث والتطوير هبدف تصميم منتَج خبصائص ومواصفات ممتازة تتوافق ورغبات
املؤسسة ومنتجات املنافسني.
الزبائن مع إدراك هذا األخري لقيمة الفرق بني منتَج ّ
78
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
_3_4_1الستراتيجيات المركبة:
حمل جدل بني خمتلف البـاحثني ،فبعضهم أيّد أعمال « كـان موضوع االسرتاتيجيات املركبة ّ
أي مزج لالسرتاتيجيات التنافسية العتقادهم أ ّن ذلك يؤدي حتماً إىل » PORTERورفضوا ّ
املسار األوسط » .« La voie médianeويعتقدون كذلك أ ّن اتباع اسرتاتيجية تنافسية واحدة
9
املؤسسة قد تواجه ع ّدة خماطر إذا تبنّت
تؤدي إىل اكتساب ميزة تنافسية مستدمية وحامسة ،أل ّن ّ حبتة ّ
اسرتاتيجية غري واضحة واختذت قرارات عشوائية وبدون دراسات دقيقة ،فإ ْن مل تكن متأكدة من
اختياراهتا وتستثمر يف أكثر من هدف وأكثر من اسرتاتيجية عامة ستجد نفسها يف وضع حرج
وخطري .غري أ ّن االسرتاتيجيات التنافسية العـامة اليت اقرتحها » ،« PORTERوفق املقاربة
للمؤسسة دون املخاطرة
ّ اجلديدة ،تبدو أكثر مرونة إذا متّ مزجها ببعض ،كما أ ّّنا تسمح بتوجيه واضح
بنجاحها وبالتايل جتنّب الوقوع يف فخ املسار األوسط .وهو ما سيصعّب على املنافسني تقليد مصادر
ميزهتا التنافسية .من بني الباحثني الذين أيّدوا هذا املنطق ودافعوا على فكرة مزج االسرتاتيجيات
التنافسية نذكر « MILLER » ،« HILL » :و» ،« BILLARDوبيّنت هذه
ال ّدراسات أ ّن هذا النوع من االسرتاتيجيات التنافسية يوفـّر مركز أفضل نسبياً مقارنة باملنافسني،
ظل بيئة تنافسية شديدة االضطراب تصبح أكثر مرونة وجتنّد خمتلف املؤسسة يف ّويعتقدون كذلك أ ّن ّ
للمؤسسة أن حتقق أهدافها من خالل تنفيذ اسرتاتيجية تنافسية ّ الكفاءات لردع املنافسة ،وال ميكن
يوضح » « MURRAYأ ّن اسرتاتيجية السيطرة بالتكاليف اليت الصدد ّ واحدة حبتة .ويف هذا ّ
تنافس اسرتاتيجية التميّز ينبغي أيضاً أن تكون اسرتاتيجية متيّز ،والعكس بالعكس.
املؤسسة حباجة إىل سلسلة من املزايا املؤقتة بدالً من
يرى » « Laurence BILLARDأ ّن ّ
واحدة ،فال ميكن ضمان هذه السلسلة من املزايا إالّ من خالل مزيج من االسرتاتيجيات العامة .كما
أنّه يؤّكد أ ّن االسرتاتيجيات املرّكبة ال تظهر يف وقت واحد ،فما إ ْن تنجح االسرتاتيجية األوىل جيوز
املؤسسة يف الزمن
للمؤسسة أن ختتار اتباع اسرتاتيجية ثانية يف نفس الوقت ،حيث يفرتض الباحث أ ّن ّ ّ
) (T0ليس هلا هدف مزدوج يسمح هلا بتنفيذ اسرتاتيجيتني تنافسيتني يف وقت واحد .بعبارة أخرى،
للمؤسسة اليت تتبع اسرتاتيجية
ّ املؤسسة عند ) (T0تتبىن اسرتاتيجية تنافسية واحدة حبتة فقط .فالبد
ّ
السيطرة بالتكاليف أن تسعى يف بداية األمر إىل توسيع طاقاهتا وقدراهتا اإلنتاجية من أجل فرض ّ
املؤسسة من التموقع جيّداً سيطرهتا يف السوق من خالل ختفيض تكاليفها نسبياً .وحني تتمكن هذه ّ
78
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
الريادة ،ميكنها استثمار املوارد والوقت يف البحث عن التميّز .فبما ّأّنا متتلك
يف السوق واحتالل ّ
مسبقاً ميزة التكلفة األقل ،ميكنها حتسني عرضها من خالل التموقع بطريقة خمالفة على سلسلة قيمة
مؤسسة تتبع اسرتاتيجية التميّز ،فهي تتمتّع بسمعة
الزبائن .وميكن تكييف هذا املنطق أيضاً على ّ
معرتف هبا من قبل الزبون ،وهذا ما سيم ّكنها منجيّدة وقوية وجودة عالية ،وخاصية التميّز هذه َ
9
حصتها السوقية .
االستثمار يف ختفيض تكاليف اإلنتاج وختفيض األسعار ،وبالتايل ستزيد من ّ
مبجرد أن تنجح
لذلك فإ ّن االسرتاتيجيات املرّكبة حسب املقاربة املتتابعة ال تظهر يف وقت واحد ،و ّ
فاملؤسسة ال
ّ للمؤسسة أن ختتار اتباع اسرتاتيجية ثانية يف نفس الوقت،
ّ االسرتاتيجية األوىل ميكن
تنطلق بإسرتاتيجيتني تنافسيتني خمتلفتني يف نفس الوقت .وإن جازفت باسرتاتيجيتني خمتلفتني ،فهي
الصعب منذج ــة اهليكل لتحقيقتنثر مواردها من دون جدوى .واألهم من ذلك أنّه سيكون من ّ
املؤسسة يف هذه احلالة تكون عالقة يف الوسط.
اهلدفني معاً ،و ّ
غري أ ّن املقاربة املتتابعة » « l’approche séquentielleاليت اقرتحها « L.
» BILLARDال جتيب على مسألة املزج بني االسرتاتيجيات التنافسية العامة ،فعملية املزج بني
تبّن اسرتاتيجيتني خمتلفتني يف نفس الوقت وليس فعالة إالّ يف حالة ّ
االسرتاتيجيات التنافسية ال تكون ّ
بشكل متعاقب .لذلك ظهرت مقاربة أخرى تبحث عن املزج بني االسرتاتيجيات التنافسية بشكل
متزامن وتشجــع على تطوير اسرتاتيجية ذات بعديــن ،ختفيض التكلفة والتميّز ،للحصول على امليزتني
التنـافسيتني يف نفس الوقت.
املؤسسـة اسرتاتيجيتني تنافسيتني خمتلفتني فـي نفس الوقت فهي تقوم بتحسني العالقـة عندما تتبىن ّ
عندئذ يكون أفضل بكثري من منافسيها ٍ املؤسسة
مدركة/سعر بالنسبة لزبائنها .حيث أ ّن عرض ّ قيمة َ
ألّنا يف هذه احلالة توفّر للزبائن عرضاً بقيمة مرتفعة وأسعارالذين يتبعون إسرتاتيجية تنافسية حبتةّ ،
منخفضة .ميكن تعريف اسرتاتيجية السيطـرة املزدوجة » « La double dominationعلى
ّأّنا التطبيق املتزامن واملنسّق لالسرتاتيجيات املبنية على السيطرة بالتكاليف والتميّز.
77
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
تنافسية مضطربة من خالل تقدمي منتجات متميّزة وفريدة مع أسعار تنافسية ،فمثل هذه املنتجات
الصمود أمـام املنافسة احلالية.
ميكنها ّ
_3من الموارد إلى الكفاءات المحورية
إ ّن النماذج اليت متّ إنشاؤها يف الستينات واألعمال اليت قام هبا » « PORTERواليت
املؤسسة مع بيئتها التنافسية ،ال تعترب تفكرياً خاطئاً ،حيث كان حتليالً منطقياً يف
تقوم على تكيّف ّ
املؤسسات ،والذي كان مستقراً نسبياً؛ غري أ ّن ش ّدة ظل السيـاق االقتصادي الذي كانت تنشط فيه ّ ّ
املنـافسة قد ازدادت حيث أصبحت البيئـة غري مستقرة وغري مؤّكدة أو كما مسّـاها « R.
» D’AVENIاملنافسة املفرطة » .« Hypercompétitionوهذا ما جعل املفكرين يف
السبُل الالزمة خللق القيمة ،مما ّأدى
اإلدارة اإلسرتاتيجية يبحثون عن منطق آخر ،وق ّدموا حتليلهم اجتاه ُّ
املتغريات اخلارجية وبناء ميزة تنافسية قوية،
إىل زيادة أمهية املوارد اليت تؤدي إىل استعادة األداء يف ضوء ّ
ظل النجاحات اليت ح ّققتها بعض وهو ما ّأدى إىل دعم وال ّدفاع عن فكرة املوارد والكفاءات .ففي ّ
املؤسسة
تبني أ ّن أهم عوامل حتقيق األداء العايل تأيت من ّ املؤسسات ضمن أش ّد القطاعات تنافسيةًّ ، ّ
املؤسسة ليسنفسها قبل البيئة ،أو باألحرى من كفاءاهتا اإلسرتاتيجية .وعليه فإ ّن احمل ّدد األقوى لرحبية ّ
املؤسسة على ُحسن استغالل وتفعيل مواردها وبناء كفاءاهتا هيكل الصناعة ،بل األمر يتعلّق بقدرة ّ
احملورية ،وبالتايل اجته الرتكيز على التحليل الداخلي وتوجيه االهتمام إىل املقاربة املبنية على املوارد
والكفاءات.
_0_3مفهوم الموارد والكفاءات:
ترجع األصول الرئيسية لنظرية املوارد والكفاءات يف الكتاب الذي نُ ِشر عام 4858بعنوان « La
» théorie de la croissance de la firmeللباحثة االقتصادية « Edith
املؤسسة كمجموعة من املوارد اإلنتاجية ،كما تشري
» ،PENROSEحيث تقرتح أن يتم اعتبار ّ
املؤسسة ألعماهلا من أجل استغالل مواردها.
كذلك إىل أ ّن الوضع التنافسي يتوقف على كيفية تنفيذ ّ
وانطلق » « Birger WERNERFELTمن هذه الفكرة ،حيث انتقد أعمـال
املؤسسة هي
» « PORTERمق ّدما فكرة مغايرة لتحليله ،مفادها أ ّن املوارد املتواجدة داخل ّ
املؤسسات تعمل يف نفس الصناعة ،أي أ ّن االختالف يكمن يف مصدر للتنافس ،حىت لو كانت هذه ّ
مكمال ملا جاء به
املوارد اليت متتلكها .بينما واصل » « Jay Bryan BARNEYأعماله ّ
77
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
» ،« WERNERFELTوهدفه من خالل الدراسة اليت قام هبا هو أ ْن جيعل فكرة انطالق
» « WERNERFELTاليت بىن دراسته عليها أكثر عملية ،حيث وضع شروط لتميّز املوارد،
املؤسسة ميزة تنافسية جاعالً بذلك نظرية ِ
ب ّ أي تلك الشروط الواجب توفرها يف املوارد لكي تُكْس َ
املوارد موقع تشغيل ،أي بعبارة أخرى" ،كيف ميكن للمورد أن يتسبّب يف استمرارية امليزة التنافسية؟".
املؤسسـة مــيزة تنــافسية مستدميــة ملـا تستخدم مواردها لتنفيذ إسرتاتيجية تسمح خبلق القيمة،
وحتقق ّ
ّ
ألي منــافس ،حـايل أو مستقبلي ،أن يتبعها أو يقلّدها.
واليت ال ميكن ّ
وفيما يلي بعض التعاريف للمصطلحات املستعملة يف املقاربة املبنية على املوارد والكفاءات:41
أي سوق الموارد » :« Les ressourcesوهي أصول خاصة ّ
باملؤسسة و ال يوجد ّ
يتم تبادل تلك املوارد فيها .ميكن أن تكون ملموسة كما ميكن أن تكون غري ملموسة ،ويتم إنشاؤها
املؤسسة مبعاجلتها وحتويلها إىل أصول خاصة ،وهلا ع ّدة تصنيفات سيتم
من املدخالت اليت تقوم ّ
التطرق إليها الحقاً.
ّ
الكفاءات » :« Les compétencesوهي روتينيات تنظيمية واليت تتشكل
بالتنسيق بني ع ّدة أنشطة ،والكفاءات عموماً هي ذلك املفهوم النظامي الناتج عن التفاعل بني
تكنولوجيا معيّنة ،تعلّم فردي ومجاعي وسريورات تنظيمية .وتسمح هذه الكفاءات خبلق موارد جديدة
تسهل أو مت ّكن من تطويرها وتراكمها.
للمؤسسة ،وهي ليست بديالً للموارد وإّمنا ّ
ّ
الكفاءات المحورية » :« Les compétences fondamentalesوهي
املؤسسة على جتديد ،توسيع ،وتكييف كفاءاهتا اإلسرتاتيجية .ومثلما هو احلال مع املوارد ،فإ ّن
ّ
75
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
تطور
الكفاءات بدورها جيب تطويرها ،والقدرة الديناميكية تسمح هبذا التطوير وبالتايل ضمان ّ
املؤسسة على املدى الطويل.
ّ
ومن أجل توضيح العالقة بني املوارد ،الكفاءات والقدرات الديناميكية قــام « L.
» MALTESEبتقسيم املصطلحات إىل ع ّدة مستويات ،وذلك باالحتفاظ بتعريف
» « HAMEL & PAHALADللكفاءات" :الكفاءات هي قدرة املؤسّسة على مضاعفة
مواردها من خالل مزجها" ،ووضع املستويات املفاهيمية الثالث :املوارد ،الكفاءات والقدرات
الديناميكية ،يف معادلة رياضية مرّكبة كالتايل:
للمؤسسة
ّ كمحرك
ّ _1_3الكفاءات المحورية
ّأول من طرح بعض التساؤالت حول املقاربة اهليكلية كان & «Gary HAMEL
املؤسسات اليابانية،
» C. K. PRAHALAD, 1989واللذان اعتمدا أساساً على حـالة ّ
املؤسسات اليابانية
تفسر املسار التنافسي الذي انتهجته تلك ّ حيث يُظهران أ ّن املقاربة اهليكلية ال ّ
اليت انطلقت من وضعيات تنافسية ضعيفة ومت ّكنت من حتويل اللّعبة التنافسية لصاحلها .فاقتــرح
أصرا على ضرورة خلق أسواق جديدة وعدم االكتفاء بصياغة االسرتاتيجيات الباحثان مقاربة بديلة ،و ّ
باألخذ بعني االعتبار املنافسة فقط .42واملبدأ األسـاسي هلذه املقاربة هـو "القصد االسرتاتيجي"
» « L’intention stratégiqueبدالً من التكيّف مع البيئة التنـافسية ،ومتّ اعتباره كعنصر
املؤسسة لتغيري
أسـاسي يف صيــاغة اإلسرتاتيجية .وينطوي مفهوم القصد اإلسرتاتيجي على سعي ّ
وحتويل بيئتها التنافسية عوض التكيّف معها من أجل حتقيق النجــاح ،وذلك من خالل تغيري عوامل
النجــاح الرئيسية لصاحلها انطالقاً من مواردها .13وترتكز هذه الفلسفة على فرضيتني أساسيتني،
مبّن على حمفظة
تطوير ٌ
االستمرار يف رؤية طموحة على املدى الطويل من جهة ،ومن جهة أخرىٌ ،
دخالن معلم جديد متاماً أال وهو احلركة ،فالقصد املؤسسة من الكفاءات احملورية .فالباحثان بذلك ي ِ
ُ ّ
77
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
احلل
يؤدي إىل اعتبار الوضع التنافسي وضعية غري مستدمية وال ميكن الدفاع عنها ،و ّ اإلسرتاتيجي ّ
الوحيد ملثل هذه احلالة هو التغيري يف الوضع التنافسي قبل أن يبادر املنافسون لذلك.
املؤسسة) على تنفيذ هذه اإلسرتاتيجية من أجلمشاركة والتزام اجلميع (أي مجيع أفراد ّ .iii
للمؤسسة.
ّ التوجه املستقبلي
يعرب عن ّ حتقيق قصد إسرتاتيجي ،والذي ّ
املؤسسات من تغيري بيئتها التنافسية كلياً ،اقرتح الباحثان
وسعياً لفهم كيف مت ّكنت بعض ّ
» «HAMEL & PRAHALADمصطلح القصد اإلستراتيجي منذ سنة 4898لتفسري
املؤسسة يف قلب القرار اإلسرتاتيجي حملاولة تغيري اللعبة التنافسية.
ذلك ،ويتمثّل هذا األخري يف وضع ّ
للمؤسسة فرض طُموح » « une ambitionعلى املدى ّ ويتضمن وضع القصد اإلسرتاتيجي
ّ
املؤسسة نفسها يف القطاع بشكل مستدمي .وجيب على الطويل وحتديد املوارد الالزمة حىت تفرض ّ
القصد اإلسرتاتيجي أن ميثل مستقبل واقعي يف طبيعته ،واالختالف احلاصل بني القصد االسرتاتيجي
للمؤسسة ال جيب أن يكون غري قابلة للقياس ،أي أ ّن الضغط الناجم عن الرؤية ّ والوضعية احلالية
اإلسرتاتيجية ال جيب أن يكون مثبطاً أو كاحباً.
والرؤية اإلستراتيجية:
_0_1_3القصد اإلستراتيجي ّ
املؤسسة هي الرؤية
حسب » « HAMEL & PRAHALADنقطة انطالق إسرتاتيجية ّ
تعرب عن ما تطمح اإلسرتاتيجية ،وتكون أصل االضطرابات اليت حتصل يف اللعبة التنافسية ،وهي ّ
املؤسسة أن
املؤسسة للوصول إليه وبلوغه يف املدى الطويل .وميكن تعريفها كذلك على ّأّنا ما تريد ّ ّ
تكون عليه أو ترغب يف القيام به يف املستقبل باملقارنة مع وضعها احلــايل ،فالرؤية تتمثل أساساً يف
املؤسسة املستقبلية حم ّددة حسب املوارد والكفاءات الضرورية .وتتميز الرؤية بعدم قابليتها للقياس
رؤية ّ
77
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
املؤسسة يف حتقيقه والوصـول إليه وبني ما هي عليه يف واحنرافها ،وهو ما سيخلق فرقاً بني ما ترغب ّ
الوقت الراهن .ومن املفرتض أن يقود هذا االحنراف إىل اضطراب يف البيئة مقارنة بقواعد اللّعبة
ستحول ظروف بيئتها انطالقاً من مواردها ،وهو ما خيالف ويعارض ّ املؤسسة
القائمة ،وهذا يعّن أ ّن ّ
املؤسسة .لكن
حمرك تطوير ّ متاماً مبــادئ اإلسرتاتيجية اهليكلية ،لذا ،ومن هذا املنطلق ،فإ ّن الرؤية تعترب ّ
كيف ميكن للرؤية أن تساهم يف حتويل البيئة؟
من خالل اخلـاصيتني األسـاسيتني للرؤية اإلسرتاتيجية ،عدم قـابلية القيـاس واالحنراف ،يفرتض
باملؤسسة أن تكون يف حالة عجز يف املوارد .و ميكن أن يؤدي هذا العجز إىل نتيجتني :أثـر الرافعـة
ّ
املؤسسـة؛ أثـر الضغط» « effet de levierأي البحث عن االستخدام األمثل ألصـول ّ
» « effet de tensionواملقصود به احلاجة إىل استخدام جديد للموارد .لذلك فإ ّن مبدأ
ختصيص املوارد » « allocation des ressourcesمتّ جتاوزه والتخلي عنه للرتكيز أكثر على
املنطق املعتمد على الضغط والرافعة ،أي مضاعفة استخدام املوارد.
78
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
املؤسسة ،ويف
مقاربة الكفاءات هو قدرة املسريين على خلق رؤية إسرتاتيجية وإبالغها لكافة أفراد ّ
اجلدول التايل بعض األمثلة عن الرؤية اإلسرتاتيجية.
املؤسسة على توجيه الكفاءات احملورية اليت حتتاج إليها ،وذلك من
هذا القصد اإلسرتاتيجي يفرض ّ
للمؤسسة ،والضغط الناتج عنها سيساهم يف تأسيس اهلندسة ّ خالل خلق فجوة يف املوارد احلالية
املعمارية (البنية) اإلسرتاتيجية » .« l’architecture stratégique
78
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
كالسيارات ،ال ّدراجات النارية ،جزازات
متنوعة من املنتجات النهائية ّ
تولّد يف ّناية املطاف جمموعة ّ
العشب...إخل.
المنتجات النهائية
6 5 4 0 2 1
املؤسسة كشجرة ،حيث ميثّل اجلذع واألغصـان ا ّلرئيسية املنتجـات احملورية، ميكن متثيل ّ
الصغرية متثّل الوحداتّ ،أمـا األوراق ،األزهـار والثمـار كلّها متثّل املنتجـات النّهـائية ،بينما
األغصـان ّ
متثّل اجلذور الكفـاءات احملورية.
إن اعتمدنا على هذا التّمثيل لتجسيد املقاربة املبنية على املوارد والكفاءات فهذه األخرية هتتم أكثر
باجلذور لكوّنا تسمح خبلق أغصان ومثار جديدة.
هنـاك مقاربة أخرى ميكن ذكرها أيضاً ،حيث متّ االستعانة بنفس الشكل أي شكل
الصعب
شجري ،والذي اقرتحه » « Marc GIGETسنة ،4889وحسب الباحث فإنّه من ّ
السوقية
احلصة ّ
حتديد تأثري املنتجات النّهائية على ميزة تنافسية على املدى الطويل .ففي الواقعّ ،
الضروري النّظر إىل املنافسة
املؤسسة ،لذلك فإنّه من ّ
للمنتجات النّهائية ال تعكس بالضرورة تنافسية ّ
املؤسسة على املعارف ،التكنولوجيا أو املعارف العملية
املؤسسة" .وتستند كفاءات ّ من زاوية "كفاءات ّ
78
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
تصرفهم
» « savoir-faireاملسيطَر عليها من طرف جمموعة من األفراد حيث يكون حتت ّ
املؤسسة.
مع ّدات وجتهيزات تسمح هلم باستغالل تلك الكفاءات مجاعياً داخل ّ
تتكون شجرة الكفاءات من ثالث مستويات:
و ّ
.iاجلذور ،واليت متثّل الكفاءات التكنولوجية واملعارف الكيفية التنظيمية؛
.iiاجلذع ،وميثّل سريورة اإلنتاج أي الطريقة اليت مبوجبها تعبّئ الكفاءات وتقيّم؛
املؤسسة النّهائية.
.iiiالفروع أو األغصان ،وهي متثّل منتجات ّ
المؤسسة:
ّ _3_3الكفاءات التنظيمية ومهنة
املؤسسة" يف أدبيات اإلدارة اإلسرتاتيجية لإلشارة إىل رسالةاستعمل مصطلح "مهنة ّ
املؤسسة ،وميكن اعتبارها جمموعة من الكفاءات اليت تسمح بتلبية مطالب مع ّقدة .ومن هذا املنطلق ّ
التطور ،واملقصود
املؤسسة على تغيري نشاطها وعلى قدرهتا على ّ فإ ّن املهنة تعتمد على مدى إمكانية ّ
املؤسسة شديدةبه أ ّن املهنة هي القدرة على تنسيق العديد من األنشطة .فمحفظة املوارد اليت متتلكها ّ
للمؤسسة أن متتلك أحدث املع ّدات
ّ األمهية ،غري أ ّن الطريقة اليت تستخدمها أكثر أمهية؛ حيث ميكن
والتجهيزات ،مورد بشري مؤرهل ،أو حىت عالمة جتارية مشهورة ،غري ّأّنا ميكن أن جتهل كيفية
استخدامها حبكمة ،فنجاعة وفعالية املوارد املادية واملالية ال تتوقّف فقط على وجودها وإّمنا تتوقّف
أيضاً على كيفية تسيريها ،وعلى التعاون بني األفراد وقدرهتم على التكيّف واإلبداع ،وكذا على عالقة
املؤسسة هي نفسها الكفاءات احملورية مبورديها وزبائنها .لذك هناك من يقول أ ّن مهنة ّ املؤسسة ّ
ّ
املؤسسة).
(الكفاءات احملورية = مهنة ّ
_4دراسة حالة فندق هيلتون الجزائر
ميكن األخذ بعني االعتبار مستويني اثنني لدراسة الكفاءات:
78
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
باملنافسني وحتديد األسواق اجلديدة املمكن اخرتاقها ،مع السعي الدائم إىل حتقي أهداف الفندق،
وتعترب وحدة النشاط االسرتاتيجي جزء فرعي من الفندق وميكن ختصيص املوارد هلا بشكل مستقل.
سنقوم يف هذا املقال بالدراسة على املستوى الثاين ،حيث نرّكز على حتليل الطريقة اليت
مبوجبها يتخذ الفندق قراراته على املستوى التنفيذي انطالقاً من كفاءاته احملورية واملوارد املتاحة أمامه
ملواجهة املنافسة وحتقيق ميزة تنافسية على مستوى وحدة عمل إسرتاتيجية واحدة وهي اإليواء ،حيث
قسمنا الفندق إىل ثالث وحدات إسرتاتيجية وهي :اإليواء ،اإلطعام وقاعات املؤمترات. ّ
يتوسط اجلزائر
درج فندق هيلتون اجلزائر ضمن فنادق مخس جنوم وهو فندق خاص ّ يُ َ
العاصمة ويعترب أحد أهم الفنادق الفخمة باجلزائر نظراً ملوقعه اإلسرتاتيجي ،حيث يقع بني املطار
الدويل هواري بومدين واجلزائر الوسطى وبالقرب من معرض اجلزائر الدويل واملركز التجاري آرديس
» .« ARDIS
كل حسب املوسم ،ففي مواسم يستعمل فندق اهليلتون الئحة من التسعريات املختلفةّ ،
قمتها (أي ج ّد مرتفعة) ،بينما يستعمل
الذروة يستعمل الفندق املستوى الذي تكون يف األسعار يف ّ
املستوى األعلى يف املواسم الدنيا حيث األسعار تكون ج ّد منخفضة.
_0_4تحليل المنافسة:
مبا أ ّن فنادق السالسل العاملية اليت تنشأ يف دول أجنبية ال تنافس الفنادق احمللية أل ّّنا
يفضله السياح العامليون ،لذلك ارتأينا إىل حصر الدراسة على الفنادق بالتفوق الذي ّ
متميّزة عليها ّ
كل من فندق الشرياتون، التابعة إىل لسالسل الفندقة العاملية املتواجدة باجلزائر العاصمة فقط ،أي ّ
فندق السوفيتال وفندق املركري ،وخالل الفرتة املمت ّدة من 2141إىل .2142
78
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
الجدول :10الحصة السوقية للفنادق العالمية
1101 1100 1101
السعر الحصة السعر الحصة السعر الحصة
المتوسط السوقية المتوسط السوقية المتوسط السوقية
45713دج %27,13 47211دج %25,17 47312دج %23,51 فندق
الهيلتون
49911دج %27,15 49713دج %27,41 48323دج %21,41 فندق
الشيراتون
48121دج %48,72 49821دج %23,59 49117دج %21,8 فندق
السوفيتال
41931دج %25 41134دج %23,1 43919دج %25,1 فندق
المركير
المصدر :أع ّدت وفقا ملعطيات الفنادق املذكورة أعاله
أصبح فندق اهليلتون يعرض منتجات وخدمات بأسعار منخفضة مقارنة بفندقي الشرياتون
والسوفيتال ،حيث كانت أسعار غرف فندق اهليلتون قبل سنة 2142مرتفعة نسبياً ،حيث كانت
ترتاوح بني 47111دج و 47511دج ،بينما خالل سنة 2142أصبح الفندق يعتمد إسرتاتيجية
جديدة ،ففي مواسم الذروة حياول الفندق جذب فئة األعمال وخاصة السياح األجانب ،بينما خالل
الفرتات الدنيا (أي خالل مواسم االصطياف) فإ ّن الفندق يسعى إىل جذب السياح احملليني وتشجيع
السياحة احمللية (الداخلية) ،حيث يتم ختفيض أسعار الغرف إىل حوايل ،%51ويف هذه احلالة
يستهدف الفندق فئة معيّنة من الزبائن وهم خاصة العرسان اجلدد.
حي ّقق فندق اهليلتون ميزة التميّز حنو األعلى لكونه يعرض منتجات جبودة عالية وبأسعار
مرتفعة مبقارنتها مع باقي الفنادق ،أما إذا ما قورنت بفنادق من الصنف مخس جنوم ،فإ ّن جودة
خدماهتا مماثلة جلودة الفنادق العاملية ،وبأسعار مرتفعة نسبياً ،غري ّأّنا ليست بنفس األسعار ،حيث
تبقى أسعار الغرف يف فندق اهليلتون األدىن سعراً يف هذه الفئة.
77
أ.حميش كهينة/أ.حم عيد سناء بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة...
_1_4العالمة التجارية كمورد إستراتيجي:
تقيس العالمة التجارية مدى حضور اسم الفندق يف األذهان ،إما بطريقة تلقائية أو
موجهة ،كما ّأّنا تفرتض توفّر القدرة لدى األفراد على ربط اسم فندق "هيلتون" بأحد منتجاهتا أو ّ
جمال نشاطها ،ويستمد الفندق شهرته من خالل العالقات اليت يربطها بزبائنه ،حيث حياول تقدمي
منتجات وخدمات ذات جودة عالية بااللتزام مبختلف العقود املربمة بني الطرفني ،وكذا االلتزام
بالتشريعات اليت تسنّها الدولة ،لذلك ميكن إدراج العالمة التجارية كمورد إسرتاتيجي يساهم بدرجة
كبرية يف حتقيق الفندق مليزة تنافسية ،والعالمات التجارية ذات األسعار املرتفعة تعكس اجلودة العالية
وهو ما يُطلق عليه بالعالقة جودة-سعر ،وينطبق هذا مبضمون أعمق على املنتجات واخلدمات العالية
والكمالية.
_3_4الموقع الجغرافي كمورد إستراتيجي:
يُدرج هذا املورد كأحد املوارد امللموسة للفندق حسب تصنيف
» ،« WERNERFELTحيث يتمتّع موقع فندق اهليلتون اجلغرايف بسهولة التن ّقل منه وإليه،
حيث يقع على الطريق السريع املؤدي إىل اجلزائر الوسطى وما مييّزه أيضاً هو نقص االختناقات
املرورية ،كما أ ّن هناك وسائل النقل البديلة للوصول للموقع ،ميكن ذكر على سبيل املثال القطار
الكهربائي "الرتاموي" املؤدي إىل ضواحي منطقة "عني طاية" ،فضالً عن ذلك ،يبعد الفندق على
مطار هواري بومدين الدويل حبوايل 41كلم فقط ،وهو ما جيعله وجهة للمسافرين من رجال
األعمال ،وقربه عن قصر املعارض جيعله وجهة للمستثمرين املشاركني يف الصالونات واملعارض الدولية،
توسع مستقبلية ،وهو ما األجانب واحملليني على ح ّد سواء .كما أ ّن موقعه مالئم إلجراء عمليات ّ
يتضمن فندق آخر من مؤسسة » « DAHLIحيث بدأت بإجناز مشروع "مدينة" والذي ّ تقوم به ّ
فئة مخس جنوم ،منتجعات وشقق فندقية فاخرة.
_4_4إدارة العالقة بالزبون ككفاءة محورية:
توجه فندق اهليلتون بالعالقة بالزبون ،حيث يعمل على زيادة األرباح وتعظيم رضا الزبون حيث يؤدي
ّ
إىل حتسني عمليات إدارة عالقات الزبائن واملتضمنة استقطاب الزبائن ،االحتفاظ هبم وحتقيق رضاهم،
كل زبون وسلوكه .واملعرفة التسويقية املتولّدة من إدارة عالقات
باإلضافة إىل تكوين فهم أفضل عن ّ
الزبائن مت ّكن من فهم متطلّبات الزبون وفهم حاجاته ،وأخرياً فإ ّن الزبون حيصل على خربات عديدة
77
العدد /10ديسمبر 1107 جملة أوراق اقتصادية
تستخدم بدورها لتحسني
َ عند استخدامه ملنتجات وخدمات الفندق ،وهذه املعرفة متوفّرة وميكن أن
خدمات الفندق .ويتم حتويل هذه املعرفة إىل الفندق لتحقيق مستويات أداء مرتفعة (التغذية
العكسية) .وبناء التوجه حنو الزبون مع املعرفة التسويقية يعمل على مساندة شفافية املعرفة وحتديد
املتطلّبات املتعلّقة بالكفاءات اإلدارية إلدارة معرفة الزبون ،ويتم نشر هذه املعرفة بني أفراد الفندق،
وهو ما يسمح بتحقيق مستوى مرتفع من الفهم اجليّد حلاجات الزبون احلالية واملستقبلية واليت تكون
ضرورية لتحسني عمليات إدارة معرفة الزبون ،وهو ما ينعكس بشكل إجيايب على أداء الفندق على
املدى البعيد.
_5خاتمة:
مر الفكر اإلسرتاتيجي مبرحلتني أساسيتني ،تشري املرحلة األوىل (مرحلة املالءمة) إىل الفرتة ّ
اليت تكون فيها االسرتاتيجية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مببادئ التكيّف والتموقع ،حيث كانت امليزة
املؤسسة املنفرد يف القطاع الذي تنشط فيه سواءً من حيث التكلفة أو من التنافسية مبنية على موقع ّ
املؤسسة واليت تكون منظمةً يف سلسلة حيث التميّز ،ومثل هذا التموقع يكون مبّن على أنشطة ّ
للمؤسسة أن تتكيّف مع بيئتها الكتساب وضع مهيمن وتدافع عنهّ .أما املرحلة ّ للقيمة ،حبيث الب ّد
تعرضت النظرية البورترية جملموعة من الثانية (املرحلة االنتقالية) فهي مرحلة االضطراب ،حيث ّ
االنتقادات ،حيث متّ اقرتاح مصدر جديد للميزة التنافسية وتفسري سبب الفرق يف األداء بني
املؤسسة .فاملقاربة املبنية على
املؤسسات القائمة يف نفس القطاع باالهتمام املرّكز على موارد وكفاءات ّ ّ
للمؤسسة أن تقوم به أفضل من املنافسني من خالل الرتكيز على ّ الكفاءات تشري إىل ما ميكن
للمؤسسة أن تكون هذه األخرية ّ ميكانيزمات وآليات تنسيق ومزج املوارد ،فمن بني املهام الرئيسية
املؤسسة كيان متعلّم تتغذى مكاناً لرتاكم ،استغالل ،تقييم وخلق املوارد والكفاءات اليت جتعل ّ
تشجع النقاشات والتحديات من خالل رؤية باخلربات ،الكفاءات واملعارف ،وذلك بفضل ثقافة ّ
موحدة ومشرتكة.
ّ
75
حم عيد سناء.أ/حميش كهينة.أ ...بناء الكفاءات احملورية من أجل إنشاء ميزة
:قائمة الهوامش والمراجع
77