Professional Documents
Culture Documents
1
هقـــذهــت:
ىذه المطبوعة موجية لكؿ مف طمبة الميسانس والماستر وحتى الدكتوراه ،حسب تخصصاتيـ
المختمفة وبالذات طمبة المالية والمحاسبة وطمبة ادارة األعماؿ ،كما تعد مرجعا مفيدا لمطمبة الذيف ىـ في
صدد تحضير مذكراتيـ بمختمؼ مستوياتيـ.
لقد أصبح نظاـ مراقبة التسيير مف أىـ أدوات التسيير الفعالة في المؤسسات حاليا -واف كاف غير
إجباري بحكـ القانوف -ألنو يسمح لممسيريف بالتعرؼ عمى وضعية المؤسسة بدقة لموقوؼ عمى األخطاء
واالنحرافات الناتجة عف تنفيذ النشاطات ،وبالتالي يساعدىـ عمى اتخاذ الق اررات الالزمة في األوقات
المناسبة ،كما يحتؿ ىذا النظاـ الصدارة بيف نظـ المؤسسات الحديثة ويفرض نفسو عمى كؿ مسير يريد
أف يحقؽ النجاح وىذا لتمكنو مف تحقيؽ عدة أعماؿ في وقت واحد وىي :تحديد األىداؼ واالستراتيجيات
وفي نفس الوقت متابعة تنفيذىا في الميداف إضافة إلى التنسيؽ بيف مختمؼ الق اررات واألداءات ،خاصة
مع المركزية المياـ ،لجعميا كميا تسعى إلى تحقيؽ األىداؼ العامة ،وبالتالي تقوـ مراقبة التسيير ىنا
بدور الوسيط الذي يربط بيف المستوى االستراتيجي والمستوى التنفيذي.
لذا يعمؿ مراقب التسيير عند تصميمو ليذا النظاـ عمى اقتراح مجموعة مف األدوات التي تعتبر أدوات
مساعدة عمى اتخاذ القرار ،مف أىميا لوحات القيادة ،حيث تقوـ لوحات القيادة بتمخيص المعمومات الناتجة
عف المحاسبة التحميمية والموازنات التقديرية والتي تكوف ذات طابع مالي محاسبي بحت ،باإلضافة إلى
المعمومات المتنوعة األخرى ذات الطابع غير المالي لمساعدة المسؤوليف عمى اتخاذ الق اررات المالئمة في
األوقات المناسبة ،فيي تعد ركيزة أساسية لمقيادة االستراتيجية.
سنحاوؿ مف خالؿ ىذه المطبوعة التطرؽ ليذا الموضوع والتوسع فيو باالعتماد عمى مجموعة كبيرة مف
المراجع الميمة والمتخصصة والتي يمكف لمطمبة الرجوع إلييا لممزيد مف الفيـ والتعمؽ في المفاىيـ
المدروسة.
2
الفصل األول
مفـاهيم أساسية حول التسيير
والمراقبة
3
مقدمة الفصل األول:
التسيير ىو بمثابة المرآة التي يمكف بواسطتيا إعطاء صورة حقيقية عف نشاطات المؤسسة ،وذلؾ
نتيجة تطبيؽ مبادئو بصرامة والتي تعتبر أساسية لنجاح العممية التسييرية.
إف اليدؼ مف أي عممية تسييرية ىو الوصوؿ إلى أقصى األىداؼ المسطرة مف طرؼ المؤسسة وبأقؿ
تكمفة ممكنة وذلؾ عمى أساس اإلمكانيات المتوفرة لدييا ،وكذلؾ اتخاذ الق اررات المناسبة لمعالجة المشاكؿ
اليومية والمشاكؿ المتصمة بالتخطيط طويؿ األجؿ.
لقد أدرجت النظريات االقتصادية جميعا وظيفة المراقبة ضمف الوظائؼ التسييرية ،فالمراقبة ىي مرحمة
غير قابمة لالنفصاؿ عف التسيير ،تقوـ ىذه الوظيفة بفحص نتائج األداء الفعمي ومقارنتيا باألىداؼ
المسطرة لمتأكد مف مدى تحقؽ التوافؽ بيف مستويات األداء الفعمية والمعيارية مف أجؿ تصحيح األخطاء
واالنحرافات ،و بالتالي تمثؿ وظيفة المراقبة ضمانا لجودة الق اررات في المؤسسة.
وسنحاوؿ في ىذا الفصؿ معالجة النقاط السابقة مف خالؿ التطرؽ إلى مفيوـ التسيير بمفيومو الحديث ثـ
التعرض لوظيفة المراقبة باعتبارىا أحد أىـ الوظائؼ التسييرية ،والتعرض كذلؾ لمختمؼ خطواتيا
ومستوياتيا.
4
-1التسيير بمفيومو الحديث
إف اليدؼ مف أي عممية تسييرية ىو الوصوؿ إلى أقصى األىداؼ المسطرة مف طرؼ المؤسسة
وبأقؿ تكمفة ممكنة وذلؾ عمى أساس اإلمكانيات المتوفرة لدييا ،وكذلؾ اتخاذ الق اررات المناسبة لمعالجة
المشاكؿ اليومية والمشاكؿ المتصمة بالتخطيط الطويؿ األجؿ ،وعميو فإف العممية التسييرية ىي عممية
أساسية لنجاح أي مؤسسة سواء كانت تابعة لمقطاع العاـ أو الخاص.
-1.1تعريف التسيير
وعمى الرغـ مف أىمية التسيير في كافة األعماؿ واألنشطة اإلنسانية ،إال أنو ال يوجد اتفاؽ واضح وأكيد
بيف الخبراء والباحثيف في مجاؿ التسيير عمى تعريؼ موحد أو شامؿ ،فمصطمح التسيير ال يزاؿ غير
محدد بدقة وىو يحمؿ معاني ومفاىيـ مختمفة ،والدليؿ عمى ىذا التعاريؼ المختمفة الموجودة بيذا
الخصوص والتي يمكف عرض بعضيا فيما يمي:
-فبالنسبة لػ Taylorالتسيير ىو "أف تعرؼ بالضبط ماذا تريد ،ثـ تتأكد مف أف األفراد يؤدونو ويسيروف
عمى تأديتو بأفضؿ وأقؿ تكمفة".1
-أما Cuendetفقد عرفو عمى أنو "عممية تيدؼ إلى تحقيؽ األىداؼ المسطرة مف طرؼ أي نظاـ
عمؿ اجتماعي وكؿ جزء مف أجزائو باستخداـ موارده المتاحة".2
-وعرؼ Stonerو Freemanالتسيير عمى أنو مسار التخطيط ،التنظيـ ،القيادة ،ومراقبة الجيود
المبذولة مف طرؼ أعضاء المؤسسة ،واستعماؿ كؿ الموارد المتاحة لتحقيؽ أىداؼ المؤسسة .وقد مثال
ىذا المسار عمى النحو التالي:
1
- Taylor Fredirek Winslow, Shop management, Harper & Brothers,New york 1913, P21.
2
- Cuendet Gaston, Dynamique de la gestion, Presse polytechniques romandes, Suisse, 1982, Volume II, P12.
5
الشكل رقم : 1.1الطبيعة التفاعلية ألنشطة التسيير
البيئة الخارجية
الوصذسStoner James A.F, Freeman R. Edward , Management, Fifth Edition, Prentice- Hall :
international, INC, United stated of America, 1992, P08
إف المسار ىو الطريقة المنيجية لعمؿ األشياء ،والتسيير ىو مسار ألف كؿ المسيريف يقوموف ببعض
النشاطات المتكاممة مف أجؿ تحقيؽ أىدافيـ المرغوبة ( أنظر الشكؿ رقـ ،)3.1ومف السيؿ فيـ مسار
معقد مثؿ التسيير إذا ما جزء إلى سمسمة مف األنشطة ،والوصؼ بيذا األسموب (التجزئة) ىو ما كاف
يعرؼ باسـ "النماذج" ،حيث استعمؿ مف قبؿ الطالب والعامميف في مجاؿ التسيير عمى مدى عدة عقود،
والنموذج ىو تبسيط لمواقع ،يستعمؿ لتوضيح العالقات المعقدة وتسييؿ فيميا ضمف حدود معينة ،وبالفعؿ
6
فقد استعممو Stonerو Freemanعندما قاال أف األنشطة الرئيسية لمتسيير ىي :التخطيط ،التنظيـ،
القيادة ،والمراقبة.
لكف في الممارسة العممية ،ال يتضمف التسيير أربعة أنشطة منفصمة أو ذات الصمة الضعيفة ببعضيا
ولكف يتضمف مجموعة مف الوظائؼ المتفاعمة ،ىذا التفاعؿ ممخص في الشكؿ السابؽ ،حيث تشير
األسيـ السوداء إلى الترتيب المثالي ،وفي الحقيقة تكوف التوليفات المختمفة ليذه النشاطات عادة متزامنة
مع بعضيا البعض وىي ممثمة بأسيـ حمراء ،وعالوة عمى ذلؾ يكوف المسيروف مقيديف باعتبارات داخمية
-موقعيـ في الييكؿ التنظيمي ،محدودية الموارد ،ضرورة تنسيؽ أعماليـ مع اآلخريف ،وعمييـ كذلؾ
التكيؼ مع المحيط الذي تعمؿ فيو المؤسسة .-
-وحسب Alazardو Sépariفإف التسيير اليوـ ىو عمـ االختيارات والتطبيؽ وىو يتضمف قيادة
المنظمة باستعماؿ عدة تقنيات وخطوات لممساعدة عمى اتخاذ القرار ،كما أنو مزيج لعدة عموـ :كالعموـ
الدقيقة والعموـ اإلنسانية ،وممتقى لعدة تخصصات :كاالقتصاد ،التاريخ ،الجغرافيا ،العموـ السياسة،
القانوف ،عمـ االجتماع الرياضيات ...واعتب ار أف المعنى الحالي لمتسيير ىو ترجمة لممصطمح
1
األنجموساكسوني managementالذي يتضمف بعديف ىما:
التسيير االستراتيجي :الذي يتابع نشاط المؤسسة عمى المدى البعيد ،والذي أصبح محط اىتماـ
العديد مف الباحثيف منذ بداية سنوات ،2000وبالذات حوؿ الطريقة التي تجعؿ المسيريف
2
يدخموف االستراتيجية ضمف نشاطاتيـ اليومية.
1
- Alazard Claude, Sépari Sabine, Contrôle de gestion, 3e Edition, Dunod, Paris, 2013, P15.
2
- Rouleu Linda, Poesi Florence Allard , Warnier Vanessa, «Le management stratégique en pratiques», Revue
Française de Gestion, Vol 5, n° 174, 2007, P15.
7
الشكل رقم 2.1التسيير الحالي للمؤسسة
التســـيــيـــر
التسيير العملي التسيير االستراتيجي أو تسيير السوق
-الهياكل + -التحليل االستراتيجي
-أنظمة اتخاذ القرار -التوجيه
-أنظمة المعلومات -التنفيذ
-أنظمة التحفيز -المراقبة
يوضح ىذا الشكؿ الذي قدمو كؿ مف Alazardو ، Sépariأف حقؿ تطبيؽ التسيير ىو حقؿ واسع ،وأنو
يزداد اتساعا داخؿ المؤسسة وخارجيا.
انطالقا مف كؿ ما سبؽ نستنتج أنو ال يوجد تعريؼ واحد بسيط لمتسيير مقبوؿ عالميا ،كما أف
التعاريؼ تتغير بتغير محيط المؤسسات لكف كخالصة يمكف أف نقوؿ" :أن التسيير ىو ذلك المسار الذي
يسمح لممسيرين بتحقيق أىداف المؤسسة من خبلل استخدام مواردىا المتاحة ،وىو يضم مجموعة من
الوظائف المتكاممة والمتفاعمة فيما بينيا ،وينقسم إلى قسمين ،تسيير استراتيجي وتسيير عممي".
-2.1الوظائف التسييرية
كاف Fayolأوؿ مف تعرض إلى الوظائؼ التسييرية وقاؿ أنيا تشمؿ :التخطيط ،التنظيـ ،التوجيو،
1
التنسيؽ والمراقبة ،وسنحاوؿ فيما يمي تقديـ شرح بسيط ليذه الوظائؼ:
أ -التخطيط :التخطيط يعني أف يفكر المسيروف مف خالؿ أىدافيـ وأنشطتيـ بصورة مسبقة وذلؾ إذا
اعتمدوا عمى المنيجية والخطة والمنطؽ بدؿ االعتماد عمى الحدس ،فالتخطيط ىو سمسمة مف العمميات
1
;- Stoner James A.F, Freeman R. Edward, Op cit, P8
;Bouquin Henri, Les fondements du contrôle de gestion, 4e Edition, Puf, Paris, 2011, P17
De Vauplane Hubert, «Le nouveau défi des sociétés de gestion: les fonctions de contrôle», Rvue Banque, n°
749, 2012, P 76.
8
والمراحؿ تبدأ بتشخيص وضع المؤسسة موضوع الدراسة لمتعرؼ عمى نقاط قوتيا وضعفيا وتحميؿ بيئتيا
لمتعرؼ عمى المخاطر والفرص الموجودة فييا وتنتيي باختيار خطة محددة ،فالخطط تسمح لممؤسسة
بتحديد أىدافيا ووضع أفضؿ اإلجراءات لتحقيقيا .إف أوؿ خطوة في التخطيط ىي اختبار األىداؼ
الخاصة بالمؤسسة ككؿ ،ثـ تحديد انطالقا منيا أىداؼ الوحدات الفرعية وأقساميا وىكذا ،وبعد تحديد
األىداؼ يتـ وضع برامج لتحقيقيا ،وبالطبع فإف المسير يأخذ بعيف االعتبار عند اختيار األىداؼ والبرامج
قابمية تنفيذىا وتقبميا مف طرؼ مسؤولي وموظفي المؤسسة.
ب -التنظيم :وىو المسار الذي يسمح بترتيب وتقسيـ العمؿ والسمطة والموارد بيف أعضاء المؤسسة حتى
يتمكنوا مف تحقيؽ أىداؼ المؤسسة بكفاءة ،وبطبيعة الحاؿ تتطمب األىداؼ المختمفة ىياكؿ مختمفة
فالمؤسسات التي تقوـ بتطوير برمجيات مثال تحتاج إلى ىياكؿ تختمؼ عف تمؾ التي تحتاجيا مؤسسة
تنتج المالبس ،وكؿ منيا يحتاج إلى نمط مختمؼ مف الموظفيف ،ليـ قدرات وميارات تنسجـ مع طبيعة
المؤسسة ويجب أف يعتمد الموظؼ داخؿ المؤسسة عمى اآلخر وال يمكف أف ينظر إلييـ كعماؿ في نفس
الدرجة وبالتالي يجب عمى المسيريف وضع ىيكؿ تنظيمي ليذه األىداؼ والموارد وىو ما يدعى "بتصور
التنظيم".
ج -التوجيو (القيادة) :وىو سموؾ ينطوي عمى اإلشراؼ عمى األفراد وتحفيزىـ ألداء األعماؿ المطموبة
منيـ ولـ تعد وظيفة التوجيو إصدار األوامر والتعميمات لتنفيذ األعماؿ ،وانما مساعدة األفراد وحثيـ عمى
بذؿ أقصى طاقاتيـ في األداء ،وتقديـ النصائح واإلرشادات ليـ ففي حيف أف التخطيط والتنظيـ ىي
وظائؼ مجردة في مسار التسيير فإف التوجيو ىو وظيفة ممموسة لمغاية :تتضمف قيادة األفراد وذلؾ بإيجاد
المناخ المناسب الذي يجعميـ يقدموف أفضؿ ما لدييـ.
د -التنسيق :مف الواضح أنو إذا أريد ألي أىداؼ أف تتحقؽ وأف تتحقؽ بأعمى درجة مف الكفاية ،أي
بأقؿ تكمفة وبأقؿ جيد وفي أقصر وقت ممكف ،فإنو البد مف تكثيؼ الجيود وتظافرىا ،والبد مف تعاوف
األفراد واستعدادىـ لمعمؿ في اتجاه واحد نحو تحقيؽ األىداؼ الموضوعة ،وعميو فإف التنسيؽ ىو تنظيـ
لمجيود الجماعية بيدؼ توحيدىا وتوجيييا نحو تحقيؽ ىدؼ مشترؾ ،فالغرض مف التنسيؽ ىو ضماف
تفاعؿ الوظائؼ والقوى التي تتكوف منيا المؤسسة وأجزائيا المختمفة بالشكؿ الذي يحقؽ أىدافيا بأقؿ
9
تضارب أو ازدواج في الجيود وبأعمى درجة مف الكفاءة والفعالية ،فالتنسيؽ ىدؼ بالنسبة لموظائؼ
التسييرية ومساعد لممسير لمقياـ بيذه الوظائؼ.
ه -المراقبة :ال يمكف لممراقبة أف توجد دوف الوجود المسبؽ لموظائؼ السابقة فيي تعتمد عمى األعماؿ
السابقة مف أجؿ الحاضر والمستقبؿ ،وىي عممية مؤثرة ومتأثرة ،فاعمة ومنفعمة ،فيي فاعمة عندما تتخذ
إجراءات تصحيحية قبؿ وقوع اآلثار السمبية لمق اررات أي أف مف مياميا الكشؼ عف األخطاء التي مف
المحتمؿ وقوعيا والتنبيو عنيا قبؿ حدوثيا حتى يتـ اتخاذ االج ارءات الالزمة التي تمنع وقوعيا ،وىي
منفعمة عندما تعمـ النتائج وتكوف نيائية ،وال يمكف أف يجري التصحيح حينذاؾ إال عمى العمميات الجديدة
فالمراقبة إذف ىي التأكد مف أف جميع الجيود المبذولة (تخطيط ،تنظيـ )...،تعمؿ لتحقيؽ األىداؼ
المسطرة.
بمجرد أف يبدأ أي نظاـ في العمؿ سواء كاف ىذا النظاـ مؤسسة عمومية أو خاصة ،سرعاف ما
يظير العديد مف الظواىر التي تدفع ىذا النظاـ ليخرج عف المسار الموضوع لتحقيؽ أىدافو.
إف عممية المراقبة الناجحة ىي تمؾ التي ترمي إلى إجراء التصحيح الخاص بالنظاـ قبؿ أف تصبح
االنحرافات فيو خطيرة ،ومف ذلؾ نرى أف أي مؤسسة بعد أف يصبح ليا كيانيا الحي النابض بالحركة
والحياة ،وبعد أف تبدأ فعال بمزاولة نشاطاتيا المختمفة تنشأ الحاجة الماسة لممارسة وظيفة المراقبة ،كما
تعتبر المراقبة إحدى الدعائـ األساسية التي ترتكز عمييا اإلدارة لتحقيؽ أىدافيا ،ومف ىنا تظير أىمية
المراقبة والدور الذي تضطمع بو.
-1.3.1الحاجة لممراقبة
المراقبة ضرورية في أي عمؿ تعاوني لتنسيؽ المساىمات المقدمة مف طرؼ األفراد ،وبالفعؿ تتميز كؿ
مؤسسة بتقسيـ العمؿ ،وىكذا تجد نفسيا في مواجية مسألة ضماف التعاوف بيف األفراد الذيف لدييـ مياـ
1
مختمفة ،وكذلؾ مصالح مختمؼ جزئيا.
1
»- Ouchi William G, « A conceptual framework for the desing of organizational control mechanisms
Management Sciences, Vol 25, n°9, 1979, P833.
10
وحسب ) (Merchant, 1982إذا كاف كؿ األفراد يعمموف لمصمحة المنظمة ،عندىا ال داعي لممراقبة وال
حتى لمتسيير ،ونظ ار لالختالؼ بيف أىداؼ المؤسسة وأىداؼ األفراد بسبب عدـ قدرة ىؤالء أو رغبتيـ في
تحقيؽ مصمحة المؤسسة ،فإنو ينبغي تنصيب أو إقامة مجموعة مف الرقابات.1
وبالنسبة لػ ) (Fisher, 1995فاف المراقبة تستخدـ لتييئة الظروؼ التي تحفز المؤسسة عمى تحقيؽ
2
النتائج المرجوة أو المحددة مسبقا.
3
وقاـ ( (Flamholtz,1996بتقسيـ وظائؼ أنظمة المراقبة الى أربعة وظائؼ أساسية وىي:
فإذا كانت المتابعة المباشرة لألعماؿ واإلشراؼ المباشر وااللتزاـ الشخصي في األساس ىي المستعممة
لتنسيؽ ومراقبة أعماؿ األفراد في المؤسسات الصغيرة وذات الييكمة البسيطة ،فإف نمو المؤسسة أدى
بسرعة إلى تعقد الوضعية وزيادة المخاطر ،وىو ما أدى إلى ضرورة تفويض اتخاذ القرارات وايجاد نظـ
قانونية لممراقبة.
وعميو ينبغي إيجاد توازف بيف تفويض الق اررات ألعضاء المؤسسة المؤىميف أكثر لمتحكـ في وضعية ما
وبيف الحفاظ عمى تماسؾ المؤسسة والحفاظ عمى مراقبة األفكار والق اررات والنشاطات.
فالمراقبة إذف تندرج ضمف برنامج تنظيـ االستقاللية :الذي يتضمف تنظيـ أنظمة الصالحيات والصالحيات
4
المعاكسة التي تحد مف االنحرافات دوف منع التقدـ.
1
- Merchant Kenneth A, «The control function of management», Sloan Management Review, Vol 23, n°4,
1982, P43.
2
- Fisher Joseph, «Contingency- based research on management control systems: categorization by level of
complexity», Journal of Accounting Literature, Vol 14, 1995, P25.
3
-Flamholtz Eric, « Effective organizational control: framewwork, applications, and implications »,
European management journal, Vol 14, n° 6, 1996, P597.
4
- Bouquin Henri, Les fondements du contrôle de gestion, 3e Edition , Puf, Paris, 2005, P05.
11
- 2.3.1تعريف المراقبة
تعرض الكثير مف الكتاب والمفكريف اإلدارييف لتعريؼ المراقبة وسنحاوؿ فيما يمي عرض بعض التعاريؼ
التي قدمت في ىذا الصدد:
-عرفت المراقبة عمى أنيا المرحمة األىـ في العممية التسييرية ،إذ ال حصر وال تحديد ألية انحرافات أو
تجاوزات دوف ىذه المرحمة التي تمثؿ الجانب الوقائي فييا ،وعمى األخص في التخطيط المرف الذي
1
يخضع لمتعديؿ عمى ضوء ما تفرزه عممية التنفيذ مف نتائج وما توصمت لو عممية المراقبة.
-يقصد بأنظمة المراقبة تمؾ التي تعمؿ عمى تزويد اإلدارة بالمعمومات الالزمة لمقياـ بعمميات التخطيط
والرقابة واتخاذ الق اررات ،لذلؾ فإنو البد مف تطويع أنظمة الرقابة بشكؿ يزيد مف احتماؿ تحقيؽ األىداؼ
2
المرسومة مف قبؿ اإلدارة العميا.
-كما عرفت المراقبة عمى أنيا :واحدة مف الوظائؼ اإلدارية الميمة ،والعمؿ اإلداري ال ينتيي عند وضع
الخطط ،بؿ يستمر ليشمؿ مرحمة التنفيذ والتحقؽ مف مستوى األداء ،وما تـ تحقيقو مف انجازات مخطط
ليا ،وعميو فإف زيادة فاعمية الرقابة اإلدارية لو أىمية حيوية بالنسبة لجميع المنظمات فيي تعد مفتاح
3
أساسي في بمورة نجاحاتيا وتقدميا.
وباعتبار أف المؤسسة ترمي إلى تحقيؽ تطور في األداء فاف ىذا يعني أنيا ترغب في اتمام ميمتيا لذلؾ
4
فاف المراقبة ىي تمؾ التي تيدؼ إلى تمكيف المؤسسة مف إكماؿ ميمتيا بفعالية وكفاءة.
إف غموض مفيوـ المراقبة يتجمى في التعاريؼ المختمفة التي أعطيت ليا ،وعمى الرغـ مف اتفاؽ ىؤالء
عمى أىمية المراقبة ،إال أنيـ لـ يتفقوا حوؿ تعريؼ موحد ليا أو تحديد دقيؽ لطبيعتيا ،وذلؾ راجع
-1عدناف بدري االبراىيـ »،تحميل واقع الرقابة اإلدارية من وجية نظر العاممين االداريين في الجامعات األردنية :دراسة ميدانية « ،أبحاث
اليرموؾ :سمسمة العموـ اإلنسانية واالجتماعية ،المجمد ،16العدد ،2000 ،1ص.64
-2مسعود بدري» ،التكامل بين استراتيجيات الجودة وأنظمة الرقابة االدارية:دراسة ميدانية لممنشآت الصناعية لدولة االمارات« ،أبحاث اليرموؾ
المجمد ،28العدد ،2001 ،2ص.323
-3سامر عبد المجيد البشاشة» ،العبلقة بين بعض خصائص المعمومات وفاعمية الرقابة اإلدارية« ،أبحاث اليرموؾ ،المجمد ،17العدد ،7
2002ص.119
4
» - Amans Pascale, Rascol-Boutard Sylvie, « La performance entre construit sociale et indicateur simplifié
Finance contrôle stratégie, Vol 11, n° 3, 2008, P46.
12
لغموض ىذا المفيوـ حيث يعتبر مف أحد أعقد المصطمحات ،1فالمراقبة ىي مفيوـ غامض ألف ليا عدة
معاني :مف جية "التحقق ،"Vérifierبمعنى التأكد مف أف النشاطات تؤدي إلى النتائج المنتظرة ،ومف
جية أخرى "التحكم "Maitriserبمعنى توجيو السموكات.
في المعنى األوؿ تبدو المراقبة كنظاـ لتحديد المعايير والتحقؽ مف النتائج بالمقارنة مع األىداؼ المحددة
مسبقا وفؽ حمقات التغذية المرتدة ،وفي المعنى الثاني مصطمح المراقبة يعني توجيو المرؤوسيف في
أنشطتيـ فالمراقبة اعتبرت في آف واحد تحقؽ وتحكـ ،أي أنيا تأثير مباشر عمى السموكات أو مجموعة
مف التأثيرات.
-3.3.1مسار المراقبة
تبدو المراقبة في معنيييا كمسار ذي نشاط حمقي متكرر ،يرتكز عمى نشاط سابؽ لكنو موجو نحو
المستقبؿ فاألمر يتعمؽ في آف واحد بمسار نشط ومتفاعؿ .2نشط بمعنى أف التوقع يسمح باتخاذ إجراءات
تصحيحية قبؿ أف تظير العواقب الممكنة ،ومتفاعؿ ألنو يسمح بإدخاؿ التعديالت الالزمة عمى النشاطات
المستقبمية بعد معرفة النتائج ،وتطبؽ المراقبة مف خالؿ مسار عقالني نموذجي مكوف مف ثالث مراحؿ
3
حسب ما ىو موضح في الشكؿ الموالي وىي:
-المسار الفرعي الخاص بتحديد الغايات :أو التخطيط العمودي الذي يتطابؽ مع تعريؼ المراقبة قبؿ
البدء في تنفيذ النشاطات.
-المسار الفرعي الخاص بالقيادة :الذي يحتؿ مكانا أثناء تنفيذ النشاط ويشمؿ مرحمة متابعة تنفيذ
النشاطات ومرحمة إدخاؿ التصحيحات المحتممة.
1
- Papamichail K.Nadia, Robertson Ian, « Integrating decision making and regulation in the management
control process », Omega, Vol 33, n° 4, 2005, P320.
2
-Thiéthart Raymond-Alain, Le Management, Puf, Paris, 2003, P99.
3
; - Flamholtz Eric, Op cit, P599
Bouquin Henri, Kuszla Catherine , Le contrôle de gestion, 10e Edition, Puf, Paris, 2014, P120.
13
-بعد التنفيذ يأتي المسار الفرعي لمتقييم البعدي :الذي يترجـ بالقياس النيائي لألداء بعد مقارنة النتائج
مصدر لمتعمـ بالنسبة
ا الفعمية مع األىداؼ المحددة ،وتمثؿ اإلخفاقات المستخمصة مف التجربة األولى
لممؤسسة.
ب -المقارنة
المتغيرات القابمة
العمميات
النتائج المحققة لممراقبة
المصدرMagani Philipe, Les système de management, Edition d’organisation, Paris, 1993, :
P32.
14
الشكل رقم :4.1تداخل المستويات الثبلثة لممراقبة
هشاقبت استشاتيجيت
هشاقبت التسييش
هشاقبت تنفيزيت
وعرفيا كما يمي :التخطيط االستراتيجي ىو المسار الذي يرتكز عمى تحديد أىداؼ المنظمة
واالستراتيجيات الالزـ اتخاذىا لموصوؿ إلى ىذه األىداؼ [ ]...مراقبة التسيير ىي المسار الذي يقوـ
المسيروف مف خاللو بالتأثير عمى أعضاء التنظيـ ،وذلؾ بيدؼ تنفيذ االستراتيجيات بكفاءة وفعالية []...
1
المراقبة العممية وىي المسار الذي يعمؿ عمى ضماف أف المياـ المحددة تنفذ بكفاءة وفعالية.
-ىناؾ تنظيـ سممي بيف مستويات المراقبة :حيث ال توجد مراقبة تسيير دوف مراقبة تنفيذية وال مراقبة
استراتيجية دوف مراقبة التسيير.
-كؿ مراقبة تحدد غاياتيا وتقود وتقيـ ،لكنيا في نفس الوقت تحدد غاياتيا وتقاد وتقيـ بواسطة المراقبة
األعمى منيا كما ىو موضح في الشكؿ الموالي.
1
- Anthony Robert N, Dearden John, Bedford Norton M, Management control systems, Fifth Edition, IRWIN
USA, 1984, P10.
15
-تشكؿ المستويات الثالث لممراقبة تنظيما متداخال ألف انتقاؿ المعمومات تستبعد وجود الحواجز بيف ىذه
المستويات.
طور Bouquinابتداءا مف 1991نموذجا تركيبيا لممراقبة الداخمية في المؤسسة يأخذ بعيف االعتبار
تصنيؼ Anthonyوالمسار العاـ لممراقبة 1ومثمو بعدىا كما يمي:
تحديد الغايات
القيادة
التقييم البعدي
وفي إطار تقسيـ مؤقت لمتسيير يمكف ربط كؿ مستوى مف المستويات الثالثة لممراقبة مع مستوى مف
2
التسيير كما يمي:
التسيير االستراتيجي :يوجو النشاطات عمى المدى البعيد لممؤسسة وفي ىذا المستوى يجب أف
تتوفر مراقبة استراتيجية تساعد عمى اتخاذ الق اررات االستراتيجية وذلؾ باستعماؿ تشخيص داخمي
وخارجي.
التسيير اليومي أو المتواصل :يتابع النشاطات عمى المدى القصير )سنة( وعمى المدى القصير
جدا (أقؿ مف سنة( فيذه إذف مراقبة تنفيذية أو عممية والتي ينبغي أف تسمح بتنظيـ اإلجراءات
1
- Bouquin Henri, « Le contrôle de gestion : le temps réel implique un retour aux sources », Revue Fracaise
de Gestion, n° 86, 1991, PP 17-26
2
- Alazard Claude, Séparé Sabine, (2013), Op cit, P08.
16
المتكررة (اإلنتاجية أو اإلدارية) بالتأكد مف أف القواعد المعموؿ بيا مطبقة وبالتالي فيي تسمح
باتخاذ الق اررات التنفيذية أو العممية.
وفي إطار ىذا التحميؿ الزمني ،تتوضع مراقبة التسيير كمرحمة وسطية بيف المراقبة االستراتيجية ومراقبة
التنفيذ ،حيث تسمح عمى المدى المتوسط بمراقبة تحويؿ األىداؼ طويمة األجؿ إلى نشاطات يومية ،وعميو
تسمح مراقبة التسيير باتخاذ الق اررات التكتيكية ،وبإدماج المراحؿ الثالث لممراقبة نحصؿ عمى الجدوؿ
التالي عمما أف الحدود بيف كؿ خانتيف ليست فاصمة.
تحديد الغايات
القيادة
مراقبة التنفيذ مراقبة التسيير مراقبة استراتيجية
التقييم
أدى تحديد مسار المراقبة في ثالث مراحؿ إلى ظيور فكرة احتماؿ التماثؿ أو التشابو بيف مسار المراقبة
والسبرانية 1فاليدؼ مف مقاربة السبرانية ىو إنشاء وحدات تخضع لممراقبة الذاتية بفضؿ دورات استرجاعية
لممعمومات (حمقة التغذية المرتدة ،(Feed backوبالتالي تحدد كؿ وحدة التعديالت الواجب إدراجيا ويتـ
التصحيح بطريقة آلية 2وذلؾ حسب المخطط التالي :قياس النتيجة -المقارنة مع اليدف – إجراء
17
تصحيحي .1وبالتالي يتـ الربط بسرعة بيف النموذج السبراني ومسار المراقبة المتكوف مف ثالث مراحؿ،
وىذا التشابو المبالغ فيو يبدي مخاطر أكيدة.
إف شروط النموذج السبراني ليست دائما محترمة فيما يتعمؽ بتحديد األىداؼ ،وصعوبة وضع نموذج
تنبؤي لتقييـ األداءات وتنفيذ الحموؿ ،والمراقبة مف جية أخرى ىي أكثر تعقيدا باعتبار أف مراحميا الثالث
مرجحة لمتطور :فمسار تحديد األىداؼ ىو نقطة البداية وىو يتـ في محيط غير مستقر أو غير مؤكد،
وىو ما يجعؿ وجود ىذه المرحمة في بعض األحياف غير مبرر ،ويرتكز مسار القيادة عمى معالجة
المعمومة الناتجة عف نشاط العامميف ،وأخي ار المرحمة النيائية التي تعتمد عمى أداء يصعب أحيانا قياسو
وعمى تجنيد لمعامميف يصعب أحيانا الحصوؿ عميو .إف التقييـ البعدي يترجـ أكثر بواسطة التعمـ الذي
يميؿ أنصار السبرانية إلى إىمالو ،وفي الواقع يصبح مف الضروري إجراء المراقبة بمجرد عدـ توفر أحد
شروط النموذج السبراني لممراقبة.
كما أف نقص المعمومة والتعقد وعدـ التأكد الذي تسود المحيط يبرر المراقبة والدور الذي يمعبو المسير
بيذا الخصوص مع األخذ بعيف االعتبار في نفس الوقت أف المراقبة ليست كاممة دائما كما تبينيا نماذج
المراقبة غير السبرانية.2
وخالفا لمنموذج السبراني والعقالني لممراقبة ،فإف العديد مف األعماؿ تمح عمى البعد االجتماعي والسموكي
لممراقبة ،وىكذا طور )Hofsted,1981) 3أفكاره فيما يخص المراقبة ،باالىتماـ بمصادر الشؾ وعدـ
التأكد المؤسساتية )غموض األىداؼ ،قدرة قياس النتائج ،التحكـ في العالقة بيف الوسائؿ ،األىداؼ
والمظير الروتيني والتكراري لمعمميات( ،ومدى تأثيرىا عمى مسارات المراقبة .إف نمذجة "األشكاؿ المتدرجة
لممراقبة" تخالؼ النماذج السبرانية ( المراقبات الروتينية ،بخبير ،بالمحاولة والخطأ) وتخالؼ كذلؾ النماذج
غير السبرانية ( المراقبات :بأحكاـ مسبقة ،حدسية ،وسياسية) ،و) (Ouchi 1979,1981مثؿ (Hofsted
) 1981يعارض النموذج العقالني والسبراني لممراقبة -بإثبات أف بعض شروط النموذج العقالني ليست
دائما مطبقة– عمى الخصوص بسبب مشاكؿ قياس األداء ومعرفة مسار اإلنتاج.
1
- Fisher Joseph , Op cit, P26.
2
- Leclercq Aurèlie, Le contrôle organisationnel et les systèmes d'information mobile: une approche
foucalienne, thèse doctorat en science de gestion, Université paris dauphine, 2008, P16.
3
- Hofsted Greet, « Management control of public and not for profit-activities», Accounting, Organization
and Society, Vol 6, n° 3, 1981, P194.
18
إف مسارات المراقبة تنبثؽ إما عف نماذج سيبرانية وىميوستاتيكية ) (Homéostatiquesأو عف النماذج
غير السبرانية التي تترؾ مجاال واسعا لمغموض ،الحدس واألحكاـ المسبقة والدعوة إلى االعتراؼ بالبعد
غير الرسمي.
قاـ Simonsخميفة Anthonyفي جامعة Harvardبالتخمي عف التصنيؼ الذي قاـ بو ىذا األخير
وأدخؿ في تحميمو األبعاد السموكية المرتبطة بالمراقبة.
عرؼ ( (Simons, 1987المراقبة بجممة روتينيات واجراءات رسمية تستعمؿ المعمومة لمحفاظ أو لتغيير
مظاىر النشاط المؤسساتي .1وبدال مف وضع نموذج لممراقبة المؤسساتية ،فضؿ Simonsوضع أنظمة
لممراقبة والتي وصفيا مف حيث عالقتيا باالستراتيجية المؤسساتية واستعماليا مف طرؼ المسيريف كما
يمي:
1
- Simons Robert, «Accounting control systems and business strategy an empirical analysis», Accounting,
Organization and Society, Vol 12, n° 4, 1987, P35.
19
شكل رقم :5.1أنظمة المراقبة حسب ((Simons 1987
إف اليدؼ مف إطار Simonsىو تسميط الضوء عمى التناقضات التي يواجييا المسير ،لمراقبة كؿ شيء
مع االستعداد لمتغيير ،والحفاظ عمى مستوى معيف مف اإلنتاجية والفعالية مع إعطاء العماؿ درجة مقبولة
مف االستقاللية ،وضماف تنفيذ االستراتيجية مع السماح لمعماؿ بدرجة مف الحرية تمكنيـ مف اإلبداع
والتجديد والمرونة .باإلضافة إلى ذلؾ أدمج Simonsالمفيوـ التقميدي لممراقبة ) (Anthony, 1965مع
20
األخذ بعيف االعتبار النموذج السبراني ،ومختمؼ مكونات المراقبة بما فييا القيـ والقواعد واألنظمة
التفاعمية.
وقد قاـ Flamholtzبتحديد تقنيات مختمفة لممراقبة ،مجمعة تحت مصطمح "أنظمة المراقبة
المؤسساتية" ،قادرة عمى تحديد السموكات بطريقة جد قوية ،وعرفيا عمى أنيا "مجموعة مف اآلليات -
المسارات والتقنيات -وضعت مف أجؿ رفع احتماؿ تبني األفراد لمسموكات التي تكمؿ أىداؼ المؤسسة ".1
2
يتكوف نظاـ المراقبة في المؤسسة مف 03أجزاء:
-قمب نظام المراقبة :و يدعى -نظاـ المراقبة الصغير -مماثؿ لمييكؿ السبراني ومكوف مف أربعة نظـ
فرعية :التخطيط ،العمميات ،القياس ،التقييـ /التعويض أو المجازاة.
-الحمقة الوسيطية :وتتكوف مف ىيكؿ تنظيمي يحدد مجموعة مف القواعد المترابطة والسموكات المنتظرة
واألدوار المطموبة وكذلؾ عالقات السمطة وتبميغ النتائج .Reporting
-الحمقة الخارجية :تمثؿ الثقافة المؤسساتية التي تستند إلى مجموعة مف القيـ والمعتقدات واألعراؼ
االجتماعية المشتركة بيف أعضاء المؤسسة والتي تؤثر عمى أفكارىـ وتصرفاتيـ.
1
- Flamholtz Eric, Op cit, P 598
2
- Ibid, P 599.
21
الشكل رقم : 6.1مكونات نظام المراقبة
الثقافية التنظيمية:
الذور الفرعي للمسير
ىيكمة المؤسسة:
الذور الفرعي للمسير
وىكذا يكوف Flamholzقد مزج بيف الطبيعة الثابتة والمتغيرة لممراقبة في نفس الوقت ،حيث اعترؼ أنو
ما عدا المسار السبراني في قمب المراقبة ىو غير رسمي ،وىكذا وفؽ Flamholtzبيف مفيوـ " أنظمة
المراقبة " والنموذج الكالسيكي السبراني لممراقبة.
تحتؿ المراقبة مكانة مركزية في وظيفة المسير وىو ما اعترؼ بو الكتاب الكالسيكيوف ،والنقاش الجدلي
المعقد الذي يربط التسيير بالمراقبة سمح بالتدريج بظيور خمط حوؿ مفاىيـ التنظيـ ،التسيير ،والمراقبة،
فكؿ أدوار المسير تعتمد عمى المراقبة؟ وىو ما سمح بظيور التسيير والمراقبة كشيء واحد.
النظرة الكالسيكية ،خاصة التيمورية ،تسمح لنا باالعتقاد أف التسيير شبيو بالمراقبة ،دوف إنكار ثراء
التصور الذي قدمتو Follettوالتي أخذت بمفيوـ التسيير الشبيو بالمراقبة في تصريحاتيا المقدمة سنة
22
:1932التنظيـ ىو المراقبة ،وفي نفس السياؽ نجد أف ) (Anthony, 1965ال يميز بيف المراقبة في
معناىا الواسع والتسيير ،كما يماثؿ بيف أغمب أنشطة المؤسسة وتمؾ الخاصة بالتخطيط والمراقبة ،وبالتالي
تصبح المراقبة ناتج مسار التسيير ،رغـ أنيا وضعت لتكوف أداة لتحقيقو.
وأخي ار حددت المراقبة التي أتى بيا المنظروف الرئيسيوف لممؤسسات كؿ المظاىر والجوانب التي تسمح
بتسيير المؤسسة ،وبالرغـ مف أف المراقبة والتسيير "ال يعوض أحدىما اآلخر وليسا متشابييف وال مترادفيف
1
لكنيما متكامميف ،فالمسير يسعى دائما إلى ضماف نوع مف المراقبة عندما يشعر أنيا تقدـ الحؿ المثالي"
2
أماـ ىذه التجاوزات ،يبدو مف الضروري تجديد المراقبة واعادة توجيو أدوارىا:
لقد وجدنا أف المراقبة تشمؿ غايات معقدة :فالمراقبة ىي أوال وسيمة اقتصادية وحسابية ،مف أجؿ تحسيف
مسارات تسيير المؤسسة ،وىي مف جية أداة لمتحكـ في المؤسسة ،تسمح بتفويض تطبيؽ السياسات مع
إعالـ المسؤوليف بنتائج تنفيذ االستراتيجية ،ومف جية ثانية أداة لنمذجة السموكات ،التي تساىـ في قراءة
لألفرد عف
ا النشاطات عمى صعيد المؤسسة ،فالمراقبة تتضمف بالفعؿ إجراءات غير رسمية تمثؿ صورة
أدوارىـ وتعمؿ عمى تبميغ وتوصيؿ الرسائؿ داخؿ المؤسسة.
وىكذا تبدو صور المراقبة وعالقتيا بالتسيير تتطمب التغيير والتطور ،ودور المسؤوؿ قد تطور إلى دور
المنشط والمرشد والمساعد ،وابتعد عف الصورة الكالسيكية المتمثمة في المراقبة/الجزاء ،كما أف الدعوة
لممراقبة الذاتية تماشيا مع توصيات بعض الكتاب في مجاؿ التسيير (Follett 1924, Drucker
) 1955/1995حممت معيا تطو ار في دور المسير ،كما عممت عمى تشييد عالقة الثقة التي تطورت
بالتدريج بيف المسؤوؿ والتابعيف لو وبالتالي يبدو أف صورة المراقبة "كتحقيؽ وتحكـ " قد ولت وابتعدت،
1
- Bouquin Henri, (2005a), Op cit, P39
2
- Leclercq Aurélie, Op cit, P30.
23
فالمراقبة ىي فعال " مسار لمتنشيط وعالقة عمودية وأفقية لممنفذيف ،وىي عنصر منشط لممؤسسات
الخاممة ،تدفعيا ألداء وظيفتيا مف خالؿ الممارسة".1
تظير المراقبة إذف كنظاـ اجتماعي مفتوح تتطمب ،أكثر فأكثر ،تسيير وتنشيط األفراد ،فيي نظاـ قادر
عمى التطور تحت تأثير العناصر الفاعمة المكونة ليا ،ليذه األسباب تشمؿ المراقبة أجيزة مزدوجة فيي
في آف واحد تعمؿ عمى االنسجاـ وناقمة لالختالالت الوظيفية ،مؤكدة عمى فكرة أف المراقبة تتوسع وتتجدد
باستمرار.
تشمؿ المراقبة إذف قضايا أخرى غير االقتصادية باعتبار أنيا تمس قمب المؤسسة وبصورة خاصة األفراد
المكونيف ليا ،إف مسألة دور المنفذيف تطرح في جميع المراحؿ التي تميز تصور وتطبيؽ المراقبة
المؤسساتية في مرحمة وضع األىداؼ ،باعتبار أف المراقبة تجمع دعـ وموافقة أعضاء المؤسسة ،كما
تمس المراقبة كذلؾ سموؾ الفرد مف خالؿ إنجاز وتحقيؽ األىداؼ ،التحفيز ،وتحسيف األداء ،وأخي ار فإف
طريقة المراقبة تؤثر في مواقؼ األفراد والتجربة المعيشة ألعضاء المؤسسة.
إذا أخذنا بعيف االعتبار قضايا األفراد في مسألة أساسية تخص االنتقاؿ مف نمط تسيير إلى آخر ،ومف
باب أولى في تغيير أنماط المراقبة فإف نتائج التغيير تترجـ بانعكاس الوضع الراىف رأسا عمى عقب عمى
مستوى العادات والمعتقدات واليياكؿ .ولذلؾ فإف التحدي والصعوبة يكمف في تقبؿ التغيير مف أجؿ تعزيز
مواقؼ األفراد في تحقيؽ أىداؼ المؤسسة عمى المدى الطويؿ ،وكؿ التحدي يكمف في تطوير شكؿ مف
أشكاؿ المراقبة تعمؿ عمى جذب أعضاء وأفراد المؤسسة مما يؤدي بيؤالء إلى الرغبة أو عمى األقؿ إلى
قبوؿ تغيير مفيد لممؤسسة .ووفقا لػ ) (Bouquin, 1991فإف المراقبة وبصورة أخص مراقبة التسيير ،ال
دور تربويا وتحفيزيا وتنشيطيا ،بمعنى أف
تمعب دو ار تقنيا يتمثؿ في التنسيؽ ،التخطيط والتنفيذ بؿ كذلؾ ا
لممراقبة غاية تتمثؿ في ضماف تقارب مجيودات أعضاء المؤسسة مع األىداؼ المؤسساتية بالتأثير في
آف واحد عمى قدراتيـ ودافعيتيـ ( تحفيزىـ).
وكخالصة لكؿ ما سبؽ ينبغي االعتراؼ مثؿ (Hofsted 1981, Bouquin 1991, Chiapello
) ،1996أف التصور السائد لممراقبة ) (Anthony,1965يتجو لصالح الرؤية الميكانيكية )(Mécaniste
1
- Bouquin Henri, (2005a), Op cit, P 09.
24
لمتنظيـ والمراقبة ،عمى حساب أبعاد غير رسمية وانسانية ،وأف القميؿ مف األبحاث أشارت إلى اعتراضيا
عمى النموذج السبراني والعقالني.
تحمؿ النظرة الكالسيكية المراقبة مف خالؿ مسارات مختمفة تعتمد عمى األدوات ،اإلجراءات المعموماتية
الرياضية ،والموازنية ،مع العمـ أف المراقبة ليست مجرد مسألة أدوات ووصفات عالمية ،عمى العكس فإف
نظاـ المراقبة يظير بدوره كموضح لمخيارات االستراتيجية وكضامف لالنسجاـ الداخمي لممؤسسة وكنتيجة
لمتفاعؿ بيف األفراد وكوسيمة لمتعمـ وكمصدر الضطراب السموكات والثقافة التنظيمية.
;-Alazard Claude, Sépari Sabine, Contrôle de gestion, 5e Edition, Dunod, Parid, 2001, P14
1
» Bouquin Henri, « Vingt ans de contrôle de gestion ou le passage d’une technique à une discipline
Comptabilite-contrôle- audit, Numéro spécial, Mai 1999, P94.
25
-نظاـ قيادة يعتمد عمى المزدوجة (أىداؼ -وسائؿ).
بعد ذلؾ ،أجبرت التحوالت الداخمية والخارجية المؤسسات عمى إعادة النظر بصورة عميقة في ىذا
النموذج مف حيث أىدافو ،وسائمو واستعماالتو ،وفيما يمي سنحاوؿ عرض ممخص عف أىـ المراحؿ التي
مر بيا مفيوـ مراقبة التسيير:
عرؼ Simonمراقبة التسيير عمى أنيا مجموعة مف األجيزة واألدوات التي تساعد المسير عمى
اتخاذ القرار والتصرؼ وتتضمف بعديف أساسييف:
-بعدا اقتصاديا واستراتيجيا الختيار القواعد العممية مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ المسطرة.
-وبعدا تنظيميا ونفسيا اجتماعيا يسمح لألفراد بالتدخؿ وفؽ القواعد العممية.1
1
- Simons Robert, Lever of control: how managers use innovative control systems to drive strategic renewal
Harved busness school press, Boston, 1995, P5.
26
كما عرفيا Jobardو Gregoryبأنيا تيدؼ إلى تصور ووضع أدوات معموماتية حيز التنفيذ
حتى تسمح لممسؤوليف بتحقيؽ انسجاـ عاـ بيف األىداؼ ،الوسائؿ والنتائج.1
أما المخطط العاـ الفرنسي فيعتبرىا مجموع اإلجراءات المتخذة لتزويد المسيريف مف مختمؼ
المسؤوليف بمعطيات رقمية ودورية تخص سير المؤسسة ،وتؤدي مقارنة ىذه المعطيات مع
المعطيات السابقة أو المتوقعة إلى حث المسيريف عمى اتخاذ اإلجراءات التصحيحية المالئمة
والسريعة كمما استدعى األمر ذلؾ.2
ويعرؼ Tellerمراقبة التسيير بأنيا مسار لممساعدة عمى اتخاذ القرار يسمح بالتدخؿ قبؿ ،خالؿ
وبعد األداء ،وىي أيضا نظاـ شامؿ لممعمومات الداخمية لممؤسسة يسمح بمركزة ،تمخيص وتفسير
مجموع المعطيات المرتبطة بكؿ نشاط مف نشاطات المؤسسة.3
حسب Bouquinفاف مراقبة التسيير ىي اطار منسجـ لتوجيو سموكات األفراد الذيف يفترض أنيـ
يعمموف في اطار تعاقدي وييدفوف الى تحقيؽ النتائج بعد مناقشة الموارد.4
وبالنسبة لػ Anthonyفاف مراقبة التسيير ىي المسار الذي يتأكد مف خاللو المسيروف مف أنو تـ
الحصوؿ عمى الموارد...وأنو تـ استعماليا بفعالية وكفاءة مف أجؿ تحقيؽ أىداؼ المنظمة .5
وقد أعطى Gervaisتعريفا شبييا بالتعريؼ الذي قدمو Anthonyلكنو أضاؼ ضرورة مالءمة
الموارد ألىداؼ المؤسسة ،وضرورة انسجاـ النشاطات الجارية مع االستراتيجية المحددة .6
7
وذكر Guedjأف مراقبة التسيير تسمح لممنفذيف بػ:
-معرفة جوانب الضعؼ الداخمية والخارجية.
-أف يكونوا في حالة يقظة.
-مراقبة اختياراتيـ (وىذا يتضمف اتصاؿ مستمر بيف الميداف ومراقب التسيير).
-تنسيؽ نشاطاتيـ مع باقي المسؤوليف.
1
- Jobard Jean-Pierre, Pierre Gregory, Gestion, Dalloz, Paris, 1995, P01.
2
- Lauzel Pierre, Robert teller, Contrôle de gestion et budgets, 8e Edition, Dolloz, Paris, 1997, P14.
3
- Teller Robert, Le contrôle de gestion « pour un pilotage intégrant stratégie et finance », Management
société, Paris, 1999, P8.
4
- Bouquin Henri, (1999), Op cit, P96.
5
- Le Duff Robert, Encyclopédie de la gestion et du management, Dalloz, Paris, 1999, P194.
6
- Gervais Michel, Contrôle de gestion, 7e Edition, Economica, Paris, 2000, P20.
7
- Nobert Guedj, Le contrôle de gestion pour améliorer la performance de l’entreprise, 3e Edition, Edition
d’organisation, Paris, 2000, P38.
27
-متابعة أفضؿ لمعوامؿ األساسية لمنجاح.
بينما عرفيا Burlaudو Simonعمى أنيا نظاـ لتنظيـ سموكات الفرد عند تنفيذه لوظيفتو
1
وخاصة عندما تكوف ىذه الوظيفة في منظمة :مؤسسة ،خدمة عمومية ،جمعية غير ربحية...
وقاـ Dupuyبتعريؼ مراقبة التسيير عمى أنيا مجموعة مف األدوات والتمثيالت البسيطة
والعالمية في نفس الوقت حتى تظؿ في متناوؿ جميع أعضاء المؤسسة ولكف في نفس الوقت
حاممة لمتنوع بما فيو الكفاية لمكشؼ عف أي انحرافات "ذات داللة" تشكؿ خط ار عمى استدامة
المؤسسة.2
وأخي ار حسب Meyssonnierفاف مراقبة التسيير ىي مجموعة مف األجيزة الرسمية التي تسمح
بتنفيذ األعماؿ بفعالية وكفاءة .3
وبعد الجمع بيف مختمؼ التعارؼ السابقة تمكنا مف التوصؿ إلى أف مراقبة التسيير ىي "مسار دائـ
لمتعديؿ تستيدؼ تجنيد الطاقات لالستخداـ األمثؿ لمموارد وتصحيح األخطاء واالنحرافات وىي تسمح
لممسؤوليف والعامميف بالتحكـ في أدائيـ التسييري مف خالؿ المعمومات التي توفرىا ليـ والتي تساعدىـ
عمى اتخاذ الق اررات الصحيحة بغرض الوصوؿ إلى تحقيؽ األىداؼ المسطرة بكفاءة وفعالية وبصورة
مالئمة ومنسجمة مع االستراتيجية المحددة ،وبالتالي فيي نظاـ لمتحكـ في التسيير ككؿ".
1
- Burland Alain, Simon Claud-J, Le contrôle de gestion, La découverte, Paris, 2006, P9.
2
- Dupuy Yves, « Pérennité organisationnelle et contrôle de gestion », Revue française de gestion, n° 192,
2009, P170.
3
» - Meyssonnier François, « Nouveaux repères et nouveaux espaces du contrôle de gestion dans les services
»
Revue française de gestion, Vol 40, n° 241, 2014, P94.
28
أ -إن مراقبة التسيير ىي مسار دائم لمتعديل:
يعرؼ المسار بأنو مجموعة األحداث أو النشاطات المرتبطة فيما بينيا مف حيث الزماف والمكاف والتي
تؤدي إلى تحقيؽ نتيجة مشتركة معينة ،1يتـ مف خالؿ ىذا المسار التأكد مف أف الموارد والطاقات قد
حصمت واستعممت بكؿ فعالية وكفاءة ،ويسمح ىذا المسار بالتدخؿ قبؿ ،خالؿ وبعد األداء.
قبل :يتعمؽ األمر بتحجيـ الوسائؿ الضرورية لألىداؼ المحددة ،والتخطيط والموازنات ىي األدوات التي
تستخدـ عادة في ىذه المرحمة.
أثناء :يجب قياس النتائج أثناء فترة انجازىا ومقارنتيا مع تمؾ المنتظرة لمقياـ باألعماؿ التصحيحية واعالـ
المنفذيف بنتائج أدائيـ وكذلؾ لضماف التغذية المرتدة لممعمومات الى متخذي الق اررات ،وفي ىذه المرحمة
تعد تفويض المسؤوليات والصالحيات ،لوحات القيادة وتنظيـ نظاـ المعمومات ىي األدوات المناسبة
الواجب تسخيرىا.
بعد :ىي مرحمة تحميؿ النتائج ،أيف تقوـ مراقبة التسيير بشرح أسباب االنحرافات بيف التوقع والمحقؽ مف
أجؿ إثراء مسار التعمـ الذي ستقوـ المؤسسة مف خاللو بتحسيف أدواتيا التنبئية وبالتالي أدائيا المستقبمي.
1
- Bouquin Henri, Le contrôle de gestion, 3e édition, puf, Paris, 1997, P21.
2
- Bescos Pierre-Laurent et al, Contrôle de gestion et management, 4e Edition, Edition Montchréstien, Paris
1997, P38.
29
الشكل رقم :7..مثمث مراقبة التسيير
األهــداف
الوسائل النتائــج
Mesure de l’efficience
قياط الكفاءة
-عمى المدى القصير :المالءمة بيف األىداؼ والوسائؿ المتاحة أو القابمة لالستعماؿ في وقت قصير.
-عمى المدى الطويل :المالءمة بيف الوسائؿ المستغمة مف أجؿ تحقيؽ االختيارات االستراتيجية ،وىذه
األخيرة تتطمب أىدافا أبعد.
30
العبلقة بين (األىداف -النتائج):
تتضمف المرحمة الموالية مقارنة النتائج المحققة مع األىداؼ المبدئية لتقييـ مدى تحقؽ ىذه األخيرة ومف
خالؿ ىذه المقارنة يمكننا تقييـ مدى فعالية نشاطات المؤسسة ،أي قدرة المؤسسة عمى تحقيؽ األىداؼ
المسطرة .ويوصؼ المسؤوؿ الذي يحقؽ ىدفو بالفعالية ،فالفعالية إذف ىي القدرة عمى تحقيؽ األىداؼ
1
المسطرة.
العبلقة بين (الوسائل -النتائج):
يؤدي تحديد األىداؼ وتوفير النتائج إلى اعتماد مسارات معينة لمنشاط مف أجؿ تحقيؽ النتائج المسطرة
والمشكؿ الذي سيطرح الحقا ىو تقييـ ما إذا كانت النتائج المحققة كما ضبطت وفؽ نظاـ القياس المتاح
يمكف اعتبارىا مرضية بالنظر إلى الوسائؿ المستعممة.
والسؤاؿ المطروح ىو :ىؿ حققت النتائج بأقؿ موارد ممكنة؟
وفي األخير يمكننا القوؿ أف ميمة مراقبة التسيير ىي الربط بيف القمة والقاعدة بيدؼ تحقيؽ الفعالية
الكفاءة والمالءمة ،ويقصد بالفعالية التمكف مف تحقيؽ األىداؼ المسطرة ،أما الكفاءة فيي تحقيؽ ىذه
األىداؼ بأقؿ موارد ممكنة (مف حيث التكاليؼ و الوقت ،2)...وأخي ار المالءمة ىي توافؽ األىداؼ مع
الموارد المستخدمة لتحقيقيا.
1
;- Hacheette, Le dictionnaire français, Edition Algérienne, Alger, 1993, P546
Galdemar Virginie, Gilles Léopold, Simon Marie, «Performance, efficacité, efficience: les critères
d’évaluation des Politiques sociales sont-ils Pertinents?», Cahier de recherche Crédoc, n° 299, décembre
2012 P11.
2
- Burlaud Alain, Jougleux Muriel, Livian Yves-Frédéric, Management et contrôle de gestion-manuel et
application, 4e Edition, Edition Foucher, Vanves, 2010, P115.
3
- Gervais Michel, (2000), Op cit, P9.
31
"Maîtriseأكثر مف "المراقبة "Contrôleبالفرنسية ،وىذا ألف مصطمح " "Contrôleفي المغة
الفرنسية يرتبط بمعنى الزجر والمنع " "Répressionأكثر منو بمعنى الحمػػاية " ,"Protectionوىو ما
يجعؿ المسؤوليف والعماؿ يتعامموف بتحفظ مع مراقب التسيير مما يحوؿ دوف مصداقية المعمومات وحسف
سيرىا.1
وعميو فعمى مراقب التسيير أف يبذؿ جيده إلقناع العامميف بأف مراقبة التسيير تيدؼ إلى التحكـ في
التسيير وليس المراقبة بمعنى العقاب حتى يكسر الحواجز التي تحوؿ دوف حرية سير المعمومات
ومصداقيتيا .كما عميو أف يتأكد مف أف األىداؼ المسطرة معقولة ومقبولة وأف الوسائؿ المسخرة ليا
مالئمة لتحقيقيا حتى يتـ التوصؿ إلى النتائج المطموبة وفقا لالستراتيجية المسطرة ،فتصبح بذلؾ عممية
قياس النتائج وتحميؿ االنحرافات منطقية يرتاح ليا األفراد ويقتنعوف بأنيا أحسف وسيمة لمحكـ عمى أدائيـ.
1
- Charpentier Michel, Grandjean Philippe, Op cit, P21.
32
الشكل رقم :8..مراقبة التسيير في أربع مراحل :مسار لمتعمم
تحــديــد األهــــداف
-Iالتـخطيــط الـتخـــطيــــــــط
هــــــــــــىاصنـــــاث
-IIالتنفيــــذ
تـــنفيــــــــــــــــذ
تحليــــــل النتائـــــج
-IVالتصحيح
اتخار اإلجشاءاث التصحيحيت
1
; - Bescos Pierre-laurent et al, (1997), Op cit, P22
; Anthony Robert N, Management control, 7e, Irwin, USA, 1991, P20
لشيب صفاء » ،دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة ورفع كفاءتيا « ،مجمة األبحاث االقتصادية ،العدد ،2009 ،3ص.78
33
يقوـ مراقب التسيير في ىذه المرحمة بتقديـ المعمومات الالزمة إلدارة المؤسسة والتي تساعد المديريف عمى
وضع استراتيجية طويمة المدى تقسـ فيما بعد ،بمساعدة مراقب التسيير ،إلى المدى المتوسط ()5-3
سنوات وأيضا المدى القصير ( > سنة) عف طريؽ ما يسمى بالموازنات ،حيث تسمح ىذه األخيرة بمتابعة
األىداؼ عمى المدى القصير.
34
الشكل رقم :.1..مرحمة المتابعة والتحميل
النتائج المنتظرة
إجراءات مقررة
فـروقــات مقــاربــة
إجراءات تصحيحية
النتائج المقاسة
1
- Loning Helène, (2003), Op cit, P4.
35
-.1313الربط بين االستراتيجية والمستوى التنفيذي
سبؽ وأف تطرقنا إلى تعريؼ Anthonyالذي يرى بأف مراقبة التسيير ىي مسار يتأكد مف خاللو
المسيروف مف أنو تـ الحصوؿ عمى الموارد وتـ استعماليا بفعالية وكفاءة مف أجؿ تحقيؽ أىداؼ
المنظمة .أكمؿ Anthonyتعريفو بتوضيح العالقة بيف مراقبة التسيير واالستراتيجية حيث أشار بأف
مراقبة التسيير ىي المسار الذي يسمح لممسيريف بالتأثير عمى األعضاء اآلخريف لممؤسسة مف أجؿ
تطبيؽ االستراتيجية .ومف ىذا التعريؼ يمكف استخراج نمطيف مف اآلليات:
مراقبة التسيير آلية لتنسيؽ القرارMécanisme de coordination de la décision
مراقبة التسيير آلية لمتنشيط .Mécanisme d'animation
أشار أيضا Geudjأف االستراتيجية ليست مجرد تحديد فقط إنما كذلؾ تنفيذ جيد وىذا ما توضحو
1
المعادلة التالية:
ليذا ومع ظروؼ المحيط المتغير لـ يعد مف الممكف تحديد استراتيجية المؤسسة مف دوف أف تكوف ىناؾ
متابعة يومية لتنفيذىا ،وىذا لكي يكوف باستطاعة المؤسسة التراجع واتخاذ الق اررات المناسبة.
1
- Guedj Nobert, Op cit, P54.
2
- Malo Jean-Louis, Mathe Jean-charles, L’essentiel du contrôle de géstion, 2e Edition, Edition d’organisation
Paris, 2000, P10.
36
وبالتالي تتضمف مراقبة التسيير الربط بيف النوايا االستراتيجية لمتخذي الق اررات ونشاطات المنفذيف
(إطارات وموظفيف ،عماؿ) وذلؾ بالحرص عمى تبميغ األوامر بصرامة والتأكد مف تنفيذىا 2.كما أف تجزئة
مراقبة المؤسسة إلى ثالث نظـ جزئية لممراقبة ،تسمح بتحديد دقيؽ لدور مراقبة التسيير فيي تندرج بيف
الخيارات االستراتيجية والنشاطات اليومية ،أي أنيا بمثابة وسيط بينيما وىذا ما يوضحو الجدوؿ الموالي:
وعميو فإف الدور األساسي لمراقبة التسيير ىو مساعدة اإلدارة عمى قيادة أفضؿ لالستراتيجية وىذا مف
خالؿ متابعة تنفيذىا فيي تعمؿ عمى ربط أو تقريب االستراتيجية مف التسيير العممي ،1ىذا ما يستمزـ
ضرورة إطالع ومعرفة مراقب التسيير باالستراتيجية حتى يتمكف مف توفير المعمومات الالزمة التي تمتد
مف دراسة المحيط إلى غاية مؤشرات األداء لضماف التنفيذ الناجح لالستراتيجية المحددة.
1
- Boitier Marie, « L’influence des systèmes de gestion intégrés sur l’intégration des systèmes de contrôle
de gestion », Comptabilité-contrôle-audit, Tome 14, Vol 1, 2008, P 94.
37
والنوعية التي تميز كؿ مظاىر الحياة في المؤسسة ، 1لذلؾ عمى نظاـ المعمومات أف يسمح بمعرفة
الحاضر والمستقبؿ كما يجب أف يكوف :متكيفا مع طبيعة (حجـ ،ىيكمة) المؤسسة ،وفعاال (العالقة بيف
الجودة والتكاليؼ).
وبالتالي يسعى مراقب التسيير إلى توفير الخصائص والشروط السابقة في نظامو ،لذلؾ فيو في حاجة إلى
معمومات تتصؼ بالدقة ،الشمولية والمصداقية ،كما يسعى كذلؾ إلى توفير المعمومة في األوقات المناسبة
قبؿ اتخاذ القرار.2
واذا ما أردنا تمثيؿ نظاـ المعمومات لمراقبة التسيير بمدخالتو ومخرجاتو والتحويالت الحاصمة بو فإننا نجد
3
ما يمي:
تتمثل المدخبلت في :تكاليؼ وايرادات المحاسبة العامة ومعطيات أخرى لممحاسبة التحميمية
التدفقات المالية الخارجية والداخمية إضافة إلى المدخالت األخرى ( االستراتيجية ،التسويقية.)...
تتمثل المعالجة في :اإلجراءات المحاسبية ،وضع الموازنات ،حساب التكاليؼ والفروقات.
1
- Rey Jean-Pierre, Le contrôle de gestion des services publics communaux, Dunod, Paris, 1999, P54.
2
- Bescos Pierre-Laurent, Mendoza Carla, « Les besoins d’informations des managers sont-ils satisfaits ? », la
revue francaise de gestion, n°121, 1998, P118.
-لشيب صفاء ) ،)2009مرجع سبؽ ذكره ،ص .76
3
38
وبالتالي يعتبر نظاـ مراقبة التسيير أداة أساسية لتقديـ المعمومات األساسية والمختمفة لإلدارة العامة
1
ولرؤساء المصالح ،وىو يحتؿ قمب المؤسسة لكنو يبقى يمثؿ جزءا مف نظاـ المعمومات الكمي لممؤسسة
كما ىو موضح في الشكؿ الموالي:
الشكل رقم :.31.مكانة نظام مراقبة التسيير ضمن نظام المعمومات الكمي لممؤسسة
معلومات
محاسبية
نظام المعلومات
معلومات عن الكلي للمؤسسة
النظام
المحيط الخارجي
الرسمي
(تحديد ومراقبة
االستراتيجية) لمراقبة
الألداءات
التسييرية
معلومات ناتجة عن
العمليات اليومية
(مراقبة عملية)
وفي األخير يمكننا القوؿ أف عمى نظاـ المعمومات لمراقبة التسيير كغيره مف أنظمة المعمومات أف:
-يكوف منسجما مع ثقافة المؤسسة ،مع كونو وسيمة تسمح بترقية ىذه الثقافة؛
-يسمح بإضفاء الشرعية عمى نشاطات األفراد ،مع كونو وسيمة لمناقشة وتحميؿ المالءمة؛
-يسمح بتطوير مجالت النشاط الذاتي وتحمؿ المسؤولية ،مع ضماف تحكـ أكثر في نظاـ النشاط.
1
- Gervais Michel, Contrôle de gestion, 9e Edition, Economica, Paris, 2009, P 10.
39
-31313تحقيق البلمركزية
1
عمى إثر ما سبؽ يعتبر نظاـ مراقبة التسيير وسيمة قوية لتحقيؽ الالمركزية ذلؾ ألنو يسمح بػ:
-1تخطيط النشاطات عمى مستوى المؤسسة في مجموعيا وكذلؾ عمى مستوى كؿ مركز مف مراكز
المسؤولية؛
-2يسند لكؿ وحدة أو ىيئة األىداؼ المراد تحقيقيا والوسائؿ الالزمة لذلؾ؛
-3إنشاء آلية مراقبة مف خالؿ متابعة اإلنجازات ،بحيث تسمح لكؿ مركز باتخاذ اإلجراءات
التصحيحية الالزمة؛
-4تمنح لممستويات السممية العميا ضمانا أكبر لتحقيؽ الكفاءة والفعالية في التسيير.
فالالمركزي ة ليست مجرد موضة أو فمسفة لمتسيير ولكنيا أيضا تمبية العتبارات أو متطمبات تطبيقية مثؿ:
-تحديد مكاف اتخاذ القرار أيف تتجمع أكبر الكفاءات (توفر المعمومات ،المعرفة بالميداف ،خبرة األفراد)؛
-تقميص الفترة الالزمة إلجابة المؤسسة بتقميص مسار اتخاذ القرار؛
-مشاركة أكبر عدد مف األفراد في المسؤولية وبالتالي تحفيزىـ.
وحيث تكوف الالمركزية ممكنة ومرغوبا فييا ،يقوـ نظاـ مراقبة التسيير بتعديؿ طبيعة اإلشراؼ المطبؽ
فالمسؤوؿ األعمى لـ يعد في حاجة إلى متابعة كؿ نشاطات مساعديو بالتفصيؿ ،إنما عميو أف يتحقؽ فقط
مف سالمة تأسيس ىذه النشاطات مف خالؿ النتائج المحققة وبالتالي يشكؿ نظاـ مراقبة التسيير آلية قوية
لمتنظيـ ،تضمف مسؤولية مختمفة األطراؼ والمسؤوليف وتنسؽ بيف نشاطاتيـ.
وضحنا سابقا كيؼ أف نظرية المراقبة لػ Anthonyضعفت في مواجية األشكاؿ الجديدة لمتنظيـ وأف
تجديد عقيدة مراقبة التسيير ال يمكف أف تتـ إال بتجديد رؤيا المفيوـ المفتاحي لممراقبة " ،النشاط" ،وفي
توافؽ مع Burlandو Simonسنرى أف مصادر التجديد ىي مف جية إدماج لعمؿ عمماء عمـ
االجتماع المتعمؽ بالمؤسسات ومف جية أخرى تطوير رؤية حوؿ اليياكؿ واالستراتيجيات وبصورة خاصة
1
- Bescos Pierre-Laurent et al, (1997), Op cit, P 76.
40
حوؿ العالقات بيف المراقبة واالستراتيجية المتفؽ عمييا ،وبالفعؿ سنرى أف ىذيف المصدريف لمتجديد ليسا
غريبيف عف بعضيما فالثاني يرتكز عمى األوؿ.
قاـ Mintzbergمنذ سنوات السبعينات بانتقاد المفيوـ الضيؽ لالستراتيجية الذي اعتمدتو معظـ
األعماؿ التي عالجت تشكيؿ االستراتيجية في المؤسسات ،وفي الواقع إذا قبمنا بالتعريؼ الكالسيكي لػ
" Anthonyاالختيارات ىي التي توجو المسيريف نحو المستقبؿ" ،فإف تشكيؿ االستراتيجية سيكوف بطبيعة
الحاؿ كما يمي " :مسار تحميمي لوضع األىداؼ عمى المدى البعيد ومخططات نشاط المؤسسة وىو ما
يتعمؽ بصياغة لالستراتيجية متبوعة بتنفيذىا " ، 1وىو يظير عمى وجو الخصوص أف اتخاذ ا
القررات
2
االستراتيجية ليس فريدا ويمكف أف يصنؼ عمى النحو التالي:
النموذج المخطط ،وينظر لو عمى أنو عممية عقالنية عالية التنظيـ يؤدي إلى استراتيجية واضحة
فالمحيط يكوف مستق ار إذف.
النموذج المكيؼ ،وىو ناتج عف نزاع بيف عدد مف مقرري أىداؼ متباينة تقود إلى اتخاذ ق اررات
إضافية منفصمة ،فالمحيط إذف مستقر نسبيا.
النموذج المقاولي ،الذي يؤكد عمى أف االستراتيجية ناتجة عف قائد قوي وجريء الذي يتخذ ق اررات
خطيرة ،توافؽ نظرتو لممؤسسة ،المحيط إذف غامض ومتغير.
أثرى الكاتب بعد ذلؾ تصنيفو في مقاؿ سنة 1985حيث حدد ثمانية أنواع مف مسارات تشكيؿ
االستراتيجية مف بينيا الثالثة المشار إلييا سابقا ،وبيف عمى وجو الخصوص أف تعدد المسارات ىو نتيجة
3
لتفاعؿ أكثر أو أقؿ قوة وأكثر أو أقؿ تنازع بيف نوعيف مف االستراتيجية ،من جية االستراتيجية المعتمدة
1
- Mintzberg Henry, Waters Janes A, « Of strategies, deliberate or emergent », Strategic Management journal
Vol 6, n° 3, 1985, p257.
2
- Mintzberg Henry, « Strategy making in three modes », California Management Review, Vol 16, n 2, 1973
P44-48.
3
- Mintzberg Henry, « Patterns in strategy formation », Management science, Vol 24, n° 9, 1978, P935.
41
أي النوايا االستراتيجية األولية المرغوبة مف طرؼ المسيريف ،وىي تسبؽ النشاط وتكوف معروفة مف طرؼ
الجميع ومن جية أخرى االستراتيجية الناشئة ،وىذا المفيوـ خاص بػ Mintzbergحيث عرفيا بأنيا
االستراتيجية التي تطبؽ دوف أف تصاغ أو دوف رغبة معمنة ،فاالستراتيجية المنفذة تختمؼ بصورة ممموسة
عف االستراتيجية المرغوبة ،ألنيا تنتج عف تفاعؿ بيف االستراتيجية المعتمدة التي يتـ التخمي عنيا مف
جية ،واالستراتيجية الناشئة التي بدورىا ىي ثمرة الظروؼ واألحداث وباألخص المسارات الداخمية ،أو في
الواقع النشاطات الجارية.
الشكل رقم :.31.أنواع االستراتيجية حسب Mintzberg
realized intended
اإلستراتيجية المعتمدة
Deliberate
Emergent inrealized
لقد قاـ Mintezbergبانتقاد Anthonyبصورة خاصة لكونو ال يأخذ بعيف االعتبار االستراتيجية
المعتمدة التي تسيطر عمى نظاـ التخطيط وىو ما ال يوافؽ غالبا مؤسسة تتطور في محيط مضطرب،
كما أف Mintzbergلـ يدحض بصورة كافية التخطيط ولكف كاف يفكر أنو يجب أف يتعايش مع أشكاؿ
أخرى مف تكويف االستراتيجية ،فبالنسبة إليو االستراتيجية الناشئة ال تعني بتاتا أف التسيير يكوف خارج
السيطرة ولكف مفتوحا ومرنا ويستجيب ،1وبعبارة أخرى يقوؿ لنا " :لديو استعداد لمتعمم" وىو أمر بالغ
األىمية خاصة عندما يكوف المحيط غير مستقر أو معقد.
ويذىب Lorinoأبعد مف ذلؾ فالحواجز بيف االستراتيجية المعتمدة والناشئة ىي مصطنعة بعض الشيء
وبالنسبة إليو فإف " االستراتيجية ىي في نفس الوقت معتمدة و ناشئة" ،2فيي تبدأ بالمعتمدة لمحصوؿ عمى
الناشئة ألف االستراتيجية تبرز النشاط وكذلؾ النشاط يبرز أو يظير االستراتيجية وتبادؿ التأثير بيف
1
- Mintzberg Henry, (1985), Op cit, P271.
2
- Lorino Phillipe, Comptes et recits de la performance, Edition d’organisation, Paris, 1995, P169.
42
الذىاب واإلياب بيف النشاط/االستراتيجية ىو الذي يؤدي إلى التعمـ الجماعي ،وحسب Simonsفإف
مراقبة التسيير ىي الناقؿ ليذا الذىاب واإلياب.1
إذا كانت فكرة االستراتيجية الناشئة قد قبمت اليوـ عمى نطاؽ واسع فإنو يبقى أف نرى ما ىي العالقة التي
تحتفظ بيا مراقبة التسيير مع ىذه األخيرة ،فبقدر ما رأينا أف لمراقبة التسيير ميمة اشتقاؽ االستراتيجية
المعتمدة التي ىي قمب التخطيط ،بقدر ما ال نعرؼ إذا ما كانت ليا دور تمعبو مع االستراتيجية الناشئة.
ىذه المالحظة تعيد طرح شكؿ العالقة بيف االستراتيجية ومراقبة التسيير ألنو كما وضح Bouquinفإف
"العبلقات بين االستراتيجيات والمراقبات يجب أن ترتكز عمى عبلقات أخرى غير التخطيط" ،2ىذه المسألة
قد درست مف طرؼ Simonsبصورة خاصة ومنيا األعماؿ التي جددت بصورة عميقة العالقة بيف
"االستراتيجية – مراقبة التسيير".
انتقد Simonsبشدة الرؤية المزدوجة التي تفرض صياغة االستراتيجية عف طريؽ التخطيط ووضعيا
حيز التنفيذ بواسطة مراقبة التسيير ،وذكر أيضا أف األعماؿ المنجزة حوؿ العالقة بيف "االستراتيجية –
المراقبة" تحاوؿ اإلجابة عمى السؤاؿ البسيط "كيف"؟ وليس "لماذا"؟ ،وىذه بالضبط ىي المسألة التي يود
Simonsاإلجابة عنيا ،فبعد االعتماد عمى دراسة شممت أكثر مف عشرة مؤسسات صناعية اقترح نمذجة
المسار الذي يربط بيف المراقبة واالستراتيجية وفؽ الرسـ التخطيطي التالي:
1
» - Simons Robert, « The role of management control systems in creating advantage: new perspectives
Accounting, Organizisations and Society, Vol 15, n°1/2, 1990, P136.
2
- Bouquin Henri, In colasse B, Encyclopédie de la comptabilité et du contrôle de gestion, Economica, Paris
2000, P537.
43
الشكل :.31.نموذج العبلقة بين استراتيجية األعمال /نظم مراقبة التسيير حسب )(Simons, 1990
االتختيار المبادرات
األعظمي االستراتيجية
للتسيير الجديدة
فحسب Simonsفإف مراقبة التسيير التفاعمية (أو متبادلة التأثير) تعني نظاـ المعمومات الذي يسمح
لممسئوليف باإلبالغ عف قيميـ واختياراتيـ إلى كؿ أعضاء المؤسسة وبالمقابؿ يمكف ليؤالء أف يبرىنوا عمى
المبادرة واإلبداع حتى تكوف تفاعمية المؤسسة مع المحيط أعظمية ،كما يجب أف تسمح المناقشات
والحوارات التي تتـ بيف المسيريف وجميع أعضاء المؤسسة حوؿ األرقاـ بمالقاة اإلستراتيجية المعتمدة مع
اإلستراتيجية الناشئة.
وبيف Simonsأف عمى مراقبة التسيير أف تكوف تفاعمية إذا أردنا أف نبرز اإلست ارتيجية مف جميع زوايا
المؤسسة ،وعميو تظير فكرة إعادة طرح مفيوـ اإلستراتيجية المعتمدة في تحميؿ Simonsكإحدى الغايات
الواضحة لنظاـ المراقبة ،وىكذا فإف مراقبة التسيير تغير مف االستراتيجية كما يمكف ليا أف تشارؾ في
وضعيا وفؽ مبدأ التعمـ التنظيمي المشار اليو سابقا في مسار مراقبة التسيير.
لقد قاـ Simonsبتوضيح وجود عالقة أكيدة بيف نظاـ المراقبة والتعمـ التنظيمي فعندما تصبح مراقبة
التسيير تفاعمية تكوف قادة عمى إنتاج معارؼ جديدة تسمح بتعديؿ إستراتيجية المؤسسة.1
1
- Simons Robert, (1990), Op cit, P137.
44
وسنحاوؿ مف خالؿ ما يمي أف نوضح في أي وقت مف مسار مراقبة التسيير يمكنيا أف تشجع التعمـ
المؤسساتي ،وكيؼ أف الوسيمة تشكؿ الحامؿ الرئيسي لظاىرة التعمـ ىذه ،وىذا يكوف بصورة عامة مرفقا
بإعادة تحديد حيز العالقات في المؤسسة.
عرؼ koeningالتعمـ التنظيمي عمى أنو" :ظاىرة جماعية الكتساب وتطوير الميارات العميقة والدائمة
نسبيا التي تغير تسيير الوضعيات وتغير الوضعيات نفسيا" ،1ومف المرجح أف ما يميز التعمـ التنظيمي
عف التعمـ الفردي ىو خاصيتو الجماعية.
اقترح Argyrisو Schonكذلؾ تعريفا لمتعمـ التنظيمي ضيقا نوعا ما ولكنو ينطبؽ بصورة جيدة مع ما
قمناه بخصوص المراقبة ":يقاؿ أنو ىناؾ تعمـ مؤسساتي عندما يتصرؼ أعضاء المؤسسة انطالقا مف
تصوراتيـ أو فيميـ و يكتشفوف وجود تقارب أو فوارؽ بيف النتائج المالحظة والنتائج المنتظرة التي تأتي
إلثبات أو نفي النظريات المطبقة في المؤسسة " . 2وفي حالة وجود انحرافات فإف األفراد ينتقموف مف
اكتشاؼ الخطأ إلى تصحيح الخطأ وتأخذ الحالة األولى شكؿ تحقيؽ ،فعمى المتعمموف اكتشاؼ مصدر
الخطأ أو بعبارة أخرى ،عمييـ أف ينسبوا األخطاء إلى االستراتيجيات وفرضيات النظريات المطبقة ،وفي
النياية صياغة استراتيجيات جديدة ترتكز عمى فرضيات جديدة حتى يتسنى ليـ تصحيح الخطأ.
كنا قد أشرنا سابقا عند التطرؽ لمسار مراقبة التسيير أف مراقبة التسيير تتطمب تنفيذ حمقة مف اعادة الفعؿ
أو العمؿ الناشئة عف مقارنة النتائج مع األىداؼ ،تتمثؿ اعادة الفعؿ في مخططنا في فعؿ المسير الذي
يقرر النشاط التصحيحي الذي يجب أف يطبؽ وليس فعؿ المنفذيف أنفسيـ.
يمكننا أف نالحظ ىنا الحمقة األولى لمتعمـ باعتبار أف اعادة الفعؿ يكوف مسبوقا بمعرفة ناشئة عف
مالحظة الفرؽ بيف األىداؼ والنتائج ،وفي الواقع حتى يفيـ المسير أسباب الفروقات غالبا ما يتطمب منو
األمر البحث عف تفسيرات عند المنفذيف أنفسيـ ليتمكف مف تقرير ما ىو اإلجراء التصحيحي األكثر تكيفا
1
- Koening Gérard, L’apprentissage organisationel : repéraye des lieux, Revue française de gestion, n°97
1994, P78.
2
- Argyris Chris, Schon David A, Organizational learning: a theory of action perspective, New York
McGraw-Hil, 1978, P19.
45
مف بيف جممة اإلجراءات المعروفة مسبقا ،أما الحمقة الثانية فيي تمؾ التي تتدخؿ عندما تطبؽ مراقبة
التسيير وتبرز االختالالت ،مف أجؿ تعديؿ ممارسات المنفذيف السائدة أي حمميـ عمى مراجعة مخططات
نشاطاتيـ الخاصة في اتجاه تحسيف أدائيـ بصورة عامة.
وعميو يمكننا القول أن التعمم في حمقة بسيطة يحترم إطار النشاطات المحددة بواسطة النظريات
المطبقة بينما التعمم في حمقة مضاعفة يجددىا.
وىكذا عف طريؽ الحمقتيف المتيف تـ شرحيما ،فإف لمراقبة التسيير امكانية توليد معارؼ جديدة ،نقوؿ
"امكانية" ألف ذلؾ يفترض أف يكوف لمراقبي التسيير نظاـ معمومات فعاؿ ومسمـ بو مف طرؼ اآلخريف
لمتابعة النتائج في كؿ حيف لكؿ قسـ مف األقساـ أو مركز مسؤولية ،وأف في حالة فرؽ في النشاطات فإنو
ال يتـ تحديد النشاطات التصحيحية فقط بؿ يجب تنفيذىا مف طرؼ المسيريف ،ونأكد ىنا أف ىذه النقطة
األخيرة غالبا ما تيمؿ في األعماؿ المتعمقة بنظـ المراقبة إال أنيا في أعيننا أحد أكبر الرىانات لمراقبة
التسيير ألف دور مراقب التسيير في ىذه الحالة سيتقمص إلى دور منتج لممعطيات أو في أحسف الحاالت
منتج لمعمومات غير مستعممة.
وصؼ Lorinoوسيمة التسيير بأنيا تنتمي إلى عوامؿ التعمـ في المؤسسة وذلؾ بنفس مرتبة حرية
التعبير والتحرؾ الوظيفي ،1وقاـ باحثوا CGS2بتحديد ثالث أنواع مف التعمـ أو ثالث أنواع مف التفاعؿ
3
بيف الوسيمة والمؤسسة:
التحقيق في سير المؤسسة :المقارنة بيف األدوات ) (Instrumentsوالمؤسسة يؤدي إلى تفسير
" لقوانيف" ىذه األخيرة ،بمعنى يؤدي إلى معرفة أفضؿ لمممارسات الموجودة والمنطؽ الذي
يؤسسيا.
1
-Lorino Phillipe, (1995), Op cit, P264-265.
-باحثو CGSىـ باحثوف في كمية الدراسات العميا لمرقابة اإلدارية بباريس.
2
3
- Bouinot Claire, Contrôle de gestion à l’hôpital: Régulation et dynamique instrumentale thèse doctorat en
sciences de gestion, l’école de mines, Paris, 2005, P78.
46
مرافقة التحول :الفكرة األساسية ليست تقديـ أداة جديدة ولكف تطوير األدوات التي ترافؽ وتسيؿ
التغيير المقرر مف طرؼ آخر ،وتمعب األداة دور الحامؿ ( )supportلصورة أو بنية مشتركة
ومف ىذه البنية تنطمؽ المفاوضات والمناقشات المتناقضة.
استكشاف الجديد :األداة ال تمعب فقط دو ار في انتقاؿ القواعد التنظيمية ولكف تمعب كذلؾ دو ار
في انتقاؿ المعارؼ األساسية ،وفي ىذا اإلطار تسمح استكشاؼ طريقة أخرى في العمؿ وفي
تحديد الفعالية ،في ىذا النوع األخير يمكف النظر إلى أداة التسيير كناقؿ لمتغيير في المؤسسات.
وفي األخير فاف المزج بيف نتائج كمية الدراسات العميا لمرقابة االدارية CGSمع كتابات Agyris
و Koeingفي مجاؿ التعمـ التنظيمي يسمح بتقديـ الجدوؿ التالي:
متوس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطة (تابع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة متوسطة( تابعة لمفرؽ بيف القوانيف والواقع) المراقبة بواسطة القوانيف
لخصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائص وصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعوبات
القوانيف)
ف ػ ػ ػ ػػي الح ػ ػ ػ ػػد األدن ػ ػ ػ ػػى ،االلتػ ػ ػ ػ ػزاـ اإلديول ػ ػ ػ ػػوجي يث ػ ػ ػ ػػبط متغيرة -المراقب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة بواس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطة ثقاف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة
أي نظاـ جديد. المؤسسة
التخصص يمكف أف يوقؼ التعمـ. متغيرة -المراقب ػ ػ ػ ػ ػ ػػة بواس ػ ػ ػ ػ ػ ػػطة الثقاف ػ ػ ػ ػ ػ ػػة
المينية (مف نوع مخطط)
47
عدة مستويات: نظريا قوية مراقبة التسيير
ب -مراقبػ ػ ػ ػ ػ ػػة التسػ ػ ػ ػ ػ ػػيير البسػ ػ ػ ػ ػ ػػيطة = تعمػ ػ ػ ػ ػ ػػـ مػ ػ ػ ػ ػ ػػف
المس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتوى :1تعم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ يتق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاطع م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع عم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ
المؤسس ػ ػ ػ ػػة ،المعموم ػ ػ ػ ػػة المس ػ ػ ػ ػػتقبمة تح ػ ػ ػ ػػرض عم ػ ػ ػ ػػى
رد فع ػ ػ ػ ػ ػػؿ مختػ ػ ػ ػ ػػار م ػ ػ ػ ػ ػػف مجموع ػ ػ ػ ػ ػػة ردود األفع ػ ػ ػ ػ ػػاؿ
المعروفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة مسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبقا ،ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؼ تنظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيـ السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػموؾ
(حمقة بسيطة ).
ج -مراقب ػ ػ ػ ػ ػ ػػة التس ػ ػ ػ ػ ػ ػػيير المتط ػ ػ ػ ػ ػ ػػورة= تعم ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ م ػ ػ ػ ػ ػ ػػف
مس ػ ػ ػ ػ ػػتوى :2المعمومػػ ػ ػ ػ ػػة الػ ػ ػ ػ ػ ػواردة تثي ػ ػ ػ ػ ػػر رد فعػػ ػ ػ ػ ػػؿ
متنػ ػ ػ ػ ػػاوب مػ ػ ػ ػ ػػع الفريػ ػ ػ ػ ػػؽ مػ ػ ػ ػ ػػف خػ ػ ػ ػ ػػالؿ اسػ ػ ػ ػ ػػتعراض
أنم ػ ػ ػ ػ ػ ػػاط النش ػ ػ ػ ػ ػ ػػاط الموج ػ ػ ػ ػ ػ ػػودة ،الي ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؼ مرافق ػ ػ ػ ػ ػ ػػة
الطفرة.
د -مراقبػ ػ ػ ػ ػ ػػة التسػ ػ ػ ػ ػ ػػيير التفاعميػ ػ ػ ػ ػ ػػة (عمػ ػ ػ ػ ػ ػػى النحػ ػ ػ ػ ػ ػػو
الت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػي يحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػددىا = ) Simonsتعمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف
المسػ ػ ػ ػ ػ ػػتوى :3تعم ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ تنظيمي(حمق ػ ػ ػ ػ ػ ػػة مض ػ ػ ػ ػ ػ ػػاعفة)؛
ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؼ قيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادة التغييػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر :ادمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاج المسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتوى
االستراتيجي.
مف خالؿ الجدوؿ السابؽ يمكننا القوؿ أف ىناؾ عالقة قوية بيف نظـ المراقبة وأصناؼ التعمـ ،ومف
الواضح أف نظـ المراقبة التقميدية (نظـ التشخيص) تنتج بصورة رئيسية تعميمات قابمة لمتكيؼ وال تزود
48
المؤسسة بوسائؿ التكيؼ مع وسط مضطرب ،وبالمقابؿ فإف نظـ المراقبة التفاعمية أنتجت تعميمات
توصؼ بأنيا مولدة ( )génératifsباعتبار أنيا قادرة عمى جعؿ المؤسسة تتفاعؿ مع التغيرات السريعة
والعميقة لممحيط.
49
خاتمة الفصل األول:
تمثؿ وظيفة المراقبة ضمانا لجودة الق اررات في المؤسسة وبالذات مراقبة التسيير التي تعتبر كحمقة
بيف التخطيط االستراتيجي وأنشطة المستوى التنفيذي مف خالؿ تدخميا في المستويات الثالثة لممراقبة.
تتوسط مراقة التسيير المستوى االستراتيجي والتنفيذي في المؤسسات ،ما يجعميا قادرة عمى تحويؿ
األىداؼ الطويمة األجؿ الى نشاطات يومية يسيؿ متابعتيا ،كما تساعد عمى الربط بيف القمة (األىداؼ)
والقاعدة (الوسائؿ والنتائج) مف أجؿ تحقيؽ الكفاءة ،الفعالية والمالءمة.
لقد بيف Simonsأف مراقبة التسيير التفاعمية (أو متبادلة التأثير) تعني نظاـ المعمومات الذي يسمح
لممسؤوليف باإلبالغ عف قيميـ واختياراتيـ إلى كؿ أعضاء المؤسسة ،كما أضاؼ أف المناقشات والحوارات
التي تتـ بيف المسيريف وجميع أعضاء المؤسسة حوؿ النتائج المحققة ،ىي التي تسمح بمالقاة
االستراتيجية المعتمدة مع االستراتيجية الناشئة ،وىكذا فإف مراقبة التسيير تغير مف االستراتيجية كما يمكف
ليا أف تشارؾ في وضعيا وفؽ مبدأ التعمـ التنظيمي المشار اليو سابقا في مسار مراقبة التسيير.
50
الفصل الثاني
لوحة القيادة كأداة لمراقبة
التسيير وتقنية للمراقبة
المستمرة
51
مقدمة الفصل الثاني:
يستدعي التسيير الجيد لممؤسسة أف يكوف مسيروىا ممميف بجميع المعمومات والمعطيات المالية
وغير المالية حتى يتمكنوا مف أخذ نظرة شاممة عف وضعيتيا ومدى نجاعة أساليب التسيير فييا تبعا
لمنتائج المحققة بيا ،وفي ىذا االطار تعد لوحة القيادة مف أىـ الوسائؿ التي تسمح بتحقيؽ ذلؾ ،بحيث
تمكف المسير مف أخذ نظرة شاممة عف وضعية مؤسستو مف خالؿ المؤشرات المتعمقة بجميع الوظائؼ
وذلؾ بيدؼ مراقبة القرارت المتخذة والعمؿ عمى تصحيحيا حسب الضرورة.
سنحاوؿ مف خالؿ ىذا الفصؿ دراسة ىذه األداة الميمة بتعمؽ أكثر مف خالؿ التطرؽ الى مختمؼ
المفاىيـ األساسية الخاصة بيا والى كيفية اقامتيا بالمؤسسة.
52
-1لوحة القيادة كنظام لقيادة األداء
ىؿ سبؽ وأف قدت سيارتؾ مف دوف مؤشرات السرعة ،المسافة وكمية البنزيف الموجودة ودرجة ح اررة
المحرؾ؟
إذف فكيؼ يمكف لممسيريف أف يقوموا بقيادة مؤسساتيـ دوف أف يكوف بإمكانيـ االطالع مباشرة عمى
مستوى نشاطات كؿ المصالح ,تنبؤات السيولة ,واتجاه تغير التكاليؼ...إلخ؟
لوحة القيادة ىي إحدى األدوات األساسية لمراقبة التسيير ،وىي تنتمي إلى نظاـ المعمومات التسييري
الكمي لممؤسسة بحيث تساعد عمى توفير أىـ المعمومات الخاصة بمختمؼ نشاطات المؤسسة ,كما تضمف
تقديـ المعمومات المرتدة عف تحقيؽ األىداؼ ليتـ تفسيرىا و تصحيحيا وىي بيذا تعتبر مف أىـ األدوات
المساعدة عمى اتخاذ الق اررات ،وىذا ما سنتعرؼ عميو مف خالؿ ىذا المبحث.
1
- Gray Jack, Pecqueux Yvon, « Evolutions actuelles des systèmes de tableau de bord-Comparaison des
pratiques de quelques multinationales amiricaines et francaises », Revue Francaise de Comptabilité, n° 242
1993, P62.
53
-إعطاء قياسات لممتغيرات األساسية التي تعتبر حاسمة في مسار تحقيؽ األىداؼ؛
-متابعة اإلجراءات المنفذة لتحقيؽ األىداؼ؛
-تقييـ أداءات المؤسسة أو قطاع المؤسسة بالمقارنة مع األىداؼ المحددة مسبقا مف طرؼ نظاـ
التسيير.
لوحة القيادة :ىي مجموعة مف المؤشرات المجمعة لضماف تقديـ عرض مقروء وقابؿ لمترجمة مع
1
تواتر منتظـ ومكيؼ الحتياجات القيادة.
لوحة القيادة ىي مجموعة مف المؤشرات المختارة والمصممة لمسماح لممسير أف يكوف عمى عمـ
باألداء السابؽ والحاضر لألنشطة التي تدخؿ ضمف حقؿ مسؤولياتو ،واألحداث التي يمكف أف
2
تؤثر عمى ىذا األداء في المستقبؿ.
لوحة القيادة ىي أحد مكونات نظـ المعمومات لممؤسسة الذي يزود المسئوليف بالمعمومات التي
3
مف شأنيا تسييؿ عممية صنع القرار.
لوحة القيادة ىي أداة تمخيصية تسمح باستمرار باجراء أسرع تحديث ممكف وذلؾ بمعرفة
4
المعطيات األساسية لمنشاط عمى المدى القصير ومراقبة المسؤوليات المفوضة.
1
- Lorino Philippe, Méthode et pratique de la performance, édition d’organisation, 2e Edition, 1997, P244.
2
-Germain Christophe, « Une typologie des tableaux de bord implanté dans les petites et moyennes
entreprise », Finance Contrôle Stratégie, Vol 8, n° 3, 2005, P131.
3
-Messier Sylvie et al, Comptabilité et gestion des organisations, Hachette, Paris, 2006, P193.
4
-Coucoureux Michel, Cuyaubère Thierry, Muller Jacques, Contrôle de gestion manuel et applications, Nathan
paris, 2007, P260.
54
-يجب أف تحتوي لوحة القيادة عمى عدد محدود مف المؤشرات حتى تكوف قراءتيا متاحة لكؿ شخص
ميتـ ،لذلؾ يجب أف تكوف مقدمة إما في شكؿ جداوؿ رقمية أو رسوـ بيانية (أعمدة بيانية أو
دوائر...الخ)؛
-لوحة القيادة ىي أداة لتحسيف االتصاؿ الداخمي ألنيا تسمح بتحكـ أفضؿ في المعمومات وتصور أكثر
واقعية لما يجري في مختمؼ مراكز المسؤولية ،وكذلؾ تقديـ رؤية موضوعية ومفيومة لمجميع حوؿ
وضعية أو حالة معينة لمتوصؿ إلى نفس المعمومة؛
-لوحة القيادة ىي أداة لتنشيط مراكز المسؤولية ألنيا تسمح بتسيير أكثر تشاركية؛
-لوحة القيادة ىي أداة لمتقييـ ألنيا تسمح بتكممة الجانب المالي بإضافة البعد النوعي ،وتسييؿ
تخصيص الموارد ،وكذا تسييؿ تحديد األىداؼ النوعية.
وفي األخير يمكننا تعريؼ لوحة القيادة عمى أنيا "مجموعة من المؤشرات األساسية لقيادة كل مؤسسة
ألنيا تسمح بسيطرة أفضل عمى أنشطتيا وزيادة فعاليتيا من خبلل السماح لممسؤولين بالحد من
ظاىرة عدم التأكد وتسييل صنع القرار".
تميزت لوحات القيادة ضمف ىذا التصور الكالسيكي بأنيا تضـ مجموعة مف المعمومات المرتدة ذات
األصؿ المحاسبي والمالي فقط في وثائؽ ذات حجـ كبير و معقد (مف 10إلى 200صفحة في الشير).
فإذا كانت ىذه المعمومات مفيدة لتقديـ صورة عف المؤسسة ولتقييـ الخسائر ...فيي بالمقابؿ غير قابمة
لالستعماؿ في ميداف القيادة ألنيا :
1
- fernandez Alain, Les nouveaux tableaux de bord des décideurs, 2ème Edition, Paris, Edition
d’organisation, 2002, P7.
55
* تقتصر فقط عمى المعمومات المالية والمحاسبة
* باإلضافة إلى أنيا غير مالئمة نظ ار لكبر حجميا ولتأخر تاريخ صدورىا وبالتالي فإف ىذا النوع مف
لوحات القيادة كاف يؤدي إلى تخفيض سرعة العمؿ ،1كؿ ىذا كاف في ظؿ محيط مستقر تسعى المؤسسة
فيو إلى تحقيؽ ىدؼ واحد وىو تخفيض التكاليؼ لزيادة الربح.
لكف مع تغير خاصية المحيط وارتباطو بظروؼ عدـ االستقرار والتأكد وجد متخذ الق اررات نفسو مجب ار
عمى اتخاذ أفضؿ الق اررات وبسرعة ،وىذا ما جعؿ مف النماذج الحديثة لموحات القيادة أدوات سريعة
التخاذ الق اررات ولمتسيير العاـ لممؤسسة 2وأطمؽ عمى ىذا النوع مف لوحات القيادة اسـ لوحة القيادة
االستشرافية أوالتنبؤية ( )le tableau de bord prospectifوتميزت لوحات القيادة ىنا بأنيا:
-.131.أداة تمخيصية :حيث أصبحت تحتوي عمى عدد محدود مف المؤشرات (في الغالب مف 5إلى
) 10والتي تساعد عمى تقديـ المعمومات األساسية لكؿ مسؤوؿ عممي ,فكثرة المؤشرات والمعمومات ال
يسمح باتخاذ الق اررات المالئمة في األوقات المناسبة ألنيا تؤدي إلى صعوبة قراءة لوحة القيادة و كذلؾ
إلى تضييع الوقت.
كما تميزت المعمومات المقدمة مف طرؼ لوحة القيادة الحديثة بأنيا مالئمة وموافقة لمعوامؿ األساسية
لمنجاح المرتبطة بكؿ مسؤوؿ باإلضافة إلى أنيا أصبحت تقدـ بطريقة فعالة تسيؿ عممية استعماليا
(منحنيات ,جداوؿ.)...
-3131.أداة تضم مؤشرات مالية وغير مالية :منذ 1992اقترح كؿ مف Nortonو Kaplanفي عدة
مقاالت أف تسير المؤسسات باالعتماد عمى مؤشرات مالية وغير مالية ,بحيث تأخذ بعيف االعتبار
إنشغاليف أساسييف :
تحقيؽ اليدؼ و ليس فقط استرجاع المسار المتبع.
خمؽ القيمة و ليس مجرد تخفيض التكاليؼ.
1
- Colasse Bernard, Encyclopédie de comptabilité, Contrôle de gestion et d’audit, Paris, Economica, 2000 ,
P1135.
2
- http:// www.Eylolle.com.
56
جمعت ىذه المؤشرات وفؽ أربعة محاور في لوحة قيادة متوازنة « 1» équilibréمف أجؿ اإلجابة عمى
2
األسئمة األربعة التالية:
-ماىية نظرة المساىميف إلينا ؟ (النظرة المستقبمية المالية .)Perspective financier
-ماىية نظرة المستيمكيف إلينا ؟ (النظرة المستقبمية لمزبائف .)Perspective du client
-أيف يمكف أف نتفوؽ؟ (النظرة المستقبمية الداخمية .)Perspective interne
-ىؿ باستطاعتنا االستمرار في التحسيف وفي خمؽ القيمة؟ (النظرة المستقبمية لمتعمـ والتجديد
). )Perspective d'apprentissage et d'innovation
-3131.أداة سريعة التخاذ الق اررات :ففي ظؿ محيط سريع التغير البد مف اتخاذ ق اررات فورية و سريعة
3
ألنو مف النادر أف تتوفر فرصة الحظ الثاني.
وعميو أصبح الشكؿ الحديث لموحات القيادة يسمح بتقديـ المعمومات األساسية بسيولة وبسرعة
(أداة تمخيصية) ،كما أصبح يمكف المسؤوليف مف تحميؿ النتائج وتفسيرىا التخاذ الق اررات المالئمة
بأقصى سرعة و في األوقات المناسبة
-1لوحة قيادة متوازنة مف أجؿ التأكيد عمى أف تحسيف النتائج المالية ينبغي أف ال يطغى عمى باقي النتائج.
2
- Colasse Bernard, Op Cit, P1139.
3
- Fernandez Alain, Op Cit, P 26.
4
- Colasse Bernard, Op Cit, P 1140.
57
-31.المؤشرات وأنواعيا
تتكوف لوحة القيادة مف مجموعة محددة مف المؤشرات (مف 5إلى 10في الغالب) و التي تعمؿ
عمى تزويد المسؤوليف بمعمومات مفيدة لقيادة نشاطاتيـ و سنحاوؿ فيما يمي إعطاء المفاىيـ األساسية التي
تخص ىذه المؤشرات:
-1لشيب صفاء ،نظاـ مراقبة التسيير وعالقتو باتخاذ القرار ،رسالة ماجستير .جامعة الجزائر ،2002 ,ص .117
2
- Tissier Dominique, Guide pratique pour la gestion des unités et des projets, Paris, Insep édition,
1987, P314.
3
- Demeestère René, Lorino philippe, Mottis Nicolas, Contrôle de gestion et pilotage de l’entreprise,
2ème Edition, Paris, Dunod, 2002, P83.
58
-313.1أنواع المؤشرات
1
الختيار المؤشر بطريقة سميمة وتحديد قيمتو ,فإنو مف المفيد الرجوع إلى التصنيفات المختمفة التالية:
أ -مؤشر النتيجة ومؤشر المتابعة(:)Indicateur de résultat et indicateur de suivi
-مؤشر النتيجة :يقوـ بقياس النتيجة النيائية لألداء أو لحدث معيف بعد اإلنجاز.
-مؤشر المتابعة :يقوـ بقياس مستوى تطور األداء و العمؿ خالؿ فترة اإلنجاز.
مثال :مؤسسة تنتج تجييزات منزلية و تسعى إلى تحسيف إرضاء زبائنيا بإقامتيا مصمحة لمصيانة (خدمة
ما بعد البيع) قادرة عمى تقديـ خدمات الصيانة لزبائنيا في فترة ال تتجاوز 45ساعة .
-فمؤشر المتابعة ىنا مثال :ىو قياس نسبة المواعيد خالؿ 45ساعة.
-أما مؤشر النتيجة فيو قياس درجة رضى الزبائف (عدد المواعيد التي قدمت ليا خدمات الصيانة
خالؿ مدة ال تتجاوز 45ساعة).
ب -مؤشر المراجعة ومؤشر القيادة( :)Indicateur de reporting et indicateur de pilotage
-يستعمؿ مؤشر المراجعة العالـ المستوى التنظيمي األعمى بالنتائج المحققة.
-أما مؤشر ا لقيادة فيو يسمح بقيادة العمؿ أو األداء أثناء القياـ بو مما يساعد عمى التحكـ في
النشاطات.
مثــال :يمكف لسائؽ مكمؼ بقيادة سيارة مف المدينة " س" إلى المدينة " ص" بأقصى سرعة و ضماف
واقتصاد ممكف أف يستعمؿ مؤشرات المراجعة التالية :الزمف المستغرؽ في الرحمة ,عدد المخالفات
المعاقب عنيا ,عدد تجاوزات السرعة المسجمة في العمبة السوداء ,كمية البنزيف المستيمكة...
و مؤشرات القيادة التالية :سرعتو في لحظة معينة ,عدد دورات المحرؾ في الثانية ,السرعة المسموح بيا
في ذلؾ الجزء مف الطريؽ...
ج -المؤشر المالي والمؤشر غير المالي:)indicateur financier et non financier( :
-المؤشر المالي ىو الذي يستند عمى المعطيات المالية والمحاسبية فقط مثال :معدؿ مردودية االستثمار,
سعر التكمفة لممنتوج...
-أما المؤشر غير المالي ،فيو ذلؾ الذي يستند عمى معطيات فيزيائية عممية ( physico-
)opérationnelleمثؿ :الحجـ ،الزمف ،المخزوف...
1
- Demeestère René, Lorino Philippe, Mottis Nicolas, Op Cit , P 80.
59
د -المؤشر المركب والمؤشر المستيدف (: )indicateur synthétique et indicateur ciblé
-المؤشرالمركب ىو ذلؾ المؤشر الذي يحدد بناءا عمى مجموعة متنوعة مف المعمومات بيدؼ وصؼ
وضعية ما بصورة عامة و إجمالية مثؿ سعر التكمفة المتوسط لمنتوج ما.
-أما المؤشر المستيدؼ ،فيو ذلؾ الذي يقتصر فقط عمى مظير محدد و خاص مثؿ :الزمف الالزـ
لتغيير أطر عجالت الشاحنة "أ"
1
و حتى يكوف المؤشر مصدر ثقة البد أف تتوفر فيو الشروط التالية :
المبلءمة والمصداقية :وترتبط ىذه الخاصية بضرورة تمبية المؤشر الحتياجات المستفيديف منو بصورة
جيدة أي تمبيتو لممعمومات المطموبة و التي ىـ في حاجة إلييا.
الوفاء والموضوعية :وىذا يعني إلزامية تغير المؤشر وتناسبو مع مستوى التغيير الذي يط أر عمى الظاىرة
التي ىي قيد التقدير أو القياس .وضرورة ثبات مدوؿ المؤشر في الزماف والمكاف وىذا يعني أف المؤشر
يقوـ عمى أساس معطيات عممية و موضوعية و يتـ إعداده مف قبؿ مختصيف و بالتالي ال يجب أف
يخضع لتالعبات أو تشوىات مف قبؿ مستعمميو.
السرعة والسيولة :وىذا يعني سرعة الحصوؿ عمى المعمومة وسيولة الوصوؿ إلييا ليتـ استعماليا في
الوقت المناسب .وعادة يفضؿ استعماؿ األشكاؿ البيانية باعتبارىا تسمح لمستعممييا باستخراج المعمومات
بسرعة و سيولة ولكونيا أكثر تعبي ار كما ىو موضح في الشكؿ التالي:
1
- Tissier Dominique, Op Cit, P314.
60
الشكل رقم :1.2بعض األشكال البيانية لتقديم لوحات القيادة
100
80
الفعلي
20
المقدر
40
20
100
80
الفعلي
20
40
المقدر
20
61
فضال عما سبؽ ىناؾ مجموعة أخرى مف التوصيات التي يجب أف تؤخذ بعيف االعتبار عند اختيار
1
المؤشر:
-البد أف يكوف المؤشر مرتبطا بيدؼ معيف.
-البد أف يسمح باتخاذ الق اررات.
-يجب أف يكوف واضحا و خاليا مف أي غموض أو التباس.
1
- http: // www.modesway.com.
62
ويجب أف تتضمف لوحة القيادة االستراتيجية مؤشرات األداء المفتاحية 1 KPIاالستراتيجية مع األىداؼ
وعتبات لألداء الجيد والسيء ،وذلؾ لتمكيف المسؤوليف مف التسيير الفعاؿ ليذه االستراتيجية ،وىي تسمح
عمى سبيؿ المثاؿ بػ:
-تقديـ لمحة عامة حوؿ أداء المؤسسة؛
-مقارنة الفترة السابقة؛
-التأكد مف أف األىداؼ قد تحققت؛
-تحديد الحاالت الشاذة التي وقعت خالؿ الفترة وبالتالي فيي تسمح لمفريؽ اإلداري بتقييـ أداء
المؤسسة وتحديد المعمومات الرئيسية لمقيادة الجيدة.
1
-مؤشرات األداء المفتاحية ) (Key performance indicateurهي مؤشرات خاصة تسمح بقياس التقدم المحقق و/أو المراد تحقيقه من أجل
التمكن من تحقيق الهدف االستراتيجي فعشرة من هذه المؤشرات يبدو كافيا لفهم سلوك ونشاط المؤسسة والتمكن من اتخاذ القرارات الالزمة.
63
بتزويد أعضاء الفرؽ التنفيذية بالرؤية الفورية لقيـ مؤشرات األداء المفتاحية KPIالتنفيذية ،وىي تكشؼ
عف الفرص المتاحة وتعزز سرعة اتخاذ اإلجراءات التصحيحية.
-1طريقة " "Ovarىي الخطوات التي تسمح بتصميـ لوحة القيادة وقد تـ وضعيا مف قبؿ فيرؽ باحثيف مف مجمع . HEC
2
-Dayan Armand, Op cit, p 851.
64
الشكل رقم :2.2خطوات تصميم لوحة القيادة حسب طريقة Ovar
الهذف 1
مخطط النشاط
FCS 4 d’action
حيث تصؼ األىداؼ الميمة المراد تحقيقيا ،أما العوامؿ األساسية لمنجاح فيي عوامؿ تفسيرية ىامة
لنجاح أو فشؿ المؤسسة 1لذلؾ يجب أف تكوف ىذه العوامؿ متالئمة مع األىداؼ المراد تحقيقيا ،وأخي ار
يجب أف تسمح مخططات النشاط باإلجابة عف األسئمة التالية :مف؟ متى؟ مذا؟ وكيؼ؟
- Bouquin Henri, Le contrôle de gestion, presse universitaires de France, Paris, 4e, 1998, P81.
1
65
ىذه الخطوة بضماف انسجاـ لوحات القيادة الخاصة بالمسؤوليف مع استراتيجية المؤسسة مف جية ،ومع
بعضيا البعض مف جية أخرى.
أما "الجزء ب" مف الشكؿ فيو يمثؿ الخطوة الثانية لتصميـ لوحات القيادة وىي تمثؿ الطريقة الدقيقة لبناء
لوحات القيادة وذلؾ باالعتماد عمى الييكؿ التنظيمي لممؤسسة ،فبمجرد تحديد أدوار المسؤوليف مف
الضروري عمى ىؤالء وضع مخططات النشاط التي سيمتزموف بيا واختيار المؤشرات األنسب التي تمكنيـ
مف متابعة ىذه المخططات.
66
الشكل رقم :3.2مراحل تصميم لوحة القيادة
-1تـحـديـد االسـتــراتيـجـيـة /خــريـطـة المسؤوليـات
االستراتيجية /المهام
األهداف
خـطـط الـعـمـل
الـمسـؤوليــات
67
1
وتضـ مرحمة تصميـ لوحة القيادة أربع خطوات أساسية وىي:
-تحديد المخطط التنظيمي لمتسيير والمتغيرات األساسية.
-اختيار المؤشرات المناسبة.
-البحث عف مصادر المعمومات.
-تصميـ لوحة القيادة.
68
وبالتالي يتـ التوصؿ في األخير إلى اتخاذ القرار النيائي بخصوص قائمة المؤشرات التي سيتـ
استعماليا في لوحات القيادة.
69
ويجب أف تظير لوحات القيادة المعمومات األساسية بوضوح ,حتى تسمح باستغالليا بسرعة و تضمف
االتصاؿ الجيد بيف مستعممييا و مسؤولييـ.
ولتحقيؽ أفضؿ استخداـ لموحات القيادة فمف األفضؿ اتباع التعميمات التالية :
-استخداـ نفس الشكؿ لموحات القيادة المستخدمة في مختمؼ المستويات التنظيمية ,فتطابؽ التمثيؿ
يسيؿ الحوار (جداوؿ ,أشكاؿ.)...
-أف تشمؿ لوحة القيادة الخاصة بكؿ مسؤوؿ صفحة رئيسية أو عدة صفحات ,تحمؿ المعمومات الميمة
المرتبطة بنشاط كؿ منيـ ,و يتـ استعادة ىذه الصفحة بنفس الشكؿ في لوحة قيادة المستوى األعمى.
ويمكف كذلؾ إدراج في أسفؿ الصفحة االنحرافات المستخرجة واإلجراءات التصحيحية المتخذة لتصحيحيا.
وفي األخير يتـ اختبار ىذه الموحات المقترحة لفترة محددة مف الزمف لتحديد تمؾ القابمة لمتطبيؽ
الفعمي.
جاءت بطاقة األداء المتوازف ) (Balanced scorecardكرد لػ "فقدان المبلءمة" لنظاـ مراقبة التسيير
مع نياية التسعينات ،1وكاف السبب في فقداف ىذه المالءمة ،ىو التركيز في قياس األداء عمى الجوانب
المالية.
ويرجع انفراد وأصالة بطاقة األداء المتوازف حسب مناصرييا إلى مبدأيف رئيسييف :الطابع المتعدد األبعاد
لألداء ،حيث يقاس باالعتماد عمى مجموعة مف المؤشرات مقسمة الى أربعة منظورات (المالي ،الزبائف
2
المسارات الداخمية ،االبتكار والتعمـ) ،ووجود نموذج ضمني يربط ىذه المؤشرات المختمفة فيما بينيا.
1
»- Méric Jérome, «L’émergence d’une discours de l’innovation managériale-le cas du Balanced Scorecard-
Comptabilité-Contrôle-Audit, Numéro spéciale, Mai 2003, P135.
2
» - Ponssard Jean-Pierre, Saulpic Olivier, « Une reformulation de l’approche dite du « BalancedScorecard
Comptabilité - Contrôle - Audit, Tome 6, vol 1, 2000, P8.
70
-1.3تعريف وأىداف بطاقة األداء المتوازن
Kaplanو ..." Nortonبطاقة األداء المتوازف ىي إطار جديد يسمح بإدماج المؤشرات وفقا لـ
االستراتيجية ،وتقترح باإلضافة إلى المؤشرات المالية لألداء السابؽ محددات لألداء المستقبمي ،ىذه
المحددات تتعمؽ بالعمالء والمسارات الداخمية والتعمـ التنظيمي ،وتعتمد عمى الترجمة الواضحة والصارمة
1
مف االستراتيجية إلى أىداؼ ومؤشرات محددة " ...
وحسب " Pandyبطاقة األداء المتوازف ىي مجموعة مف المؤشرات المالية وغير المالية الموحدة في
2
ورقة".
مف خالؿ ىذيف التعريفيف نستنتج أف بطاقة األداء المتوازف ليست مجرد نظاـ جديد لمقياس انما أيضا
العمود الفقري لمسار التسيير ككؿ ،واالتقاف الجيد ليذا النظاـ مف القيادة مف قبؿ المؤسسات سيسمح ليـ
بػ:
وقد تـ ترجمة فكرة " بطاقة األداء المتوازن " الخاصة بػ Kaplanو Nortonوالتي يقصد بيا "دفتر
3
المبلحظات المتوازن "Carnet de note équilibréفي األدب الفرنسي إلى العديد مف التعابير:
1
- Kaplan Robert S, Norton David P, Le tableau de bord prospectif : pilotage stratégique, les 4 axes de succés
Edition d’organisation, Paris, 1996, P31.
2
- Pandy I M, Balanced Scorecard : myth and reality, VIKALPA, Vol 30, n° 1, 2005, P54 .
-3لشيب صفاء ،مراقبة التسيير في القطاع العمومي-دورىا في تحسيف فعالية التسيير وجودة الخدمات بالقطاع الصحي ،-أطروحة دكتوراه في
ادارة األعماؿ ،جامعة الجزائر.139 ،,2015 ،
71
-1.1.3لوحة القيادة المتوازنة ) :(Le tableau de bord équilibréوتأتي ىذه التسمية مف المشكؿ
الرئيسي إلعادة التوازف لممنيج التقميدي لألداء ،وذلؾ بإضافة ثالث محاور أخرى لمحور األداء المالي
(الربحية والقيمة المضافة )...وىي :الزبائف ،المسارات الداخمية والتعمـ .وحسب Kaplanو Nortonفاف
1
بطاقة األداء المتوازف تسمح بتوفير التوازنات التالية:
أ -تسمح بطاقة األداء المتوازف بإعادة التوازف النسبي بيف األىداؼ القصيرة األجؿ (مثؿ األداء المالي)
واألىداؼ طويمة األجؿ المتعمقة بمخططات المسيريف لممستقبؿ؛
ب -في منطؽ بطاقة األداء المتوازف يتـ الرجوع مف اآلثار الى األسباب ،عمى افتراض أف معالجة
األسباب (مثؿ التنظيـ الداخمي) تحسف اآلثار في المستقبؿ (النتائج المالية ،ارضاء احتياجات السكاف
المستيدفيف)...
مف الواضح أف قيادة المؤسسة باالعتماد عمى المؤشرات المالية فقط غير ممكف في البيئة الحالية ،ىذا
اإلدراؾ ىو الذي دفع كال مف Kaplanو Nortonالى اقتراح رؤية متعددة األبعاد لألداء في أربعة
1
- Kaplan Robert S, Norton David P, (1996), Op cit, P22.
72
1
:محاور ىي
1
-Kaplan Robert S, Norton David P, « The Balanced Scorecard-measures that drive performance », Harvard
Business Review, Jannuary-February, 1992, P72 ;
Kaplan Robert S, Norton David P « Transforming the Balanced Scorecard from performance measurment
to strategic management : part I », Accounting Horizon, Vol 15, n° 1, 2001, P90 ;
Kaplan Robert S, Norton David P, Le tableau de bord prospectif, Edition d’organisation, Paris, 2003, P38.
73
الشكل رقم :2.4العالقة التبادلية لبطاقة األداء المتوازن
يرتبط كؿ محور مف ىذه المحاور مع المحور اآلخر بعالقات سببية ،وتسمح ىذه المحاور األربعة بتحقيؽ
توازف في قيادة األداء:
توازف بيف المؤشرات :المالية وغير المالية ،النقدية والمادية ،النوعية والكمية ،مؤشرات النتائج -
ومؤشرات المسارات ،القبمية والبعدية ،القصيرة األجؿ والطويمة األجؿ...
74
-توازف وظيفي :المالية ،التسويؽ ،تسيير االنتاج ،تسيير الموارد البشرية...
-توازف في االىتماـ الممنوح لمختمؼ أصحاب المصمحة (المساىميف ،الزبائف ،األجراء ،1)...كما تسمح
بتمثيؿ متوازف لألداء العاـ بالتركيز عمى رؤية واستراتيجية المسيريف والتي تعتبر نقطة البداية.
-1.2.3المحور المالي :يسمح ىذا البعد بقياس ربحية االستراتيجية ،باعتبار أف األرباح تمثؿ المحرؾ
األساسي لممبادرات االستراتيجية التي تمارسيا المؤسسة ،ويعتمد الجانب المالي عمى المردودية المحققة
والمقاسة بالربح التشغيمي الذي تحققو المؤسسة ،وكذلؾ العائد عمى رأس الماؿ الموظؼ ،ومؤخ ار عمى
القيمة االقتصادية المضافة ألف استم ارريتيا مرىوف بالعوائد واألرباح المحققة.
-2.2.3محور العمبلء أو الزبائن :يمكف لممسيريف بفضؿ ىذا المحور تحديد قطاعات السوؽ
المستيدفة وكذا مؤشرات األداء الخاصة بيذه القطاعات والتي تعتمد عادة عمى:
-حصة السوؽ
-االحتفاظ بالزبائف
-انضماـ زبائف جدد
-رضى الزبائف
-المردودية حسب كؿ قطاع
ووفقا لػ Kaplanو Nortonتعكس ىذه المؤشرات األىداؼ المتعمقة بأنشطة التسويؽ والمبيعات ،الموجستية
وتطوير المنتج والخدمة ،ومع ذلؾ ال تزاؿ تحتوي عمى المؤشرات المالية التي توفر المعمومات البعدية.
ولمتغمب عمى ىذا العيب تفرض بطاقة األداء المتوازف عمى المؤسسة القياـ بتحميؿ دقيؽ لسوقيا ،والزبائف
المستيدفيف ومسارات ضـ زبائف جدد وارضائيـ ...وبالتالي تسمح األىداؼ والمؤشرات المستخدمة في ىذا
المحور لممسيريف بتوفير أرقى الخدمات لمزبائف المستيدفيف.
-3.2.3محور المسارات الداخمية :يعمؿ المسيروف وفقا ليذا المحور عمى تحديد المسارات الداخمية
األساسية لممؤسسة لدعـ كال مف جانب الزبائف والجانب المالي أي:
1
- Messeghem Karim, Naro Gérald, Sammut Sylvie, « Construction d’un outil stratégique d’évaluation de
l’accompagnement à la création d’entreprise : apport du tableau de bord prospectif », Gestion 2000,n°2,
2010 P104.
75
-تقديـ الخدمة التي تجذب الزبائف وتحتفظ بيـ في قطاعات السوؽ المستيدفة؛
-ضماف المردودية المالية التي ينتظرىا المساىميف.
وبالتالي يساعد ىذا المحور عمى تحقيؽ رضى الزبائف واألىداؼ المالية لممؤسسة ،ويدفع إلى تشجيع
البحث والتطوير لخمؽ منتجات وخدمات جديدة تساعد عمى غزو أسواؽ جديدة.
-4.2.3محور التعمم التنظيمي :يخص المحور الرابع لبطاقة األداء المتوازف البنى التحتية التي يجب
وضعيا مف طرؼ المؤسسة لتحسيف األداء وتحقيؽ النمو عمى المدى الطويؿ " .لممؤسسات حظوظ
ضئيمة لتحقيؽ أىدافيا المتعمقة بعمالئيا ومساراتيا الداخمية باستخداـ التكنولوجيات والقدرات الحالية ،كما
أف المنافسة العالمية قد حسنت باستمرار قدرتيا عمى تمبية توقعات الزبائف والمساىميف 1" ...يوضح ىذا
المقطع األىمية التي يعطييا كؿ من Kaplanو Nortonلمحور التعمـ ،حيث ميزاه بأنو محور الوسائؿ
التي تسمح بتحقيؽ أىداؼ األداء المحددة في المحاور الثالثة السابقة ،وتنقسـ ىذه الوسائؿ إلى ثالثة
مكونات:
وبالتالي تسمح بطاقة األداء المتوازف بترجمة رؤية واستراتيجية المؤسسة الى أىداؼ ومؤش ارت تتمفصؿ
حوؿ مجموعة منسجمة مشكمة مف أربعة محاور ،كما تسمح بمتابعة النتائج المنتظرة والمسارات التي
تسمح بتحقيقيا.
باإلضافة الى ىذه المحاور األربعة ،فاف كؿ محور يتكوف مف أربعة أقساـ متكاممة فيما بينيا وىي:
أ -األىداؼ :والتي تكوف موزعة عمى المحاور األربعة وتحمؿ نفس األىمية االستراتيجية ،ويجب أف
تكوف قابمة لمقياس والتحقيؽ ضمف فترة زمنية محددة؛
1
Kaplan et Norton, (1996), op cit, p 41.
76
ب -القياسات أو المؤشرات :وتمثؿ الجانب الذي يحدد حالة اليدؼ المراد تحقيقو عف طريؽ مقارنتو
بقيمة محددة سمفا؛
ج-المعايير أو المستيدؼ :وىي قيـ محددة يتـ بناء عمييا تحديد مقدار االنحراؼ سمبا أو ايجابا
مقارنة مع اليدؼ المراد تحقيقو؛
د -المبادرات :تشير المبادرات الى المشاريع التشغيمية الواجب تنفيذىا لتحقيؽ اليدؼ أي االجراءات
الالزمة والمساعدة عمى تحقيؽ األىداؼ.
اف بطاقة األداء المتوازف ىي أبعد مف أف تكوف مجرد مجموعة مف المؤشرات الموزعة بيف المحاور ،ولقد
أكد كؿ من Kaplanو Nortonعمى الترابط المتبادؿ بيف ىذه المحاور ،لذلؾ يجب أف تصمـ ىذه
المجموعة مف المحاور أو القياسات بالرجوع المستمر لالستراتيجية ،ولتحقيؽ ذلؾ البد مف استيفاء ثالث
شروط أساسية وىي :عبلقات السبب والنتيجة ،محددات األداء واالرتباط بالنتائج المالية.
عبلقات السبب والنتيجة :يجب عمى بطاقة األداء المتوازف أف تسمح بإظيار الترابط بيف
فرضيات العالقات "السبب والنتيجة" لمقاييس النتائج ومحددات األداء.
محددات األداء :ينبغي أف تشمؿ بطاقة األداء المتوازف عمى مقاييس النتائج ومحددات األداء.
تعكس مقاييس النتائج أو ما تعرؼ بالمؤشرات القبمية األىداؼ واليياكؿ المشتركة في العديد مف
المؤسسات مثؿ المردودية ،رضا ووفاء الزبائف...
أما محددات األداء أو المؤشرات القبمية ،فيي خاصة بكؿ مؤسسة ،وىي التي تسمح بتحديد
نشاطات الدعـ الالزمة لتحقيؽ األىداؼ المحددة عمى المدى المتوسط.
77
االرتباط بالنتائج المالية :يجب أف تكوف العالقات السببية لكؿ المقاييس مرتبطة بالنتائج المالية
ووفقا لػ Mendozaفاف الفمسفة الضمنية ليذه السمسمة السببية ىي األولوية المالية لجميع
1
المحاور األخرى.
لذلؾ يجب أف تحتفظ بطاقة األداء المتوازف بمكانة المؤشرات المالية ،وأف تربط باقي المؤشرات األخرى
باألىداؼ المالية.
1
- Mendoza Carla et al, Tableaux de bord et Balanced Scorecard, Groupe Revue Fiduciaire, France, 2002,
P163.
78
-313نماذج لبعض لوحات القيادة
أوال :المديرية العامة لممؤسسة:
السنة..............: لـوحـة القيـادة لمنتـائـج الشير..............:
الـــتـــراكـــم الشـــيــــر
تذكير بالدورة االنحـراف المقـدر الفعمــي تذكير بالدورة االنحــراف المقــدر الفعمـي المؤشر
السابقة السابقة
رقم األعمال المحقق:
*المنتج أ
*المنتج ب
*المنتج ج
تكاليف الوحدات المباعة:
*المنتج أ
*المنتج ب
*المنتج ج
اليامش اإلجمالي
المنتج أ
المنتج ب
المنتج ج
نفقات البيع و اإلدارة
المصاريف المالية
النتيجة اإلجمالية
79
ثانيا :مصمحة المالية والمحاسبة:
أ -حالة الخزينة:
السنة..............: لـوحـة القيـادة لمخزينة الشير..............:
الـــتـــراكـــم الشـــيــــر
تذكير بالدورة االنحـراف المقـدر الفعمــي تذكير بالدورة االنحــراف المقــدر الفعمـي المؤشر
السابقة السابقة
وضعية الخزينة (موجبة أو سالبة)
80
ب -مصاريف اإلدارة و المالية :
مبلحظات الــتـــراكـــم إلى غاية... الشــيـــر المصاريف
االنحـراف المقـدر الفعـمـي االنـحـراف المقـدر الفعمـي
81
ب -مصاريف المشتريات :
مبلحظات الـتراكـم إلى غـايـة....: الشــيـــر... المصاريف
االنحـراف المقـدر الفعـمـي االنـحـراف المقـدر الفعمـي
مصاريف النقل
الجمركة
.....-
.....-
المجموع
82
رابعا :مصمحة اإلنتاج
أ -إنتاج الفترة :
السنة..............: لـوحـة القيـادة لئلنتاج الشير..............:
اإلنتاج المخزن:
-المنتج أ
-المنتج ب
-المنتج ج
مستوى الجودة = الوحدات
المعيبة /الكميات المنتجة.
83
ب-مصاريف اإلنتاج :
مبلحظات الـتراكـم إلى غـايـة....: الشــيـــر المصاريف
االنحـراف المقـدر الفعـمـي االنـحـراف المقـدر الفعمـي
-مواد أولية
-يد عاممة مباشرة
-مصاريف الطاقة
(كيرباء ,غاز)
-الصيانة
.....-
المجموع
84
خامسا :المصمحة التجارية:
أ -المبيعات المحققة :
الـــشــيـــر...
مبيعات
سبب ىذه المردودات السنة حجم المبيعات حجم المبيعات
مبلحظات االنحراف نوع المنتج
المردودات من البضائع السابقة المحقق المتوقع
مياه معدنية
مشروبات
غازية
سيرو
85
خاتمة الفصل الثاني:
عندما نحضر لعممية اتخاذ القرار فإف الميـ ىو المستقبؿ وليس الماضي ،فعمى مستوى التكاليؼ نجد
أف التكاليؼ التاريخية ليست ذات داللة كبيرة ،ومعاينة الماضي ليس ميما إال لكونو يقدـ معمومات تشكؿ
قاعدة لمتفكير وال يمكف استعماؿ ىذه المعاينات مباشرة عند التحضير التخاذ القرار.
إف االعتماد عمى المحاسبة التحميمية والتسيير الموازني فقط غير كافي ألف المعمومات الناتجة
عنيما تكوف ذات طبيعة مالية ومحاسبية بحتة ،ليذا السبب البد مف استعماؿ لوحات القيادة باعتبارىا
تضـ المعمومات المالية وغير المالية ،وكذلؾ باعتبارىا أداة تمخيصية تسيؿ عممية اتخاذ القرار مف خالؿ
توفير المعمومات الالزمة فقط في األوقات المناسبة.
86
خ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
87
خاتمة:
يعد التسيير طريقة عقالنية لمتنسيؽ بيف الموارد البشرية ،المادية والمالية قصد تحقيؽ األىداؼ
المسطرة لممؤسسة ،وتتـ ىذه الطريقة حسب الوظائؼ المتمثمة في :التخطيط ،التنظيـ ،التوجيو ،التنسيؽ
والمراقبة قصد تحقيؽ أىداؼ المؤسسة بالتوفيؽ بيف مختمؼ الموارد ،فاليدؼ مف وراء أي عممية تسييرية
ىو تحقيؽ أقصى األىداؼ المسطرة بأقؿ تكمفة ممكنة وباستعماؿ اإلمكانيات المتاحة ،لكف عممية تحقيؽ
ىذه األخيرة ال يمكف أف يتـ بسيولة وبدوف مواجية المشاكؿ ،نظ ار لمصعوبات التي تتخمؿ تنفيذ األعماؿ
مما يؤدي إلى وجود اختالالت وانحرافات ،وىذا ما يستوجب وجود نظاـ فعاؿ لمراقبة التسيير يعمؿ عمى
تحديد االنحرافات وتفسيرىا مف أجؿ مساعدة المسيريف والمسؤوليف عمى اتخاذ الق اررات الالزمة في
األوقات المناسبة.
أىـ النقاط التي تـ استخالصيا مف ىذه المطبوعة مايمي:
-التسيير اليوـ ىو عمـ االختيارات والتطبيؽ وىو يتضمف قيادة المنظمة باستعماؿ عدة تقنيات وخطوات
لممساعدة عمى اتخاذ القرار ،كما أنو مزيج لعدة عموـ ،ويتضمف المعنى الحالي لمتسيير قسميف أساسيف:
التسيير االستراتيجي :الذي يتابع نشاط المؤسسة عمى المدى البعيد ،والتسيير العممي :الذي يتابع نشاط
المؤسسة عمى المدى القصير.
-تنبثؽ مسارات المراقبة إما عف النماذج السبرانية التي تيدؼ الى انشاء وحدات تخضع لممراقبة الذاتية
بفضؿ دورات استرجاعية لممعمومات (قياس النتيجة -المقارنة مع اليدف – إجراء تصحيحي) ،أوعف
النماذج غير السبرانية التي تترؾ مجاال واسعا لمغموض والحدس واألحكاـ المسبقة والدعوة إلى االعتراؼ
بالبعد غير الرسمي؛
-يتجو التصور السائد لممراقبة الخاص بػ ) (Anthony,1965لصالح الرؤية الميكانيكية لمتنظيـ
والمراقبة عمى حساب أبعاد غير رسمية وانسانية ،وىناؾ القميؿ مف األبحاث التي أشارت إلى اعتراضيا
عمى النموذج السبراني والعقالني؛
-تحمؿ النظرة الكالسيكية المراقبة التنظيمية مف خالؿ مسارات مختمفة تعتمد عمى األدوات واإلجراءات
المعموماتية والموازنية ،مع العمـ أف المراقبة ليست مجرد مسألة أدوات ووصفات عالمية ،عمى العكس فإف
نظاـ المراقبة يظير بدوره كموضح لمخيارات االستراتيجية وكضامف لالنسجاـ الداخمي لممؤسسة وكنتيجة
لمتفاعؿ بيف األفراد وكوسيمة لمتعمـ وكمصدر الضطراب السموكات والثقافة التنظيمية؛
88
-تتوضع مراقبة التسيير كمرحمة وسطية بيف المراقبة االستراتيجية ومراقبة التنفيذ ،حيث تسمح عمى
المدى المتوسط بمراقبة تحويؿ األىداؼ طويمة األجؿ إلى نشاطات يومية ،وعميو تسمح مراقبة التسيير
باتخاذ الق اررات التكتيكية والربط بيف المستوى االستراتيجي والمستوى التنفيذي؛
-بالرغـ مف تعدد التعاريؼ المقدمة حوؿ مراقبة التسيير إال أنيا تتفؽ جميعا في أنيا مسار دائـ لمتعديؿ
يستيدؼ تجنيد الطاقات مف أجؿ االستخداـ األمثؿ لمموارد وتصحيح األخطاء واالنحرافات؛
-تيدؼ مراقبة التسيير الى ادماج األفراد والمسؤوليف في مسار المراقبة مف خالؿ اشراكيـ في عممية
التخطيط وذلؾ لتحفيزىـ عمى التنفيذ الجيد لمخططاتيـ بتقميص حجـ األخطاء الناتجة عف الفرؽ بيف
األداء المتوقع واألداء الحقيقي؛
-تسمح مراقبة التسيير بتحقيؽ تعمـ في حمقة بسيطة يحترـ إطار النشاطات المحددة بواسطة النظريات
المطبقة ،وتعمـ في حمقة مضاعفة يجددىا مف خالؿ تعديؿ األىداؼ وادماج المستوى االستراتيجي وىي
ما تعرؼ بمراقبة التسيير التفاعمية وفؽ مفيوـ Simons؛
-يعمؿ مراقب التسيير عند تصميمو لنظاـ مراقبة التسيير عمى اقتراح واقامة مجموعة مف األدوات حسب
األولويات التي تساعد عمى اتخاذ القرار والتي تعد أدوات حاممة لمتعمـ ،تطرقنا في المطبوعة إلى أىميا
وىي لوحات القيادة ،حيث تسمح ىذه األخيرة بتقديـ المعمومات األساسية ذات الطبيعة المالية وغير المالية
بالصورة الممخصة التي تسيؿ عممية صنع القرار.
-لوحة القيادة ليست مجرد وثيقة معمومات بؿ أداة عمؿ حقيقية تسمح بالتصحيح الذاتي واالتصاؿ بيف
مختمؼ المراكز؛
-ىي أداة لمتابعة نشاط المؤسسة بصورة دقيقة ومستمرة؛
-تمثؿ لوحة القيادة بالنسبة لكؿ مركز مسؤولية فرصة لتحسيف فعاليتو وقدرتو عمى التكيؼ ،كما تسمح
بتعزيز المساءلة؛
-تمثؿ لوحة القيادة بالنسبة إلدارة المؤسسة وسيمة أو أداة لتحسيف السيطرة عمى وضعية وحداتيا المختمفة
وكذلؾ لفيـ أفضؿ لمختمؼ النتائج الكمية والنوعية؛
-يجب أف تحتوي لوحة القيادة عمى عدد محدود مف المؤشرات حتى تكوف قراءتيا متاحة لكؿ شخص
ميتـ ،لذلؾ يجب أف تكوف مقدمة إما في شكؿ جداوؿ رقمية أو رسوـ بيانية (أعمدة بيانية أو
دوائر...الخ)؛
89
-لوحة القيادة ىي أداة لتحسيف االتصاؿ الداخمي ألنيا تسمح بتحكـ أفضؿ في المعمومات وتصور أكثر
واقعية لما يجري في مختمؼ مراكز المسؤولية ،وكذلؾ تقديـ رؤية موضوعية ومفيومة لمجميع حوؿ
وضعية أو حالة معينة لمتوصؿ إلى نفس المعمومة؛
-لوحة القيادة ىي أداة لتنشيط مراكز المسؤولية ألنيا تسمح بتسيير أكثر تشاركية؛
-لوحة القيادة ىي أداة لمتقييـ ألنيا تسمح بتكممة الجانب المالي بإضافة البعد النوعي ،وتسييؿ
تخصيص الموارد ،وكذا تسييؿ تحديد األىداؼ النوعية.
وفي الختاـ ،نأمؿ أف نكوف قد وفقنا في معالجة الموضوع وعرضو واف لـ يكف لكؿ جوانبو فعمى األقؿ
لمجوانب األكثر أىمية ،فالعمؿ العممي إفادة واستفادة والكماؿ هلل وحده.
90
:قائمة المراجع
:الكتب
Alazard Claude, Sépari Sabine, Contrôle de gestion, 5e Edition, Dunod, Parid, 2001.
Alazard Claude, Sépari Sabine, Contrôle de gestion, 3e Edition, Dunod, Paris, 2013.
Anthony Robert N, Dearden John, Bedford Norton M, Management control systems, Fifth
Edition, IRWIN USA, 1984.
Bescos Pierre-Laurent, Mendoza Carla, « Les besoins d’informations des managers sont-ils
satisfaits ? », la revue francaise de gestion, n°121, 1998.
Bouquin Henri, Le contrôle de gestion, presse universitaires de France, Paris, 4e, 1998.
Bouquin Henri, Les fondements du contrôle de gestion, 3e Edition , Puf, Paris, 2005.
Bouquin Henri, Les fondements du contrôle de gestion, 4e Edition, Puf, Paris, 2011.
Bouquin Henri, Kuszla Catherine , Le contrôle de gestion, 10e Edition, Puf, Paris, 2014.
91
Coucoureux Michel, Cuyaubère Thierry, Muller Jacques, Contrôle de gestion manuel et
applications, Nathan paris, 2007.
De Vauplane Hubert, «Le nouveau défi des sociétés de gestion: les fonctions de contrôle»,
Rvue Banque, n° 749, 2012.
Fernandez Alain, Les nouveaux tableaux de bord des décideurs, 2ème Edition, Paris, Edition
d’organisation, 2002.
Kaplan Robert S, Norton David P, Le tableau de bord prospectif : pilotage stratégique, les
4 axes de succés Edition d’organisation, Paris, 1996.
Lauzel Pierre, Robert teller, Contrôle de gestion et budgets, 8e Edition, Dolloz, Paris, 1997.
92
Mendoza Carla et al, Tableaux de bord et Balanced Scorecard, Groupe Revue Fiduciaire,
France, 2002.
Messier Sylvie et al, Comptabilité et gestion des organisations, Hachette, Paris, 2006, P193.
Rey Jean-Pierre, Le contrôle de gestion des services publics communaux, Dunod, Paris,
1999.
Simons Robert, Lever of control: how managers use innovative control systems to drive
strategic renewal, Harved busness school press, Boston, 1995.
Stoner James A.F, Freeman R. Edward , Management, Fifth Edition, Prentice- Hall
international, INC, United stated of America, 1992.
Taylor Fredirek Winslow, Shop management, Harper & Brothers, New york, 1913.
Tissier Dominique, Guide pratique pour la gestion des unités et des projets, Paris, Insep
édition, 1987.
:الدوريات
» تحميل واقع الرقابة اإلدارية من وجية نظر العاممين االداريين في الجامعات،عدناف بدري االبراىيـ
،1 العدد،16 المجمد، سمسمة العموـ اإلنسانية واالجتماعية: أبحاث اليرموؾ،« دراسة ميدانية:األردنية
.74-63 ص ص،2000
أبحاث،« »العبلقة بين بعض خصائص المعمومات وفاعمية الرقابة اإلدارية،سامر عبد المجيد البشاشة
.148-117 ص ص،2002 ،7 العدد،17 المجمد،اليرموؾ
مجمة األبحاث،« » دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة ورفع كفاءتيا،لشيب صفاء
.91-67 ص78 ص،2009 ،3 العدد،االقتصادية
93
دراسة ميدانية لممنشآت: »التكامل بين استراتيجيات الجودة وأنظمة الرقابة االدارية،مسعود بدري
.344-322 ص ص،2001 ،2 العدد،28 أبحاث اليرموؾ المجمد،«الصناعية لدولة االمارات
Boitier Marie, « L’influence des systèmes de gestion intégrés sur l’intégration des
systèmes de contrôle de gestion », Comptabilité-contrôle-audit, Tome 14, Vol 1, 2008, P33-
48.
Bouquin Henri, « Le contrôle de gestion : le temps réel implique un retour aux sources »,
Revue Fracaise de Gestion, n° 86, 1991, PP 17-26
Bouquin Henri, « Vingt ans de contrôle de gestion ou le passage d’une technique à une
discipline » Comptabilite-contrôle- audit, Numéro spécial, Mai 1999, PP 93-105.
Galdemar Virginie, Gilles Léopold, Simon Marie, «Performance, efficacité, efficience: les
critères d’évaluation des Politiques sociales sont-ils Pertinents?», Cahier de recherche
Crédoc, n° 299, décembre 2012, P11
Germain Christophe, « Une typologie des tableaux de bord implanté dans les petites et
moyennes entreprise », Finance Contrôle Stratégie, Vol 8, n° 3, 2005, PP 125-143.
Gray Jack, Pecqueux Yvon, « Evolutions actuelles des systèmes de tableau de bord-
Comparaison des pratiques de quelques multinationales amiricaines et francaises »,
Revue Francaise de Comptabilité, n° 242 1993, PP 61-70.
Hofsted Greet, « Management control of public and not for profit-activities», Accounting,
Organization and Society, Vol 6, n° 3, 1981, PP 193-211.
94
Merchant Kenneth A, «The control function of management», Sloan Management Review,
Vol 23, n°4, 1982, PP 43-55.
Messeghem Karim, Naro Gérald, Sammut Sylvie, « Construction d’un outil stratégique
d’évaluation de l’accompagnement à la création d’entreprise : apport du tableau de
bord prospectif », Gestion 2000,n°2, 2010 PP 95-112.
Mintzberg Henry, « Strategy making in three modes », California Management Review, Vol
16, n 2, 1973, P 44-53.
Pandy I M, Balanced Scorecard : myth and reality, VIKALPA, Vol 30, n° 1, 2005, PP51-66
.
Papamichail K.Nadia, Robertson Ian, « Integrating decision making and regulation in the
management control process », Omega, Vol 33, n° 4, 2005, P 319- 332.
Rouleu Linda, Poesi Florence Allard , Warnier Vanessa, «Le management stratégique en
pratiques», Revue Française de Gestion, Vol 5, n° 174, 2007, PP 15-24.
Simons Robert, « The role of management control systems in creating advantage: new
perspectives » Accounting, Organizisations and Society, Vol 15, n°1/2, 1990, PP 127-143.
:واألطروحات الرسائل
.2002 ، جامعة الجزائر، رسالة ماجستير، نظاـ مراقبة التسيير وعالقتو باتخاذ القرار،لشيب صفاء
دورىا في تحسيف فعالية التسيير وجودة الخدمات- مراقبة التسيير في القطاع العمومي،لشيب صفاء
.2015 ، جامعة الجزائر، أطروحة دكتوراه في ادارة األعماؿ،-بالقطاع الصحي
95
Bouinot Claire, Contrôle de gestion à l’hôpital: Régulation et dynamique instrumentale
thèse doctorat en sciences de gestion, l’école de mines, Paris, 2005.
96